|
الكتاب |
اسم الكتاب |
الفصل |
مضمون ... |
1 |
01 |
كتاب التكوين |
001 |
الله
1- في البدء خلق الله السماوات والارض،
2- واذ كانت الارض مشوشة ومقفرة وتكتنف الظلمة وجه
المياه، واذ كان روح الله يرفرف على سطح المياه،
3- امر الله : «ليكن نور». فصار نور،
4- وراى الله النور فاستحسنه وفصل بينه وبين الظلام.
5- وسمى الله النور نهارا، اما الظلام فسماه ليلا.
وهكذا جاء مساء اعقبه صباح، فكان اليوم الاول.
6- ثم امر الله : «ليكن جلد يحجز بين مياه ومياه».
7- فخلق الله الجلد، وفرق بين المياه التي تحملها
السحب والمياه التي تغمر الارض. وهكذا كان.
8- وسمى الله الجلد سماء. ثم جاء مساء اعقبه صباح
فكان اليوم الثاني.
9- ثم امر الله : «لتتجمع المياه التي تحت السماء
الى موضع واحد، ولتظهر اليابسة». وهكذا كان.
10- وسمى الله اليابسة ارضا والمياه المجتمعة بحارا.
وراى الله ذلك فاستحسنه.
11- وامر الله : «لتنبت الارض عشبا وبقلا مبزرا،
وشجرا مثمرا فيه بزره الذي ينتج ثمرا كجنسه في الارض».
وهكذا كان.
12- فانبتت الارض كل انواع الاعشاب والبقول التي
تحمل بزورا من جنسها، والاشجار التي تحمل اثمارا ذات
بذور من جنسها. وراى الله ذلك فاستحسنه.
13- وجاء مساء اعقبه صباح فكان اليوم الثالث.
14- ثم امر الله : «لتكن انوار في جلد السماء لتفرق
بين النهار والليل، فتكون علامات لتحديد ازمنة وايام
وسنين.
15- وتكون ايضا انوارا في جلد السماء لتضيء الارض».
وهكذا كان.
16- وخلق الله نور ين عظيمين، النور الاكبر ليشرق في
النهار، والنور الاصغر ليضيء في الليل، كما خلق
النجوم ايضا.
17- وجعلها الله في جلد السماء لتضيء الارض،
18- لتتحكم بالنهار وبالليل ولتفرق بين النور
والظلام. وراى الله ذلك فاستحسنه.
19- وجاء مساء اعقبه صباح فكان اليوم الرابع.
20- ثم امر الله : «لتزخر المياه بشتى الحيوانات
الحية ولتحلق الطيور فوق الارض عبر فضاء السماء».
21- وهكذا خلق الله الحيوانات المائية الضخمة،
والكائنات الحية التي اكتظت بها المياه، كلا حسب
اجناسها، وايضا الطيور وفقا لانواعها. وراى الله ذلك
فاستحسنه.
22- وباركها الله قائلا: «انتجي، وتكاثري واملاي
مياه البحار. ولتتكاثر الطيور فوق الارض».
23- ثم جاء مساء اعقبه صباح فكان اليوم الخامس.
24- ثم امر الله : «لتخرج الارض كائنات حية، كلا حسب
جنسها، من بهائم وزواحف ووحوش وفقا لانواعها». وهكذا
كان.
25- فخلق الله وحوش الارض، والبهائم والزواحف، كلا
حسب نوعها. وراى الله ذلك فاستحسنه.
26- ثم قال الله : «لنصنع الانسان على صورتنا،
كمثالنا، فيتسلط على سمك البحر، وعلى طير السماء،
وعلى الارض، وعلى كل زاحف يزحف عليها».
27- فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله
خلقه. ذكرا وانثى خلقهم.
28- وباركهم الله قائلا لهم: «اثمروا وتكاثروا
واملاوا الارض واخضعوها. وتسلطوا على سمك البحر،
وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يتحرك على الارض».
29- ثم قال لهم: «اني قد اعطيتكم كل اصناف البقول
المبزرة المنتشرة على كل سطح الارض، وكل شجر مثمر
مبزر، لتكون لكم طعاما.
30- اما العشب الاخضر فقد جعلته طعاما لكل من وحوش
الارض وطيور السماء والحيوانات الزاحفة، ولكل ما فيه
نسمة حياة». وهكذا كان.
31- وراى الله ما خلقه فاستحسنه جدا. ثم جاء مساء
اعقبه صباح فكان اليوم السادس.
|
2 |
01 |
كتاب التكوين |
002 |
الله
1- وهكذا اكتملت السماوات والارض بكل ما فيها.
2- وفي اليوم السابع اتم الله عمله الذي قام به،
فاستراح فيه من جميع ما عمله.
3- وبارك الله اليوم السابع وقدسه، لانه استراح فيه
من جميع اعمال الخلق
4- هذا وصف مبدئي للسماوات والارض يوم خلقها الرب
الاله.
5- ولم يكن قد نبت بعد في الارض شجر بري ولا عشب بري،
لان الرب الاله لم يكن قد ارسل مطرا على الارض، ولم
يكن هناك انسان ليفلحها،
6- الا ان ضبابا كان يتصاعد من الارض فيسقي سطحها
كله.
7- ثم جبل الرب الاله آدم من تراب الارض ونفخ في
انفه نسمة حياة، فصار آدم نفسا حية.
8- واقام الرب الاله جنة في شرقي عدن ووضع فيها آدم
الذي جبله.
9- واستنبت الرب الاله من الارض كل شجرة بهية للنظر،
ولذيذة للاكل، وغرس ايضا شجرة الحياة، وشجرة معرفة
الخير والشر في وسط الجنة.
10- وكان نهر يجري في عدن ليسقي الجنة، وما يلبث ان
ينقسم من هناك الى اربعة انهر:
11- الاول منها يدعى فيشون، الذي يلتف حول كل
الحويلة حيث يوجد الذهب.
12- وذهب تلك الارض جيد، وفيها ايضا المقل وحجر
الجزع.
13- والنهر الثاني يدعى جيحون الذي يحيط بجميع ارض
كوش.
14- والنهر الثالث يدعى حداقل وهو الجاري في شرقي
اشور. والنهر الرابع هو الفرات.
15- واخذ الرب الاله آدم ووضعه في جنة عدن ليفلحها
ويعتني بها.
16- وامر الرب الاله آدم قائلا: «كل ما تشاء من جميع
اشجار الجنة،
17- ولكن اياك ان تاكل من شجرة معرفة الخير والشر
لانك حين تاكل منها حتما تموت».
18- ثم قال الرب الاله: «ليس مستحسنا ان يبقى آدم
وحيدا. ساصنع له معينا مشابها له».
19- وكان الرب الاله قد جبل من التراب كل وحوش
البرية وطيور الفضاء واحضرها الى آدم ليرى باي اسماء
يدعوها، فصار كل اسم اطلقه آدم على كل مخلوق حي اسما
له.
20- وهكذا اطلق آدم اسماء على كل الطيور والحيوانات
والبهائم. غير انه لم يجد لنفسه معينا مشابها له.
21- فاوقع الرب الاله آدم في نوم عميق، ثم تناول
ضلعا من اضلاعه وسد مكانها باللحم،
22- وعمل من هذه الضلع امراة احضرها الى آدم.
23- فقال آدم: «هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي.
فهي تدعى امراة لانها من امريء اخذت».
24- لهذا، فان الرجل يترك اباه وامه ويلتصق بامراته،
ويصيران جسدا واحدا.
25- وكان آدم وامراته عريانين، ولم يعترهما الخجل.
|
3 |
01 |
كتاب التكوين |
003 |
الله
1- وكانت الحية امكر وحوش البرية التي صنعها الرب
الاله، فسالت المراة: «احقا امركما الله الا تاكلا
من جميع شجر الجنة؟»
2- فاجابت المراة: «يمكننا ان ناكل من ثمر الجنة
كلها،
3- ماعدا ثمر الشجرة التي في وسطها، فقد قال الله :
لا تاكلا منه ولا تلمساه لكي لا تموتا».
4- فقالت الحية للمراة: «لن تموتا،
5- بل ان الله يعرف انه حين تاكلان من ثمر هذه
الشجرة تنفتح اعينكما فتصيران مثله، قادرين على
التمييز بين الخير والشر».
6- وعندما شاهدت المراة ان الشجرة لذيذة للماكل
وشهية للعيون، ومثيرة للنظر قطفت من ثمرها واكلت، ثم
اعطت زوجها ايضا فاكل معها،
7- فانفتحت للحال اعينهما، وادركا انهما عريانان،
فخاطا لانفسهما مآزر من اوراق التين.
8- ثم سمع الزوجان صوت الرب الاله ماشيا في الجنة
عند هبوب ريح النهار، فاختبآ من حضرة الرب الاله بين
شجر الجنة.
9- فنادى الرب الاله آدم: «اين انت؟»
10- فاجاب: «سمعت صوتك في الجنة فاختبات خشية منك
لاني عريان».
11- فساله: «من قال لك انك عريان؟ هل اكلت من ثمر
الشجرة التي نهيتك عنها؟»
12- فاجاب آدم: «انها المراة التي جعلتها رفيقة لي.
هي التي اطعمتني من ثمر الشجرة، فاكلت».
13- فسال الرب الاله المراة: «ماذا فعلت؟» فاجابت: «اغوتني
الحية فاكلت».
14- فقال الرب الاله للحية: «لانك فعلت هذا، ملعونة
انت من بين جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية، على
بطنك تسعين، ومن التراب تاكلين طوال حياتك،
15- واثير عداوة دائمة بينك وبين المراة، وكذلك بين
نسليكما. هو يسحق راسك وانت تلدغين عقبه».
16- ثم قال للمراة: «اكثر تكثيرا اوجاع مخاضك
فتنجبين بالآلام اولادا، والى زوجك يكون اشتياقك وهو
يتسلط عليك».
