|
الكتاب |
الاسم |
الفصل |
مضمون ... |
1 |
01 |
كتاب التكوين |
016 |
ملاك الرب
1- واما ساراي زوجة ابرام فقد كانت عاقرا، وكانت لها
جارية مصرية تدعى هاجر.
2- فقالت ساراي لابرام: «هوذا الرب قد حرمني من
الولادة، فادخل عليها لعلني ارزق منها بنين». فسمع
ابرام لكلام زوجته.
3- وهكذا بعد اقامة عشر سنوات في ارض كنعان، اخذت
ساراي جاريتها المصرية هاجر واعطتها لرجلها ابرام
لتكون زوجة له.
4- فعاشر هاجر فحبلت منه. ولما ادركت انها حامل هانت
مولاتها في عينيها،
5- فقالت ساراي لابرام: «ليقع ظلمي عليك، فانا قد
زوجتك من جاريتي وحين ادر كت انها حامل هنت في
عينيها. ليقض الرب بيني وبينك».
6- فاجابها ابرام: «ها هي جاريتك تحت تصرفك، فافعلي
بها ما يحلو لك». فاذلتها ساراي حتى هربت منها.
7- فوجدها ملاك الرب بالقرب من عين الماء في الطريق
المؤدية الى شور.
8- فقال: «ياهاجر جارية ساراي، من اين جئت؟ والى اين
تذهبين؟». فاجابت: «انني هاربة من وجه سيدتي ساراي».
9- فقال لها ملاك الرب: «عودي الى مولاتك واخضعي لها».
10- وقال لها ملاك الرب: «لاكثرن نسلك فلا يعود يحصى»،
11- واضاف ملاك الرب: «هوذا انت حامل، وستلدين ابنا
تدعينه اسماعيل (ومعناه: الله يسمع) لان الرب قد سمع
صوت شقائك.
12- ويكون انسانا وحشيا يعادي الجميع والجميع
يعادونه، ويعيش مستوحشا متحديا كل اخوته».
13- فدعت اسم الرب الذي خاطبها: «انت الله الذي رآني»
لانها قالت: «احقا رايت هنا (خلف) الذي يراني؟»
14- لذلك سميت البئر «بئر لحي رئي» (ومعناه بئر الحي
الذي يراني) وهي واقعة بين قادش وبارد.
15- ثم ولدت هاجر لابرام ابنا، فدعا ابرام ابنه الذي
انجبته له هاجر اسماعيل.
16- وكان ابرام في السادسة والثمانين من عمره عندما
ولدت له هاجر اسماعيل.
|
2 |
01 |
كتاب التكوين |
022 |
ملاك الرب
1- وبعد هذا امتحن الله ابراهيم، فناداه: «ياابراهيم»
فاجابه: «لبيك».
2- فقال له: «خذ ابنك وحيدك، اسحق الذي تحبه، وانطلق
الى ارض المريا وقدمه محرقة على احد الجبال الذي
اهديك اليه».
3- فاستيقظ ابراهيم مبكرا في الصباح التالي، واسرج
حماره، واخذ اثنين من غلمانه، وابنه اسحق. وجهز حطبا
لمحرقة، وانطلق ماضيا الى الموضع الذي قال له الله
عنه.
4- وفي اليوم الثالث تطلع ابراهيم فشاهد المكان من
بعيد،
5- فقال ابراهيم لغلاميه: «امكثا هنا مع الحمار،
ريثما اصعد انا والصبي الى هناك لنتعبد لله ثم نعود
اليكما».
6- فحمل ابراهيم اسحق حطب المحرقة، واخذ هو بيده
النار والسكين وذهبا كلاهما معا.
7- وقال اسحق لابراهيم ابيه: «ياابي». فاجابه: «نعم
يابني». فساله: «ها هي النار والحطب، ولكن اين خروف
المحرقة؟».
8- فرد عليه ابراهيم: «ان الله يدبر لنفسه الخروف
للمحرقة ياابني». وتابعا مسيرهما معا.
9- ولما بلغا الموضع الذي اشار اليه الله شيد
ابراهيم مذبحا هناك، ونضد الحطب، ثم اوثق اسحق ابنه
ووضعه على المذبح فوق الحطب.
10- ومد ابراهيم يده وتناول السكين ليذبح ابنه.
11- فناداه ملاك الرب من السماء قائلا: «ابراهيم،
ابراهيم» فاجاب: «نعم».
12- فقال: «لا تمد يدك الى الصبي ولا توقع به ضرا
لاني علمت انك تخاف الله ولم تمنع ابنك وحيدك عني».
13- واذ تطلع ابراهيم حوله راى خلفه كبشا قد علق
بفروع اشجار الغابة، فذهب واحضره واصعده محرقة عوضا
عن ابنه.
14- ودعا ابراهيم اسم ذلك المكان «يهوه يراه» (ومعناه:
الرب يدبر). ولذلك يقال حتى اليوم «في جبل الرب
الاله يرى».
15- ونادى ملاك الرب ابراهيم من السماء مرة ثانية:
16- وقال: «ها انا اقسم بذاتي يقول الرب: لانك صنعت
هذا الامر، ولم تمنع ابنك وحيدك عني،
17- لاباركنك واكثرن ذريتك فتكون كنجوم السماء وكرمل
شاطيء البحر، وترث ذريتك مدن اعدائها.
18- وبذريتك تتبارك جميع امم الارض، لانك اطعتني».
19- ثم رجع ابراهيم الى غلاميه، وعادوا جميعا الى
بئر سبع حيث اقام ابراهيم.
20- وقيل لابراهيم بعد هذه الامور: «هوذا ملكة ايضا
قد ولدت بنين لاخيك ناحور.
21- عوصا البكر، واخاه بوزا وقموئيل ابا ارام،
22- وكاسد وحزوا وفلداش ويدلاف وبتوئيل».
23- وانجب بتوئيل رفقة. هؤلاء الثمانية انجبتهم ملكة
لناحور اخي ابراهيم.
24- كذلك انجبت له سريته المدعوة رؤومة طابح وجاحم
وتاحش ومعكة.
|
3 |
02 |
كتاب الخروج |
003 |
ملاك الرب
1- واما موسى فكان يرعى غنم حميه يثرون كاهن مديان،
فقاد الغنم الى ما وراء الطرف الاقصى من الصحراء حتى
جاء الى حوريب جبل الله.
2- وهناك تجلى له ملاك الرب بلهيب نار وسط عليقة.
فنظر موسى واذا بالعليقة تتقد دون ان تحترق.
3- فقال موسى: «اميل الآن لاستطلع هذا الامر العظيم.
لماذا لا تحترق العليقة؟»
4- وعندما راى الرب ان موسى قد دنا ليستطلع الامر،
ناداه من وسط العليقة قائلا: «موسى». فقال: «ها انا».
5- فقال: «لا تقترب الى هنا: اخلع حذاءك من رجليك،
لان المكان الذي انت واقف عليه ارض مقدسة».
6- ثم قال: «انا هو اله ابيك، اله ابراهيم، واله
اسحق، واله يعقوب». عندئذ غطى موسى وجهه خوفا من ان
يرى الله (فيموت).
7- فقال الرب: «قد شهدت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت
صراخهم من جراء عتو مسخريهم وادركت معاناتهم،
8- فنزلت لانقذهم من يد المصريين واخرجهم من تلك
الارض الى ارض طيبة رحيبة تفيض لبنا وعسلا، ارض
الكنعانيين والحثيين والاموريين والفرزيين والحويين
واليبوسيين.
9- وها هو الآن قد وصل الي صراخ بني اسرائيل، ورايت
كيف يضايقهم المصريون.
10- فهلم الآن لارسلك الى فرعون، فتخرج شعبي بني
اسرائيل من مصر».
11- فقال موسى لله: «من انا حتى امضي الى فرعون
واخرج بني اسرائيل من مصر؟»
12- فاجاب: «انا اكون معك. ومتى اخرجت الشعب من مصر
تعبدون الله على هذا الجبل، فتكون هذه لك العلامة
انني انا ارسلتك».
13- فقال موسى لله: «حينما اقبل على بني اسرائيل
واقول لهم: ان اله آبائكم قد بعثني اليكم وسالوني:
ما اسمه؟ فماذا اقول لهم؟»
14- فاجابه الله : «اهيه الذي اهيه» (ومعناه انا
الكائن الدائم). واضاف: «هكذا تقول لبني اسرائيل: «اهيه
(انا الكائن)، هو الذي ارسلني اليكم».
15- وقال ايضا لموسى: «هكذا تقول لشعب اسرائيل: ان
الرب «الكائن» اله آبائكم، اله ابراهيم واسحق ويعقوب
قد ارسلني اليكم. هذا هو اسمي الى الابد، وهو الاسم
الذي ادعى به من جيل الى جيل.
16- اذهب واجمع شيوخ اسرائيل وقل لهم: ان الرب اله
آبائكم، اله ابراهيم واسحق ويعقوب قد تجلى لي قائلا:
انني حقا قد تفقدتكم، وشهدت ما اصابكم في مصر،
17- وها انا قد وعدت ان اخرجكم من ضيقة مصر الى ارض
الكنعانيين والحثيين والاموريين والفرزيين والحويين
واليبوسيين، هذه الارض التي تفيض لبنا وعسلا،
18- فيستمع الشيوخ لكلامك فتمثل انت وشيوخ اسرائيل
امام ملك مصر وتقول له: ان الرب اله العبرانيين قد
تفقدنا، فدعنا نمضي مسيرة ثلاثة ايام في البرية
ونقدم ذبائح للرب الهنا.
19- ولكنني عالم ان ملك مصر لن يطلقكم ما لم ترغمه
يد قوية.
20- فامد يدي واضرب مصر بجميع ويلاتي التي اصنعها
فيها، وبعد ذلك يطلقكم.
21- واجعل هذا الشعب يحظى برضى المصريين، فلا تخرجون
فارغين حين تمضون،
22- بل تطلب كل امراة من جارتها او نزيلة بيتها
جواهر فضة وذهب وثيابا تلبسونها بنيكم وبناتكم
فتغنمون ذلك من المصريين».
|
4 |
04 |
كتاب العدد |
022 |
ملاك الرب
1- وارتحل الاسرائيليون ونزلوا في سهول موآب، شرقي
الاردن مقابل اريحا.
2- واذ بلغ بالاق بن صفور ملك موآب جميع ما انزله
الاسرائيليون بالاموريين،
3- اعتراه الفزع لكثرة عددهم، وملا الخوف قلب شعبه
من الاسرائيليين.
4- فقال بالاق لشيوخ مديان: «ان هذا الجمهور قادر
على لحس كل ما حولنا كما يلحس الثور عشب الحقل».
5- ثم بعث برسل يستدعي بلعام بن بعور، المقيم في
موطنه في فتور، الواقعة على نهر الفرات قائلا: «ها
قد خرج شعب من مصر يغشي وجه الارض بكثرته، وهو منتشر
امامي.
6- فتعال الآن والعن لي هذا الشعب لانه اعظم مني،
لعلي اتمكن من دحره وطرده من الارض، لاني عرفت ان من
تباركه يكون مباركا ومن تلعنه يكون ملعونا».
7- فمضى شيوخ موآب وشيوخ مديان حاملين معهم حلوان
العرافة، واقبلوا على بلعام وابلغوه كلام بالاق.
8- فقال لهم: «بيتوا هنا الليلة، وغدا ارد عليكم
جوابا كما يعلن لي الرب». فمكث رؤساء موآب عند بلعام.
9- فتجلى الله لبلعام وساله: «من هم هؤلاء الرجال
الذين عندك؟»
10- فاجاب: «لقد ارسل بالاق بن صفور ملك موآب الي
قائلا:
11- ها قد خرج شعب من مصر يغشي وجه الارض. فتعال
الآن والعنه لي، لعلي اقدر على محاربته وطرده».
12- فقال الله لبلعام: «لا تمض معهم ولا تلعن الشعب
لانه مبارك».
13- فنهض بلعام في الصباح وقال لرؤساء بالاق: «انطلقوا
الى دياركم، لان الرب ابى ان ياذن لي بالذهاب معكم».
14- فانطلق رؤساء موآب وابلغوا بالاق ان بلعام رفض
ان يحضر معهم.
15- فعاد بالاق وبعث ايضا عددا من الرؤساء اكبر،
وعظماء اكثر من الرؤساء الاولين.
16- فقدموا على بلعام وقالوا: «هذا ما يقوله لك
بالاق بن صفور:
17- لا تتقاعس عن المجيء الي، لانني سابالغ في
اكرامك، وكل ما تطلبه افعله، فتعال الآن والعن هذا
الشعب».
18- فاجاب بلعام رسل بالاق: «لا يمكنني ان اعصى امر
الرب الهي في اي عمل صغير او كبير، ولو اغدق علي
بالاق ملء قصره فضة وذهبا.
19- فالآن، اقضوا هنا ليلتكم لاعلم بماذا يعود الرب
فيوصيني به».
20- فتراءى الله لبلعام ليلا وقال له: «ان جاء
الرجال يستدعونك فقم وامض معهم، انما لا تنطق الا
بما آمرك به فقط».
21- فنهض بلعام صباحا واسرج اتانه، وانطلق مع رؤساء
موآب.
22- فاحتدم غضب الله لانه مضى معهم، فاعترضه ملاك
الرب في الطريق ليقاومه وهو راكب على اتانه وغلاماه
معه.
23- فابصرت الاتان ملاك الرب منتصبا في الطريق، وقد
استل سيفه بيده، فحادت عن الطريق ومشت في الحقل.
فضربها بلعام ليردها الى الطريق.
24- ثم وقف ملاك الرب في ممر للكروم يقوم على جانبيه
حائطان.
25- فلما شاهدت الاتان ملاك الرب زحمت جانب الحائط
وضغطت رجل بلعام عليه، فضربها ايضا.
26- ثم اجتاز به ملاك الرب ووقف في موضع ضيق، لا
سبيل فيه للتحول يمنة او يسرة.
27- فلما رات الاتان ملاك الرب ربضت تحت بلعام. فثار
غضب بلعام وضرب الاتان بالقضيب.
28- عندئذ انطق الرب الاتان، فقالت لبلعام: «ماذا
جنيت حتى ضربتني الآن ثلاث دفعات؟»
29- فقال بلعام: «لانك سخرت مني. لو كان في يدي سيف
لكنت قد قتلتك».
30- فاجابته الاتان: «الست انا اتانك التي ركبت
عليها دائما الى هذا اليوم؟ وهل عودتك ان اصنع بك
هكذا؟» فقال: «لا».
31- عندئذ كشف الرب عن عيني بلعام، فشاهد ملاك الرب
منتصبا في الطريق وسيفه مسلول في يده، فخر على وجهه
ساجدا.
32- فقال له ملاك الرب: «لماذا ضربت الآن اتانك ثلاث
مرات؟ فها انا قد جئت لاعترضك، لان طريقك ملتوية في
نظري،
33- فشاهدتني الاتان فحادت من امامي ثلاث مرات. ولو
لم تفعل لكنت قد قتلتك واستحييتها».
34- فقال بلعام لملاك الرب: «لقد اخطات، ولم اعلم
انك واقف لاعتراضي في الطريق. والآن ان ساء في عينيك
فاني ارجع».
35- فقال ملاك الرب لبلعام: «امض مع الرجال، ولكن
عليك ان تنطق بما آمرك به فقط». فانطلق بلعام مع
رؤساء بالاق.
36- فلما بلغ بالاق ان بلعام قد قدم اسرع لاستقباله
الى مدينة موآب الواقعة على حدود ارنون القصية.
37- فقال بالاق لبلعام: «الم ابعث اليك استدعيك؟
فلماذا لم تقدم علي؟ احقا اعجز عن اكرامك؟»
38- فاجاب بلعام: «ها انا جئت اليك. اتظن ان في وسعي
ان اتكلم الآن بما اريد؟ علي ان انطق فقط بما يامرني
به الرب».
39- فمضى بلعام مع بالاق حتى اقبلا الى قرية حصوت.
40- فذبح بالاق بقرا وغنما وارسلها الى بلعام ومن
معه من الرؤساء.
