نسب يسوع المسيح
اسماء علم من الكتاب المقدس بعهده الجديد، الكتب المحتضنة
الايات  -  القديم   الجديد

الكتب - القديم 1 2 3 4    الجديد

العودة الى الاساس

     

يهوذا

           لائحة بالكتب مع مختصر لمضمون الفصول او الاصحاحات التي تحتضن هذه الكالمة الاسم.
 
  • بالون الاسود - يعني ان هذا الاسم المحتضن له علاقة بنسب يسوع المسيح
  • بالون الاحمر - يعني ان هذا الاسم المحتضن لا علاقة له بنسب يسوع المسيح
 
  الكتاب الاسم الفصل   مضمون ...
1 40 انجيل متى 001 يهوذا
1- هذا نسب يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم:
2- ابراهيم ولد اسحق. واسحق ولد يعقوب. ويعقوب ولد يهوذا واخوته.
3- ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار. وفارص ولد حصرون. وحصرون ولد ارام.
4- وارام ولد عميناداب. وعميناداب ولد نحشون. ونحشون ولد سلمون.
5- وسلمون ولد بوعز من راحاب. وبوعز ولد عوبيد من راعوث. وعوبيد ولد يسى.
6- ويسى ولد داود الملك.
وداود ولد سليمان من امراة اوريا.
7- وسليمان ولد رحبعام. ورحبعام ولد ابيا. وابيا ولد آسا.
8- وآسا ولد يوشافاط. ويوشافاط ولد يورام. ويورام ولد عزيا.
9- وعزيا ولد يوثام. ويوثام ولد احاز. واحاز ولد .حزقيا.
10- وحزقيا ولد منسى. ومنسى ولد آمون. وآمون ولد يوشيا.
11- ويوشيا ولد يكنيا واخوته زمن السبي الى بابل.
12- وبعد السبي الى بابل يكنيا ولد شالتئيل. وشالتيئيل ولد زربابل.
13- وزربابل ولد ابيهود. وابيهود ولد الياقيم. والياقيم ولد عازور.
14- وعازور ولد صادوق. وصادوق ولد اخيم. واخيم ولد اليود.
15- واليود ولد اليعازر. واليعازر ولد متان. ومتان ولد يعقوب.
16- ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولدت يسوع الذي يدعى المسيح.
17- فمجموع الاجيال من ابراهيم الى داود اربعة عشر جيلا. ومن داود الى سبـي بابل اربعة عشر جيلا. ومن سبـي بابل الى المسيح اربعة عشر جيلا.

18- وهذه سيرة ميلاد يسوع المسيح: كانت امه مريم مخطوبة ليوسف، فتبين قبل ان تسكن معه انها حبلى من الروح القدس.
19- وكان يوسف رجلا صالحا فما اراد ان يكشف امرها، فعزم على ان يتركها سرا.

20- وبينما هو يفكر في هذا الامر، ظهر له ملاك الرب. في الحلم وقال له: "يا يوسف ابن داود، لا تخف ان تاخذ مريم امراة لك. فهي حبلى من الروح القدس،
21- وستلد ابنا تسميه يسوع، لانه يخلص شعبه من خطاياهم".

22- حدث هذا كله ليتم ما قال الرب بلسان النبـي:
23- "ستحبل العذراء، فتلد ابنا يدعى "عمانوئيل"، اي الله معنا.

24- فلما قام يوسف من النوم، عمل بما امره ملاك الرب. فجاء بامراته الى بيته،
25- ولكنه ما عرفها حتى ولدت ابنها فسماه يسوع.
 
2 40 انجيل متى 002 يهوذا
1- ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية، على عهد الملك هيرودس، جاء الى اورشليم مجوس. من المشرق
2- وقالوا: "اين هو المولود، ملك اليهود؟ راينا نجمه في المشرق، فجئنا لنسجد له".

3- وسمع الملك هيرودس، فاضطرب هو وكل اورشليم.
4- فجمع كل رؤساء الكهنة ومعلمي الشعب وسالهم: "اين يولد المسيح؟"
5- فاجابوا: "في بيت لحم اليهودية، لان هذا ما كتب النبـي:
6- "يا بيت لحم، ارض يهوذا، ما انت الصغرى في مدن يهوذا، لان منك يخرج رئيس يرعى شعبـي اسرائيل".

7- فدعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم متى ظهر النجم،
8- ثم ارسلهم الى بيت لحم وقال لهم: "اذهبوا وابحثوا جيدا عن الطفل. فاذا وجدتموه، فاخبروني حتى اذهب انا ايضا واسجد له".

9- فلما سمعوا كلام الملك انصرفوا. وبينما هم في الطريق اذا النجم الذي راوه في المشرق، يتقدمهم حتى بلغ المكان الذي فيه الطفل فوقف فوقه.
10- فلما راوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا،
11- ودخلوا البيت فوجدوا الطفل مع امه مريم. فركعوا وسجدوا له، ثم فتحوا اكياسهم واهدوا اليه ذهبا وبخورا ومرا.

12- وانذرهم الله في الحلم ان لا يرجعوا الى هيرودس، فاخذوا طريقا آخر الى بلادهم.

13- وبعدما انصرف المجوس، ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم وقال له: "قم، خذ الطفل وامه واهرب الى مصر واقم فيها، حتى اقول لك متى تعود، لان هيرودس سيبحث عن الطفل ليقتله".
14- فقام يوسف واخذ الطفل وامه ليلا ورحل الى مصر.
15- فاقام فيها الى ان مات هيرودس، ليتم ما قال الرب بلسان النبـي: "من مصر دعوت ابني".

16- فلما راى هيرودس ان المجوس استهزاوا به، غضب جدا وامر بقتل.كل طفل في بيت لحم وجوارها، من ابن سنتين فما دون ذلك، حسب الوقت الذي تحققه من المجوس،
17- فتم ما قال النبـي ارميا:
18- "صراخ سمعفي الرامة، بكاء ونحيب كثير، راحيل تبكي على اولادها ولا تريد ان تــتعزى، لانهم زالوا عن الوجود".

19- ولم? مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم، وهو في مصر
20- وقال له: "قم، خذ الطفل وامه وارجـــع الى ارض اسرائيل، لان الذين ارادوا ان يقتلوه ماتوا".
21- فقام واخذ الطفل وامه ورجع الى ارض اسرائيل.
22- لكنه سمع ان ارخيلاوس يملك على اليهودية خلفا لابيه هيرودس، فخاف ان يذهب اليها. فانذره الله في الحلم، فلجا الى الجليل.
23- وجاء الى مدينة اسمها الناصرة فسكن فيها، ليـتم ما قال الانبياء: "يدعى ناصريا".
 
3 40 انجيل متى 010 يهوذا
1- ودعا يسوع تلاميذه الاثني عشر واعطاهم سلطانا يطردون به الارواح النجسة ويشفون الناس من كل داء ومرض.
2- وهذه اسماء الرسل الاثني عشر: اولهم سمعان الملقب ببطرس واخوه اندراوس، ويعقوب بن زبدي واخوه يوحنا،
3- وفيلبس وبرتولماوس، وتوما ومتى جابـي الضرائب، ويعقوب بن حلفى وتداوس،
4- وسمعان الوطني الغيور، ويهوذا الاسخريوطي الذي اسلم يسوع.

5- وارسل يسوع هؤلاء التلاميذ الاثني عشر واوصاهم قال: "لا تقصدوا ارضا وثنـية ولا تدخلوا مدينة سامرية،
6- بل اذهبوا الى الخراف الضالة من بني اسرائيل،
7- وبشروا في الطريق بان ملكوت السماوات اقترب.
8- واشفوا المرضى، واقيموا الموتى، وطهروا البرص، واطردوا الشياطين. مجانا اخذتم، فمجانا اعطوا.
9- لا تحملوا نقودا من ذهب ولا من فضة ولا من نحاس في جيوبكم،
10- ولا كيسا للطريق ولا ثوبا آخر ولا حذاء ولا عصا، لان العامل يستحق طعامه.
11- واية مدينة او قرية دخلتم، فاستخبروا عن المستحق فيها، واقيموا عنده الى ان ترحلوا.
12- واذا دخلتم بيتا فسلموا عليه.
13- فان كان اهلا للسلام، حل سلامكم به، والا رجع سلامكم اليكم.
14- واذا امتنع بيت او مدينة عن قبو.لكم او سماع كلامكم، فاتركوا المكان وانفضوا الغبار عن اقدامكم.
15- الحق اقول لكم: سيكون مصير سدوم وعمورة يوم الحساب اكثر احتمالا من مصير تلك المدينة.

16- "ها انا ارسلكم مثل الخراف بين الذئاب فكونوا حذرين كالحيات، ودعاء كالحمام.
17- وانتبهوا، لان الناس سيسلـمـونـكم الى المحاكم، ويجلدونــكم في المجـامــع،
18- ويـسـوقونـكم الى الحكـام والملوك من اجلي، لتشهدوا عندهم وعند سائر الشعوب.
19- فلا تهتموا حين يسلمونــكم كيف او بماذا تتكلمون، لانـكم ستعطون في حينه ما تتكلمون به.
20- فما انتم المتكلمون، بل روح ابـيكم السماوي يتكلم فيكم.
21- سيسلم الاخ اخاه الى الموت، والاب ابنه، ويتمرد الابناء على الآباء ويقتلونهم،
22- ويبغضكم جميع الناس من اجل اسمي. والذي يثبت الى النهاية يخلص.

23- واذا اضطهدوكم في مدينة، فاهربوا الى غيرها.  الحق اقول لكم: لن تنهوا عملكم في مدن اسرائيل كلها حتى يجيء ابن الانسان.

24- لا تلميذ اعظم من معلمه، ولا خادم اعظم من سيده.
25- يكفي التلميذ ان يكون مثل معلمه والخادم مثل سيده. اذا كان رب البيت قيل له بعلزبول، فكيف اهل بـيته؟

26- "لا تخافوهم. فما من مستور الا سينكشف، ولا من خفـي الا سيظهر.
27- وما اقوله لكم في الظلام، قولوه في النور. وما تسمعونه همسا، نادوا به على السطوح.
28- لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ولا يقدرون ان يقتلوا النفس، بل خافوا الذي يقدر ان يهلك الجسد والنفس معا في جهنم.
29- اما يباع عصفوران بدرهم واحد؟ ومع ذلك لا يقع واحد منهما الى ..الارض الا بعلم ابـيكم السماوي.
30- اما انتم، فشعر رؤوسكم نفسه معدود كله.
31- لا تخافوا، انتم افضل من عصافير كثيرة.

32- "من اعترف بـي امام الناس، اعترف به امام ابـي الذي في السماوات.
33- ومن انكرني امام الناس، انكره امام ابـي الذي في السماوات.

34- "لا تظنوا اني جئت لاحمل السلام الى العالم، ما جئت لاحمل سلاما بل سيفا.
35- جئت لافرق بين الابن وابـيه، والبنت وامها، والكنة وحماتها.
36- ويكون اعداء الانسان اهل بـيته.

37- من احب اباه او امه اكثر مما يحبني، فلا يستحقني. ومن احب ابنه او بنته اكثر مما يحبني، فلا يستحقني.
38- ومن لا يحمل صليبه ويتبعني، فلا يستحقني.
39- من حفظ حياته يخسرها، ومن خسر حياته من اجلي يحفظها.

40- "من قبلكم قبلني، ومن قبلني قبل الذي ارسلني.
41- من قبل نبـيا لانه نبـي، فجزاء نبـي ينال. ومن قبل رجلا صالحا لانه رجل صالـح، فجزاء رجل صالـح ينال.
42- ومن سقى احد هؤلاء الصغار ولو كاس ماء بارد لانه تلميذي، فاجره، الحق اقول لكم، لن يضيع".
 
4 40 انجيل متى 013 يهوذا
1- وخرج يسوع من الدار في ذلك اليوم وجلس بجانب البحر.
2- فازدحم عليه جمع كبـير، حتى انه صعد الى قارب وجلس فيه، والجمع كله على الشاطئ،
3- فكلمهم بامثال على امور كثيرة قال: "خرج الزارع ليزرع.
4- وبينما هو يزرع، وقع بعض الحب على جانب الطريق، فجاءت الطيور واكلته.
5- ووقع بعضه على ارض صخرية قليلة التراب، فنبت في الحال لان ترابه كان بلا عمق.
6- فلما اشرقت الشمس احترق وكان بلا جذور فيبس.
7- ووقع بعضه على الشوك، فطلع الشوك وخنقه.
8- ومنه ما وقع على ارض طيبة، فاعطى بعضه مئة، وبعضه ستين، وبعضه ثلاثين.
9- من كان له اذنان، فليسمع!"

10- فدنا منه تلاميذه وقالوا له: "لماذا تخاطبهم بالامثال؟"
11- فاجابهم: "انتم اعطيتم ان تعرفوا اسرار ملكوت السماوات، واما هم فما اعطوا.
12- لان من كان له شيء، يزاد فيفيض. ومن لا شيء له، يؤخذ منه حتى الذي له.
13- وانا اخاطبهم بالامثال لانهم ينظرون فلا يبصرون، ويصغون فلا يسمعون ولا يفهمون.
14- ففيهم تتم نبوءة اشعيا: "مهما سمعتم لا تفهمون، ومهما نظرتم لا تبصرون.
15- لان هذا الشعب تحجر قلبه، فسدوا آذانهم واغمضوا عيونهم، لـئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فاشفيهم".
16- واما انتم فهنيئا لكم لان عيونكم تبصر وآذانكم تسمع.
17- الحق اقول لكم: كثير من الانبـياء والابرار تمنوا ان يروا ما انتم ترون فما راوا، وان يسمعوا ما انتم تسمعون فما سمعوا.

18- "فاسمعوا انتم مغزى مثل الزارع:
19- من يسمع كلام الملكوت ولا يفهمه، فهو المزروع في جانب الطريق، فيجيء الشرير وينتز.ع ما هو مزروع في قلبه.
20- ومن يسمع كلام الملكوت ويتقبله في الحال فرحا، فهو المزروع في ارض صخرية:
21- لا جذور له في نفسه، فيكون الى حين. فاذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل كلام الملكوت، ارتد عنه في الحال.
22- ومن يسمع كلام الملكوت ولا يعطي ثمرا فهو المزروع في الشوك: له من هموم هذه الدنيا ومحبة الغنى ما يخنق الثمر فيه.
23- واما من يسمع كلام الملكوت ويفهمه، فهو المزروع في الارض الطيبة، فيثمر ويعطي بعضه مئة، وبعضه ستين، وبعضه ثلاثين".

24- وقدم لهم يسوع مثلا آخر، قال: "يشبه ملكوت السماوات رجلا زرع زرعا جيدا في حقله.
25- وبينما الناس نـيام، جاء عدوه وزرع بين القمح زؤانا ومضى.
26- فلما طلع النبات واخرج سنبله، ظهر الزؤان معه.
27- فجاء خدم صاحب الحقل وقالوا له: "يا سيد انت زرعت زرعا جيدا في حقلك، فمن اين جاءه الزؤان؟"
28- فاجابهم: "عدو فعل هذا". فقالوا له: "اتريد ان نذهب لنجمع الزؤان؟"
29- فاجاب: "لا، لـئلا تقلعوا القمح وانتم تجمعون الزؤان.
30- فاتركوا القمح ينمو مع الزؤان الى يوم الحصاد، فاقول للحصادين: اجمعوا الزؤان اولا واحزموه حزما لـيحرق، واما القمح فاجمعوه الى مخزني".

31- وقدم لهم مثلا آخر، قال: "يشبه ملكوت السماوات حبة من خردل اخذها رجل وزرعها في حقله.
32- هي اصغر الحبوب كلها، ولكنها اذا مت كانت اكبر البقول، بل صارت شجرة،حتى ان طيور السماء تجيء وتعشش في اغصانها".

33- وقال لهم هذا المثل: "يشبه ملكوت السماوات خميرة اخذتها امراة ووضعتها في ثلاثة اكيال من الدقيق حتى اختمر العجين كله".

34- هذا كله قاله يسوع للجموع بالامثال. وكان لا يخاطبهم الا بامثال.
35- فتم ما قال النبـي: "بالامثال انطق، فاعلن ما كان خفيا منذ انشاء العالم".

36- وترك يسوع الجموع ودخل الى البيت، فجاء اليه تلاميذه وقالوا له: "فسر لنا مثل زؤان الحقل".
37- فاجابهم: "الذي زرع زرعا جيدا هو ابن الانسان،
38- والحقل هو العالم، والزرع الجيد هو ابناء الملكوت، والزؤان هو ابناء الشرير،
39- والعدو الذي زرع الزؤان هو ابليس، والحصاد هو نهاية العالم، والحصادون هم الملائكة.
40- وكما يجمع الزارع الزؤان ويحرقه في النار، فكذلك يكون في نهاية العالم:
41- يرسل ابن الانسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته كل المفسدين والاشرار
42- ويرمونهم في اتون النار، فهناك البكاء وصريف الاسنان.
43- واما الابرار، فيشرقون كالشمس في ملكوت ابـيهم. من كان له اذنان، فليسمع!

44- "ويشبه ملكوت السماوات كنزا مدفونا في حقل، وجده رجل فخباه، ومن فرحه مضى فباع كل ما يملك واشترى ذلك الحقل.

45- ويشبه ملكوت السماوات تاجرا كان يبحث عن لؤلؤ. ثمين.
46- فلما وجد لؤلؤة ثمينة، مضى وباع كل ما يملك واشتراها.

47- ويشبه ملكوت السماوات شبكة القاها الصيادون في البحر، فجمعت سمكا من كل نوع.
48- فلما امتلات اخرجها الصيادون الى .الشاطئ..، فوضعوا .السمك الجيد في سلالهم ورموا الرديء.
49- وهكذا يكون في نهاية العالم: يجيء الملائكة، وينتقون الاشرار من بين الصالحين
50- ويرمونهم في اتون النار. فهناك البكاء وصريف الاسنان".

51- وسال يسوع تلاميذه: "افهمتم هذا كله؟" فاجابوه: "نعم".
52- فقال لهم: "اذا، كل من صار من معلمي الشريعة تلميذا في ملكوت السماوات، يشبه رب بيت يخرج من كنزه كل جديد وقديم".

53- ولما اتم يسوع هذه الامثال، ذهب من هناك_
54- وعاد الى بلده، واخذ يعلم في مجمعهم، فتعجبوا وتساءلوا: "من اين له هذه الحكمة وتلك المعجزات؟
55- اما هو ابن النجار؟ امه تدعى مريم، واخوته يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا؟
56- اما جميع اخواته عندنا؟ فمن اين له كل هذا؟"
57- ورفضوه.