17- وقال لآدم: «لانك اذعنت لقول امراتك، واكلت من
الشجرة التي نهيتك عنها، فالارض ملعونة بسببك
وبالمشقة تقتات منها طوال عمرك.
18- شوكا وحسكا تنبت لك، وانت تاكل عشب الحقل.
19- بعرق جبينك تكسب عيشك حتى تعود الى الارض، فمن
تراب اخذت، والى تراب تعود».
20- وسمى آدم زوجته «حواء» لانها ام كل حي.
21- وكسا الرب الاله آدم وزوجته رداءين من جلد صنعها
لهما.
22- ثم قال الرب الاله: «ها الانسان قد صار كواحد
منا، يميز بين الخير والشر. وقد يمد يده ويتناول من
شجرة الحياة وياكل، فيحيا الى الابد».
23- فاخرجه من جنة عدن ليفلح الارض التي اخذ من
ترابها.
24- وهكذا طرد الله الانسان من جنة عدن، واقام
ملائكة الكروبيم وسيفا ناريا متقلبا شرقي الجنة
لحراسة الطريق المفضية الى «شجرة الحياة».
|
4 |
01 |
كتاب التكوين |
004 |
الله
1- وعاشر آدم حواء زوجته فحبلت، وولدت قايين اذ قالت:
«اقتنيت رجلا من عند الرب».
2- ثم عادت فولدت اخاه هابيل، وكان هابيل راعيا
للغنم. اما قايين فقد عمل في فلاحة الارض.
3- وحدث بعد مرور ايام ان قدم قايين من ثمار الارض
قربانا للرب،
4- وقدم هابيل ايضا من خيرة ابكار غنمه واسمنها.
فتقبل الرب قربان هابيل ورضي عنه.
5- لكنه لم يتقبل قربان قايين ولم يرض عنه. فاغتاظ
قايين جدا وتجهم وجهه كمدا.
6- فسال الرب قايين: «لماذا اغتظت؟ لماذا تجهم وجهك؟
7- لو احسنت في تصرفك الا يشرق وجهك فرحا؟ وان لم
تحسن التصرف، فعند الباب خطيئة تنتظرك، تتشوق ان
تتسلط عليك، لكن يجب ان تتحكم فيها»
8- وعاد قايين يتظاهر بالود لاخيه هابيل. وحدث اذ
كانا معا في الحقل ان قايين هجم على اخيه هابيل
وقتله.
9- وسال الرب قايين: «اين اخوك هابيل؟» فاجاب: «لا
اعرف. هل انا حارس لاخي؟»
10- فقال الرب له: «ماذا فعلت؟ ان صوت دم اخيك يصرخ
الي من الارض.
11- فمنذ الآن، تحل عليك لعنة الارض التي فتحت فاها
وابتلعت دم اخيك الذي سفكته يدك.
12- عندما تفلحها لن تعطيك خيرها، وتكون شريدا
وطريدا في الارض».
13- فقال قايين للرب: «عقوبتي اعظم من ان تحتمل.
14- ها انت اليوم قد طردتني عن وجه الارض، ومن امام
حضرتك اختفي، واكون شريدا طريدا في الارض، ويقتلني
كل من يجدني».
15- فقال الرب له: «ساعاقب كل من يقتلك بسبعة اضعاف
العقوبة التي عاقبتك بها». ووسم الرب قايين بعلامة
تحظر على من يلقاه اغتياله.
16- وهكذا خرج قايين من حضرة الرب وسكن في ارض نود
شرقي عدن.
17- وعاشر قايين زوجته فحبلت وانجبت ابنا دعاه «حنوك».
وكان قايين آنئذ يبني مدينة فسماها «حنوك» على اسم
ابنه.
18- ثم ولد حنوك عيراد، وولد عيراد محويائيل، وولد
محويائيل متوشائيل، وولد متوشائيل لامك.
19- وتزوج لامك امراتين: اسم الواحدة عادة، واسم
الاخرى صلة.
20- وولدت عادة كلا من «يابال» اول رعاة المواشي
وساكني الخيام.
21- واخيه يوبال اول العازفين بالعود والمزمار.
22- وولدت صلة «توبال قايين» اول صانعي آلات النحاس
والحديد. كما ولدت «نعمة» اخت توبال قايين.
23- وقال لامك لزوجتيه: «ياعادة وصلة، اسمعا قولي،
يازوجتي لامك اصغيا لكلامي: اني قتلت رجلا جرحني
وشابا كسرني.
24- فان كان ينتقم لقايين سبعة اضعاف، فانه ينتقم
للامك سبعة وسبعين ضعفا».
25- وعاشر آدم زوجته حواء مرة اخرى فانجبت له ابنا
اسمته «شيثا» اذ قالت: «قد عوضني الله نسلا آخر عوضا
عن هابيل الذي قتله قايين».
26- وولد لشيث ايضا ابن سماه انوش وعندئذ ابتدا
الناس يدعون باسم الرب.
|
5 |
01 |
كتاب التكوين |
005 |
الله
1- هذا سجل بمواليد آدم. يوم خلق الله الانسان، صنعه
الله على مثاله.
2- وقد خلقه ذكرا وانثى. ويوم خلقه، باركه وسماه آدم.
3- كان عمر آدم مئة وثلاثين سنة عندما انجب ولدا
كشبهه ومثاله، وسماه شيثا.
4- وعاش آدم بعد مولد شيث ثماني مئة سنة، وولد له
بنون وبنات.
5- ومات آدم وله من العمر تسع مئة وثلاثون سنة.
6- كان عمر شيث مئة وخمس سنوات عندما انجب انوش.
7- وعاش شيث بعد ذلك ثماني مئة وسبع سنوات، ولد له
فيها بنون وبنات.
8- ومات شيث وله من العمر تسع مئة واثنتا عشرة سنة.
9- وكان عمر انوش تسعين سنة عندما انجب قينان.
10- وعاش انوش بعد ذلك ثماني مئة وخمس عشرة سنة، ولد
له فيها بنون وبنات.
11- ومات انوش وله من العمر تسع مئة وخمس سنوات.
12- وكان عمر قينان سبعين سنة عندما انجب مهللئيل.
13- وعاش قينان بعد ذلك ثماني مئة واربعين سنة، ولد
له فيها بنون وبنات.
14- ومات قينان وله من العمر تسع مئة وعشر سنوات.
15- وكان عمر مهللئيل خمسا وستين سنة عندما انجب
يارد،
16- وعاش مهللئيل بعد ذلك ثماني مئة وثلاثين سنة،
ولد له فيها بنون وبنات.
17- ومات مهللئيل وله من العمر ثماني مئة وخمس
وتسعون سنة.
18- وكان عمر يارد مئة واثنتين وستين سنة عندما انجب
اخنوخ.
19- وعاش بعد ذلك ثماني مئة سنة، ولد له فيها بنون
وبنات.
20- ومات يارد وله من العمر تسع مئة واثنتان وستون
سنة.
21- وكان عمر اخنوخ خمسا وستين سنة عندما انجب
متوشالح.
22- ثم عاش اخنوخ بعد ذلك ثلاث مئة سنة سار فيها مع
الله. وولد له بنون وبنات.
23- وكانت كل ايام اخنوخ ثلاث مئة وخمسا وستين سنة.
24- وسار اخنوخ مع الله، ثم توارى من الوجود، لان
الله نقله اليه.
25- وكان عمر متوشالح مئة وسبعا وثمانين سنة عندما
انجب لامك.
26- وعاش متوشالح بعد ذلك سبع مئة واثنتين وثمانين
سنة، ولد له فيها بنون وبنات
27- ومات متوشالح وله من العمر تسع مئة وتسع وستون
سنة.
28- كان عمر لامك مئة واثنتين وثمانين سنة عندما
انجب ابنا،
29- سماه نوحا قائلا: «هذا يعزينا عن اعمالنا ومشقة
ايدينا في الارض التي لعنها الرب».
30- وعاش لامك خمس مئة وخمسا وتسعين سنة بعد ولادة
نوح، ولد له فيها بنون وبنات
31- ومات لامك وله من العمر سبع مئة وسبع وسبعون سنة.
32- كان عمر نوح خمس مئة سنة عندما انجب ساما وحاما
ويافث.
|
6 |
01 |
كتاب التكوين |
006 |
الله
1- وحدث لما ابتدا الناس يتكاثرون على سطح الارض
وولد لهم بنات،
2- انجذبت انظار ابناء الله الى بنات الناس فراوا
انهن جميلات فاتخذوا لانفسهم منهن زوجات حسب ما طاب
لهم.
3- فقال الرب: «لن يمكث روحي مجاهدا في الانسان الى
الابد. هو بشري زائغ، لذلك لن تطول ايامه اكثر من
مئة وعشرين سنة فقط».
4- وفي تلك الحقب، كان في الارض جبابرة، وبعد ان دخل
ابناء الله على بنات الناس ولدن لهم ابناء، صار
هؤلاء الابناء انفسهم الجبابرة المشهورين منذ القدم.
5- وراى الرب ان شر الانسان قد كثر في الارض، وان كل
تصور فكر قلبه يتسم دائما بالاثم،
6- فملا قلبه الاسف والحزن لانه خلق الانسان.
7- وقال الرب: «امحو الانسان الذي خلقته عن وجه
الارض مع سائر الناس والحيوانات والزواحف وطيور
السماء، لاني حزنت اني خلقته».
8- اما نوح فقد حظي برضى الرب.
9- وهذا سجل مواليد نوح: كان نوح صالحا كاملا في
زمانه، وسار نوح مع الله.
10- وانجب نوح ثلاثة ابناء هم سام وحام ويافث.
11- واذ ساد الشر الارض امام الله وعمها الظلم،
12- نظر الله واذا بها فاسدة لان كل بشر على الارض
قد سلك في طريق الاثم.