41- وفي الصباح التالي اخذ بالاق بلعام الى مرتفعات
بعل، فراى من هناك بني اسرائيل كلهم.
|
5 |
07 |
كتاب القضاة |
002 |
ملاك الرب
1- واجتاز ملاك الرب من الجلجال الى بوكيم وقال:
«لقد اخرجتكم من مصر وجئت بكم الى الارض التي حلفت
ان اهبها لآبائكم، وقلت: لا انقض عهدي معكم الى
الابد،
2- وامرتكم ان لا تقطعوا عهدا مع اهل هذه الارض، وان
تهدموا مذابحهم. غير انكم لم تطيعوا صوتي. فلماذا
فعلتم هذا؟
3- لذلك قلت ايضا: لا اطردهم من امامكم، فيصبحوا
شوكا في جنوبكم، وتكون آلهتهم لكم شركا».
4- فما ان نطق ملاك الرب بهذا الكلام امام جميع بني
اسرائيل حتى رفع الشعب صوته بالبكاء.
5- ودعوا اسم ذلك الموضع بوكيم (ومعناه: الباكون)
وقدموا هناك ذبائح للرب.
6- وصرف يشوع الشعب، فمضى كل واحد من بني اسرائيل
لامتلاك ميراثه.
7- وظل الشعب يعبد الرب طوال حياة يشوع، وكل ايام
الشيوخ الذين عمروا طويلا بعد موته، والذين شهدوا كل
المعجزات الخارقة التي اجراها الرب من اجل بني
اسرائيل.
8- ومات يشوع بن نون عبد الرب وقد بلغ من العمر مئة
وعشر سنوات،
9- فدفنوه في حدود املاكه في تمنة حارس في جبل
افرايم شمالي جبل جاعش.
10- وكذلك مات ايضا كل جيل يشوع، واعقبهم جيل آخر لم
يعرف الرب ولا كل اعماله التي اجراها من اجل اسرائيل.
11- واقترف بنو اسرائيل الشر في عيني الرب وعبدوا
البعليم،
12- ونبذوا الرب اله آبائهم الذي اخرجهم من ديار مصر،
وغووا وراء آلهة اخرى من اوثان الشعوب المحيطة بهم،
وسجدوا لها، فاغاظوا الرب.
13- تركوا الرب وعبدوا البعل وعشتاروث.
14- فاحتدم غضب الرب على اسرائيل وتركهم تحت رحمة
الناهبين الغزاة. واسلمهم الى اعدائهم المحيطين بهم
فعجزوا عن مقاومتهم.
15- وحيثما خرجوا لخوض الحرب كان الرب ضدهم فينكسرون،
تماما كما سبق وحذرهم، فاعتراهم ضيق عظيم جدا.
16- واقام الرب من بينهم قضاة فانقذوهم من ايدي
غزاتهم.
17- غير انهم عصوا قضاتهم ايضا، وخانوا الرب اذ
عبدوا آلهة اخرى وسجدوا لها، وتحولوا سريعا عن
الطريق التي سلكها آباؤهم اطاعة لوصايا الرب.
18- وفي كل مرة كان الرب يقيم قاضيا كان يؤيده بقوة
طوال حياته فيخلص الشعب من عبودية اعدائه اذ يشفق
الرب عليهم مما يسومهم مضايقوهم وظالموهم من عذاب؛
فكان الرب ينقذهم طوال حياة القاضي.
19- ولكن ما ان يموت القاضي حتى يرتدوا عن الرب
ويتفاقم فسادهم اكثر من تفاقم فساد آبائهم بالسعي
وراء آلهة اخرى ليعبدوها ويسجدوا لها. لم يرتدعوا عن
افعالهم وسلوكهم العنيد.
20- فاحتدم غضب الرب على اسرائيل وقال: «من حيث ان
هذا الشعب قد نقض عهدي الذي عقدته مع آبائهم، وعصوني،
21- فاني لن اطرد من امامهم اي انسان من الامم الذين
تركهم يشوع عند موته.
22- بل سابقي عليهم لامتحن بهم اسرائيل، لارى
ايحفظون طريقي ليسلكوا فيها كما حفظها آباؤهم ام لا».
23- وهكذا ترك الرب اولئك الامم ولم يتعجل بطردهم
ولم يخضعهم ليشوع.
|
6 |
07 |
كتاب القضاة |
005 |
ملاك الرب
1- وانشدت دبورة وباراق بن ابينوعم في ذلك اليوم
قائلين:
2- باركوا الرب لان الرؤساء تولوا زمام القيادة في
اسرائيل ولان الشعب انتدبوا انفسهم متطوعين.
3- فاسمعوا ايها الملوك، واصغوا ايها الامراء، لانني
انا اشدو للرب، واغني لاله اسرائيل.
4- يارب، عندما خرجت من سعير وتقدمت من صحراء ادوم،
ارتعدت الارض، وسكبت السماء امطارها، وقطرت السحب
ماء.
5- تزلزلت الارض امام الرب وارتعد جبل سيناء هذا من
حضرة الرب اله اسرائيل.
6- في ايام شمجر بن عناة، وفي ايام ياعيل هجر
المسافرون الطرق المعروفة، ولجاوا الى المسالك
الملتوية.
7- وتضاءل عدد سكان اسرائيل، الى ان صارت دبورة اما
لاسرائيل.
8- عندما اختاروا آلهة اخرى نشبت حرب عند بوابات
المدينة، ولم يشاهد ترس او رمح مع اي من الاربعين
الفا من اسرائيل.
9- قلبي مع قضاة اسرائيل الذين ضحوا بانفسهم عن رضى
من بين الشعب، فباركوا الرب.
10- ايها الراكبون الاتن الشهب، الجالسون على طنافس
سرجكم وانتم ايها السائرون في الطريق، تجاوبوا.
11- باصوات المنشدين عند سواقي المياه يتغنون
بانتصارات الرب وشعبه في اسرائيل، عندئذ ينزل شعب
الرب الى بوابات المدينة.
12- استيقظي يادبورة، استيقظي واهتفي بنشيد. قم
ياباراق، وخذ سبيك الى الاسر، ياابن ابينوعم.
13- عندئذ اقبل الناجون الى النبلاء؛ انحدر شعب الرب
والتف حولي لمحاربة الاشداء.
14- اقبل بعضهم من ارض افرايم حيث اصولهم بين عماليق،
وفي اعقابهم جاء شعب بنيامين. من ماكير تقدم قضاة،
ومن زبولون اقبل حاملو عصا القيادة.
15- جاء رؤساء يساكر مع دبورة واخلصوا لباراق،
فاقتحموا الوادي في اعقابه. اما ابناء راوبين فقد
اعتراهم التخاذل والحيرة.
16- لماذا تخلفتم في حظائركم؟ التسمعوا صفير الرعاة
الى القطعان؟ لشد ما تسام عشائر راوبين من عذاب
الضمير.
17- اقام جلعاد شرقي الاردن، وانت يادان لماذا
استوطنت عند السفن؟ وبقي اشير قابعا عند ساحل البحر،
وانطوى عند خلجانه.
18- اما زبولون ونفتالي فقد عرضا حياتهما للموت عند
روابي الحقل.
19- احتشد ملوك وحاربوا، حارب ملوك كنعان في تعنك
بجوار مياه مجدو، ولكنهم لم يغنموا قطعة فضة واحدة.
20- من السماء حاربت النجوم سيسرا من مساراتها.
21- وفاضت مياه نهر قيشون القديم وجرفت رجاله؛
فتقدمي يانفسي بعز.
22- ثم تردد وقع حوافر خيل العدو، من عدو الجياد
الضخمة.
23- غير ان ملاك الرب قال: «العنوا ميروز. العنوا
ساكنيها بمرارة، لانهم لم ياتوا للمحاربة في صف الرب
ضد الجبابرة.
24- لتكن ياعيل زوجة حابر القيني مباركة. لتكن
مباركة اكثر من كل النساء ساكنات الخيام.
25- فقد سالها سيسرا ماء فاعطته لبنا، قدمت له زبدة
في وعاء العظماء.
26- ثم تناولت وتد الخيمة بيد، ومدت يمينها الى
المطرقة وضربت سيسرا فسحقت راسه وشدخت صدغه وخرقته!
27- فانطرح عند قدميها. سقط، وظل ملقى هناك. انطرح
عند قدميها وسقط. وحيث انطرح سقط قتيلا.
28- من الكوة اشرفت ام سيسرا، ومن وراء النافذة
المشبكة ولولت: لماذا ابطات مركباته عن المجيء؟
لماذا تاخر صرير وقع مركباته؟
29- فاجابتها احكم نسائها، بل هي اجابت نفسها:
30- «الم يجدوا الغنيمة ويقتسموها؟ فتاة او فتاتين
لكل رجل، وغنيمة ثياب مصبوغة لسيسرا، واخرى مصبوغة
ومطرزة الوجهين لتكون غنيمة الف بها عنقي؟.
31- هكذا ينقرض جميع اعدائك يارب، اما احباؤك فهم
كالشمس المتالقة في جبروتها». ثم خيم السلام على
البلاد فترة اربعين سنة.
|
7 |
07 |
كتاب القضاة |
006 |
ملاك الرب
1- وعاد بنو اسرائيل يقترفون الاثم في عيني الرب
فسلط عليهم المديانيين سبع سنوات.
2- واشتدت وطاة المديانيين على اسرائيل حتى لجا
الاسرائيليون الى الجبال ليعيشوا في الكهوف والمغائر.
3- وكلما زرع بنو اسرائيل زرعا جاء الناهبون
المديانيون والعمالقة وسواهم من ابناء المشرق
لينهبوا محاصيلهم،
4- فيغزونهم ويتلفون غلات ارضهم حتى تخوم غزة ولا
يتركون للاسرائيليين ما يقتاتون به، ويستولون ايضا
على الغنم والبقر والحمير.
5- لانهم كانوا يغزون البلاد بمواشيهم وخيامهم،
فكانوا في كثرة الجراد، لا يحصى لهم ولا لجمالهم عدد،
فيغزون الارض ويتلفونها.
6- فاذل المديانيون الاسرائيليين جدا، فاستغاث هؤلاء
بالرب.
7- وعندما استغاث بنو اسرائيل بالرب من ظلم
المديانيين،
8- ارسل الرب نبيا الى بني اسرائيل وقال لهم: «هذا
ما يقوله الرب اله اسرائيل: لقد اخرجتكم من مصر
وحررتكم من نير العبودية.
9- وانقذتكم من قبضة المصريين ومن يد جميع مضايقيكم،
وطردتهم من وجهكم ووهبتكم ارضهم.
10- وقلت لكم: انا الرب الهكم. لا تخافوا آلهة
الاموريين الذين انتم مقيمون في ارضهم، لكنكم لم
تطيعوا قولي».
11- ثم جاء ملاك الرب الى قرية عفرة، وجلس تحت شجرة
البلوط التي يملكها يوآش الابيعزري. وكان ابنه جدعون
يخبط حنطة في المعصرة لكي يهربها من المديانيين.
12- فتجلى له ملاك الرب وقال له: «الرب معك ايها
المحارب الجبار».
13- فقال له جدعون: «دعني اسالك ياسيدي: ان كان الرب
معنا، فلماذا اصابنا كل هذا البلاء؟ واين كل عجائبه
التي حدثنا بها آباؤنا قائلين: الم يخرجنا الرب من
مصر؟ والآن قد نبذنا الرب وجعلنا في قبضة مديان».
14- فالتفت اليه الرب واجاب: «اذهب بما تملكه من قوة
وانقذ اسرائيل من قبضة المديانيين. الست انا الذي
ارسلك؟»
15- فاجاب جدعون: «دعني اسالك ياسيدي: كيف انقذ
اسرائيل وعشيرتي هي اضعف عشائر سبط منسى، وانا اقل
افراد عائلتي شانا؟»
16- فقال له الرب: «ساكون معك فتقضي على المديانيين
وكانك تقضي على رجل واحد».
17- فقال له: «ان كنت حقا قد حظيت برضاك، فاعطني
علامة انك انت الذي تخاطبني.
18- ارجوك الا تمضي من هنا حتى ارجع واضع تقدمتي
امامك». فاجابه: «سابقى حتى ترجع».
19- فدخل جدعون الى بيته واعد جديا وايفة دقيق فطيرا،
ووضع اللحم في سل والحساء في قدر، وحملها اليه تحت
البلوطة وقدمها له.
20- فقال الملاك له: «خذ اللحم والفطير، وضعهما فوق
تلك الصخرة واسكب الحساء» ففعل جدعون ذلك.
21- فمد ملاك الرب طرف العكاز الذي بيده ومس به
اللحم والفطير، فاندلعت نار من الصخرة والتهمتهما.
وتوارى ملاك الرب عن عينيه.
22- وعندما تبين جدعون انه ملاك الرب، هتف مرتعبا: «آه
ياسيدي الرب! لقد رايت ملاك الرب وجها لوجه».
23- فقال له الرب: «السلام لك، لا تخف، فانت لن تموت.
24- فبنى جدعون هناك مذبحا للرب سماه: يهوه شلوم (ومعناه:
الرب سلام). ومازال المذبح قائما الى هذا اليوم في
عفرة الابيعزريين.
25- وقال الرب لجدعون في تلك الليلة: «خذ ثورا كامل
النضج من قطيع ابيك: وثورا ثانيا عمره سبع سنوات،
واهدم مذبح البعل الذي يعبده ابوك، واقطع نصب
عشتاروث الذي الى جواره.
26- وابن مذبحا للرب الهك على راس تلك الصخرة، ورتب
حجارته في المكان المعد، وخذ الثور واصعده محرقة على
خشب النصب الذي قطعته».
27- عندئذ اخذ جدعون عشرة رجال من عبيده ونفذ ليلا
ما امره الرب به، لانه كان يخشى غضب بيت ابيه واهل
المدينة، فلم يجرؤ على فعل ذلك نهارا.
28- وفي فجر اليوم التالي اكتشف اهل المدينة ان مذبح
البعل متهدم والنصب الذي الى جواره مقطوع، والثور
الثاني قد اصعد على المذبح الجديد.
29- فسال الواحد صاحبه: «من صنع هذا الامر؟» وبعد
بحث وتحر، اكتشفوا ان جدعون بن يوآش هو الجاني.
30- فقال اهل المدينة ليوآش: «اخرج ابنك. يجب ان
يموت لانه هدم مذبح البعل وقطع النصب الذي الى جواره».
31- فقال يوآش لجميع الثائرين عليه: «اعازمون انتم
على الدفاع عن البعل؟ ام انتم تحاولون انقاذه؟ ان من
يقاتل دفاعا عن البعل حتما يموت في هذا الصباح (لان
ذلك اهانة للبعل). ان كان البعل حقا الها فليقاتل عن
نفسه لان مذبحه قد هدم».
32- ومنذ ذلك اليوم دعي جدعون يربعل، لان يوآش قال:
«ليقاتله بعل»؛ لان جدعون قد هدم مذبحه.
33- وتحالفت جيوش مديان وعماليق وسواهم من ابناء
المشرق وعسكروا في وادي يزرعيل.
34- وحل روح الرب على جدعون فنفخ البوق فانضم اليه
رجال ابيعزر.
35- وارسل جدعون مبعوثين الى اسباط منسى واشير
وزبولون ونفتالي يستدعي قواتهم المحاربة، فخفوا اليه.
36- وقال جدعون لله: «ان كنت حقا ستنقذ اسرائيل على
يدي كما وعدت (فاعطني علامة على ذلك):
37- ساضع الليلة جزة صوف في البيدر، فان ابتلت الجزة
وحدها بالندى، وبقيت الارض كلها جافة، ادرك انك تنقذ
اسرائيل على يدي كما وعدتني».
38- وهذا ما حدث: فعندما بكر جدعون في الصباح التالي
اخذ جزة الصوف وضغطها وعصرها فقطر منها ملء قصعة من
الماء.
39- فقال جدعون لله: «لا يحتدم غضبك علي ودعني اتقدم
مرة اخرى فقط بطلب واحد. اسمح لي ان اجري اختبارا
آخر على هذه الجزة. لتبق هذه الجزة وحدها جافة، اما
بقية الارض فليبللها الندى».