58- وما صنع هناك كثيرا من المعجزات لعدم ايمانهم به.
 
5 40 انجيل متى 026 يهوذا
1- ولما اتم يسوع هذا الكلام كله، قال لتلاميذه:
2- "تعرفون ان الفصح يقع بعد يومين، وفيه يسلم ابن الانسان ليصلب".

3- واجتمع في ذلك الحين رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب في دار قيافا رئيس الكهنة،
4- وتشاوروا ليمسكوا يسوع بحيلة ويقتلوه.
5- ولكنهم قالوا: "لا نفعل هذا في العيد، لـئلا يحدث اضطراب في الشعب".

6- وبينما يسوع في بيت عنيا عند سمعان الابرص،
7- دنت منه امراة تحمل قارورة طيب غالي الثمن، فسكبته على راسه وهو يتناول الطعام.
8- فلما راى التلاميذ ما عملت، استاؤوا وقالوا: "ما هذا الاسراف؟
9- كان يمكن ان يباع غالـيا، ويوزع ثمنه على الفقراء!"
10- فعرف يسوع وقال لهم: "لماذا تزعجون هذه المراة؟ فهي عملت لي عملا صالحا.
11- فالفقراء عندكم في كل حين، وام? انا فلا اكون في كل حين عندكم.
12- واذا كانت سكبت هذا الطيب على جسدي، فلتهيئه للدفن.
13- الحق اقول لكم: اينما تعلن هذه البشارة في العالم كله، يحدث ايضا بعملها هذا، احياء لذكرها".

14- وفي ذلك الوقت ذهب احد التلاميذ الاثني عشر، وهو يهوذا الملقب بالاسخريوطـي، الى رؤساء الكهنة
15- وقال لهم: "ماذا تعطوني لاسلم اليكم يسوع؟" فوعدوه بثلاثين من الفضة.
16- واخذ يهوذا من تلك الساعة يترقب الفرصة ليسلم يسوع.

17- وفي اول يوم من عيد الفطير، جاء التلاميذ الى يسوع وقالوا له: "اين تريد ان نهيـئ لك عشاء الفصح؟"
18- فاجابهم: "اذهبوا الى فلان في المدينة وقولوا له: يقول المعلم: جاءت ساعتي، وساتناول عشاء الفصح في بيتك مع تلاميذي".
19- فعمل التلاميذ ما امرهم به يسوع وهيـاوا عشاء الفصح.

20- وفي المساء، جلس يسوع للطعام مع تلاميذه الاثني عشر.
21- وبينما هم ياكلون، قال يسوع: "الحق اقول لكم: واحد منكم سيسلمني".
22- فحزن التلاميذ كثيرا واخذوا يسالونه، واحدا واحدا: "هل انا هو، يا سيد؟"
23- فاجابهم: "من يغمس خبزه في الصحن معي هو الذي سيسلمني.
24- فابن الانسان سيموت كما جاء عنه في الكتاب، ولكن الويل لمن يسلم ابن الانسان! كان خيرا له ان لا يولد".
25- فساله يهوذا الذي سيسلمه: "هل انا هو، يا معلم؟" فاجابه يسوع: "انت قلت".

26- وبينما هم ياكلون، اخذ يسوع خبزا وبارك وكسره وناول تلاميذه وقال: "خذوا كلوا، هذا هو جسدي".
27- واخذ كاسا وشكر وناولهم وقال: "اشربوا منها كلكم.
28- هذا هو دمي، دم العهد الذي يسفك من اجل اناس كثيرين. لغفران الخطايا.
29- اقول لكم: لا اشرب بعد اليوم من عصير الكرمة هذا، حتى يجيء يوم فيه اشربه معكم جديدا في ملكوت ابـي".

30- ثم سبحوا وخرجوا الى جبل الزيتون.

31- وقال لهم يسوع: "في هذه الليلة ستتركوني..كلكم، فالكتاب يقول: ساضرب الراعي، فتتبدد خراف القطيع.
32- ولكن بعد قيامتي من بين الاموات اسبقكم الى الجليل".
33- فقال بطرس: "لو تركوك كلهم، فانا لن اتركك".
34- فقال له يسوع: "الحق اقول لك: في هذه الليلة، قبل ان يصيح الديك، تنكرني ثلاث مرات".
35- فاجابه بطرس: "لا انكرك وان كان علي ان اموت معك". وهكذا قال التلاميذ كلهم.

36- ثم جاء يسوع مع تلاميذه الى موضع اسمه جتسماني، فقال لهم: "اقعدوا هنا، حت? اذهب واصلي هناك".
37- واخذ معه بطرس وابني زبدي، وبدا يشعر بالحزن والكآبة.
38- فقال لهم: "نفسي حزينة حت? الموت. انتظروا هنا واسهروا معي".
39- وابتعد عنهم قليلا وارتمى على وجهه وصل? فقال: "ان امكن يا ابـي، فلتعبر عني هذه الكاس. ولكن لا كما انا اريد، بل كما انت تريد".

40- ورجع الى التلاميذ فوجدهم نـياما، فقال لبطرس: "اهكذا لا تقدرون ان تسهروا معي ساعة واحدة؟
41- اسهروا وصلوا لـئلا تقعوا في التجربة. الروح راغبة، ولكن الجسد ضعيف".

42- وابتعد ثانية وصلى، فقال: "يا ابـي، اذا كان لا يمكن ان تعبر عني هذه الكاس، الا ان اشربها، فلتكن مشيئتك".
43- ثم رجع فوجدهم نـياما، لان النعاس اثقل جفونهم.

44- فتركهم وعاد الى الصلاة مرة ثالثة، فردد الكلام نفسه.
45- ثم رجع الى التلاميذ وقال لهم: "انـيام بعد ومستريحون؟ جاءت الساعة التي فيها يسلم ابن الانسان الى ايدي الخاطئين.
46- قوموا ننصرف! اقترب الذي يسلمني".

47- وبينما يسوع يتكلم وصل يهوذا، احد التلاميذ الاثني عشر، على راس عصابة كبـيرة تحمل السيوف والعصي، ارسلها رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب.

48- وكان الذي اسلمه اعطاهم علامة، قال: "هو الذي اقبله، فامسكوه!"
49- ودنا يهوذا في الحال الى يسوع وقال له: "السلام عليك، يا معلم!" وقبله.
50- فقال له يسوع: "افعل ما جئت له. يا صاحبـي!" فتقدموا والقوا عليه الايدي وامسكوه.
51- ومد واحد من رفاق يسوع يده الى سيفه واستله وضرب خادم رئيس الكهنة، فقطع اذنه.
52- فقال له يسوع: "رد سيفك الى مكانه. فمن ياخذ بالسيف، بالسيف يهلك.
53- اتظن اني لا اقدر ان اطلب الى ابـي، فيرسل لي في الحال اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة؟
54- ولكن كيف تتم الكتب المقدسة التي تقول ان هذا ما يجب ان يحدث؟"

55- وقال يسوع للجموع: "اعلى لص خرجتم بسيوف وعصي لتاخذوني؟ كنت كل يوم اجلس معكم في الهيكل اعلم، فما اخذتموني.
56- ولكن حدث هذا كله لتتم كتب الانبـياء". فتركه التلاميذ كلهم وهربوا.

57- فالذين امسكوا يسوع اخذوه الى قيافا رئيس الكهنة، وكان معلمو الشريعة والشيوخ مجتمعين عنده.
58- وتبعه بطرس عن بعد الى دار رئيس الكهنة. فدخل وقعد مع الحرس ليرى النهاية.

59- وكان رؤساء الكهنة وجميع اعضاء المجلس يطلبون شهادة زور على يسوع ليقتلوه،
60- فما وجدوا، مع ان كثيرا من شهود الزور تقدموا بشهاداتهم. ثم قام شاهدان
61- وقالا: "هذا الرجل قال: اقدر ان اهدم هيكل الله وابنـيه في ثلاثة ايام".
62- فقام رئيس الكهنة وقال ليسوع: "اما تجيب بشيء؟ ما هذا الذي يشهدان به عليك؟"
63- فظل يسوع ساكتا. فقال له رئيس الكهنة: "استحلفك بالله الحي ان تقول لنا: هل انت المسيح ابن الله؟"
64- فاجاب يسوع: "انت قلت. وانا اقول لكم: سترون بعد اليوم ابن الانسان جالسا عن يمين الله القدير وآتــيا على سحاب السماء!"
65- فشق رئيس الكهنة ثيابه وقال: "تجديف! انحتاج بعد الى شهود؟ ها انتم سمعتم تجديفه.
66- فما رايكم؟" فاجابوه: "يستوجب الموت!"

67- فبصقوا في وجه يسوع ولطموه، ومنهم من لكمه
68- وقالوا: "تنبـا لنا، ايها المسيح، من ضربك!"

69- وكان بطرس قاعدا في ساحة الدار، فدنت اليه جارية وقالت: "انت ايضا كنت مع يسوع الجليلي!"
70- فانكر امام جميع الحاضرين، قال: "لا افهم ما تقولين".
71- وخرج الى مدخل الساحة، فراته جارية اخرى. فقالت لمن كانوا هناك: "هذا الرجل كان مع يسوع الناصري!"
72- فانكر بطرس ثانية وحلف، قال: "لا اعرف هذا الرجل!"
73- وبعد قليل جاء الحاضرون وقالوا لبطرس: "لا شك انك انت ايضا واحد منهم، فلهجتك تدل عليك!"
74- فاخذ يلعن ويحلف: "انا لا اعرف هذا الرجل". فصاح الديك في الحال،
75- فتذكر بطرس قول يسوع: "قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات". فخرج وبكى بكاء مرا.
 
6 40 انجيل متى 027 يهوذا
1- ولما طلع الصبح، تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع ليقتلوه.
2- ثم قيدوه واخذوه واسلموه الى الحاكم بـيلاطس.

3- فلما راى يهوذا الذي اسلم يسوع انهم حكموا عليه، ندم ورد الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة والشيوخ،
4- وقال لهم: "خطئت حين اسلمت دما بريئا". فقالوا له: "ما علينا؟ د.بر انت امرك".
5- فرمى يهوذا الفضة في الهيكل وانصرف، ثم ذهب وشنق نفسه.

6- فاخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا: "هذه ثمن دم، فلا يحل لنا ان نضعها في صندوق الهيكل".
7- فاتـفقوا ان يشتروا بها حقل الخزاف ليجعلوه مقبرة للغرباء.
8- ولهذا يسميه الناس حقل الدم الى هذا اليوم.

9- فتم ما قاله النبـي ارميا: "واخذوا الثلاثين من الفضة، وهي ما اتفق بعض بني اسرائيل على ان يكون ثمنه،
10- ودفعوها ثمنا لحقل الخزاف. هكذا امرني الرب".

11- ووقف يسوع امام الحاكم فساله الحاكم: "اانت ملك اليهود؟" فاجابه يسوع: "انت قلت".
12- وكان رؤساء الكهنة والشيوخ يتهمونه، فلا يجيب بشيء.
13- فقال له بـيلاطس: "اما تسمع ما يشهدون به عليك؟"
14- فما اجابه يسوع عن شيء، حت? تعجب الحاكم كثيرا.

15- وكان من عادة الحاكم في كل عيد ان يطلق واحدا من السجناء يختاره الشعب.
16- وكان عندهم في ذلك الحين سجين شهير اسمه يشوع باراباس.
17- فلما تجمهر الناس سالهم بـيلاطس: "من تريدون ان اطلق لكم: يشوع باراباس ام يسوع الذي يقال له المسيح؟"
18- وكان بـيلاطس يعرف انهم من حسدهم اسلموا يسوع.

19- وبينما بـيلاطس على كرسـي القضاء، ارسلت اليه امراته تقول: "اياك وهذا الرجل الصالـح، لاني تالمت الليلة في الحلم كثيرا من اجله".
20- لكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع على ان يطلبوا باراباس ويقتلوا يسوع.
21- فلما سالهم الحاكم: "ايهما تريدون ان اطلق لكم؟" اجابوا: "باراباس!"
22- فقال لهم بـيلاطس: "وماذا افعل بـيسوع الذي يقال له المسيح؟" فاجابوا كلهم: "اصلبه!"
23- قال لهم: "واي شر فعل؟" فارتفع صياحهم: "اصلبه!"

24- فلما راى بـيلاطس ?نه ما استفاد شيئا، بل اشتد الاضطراب، اخذ ماء وغسل يديه امام الجموع وقال: "انا بريء من دم هذا الــــرجل! د.بروا انتم امره".
25- فاجاب الشعب كله: "دمه علينا وعلى اولادنا!"
26- فاطلق لهم باراباس، اما يسوع فجلد.ه واسلمه لـــيصلب.

27- فاخذ جنود الحاكم يسوع الى قصر الحاكم وجمعوا الكتيبة كلها،
28- فنزعوا عنه ثيابه والبسوه ثوبا قرمزيا،
29- وضفروا اكليلا من شوك ووضعوه على راسه، وجعلوا في يمينه قصبة، ثم ركعوا امامه واستهزاوا به فقالوا: "السلام عليك يا ملك اليهود!"
30- وامسكوا القصبة واخذوا يضربونه بها على راسه وهم يبصقون عليه.
31- وبعدما استهزاوا به نــزعوا عنه الثوب القرمزي، والبسوه ثيابه وساقوه ليصلب.

32- وبينما هم خارجون من المدينة صادفوا رجلا من قيرين اسمه سمعان، فسخروه ليحمل صليب يسوع.
33- ولما وصلوا الى المكان الذي يقال له الجلجثة، اي "موضع الجمجمة"
34- اعطوه خمرا ممزوجة بالمر، فلما ذاقها رفض ان يشربها.
35- فصلبوه واقترعوا على ثيابه واقتسموها.
36- وجلسوا هناك يحرسونه.
37- ووضعوا فوق راسه لافتة مكتوبا فيها سبب الحكم عليه: "هذا يسوع، ملك اليهود".
38- وصلبوا معه لصين، واحدا عن يمينه وواحدا عن شماله.
39- وكان المارة يهزون رؤوسهم ويشتمونه ويقولون:
40- "يا هادم الهيكل وبانـيه في ثلاثة ايام، ان كنت ابن الله، فخلص نفسك وانزل_ ..عن الصليب".
41- وكان رؤساء الكهنة ومـعلمو الشريعة والشيوخ يستهزئون به، فيقولون:
42- "خلص غيره، ولا يقدر ان يخلص نفسه! هو ملك اسرائيل، فلينزل الآن عن الصليب لنؤمن به!
43- توكل على الله وقال: انا ابن الله، فلينقذه الله الآن ان كان راضيا عنه".
44- وعيره اللصان المصلوبان معه ايضا، فقالا مثل هذا الكلام.

45- وعند الظهر خيم على الارض كلها ظلام حت? الساعة الثالثة.
46- ونحو الساعة الثالثة صرخ يسوع بصوت عظيم: "ايلي، ايلي، لما شبقتاني؟" اي "الهي، الهي، لماذا تركتني؟"
47- فسمع بعض الحاضرين هناك، فقالوا: "ها هو ينادي ايليا!"
48- واسرع واحد منهم الى اسفنجة، فبلــلها بالخل ووضعها على طرف قصبة ورفعها اليه لـيشرب.
49- فقال له الآخرون: "انتظر لنرى هل يجيء ايليا ليخلصه!"
50- وصرخ يسوع مرة ثانية صرخة قوية واسلم الروح.

51- فانشق حجاب الهيكل شطرين من اعلى الى اسفل. وتزلزلت الارض وتشققت الصخور.
52- وانفتحت القبور،. فقامت اجساد كثير.? من القديسين الراقدين.
53- وبعد قيامة يسوع، خرجوا من القبور ودخلوا الى المدينة المقدسة وظهروا لكثير.? من الناس.

54- فلما راى القائد وجنوده الذين يحرسون يسوع الزلزال وكل ما حدث، فزعوا وقالوا: "بالحقيقة كان هذا الرجل ابن الله!"
55- وكان هناك كثير من النساء ينظرن عن بعد، وهن اللواتي تبعن يسوع من الجليل ليخدمنه،
56- فيهن مريم المجدلية، ومريم ام يعقوب ويوسف، وام ابني زبدي.

57- وجاء عند المساء رجل غنـي من الرامة اسمه يوسف، وكان من تلاميذ يسوع.
58- فدخل على بـيلاطس وطلب جسد يسوع. فامر بـيلاطس ان يسلموه اليه.
59- فاخذ يوسف جسد يسوع ولفه في كفن نظيف،
60- ووضعه في قبر جديد كان حفره لنفسه في الصخر، ثم دحرج حجرا كبـيرا على باب القبر ومضى.
61- وكانت مريم المجدلية، ومريم الاخرى، جالستين تجاه القبر.

62- وفي الغد، اي بعد التهيئة للسبت، ذهب رؤساء الكهنة والفريسيون الى بـيلاطس
63- وقالوا له: "تذكرنا، يا سيد، ان .ذلك الدجال قال وهو حي: ساقوم بعد ثلاثة ايـام.
64- فاصدر امرك بحراسة القبر الى اليوم الثالث، لـئلا يجيء تلاميذه ويسرقوه ويقولوا للشعب: قام من بين الاموات، فتكون هذه الخدعة شرا من الاولى".

65- فقال لهم بـيلاطس: "عندكم حرس، فاذهبوا واحتاطوا كما ترون".
66- فذهبوا واحتاطوا على القبر، فختموا الحجر واقاموا عليه حرسا.
 
7 41 انجيل مرقس 003 يهوذا
1- ورجع يسوع الى المجمع، فوجد فيه رجلا يده يابسة.
2- وكان هناك جماعة يراقبونه ليروا هل يشفيه في السبت، فيــتهموه.
3- فقال للرجل الذي يده يابسة: «قم في وسط المجمع!«

4- وقال للحاضرين: «ايحل في السبت عمل الخير ام عمل الشر؟ انقاذ نفس ام اهلاكها؟« فسكتوا.
5- فاجال يسوع نظره فيهم وهو غاضب حزين لقساوة قلوبهم، وقال للرجل: «مد يدك!« فمدها فعادت صحيحة كالاخرى.
6- فخرج الفريسيون وتشاوروا مع الهيرودسيـين ليقتلوا يسوع.

7- فانصرف مع تلاميذه الى بحر الجليل، وتبعه جمهور كبـير من الجليل واليهودية،
8- ومن اورشليم وادومية وعبر الاردن ونواحي صور وصيدا. وهؤلاء سمعوا باعماله فجاؤوا اليه.
9- فامر تلاميذه بان يهيئوا له قاربا حتى لا يزحمه الجمع،
10- لانه شفى كثيرا من النـاس، حتى اخذ كل مريض يشق طريقه اليه ليلمسه.
11- وكان الذين فيهم ارواح نجسة يسجدون له اذا راوه ويصيحون: «انت ابن الله!«

12- فكان يامرهم بشدة ان لا يعلنوا امره.

