اسماء علم محددة
 من الكتاب المقدس بعهده القديم، الكتب المحتضنة

الايات - القديم 1 2 3 4 5 6  الجديد

الكتب - القديم 1 2 3 4 5 6 7 8 9  الجديد 1 2

العودة الى الاساس

     

الرب

           لائحة بالكتب مع مختصر لمضمون الفصول او الاصحاحات التي تحتضن هذه الكالمة الاسم.
 
  • بالون الاسود - يعني ان هذا الاسم المحتضن له علاقة
  • بالون الاحمر - يعني ان هذا الاسم المحتضن لا علاقة له
 
   الكتاب اسم الكتاب  الفصل   مضمون ...
1 24   كتاب ارميا 001 الرب
1- هذه نبوءة ارميا بن حلقيا احد الكهنة المقيمين في عناثوث بارض سبط بنيامين.
2- وقد اعلن الرب له هذه النبوءة في عهد يوشيا بن آمون ملك يهوذا، في السنة الثالثة عشرة من ملكه.
3- وذلك في اثناء حقبة حكم يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا وحتى نهاية الشهر الخامس من السنة الحادية عشرة من ولاية صدقيا بن يوشيا ملك يهوذا، الذي فيه تم سبي اهل اورشليم.

4- فاوحى الرب الي قائلا:
5- «قبلما شكلتك في احشاء امك عرفتك، وقبلما ولدت افرزتك، واقمتك نبيا للامم».
6- فقلت: «آه، ايها السيد الرب اني لا اعرف ماذا اقول، لاني مازلت ولدا»
7- ولكن الرب اجابني: «لا تقل اني لست سوى ولد، لانك ستذهب الى كل من ابعث بك اليه، وتنطق بكل ما آمرك به.
8- لا تخف من حضرتهم لاني انا معك لانقذك».
9- ثم مد الرب يده ولمس فمي وقال: «ها انا اضع كلماتي في فمك.
10- انظر. ها انا قد وليتك على امم وشعوب لتستاصل وتهدم وتبدد وتقلب وتبني وتغرس».

11- وسالني الرب: «ماذا ترى ياارميا ؟» فاجبت: «ارى غصن لوز».
12- فقال لي الرب: «قد احسنت الرؤية، لاني ساهر على كلمتي لاتممها».
13- وعاد الرب يسالني مرة اخرى: «ماذا ترى؟» فاجبت: «ارى قدرا تغلي، ووجهها متحول عن الشمال نحو الجنوب».
14- فقال لي الرب: «من الشمال يكون تدفق الشر على جميع سكان الارض.
15- لاني ها انا داع جميع عشائر الممالك الشمالية لياتوا، فينصب كل واحد منهم عرشه عند مدخل بوابات مدينة اورشليم وعلى جميع اسوارها المحيطة بها وعلى جميع مدن يهوذا.
16- واصدر عليهم حكم قضائي من اجل كل شرهم لانهم تركوني، واحرقوا بخورا لآلهة اخرى وعبدوا صنعة ايديهم.

17- اما انت فتاهب، وقم وكلمهم بكل ما آمرك به. لا تخف من حضرتهم لئلا افزعك امامهم.
18- انظر ها انا قد جعلتك اليوم قويا كمدينة حصينة، وكعمود من حديد، وكاسوار من نحاس، لتجابه كل اهل الارض، وملوك يهوذا وامراءها وكهنتها وشعب البلاد،
19- فيحاربونك ولكن لا يقهرونك، لاني انا معك لانقذك يقول الرب».
 
2 24   كتاب ارميا 002 الرب
1- وقال لي الرب:
2- «امض واعلن في مسامع اهل اورشليم هاتفا: هذا ما يقوله الرب: قد ذكرت لك ولاء صباك، ومحبتك كعروس لي، وكيف تبعتني في البرية في ارض لا زرع فيها.
3- كان اسرائيل مقدسا للرب وباكورة غلته، وكل من يعتدي عليه، يرتكب اثما ويحل به شر.

4- اسمعوا كلمة الرب ياذرية يعقوب، وياجميع عشائر اسرائيل:
5- اي خطا وجده في آباؤكم حتى نبذوني وضلوا وراء الباطل وصاروا باطلا؟
6- لم يسالوا: اين الرب الذي اخرجنا من مصر وقادنا في البرية، في ارض متاهات وحفر، في ارض قفر جدباء، في ارض ظلال الموت، ما اجتازها احد ولا اقام فيها بشر؟
7- واتيت بكم الى ارض خيرات لتستمتعوا باكل ثمارها وطيباتها. ولكنكم عندما دخلتموها نجستم ارضي وجعلتم ميراثي رجسا.
8- ان الكهنة لم يسالوا: اين الرب؟ واهل الشريعة لم يعرفوني، وحكام الشعب تمردوا علي، والانبياء تنباوا بتاثير بعل وضلوا وراء ما لا جدوى منه.

9- لذلك اخاصمكم واخاصم احفادكم يقول الرب.
10- فاعبروا الى جزيرة قبرص والسواحل الغربية، وارسلوا الى قيدار، وتفحصوا جيدا، وانظروا: هل جرى مثل هذا؟
11- هل استبدلت امة آلهتها مع انها ليست حقا آلهة؟ اما شعبي فاستبدل مجده بما لا جدوى منه.
12- فاذهلي ايتها السماوات، وارتجفي وارتعدي جدا.
13- قد ارتكب شعبي شرين: نبذوني انا ينبوع الحياة، وحفروا لانفسهم آبارا متصدعة لا تضبط ماء.
 
14- هل اسرائيل عبد، ام وليد بيت العبودية؟ فما باله اضحى نهبا؟
15- قد زارت الاسود عليه زئيرا مدويا، وجعلت ارضه خربة. احرقت مدنه فاصبحت مهجورة.
16- كذلك رجال ممفيس وتحفنيس حطموا تاج راسك.
17- الست انت التي جلبت هذا الدمار على نفسك، لانك تناسيت الرب الهك حين قادك في الطريق؟
18- والآن ما بالك تتوجهين صوب مصر لشرب مياه شيحور؟ وما بالك تقصدين الى اشور لشرب مياه الفرات؟
19- ان شرك يقرعك، وارتدادك يؤنبك. فتبيني واعلمي ان نبذك للرب الهك شر ومرارة، وانك تجردت من مهابتي.
 
20- قد حطمت نيري من زمن بعيد، وقطعت قيودك وقلت: لن اتعبد لك، وصرت تضطجعين كزانية فوق كل اكمة مرتفعة وتحت كل شجرة خضراء (اي عبدت الاوثان).
21- وانا غرستك ككرمة مختارة، ومن بذور سليمة كاملة، فكيف تحولت الى كرمة فاسدة غريبة؟
22- وان اغتسلت بالنطرون، واكثرت من استعمال الاشنان (الصابون)، فان لطخة اثمك تظل ماثلة امامي.
23- كيف تقولين: لم اتدنس ولم اذهب وراء البعل؟ تاملي في طريقك في وادي هنوم، واعرفي ما ارتكبت ايتها الناقة الجامحة الهائمة في طرقها بحثا عن جمل.
24- انت اتان فرا اعتادت حياة القفر، تتنسم في شهوتها الهواء لعلها تظفر برائحة حمار وحشي. ومن يردها؟ لا يعيا طالبوها لانهم يجدونها حاضرة في موسم التزاوج.
25- صوني قدمك من الحفاء، وحلقك من الظما، لكنك قلت: لا جدوى من الامر، فقد احببت آلهة غريبة، وساسعى وراءها.
26- وكما يعتري الخزي السارق حين يقبض عليه، كذلك اعترى الخزي بيت يعقوب: هم وملوكهم، ورؤساءهم، وكهنتهم وانبياءهم.
27- اذ قالوا لنصب الخشب: انت ابي، وللحجر المنحوت صنما: انت انجبتني. وولوا ادبارهم وليس وجوههم نحوي، وفي وقت بليتهم استغاثوا بي قائلين: قم وانقذنا.
28- فاين اذا الآلهة التي صنعتموها لانفسكم؟ لتقم ان كانت قادرة على انقاذكم في وقت ضيقكم، لان عدد آلهتكم ياابناء يهوذا صار كعدد مدنكم.
 
29- لماذا تخاصمونني وانتم كلكم قد تمردتم علي؟
30- عبثا عاقبت بنيكم، فهم ابوا التقويم وافترست سيوفكم انبياءكم كاسد كاسر.

31- وانت ايها الجيل، اسمع قضاء الرب: اكنت صحراء لاسرائيل او ارض ظلام دامس؟ اذا لماذا يقول شعبي: نحن طليقون نسعى حيث شئنا، ولن نقبل اليك بعد؟
32- هل تنسى عذراء زينتها؟ او عروس حلي زفافها؟ لكن شعبي نسيني اياما لا تحصى.
33- لكم برعتم في تمهيد طرقكم طلبا للشهوات، فعلمتم اساليبكم حتى للشريرات.
34- فوجد في اذيالكم ايضا دم المساكين الابرياء الذين لم تقبضوا عليهم متلبسين بجريمة الاقتحام. ومع كل ذلك
35- تقولون: نحن ابرياء، فلذلك قد تحول عنا غضب الرب. غير اني سادينكم لقولكم اننا لم نخطيء.
36- لماذا تتهافتون على تغيير اتجاهكم؟ ستلحق بكم مصر الخزي كما الحقه بكم الاشوريون.
37- من هناك تخرجون ايضا وايديكم تغطي رؤوسكم خجلا، لان الرب رفض الذين وثقتم بهم، ولن يصيبكم منهم نجاح.
 
3 24   كتاب ارميا 003 الرب
1- قيل: ان طلق رجل زوجته فانصرفت من عنده، وتزوجت بآخر، فهل يرجع اليها زوجها الاول؟ الا تتدنس تلك الزوجة اشد تدنس؟ اما انت ياشعب الله فقد زنيت مع عشاق كثيرين، فهلا ترجع الي؟ يقول الرب.
2- ارفعي عينيك الى الهضاب وتاملي، اهناك مكان لم تضاجعي فيه؟ (اي لم تعبدي فيه الاوثان). قد جلست لهم على قارعة الطريق كالاعرابي في البادية ودنست الارض بزناك وعهارتك.
3- لذلك امتنع عنك الغيث، ولم تهطل امطار الربيع، ومع ذلك صارت لك جبهة زانية تابى ان تخجل.
4- الم تدعني الآن قائلة: ياابي، انت رفيق صباي؟
5- ايظل غاضبا دائما؟ ايبقى ساخطا الى الابد؟ انظري، هذا ما نطقت به، ولكنك ارتكبت كل ما استطعت من شر».
 
6- وقال لي الرب في ايام حكم الملك يوشيا: «هل شاهدت ما فعلت الخائنة اسرائيل؟ كيف صعدت الى كل اكمة عالية، وتحت كل شجرة خضراء وزنت هناك (اي عبدت الاوثان)؟
7- وقلت بعد ان ارتكبت كل هذه الموبقات، انها سترجع الي، ولكنها لم ترجع. وشهدت هذا اختها الغادرة يهوذا،
8- ورات اني ارسلت كتاب طلاق الى الغادرة اسرائيل لعهرها فلم تفزع اختها الخائنة يهوذا بل مضت هي ايضا وزنت (اي عبدت الاوثان).
9- ولانها استهانت بالزنى، فقد نجست الارض وارتكبت الفجور (اي عبدت الاوثان) مع الحجر ومع الشجر.
10- ومع هذا كله لم ترجع الي اختها الخائنة يهوذا من كل قلبها، انما تظاهرت بذلك»، يقول الرب.
11- وقال لي الرب: «ان اسرائيل الخائنة قد بررت نفسها اكثر من الخائنة يهوذا.

12- فاذهب واعلن هذه الكلمات نحو الشمال وقل: ارجعي ايتها الخائنة اسرائيل، فاكف غضبي عنكم لاني رحيم، ولن اسخط عليكم الى الابد.
13- انما اعترفي باثمك واقري انك قد تمردت على الرب الهك، واغدقت غرامك على الغرباء تحت كل شجرة خضراء، وانك ابيت طاعة صوتي.
14- فارجعوا ايها الابناء الغادرون، لاني انا سيدكم، فآخذكم واحدا من المدينة واثنين من العشيرة وآتي بكم الى صهيون،
15- واقيم عليكم رعاة يحظون برضى قلبي، فيرعونكم بالمعرفة والفطنة.
16- وحين تكثرون وتملاون الارض، فانكم لن تسالوا بعد عن تابوت عهد الرب ولن يخطر ببالكم ولن تذكروه، ولن تفتقدوه او تسعوا لصنعه ثانية.
17- ويدعون في ذلك الحين مدينة اورشليم كرسي الرب، وتجتمع اليها كل الامم للمثول في حضرة الرب، ولن يضلوا وراء عناد قلوبهم الشريرة.
18- وتنضم في تلك الايام ذرية يهوذا الى ذرية اسرائيل وياتون معا من ارض الشمال الى الديار التي اورثتها لآبائهم.
19- ولكني قلت في نفسي: لشد ما يسعدني ان اقيمك بين الابناء واورثك ارضا شهية هي اجمل ميراث بين الامم. وفكرت انك تدعينني ياابي، ولن ترتدي عن اتباعي.

20- حقا ياذرية يعقوب، قد كنتم غير امناء لي، مثل زوجة غادرة تخلت عن زوجها». 
21- تردد صوت في المسامع من على الهضاب المرتفعة، هو بكاء وابتهال ابناء اسرائيل لانهم حرفوا طريقهم، ونسوا الرب الههم.
22- «فارجعوا ايها الابناء المرتدون فاشفي ارتدادكم». ويقولون: «ها نحن نقبل اليك لانك انت الرب الهنا.
23- حقا ان عبادة الاصنام على التلال وممارسة الطقوس الوثنية على الجبال لا جدوى منها. انما بالرب الهنا خلاص اسرائيل.
24- لقد التهم خزي الاوثان تعب آبائنا منذ صبانا، وافترس غنمهم وبقرهم وابناءهم وبناتهم.
25- فلننطرح في خزينا، وليغمرنا عارنا لاننا اخطانا في حق الرب الهنا، نحن وآباؤنا منذ صبانا حتى هذا اليوم، ولم نطع صوت الرب الهنا».
 
4 24   كتاب ارميا 004 الرب
1- ويقول الرب: «ان رجعت الي ياشعب اسرائيل، وازلت اصنامك المقيتة من امامي، وكففت عن الضلال،
2- وان حلفت بالحق والعدل والبر قائلا: حي هو الرب، عندئذ تتبارك به الامم، وتفتخر.

3- لان هذا ما يعلنه الرب لرجال يهوذا ولاهل اورشليم: احرثوا لكم حرثا، ولا تزرعوا بين الاشواك.
4- اختتنوا للرب، وازيلوا قلف قلوبكم (اي طهروا عقولكم وقلوبكم وليس اجسادكم فقط) لئلا يتفجر غضبي كنار فتحرق وليس من يخمدها، من جراء اعمالكم الشريرة.
 
5- اذيعوا في يهوذا، واعلنوا في اورشليم قائلين: انفخوا بالبوق في البلاد، ونادوا بصوت مرتفع، وقولوا: احتشدوا ولندخل المدن المحصنة،
6- ارفعوا الراية داعين للجوء الى صهيون. لوذوا بمامن. لا تتقاعسوا، لاني جالب عليكم من الشمال دمارا وخرابا.
7- قد برز اسد من اجمته، وزحف مدمر الشعوب. قد اقبل من خدره ليخرب ارضكم، فتصبح مدنكم اطلالا مهجورة من السكان.
8- لذلك تمنطقوا بالمسوح، ونوحوا وولولوا، لان غضب الرب المحتدم لم يرتد عنا»
9- ويقول الرب: «في ذلك اليوم ينهار قلب الملك وقلوب رجال دولته خوفا. ويعتري الكهنة الفزع، ويستولي الذهول على الانبياء».

10- عندئذ قلت: «آه ايها السيد الرب، حقا انك خدعت هذا الشعب، واوهمت اهل اورشليم قائلا: سيكون لكم سلام، وها السيف قد بلغ حد النفس.
11- ويقال في ذلك الحين لهذا الشعب ولاهل اورشليم: ستهب ريح لافحة من هضاب الصحر اء نحو بنت شعبي، لا تستهدف التذرية ولا التنقية،
12- انما هي ريح اشد عتوا منها، تهب بامري، فاصدر انا ايضا احكامي عليهم».

13- انظروا، ها هو مقبل كسحاب، ومركباته كزوبعة، وجياده اسرع من النسور. ويل لنا لاننا قد هلكنا.
14- يااورشليم، اغسلي من الشر قلبك فتخلصي. الى متى تظل افكارك الباطلة مترعرعة في وسطك؟
15- ها صوت ينادي من ارض ذرية دان، يعلن عن وقوع كارثة من جبل افرايم.
16- خبروا الامم واعلنوه لاهل اورشليم: ان جيش المحاصرين مقبل من ارض بعيدة، وقد اطلق هتافات الحرب على مدن يهوذا.
17- احاطوا بها كحراس الحقول لانها تمردت علي»، يقول الرب.
18- «طرقك واعمالك جرت عليك هذا العقاب، هذا قصاصك وما امره من قصاص، لانه يخترق ذات قلبك.

19- لشد ما اتعذب! لشد ما اتعذب! قلبي يتلوى الما. فؤادي يئن في داخلي فلا استطيع الصمت، لاني سمعت دوي البوق وصيحات القتال.
20- كارثة في اعقاب كارثة، والارض قاطبة قد استحالت خرابا، فتهدمت في لحظة خيامي، وبيوتي تدمرت بغتة.
21- الى متى اظل ارى راية المعركة، واسمع دوي البوق؟
22- ان قومي حمقى لا يعرفونني. هم ابناء اغبياء مجردون من الفهم، حاذقون في ارتكاب الشر، وجهلاء في صنع الخير».
 
23- تاملت الارض فاذا هي خربة خاوية، وتطلعت الى السماء فاذا هي مظلمة.
24- نظرت الى الجبال واذا بها ترتجف، والى الآكام واذا بها تتقلقل.
25- تلفت حولي فلم اجد انسانا، واذا كل الطيور قد هربت.
26- نظرت واذا بالارض الخصيبة قد تحولت الى بر ية، واصبحت جميع مدنها اطلالا امام الرب وامام غضبه المحتدم.

27- وهذا ما يقوله الرب: «ستحيق الوحشة بكل الارض، ولكني لن افنيها.
28- فمن اجل هذا تنوح الارض وتظلم السماوات من فوق، لاني قد نطقت بقضائي. وهكذا قررت، لذلك لا اندم ولا ارجع عن عزمي.
29- من جلبة الفارس ورامي السهام يهرب اهل المدن، ويوغلون في الغابات ويتسلقون الصخور. قد اصبحت المدن جميعها مهجورة لا يقيم فيها انسان.
30- وانت ايتها المدينة الموحشة، ماذا تصنعين؟ مهما لبست الثيا ب القرمزية، وتحليت بزينة من ذهب، مهما كحلت عينيك بالاثمد، فباطلا تجملين ذاتك، فقد نبذك عشاقك وسعوا للقضاء عليك.
31- لاني سمعت صرخة كصرخة امراة في مخاض، وانة عذاب كعذاب من تقاسي في ولادة بكرها. انها صرخة ابنة صهيون التي تزفر لاهثة وتبسط يديها قائلة: «ويل لي! قد غشي علي امام القتلة».
 
7 24   كتاب ارميا 007 الرب
1- هذه هي النبوءة التي اوحى بها الرب لارميا:
2- «قف في باب هيكل الرب واعلن هناك هذا الكلام: اسمعوا كلام الرب ياجميع رجال يهوذا المجتازين هذه الابواب ليسجدوا للرب:
3- هذ ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: قوموا طرقكم واعمالكم فاسكنكم في هذا الموضع.
4- لا تتكلوا على اقوال الكذب قائلين: هذا هيكل الرب: هذا هيكل الرب
5- لكن ان قومتم حقا طرقكم واعمالكم، واجريتم قضاء عادلا فيما بينكم،
6- ان لم تجوروا على الغريب واليتيم والارملة، ولم تسفكوا دما بريئا في هذا الموضع، وان لم تضلوا وراء الاوثان مسيئين بذلك لانفسكم،
7- عندئذ اسكنكم في هذا الموضع في الارض التي وهبتها لآبائكم الى الابد.

8- ها انتم قد اتكلتم على اقوال الكذب، ولكن من غير جدوى.
9- اتسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون زورا وتبخرون للبعل، وتضلون وراء الاوثان التي لم تعرفوها،
10- ثم تمثلون في حضرتي في هذا الهيكل الذي دعي باسمي قائلين: «قد نجونا»؛ ثم ترتكبون جميع هذه الرجاسات؟
11- هل اصبح هذا الهيكل الذي دعي باسمي، مغارة لصوص في اعينكم؟ ها انا قد رايت كل هذا الشر، يقول الرب.
12- لكن امضوا الى موضعي في شيلوه، حيث جعلت فيه مقرا لاسمي اولا، وشاهدوا ما فعلت به من جراء شر شعبي اسرائيل.
13- والآن لانكم ارتكبتم هذه الشرور، يقول الرب، على الرغم من تحذيراتي المبكرة التي ابيتم الاستماع لها، ورفضتم الاستجابة لدعوتي،
14- فان ما انزلته بشيلوه سانزله بالهيكل الذي دعي باسمي والذي عليه تتكلون، وبالموضع الذي وهبته لكم ولآبائكم،
15- واطرحكم من امامي كما طرحت جميع اقربائكم، جميع ذرية افرايم.
16- اما انت فلا تصل من اجل هذا الشعب ولا ترفع لاجلهم دعاء ولا ابتهالا، ولا تتشفع لهم لاني لن استجيب لك.

17- الا تشهد ما يفعلون في مدن يهوذا وفي شوارع اورشليم؟
18- الابناء يلتقطون الحطب والآباء يشعلون النار، والنساء يعجن الدقيق ليصنعن اقراصا منها لعشتاروث الهة السماء، ويسكبوا سكائب لآلهة الاوثان ليغيظوني.
19- هل انا حقا الذي يغيظونه؟ يقول الرب. الا يسيئون بذلك الى ذواتهم عاملين على خزي انفسهم؟
20- لذلك يعلن السيد الرب: ها غضبي وسخطي ينصبان على هذا الموضع، وعلى البشر والبهائم والاشجار والحقول واثمار الارض، فيتقدان ولا يخمدان».
21- وهذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: «اضيفوا محرقاتكم الى ذبائحكم وكلوا لحمها.
22- فاني لم اكلم آباءكم ولم آمرهم يوم اخرجتهم من مصر بشان محرقة او ذبيحة
23- انما اوصيتهم ان يطيعوا صوتي فاكون لهم الها، ويكونون لي شعبا وان يسلكوا في كل الطريق الذي اوصيتهم به، فينالوا خيرا.
24- الا انهم لم يطيعوا ولم يسمعوا، بل سلكوا بمقتضى مشورات قلوبهم الشريرة وعنادهم، واداروا لي ظهورهم بدل وجوههم.
25- فمنذ ان خرج آباؤكم من مصر الى هذا اليوم، ثابرت على ارسال جميع عبيدي الانبياء لينذروهم كل يوم.
26- ومع ذلك لم يطيعوني او يسمعوني، ولكنهم قسوا قلوبهم، فكانوا في تصرفهم اشر من آبائهم.
27- ولكن عندما تكلمهم بهذه العبارات فانهم لن يسمعوا، وتدعوهم فلا يجيبونك.
28- فتقول لهم: هذه هي الامة التي تعصى صوت الرب الهها، ولا تقبل التاديب. لقد تلاشى الحق وانقطع عن افواههم.

29- جزي شعرك واطرحيه يااورشليم، وانصبي مرثاة على المرتفعات الجرداء، لان الرب رفض هذا الجيل الرازح تحت سخطه».
30- «لان ذرية يهوذا قد ارتكبت الشر في عيني، واقامت اوثانها الرجسة في البيت الذي دعي باسمي، لتدنسه.
31- وشيد الشعب معابد مرتفعات توفة القائمة في وادي ابن هنوم، ليحرقوا ابناءهم وبناتهم بالنار، مما لم آمر به ولم يخطر لي على بال.

32- لذلك ها ايام مقبلة، يقول الرب، يمحى فيها اسم توفة، ويتلاشى اسم وادي ابن هنوم، ويدعى «وادي القتل» لانهم سيدفنون الموتى في توفة حتى لا يبقى فيها متسع بعد،
33- وتصبح جثث هذا الشعب طعاما لجوارح السماء ولوحوش الارض وليس من يزجرها.
34- والاشي من مدن يهوذا ومن شوارع اورشليم اهازيج الطرب واصداء الفرح، واصوات بهجة العريس والعروس، لان الارض يعمها الخراب».
 
9 24   كتاب ارميا 009 الرب
1- ياليت راسي فيض مياه، وعيني ينبوع دموع، فابكي نهارا وليلا قتلى بنت شعبي
2- ياليت لي في الصحراء مبيت عابر سبيل، فاهجر شعبي وانطلق بعيدا عنهم، لانهم جميعا زناة وجماعة خونة.
3- «قد وتروا السنتهم كقسي جاهزة ليطلقوا الاكاذيب التي تقولوا بها في الارض من دون الحق، اذ انهم انتهوا من شر الى شر، واياي لم يعرفوا» يقول الرب.
4- «ليحترس كل واحد من جاره، ولا يثق باحد من اقربائه، لان كل قريب مخادع، وكل صاحب واش.
5- كل واحد منهم يخدع جاره ولا ينطقون بالصدق. دربوا السنتهم على قول الكذب، وارهقوا انفسهم في ارتكاب الاثم.
6- يجمعون ظلما فوق ظلم، وخداعا على خداع، وابوا ان يعرفوني».

7- لذلك يعلن الرب القدير: «ها انا امحصهم وامتحنهم، اذ اي شيء آخر يمكن ان افعله عقابا لخطايا اورشليم؟
8- لسانهم كسهم قاتل يتفوه بالكذب. وبفمه يخاطب جاره بحديث السلام، اما في قلبه فينصب له كمينا.
9- الا اعاقبهم على هذه الامور؟» يقول الرب. «الا انتقم لنفسي من امة كهذه؟»
10- سانتحب وانوح على الجبال واندب على مراعي البرية لانها احترقت واوحشت، فلا يجتاز بها عابر ولا يتردد فيها صوت القطعان، وقد هجرتها طيور السماء والوحوش.
11- «ساجعل اورشليم رجمة خراب، وماوى لبنات آوى، واحول مدن يهوذا الى قفر مهجور».
12- من هو الانسان الحكيم حتى يفهم هذا؟ ومن خاطبه فم الرب حتى يعلنها؟ لماذا خربت الارض، واوحشت كالبرية فلا يقطعها عابر؟
13- ويقول الرب: «لانهم نبذوا شريعتي التي وضعتها امامهم، ولم يطيعوا صوتي او يسلكوا بمقتضاها،
14- بل ضلوا وراء عناد قلوبهم، وانساقوا خلف آلهة البعليم التي لقنهم آباؤهم عبادتها.
15- لذلك ها انا اطعم هذا الشعب افسنتينا، واسقيهم ماء مسموما،
16- واشتتهم بين الامم التي لم يعرفوها هم ولا آباؤهم، واجعل سيف الدمار يتعقبهم حتى افنيهم».

17- وهذا ما يعلنه الرب القدير: «تاملوا واستدعوا النادبات لياتين، وارسلوا الى الحكيمات فيقبلن.
18- ليسرعن حتى يطلقن اصواتهن علينا بالندب فتذرف عيوننا دموعا، وتفيض اجفاننا ماء.
19- ها صوت رثاء قد تجاوب في صهيون: ما اشد دمارنا، وما اعظم عارنا، لاننا قد فارقنا ارضنا، ولانهم قد هدموا مساكننا!»
20- فاسمعن ايتها النساء قضاء الرب، ولتفهم آذانكن كلمة فمه: لقن بناتكن الر ثاء، ولتعلم كل منهن صاحبتها الندب،
21- فان الموت قد تسلق الى كوانا وتسلل الى قصورنا، فاستاصل الاطفال من الشوارع والشبان من الساحات.
22- وهذا ما يعلنه الرب: «ستتهاوى جثث الناس مثل نفاية على وجه الحقل، وتتساقط كقبضات وراء الحاصد، وليس من يجمعها».
23- «فلا يفتخرن الحكيم بحكمته، ولا يزهون الجبار بجبروته، ولا الغني بثروته.
24- بل ليفتخر المفتخر بانه يدرك ويعرفني اني انا الرب الذي يمارس الرحمة والعدل والبر في الارض لاني اسر بها».

25- «ها ايام مقبلة»، يقول الرب، «اعاقب فيها كل مختون واغلف
26- اهل مصر ويهوذا وادوم وبني عمون وموآب، وسائر المقيمين في الصحراء ممن يقصون شعر اصداغهم، لان جميع الشعوب غلف، اما كل بيت اسرائيل فانهم ذوو قلوب غلفاء».
 