40- فصنع الرب ذلك. في تلك الليلة ابتلت الارض كلها
بالندى وبقيت الجزة وحدها جافة.
|
8 |
07 |
كتاب القضاة |
013 |
ملاك الرب
1- ثم عاد بنو اسرائيل يرتكبون الاثم في عيني الرب،
فاسلمهم لقبضة الفلسطينيين اربعين سنة.
2- وكان هناك رجل من بلدة صرعة من عشيرة الدانيين
يدعى منوح، وامراته عاقر لم تنجب.
3- فتجلى ملاك الرب للمراة وقال لها: «انك عاقر لم
تنجبي، ولكنك ستحبلين وتلدين ابنا.
4- انما اياك ان تشربي خمرا او مسكرا او تاكلي شيئا
محرما
5- لانك ستحملين وتنجبين ابنا. فلا تحلقي شعر راسه
لان الصبي يكون نذيرا لله من مولده، وهو يشرع في
انقاذ اسرائيل من تسلط الفلسطينيين
6- فاسرعت الى زوجها وقالت: «ظهر لي رجل من عند الله،
ومنظره كهيئة ملاك الرب مجلل بالرهبة. لم اساله من
اين جاء، ولا هو اخبرني عن اسمه،
7- وقال لي: ها انت ستحبلين وتلدين ابنا، فاياك ان
تشربي خمرا ولا مسكرا، ولا تاكلي شيئا محرما، لان
الصبي يكون نذيرا للرب منذ مولده حتى يوم وفاته».
8- فتضرع منوح الى الرب قائلا: «اتوسل اليك ياسيدي
ان ترسل الينا رجل الله الذي بعثته، ليعلمنا كيف
نربي الصبي الذي يولد».
9- فاستجاب الله صلاة منوح، فتجلى ملاك الله ايضا
للمراة وهي جالسة في الحقل، ولم يكن زوجها منوح معها.
10- فاسرعت واخبرت زوجها قائلة: «تراءى لي الرجل
الذي ظهر لي في ذلك اليوم».
11- فهب منوح في اثر زوجته حتى قدم على الرجل وساله:
«اانت الرجل الذي خاطب زوجتي من قبل؟» فاجابه: «انا
هو».
12- فقال منوح: «عندما يتحقق كلامك فكيف ينبغي ان
نقوم بتربية الصبي ومعاملته؟»
13- فاجابه الملاك: «لتحرص المراة على طاعة كل ما
امرتها به.
14- واياها ان تاكل من كل نتاج الكرمة او تشرب خمرا
او مسكرا، او تاكل طعاما محرما. لتحرص على اطاعة كل
ما اوصيتها به».
15- فقال له منوح: «نود ان تمكث معنا ريثما نجهز لك
جديا».
16- فاجاب ملاك الرب: «ولو اعقتني لن آكل من خبزك،
وان قربت محرقة فللرب قدمها». ولم يكن منوح يدرك ان
الرجل هو ملاك الرب.
17- فسال منوح ملاك الرب: «ما اسمك حتى اذا تحقق
كلامك نكرمك؟»
18- فاجاب: «لماذا تسال عن اسمي وهو عجيب؟»
19- ثم اخذ منوح جديا وتقدمة حبوب وقربهما على
الصخرة للرب. فقام الملاك بعمل عجيب على مشهد من
منوح وزوجته
20- فقد صعد في السنة اللهيب المرتفعة من المذبح نحو
السماء على مشهد منهما، فخرا على الارض ساجدين.
21- ولم يتجل ملاك الرب ثانية لمنوح وزوجته. عندئذ
ادرك منوح انه ملاك الرب.
22- فقال منوح لامراته: «اننا لابد مائتان لاننا قد
راينا الله»
23- فاجابته: «لو اراد الرب ان يميتنا لما قبل منا
محرقة وتقدمة، ولما ارانا كل هذه الامور واخبرنا بها
في هذا الوقت».
24- فانجبت المراة ابنا دعته شمشون. وكبر الصبي
وباركه الرب.
25- وابتدا روح الرب يحركه في ارض سبط دان بين صرعة
واشتاول.
|
9 |
10 |
كتاب
صموئيل الثاني |
024 |
ملاك الرب
1- ثم عاد فاحتدم غضب الرب على اسرائيل، فاثار داود
عليهم قائلا: «هيا قم باحصاء اسرائيل ويهوذا».
2- فقال الملك ليوآب رئيس جيشه: «تجول بين اسباط
اسرائيل من دان الى بئر سبع، وقم باحصاء الشعب،
فاعرف جملة عددهم»
3- فاجاب يوآب: «ليضاعف الرب الشعب مئة مثل وانت
تتمتع بطول العمر، ولكن لماذا يرغب سيدي الملك في
مثل هذا الامر؟»
4- ولكن امر الملك غلب على راي يوآب وعلى رؤساء
الجيش، فانصرف يوآب وكبار ضباطه من عند الملك لاحصاء
شعب اسرائيل.
5- فاجتازوا نهر الاردن واقاموا جنوبي مدينة عروعير
الواقعة وسط وادي جاد مقابل يعزير.
6- وقدموا الى جلعاد الى ارض تحتيم في حدشي، ثم
توجهوا نحو دان يعن، واستداروا الى صيدون.
7- ثم انطلقوا الى حصن صور وسائر مدن الحويين
والكنعانيين، ومن هناك مضوا الى جنوبي يهوذا الى بئر
سبع.
8- وبعد ان طافوا في جميع ارجاء ارض اسرائيل، رجعوا
في نهاية تسعة اشهر وعشرين يوما الى اورشليم.
9- ورفع يوآب تقريره المتضمن جملة احصاء الشعب الى
الملك، فكان عدد الاسرائيليين القادرين على حمل
السلاح ثماني مئة الف من اسرائيل، وخمس مئة الف من
يهوذا.
10- وبعد ان تم احصاء الشعب اعترى الندم قلب داود،
فتضرع الى الرب قائلا: «اخطات جدا بما ارتكبته،
فارجوك يارب ان تزيل اثم عبدك لانني تصرفت تصرفا
احمق».
11- وقبل ان ينهض داود من نومه صباحا، قال الرب لجاد
النبي، رائي داود:
12- «اذهب وقل لداود: هذا ما يقوله الرب، انا اعرض
عليك ثلاثة امور، فاختر لنفسك واحدا منها فاجريه
عليك».
13- فمثل جاد امام داود وقال: «اختر اما ان تجتاح
البلاد سبع سني جوع، او تهرب ثلاثة اشهر امام اعدائك
وهم يتعقبونك، او يتفشى وبا في ارضك طوال ثلاثة ايام.
ففكر في الامر مليا واخبرني عما استقر عليه ردك على
من ارسلني؟»
14- فاجاب داود: «قد ضاق بي الامر، ولكن خير لي ان
اقع في يد الرب، لان مراحمه كثيرة من ان اقع بين يدي
انسان».
15- فافشى الرب وبا في اسرائيل من الصباح حتى نهاية
ثلاثة ايام، فمات من الشعب من دان الى بئر سبع سبعون
الف رجل.
16- ومد ملاك الرب يده فوق اورشليم ليهلكها ولكن
اخذت الرب رافة على ما اصاب الشعب من شر وقال للملاك
المهلك: «كفى، رد يدك». وكان ملاك الرب عندئذ قد بلغ
بيدر ارونة اليبوسي.
17- فقال داود للرب عندما شاهد الملاك المهلك «انا
هو المخطيء والمذنب، واما هؤلاء الخراف فماذا جنوا؟
ليحل عقابك علي وعلى بيت ابي».
18- فجاء جاد الى داود في ذلك اليوم وقال له: «اذهب
الى بيدر ارونة اليبوسي وشيد مذبحا للرب فيه».
19- فانطلق داود حسب كلام جاد الذي امره به الرب.
20- وعندما راى ارونة الملك ورجاله قادمين نحوه، خرج
للقائه وخر ساجدا بوجهه على الارض،
21- وسال: «لماذا جاء سيدي الملك الى بيت عبده؟»
فاجابه داود: «لاشتري منك البيدر حتى ابني للرب
مذبحا فتكف الضربة عن الناس».
22- فقال ارونة لداود: «لياخذه سيدي الملك ويقرب
عليه ما يروق له. انظر! ها هي البقر للمحرقات،
والنوارج وانيار البقر لتكون حطبا؛
23- ان ارونة يقدم كل هذا للملك». ثم اضاف: «ليرض
الرب الهك عنك».
24- فقال الملك: «لا، بل اشتري منك كل هذا بثمن، اذ
لن اصعد للرب محرقات مجانية». فاشترى داود البيدر
والبقر بخمسين شاقلا من الفضة (نحو ست مئة جرام).
25- وشيد داود هناك مذبحا للرب قرب عليه محرقات
وذبائح سلام، فاستجاب الرب الصلاة من اجل الارض وكف
الوبا عن اسرائيل.
|
10 |
11 |
كتاب
الملوك الاول |
013 |
ملاك الرب
1- وبينما كان يربعام واقفا عند المذبح ليوقد عليه،
اقبل رجل الله من يهوذا الى بيت ايل حاملا رسالة من
الرب.
2- وهتف مخاطبا المذبح بقضاء الرب قائلا: «يامذبح،
يامذبح، هذا ما يقوله الرب: سيولد لبيت داود ابن
يدعى يوشيا، فيذبح عليك كهنة المرتفعات الذين يقربون
عليك، وتحرق فوقك عظام الناس».
3- وتاييدا لكلامه اعطى في ذلك اليوم علامة تؤكد ان
الرب هو الذي تكلم، وقال: «هوذا المذبح ينشق ويذرى
الرماد الذي عليه».
4- فلما سمع الملك كلام رجل الله الذي خاطب به
المذبح في بيت ايل، رفع يده من على المذبح، ومدها
نحو النبي صارخا: «اقبضوا عليه» فيبست يده التي مدها
وعجز عن ردها.
5- وانشق آنئذ المذبح وذري الرماد من عليه وفقا
للعلامة التي اعطاها رجل الله بمقتضى امر الرب.
6- عندئذ توسل الملك لرجل الله قائلا: «تضرع الى
الرب الهك، وصل من اجلي لترتد يدي الى طبيعتها».
فابتهل رجل الله الى الرب، فارتدت يد الملك الى ما
كانت عليه.
7- ثم قال الملك لرجل الله: «تعال معي الى قصري
لتقتات واعطيك مكافاة».
8- فاجابه: «حتى لو وهبتني نصف قصرك فلن اطا ارضه،
ولا آكل خبزا ولا اشرب ماء في هذا الموضع.
9- لان الرب امرني قائلا: «لا تاكل خبزا ولا تشرب
ماء ولا ترجع في نفس الطريق التي جئت منها».
10- ثم انصرف في طريق اخرى غير التي سلكها في مجيئه
الى بيت ايل.
11- وكان هناك نبي شيخ مقيما في بيت ايل، فجاء
ابناؤه وسردوا عليه كل ما اجراه رجل الله من آيات في
ذلك اليوم في بيت ايل، وحدثوه بما خاطب به الملك.
12- فسالهم ابوهم: «من اي طريق انصرف؟» فاخبروه،
لانهم كانوا قد راوا الطريق التي انصرف فيها.
13- فقال لابنائه: «اسرجوا لي الحمار». وعندما فعلوا
ركب عليه.
14- واقتفى اثره حتى ادركه جالسا تحت البلوطة. فساله:
«هل انت رجل الله الذي وفد من يهوذا؟» فاجابه: «انا
هو».
15- فقال له: «تعال معي الى البيت لتاكل طعاما».
16- فاجابه: «لا استطيع ان ارجع معك او ادخل بيتك او
آكل طعاما او اشرب ماء في هذا الموضع،
17- لان الرب امرني قائلا: لا تاكل طعاما ولا تشرب
ماء ولا تنصرف في نفس الطريق التي جئت منها».
18- فقال له: «انا ايضا نبي مثلك وقد امرني ملاك
الرب ان ارجع بك معي الى بيتي فتقتات وتشرب ماء».
وهكذا كذب عليه.
19- (فصدقه) ورجع معه وتناول طعاما في بيته وشرب ماء.
20- وفيما هما جالسان حول المائدة يتناولان الطعام،
خاطب الرب النبي الشيخ،
21- فقال لرجل الله الوافد من يهوذا: «هذا ما يقوله
الرب: لانك خالفت امر الرب ولم تطع وصيته التي اوصاك
بها الرب الهك،
22- فرجعت واكلت طعاما وشربت ماء في الموضع الذي
حذرك منه قائلا: لا تاكل فيه طعاما ولا تشرب ماء،
فان جثتك لن تدفن في قبر آبائك».
23- وبعد ان تناول نبي يهوذا طعاما وشرب ماء، اسرج
له مضيفه حماره.
24- وبينما هو منصرف في طريقه صادفه اسد وقتله، وظلت
جثته مطروحة في الطريق، والحمار والاسد واقفان الى
جوار الجثة.
25- ومر قوم فشاهدوا الجثة مطروحة في الطريق والاسد
واقف الى جوارها فاتوا واذاعوا الخبر في المدينة
التي يقيم فيها النبي الشيخ.
26- وعندما سمع النبي الشيخ بالنبا قال: «هو حتما
رجل الله الذي خالف امر الرب، فاوقعه الرب بين مخالب
الاسد فافترسه وقتله تحقيقا لقضائه الذي نطق به».
27- وقال لابنائه: «اسرجوا لي الحمار». فاسرجوه،
28- فانطلق الى حيث عثر على الجثة مطروحة في الطريق،
والاسد والحمار واقفين الى جوارها، من غير ان ياكل
الاسد الجثة او يفترس الحمار،
29- فوضع النبي جثة رجل الله على الحمار، ومضى بها
الى المدينة، ليندبه
30- ثم دفنها في قبره وهو ينوح قائلا: «آه عليك
يااخي».
31- وبعد ان تم دفن جثة رجل الله، قال النبي الشيخ
لابنائه: «عند وفاتي ادفنوني في القبر الذي دفن فيه
رجل الله، وضعوا عظامي الى جوار عظامه،
32- لان ما انذر به من كلام الرب بشان المذبح الذي
في بيت ايل، وجميع معابد المرتفعات التي في مدن
السامرة، لابد ان يتحقق».
33- وعلى الرغم من تحذير النبي فان يربعام لم يحد عن
طريقه الاثيمة، بل عاد مرة اخرى فكرس كهنة لمعابد
المرتفعات، اختارهم من عامة الشعب، فكان يكرس كل من
يرغب ان يكون كاهنا لهذه المرتفعات.
34- فكانت هذه هي خطيئة بيت يربعام التي افضت الى
سقوطه وانقراضه عن وجه الارض.
|
11 |
11 |
كتاب
الملوك الاول |
019 |
ملاك الرب
1- واخبر اخآب ايزابل بما صنعه ايليا، وكيف قتل جميع
انبياء البعل بالسيف،
2- فبعثت ايزابل رسولا الى ايليا قائلة: «لتعاقبني
الآلهة اشد عقاب وتزد، ان لم اقتلك في مثل هذا الوقت
غدا، فتكون كمثل الذين قتلتهم».
3- فلما سمع ايليا ذلك هرب لينجو بنفسه، ووصل الى
بئر سبع التابعة ليهوذا، حيث ترك خادمه.
4- ثم هام وحده في الصحراء مسيرة يوم، حتى اتى شجرة
شيح، فجلس تحتها، وتمنى الموت لنفسه وقال: «قد كفى
الآن ياربي، خذ نفسي فلست خيرا من آبائي».
5- واضطجع ونام تحت شجرة الشيح، واذا بملاك يمسه
ويقول: «قم وكل».
6- فتطلع حوله واذا به يرى عند راسه رغيفا مخبوزا
على الجمر وجرة ماء. فاكل وشرب، ثم عاد ونام.
7- ومسه ملاك الرب ثانية قائلا: «قم وكل، لان امامك
مسافة طويلة للسفر».
8- فقام واكل وشرب، ومشى بقوة تلك الوجبة اربعين
نهارا واربعين ليلة، حتى بلغ جبل الله حوريب.