13- وصعد الى الجبل ودعا الذين ارادهم فحضروا اليه.
14- فاقام منهم اثني عشر سماهم رسلا يرافقونه فيرسلهم مبشرين،
15- ولهم سلطان به يطردون الشياطين.
16- وهؤلاء الاثنا عشر هم: سمعان وسماه يسوع بطرس،
17- ويعقوب ويوحنا ابنا زبدي وسماهما بوانرجس، اي ابني الرعد،  
18- واندراوس وفيلبس وبرثولوماوس، ومتى وتوما، ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان الوطني الغيور،
19- ويهوذا اسخريوط الذي اسلم يسوع.

20- وجاء يسوع الى البـيت، فعاد النـاس الى الازدحام، حتى تعذر على يسوع وتلاميذه ان ياكلوا.
21- وسمع اقرباؤه، فجاؤوا لياخذوه لان بعض النـاس قالوا: «فقد صوابه«.

22- واما معلمو الشريعة الذين نزلوا من اورشليم، فقالوا: «فيه بعلزبول، وهو برئيس الشياطين يطرد الشياطين«.

23- فدعاهم وكلمهم بامثال، قال: «كيف يمكن للشيطان ان يطرد الشيطان؟
24- فاذا انقسمت مملكة لا تثبت،
25- او انقسم بيت لا يثبت.
26- واذا ثار الشيطان على ذاته وانقسم لا يثبت، بل يزول.
27- لا يقدر احد ان يدخل بيت رجل قوي وينهب امتعته الا اذا قيد هذا الرجل القوي اولا، ثم ينهب بيته.
28- الحق اقول لكم: كل خطيئة وكل تجديف مهما كان، يغفرهما الله للناس.
29- واما من جدف على الروح القدس، فلا مغفرة له ابدا، بل تبقى خطيئته ابدية«.

30- وبهذا الكلام رد على الذين قالوا: «فيه روح نجس!«

31- وجاءت امه واخوته، فوقفوا في خارج البيت وارسلوا اليه يدعونه.
32- وكان يجلس حوله جمع كبـير، فقالوا له: «امك واخوتك واخواتك في خارج البيت يطلبونك«.
33- فاجابهم: «من هي امي ومن هم اخوتي؟«

34- ونظر الى الجالسين حوله وقال: «هؤلاء هم امي واخوتي!
35- لان من يعمل بمشيئة الله هو اخي واختي وامي«.
 
8 41 انجيل مرقس 006 يهوذا
1- وخرج من هناك وجاء الى بلده يتبعه تلاميذه.
2- وفي السبت اخذ يعلم في المجمع. فتعجب اكثر النـاس حين سمعوه وقالوا: «من اين له هذا؟ وما هذه الحكمة المعطاة له وهذه المعجزات التي تجري على يديه؟
3- اما هو النجار ابن مريم، واخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ اما اخواته عندنا هنا؟« ورفضوه.
4- فقال لهم يسوع: «لا نبـي بلا كرامة الا _في وطنه وبين اقربائه واهل بيته«.

5- وتعذر على يسوع ان يصنع اية معجزة هناك، سوى انه وضع يديه على بعض المرضى فشفاهم.
6- وكان يتعجب من قلة ايمانهم. ثم سار في القرى المجاورة يعلم.

7- ودعا اليه التلاميذ الاثني عشر واخذ يرسلهم اثنين اثنين ليبشروا، واعطاهم سلطانا على الارواح النجسة.
8- واوصاهم قال: «لا تاخذوا للطريق شيئا سوى عصا: لا خبزا، ولا كيسا، ولا نقودا في جيوبكم،
9- بل انتعلوا حذاء، ولا تلبسوا ثوبين«.

10- وقال لهم: «وحيثما دخلتم بيتا، فاقيموا فيه الى ان ترحلوا.
11- واذا جئـتم الى مكان وما قبلكم اهله ولا سمعوا كلامكم، فارحلوا عنه وانفضوا الغبار عن اقدامكم نذيرا لهم!«

12- فخرجوا يدعون النـاس الى التوبة،
13- وطردوا كثيرا من الشياطين، ودهنوا بالزيت كثيرا من المرضى فشفوهم.

14- وسمع الملك هيرودس باخبار يسوع، لان اسمه اصبح مشهورا. وكان بعض النـاس يقولون: «قام يوحنا المعمدان من بين الاموات، ولذلك تجري المعجزات على يده«.
15- وقال آخرون: «هو ايلـيا«، وآخرون: «هو نبـي كسائر الانبـياء«.
16- فلما سمع هيرودس قال: «هذا يوحنا الذي قطعت انا راسه، قام من بين الاموات!«
17- وكان هيرودس امسك يوحنا وقيده في السجن، من اجل هيرودية التي تزوجها وهي امراة اخيه فيلبس.
18- فكان يوحنا يقول له: «لا يحل لك ان تاخذ امراة اخيك«.
19- وكانت هيرودية ناقمة عليه تريد قتله فلا تقدر،
20- لان هيرودس كان يهابه ويحميه لعلمه انه رجل صالـح قديس. وكان يسره ان يستمـع اليه، مع انه حار فيه كثيرا.

21- وسنحت الفرصة لهيرودية عندما اقام هيرودس في ذكرى مولده وليمة للنبلاء وكبار القادة واعيان الجليل.
22- فدخلت ابنة هيرودية ورقصت، فاعجبت هيرودس والمدعوين. فقال الملك للفتاة: «اطلبـي ما شئت فاعطيك«.

23- وحلف لها يمينا مشددا قال: «اعطيك كل ما تطلبـين، ولو نصف مملكتي!«
24- فخرجت الفتاة وسالت امها: «ماذا اطلب؟« فاجابتها: «راس يوحنا المعمدان!«
25- فاسرعت الى الملك وقالت له: «اريد ان تعطيني الآن على طبق راس يوحنا المعمدان!«
26- فحزن الملك كثيرا، ولكنه اراد ان لا يرد طلبها من اجل اليمين التي حلفها امام المدعوين.
27- فارسل في الحال جنديا وامره بان يجيء براس يوحنا. فذهب وقطع راسه في السجن،
28- وجاء به على طبق وسلمه الى الفتاة فحملته الى امها.
29- وبلغ الخبر تلاميذ يوحنا، فجاؤوا واخذوا جثته ووضعوها في قبر.

30- واجتمع الرسل عند يسوع، واخبروه بكل ما عملوا وعلموا.
31- وكان كثير من النـاس يروحون ويجيئون، فلا يتركون لهم فرصة لياكلوا طعامهم، فقال لهم يسوع: «تعالوا انتم وحدكم الى مكان مقفر واستريحوا قليلا«.

32- فذهبوا في القارب وحدهم الى مكان مقفر.

33- فرآهم النـاس ذاهبـين، وعرف كثير منهم الى اين، فاسرعوا من جميع المدن مشيا على الاقدام وسبقوهم الى ذلك المكان.
34- فلما نزل يسوع من القارب راى جمعا كبـيرا، فاشفق عليهم، لانهم كانوا مثل غنم لا راعي لها، واخذ يعلمهم اشياء كثيرة.
35- وفات الوقت، فدنا منه تلاميذه وقالوا له: «فات الوقت، وهذا مكان مقفر،
36- فقل للنـاس ان ينصرفوا الى المزارع والقرى المجاورة ليشتروا لهم ما ياكلون«.

37- فاجابهم يسوع: «اعطوهم انتم ما ياكلون«. فقالوا: «اتريدنا ان نذهب ونشتري خبزا بمئتي دينار ونعطيهم لـياكلوا؟«

38- فقال يسوع: «كم رغيفا عندكم؟ اذهبوا وانظروا«. فلما عرفوا ما عندهم، قالوا له: «خمسة ارغفة وسمكتان«.

39- فامرهم ان يقعدوا النـاس جماعة جماعة على العشب الاخضر.
40- فقعدوا صفوفا صفوفا، في بعضها مئة وفي بعضها خمسون.
41- واخذ يسوع الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع عينيه نحو السماء وبارك وكسر الارغفة وناول تلاميذه ليوزعوها على النـاس، وقسم السمكتين عليهم جميعا.
42- فاكلوا كلهم حتى شبعوا.
43- ثم رفعوا اثنتي عشرة قفة مملوءة من الكسر وفضلات السمكتين.
44- وكان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة آلاف رجل.

45- وامر يسوع تلاميذه ان يركبوا القارب ويسبقوه الى بيت صيدا، عند الشـاطئ المقابل، حتى يصرف الجموع.
46- فلما صرفهم ذهب الى الجبل ليصلي.
47- وعند المساء، كان القارب في وسط البحر، ويسوع وحده على البر.
48- وراى يسوع ان تلاميذه يلاقون مشقة في التجذيف، لان الريح كانت ضدهم. فجاء اليهم قبل الفجر ماشيا على البحر، وكاد يمر بهم.
49- فلما راوه ماشيا على البحر ظنوه شبحا فصرخوا،
50- لانهم راوه كلهم فارتعبوا. فكلمهم في الحال، قال: «اطمئنوا. انا هو، لا تخافوا«.

51- وصعد القارب اليهم، فهدات الريح. فتحيروا كثيرا،
52- لان معجزة الارغفة فاتهم مغزاها، لبلادة قلوبهم.

53- وعبروا الى بر جنيسارت وربطوا قاربهم هناك.
54- وما ان نزلوا، حتى عرف النـاس يسوع.
55- فساروا في تلك الانحاء كلها واخذوا يحملون المرضى على فرشهم الى كل مكان سمعوا انه فيه.
56- وكانوا اينما دخل، سواء الى القرى او المدن او المزارع، يضعون المرضى في الساحات ويطلبون اليه ان يلمسوا ولو طرف ثوبه. فكان كل من يلمسه يشفى.
 
9 41 انجيل مرقس 014 يهوذا
1- وقبل الفصح وعيد الفطير بـيومين، كان رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة يبحثون كيف يمسكون يسوع بحيلة ليقتلوه.
2- الا انهم قالوا: «لا نفعل هذا في العيد، لئلا يقع اضطراب في الشعب«.

3- وبينما يسوع في بيت عنيا، عند سمعان الابرص، يتناول الطعام، جاءت امراة بـيدها قارورة طيب غالي الثمن من الناردين النقي، فكسرت القارورة وسكبته على راسه.
4- فاستاء بعض الحاضرين وقالوا في ما بينهم: «ما هذا الاسراف في الطيب؟
5- كان يمكن بيعه باكثر من ثلاث مئة دينار توزع على الفقراء!« واخذوا يلومون المراة.

6- فقال يسوع: «اتركوها، لماذا تزعجونها؟ هذا عمل صالـح عملته لي.
7- فالفقراء عندكم في كل حين، ومتى اردتم تقدرون ان تحسنوا اليهم. واما انا، فلا اكون في كل حين عندكم.
8- وهذه المراة عملت ما تقدر عليه، فسكبت الطيب على جسدي لتهيئه للدفن.
9- الحق اقول لكم: اينما تعلن البشارة في العالم كله، يحدث ايضا بعملها هذا، احياء لذكرها«.

10- وذهب يهوذا اسخريوط، احد التلاميذ الاثني عشر، الى رؤساء الكهنة ليسلم اليهم يسوع.
11- ففرحوا لكلامه، ووعدوه بان يعطوه مالا. فاخذ يترقب الفرصة ليسلمه.

12- وفي اول يوم من عيد الفطير، حين تذبح الخراف لعشاء الفصح ساله تلاميذه: «الى اين تريد ان نذهب لنهيـئ لك عشاء الفصح لتاكله؟«

13- فارسل اثنين من تلاميذه وقال لهما: «اذهبا الى المدينة، فيلاقـيكما رجل يحمل جرة ماء فاتبعاه.
14- وعندما يدخل بيتا قولا لرب البيت: يقول المعلم: اين غرفتي التي آكل فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟
15- فيريكما في اعلى البيت غرفة واسعة مفروشة مجهزة، فهيئاه لنا هناك«.
16- فذهب التلميذان ودخلا المدينة، فوجدا كما قال لهما وهياا عشاء الفصح.

17- ولما كان المساء، جاء مع تلاميذه الاثني عشر.
18- وبينما هم جالسون للطعام، قال يسوع: «الحق اقول لكم: واحد منكم سيسلمني، وهو ياكل معي«.

19- فحزن التلاميذ واخذوا يسالونه، واحدا فواحدا: «هل انا هو؟«

20- فقال لهم: «هو واحد من الاثني عشر، وهو الذي يغمس يده في الصحن معي.
21- وابن الانسان سيموت كما جاء عنه في الكتب المقدسة، ولكن الويل لمن يسلم ابن الانسان! كان خيرا له ان لا يولد«.

22- وبينما هم ياكلون، اخذ خبزا وبارك وكسره وناولهم وقال: «خذوا، هذا هو جسدي«.

23- واخذ كاسا وشكر وناولهم، فشربوا منها كلهم،
24- وقال لهم: «هذا هو دمي، دم العهد الذي يسفك من اجل اناس كثيرين.
25- الحق اقول لكم: لا اشرب بعد الآن من عصير الكرمة، حتى يجيء يوم فيه اشربه جديدا في ملكوت الله«.

26- ثم سبحوا وخرجوا الى جبل الزيتون.

27- فقال لهم يسوع: «ستتركوني كلكم، لان الكتاب يقول: ساضرب الراعي، فتتبدد الخراف.
28- ولكن بعد قيامتي اسبقكم الى الجليل«.

29- فقال له بطرس: «لو تركوك كلهم، فانا لن اتركك!«
30- فاجابه يسوع: «الحق اقول لك يا بطرس: اليوم، في هذه الليلة، قبل ان يصيح الديك مرتين، تنكرني ثلاث مرات«.

31- فاصر بطرس على قوله: «لا انكرك وان كان علي ان اموت معك!« وهكذا قال التلاميذ كلهم.

32- وجاؤوا الى مكان اسمه جتسيماني، فقال لتلاميذه:«اقعدوا هنا، بينما انا اصلي«.

33- واخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا، وبدا يشعر بالرهبة والكآبة.
34- فقال لهم: «نفسي حزينة حتى الموت. انتظروا هنا واسهروا!«

35- وابتعد قليلا ووقع الى الارض يصلي حتى تعبر عنه ساعة الالم، ان كان ممكنا.
36- فقال: «ابـي، يا ابـي! انت قادر على كل شيء، فابعد عني هذه الكاس. ولكن لا كما انا اريد، بل كما انت تريد«.

37- ورجع فوجدهم نـياما، فقال لبطرس: «انائم انت يا سمعان؟ اما قدرت ان تسهر ساعة واحدة؟
38- اسهروا وصلوا، لئلا تقعوا في التجربة. الروح راغبة ولكن الجسد ضعيف«.

39- وابتعد ثانية وصلى، فردد الكلام ذاته.
40- ورجع ايضا فوجدهم نياما، لان النعاس اثقل جفونهم وحاروا بماذا يجيبونه.

41- ورجع في المرة الثالثة وقال لهم: «انيام بعد ومستريحون؟ يكفي! جاءت الساعة. ها هو ابن الانسان يسلم الى ايدي الخاطئين.
42- قوموا ننصرف! اقترب الذي يسلمني!«

43- وبينما هو يتكلم، وصل يهوذا، احد التلاميذ الاثني عشر، على راس عصابة تحمل السيوف والعصي، ارسلها رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة والشيوخ.
44- وكان الذي اسلمه اعطاهم علامة قال: «هو الذي اقبله، فامسكوه وخذوه في حراسة شديدة«.

45- ولما وصل يهوذا، دنا في الحال الى يسوع وقال له: «يا معلم!« وقبله.
46- فالقوا ايديهم عليه وامسكوه.
47- فاستل احد الحاضرين سيفه، وضرب خادم رئيس الكهنة فقطع اذنه.
48- وقال لهم يسوع: «اعلى لص خرجتم بسيوف وعصي لتاخذوني؟
49- كنت كل يوم بينكم اعلم في الهيكل فما امسكتموني، ولكن حدث هذا لتتم الكتب المقدسة«.

50- فتركوه كلهم وهربوا.
51- وتبعه شاب لا يلبس غير عباءة على عريه، فامسكوه.
52- فترك عباءته وهرب عريانا.

53- واخذوا يسوع الى رئيس الكهنة، فاجتمع رؤساء الكهنة والشيوخ ومعلمو الشريعة كلهم.
54- وتبعه بطرس عن بعد الى دار رئيس الكهنة، فدخل وقعد مع الحرس يتدفـا عند النـار.
55- وكان رؤساء الكهنة وجميع اعضاء المجلس يطلبون شهادة على يسوع ليقتلوه فلا يجدون،
56- لان اناسا كثيرين شهدوا عليه زورا فتناقضت شهاداتهم.
57- فقام بعضهم وشهدوا عليه زورا، قالوا:
58- »نحن سمعناه يقول: ساهدم هذا الهيكل المصنوع بالايدي، وابني في ثلاثة ايام هيكلا آخر غير مصنوع بالايدي«.
59- وفي هذا ايضا تناقضت شهاداتهم.

60- فقام رئيس الكهنة في وسط المجلس وسال يسوع: «اما تجيب بشيء؟ ما هذا الذي يشهدون به عليك؟«

61- فظل ساكتا، لا يقول كلمة. وساله رئيس الكهنة ثانية: «هل انت المسيح ابن الله المبارك؟«
62- فاجابه يسوع: «انا هو. وسترون ابن الانسان جالسا عن يمين الله القدير، وآتيا مع سحاب السماء!«

63- فشق رئيس الكهنة ثيابه وقال: «انحتاج بعد الى شهود؟
64- سمعتم تجديفه، فما رايكم؟« فحكموا عليه كلهم بانه يستوجب الموت.

65- واخذ بعضهم يبصقون عليه، ويغطون وجهه ويلطمونه ويقولون له: «تنبا«. وتناوله الحرس بالضرب.

66- وبينما بطرس في الساحة السفلى من الدار، مرت جارية من جواري رئيس الكهنة.
67- فلما رات بطرس يتدفـا، نظرت اليه وقالت له: «انت ايضا كنت مع يسوع النـاصري!«

68- فانكر قال: «لا اعرف ولا افهم ما تقولين!« وخرج الى الدهليز، فصاح الديك.
69- فراته الجارية، واخذت تقول للحاضرين: «هذا منهم!«

70- فانكر ايضا. وبعد قليل، قال الحاضرون لبطرس: «لا شك انك واحد منهم، لانك من الجليل«.