10 24   كتاب ارميا 010 الرب
1- انصتوا الى القضاء الذي تكلم به الرب عليكم ياذرية اسرائيل.
2- هكذا قال الرب: «لا تتعلموا طريق الامم، ولا ترتعبوا من آيات السماء التي ترتعب منها الشعوب.
3- لان عادات الامم باطلة، اذ تقطع الشجرة من الغابة ثم تشذبها وتنحتها يدا صانع بفاس.
4- ثم يزينونها بالفضة والذهب وتثبت بالمسامير والمطارق لئلا تتحرك.
5- فتكون كفزاعة في حقل قثاء لا تنطق، بل تحمل لانها عاجزة عن المشي. فلا تخافوها لانها لا تضر ولا تنفع».
6- انت لا نظير لك يارب. عظيم انت، واسمك عظيم في الجبروت.
7- من لا يتقيك ياملك الامم؟ فالخوف منك يليق بك، اذ لا يوجد بين حكماء الشعوب وفي جميع ممالكهم من هو نظيرك.
8- جميعهم بلداء وحمقى، يتلقفون العلم من اصنام خشبية.
9- يحضرون لصنعها الفضة المطرقة من ترشيش، والذهب من اوفاز، فهي عمل صانع ماهر وصوغ يدي صائغ، وتكسى بثياب زرقاء وارجوانية. كلها صنعة صناع مهرة.
10- اما الرب فهو الاله الحق، الاله الحي والملك السرمدي. ترتعد الارض امام غضبه ولا تتحمل الامم فرط سخطه.
11- «وهذا ما تقولونه لهم: ان الآلهة التي لم تصنع السماوات والارض يجب ان تستاصل من الارض ومن تحت السماء».
12- فالرب هو الذي صنع السماوات والارض بقدرته، واسس الدنيا بحكمته ومد السماوات بفطنته.
13- ما ان ينطق بصوته حتى تتجمع غمار المياه في السماوات، وتصعد السحب من اقاصي الارض. يجعل للمطر بروقا، ويطلق الريح من خزائنه.
14- كل امريء خامل وعديم المعرفة، وكل صائغ اخزاه تمثاله لان صنمه المسبوك كاذب ولا حياة فيه.
15- جميع الاصنام باطلة، صنعة ضلال، وفي زمن عقابها تبيد.
16- اما (الله ) نصيب يعقوب فليس مثل هذه الاوثان، بل هو جابل كل الاشياء، وشعب اسرائيل هو شعب ميراثه، واسمه الرب القدير.
17- اجمعي من الارض حزمك ايتها المقيمة تحت الحصار.
18- لان هذا ما يعلنه الرب: «ها انا اقذف بمقلاع سكان الارض في هذه المرة، واعرضهم للضيق حتى يعرفوا معاناته».
19- ويل لي من اجل انسحاقي، فجرحي لا شفاء منه، ولكني قلت: «حقا هذه بلية وعلي ان اتحملها».
20- قد تهدم خبائي وتقطعت اطنابي، وهجرني ابنائي ولم يعد لهم وجود. ليس من يقيم خبائي ثانية ويبسط سجوفي.
21- فرعاة شعبي بلداء لم يلتمسوا الرب، لذلك لم يفلحوا وتشتتت جميع رعيتهم.
22- اسمعوا، ها اخبار تتواتر عن جيش عظيم مقبل من الشمال ليحول مدن يهوذا الى خرائب وماوى لبنات آوى.
23- ادركت يارب ان الانسان لا يملك زمام طريقه، وليس في وسع الانسان ان يوجه خطى نفسه.
24- قومني يارب بحقك لا بغضبك، لئلا تلاشيني.
25- لينصب سخطك على الامم التي لم تعرفك، وعلى الشعوب التي لا تدعو باسمك، لانهم قد افترسوا ذرية يعقوب والتهموها وخربوا مسكنها.
 
11 24   كتاب ارميا 011 الرب
1- هذه هي النبوءة التي اوحى بها الرب لارميا:
2- «استمع كلام هذا العهد وخاطب رجال يهوذا واهل اورشليم،
3- وقل لهم: هذا ما يعلنه الرب اله اسرائيل: ملعون الذي لا يسمع كلمات هذا العهد،
4- الذي اوصيت به آباءكم حين اخرجتهم من مصر من كور الحديد قائلا: استمعوا الى صوتي واعملوا بمقتضى ما امرتكم به، فتكونوا لي شعبا وانا اكون لكم الها،
5- فافي بالقسم الذي اقسمت به لآبائكم ان اهبهم ارضا تفيض لبنا وعسلا، كما في هذا اليوم». فاجبت قائلا: «آمين يارب».
6- ثم قال لي الرب: «اذع كل هذا الكلام في مدن يهوذا وفي شوارع اورشليم: اسمعوا كلمات هذا العهد واعملوا بها.
7- فاني منذ ان اخرجت آباءكم من مصر حتى هذا اليوم، اشهدت عليهم المرة تلو الاخرى قائلا: اطيعوا صوتي.
8- لكنهم لم يطيعوا ولم يسمعوا، انما سلك كل واحد بموجب عناد قلبه الشرير. فاجريت عليهم كل كلام هذا العهد الذي امرتهم به ولم ينفذوه».

9- ثم خاطبني الرب: «قد شاعت فتنة بين رجال يهوذا واهل اورشليم.
10- فقد ارتدوا الى آثام اسلافهم الذين ابوا الاستماع الى كلماتي، ضلوا وراء الاصنام ليعبدوها، وقد نكث شعب اسرائيل وشعب يهوذا عهدي الذي ابرمته مع آبائهم.
11- لذلك ها انا انزل بهم شرا لن يفلتوا منه، فيستغيثون بي فلا استجيب لهم.
12- فيلجا سكان مدن يهوذا واهل اورشليم الى الاصنام التي احرقوا لها البخور ليستغيثوا بها، ولكنها لن تغيثهم في ساعة المحنة.
13- صار عدد آلهتك يايهوذا كعدد مدنك، واضحت مذابحك التي نصبتها للخزي ولاصعاد البخور لبعل بعدد شوارع اورشليم.
14- فلا تبتهلن من اجل هذا الشعب، ولا ترفعن لاجلهم دعاء ولا صلاة، فاني لن اسمع لهم وقت استغاثتهم بي من محنتهم.

15- اي حق لحبيبتي في بيتي بعد ان ارتكبت الموبقات الكثيرة؟ ايمكن للحم الذبائح المقدس ان يصرف عنك عقابك؟ عندما تنغمسين في شرك آنئذ تبتهجين».
16- قد دعاك الرب مرة زيتونة خضراء ذات ثمر بهيج المنظر. اما الآن فبزمجرة عاصفة رهيبة يضرم فيها نارا تلتهم اغصانها.
17- ان الرب القدير الذي غرسك قد قضى بالشر عليك عقابا لما ارتكبه شعب اسرائيل وشعب يهوذا من اثم، فاثاروا غيظي باحراق البخور للبعل.
18- وقد اطلعني الرب على ذلك فعرفت؛ ثم اريتني اعمالهم المنكرة.
19- ولكني كنت كحمل اليف يساق الى الذبح، لم ادرك انهم يتآمرون علي قائلين: «لنتلف الشجرة وثمارها، ولنستاصله من ارض الاحياء فيندثر اسمه الى الابد.
20- ولكن ايها الرب القدير، القاضي بالانصاف، الفاحص القلوب والنوايا، دعني اشهد انتقامك منهم لاني اليك رفعت دعواي.
21- «لذلك، هكذا يقول الرب عن رجال عناثوث الذين يلتمسون نفسك قائلين: لا تتنبا باسم الرب لئلا تموت بايدينا.
22- لهذا يعلن الرب القدير: ها انا اعاقبهم فيموت شبابهم بحد السيف، ويهلك ابناؤهم وبناتهم جوعا.
23- ولا تفلت منهم بقية، لاني في سنة عقابهم اجلب شرا على رجال عناثوث».
 
12 24   كتاب ارميا 012 الرب
1- انت دائما عادل حين اعرض عليك دعواي، ولكن دعني احدثك بشان احكامك: لماذا تفلح طريق الاشرار؟ ولماذا يتمتع الغادرون بالعيش الرغيد؟
2- انت غرستهم فتاصلوا ونموا واثمروا. اسمك يتردد على افواههم، ولكنه بعيد عن قلوبهم.
3- انت قد عرفتني ورايتني وامتحنت قلبي من نحوك. افرزهم كغنم للذبح واعزلهم ليوم النحر.
4- الى متى تظل الارض نائحة وعشب كل حقل ذاويا؟ هلكت البهائم والطيور من شر الساكنين فيها القائلين: «انه لن يرى خاتمة مصيرنا».
5- «ان كنت قد باريت المشاة فاعيوك، فكيف اذا تباري الخيل؟ وان كنت تتعثر في ارض مطمئنة، فكيف تفعل في اجمات نهر الاردن؟
6- حتى اخوتك وافراد اسرتك قد تنكروا لك، ودعوا عليك وراءك بملء افواههم. لا تاتمنهم، وان خاطبوك بالفاظ معسولة.

7- قد نبذت هيكلي وهجرت ميراثي، وسلمت حبيبة نفسي الى ايدي اعدائها.
8- قد زمجر علي شعبي كاسد في غابة. رفع علي صوته، لهذا مقته.
9- هل صار شعبي لي كطير جارح منقض؟ وهل تالبت عليه الجوارح من كل جهة؟ هلم احشد جميع وحوش البر، وادعها للاكل.
10- قد اتلف رعاة كثيرون كرمي، وداسوا نصيبي الشهي وجعلوه برية جرداء.
11- جعلوه خرابا، وفي خرابه ينوح علي. اصبحت الارض كلها قفرا، لانه لا يوجد انسان واحد يحفل بها.
12- قد اقبل المدمرون وانتشروا على جميع المرتفعات في البرية، لان سيف الرب يلتهم من اقصى الارض الى اقصاها، فلا ينعم احد من البشر بالسلام.
13- زرع شعبي حنطة وحصد شوكا. اعيوا انفسهم ولكن من غير جدوى، لذلك يعتريهم الخزي من قلة غلات محصولهم لفرط احتدام غضب الرب».
14- وهذا ما يعلنه الرب عن جميع جيراني الاشرار الذين يمسون الميراث الذي ورثته لشعبي اسرائيل: «ها انا اقتلعهم من ارضهم كما اقتلع ايضا شعب يهوذا من وسطهم.
15- ولكن بعد ان استاصلهم، اتراف عليهم، واعيدهم كل واحد الى ميراثه والى ارضه.
16- فان تلقنت الامم طرق شعبي باسمي، قائلين: «حي هو الرب»، كما علموا شعبي ان يحلفوا بالبعل، فانهم ينمون وسط شعبي.
17- ولكن ان رفضت اية امة الاستماع، فاني استاصلها واقتلعها وادمرها»، يقول الرب.
 
13 24   كتاب ارميا 013 الرب
1- ثم قال الرب لي: «امض واشتر لنفسك منطقة من كتان ولفها حول حقويك، ولا تضعها في الماء».
2- فاشتريت منطقة كامر الرب ولففتها حول حقوي،
3- ثم كلمني الرب ثانية
4- «خذ المنطقة التي اشتريتها، الملفوفة حول حقويك، واذهب الى نهر الفرات، واطمرها في شق صخر».
5- فانطلقت وطمرتها عند الفرات كامر الرب.
6- وبعد عدة ايام قال لي الرب: «اذهب الى الفرات وخذ المنطقة التي امرتك ان تطمرها هناك».
7- فقصدت الى الفرات وحفرت الموضع واخذت المنطقة من حيث طمرتها، واذا بها قد تلفت ولم تعد تصلح لشيء.
8- فاوحى الي الرب بكلمته.
9- «هكذا ساحطم كبرياء يهوذا وكبرياء اورشليم العظيمة.
10- ان هذا الشعب الشرير الذي ابى ان يستمع الى كلمتي، وانساق بعناد خلف اهواء قلبه، وضل وراء الاصنام ليسجد لها ويعبدها، سيصبح مثل هذه المنطقة.
11- وكما ان المنطقة تلتف حول حقوي الانسان، هكذا جعلت كل ذرية يهوذا تلتف حولي، ليكونوا لي شعبا ومثار شهرة وفخر ومجد. ولكنهم لم يسمعوا».
12- لذلك قل لهم: «هذا ما يعلنه الرب اله اسرائيل: كل زق يمتليء خمرا، فيجيبونك: السنا نعرف ان كل زق يمتليء خمرا؟»
13- فتقول لهم، «هذا ما يعلنه الرب: ها انا املا بالسكر جميع سكان هذه الارض والملوك من ذرية داود الجالسين على عرشه، والكهنة، والانبياء وكل اهل اورشليم.
14- واهشمهم الواحد فوق الآخر، الآباء والابناء معا، يقول الرب. لا اشفق ولا اتراف ولا ارحم، بل اهلكهم».
15- فاسمعوا واصغوا ولا تستكبروا، لان الرب قد تكلم.
16- مجدوا الرب الهكم قبل ان يجعل الظلام يخيم عليكم، وقبل ان تتعثر اقدامكم على الجبال المعتمة. انتم ترتقبون النور ولكنه يحوله الى ظلام الموت ويجعله ليلا دامسا.
17- وان لم تنصتوا فان نفسي تبكي في الخفاء من اجل كبريائكم، وتذرف عيناي الدموع المريرة، فتسيل العبرات لان الرب قد سبى شعبه.
18- قل للملك وللملكة: «تواضعا، وتنازلا عن موضعكما لان تاج مجدكما قد سقط عن راسيكما».
19- قد اغلقت مدن النقب وليس من يفتحها. سبي اهل يهوذا بجملتهم. سبوا جميعا ولم يبق منهم احد.
20- ارفعوا عيونكم وشاهدوا المقبلين من الشمال. اين القطيع الذي عهد به اليك يااورشليم؟ اين قطيع افتخارك؟
21- ماذا تقولين حين يقيم الرب عليك رؤساء اولئك الذين علمتهم ان يكونوا لك احلافا؟ افلا تنتابك الاوجاع كامراة ماخض؟

22- وان تساءلت في نفسك: «لماذا ابتليت بهذه الامور؟» انها عاقبة كثرة آثامك. قد هتكت اذيالك، واغتصب جسدك.
23- هل يمكن للاثيوبي ان يغير جلده، او للنمر رقطه؟ كذلك انتم لا تقدرون ان تصنعوا خيرا بعد ان الفتم ارتكاب الشر.
24- «سابددكم كالعصافة التي تذريها ريح البرية.
25- هذه قرعتك، النصيب الذي كلته لك»، يقول الرب، «لانك نسيتني واتكلت على الكذب.
26- فانا ايضا ارفع اذيالك على وجهك لينكشف عارك.
27- قد شهدت على التلال في الحقول فسقك وحمحمة فجورك وعهر زناك. ويل لك يااورشليم. الى متى تظلين غير طاهرة؟»
 
14 24   كتاب ارميا 014 الرب
1- هذه كلمة الرب التي اوحى بها الى ارميا بشان القحط:
2- «ارض يهوذا تنوح وابوابها واهية. اهلها يندبون مطروحين الى الارض، وعويل اورشليم قد صعد الى العلى.
3- ارسل اشرافهم خدامهم ليحملوا اليهم الماء، فاقبلوا الى الجباب واذا بها فارغة من الماء، فرجعوا بجرار خاوية وقد اعتراهم الخزي والخجل وغطوا رؤوسهم.
4- خزي الفلاحون وغطوا رؤوسهم لان الارض قد تشققت لانقطاع المطر عنها.
5- حتى الايل في الصحراء قد هجرت وليدها لتعذر وجود الكلا.
6- وقفت الفراء على الروابي وتنسمت الريح كبنات آوى فكلت عيونها لعدم وجود العشب».

7- وان تكن آثامنا تشهد علينا يارب، فلاجل اسمك خلصنا، لان معاصينا كثرت وقد اخطانا اليك.
8- يارجاء اسرائيل ومخلصه في وقت الضيق، لماذا تكون كغريب في الارض، وكعابر سبيل يميل ليبيت ثم يمضي؟
9- لماذا تكون كالرجل المتحير وكجبار يعجز عن الخلاص؟ وانت يارب قائم في وسطنا، وباسمك دعينا، فلا تتركنا.

10- وهذا ما يعلنه الرب لهذا الشعب: «لشد ما احبوا التجول ولم يمتنعوا عن الشر، لذلك لا يقبلهم الله . والآن يذكر اثمهم ويعاقب خطاياهم».
11- وقال لي الرب: «لا تصل لخير الشعب.
12- وان صاموا فلن استجيب الى صراخهم، وان قربوا محرقات وتقدمات دقيق فلن اتقبلها، ولكني افنيهم بالسيف والمجاعة والوباء».
13- ثم قلت: «آه ايها السيد الرب، ها الانبياء الكذبة يقولون لهم: لن تتعرضوا للسيف ولا للجوع، بل انعم عليكم بسلام محقق في هذا الموضع».
14- وقال لي الرب: «ان الانبياء يتنباون زورا باسمي وانا لم ارسلهم ولم آمرهم، ولم اكلمهم، انما هم يتنباون لكم برؤيا كاذبة وعرافة باطلة مستوحاة من ضلال قلوبهم.

15- لذلك هكذا يقول الرب عن هؤلاء الانبياء المتنبئين باسمي: مع اني لم ارسلهم فانهم يقولون: لن تبتلى هذه الارض بسيف ولا مجاعة، لهذا فان هولاء الانبياء يفنون بالسيف والمجاعة.
16- ويغدو الشعب الذي يتنباون له، مطروحا صريعا في شوارع اورشليم فريسة الجوع والسيف، وليس من يدفنهم هم ونساءهم وابناءهم وبناتهم، واصب شرهم عليهم».
17- وقل لهم هذا الكلام: «لتذرف عيناي دموعا ليلا ونهارا، ولا تكفا ابدا لان اورشليم سحقت سحقا عظيما بضربة اليمة جدا.
18- ان خرجت الى الحقول اشهد قتلى السيف، وان دخلت المدينة ارى ضحايا المجاعة. وها النبي والكاهن كلاهما يذهبان الى ارض لا يعرفانها».
19- هل تنكرت ليهوذا كل التنكر؟ وهل كرهت نفسك صهيون؟ ما بالك قد ابتليتنا بضربة لا شفاء منها؟ وقد طلبنا السلام فلم نحظ بالخير. رجونا وقت الشفاء واذا بنا نلقى الرعب.
20- نحن نقر بشرنا يارب وبآثام آبائنا، لاننا قد اخطانا اليك.
21- لا ترفضنا من اجل اسمك ولا تهن عرشك المجيد. اذكر عهدك معنا ولا تنقضه.
22- هل بين اصنام الامم الباطلة من يمطر؟ او هل تسكب السموات بنفسها وابل الغيث؟ الست انت الرب الهنا؟ اننا اياك نرجو لانك انت صنعت هذه جميعها.
 
15 24   كتاب ارميا 015 الرب
1- ثم قال لي الرب: «وحتى لو مثل موسى وصموئيل امامي، من اجل الشعب فان قلبي لن يلتفت الى هذا الشعب. اطرحهم من محضري فيخرجوا.
2- وعندما يسالونك: الى اين نذهب؟ اجبهم: هذا ما يعلنه الرب: من هو للوبا فبالوبا يموت، ومن هو للسيف فبالسيف يقتل، ومن هو للمجاعة فبالمجاعة يفنى، ومن هو للسبي فالى السبي يذهب.
3- واعهد بهم الى اربعة اصناف من الخراب يقول الرب: السيف للذبح، والكلاب للتمزيق، وطيور السماء ووحوش الارض للافتراس والاهلاك.
4- واجعلهم مثار رعب امم الارض نتيجة لما ارتكبه منسى بن حزقيا في اورشليم.
5- فمن يعطف عليك يااورشليم، ومن يرثي لك؟ من يتوقف ليسال عن سلامتك؟
6- قد رفضتني» يقول الرب، «وواظبت على الارتداد، لذلك مددت يدي ضدك ودمرتك، اذ سئمت من كثرة الصفح عنك.
7- واذريهم بالمذراة في ابواب مدن الارض؛ واثكل واهلك شعبي لانهم لم يرجعوا عن طرقهم الاثيمة.
8- واجعل عدد اراملهم اكثر من عدد رمل البحر، واجلب في رابعة النهار مهلكا على امهات الشبان، واوقع عليهم الرعب والهول بغتة.
9- ذبلت والدة السبعة الابناء. اسلمت روحها وغربت شمس حياتها والنهار لم يغب بعد. لحق بها الخزي والعار. اما بقيتهم فادفعهم الى حد السيف امام اعدائهم»، يقول الرب.

10- ويل لي ياامي لانك انجبتني لاكون انسان خصام ورجل نزاع لكل الارض. لم اقرض ولم اقترض. ومع ذلك كل واحد يلعنني.
11- دعهم يشتموا يارب. الم اتضرع اليك من اجل خيرهم؟ اني ابتهل اليك الآن من اجل اعدائي في وقت الضيق والمحنة.

12- «ايمكن للمرء ان يكسر حديدا ونحاسا من الشمال؟
13- ساجعل ثروتك وكنوزك نهبا بلا ثمن بسبب كل خطاياك في جميع ارضك.
14- واصيرك عبدا لاعدائك في ارض لا تعرفها، لان نارا قد اضطرمت في احتدام غضبي، سوف تحرقكم».
15- يارب، انت عرفت. اذكرني وارعني وانتقم لي من مضطهدي. لا تتمهل طويلا في الانتقام لي، فانت تعلم اني من اجلك احتملت التعيير.
16- حالما بلغتني كلماتك اكلتها فاصبحت لي بهجة ومسرة لقلبي، لاني دعيت باسمك ايها الرب الاله القدير.
17- لم اجلس في مجالس العابثين، ولم اشترك في لهوهم. اعتزلت وحدي لان يدك كانت علي، وقد ملاتني سخطا.
18- لماذا لا ينقطع المي، وجرحي لا يشفى، ويابى الالتئام؟ اتكون لي كجدول كاذب او مياه سريعة النضوب؟

19- لذلك، هكذا قال الرب: «ان رجعت استردك فتمثل امامي. ان نطقت بالقول السديد ونبذت الكلام الغث، اجعلك المتحدث بفمي، فيقبلون اليك مسترشدين، وانت لا تلجا اليهم طالبا نصيحة.
20- واجعلك سورا نحاسيا منيعا لهذا الشعب، فيحاربونك ولكنهم يخفقون، لاني انا معك لانقذك واخلصك.
21- انقذك من قبضة الاشرار، وافديك من اكف العتاة».
 
16 24   كتاب ارميا 016 الرب
1- واوحى الرب الي بهذا الكلام:
2- «لا تتزوج في هذا الموضع ولا تنجب فيه ابناء ولا بنات».
3- لان هذا ما يقوله الرب عن الابناء والبنات المولودين في هذا الموضع، وعن الامهات والآباء الذين انجبوهم في هذه البلاد:
4- «سيموتون بالامراض، فلا يندبون، ولا يدفنون بل يصبحون نفاية مطروحة على وجه الارض، ويفنون بالسيف والجوع، وتكون جثثهم طعاما لجوارح السماء ولوحوش الارض.
5- لا تدخل الى بيت فيه ماتم، ولا تذهب لتندب احدا او للتعزية، لاني قد نزعت سلامي واحساني ومراحمي من هذا الشعب،
6- فيموت الصغير والكبير في هذه الارض فلا يدفنون ولا يندبون او يخدش احد نفسه او يحلق شعره حدادا عليهم.
7- ولا يقدم احد طعاما في ماتم عزاء لهم عن الميت، ولا يسقونهم كاس المواساة عن فقد اب او ام.
8- ولا تذهب الى بيت فيه مادبة لتجلس معهم وتاكل وتشرب،
9- لاني اقطع من هذا الموضع، امام اعينكم وفي ايامكم، صوت اهازيج البهجة والطرب، واغاني الاحتفال بالعروس والعريس.
10- وعندما تبلغ هذا الشعب هذا الكلام، ويسالونك: لماذا قضى الرب علينا بكل هذا الشر العظيم؟ ما هي آثامنا؟ واية خطيئة ارتكبناها في حق الرب الهنا؟
11- عندئذ تجيبهم: يقول الرب: لان اباءكم نبذوني وضلوا وراء الاوثان وعبدوها وسجدوا لها، وتركوني ولم يطبقوا شريعتي.
12- ولانكم انتم ايضا قد اساتم اكثر من آبائكم، وغوى كل واحد منكم وراء قلبه الشرير العنيد ورفض طاعتي.
13- لذلك ها انا اقذفكم خارج هذه الارض الى ارض لم تعرفوها انتم ولا آباؤكم، فتعبدون هناك اصناما باطلة نهارا وليلا، لاني لن ابدي لهم رحمتي».
14- لهذا يقول الرب: «ها ايام مقبلة لا يقال فيها بعد: حي هو الرب الذي اخرج شعب اسرائيل من مصر،
15- انما يقال: حي هو الرب الذي اخرج شعب اسرائيل من بلاد الشمال ومن سائر الاراضي التي سباهم اليها. لاني سارجعهم ثانية الى ارضهم التي وهبتها لآبائهم.

16- ها انا ارسل صيادين كثيرين، ليصطادوهم، ثم ابعث بقناصين كثيرين ليقتنصوهم من كل جبل ومن كل رابية ومن شقوق الصخور.
17- لان عيني تراقبان طرقهم التي لم تحتجب عني واثمهم الذي لم يستتر عن عيني.
18- فاعاقبهم عقابا مضاعفا على اثمهم، لانهم دنسوا ارضي بجثث اصنامهم، وملاوا ميراثي بنجاساتهم».
19- يارب انت عزي وحصني وملاذي في يوم الضيق، اليك تقبل الامم من اقاصي الارض قائلة: «لم يرث آباؤنا سوى الباطل والاكاذيب وما لا جدوى منه.
20- هل في وسع المرء ان يصنع لنفسه الها؟ ان هذه ليست آلهة.
21- فلذلك ها انا اعرفهم هذه المرة قوتي وجبروتي، فيدركون ان اسمي يهوه (اي الرب)».
 
17 24   كتاب ارميا 017 الرب
1- »قد دونت خطيئة يهوذا بقلم من حديد، ونقشت براس من الماس على الواح قلوبهم وعلى قرون المذابح،
2- بينما ابناؤهم يذكرون مذابحهم وانصاب عشتاروث الى جوار كل شجرة خضراء وعلى الآكام المرتفعة،
3- وعلى الجبال المنتشرة في البرية الشاسعة. لذلك اجعل ثروتك وكنوزك نهبا، ثمنا لخطيئتك التي ارتكبت في جميع تخومك،
4- وتفقد بنفسك ميراثك الذي وهبته لك، واجعلك مستعبدا لاعدائك في ارض لا تعرفها لانك اضرمت نارا في غضبي لا يخمد لها اوار».

5- وهذا ما يقوله الرب: «ليكن ملعونا كل من يتوكل على بشر، ويتخذ من الناس ذراع قوة له، ويحول قلبه عن الرب.
6- فيكون كالاثل في البادية، لا يرى الفلاح عندما يقبل. يقيم في حر الصحراء الشديد، في الارض المهجورة من الناس لملوحتها.
7- ولكن مبارك الرجل الذي يتكل على الرب، ويتخذه معتمدا له،
8- فيكون كشجرة مغروسة عند الميا ه، تمد جذورها الى الجدول، ولا تخشى اشتداد الحر المقبل، اذ تظل اوراقها خضراء، ولا يفزعها القحط لانها لا تكف عن الاثمار.
9- القلب اخدع من كل شيء وهو نجيس، فمن يقدر ان يفهمه؟
10- انا الرب افحص القلوب وامتحن الافكار، لاجازي كل واحد حسب طرقه، وبمقتضى افعاله».
11- مكتنز الغنى من غير حق كحجلة تحتضن وتفقس ما لم تبض، لانه سرعان ما يفقده في منتصف حياته، ويضحى آخر ايامه احمق.

12- العرش المجيد المرتفع منذ البدء هو مقر مقدسنا.
13- ايها الرب رجاء اسرائيل: ان جميع الذين يتخلون عنك يلحق بهم الخزي، والذين ينصرفون عنك (يزولون) كمن كتبت اسماؤهم على التراب لانهم نبذوا الرب ينبوع المياه الحية.
14- ابرئني يارب فابرا. خلصني فاخلص، فانك انت تسبحتي.
15- ها هم يقولون لي: «اين قضاء الرب؟ ليات».
16- اما انا فلم اتهرب من ان اكون راعيا لديك، وانت تعرف اني لم اتمن مجيء يوم المحنة، وتعلم ما نطقت به شفتاي، لان كل ما صدر عنهما كان في محضرك.
17- لا تكن مثار رعب لي، فانت ملاذي في يوم الشر.
18- ليلحق الخزي بمضطهدي، ولكن احفظني من العار. ليرتعبوا هم، اما انا فلا تدعني ارتعب. اجعل يوم الشر يحل بهم، واسحقهم سحقا مضاعفا.
19- وهذا ما قاله الرب لي: «امض وقف عند بوابة ابناء الشعب التي يدخل منها ملوك يهوذا ويخرجون، وكذلك عند سائر بوابات اورشليم،
20- وقل لهم: اسمعوا كلمة الرب ياملوك يهوذا وشعبها، وياجميع اهل اورشليم المجتازين في هذه البوابات.
21- هذا ما يقوله الرب: احترسوا لانفسكم ولا تحملوا احمالا في يوم السبت ولا تدخلوها في بوابات اورشليم،
22- ولا تنقلوا حملا الى خارج بيوتكم في يوم السبت ولا تقوموا باي عمل. انما قدسوا يوم السبت كما اوصيت آباءكم.
23- مع ذلك لم يطيعوا ولم يصغوا، بل قسوا قلوبهم لئلا يسمعوا ولئلا يقبلوا التاديب
24- ولكن ان استمعتم انتم، يقول الرب، ولم تدخلوا احمالا في بوابات اورشليم في يوم السبت، بل قدستموه ولم تقوموا باي عمل فيه،
25- عندئذ يدخل من بوابات هذه المدينة ملوك ورؤساء ممن يجلسون على عرش داود، راكبين في عربات وعلى صهوات الجياد مع رؤسائهم، يواكبهم سكان يهوذا واهل اورشليم، وتعمر هذه المدينة الى الابد بالسكان.
26- ويقبل الناس من مدن يهوذا ومن حول اورشليم، ومن ارض بنيامين ومن السهل والجبل، ومن النقب، حاملين محرقات وذبائح وتقدمات وبخورا معطرا، وقرابين شكر الى هيكل الرب.
27- ولكن ان لم تستمعوا لي لتقدسوا يوم السبت، وثابرتم على حمل اثقال فيه لتدخلوها من بوابات اورشليم، فاني اضرم بواباتها بالنار فتلتهم قصور اورشليم، ولا تنطفيء».
 