9- فدخل مغارة هناك وبات فيها وقال الرب لايليا: «ماذا
تفعل هنا ياايليا؟»
10- فاجاب: «غرت غيرة للرب الاله القدير، لان بني
اسرائيل تنكروا لعهدك وهدموا مذابحك وقتلوا انبياءك
بالسيف، وبقيت وحدي. وها هم يبغون قتلي ايضا»
11- فقال له: «اخرج وقف على الجبل امامي، لاني مزمع
ان اعبر». ثم هبت ريح عاتية شقت الجبال وحطمت الصخور،
ولكن الرب لم يكن في الريح. ثم حدثت زلزلة، ولم يكن
الرب في الزلزلة.
12- وبعد الزلزلة اجتازت به نار، ولم يكن الرب في
النار. وبعد النار رف في مسامع ايليا صوت منخفض هامس.
13- فلما سمع ايليا الصوت، لف وجهه بردائه، وخرج
ووقف في باب الكهف. واذا بصوت يخاطبه: «ماذا تفعل
هنا ياايليا؟»
14- فاجاب: «غرت غيرة للرب الاله القدير، لان بني
اسرائيل تنكروا لعهدك وهدموا مذابحك وقتلوا انبياءك
بالسيف، وبقيت وحدي، وها هم يبغون قتلي».
15- فقال له الرب: «اذهب راجعا في الطريق الصحراوية
المفضية الى دمشق، وهناك امسح حزائيل ملكا على ارام،
16- ثم امسح ياهو بن نمشي ملكا على اسرائيل، وكذلك
امسح اليشع بن شافاط من آبل محولة نبيا خلفا لك.
17- فالذي ينجو من سيف حزائيل يقتله ياهو، والذي
ينجو من سيف ياهو يقتله اليشع.
18- ولقد ابقيت في اسرائيل سبعة آلاف لم يحنوا ركبهم
للبعل ولم تقبله افواههم».
19- فانطلق ايليا من هناك فوجد اليشع بن شافاط يحرث
حقلا، وامامه احد عشر زوجا من البقر، وهو يسير خلف
الزوج الثاني عشر. فمر به ايليا وطرح عليه رداءه،
20- فترك البقر وركض وراء ايليا وقال: «دعني اودع
ابي وامي واتبعك». فقال له: «ارجع، فاي شيء فعلته لك؟»
21- فرجع اليشع واخذ زوج بقر ذبحهما وسلق لحمهما على
خشب المحراث ووزعه على الشعب فاكلوا، ثم قام ولحق
بايليا وواظب على خدمته.
|
12 |
12 |
كتاب
الملوك الثاني |
001 |
ملاك الرب
1- وتمرد الموآبيون على اسرائيل بعد وفاة اخآب،
2- وسقط اخزيا من كوة في علية قصره في السامرة،
فاصيب بجرح قاتل. وبعث رسلا الى معبد بعل زبوب اله
عقرون قائلا: «امضوا واسالوه ان كنت ابرا من جرحي؟»
3- فقال ملاك الرب لايليا التشبي: «قم واذهب للقاء
رسل ملك السامرة وقل لهم: هل لانه لا يوجد اله في
اسرائيل تذهبون لسؤال بعل زبوب اله عقرون؟
4- لذلك هذا ما يقوله الرب: ان السرير الذي رقدت
عليه لن تنهض عنه، بل حتما تموت». وانصرف ايليا.
5- ورجع الرسل الى اخزيا فسالهم: «لماذا رجعتم؟»
6- فاجابوه: «اعترضنا رجل وامرنا ان نرجع اليك
لنخبرك ان الله يقول: هل لانه لا يوجد اله في
اسرائيل ترسل لتسال بعل زبوب اله عقرون؟ لذلك فان
السرير الذي رقدت عليه لن تنهض عنه بل حتما تموت».
7- فسالهم: «ما هي اوصاف الرجل الذي اعترضكم وبلغكم
هذا الكلام؟»
8- فاجابوه: «انه رجل كثيف الشعر متنطق بحزام من جلد
حول حقويه». فقال: «انه حتما ايليا التشبي».
9- فارسل احد قادته على راس خمسين جنديا الى ايليا،
الذي كان جالسا آنئذ على قمة جبل. فقال له: «يارجل
الله، ان الملك يامرك بمرافقتنا».
10- فاجاب ايليا: «ان كنت انا رجل الله، فلتنزل نار
من السماء وتلتهمك انت ورجالك الخمسين». فنزلت نار
من السماء والتهمته مع رجاله الخمسين.
11- فعاد اخزيا وارسل اليه قائدا آخر على راس خمسين
جنديا، فقال لايليا: «يارجل الله، الملك يامرك ان
تسرع وتنزل».
12- فاجابه ايليا: «ان كنت انا رجل الله، فلتنزل نار
من السماء وتلتهمك انت ورجالك الخمسين». فنزلت نار
من السماء والتهمته مع رجاله الخمسين.
13- ثم ارسل اخزيا للمرة الثالثة قائدا آخر على راس
خمسين جنديا. فاقبل هذا الى ايليا وجثا امامه وتوسل
اليه قائلا: «يارجل الله، لتكن نفسي ونفوس عبيدك
هؤلاء عزيزة في عينيك.
14- لقد نزلت نار من السماء التهمت القائدين
السابقين مع رجالهما المئة، فارجوك لتكن نفسي عزيزة
في عينيك (ولا تقض علينا(».
15- فقال ملاك الرب لايليا: «امض معه ولا تخف منه».
فقام وانطلق معه لمقابلة الملك.
16- وقال ايليا للملك: «هذا ما يقوله الرب: من حيث
انك ارسلت مبعوثين لتستشير بعل زبوب اله عقرون وكانه
لا يوجد اله في اسرائيل لتساله، فان السرير الذي
رقدت عليه لن تنهض عنه، بل حتما تموت».
17- فمات اخزيا بموجب كلام الرب الذي نطق به على
لسان ايليا. واذ لم يكن له ابن، خلفه اخوه يهورام،
وذلك في السنة الثانية لحكم يهورام بن يهوشافاط ملك
يهوذا.
18- اما بقية اخبار اخزيا واعماله اليست هي مدونة في
كتاب اخبار ملوك اسرائيل؟
|
13 |
12 |
كتاب
الملوك الثاني |
019 |
ملاك الرب
1- وعندما سمع الملك حزقيا ذلك مزق ثيابه وارتدى
مسوحا ولجا الى بيت الرب.
2- ثم ارسل الياقيم مدير شؤون القصر وشبنة الكاتب
ورؤساء الكهنة وهم مرتدون المسوح الى النبي اشعياء
بن آموص،
3- فقالوا له: «هذا ما يقوله حزقيا: هذا اليوم هو
يوم ضيق واهانة وكرب، فاننا كالاجنة المشرفة على
الولادة من غير ان تتوافر لها القوة على ذلك.
4- فلعل الرب الهك يسمع وعيد القائد الاشوري الذي
اوفده سيده ملك اشور، ليهين الاله الحي فيعاقبه الرب
الهك على ما صدر منه من تعيير، فصل من اجل البقية
الناجية منا».
5- فجاء رجال الملك حزقيا لاشعياء،
6- فقال لهم اشعياء: «بلغوا سيدكم: هذا ما يقوله
الرب: لا تجزع مما سمعته من تجديف رجال ملك اشور علي.
7- فها خبر سييء يرد اليه من بلاده يحمله على العودة
اليها حيث اقضي عليه بحد السيف في عقر داره».
8- وعندما علم قائد الجيش الاشوري بان ملك اشور قد
ارتحل عن لخيش وشرع في محاربة لبنة، انسحب هو ايضا
وانضم اليه هناك.
9- وبلغ ملك اشور ان ترهاقة ملك كوش قد خرج لمحاربته،
فبعث مرة اخرى رسلا الى حزقيا قائلا:
10- «هذا ما تبلغونه الى حزقيا ملك يهوذا: لا يخدعك
الهك الذي تتكل عليه عندما يقول لن تسقط اورشليم في
قبضة ملك اشور،
11- فها انت قد علمت بما الحقه ملوك اشور بكل
البلدان من تدمير كامل فهل يمكن ان تنجو انت؟
12- هل انقذت آلهة الامم الاخرى اهل جوزان وحاران
ورصف وبني عدن الذين في تلاسار الذين افناهم آبائي؟
13- اين ملك حماة وملك ارفاد وملك مدينة سفروايم
وهينع وعوا؟»
14- فتناول حزقيا الكتاب من ايدي الرسل وقراه، ثم
توجه الى هيكل الرب وبسطه امامه.
15- وصلى قائلا: «ايها الرب اله اسرائيل، المتربع
فوق الكروبيم، انت وحدك اله كل ممالك الارض. انت
وحدك خلقت السماوات والارض.
16- ارهف يارب اذنيك واستمع. افتح يارب عينيك وانظر،
واسمع كل تهديدات سنحاريب التي ارسلها ليعير الله
الحي.
17- حقا يارب ان ملوك اشور قد اهلكوا الامم ودمروا
ديارهم،
18- وطرحوا آلهتهم الى النار وابادوها لانها ليست
فعلا آلهة بل خشبا وحجارة من صنعة ايدي الناس،
19- فخلصنا الآن ايها الرب الهنا من يده، فتدرك
ممالك الارض باسرها انك انت وحدك الرب الاله».
20- فبعث اشعيا بن آموص الى حزقيا قائلا: «هذا ما
يقوله الرب اله اسرائيل الذي تضرعت اليه لينقذك من
سنحاريب ملك اشور: قد سمعت».
21- وهذا هو رد الرب عليه: «ها العذراء ابنة صهيون
قد احتقرتك واستهزات بك، وهزت ابنة اورشليم راسها
سخرية منك.
22- من عيرت وجدفت عليه؟ وعلى من رفعت صوتا وشمخت
بعينيك زهوا؟ اعلى قدوس اسرائيل؟
23- لقد عيرت السيد على لسان رسلك، وقلت: بكثرة
مركباتي قد صعدت الى اعالي الجبال، وبلغت اقاصي
لبنان قاطعا اطول ارزه وخيار سروه واخترقت ابعد
ربوعه وافضل غاباته.
24- قد حفرت آبارا في ارض غريبة وشربت مياها، وبباطن
قدمي جففت جميع خلجان مصر.
25- الم تسمع؟ منذ زمن طويل قدرت ذلك. منذ الايام
القديمة قررته وها انا الآن احققه، اذ اقمتك لتدمير
مدن محصنة فتحولها الى روابي خربة.
26- وقد خارت قوى اهلها فاصبحوا مرتاعين خجلين،
صاروا كعشب الحقل، كالنبات اللين وكحشيش السطوح
الذاوي قبل نموه.
27- ولكني مطلع على حركاتك وسكناتك وهيجانك علي.
28- ولان ثورتك علي وعجرفتك قد بلغتا مسامعي، فاني
ساشكمك بخزامتي في انفك، واضع لجامي في فمك، واعيدك
في نفس الطريق الذي اقبلت منه.
29- وهذه علامة لك ياحزقيا: في هذه السنة تاكلون مما
نبت من نفسه، وفي السنة الثانية تاكلون مما ينبت عنه،
واما في السنة الثالثة فتزرعون فيها وتحصدون وتغرسون
كروما وتجنون اثمارها.
30- ويعود الناجون الباقون من بيت يهوذا، فتتاصل
جذورهم في الارض، ويحملون اثمارا على اغصانهم،
31- لان من اورشليم تخرج البقية، ومن جبل صهيون ياتي
الناجون، فغيرة الرب القدير تصنع هذا.
32- لذلك فهذا ما يقوله الرب عن ملك اشور: لن يدخل
هذه المدينة ولن يطلق عليها سهما او يتقدم نحوها
بترس ولن يقيم عليها مقلاعا.
33- بل يرجع في الطريق الذي جاء منه، ولن يدخل هذه
المدينة، يقول الرب.
34- لانني ادافع عنها، وانقذها من اجل نفسي، واكراما
لداود عبدي».
35- وحدث في تلك الليلة ان ملاك الرب قتل مئة وخمسة
وثمانين الفا من جيش الاشوريين، فما ان طلع الصباح
حتى كانت الجثث الميتة تملا المكان.
36- فانسحب سنحاريب ملك اشور وارتد الى بلاده ومكث
في نينوى.
37- وفيما هو يتعبد في هيكل الهه نسروخ، اغتاله
ابناه، ادرملك وشرآصر، وفرا الى ارض اراراط، فخلفه
ابنه آسرحدون على العرش.
|
14 |
13 |
كتاب
اخبار الايام الاول |
021 |
ملاك الرب
1- وتآمر الشيطان ضد اسرائيل، فاغرى داود باحصاء
الشعب.
2- فامر داود يوآب ورؤساء اسرائيل قائلا: «اذهبوا
وعدوا الشعب، من بئر سبع الى دان، وارفعوا الي
تقريركم فاعلم كم عدده».
3- فاجاب يوآب معترضا: «ليزد الرب شعبه مئة ضعف!
اليسوا جميعا رعية سيدي الملك؟ لماذا يطلب سيدي هذا؟
ولماذا يجلب اثما على اسرائيل؟»
4- ولكن كلمة الملك غلبت على اعتراض يوآب، فانطلق
يوآب يطوف ارجاء اسرائيل ثم رجع الى اورشليم.
5- فرفع يوآب تقرير احصاء الشعب الى داود. فكانت
جملة عدد الصالحين للتجنيد في اسرائيل مليونا ومئة
الف، وفي يهوذا اربع مئة وسبعين الفا وجميعهم من
حملة السيوف.
6- ولم يحص يوآب سبطي لاوي وبنيامين لان طلب الملك
لم يكن يحظى برضاه.
7- واذ كان اجراء هذا الاحصاء ممقوتا في عيني الله،
عاقب الله الاسرائيليين.
8- فقال داود لله: «لقد ارتكبت اثما عظيما حين اقدمت
على هذا العمل، فامح الآن اثم عبدك لانني حمقت جدا».
9- فقال الرب لجاد رائي داود:
10- «اذهب وقل لداود: هذا ما يقوله الرب: ها انا
اعرض عليك ثلاثة امور، اختر واحدا منها فاجريه عليك».
11- فمثل جاد امام داود وخاطبه: «هذا ما يقوله الرب:
هيا اختر.
12- اما ثلاث سنين مجاعة، او ثلاثة اشهر يطاردك فيها
اعداؤك، وسيف اعدائك يدركك واما ثلاثة ايام يتسلط
فيها عليك سيف الرب فيتفشى الوبا في الارض، اذ يجول
ملاك الرب يدمر في جميع ارجاء اسرائيل. فكر مليا في
الامر لارد جوابا على من ارسلني».
13- فاجاب داود جادا: «انني واقع في كرب عظيم، ولكن
خير لي ان استسلم لقبضة الرب، لانه واسع الرحمة، من
ان اقع تحت رحمة انسان».
14- فارسل الرب وبا تفشى في ارض اسرائيل، مات فيه
سبعون الف رجل.
15- وامر الرب ملاكه باهلاك اورشليم. وفيما هو يقوم
بالقضاء عليها راى الرب ما يصيبها، فاشفق عليها بسبب
ما حل بها من شر، وقال للملاك المهلك: «كف يدك عنها».
وكان ملاك الرب واقفا آنئذ عند بيدر ارنان اليبوسي.
16- وتلفت داود حوله فراى ملاك الرب منتصبا بين
الارض والسماء، وقد شهر سيفه بيده ومده نحو اورشليم.
فارتدى هو والشيوخ المسوح وسجدوا بوجوههم الى الارض.
17- وقال داود لله: «الست انا الذي امر باحصاء
الرجال الصالحين للتجنيد؟ انني انا الذي اخطا واساء،
اما الرعية فاي ذنب جنت؟ ايها الرب الهي عاقبني
وعاقب بيت ابي واعف عن شعبك».
18- فاوعز ملاك الرب لجاد ان يطلب من داود ان يصعد
ليبني مذبحا للرب في بيدر ارنان اليبوسي.
19- فانطلق داود ينفذ ما نطق به جاد النبي باسم الرب.