13- فقال الله لنوح: «قد ازفت نهاية البشر جميعا
امامي، لانهم ملاوا الارض ظلما. لذلك سابيدهم مع
الارض.
14- ابن لك فلكا من خشب السرو، واجعل فيه غرفا
تطليها بالزفت من الداخل والخارج.
15- اصنعه على هذا المثال: ليكن طوله ثلاث مئة ذراع
(نحو مئة وخمسة وثلاثين مترا)، وعرضه خمسين ذراعا (نحو
اثنين وعشرين مترا ونصف المتر) وارتفاعه ثلاثين
ذراعا (نحو ثلاثة عشر مترا ونصف المتر).
16- واجعل له نافذة على انخفاض ذراع (نحو خمسة
واربعين سنتمترا) من السقف، وبابا تقيمه في جانبه.
وليكن للفلك طوابق سفلية ومتوسطة وعلوية.
17- فها انا اغرق الارض بطوفان من المياه لابيد كل
كائن حي فيها ممن تحت السماء. كل ما على الارض لابد
ان يموت.
18- ولكني ساقيم معك عهدا، فتدخل انت مع بنيك
وامراتك ونساء بنيك الى الفلك.
19- وتاخذ معك في الفلك زوجين، ذكرا وانثى، من كل
كائن حي ذي جسد، لاستبقائها معك.
20- تدخل معك اثنين من كل صنف من اصناف الطيور
والبهائم والزواحف على الارض، حفاظا على استمرار
بقائها.
21- وتدخر لنفسك من كل طعام يؤكل وتخزنه عندك ليكون
لك ولها غذاء».
22- وفعل نوح تماما بمقتضى كل ما امر الرب به.
|
7 |
01 |
كتاب التكوين |
007 |
الله
1- وقال الرب لنوح: «هيا ادخل انت واهل بيتك جميعا
الى الفلك لاني وجدتك وحدك صالحا امامي في هذا الجيل.
2- خذ معك من كل نوع من الحيوانات الطاهرة سبعة ذكور
وسبع اناث، وزوجين ذكرا وانثى من كل نوع من
الحيوانات الاخرى غير الطاهرة.
3- وخذ معك ايضا من كل نوع من الطيور سبعة ذكور وسبع
اناث لاستبقاء نسلها على وجه كل الارض.
4- فاني بعد سبعة ايام امطر على الارض اربعين يوما،
ليلا ونهارا، فامحو عن وجه الارض كل مخلوق حي».
5- وفعل نوح بموجب كل ما امره الرب به.
6- وكان عمر نوح ست مئة سنة عندما حدث طوفان الماء
على الارض.
7- فدخل نوح الى الفلك مع زوجته وابنائه وزوجاتهم (لينجوا)
من مياه الطوفان.
8- وكذلك الحيوانات الطاهرة وغير الطاهرة، والطيور
والزواحف،
9- دخلت مع نوح الى الفلك زوجين زوجين، ذكرا وانثى،
كما امر الله نوحا.
10- وما ان انقضت الايام السبعة حتى فاضت المياه على
الارض
11- ففي سنة ست مئة من عمر نوح، في الشهر الثاني، في
اليوم السابع عشر منه، تفجرت المياه من اللجج
العميقة في باطن الارض، وهطلت امطار السماء الغزيرة،
12- واستمر هذا الطوفان على الارض ليلا ونهارا مدة
اربعين يوما.
13- في ذلك اليوم الذي بدا فيه الطوفان دخل نوح
وزوجته وابناؤه سام وحام ويافث وزوجاتهم الثلاث الى
الفلك.
14- ودخل معهم ايضا من الوحوش والبهائم والزواحف
والطيور وذوات الاجنحة كل حسب اصنافها؛
15- من جميع المخلوقات الحية اقبلت الى الفلك، ودخلت
مع نوح زوجين زوجين
16- ذكرا وانثى دخلت، من كل ذي جسد، كما امره الله.
ثم اغلق الرب عليه باب الفلك.
17- ودام الطوفان اربعين يوما على الارض، وطغت
المياه ورفعت الفلك فوق الارض،
18- وتكاثرت المياه على الارض وطغت جدا، فكان الفلك
يطفو فوق المياه.
19- وتعاظمت المياه جدا فوق الارض حتى اغرقت جميع
الجبال العالية التي تحت السماء كلها.
20- وبلغ ارتفاعها خمس عشرة ذراعا (نحو سبعة امتار)
عن اعلى الجبال،
21- فمات كل كائن حي يتحرك على الارض من طيور وبهائم
ووحوش وزواحف وكل بشر
22- مات كل ما يحيا ويتنفس على اليابسة.
23- وباد من على سطح الارض كل كائن حي سواء من الناس
ام البهائم ام الزواحف ام الطيور، كلها ابيدت من
الارض، ولم يبق سوى نوح ومن معه في الفلك.
24- وظلت المياه طامية على الارض مدة مئة وخمسين
يوما.
|
8 |
01 |
كتاب التكوين |
008 |
الله
1- ثم افتقد الله نوحا وما معه في الفلك من وحوش
وبهائم، فارسل ريحا على الارض فتقلصت المياه
2- وانسدت ينابيع اللجج وميازيب السماء، واحتبس
المطر.
3- وتراجعت المياه عن الارض تدريجيا. وبعد مئة
وخمسين يوما نقصت المياه.
4- واستقر الفلك على جبال اراراط في اليوم السابع
عشر من الشهر السابع للطوفان.
5- وظلت المياه تتناقص تدريجيا حتى الشهر العاشر.
وفي اليوم الاول من الشهر العاشر بدت قمم الجبال.
6- وبعد اربعين يوما اخرى فتح نوح النافذة التي كان
قد عملها في الفلك.
7- واطلق غرابا، فخرج وظل يحوم مترددا الى الفلك حتى
جفت المياه عن الارض.
8- ثم اطلق نوح حمامة من الفلك ليرى ان كانت المياه
قد تقلصت عن وجه الارض،
9- ولكن الحمامة لم تجد موضعا تستقر عليه رجلها
فرجعت اليه في الفلك، لان المياه كانت مازالت تغمر
سطح الارض، فمد يده واخذها، وادخلها عنده الى الفلك.
10- وانتظر سبعة ايام اخرى ثم عاد فاطلق الحمامة من
الفلك،
11- فرجعت اليه عند المساء تحمل في منقارها ورقة
زيتون خضراء، فادرك نوح ان المياه قد تناقصت عن
الارض.
12- فمكث سبعة ايام اخرى ثم اطلق الحمامة فلم ترجع
اليه هذه المرة.
13- وفي اليوم الاول من الشهر الاول من السنة
الواحدة والست مئة من عمر نوح، جفت المياه عن الارض،
فرفع نوح سقف الفلك وتطلع حوله، فراى ان سطح الارض
قد اخذ في الجفاف.
14- ولكن الارض لم تجف تماما الا في اليوم السابع
والعشرين من الشهر الثاني.
15- وخاطب الله نوحا قائلا:
16- «اخرج من الفلك انت وامراتك وبنوك ونساء بنيك
معك،
17- واخرج كل ما معك من الكائنات الحية، من طيور
وبهائم وكل ما يزحف على الارض لتتوالد وتتكاثر على
الارض».
18- وخرج نوح وبنوه وامراته وزوجات بنيه معه.
19- وكذلك خرجت معه كل الحيوانات، والزواحف والطيور،
وكل ما يدب على الارض، كل منها كجنسها.
20- وبنى نوح مذبحا للرب ثم اختار بعضا من جميع
البهائم والطيور الطاهرة وقربها محرقات على المذبح.
21- فتقبلها الرب برضى، وقال في نفسه: «لن العن
الارض مرة اخرى من اجل الانسان، لان اهواء قلب
الانسان شريرة منذ حداثته ولن اقدم على اهلاك كل حي
كما فعلت.
22- وتكون كل ايام الارض مواسم زرع وحصاد وبرد وحر
وصيف وشتاء ونهار وليل، لن تبطل ابدا».
|
9 |
01 |
كتاب التكوين |
009 |
الله
1- وبارك الله نوحا وابناءه قائلا لهم: «اثمروا
وتكاثروا واملاوا الارض،
2- لتطغ الخشية منكم ورهبتكم على كل حيوانات الارض
وطيور السماء، وعلى كل ما يتحرك على الارض، وعلى سمك
البحر، فانها كلها قد اصبحت خاضعة لكم.
3- وليكن كل حي متحرك طعاما لكم، فتاكلون كل شيء كما
تاكلون البقول الخضراء التي اعطيتكم.
4- ولكن لا تاكلوا لحما بدمه.
5- واطالب انا بدمكم لانفسكم. من يد كل حيوان اطالب
به، ومن يد الانسان ايضا اطالب الاخ بنفس اخيه
الانسان.
6- فسافك دم الانسان يحكم عليه بسفك دمه لان الله
خلق الانسان على صورته.
7- اما انتم فاثمروا وتكاثروا وتوالدوا في الارض».
8- وخاطب الرب نوحا وابناءه معه قائلا:
9- «ها انا ابرم ميثاقي معكم ومع ذريتكم،
10- ومع جميع المخلوقات الحية التي معكم، من طيور
وبهائم، ومن كل حيوانات الارض التي خرجت معكم من
الفلك، مع كل المخلوقات الحية على الارض.
11- ابرم ميثاقي معكم بان لا يبيد الطوفان كل ذي جسد
ثانية، وان لا يكون هناك طوفان ليقضي على الحياة في
الارض».
12- وقال الرب: «وهذه هي علامة الميثاق الابدي الذي
اقيمه بيني وبينكم وبين المخلوقات الحية التي معكم:
13- اضع قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين
الارض.
14- فيكون عندما اخيم بالسحاب فوق الارض، وتظهر
القوس،
15- اني اذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل
المخلوقات الحية من ذوات الجسد، فلا تتحول المياه
الى طوفان يبيد كل حياة.