18 24   كتاب ارميا 018 الرب
1- هذا ما اوحى الرب به الى ارميا قائلا:
2- «قم وامض الى بيت الفخاري، وهناك اسمعك كلامي».
3- فانطلقت الى بيت الفخاري، فاذا به يعمل على دولابه.
4- غير ان الاناء الذي كان يصنعه فسد بين يديه، فعاد يشكله اناء آخر كما طاب للفخاري ان يصوغه.
5- عندئذ قال لي الرب:
6- «ياذرية اسرائيل: الا استطيع ان اصنع بكم كما صنع الفخاري؟ انكم في يدي كالطين في يد الفخاري.
7- تارة اقضي على امة وعلى مملكة بالاستئصال والهدم والدمار،
8- فترتد تلك الامة التي قضيت عليها بالعقاب عن شرها، فاكف عن الشر الذي نويت معاقبتها به.
9- وتارة اقضي بمكافاة امة او مملكة ببناء قوتها وانمائها.
10- ثم لا تلبث ان ترتكب الشر امامي ولا تسمع لصوتي، فاكف عن الخير الذي نويت ان انعم به عليها.
11- لذلك قل لرجال يهوذا واهل اورشليم، هذا ما يعلنه الرب: ها انا ادبر لكم شرا، واعد لكم مؤامرة، فليرجع كل واحد منكم عن طريقه الشرير وقوموا سبلكم واعمالكم.
12- ولكنهم يجيبون: لا جدوى من هذا، بل نسعى وراء اهواء افكارنا، وكل واحد منا يفعل ما يروق لعناد قلبه الاثيم».
13- لذلك هكذا يقول الرب: «اسالوا بين الشعوب من سمع بمثل هذا؟ قد ارتكبت العذراء اسرائيل امرا شديد الهول.
14- هل يختفي ثلج لبنان عن منحدرات جباله الصخرية؟ وهل تتوقف مياهه الباردة المنحدرة من ينابيع بعيدة عن التدفق؟
15- لكن شعبي قد نسيني واحرق بخورا لاوثان باطلة، جعلته يتعثر في طرقه، في السبل القديمة، فسلك في ممرات وطرق غير معبدة.
16- فتصبح ارضه خرابا، مثار صفير دهشة، وكل من يعبر بها يعتريه رعب ويهز راسه.
17- فاشتتهم امام اعدائهم كريح شرقية، ولا التفت اليهم بل ادير لهم القفا في يوم محنتهم».
18- ثم قالوا: «تعالوا نتآمر على ارميا، لان الشريعة لا تبيد عن الكاهن، ولا المشورة عن الحكيم، ولا الوحي عن النبي. تعالوا نلذعه بوخزات اللسان ونصم آذاننا عن كلامه».
19- اصغ لي يارب، واستمع الى اتهامات خصومي.
20- هل يجازى عن خير بشر؟ قد نقروا حفرة لنفسي. اذكر كيف وقفت امامك اثني عليهم خيرا لاصرف غضبك عنهم.
21- لذلك اسلم بنيهم لانياب الجوع، واعهد بهم الى قبضة السيف فتصبح نساؤهم ثكالى وارامل، وليمت رجالهم، وليلق شبانهم حتفهم في المعارك بحد السيف.
22- ليتردد صراخ في بيوتهم عندما ترسل عليهم جيش الغزاة بغتة، لانهم حفروا هوة ليقتنصوني، ونصبوا فخاخا لرجلي.
23- اما انت يارب فقد عرفت جميع ما تآمروا به علي، فلا تصفح عن اثمهم، ولا تمح خطيئتهم من امامك، بل ليعثروا منطرحين في حضرتك، وعاقبهم في اوان غضبك.
 
19 24   كتاب ارميا 019 الرب
1- وقال لي الرب: «امض واشتر جرة خزف، واصطحب معك بعض شيوخ الشعب وشيوخ الكهنة،
2- وانطلق الى وادي ابن هنوم القائم عند مدخل باب الفخار، وناد هناك بالكلمات التي امليها عليك،
3- وقل: اسمعوا ياملوك يهوذا، ويااهل اورشليم كلمة الرب. هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: انظروا، ها انا اجلب على هذا الموضع شرا تطن له اذنا كل من يسمع به،
4- لانهم تركوني، وتنكروا لهذا الموضع ودنسوه باحراق بخور لآلهة اوثان لم يعرفوها لا هم ولا آباؤهم ولا ملوك يهوذا ايضا، ولانهم ملاوا هذا الموضع من دم الابرياء.
5- وبنوا مرتفعات لعبادة البعل ليحرقوا بنيهم بالنار كقرابين محرقات للبعل مما لم اوص به ولم اتحدث عنه ولم يخطر ببالي.
6- لذلك، ها ايام مقبلة، يقول الرب، لا يدعى فيها هذا المكان توفة من بعد او وادي ابن هنوم، بل وادي القتل.
7- وابطل في هذا الموضع مشورات اهل يهوذا واورشليم، فيتساقطون بحد السيف امام اعدائهم وبايدي طالبي نفوسهم، واجعل جثثهم طعاما لجوارح السماء ووحوش الارض.
8- وادمر هذه المدينة واجعلها مثار صفير. كل من يمر بها تعتريه الدهشة ويصفر لما حل بها من نكبات.
9- واطعمهم لحوم ابنائهم وبناتهم، وياكل كل واحد لحم جاره في اثناء الحصار والضيقة التي يضايقهم بها اعداؤهم وطالبو نفوسهم.
10- ثم حطم الجرة على مراى الرجال الذاهبين معك،
11- وقل لهم: هذا ما يعلنه الرب القدير: ساحطم هذا الشعب وادمر هذه المدينة كما يحطم المرء اناء الخزاف، بحيث لا يمكن اصلاحه، ويدفن الرجال في توفة اذ لن يتوافر موضع آخر للدفن.
12- هذا ما ساجريه على هذا المكان وعلى سكانه، يقول الرب، ساجعل هذه المدينة مثل توفة،
13- واحيل بيوت اورشليم وبيوت ملوك يهوذا الى موضع نجاسة، وكذلك كل البيوت التي احرقوا على سطوحها بخورا لكواكب السماء، وسكبوا سكائب خمر لآلهة اخرى».
14- وجاء ارميا من توفة، التي كان الرب قد ارسله اليها ليتنبا، ووقف في ساحة هيكل الرب، وخاطب جميع الشعب:
15- هذا ما يقوله الرب القدير اله اسرائيل: «ها انا جالب على هذه المدينة وعلى جميع قراها كل الشر الذي قضيت به عليها، لانهم قسوا قلوبهم فلم يسمعوا كلامي».
 
20 24   كتاب ارميا 020 الرب
1- وسمع الكاهن فشحور بن امير الذي كان الناظر الاول على بيت الرب ارميا يتنبا بهذه الامور،
2- فضرب فشحور ارميا النبي وزجه في المقطرة التي بباب بنيامين الاعلى الذي عند هيكل الرب.
3- وفي اليوم الثاني عندما اخرج فشحور ارميا من المقطرة، قال له ارميا: ان الرب لم يدع اسمك فشحور، بل مجور مسا بيب (اي: رعبا من كل ناحية).
4- هذا ما يقوله الرب: ها انا اجعلك انت وجميع احبائك عرضة للرعب فيتساقطون بحد سيوف اعدائهم على مراى منك، واسلم كل اهل يهوذا ليد ملك بابل فيجليهم الى بابل ويذبحهم بالسيف.
5- وادفع كل ثروة هذه المدينة، وكل نتاجها ونفائسها، وكل كنوز ملوك يهوذا الى يد اعدائها، فيغنمونها ويستولون عليها وينقلونها معهم الى بابل.
6- اما انت يافشحور وجميع المقيمين معك في بيتك فتذهبون الى الاسر في بابل حيث تموت وتدفن هناك انت وسائر احبائك الذين تنبات لهم بالاكاذيب».
7- يارب قد اقنعتني فاقتنعت، انت اقوى مني فغلبت، فاصبحت مثار سخرية طوال النهار. كل واحد يستهزيء بي.
8- لاني كلما تكلمت اصرخ منددا، وانادي: «ظلم واغتصاب» فجلبت علي كلمة الرب الاحتقار والعار طوال النهار.
9- ان قلت: «ساكف عن ذكره ولا اتكلم باسمه بعد» صار كلامه في قلبي كنار محرقة محصورة في عظامي، فاعياني كتمانه وعجزت عن كبته.

10- لاني سمعت نفثات تهديد من كثيرين، واحاط بي رعب من كل جانب. يقولون: «اشتكوا عليه فنشتكي عليه»، حتى جميع اصدقائي الحميمين يرقبون كبوتي قائلين: «لعله يتعثر فنتغلب عليه وننتقم منه».
11- لكن الرب معي كمحارب جبار، لهذا يعثر كل مضطهدي ولا يظفرون بي. يلحق بهم عار عظيم لانهم لا يفلحون، ويظل خزيهم مذكورا الى الابد.
12- ايها الرب القدير مختبر الصديق والمطلع على سرائر النفوس، دعني اشهد انتقامك منهم لاني اليك فوضت قضيتي.
13- اشدوا للرب وسبحوه، لانه انقذ نفس المسكين من قبضة فاعلي الاثم.
14- ليكن ملعونا ذلك اليوم الذي ولدت فيه، وليخل اليوم الذي انجبتني فيه امي من كل بركة.
15- ليكن ملعونا ذلك الرجل الذي بشر ابي قائلا: قد ولد لك ابن فجعل قلبه يفيض بالفرح.
16- ليصبح ذلك الرجل كالمدن التي قلبها الرب من غير رفق، وليسمع صراخ المعارك في الصباح، وضجيج جلبتها عند الظهيرة.
17- ليكن ذلك الرجل ملعونا لانه لم يقتلني من الرحم، فتضحى امي قبرا لي، وتظل حبلى بي الى الابد.
18- لماذا خرجت من الرحم لاقاسي التعب والاوجاع، وافني ايامي بالخزي؟
 
21 24   كتاب ارميا 021 الرب
1- الكلام الذي اوحى به الرب الى ارميا النبي، عندما ارسل اليه الملك صدقيا فشحور بن ملكيا وصفنيا بن معسيا الكاهن، قائلا:
2- «اسال الرب عنا، لان نبوخذناصر ملك بابل قد اعلن علينا حربا، لعل الرب يجري لنا معجزة كسابق معجزاته، ويصرفه عنا».
3- فقال لهما ارميا: «هذا ما تقولان لصدقيا:
4- هذا ما يعلنه الرب اله اسرائيل: ها انا ارد اسلحتكم التي بايديكم التي تحاربون بها ملك بابل والكلدانيين الذين يحاصرونكم من خارج السور، واجمعهم في وسط هذه المدينة.
5- واحاربكم بنفسي بيد ممدودة وذراع شديدة، بغضب وحنق وسخط عظيم.
6- وابيد اهل هذه المدينة رجالا وبهائم، فيموتون بوبا رهيب،
7- واسلم صدقيا ملك يهوذا وخدامه ومن بقي من اهل هذه المدينة، الناجين من الوبا والسيف والجوع، الى يد نبوخذناصر ملك بابل، والى ايدي اعدائهم وطالبي نفوسهم، فيقتلهم بحد السيف، ولا يرثي لهم ولا يشفق او يرحم.
8- وتقول لهذا الشعب: هذا ما يعلنه الرب: ها انا اعرض امامكم طريق الحياة وطريق الموت.
9- فمن يمكث في هذه المدينة يموت بالسيف والجوع والوباء، ومن يلجا الى الكلدانيين الذين يحاصرونكم ويستسلم لهم يحيا ويغنم نفسه.
10- فاني قد قضيت على هذه المدينة بالشر لا بالخير يقول الرب، لهذا يستولي عليها ملك بابل فيحرقها بالنار».
11- «وتقول لبيت ملك يهوذا: اسمعوا قضاء الرب:
12- ياذرية داود، هذا ما يعلنه الرب: اجروا العدل في الصباح، وانقذوا المغتصب من يد المغتصب لئلا ينصب غضبي كنار، فيحرق وليس من يخمده لفرط ما ارتكبتم من اعمال شريرة.
13- يااورشليم ياساكنة الوادي، ياصخرة السهل، ها انا اقف ضدك يقول الرب، وانتم يامن تقولون: «من يهاجمنا؟ ومن يقتحم منازلنا؟»
14- ها انا اعاقبكم بحسب ثمار اعمالكم، واوقد نارا في غابة مدينتكم فتلتهم كل ما حولها».
 
22 24   كتاب ارميا 022 الرب
1- هذا ما يعلنه الرب: «انحدر الى قصر ملك يهوذا واعلن هناك هذا القضاء:
2- اسمع كلمة الرب ياملك يهوذا المتربع على عرش داود، انت وخدامك وشعبك المجتازين من هذه البوابات:
3- اجروا العدل وانقذوا المغتصب من يد المغتصب، ولا تجوروا على الغريب واليتيم والارملة، ولا تتعسفوا عليهم، ولا تسفكوا دما بريئا في هذا الموضع.
4- لانكم ان اطعتم هذا الكلام فان ملوكا يتربعون على عرش داود، راكبين مركبات وخيولا يجتازون هم وخدامهم وشعبهم بوابات هذا القصر.
5- ولكن ان عصيتم هذه الوصايا، فقد اقسمت بنفسي يقول الرب، ان يتحول هذا القصر الى اطلال».
6- لانه هذا ما يقوله الرب عن قصر ملك يهوذا: «انت عزيز علي كجلعاد وكراس لبنان، ومع ذلك فاني ساجعلك قفرا ومدنا مهجورة.
7- ساجند عليك مهلكين مدججين بسلاحهم فيقطعون نخبة ارزك ويطرحونها الى النار.
8- وتعبر في هذه المدينة امم كثيرة، فيقول كل واحد لرفيقه: لماذا صنع الرب هكذا بهذه المدينة العظيمة؟
9- فيجيبون: لانهم نبذوا عهد الرب الههم وسجدوا للاوثان وعبدوها».
10- لا تنوحوا على الميت ولا تندبوه، انما ابكوا على المنفي الذي لن يرجع ولن يرى ارض موطنه
11- لانه هذا ما يعلنه الرب عن شلوم بن يوشيا ملك يهوذا، الذي تولى العرش عوض ابيه، والذي خرج منفيا من هذا المكان: «انه لن يرجع الى هنا بعد.
12- بل يموت في منفاه الذي سبوه اليه ولن يرجع ليرى هذه الارض ثانية».
13- «ويل لمن يبني بيته على الظلم ومخادعه العالية على الجور، الذي يستخدم جاره مجانا ولا يوفيه اجرة عمله،
14- الذي يقول: «سابني لنفسي بيتا رحبا وغرفا عالية فسيحة. وافتح له كوى واغشيه بالواح الارز وادهنه بالوان حمراء.
15- اتظن انك صرت ملكا لانك بنيت بيتك من الارز؟ اما اكل ابوك وشرب واجرى عدلا وحقا، فتمتع بالخيرات؟
16- قد قضى بالعدل للبائس والمسكين فاحرز خيرا. اليست هذه هي معرفتي؟» يقول الرب
17- «اما انت فعيناك وقلبك متهافتة على الربح الحرام، وعلى سفك الدم البريء، وعلى الظلم والابتزاز».
18- لذلك هذا ما يقوله الرب عن يهوياقيم بن يوشيا، ملك يهوذا: «لن يندبك احد قائلا: آه يااخي او آه يااختي، او يندبون عليه قائلين: آواه ياسيدي، او آه على جلاله.
19- بل يدفن دفن حمار، مجرورا ومطروحا خارج بوابات اورشليم».
20- «اصعدي يااورشليم الى لبنان واصرخي. اطلقي صوتك في باشان واعولي من عباريم لان جميع محبيك قد سحقوا.
21- حذرتك في اثناء عزك فقلت: لن اصغي. انت متمردة منذ صباك لا تسمعين لصوتي.
22- ستعصف الريح بكل رعاتك، ويذهب محبوك الى السبي. عندئذ يعتريك الخزي والعار لشرك.
23- ياساكنة لبنان المعششة في الارز، لشد ما تئنين عندما تفاجئك الاوجاع، فتكونين كامراة تقاسي من المخاض».
24- «حي انا» يقول الرب، «لو كان كنياهو بن يهوياقيم ملك يهوذا خاتما في يدي اليمنى لنزعته منها.
25- واسلمته لطالبي نفسه، الى ايدي من يفزع منهم، والى قبضة نبوخذناصر ملك بابل، والى ايدي الكلدانيين.
26- ساطوح به وبامه التي حملته الى ارض اخرى، لم يولدا فيها، وهناك يموتان.
27- ولن يعودا قط الى الارض التي يتوقان الى الرجوع اليها».
28- هذا الرجل كنياهو وعاء منبوذ محطم، واناء لا يحفل به احد. لماذا طوح به وبابنائه الى ارض لا يعرفونها؟
29- ياارض! ياارض! ياارض! اسمعي كلمة الرب:
30- «سجلوا ان هذا الانسان عقيم، رجل لن يفلح في حياته، ولن ينجح احد من ذريته في الجلوس على عرش داود وتولي ملك يهوذا».
 
23 24   كتاب ارميا 023 الرب
1- يقول الرب: «ويل للرعاة الذين يبيدون ويبددون غنم رعيتي (اي شعبي)».
2- لذلك هذا ما يقوله الرب اله اسرائيل عن الرعاة الذين يرعون شعبي: «لقد بددتم غنمي (اي شعبي) وطردتموها، ولم تتعهدوها. فها انا اعاقبكم على شر اعمالكم.
3- واجمع شتات غنمي من جميع الاراضي التي اجليتها اليها، واردها الى مراعيها فتنمو وتتكاثر،
4- واقيم عليها رعاة يتعهدونها فلا يعتريها خوف من بعد ولا ترتعد ولا تضل.

5- ها ايام مقبلة اقيم فيها لداود ذرية بر، ملكا يسود بحكمة، ويجري في الارض عدلا وحقا.
6- في عهده يتم خلاص شعب يهوذا، ويسكن شعب اسرائيل آمنا. اما الاسم الذي سيدعى به فهو: الرب برنا.
7- لذلك ها ايام مقبلة لا يردد فيها الناس من بعد: حي هو الرب الذي اخرج بني اسرائيل من ديار مصر.
8- بل يقولون: حي هو الرب الذي اخرج ذرية شعب اسرائيل، واتى بهم من ارض الشمال ومن كافة الديار التي اجلاهم اليها، فيسكنون في ارضهم».
9- ثم تكلم ارميا عن الانبياء الكذبة فقال: «ان قلبي منكسر في داخلي، وجميع عظامي ترتجف، فانا بتاثير الرب وبفعل كلامه المقدس كرجل سكران غلبت عليه الخمر
10- لان الارض قد اكتظت بالفاسقين، وناحت من عاقبة لعنة الله، فجفت مراعي الحقول لان مساعيهم باتت شريرة، وجبروتهم مسخر للباطل».
11- ويقول الرب: «النبي والكاهن كافران، وفي بيتي وجدت شرهما.
12- لذلك يضحي طريقهما مزالق لهما، تفضي بهما الى الظلمات التي يطردون اليها، ويهويان فيها لاني اجلب عليهما شرا في سنة عقابهما».
13- في اوساط انبيا ء السامرة شهدت امورا كريهة، اذ تنباوا باسم البعل، واضلوا شعبي اسرائيل.
14- وفي اوساط انبياء اورشليم رايت امورا مهولة: يرتكبون الفسق، ويسلكون في الاكاذيب، يشددون ايدي فاعلي الاثم لئلا يتوب احد عن شره. صاروا جميعا كسكان سدوم واصبح اهلها كاهل عمورة.
15- لذلك هذا ما يقوله الرب القدير عن الانبياء: «ها انا اطعمهم افسنتينا واسقيهم ماء مسموما، لانه من انبياء اورشليم شاع الكفر في كل ارجاء الارض».
16- «لا تسمعوا لاقوال الانبياء الذين يتنباون لكم ويخدعونكم بالاوهام، لانهم ينطقون برؤى مخيلاتهم، ولا يتكلمون بما اوحى به فمي.
17- قائلين باصرار لمن يحتقرونني: قد اعلن الرب ان السلام يسودكم ويرددون لكل من يجري وراء اهواء قلبه: لن يصيبكم ضر.
18- مع انه ليس بينهم من مثل في مجلس الرب وراى وانصت لكلمته، ولا من اصغى لقوله واطاعه.

19- ها عاصفة سخط الرب قد انطلقت، وزوبعة هوجاء قد ثارت لتجتاح رؤوس الاشرار.
20- فغضب الرب لن يرتد حتى ينجز مقاصد قلبه التي ستدركونها بوضوح في آخر الايام.
21- اني لم ارسل هؤلاء الانبياء، ومع ذلك انطلقوا راكضين، ولم اوح لهم ومع ذلك يتنباون.
22- لو مثلوا حقا في مجلسي لبلغوا كلامي لشعبي، ولكانوا ردوهم عن مساوئهم وعن شر اعمالهم.
23- العلي ارى فقط ما يجري عن قرب، ولست الها يرقب ما يجري عن بعد؟
24- ايمكن لاحد ان يتوارى في اماكن خفية فلا اراه؟ اما املا السماوات والارض؟
25- قد سمعت ما نطق به المتنبئون باسمي زورا قائلين: قد حلمت، قد حلمت.
26- الى متى يظل هذا الخداع مكنونا في قلوب المتنبئين زورا؟ انهم حقا انبياء خداع، يتنباون باوهام قلوبهم.
27- فينسون شعبي اسمي بما يقصه كل واحد منهم على صاحبه من احلامه، كما نسي آباؤهم اسمي لاجل وثن البعل.
28- فليقص النبي الحالم حلمه. ولكن من لديه كلمتي فليعلنها بالحق، اذ ماذا يجمع بين التبن والحنطة؟
29- اليست كلمتي كالنار، وكالمطرقة التي تحطم الصخور؟
30- لذلك ها انا اقاوم هؤلاء الانبياء الذين ينتحل كل منهم كلام الآخر،
31- واقاوم الانبياء الذين يسخرون السنتهم قائلين: الرب يقول هذا.
32- ها انا اقاوم المتنبئين باحلام كاذبة ويقصونها مضلين شعبي باكاذيبهم واستخفافهم، مع اني لم ارسلهم ولم اكلفهم بشيء. ولا جدوى منهم لهذا الشعب.
33- اذا سالك احد من هذا الشعب او نبي او كاهن: ما هو وحي قضاء الرب؟ فاجبهم: انتم وحي قضائه. وساطرحكم، يقول الرب.
34- اما النبي او الكاهن او اي واحد من الشعب يدعي قائلا: هذا وحي الرب، فاني ساعاقبه مع اهل بيته.
35- لذلك هكذا يواظب كل واحد على القول لصاحبه، وكل جار لجاره: ما هو جواب الرب؟ او بماذا تكلم الرب؟
36- اما ادعاء وحي الرب فلا تذكروه من بعد، فان كلمة المرء تغدو وحي قضائه، اذ قد حرفتم كلام الاله الحي، الرب القدير، الهنا.
37- لذلك هذا ما تسال به النبي: بماذا اجاب الرب، وبماذا تكلم؟»
38- فان ادعيتم وحي قضاء الرب، فهذا ما يعلنه الرب: لانكم ادعيتم وحي قضائه بعد ان حظرته عليكم قائلا: لا تقولوا هذا وحي قضائه»
39- لذلك ها انا انساكم تماما، واطردكم من محضري انتم والمدينة التي وهبتها لكم ولآبائكم.
40- والحق بكم عارا ابديا وخزيا لا ينسى».
 
24 24   كتاب ارميا 024 الرب
1- وبعدما سبى نبوخذناصر ملك بابل، يكنيا بن يهوياقيم ملك يهوذا مع سائر رؤساء يهوذا، والنجارين والحدادين، من اورشليم، واتى بهم الى بابل، اراني الرب في رؤيا سلتي تين موضوعتين امام هيكل الرب.
2- وكان في احدى السلتين تين جيد كالتين الباكوري، وفي الاخرى تين رديء تعاف النفس اكله من فرط رداءته.
3- فقال لي الرب: «ماذا ترى ياارميا؟» فاجبت: «تينا: الجيد منه يمتاز بجودته، والرديء منه تعافه النفس لفرط رداءته».

4- فقال الرب لي:
5- هذا ما يعلنه الرب اله اسرائيل: ساعتني بالمسبيين من يهوذا الذين اجليتهم لخيرهم عن هذا الموضع الى ارض الكلدانيين، كمثل هذا التين الجيد.
6- وسارعاهم بعيني لخيرهم، واردهم الى هذه الارض، وابنيهم ولا اهدمهم، واغرسهم ولا استاصلهم.
7- واهبهم قلبا ليعرفوا اني انا الرب، فيكونوا لي شعبا واكون لهم الها، لانهم يرجعون الي من كل قلوبهم.

8- اما صدقيا ملك يهوذا وعظماؤه وسائر اهل اورشليم الذين مكثوا في هذه الارض والذين نزحوا الى ديار مصر، فاني اجعلهم مثل هذا التين الرديء الذي تعاف النفس اكله لفرط رداءته.
9- واوقعهم في الضيق والشر في جميع ممالك الارض، واجعلهم عارا وعبرة واحدوثة ولعنة في جميع الاماكن التي اجليهم اليها.
10- واعرضهم للسيف والجوع والوباء حتى يفنوا في الارض التي وهبتها لهم ولآبائهم».
 
25 24   كتاب ارميا 025 الرب
1- النبوءة التي اوحى بها الرب الى ارميا عن جميع شعب يهوذا، في السنة الرابعة من حكم يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا، الموافقة للسنة الاولى من ملك نبوخذناصر ملك بابل،
2- والتي خاطب بها ارميا النبي كل شعب يهوذا وجميع سكان اورشليم قائلا:
3- «على مدى ثلاث وعشرين سنة، اي مند السنة الثالثة عشرة من حكم يوشيا بن آمون ملك يهوذا، وحتى هذا اليوم، والرب يوحي الي بكلمته، فخاطبتكم بها تكرارا منذ البدء ولكنكم لم تسمعوا.
4- ومع ان الرب قد واظب على ارسال عبيده الانبياء اليكم، فانكم لم تصغوا ولم تستمعوا لانذاراته.
5- وقد قالوا لكم: توبوا الآن. ليرجع كل واحد منكم عن طرقه الشريرة وممارساته الاثيمة فتقيموا في الارض التي وهبها لكم الرب على مدى الدهور،
6- ولا تضلوا وراء آلهة اخرى لتعبدوها وتسجدوا لها، ولا تثيروا غيظي بما تصنعه ايديكم من اوثان. عندئذ لا انزل بكم اذى.
7- غير انكم لم تسمعوا لي، بل اثرتم غيظي بما جنته ايديكم، فاستجلبتم على انفسكم الشر».

8- لذلك هكذا يقول الرب القدير: «لانكم عصيتم كلامي،
9- فها انا اجند جميع قبائل الشمال بقيادة نبوخذناصر عبدي، وآتي بها الى هذه الارض فيجتاحونها ويهلكون جميع سكانها مع سائر الامم المحيطة بها، واجعلهم مثار دهشة وصفير، وخرائب ابدية.
10- وابيد من بينهم اهازيج الفرح والطرب وصوت غناء العريس والعروس، وضجيج الرحى ونور السراج.
11- فتصبح هذه الارض باسرها قفرا خرابا، وتستعبد جميع هذه الامم لملك بابل طوال سبعين سنة.