20- وكان ارنان وبنوه الاربعة يدرسون القمح عندما
شاهدوا ملاك الرب، فاسرعوا يختبئون.
21- ولكن حين جاء داود الى ارنان خرج من مخبئه في
البيدر وسجد بوجهه الى الارض.
22- فقال داود لارنان: «بعني موقع البيدر لابني فيه
مذبحا للرب، وادفع لك فضة ثمنا له، فتكف الضربة عن
الشعب».
23- فقال ارنان لداود: «خذه لك، وليصنع سيدي الملك
ما يحلو له. وها انا اقدم البقر لتكون محرقات،
والنوارج للوقود، والحنطة لتكون قربان التقدمة. انني
اتبرع بها جميعها».
24- فقال الملك: «لا! بل اشتري ذلك بفضة، اذ لا يمكن
ان آخذ مالك فاقدم للرب محرقة مجانية».
25- ودفع داود لارنان ثمنا لموقع البيدر ست مئة شاقل
(نحو سبعة آلاف ومئتي جراما) من الذهب.
26- وبنى هناك مذبحا للرب اصعد عليه محرقات وذبائح
سلام، ودعا الرب فاستجاب له بانزال نار من السماء
على مذبح المحرقة.
27- وامر الرب الملاك فاعاد السيف الى غمده.
28- وعندما راى داود ان الرب قد تقبل تضرعه في بيدر
ارنان اليبوسي، قدم ذبائح هناك.
29- وكان مسكن الرب آنئذ ومذبح المحرقة، اللذان
صنعهما موسى في البرية، في مرتفعة جبعون.
30- ولم يستطع داود ان يتوجه الى هناك ليستشير الرب
لانه خاف من سيف ملاك الرب.
|
15 |
19 |
كتاب المزامير |
034 |
ملاك الرب
1- ابارك الرب في كل حين. تسبيحه دائما في فمي.
2- تفتخر نفسي بالرب، فيسمعني الودعاء ويفرحون.
3- مجدوا الرب معي، ولنعظم اسمه معا.
4- التمست الرب فاجابني، وانقذني من كل مخاوفي.
5- الذين تطلعوا اليه استناروا، ولم تخجل وجوههم قط.
6- هذا المسكين استغاث، فسمعه الرب وانقذه من جميع
ضيقاته.
7- ملاك الرب يخيم حول خائفيه، وينجيهم.
8- ذوقوا وانظروا ما اطيب الرب. طوبى للرجل المتوكل
عليه.
9- اتقوا الرب ياقديسيه، لانه ليس عوز لمتقيه.
10- تحتاج الاشبال وتجوع، واما طالبو الرب فلا
يعوزهم شيء من الخير.
11- تعالوا ايها البنون واصغوا الي، فاعلمكم مخافة
الرب.
12- فمن اراد ان يتمتع بحياة سعيدة وايام طيبة،
13- فليمنع لسانه عن الشر وشفتيه عن كلام الغش
14- ليتحول عن الشر ويفعل الخير. ليطلب السلام ويسع
للوصول اليه
15- لان الرب يرعى الابرار بعنايته ويستجيب الى
دعائهم.
16- ولكن يقف ضد الذين يعملون الشر ليستاصل من الارض
ذكرهم.
17- يستغيث الابرار، فيسمع لهم الرب وينقذهم من جميع
ضيقاتهم.
18- الرب قريب من كسيري القلب، ويخلص مسحوقي الروح.
19- ما اكثر مصائب الصديق، ولكن من جميعها ينقذه
الرب.
20- يحفظ عظامه كلها، فلا تكسر واحدة منها.
21- الشر يميت الشرير، والذين يبغضون الصديق يعاقبون.
22- الرب يفدي نفوس عبيده، وكل من اعتصم به ينجو.
|
16 |
19 |
كتاب المزامير |
035 |
ملاك الرب
1- يارب كن خصما لمن يخاصمونني، وحارب الذين
يحاربونني.
2- تقلد الترس والدرع وهب لنجدتي.
3- جرد رمحا وتصد لمطاردي، وقل لنفسي: خلاصك انا.
4- ليخز وليخجل الساعون الى قتلي. لينهزم ويخجل
المتواطئون على اذيتي.
5- ليكونوا مثل ذرات التبن في مهب الريح. وليدحرهم
ملاك الرب.
6- لتكن طريقهم مظلمة وزلقة، وليتعقبهم ملاك الرب.
7- فانهم من غير سبب اخفوا لي شبكة فوق الهوة، ومن
غير علة حفروا لي حفرة.
8- ليطبق الهلاك فجاة على عدوي، ولتمسك به الشبكة
التي اخفاها، فيهلك فيها.
9- اما نفسي فتفرح بالرب وتبتهج بخلاصه.
10- جميع عظامي تقول: يارب من مثلك، المخلص المسكين
ممن هو اقوى منه ومنقذ الفقير والبائس من يد ناهبه؟
11- يقوم علي شهود زور يتهمونني ظلما بما لا اعلم.
12- يجازونني عن الخير شرا اتعاسا لنفسي.
13- اما انا فقد لبست المسح حزنا على مرضهم، واذللت
نفسي بالصوم، ولكن صلاتي كانت ترتد الى صدري من غير
استجابة.
14- لقد عاملت كلا منهم كانه صديقي واخي، واطرقت
حزنا كمن يندب امه.
15- واما هم فشمتوا فرحا عند سقطتي، وتجمعوا علي
شاتمين، وشرع غرباء لا اعرفهم يضربونني. مزقوني ولم
يرتدعوا.
16- كفجار ماجنين مجتمعين حول وليمة حرقوا علي
اسنانهم.
17- ياسيد، حتى متى تظل متفرجا؟ نج نفسي من مهالكهم
وخلص حياتي من بين الاشبال.
18- اشكرك في جماعة العابدين، واحمدك في وسط حشود
كثيرة.
19- لا يشمت بي اعدائي بحجة باطلة، ولا يتغامز مبغضي
علي، بغير علة.
20- فانهم لا يتكلمون بالسلام، ولكنهم يتآمرون بمكر
للايقاع بالمسالمين الساكنين في الارض.
21- فغروا علي افواههم على وسعها، وقالوا: «هه! هه!
قد راينا باعيننا (ما فعلت)»
22- قد رايت يارب ذلك. لا تسكت ولا تبتعد عني.
23- انهض ياالهي وسيدي واستيقظ لاحقاق حقي وانصاف
دعواي.
24- احكم ببراءتي يارب الهي حسب عدلك، ولا تدعهم
يشمتون بي.
25- لئلا يقولوا في انفسهم: «هه! قد ظفرنا به» او
يقولوا: «قد ابتلعناه!»
26- ليخز ويخجل جميع الشامتين بي في مصيبتي. ليرتد
المتعظمون علي لباس الخزي والعار.
27- وليهتف المسرورون ببري بهتاف الفرح والابتهاج،
قائلين في كل حين: «ليتمجد الرب الذي يبتهج بنجاح
عبده».
28- فيذيع لساني عدلك، ويتر نم بحمدك النهار كله.
|
17 |
23 |
كتاب اشعياء |
037 |
ملاك الرب
1- وعندما سمع الملك حزقيا ذلك الكلام مزق ثيابه
وارتدى مسحا ودخل الى بيت الرب،
2- ثم ارسل الياقيم مدير شؤون القصر وشبنة الكاتب
ورؤساء الكهنة مرتدين المسوح الى النبي اشعياء بن
آموص،
3- وقالوا له: يقول حزقيا: «هذا اليوم يوم ضيق
واهانة وكرب، صرنا فيه كامراة تقاسي المخاض وهي
عاجزة عن الولادة.
4- لعل الرب الهك قد سمع وعيد ربشاقى الذي اوفده
سيده ملك اشور ليهين الاله الحي، فيعاقبه الرب الهك
على ما صدر منه من تعيير، فصل من اجل البقية الناجية».
5- فعندما مثل رجال حزقيا امام اشعياء،
6- قال لهم: «بلغوا سيدكم، هذا ما يقوله الرب: لا
تجزع مما سمعته من تجديف رجال ملك اشور علي،
7- فها خبر سيء يرد اليه من بلاده يحمله على العودة
الى ارضه، حيث اقضي عليه بحد السيف في عقر داره».
8- وعندما علم ربشاقى ان ملك اشور قد ارتحل عن لخيش
وشرع في محاربة لبنة انسحب هو ايضا وانضم اليه هناك.
9- ثم بلغ ملك اشور ان ترهاقة ملك كوش قد خرج
لمحاربته، فبعث مرة اخرى رسله الى حزقيا قائلا لهم:
10- «هذا ما تبلغونه الى حزقيا ملك يهوذا: لا يخدعنك
الهك الذي تتكل عليه عندما يقول: لن تسقط اورشليم في
قبضة ملك اشور.
11- فها انت قد علمت بما الحقه ملوك اشور بكل
البلدان من تدمير كامل، فهل يمكن ان تنجو انت؟
12- هل انقذت آلهة الامم الاخرى اهل جوزان وحاران
ورصف وابناء عدن في تلسار الذين افناهم آبائي؟
13- اين ملك حماة، وملك ارفاد، وملك مدينة سفروايم،
وهينع وعوا؟»
14- فتناول حزقيا الكتاب من ايدي الرسل وقراه، ثم
توجه الى بيت الرب وبسطه امامه،
15- وصلى قائلا:
16- «ايها الرب القدير، اله اسرائيل المتربع فوق
الكروبيم، انت وحدك اله كل ممالك الارض، وانت وحدك
صانع السماء والارض.
17- ارهف يارب اذنيك واصغ. افتح يارب عينيك وانظر،
واسمع كل تهديدات سنحاريب التي بعث بها ليعير الله
الحي.
18- حقا يارب، ان ملوك اشور قد ابادوا الامم ودمروا
ديارهم
19- وطرحوا آلهتهم الى النار وابادوها لانها لم تكن
فعلا آلهة بل خشبا وحجارة صنعة ايدي الناس
20- فخلصنا الآن ايها الرب الهنا، انقذنا من يده،
فتدرك ممالك الارض باسرها انك انت وحدك الرب الاله».
21- عندئذ بعث اشعياء بن آموص رسالة الى حزقيا قائلا:
«هذا ما يقوله الرب اله اسرائيل الذي تضرعت اليه
لينقذك من سنحاريب ملك اشور
22- وهذا هو رد الرب عليه: ها العذراء ابنة صهيون قد
احتقرتك واستهزات بك، وهزت ابنة اورشليم راسها سخرية
منك.
23- من عيرت وجدفت؟ وعلى من رفعت صوتك وشمخت بعينيك
زهوا؟ اعلى قدوس اسرائيل؟
24- لقد عيرت السيد على لسان رسلك، وقلت: بكثرة
مركباتي قد صعدت الى اعالي الجبال، وبلغت اقاصي
لبنان قاطعا اطول ارزه وخيار سروه واخترقت ابعد
ربوعه وافضل غاباته.
25- قد حفرت آبارا وشربت مياها، وبباطن قدمي جففت
جميع خلجان مصر.
26- الم تسمع؟ منذ زمن طويل قد قدرت ذلك. منذ الايام
القديمة قررته وها انا الآن احققه، اذ اقمتك لتدمير
مدن محصنة فتحولها الى روابي خربة.
27- خارت قوى اهلها فاصبحوا مرتاعين خجلين، صاروا
كعشب الحقل، كالنبات الاخضر وكحشيش السطوح الذاوي
قبل نموه.
28- ولكني مطلع على حركاتك وسكناتك وهيجانك علي.
29- ولان ثورتك علي وعجرفتك قد بلغتا مسامعي، فاني
ساشكمك بخزامتي في انفك، واضع لجامي في فمك، واعيدك
في نفس الطريق الذي اقبلت منه.
30- وهذه علامة لك ياحزقيا: في هذه السنة تاكلون مما
ينبت من نفسه، وفي السنة التالية تاكلون مما ينبت
عنه واما في السنة الثالثة فتزرعون فيها وتحصدون
وتغرسون كروما وتجنون ثمارها.
31- ويعود الناجون الباقون من بيت يهوذا فتتاصل
جذورهم في الارض ويزدهرون ويتكاثرون.
32- لان من اورشليم تخرج بقية ومن جبل صهيون ياتي
الناجون فغيرة الرب القدير تصنع هذا.
33- لذلك، فهذا ما يقوله الرب عن ملك اشور: «لن يدخل
هذه المدينة ولن يطلق عليها سهما او يتقدم نحوها
بترس ولا يقيم عليها مقلاعا.
34- بل يرجع في الطريق الذي جاء منه ولن يدخل هذه
المدينة، يقول الرب.
35- لانني ادافع عنها وانقذها من اجل نفسي واكراما
لداود عبدي».
36- وحدث في تلك الليلة ان ملاك الرب قتل مئة وخمسة
وثمانين الفا من جيش الاشوريين، وما ان طلع الصباح
حتى كانت جثث القتلى تملا المكان
37- فانسحب سنحاريب ملك اشور وارتد الى بلاده ومكث
في نينوى
38- وفيما هو يتعبد في هيكل الهه نسروخ اغتاله ابناه
ادرملك وشرآصر وفرا الى ارض اراراط، فخلفه ابنه
آسرحدون على العرش.
|
18 |
38 |
كتاب زكريا |
001 |
ملاك الرب
1- في الشهر الثامن، في السنة الثانية لداريوس، كانت
كلمة الرب الى زكريا بن برخيا، بن عدو النبي، قال:
2- «الرب القدير غضب غضبا شديدا على آبائكم.
3- فقال لي: قل لهم: ارجعوا الي، فارجع اليكم.
4- لا تكونوا كآبائكم الذين ناداهم الانبياء الاولون
قائلين: توبوا عن طرقكم الشريرة واعمالكم السيئة،
يقول الرب. ولكنهم لم يسمعوا ولم يصغوا الي.
5- فاين الآن آباؤكم؟ والانبياء هل يحيون الى الابد؟
6- لكن اقوالي وفرائضي التي اوصيت بها عبيدي
الانبياء تجاهلها آباؤكم. ثم تابوا وقالوا: عاملنا
الرب القدير بحسب طرقنا واعمالنا، كما قصد ان
يعاملنا».
7- في اليوم الرابع والعشرين من الشهر الحادي عشر
الذي هو شباط في السنة الثانية لداريوس، كانت كلمة
الرب الى زكريا بن برخيا بن عدو النبي، قال:
8- «رايت في الليل رؤيا، فاذا برجل راكب على فرس
سمراء، وهو واقف بين شجر الآس الظليل. وخلفه افراس
سمر وشقر وبيض.
9- فقلت للملاك المتكلم معي: من هؤلاء يا سيدي؟ فقال
لي: انا اريك من هؤلاء.
10- فاجاب الرجل الواقف بين الآس: هؤلاء هم الذين
ارسلهم الرب ليجولوا في الارض.
11- ثم قال هؤلاء لملاك الرب وللواقف بين الآس: جلنا
في الارض، فاذا الارض كلها ساكنة هادئة.
12- «فقال ملاك الرب: ايها الرب القدير، الى متى لا
ترحم اورشليم ومدن يهوذا التي تكلمت عليها بغضب هذه
السبعين سنة؟
13- فاجابه الرب بكلام خير وتعزية.
14- فقال لي الملاك: ناد قائلا: هذا ما قال الرب
القدير: غرت على اورشليم وصهيون غيرة عظيمة،
15- وانا غاضب غضبا شديدا على الامم ذوي الشان، لاني
حين غضبت قليلا ساعدوا على الشر.
16- لذلك سارجع على اورشليم بالمراحم يقول الرب،
فيبنى بيتي فيها ويمد خيط العمار عليها.
17- وناد ايضا قائلا: هذا ما قال الرب القدير: مدني
ستعود تفيض خيرا، والرب سيعود يعزي صهيون ويختار
اورشليم».
18- ورفعت عيني فرايت اربعة قرون.
19- فقلت للملاك المتكلم معي: «ما هذه؟» فقال: «هذه
هي قرون الامم الذين بعثروا شعب يهوذا واسرائيل
واورشليم».