71- فاخذ يلعن ويحلف: «انا لا اعرف هذا الرجل الذي تعنون«.

72- وفي الحال صاح الديك مرة ثانية، فتذكر بطرس قول يسوع: «قبل ان يصيح الديك مرتين، تنكرني ثلاث مرات«. واخذ يبكي.
 
10 42 انجيل لوقا 001 يهوذا
1- لان كثيرا من النـاس اخذوا يدونون رواية الاحداث التي جرت بيننا،
2- كما نقلها الينا الذين كانوا من البدء شهود عيان وخداما للكلمة،
3- رايت انا ايضا، بعدما تتبعت كل شيء من اصوله بتدقيق، ان اكتبها اليك، يا صاحب العزة ثاوفيلس، حسب ترتيبها الصحيح،
4- حتى تعرف صحة التعليم الذي تلقيته.

5- كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن من فرقة ابـيا اسمه زكريا، له زوجة من سلالة هرون اسمها اليصابات.
6- وكان زكريا واليصابات صالحين عند الله، يتبعان جميع احكامه ووصاياه، ولا لوم عليهما.
7- وما كان لهما ولد، لان اليصابات كانت عاقرا، وكانت هي وزكريا كبـيرين في السن.

8- وبينما زكريا يتناوب الخدمة مع فرقته ككاهن امام الله،
9- القيت القرعة، بحسب التقليد المتبع عند الكهنة، فاصابته ليدخل هيكل الرب ويحرق البخور.
10- وكانت جموع الشعب تصلي في الخارج عند احراق البخور.

11- فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور.
12- فلما رآه زكريا اضطرب وخاف.
13- فقال له الملاك: «لا تخف يا زكريا، لان الله سمع دعاءك وستلد لك امراتك اليصابات ابنا تسميه يوحنا.
14- وستفرح به وتبتهـج، ويفرح بمولده كثير من النـاس،
15- لانه سيكون عظيما عند الرب، ولن يشرب خمرا ولا مسكرا، ويمتلـئ من الروح القدس وهو في بطن امه،
16- ويهدي كثيرين من بني اسرائيل الى الرب الههم،
17- ويسير امام الله بروح ايليا وقوته، ليصالـح الآباء مع الابناء ويرجـع العصاة الى حكمة الابرار، فيهيـئ للرب شعبا مستعدا له«.

18- فقال زكريا للملاك: «كيف يكون هذا وانا شيخ كبـير وامراتي عجوز؟«

19- فاجابه الملاك: «انا جبرائيل القائم في حضرة الله، وهو ارسلني لاكلمك واحمل اليك هذه البشرى.
20- لكنك ستصاب بالخرس، فلا تقدر على الكلام الى اليوم الذي يحدث فيه ذلك، لانك ما آمنت بكلامي، وكلامي سيتم في حينه«.

21- وكانت الجموع تنتظر زكريا وتتعجب من ابطائه في داخل الهيكل.
22- فلما خرج، كان لا يقدر ان يكلمهم، ففهموا انه راى رؤيا في داخل الهيكل. وكان يخاطبهم بالاشارة، وبقي اخرس.

23- فلما انتهت ايام خدمته رجع الى بيته.
24- وبعد مدة حبلت امراته اليصابات، فاخفت امرها خمسة اشهر. وكانت تقول:
25- »هذا ما اعطاني الرب يوم نظر الي ليزيل عني العار من بين النـاس«.

26- وحين كانت اليصابات في شهرها السادس، ارسل الله الملاك جبرائيل الى بلدة في الجليل اسمها النـاصرة،
27- الى عذراء اسمها مريم، كانت مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف.

28- فدخل اليها الملاك وقال لها: «السلام عليك، يا من انعم الله عليها. الرب معك«.
29- فاضطربت مريم لكلام الملاك وقالت في نفسها: «ما معنى هذه التحية؟«

30- فقال لها الملاك: «لا تخافي يا مريم، نلت حظوة عند الله:
31- فستحبلين وتلدين ابنا تسمينه يسوع.
32- فيكون عظيما وابن الله العلي يدعى، ويعطيه الرب الاله عرش ابـيه داود،
33- ويملك على بيت يعقوب الى الابد، ولا يكون لملكه نهاية!«

34- فقالت مريم للملاك: «كيف يكون هذا وانا عذراء لا اعرف رجلا؟«
35- فاجابها الملاك: «الروح القدس يحل عليك، وقدرة العلي تظلـلك، لذلك فالقدوس الذي يولد منك يدعى ابن الله.
36- ها قريبـتك اليصابات حبلى بابن في شيخوختها، وهذا هو شهرها السادس، وهي التي دعاها النـاس عاقرا.
37- فما من شيء غير ممكن عند الله«.

38- فقالت مريم: «انا خادمة الرب: فليكن لي كما تقول«. ومضى من عندها الملاك.

39- وفي تلك الايام، قامت مريم واسرعت الى مدينة يهوذا في جبال اليهودية.
40- ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات.
41- فلما سمعت اليصابات سلام مريم، تحرك الجنين في بطنها، وامتلات اليصابات من الروح القدس،
42- فهتفت باعلى صوتها: «مباركة انت في النساء ومبارك ابنك ثمرة بطنك!
43- من انا حتى تجيء الي ام ربـي؟
44- ما ان سمعت صوت سلامك حتى تحرك الجنين من الفرح في بطني.
45- هنيئا لك، يا من آمنت بان ما جاءها من عند الرب سيتم«.

46- فقالت مريم: »تعظم نفسي الرب
47- وتبتهـج روحي بالله مخلصي
48- لانه نظر الي، انا خادمته الوضيعة! جميع الاجيال ستهنئني
49- لان القدير صنع لي عظائم. قدوس اسمه
50- ورحمته من جيل الى جيل للذين يخافونه.
51- اظهر شدة ساعده فبدد المتكبرين في قلوبهم.
52- انزل الجبابرة عن عروشهم ورفع المتضعين.
53- اشبع الجياع من خيراته وصرف الاغنياء فارغين.
54- اعان عبده اسرائيل فتذكر رحمته،
55- كما وعد آباءنا، لابراهيم ونسله الى الابد«.

56- واقامت مريم عند اليصابات نحو ثلاثة اشهر، ثم رجعت الى بيتها.

57- وجاء وقت اليصابات لتلد، فولدت ابنا.
58- وسمع جيرانها واقاربها ان الله غمرها برحمته، ففرحوا معها.
59- ولما بلغ الطفل يومه الثـامن، جاؤوا ليختنوه. وارادوا ان يسموه زكريا باسم ابـيه،
60- فقالت امه: «لا، بل نسميه يوحنا«.

61- فقالوا: «لا احد من عشيرتك تسمى بهذا الاسم«.
62- وسالوا اباه بالاشارة ماذا يريد ان يسمى الطفل،
63- فطلب لوحا وكتب عليه: «اسمه يوحنا«. فتعجبوا كلهم.
64- وفي الحال انفتح فمه وانطلق لسانه فتكلم ومجد الله.
65- فملا الخوف جميع الجيران.

66- وكان كل من يسمع بها يحفظها في قلبه قائلا: «ما عسى ان يكون هذا الطفل؟« لان يد الرب كانت معه.

67- وامتلا ابوه زكريا من الروح القدس، فتنبا قال:
68- »تبارك الرب، اله اسرائيل لانه تفقـد شعبه وافتداه،
69- فاقام لنا مخلصا قديرا في بيت عبده داود
70- كما وعد من قديم الزمان بلسان انبـيائه القديسين
71- خلاصا لنا من اعدائنا، ومن ايدي جميع مبغضينا،
72- ورحمة منه لآبائنا وذكرا لعهده المقدس
73- وللقسم الذي اقسمه لابراهيم ابـينا
74- بان يخلصنا من اعدائنا، حتى نعبده غير خائفين،
75- في  قداسة وتقوى عنده طوال ايام حياتنا.
76- وانت، ايها الطفل، نبـي العلي تدعى، لانك تتقدم الرب لتهيـئ الطريق له
77- وتعلـم شعبه ان الخلاص هو في غفران خطاياهم.
78- لان الهنا رحيم رؤوف يتفقدنا مشرقا من العلى
79- ليضيء للقاعدين في الظلام وفي ظلال الموت ويهدي خطانا في طريق السلام«.

80- وكان الطفل ينمو ويتقوى في الروح. واقام في البرية الى ان ظهر لبني اسرائيل.
 
11 42 انجيل لوقا 003 يهوذا
1- وفي السنة الخامسة عشرة من حكم القيصر طيباريوس، حين كان بـيلاطس البنطـي حاكما في اليهودية، وهيرودس واليا على الجليل، واخوه فيلبس واليا على ايطورية وتراخونيتس، وليسانيوس واليا على ابـيلينة،
2- وحنان وقيافا رئيسين للكهنة، كانت كلمة الله الى يوحنا بن زكريا في البرية،
3- فجاء الى جميع نواحي الاردن، يدعو النـاس الى معمودية التوبة لتغفر لهم خطاياهم،
4- كما كتب النبـي اشعيا: »صوت صارخ في البرية: هيئوا طريق الرب، واجعلوا سبله مستقيمة.
5- كل واد يمتلـئ وكل جبل وتل ينخفض والطرق المتعرجة تستقيم والوعرة تصير سهلا
6- فيرى كل بشر خلاص الله!«

7- وكان يوحنا يقول للجموع الذين جاؤوا ليتعمدوا على يده: «يا اولاد الافاعي، من علمكم ان تهربوا من الغضب الآتي؟
8- اثمروا ثمرا يبرهن على توبتكم، ولا تقولوا لانفسكم: ان ابانا هو ابراهيم! اقول لكم: ان الله قادر ان يجعل من هذه الحجارة ابناء لابراهيم!
9- ها هي الفاس على اصول الشجر، فكل شجرة لا تعطي ثمرا جيدا تقطع وترمى في النار«.

10- وساله الجموع: «ماذا نعمل؟«

11- اجابهم: «من كان له ثوبان، فليعط من لا ثوب له. ومن عنده طعام، فليشارك فيه الآخرين«.

12- وجاء بعض جباة الضرائب ليتعمدوا، فقالوا له: «يا معلم، ماذا نعمل؟«

13- فقال لهم: «لا تجمعوا من الضرائب اكثر مما فرض لكم«.

14- وساله بعض الجنود: «ونحن، ماذا نعمل؟« فقال لهم: «لا تظلموا احدا، ولا تشوا باحد، واقنعوا باجوركم«.

15- وكان النـاس ينتظرون المسيح، وهم يسالون انفسهم عن يوحنا: «هل هو المسيح؟«
16- فقال لهم يوحنا: «انا اعمدكم بالماء، ويجيء الآن من هواقوى مني، وما انا اهل لان احل رباط حذائه، فيعمدكم بالروح القدس والنار،
17- وياخذ مذراته بيده، وينقي بيدره، فيجمع القمح في مخزنه، ويحرق التبن بنار لا تنطفئ«.

18- وكان يوحنا يعظ الناس ويبشرهم باشياء اخرى كثيرة.
19- ولكنه وبخ الحاكم هيرودس لانه تزوج هيروديا امراة اخيه وعمل كثيرا من السيئات،
20- فاضاف هيرودس الى سيئاته كلها انه حبس يوحنا في السجن.

21- ولما تعمد الشعب كله، تعمد يسوع ايضا. وبينما هو يصلي انفتحت السماء،
22- وحل الروح القدس عليه في صورة جسم كانه حمامة، وجاء صوت من السماء يقول: «انت ابني الحبـيب بك رضيت«.

23- وكان يسوع في نحو الثلاثين من العمر عندما بدا رسالته. وكان النـاس يحسبونه ابن يوسف، بن عالي،
24- بن متثاث، بن لاوي، بن ملكي، بن ينا، بن يوسف،
25- بن متاثـيا، بن عاموص، بن ناحوم، بن حسلي، بن نجاي،
26- بن مآت، بن متاثيا، بن شمعي، بن يوسف، بن يهوذا،
27- بن يوحنا، بن ريسا، بن زربابل، بن شالتيئيل، بن نيري،
28- بن ملكي، بن ادي، بن قوصم، بن المودام، بن عير،
29- بن يشوع، بن اليعازار، بن يوريم، بن متثاث، بن لاوي،
30- بن شمعون، بن يهوذا، بن يوسف، بن يونان، بن الياقيم،
31- بن مليا، بن مينان، بن متاثا. بن ناثان، بن داود،
32- بن يسى، بن عوبـيد، بن بوعز، بن شالح، بن نحشون،
33- بن عميناداب، بن ادمي، بن عرني، بن حصرون، بن فارص، بن يهوذا،
34- بن يعقوب، بن اسحق، بن ابراهيم، بن تارح، بن ناحور،
35- بن سروج، بن رعو، بن فالج، بن عابر، بن شالح،
36- بن قينان، بن ارفكشاد، بن سام، بن نوح، بن لامك،
37- بن متوشالـح، بن اخنوخ، بن يارد، بن مهللئيل، بن قينان،
38- بن انوش، بن شيت، بن آدم، ابن الله.
 
12 42 انجيل لوقا 006 يهوذا
1- ومر يسوع بين الحقول في السبت، فاخذ تلاميذه يقطفون السنابل ويفركونها بايديهم وياكلون.
2- فقال لهم بعض الفريسيين: «لماذا تعملون ما لا يحل _في السبت؟«
3- فاجابهم يسوع: «اما قراتم ما عمل داود عندما جاع هو ورجاله؟
4- كيف دخل بيت الله وتناول خبز القربان واكل واعطى منه رجاله، مع ان اكله لا يحل الا للكهنة وحدهم«.

5- وقال لهم يسوع: «ابن الانسان هو سيد السبت«.

6- وفي سبت آخر، دخل المجمع واخذ يعلم. وكان هناك رجل يده اليمنى يابسة.
7- فراقب معلمو الشريعة والفريسيون يسوع ليروا هل يشفي في السبت، فيجدوا ما يتهمونه به.
8- وعرف يسوع افكارهم، فقال للرجل الذي يده يابسة: «قم وقف في وسط المجمع«. فقام الرجل ووقف هناك.

9- فقال لهم يسوع: «اسالكم: ايحل في السبت عمل الخير ام عمل الشر؟ انقاذ نفس ام اهلاكها؟«

10- واجال نظره فيهم جميعا وقال للرجل: «مد يدك!« فمدها، فعادت يده صحيحة.
11- فملاهم الغضب وتشاوروا كيف يفعلون بـيسوع.

12- وفي تلك الايام صعد الى الجبل ليصلي، فقضى الليل كله في الصلاة لله.
13- ولما طلع الصبح، دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر سماهم رسلا، وهم:
14- سمعان الذي سماه بطرس، واندراوس اخوه، ويعقوب ويوحنا، وفيلبس وبرتولماوس،
15- ومتى وتوما، ويعقوب بن حلفى وسمعان الملقب بالوطني الغيور،
16- ويهوذا بن يعقوب ويهوذا اسخريوط الذي صار خائنا.

17- ثم نزل يسوع معهم فوقف في مكان سهل، وهناك جمهور من تلاميذه وجمع كبـير من النـاس من جميع اليهودية واورشليم وساحل صور وصيدا،
18- جاؤوا لـيسمعوه وليشفيهم من امراضهم. وكان الذين تعذبهم الارواح النجسة ينالون الشفاء ايضا.
19- وحاول جميع النـاس ان يلمسوه، لان قوة كانت تخرج منه وتشفيهم كلهم.

20- ورفع يسوع عينيه نحو تلاميذه وقال: »هنيئا لكم ايها المساكين، لان لكم ملكوت الله!
21- هنيئا لكم ايها الجياع الآن، لانكم ستشبعون. هنيئا لكم ايها الباكون الآن، لانكم ستضحكون.

22- هنيئا لكم اذا ابغضكم النـاس وطردوكم وعيروكم ونبذوكم نبذ الاشرار من اجل ابن الانسان.
23- افرحوا في ذلك اليوم وابتهجوا، لان اجركم عظيم في السماء. فهكذا فعل آباؤهم بالانبـياء.

24- لكن الويل لكم ايها الاغنياء، لانكم نلتم عزاءكم.
25- الويل لكم ايها الذين يشبعون الآن، لانكم ستجوعون. الويل لكم ايها الضـاحكون الآن، لانكم ستحزنون وتبكون.
26- الويل لكم اذا مدحكم جميع النـاس، فهكذا فعل آباؤهم بالانبـياء الكذابـين.

27- »ولكني اقول لكم ايها السامعون: احبوا اعداءكم، واحسنوا الى مبغضيكم،
28- وباركوا لاعنيكم، وصلوا لاجل المسيئين اليكم.
29- من ضربك على خدك، فحول له الآخر. ومن اخذ رداءك، فلا تمنع عنه ثوبك.
30- ومن طلب منك شيئا فاعطه، ومن اخذ ما هو لك فلا تطالبه به.
31- وعاملوا النـاس مثلما تريدون ان يعاملوكم.

32- فان احببتم من يحبونكم، فاي فضل لكم؟ لان الخاطئين انفسهم يحبون من يحبونهم.
33- وان احسنتم الى المحسنين اليكم فاي فضل لكم؟ لان الخاطئين انفسهم يعملون هذا.
34- وان اقرضتم من ترجون ان تستردوا منهم قرضكم، فاي فضل لكم؟ لان الخاطئين انفسهم يقرضون الخاطئين ليستردوا قرضهم.
35- ولكن احبوا اعداءكم، احسنوا واقرضوا غير راجين شيئا، فيكون اجركم عظيما، وتكونوا ابناء الله العلي، لانه ينعم على ناكري الجميل والاشرار.
36- كونوا رحماء كما ان الله اباكم رحيم.

37- »لا تدينوا، فلا تدانوا. لا تحكموا على احد، فلا يحكم عليكم. اغفروا، يغفر لكم.
38- اعطوا، تعطوا: كيلا ملآنا مكبوسا مهزوزا فائضا تعطون في احضانكم، لانه بالكيل الذي تكيلون يكال لكم«.

39- وقال لهم يسوع هذا المثل: «ايقدر اعمى ان يقود اعمى؟ الا يقع الاثنان معا في حفرة؟
40- ما من تلميذ اعظم من معلمه. كل تلميذ اكمل علمه يكون مثل معلمه.

41- لماذا تنظر الى القشة في عين اخيك، ولا تبالي بالخشبة في عينك؟
42- وكيف تقدر ان تقول لاخيك: «يا اخي، دعني اخرج القشة من عينك، والخشبة التي في عينك انت لا تراها؟ يا مرائي، اخرج الخشبة من عينك اولا، حتى تبصر جيدا فتخرج القشة من عين اخيك!