12- وفي ختام السبعين سنة اعاقب ملك بابل وامته، وارض الكلدانيين على اثمهم، واحولها الى خراب ابدي»، يقول الرب.
13- «وانفذ في تلك الارض كل القضاء الذي نطقت به عليها، كل ما دون في هذا الكتاب وتنبا به ارميا على جميع الامم.
14- اذ ان امما كثيرة وملوكا عظماء يستعبدونهم ايضا، وهكذا اجازيهم بمقتضى افعالهم وما جنته ايديهم من اعمال اثيمة».
15- وهذا ما اعلنه لي الرب اله اسرائيل: «خذ كاس خمر غضبي من يدي، واسق منها جميع الامم التي ارسلك اليها،
16- فتشرب وتترنح، وتجن بفعل السيف الذي ارسله بينها».
17- فتناولت الكاس من يد الرب وسقيت منها جميع الامم التي بعثني اليها الرب:
18- اورشليم ومدن يهوذا وملوكها وعظماءها، لاجعلها قفرا خرابا ومثار صفير ولعنة الى هذا اليوم.
19- وسقيت منها كذلك فرعون ملك مصر وخدامه وعظماءه وكل شعبه،
20- وكل الغرباء المقيمين في وسطهم، وجميع ملوك ارض عوص، وسائر ملوك الفلسطينيين: ملوك اشقلون، وغزة، وعقرون وبقية اشدود،
21- وآدوم، وموآب، وبني عمون،
22- وكل ملوك صور وصيدون وملوك الجزائر عبر البحر،
23- وددان وتيماء وبوز، وكل ذوي الشعر المقصوص الزوايا،
24- وكل ملوك العرب، وسائر ملوك القبائل المنضمة اليهم المقيمين في الصحراء،
25- وكل ملوك زمري، وعيلام، وجميع ملوك مادي.
26- وكل ملوك الشمال، القريبين والبعيدين، الواحد تلو الآخر، وكل الممالك المنتشرة على وجه الارض. ثم بعد ذلك يشرب منها ملك بابل.
27- ثم قل لهم، هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسر ائيل: اشربوا واثملوا وتقياوا واسقطوا صرعى، ولا تقوموا من جراء السيف الذي ارسله في وسطكم.
28- وان ابوا ان يتناولوا الكاس من يدك ليشربوا منها، فقل لهم: هذا ما يعلنه الرب القدير: لابد لكم من شربها،
29- لاني شرعت اعاقب المدينة التي دعي اسمي عليها، فهل تفلتون انتم من العقاب؟ فها انا قد سلطت السيف على جميع سكان الارض، يقول الرب القدير.
30- اما انت فتنبا عليهم بكل هذا القضاء، وقل لهم: «الرب يزار من العلاء، ومن مسكن قدسه يدوي صوته. يزار زئيرا على مسكنه، ويجهر هاتفا على جميع سكان الارض كما يجهر الدائسون على العنب».
31- قد بلغت الجلبة جميع اقاصي الارض، لان للرب دعوى على الامم، فيدخل في محاكمة مع البشر، ويلقي بالاشرار الى السيف.
32- ها الشر يندفع من امة الى امة، وها زوبعة رهيبة تثور من اقصى اطراف الارض.
33- وينتشر قتلى غضب الرب في ذلك اليوم من اقصى الارض الى اقصاها. لا ينوح عليهم احد، ولا يجمعون ولا يدفنون، بل يصيرون نفاية فوق سطح الارض.

34- اعولوا ايها الرعاة وابكوا، تمرغوا في الرماد ياقادة الشعب، لان اوان ذبحكم قد حان، فاشتتكم فتسقطون (وتتناثرون) كاناء فاخر.
35- لن يبقى للرعاة ملجا يلوذون به، ولا مهرب لقادة الشعب.
36- اسمعوا صوت الرعاة وولولة قادة الشعب، لان الرب يتلف مراعيهم.
37- عم الخراب المواقع التي يسودها السلام من فرط غضب الله العنيف.
38- قد هجر كالشبل عرينه، لان الارض قد صارت خرابا من سيف العاتي، من شدة احتدام غضبه.
 
26 24   كتاب ارميا 026 الرب
1- وفي بداية حكم يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا، اوحى الرب بهذا الكلام قائلا:
2- هذا ما يعلنه الرب: «قف في ساحة هيكل الرب، وبلغ كل اهل مدن يهوذا القادمين للعبادة في هيكل الرب بجميع الكلام الذي امرتك ان تخاطبهم به. واياك ان تحذف كلمة.
3- لعلهم يسمعون ويرجع كل واحد منهم عن طريقه الاثيم، فامتنع عن الشر الذي نويت ان اوقعه بهم لسوء اعمالهم».
4- خاطبهم قائلا: «هذا ما يعلنه الرهب: ان لم تطيعوني فتسلكوا في شريعتي التي جعلتها امامكم،
5- وان لم تسمعوا لتحذيرات عبيدي الانبياء الذين ارسلتهم منذ البداية اليكم، ولم تصغوا اليهم،
6- فاني اجعل هذا الهيكل نظير شيلوه، وهذه المدينة لعنة لجميع امم الارض».
7- فسمع الكهنة والانبياء وسائر الشعب ارميا يردد هذا الكلام في هيكل الرب.

8- فلما فرغ ارميا من الادلاء بكل ما امره الرب ان يخاطب به الشعب، قبض الكهنة والانبياء وسائر الشعب عليه قائلين: «لابد ان تموت.
9- لماذا تنبات باسم الرب قائلا: ان مصير هذا الهيكل سيكون كمصير شيلوه، وهذه المدينة تصير خربا مهجورة؟». واحاط الشعب كله بارميا في بيت الرب.

10- وعندما سمع بذلك رؤساء يهوذا اقبلوا من قصر الملك الى هيكل الرب وجلسوا في مدخل بوابة هيكل الرب الجديدة،
11- ثم خاطب الكهنة والانبياء رؤساء يهوذا وسائر الشعب: «هذا الرجل يستحق حكم الموت. لانه تنبا على هذه المدينة بالدمار كما سمعتم بآذانكم».

12- فقال ارميا لجميع الرؤساء وكل الشعب: «الرب قد بعثني لاتنبا على هذا الهيكل وعلى هذه المدينة بكل القضاء الذي سمعتموه.
13- فالآن قوموا طرقكم واعمالكم، واطيعوا صوت الرب الهكم، فيمتنع عن الشر الذي قضى به عليكم.
14- اما انا فاني في ايديكم. اصنعوا بي ما يحلو لكم.
15- ولكن تيقنوا انكم ان قتلتموني فانكم تجلبون دما بريئا على انفسكم وعلى هذه المدينة وعلى اهلها، لان الرب قد بعثني حقا لاعلن قضاءه في مسامعكم».
16- عندئذ قال الرؤساء وكل الشعب للكهنة والانبياء: «هذا الرجل لا يستحق حكم الموت لانه خاطبنا باسم الرب الهنا».
17- ثم قام رجال من شيوخ البلاد وقالوا لجماعة الشعب:
18- «ان ميخا المورشتي تنبا في عهد حزقيا ملك يهوذا، وخاطب كل شعب يهوذا قائلا هذا ما يعلنه الرب القدير: ان صهيون ستحرث كحقل وتصير اورشليم كومة من الخرائب، وجبل الهيكل مرتفعا تنمو عليه اشجار الغاب.
19- فهل قتله حزقيا ملك يهوذا وكل شعب يهوذا؟ اما اتقى الرب واستعطفه، فامتنع الرب عن الشر الذي قضى به عليهم؟ اننا نكاد نجلب بلاء عظيما على انفسنا».
20- وكان هناك ايضا رجل آخر يدعى اوريا بن شمعيا من قرية يعاريم يتنبا باسم الرب، فتنبا على هذه المدينة وعلى هذه الارض بمثل نبؤة ارميا.
21- فبلغ كلامه مسامع الملك يهوياقيم وجميع محاربيه الاشداء وسائر الرؤساء، فطلب الملك قتله، فلما سمع اوريا بذلك خاف وهرب الى مصر.
22- فبعث الملك يهوياقيم رجالا الى مصر، منهم الناثان بن عكبور يصحبه نفر من المرافقين،
23- فاخرجوا اوريا من مصر واتوا به الى الملك يهوياقيم فقتله بالسيف، وطرح جثته في مقابر عامة الناس.
24- اما ارميا فقد حظي بحماية اخيقام بن شافان فلم يسلم لايدي الشعب ليقتلوه.
 
27 24   كتاب ارميا 027 الرب
1- وفي مستهل حكم يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا اوحى الرب بهذه النبوءة الى ارميا:
2- «هذا ما اعلنه الرب: اصنع لنفسك ربطا وانيارا وضعها على عنقك،
3- وابعث برسالة الى ملوك ادوم وموآب وبني عمون وصور وصيدون مع الرسل الموفدين الى اورشليم الى صدقيا ملك يهوذا،
4- واوصهم ان ينقلوا هذه الرسالة الى سادتهم قائلا: هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل:
5- انا بقوتي العظيمة وبذراعي الممدودة صنعت الارض بما عليها من بشر وبهائم، ووهبتها لمن طاب لي ان اهبها له.
6- والآن قد عهدت بجميع هذه الاراضي الى نبوخذناصر ملك بابل عبدي، واعطيته ايضا حيوان الحقل ليكون في خدمته.
7- فتستعبد له ولابنه ولحفيده جميع امم الارض، الى ان يحين موعد استعباد ارضه، عندئذ تستعبده امم كثيرة وملوك عظماء.
8- ولكن ان ابت اية امة او مملكة الاستعباد لنبوخذناصر ملك بابل، ورفضت ان تضع عنقها تحت نيره، فاني اعاقبها بالسيف والجوع والوباء الى ان ابيدهم بيده، يقول الرب.
9- فلا تصغوا الى انبيائكم الكذبة وعرافيكم وحالميكم وعائفيكم وسحرتكم القائلين لكم: لن تستعبدوا لملك بابل،
10- لانهم انما يتنباون لكم بالباطل ليبعدوكم عن ارضكم ولاجليكم عنها فتهلكوا
11- ولكن كل امة تستسلم لملك بابل وتستعبد له ابقيها في ارضها، يقول الرب، فتحرثها وتقيم فيها».
12- فبلغت صدقيا ملك يهوذا جميع هذا الكلام وقلت: «اخضعوا لملك بابل واخدموه وشعبه فتحيوا.
13- فلماذا تموت انت وشعبك بحد السيف والجوع والوباء كما قضى الرب على الامة التي لا تستعبد لملك بابل؟
14- لا تستمعوا لكلام الانبياء الكذبة الذين يقولون لكم: لا تستعبدوا لملك بابل لانهم يتنباون لكم كذبا،
15- فانا لم ارسلهم، يقول الرب، انما هم يتنباون باسمي كذبا لاجلكم فتطردون انتم وانبياؤكم المتنبئون لكم».

16- وقلت للكهنة وكل الشعب: «هذا ما يعلنه الرب: لا تسمعوا لكلام انبيائكم الكذبة الذين يتنباون لكم قائلين ان آنية هيكل الرب سترد سريعا من بابل، فانهم يتنباون لكم كذبا.
17- لا تصغوا لهم، بل اخدموا ملك بابل واحيوا، فلماذا تتحول هذه المدينة الى اطلال؟
18- وان كانوا حقا انبياء، وان كان حقا وحي الرب لديهم فليبتهلوا الى الرب القدير لكي لا يحمل ما تبقى من آنية هيكل الرب، وقصر ملك يهوذا، واورشليم الى بابل.

19- فان الرب القدير يقول عن الاعمدة، وبركة الماء والقواعد وسائر الآنية المتبقية في هذه المدينة
20- مما لم يستول عليها نبوخذناصر ملك بابل عندما سبى يكنيا بن يهوياقيم ملك يهوذا من اورشليم مع جميع اشراف يهوذا واورشليم،
21- فبقيت في هيكل الرب وفي قصر الملك وفي اورشليم:
22- انها ستحمل الى بابل وتبقى هناك الى يوم افتقادي، يقول الرب، فاسترجعها واردها الى هذا الموضع».
 
28 24   كتاب ارميا 028 الرب
1- وفي الشهر الخامس من السنة الرابعة في مستهل حكم صدقيا ملك يهوذا، قال لي حننيا بن عزور النبي الكاذب، الذي من جبعون، في حضور الكهنة وكل الشعب المجتمعين في هيكل الرب:
2- «هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: اني قد حطمت نير ملك بابل.
3- وبعد عامين ارد الى هذا الموضع كل آنية هيكل الرب التي استولى عليها نبوخذناصر ملك بابل من هذا المكان وحملها الى بابل.
4- وارد الى هذا الموضع يكنيا بن يهوياقيم ملك يهوذا، وكل سبي يهوذا الذين نفوا الى بابل، لاني ساحطم نير ملك بابل».
5- عندئذ قال ارميا النبي لحننيا المتنبيء امام الكهنة وسائر الشعب الماثل في هيكل الرب:
6- «آمين. ليحقق الرب هذا، وليتمم الرب كلامك الذي تنبات به، ويرد آنية هيكله وكل المسبيين من بابل الى هذا الموضع.
7- لكن اصغ الى هذه الكلمة التي انطق بها على مسمعك وعلى مسامع الشعب كله:
8- ان الانبياء الذين كانوا قبلي وقبلك في الازمان السالفة، تنباوا على بلدان كثيرة وممالك عظيمة بالحروب والجوع والوباء،
9- اما النبي الذي تنبا بالسلام، فعند تحقق نبوءته يعرف ان الرب قد ارسله حقا».
10- فاخذ حننيا المتنبيء الكاذب النير عن عنق ارميا النبي وحطمه،
11- وقال امام كل الشعب: «هذا ما يعلنه الرب: هكذا احطم نير نبوخذناصر ملك بابل بعد عامين عن اعناق جميع الامم». ثم مضى ارميا النبي في سبيله.
12- وبعد ان حطم حننيا المتنبيء الكاذب النير عن عنق ارميا قال الرب لارميا النبي:
13- «اذهب وقل لحننيا: هذا ما يعلنه الرب: انت حطمت انيار خشب، ولكني اعددت مكانها انيارا من حديد.
14- لان هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: اني قد وضعت نيرا من حديد على اعناق جميع الامم لتستعبد لنبوخذناصر ملك بابل، فيكونون له عبيدا وقد عهدت اليه ايضا بحيوان الحقل».
15- واضاف ارميا النبي مخاطبا حننيا المتنبيء: «اسمع ياحننيا، هذا ما يعلنه الرب: ان الرب لم يبعثك، وانت جعلت هذا الشعب يصدق كذبك.
16- لذلك هكذا يعلن الرب: ها انا ابيدك عن وجه الارض فتموت في هذه السنة لانك نطقت بالتمرد على الرب».
17- وفي الشهر السابع من تلك السنة عينها مات حننيا.
 
29 24   كتاب ارميا 029 الرب
1- هذا هو نص الرسالة التي بعث بها ارميا النبي من اورشليم الى بقية شيوخ المسبيين، والى الكهنة، والمتنبئين الكذبة، وسائر الشعب، ممن سباهم نبوخذناصر من اورشليم الى بابل،
2- وذلك بعد خروج يكنيا الملك والملكة والخصيان ورؤساء يهوذا والنجارين والحدادين من اورشليم.
3- وحمل هذه الرسالة العاسة بن شافان وجمريا بن حلقيا اللذان ارسلهما صدقيا ملك يهوذا الى نبوخذناصر ملك بابل، وقد ورد فيها:
4- هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل لكل المسبيين الذين اجليتهم من اورشليم الى بابل.
5- ابنوا بيوتا واقيموا فيها. اغرسوا بساتين وكلوا من نتاجها.
6- تزوجوا وانجبوا بنين وبنات، واتخذوا نساء لابنائكم وزوجوا بناتكم، وليلدن ابناء وبنات. وتكاثروا هناك، ولا تتناقصوا،
7- والتمسوا سلام المدينة التي سبيتكم اليها، وصلوا من اجلها الى الرب لان سلامكم يتوقف على سلامها.
8- لان هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: لا يخدعنكم انبياؤكم الكذبة المقيمون في وسطكم، والعرافون. لا تستمعوا الى احلامهم التي توهمكم بالامل،
9- لانهم يتنباون لكم باسمي كذبا، وانا لم ابعثهم»، يقول الرب.

10- ولكن بعد انقضاء سبعين سنة عليكم في بابل، التفت اليكم وافي لكم بوعودي الصالحة بردكم الى هذا الموضع.
11- لاني عرفت ما رسمته لكم. انها خطط سلام لا شر لامنحكم مستقبلا ورجاء.
12- فتدعونني وتقبلون، وتصلون الي فاستجيب لكم،
13- وتلتمسونني فتجدونني اذ تطلبونني بكل قلوبكم.
14- وحين تجدونني ارد سبيكم، واجمعكم من بين جميع الامم ومن جميع الاماكن التي شتتكم اليها.

15- ولانكم قلتم: قد بعث الرب فينا انبياء في بابل.
16- يقول الرب عن الملك الجالس على عرش داود، وعن سائر الشعب المقيم في المدينة من اقربائكم الذين لم يذهبوا الى السبي:
17- ها انا اقضي عليهم بالسيف والجوع والوباء، واجعلهم كتين رديء تعاف النفس اكله لفرط رداءته.
18- واتعقبهم بالسيف والجوع والوباء، واعرضهم للرعب في كل ممالك الارض، فيصبحون لعنة ومثار دهشة وصفير وعار في جميع الامم التي شتتهم اليها،
19- لانهم لم يطيعوا كلامي الذي انذرتهم به منذ البدء على لسان عبيدي الانبياء ولم يسمعوا».

20- اما انتم فاسمعوا كلمة الرب ياجميع المسبيين الذين اجليتهم عن اورشليم الى بابل.
21- يقول الرب القدير اله اسرائيل عن اخآب بن قولايا وعن صدقيا بن معسيا اللذين يتنبآن لكم باسمي زورا: «ها انا اسلمهما ليد نبوخذناصر ملك بابل فيقتلهما على مراى منكم،
22- فيصبحان مثل لعنة بين جميع المسبيين من يهوذا في بابل، فيقال: ليجعلك الله نظير صدقيا واخآب اللذين قلاهما ملك بابل بالنار،
23- لانهما ارتكبا الفواحش في اسرائيل وزنيا مع نساء اصحابهما وتنبآ باسمي نبوءات كاذبة لم آمرهما بها. فانا العارف والشاهد» يقول الرب.
24- وايضا قل لشمعيا النحلامي:
25- «هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: لقد بعثت برسائل باسمك الى جميع الشعب المقيم في اورشليم، والى صفنيا بن معسيا الكاهن والى سائر الكهنة قائلا:
26- ان الرب قد اقامك كاهنا عوض يهوياداع الكاهن لتكونوا جميعا ولاة في هيكل الرب، فتضعوا حدا لكل رجل مجنون ومتنبيء فتزج به في المقطرة والقيود.
27- فما بالكم لا تزجرون ارميا العناثوثي الذي تنبا لكم؟
28- انه قد بعث الينا في بابل قائلا: ان حقبة السبي طويلة، فابنوا لانفسكم بيوتا واقيموا فيها، واغرسوا بساتين وكلوا من ثمارها».
29- فقرا صفنيا الكاهن هذه الرسالة على مسمع ارميا النبي.

30- فاوحى الرب الى ارميا بهذه الكلمة:
31- «ابعث الى جميع المسبيين قائلا: هذا ما يعلنه الرب عن شمعيا النحلامي: بما ان شمعيا قد تنبا لكم مع اني لم ارسله وجعلكم تصدقون الكذب،
32- فلذلك يقول الرب: ها انا اعاقب شمعيا وذريته فلا يمتد العمر باحد منهم بين هذا الشعب ليشهد الخير الذي ساجريه على شعبي، لانه نطق بالتمرد علي».
 
30 24   كتاب ارميا 030 الرب
1- ثم اوحى الرب بهذه النبوءة الى ارميا قائلا:
2- هذا ما يعلنه الرب اله اسرائيل: «دون في كتاب كل ما امليته عليك،
3- ها ايام مقبلة ارد فيها سبي شعبي اسرائيل ويهوذا، واعيدهم الى الارض التي اعطيتها لآبائهم فيرثونها».

4- ثم خاطب الرب اسرائيل ويهوذا: بهذا الكلام:
5- «هذا ما يعلنه الرب: سمعنا صراخ رعب. عم الفزع وانقرض السلام.
6- اسالوا وتاملوا: ايمكن للرجل ان يحمل؟ اذا ما لي ارى كل رجل يضع يديه على حقويه كامراة تقاسي من المخاض، وقد اكتسى كل وجه بالشحوب؟
7- ما ارهب ذلك اليوم اذ لا مثيل له! هو زمن ضيق على ذرية يعقوب، ولكنها ستنجو منه.
8- في ذلك اليوم، يقول الرب القدير، احطم انيار اعناقهم، واقطع ربطهم، فلا يستعبدهم غريب فيما بعد.
9- بل يعبدون الرب الههم، وداود (اي المسيا) ملكهم الذي اقيمه لهم.

10- فلا تفزع يا(نسل) عبدي يعقوب، ولا تجزع يااسرائيل، فاني اخلصك من الغربة، وانقذ ذريتك من ارض سبيهم، فيرجع نسل اسرائيل ويطمئن ويستريح من غير ان يضايقه احد.
11- لاني معك لاخلصك، يقول الرب، فابيد جميع الامم التي شتتك بينها. اما انت فلن افنيك بل اؤدبك بالحق ولا ابرئك تبرئة كاملة».
12- لان هذا ما يعلنه الرب: «ان جرحك لا شفاء له وضربتك لا علاج لها.
13- اذ لا يوجد من يدافع عن دعواك، ولا عقار لجرحك، ولا دواء لك.
14- قد نسيك محبوك، واهملوك اهمالا، لاني ضربتك كما يضرب عدو، وعاقبتك عقاب مبغض قاس، لان اثمك عظيم وخطاياك متكاثرة.
15- لماذا تنوحين من ضربتك؟ ان جرحك مستعص من جراء اثمك العظيم وخطاياك المتكاثرة، لهذا اوقعت بك المحن.
16- ولكن سياتي يوم يفترس فيه جميع مفترسيك ويذهب جميع مضايقيك الى السبي، ويصبح ناهبوك منهوبين،
17- لاني ارد لك عافيتك وابريء جراحك، يقول الرب، لانك دعيت منبوذة، صهيون التي لا يعبا بها احد».
18- وهذا ما يعلنه الرب: «ها انا ارد سبي ذرية يعقوب الى منازلهم، وارحم مساكنهم، فتبنى المدينة على رابيتها، وينتصب القصر كالعهد به.
19- وتصدر عنهم ترانيم الشكر مع اهازيج اصوات المطربين، واكثرهم فلا يكونون قلة، واكرمهم فلا يستذلون.
20- ويكون ابناؤهم مفلحين كما في العهد الغابر، ويثبت جمهورهم امامي، واعاقب جميع مضايقيهم.
21- ويكون قائدهم منهم، ويخرج حاكمهم من وسطهم فاستدنيه فيدنو مني، اذ من يجرؤ على الاقتراب مني من نفسه؟
22- وتكونون لي شعبا واكون لكم الها».

23- انظروا، ها عاصفة غضب الرب قد تفجرت، زوبعة هائجة تثور فوق رؤوس الاشرار.
24- لن يرتد غضب الرب المحتدم حتى ينجز وينفذ مقاصد فكره. وهذا ما ستفهمونه في آخر الايام.
 
31 24   كتاب ارميا 031 الرب
1- ويقول الرب: «في ذلك الوقت اكون الها لجميع عشائر اسرائيل، وهم يكونون لي شعبا.
2- قد نال الناجون من السيف نعمة في الصحراء (اي في اثناء السبي) عندما ذهبت لاريح اسرائيل».
3- ظهر لي الرب قائلا: «احببتكم حبا ابديا، لذلك اجتذبتكم الي برحمة.
4- لهذا ابنيك ياعذراء اسرائيل (اي اورشليم) فتبنين، وتتزينين ثانية بدفوفك، وتبرزين في مراقص الطربين.
5- تغرسين كروما ثانية فوق جبال السامرة. يغرس الفلاحون ويجنون الثمار.
6- لانه سياتي يوم ينادي فيه المراقبون في جبل افرايم قائلين: هلموا فنصعد الى صهيون الى الرب الهنا».
7- فان هذا ما يعلنه الرب: «رنموا بهتاف ليعقوب، اهتفوا لراس الامم، اعلنوا وسبحوا وقولوا: انقذ يارب شعبك، بقية اسرائيل».
8- ها انا آتي بهم من بلاد الشمال، واجمعهم من اقصى اطراف الارض، وفيهم الاعمى والاعرج، الحبلى والماخض، فيرجع حشد عظيم الى هنا.
9- سيرجعون بنوح، وبتضرعات اهديهم. الى جوار جداول المياه اسيرهم فيمشون في طريق مستقيمة لا يعثرون فيها، لاني اب لاسرائيل، وافرايم بكري».
10- «فاسمعوا كلام الرب ايها الامم، واذيعوا في الجزائر البعيدة، وقولوا: «الذي بدد شعب اسرائيل هو الذي يجمعه ويحافظ عليه كما يحافظ الراعي على قطيعه.
11- لان الرب افتدى اسرائيل وفكه من يد من هو اقوى منه.
12- فيقبلون مرنمين بهتاف على مرتفعات صهيون، ويبتهجون بخيرات الرب من حنطة وخمر جديد وزيت وحملان وعجول، وتكون نفوسهم كجنة مروية، ولا يعتريهم حزن بعد.
13- حينئذ تبتهج العذارى بالرقص، ويطر ب الشيوخ والشبان على حد سواء. احول نوحهم الى سرور واستبدل حزنهم بالفرح والطمانينة.
14- واشبع نفوس الكهنة من الخيرات، ويمتليء شعبي من نعمتي».
15- وهذا ما يعلنه الرب: «قد تردد في الرامة صوت ندب وبكاء مر. راحيل تنوح على ابنائها وتابى ان تتعزى عنهم لانهم غير موجودين».
16- وهذا ما يعلنه الرب: «كفي صوتك عن البكاء وعينيك عن العبرات لان لعملك ثوابا»، يقول الرب، «اذ لابد ان يرجع اولادك من ارض العدو.
17- فلغدك رجاء»، يقول الرب، «اذ سيرجع اولادك الى موطنهم.

18- قد سمعت افرايم ينتحب قائلا: ادبتني فتادبت كعجل غير مروض. ارجعني فارجع لانك انت الرب الهي.
19- فقد تبت بعد ان غويت، وبعد ان تعلمت صفقت على فخذي ندما. خجلت وخزيت لاني حملت عار حداثتي.
20- هل افرايم ابن اثير لدي؟ اليس هو ابنا مسرا؟ لاني مع كثرة تنديدي به فاني مازلت اذكره، لذلك يشتاق قلبي اليه، واكن له الرحمة»، يقول الرب.

21- «انصبي لنفسك معالم. اقيمي لنفسك انصابا. تاملي في الطريق الرئيسية، في السبيل الذي سلكته. ارجعي ياعذراء صهيون. ارجعي الى مدنك هذه.
22- الى متى تظلين هائمة على وجهك ايتها الابنة الغادرة؟ قد خلق الرب شيئا جديدا في الارض: انثى تحمي رجلا».
23- وهذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: «سيرددون هذه العبارة مرة اخرى في ارض يهوذا وفي ارجاء مدنها، عندما اردهم من سبيهم: ليباركك الرب يامسكن البر، ياايها الجبل المقدس.
24- فيقيم هناك يهوذا وكل اهل مدنه والفلاحون والسارحون بقطعانهم.
25- لاني سانعش النفس المعيية، واشبع النفوس الواهنة».
26- وآنئذ استيقظت وتاملت، وطاب لي نومي.

27- «ها ايام مقبلة»، يقول الرب، «اكثر فيها ذرية اسرائيل ويهوذا، واضاعف نتاج بهائمهم اضعافا.
28- وكما تربصت بهم لاستاصل واهدم وانقض واهلك واسيء، كذلك اسهر عليكم لابنيكم واغرسكم»، يقول الرب.
29- «وفي تلك الايام لن يقول احد: قد اكل الآباء الحصرم فضرست اسنان الابناء».
30- بل كل واحد يموت باثمه، ومن ياكل حصرما تضرس اسنانه.
31- «ها ايام مقبلة»، يقول الرب اقطع فيها عهدا جديدا مع ذرية اسرائيل ويهوذا،
32- لا كالعهد الذي ابرمته مع آبائهم، يوم اخذتهم بيدهم لاخرجهم من ديار مصر، فنقضوا عهدي، لذلك اهملتهم.
33- ولكن هذا هو العهد الذي ابرمه مع ذرية اسرائيل بعد تلك الايام»، يقول الرب: «ساجعل شريعتي في دواخلهم، وادونها على قلوبهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا.
34- ولا يحض في ما بعد كل واحد قريبه قائلا: اعرف الرب الهك لانهم جميعا سيعرفونني، من صغيرهم الى كبيرهم، لاني ساصفح عن اثمهم ولن اذكر خطاياهم من بعد».

35- وهذا ما يعلنه الرب الذي جعل الشمس للاضاءة في النهار، وحكم على القمر والكواكب للانارة ليلا، الذي يثير البحر فتصخب امواجه، واسمه الرب القدير.
36- «ان كانت هذه الاحكام تزول من امامي فان ذرية اسرائيل تكف عن ان تكون لي امة».
37- وهذا ما يعلنه الرب: «ان امكن قياس السماوات من فوق، والتنقيب عن اسس الارض من تحت، عندئذ انبذ ذرية اسرائيل بسبب كل ما ارتكبوه».