20- واراني الرب اربعة صناع،
21- فقلت: «ماذا جاؤوا يعملون؟» فقال: «تلك القرون
بعثرت شعب يهوذا، حتى لم يرفع انسان راسه، فجاء
هؤلاء الصناع ليجمعوا شملهم ويقضوا بمطارقهم على
قرون الامم التي ارتفعت على ارض يهوذا وبعثروا شعبها».
|
19 |
38 |
كتاب زكريا |
003 |
ملاك الرب
1- واراني الرب يشوع الكاهن العظيم واقفا امام ملاك
الرب، والشيطان واقفا عن يمينه ليقاومه.
2- فقال الرب للشيطان: «لينتهرك الرب يا شيطان،
لينتهرك الرب الذي اختار اورشليم. اما هذا شعلة
منتشلة من النار؟»
3- وكان يشوع لابسا ثيابا قذرة وواقفا امام الملاك.
4- فقال الملاك للواقفين امامه: «انزعوا عنه الثياب
القذرة». ثم قال ليشوع: «انظر نقلت اثمك عنك،
وسالبسك ثيابا ناصعة البياض».
5- وقال لهم: «اجعلوا عمامة طاهرة على راسه». فجعلوا
العمامة الطاهرة على راسه، والبسوه الثياب الناصعة
البياض، وملاك الرب واقف.
6- فوعد ملاك الرب يشوع قائلا:
7- «هذا ما قال الرب القدير: ان سرت في طرقي وعملت
باوامري، فانت ايضا تحكم بيتي وتسهر على دياري،
واعطيك ان تقف بين هؤلاء الملائكة.
8- فاسمع يا يشوع الكاهن العظيم، انت ورفاقك الكهنة
القائمون امامك، وهم اهل فال حسن: سآتي بعبدي الذي
اسمه الغصن.
9- وها الحجر الذي جعلته امام يشوع، وهو حجر واحد
عليه سبع اعين، فافتح سرها وازيل اثم هذه الارض في
يوم واحد.
10- في ذلك اليوم يدعو كل انسان قريبه الى تحت كرمته،
والى تحت تينته.
|
20 |
38 |
كتاب زكريا |
012 |
ملاك الرب
1- كلام موحى من الرب على بني اسرائيل. يقول الرب،
باسط السماء ومؤسس الارض وجابل روح الانسان فيه:
2- «ها انا اجعل اورشليم ويهوذا ايضا، في يوم حصار
اورشليم عتبة تنزلق عليها جميع الشعوب من حولها.
3- في ذلك اليوم، حين يجتمع على اورشليم جميع امم
الارض، اجعلها حجرا ثقيلا لجميع الشعوب، فكل شعب
يشيله ينشق شقا.
4- وفي ذلك اليوم اضرب كل فرس بالذعر وراكبه بالجنون.
وافتح عيني ساهرا على بيت يهوذا، واضرب جميع خيل
الشعوب بالعصا.
5- فيقول جميع بيت يهوذا في قلوبهم ان لسكان اورشليم
قوة بالرب القدير الههم.
6- «في ذلك اليوم اجعل جميع بيت يهوذا كموقد نار في
اكوام الحطب، وكمشعل نار في اكداس الحنطة، فيلتهمون
عن اليمين وعن اليسار جميع الشعوب من حولهم، وتثبت
اورشليم بامان في مكانها.
7- ويخلص الرب سائر اهالي يهوذا قبل سواهم، لئلا
يغالي في الافتخار عليهم بيت داود وسكان اورشليم.
8- «في ذلك اليوم يبسط الرب حمايته على سكان اورشليم.
فيكون الهزيل منهم قويا كداود، ويسير بيت داود
امامهم مثل ملاك الرب، مثل الله نفسه.
9- «في ذلك اليوم اسعى الى دمار جميع الامم القادمين
الى مهاجمة اورشليم
10- وافيض على بيت داود، وعلى سكان اورشليم، روح
الحنان والرحمة، فينظرون الى الذي طعنوه ويندبونه
كمن يندب وحيدا له، ويتفجعون عليه كمن يتفجع على ابن
له بكر.
11- «في ذلك اليوم يكون النواح عظيما كالنواح على
هددرمون في سهل مجدون.
12- وتنوح الارض، كل عشيرة لنفسها: عشيرة بيت داود
ونساؤهم، وعشيرة بيت ناثان ونساؤهم.
13- وعشيرة بيت لاوي ونساؤهم، وعشيرة شمعي ونساؤهم،
14- وسائر العشائر الباقية، كل عشيرة لنفسها ونساؤهم
لانفسهن».
|
21 |
40 |
انجيل
متى |
001 |
ملاك الرب
1- هذا نسب يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم:
2- ابراهيم ولد اسحق. واسحق ولد يعقوب. ويعقوب ولد
يهوذا واخوته.
3- ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار. وفارص ولد حصرون.
وحصرون ولد ارام.
4- وارام ولد عميناداب. وعميناداب ولد نحشون. ونحشون
ولد سلمون.
5- وسلمون ولد بوعز من راحاب. وبوعز ولد عوبيد من
راعوث. وعوبيد ولد يسى.
6- ويسى ولد داود الملك.
وداود ولد سليمان من امراة اوريا.
7- وسليمان ولد رحبعام. ورحبعام ولد ابيا. وابيا ولد
آسا.
8- وآسا ولد يوشافاط. ويوشافاط ولد يورام. ويورام
ولد عزيا.
9- وعزيا ولد يوثام. ويوثام ولد احاز. واحاز ولد .حزقيا.
10- وحزقيا ولد منسى. ومنسى ولد آمون. وآمون ولد
يوشيا.
11- ويوشيا ولد يكنيا واخوته زمن السبي الى بابل.
12- وبعد السبي الى بابل يكنيا ولد شالتئيل.
وشالتيئيل ولد زربابل.
13- وزربابل ولد ابيهود. وابيهود ولد الياقيم.
والياقيم ولد عازور.
14- وعازور ولد صادوق. وصادوق ولد اخيم. واخيم ولد
اليود.
15- واليود ولد اليعازر. واليعازر ولد متان. ومتان
ولد يعقوب.
16- ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولدت يسوع الذي
يدعى المسيح.
17- فمجموع الاجيال من ابراهيم الى داود اربعة عشر
جيلا. ومن داود الى سبـي بابل اربعة عشر جيلا. ومن
سبـي بابل الى المسيح اربعة عشر جيلا.
18- وهذه سيرة ميلاد يسوع المسيح: كانت امه مريم
مخطوبة ليوسف، فتبين قبل ان تسكن معه انها حبلى من
الروح القدس.
19- وكان يوسف رجلا صالحا فما اراد ان يكشف امرها،
فعزم على ان يتركها سرا.
20- وبينما هو يفكر في هذا الامر، ظهر له ملاك الرب.
في الحلم وقال له: "يا يوسف ابن داود، لا تخف ان
تاخذ مريم امراة لك. فهي حبلى من الروح القدس،
21- وستلد ابنا تسميه يسوع، لانه يخلص شعبه من
خطاياهم".
22- حدث هذا كله ليتم ما قال الرب بلسان النبـي:
23- "ستحبل العذراء، فتلد ابنا يدعى "عمانوئيل"، اي
الله معنا.
24- فلما قام يوسف من النوم، عمل بما امره ملاك الرب.
فجاء بامراته الى بيته،
25- ولكنه ما عرفها حتى ولدت ابنها فسماه يسوع.
|
22 |
40 |
انجيل
متى |
002 |
ملاك الرب
1- ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية، على عهد
الملك هيرودس، جاء الى اورشليم مجوس. من المشرق
2- وقالوا: "اين هو المولود، ملك اليهود؟ راينا نجمه
في المشرق، فجئنا لنسجد له".
3- وسمع الملك هيرودس، فاضطرب هو وكل اورشليم.
4- فجمع كل رؤساء الكهنة ومعلمي الشعب وسالهم: "اين
يولد المسيح؟"
5- فاجابوا: "في بيت لحم اليهودية، لان هذا ما كتب
النبـي:
6- "يا بيت لحم، ارض يهوذا، ما انت الصغرى في مدن
يهوذا، لان منك يخرج رئيس يرعى شعبـي اسرائيل".
7- فدعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم متى ظهر النجم،
8- ثم ارسلهم الى بيت لحم وقال لهم: "اذهبوا وابحثوا
جيدا عن الطفل. فاذا وجدتموه، فاخبروني حتى اذهب انا
ايضا واسجد له".
9- فلما سمعوا كلام الملك انصرفوا. وبينما هم في
الطريق اذا النجم الذي راوه في المشرق، يتقدمهم حتى
بلغ المكان الذي فيه الطفل فوقف فوقه.
10- فلما راوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا،
11- ودخلوا البيت فوجدوا الطفل مع امه مريم. فركعوا
وسجدوا له، ثم فتحوا اكياسهم واهدوا اليه ذهبا
وبخورا ومرا.
12- وانذرهم الله في الحلم ان لا يرجعوا الى هيرودس،
فاخذوا طريقا آخر الى بلادهم.
13- وبعدما انصرف المجوس، ظهر ملاك الرب ليوسف في
الحلم وقال له: "قم، خذ الطفل وامه واهرب الى مصر
واقم فيها، حتى اقول لك متى تعود، لان هيرودس سيبحث
عن الطفل ليقتله".
14- فقام يوسف واخذ الطفل وامه ليلا ورحل الى مصر.
15- فاقام فيها الى ان مات هيرودس، ليتم ما قال الرب
بلسان النبـي: "من مصر دعوت ابني".
16- فلما راى هيرودس ان المجوس استهزاوا به، غضب جدا
وامر بقتل.كل طفل في بيت لحم وجوارها، من ابن سنتين
فما دون ذلك، حسب الوقت الذي تحققه من المجوس،
17- فتم ما قال النبـي ارميا:
18- "صراخ سمعفي الرامة، بكاء ونحيب كثير، راحيل
تبكي على اولادها ولا تريد ان تــتعزى، لانهم زالوا
عن الوجود".
19- ولم? مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم،
وهو في مصر
20- وقال له: "قم، خذ الطفل وامه وارجـــع الى ارض
اسرائيل، لان الذين ارادوا ان يقتلوه ماتوا".
21- فقام واخذ الطفل وامه ورجع الى ارض اسرائيل.
22- لكنه سمع ان ارخيلاوس يملك على اليهودية خلفا
لابيه هيرودس، فخاف ان يذهب اليها. فانذره الله في
الحلم، فلجا الى الجليل.
23- وجاء الى مدينة اسمها الناصرة فسكن فيها، ليـتم
ما قال الانبياء: "يدعى ناصريا".
|
23 |
40 |
انجيل
متى |
028 |
ملاك الرب
1- ولما مضى السبت وطلع فجر الاحد، جاءت مريم
المجدلية ومريم الاخرى لزيارة القبر.
2- وفجاة وقع زلزال عظيم، حين نــزل ملاك الرب من
السماء ودحرج الحجر عن باب القبر وجلس عليه.
3- وكان منظره كالبرق وثوبه ابـيض كالثلج.
4- فارتعب الحرس لما راوه وصاروا مثل الاموات.
5- فقال الملاك للمراتين: "لا تخافا. انا اعرف انكما
تطلبان يسوع المصلوب.
6- ما هو هنا، لانه قام كما قال. تقدما وانظرا
المكان الذي كان موضوعا فيه.
7- واذهبا في الحال الى تلاميذه وقولا لهم: قام من
بين الاموات، وها هو يسبقكم الى الجليل، وهناك ترونه.
ها انا قلت لكما".
8- فتركت المراتان القبر مسرعتين وهما في خوف وفرح
عظيمين، وذهبتا تحملان الخبر الى التلاميذ.
9- فلاقاهما يسوع وقال: "السلام عليكما". فتقدمتا
وامسكتا بقدميه وسجدتا له.
10- فقال لهما يسوع: "لا تخافا! اذهبا وقولا لاخوتي
ان يمضوا الى الجليل، فهناك يرونني.
11- وبينما هما ذاهبتان رجع بعض الحرس الى المدينة
واخبروا رؤساء الكهنة بكل ما حدث.
12- فاجتمع رؤساء الكهنة والشيوخ، وبعدما تشاوروا
رشوا الجنود بمال كثير،
13- وقالوا لهم: "اشيعوا بين الناس ان تلاميذ يسوع
جاؤوا ليلا وسرقوه ونحن نائمون.
14- واذا سمع الحاكم هذا الخبر، فنحن نرضيه ونرد
الاذى عنكم".
15- فاخذ الحرس المال وعملوا كما قالوا لهم. فانتشرت
هذه الرواية بين اليهود الى اليوم.
16- اما التلاميذ الاحد عشر، فذهبوا الى الجليل، الى
الجبل، مثلما امرهم يسوع.
17- فلما راوه سجدوا له، ولكن بعضهم شكوا.
18- فدنا منهم يسوع وقال لهم: "نلت كل سلطان في
السماء والارض.
19- فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم، وعمدوهم باسم الآب
والابن والروح القدس،
20- وعلموهم ان يعملوا بكل ما اوصيتكم به، وها انا
معكم طوال الايام، الى انقضاء الدهر".
|
24 |
42 |
انجيل
لوقا |
001 |
ملاك الرب
1- لان كثيرا من النـاس اخذوا يدونون رواية الاحداث
التي جرت بيننا،
2- كما نقلها الينا الذين كانوا من البدء شهود عيان
وخداما للكلمة،
3- رايت انا ايضا، بعدما تتبعت كل شيء من اصوله
بتدقيق، ان اكتبها اليك، يا صاحب العزة ثاوفيلس، حسب
ترتيبها الصحيح،
4- حتى تعرف صحة التعليم الذي تلقيته.
5- كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن من فرقة
ابـيا اسمه زكريا، له زوجة من سلالة هرون اسمها
اليصابات.
6- وكان زكريا واليصابات صالحين عند الله، يتبعان
جميع احكامه ووصاياه، ولا لوم عليهما.
7- وما كان لهما ولد، لان اليصابات كانت عاقرا،
وكانت هي وزكريا كبـيرين في السن.
8- وبينما زكريا يتناوب الخدمة مع فرقته ككاهن امام
الله،
9- القيت القرعة، بحسب التقليد المتبع عند الكهنة،
فاصابته ليدخل هيكل الرب ويحرق البخور.
10- وكانت جموع الشعب تصلي في الخارج عند احراق
البخور.
11- فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور.
12- فلما رآه زكريا اضطرب وخاف.
13- فقال له الملاك: «لا تخف يا زكريا، لان الله سمع
دعاءك وستلد لك امراتك اليصابات ابنا تسميه يوحنا.
14- وستفرح به وتبتهـج، ويفرح بمولده كثير من النـاس،
15- لانه سيكون عظيما عند الرب، ولن يشرب خمرا ولا
مسكرا، ويمتلـئ من الروح القدس وهو في بطن امه،
16- ويهدي كثيرين من بني اسرائيل الى الرب الههم،
17- ويسير امام الله بروح ايليا وقوته، ليصالـح
الآباء مع الابناء ويرجـع العصاة الى حكمة الابرار،
فيهيـئ للرب شعبا مستعدا له«.
18- فقال زكريا للملاك: «كيف يكون هذا وانا شيخ
كبـير وامراتي عجوز؟«
19- فاجابه الملاك: «انا جبرائيل القائم في حضرة
الله، وهو ارسلني لاكلمك واحمل اليك هذه البشرى.
20- لكنك ستصاب بالخرس، فلا تقدر على الكلام الى
اليوم الذي يحدث فيه ذلك، لانك ما آمنت بكلامي،
وكلامي سيتم في حينه«.
21- وكانت الجموع تنتظر زكريا وتتعجب من ابطائه في
داخل الهيكل.
22- فلما خرج، كان لا يقدر ان يكلمهم، ففهموا انه
راى رؤيا في داخل الهيكل. وكان يخاطبهم بالاشارة،
وبقي اخرس.
23- فلما انتهت ايام خدمته رجع الى بيته.
24- وبعد مدة حبلت امراته اليصابات، فاخفت امرها
خمسة اشهر. وكانت تقول:
25- »هذا ما اعطاني الرب يوم نظر الي ليزيل عني
العار من بين النـاس«.