43- »الشجرة الجيدة لا تحمل ثمرا رديئا، والشجرة الرديئة لا تحمل ثمرا جيدا.
44- كل شجرة يدل عليها ثمرها. فانت لا تجني من الشوك تـينا، ولا تقطف من العليق عنبا.
45- الانسان الصالـح من الكنز الصالح في قلبه يخرج ما هو صالح، والانسان الشرير من الكنز الشرير في قلبه يخرج ما هو شرير، لان من فيض القلب ينطق اللسان.

46- »كيف تدعونني: يا رب، يا رب، ولا تعملون بما اقول؟
47- كل من يجيء الي ويسمع كلامي ويعمل به اشبهه لكم
48- برجل بنى بيتا، فحفر وعمق وجعل الاساس على الصخر. فلما فاض النهر صدم ذلك البيت، فما قدر ان يزعزعه لجودة بنائه.
49- واما الذي يسمع كلامي ولا يعمل به، فيشبه رجلا بنى بيته على التراب بغير اساس، فصدمه النهر، فسقط في الحال، وكان خرابه عظيما«.
 
13 42 انجيل لوقا 022 يهوذا
1- وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح.
2- وكان رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة يبحثون عن طريقة يقتلون بها يسوع، لانهم كانوا يخافون من الشعب.
3- فدخل الشيطان في يهوذا الملقب بالاسخريوطي، وهو من التلاميذ الاثني عشر،
4- فذهب وفاوض رؤساء الكهنة وقادة حرس الهيكل كيف يسلمه اليهم.
5- ففرحوا واتفقوا ان يعطوه شيئا من المال.
6- فرضي واخذ يترقب الفرصة ليسلمه اليهم بالخفية عن الشعب.

7- وجاء يوم الفطير، وفيه تذبح الخراف لعشاء الفصح.
8- فارسل يسوع بطرس ويوحنا وقال لهما: «اذهبا هيئا لنا عشاء الفصح لناكله«.

9- فقالا له: «اين تريد ان نهيئه؟«
10- فاجابهما: «عندما تدخلان المدينة يلاقيكما رجل يحمل جرة ماء، فاتبعاه الى البيت الذي يدخله،
11- وقولا لرب البيت: يقول لك المعلم: اين الغرفة التي ساتناول فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟
12- فيريكما في اعلى البيت غرفة واسعة مفروشة، وهناك تهيئانه«.

13- فذهبا ووجدا مثلما قال لهما، فقاما بتهيئة عشاء الفصح.

14- ولما جاء الوقت، جلس يسوع مع الرسل للطعام.
15- فقال لهم: «كم اشتهيت ان اتناول عشاء هذا الفصح معكم قبل ان اتالم.
16- اقول لكم: لا اتناوله بعد اليوم حتى يتم في ملكوت الله«.

17- واخذ يسوع كاسا وشكر وقال: «خذوا هذه الكاس واقتسموها بينكم.
18- اقول لكم: لا اشرب بعد اليوم من عصير الكرمة حتى يجيء ملكوت الله«.

19- واخذ خبزا وشكر وكسره وناولهم وقال: «هذا هو جسدي الذي يبذل من اجلكم. اعملوا هذا لذكري«.

20- وكذلك الكاس ايضا بعد العشاء، فقال: «هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك من اجلكم.

21- لكن ها هي يد الذي يسلمني على المائدة معي.
22- فابن الانسان سيموت كما هو مكتوب له، ولكن الويل لمن يسلمه! «

23- فاخذ التلاميذ يتساءلون من منهم سيفعل هذا.

24- ووقع بينهم جدال في من يكون اكبرهم،
25- فقال لهم يسوع: «ملوك الامم يسودونها، واصحاب السلطة فيها يريدون ان يدعوهم النـاس محسنين.
26- اما انتم، فما هكذا حالكم، بل ليكن الاكبر فيكم كالاصغر، والرئيس كالخادم.
27- فمن هو الاكبر: الجالس للطعام ام الذي يخدم؟ اما هو الجالس للطعام؟ وانا بينكم مثل الذي يخدم.

28- وانتم ثــبتم معي في محنتي،
29- وانا اعطيكم ملكوتا كما اعطاني ابـي،
30- فتاكلون وتشربون على مائدتي في ملكوتي، وتجلسون على عروش لتدينوا عشائر بني اسرائيل الاثني عشر«.

31- وقال الرب يسوع: «سمعان، سمعان! ها هو الشيطان يطلب ان يغربلكم مثلما يغربل الزارع القمح.
32- ولكنـي طلبت لك ان لا تفقد ايمانك. وانت متى رجعت، ثــبت اخوانك«.

33- فاجابه سمعان: «يا رب، انا مستعد ان اذهب معك الى السجن والى الموت«.

34- فقال له يسوع: «اقول لك يا بطرس: لا يصيح الديك اليوم حتى تنكرني ثلاث مرات«.

35- ثم قال لتلاميذه: «عندما ارسلتكم بلا مال ولا كيس ولا حذاء هل احتجتم الى شيء؟« قالوا: «لا«.

36- فقال لهم: «اما الآن، فمن عنده مال فلياخذه، او كيس فليحمله. ومن لا سيف عنده، فليبــــــع ثوبه ويشتر سيفا.
37- اقول لكم: يجب ان تتم في هذه الآية: واحصوه مع المجرمين. وما جاء عني لا بد ان يتم«.

38- فقالوا: «يا رب! معنا هنا سيفان«. فاجابهم: «كفى! «

39- ثم خرج وذهب كعادته الى جبل الزيتون يتبعه تلاميذه.
40- ولما وصل الى المكان قال لهم: «صلوا لئلا تقعوا في التجربة«.

41- وابتعد عنهم مسافة رمية حجر وركع وصلى،
42- فقال: «يا ابـي، ان شئت، فابعد عني هذه الكاس! ولكن لتكن ارادتك لا ارادتي«.
43- وظهر له ملاك من السماء يقويه.
44- ووقع في ضيق، فاجهد نفسه في الصلاة، وكان عرقه مثل قطرات دم تتساقط على الارض.
45- وقام عن الصلاة ورجع الى التلاميذ، فوجدهم نـياما من الحزن.
46- فقال لهم: «ما بالكم نائمين؟ قوموا وصلـوا لئلا تقعوا في التجربة«.

47- وبينما هو يتكلم، ظهرت عصابة يقودها المدعو يهوذا، احد التلاميذ الاثني عشر، فدنا من يسوع ليقبله.
48- فقال له يسوع: «ابقبلة، يا يهوذا، تسلم ابن الانسان؟«

49- فلما راى التلاميذ ما يجري قالوا: «انضرب بالسيف، يا رب؟«
50- وضرب واحد منهم خادم رئيس الكهنة فقطع اذنه اليمنى.
51- فاجاب يسوع: «كفى. لا تزيدوا! « ولمس اذن الرجل فشفاها.

52- وقال يسوع للمقبلين عليه من رؤساء الكهنة وقادة حرس الهيكل والشيوخ: «اعلى لص خرجتم بسيوف وعصي؟
53- كنت كل يوم بينكم في الهيكل، فما مددتم ايديكم علي. والآن هذه ساعتكم، وهذا سلطان الظلام«.
54- فقبضوا عليه واخذوه ودخلوا به الى دار رئيس الكهنة. وكان بطرس يتبعه عن بعد.

55- واوقد الحرس نارا في ساحة الدار وقعدوا حولها، وقعد بطرس بينهم.
56- فراته خادمة عند النـار، فتفرست فيه وقالت: «وهذا الرجل كان مع يسوع! «

57- فانكر قال: «انا لا اعرفه، يا امراة! «

58- وبعد قليل رآه رجل فقال: «وانت منهم! « فاجابه بطرس: «كلا، يا رجل! «

59- ومضى نحو ساعة، فقال احدهم مؤكدا: «وهذا حقا كان معه، لانه من الجليل! «

60- فاجابه بطرس: «يا رجل، لا افهم ما تقول! « وبينما هو يتكلم صاح الديك.
61- فالتفت الرب ونظر الى بطرس، فتذكر بطرس قول الرب له: «قبل ان يصيح الديك اليوم، تنكرني ثلاث مرات«.

62- فخرج وبكى بكاء مرا.

63- واخذ الذين يحرسون يسوع يستهزئون به ويضربونه
64- ويغطـون وجهه ويسالونه: «من ضربك؟ تنبا! «

65- وزادوا على ذلك كثيرا من الشتائم.

66- ولما طلع الصبح اجتمع مجلس شيوخ الشعب وهم رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة، فاستدعوا يسوع الى مجلسهم
67- وقالوا له: «ان كنت المسيح فقل لنا؟« فاجابهم: «ان قلت لكم لا تصدقون،
68- وان سالتكم لا تجيبون.
69- لكن ابن الانسان سيجلس بعد اليوم عن يمين الله القدير«.

70- فقالوا كلهم: «اانت ابن الله! « فاجابهم: «انتم تقولون اني انا هو«.

71- فقالوا: «انحتاج بعد الى شهود؟ ونحن بانفسنا سمعنا كلامه من فمه«.
 
14 43 انجيل يوحنا 006 يهوذا
1- ثم عبر يسوع بحر الجليل وهو بحيرة طبرية،
2- فتبعه جمهور كبـير، لانهم راوا آياته في شفاء المرضى.
3- فصعد يسوع الى الجبل وجلس مع تلاميذه.
4- وكان اقترب عيد الفصح عند اليهود.
5- فرفع يسوع عينيه فراى الجموع مقبلة اليه، فقال لفيلبس: «من اين نشتري الخبز لنطعمهم؟«

6- قال هذا ليجرب فـيلبس، لان يسوع كان يعرف ما سيعمل.
7- فاجابه فـيلبس: «لو اشترينا خبزا بمئتي دينار، لما كفى ان يحصل الواحد منهم على كسرة صغيرة«.
8- وقال له احد تلاميذه، وهو اندراوس اخو سمعان بطرس:

9- »ههنا صبـي معه خمسة ارغفة من شعير وسمكتان، ولكن ما نفعها لمثل هذا الجمع؟«
10- فقال يسوع: «اقعدوا النـاس«. وكان هناك عشب كثير فقعدوا. وكان عدد الرجال نحو خمسة آلاف.

11- فاخذ يسوع الارغفة وشكر، ثم وزع على الحاضرين بمقدار ما ارادوا. وهكذا فعل بالسمكتين.
12- فلما شبعوا، قال لتلاميذه: «اجمعوا ما فضل من الكسر لئلا يضيع منها شيء«.

13- فجمعوها وملاوا اثنتي عشرة قفة من الكسر التي فضلت عن الآكلين من ارغفة الشعير الخمسة.

14- فلما راى النـاس هذه الآية التي صنعها يسوع قالوا: «بالحقيقة، هذا هو النبـي الآتي الى العالم! «

15- وعرف يسوع انهم يستعدون لاختطافه وجعله ملكا، فابتعد عنهم ورجع وحده الى الجبل.

16- ولما جاء المساء، نزل تلاميذه الى بحر الجليل.
17- فركبوا قاربا وعبروا به الى كفرناحوم. واظلم الليل قبل ان يلحقهم يسوع.
18- وهبت عاصفة شديدة، فهاج البحر.
19- وبعدما قطعوا ثلاثة اميال او اربعة، راوا يسوع يدنو من القارب ماشيا على البحر فخافوا.
20- فقال لهم: «انا هو لا تخافوا! «
21- وارادوا ان يصعدوه الى القارب، فوصل القارب في الحال الى الارض التي كانوا يقصدونها.

22- وفي الغد، تذكر الجمع الذي بقـي على الشـاطـئ الآخر ان قاربا واحدا كان هناك، وان يسوع ما صعد اليه مع تلاميذه، بل ذهب التلاميذ وحدهم.
23- الا ان بعض القوارب جاءت من طبرية الى الشـاطئ القريب من الموضع الذي اكلوا فيه الخبز بعد ان شكر الرب.
24- فلما راى الجمع ان يسوع ما كان هناك ولا تلاميذه ركبوا القوارب وذهبوا الى كفرناحوم يبحثون عنه.

25- فلما وجدوه على الشـاطئ الآخر قالوا له: «متى وصلت الى هنا، يا معلم؟«

26- فاجابهم يسوع: «الحق الحق اقول لكم: انتم تطلبوني لا لانكم رايتم الآيات، بل لانكم اكلتم الخبز وشبعتم.
27- لا تعملوا للقوت الفاني، بل اعملوا للقوت الباقي للحياة الابدية. هذا القوت يهبه لكم ابن الانسان، لان الله الآب ختمه بختمه«.

28- قالوا له: «كيف نعمل ما يريده الله؟«
29- فاجابهم: «ان تؤمنوا بمن ارسله: هذا ما يريده الله«.

30- فقالوا له: «ارنا آية حتى نؤمن بك! ماذا تقدر انت ان تعمل؟
31- آباؤنا اكلوا المن في البرية، كما جاء في الكتاب: «اعطاهم خبزا من السماء لياكلوا«.
32- فاجابهم يسوع: «الحق الحق اقول لكم: ما اعطاكم موسى الخبز من السماء. ابـي وحده يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء.
33- لان خبز الله هو الذي ينزل من السماء ويعطي العالم الحياة«.

34- قالوا له: «يا سيد، اعطنا كل حين من هذا الخبز«.

35- فقال لهم يسوع: »انا هو خبز الحياة. من جاء الي لا يجوع، ومن آمن بـي لا يعطش ابدا.
36- لكني قلت لكم: تروني ولا تؤمنون.
37- من وهبه الآب لي يجيء الي، ومن جاء الي لا ابعده عني.
38- فما نزلت من السماء لاعمل ما اريده انا، بل ما يريده الذي ارسلني.
39- وما يريده الذي ارسلني هو ان لا اخسر احدا ممن وهبهم لي، بل اقيمهم كلهم في اليوم الآخر.
40- وهذا ما يريده ابـي: ان كل من راى الابن وآمن به نال الحياة الابدية، وانا اقيمه في اليوم الآخر«.

41- فتذمر اليهود على يسوع لانه قال: «انا الخبز الذي نزل من السماء«،

42- وقالوا: «اما هو يسوع ابن يوسف؟ نحن نعرف اباه وامه، فكيف يقول الآن انه نزل من السماء؟«

43- فاجابهم يسوع: »لا تتذمروا فيما بينكم.
44- ما من احد يجيء الي الا اذا اجتذبه الآب الذي ارسلني، وانا اقيمه في اليوم الآخر.

45- ويكونون كلهم تلاميذ الله، كما كتب الانبـياء. فمن سمع الآب وتعلم منه جاء الي،
46- لا ان احدا راى الآب الا من جاء من عند الله: هو الذي راى الآب.
47- الحق الحق اقول لكم: من آمن بـي، فله الحياة الابدية.
48- انا هو خبز الحياة.
49- آباؤنا اكلوا المن في البرية وماتوا،
50- لكن من ياكل هذا الخبز النـازل من السماء لا يموت.
51- انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. من اكل هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي اعطيه هو جسدي، ابذله من اجل حياة العالم«.

52- ووقع جدال بين اليهود وتساءلوا: «كيف يقدر هذا الرجل ان يعطينا جسده لناكله؟«

53- فقال لهم يسوع: »الحق الحق اقول لكم: ان كنتم لا تاكلون جسد ابن الانسان ولا تشربون دمه، فلن تكون فيكم الحياة.
54- ولكن من اكل جسدي وشرب دمي فله الحياة الابدية، وانا اقيمه في اليوم الآخر.
55- جسدي هو القوت الحقيقي، ودمي هو الشراب الحقيقي.
56- من اكل جسدي وشرب دمي يثبت هو في، واثبت انا فيه.
57- وكما انا احيا بالآب الحي الذي ارسلني، فكذلك يحيا بـي من ياكل جسدي.
58- هذا هو الخبز النـازل من السماء، لا المن الذي اكله آباؤكم ثم ماتوا. من اكل هذا الخبز يحيا الى الابد«.
59- قال يسوع هذا الكلام وهو في مجمع كفرناحوم.

60- فقال كثير من تلاميذه لما سمعوه: «هذا كلام صعب، من يطيق ان يسمعه؟«
61- وعرف يسوع ان تلاميذه يتذمرون، فقال لهم: «ايسوءكم كلامي هذا؟
62- فكيف لو رايتم ابن الانسان يصعد الى حيث كان من قبل؟
63- الروح هو الذي يحيـي، واما الجسد فلا نفع منه. والكلام الذي كلمتكم به هو روح وحياة.
64- ولكن فيكم من لا يؤمنون«. قال يسوع هذا لانه كان يعرف منذ البدء من الذين لا يؤمنون به ومن الذي سيسلمه.
65- ثم قال: «ولهذا قلت لكم: لا يجيء احد الي الا بنعمة من الآب«.

66- فتخلى عنه من تلك الساعة كثير من تلاميذه وانقطعوا عن مصاحبته.
67- فقال يسوع للتلاميذ الاثني عشر: «وانتم، اما تريدون ان تتركوني مثلهم؟«

68- فاجابه سمعان بطرس: «الى من نذهب يا سيد، وكلام الحياة الابدية عندك؟
69- نحن آمنـا بك وعرفنا انك انت قدوس الله«.

70- فقال لهم يسوع: «اما اخترتكم، انتم الاثني عشر؟ لكن واحدا منكم شيطان! «
71- وعنى بذلك يهوذا بن سمعان اسخريوط، وهو الذي سيسلمه، مع انه احد الاثني عشر.
 
15 43 انجيل يوحنا 012 يهوذا
1- وقبل الفصح بستة ايام، جاء يسوع الى بيت عنيا ونزل عند لعازر الذي اقامه من بين الاموات.
2- فهياوا له عشاء، واخذت مرتا تخدم، وكان لعازر احد الجالسين معه للطعام.
3- فتناولت مريم قارورة طيب غالي الثمن من الناردين النقي، وسكبتها على قدمي يسوع ومسحتهما بشعرها. فامتلا البيت برائحة الطيب،
4- فقال يهوذا الاسخريوطي، احد تلاميذه، وهو الذي سيسلمه:

5- » اما كان خيرا ان يباع هذا الطيب بثلاث مئة دينار لتوزع على الفقراء؟«
6- قال هذا لا لعطفه على الفقراء، بل لانه كان لصا وكان امين الصندوق، فيختلس ما يودع فيه.
7- فقال يسوع: «اتركوها! هذا الطيب حفظته لـيوم دفني.
8- فالفقراء عندكم في كل حين، واما انا فلا اكون في كل حين عندكم«.