38- «ها ايام مقبلة يعاد فيها بناء هذه المدينة للرب من برج حننئيل الى باب الزاوية.
39- ويمتد خط القياس من هناك الى اكمة جارب ويلتف الى جوعة.
40- ويصبح كل وادي الجثث والرماد، وسائر الحقول الى وادي قدرون حتى زاوية باب الخيل شرقا قدسا للرب، ولن تستاصل او تهدم الى الابد».
 
32 24   كتاب ارميا 032 الرب
1- هذه هي النبوءة التي اوحى بها الرب الى ارميا في السنة العاشرة من حكم صدقيا ملك يهوذا، الموافقة للسنة الثامنة عشرة لملك نبوخذناصر.
2- وكان جيش ملك بابل آنئذ يحاصر اورشليم، وارميا النبي معتقلا في دار السجن في قصر ملك يهوذا،
3- لان صدقيا الملك اعتقله قائلا: «لماذا تتنبا مناديا ان هذا ما يعلنه الرب: ها انا اسلم هذه المدينة الى يد ملك بابل فيستولي عليها؟
4- وكذلك لن يفلت صدقيا ملك يهوذا من يد الكلدانيين، بل يقبض عليه ويمثل امام ملك بابل فيخاطبه وجها لوجه وعيناه تنظر ان عينيه
5- ويسبى صدقيا الى بابل ويمكث هناك الى ان يموت، يقول الرب. وان حاربتم الكلدانيين فانكم لا تنجحون».

6- فاجاب ارميا: «قد اعلن لي الرب قضاءه قائلا:
7- ها حنمئيل ابن عمك شلوم قادم اليك قائلا: اشتر حقلي الذي في عناثوث لان لك حق الفكاك عن طريق الشراء.
8- وما لبث ان جاء حنمئيل ابن عمي الي في دار السجن بمقتضى كلمة الرب وقال لي: اشتر حقلي الذي في عناثوث في ارض بنيامين، لان لك حق الارث والفكاك. حينئذ ادركت ان تلك كانت كلمة الله.
9- فاشتريت الحقل الذي في عناثوث من حنمئيل ابن عمي، ووزنت له سبعة عشر شاقلا (حوالي مئتي جرام) من الفضة.
10- ثم سجلت عقد البيع في صك وختمته، واشهدت شهودا، ووزنت الفضة بميزان.
11- واخذت صك البيع المختوم المتضمن بنود العقد مع نسخة غير مختومة،
12- واودعت صك البيع عند باروخ بن نيريا بن محسيا بمحضر حنمئيل ابن عمي والشهود الذين وقعوا على صك البيع، وامام جميع اليهود الجالسين في دار السجن.
13- واوصيت باروخ امامهم قائلا:
14- هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: خذ هذين الصكين: صك البيع المختوم، والصك غير المختوم، واحفظهما في اناء خزفي لمدة طويلة،
15- لان الرب القدير اله اسرائيل يقول: ان بيوتا وحقولا وكروما ستشترى بعد في هذه الارض».
16- وبعد ان اودعت الصك باروخ بن نيريا صليت الى الرب قائلا:
17- آه ايها السيد الرب، انك انت الذي صنعت السماوات والارض بقوتك العظيمة وذراعك الممدودة ولا يتعذر عليك امر.
18- انت الذي تبدي احسانك لالوف، وتعاقب ذنب الآباء في الابناء من بعدهم. انت هو الاله العظيم القدير اسمه.
19- عظيم في المشورة وقادر في العمل، وعيناك مفتوحتان تراقبان جميع طرق الانسان لتجازي كل واحد حسب تصرفاته وثمار اعماله.
20- وقد اجريت آيات ومعجزات في ديار مصر، ومازلت تجريها الى هذا اليوم في شعب اسرائيل وبين سائر البشر، وجعلت اسمك يطبق الآفاق كما هو جار في هذا اليوم،
21- واخرجت شعبك اسرائيل من ديار مصر بآيات ومعجزات، وبيد قديرة وذراع ممدودة، وما القيته من خوف شديد في قلوب اهلها،
22- ووهبت الشعب هذه الارض التي اقسمت لآبائهم ان تهبها لهم، ارضا تفيض لبنا وعسلا،
23- فدخلوا وورثوها. ولكنهم لم يطيعوا صوتك ولم يسلكوا وفق شريعتك ولم يفعلوا ما امرتهم به، لذلك اوقعت بهم هذا الشر كله.
24- انظر، ها المتاريس قد اقيمت حول المدينة للاستيلاء عليها، ومن جراء السيف والجوع والوباء اصبحت المدينة في يد الذين يحاربونها من الكلدانيين. فكل ما نطقت به قد تم، وها انت على ذلك شاهد.
25- وقد قلت لي ايها السيد الرب: اشتر الحقل بفضة، واشهد شهودا مع ان المدينة قد سقطت في يد الكلدانيين».
26- ثم كلم الرب ارميا:
27- «انظر، انا الرب اله كل بشر. هل يتعذر علي امر؟
28- لذلك ها انا اسلم هذه المدينة الى يد الكلدانيين والى يد نبوخذناصر ملك بابل، فيستولي عليها.
29- ويقتحمها الكلدانيون الذين يحاربون هذه المدينة، ويضرمون فيها النار ويحرقونها هي وبيوتها التي اصعدوا على سطوحها بخورا وسكائب خمر للبعل ولآلهة الاوثان، ليثيروا سخطي.
30- ان ابناء اسرائيل وابناء يهوذا جدوا في ارتكاب الشر امامي منذ حداثتهم، فاثاروا سخطي بما جنته ايديهم.
31- قد اججت هذه المدينة، منذ بنائها الى هذا اليوم، غضبي وغيظي، ودفعتني حتى امحوها من امام وجهي،
32- لفرط شر ابناء اسرائيل وابناء يهوذا الذي ارتكبوه، فاثاروا سخطي هم وملوكهم ورؤساؤهم وكهنتهم وانبياؤهم الكذبة ورجال يهوذا واهل اورشليم.
33- واولوني ظهورهم وليس وجوههم. ومع اني علمتهم منذ البدء مرة تلو الاخرى، الا انهم لم يسمعوا ليقبلوا تاديبي.
34- ونصبوا اوثانهم الرجسة في الهيكل الذي دعي اسمي عليه لينجسوه.
35- وبنوا المرتفعات للبعل في وادي ابن هنوم ليجيزوا في النار ابناءهم وبناتهم لمولك، وهو ما لم آمرهم به، ولم يخطر لي ببال ان يرتكبوا هذا الرجس ويجعلوا شعب يهوذا يقترف الاثم.

36- لذلك هذا ما يعلنه الرب اله اسرائيل الآن عن هذه المدينة التي تقولون عنها انها سلمت الى يد ملك بابل بالسيف والجوع والوباء.
37- ها انا اعود فاجمعهم من جميع البلدان التي شتتهم اليها في غضبي وغيظي وسخطي الشديد، واردهم الى هذا الموضع واسكنهم آمنين،
38- فيكونون لي شعبا واكون لهم الها.
39- واعطيهم قلبا واحدا وطريقا واحدا ليتقوني كل الايام، وذلك لخيرهم وخير اولادهم من بعدهم.
40- وابرم معهم عهدا ابديا ان لا اكف عن الاحسان اليهم، واضع تقواي في قلوبهم لئلا يرتدوا عني،
41- واسر بالاحسان اليهم، واغرسهم في هذه الارض بالحق من كل قلبي ونفسي.
42- وكما اوقعت بهذا الشعب كل هذا الشر العظيم، كذلك امتعهم بجميع الخيرات التي وعدتهم بها.
43- فتشترى الحقول في هذه الارض التي تدعون انها خربة هجرها الانسان والحيوان، وقد استولى عليها الكلدانيون.
44- فتشترى الحقول بفضة، وتسجل بنود العقود في الصكوك وتختم، ويوقع الشهود في ارض بنيامين والقرى المجاورة لاورشليم، وفي مدن يهوذا وفي المناطق الجبلية وفي مدن السهل، ومدن الجنوب لاني ارد سبيهم، يقول الرب».
 
33 24   كتاب ارميا 033 الرب
1- واوحى الرب ثانية بهذه النبوءة الى ارميا، وهو ما زال معتقلا في دار السجن قائلا:
2- «هذا ما يعلنه الرب صانع الارض، الرب الذي صورها وثبتها، يهوه اسمه
3- ادعني فاجيبك واطلعك على عظائم وغرائب لم تعرفها.
4- لان هذا ما يعلنه الرب اله اسرائيل عن بيوت هذه المدينة وعن قصور ملوك يهوذا التي تم هدمها، ليقام منها سور دفاع ضد متاريس الحصار والمجانيق.
5- في القتال الناشب مع الكلدانيين الذين سيملاون المدن بجثث القتلى الذين ضربتهم في احتدام غضبي وغيظي، لاني قد حجبت وجهي عن هذه المدينة لشرهم.
6- ولكن لا البث ان ارد لها العافية والشفاء. ابرئهم وابدي لهم وفرة السلام والامن.
7- وارد سبي يهوذا واسرائيل، وابنيهم كما في العهد السابق.
8- واطهرهم من كل اثمهم الذي اقترفوه في حقي، واصفح عن ذنوبهم التي اخطاوا بها الي، وعن جميع تعدياتهم علي.
9- وتصبح هذه المدينة مبعث سرور لي، وتسبحة وافتخارا لدى جميع امم الارض التي يبلغها كل ما اسديته من خير اليها، فتخاف وترتعد بفضل ما اغدقته عليها من احسان وازدهار.
10- وهذا ما يعلنه الرب: في هذا الموضع الذي تقولون عنه انه خراب هجره الانسان والحيوان، وفي مدن يهوذا وشوارع اورشليم الموحشة المقفرة من الناس، والتي لا يقيم فيها حيوان، ستتردد فيها ثانية
11- اصوات الطرب والسرور، وهتاف العريس والعروس، واصوات المقبلين الى هيكل الرب بقرابين الشكر القائلين: احمدوا الرب القدير، لان الرب صالح ورحمته الى الابد تدوم، لاني ارد سبي الارض فتصبح آهلة كالايام الخوالي.
12- في هذا الموضع الخرب المقفر من الانسان والحيوان، وفي جميع مدنه، ستكون مساكن للرعاة يربضون فيها قطعانهم.
13- وفي مدن المناطق الجبلية ومدن السفوح القريبة، ومدن النقب، وفي ارض بنيامين وفي القرى المجاورة لاورشليم، وفي مدن يهوذا تمر الغنم امام المحصي.
14- «ها ايام مقبلة»، يقول الرب، «اتمم فيها الوعد الذي تعهدت به لذرية يهوذا ولذرية اسرائيل.
15- في تلك الايام انبت من نسل داود غصن بر يجري عدلا وبرا في الارض.
16- في تلك الايام يخلص يهوذا، وتسكن اورشليم آمنة، وهذا هو الاسم الذي تدعى به: الرب برنا.
17- لان هذا ما يعلنه الرب: لن ينقرض من نسل داود رجل يجلس على عرش بيت اسرائيل.
18- ولن ينقرض من امامي رجل من الكهنة واللاويين يصعد محرقة، ويقدم تقدمة حنطة، ويقرب ذبيحة مدى الدهر».

19- ثم اوحى الرب الى ارميا بهذه النبوءة:
20- «هذا ما يقوله الرب: ان استطعتم ان تنقضوا عهدي مع النهار، ومع الليل، بحيث لا يحل النهار والليل في اوانهما،
21- يمكن ان تنقضوا عهدي مع عبدي داود، فلا يكون من ذريته ابن يملك على عرشه، ومع الكهنة واللاويين خدامي.
22- واكثر ذرية داود عبدي وذر اري اللاويين خدامي، واجعلها في كثرة نجوم السماء التي لا تحصى، وكرمل البحر الذي لا يعد».

23- ثم اوحى الرب الى ارميا بهذه النبوءة.
24- «الم تسمع ما قاله ذلك الشعب: قد نبذ الرب العشيرتين اللتين اختارهما؟ كذلك احتقروا شعبي وكانهم لم يعودوا امة.
25- وهذا ما يعلنه الرب: ان كنت لم اعقد ميثاقا مع النهار والليل، ولم اسن احكاما للسماوات والارض،
26- فاني ارفض ذرية يعقوب وداود عبدي، فلا اصطفي من ذريته من يحكم على نسل ابراهيم واسحق ويعقوب. ولكني سارد سبيهم وارحمهم».
 
34 24   كتاب ارميا 034 الرب
1- هذه هي النبوءة التي اوحى بها الرب الى ارميا، عندما كان نبوخذناصر وجميع جيشه وسائر قوات ممالك الارض الخاضعة له، وكل الشعوب يحاربون اورشليم ومدنها.
2- «هذا ما يعلنه الرب اله اسرائيل: اذهب وخاطب صدقيا ملك يهوذا وقل له: هذا ما يعلنه الرب: ها انا اسلم هذه المدينة الى يد ملك بابل فيحرقها بالنار.
3- وانت لن تفلت من قبضته، بل تؤسر وتسلم اليه، فترى ملك بابل وجها لوجه، وتكلمه فما لفم، وتقاد الى بابل.
4- فاسمع كلمة الرب ياصدقيا ملك يهوذا، فهذا ما يعلنه الرب عنك: لن تموت قتلا بالسيف،
5- بل تموت بسلام. وكما كانت حرائق الدفن تقام لآبائك السالفين، كذلك يقيمون الحرائق لك ويندبونك نائحين: وا سيداه. لاني انا قضيت، يقول الرب».
6- فخاطب ارميا النبي صدقيا ملك يهوذا بكل هذا الكلام في اورشليم،
7- بينما كان جيش ملك بابل يحارب اورشليم وما تبقى من مدن يهوذا: لخيش وعزيقة، لان هاتين المدينتين هما كل ما تبقى من مدن يهوذا الحصينة.
8- وهذه هي النبوءة التي اوحى بها الرب الى ارميا النبي، بعدما ابرم عهدا مع اهل اورشليم كلهم لاعلان العتق
9- يعتق كل واحد عبده وامته، العبراني والعبرانية فلا يستعبد احد يهوديا من اخوته.
10- فاستجاب جميع الرؤساء وسائر الشعب الذين دخلوا في العهد الذي ينص على تحرير كل واحد عبده وامته، فلا يستعبدهما من بعد. واطاعوا العهد واعتقوا.
11- ولكنهم ما لبثوا ان استردوا العبيد والاماء الذين اعتقوهم، واستعبدوهم من جديد.
12- فاوحى الرب بهذه النبوءة الى ارميا:
13- «هذا ما يعلنه الرب اله اسرائيل: اني عقدت ميثاقا مع آبائكم حين اخرجتهم من ديار مصر من ارض العبودية قائلا:
14- ليطلق كل واحد منكم في ختام سبع سنين اخاه العبراني الذي باع نفسه لك، وخدمك ست سنوات، ليكون حرا. فلم يطعني آباؤكم ولم يسمعوا لي.
15- وها انتم اليوم تبتم، وصنعتم ما هو قويم في عيني، داعين كل واحد لتحرير قريبه، وقطعتم عهدا امامي في الهيكل الذي دعي باسمي.
16- ثم ما لبثتم ان عدتم فنجستم اسمي، واسترد كل واحد منكم عبده وامته الذين اعتقتموهم احرارا، بمقتضى رغبتهم، ثم استعبدتموهم من جديد».
17- لذلك يقول الرب: «لانكم لم تطيعوني ولم تنادوا بعتق اخوتكم، لذلك سانادي انا بعتقكم فاطلقكم لتسقطوا بحد السيف والوباء والجوع، واجعلكم عرضة للرعب في جميع ممالك الارض،
18- واسلم الناس الذين تعدوا على عهدي ولم ينفذوا بنود ميثاقي الذي قطعوه امامي (عندما) شقوا العجل الى شطرين واجتازوا بينهما،
19- من رؤساء يهوذا ومن رؤساء اورشليم والخصيان والكهنة وشعب الارض جميعه، الذين اجتازوا بين شطري العجل،
20- الى يد اعدائهم وطالبي نفوسهم، فتصبح جثثهم ماكلا لجوارح السماء ولوحوش الارض.
21- وادفع صدقيا ملك يهوذا ورؤساءه الى يد اعدائهم وطالبي نفوسهم، والى يد جيش ملك بابل الذين انسحبوا من محاصرتكم.
22- ها انا آمرهم، يقول الرب، فيرجعون لمحاربة هذه المدينة ويستولون عليها ويحرقونها بالنار، واجعل مدن يهوذا اطلالا خاوية».
 
35 24   كتاب ارميا 035 الرب
1- هذه هي النبوءة التي اوحى بها الرب الى ارميا، في عهد يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا.
2- «امض الى بيت الركابيين وخاطبهم، ثم ادخلهم الى هيكل الرب الى احدى الحجرات الداخلية، واسقهم خمرا».
3- فاخذت يازنيا بن ارميا بن حبصينيا واخوته وجميع ابنائه وكل افراد بيت الركابيين،
4- ودخلت بهم الى هيكل الرب الى مخدع بني حانان بن يجدليا رجل الله القائم الى جوار مخدع الرؤساء، الذي فوق مخدع معسيا بن شلوم حارس باب الهيكل،
5- ثم وضعت امام الركابيين جرارا ملآنة بالخمر وكؤوسا، وقلت لهم: «اشربوا خمرا».
6- فاجابوا: «نحن لا نشرب خمرا، لان يوناداب بن ركاب ابانا اوصانا: لا تشربوا خمرا انتم ولا ابناؤكم الى الابد.
7- ولا تشيدوا بيتا، ولا تزرعوا زرعا، ولا تغرسوا كروما، ولا تمتلكوا واحدا منها، بل اقيموا في خيام طوال حياتكم، فتطول ايامكم على وجه الارض التي انتم فيها متغربون.
8- فاطعنا وصية يوناداب ابينا في كل ما امرنا به، فلم نشر ب خمرا طوال حياتنا نحن ونساؤنا وابناؤنا وبناتنا،
9- ولم نشيد بيوتا نقيم فيها، ولم نملك كرما او حقلا او زرعا،
10- انما سكنا في خيام. لقد اطعنا وعملنا بكل ما اوصانا به ابونا يوناداب.
11- فلما زحف نبوخذناصر على البلاد قلنا: تعالوا لنلجا الى اورشليم هربا من جيش الكلدانيين والاراميين، وهكذا اقمنا في اورشليم».
12- فاوحى الرب بهذه النبوءة الى ارميا:
13- «هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسر ائيل: انطلق وقل لرجال يهوذا ولاهل اورشليم: الا تقبلون تاديبا فتسمعوا كلامي؟
14- ها وصية يوناداب بن ركاب التي اوصى بها ابناءه قائلا لا تشربوا خمرا، قد نفذوها، فلم يشربوا خمرا الى هذا اليوم، لانهم اطاعوا امر ابيهم. اما انا فقد انذرتكم منذ البدء فلم تسمعوا لي،
15- وبعثت اليكم جميع عبيدي الانبياء، الواحد تلو الآخر قائلا: «ليرجع كل واحد عن طريقه الشرير، وقوموا اعمالكم، ولا تضلوا وراء آلهة اخرى لتعبدوها، فتستوطنوا الارض التي وهبتها لكم ولآبائكم»، فلم تسمعوا ولم تطيعوني.
16- لقد نفذ ابناء يوناداب بن ركاب وصية ابيهم التي امرهم بها، اما هذا الشعب فلم يسمع لي.
17- لذلك هكذا يقول الرب القدير اله اسرائيل: ساوقع على شعب يهوذا وعلى جميع اهل اورشليم كل ما قضيت به عليهم من عقاب، لاني انذرتهم فلم يسمعوا، ودعوتهم فلم يجيبوا».
18- وقال ارميا لبيت الركابيين: «هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: بما انكم اطعتم وصية ابيكم يوناداب ونفذتم جميع اوامره وعملتم بها،
19- لذلك هكذا يقول الرب القدير اله اسرائيل: لا ينقرض من ذرية يوناداب بن ركاب رجل يمثل امامي كل الايام».
 
36 24   كتاب ارميا 036 الرب
1- وفي السنة الرابعة من حكم يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا، اوحى الرب بهذه النبوءة الى ارميا:
2- «خذ لك درج كتاب ودون فيه كل الكلام الذي امليته عليك عن اسرائيل، ويهوذا وعن جميع الامم، منذ اليوم الذي اوحيت فيه اليك في عهد يوشيا الى الآن.
3- لعل شعب يهوذا يسمعون عن جميع الشر الذي عزمت ان اوقعه بهم، فيتوب كل واحد عن غيه، فاعفو عن اثمهم وخطيئتهم».
4- فاستدعى ارميا باروخ بن نيريا، فدون باروخ عن فم ارميا في درج كتاب جميع وحي الرب الذي اوحى اليه به.
5- ثم قال ارميا لباروخ: «اني معتقل لا استطيع الدخول الى هيكل الرب،
6- فادخل انت واتل من الدرج الذي دونته عن فمي انذار ات الرب على مسامع الشعب في هيكل الرب في يوم الصوم. كذلك اقراه في مسامع شعب يهوذا القادمين من مدنهم.
7- لعل تضرعهم يرتفع امام الرب، فيرجع كل واحد منهم عن غوايته لان غضب الرب وسخطه الذين قضى بهما على هذا الشعب هائلان».
8- ففعل باروخ بن نيريا حسب كل ما اوصاه به ارميا، وقرا في الكتاب كلام الرب في هيكل الرب.
9- وفي الشهر التاسع من السنة الخامسة لحكم يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا، تنادى كل اهل اورشليم وكل الشعب القادم من مدن يهوذا الى اورشليم للصوم امام الرب.
10- فتلا باروخ في هيكل الرب على مسامع الشعب من الكتاب كلام ارميا، في مخدع جمريا بن شافان الكاتب في الدار العليا عند المدخل الجديد لباب هيكل الرب.
11- فلما سمع ميخايا بن جمريا بن شافان كل كلام الرب المدون في الكتاب،
12- نزل الى قصر الملك الى قاعة الاجتماع حيث كان الرؤساء كلهم مجتمعين: اليشاماع الكاتب، ودلايا بن شمعيا، والناثان بن عكبور، وجمريا بن شافان، وصدقيا بن حننيا، وسائر الرؤساء.
13- فابلغهم ميخايا بكل الكلام الذي سمعه عندما قرا باروخ الكتاب في مسامع الشعب.
14- فبعث جميع الرؤساء الى باروخ يهودي بن نثنيا بن شلميا بن كوشي قائلين: «احضر الكتاب الذي قرات منه على مسامع الشعب وتعال». فاخذ باروخ بن نيريا الكتاب بيده واقبل اليهم.
15- فقالوا له: «اجلس واقرا ما في الكتاب على مسامعنا.» فقراه باروخ عليهم.
16- ولما سمعوا هذا الكلام، التفت بعضهم نحو بعض مذعورين، وقالوا لباروخ: «لابد ان ننبيء الملك بكل هذا الكلام».
17- ثم سالوا باروخ: «اخبرنا كيف دونت هذا الكلام عن فمه؟»
18- فاجابهم باروخ: «كان يملي علي جميع هذه الاقوال فادونها بمداد في هذا الكتاب».
19- فقال الرؤساء لباروخ: «اذهب اختف عن الانظار انت وارميا في مكان لا يعرفه احد».
20- ومثلوا امام الملك في القاعة، بعد ان اودعوا الكتاب في مخدع اليشاماع، وسردوا على الملك جميع كلام الوحي.
21- فبعث الملك يهودي لياتي بالكتاب، فاحضره من مخدع اليشاماع الكاتب، ثم اخذ في تلاوته على مسامع الملك وسائر الرؤساء الماثلين لديه.
22- وكان ذلك في الشهر التاسع، والملك آنذاك جالس في حجر ته الشتوية يستدفيء على نار كانون متاجج امامه.
23- فبعد ان قرا يهودي ثلاثة او اربعة اقسام منه، تناول الملك مبراة الكاتب وشق الكتاب وطرحه الى نار الكانون فاحترق الكتاب بكامله.
24- ولم يخف الملك ولا احد من خدامه الذين سمعوا هذا الكلام، ولم يمزقوا ثيابهم.
25- وتضرع الناثان ودلايا وجمريا الى الملك كي لا يحرق الكتاب فلم يستجب لهم.
26- ثم امر الملك يرحمئيل بن الملك، وسرايا بن عزرئيل، وشلميا بن عبدئيل ان يقبضوا على باروخ الكاتب وارميا النبي، ولكن الرب حجبهما عنهم.
27- واوحى الرب الى ارميا بعد ان احرق الملك الكتاب وما دونه باروخ من كلام عن لسان ارميا قائلا:
28- «خذ كتابا آخر ودون فيه ما ورد من كلام في الكتاب الاول الذي احرقه يهوياقيم ملك يهوذا.
29- وقل فيه عن يهوياقيم ملك يهوذا: هذا ما يعلنه الرب: انك قد احرقت هذا الكتاب قائلا: لماذا دونت فيه ان ملك بابل سيزحف على هذه الارض ويدمرها ويقضي على ما فيها من انسان وحيوان؟
30- لذلك هكذا يعلن الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا: انه لن يخلفه من ذريته من يجلس على عرش داود، وتطرح جثته خارجا لتكون عرضة للحر في النهار والبرد في الليل.
31- واعاقبه واعاقب ذريته وعبيده لاثمهم، واوقع بهم وبجميع اهل اورشليم وبرجال يهوذا جميع ما قضيت به من شر عليهم اذ لم يسمعوا».

32- فاخذ ارميا كتابا آخر وناوله لباروخ بن نيريا فدون فيه عن لسان ارميا كل ما ورد في الكتاب الذي احرقه يهوياقيم ملك يهوذا بالنار من كلام، واضاف اليه ايضا عبارات كثيرة مماثلة.
 
37 24   كتاب ارميا 037 الرب
1-وحكم الملك صدقيا بن يوشيا مكان كنياهو بن يهوياقيم، لان نبوخذناصر ملك بابل ولاه على ارض يهوذا.
2- ولم يطع هو ولا عبيده ولا سكان البلاد كلام الرب، الذي نطق به على لسان ارميا النبي.
3- وبعث الملك صدقيا يهوخل بن شلميا، وصفنيا بن معسيا الكاهن الى ارميا النبي قائلا: «تضرع الى الرب الهنا من اجلنا»،
4- وكان ارميا في ذلك الوقت طليقا يتجول بين الشعب، اذ لم يكن قد اعتقل بعد في السجن.
5- وزحف جيش فرعون من مصر، فبلغ خبرهم الكلدانيين الذين يحاصرون اورشليم، ففكوا عنها الحصار.

6- فاوحى الرب بهذه النبوءة الى ارميا قائلا:
7- «هذا ما يعلنه الرب اله اسرائيل: هذا ما تبلغونه لملك يهوذا الذي بعثكم الي لتستشيروني: ان جيش فرعون الزاحف لاغاثتكم على وشك العودة الى ارضه، مصر.
8- فيعود الكلدانيون ويحاربون هذه المدينة ويستولون عليها ويحرقونها بالنار.
9- لذلك يقول الرب لا تخدعوا انفسكم قائلين: سينسحب عنا الكلدانيون، فانهم لا ينسحبون.
10- وحتى لو قضيتم على محاربيكم من جيش الكلدانيين باسره، ولم يبق منهم سوى الجرحى القابعين في خيامهم، فانهم سيهبون ويحرقون هذه المدينة بالنار».
11- ولما فك جيش الكلدانيين الحصار عن اورشليم لمواجهة زحف جيش فرعون،
12- غادر ارميا اورشليم لينطلق الى ارض بنيامين ليحصل على نصيبه الذي اشتراه هناك بين الشعب.
13- فلما بلغ بوابة بنيامين قبض عليه رئيس الحراس واسمه يرئيا بن شلميا بن حننيا قائلا لارميا النبي: «انت هارب للانضمام الى الكلدانيين».
14- فاجابه ارميا: «هذا كذب، انا لست هاربا للانضمام الى الكلدانيين». فلم يصغ اليه يرئيا بل اعتقله واتى به الى الرؤساء.
15- فثار غضب الرؤساء على ارميا وضربوه، وزجوه في بيت يوناثان الكاتب الذي حولوه الى سجن.
16- فعندما دخل ارميا الى زنزانات الجب مكث هناك اياما كثيرة.
17- ثم استدعاه الملك صدقيا، وساله في قصره سرا: «هل عندك كلمة وحي من عند الرب؟» فاجابه ارميا: «نعم». ثم اضاف: «انك ستسلم الى يد ملك بابل».
18- ثم قال ارميا للملك صدقيا: «بماذا اسات اليك والى رجالك والى هذا الشعب حتى زججتم بي في السجن؟
19- واين انبياؤكم الذين تنباوا لكم قائلين: ان ملك بابل لن يزحف عليكم وعلى هذه الارض؟
20- والآن اسمع ياسيدي الملك، وليحظ توسلي بقبولك، لا ترجعني الى بيت يوناثان الكاتب لئلا اموت».
21- فاصدر الملك صدقيا امره بايداع ارميا دار الحرس وان يقدم له رغيف من الخبز كل يوم من سوق الخبازين الى ان ينفد الخبز كله من المدينة. وهكذا مكث ارميا في دار الحرس.
 