26- وحين كانت اليصابات في شهرها السادس، ارسل الله
الملاك جبرائيل الى بلدة في الجليل اسمها النـاصرة،
27- الى عذراء اسمها مريم، كانت مخطوبة لرجل من بيت
داود اسمه يوسف.
28- فدخل اليها الملاك وقال لها: «السلام عليك، يا
من انعم الله عليها. الرب معك«.
29- فاضطربت مريم لكلام الملاك وقالت في نفسها: «ما
معنى هذه التحية؟«
30- فقال لها الملاك: «لا تخافي يا مريم، نلت حظوة
عند الله:
31- فستحبلين وتلدين ابنا تسمينه يسوع.
32- فيكون عظيما وابن الله العلي يدعى، ويعطيه الرب
الاله عرش ابـيه داود،
33- ويملك على بيت يعقوب الى الابد، ولا يكون لملكه
نهاية!«
34- فقالت مريم للملاك: «كيف يكون هذا وانا عذراء لا
اعرف رجلا؟«
35- فاجابها الملاك: «الروح القدس يحل عليك، وقدرة
العلي تظلـلك، لذلك فالقدوس الذي يولد منك يدعى ابن
الله.
36- ها قريبـتك اليصابات حبلى بابن في شيخوختها،
وهذا هو شهرها السادس، وهي التي دعاها النـاس عاقرا.
37- فما من شيء غير ممكن عند الله«.
38- فقالت مريم: «انا خادمة الرب: فليكن لي كما تقول«.
ومضى من عندها الملاك.
39- وفي تلك الايام، قامت مريم واسرعت الى مدينة
يهوذا في جبال اليهودية.
40- ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات.
41- فلما سمعت اليصابات سلام مريم، تحرك الجنين في
بطنها، وامتلات اليصابات من الروح القدس،
42- فهتفت باعلى صوتها: «مباركة انت في النساء
ومبارك ابنك ثمرة بطنك!
43- من انا حتى تجيء الي ام ربـي؟
44- ما ان سمعت صوت سلامك حتى تحرك الجنين من الفرح
في بطني.
45- هنيئا لك، يا من آمنت بان ما جاءها من عند الرب
سيتم«.
46- فقالت مريم: »تعظم نفسي الرب
47- وتبتهـج روحي بالله مخلصي
48- لانه نظر الي، انا خادمته الوضيعة! جميع الاجيال
ستهنئني
49- لان القدير صنع لي عظائم. قدوس اسمه
50- ورحمته من جيل الى جيل للذين يخافونه.
51- اظهر شدة ساعده فبدد المتكبرين في قلوبهم.
52- انزل الجبابرة عن عروشهم ورفع المتضعين.
53- اشبع الجياع من خيراته وصرف الاغنياء فارغين.
54- اعان عبده اسرائيل فتذكر رحمته،
55- كما وعد آباءنا، لابراهيم ونسله الى الابد«.
56- واقامت مريم عند اليصابات نحو ثلاثة اشهر، ثم
رجعت الى بيتها.
57- وجاء وقت اليصابات لتلد، فولدت ابنا.
58- وسمع جيرانها واقاربها ان الله غمرها برحمته،
ففرحوا معها.
59- ولما بلغ الطفل يومه الثـامن، جاؤوا ليختنوه.
وارادوا ان يسموه زكريا باسم ابـيه،
60- فقالت امه: «لا، بل نسميه يوحنا«.
61- فقالوا: «لا احد من عشيرتك تسمى بهذا الاسم«.
62- وسالوا اباه بالاشارة ماذا يريد ان يسمى الطفل،
63- فطلب لوحا وكتب عليه: «اسمه يوحنا«. فتعجبوا
كلهم.
64- وفي الحال انفتح فمه وانطلق لسانه فتكلم ومجد
الله.
65- فملا الخوف جميع الجيران.
66- وكان كل من يسمع بها يحفظها في قلبه قائلا: «ما
عسى ان يكون هذا الطفل؟« لان يد الرب كانت معه.
67- وامتلا ابوه زكريا من الروح القدس، فتنبا قال:
68- »تبارك الرب، اله اسرائيل لانه تفقـد شعبه
وافتداه،
69- فاقام لنا مخلصا قديرا في بيت عبده داود
70- كما وعد من قديم الزمان بلسان انبـيائه القديسين
71- خلاصا لنا من اعدائنا، ومن ايدي جميع مبغضينا،
72- ورحمة منه لآبائنا وذكرا لعهده المقدس
73- وللقسم الذي اقسمه لابراهيم ابـينا
74- بان يخلصنا من اعدائنا، حتى نعبده غير خائفين،
75- في قداسة وتقوى عنده طوال ايام حياتنا.
76- وانت، ايها الطفل، نبـي العلي تدعى، لانك تتقدم
الرب لتهيـئ الطريق له
77- وتعلـم شعبه ان الخلاص هو في غفران خطاياهم.
78- لان الهنا رحيم رؤوف يتفقدنا مشرقا من العلى
79- ليضيء للقاعدين في الظلام وفي ظلال الموت ويهدي
خطانا في طريق السلام«.
80- وكان الطفل ينمو ويتقوى في الروح. واقام في
البرية الى ان ظهر لبني اسرائيل.
|
25 |
42 |
انجيل
لوقا |
002 |
ملاك الرب
1- وفي تلك الايام امر القيصر اوغسطس باحصاء سكان
الامبراطورية.
2- وجرى هذا الاحصاء الاول عندما كان كيرينـيوس
حاكما في سورية.
3- فذهب كل واحد الى مدينته ليكتتب فيها.
4- وصعد يوسف من الجليل من مدينة النـاصرة الى
اليهودية الى بيت لحم مدينة داود، لانه كان من بيت
داود وعشيرته،
5- ليكتتب مع مريم خطيبته، وكانت حبلى.
6- وبينما هما في بيت لحم، جاء وقتها لتلد،
7- فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في مذود، لانه
كان لا محل لهما في الفندق.
8- وكان في تلك النـاحية رعاة يبـيتون في البرية،
يتناوبون السهر في الليل على رعيتهم.
9- فظهر ملاك الرب لهم، واضاء مجد الرب حولهم فخافوا
خوفا شديدا.
10- فقال لهم الملاك: «لا تخافوا! ها انا ابشركم
بخبر عظيم يفرح له جميع الشعب:
11- ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح
الرب.
12- واليكم هذه العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في
مذود«.
13- وظهر مع الملاك بغتة جمهور من جند السماء،
يسبحون الله ويقولون:
14- »المجد لله في العلى، وفي الارض السلام للحائزين
رضاه«.
15- ولما انصرف الملائكة عنهم الى السماء، قال
الرعاة بعضهم لبعض: «تعالوا نذهب الى بيت لحم لنرى
هذا الحدث الذي اخبرنا به الرب«.
16- وجاؤوا مسرعين، فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا
في المذود.
17- فلما راوه اخبروا بما حدثهم الملاك عنه،
18- فكان كل من سمع يتعجب من كلامهم.
19- وحفظت مريم هذا كله وتاملته في قلبها.
20- ورجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما
سمعوا وراوا كما اخبرهم الملاك.
21- ولما بلغ الطفل يومه الثـامن، وهو يوم ختانه،
سمي يسوع، كما سماه الملاك قبلما حبلت به مريم.
22- ولما حان يوم طهورهما بحسب شريعة موسى، صعدا
بالطفل يسوع الى اورشليم ليقدماه للرب،
23- كما هو مكتوب في شريعة الرب: «كل بكر فاتح رحم
هو نذر للرب«،
24- وليقدما الذبـيحة التي تفرضها شريعة الرب: زوجي
يمام او فرخي حمام.
25- وكان في اورشليم رجل صالح تقي اسمه سمعان، ينتظر
الخلاص لاسرائيل، والروح القدس كان عليه.
26- وكان الروح القدس اوحى اليه انه لا يذوق الموت
قبل ان يرى مسيح الرب.
27- فجاء الى الهيكل بوحي من الروح. ولما دخل
الوالدان ومعهما الطفل يسوع ليؤديا عنه ما تفرضه
الشريعة،
28- حمله سمعان على ذراعيه وبارك الله وقال:
29- »يا رب، تممت الآن وعدك لي فاطلق عبدك بسلام.
30- عيناي راتا الخلاص
31- الذي هياته للشعوب كلها
32- نورا لهداية الامم ومجدا لشعبك اسرائيل«.
33- فتعجب ابوه وامه مما قاله سمعان فيه.
34- وباركهما سمعان وقال لمريم امه: «هذا الطفل
اختاره الله لسقوط كثير من النـاس وقـيام كثير منهم
في اسرائيل. وهو علامة من الله يقاومونها،
35- لتنكشف خفايا افكارهم. واما انت، فسيف الاحزان
سينفذ في قلبك«.
36- وكانت هناك نبـية كبـيرة في السن اسمها حنة ابنة
فنوئيل، من عشيرة آشير، تزوجت وهي بكر وعاشت مع
زوجها سبع سنوات،
37- ثم بقـيت ارملة فبلغت الرابعة والثمانين من
عمرها، لا تفارق الهيكل متعبدة بالصوم والصلاة ليل
نهار.
38- فحضرت في تلك الساعة وحمدت الله وتحدثت عن الطفل
يسوع مع كل من كان ينتظر من الله ان يفدي اورشليم.
39- ولما تمم يوسف ومريم كل ما تفرضه شريعة الرب،
رجعوا الى الجليل، الى مدينتهم النـاصرة.
40- وكان الطفل يسوع ينمو ويتقوى ويمتلئ بالحكمة،
وكانت نعمة الله عليه.
41- وكان والدا يسوع يذهبان كل سنة الى اورشليم في
عيد الفصح.
42- فلما بلغ يسوع الثـانية عشرة من عمره، صعدوا الى
اورشليم كعادتهم في العيد.
43- وبعدما انقضت ايام العيد واخذوا طريق العودة،
بقـي الصبـي يسوع في اورشليم، ووالداه لا يعلمان،
44- بل كانا يظنـان انه مع المسافرين. وبعد مسيرة
يوم اخذا يبحثان عنه عند الاقارب والمعارف،
45- فما وجداه. فرجعا الى اورشليم يبحثان عنه،
46- فوجداه بعد ثلاثة ايام في الهيكل، جالسا مع
معلمي الشريعة، يستمع اليهم ويسالهم.
47- وكان جميع سامعيه في حيرة من فهمه واجوبته.
48- ولما رآه والداه تعجبا. وقالت له امه: «يا ابني،
لماذا فعلت بنا هكذا؟ فابوك وانا تعذبنا كثيرا ونحن
نبحث عنك«.
49- فاجابهما: «ولماذا بحثتما عني؟ اما تعرفان انه
يجب ان اكون في بيت ابـي؟«
50- فما فهما معنى كلامه.
51- ورجع يسوع معهما الى النـاصرة، وكان مطيعا لهما.
وحفظت امه هذا كله في قلبها.
52- وكان يسوع ينمو في القامة والحكمة والنعمة عند
الله والنـاس.
|
26 |
43 |
انجيل
يوحنا |
005 |
ملاك الرب
1- وجاء عيد لليهود، فصعد يسوع الى اورشليم.
2- وفي اورشليم، قرب باب الغنم، بركة لها خمسة اروقة،
يسمونها بالعبرية بيت زاتا.
3- وكان في الاروقة جماعة من المرضى، بين عميان
وعرجان ومفلوجين، [ينتظرون تحريك الماء،
4- لان ملاك الرب كان ينزل احيانا في البركة ويحرك
الماء. فكان الذي يسبق الى النزول بعد تحريك الماء
يشفى من اي مرض اصابه].
5- وكان هناك رجل مريض من ثمان وثلاثين سنة.
6- فلما رآه يسوع مستلقيا، عرف ان له مدة طويلة على
هذه الحال، فقال له: «اتريد ان تشفى؟«
7- فاجابه المريض: «ما لي احد، يا سيدي، ينزلني في
البركة عندما يتحرك الماء. وكلما حاولت الوصول اليها
سبقني غيري«.
8- فقال له يسوع: «قم واحمل فراشك وامش«.
9- فتعافى الرجل في الحال، وحمل فراشه ومشى. وكان
ذلك يوم السبت.
10- فقال اليهود للذي تعافى: «هذا يوم السبت، فلا
يحل لك ان تحمل فراشك«.
11- فاجابهم: «الذي شفاني قال لي: احمل فراشك وامش«.
12- فسالوه: «من هو الذي قال لك احمل فراشك وامش؟«
13- وكان الرجل لا يعرف من هو، لان يسوع ابتعد عن
الجمع المحتشد هناك.
14- ولقـيه يسوع بعد ذلك في الهيكل، فقال له: «انت
الآن تعافيت، فلا تعد الى الخطيئة، لئلا تصاب باسوا«.
15- فذهب الرجل الى اليهود واخبرهم بان يسوع هو الذي
شفاه.
16- فاخذ اليهود يضطهدون يسوع، لانه كان يفعل ذلك
يوم السبت.
17- فقال لهم يسوع: «ابـي يعمل في كل حين، وانا اعمل
مثله«.
18- فازداد سعي اليهود الى قتله، لانه مع مخالفته
الشريعة في السبت، قال ان الله ابوه، فساوى نفسه
بالله.
19- فقال لهم يسوع: »الحق الحق اقول لكم: لا يقدر
الابن ان يعمل شيئا من عنده، بل يعمل ما راى الآب
يعمله. فما يعمله الآب يعمل مثله الابن.
20- فالآب يحب الابن ويريه كل ما يعمل، وسيريه ما هو
اعظم، فتتعجبون
21- فكما يقيم الآب الموتى ويحيـيهم، كذلك الابن
يحيــي من يشاء.
22- والآب لا يدين بنفسه احدا لانه جعل الدينونة
كلها للابن،
23- حتى يمجد جميع النـاس الابن، كما يمجدون الآب.
من لا يمجد الابن، لا يمجد الآب الذي ارسله.
24- الحق الحق اقول لكم:من يسمع لي ويؤمن بمن ارسلني
فله الحياة الابدية، ولا يحضر الدينونة، لانه انتقل
من الموت الى الحياة.
25- الحق الحق اقول لكم: ستجـيء ساعة، بل جاءت الآن،
يسمع فيها الاموات صوت ابن الله، وكل من يصغي اليه
يحيا.
26- فكما ان الآب هو في ذاته مصدر الحياة، فكذلك
اعطى الابن ان يكون في ذاته مصدر الحياة
27- واعطاه ان يدين ايضا لانه ابن الانسان.
28- لا تتعجبوا من هذا. ستجيء ساعة يسمع فيها صوته
جميع الذين في القبور،
29- فيخرج منها الذين عملوا الصالحات ويقومون الى
الحياة، والذين عملوا السيئات يقومون الى الدينونة.
30- انا لا اقدر ان اعمل شيئا من عندي. فكما اسمع من
الآب احكم، وحكمي عادل لاني لا اطلب مشيئتي، بل
مشيئة الذي ارسلني.
31- لو كنت اشهد لنفسي، لكانت شهادتي باطلة.
32- ولكن غيري يشهد لي، وانا اعرف ان شهادته صحيحة.
33- ارسلتم رسلا الى يوحنا، فشهد يوحنا للحق.
34- لا اعتمد على شهادة انسان، ولكني اقول هذا
لخلاصكم.
35- كان يوحنا سراجا منيرا ساطعا، فرضيتم ان تبتهجوا
فترة بنوره.
36- لي شهادة اعظم من شهادة يوحنا: لي اعمالي التي
اعطاني الآب ان اعملها، وهذه الاعمال التي اعملها هي
نفسها تشهد لي بان الآب ارسلني.
37- والآب الذي ارسلني هو يشهد لي. ما سمعتم صوته من
قبل، ولا رايتم وجهه،
38- وكلامه لا يثبت فيكم، لانكم لا تؤمنون بالذي
ارسله.
39- تفحصون الكتب المقدسة، حاسبـين ان لكم فيها
الحياة الابدية، هي تشهد لي،
40- ولكنكم لا تريدون ان تجيئوا الي لتكون لكم
الحياة.