9- وعلم جمهور كبـير من اليهود ان يسوع في بيت عنيا فجاؤوا، لا من اجله وحده، بل ليشاهدوا لعازر الذي اقامه من بين الاموات.
10- فتشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر ايضا،
11- لان كثيرا من اليهود كانوا يتركونهم بسببه ويؤمنون بـيسوع.

12- وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت الى العيد ان يسوع قادم الى اورشليم.
13- فحملوا اغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك اسرائيل! «
14- ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب:

15-» لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم اليك، راكبا على جحش ابن اتان«.
16- وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، ان هذه الآية وردت لتخبر عنه، وان الجموع عملوا هذا من اجله.

17- وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر واقامه من بين الاموات، يشهدون له بذلك.
18- وخرجت الجماهير لاستقباله لانها سمعت انه صنع تلك الآية.
19- فقال الفريسيون بعضهم لبعض: «ارايتم كيف انكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه! «

20- وكان بعض اليونانيـين يرافقون الذين صعدوا الى اورشليم للعبادة في ايام العيد.
21- فجاؤوا الى فيلبس، وكان من بيت صيدا في الجليل. وقالوا له: «يا سيد، نريد ان نرى يسوع«.

22- فذهب فيلبس واخبر اندراوس، وذهب فيلبس واندراوس واخبرا يسوع.
23- فاجابهما يسوع: «جاءت الساعة التي فيها يتمجد ابن الانسان.
24- الحق الحق اقول لكم: ان كانت الحـبة من الحنطة لا تقع في الارض وتموت، تبقى وحدها. واذا ماتت اخرجت حبا كثيرا.
25- من احب نفسه خسرها، ومن انكر نفسه في هذا العالم حفظها للحياة الابدية.
26- من اراد ان يخدمني، فليتبعني، وحيث اكون انا يكون خادمي. ومن خدمني اكرمه الآب.

27- الآن نفسي مضطربة، فماذا اقول؟ هل اقول: يا ابـي، نجني من هذه الساعة؟ ولكني لهذا جئت.
28- يا ابـي، مجد اسمك! « فقال صوت من السماء: «مجدته وسامجده! «

29- فسمعه الحاضرون، فقالوا: «هذا دوي رعد! « وقال بعضهم: «كلمه ملاك! «

30- فقال يسوع: «ما كان هذا الصوت لاجلي، بل لاجلكم.
31- اليوم دينونة هذا العالم. واليوم يطرد سيد هذا العالم.
32- وانا متى ارتفعت من هذه الارض، جذبت الي النـاس اجمعين«.

33- قال هذا مشيرا الى الميتة التي سيموتها.

34- فاجابه الجمع: «علمتنا الشريعة ان المسيح يبقى الى الابد. فكيف تقول: لا بد لابن الانسان ان يرتفـع؟ فمن هو ابن الانسان هذا؟«

35- فقال لهم يسوع: «سيبقى النور معكــم وقـتا قليــلا، فامشوا ما دام لكم النور، لئلا يباغتكم الظلام. والذي يمشي في الظلام لا يعرف الى اين يتجه.
36- آمنوا بالنور، ما دام لكم النور، فتكونوا ابناء النور«.
وابتعد يسوع عن انظارهم، بعدما قال لهم هذا الكلام.
37- ومع انه عمل لهم كل هذه الآيات، فما آمنوا به،
38- لـيتم ما قال النبـي اشعيا: «يا رب، من الذي آمن بكلامنا؟ ولمن ظهرت يد الرب؟«

39- وما قدروا ان يؤمنوا به، لان اشعيا قال ايضا:

40-» اعمى الله عيونهم وقسى قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فاشفيهم«.
41- قال اشعيا هذا الكلام لانه راى مجده وتحدث عنه.

42- غير ان كثيرا من رؤساء اليهود انفسهم آمنوا بـيسوع، ولكنهم ما اعلنوا ايمانهم مسايرة للفريسيـين، لئلا يطردوا من المجمع.
43- كانوا يحبون رضى النـاس اكثر من رضى الله.

44- فرفع يسوع صوته، قال: «من آمن بـي لا يؤمن بـي انا، بل يؤمن بالذي ارسلني.
45- ومن رآني راى الذي ارسلني.
46- جئت نورا الى العالم، فمن آمن بـي لا يقيم في الظلام،
47- ومن سمع اقوالي وما آمن بها لا ادينه، لاني ما جئت لادين العالم بل لاخلص العالم.
48- من رفضني وما قبل كلامي، فله من يدينه. الكلام الذي قلته يدينه في اليوم الآخر،
49- لاني ما تكلمت بشيء من عندي، بل الآب الذي ارسلني اوصاني بما اقول واتكلم.
50- انا اعرف ان وصيته حياة ابدية. فالكلام الذي اقوله اقوله كما قاله لي الآب«.
 
16 43 انجيل يوحنا 013 يهوذا
1- وكان يسوع يعرف، قبل عيد الفصح، ان ساعته جاءت لينتقل من هذا العالم الى الآب، وهو الذي احب اخصاءه الذين هم في العالم، احبهم منتهى الحب.
2- وجلس للعشاء مع تلاميذه. وكان ابليس وسوس الى يهوذا بن سمعان الاسخريوطي ان يسلم يسوع.
3- وكان يسوع يعرف ان الآب جعل في يديه كل شيء، وانه جاء من عند الله والى الله يعود.
4- فقام عن العشاء وخلع ثوبه واخذ منشفة واتزر بها،
5- ثم صب ماء في مغسلة وبدا يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي اتزر بها.
6- فلما دنا من سمعان بطرس، قال له سمعان: «يا سيد، اانت تغسل رجلي؟«
7- فاجابه يسوع: «انت الآن لا تفهم ما انا اعمل، ولكنك ستفهمه فيما بعد«.

8- فقال له بطرس: «لن تغسل رجلي ابدا«. اجابه يسوع: «ان كنت لا اغسلك، فلا نصيب لك معي«.

9- فقال له سمعان بطرس: «اذا يا سيد، لا تغسل رجلي وحدهما، بل اغسل معهما يدي وراسي«.

10- فقال له يسوع: «من اغتسل كان طاهرا كله، فلا يحتاج الا الى غسل رجليه. انتم طاهرون، ولكن ما كلكم طاهرون«.
11- قال يسوع «ما كلكم طاهرون«، لانه كان يعرف من سيسلمه.

12- فلما غسل ارجلهم ولبس ثوبه وعاد الى المائدة قال لهم: «اتفهمون ما عملته لكم؟
13- انتم تدعونني معلما وسيدا، وحسنا تفعلون لاني هكذا انا.
14- واذا كنت انا السيد والمعلم غسلت ارجلكم، فيجب عليكم انتم ايضا ان يغسل بعضكم ارجل بعض.
15- وانا اعطيتكم ما تقتدون به، فتعملوا ما عملته لكم.
16- الحق الحق اقول لكم: ما كان خادم اعظم من سيده، ولا كان رسول اعظم من الذي ارسله.
17- والآن عرفتم هذه الحقيقة، فهنيئا لكم اذا عملتم بها.

18- لا اقول هذا فيكم كلكم، فانا اعرف الذين اخترتهم. ولكن ما جاء في الكتب المقدسة لا بد له ان يتم، وهو: ان الذي اكل خبزي تمرد علي.
19- اخبركم بهذا الآن قبلما يحدث، حتى متى حدث تؤمنون باني انا هو.
20- الحق الحق اقول لكم: من قبل الذين ارسلهم قبلني. ومن قبلني قبل الذي ارسلني«.

21- وعند هذا الكلام، اضطربت نفس يسوع وقال علانية: «الحق الحق اقول لكم: واحد منكم سيسلمني! «

22- فنظر التلاميذ بعضهم الى بعض حائرين لا يعرفون من يعني بقوله.
23- وكان احد التلاميذ، وهو الذي يحبه يسوع، جالسا بجانبه.
24- فاوما اليه سمعان بطرس وقال له: «سله من يعني بقوله«.

25- فمال التلميذ على صدر يسوع وساله: «من هو يا سيد؟«

26- فاجاب يسوع: «هو الذي اناوله اللقمة التي اغمسها! « وغمس يسوع لقمة ورفعها وناول يهوذا بن سمعان الاسخريوطي.
27- فلما تناولها دخل الشيطان فيه. فقال له يسوع: «اعمل ما انت تعمله ولا تبطـئ*«.

28- فما فهم احد من الجالسين الى المائدة لماذا قال له هذا الكلام.
29- وكان يهوذا امين الصندوق، فظن بعضهم ان يسوع اوصاه ان يشتري ما يحتاجون اليه في العيد، او ان يعطي الفقراء شيئا.
30- وتناول يهوذا اللقمة وخرج في الحال. وكان ليلا.

31- فلما خرج قال يسوع: «الآن تمجد ابن الانسان وتمجد الله فيه.
32- واذا كان الله تمجد فيه، فان الله سيمجده في ذاته، وبعد قليل سيمجده.
33- يا ابنائي، سابقى معكم وقتا قليلا. ستطلبوني، ولكن ما قلته لليهود اقوله لكم الآن: حيث انا ذاهب لا تقدرون انتم ان تجيئوا.
34- اعطيكم وصية جديدة: احبوا بعضكم بعضا. ومثلما انا احببتكم احبوا انتم بعضكم بعضا
35- فاذا احببتم بعضكم بعضا، يعرف النـاس جميعا انكم تلاميذي«.

36- فقال له سمعان بطرس: «الى اين انت ذاهب يا سيد؟« اجابه يسوع: «حيث انا ذاهب لا تقدر الآن ان تتبعني، ولكنك ستتبعني يوما«.

37- فقال له بطرس: «لماذا لا اقدر ان اتبعك الآن، يا سيد؟ انا مستعد ان اموت في سبـيلك! «

38- اجابه يسوع: «امستعد انت ان تموت في سبـيلي؟ الحق الحق اقول لك: لا يصيح الديك الا وانكرتني ثلاث مرات«.
 
17 43 انجيل يوحنا 014 يهوذا
1- »لا تضطرب قلوبكم. انتم تؤمنون بالله فآمنوا بـي ايضا.
2- في بيت ابـي منازل كثيرة، والا لما قلت لكم: انا ذاهب لاهيـئ لكم مكانا.
3- ومتى ذهبت وهيات لكم مكانا، ارجـع وآخذكم الي لتكونوا حيث اكون.
4- انتم تعرفون الطريق الى حيث انا ذاهب«.

5- فقال له توما: «يا سيد، نحن لا نعرف الى اين انت ذاهب، فكيف نعرف الطريق؟«
6- اجابه يسوع: «انا هو الطريق والحق والحياة، لا يجيء احد الى الآب الا بـي.
7- لو كنتم عرفتموني لعرفتم ابـي ايضا. ومن الآن انتم تعرفونه، ورايتموه«.

8- فقال له فيلبس: «يا سيد، ارنا الآب وكفانا«.
9- فقال له يسوع: «انا معكم كل هذا الوقت، وما عرفتني بعد يا فيلبس؟ من رآني راى الآب، فكيف تقول: ارنا الآب؟
10- الا تؤمن باني في الآب وان الآب في؟ الكلام الذي اقوله لا اقوله من عندي، والاعمال التي اعملها يعملها الآب الذي هو في.
11- صدقوني اذا قلت: انا في الآب والآب في، او صدقوني من اجل اعمالي.
12- الحق الحق اقول لكم: من آمن بـي يعمل الاعمال التي اعملها، بل اعظم منها، لاني ذاهب الى الآب،
13- فكل ما تطلبونه باسمي اعمله، حتى يتمجد الآب في الابن.
14- اذا طلبتم مني شيئا باسمي اعمله.

15- »اذا كنتم تحبوني عملتم بوصاياي.
16- وساطلب من الآب ان يعطيكم معزيا آخر يبقى معكم الى الابد.

17- هو روح الحق الذي لا يقدر العالم ان يقبله، لانه لا يراه ولا يعرفه. اما انتم فتعرفونه، لانه يقيم معكم ويكون فيكم.

18- لن اترككم يتامى، بل ارجـع اليكم.
19- بعد قليل لن يراني العالم، اما انتم فترونني. ولاني احيا، فانتم ستحيون.
20- وفي ذلك اليوم تعرفون اني في ابـي، وانكم انتم في مثلما انا فـيـكم.

21- من قبل وصاياي وعمل بها احبني. ومن احبني احبه ابـي، وانا احبه واظهر له ذاتي«.

22- فقال له يهوذا، وهو غير يهوذا الاسخريوطي: «يا سيد، كيف تظهر ذاتك لنا ولا تظهرها للعالم؟«

23- اجابه يسوع: «من احبني سمع كلامي فاحبه ابـي، ونجـيء اليه ونقيم عنده.
24- ومن لا يحبني لا يسمع كلامي. وما كلامي من عندي، بل من عند الآب الذي ارسلني.

25- قلت لكم هذا كله وانا معكم.
26- ولكن المعزي، وهو الروح القدس الذي يرسله الآب باسمي، سيعلمكم كل شيء ويجعلكم تتذكرون كل ما قلته لكم.

27- سلاما اترك لكم، وسلامي اعطيكم، لا كما يعطيه العالم اعطيكم انا. فلا تضطرب قلوبكم ولا تفزع.
28- قلت لكم: انا ذاهب وسارجـع اليكم، فان كنتم تحبوني فرحتم باني ذاهب الى الآب، لان الآب اعظم مني.
29- اخبرتكم بهذا قبل ان يحدث، حتى متى حدث تؤمنون.
30- لن اخاطبكم بعد طويلا، لان سيد هذا العالم سيجيء. لا سلطان له علي،
31- ولكن يجب ان يعرف العالم اني احب الآب واني اعمل بما اوصاني الآب. قوموا نذهب من هنا.
 
18 43 انجيل يوحنا 018 يهوذا
1- قال يسوع هذا الكلام وخرج مع تلاميذه، فعبر وادي قدرون وكان هناك بستان، فدخله هو وتلاميذه.
2- وكان يهوذا الذي اسلمه يعرف هذا المكان، لان يسوع كان يجتمـع فيه كثيرا مع تلاميذه.
3- فجاء يهوذا الى هناك بجنود وحرس ارسلهم رؤساء الكهنة والفريسيون، وكانوا يحملون المصابـيح والمشاعل والسلاح.
4- فتقدم يسوع وهو يعرف ما سيحدث له وقال لهم: «من تطلبون؟«

5- اجابوا: «يسوع النـاصري«. فقال لهم: «انا هو«.

6- فلما قال لهم يسوع: «انا هو«، تراجعوا ووقعوا الى الارض.
7- فسالهم يسوع ثانية: «من تطلبون؟« اجابوا: «يسوع النـاصري«.
8- فقال لهم يسوع: «قلت لكم: انا هو. فاذا كنتم تطلبوني، فدعوا هؤلاء يذهبون«.

9- فتم ما قال يسوع: «ما خسرت احدا من الذين وهبتهم لي«.

10- وكان سمعان بطرس يحمل سيفا، فاستله وضرب خادم رئيس الكهنة فقطع اذنه اليمنى، وكان اسم الخادم ملخس.
11- فقال يسوع لبطرس: «رد سيفك الى غمده! الا اشرب كاس الآلام التي جعلها لي الآب«.

12- فقبض الجنود وقائدهم وحرس الهيكل على يسوع وقيدوه
13- واخذوه اولا الى حنـان، وهو حمو قيافا رئيس الكهنة في تلك السنة.
14- وقيافا هذا هو الذي اشار على اليهود فقال: «ان يموت رجل واحد فدى الشعب خير لكم«.

15- وكان سمعان بطرس وتلميذ آخر يتبعان يسوع. وكان هذا التلميذ معروفا من رئيس الكهنة، فدخل دار رئيس الكهنة مع يسوع.
16- اما بطرس فوقف في الخارج عند الباب. وعاد التلميذ الآخر الذي يعرفه رئيس الكهنة الى الخارج وكلم الفتاة التي تحرس الباب وادخل بطرس.
17- فقالت الفتاة لبطرس: «اما انت ايضا من تلاميذ هذا الرجل؟« فاجابها بطرس: «ما انا منهم«.

18- وكان البرد شديدا، فاوقد الخدم والحرس نارا واخذوا يتدفـاون، ووقف بطرس يتدفـا معهم.

19- وسال رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وتعليمه،
20- فاجابه يسوع: «كلمت النـاس علانية، وعلمت دائما في المجامـع وفي الهيكل حيث يجتمـع اليهود كلهم، وما قلت شيئا واحدا في الخفية.
21- فلماذا تسالني؟ اسال الذين سمعوني عما كلمتهم به، فهم يعرفون ما قلت«.

22- فلما قال يسوع هذا الكلام، لطمه واحد من الحرس كان بجانبه وقال له: «اهكذا تجيب رئيس الكهنة؟«

23- فاجابه يسوع: «ان كنت اخطات في الكلام، فقل لي اين الخطا؟ وان كنت اصبت، فلماذا تضربني؟«

24- فارسله حنـان موثقا الى قيافا رئيس الكهنة.

25- وبينما سمعان بطرس واقف هناك يتدفـا قالوا له: «اما انت من تلاميذه؟« فانكر وقال: «ما انا منهم! «

26- فقال له واحد من خدم رئيس الكهنة، وكان من اقرباء الرجل الذي قطع بطرس اذنه: «اما رايتك معه في البستان؟«
27- فانكر ايضا وفي الحال صاح الديك.

28- واخذوا يسوع من عند قيافا الى قصر الحاكم. وكان الوقت صباحا. فامتنع اليهود من دخول القصر لئلا يتنجسوا، فلا يتمكنوا من اكل عشاء الفصح.
29- فخرج اليهم بـيلاطس وسالهم: «بماذا تتهمون هذا الرجل؟«

30- فاجابوا: «لولا انه مجرم، لما اسلمناه اليك«.

31- فقال لهم بـيلاطس: «خذوه انتم وحاكموه حسب شريعتكم«. فاجابوا: «لا يجوز لنا ان نحكم على احد بالقتل«.
32- فتم ما قال يسوع مشيرا الى الميتة التي يموتها.

33- فعاد بـيلاطس الى قصر الحاكم ودعا يسوع وقال له: «اانت ملك اليهود؟«
34- فاجابه يسوع: «اتقول هذا من عندك، ام قاله لك آخرون؟«

35- فقال بـيلاطس: «ايهودي انا؟ شعبك ورؤساء الكهنة اسلموك الي. فماذا فعلت؟«

36- اجابه يسوع: «ما مملكتي من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذاالعالم، لدافع عني اتباعي حتى لا اسلم الى اليهود. لا! ما مملكتي من هنا«.