38 24   كتاب ارميا 038 الرب
1- وبلغ مسامع شفطيا بن متان، وجدليا بن فشحور، ويوخل بن شلميا، وفشحور بن ملكيا، الكلام الذي كان ارميا يخاطب به كل الشعب قائلا:
2- «هذا ما يعلنه الرب: ان كل من يمكث في هذه المدينة يموت بحد السيف وبالجوع والوباء. اما من يلجا الى الكلدانيين فانه ينجو بنفسه ويفلت بحياته ويحيا.
3- ستسلم هذه المدينة حتما الى يد جيش ملك بابل فيستولي عليها».
4- فقال رؤساء البلاد للملك: «يجب اعدام هذا الرجل، لانه يثبط عزيمة المحاربين الباقين في هذه المدينة وعزيمة سائر الشعب، لانه يخاطبهم بمثل هذا الكلام. فهذا الرجل لا يلتمس لهذا الشعب خيرا بل شرا».
5- فاجاب الملك صدقيا: «ها هو بين ايديكم. افعلوا به ما تشاؤون، لان الملك لا يستطيع ان يعارضكم».
6- فاخذوا ارميا وطرحوه في جب ملكيا ابن الملك القائم في دار الحرس. ودلوا ارميا بحبال، ولم يكن في الجب ماء بل وحل، فغاص فيه ارميا.
7- فلما سمع عبد ملك الخصي الاثيوبي المقيم في قصر الملك انهم القوا بارميا في الجب، وكان الملك آنئذ جالسا في بوابة بنيامين،
8- غادر عبد ملك القصر، وقال للملك:
9- «يامولاي الملك، قد اساء هؤلاء الرجال الى ارميا النبي بما اوقعوه به من شر حين زجوه في الجب. فانه لابد ان يتعرض للموت من جراء الجوع، اذ لا خبز في المدينة».
10- فامر الملك عبد ملك الاثيوبي: «اصطحب معك من هنا ثلاثين رجلا، واسحب ارميا من الجب قبل ان يموت».
11- فاصطحب عبد ملك الرجال معه، ومضى الى قصر الملك الى قبو المستودع، واخذ من هناك ثيابا رثة، وخرقا بالية، ودلاها الى ارميا الى الجب بحبال،
12- وقال لارميا: «ضع الثياب الرثة والخرق البالية بين ابطيك والحبال». ففعل ارميا كذلك.
13- فسحبوا ارميا بالحبال واخرجوه من الجب. ومكث ارميا في دار الحرس.
14- ثم بعث الملك صدقيا واستدعى اليه ارميا النبي، واستقبله في المدخل الثالث لهيكل الرب. وقال الملك لارميا: «اسالك عن امر فلا تكتم عني شيئا».
15- فاجاب ارميا صدقيا: «ان انباتك، الا تقتلني حتما؟ وان اشرت عليك فانت لا تقبل مشورتي».
16- فحلف الملك صدقيا لارميا سرا قائلا: «حي هو الرب الذي صنع لنا انفسنا، اني لا اقتلك ولا اسلمك الى يد اعدائك طالبي نفسك».
17- عندئذ قال ارميا لصدقيا: «هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: ان استسلمت الى قواد ملك بابل تنجو بنفسك من الموت، ولا تحرق هذه المدينة بالنار بل تحيا انت واهل بيتك.
18- ولكن ان لم تستسلم لقواد ملك بابل فان هذه المدينة تقع في قبضة الكلدانيين، فيحرقونها بالنار، وانت لا تفلت من ايديهم».
19- فاجاب الملك: «اخشى ان اقع في يد اليهود الذين لجاوا الى الكلدانيين فيسخروا مني».
20- فقال ارميا: «انك لن تسلم اليهم. اسمع لصوت الرب في كل ما اقوله لك، فتنعم بالخير وتنجو نفسك.
21- لكن ان ابيت الاستسلام، فاليك الرؤيا التي اعلنها لي الرب:
22- ها جميع النساء اللواتي ما برحن في قصر ملك يهوذا يؤسرن ويحملن الى قواد ملك بابل، وهن قائلات: قد خدعك اصدقاؤك موضع ثقتك وتغلبوا على رايك. وحالما غرقت رجلاك في الحماة تخلوا عنك.
23- وتحمل جميع نسائك وابنائك الى الكلدانيين، وانت لا تفلت من ايديهم، بل ياسرك ملك بابل، وتحرق هذه المدينة بالنار».
24- فقال صدقيا لارميا: «اكتم هذا الحديث فلا يعلم به احد لئلا تموت.
25- فاذا سمع الرؤساء اني تحدثت اليك وسالوك: بماذا خاطبت الملك، وماذا قال الملك؟ لا تكتم عنا شيئا، ونحن لن نقتلك.
26- فاجبهم: اني توسلت الى الملك ان لا يردني الى بيت يوناثان لاموت هناك».
27- فاقبل كل الرؤساء الى ارميا واستجوبوه، فاخبرهم بمقتضى ما اوصاه به الملك من كلام. فكفوا عنه لان الحديث الذي دار بينهما لم يشع.
28- فاقام ارميا في دار الحرس الى اليوم الذي سقطت فيه اورشليم.
 
39 24   كتاب ارميا 039 الرب
1- وفي الشهر العاشر من السنة التاسعة من حكم صدقيا ملك يهوذا، زحف الملك نبوخذناصر وكل جيشه على اورشليم وحاصرها.
2- وفي اليوم التاسع من الشهر الرابع من السنة الحادية عشرة من حكم صدقيا فتحت ثغرة في سور المدينة.
3- وما لبث ان دخل كل رؤساء ملك بابل وجلسوا في الباب الاوسط وهم: نرجل شراصر، وسمجر نبو، وسرسخيم رئيس الخصيان، ونرجل شراصر رئيس المجوس، وسائر قواد ملك بابل.
4- وعندما شاهدهم صدقيا ملك يهوذا وكل المحاربين فروا هاربين من المدينة ليلا عن طريق جنة الملك، من الباب القائم بين السورين، واتجهوا نحو العربة.
5- فتعقبهم جيش الكلدانيين، فادركوا صدقيا في سهل اريحا، فقبضوا عليه وقادوه الى نبوخذناصر ملك بابل في ربلة في ارض حماة، فاصدر عليه حكمه.
6- وقتل ملك بابل ابناء صدقيا في ربلة على مراى منه كما قتل سائر اشراف يهوذا.
7- وفقا عيني صدقيا وقيده بسلاسل من نحاس لياخذه اسيرا الى بابل.
8- واحرق الكلدانيون قصر الملك وبيوت الشعب ونقضوا اسوار اورشليم.
9- وسبى نبوزرادان رئيس شرطة بابل بقية الشعب الذي بقي في المدينة، وكل من لجا اليه.
10- اما الفقراء ممن لم يكن لديهم شيء فتركهم نبوزرادان رئيس الشرطة في ارض يهوذا، ووزع عليهم كروما وحقولا في ذلك اليوم.
11- واوصى نبوخذناصر ملك بابل نبوزرادان رئيس الشرطة بارميا قائلا:
12- «خذه واعتن به اشد عناية ولا تؤذه، بل استجب لكل ما يطلبه منك».
13- فبعث نبوزرادان رئيس الشرطة ونبوشزبان رئيس الخصيان ونرجل شراصر رئيس المجوس وجميع قواد ملك بابل،
14- واخرجوا ارميا من دار الحرس، وعهدوا به الى جدليا بن اخيقام بن شافان لياخذه الى بيته. فاقام بين الشعب.
15- وهذه هي النبوءة التي اوحى بها الرب الى ارميا بينما كان معتقلا في دار الحرس:
16- «اذهب وقل لعبد ملك الاثيوبي: هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: ها انا اتمم قضائي على هذه المدينة، فاوقع بها الشر لا الخير، فيتحقق كل شيء على مراى منك في ذلك اليوم.
17- اما انت فانقذك في ذلك اليوم، يقول الرب، فلا تقع في يد الناس الذين تخشاهم.
18- انما انجيك فلا تسقط بالسيف، بل تسلم بحياتك، فتكون لك غنيمة، لانك اتكلت علي، يقول الرب».
 
40 24   كتاب ارميا 040 الرب
1- هذه هي النبوءة التي اوحى بها الرب الى ارميا بعد ان اطلقه نبوزرادان رئيس الشرطة من الرامة حين قاده مقيدا بالاغلال مع بقية اسرى اورشليم ويهوذا المنفيين الى بابل،
2- اذ انتحى رئيس الشرطة بارميا جانبا وقال له: «ان الرب الهك قد قضى بهذه البلية على هذا الموضع.
3- فقد تمم الرب هذا القضاء، ووفى بما انذر به. لانكم اخطاتم في حق الرب ولم تطيعوا صوته، حل بكم هذا الامر.
4- والآن ها انا اطلقك اليوم من القيود التي تغل يديك، فان طاب لك ان تاتي معي الى بابل فتعال، وانا اعتني بك اشد عناية. وان ساء في عينيك ان تاتي معي الى بابل فابق. ها كل البلاد مشرعة امامك، فاذهب حيث يحلو لك.
5- وان عزمت على البقاء فارجع الى جدليا بن اخيقام الذي نصبه ملك بابل واليا على مدن يهوذا واقم عنده في وسط الشعب، واذهب حيث يحلو لك». واعطاه رئيس الشرطة مؤونة وهدية واطلقه.
6- فذهب ارميا الى جدليا بن اخيقام واقام عنده في وسط الشعب الباقي في الارض.
7- فلما سمع كل رؤساء الجيوش المنتشرة في الصحراء ورجالهم ان ملك بابل قد ولى جدليا بن اخيقام ليكون حاكما في البلاد، وعهد اليه بالرجال والنساء والاطفال وفقراء الارض الذين لم يسبوا الى بابل،
8- جاءوا الى جدليا في المصفاة، وهم اسماعيل بن نثنيا، ويوحانان ويوناثان ابنا قاريح، وسرايا بن تنحومث، وبنوعيفاي النطوفاتي، ويزنيا ابن المعكي مع رجالهم.
9- فحلف جدليا بن اخيقام بن شافان لهم ولرجالهم: «لا تخافوا من خدمة الكلدانيين. اقيموا في البلاد واخضعوا لملك بابل فتنالوا خيرا.
10- اما انا فساسكن في المصفاة، واتولى الامر عنكم لدى الكلدانيين الذين يفدون الينا اما انتم فاجمعوا خمرا وقطاف الصيف والزيت وادخروها في اوعيتكم واقيموا في مدنكم التي اخذتموها».
11- وكذلك حين سمع كل اليهود المشتتين في ارض موآب وبين بني عمون وفي ادوم وفي البلدان الاخرى ان ملك بابل قد ترك بقية من يهوذا، وولى جدليا بن اخيقام بن شافان حاكما عليهم،
12- رجعوا من كل البقاع التي تشتتوا اليها، وجاءوا الى ارض يهوذا الى جدليا في المصفاة، واختزنوا خمرا وغلات كثيرة من قطاف الصيف.
13- ثم اجتمع يوحانان بن قاريح وسائر رؤساء القوات الذين لاذوا بالصحراء الى جدليا في المصفاة،
14- وقالوا له: «اتدري ان بعليس ملك بني عمون قد بعث اسمعيل بن نثنيا ليغتالك؟» فلم يصدقهم جدليا بن اخيقام.
15- فقال يوحانان بن قاريح لجدليا سرا في المصفاة: «دعني اذهب واقتل اسمعيل بن نثنيا من غير علم احد فلماذا يغتالك فيتبدد جميع المجتمعين اليك من شعب اليهود، وتهلك بقية يهوذا؟».
16- فاجاب جدليا بن اخيقام يوحانان بن قاريح: «لا ترتكب هذا الامر لانك تتهم اسمعيل كذبا».
 
41 24   كتاب ارميا 041 الرب
1- وفي الشهر السابع اقبل اسمعيل بن نثنيا بن اليشاماع، من النسل الملكي، واحد قواد الملك، الى جدليا بن اخيقام الى المصفاة، برفقة عشرة رجال. وبعد ان تناولوا الطعام معا في المصفاة،
2- اغتال اسمعيل بن نثنيا والعشرة الرجال المرافقون له بسيوفهم جدليا بن اخيقام الذي ولاه ملك بابل حاكما على البلاد.
3- كما قتل اسمعيل كل اليهود الحاضرين مع جدليا في المصفاة والكلدانيين المحاربين الموجودين هناك.
4- وفي اليوم التالي من اغتيال جدليا، ولم يكن احد قد علم بالامر بعد،
5- اقبل ثمانون رجلا من شكيم ومن شيلو ومن السامرة بلحى محلوقة وثياب ممزقة واجساد مجرحة، حاملين معهم تقدمة من الدقيق ولبانا ليحضروها الى بيت الرب.
6- فخرج اسمعيل بن نثنيا من المصفاة، وكان يسير باكيا، وعندما التقاهم قال لهم: «تعالوا الى جدليا بن اخيقام».
7- فلما بلغوا وسط المدينة ذبحهم اسمعيل بن نثنيا وطرح جثثهم بمعونة رجاله الى اعماق الجب.
8- الا ان عشرة رجال كانوا بينهم قالوا لاسمعيل: «لا تقتلنا لان لدينا مؤنا من حنطة وشعير وزيت وعسل خباناها في الصحراء» فلم يقتلهم.
9- وكان الجب الذي طرح فيه اسمعيل جثث قتلاه وجثة جدليا هو الجب الكبير الذي حفره الملك آسا للدفاع ضد بعشا ملك اسرائيل، فملاه اسمعيل بالقتلى.
10- ثم سبى اسمعيل بقية الشعب الذي كان في المصفاة، وبنات الملك، وكل من تخلف في المصفاة، ممن عهد بهم نبوزرادان رئيس الشرطة الى جدليا بن اخيقام، وانطلق بهم اسمعيل الى بني عمون.
11- ولكن لما سمع يوحانان بن قاريح وجميع قادة القوات الذين معه ما ارتكبه اسمعيل بن نثنيا من شر،
12- اخذوا جميع رجالهم وتعقبوا اسمعيل بن نثنيا ليقاتلوه، فصادفوه عند البركة الكبيرة التي في جبعون.
13- فلما شاهد جميع اسرى اسمعيل يوحانان بن قاريح وكل قادة القوات المرافقين له فرحوا،
14- فانثنى الاسرى الذين سباهم اسمعيل في المصفاة وقفلوا راجعين الى يوحانان بن قاريح.
15- اما اسمعيل بن نثنيا فهرب من يوحانان مع ثمانية من رجاله وانطلق الى العمونيين.
16- فاقتاد يوحانان بن قاريح وسائر قواد القوات الذين معه بقية شعب المصفاة، الذين استردهم من اسمعيل بن نثنيا، الذي كان قد سباهم بعد اغتيال جدليا بن اخيقام، وهم محاربون اشداء ونساء واطفال وخصيان، واعادهم من جبعون.
17- فاقاموا في جيروت كمهام المجاورة لبيت لحم، لينطلقوا منها الى مصر.
18- هاربين من وجه الكلدانيين خوفا منهم، بسبب اغتيال اسمعيل بن نثنيا لجدليا بن اخيقام الذي ولاه ملك بابل على البلاد.
 
42 24   كتاب ارميا 042 الرب
1- ثم اجتمع كل قواد القوات ويوحانان بن قاريح ويزنيا بن هوشعيا وجميع الشعب صغيرهم وكبيرهم،
2- الى ارميا قائلين: «ليت توسلنا يكون مقبولا لديك، فتصلي الى الرب الهك من اجل هذه البقية كلها، فقد كنا كثيرين ولكن صرنا الآن قليلين كما ترى،
3- فينبئنا الرب الهك بالطريق الذي يتحتم علينا سلوكه وبما يجب علينا عمله».
4- فاجابهم ارميا النبي: «قد استجبت لكم، وها انا اصلي الى الرب الهكم بحسب كلامكم، وكل ما يجيب به الرب اخبركم به. لا اكتم عنكم شيئا».
5- ثم قالوا لارميا: «ليكن الرب بيننا شاهدا امينا صادقا، اننا ننفذ كل كلمة يوحي بها الرب الينا على لسانك،
6- سواء كانت خيرا او شرا، فنطيع صوت الرب الهنا الذي نرسلك اليه، فننال خيرا ان اطعناه».
7- وبعد عشرة ايام اوحى الرب الى ارميا برسالة،
8- فاستدعى ارميا يوحانان بن قاريح وقواد القوات الذين معه وسائر الشعب من صغيرهم الى كبيرهم،
9- وقال لهم: «هذا ما يعلنه الرب اله اسرائيل الذي ارسلتموني لارفع توسلكم اليه:
10- ان اقمتم في هذه الارض فاني ابنيكم ولا اهدمكم، واغرسكم ولا استاصلكم، لاني اسفت على الشر الذي الحقته بكم.
11- لا تخشوا ملك بابل الذي انتم منه خائفون فاني معكم لاخلصكم وانجيكم من يده.
12- وانعم عليكم فيرحمكم ويردكم الى ارضكم.
13- ولكن ان قلتم: لن نقيم في هذه الارض، ولم تطيعوا صوت الرب الهكم.
14- قائلين: لا بل ننطلق الى ديار مصر حيث لا نشهد قتالا، ولا نسمع نفير بوق، ولا يعوزنا خبز، فنمكث هناك،
15- اذا اسمعوا قضاء الرب يابقية يهوذا: ان وطدتم العزم على الذهاب الى مصر وارتحلتم لتتغربوا هناك،
16- فالسيف الكلداني الذي تخشونه يدرككم هناك في ديار مصر، والجوع الذي تفزعون منه يلاحقكم الى مصر فتموتون هناك.
17- وكل من استقر عزمه من الشعب على الانطلاق الى مصر والتغرب هناك يموت بالسيف والجوع والوباء، ولا يفلت ناج من الشر الذي اجلبه عليهم.
18- لان هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل. كما انسكب غضبي وسخطي على اهل اورشليم، كذلك ينسكب سخطي عليكم اذا ذهبتم الى مصر، فتصبحون مثار سبة ودهشة ولعنة وعار، ولا تعودون ترون هذا الموضع».

19- «فيابقية اسرائيل لا تهاجروا الى مصر. تيقنوا اني قد حذرتكم اليوم.
20- لانكم قد خدعتم انفسكم حين بعثتم بي الى الرب الهكم قائلين: صل لاجلنا الى الرب الهنا وانبئنا بكل ما يقول فنفعل بمقتضاه.
21- وها انا قد انباتكم اليوم بكلامه فلم تطيعوا صوت الرب الهكم في اي شيء ارسلني به اليكم.
22- فثقوا الآن انكم تموتون بالسيف والجوع والوباء في ذات الموضع الذي نويتم الارتحال اليه والتغرب فيه».
 
43 24   كتاب ارميا 043 الرب
1- عندما فرغ ارميا من الادلاء بكل رسالة الرب الههم التي اوحى بها اليه ليبلغها للشعب جميعه،
2- قال عزريا بن هوشعيا ويوحانان بن قاريح، وسائر الرجال المتعجرفين لارميا: «انت تنطق بالكذب، فالرب الهنا لم يرسلك لتقول لنا: لا ترحلوا الى مصر لتتغربوا فيها.
3- انما يثيرك باروخ بن نيريا علينا لتسلمنا الى الكلدانيين حتى يقتلونا ويسبونا الى بابل».
4- وابى يوحانان بن قاريح وسائر قواد القوات وكل الشعب طاعة صوت الرب للاقامة في ارض يهوذا.
5- بل اخذوا كل بقية يهوذا الذين رجعوا من بين جميع الامم التي تشتتوا فيها ليقيموا في ارض يهوذا،
6- الرجال والنساء والاطفال وبنات الملك، وكل انسان تركه نبوزرادان رئيس الشرطة في عهدة جدليا بن اخيقام بن شافان، وارميا النبي، وباروخ بن نيريا.
7- فاقبلوا الى مصر اذ لم يطيعوا صوت الرب. ونزلوا في تحفنحيس.
8- ثم اوحى الرب الى ارميا بهذه النبوءة في تحفنحيس قائلا:
9- «خذ حجارة كبيرة بيدك واطمرها في الملاط المرصوف عند مدخل قصر فرعون في تحفنحيس على مراى رجال يهوذا.
10- وقل لهم، هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: ها انا آتي بعبدي نبوخذناصر وانصب عرشه فوق هذه الحجارة التي طمرتها، فيبسط اريكته الملكية عليها.
11- سيقبل ويدمر ديار مصر، فيموت من قضي عليه بالموت، ويسبى من قضي عليه بالسبي، ويقتل بالسيف من قضي عليه بالقتل بالسيف.
12- ويضرم معابد آلهة المصريين بالنار ويحرقها ويسبيها، ويلف مصر حول نفسه كما يلف الراعي عباءته، ويخرج من هناك سليما
13- بعد ان يهدم انصاب معبد الشمس التي في مصر، ويحرق معابد آلهة المصريين بالنار».
 
44 24   كتاب ارميا 044 الرب
1-هذه هي النبوءة التي اوحي بها الى ارميا عن اليهود المقيمين في مصر، النازلين في مجدل وفي تحفنحيس وممفيس وفي منطقة جنوب مصر.
2- «هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: قد شهدتم كل ما اوقعته من شر باورشليم وبكافة مدن يهوذا. ها هي اليوم خربة مهجورة
3- لشر اهلها الذي ارتكبوه ليثيروا سخطي، اذ ذهبوا ليحرقوا بخورا ويعبدوا آلهة اخرى من الاصنام لم يعرفوها هم ولا انتم ولا اباؤكم.
4- وقد ارسلت اليكم منذرا منذ البدء جميع عبيدي الانبياء قائلا: لا تقترفوا رجسا مثل هذا لاني امقته،
5- فلم يرتدعوا ولا سمعوا ليتوبوا ويكفوا عن احراق البخور لتلك الاصنام،
6- فانصب غيظي وحنقي، واشعلا مدن يهوذا وشوارع اورشليم حتى اصبحت جميعا اطلالا وخرابا كما هي في هذا اليوم.
7- والآن هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: لماذا ترتكبون هذا الشر العظيم في حق انفسكم، لينقرض منكم الرجل والمراة والطفل والرضيع من بين شعب يهوذا ولا تبقى منكم بقية؟
8- لماذا تغيظونني باقتراف الاثم اذ تحرقون بخورا لآلهة اصنام مصر التي هاجرتم اليها لتتغربوا فيها، فتنقرضون وتصبحون لعنة وعارا بين كل امم الارض؟
9- هل نسيتم شرور آبائكم وشرور ملوك يهوذا وشرور نسائهم، وشروركم وشرور نسائكم التي ارتكبت في ارض يهوذا وفي شوارع اورشليم؟
10- انهم لم يتذللوا الى هذا اليوم ولا اتقوا ولا سلكوا في شريعتي وفرائضي التي سننتها لكم ولآبائكم.
11- لذلك هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: ها انا اترصدكم لاجازيكم شرا لا خيرا، لاستاصلكم من يهوذا.
12- وآخذ بقية يهوذا الذين وطدوا العزم على الرحيل الى مصر ليتغربوا فيها، وافنيهم كلهم هناك، فيهلكون بالسيف والجوع من صغيرهم الى كبيرهم، فيموتون ويصبحون سبة ودهشة ولعنة وعارا.
13- واعاقب المقيمين في مصر كما عاقبت اهل اورشليم بالسيف والجوع والوباء،
14- فلا يفلت منهم ناج، ولا يسلم احد من بقية يهوذا المرتحلين ليتغربوا هناك في مصر، ليرجع الى ارض يهوذا التي يتوق للعودة اليها والاقامة فيها، لانه لن يرجع اليها الا قلة من الطريدين».
15- غير ان جميع الرجال الذين يعرفون ان نساءهم يحرقن بخورا لآلهة الاصنام، وكذلك النساء الحاضرات، وسائر المقيمين في المنطقة الجنوبية في مصر، وهم عدد كبير قالوا لارميا:

16- «لن نطيعك في ما خاطبتنا به من كلام باسم الرب،
17- بل نعمل بمقتضى ما تعهدنا به، فنحرق بخورا لملكة السماء ونقرب لها السكائب كما سبق ان فعلنا نحن وآباؤنا وملوكنا ورؤساؤنا في مدن يهوذا وفي شوارع اورشليم، فكانت لنا وفرة من الطعام وتمتعنا بالخير ولم يصبنا شر.
18- ولكن منذ ان اهملنا احراق البخور لملكة السماء وتقريب السكائب لها، افتقرنا الى كل شيء، وفنينا بالسيف والجوع».
19- وقالت النساء: «عندما احرقنا البخور لملكة السماء وقربنا لها السكائب وعملنا اقراصا مماثلة لصورتها، وقربنا السكائب لها هل فعلنا ذلك بغير علم ازواجنا؟»
20- فقال ارميا للقوم من رجال ونساء وسائر الشعب الذين اجابوه بهذا الكلام:
21- «اليس ما احرقتموه من بخور في مدن يهوذا وفي شوارع اورشليم انتم وآباؤكم وملوككم ورؤساؤكم وسكان الارض، هو الذي ذكره الرب وخطر على باله؟
22- فلم يطق الرب بعد تحمل ما ارتكبتم من شر وما اقترفتم من ارجاس، فصارت ارضكم اطلالا ومثار دهشة ولعنة ومهجورة كالعهد بها في هذا اليوم.
23- ان البلاء الذي حل بكم كما في هذا اليوم هو عقاب لكم على احراقكم البخور وتعديكم على الرب وعصيانكم لصوته، وعدم سلوككم في شريعته وفرائضه وشهاداته.
24- والآن اسمعوا قضاء الرب ياجميع اهل يهوذا المقيمين في مصر:
25- هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: قد نطقتم بافواهكم انتم ونساؤكم، ونفذتم بايديكم ما نطقتم به قائلين: اننا نفي بنذورنا التي نذرناها بان نحرق البخور لملكة السماء، ونقرب لها السكائب، فهيا اذا اوفوا نذوركم وانجزوها.
26- لذلك اسمعوا كلمة الرب ياجميع شعب يهوذا المقيمين في مصر: ها انا قد اقسمت باسمي العظيم يقول الرب، ان لا يتردد اسمي من بعد على فم احد من شعب يهوذا في كافة ديار مصر قائلا: «حي هو السيد الرب».
27- ها انا اترصدهم لاوقع بهم شرا لا خيرا، فيهلك كل رجال يهوذا الذين في ارض مصر بالسيف والجوع حتى يتم استئصالهم.
28- وترجع القلة الناجية من السيف من مصر الى ارض يهوذا، فتعلم كل بقية يهوذا الذين هاجروا الى مصر ليتغربوا فيها اي كلام يتحقق: كلامي ام كلامهم؟»

29- ويقول الرب: «وهذه لكم علامة انني اعاقبكم في هذا الموضع بالذات، لتدركوا ان قضائي عليكم بالشر حتما يتم.
30- ها انا اسلم فرعون حفرع ملك مصر الى يد اعدائه وطالبي نفسه كما اسلمت صدقيا ملك يهوذا الى يد نبوخذناصر ملك بابل عدوه وطالب نفسه».
 
45 24   كتاب ارميا 045 الرب
1- هذا هو الكلام الذي خاطب به ارميا النبي باروخ بن نيريا حين دون هذه العبارات في كتاب عن لسان ارميا، في السنة الرابعة لحكم يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا.
2- «هذا ما يعلنه الرب اله اسرائيل لك ياباروخ:
3- قد قلت: ويل لي لان الرب قد اضاف حزنا الى المي، واعييت في انيني، ولم اجد راحة.

4- لذلك هذا ما تقوله له: هكذا يعلن الرب، ها انا اهدم ما بنيته واستاصل ما غرسته في كل هذه الارض.
5- وانت، هل تلتمس لنفسك عظائم الامور؟ لا تلتمس، فها انا جالب بلاء على كل بشر يقول الرب. اما انت فاهب لك النجاة، فتكون لك نفسك غنيمة في جميع الاماكن التي تذهب اليها».
 
46 24   كتاب ارميا 046 الرب
1- هذه هي النبوءة التي اوحى بها الرب الى ارميا عن الامم.
2- نبوءة عن مصر، عن جيش فرعون نخو ملك مصر الذي كان معسكرا على نهر الفرات في كركميش، حيث قضى عليه نبوخذناصر ملك بابل في السنة الرابعة ليهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا.