16- وتكون القوس في السحاب، فابصرها، واذكر الميثاق
الابدي المبرم بيني وبين جميع المخلوقات الحية على
الارض».
17- وقال الله لنوح: «هذه هي علامة الميثاق الذي
ابرمته بيني وبين كل حي على الارض».
18- اما ابناء نوح الذين خرجوا معه من الفلك فكانوا:
ساما وحاما ويافث. وحام هو ابو الكنعانيين.
19- هؤلاء كانوا ابناء نوح الثلاثة الذين تفرعت منهم
شعوب الارض كلها.
20- واشتغل نوح بالفلاحة وغرس كرما،
21- وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خيمته،
22- فشاهد حام ابو الكنعانيين عري ابيه، فخرج واخبر
اخويه اللذين كانا خارجا.
23- فاخذ سام ويافث رداء ووضعاه على اكتافهما ومشيا
القهقرى الى داخل الخيمة، وسترا عري ابيهما من غير
ان يستديرا بوجهيهما نحوه فيبصرا عريه.
24- وعندما افاق نوح من سكره وعلم ما فعله به ابنه
الصغير
25- قال: «ليكن كنعان ملعونا، وليكن عبد العبيد
لاخوته».
26- ثم قال: «تبارك الله اله سام. وليكن كنعان عبدا
له.
27- ليوسع الله ليافث فيسكن في خيام سام. وليكن
كنعان عبدا له».
28- وعاش نوح بعد الطوفان ثلاث مئة وخمسين سنة،
29- ثم مات وله من العمر تسع مئة وخمسون سنة.
|
10 |
01 |
كتاب التكوين |
010 |
الله
1- هذا سجل مواليد سام وحام ويافث ابناء نوح، ومن
ولد لهم من بعد الطوفان.
2- ابناء يافث: جومر وماجوج وماداي وياوان وتوبال
وماشك وتيراس.
3- وابناء جومر: اشكناز وريفاث وتوجرمة.
4- وابناء ياوان: اليشة وترشيش وكتيم ودودانيم.
5- وتفرع من هؤلاء سكان الجزائر وتفرقوا في مناطقهم
حسب قبائلهم واممهم، ولغاتهم.
6- وابناء حام: كوش ومصرايم وفوط وكنعان.
7- وابناء كوش: سبا، وحويلة، وسبتة ورعمة وسبتكا.
وابناء رعمة: شبا وددان.
8- وانجب كوش نمرود الذي ما لبث ان اصبح عاتيا في
الارض.
9- كان صيادا عاتيا امام الرب، لذلك يقال: «كنمرود
جبار صيد امام الرب».
10- وقد تكونت مملكته اول الامر من بابل وارك واكد
وكلنة في ارض شنعار.
11- ومن تلك الارض خرج اشور وبنى مدن نينوى ورحبوت
عير وكالح،
12- ورسن الواقعة بين نينوى وكالح. وهي المدينة
الكبيرة.
13- ومن مصرايم تحدرت هذه القبائل: اللوديون
والعناميون، واللهابيون والنفتوحيون
14- والفتروسيون والكسلوحيون. ومنهم تحدر
الفلسطينيون والكفتوريون.
15- وانجب كنعان صيدون ابنه البكر ثم حثا،
16- ومنه تحدرت قبائل اليبوسيين والاموريين
والجرجاشيين،
17- والحويين والعرقيين والسينيين،
18- والارواديين والصماريين والحماتيين، وبعد ذلك
انتشرت القبائل الكنعانية
19- في الاراضي الواقعة بين صيدون وغزة مرورا بجرار،
وبين صيدون ولاشع مرورا بسدوم وعمورة وادمة وصبوييم.
20- كان هؤلاء هم المنحدرون من حام بحسب قبائلهم
ولغاتهم وبلدانهم وشعوبهم.
21- وانجب سام، اخو يافث الاكبر، ابناء. ومنه تحدر
جميع بني عابر.
22- اما ابناء سام فهم: عيلام واشور وارفكشاد ولود
وارام
23- وابناء ارام: عوص، وحول، وجاثر وماش.
24- وانجب ارفكشاد شالح، وولد شالح عابر.
25- وولد لعابر ابنان: اسم احدهما فالج (ومعناه
انقسام) لان اهل الارض انقسموا في ايامه. واسم اخيه
يقطان.
26- وانجب يقطان الموداد وشالف وحضرموت ويارح،
27- وهدورام واوزال ودقلة،
28- وعوبال وابيمايل وشبا،
29- واوفير وحويلة ويوباب. وهؤلاء جميعهم ابناء
يقطان.
30- وقد استوطنوا في الاراضي الواقعة بين ميشا
والتلال الشرقية من جبل سفار.
31- هؤلاء هم المنحدرون من سام حسب قبائلهم ولغاتهم
وبلدانهم وشعوبهم.
32- هذه هي القبائل المنحدرة من ابناء نوح حسب
شعوبهم، ومنهم انتشرت الامم في الارض بعد الطوفان.
|
11 |
01 |
كتاب التكوين |
014 |
الله
1- وحدث في زمان امرافل ملك شنعار واريوك ملك الاسار
وكدرلعومر ملك عيلام وتدعال ملك جوييم،
2- ان حربا نشبت بينهم وبين بارع ملك سدوم وبرشاع
ملك عمورة وشنآب ملك ادمة وشمئيبر ملك صبوييم، وملك
بالع المعروفة بصوغر.
3- هؤلاء جميعهم احتشدوا في وادي السديم وهو بحر
الملح (البحر الميت)
4- وكان كدرلعومر قد استعبدهم طوال اثنتي عشرة سنة،
وفي السنة الثالثة عشرة تمردوا عليه.
5- وفي السنة الرابعة عشرة اجتمع كدرلعومر وحلفاؤه
الملوك وقهروا الرفائيين في عشتاروث قرنايم،
والزوزيين في هام، والايميين في سهل قريتايم،
6- والحوريين في جبلهم سعير حتى بطمة فاران على حدود
الصحراء.
7- ثم استداروا حتى اقبلوا على عين مشفاط، التي هي
قادش، فهزموا بلاد العمالقة كلها والاموريين
الساكنين في حصون تامار.
8- فخرج ملك سدوم وملك عمورة وملك ادمة وملك صبوييم
وملك بالع، التي هي صوغر، في عمق السديم وخاضوا حربا
9- مع كدرلعومر ملك عيلام وتدعال ملك جوييم وامرافل
ملك شنعار واريوك ملك الاسار، فكانوا اربعة ملوك ضد
خمسة.
10- وكان وادي السديم مليئا بآبار الزفت، فاندحر
ملكا سدوم وعمورة وسقطا بينها، اما الباقون فهربوا
الى الجبال.
11- فغنم المنتصرون جميع ما في سدوم وعمورة من
ممتلكات ومؤن ومضوا.
12- واسروا لوطا ابن اخي ابرام المقيم في سدوم،
ونهبوا املاكه ثم ذهبوا.
13- وجاء احد الناجين الى ابرام العبراني الذي كان
مازال مقيما عند بلوطات ممرا اخي اشكول وعانر حلفاء
ابرام وابلغه بما جرى.
14- فلما سمع ابرام ان ابن اخيه قد اسر، جرد ثلاث
مئة وثمانية عشر من غلمانه المدربين المولودين في
بيته وتعقبهم حتى بلغ دان
15- وفي اثناء الليل قسم رجاله، وهاجمهم وقهرهم، ثم
طاردهم حتى حوبة شمالي دمشق.
16- واسترد كل الغنائم، واسترجع ابن اخيه لوطا
واملاكه، والنساء ايضا وسواهم من الاسرى.
17- وجاء ملك سدوم للقاء ابرام في وادي شوى المعروف
بوادي الملك، بعد عودته من كسرة كدرلعومر والملوك
حلفائه.
18- وكذلك حمل اليه ملكي صادق ملك شاليم، الذي كان
كاهنا لله العلي، خبزا وخمرا،
19- وباركه قائلا: «لتكن عليك ياابرام بركة الله
العلي، مالك السماوات والارض.
20- وتبارك الله العلي الذي دفع اعداءك الى يديك».
فاعطاه ابرام عشر الغنائم كلها.
21- وقال ملك سدوم لابرام: «اعطني الاسرى المعتوقين
اما الغنائم فاحتفظ بها لنفسك».
22- فاجابه ابرام: «لقد اقسمت بالرب الاله العلي،
مالك السماوات والارض،
23- وعاهدته الا آخذ شيئا مما هو لك، ولو كان خيطا
او شريط حذاء، لئلا تقول: انا اغنيت ابرام
24- لن آخذ غير ما اكله الغلمان. اما نصيب الرجال
الذين ذهبوا معي: عانر واشكول وممرا، فانهم ياخذونه».
|
12 |
01 |
كتاب التكوين |
015 |
الله
1- وبعد هذه الامور قال الرب لابرام في الرؤيا: «لا
تخف ياابرام. انا ترس لك. واجرك عظيم جدا».
2- فقال ابرام: «ايها السيد الرب اي خير في ما
تعطيني وانا من غير عقب ووارث بيتي هو اليعازر
الدمشقي؟»
3- وقال ابرام ايضا: «انك لم تعطني نسلا، وها هو عبد
مولود في بيتي يكون وارثي»
4- فاجابه الرب: «لن يكون هذا لك وريثا، بل الذي
يخرج من صلبك يكون وريثك».
5- واخر جه الرب الى الخارج وقال: «انظر الى السماء
وعد النجوم ان استطعت ذلك». ثم قال له: «هكذا يكون
نسلك».
6- فآمن بالرب فحسبه له برا،
7- وقال له: «انا هو الرب الذي اتي بك من اور
الكلدانيين لاعطيك هذه الارض ميراثا».
8- فسال: «كيف اعلم اني ارثها؟»
9- فاجابه الرب: «خذ لي عجلة وعنزة وكبشا، عمر كل
منها ثلاث سنوات، ويمامة وحمامة».