37- فقال له بـيلاطس: «املك انت، اذن؟« اجابه يسوع: «انت تقول اني ملك. انا ولدت وجئت الى العالم حتى اشهد للحق. فمن كان من ابناء الحق يستمـع الى صوتي«.

38- فقال له بـيلاطس: «ما هو الحق؟« قال هذا وخرج ثانية الى اليهود وقال لهم: «لا اجد سبــبا للحكم عليه.
39- ولكن العادة عندكم ان اطلق لكم سجينا في عيد الفصح. اتريدون ان اطلق لكم ملك اليهود؟«

40- فصاحوا: «لا تطلق هذا، بل باراباس«. وكان باراباس لصا.
 
19 44 اعمال الرسل 001 يهوذا
1- دونت في كتابـي الاول، يا ثاوفـيلس، جميع ما عمل يسوع وعلم من بدء رسالته
2- الى اليوم الذي ارتفع فيه الى السماء، بعدما اعطى بالروح القدس وصايا للذين اختارهم رسلا.
3- ولهم اظهر نفسه حيا ببراهين كثيرة، وتراءى لهم مدة اربعين يوما بعد آلامه، وكلمهم على ملكوت الله.
4- وبينما هو ياكل معهم قال: «لا تتركوا اورشليم، بل انتظروا فيها ما وعد به الآب وسمعتموه مني:
5- يوحنا عمد بالماء، واما انتم فتتعمدون بالروح القدس بعد ايام قليلة«.

6- فسال الرسل يسوع عندما كانوا مجتمعين معه: «يا رب، افي هذا الزمن تعيد الملك الى اسرائيل؟«

7- فاجابهم: «ما لكم ان تعرفوا الاوقات والازمنة التي حددها الآب بسلطانه.
8- ولكن الروح القدس يحل عليكم ويهبكم القوة، وتكونون لي شهودا في اورشليم واليهودية كلها والسامرة، حتى اقاصي الارض«.

9- ولما قال يسوع هذا الكلام ارتفع الى السماء وهم يشاهدونه، ثم حجبته سحابة عن انظارهم.

10- وبينما هم ينظرون الى السماء وهو يبتعد عنهم، ظهر لهم رجلان في ثـياب بيضاء
11- وقالا لهم: «ايها الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء؟ يسوع هذا الذي صعد عنكم الى السماء سيعود مثلما رايتموه ذاهبا الى السماء«.

12- رجع الرسل الى اورشليم من الجبل الذي يقال له جبل الزيتون، وهو قريب من اورشليم على مسيرة سبت منها.
13- ولما دخلوا المدينة صعدوا الى غرفة في اعلى البيت كانوا يقيمون فيها، وهم بطرس ويوحنا، ويعقوب واندراوس، وفيلبس وتوما، وبرتولوماوس ومتى، ويعقوب بن حلفى، وسمعان الوطنـي الغيور، ويهوذا بن يعقوب.
14- وكانوا يواظبون كلهم على الصلاة بقلب واحد، مع بعض النساء ومريم ام يسوع واخوته.

15- وفي تلك الايام خطب بطرس في الاخوة، وكان عدد الحاضرين نحو مئة وعشرين، فقال:
16- »يا اخوتي، كان لا بد ان يتم ما انبا به الروح القدس في الكتاب من قبل بلسان داود، على يهوذا الذي جعل نفسه دليلا للذين قبضوا على يسوع.
17- كان واحدا منـا وله نصيب معنا في هذه الخدمة،
18- ثم اشترى بثمن الجريمة حقلا، فوقع على راسه وانشق من وسطه، واندلقت امعاؤه كلها.
19- وعرف ذلك سكـان اورشليم كلهم، حتى تسمى هذا الحقل في لغتهم «حقل دما« اي حقل الدم.
20- فكتاب المزامير يقول: «لتصر داره خرابا، ولا يكن فيها ساكن«. ويقول ايضا: «لـياخذ وظيفته آخر«.

21- ونحن فينا رجال رافقونا طوال المدة التي قضاها الرب يسوع بيننا،
22- منذ ان عمده يوحنا الى يوم ارتفع عنـا، فيجب ان نختار واحدا منهم ليكون شاهدا معنا على قيامة يسوع«.

23- فاقترح الاخوة اثنين منهم هما يوسف المدعو بارسابا الملقب بـيوستس، ومتياس.
24- ثم صلـوا فقالوا: «يا رب، انت تعرف ما في القلوب. اظهر لنا من اخترت من هذين الرجلين
25- ليقوم بالخدمة والرسالة مقام يهوذا الذي تركهما ومضى ليلقى مصيره«.

26- ثم اقترعوا فاصابت القرعة متياس، فانضم الى الرسل الاحد عشر. حلول الروح القدس.
 
20 44 اعمال الرسل 005 يهوذا
1- ولكن رجلا اسمه حنانـيا باع ملكا له بموافقة امراته سفيرة،
2- فاحتفظ بقسم من الثمن بعلم منها، وجاء بالقسم الآخر والقاه عند اقدام الرسل.
3- فقال له بطرس: «يا حنانيا، لماذا استولى الشيطان على قلبك فكذبت على الروح القدس واحتفظت بقسم من ثمن الحقل؟
4- اما كان الحقل كله يبقى لك لو ابقيته؟ ولما بعته، اما كان لك ان تحتفظ بثمنه؟ فكيف نويت في قلبك هذا العمل؟ انت كذبت على الله، لا على الناس«.

5- فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع ميتا، فملا الخوف جميع الذين سمعوا بذلك.
6- وقام بعض الشبان، فكفنوه وحملوه الى الخارج ودفنوه.

7- وبعد نحو ثلاث ساعات، دخلت امراته وهي لا تعرف ما جرى.
8- فسالها بطرس: «قولي لي: ابهذا الثمن بعتما الحقل؟« اجابت: «نعم، بهذا الثمن! «

9- فقال لها بطرس: «لماذا اتفقتما على تجربة روح الرب؟ هذه اقدام الذين دفنوا زوجك على الباب، وسيحملونك انت ايضا! «

10- فوقعت في الحال عند قدمي بطرس وماتت. فدخل الشبان ووجدوها ميتة، فحملوها ودفنوها بجانب زوجها.
11- فاستولى خوف شديد على الكنيسة كلها وعلى جميع الذين عرفوا هذه الاخبار.

12- وجرى على ايدي الرسل بين الشعب كثير من العجائب والآيات، وكانوا يجتمعون بقلب واحد في رواق سليمان.
13- وما تجاسر احد ان يخالطهم، بل كان الشعب يعظمهم.
14- وتكاثر عدد المؤمنين بالرب من الرجال والنساء،
15- حتى انهم كانوا يحملون مرضاهم الى الشوارع ويضعونهم على الاسرة والفرش، حتى اذا مر بطرس يقع ولو ظله على احد منهم.
16- وكانت جموع الناس تجيء الى اورشليم من المدن المجاورة تحمل المرضى والذين فيهم ارواح نجسة، فيشفون كلهم.

17- واشتدت نقمة رئيس الكهنة واتباعه من شيعة الصدوقيين،
18- فامسكوا الرسل والقوهم في السجن العام.
19- ولكن ملاك الرب فتح ابواب السجن في الليل واخرج الرسل وقال لهم:
20- »اذهبوا الى الهيكل وبشروا الشعب بتعاليم الحياة الجديدة«.
21- فسمعوا له ودخلوا الهيكل عند الفجر واخذوا يعلمون. فجاء رئيس الكهنة واتباعه وجمعوا المجلس وشيوخ الشعب وامروا باحضار الرسل من السجن.
22- فذهب الحرس الى السجن فما وجدوهم هناك، فرجعوا الى المجلس_
23- وقالوا: «وجدنا السجن مغلقا جيدا والحرس واقفين على الابواب، فلما فتحناه ما وجدنا فيه احدا«.

24- فحار قائد حرس الهيكل ورؤساء الكهنة عندما سمعوا هذا الكلام وتساءلوا: كيف جرى هذا؟
25- فدخل عليهم رجل وقال لهم: «ها هم الرجال الذين القيتموهم في السجن يعلمون الشعب في الهيكل! «

26- فذهب قائد الحرس مع رجاله وجاؤوا بالرسل من غير عنف، لانهم خافوا ان يرجمهم الشعب.

27- فلما ادخلوا الرسل الى المجلس، قال_ لهم رئيس الكهنة:
28- »امرناكم بشدة ان لا تعلموا بهذا الاسم، فملاتم اورشليم بتعاليمكم، وتريدون ان تلقوا المسؤولـية علينا في دم هذا الرجل«.

29- فاجابهم بطرس والرسل: «يجب_ ان نطيع الله لا النـاس.
30- اله آبائنا اقام يسوع الذي علقتموه على خشبة وقتلتموه.
31- فهو الذي رفعه الله بـيمينه وجعله رئيسا ومخلصا ليمنح شعب اسرائيل التوبة وغفران الخطايا،
32- ونحن شهود على هذا كله. وكذلك يشهد الروح القدس الذي وهبه الله للذين يطيعونه«.

33- فلما سمع اعضاء المجلس هذا الكلام، غضبوا كثيرا وعزموا على قتلهم.
34- ولكن واحدا منهم اسمه غمالائيل، وهو فريسي من معلمي الشريعة، يحترمه الشعب كله، امر باخراج الناس قليلا،
35- ثم قال لاعضاء المجلس: «يا بني اسرائيل، اياكم وما انتم عازمون ان تفعلوا بهؤلاء الرجال.
36- قام ثوداس قبل هذه الايام، وادعى انه رجل عظيم، فتبعه نحو اربعمئة رجل. ولكنه قتل وتفرق جميع اتباعه وزال اثرهم.
37- ثم قام يهوذا الجليلي في زمن الاحصاء، فجر وراءه جماعة من النـاس، فهلك ايضا وتشتت جميع الذين اطاعوه.
38- والآن اقول لكم: اتركوا هؤلاء الرجال وشانهم ولا تهتموا بهم، لان ما يبشرون به او ما يعلمونه يزول اذا كان من عند البشر.
39- اما اذا كان من عند الله، فلا يمكنكم ان تزيلوه لئلا تصيروا اعداء الله«.

40- فوافقه جميع اعضاء المجلس على رايه ودعوا الرسل، فجلدوهم وامروهم ان لا يتكلموا باسم يسوع، ثم اطلقوهم.

41- فخرج الرسل من المجلس فرحين، لان الله وجدهم اهلا لقبول الاهانة من اجل اسم يسوع.
42- وكانوا يعلمون كل يوم في الهيكل وفي البيوت ويبشرون بان يسوع هو المسيح.
 
21 44 اعمال الرسل 009 يهوذا
1- اما شاول، فكان ينفث صدره تهديدا وتقتيلا لتلاميذ الرب. فذهب الى رئيس الكهنة
2- وطلب منه رسائل الى مجامـع دمشق، ليعتقل الرجال والنساء الذين يجدهم هناك على مذهب الرب ويجيء بهم الى اورشليم.

3- وبينما هو يقترب من دمشق، سطع حوله بغتة نور من السماء،
4- فوقع الى الارض، وسمع صوتا يقول له: «شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟«
5- فقال شاول: «من انت، يا رب؟« فاجابه الصوت: «انا يسوع الذي انت تضطهده. [صعب عليك ان تقاومني«.
6- فقال وهو مرتعب خائف: «يا رب، ماذا تريد ان اعمل؟« فقال له الرب:] «قم وادخل المدينة، وهناك يقال لك ما يجب ان تعمل«.

7- واما رفاق شاول فوقفوا حائرين يسمعون الصوت ولا يشاهدون احدا.
8- فنهض شاول عن الارض وفتح عينيه وهو لا يبصر شيئا. فقادوه بـيده الى دمشق.
9- فبقي ثلاثة ايام مكفوف البصر لا ياكل ولا يشرب.

10- وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا. فناداه الرب في الرؤيا: «يا حنانيا! « اجابه: «نعم، يا رب! «

11- فقال له الرب: «قم اذهب الى الشـارع المعروف بالمستقيم، واسال _في بيت يهوذا عن رجل منطرسوس اسمه شاول. وهو الآن يصلي،
12- فيرى في الرؤيا رجلا اسمه حنانيا يدخل ويضع يديه عليه فيبصر«.

13- فاجابه حنانيا: «يا رب، اخبرني كثير من النـاس كم اساء هذا الرجل الى قديسيك في اورشليم.
14- وهو هنا الآن وله سلطة من رؤساء الكهنة ان يعتقل كل من يدعو باسمك«.

15- فقال له الرب: «اذهب، لاني اخترته رسولا لي يحمل اسمي الى الامم والملوك وبني اسرائيل.
16- وساريه كم يجب ان يتحمل من الآلام في سبيل اسمي«.

17- فذهب حنانيا ودخل البيت ووضع يديه على شاول وقال: «يا اخي شاول، ارسلني اليك الرب يسوع الذي ظهر لك وانت في الطريق التي جئت منها، حتى يعود البصر اليك وتمتلئ من الروح القدس«

18- فتساقط من عينيه ما يشبه القشور، وعاد البصر اليه، فقام وتعمد.
19- ثم اكل، فعادت اليه قواه.
واقام شاول بضعة ايام مع التلاميذ في دمشق،
20- ثم سارع الى التبشير في المجامع بان يسوع هو ابن الله.
21- فكان السامعون يتعجبون ويقولون: «اما كان هذا الرجل في اورشليم يضطهد كل من يدعو بهذا الاسم؟ وهل جاء الى هنا الا ليعتقلهم ويعود بهم الى رؤساء الكهنة؟«
22- لكن شاول كان يزداد قوة في تبشيره، فاثار الحيرة في عقول اليهود المقيمين في دمشق بحججه الدامغة على ان يسوع هو المسيح.
23- وبعد مدة من الزمن وضع اليهود خطة ليقتلوه،
24- فوصل خبرها اليه. وكانوا يراقبون ابواب المدينة ليل نهار ليغتالوه،
25- فاخذه التلاميذ ليلا ودلوه من السور في قفة.

26- ولما وصل شاول الى اورشليم حاول ان ينضم الى التلاميذ. فكانوا كلهم يخافون منه ولا يصدقون انه تلميذ.
27- فجاء به برنابا الى الرسل وروى لهم كيف راى شاول الرب في الطريق وكلمه الرب، وكيف بشر بشجاعة باسم يسوع في دمشق.
28- فاخذ يروح ويجيء مع التلاميذ في اورشليم، يبشر بشجاعة باسم الرب.
29- وكان يخاطب اليهود المتكلمين باللغة اليونانـية ويجادلهم، فحاولوا ان يقتلوه.
30- فلما عرف الاخوة بالامر، انزلوه الى قيصرية وارسلوه منها الى طرسوس.
31- واخذت الكنيسة في جميع اليهودية والجليل والسامرة تنعم بالسلام. وكانت تنمو وتسير في خوف الرب، وتتكاثر بمعونة الروح القدس.

32- وكان بطرس يسير في كل مكان، فجاء الى الاخوة القديسين المقيمين في لدة،
33- فلقي فيها رجلا اسمه اينياس، وكان كسيحا يلزم الفراش من ثماني سنوات.
34- فقال له بطرس: «يا اينياس، شفاك يسوع المسيح، فقم ورتب فراشك بيدك«. فقام في الحال.
35- ورآه جميع سكان لدة وشارون، فاهتدوا كلهم الى الرب.

36- وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثة، وباليونانية دوركاس، اي غزالة، تصرف كل وقتها في الاعمال الصالحة واعانة المحتاجين.
37- فمرضت في ذلك الوقت وماتت. فغسلوها ووضعوها في الغرفة العليا.
38- ولان لدة قريبة من يافا، عرف التلاميذ ان بطرس فيها، فارسلوا اليه رجلين يقولان له: «تعال الينا ولا تــتاخر«.

39- فقام بطرس مسرعا ورجع معهما الى يافا. فلما وصل صعدوا به الى الغرفة العليا، فاستقبلته الارامل باكيات يرينه القمصان والثياب التي خاطتها دوركاس عندما كانت معهن على قيد الحياة.
40- فاخرج بطرس الناس كلهم، وسجد وصلى، ثم التفت الى الجثة وقال: «طابيثة، قومي! « ففتحت عينيها، ولما رات بطرس جلست.
41- فمد يده اليها وانهضها، ثم دعا الاخوة القديسين والارامل واحضرها حـية.
42- فانتشر الخبر في يافا كلها، فآمن بالرب عدد كبـير من النـاس.
43- واقام بطرس عدة ايام في يافا عند دباغ اسمه سمعان.
 
22 44 اعمال الرسل 015 يهوذا
1- ونزل جماعة من اليهودية واخذوا يعلمون الاخوة، فيقولون: «لا خلاص لكم الا اذا اختتنتم على شريعة موسى«.
2- فوقع بينهم وبين بولس وبرنابا خلاف وجدال شديد. فاجمعوا على ان يصعد بولس وبرنابا وغيرهما من المؤمنين الى اورشليم ليراجعوا الرسل والشيوخ في هذه المسالة.
3- وبعدما شيعتهم الكنيسة اجتازوا فينيقية والسامرة يخبرون كيف اهتدى غير اليهود، فيفرح الاخوة كثيرا.
4- فلما وصلوا الى اورشليم رحبت بهم الكنيسة والرسل والشيوخ، فاخبروهم بكل ما اجرى الله على ايديهم.
5- فقام بعض المؤمنين الذين كانوا من قبل على مذهب الفريسيين وقالوا: «يجب ان يختتن غير اليهود ويعملوا بشريعة موسى«.

6- فاجتمع الرسل والشيوخ للنظر في هذه المسالة.
7- وبعد جدال طويل قام بطرس وقال لهم: «ايها الاخوة، تعرفون ان الله اختارني من بينكم من زمن بعيد ليسمع غير اليهود من فمي كلام البشارة ويؤمنوا.
8- والله الذي يعرف ما في القلوب، شهد على رضاه عنهم، فوهب لهم الروح القدس كما وهبه لنا،
9- فما فرق بيننا وبينهم في شيء. فهو طهر قلوبهم بالايمان.
10- فلماذا تجربون الله الآن بان تضعوا على رقاب التلاميذ نـيرا عجز آباؤنا وعجزنا نحن عن حمله؟
11- خصوصا ونحن نؤمن اننا نخلص بنعمة الرب يسوع كما هم يخلصون«.