3- «اعدوا المجن والترس وازحفوا للقتال.
4- اسرجوا الخيل وامتطوها ايها الفرسان، وانتصبوا بالخوذ. اصقلوا الرماح والبسوا الدروع.
5- ولكن مالي اراهم يولون الادبار مرتعبين؟ قد دحر محاربوهم وفروا مسرعين. لم يلتفتوا الى الوراء، قد حاصرهم الهول من كل جانب»، يقول الرب.
6- «عجز الخفيف عن الجري للفرار، وليس في وسع المحارب الهرب. في الشمال عثروا وسقطوا الى جوار نهر الفرات.
7- من هذا الطاغي كالنيل، كالانهار المتلاطمة الامواج؟
8- تتعالى مصر كفيضان النيل، كالانهار المتلاطمة الامواج. تقول: افيض واغمر الارض، اهدم المدن واهلك سكانها.
9- اقتحمي ايتها الخيل، وثوري يامركبات، وليبرز المحاربون من رجال كوش وفوط، الحاملين التروس، ومن رجال لوديم رماة السهام بالقسي.
10- فهذا اليوم هو يوم قضاء السيد الرب القدير، يوم الانتقام. فيه يثار لنفسه من اعدائه، فيلتهم السيف ويشبع، ويرتوي من دمائهم، لان للسيد الرب القدير ذبيحة في ارض الشمال الى جوار نهر الفرات.
11- اصعدي الى جلعاد وخذي بلسانا ياعذراء ابنة مصر. ولكن باطلا تكثرين من العقاقير، اذ لا شفاء لك.
12- ستسمع الامم بما لحق بك من عار، ويملا صراخك الارض، لان بطلا محاربا يصطدم ببطل محارب فيسقطان كلاهما معا».
13- النبوءة التي اوحى بها الرب الى ارميا النبي عن زحف نبوخذناصر ملك بابل لمهاجمة مصر:
14- «اذيعوا في مصر واعلنوا في مجدل. خبروا في ممفيس وفي تحفنحيس، قولوا: قف متاهبا وتهيا لان السيف يلتهم من حولك.
15- لماذا فر الهك الثور ابيس ولم يصمد في القتال؟ لان الرب طرحه.
16- كثر العاثرين، فسقط كل واحد على صاحبه. فتقول بقية اليهود آنئذ: قوموا لنرجع الى قومنا والى ارض موطننا، هربا من سيف الطاغي.
17- ويهتفون هناك: ان فرعون ملك مصر ليس سوى طبل اجوف اضاع فرصته.
18- حي انا يقول الملك الذي اسمه الرب القدير، سيقبل نبوخذناصر كجبل تابور بين الجبال وكالكرمل عند البحر.
19- تاهبوا للجلاء يااهل مصر، لان ممفيس ستضحى اطلالا وخربا مهجورة.
20- مصر عجلة فاتنة هاجمها الهلاك من الشمال.
21- حتى مرتزقتها في وسطها كعجول مسمنة قد نكصوا على اعقابهم هاربين معا ولم يصمدوا، لان يوم بلائهم قد حل بهم في وقت عقابهم.
22- صوتها كحفيف الحية المتلوية، لان اعداءها زاحفون اليها بفؤوس كحطابي الاشجار.
23- سيقطعون غابها، يقول الرب، وان كان يتعذر اختراقه، لان عددهم يفوق الجراد في الكثرة.
24- لحق الخزي بابنة مصر، ووقعت في اسر اهل الشمال».
25- ويقول الرب القدير اله اسرائيل: «ها انا اعاقب آمون طيبة وفرعون، ومصر وآلهتها، وملوكها، وكل من يتكل على فرعون.
26- واسلمهم الى يد طالبي حياتهم: الى يد نبوخذناصر ملك بابل ويد رجاله، ثم تعود بعد ذلك وتصبح آهلة بالسكان كالعهد بها في الحقب السالفة، يقول الرب.

27- ولكن لا تخافوا ياذرية عبدي يعقوب، ولا تفزع يااسرائيل، لاني سانقذكم من الغربة واخلص نسلكم من ارض السبي، فترجع ذرية يعقوب وتتمتع بالدعة والطمانينة من غير ان يرعبها احد.
28- لا تخافوا ياذرية عبدي يعقوب، يقول الرب، لاني معكم وافني جميع الامم التي شتتكم اليها. اما انتم فلا افنيكم بل اؤدبكم بالحق، انما لا ابرئكم جميعا».
 
47 24   كتاب ارميا 047 الرب
1- هذه هي النبوءة التي اوحى بها الرب الى ارميا عن الفلسطينيين قبل ان يهاجم فرعون غزة.
2- هذا ما يعلنه الرب: «ها هي مياه تطغى من الشمال، فتصبح سيلا جارفا، فتغمر الارض ومن عليها، المدينة والساكنين فيها. فيستغيث الناس ويولول كل اهل البلاد،
3- من صوت وقع حوافر خيله، ومن جلبة مركباته، ومن صرير عجلاتها، فلا يلتفت الآباء الى الابناء من فرط ما يعتريهم من وهن.
4- رعبا من اليوم المقبل لابادة الفلسطينيين، ولاستئصال صور وصيدون وكل معين باق، لان الرب يدمر الفلسطينيين بقية جزيرة كفتور.
5- قد اصبحت غزة جرداء، وساد اشقلون صمت الموت. يابقية العناقيين، الى متى تظلون تجرحون انفسكم حزنا؟
6- ياسيف الرب، متى تستكين؟ استقر في غمدك واهدا واسترح.
7- كيف يمكن له ان يستكين، وقد اصدر الرب له امره ليضرب اشقلون ومدن ساحل البحر، هناك واعده الرب على اللقاء».
 
48 24   كتاب ارميا 048 الرب
1- نبوءة عن الموآبيين: هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: «ويل لنبو لانها اصبحت اطلالا. لحق العار بقريتايم وتم الاستيلاء عليها. خزي الحصن وارتعب.
2- زال فخر موآب وتآمروا في حشبون عليها شرا قائلين: هيا نهدمها فلا تكون امة بعد. وانت ايضا يامدمين، يهيمن عليك صمت الموت ويلاحقك السيف.
3- اسمعوا صوت صراخ من حورونايم: قد حل بنا هلاك ودمار عظيمان.
4- قد تحطمت موآب، وبلغ صراخها صوغر.
5- اذ على مرتفع لوحيت يصعدون باكين بمرارة، وعلى منحدر حورونايم يتردد صراخ الانكسار.
6- اهربوا وانجوا بانفسكم. كونوا كعرعر في البرية.

7- لانكم اتكلتم على اعمالكم وكنوزكم، ستسبون ايضا ويقع الصنم كموش ايضا اسيرا ويؤخذ الى المنفى مع كهنته ورؤسائه.
8- ويزحف المدمر الى كل مدينة، فلا تفلت منه احداها، فيبيد الوادي، ويتلف السهل، لان الرب قد قضى.
9- اعطوا موآب اجنحة، فيحلق طائرا. قد اصبحت مدنه اطلالا مهجورة من الناس.
10- ملعون من يقوم بعمل الرب متهاونا، وملعون من حظر على سيفه الدم.

11- قد قضى موآب حياة مترفة منذ حداثته، كالخمر المستقر على عكره. لم يفرغ من اناء الى اناء، ولم يذهب الى السبي قط لذلك ظل محتفظا بطعمه ولم تتغير رائحته.
12- ها هي ايام مقبلة، يقول الرب، ارسل فيها اليه عابري السبيل ساكبي الجرار، فيسكبونه ويفرغون جراره ويحطمون دنانه.
13- فيعتري الموآبيين الخجل من كموش، كما اعترى الخجل الاسرائيليين من بيت ايل، متكلهم.

14- كيف تقولون: اننا ابطال وجبابرة حرب؟
15- ان موآب سيدمر، وتغزى مدنه، وتنزل نخبة شبانه للذبح، يقول الملك الذي اسمه الرب القدير.
16- قد ازفت بلية موآب ومحنته اقبلت مسرعة.
17- فارثوه ياجميع المحيطين به وسائر العارفين اسمه. قولوا انكسر صولجان العز وقضيب المجد.
18- اهبطي من المجد واجلسي على الارض الظماى ايتها الساكنة في ديبون، لان مدمر موآب قد زحف عليك وهدم حصونك.
19- قفي على قارعة الطريق وراقبي ياساكنة عروعير. اسالي الهارب والناجية بنفسها: ماذا جرى؟
20- فياتي الجواب: قد لحق الخزي بموآب، لانه صار اطلالا فولولوا واعولوا. اذيعوا في ارنون ان موآب قد اصبح خرابا.
21- قد وقع القضاء على ارض السهل، وعلى حولون، وعلى يهصة، وعلى ميفعة،
22- وعلى ديبون، وعلى نبو، وعلى بيت دبلتايم،
23- وعلى قريتايم، وعلى بيت جامول، وعلى بيت معون،
24- وعلى قريوت، وعلى بصرة، وعلى كافة مدن بلاد موآب البعيدة والقريبة.
25- قد كسر قرن موآب، وتحطمت ذراعه، يقول الرب.

26- اسكروه حتى يتمرغ في قيئه، ويصبح مهزاة، لانه تغطرس على الرب.
27- الم يصبح اسرائيل مهزاة لديك؟ اكان بين اللصوص حتى كنت تهز راسك باحتقار كلما جاء ذكره على لسانك؟
28- اهجروا المدن واقيموا بين الصخور يااهل موآب، وكونوا كالحمامة التي تعشش عند حافة فوهة الكهف.
29- قد سمعنا عن عجرفة موآب المفرطة. انه شديد الكبرياء. سمعنا عن غطرسته وتشامخه وغروره، وعن ارتفاع قلبه.
30- قد عرفت كبرياءه يقول الرب، انما زهوه باطل، وتفاخره عديم الجدوى.
31- لذلك انوح على موآب واعول على كل اهله، وائن على رجال قير حارس.
32- ابكي عليك اكثر من البكاء على يعزير ياجفنة سبمة التي امتدت فروعها حتى البحر، بل بلغت بحر يعزير، فان المدمر قد انقض على حصادك الناضج وقطافك.
33- قد تلاشى الفرح والغبطة من بساتين موآب ومن حقوله، واوقف تدفق الخمر من المعاصر فلا يدوسها دائس بهتاف، بل تعلو صرخات لا هتاف فيها.
34- يرتفع الصراخ من حشبون الى العالة فياهص. اطلقوا اصواتهم من صوغر الى حورونايم حتى العجلة الثالثة، لان مياه نمريم ايضا قد نضبت.
35- وابيد من موآب، يقول الرب، من يقرب ذبيحة على مرتفعة، ومن يحرق بخورا لآلهة الوثن.
36- لذلك يئن قلبي على موآب كانين مزمار، وينوح فؤادي على رجال قير حارس كنوح الناي، فان ثروتهم التي اكتسبوها قد تبددت.
37- قد اصبح كل راس اقرع، وكل لحية محلوقة، تجرحت الايدي وتمنطقت الاحقاء بالمسوح.
38- شاع النوح على سطوح موآب وفي شوارعها كلها، لاني حطمت موآب كاناء ليس لاحد رغبة فيه، يقول الرب.
39- لشد ما تحطمت! لشد ما يولولون: كيف ادبر موآب مجللا بالخزي؟ قد صار مثار هزء ورعب لكل من حوله».
40- لان هذا ما يعلنه الرب: «انظروا، ها واحد يطير مسرعا كالنسر باسطا جناحيه ضد موآب.
41- فيستولي على المدن، وتسقط الحصون، وتصبح في ذلك اليوم قلوب محاربي موآب كقلب امراة في مخاضها.
42- يهلك موآب ولا يبقى امة، لانه قد تغطرس على الرب.
43- يترصدكم الرعب والحفرة والفخ يااهل موآب، يقول الرب.
44- من يهرب من الخوف يقع في الحفرة، ومن يصعد من الحفرة يعلق بالفخ، لاني اجلب على موآب هذه المحن في سنة عقابهم، يقول الرب.
45- في ظل حشبون وقف الهاربون خائري القوى، لان نارا اندلعت من حشبون، وشعلة من سيحون، فالتهمت ركن موآب وهامة المتبجحين الغوغائيين.
46- ويل لك ياموآب! قد باد شعب كموش، لان بنيك وبناتك اخذوا الى السبي.
47- ولكني ارد سبي موآب في الايام الآتية»، يقول الرب. الى هنا ختام القضاء على موآب.
 
49 24   كتاب ارميا 049 الرب
1- نبوءة عن بني عمون، هذا ما يعلنه الرب: «اليس لاسرائيل ابناء؟ اليس له وارث؟ فما بال ملك العمونيين قد استولى على ميراث سبط جاد وسكن شعبه في مدنه؟
2- لذلك ها ايام مقبلة، يقول الرب، اجعل فيها هتاف القتال يتردد في ربة العمونيين، فتصير تلة اطلال، وتحرق قراها بالنار فيجلي الاسرائيليون الذين اجلوهم، يقول الرب.
3- اعولي ياحشبون لان عاي قد خربت. ابكين يابنات ربة وتمنطقن بالمسوح. اندبن واذرعن الارض بين السياجات فان ملككن سيذهب الى السبي مع كهنته ورؤسائه جميعا.
4- ما بالك تباهين بالاودية ايتها الابنة المخادعة التي اتكلت على نفائسها قائلة: من يهاجمني؟
5- ها انا اوقع بك الرعب من جميع المحيطين بك، فيتشرد كل واحد منكم مطرودا، وليس من يجمع شتات الهاربين.
6- ثم اعود فارد سبي العمونيين، يقول الرب».
7- نبوءة عن الادوميين: «هذا ما يعلنه الرب القدير: الم تبق في تيمان حكمة بعد؟ هل بادت المشورة من ذوي الفهم؟ هل تلاشت حكمتهم؟
8- اهربوا: ادبروا، اختبئوا في الاعماق ياسكان ددان، لاني ساوقع البلية بذرية عيسو في اوان عقابها.
9- لو اقبل قاطفو العنب اليك، الا يبقون خصاصة؟ ولو انسل اللصوص ليلا، الا يقنعون بسلب ما يكفيهم؟
10- اما انا فقد جردت ذرية عيسو، وكشفت عن مخابئها السرية، وليس في وسعها الاختفاء. هلك ابناء عيسو واخوته وجيرانه ولم يبق له اثر بعد.
11- اترك ايتامك فاني احييهم، ولتتكل اراملك علي.
12- لان هذا ما يعلنه الرب: ان كان الذين لا يستحقون تجرع كاس العقاب قد تجرعوه، اتفلت انت من العقاب؟ انك لن تفلت من العقاب، بل عليك ان تجرعه حتما.
13- ها انا قد اقسمت بنفسي، يقول الرب، ان تصبح بصرة عرضة للرعب والعار والخراب واللعنة، وتغدو مدنها خرائب دائمة.
14- تبلغت رسالة من لدن الرب، ان سفيرا قد بعث الى الامم قائلا: «احشدوا انفسكم لمهاجمتها. هبوا للقتال.
15- قد جعلتك صغيرا في الامم، حقيرا بين الناس.
16- قد خدعك ما تثيره من رعب، واغوتك كبرياء قلبك، يامن تقيم في شقوق الصخر وتعتصم بقمة التل. ولكنني ساطرحك من هناك ولو بنيت عشك عاليا كعش النسر، يقول الرب.
17- ستصبح ادوم مثار رعب، وكل من يمر بها تعتريه رعدة، ويصفر من جراء كل نكباتها،
18- ويصيبها ما اصاب سدوم وعمورة وما جاورهما، من انقلاب، يقول الرب، فلا يسكن هناك انسان ولا يتغرب فيها احد.
19- ها هو ينقض على الادوميين في مواطن صخورهم كما ينقض فجاة اسد من اجمات نهر الاردن؛ وفي لحظة اطردهم منها واقيم عليها من اختاره، لانه من هو مثلي؟ ومن يحاكمني؟ واي راع يقوى على مواجهتي؟
20- لذلك اسمعوا ما خططه الرب ضد ادوم، وما دبره ضد ساكني تيمان: ها صغار القوم يجرون، وتنهدم مساكنهم عليهم.
21- من صوت سقوطهم ترجف الارض، واصداء صراخهم تبلغ البحر الاحمر.
22- ها هو يحلق كالنسر، وينشر جناحيه على بصرة، فتصبح قلوب جبابرة ادوم كقلب امراة ماخض».
23- نبوءة عن دمشق: «قد لحق الخزي بحماة وارفاد اذ بلغتهما الانباء المزعجة، ذابتا خوفا واضطربتا كالبحر الهائج.
24- خارت قوى دمشق وادبرت لتهرب، واستولى عليها الرعب، وادركها الكرب والالم كامراة ماخض.
25- كيف لم يبق على المدينة الشهيرة، مدينة مسرتي؟
26- لذلك سيتساقط شبابها في ساحاتها، ويبيد جميع جنودها في ذلك اليوم، يقول الرب القدير.
27- ساضرم النار في سور دمشق فتلتهم قصور بنهدد».
28- نبوءة عن قيدار وممالك حاصور التي هاجمها نبوخذناصر: «هذا ما يعلنه الرب: هبوا وازحفوا على قيدار. دمروا امم المشرق.
29- فان خيامهم وقطعان اغنامهم يستولى عليها، وتؤخذ استارهم وامتعتهم، وتنهب جمالهم منهم، ويهتف بهم الرجال: الرعب يحدق من كل جانب.

30- اهربوا سريعا. تفرقوا. تواروا في الاعماق يااهل حاصور، يقول الرب، لان نبوخذناصر ملك بابل تآمر عليكم ودبر خطته ضدكم.
31- هبوا، وازحفوا على امة مترفة تسكن في دعة، يقول الرب. لا بوابات لها ولا مزاليج بل تسكن منفردة.
32- ستصبح ابلهم غنيمة وماشيتهم سلبا، واذري لكل ريح كل مقصوصي زوايا الشعر، واوقع بهم البلية من كل جوانبهم، يقول الرب.
33- فتصبح حاصور ماوى لبنات آوى، وخرابا الى الابد. لا يقيم هناك احد، ولا يتغرب فيها انسان».
34- النبوءة التي اوحى بها الرب الى ارميا عن عيلام في مستهل حكم صدقيا ملك يهوذا:
35- هذا ما يعلنه الرب القدير: «ها انا احطم قوس عيلام، عماد قوتهم.
36- وارسل على عيلام الرياح الاربع من اطراف السماء الاربعة، واذريهم لكل تلك الرياح، فلا تبقى امة لا يسبى اليها العيلاميون.
37- وافزع عيلام امام اعدائهم وامام طالبي نفوسهم، واعاقبهم بالشر وبغضبي اللاهب، واجعل السيف يتعقبهم حتى افنيهم.
38- وانصب عرشي في عيلام، واقضي على ملكهم وعلى عظمائهم.

39- ولكن ارد سبي عيلام في الايام الآتية يقول الرب».
 
50 24   كتاب ارميا 050 الرب
1- النبوءة التي قضى بها الرب على بابل وعلى بلاد الكلدانيين على لسان ارميا النبي:
2- «اذيعوا بين الامم، واعلنوا. انصبوا الراية وخبروا. لا تكتموا. قولوا: قد تم الاستيلاء على بابل ولحق ببيل العار وتحطم مرودخ. خربت اصنامها وانسحقت اوثانها.
3- لان امة من الشمال قد زحفت عليها لتجعل ارضها مهجورة. شرد منها الناس والبهائم جميعا.

4- وفي تلك الايام، يقول الرب، يتوافد ابناء اسرائيل وابناء يهوذا معا. يبكون في سيرهم ويلتمسون الرب الههم.
5- يسالون عن الطريق الى صهيون، ويتوجهون اليها قائلين: هلم ننضم الى الرب بعهد ابدي لا ينسى.
6- ان شعبي كغنم ضالة، اضلهم رعاتهم، وشردوهم على الجبال، فتاهوا ما بين الجبل والتل ونسوا مربضهم.
7- كل من وجدهم افترسهم، وقال اعداؤهم: لا ذنب علينا لانهم هم الذين اخطاوا في حق الرب الذي هو ملاذهم الحق، ورجاء آبائهم.
8- اهربوا من وسط بابل واخرجوا من ديار الكلدانيين وكونوا كالتيوس امام قطيع الغنم.

9- فها انا اثير واجلب على بابل حشود امم عظيمة من ارض الشمال فيتالبون عليها، ويستولون عليها من الشمال، وتكون سهامهم كجبار متمرس لا يرجع فارغا،
10- فتصبح ارض الكلدانيين غنيمة، وكل من يسلبها يتخم، يقول الرب.
11- لانكم تبتهجون وتطفرون غبطة يا ناهبي شعبي، وتمرحون كعجلة فوق العشب وتصهلون كالخيل.
12- فان امكم قد لحقها الخزي الشديد وانتابها الخجل. ها هي تضحي اقل الشعوب، وارضها تصير قفرا جافا وصحراء.
13- وتظل باسرها مهجورة وخربة، كل من يمر ببابل يصيبه الذعر ويصفر دهشة لما ابتليت به من نكبات، لانها اثارت غضب الرب.
14- اصطفوا على بابل من كل ناحية ياجميع موتري الاقواس. ارموا السهام ولا تبقوا منها سهما واحدا، لانها قد اخطات في حق الرب.
15- اطلقوا هتاف الحرب عليها من كل جانب، فقد استسلمت وانهارت اسسها، وتقوضت اسوارها، لان هذا هو انتقام الرب، فاثاروا منها، وعاملوها بمثل ما عاملتكم.
16- استاصلوا الزارع من بابل والحاصد بالمنجل في موسم الحصاد اذ يرجع كل واحد الى قومه، ويهرب الى ارضه فرارا من سيف العاتي.
17- اسرائيل قطيع غنم متشتت، طردته الاسود. كان ملك اشور اول من افترسه، ونبوخذناصر آخر من هشم عظامه.
18- لذلك هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: ها انا اعاقب ملك بابل وارضه. كما عاقبت ملك اشور من قبل.
19- وارد اسرائيل الى مرتعه، فيرعى في الكرمل وفي باشان، وتشبع نفسه في جبل افرايم وجلعاد.
20- وفي ذلك الزمان والاوان، يقول الرب، يلتمس اثم اسرائيل فلا يوجد، وخطيئة يهوذا فلا تكون، لاني اعفو عمن ابقيته منهما.

21- ازحف على ارض ميراثايم (ومعناه: المفرط في التمرد)، وعلى المقيمين في فقود (ومعناه: العقاب). خرب، ودمر وراءهم، يقول الرب وافعل كل ما آمرك به.
22- قد علت جلبة القتال في الارض. صوت تحطيم عظيم.
23- كيف تكسرت وتحطمت بابل، مطرقة الارض كلها؟ كيف اصبحت بابل مثار دهشة عند الامم؟
24- قد نصبت الشرك فوقعت فيه، يابابل، من غير ان تشعري به. قد وجدت وقبض عليك، لانك خاصمت الرب.
25- قد فتح الرب مخزن سلاحه، واخرج آلات سخطه، لانه ما برح للسيد الرب القدير عمل ينجزه في ديار الكلدانيين.
26- ازحفوا عليها من اقاصي الارض، وافتحوا اهراءها، وكوموها اعراما واقضوا عليها قاطبة ولا تتركوا منها بقية.
27- اذبحوا جميع ثيرانها، احضروها للذبح. ويل لهم لان يوم موعد عقابهم قد حان.
28- اسمعوا! ها جلبة الفارين الناجين من ديار بابل لكي يذيعوا في صهيون انباء انتقام الرب الهنا والثار لهيكله.
29- استدعوا الى بابل رماة السهام، جميع موتري القسي. عسكروا حولها فلا يفلت منها احد. جازوها بمقتضى اعمالها، واصنعوا بها كما صنعت بكم، لانها بغت على الرب قدوس اسرائيل.
30- لذلك يصرع شبانها في ساحاتها، ويبيد في ذلك اليوم جميع جنودها، يقول الرب.
31- ها انا اقاومك ايتها المتغطرسة، يقول الرب القدير، لان يوم ادانتك وتنفيذ العقاب فيك قد حان،
32- فيتعثر المتغطرس ويكبو ولا يوجد من ينهضه، واضرم نارا في مدنه فتلتهم ما حوله».

33- وهذا ما يعلنه الرب القدير: «قد وقع الظلم على شعب اسرائيل وعلى شعب يهوذا، وجميع الذين سبوهم تشبثوا بهم وابوا ان يطلقوهم.
34- غير ان فاديهم قوي، الرب القدير اسمه، وهو حتما يدافع عن قضيتهم لكي يشيع راحة في الارض ويقلق اهل بابل.
35- ها سيف على الكلدانيين، يقول الرب، وعلى اهل بابل، وعلى اشرافها، وعلى حكمائها.
36- ها سيف على عرافيها، فيصبحون حمقى. وها سيف على محاربيها، فيمتلئون رعبا.
37- ها سيف على خيلها، وعلى مركباتها، وعلى فرق مرتزقتها، فيصيرون كالنساء. ها سيف على كنوزها فتنهب.
38- ها الحر على مياهها فيصيبها الجفاف لانها ارض اصنام، وقد اولع اهلها بالاوثان.
39- لذلك يسكنها وحش القفر مع بنات آوى، وتاوي اليها رعال النعام، وتظل مهجورة الى الابد، غير آهلة بالسكان الى مدى الدهر.
40- وكما قلب الله سدوم وعمورة وما جاورهما، هكذا لن يسكن فيها احد او يقيم فيها انسان.
41- ها شعب مقبل من الشمال، امة عظيمة ولفيف من الملوك قد هبوا من اقاصي الارض.
42- يمسكون بالقسي ويتقلدون بالرماح. قساة لا يعرفون الرحمة، جلبتهم كهدير البحر، يمتطون الخيل وقد اصطفوا كرجل واحد لمحاربتك يابنت بابل.
43- قد بلغ خبرهم ملك بابل فاسترخت يده وانتابته الضيقة ووجع امراة في مخاضها.
44- انظر، ها هو كما ينقض عليها كما ينقض اسد من اجمات نهر الاردن، هكذا وفي لحظة اطردهم منها، واولي عليها من اختاره لانه من هو نظيري؟ ومن يحاكمني؟ واي راع يقوى على مواجهتي؟
45- لذلك اسمعوا ما خططه الرب ضد بابل، وما دبره ضد ديار الكلدانيين. ها صغارهم يجرون جرا، ويخرب مساكنهم عليهم.
46- من دوي اصداء سقوط بابل ترجف الارض، ويتردد صراخها بين الامم.
 
51 24   كتاب ارميا 051 الرب
1- وهذا ما يعلنه الرب: ها انا اثير على بابل وعلى المقيمين في ديار الكلدانيين ريحا مهلكة.
2- وابعث الى بابل مذرين يذرونها، ويجعلون ارضها قفرا، ويهاجمونها من كل جانب في يوم بليتها.
3- ليوتر الرامي قوسه وليتدجج بسلاحه. لا تعفوا عن شبانها، بل ابيدوا كل جيشها ابادة.
4- يتساقط القتلى في ارض الكلدانيين، والجرحى في شوارعها،
5- لان اسرائيل ويهوذا لم يهملهما الرب القدير وان تكن ارضهما تفيض بالاثم ضد قدوس اسرائيل.
6- اهربوا من وسط بابل، ولينج كل واحد بحياته. لا تبيدوا من جراء اثمها، لان هذا هو وقت انتقام الرب، وموعد مجازاتها.
7- كانت بابل كاس ذهب في يد الله، فسكر ت الارض قاطبة. تجرعت الامم من خمرها، لذلك جنت الشعوب.
8- فجاة سقطت بابل وتحطمت، فولولوا عليها، خذوا بلسانا لجرحها لعلها تبرا.
9- قمنا بمداواة بابل، ولكن لم ينجع فيها علاج. اهجروها وليمض كل واحد منا الى ارضه، لان قضاءها قد بلغ عنان السماء، وتصاعد حتى ارتفع الى الغيوم.
10- قد اظهر الرب برنا، فتعالوا لنذيع في صهيون ما صنعه الرب الهنا.
11- سنوا السهام، وتقلدوا الاتراس، لان الرب قد اثار روح ملوك الماديين، اذ وطد العزم على اهلاك بابل، لان هذا هو انتقام الرب، والثار لهيكله.
12- انصبوا راية على اسوار بابل. شددوا الحراسة. اقيموا الارصاد. اعدوا الكمائن، لان الرب قد خطط وانجز ما قضى به على اهل بابل.
13- ايتها الساكنة الى جوار المياه الغزيرة، ذات الكنوز الوفيرة، ان نهايتك قد ازفت، وحان موعد اقتلاعك.
14- قد اقسم الرب القدير بذاته قائلا: لاملانك اناسا كالغوغاء فتعلو جلبتهم عليك.

15- هو الذي صنع الارض بقدرته، واسس الدنيا بحكمته، ومد السماوات بفطنته.
16- ما ان ينطق بصوته حتى تتجمع غمار المياه في السماوات، وتصعد السحب من اقاصي الارض، ويجعل للمطر بروقا، ويطلق الريح من خزائنه.
17- كل امريء خامل وعديم المعرفة، وكل صائغ خزي من تمثاله، لان صنمه المسبوك كاذب ولا حياة فيه.
18- جميع الاصنام باطلة وصنعة ضلال، وفي زمن عقابها تبيد.
19- اما نصيب يعقوب فليس مثل هذه الاوثان، بل هو جابل كل الاشياء. وشعب اسرائيل هو سبط ميراثه، واسمه الرب القدير.
20- انت فاس معركتي وآلة حربي. بك امزق الامم اربا واحطم ممالك.
21- بك اجعل الفرس وفارسها اشلاء، واهشم المركبة وراكبها.
22- بك احطم الرجل والمراة، والشيخ والفتى، والشاب والعذراء.
23- بك اسحق الراعي وقطيعه، والحارث وفدانه، والحكام والولاة.
24- ساجازي بابل وسائر الكلدانيين على كل شرهم الذي ارتكبوه في حق صهيون، على مراى منكم، يقول الرب.
25- ها انا انقلب عليك ايها الجبل المخرب، يقول الرب. انت تفسد كل الارض، لذلك امد يدي عليك وادحرجك من بين الصخور، واجعلك جبلا محترقا.
26- فلا يقطع منك حجر لزاوية، ولا حجر يوضع كاساس، بل تكون خرابا ابديا، يقول الرب.