10- فاخذ هذه كلها وشق البهائم من الوسط الى شطرين،
وجعل كل شطر منها مقابل الشطر الآخر. اما الطير فلم
يشطره.
11- وعندما اخذت الطيور الجارحة تنقض على الجثث
زجرها ابرام.
12- ولما مالت الشمس الى المغيب غرق ابرام في نوم
عميق، واذا بظلمة مخيفة ومتكاثفة تكتنفه.
13- فقال له الرب: «تيقن ان نسلك سيتغرب في ارض ليست
لهم، فيستعبدهم اهلها ويذلونهم اربع مئة سنة.
14- ولكنني سادين تلك الامة التي استعبدتهم، ثم بعد
ذلك يخرجون باموال طائلة.
15- اما انت فستموت بسلام وتدفن بشيبة صالحة.
16- اما هم فسيرجعون بعد اربعة اجيال الى هنا، لان
اثم الاموريين لم يكتمل بعد».
17- وعندما غربت الشمس وخيم الظلام (ظهر) تنور دخان
ومشعل نار يجتاز بين تلك القطع.
18- في ذلك اليوم عقد الله ميثاقا مع ابرام قائلا: «ساعطي
نسلك هذه الارض من وادي العريش الى النهر الكبير،
نهر الفرات.
19- ارض القينيين والقنزيين، والقدمونيين
20- والحثيين والفرزيين والرفائيين
21- والاموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين».
|
13 |
01 |
كتاب التكوين |
016 |
الله
1- واما ساراي زوجة ابرام فقد كانت عاقرا، وكانت لها
جارية مصرية تدعى هاجر.
2- فقالت ساراي لابرام: «هوذا الرب قد حرمني من
الولادة، فادخل عليها لعلني ارزق منها بنين». فسمع
ابرام لكلام زوجته.
3- وهكذا بعد اقامة عشر سنوات في ارض كنعان، اخذت
ساراي جاريتها المصرية هاجر واعطتها لرجلها ابرام
لتكون زوجة له.
4- فعاشر هاجر فحبلت منه. ولما ادركت انها حامل هانت
مولاتها في عينيها،
5- فقالت ساراي لابرام: «ليقع ظلمي عليك، فانا قد
زوجتك من جاريتي وحين ادر كت انها حامل هنت في
عينيها. ليقض الرب بيني وبينك».
6- فاجابها ابرام: «ها هي جاريتك تحت تصرفك، فافعلي
بها ما يحلو لك». فاذلتها ساراي حتى هربت منها.
7- فوجدها ملاك الرب بالقرب من عين الماء في الطريق
المؤدية الى شور.
8- فقال: «ياهاجر جارية ساراي، من اين جئت؟ والى اين
تذهبين؟». فاجابت: «انني هاربة من وجه سيدتي ساراي».
9- فقال لها ملاك الرب: «عودي الى مولاتك واخضعي لها».
10- وقال لها ملاك الرب: «لاكثرن نسلك فلا يعود يحصى»،
11- واضاف ملاك الرب: «هوذا انت حامل، وستلدين ابنا
تدعينه اسماعيل (ومعناه: الله يسمع) لان الرب قد سمع
صوت شقائك.
12- ويكون انسانا وحشيا يعادي الجميع والجميع
يعادونه، ويعيش مستوحشا متحديا كل اخوته».
13- فدعت اسم الرب الذي خاطبها: «انت الله الذي رآني»
لانها قالت: «احقا رايت هنا (خلف) الذي يراني؟»
14- لذلك سميت البئر «بئر لحي رئي» (ومعناه بئر الحي
الذي يراني) وهي واقعة بين قادش وبارد.
15- ثم ولدت هاجر لابرام ابنا، فدعا ابرام ابنه الذي
انجبته له هاجر اسماعيل.
16- وكان ابرام في السادسة والثمانين من عمره عندما
ولدت له هاجر اسماعيل.
|
14 |
01 |
كتاب التكوين |
017 |
الله
1- وعندما كان ابرام في التاسعة والتسعين من عمره،
ظهر له الرب قائلا: «انا هو الله القدير. سر امامي
وكن كاملا،
2- فاجعل عهدي بيني وبينك واكثر نسلك جدا».
3- فسقط ابرام على وجهه، فخاطبه الله قائلا:
4- «ها انا اقطع لك عهدي، فتكون ابا لامم كثيرة.
5- ولن يدعى اسمك بعد الآن ابرام (ومعناه الاب
الرفيع) بل يكون اسمك ابراهيم (ومعناه اب لجمهور)
لاني اجعلك ابا لجمهور من الامم؛
6- واصيرك مثمرا جدا، واجعل امما تتفرع منك، ويخرج
من نسلك ملوك.
7- واقيم عهدي الابدي بيني وبينك، وبين نسلك من بعدك
جيلا بعد جيل، فاكون الها لك ولنسلك من بعدك.
8- واهبك انت وذريتك من بعدك جميع ارض كنعان، التي
نزلت فيها غريبا، ملكا ابديا. واكون لهم الها».
9- وقال الرب لابراهيم: «اما انت فاحفظ عهدي، انت
وذريتك من بعدك مدى اجيالهم.
10- هذا هو عهدي الذي بيني وبينك وبين ذريتك من بعدك
الذي عليكم ان تحفظوه: ان يختتن كل ذكر منكم
11- تختنون راس قلفة غرلتكم فتكون علامة العهد الذي
بيني وبينكم
12- تختنون على مدى اجيالكم كل ذكر فيكم ابن ثمانية
ايام سواء كان المولود من ذريتك ام كان ابنا لغريب
مشترى بمالك ممن ليس من نسلك.
13- فعلى كل وليد سواء ولد في بيتك ام اشتري بمال ان
يختن، فيكون عهدي في لحمكم عهدا ابديا.
14- اما الذكر الاغلف الذي لم يختن، يستاصل من بين
قومه لانه نكث عهدي».
15- وقال الرب لابراهيم: «اما ساراي زوجتك فلا
تدعوها ساراي بعد الآن، بل يكون اسمها سارة (ومعناه
اميرة).
16- واباركها واعطيك ابنا منها. ساباركها واجعلها
اما لشعوب، ومنها يتحدر ملوك امم».
17- فانطرح ابراهيم على وجهه وضحك قائلا في نفسه: «ايولد
ابن لمن بلغ المئة من عمره؟ وهل تنجب سارة وهي في
التسعين من عمرها؟ »
18- وقال ابراهيم لله: «ليت اسماعيل يحيا في رعايتك».
19- فاجاب الرب: «ان سارة زوجتك هي التي تلد لك ابنا
وتدعو اسمه اسحق (ومعناه يضحك). واقيم عهدي معه ومع
ذريته من بعده عهدا ابديا.
20- اما اسماعيل، فقد استجبت لطلبتك من اجله.
ساباركه حقا، واجعله مثمرا، واكثر ذريته جدا فيكون
ابا لاثني عشر رئيسا، ويصبح امة كبيرة.
21- غير ان عهدي ابرمه مع اسحق الذي تنجبه لك سارة
في مثل هذا الوقت من السنة القادمة».
22- ولما انتهى من محادثته فارق الله ابراهيم.
23- وفي ذلك اليوم بعينه اخذ ابراهيم اسماعيل وجميع
المولودين في بيته وكل من اشتري بمال، كل ذكر من اهل
بيته وختن لحم غرلتهم كما امره الرب.
24- وكان ابراهيم في التاسعة والتسعين من عمره عندما
ختن في لحم غرلته،
25- اما اسماعيل ابنه فقد كان ابن ثلاث عشرة سنة حين
ختن في لحم غرلته.
26- وهكذا ختن ابراهيم واسماعيل ابنه في اليوم نفسه.
27- وكذلك ختن معه كل رجال بيته المولودين فيه
والمبتاعين بمال من الغريب.
|
15 |
01 |
كتاب التكوين |
019 |
الله
1- واقبل الملاكان على سدوم عند المساء. وكان لوط
جالسا عند باب سدوم، فما ان رآهما حتى نهض
لاستقبالهما، وسجد بوجهه الى الارض،
2- وقال: «ياسيدي، انزلا في بيت عبدكما لتقضيا
ليلتكما، واغسلا ارجلكما، وفي الصباح الباكر تمضيان
في طريقكما». لكنهما قالا: «لا، بل نمكث الليلة في
الساحة».
3- فاصر عليهما جدا حتى قبلا الذهاب معه والنزول في
بيته. فاعد لهما مادبة وخبز فطيرا فاكلا.
4- وقبل ان يرقدا، حاصر رجال مدينة سدوم من احداث
وشيوخ، البيت،
5- ونادوا لوطا: «اين الرجلان اللذان استضفتهما
الليلة؟ اخرجهما الينا لنضاجعهما».
6- فخرج اليهم لوط بعد ان اغلق الباب خلفه،
7- وقال: «لا ترتكبوا شرا يااخوتي.
8- هوذا لي ابنتان عذراوان اخرجهما اليكم فافعلوا
بهما ما يحلو لكم، اما هذان الرجلان فلا تسيئوا
اليهما لانهما لجآ الى حمى منزلي».
9- فقالوا: «تنح بعيدا»، واضافوا: «لقد جاء هذا
الانسان ليتغرب بيننا، وها هو يتحكم فينا. الآن نفعل
بك شرا اكثر منهما». وتدافعوا حول لوط وتقدموا
ليحطموا الباب.
10- غير ان الرجلين مدا ايديهما واجتذبا لوطا الى
داخل البيت، واغلقا الباب.
11- ثم ضربا الرجال، صغيرهم وكبيرهم، الواقفين امام
باب البيت بالعمى، فعجزوا عن العثور على الباب.