12- فسكت المجتمعون كلهم واستمعوا الى برنابا وبولس وهما يرويان لهم الآيات والعجائب التي اجراها الله على ايديهما بين غير اليهود.
13- وبعدما ختما كلامهما، قال يعقوب: «استمعوا لي، ايها الاخوة:
14- اخبركم سمعان كيف اهتم الله في اول الامر ان يتخذ من بين الامم شعبا لاسمه.
15- وهذا يوافق كلام الانبـياء في الكتب المقدسة:
16- »سارجـع بعد هذا، فابني خيمة داود المتهدمة: ابني انقاضها واقيمها
17- ليسعى سائر النـاس الى الرب وجميع الشعوب التي تحمل اسمي. هذا ما يقول الرب الذي صنع هذا كله،
18- وجعله معروفا من قديم الزمان«.

19- ولذلك ارى ان لا نثقل على الذين يهتدون الى الله من غير اليهود،
20- بل نكتب اليهم ان يمتنعوا عن ذبائح الاصنام النجسة والزنى والحيوان المخنوق والدم.
21- فلشريعة موسى من قديم الزمان معلمون في كل مدينة يقراونها كل سبت في المجامع«.

22- فاجمع الرسل والشيوخ والكنيسة كلها على اختيار رجلين منهم يرسلونهما الى انطاكية مع برنابا وبولس. فاختاروا يهوذا الذي يقال له برسابا، وسيلا، وكانا ممن لهم مكانة رفيعة بين الاخوة،
23- وسلموا اليهم هذه الرسالة: »من اخوتكم الرسل والشيوخ الى الاخوة المهتدين من غير اليهود في انطاكية وسورية وكيليكية، سلام:
24- سمعنا ان بعض الناس جاؤوا اليكم من غير توكيل منا، فازعجوكم واقلقوا افكاركم.
25- فاجمعنا على ان نختار رجلين نرسلهما اليكم مع الحبيبين برنابا وبولس،
26- رجلين كرسا حياتهما لخدمة ربنا يسوع المسيح.
27- فارسلنا يهوذا وسيلا ليقولا لكم مشافهة ما نكتب به اليكم.
28- فالروح القدس ونحن راينا ان لا نحملكم من الاثقال الا ما لا بد منه، وهو
29- ان تمتنعوا عن ذبائح الاصنام، وعن الدم والحيوان المخنوق والزنى. فاذا صنتم انفسكم منها، فحسنا تفعلون. والله معكم«.

30- فانصرفوا ونزلوا الى انطاكية، فدعوا جماعة المؤمنين وسلموا اليهم الرسالة.
31- فلما قراوها فرحوا كثيرا بما جاء فيها من تشجيع.
32- والقى يهوذا وسيلا، وكانا هما ايضا نبيين، عظة طويلة شجعا بها الاخوة وشددا عزائمهم.
33- وبعدما اقاما بعض الوقت في انطاكية، صرفهما الاخوة بسلام الى الذين ارسلوهما. [
34- ولكن سيلا راى ان يبقى هناك، فرجع يهوذا وحده].

35- واقام بولس وبرنابا في انطاكية، يعلمان ويبشران بكلام الرب ومعهما آخرون كثيرون.

36- وبعد ايام قليلة، قال بولس لبرنابا: «تعال نرجع لنتفقد الاخوة في كل مدينة بشرنا فيها بكلام الرب، ونطلع على احوالهم«.
37- فاراد برنابا ان يرافقهما يوحنا الملقب بمرقس،
38- ولكن بولس راى ان لا يرافقهما من فارقهما في بمفيلية وما شاركهما في العمل.
39- فوقع بينهما نزاع حتى افترقا. فاخذ برنابا مرقس وسافر في البحر الى قبرص.
40- واما بولس، فاختار سيلا وخرج من انطاكية، بعدما استودعه الاخوة نعمة الرب.
41- فاجتاز سورية وكيليكية يقوي ايمان الكنائس.
 
23 58 رسالة العبرانيين 007 يهوذا
1- وكان ملكيصادق هذا ملك ساليم وكاهن الله العلي، خرج لملاقاة ابراهيم عند رجوعه بعدما هزم الملوك وباركه،
2- واعطاه ابراهيم العشر من كل شيء. وتفسير اسمه اولا ملك العدل، ثم ملك ساليم، اي ملك السلام.
3- وهو لا اب له ولا ام ولا نسب، ولا لايامه بداءة ولا لحياته نهاية. ولكنه، على مثال ابن الله، يبقى كاهنا الى الابد.

4- فانظروا ما اعظمه! ابراهيم نفسه، وهو رئيس الآباء، اعطاه العشر من خيرة الغنائم.
5- والكهنة الذين من بني لاوي تامرهم الشريعة بان ياخذوا العشر من الشعب، اي من بني عشيرتهم، مع انهم خرجوا هم ايضا من صلب ابراهيم.
6- وما كان ملكيصادق من نسل لاوي، ولكنه اخذ العشر من ابراهيم وباركه وهو الذي نال الوعد من الله.
7- ولا خلاف في ان الاكبر هو الذي يبارك الاصغر.
8- ثم ان العشر للكهنة ياخذه بشر مائتون، واما العشر لملكيصادق فاخذه الذي يشهد الكتاب له بانه حي.
9- ويمكن القول ان لاوي نفسه، وهو الذي ياخذ العشر، ادى العشر على يد ابراهيم،
10- لانه كان في صلب ابيه ابراهيم يوم خرج ملكيصادق لملاقاته.

11- ولو كان الكمال تحقق بالكهنوت اللاوي، وهو اساس الشريعة التي تسلمها الشعب، فاية حاجة بعده الى ان يظهر كاهن آخر على رتبة ملكيصادق؟ وما قال الكتاب على رتبة هارون.
12- لانه اذا تبدل الكهنوت، فلا بد من ان تتبدل الشريعة.
13- والذي يقال هذا فيه ينتمي الى عشيرة اخرى، ما قام احد منها بخدمة المذبح.
14- فمن المعروف ان ربنا طلع من يهوذا، وما ذكر موسى هذه العشيرة في كلامه على الكهنة.

15- ومما يزيد الامر وضوحا انه على مثال ملكيصادق ظهر الكاهن الآخر،
16- لا على اساس نسب بشري، بل بقوة حياة لا تزول.
17- فشهادة الكتاب له هي: «انت كاهن الى الابد على رتبة ملكيصادق«.

18- وهكذا بطلت الوصية السابقة لضعفها وقلة فائدتها،
19- لان شريعة موسى ما حققت الكمال في شيء، فحل محلها رجاء افضل منها نتقرب به الى الله.

20- وما تم هذا بلا يمين من الله. فاولئك اللاويون اقيموا كهنة بلا يمين،
21- واما يسوع فاقيم كاهنا بيمين من الله الذي قال له: «اقسم الرب، ولن يندم، انك كاهن الى الابد«.
22- وهكذا صار يسوع ضمانا لعهد افضل من العهد الاول.

23- واولئك الكهنة عددهم كثير، لان الموت كان يمنع بقاءهم.
24- واما يسوع الذي يبقى الى الابد، فله كهنوت لا يزول.
25- وهو قادر ان يخلص الذين يتقربون به الى الله خلاصا تاما، لانه حي باق ليشفع لهم.

26- فيسوع، اذا، هو رئيس الكهنة الذي يناسبنا، هو قدوس بريء لا عيب فيه ولا صلة له بالخاطئين، ارتفع الى اعلى من السماوات.
27- وهو بخلاف رؤساء الكهنة، لا حاجة به الى ان يقدم الذبائح كل يوم كفارة لخطاياه اولا، ثم لخطايا الشعب، لانه فعل هذا مرة واحدة، حين قدم نفسه.
28- وشريعة موسى تقيم من البشر الضعفاء رؤساء كهنة، اما كلام القسم بعد الشريعة فيقيم الابن الذي جعل كاملا الى الابد.
 
24 58 رسالة العبرانيين 008 يهوذا
1- وخلاصة القول هي ان لنا رئيس كهنة هذه عظمته، جلس عن يمين عرش الجلال في السماوات،
2- خادما لقدس الاقداس والخيمة الحقيقية التي نصبها الرب لا الانسان.

3- ويقام كل رئيس كهنة ليقدم القرابين والذبائح، فلا بد ان يكون لرئيس كهنتنا شيء يقدمه.
4- فلو كان يسوع في الارض لما اقيم كاهنا، لان هناك من يقدم القرابين وفقا للشريعة.
5- هؤلاء يخدمون صورة وظلا لما في السماوات. فحين اراد موسى ان ينصب الخيمة اوحى اليه الله قال: «انظر واعمل كل شيء على المثال الذي اريتك اياه على الجبل«.

6- ولكن المسيح نال خدمة افضل من التي قبلها بمقدار ما هو وسيط لعهد افضل من العهد الاول، لانه قام على اساس وعود افضل من تلك.
7- فلو كان العهد الاول لا عيب فيه، لما دعت الحاجة الى عهد آخر.
8- والله يلوم شعبه بقوله: »يقول الرب: ها هي ايام تجيء اقطع فيها لبني اسرائيل ولبني يهوذا عهدا جديدا،
9- لا كالعهد الذي جعلته لآبائهم يوم اخذت بيدهم لاخرجهم من ارض مصر، فما ثبتوا على عهدي. لذلك اهملتهم انا الرب.
10- وهذا هو العهد الذي اعاهد عليه بني اسرائيل في الايام الآتية، يقول الرب: ساجعل شرائعي في عقولهم واكتبها في قلوبهم، فاكون لهم الها ويكونون لي شعبا.
11- فلا احد يعلم ابن شعبه ولا اخاه فيقول له: اعرف الرب، لانهم سيعرفوني كلهم من صغيرهم الى كبيرهم،
12- فاصفح عن ذنوبهم ولن اذكر خطاياهم من بعد«.

13- والله بكلامه على «عهد جديد« جعل العهد الاول قديما، وكل شيء عتق وشاخ يقترب من الزوال.
 
25 65 رسالة يهوذا 001 يهوذا
1- من يهوذا عبد يسوع المسيح واخي يعقوب الى الذين دعاهم الله الآب واحبهم وحفظهم ليسوع المسيح.
2- عليكم وافر الرحمة والسلام والمحبة.

3- لي شوق شديد، ايها الاحباء، ان اكتب اليكم بامر خلاصنا المشترك، بعدما شعرت بضرورة تشجيعكم على الجهاد في سبيل الايمان الذي تسلمه القديسون كاملا،
4- لان بعض الناس تسللوا الينا، وهم اشرار يحولون نعمة الهنا الى فجور وينكرون سيدنا وربنا الواحد يسوع المسيح، وعقابهم مكتوب من قديم الزمان.

5- ومع انكم تعرفون هذا كل المعرفة، ني اريد ان تذكروا كيف ان الرب، بعدما خلص شعبه من ارض مصر، اهلك غير المؤمنين منهم،
6- وكيف انه، عندما تخلى بعض الملائكة عن مكانتهم وتركوا مقامهم، ابقاهم ليوم الحساب العظيم بقيود ابدية في اعماق الظلام.
7- وكذلك سدوم وعمورة والمدن المجاورة لهما قاست عذاب النار الابدية عندما استسلمت الى الدعارة والشهوات الجسدية التي تخالف الطبيعة، فكانت عبرة لغيرها.

8- وعلى مثال ذلك هؤلاء الذين في هذيانهم ينجسون الجسد ويحتقرون سيادة الله ويهينون الكائنات السماوية المجيدة،
9- مع ان ميخائيل رئيس الملائكة، لما خاصم ابليس وجادله في مسالة جثة موسى، ما تجرا ان يدين ابليس بكلمة مهينة، بل قال له: «جزاك الله! «

10- اما اولئك فهم يهينون ما يجهلون، في حين ان ما يعرفونه بالغريزة معرفة البهائم غير العاقلة هو الذي به يهلكون.
11- الويل لهم! سلكوا طريق قايـين واستسلموا الى الضلال مثل بلعام طمعا في الربح وهلكوا بتمردهم كما هلك قورح.
12- هم لطخة عار في ولائمكم الاخوية، يتلذذون معا بلا حياء، ويشبعون نهمهم. هم غيوم لا ماء فيها تسوقها الرياح. هم اشجار خريفية لا ثمر عليها، ماتت مرتين واقتلعت من اصولها.
13- هم امواج البحر الهائجة، زبدها عارهم. هم نجوم تائهة مصيرها الابدي اعماق الظلمات.
14- وانبا عنهم اخنوخ سابع الآباء من آدم حين قال: «انظروا! جاء الرب مع الوف قديسيه
15- ليحاسب جميع البشر ويدين الاشرار جميعا على كل شر فعلوه وكل كلمة سوء قالها عليه هؤلاء الخاطئون الفجار«.

16- هم يتذمرون ويشتكون ويتبعون اهواءهم ويتفوهون بالكلمات الجوفاء ويتملقون الناس طلبا للمنفعة.

17- فاذكروا، ايها الاحباء، ما انبا به رسل ربنا يسوع المسيح،
18- حين قالوا: «سيجيء في آخر الزمان مستهزئون يتبعون اهواءهم الشريرة«.
19- هم الذين يسببون الشقاق، غرائزيون لا روح لهم.
20- اما انتم ايها الاحباء، فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس، وصلوا في الروح القدس
21- وصونوا انفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح من اجل الحياة الابدية.

22- ترافوا بالمترددين،
23- وخلصوا غيرهم وانقذوهم من النار، وارحموا آخرين على خوف، ولكن ابغضوا حتى الثوب الذي دنسه جسدهم.

24- للقادر ان يصونكم من الزلل ويوقفكم امام مجده مبتهجين، لا لوم عليكم،
25- للاله الواحد مخلصنا بيسوع المسيح ربنا، المجد والجلال والقوة والسلطان، قبل كل زمان والآن والى الابد. آمين.
 
26 66 رؤيا يوحنا 005 يهوذا
1- ورايت بيمين الجالس على العرش كتابا مخطوطا من الداخل والخارج، مختوما بسبعة ختوم،
2- ورايت ملاكا جبارا ينادي باعلى صوته: «من الذي يحق له ان يفتح الكتاب ويفض ختومه؟«
3- فما قدر احد في السماء ولا في الارض ولا تحت الارض ان يفتح الكتاب وينظر ما فيه.
4- فبكيت كثيرا لانه تعذر وجود من يحق له ان يفتح الكتاب وينظر ما فيه.
5- فقال لي واحد من الشيوخ: «لا تبك. غلب الاسد الذي من عشيرة يهوذا ونسل داود، وهو سيفتح الكتاب ويفض ختومه السبعة«.

6- ورايت بين العرش والكائنات الحية الاربعة وبين الشيوخ حملا واقفا كانه مذبوح، له سبعة قرون وسبع عيون هي ارواح الله السبعة التي ارسلها الى العالم كله.
7- فجاء الحمل واخذ الكتاب من يمين الجالس على العرش.
8- ولما اخذ الكتاب، سجد الكائنات الحية الاربعة والشيوخ الاربعة والعشرون للحمل. وكان مع كل واحد منهم قيثارة وكؤوس من ذهب مملوءة بالبخور، هي صلوات القديسين.
9- وكانوا ينشدون نشيدا جديدا فيقولون: انت الذي يحق له ان ياخذ الكتاب ويفض ختومه! لانك ذبحت وافتديت اناسا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وامة،
10- وجعلت منهم ملكوتا وكهنة لالهنا يملكون على الارض«.

11- ونظرت، فسمعت اصوات كثير من الملائكة وهم يحيطون بالعرش وبالكائنات الحية الاربعة والشيوخ، وكان عددهم آلافا مؤلفة،
12- وهم يرتلون باعلى صوتهم: »الحمل المذبوح يحق له ان ينال القدرة والغنى والحكمة والجبروت والاكرام، له المجد والحمد! «

13- وسمعت كل خليقة في السماء والارض وتحت الارض وفي البحر والكون كله تقول: »للجالس على العرش وللحمل الحمد والاكرام والمجد والجبروت الى ابد الدهور«.

14- فقال الكائنات الحية الاربعة: «آمين! « وركع الشيوخ ساجدين.
 
27 66 رؤيا يوحنا 007 يهوذا
1- ورايت بعد ذلك اربعة ملائكة واقفين على زوايا الارض الاربع، يمسكون رياح الارض الاربع لئلا تهب ريح منها على البر او البحر او الشجر.
2- ثم رايت ملاكا آخر يطلع من المشرق حاملا ختم الله الحي. فنادى باعلى صوته الملائكة الاربعة الذين نالوا القدرة على انزال الضرر بالبر والبحر
3- وقال لهم: «لا تنزلوا الضرر بالبر والبحر والاشجار الى ان نختم عباد الهنا على جباههم«.
4- وسمعت ان عدد المختومين مئة واربعة واربعون الفا من جميع عشائر بني اسرائيل:
5- اثنا عشر الفا من عشيرة يهوذا، واثنا عشر الفا من عشيرة راوبين، واثنا عشر الفا من عشيرة جاد،
6- واثنا عشر الفا من عشيرة اشير، واثنا عشر الفا من عشيرة نفتالي، واثنا عشر الفا من عشيرة منسى،
7- واثنا عشر الفا من عشيرة شمعون، واثنا عشر الفا من عشيرة لاوي، واثنا عشر الفا من عشيرة يساكر،
8- واثنا عشر الفا من عشيرة زبولون، واثنا عشر الفا من عشيرة يوسف، واثنا عشر الفا من عشيرة بنيامين.

9- ثم نظرت فرايت جمهورا كبيرا لا يحصى، من كل امة وقبيلة وشعب ولسان، وكانوا واقفين امام العرش وامام الحمل، يلبسون ثيابا بيضا ويحملون بايديهم اغصان النخل،
10- وهم يصيحون بصوت عظيم: «النصر لالهنا الجالس على العرش وللحمل! «

11- وكان جميع الملائكة محيطين بالعرش وبالشيوخ والكائنات الحية الاربعة، فارتموا على وجوههم عند العرش ساجدين لله
12- وقالوا: «آمين! لالهنا الحمد والمجد والحكمة والشكر والاكرام والقوة والقدرة الى ابد الدهور. آمين! «

13- فقال لي واحد من الشيوخ: «من هم هؤلاء الذين يلبسون الثياب البيض ومن اين جاؤوا؟«
14- فاجبته: «انت تعلم، يا سيدي«. فقال لي: «هؤلاء هم الذين نجوا من المحنة العظيمة، غسلوا ثيابهم وجعلوها بيضاء بدم الحمل.
15- لذلك هم امام عرش الله يعبدونه في هيكله ليلا ونهارا، والجالس على العرش يظللهم بخيمته،
16- فلن يجوعوا ولن يعطشوا ولن تضربهم الشمس ولا اي حر
17- لان الحمل الذي في وسط العرش يرعاهم ويهديهم الى ينابيع ماء الحياة، والله يمسح كل دمعة من عيونهم«.
 
 
 

© The Bible ...    pure software code