27- انصبوا راية في الارض. انفخوا في البوق بين الامم. اثيروا عليها الامم لقتالها، والبوا عليها ممالك اراراط ومني واشكناز. اقيموا عليها قائدا. اجعلوا الخيل تزحف عليها كجحافل الجنادب الشرسة.
28- اثيروا عليها الامم وملوك الماديين وكل حكامهم وولاتهم وسائر الديار التي يحكمونها.
29- الارض ترجف وتقشعر، لان قضاء الرب على بابل يتم، ليجعل ارض بابل خرابا وقفرا.
30- قد احجم محاربو بابل الجبابرة عن القتال، واعتصموا في معاقلهم. خارت شجاعتهم، وصاروا كالنساء. احترقت مساكن بابل وتحطمت مزاليجها.
31- يركض عداء لملاقاة عداء آخر. ويسرع مخبر للقاء مخبر ليبلغ ملك بابل ان مدينته قد تم الاستيلاء عليها من كل جانب.
32- قد سقطت المعابر واحرقت اجمات القصب بالنار واعترى الذعر المحاربين،
33- لان هذا ما يعلنه الرب القدير اله اسرائيل: ان اهل بابل كالبيدر، وقد حان اوان درس حنطته. وبعد قليل يازف موعد حصادهم.
34- «يقول المسبيون: قد افترسنا نبوخذناصر ملك بابل وسحقنا وجعلنا اناء فارغا. ابتلعنا كتنين، وملا جوفه من اطايبنا، ثم لفظنا من فمه.
35- يقول اهل اورشليم: ليحل ببابل ما اصابنا واصاب لحومنا من ظلم. وتقول اورشليم: دمي على اهل ارض الكلدانيين.
36- لذلك هذا ما يعلنه الرب: ها انا ادافع عن دعواك وانتقم لك، فاجفف بحر بابل وينابيعها،
37- فتصير بابل ركاما وماوى لبنات آوى، ومثار دهشة وصفير وارضا موحشة.
38- انهم يزارون كالاسود ويزمجرون كالاشبال.
39- عند شبعهم اعد لهم مادبة واسكرهم حتى تاخذهم النشوة فينامون نوما ابديا لا يقظة منه، يقول الرب.
40- واحضرهم كالحملان للذبح وكالكباش والتيوس.
41- كيف استولي على بابل! كيف سقطت فخر كل الارض! كيف صارت بابل مثار دهشة بين الامم!
42- قد طغى البحر على بابل فغمرها بامواجه الهائجة،
43- واصبحت مدنها موحشة وارض قفر وصحراء، ارضا لا ياوي اليها احد ولا يجتاز بها انسان.
44- واعاقب الصنم: بيل في بابل، واستخرج من فمه ما ابتلعه، فتكف الامم عن التوافد اليه، وينهدم ايضا سور بابل.
45- اخرجوا من وسطها ياشعبي ولينج كل واحد بحياته هربا من احتدام غضب الرب.
46- لا يخر قلبكم ولا تفزعوا مما يشيع في الديار من انباء، اذ تروج شائعة في هذه السنة واخرى في السنة التالية، ويسود العنف الارض، ويقوم متسلط على متسلط.
47- لذلك ها ايام مقبلة اعاقب فيها اصنام بابل ويلحق العار بارضها كلها، ويتساقط قتلاها في وسطها.
48- عندئذ تتغنى بسقوط بابل السماوات والارض وكل ما فيها، لان المدمرين يتقاطرون عليها من الشمال، يقول الرب.
49- كما صرعت بابل قتلى اسرائيل، هكذا يصرع قتلى بابل في كل الارض.
50- ياايها الناجون من السيف، اهربوا ولا تقفوا، اذكروا الرب في مكانكم البعيد، ولا تبرح اورشليم من خواطركم.
51- قد لحقنا الخزي لاننا استمعنا للاهانة، فكسا الخجل وجوهنا، اذ انتهك الغرباء مقادس هيكل الرب.
52- لذلك ها ايام مقبلة، يقول الرب، انفذ فيها قضائي على اصنام بابل، ويئن جرحاها في كل ديارها.
53- وحتى لو ارتفعت بابل فبلغت السماء، وحتى لو حصنت معاقلها الشامخة، فان المدمرين ينقضون عليها من عندي، يقول الرب.
54- ها صوت صراخ يتردد في بابل، صوت جلبة دمار عظيم من ارض الكلدانيين،
55- لان الرب قد خرب بابل، واخرس جلبتها العظيمة، اذ طغت عليها جحافل اعدائها كمياه عجاجة، وعلا ضجيج اصواتهم.
56- لان المدمر قد انقض على بابل واسر محاربيها، وتكسرت كل قسيها، لان الرب اله مجازاة، وهو حتما يحاسبها.
57- اني اسكر رؤساءها وحكماءها ومحاربيها، فينامون نوما ابديا لا يقظة منه، يقول الملك، الرب القدير اسمه.
58- وهذا ما يعلنه الرب القدير: ان سور بابل العريض يقوض ويسوى بالارض، وبواباتها العالية تحترق بالنار، ويذهب تعب الشعوب باطلا، ويكون مصير جهد الامم للنار».

59- هذه هي النبوءة التي اودعها ارميا النبي سرايا بن نيريا بن محسيا، عندما رافق صدقيا ملك يهوذا الى بابل في السنة الرابعة لحكمه. وكان سرايا آنئذ رئيس المعسكر.
60- وكان ارميا قد دون في كتاب واحد جميع الكوارث التي ستبتلى بها بابل، اي جميع النبوءات المدونة عن بابل.
61- وقال ارميا لسرايا: «حالما تصل الى بابل، اعمل على تلاوة جميع هذه النبوءات.
62- وقل: ايها الرب قد قضيت على هذا الموضع بالانقراض، فلا يسكن فيه احد من الناس والبهائم، بل يصبح خرابا ابديا.
63- ومتى فرغت من تلاوة هذا الكتاب، اربط به حجرا واطرحه في وسط الفرات.
64- وقل: كذلك تغرق بابل ولا تطفو بعد لما اوقعه عليها من عقاب فيعيا كل اهلها».

 
52 24   كتاب ارميا 052 الرب
1- كان صدقيا في الحادية والعشرين من عمره حين ملك، وتولى الحكم في اورشليم احدى عشرة سنة، واسم امه حميطل بنت ارميا من لبنة.
2- وارتكب الشر في عيني الرب على غرار ما عمل يهوياقيم.
3- ولم يكن ما اصاب اورشليم ويهوذا الا نتيجة لغضب الرب، حتى انه نبذهم من حضرته. وتمرد صدقيا على ملك بابل.

4- وفي اليوم العاشر من الشهر العاشر من السنة التاسعة لحكمه، زحف نبوخذناصر ملك بابل بجيشه على اورشليم وحاصرها وبنى حولها المتاريس.
5- وظلت المدينة تحت الحصار حتى السنة الحادية عشرة من حكم صدقيا.
6- وفي اليوم التاسع من الشهر الرابع استفحل الجوع في المدينة حتى لم يبق طعام لشعب الارض.
7- ففتح الشعب ثغرة في المدينة وهرب جميع المحاربين وغادروا المدينة ليلا من طريق البوابة الواقعة بين السورين القريبين من بستان الملك، والكلدانيون ما برحوا محاصرين المدينة من كل جهة، وانطلقوا في طريق البرية.

8- لكن جيش الكلدانيين تعقب الملك، وادرك صدقيا في سهول اريحا وقد تفرق عنه جميع جيشه،
9- فقبضوا عليه واخذوه الى ملك بابل في ربلة، في منطقة حماة، فاصدر عليه قضاءه.
10- وذبح ملك بابل ابناء صدقيا على مراى منه وقتل ايضا جميع اشراف يهوذا في ربلة.
11- وفقا عيني صدقيا واوثقه بسلسلتين من نحاس، ثم ساقه الى بابل حيث زجه في السجن الى يوم وفاته.
12- وفي اليوم العاشر من الشهر الخامس من السنة التاسعة عشرة من حكم نبوخذناصر ملك بابل، جاء نبوزرادان رئيس الشرطة الذي كان يقف دائما في حضرة ملك بابل، الى اورشليم،
13- واحرق هيكل الرب وقصر الملك وجميع بيوت اورشليم، واضرم النار في كل بيت من بيوت العظماء،
14- وهدم كل جيش الكلدانيين المرافق لرئيس الشرطة كل اسوار اورشليم المحيطة بها.
15- واجلى نبوزرادان رئيس الشرطة بعضا من فقراء البلد، ومن بقي من الشعب في المدينة، والهاربين الذين لجاوا الى ملك بابل مع سائر الحرفيين.
16- ولكنه ابقى على بعض المساكين ليكونوا كرامين وفلاحين.
17- وحطم الكلدانيون اعمدة النحاس في هيكل الرب، والقواعد والبركة النحاسية القائمة فيه، ونقلوا كل نحاسها الى بابل.
18- واستولوا ايضا على القدور والرفوش والمجارف والمناضح والصحون وكل آنية النحاس التي كانت تستخدم في الهيكل.
19- كما اخذ رئيس الشرطة الطسوس والمجامر والمناضح والقدور والمنائر والصحون والاقداح الذهبية والفضية.
20- كذلك استولى على العمودين والبركة والاثني عشر ثورا من نحاس القائمة تحت القواعد التي صنعها الملك سليمان لهيكل الرب، فكان النحاس لكثرته يفوق كل وزن.
21- وكان طول كل عمود ثماني عشرة ذراعا (نحو تسعة امتار)، ومحيطه اثنتي عشرة ذراعا (نحو ستة امتار)، وسمكه اربع اصابع، وكان اجوف،
22- وعليه تاج من نحاس ارتفاعه خمس اذرع (نحو مترين ونصف المتر) ويحيط بالتاج شبكة ورمانات وكلها مصنوعة من نحاس. وكان العمود الثاني مماثلا له بما في ذلك الرمانات.
23- وكان عدد الرمانات على محيطه ستا وتسعين رمانة، وجملة الرمان على محيط الشبكة مئة رمانة.
24- واخذ رئيس الشرطة سرايا رئيس الكهنة ونائبه صفنيا الكاهن وحراس الباب الثلاثة.
25- واعتقل من المدينة الخصي القائد الذي كان يتولى قيادة المحاربين، كما اعتقل سبعة رجال من حاشية الملك ممن عثر عليهم في المدينة، وكذلك امين سر قائد الجيش الذي كان يجند شعب البلد، وستين رجلا من اهل الارض الذين كانوا قد اختباوا داخل المدينة.
26- فاخذهم نبوزرادان رئيس الشرطة وساقهم الى ملك بابل في ربلة،
27- فضربهم ملك بابل وقتلهم في ربلة في منطقة حماة. وهكذا سبي شعب يهوذا من ارضه.
28- وهذا هو احصاء الشعب الذين سباهم نبوخذناصر في السنة السابعة: ثلاثة آلاف وثلاثة وعشرون من اليهود.
29- وسبى نبوخذناصر من اورشليم في السنة الثامنة عشرة لحكمه ثماني مئة واثنين وثلاثين شخصا.
30- وفي السنة الثالثة والعشرين لحكم نبوخذناصر سبى نبوزرادان رئيس الشرطة من اليهود سبع مئة وخمسة واربعين شخصا، فكانت جملة المسبيين اربعة آلاف وست مئة شخص.
31- وفي اليوم الخامس والعشرين من الشهر الثاني عشر(اي شباط فبراير) من السنة السابعة والثلاثين لسبي يهوياكين ملك يهوذا، اكرم اويل مرودخ، ملك بابل، في سنة اعتلائه العرش، يهوياكين ملك يهوذا واخرجه من السجن.
32- وخاطبه بطيب الكلام، ورفع مقامه فوق مقام سائر الملوك الذين معه في بابل.
33- فخلع يهوياكين عن نفسه ثياب سجنه، وظل يتناول الطعام في حضرة ملك بابل طوال ايام حياته.
34- وعينت له نفقة دائمة يقبضها من خزانة مال الملك كل يوم بيومه مدى ايام حياته، والى يوم وفاته.
 
53 25   كتاب مراثي ارميا 001 الرب
1- كيف اصبحت المدينة الآهلة بالسكان مهجورة وحيدة؟ صارت كارملة! هذه التي كانت عظيمة بين الامم. السيدة بين المدن صارت تحت الجزية!
2- تبكي بمرارة في الليل، ودموعها تنهمر على خديها. لا معزي لها بين محبيها. غدر بها جميع خلانها واصبحوا لها اعداء.
3- سبيت يهوذا الى المنفى بعد كل ما عانته من عنت وعبودية، فاقامت بين الامم شقية، وادركها مطاردوها في خضم ضيقاتها.
4- تنوح الطرق المفضية الى صهيون، لانها اقفرت من القادمين الى الاعيا د! تهدمت بواباتها جميعا. كهنتها يتنهدون؛ عذاراها متحسرات وهي تقاسي مر العذاب.
5- اصبح اعداؤها سادة، ونجح مضايقوها، لان الرب اشقاها بسبب خطاياها المتكاثرة. قد ذهب اولادها الى السبي امام العدو.
6- تعرت بنت صهيون من كل بهائها، وغدا اشرافها كايائل شاردة من غير مرعى. فروا بقوة خائرة امام المطارد.
7- تذكرت اورشليم في ايام شقائها ومحنتها جميع ما كانت تتمتع به من مشتهيات في حقبها الغابرة. عندما وقع شعبها في قبضة العدو لم يكن لها مسعف، رآها العدو صريعة وسخر لهلاكها.
8- ارتكبت اورشليم خطيئة نكراء فاصبحت رجسة. جميع مكرميها يحتقرونها لانهم شهدوا عريها، اما هي فتنهدت وتراجعت القهقرى.
9- قد علق رجسها بذيولها. لم تذكر آخرتها لهذا كان سقوطها رهيبا، ولا معزي لها. انظر يارب الى شقائي لان العدو قد انتصر.
10- امتدت يد العدو الى كل ذخائرها، وابصرت الامم ينتهكون حرمة مقادسها. هؤلاء الذين حظرت عليهم ان يدخلوا في جماعتك.
11- شعبها كله يتنهد وهو يبحث عن القوت. قد قايضوا ذخائرهم بالطعام لانعاش النفس الخائرة. (وقالت:) «انظر يارب وتامل كيف اصبحت محتقرة».

12- الا يعنيكم هذا ياجميع عابري الطريق؟ تاملوا وانظروا، هل من الم كالمي الذي ابتلاني به الرب في يوم احتدام غضبه؟
13- من العلاء صب نارا في عظامي فسرت فيها. نصب شركا لقدمي فردني الى الوراء. جعلني اطلالا ائن طول النهار.
14- شد معاصي الى نير، وبيده حبكها، فناء بها عنقي. اوهن الرب قواي واسلمني الى يد لا طاقة لي على مقاومتها.
15- بدد الرب جميع جبابرتي في وسطي، والب علي حشدا من اعدائي ليسحقوا شباني. داس الرب العذراء بنت صهيون كما يداس العنب في المعصرة.
16- على هذه كلها ابكي. عيناي، عيناي تفيضان بالدموع، اذ ابتعد عني كل معز ينعش نفسي. هلك ابنائي لان العدو قد ظفر.

17- تمد صهيون يديها تلتمس معزيا، ولكن على غير طائل. قد امر الرب ان يكون مضايقو يعقوب هم جيرانه الذين حوله. قد اصبحت اورشليم رجسا بينهم.
18- الرب حقا عادل، وانا قد تمردت على امره. فاستمعوا ياجميع الشعوب واشهدوا وجعي. قد ذهب عذاراي وشباني الى السبي.
19- دعوت محبي فخدعوني. فني كهنتي وشيوخي في المدينة وهم ينشدون قوتا لاحيا ء نفوسهم.
20- انظر يارب فاني في ضيقة. احشائي جائشة وقلبي متلاطم في داخلي، لاني اكثرت التمرد. ها السيف يثكل في الخارج وفي البيت يسود الموت.
21- قد سمعوا تنهدي فلم يكن من معز لي. جميع اعدائي عرفوا ببليتي فشمتوا بما فعلت بي. اسرع بيوم العقاب الذي توعدت به فيصيروا مثلي.
22- ليات كل شرهم امامك فتعاقبهم كما عاقبتني على كل ذنوبي، لان تنهداتي كثيرة وقلبي مغشي عليه.
 
54 25   كتاب مراثي ارميا 002 الرب
1- كيف خيم الرب في غضبه بالظلام على ابنة صهيون، وطرح من السماء الى الارض جلال اسرائيل، ولم يذكر موطيء قدميه في يوم سخطه؟
2- قد هدم الرب من غير رحمة جميع مساكن يعقوب. قوض بغضبه معاقل ابنة يهوذا، والحق العار بالمملكة وحكامها، اذ سواها بالارض.
3- بتر في احتدام غضبه كل قوة اسرائيل. رد يمينه الى الوراء امام الاعداء، واشتعل مثل نار ملتهبة في اسرائيل، تلتهم كل ما حولها.
4- وتر قوسه كعدو. نصب يمينه كمبغض. ذبح كعدو كل عزيز في عيوننا. وسكب سخطه كنار على خيمة ابنة صهيون.
5- واصبح الرب كعدو، فقوض اسرائيل، وهدم جميع قصورها، ودمر حصونها، واكثر النوح والعويل في ابنة صهيون.
6- نقض مظلته كما ينقض كوخ من الاغصان في حديقة، وردم مقر مجتمعه. جعل الرب صهيون تنسى مواسم اعيادها وسبوتها. ونبذ باحتدام سخطه الملك والكاهن.
7- كره الرب مذبحه، وتبرا من مقدسه، وسلم اسوار قصورها الى يد الاعداء الذين علا هتافهم في بيت الرب كما كان يعلو هتافنا في الاعياد.
8- عزم الرب ان يقوض سور ابنة صهيون. مد خيط القياس ولم يرد يده عن سحقها، فاستبكى المترسة والسور فسقطا معا.
9- غاصت في الارض بواباتها، دمر وحطم مزاليجها. نفى ملكها ورؤساءها بين الامم. زالت الشريعة، ولم يعد انبياؤها يحصلون على رؤيا من عند الرب.
10- يجلس شيوخ ابنة صهيون على الارض صامتين. عفروا بالرماد رؤوسهم، وارتدوا المسوح، وطاطات عذارى اورشليم رؤوسهن الى الارض.
11- كلت عيناي من البكاء، جاشت احشائي واريقت كبدي على الارض حزنا لدمار ابنة شعبي، لان الاطفال والرضع غشي عليهم في شوارع المدينة.
12- يقولون لامهاتهم باكين: «اين الخبز والخمر؟» ثم يغشى عليهم كالجرحى في شوارع المدينة، حين تهرق حياتهم في احضان امهاتهم.
13- بماذا انذرك وباي شيء اشبهك ياابنة اورشليم؟ بماذا اقارنك فاعزيك ايتها العذراء ابنة صهيون؟ ان خرابك عظيم كالبحر، فمن ذا يبرئك؟

14- راى لك انبياؤك رؤى باطلة خادعة. لم يفضحوا اثمك ليردوا سبيك. انما راوا لك وحيا كاذبا مضلا.
15- كل عابري السبيل صفقوا عليك بالايادي فرحا. صفروا وهزوا رؤوسهم على ابنة اورشليم وتساءلوا: اهذه هي المدينة التي تدعى كاملة الجمال وبهجة الارض باسرها؟
16- قد فغر جميع اعدائك اشداقهم. يصفرون ويحرقون الاسنان. يهتفون: قد ابتلعناها. هذا هو اليوم الذي طال انتظارنا له. قد عشنا وشهدناه!
17- نفذ الرب قضاءه، وحقق وعيده الذي حكم به منذ الحقب السالفة. هدم ولم يراف، فاشمت بك الخصم، وعظم قوة عدوك.
18- استغاثت قلوبهم بالرب. لتجر الدموع، يااسوار ابنة صهيون، كالنهر ليلا ونهارا. لا تستكيني ولا تكف عيناك عن البكاء.
19- قومي وانتحبي في الربع الاول من الليل. اسكبي كالماء قلبك في محضر الرب. ارفعي اليه يديك من اجل نفوس اطفالك المغشي عليهم من الجوع عند ناصية كل شارع.

20- انظر يارب وتامل! بمن صنعت هذا؟ اعلى النساء ان ياكلن ثمرة بطونهن، واطفال حضانتهن؟ ايتحتم على الكاهن والنبي ان يقتلا في مقدس الرب؟
21- قد انطرح الصبي والشيوخ في غبار الطرقات. سقط عذاراي وشباني بالسيف. قد قتلتهم في يوم غضبك، ونحرتهم من غير رحمة.
22- انت دعوت، كما في يوم عيد، مروعي المحيطين بي. فلم يفلت ولم ينج احد في يوم سخطك يارب. قد افنى عدوي الذين حضنتهم وربيتهم.
 
55 25   كتاب مراثي ارميا 003 الرب
1- انا هو الرجل الذي شهد البلية التي انزلها قضيب سخطه.
2- قادني وسيرني في الظلمة من غير نور.
3- حقا انه يمد يده علي مرة تلو المرة طول النهار.
4- ابلى لحمي وجلدي. هشم عظامي.
5- حاصرني واحاطني بالعلقم والمشقة.
6- اسكنني في الظلمة كموتى الحقب الغابرة.
7- سيج حولي حتى لا افلت. اثقل علي قيودي.
8- حتى حين اصرخ واستغيث يصد صلاتي.
9- قد اغلق علي طرقي بحجارة منحوتة، وجعل مسالكي ملتوية.
10- هو لي كدب متربص، وكاسد مترصد في مكمنه.
11- اضل طرقي ومزقني اربا. دمرني.
12- وتر قوسه ونصبني هدفا لسهمه.
13- اخترق كليتي بنبال جعبته.
14- صرت مثار هزء لشعبي واهجية لهم اليوم كله.
15- اشبعني مرارة، وارواني افسنتينا.
16- هشم اسناني بالحصى، وطمرني بالرماد.
17- فتناءت نفسي عن السلام، ونسيت طعم الخيرات.
18- فقلت: «تلاشت قوتي، وكل ما كنت ارجوه من الرب».
19- اذكر بليتي وتيهاني والافسنتين والمرارة.
20- ما برحت نفسي تذكرها وهي منحنية في داخلي.

21- ولكن هذا ما اناجي به نفسي، لذلك يغمرني الرجاء:
22- من احسانات الرب اننا لم نفن، لان مراحمه لا تزول.
23- تتجدد في كل صباح. فائقة امانتك.
24- تقول نفسي: «الرب هو نصيبي فلذلك ارجوه».
25- الرب صالح لمن يرجونه وللنفس التي تلتمسه.
26- خير للمرء ان ينتظر بصمت خلاص الرب.
27- خير للمرء ان يحمل النير في حداثته.
28- ليعتكف وحيدا في صمت لان الرب قد وضع النير عليه.
29- ليوار وجهه في التراب تذللا، عسى ان يكون هناك رجاء.
30- ليبذل خده للاطم، ويشبع تعييرا.
31- لان الرب لا ينبذ الى الابد.
32- فانه ولو احزن يراف بمقتضى رحمته الفائقة.
33- لانه لا يتعمد ان يبتلي ابناء البشر بالبؤس والاسى،
34- ولا ان يسحق اسرى الارض تحت الاقدام،
35- ولا ان يجور احد على حقوق الانسان، امام عيني الرب العلي
36- او ان لا ينصف الانسان في دعواه. الا يرى الرب هذه الامور؟
37- من ذا الذي يقضي بامر فيتحقق ان لم يكن الرب قد امر به؟
38- اليس من فم العلي يصدر الضر والخير؟

39- فلماذا يشتكي الانسان الحي حين يعاقب على خطاياه؟
40- لنفحص طرقنا ونختبرها ونرجع الى الرب.
41- لنرفع قلوبنا وايدينا الى الله في السماوات.
42- قد تعدينا وتمردنا، وانت لم تغفر.
43- لفعت نفسك بالغضب وتعقبتنا. قتلت من غير رحمة.
44- تلفعت بالسحاب حتى لا تبلغ اليك صلاة.
45- قد جعلتنا اوساخا واقذارا بين الشعوب.
46- فغر علينا جميع اعدائنا اشداقهم،
47- وحل بنا الرعب والهلاك والدمار والسحق.
48- تفيض عيناي بانهار مياه على دمار ابنة شعبي.
49- لن تكف عيناي عن البكاء ابدا،
50- حتى يشرف الرب من السماء ويبصر.
51- تتلف عيناي على مصير كل بنات مدينتي.
52- قد اصطادني، كعصفور، اعدائي الذين لم اسيء اليهم،
53- طرحوني حيا في الجب ورجموني بالحجارة.
54- طغت المياه فوق راسي، فقلت: «قد هلكت».
55- استغثت باسمك يارب من اعماق الجب،
56- فسمعت صوتي. لا تصم اذنيك عن صراخ استغاثتي.
57- اقتربت حين دعوتك اذ قلت: «لا تخف».
58- قد دافعت عن دعواي يارب، وافتديت حياتي.
59- انت شهدت ما اساءوا به الي يارب، فاقض في دعواي.
60- قد رايت انتقامهم كله وسائر مؤامراتهم علي.
61- سمعت تعييرهم يارب، وجميع مؤامراتهم علي.
62- وسمعت كلام اعدائي وتدبيراتهم ضدي اليوم كله.
63- راقب جلوسهم وقيامهم، فقد اصبحت اهجية لهم.

64- جازهم يارب بمقتضى ما جنته ايديهم.
65- اجعل على قلوبهم غشاوة، ولتكن لعنتك عليهم.
66- تعقبهم بسخط واهلكهم من تحت سماواتك يارب.
 
56 25   كتاب مراثي ارميا 004 الرب
1- كيف اكمد الذهب واكدر لون النضار الخالص؟ كيف تبعثرت حجارة القدس في ناصية كل شارع؟
2- كيف حسب ابناء صهيون الكرام الموزونون بالذهب النقي، كآنية خزفية من عمل يد الفخاري؟
3- حتى بنات آوى تكشف عن ثديها وترضع اجراءها، اما ابنة شعبي فقاسية كالنعام في الصحراء.
4- قد التصق لسان الرضيع بحنكه عطشا، والتمس الاطفال خبزا وليس من يعطيه لهم.
5- هلك في الشوارع الذين كانوا ياكلون الطيبات، واحتضن المزابل المتربون على لبس الحرية.
6- لان عقاب اثم ابنة شعبي اعظم من عقاب خطيئة سدوم التي انقلبت في لحظة، من غير ان تمتد اليها يد انسان.
7- كان نبلاؤها انقى من الثلج وانصع من اللبن. اجسادهم اكثر حمرة من المرجان، وقاماتاهم كالياقوت العازرق،
8- فاصبحت صورتهم اكثر سوادا من الفحم، فلم يعرفوا فاي الشوارع. لصقت جلودهم بعظامهم، وصارت جافة كالحطب.
9- كان مصير ضحايا السيف افضل من مصير ضحايا الجوع، الذين اضمحلوا من طعنة عقم الحقل.
10- طهت ايدي الامهات الحانيات اولادهن ليكونوا طعاما لهن في اثناء دمار ابنة شعبي.
11- نفث الرب كامل سخطه وصب حمو غضبه، واضرم نارا في صهيون فالتهمت اسسها.
12- لم يصدق ملوك الارض وسكان المعمورة ان العدو والخصم يقتحمان بوابات اورشليم.
13- عقابا لها على خطايا انبيائها وآثام كهنتها، الذين سفكوا في وسطها دم الصديقين.
14- تاهوا كعمي في الشوارع، ملطخين بالدم حتى لم يقدر احد ان يلمس ثيابهم.
15- هتفوا بهم: «ابتعدوا: تنحوا لا تلمسوا شيئا». فهربوا وتشردوا! غير ان اهل الامم قالوا: لا يمكن ان يسكنوا معنا!
16- قد بددهم الرب نفسه، ولم يعد يعبا بهم، لم يكرموا الكهنة ولم يترافوا بالشيوخ.
17- كلت عيوننا من ترقب نصرة باطلة. في ابراجنا انتظرنا معونة امة لا تخلص.
18- تصيد الرجال خطواتنا حتى لا نخطو في شوارعنا. آذنت نهايتنا، وتمت ايامنا وازفت خاتمتنا.
19- كان مطاردونا اسرع من نسور السماء، تعقبونا على الجبال، وتربصوا بنا في الصحراء.
20- وقع في حفرهم مصدر حياتنا، الملك الذي اختاره الرب، الذي قلنا: في ظله نعيش بين الامم.

21- ابتهجي وافرحي ياابنة ادوم، ياساكنة عوص. انما هذه الكاس ستجوز عليك ايضا فتسكرين وتتعرين.

22- قد تم اثمك ياابنة صهيون، ولن يطيل (الله ) من حقبة سبيك. اما انت ياابنة ادوم فانه يعاقبك ويفضح خطاياك.
 
 
 

© The Bible ...    pure software code