12- وقال الرجلان للوط: «الك اقرباء في هذه المدينة؟
اصهار وابناء وبنات او اي شخص آخر يمت اليك بصلة؟
اخرجهم من هنا،
13- لاننا عازمان على تدمير هذا المكان، اذ ان صراخ
الشكوى من شره قد تعاظم امام الرب، فارسلنا الرب
لندمره».
14- فمضى لوط وخاطب اصهاره ازواج بناته، قائلا: «هيا.
قوموا واخرجوا من هذا المكان، لان الرب سيدمر هذه
المدينة». فبدا كمازح في اعين اصهاره.
15- وما ان اطل الفجر حتى طفق الملاكان يلحان على
لوط قائلين: «هيا انهض وخذ زوجتك وابنتيك اللتين هنا،
لئلا تهلك باثم المدينة».
16- واذ توانى لوط، امسك الرجلان بيده وايدي زوجته
وابنتيه وقاداهم الى خارج المدينة، لان الرب اشفق
عليهم.
17- وما ان اخرجاهم بعيدا حتى قال احد الملاكين: «انج
بحياتك. لا تلتفت وراءك ولا تتوقف في كل منطقة السهل.
اهرب الى الجبل لئلا تهلك».
18- فقال لوط: «ليس هكذا ياسيد.
19- ها عبدك قد حظي برضاك، وها انت قد عظمت لطفك اذ
انقذت حياتي، وانا لا استطيع اللجوء الى الجبل لئلا
يدركني مكروه فاموت.
20- ها هي المدينة قريبة يسهل الهرب اليها. انها
مدينة صغيرة، فدعني الجا اليها. اليست هي مدينة
صغيرة جدا فانجو فيها بحياتي؟»
21- فقال له الملاك: «اني قد قبلت طلبتك بشان هذا
الامر، ولن ادمر هذه المدينة التي ذكرتها
22- اسرع، واهرب اليها، لانني لا استطيع ان اصنع
شيئا الى ان تبلغها». لذلك دعي اسم تلك المدينة صوغر
(ومعناها صغير ة).
23- وما ان اشرقت الشمس على الارض حتى كان لوط قد
دخل الى صوغر،
24- فامطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا، من
عنده من السماء.
25- وقلب تلك المدن والساكنين فيها، والسهل المحيط
بها وكل مزروعات الارض.
26- وتلفتت زوجة لوط السائرة خلفه وراءها، فتحولت
الى عمود من الملح.
27- ومضى ابراهيم مبكرا في الصباح الى المكان الذي
وقف فيه امام الرب.
28- وتطلع نحو سدوم وعمورة ولسائر ارض السهل، فابصر
الدخان يتصاعد منها كالاتون.
29- وهكذا عندما دمر الله مدن السهل ذكر ابراهيم،
فاخرج لوطا قبيل وقوع الكارثة حين قلب المدن التي
قطن فيها لوط.
30- وغادر لوط وابنتاه بعد ذلك صوغر، واستقروا في
الجبل لانه خاف ان يسكن في صوغر. فلجا هو وابنتاه
الى كهف هناك.
31- فقالت الابنة البكر لاختها الصغيرة: «ان ابانا
قد شاخ وليس في الارض حولنا رجل يتزوجنا كعادة كل
الناس.
32- فتعالي نسقيه خمرا ونضطجع معه فلا تنقطع ذرية
ابينا».
33- فسقتا في تلك الليلة اباهما خمرا، واقبلت الابنة
الكبرى وضاجعت اباها فلم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها.
34- وفي اليوم الثاني قالت الابنة البكر لاختها
الصغيرة: «اني قد اضطجعت مع ابي ليلة امس، فتعالي
نسقيه الليلة ايضا خمرا ثم ادخلي واضطجعي معه فنحيي
من ابينا نسلا».
35- فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا واقبلت
الابنة الصغيرة وضاجعت اباها. فلم يعلم باضطجاعها
ولا بقيامها.
36- وهكذا حملت الابنتان كلتاهما من ابيهما.
37- فولدت الكبرى ابنا دعته موآب (ومعناه من الاب)،
وهو ابو الموآبيين الى اليوم،
38- اما الصغرى فولدت ابنا ودعته «بن عمي) (ومعناه
ابن قومي) وهو ابو بني عمون الى اليوم.
|
16 |
01 |
كتاب التكوين |
020 |
الله
1- وارتحل ابراهيم من هناك الى ارض النقب، واقام بين
قادش وشور، وتغرب في جرار.
2- وهناك قال ابراهيم عن سارة زوجته: «هي اختي».
فارسل ابيمالك ملك جرار واحضر سارة اليه.
3- ولكن الله تجلى لابيمالك في حلم في الليل وقال له:
«انك ستموت بسبب المراة التي اخذتها، فانها متزوجة».
4- ولم يكن ابيمالك قد مسها بعد، فقال للرب: «اتميت
امة بريئة؟
5- الم يقل لي انها اختي وهي نفسها ادعت انه اخوها؟
ما فعلت هذا الا بسلامة قلبي وطهارة يدي».
6- فاجابه الرب: «انا ايضا علمت انك بسلامة قلبك قد
فعلت هذا، وانا ايضا منعتك من ان تخطيء الي ولم ادعك
تمسها.
7- والآن، رد للرجل زوجته فانه نبي، فيصلي من اجلك
فتحيا. وان لم تردها فانك وكل من لك حتما تموتون».
8- فبكر ابيمالك في الصباح واستدعى جميع عبيده،
واطلعهم على جلية الامر، فاعتر اهم خوف عظيم.
9- ثم دعا ابيمالك ابراهيم وقال له: «ماذا فعلت بنا؟
اي خطا ارتكبته في حقك حتى جلبت علي وعلى مملكتي هذا
الذنب العظيم؟ لقد اقترفت في حقي امورا ما كان يجب
ان تقترفها».
10- وسال ابيمالك ابراهيم: «ماذا بدا لك حتى ارتكبت
هذا الفعل؟»
11- فقال ابراهيم: «لقد فعلت هذا لانني ظننت انه ليس
في هذا الموضع باسره خوف الله فخشيت ان تقتلوني من
اجل زوجتي.
12- وهي بالحقيقة اختي، ابنة ابي، غير انها ليست
ابنة امي فاتخذتها زوجة لي.
13- وعندما دعاني الله لاتغرب بعيدا عن بيت ابي قلت
لها: حيثما نذهب قولي اني اخوك فهذا هو المعروف الذي
تصنعينه لي».
14- فاخذ ابيمالك غنما وبقرا وعبيدا واماء وقدمها
لابراهيم، وارجع اليه سارة زوجته.
15- وقال ابيمالك: «ها هي ارضي امامك فاقم حيث طاب
لك».
16- وقال لسارة: «ها قد وهبت اخاك الف قطعة من الفضة،
تبرئة لك من كل اساءة امام الذين معك، فانت بريئة
امام كل واحد، وهكذا تكونين قد انصفت».
17- فابتهل ابراهيم الى الله، فشفى ابيمالك وزوجته
وجواريه فولدن.
18- لان الرب كان قد اصاب نساء بيت ابيمالك بالعقم
من اجل سار ة زوجة ابراهيم.
|
17 |
01 |
كتاب التكوين |
021 |
الله
1- وافتقد الرب سارة كما قال، وانجز لها ما وعد به.
2- فحبلت سارة وولدت لابراهيم في شيخوخته ابنا، في
الوقت الذي عينه الله له.
3- فدعا ابراهيم ابنه الذي انجبته له سارة «اسحق».
4- وختنه في اليوم الثامن بموجب امر الله.
5- وكان ابراهيم قد بلغ المئة من عمره عندما ولد له
اسحق.
6- وقالت سارة «لقد اضحكني الرب. كل من يسمع هذا
الامر يضحك معي».
7- واضافت ايضا: «من كان يمكن ان يقول لابراهيم ان
سارة سترضع بنين؟ فها انا قد انجبت له ابنا في
شيخوخته».
8- وكبر اسحق وفطم. فاقام ابراهيم في يوم فطامه
مادبة عظيمة.
9- ورات سارة ان ابن هاجر المصرية الذي انجبته
لابراهيم يسخر من ابنها اسحق،
10- فقالت لابر اهيم: «اطرد هذه الجارية وابنها، فان
ابن الجارية لن يرث مع ابني اسحق».
11- فقبح هذا القول في نفس ابر اهيم من اجل ابنه.
12- فقال الله له: «لا يسوء في نفسك امر الصبي او
امر جاريتك، واسمع لكلام سارة في كل ما تشير به عليك
لانه باسحق يدعى لك نسل.
13- وساقيم من ابن الجارية امة ايضا لانه من ذريتك».
14- فنهض ابراهيم في الصباح الباكر واخذ خبزا وقربة
ماء ودفعهما الى هاجر، ووضعهما على كتفيها، ثم صرفها
مع الصبي. فهامت على وجهها في برية بئر سبع.
15- وعندما فرغ الماء من القربة طرحت الصبي تحت احدى
الاشجار،
16- ومضت وجلست مقابله، على بعد نحو مئة متر، لانها
قالت: «لا اشهد موت الصبي». فجلست مقابله ورفعت
صوتها وبكت.
17- وسمع الله بكاء الصبي، فنادى ملاك الله هاجر من
السماء وقال لها: «ما الذي يزعجك ياهاجر؟ لا تخافي،
لان الله قد سمع بكاء الصبي من حيث هو ملقى.
18- قومي واحملي الصبي، وتشبثي به لانني ساجعله امة
عظيمة».
19- ثم فتح عينيها فابصرت بئر ماء، فذهبت وملات
القربة وسقت الصبي.
20- وكان الله مع الصبي فكبر، وسكن في صحر اء فاران،
وبرع في رمي القوس.
21- واتخذت له امه زوجة من مصر.
22- وفي ذلك الزمان خاطب ابيمالك وفيكول قائد جيشه
ابراهيم قائلين: «ان الله معك في كل ما تقوم به،
23- فاحلف لي الآن بالله ان لا تغدر بي ولا بنسلي
وذريتي، بل تحسن الي والى شعبي الذي تغربت بينه، كما
احسنت اليك».