41- انا لا اطلب مجدا من عند النـاس،
42- لاني عرفتكم فعرفت ان محبة الله لا محل لها في
قلوبكم.
43- جئت باسم ابـي، فما قبلتموني. ولو جاءكم غيري
باسم نفسه لقبلتموه.
44- وكيف تؤمنون ما دمتم تطلبون المجد بعضكم من بعض،
والمجد الذي هو من الله الواحد لا تطلبونه؟
45- لا تظنوا اني اشكوكم الى الآب، فلكم من يشكوكم:
موسى الذي وضعتم فيه رجاءكم.
46- ولو كنتم تصدقون موسى لصدقتموني، لانه كتب فاخبر
عني.
47- واذا كنتم لا تصدقون ما كتبه، فكيف تصدقون كلامي؟«
|
27 |
44 |
اعمال
الرسل |
005 |
ملاك الرب
1- ولكن رجلا اسمه حنانـيا باع ملكا له بموافقة
امراته سفيرة،
2- فاحتفظ بقسم من الثمن بعلم منها، وجاء بالقسم
الآخر والقاه عند اقدام الرسل.
3- فقال له بطرس: «يا حنانيا، لماذا استولى الشيطان
على قلبك فكذبت على الروح القدس واحتفظت بقسم من ثمن
الحقل؟
4- اما كان الحقل كله يبقى لك لو ابقيته؟ ولما بعته،
اما كان لك ان تحتفظ بثمنه؟ فكيف نويت في قلبك هذا
العمل؟ انت كذبت على الله، لا على الناس«.
5- فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع ميتا، فملا الخوف
جميع الذين سمعوا بذلك.
6- وقام بعض الشبان، فكفنوه وحملوه الى الخارج
ودفنوه.
7- وبعد نحو ثلاث ساعات، دخلت امراته وهي لا تعرف ما
جرى.
8- فسالها بطرس: «قولي لي: ابهذا الثمن بعتما الحقل؟«
اجابت: «نعم، بهذا الثمن! «
9- فقال لها بطرس: «لماذا اتفقتما على تجربة روح
الرب؟ هذه اقدام الذين دفنوا زوجك على الباب،
وسيحملونك انت ايضا! «
10- فوقعت في الحال عند قدمي بطرس وماتت. فدخل
الشبان ووجدوها ميتة، فحملوها ودفنوها بجانب زوجها.
11- فاستولى خوف شديد على الكنيسة كلها وعلى جميع
الذين عرفوا هذه الاخبار.
12- وجرى على ايدي الرسل بين الشعب كثير من العجائب
والآيات، وكانوا يجتمعون بقلب واحد في رواق سليمان.
13- وما تجاسر احد ان يخالطهم، بل كان الشعب يعظمهم.
14- وتكاثر عدد المؤمنين بالرب من الرجال والنساء،
15- حتى انهم كانوا يحملون مرضاهم الى الشوارع
ويضعونهم على الاسرة والفرش، حتى اذا مر بطرس يقع
ولو ظله على احد منهم.
16- وكانت جموع الناس تجيء الى اورشليم من المدن
المجاورة تحمل المرضى والذين فيهم ارواح نجسة،
فيشفون كلهم.
17- واشتدت نقمة رئيس الكهنة واتباعه من شيعة
الصدوقيين،
18- فامسكوا الرسل والقوهم في السجن العام.
19- ولكن ملاك الرب فتح ابواب السجن في الليل واخرج
الرسل وقال لهم:
20- »اذهبوا الى الهيكل وبشروا الشعب بتعاليم الحياة
الجديدة«.
21- فسمعوا له ودخلوا الهيكل عند الفجر واخذوا
يعلمون. فجاء رئيس الكهنة واتباعه وجمعوا المجلس
وشيوخ الشعب وامروا باحضار الرسل من السجن.
22- فذهب الحرس الى السجن فما وجدوهم هناك، فرجعوا
الى المجلس_
23- وقالوا: «وجدنا السجن مغلقا جيدا والحرس واقفين
على الابواب، فلما فتحناه ما وجدنا فيه احدا«.
24- فحار قائد حرس الهيكل ورؤساء الكهنة عندما سمعوا
هذا الكلام وتساءلوا: كيف جرى هذا؟
25- فدخل عليهم رجل وقال لهم: «ها هم الرجال الذين
القيتموهم في السجن يعلمون الشعب في الهيكل! «
26- فذهب قائد الحرس مع رجاله وجاؤوا بالرسل من غير
عنف، لانهم خافوا ان يرجمهم الشعب.
27- فلما ادخلوا الرسل الى المجلس، قال_ لهم رئيس
الكهنة:
28- »امرناكم بشدة ان لا تعلموا بهذا الاسم، فملاتم
اورشليم بتعاليمكم، وتريدون ان تلقوا المسؤولـية
علينا في دم هذا الرجل«.
29- فاجابهم بطرس والرسل: «يجب_ ان نطيع الله لا
النـاس.
30- اله آبائنا اقام يسوع الذي علقتموه على خشبة
وقتلتموه.
31- فهو الذي رفعه الله بـيمينه وجعله رئيسا ومخلصا
ليمنح شعب اسرائيل التوبة وغفران الخطايا،
32- ونحن شهود على هذا كله. وكذلك يشهد الروح القدس
الذي وهبه الله للذين يطيعونه«.
33- فلما سمع اعضاء المجلس هذا الكلام، غضبوا كثيرا
وعزموا على قتلهم.
34- ولكن واحدا منهم اسمه غمالائيل، وهو فريسي من
معلمي الشريعة، يحترمه الشعب كله، امر باخراج الناس
قليلا،
35- ثم قال لاعضاء المجلس: «يا بني اسرائيل، اياكم
وما انتم عازمون ان تفعلوا بهؤلاء الرجال.
36- قام ثوداس قبل هذه الايام، وادعى انه رجل عظيم،
فتبعه نحو اربعمئة رجل. ولكنه قتل وتفرق جميع اتباعه
وزال اثرهم.
37- ثم قام يهوذا الجليلي في زمن الاحصاء، فجر وراءه
جماعة من النـاس، فهلك ايضا وتشتت جميع الذين اطاعوه.
38- والآن اقول لكم: اتركوا هؤلاء الرجال وشانهم ولا
تهتموا بهم، لان ما يبشرون به او ما يعلمونه يزول
اذا كان من عند البشر.
39- اما اذا كان من عند الله، فلا يمكنكم ان تزيلوه
لئلا تصيروا اعداء الله«.
40- فوافقه جميع اعضاء المجلس على رايه ودعوا الرسل،
فجلدوهم وامروهم ان لا يتكلموا باسم يسوع، ثم
اطلقوهم.
41- فخرج الرسل من المجلس فرحين، لان الله وجدهم
اهلا لقبول الاهانة من اجل اسم يسوع.
42- وكانوا يعلمون كل يوم في الهيكل وفي البيوت
ويبشرون بان يسوع هو المسيح.
|
28 |
44 |
اعمال
الرسل |
008 |
ملاك الرب
1- وكان شاول موافقا على قتل استفانوس. وبدات كنيسة
اورشليم تعاني اضطهادا شديدا، فتشتت المؤمنون كلهم،
ما عدا الرسل، في نواحي اليهودية والسامرة.
2- ودفن بعض الاتقياء استفانوس واقاموا له مناحة
عظيمة.
3- وكان شاول يسعى الى خراب الكنيسة، فيذهب من بيت
الى بيت ويخرج منه الرجال والنساء ويلقيهم في السجن.
4- واخذ المؤمنون الذين تشتتوا ينتقلون من مكان الى
آخر مبشرين بكلام الله.
5- فنزل فيلبس الى مدينة في السامرة وبدا يبشر فيها
بالمسيح.
6- واصغت الجموع بقلب واحد الى اقواله، لانها سمعت
بعجائبه او شاهدتها.
7- فكانت الارواح النجسة تخرج من اناس كثيرين وهي
تصرخ بصوت شديد. ونال الشفاء كثير من المفلوجين
والعرج،
8- فعم المدينة فرح عظيم.
9- وكان في المدينة ساحر اسمه سمعان، فتن السامريـين
من قبل باعمال السحر وادعى انه رجل عظيم.
10- فكانوا يتبعونه جميعا، من صغيرهم الى كبيرهم،
ويقولون: «هذا الرجل هو قدرة الله التي ندعوها:
العظيمة«.
11- وكانوا يتبعونه لانه فتنهم باساليب سحره من زمن
طويل.
12- فلما بشرهم فيلبس بملكوت الله واسم يسوع المسيح،
آمنوا وتعمد رجالهم ونساؤهم.
13- وآمن سمعان ايضا، فتعمد ولازم فيلبس، يرى ما
يصنعه من الآيات والمعجزات العظيمة، فتاخذه الحيرة.
14- وسمع الرسل في اورشليم ان السامريـين قبلوا كلام
الله، فارسلوا اليهم بطرس ويوحنا.
15- فلما وصلا الى السامرة صليا لهم حتى ينالوا
الروح القدس،
16- لانه ما كان نزل بعد على احد منهم، الا انهم
تعمدوا باسم الرب يسوع.
17- فوضعا ايديهما عليهم، فنالوا الروح القدس.
18- فلما راى سمعان ان الله منحهم الروح القدس عندما
وضع بطرس ويوحنا ايديهما عليهم، عرض عليهما بعض
المال،
19- وقال لهما: «اعطياني انا ايضا هذه السلطة لينال
الروح القدس كل من اضع عليه يدي! «
20- فقال له بطرس: «الى جهنم انت ومالك، لانك ظننت
انك بالمال تحصل على هبة الله.
21- لا حصة لك في عملنا ولا نصيب، لان قلبك عند الله
غير سليم.
22- فتب من شرك، وتوسل الى الرب لعله يغفر لك ما خطر
في بالك.
23- فانا اراك في مرارة العلقم وشرك الخطيئة«.
24- فاجاب سمعان: «توسلا الى الرب من اجلي لئلا
يصيبني شيء مما ذكرتما«.
25- اما بطرس ويوحنا، فبعدما اديا الشهادة واعلنا
كلام الرب، رجعا الى اورشليم وهما يبشران قرى كثيرة
في السامرة.
26- وكلم ملاك الرب فيلبس فقال له: «قم اذهب نحو
الجنوب، في الطريق المنحدرة من اورشليم الى غزة وهي
مقفرة«.
27- فقام فيلبس ومضى. وفي الطريق صادف رجلا من
الحبشة، وزيرا من خصيان كنداكة ملكة الحبش، وخازن
جميع اموالها. وهو جاء الى اورشليم للعبادة،
28- وكان راجعا وهو جالس في مركبته يقرا النبي اشعيا.
29- فقال الروح لفيلبس: «تقدم حتى تلحق هذه المركبة«.
30- فاسرع اليها فيلبس فسمع الرجل يقرا النبـي اشعيا،
فقال له: «اتفهم ما تقرا؟«
31- فاجاب: «كيف افهم ولا احد يشرح لي؟« ورجا من
فيلبس ان يصعد ويجلس معه.
32- وكانت الفقرة التي يقراها من الكتاب هي هذه: »كنعجة
سيق الى الذبح، كحمل صامت بين يدي من يجزه هكذا لا
يفتح فمه.
33- اذلوه وسلبوه حقه. حياته زالت عن الارض، فمن
يخبر عن ذريته؟«
34- فقال الرجل لفيلبس: «اخبرني من يعني النبي بهذا
الكلام؟ ايعني نفسه ام شخصا آخر؟«
35- فبدا فيلبس من هذه الفقرة في الكتاب يبشره بيسوع.
36- وبينما هما في الطريق وصلا الى مكان فيه ماء،
فقال الرجل لفيلبس: «هنا ماء، فما يمنع ان اتعمد؟« [
37- فاجابه فيلبس: «يمكنك ان تتعمد ان كنت تؤمن من
كل قلبك«. فقال الرجل: «اؤمن بان يسوع المسيح هو ابن
الله«.]
38- ثم امر بان تقف المركبة، ونزل هو وفيلبس الى
الماء، فعمده فيلبس.
39- ولما خرجا من الماء خطف روح الرب فيلبس، فغاب عن
نظر الرجل، فمضى في طريقه فرحا.
40- واما فيلبس فوجد نفسه في اشدود، ثم سار مبشرا في
المدن كلها حتى وصل الى قيصرية.
|
29 |
44 |
اعمال
الرسل |
012 |
ملاك الرب
1- وفي ذلك الوقت اخذ الملك هيرودس يضطهد بعض رجال
الكنيسة.
2- وقتل بحد السيف يعقوب اخا يوحنا.
3- فلما راى ان هذا يرضي اليهود، قبض ايضا على بطرس،
وكان ذلك في ايام الفطير.
4- وبعدما قبض عليه القاه في السجن وسلمه الى اربع
فرق ليحرسوه، كل فرقة اربعة جنود. وكان ينوي ان
يعرضه للشعب بعد عيد الفصح،
5- فابقاه في السجن. وكانت الكنيسة تصلي الى الله
بلا انقطاع من اجله.
6- وكان بطرس في الليلة التي عزم هيرودس ان يعرضه
بعدها للشعب نائما بـين حارسين. وكان مقيدا بسلسلتين،
وعلى الباب جنود يحرسون السجن.
7- وظهر ملاك الرب بغتة، فسطع نور في داخل السجن.
وضرب الملاك بطرس على جنبه، فايقظه وقال له: «قم
سريعا! « فانحلت السلسلتان عن يديه.
8- وقال له الملاك: «شد حزامك واربط حذاءك« ففعل. ثم
قال له: «البس ثوبك واتبعني«.
9- فخرج يتبعه، وهو لا يعرف ان ما فعله الملاك كان
شيئا حقيقيا، بل ظن انه رؤيا.
10- فاجتازا الحرس الاول والثاني، ووصلا الى الباب
الحديدي الذي يواجه المدينة، فانفتح من تلقائه.
وخرجا حتى قطعا شارعا واحدا، ففارقه الملاك في الحال.
11- فافاق بطرس من غفلته وقال: «الآن تاكد لي ان
الرب ارسل ملاكه، فانقذني من يد هيرودس ومن كل ما
كان اليهود ينتظرون ان يفعلوه بـي«.
12- ثم فكر قليلا وذهب الى بيت مريم ام يوحنا الملقب
بمرقس. وكان هناك جماعة كبـيرة تصلي.
13- فدق بطرس الباب الخارجي، فجاءت جارية اسمها رودة
تتسمع.
14- فلما عرفت صوت بطرس اسرعت الى داخل البيت من دون
ان تفتح الباب لشدة فرحها، واخبرتهم بان بطرس على
الباب.
15- فقالوا لها: «انت تهذين! « فاصرت على كلامها،
فقالوا لها: «هذا ملاكه! «
16- واخذ بطرس يدق الباب حتى فتحوا له، فلما شاهدوه
تعجبوا.
17- فاسكتهم باشارة من يده وروى لهم كيف اخرجه الرب
من السجن. وقال لهم: «اخبروا يعقوب والاخوة بما جرى«.
ثم خرج وذهب الى مكان آخر.
18- وعند الصباح اضطرب الحرس كثيرا وتساءلوا: «ماذا
جرى لبطرس؟«
19- ولما طلبه هيرودس فما وجده، سال الحرس وامر
بقتلهم. ثم نزل من اليهودية الى قيصرية واقام فيها.
20- وكان هيرودس غاضبا على اهل صور وصيدا. فاتفقوا
في ما بينهم وجاؤوا اليه، بعدما استمالوا بلاستس
حاجب الملك، وطلبوا السلام لان بلادهم تعتمد في
رزقها على مملكته.
21- وفي اليوم المعين لبس هيرودس ثيابه الملوكية
وجلس على العرش يخطب في الشعب.
22- فصاحوا: «هذا صوت اله لا صوت انسان! «
23- فضربه ملاك الرب في الحال لانه ما مجد الله.
فاكله الدود ومات.
24- وكان كلام الله ينتشر ويثمر.
25- ورجع برنابا وشاول من اورشليم بعدما اتما
خدمتهما، يرافقهما يوحنا الملقب بمرقس.
|