24- فقال ابراهيم: «انا احلف».
25- وعاتب ابراهيم ابيمالك من اجل البئر التي
اغتصبها عبيد ابيمالك،
26- فقال ابيمالك: «لست اعلم من ارتكب هذا الامر،
وانت لم تخبرني به، ولم اسمع عنه سوى اليوم».
27- ثم اعطى ابراهيم ابيمالك غنما وبقرا وعقد كلاهما
ميثاقا.
28- وفرز ابراهيم سبع نعاج من الغنم وحدها.
29- فقال ابيمالك لابراهيم: «ماذا تقصد بهذه النعاج
السبع التي فرزتها جانبا؟»
30- فاجاب: «هي سبع نعاج اقدمها لك بيدي شهادة لي
انني حفرت هذه البئر».
31- لذلك دعا ذلك المكان بئر سبع (ومعناه بئر الحلف)
لان ابراهيم وابيمالك كلاهما حلفا هناك.
32- وهكذا ابرما ميثاقا في بئر سبع، ثم نهض ابيمالك
وفيكول رئيس جيشه ورجعا الى ارض الفلسطينيين.
33- وغرس ابراهيم شجر اثل في بئر سبع، ودعا هناك
باسم الرب الاله السرمدي
34- ومكث ابراهيم في بلاد الفلسطينيين فترة طويلة.
|
18 |
01 |
كتاب التكوين |
022 |
الله
1- وبعد هذا امتحن الله ابراهيم، فناداه: «ياابراهيم»
فاجابه: «لبيك».
2- فقال له: «خذ ابنك وحيدك، اسحق الذي تحبه، وانطلق
الى ارض المريا وقدمه محرقة على احد الجبال الذي
اهديك اليه».
3- فاستيقظ ابراهيم مبكرا في الصباح التالي، واسرج
حماره، واخذ اثنين من غلمانه، وابنه اسحق. وجهز حطبا
لمحرقة، وانطلق ماضيا الى الموضع الذي قال له الله
عنه.
4- وفي اليوم الثالث تطلع ابراهيم فشاهد المكان من
بعيد،
5- فقال ابراهيم لغلاميه: «امكثا هنا مع الحمار،
ريثما اصعد انا والصبي الى هناك لنتعبد لله ثم نعود
اليكما».
6- فحمل ابراهيم اسحق حطب المحرقة، واخذ هو بيده
النار والسكين وذهبا كلاهما معا.
7- وقال اسحق لابراهيم ابيه: «ياابي». فاجابه: «نعم
يابني». فساله: «ها هي النار والحطب، ولكن اين خروف
المحرقة؟».
8- فرد عليه ابراهيم: «ان الله يدبر لنفسه الخروف
للمحرقة ياابني». وتابعا مسيرهما معا.
9- ولما بلغا الموضع الذي اشار اليه الله شيد
ابراهيم مذبحا هناك، ونضد الحطب، ثم اوثق اسحق ابنه
ووضعه على المذبح فوق الحطب.
10- ومد ابراهيم يده وتناول السكين ليذبح ابنه.
11- فناداه ملاك الرب من السماء قائلا: «ابراهيم،
ابراهيم» فاجاب: «نعم».
12- فقال: «لا تمد يدك الى الصبي ولا توقع به ضرا
لاني علمت انك تخاف الله ولم تمنع ابنك وحيدك عني».
13- واذ تطلع ابراهيم حوله راى خلفه كبشا قد علق
بفروع اشجار الغابة، فذهب واحضره واصعده محرقة عوضا
عن ابنه.
14- ودعا ابراهيم اسم ذلك المكان «يهوه يراه» (ومعناه:
الرب يدبر). ولذلك يقال حتى اليوم «في جبل الرب
الاله يرى».
15- ونادى ملاك الرب ابراهيم من السماء مرة ثانية:
16- وقال: «ها انا اقسم بذاتي يقول الرب: لانك صنعت
هذا الامر، ولم تمنع ابنك وحيدك عني،
17- لاباركنك واكثرن ذريتك فتكون كنجوم السماء وكرمل
شاطيء البحر، وترث ذريتك مدن اعدائها.
18- وبذريتك تتبارك جميع امم الارض، لانك اطعتني».
19- ثم رجع ابراهيم الى غلاميه، وعادوا جميعا الى
بئر سبع حيث اقام ابراهيم.
20- وقيل لابراهيم بعد هذه الامور: «هوذا ملكة ايضا
قد ولدت بنين لاخيك ناحور.
21- عوصا البكر، واخاه بوزا وقموئيل ابا ارام،
22- وكاسد وحزوا وفلداش ويدلاف وبتوئيل».
23- وانجب بتوئيل رفقة. هؤلاء الثمانية انجبتهم ملكة
لناحور اخي ابراهيم.
24- كذلك انجبت له سريته المدعوة رؤومة طابح وجاحم
وتاحش ومعكة.
|
19 |
01 |
كتاب التكوين |
023 |
الله
1- وعاشت سارة مئة وسبعا وعشرين سنة.
2- ثم ماتت سارة في قرية اربع، اي حبرون، في ارض
كنعان، فجاء ابراهيم ليندب سارة ويبكي عليها.
3- ونهض ابراهيم من امام الجثمان وقال للحثيين:
4- «انا غريب ونزيل بينكم، فملكوني معكم مدفنا اواري
فيه ميتي من امامي».
5- فاجابوه قائلين:
6- «اصغ لنا ياسيدي. انت رئيس من الله في وسطنا،
فادفن ميتك في افضل قبورنا، فلا احد منا يمنع قبره
عنك لتدفن ميتك».
7- فنهض ابراهيم وانحنى امام الحثيين اهل البلاد،
8- وقال: «ان طابت نفوسكم ان ادفن ميتي من امامي،
فاسمعوا لي والتمسوا لاجلي من عفرون بن صوحر،
9- ان يبيعني مغارة المكفيلة التي في طرف حقله،
فاشتريها منه لقاء ثمن كامل، وامتلكها لتكون مدفنا
لي في وسطكم».
10- وكان عفرون جالسا بين الحثيين، فقال في مسامع
الحثيين، امام كل الحاضرين في مجلس مدينته:
11- «لا ياسيدي، بل اصغ الي، هوذا الحقل الذي لي
والمغارة التي فيه اهبهما لك على مشهد من بني شعبي
فخذهما وادفن ميتك».
12- فانحنى ابراهيم امام اهل البلاد مرة ثانية،
13- وقال لعفرون في مسامع شعب الارض: «ان كنت تشاء
فاسمع لي. انا ادفع ثمن الحقل. فاقبل ذلك مني فاقوم
بدفن ميتي هناك».
14- فاجاب عفرون ابراهيم:
15- «اصغ لي ياسيدي، ان الارض تساوي اربع مئة شاقل (حوالي
خمسة كيلو جرامات من الفضة)، وهو (ثمن) لا قيمة له
بيني وبينك، فادفن ميتك».
16- فقبل ابراهيم عرض عفرون، ووزن له الفضة التي
ذكرها في مسامع الحثيين. اربع مئة شاقل رائجة بين
التجار.
17- وبمقتضى ذلك اصبح حقل عفرون الذي في المكفيلة
مقابل ممرا، والمغارة التي فيه، وجميع الاشجار
القائمة في كل الحدود المحيطة به،
18- ملكا لابراهيم، بمشهد من الحثيين وسائر الحاضرين
في مجلس مدينته.
19- وبعد ذلك دفن ابراهيم زوجته سارة في مغار ة
المكفيلة، مقابل ممرا. وهي حبرون في ارض كنعان.
20- فامتلك ابراهيم من الحثيين الحقل والمغارة التي
فيه ليكونا مدفنا له.
|
20 |
01 |
كتاب التكوين |
025 |
الله
1- وعاد ابراهيم فاتخذ لنفسه زوجة تدعى قطورة،
2- فانجبت له زمران ويقشان ومدان ومديان ويشباق
وشوحا.
3- وانجب يقشان شبا وددان. اما ابناء ددان فهم:
اشوريم ولطوشيم ولاميم.
4- وابناء مديان هم: عيفة وعفر وحنوك وابيداع،
والدعة. وهؤلاء جميعا من ذرية قطورة.
5- وورث ابراهيم اسحق كل ماله.
6- اما ابناؤه من سراريه فاعطاهم ابراهيم عطايا،
وصرفهم في اثناء حياته نحو ارض المشرق بعيدا عن اسحق
ابنه.
7- وعاش ابراهيم مئة وخمسا وسبعين سنة.
8- ثم مات بشيبة صالحة وانضم الى اسلافه،
9- فدفنه ابناه اسحق واسماعيل في مغارة المكفيلة، في
حقل عفرون بن صوحر الحثي مقابل ممرا،
10- وهو الحقل الذي اشتراه ابراهيم من الحثيين، وفيه
دفن ابراهيم وزوجته سارة.
11- وبعد وفاة ابراهيم بارك الله اسحق ابنه، واقام
اسحق عند بئر لحي رئي.
12- وهذا سجل مواليد اسماعيل بن ابراهيم الذي انجبته
هاجر المصرية جارية سارة لابراهيم.
13- وهذه اسماء ابناء اسماعيل مدونة حسب ترتيب
ولادتهم: نبايوت بكر اسماعيل، وقيدار وادبئيل ومبسام،
14- ومشماع ودومة ومسا،
15- وحدار وتيما ويطور ونافيش وقدمة.
16- هؤلاء هم بنو اسماعيل، وهذه هي اسماؤهم حسب
ديارهم وحصونهم، وقد صاروا اثني عشر رئيسا لاثنتي
عشرة قبيلة.
17- ومات اسماعيل وله من العمر مئة وسبع وثلاثون سنة،
ولحق بقومه.
18- اما ذريته فقد انتشرت من حويلة الى شور المتاخمة
لمصر في اتجاه اشور، وكانت على عداء مع بقية اخوتها.
19- وهذا سجل مواليد اسحق بن ابراهيم. انجب ابراهيم
اسحق.
20- وكان اسحق في الاربعين من عمره عندما تزوج رفقة
بنت بتوئيل الارامي من سهل ارام، واخت لابان الارامي.
21- وصلى اسحق الى الرب من اجل امراته لانها كانت
عاقرا، فاستجاب له الرب، فحملت رفقة زوجته.
22- واذ تصارع الطفلان في بطنها قالت: «ان كان الامر
هكذا فما لي والحبل؟» ومضت لتستفهم من الرب
23- فقال لها الرب: «في احشائك امتان، يتفرع منهما
شعبان. شعب يستقوي على شعب، وكبير يستعبد لصغير».
24- وعندما اكتملت ايامها لتلد اذا في احشائها
توامان.
25- فخرج الاول مكسوا بالشعر وكانه يرتدي فروة حمراء،
فدعوه عيسو (ومعناه اشعر).
26- ثم خرج اخوه ويده قابضة على عقب عيسو فدعوه
يعقوب (ومعناه متعقب). وكان اسحق في الستين من عمره
عندما انجبتهما له رفقة.
27- وكبر الولدان، فاصبح عيسو صيادا ماهرا ورجل برية،
بينما كان يعقوب رجلا هادئا يقيم في الخيام.
28- واحب اسحق عيسو لانه كان ياكل من صيده، اما رفقة
فقد احبت يعقوب.
29- وذات مرة عاد عيسو من الحقل مرهقا فوجد يعقوب قد
طبخ طعاما،
30- فقال عيسو ليعقوب: «اطعمني من هذا الطبيخ الاحمر
لانني جائع جدا». لهذا دعي عيسو بادوم.
31- فقال يعقوب: «بعني اولا امتيا زات بكوريتك».
32- فقال عيسو: «انا لابد مائت، فاي نفع لي من
بكوريتي؟»
33- فاجابه يعقوب: «احلف لي اولا». فحلف له، وباع
امتيازات بكوريته ليعقوب.
34- عندئذ اعطى يعقوب عيسو خبزا وطبيخ عدس، فاكل
وشرب ثم قام ومضى في سبيله. وهكذا احتقر عيسو
امتيازات البكورية
|
21 |
01 |
كتاب التكوين |
026 |
الله
1- وحدث في الارض جوع غير الجوع الاول الذي كان في
ايام ابراهيم، فارتحل اسحق الى مدينة جرار حيث
ابيمالك ملك الفلسطينيين.
2- فظهر له الرب قائلا: «لا تمض الى مصر، بل امكث في
الارض التي اعينها لك.
3- اقم في هذه الارض فاكون معك واباركك، لانني اعطي
لك ولذريتك جميع هذه الارض وفاء بقسمي الذي اقسمت
لابراهيم ابيك.
4- واكثر ذريتك كنجوم السماء واهبها جميع هذه البلاد.
وتتبارك في نسلك جميع امم الارض.
5- لان ابراهيم اطاع قولي، وحفظ اوامري ووصاياي
وفرائضي وشرائعي».
6- فاقام اسحق في مدينة جرار.
7- وعندما ساله اهل المدينة عن زوجته قال: «هي اختي»
لانه خاف ان يقول: «هي زوجتي» لئلا يقتله اهل
المدينة من اجل رفقة، لانها كانت رائعة الجمال.
8- وحدث بعد ان طال مكوثه هناك، ان ابيمالك ملك
الفلسطينيين اطل من النافذة، فشاهد اسحق يداعب
امراته رفقة.
9- فاستدعاه اليه وقال: «انها بالحقيقة زوجتك، فكيف
قلت هي اختي؟» فاجاب اسحق: «لاني قلت: لعلي اقتل
بسببها».
10- فقال ابيمالك: «ما هذا الذي فعلت بنا؟ لقد كان
يسيرا على اي واحد من الشعب ان يضطجع مع زوجتك فتجلب
بذلك علينا اثما».
11- وانذر ابيمالك كل الشعب قائلا: «كل من يمس هذا
الرجل او زوجته فحتما يموت».
12- وزرع اسحق في تلك الارض، فحصد في تلك السنة مئة
ضعف لان الله باركه.
13- وعظم شان الرجل، وتزايد غناه واصبح واسع الثراء
والنفوذ.
14- وصارت له ماشية، غنم وقطعان بقر وعبيد كثيرون.
فحسده الفلسطينيون.
15- وردم الفلسطينيون بالتراب جميع الآبار التي
حفرها عبيد ابيه في ايام ابراهيم.
16- وقال ابيمالك لاسحق: «ارحل عنا لانك اصبحت اكثر
قوة منا».
17- فانصرف اسحق من هناك وضرب خيامه في وادي جرار
حيث اقام.
18- واعاد اسحق حفر آبار المياه التي كان قد تم
حفرها في ايام ابراهيم وردمها الفلسطينيون بعد موت
ابيه، ودعاها بالاسماء التي اطلقها عليها ابوه.
19- وعندما حفر عبيد اسحق في الوادي وعثروا على بئر
ماء جار،
20- خاصم رعاة مدينة جرار رعاة اسحق قائلين: «هذا
الماء لنا». فدعا البئر «عسق» لانهم نازعوه عليها.
21- ثم حفروا بئرا اخرى وتخاصموا عليها، فدعاها «سطنة»
(ومعناها عداوة).
22- وانتقل بعد ذلك من هناك وحفر بئرا اخرى ولم
يتنازعوا عليها، فدعا اسمها «رحوبوت». (ومعناها
الاماكن الرحبة) قائلا: «لان الرب قد ارحب الآن لنا
واثمرنا في الارض».
23- ثم مضى من هناك الى بئر سبع.
24- فتجلى له الرب في تلك الليلة وقال: «انا هو اله
ابراهيم ابيك. لا تخف لاني معك واباركك واكثر ذريتك
من اجل عبدي ابراهيم».
25- فشيد اسحق هناك مذبحا ودعا باسم الرب، ثم نصب
هناك خيمته، وحفر عبيده بئرا.
26- واقبل عليه من مدينة جرار ابيمالك واحزات
مستشاره، وفيكول رئيس جيشه.
27- فقال لهم اسحق: «ما بالكم قد اتيتم الي، وانتم
قد ابغضتموني وصرفتموني من عندكم؟»
28- فاجابوه: «لقد تبين لنا ان الرب معك، فقلنا:
ليكن بيننا حلف ولنقطع معك عهدا:
29- ان لا تسيء الينا كما لم نمسك بشر ولم يصبك منا
سوى الخير، ثم صرفناك بسلام. وها انت الآن مبارك من
الرب».
30- فاقام لهم مادبة فاكلوا وشربوا.
31- ثم بكروا في الصباح وحلف بعضهم لبعض، وشيعهم
اسحق فانصرفوا بسلام.
32- وفي نفس ذلك اليوم جاء عبيد اسحق واخبروه قائلين:
«اننا عثرنا على ماء في البئر التي حفرناها».
33- فدعاها شبعة، لذلك سميت المدينة بئر سبع الى هذا
اليوم.
34- ولما بلغ عيسو الاربعين من عمره تزوج كلا من
يهوديت بنت بيري الحثي، وبسمة بنت ايلون الحثي.
35- فاتعستا حياة اسحق ورفقة.
|
22 |
01 |
كتاب التكوين |
028 |
الله
1- فاستدعى اسحق يعقوب وباركه واوصاه قائلا: «لا
تتزوج من بنات كنعان.
2- قم انطلق الى سهل ارام، الى بيت بتوئيل ابي امك،
وتزوج احدى بنات خالك لابان.
3- وليباركك الله القدير وينمك ويكثرك لتكون امة
تتفرع منها شعوب كثيرة،
4- وليعطك انت وذريتك معك بركة ابراهيم لترث ارض
غربتك التي تقيم فيها الآن؛ هذه الارض التي وهبها
الله لابراهيم».
5- ثم صرف اسحق يعقوب فمضى الى سهل ارام، حيث يقيم
لابان بن بتوئيل الارامي اخو رفقة ام يعقوب وعيسو.
6- ولما راى عيسو ان اسحق قد بارك يعقوب وصرفه الى
سهل ارام ليختار من هناك زوجة، واوصاه قائلا: «لا
تتزوج امراة كنعانية»
7- وان يعقوب اطاع والديه وارتحل الى سهل ارام
8- واذ راى عيسو ان بنات كنعان شريرات لم يحظين برضى
ابيه
9- مضى الى اسماعيل عمه واخذ محلة ابنة اسماعيل بن
ابراهيم، اخت نبايوت، زوجة له على نسائه.
10- اما يعقوب فتوجه من بئر سبع نحو حاران،
11- فصادف موضعا قضى فيه ليلته لان الشمس كانت قد
غابت، فاخذ بعض حجارة الموضع وتوسدها وبات هناك.
12- وراى حلما شاهد فيه سلما قائمة على الارض وراسها
يمس السماء، وملائكة الله تصعد وتنزل عليها،
13- والرب نفسه واقف فوقها يقول: «انا هو الرب اله
ابيك ابراهيم واله اسحق. ان الارض التي ترقد عليها
الآن اعطيها لك ولذريتك،
14- التي ستكون كتراب الارض، وتمتد غربا وشرقا،
وشمالا وجنوبا، وتتبارك بك وبذريتك جميع شعوب الارض.
15- ها انا معك وارعاك حيثما تذهب، واردك الى هذه
الارض. ولن اتركك الى ان افي بكل ما وعدتك به».
16- ثم افاق يعقوب من نومه وقال: «حقا ان الرب في
هذا الموضع وانا لم اعلم!»
17- واعتراه خوف وقال: «ما ارهب هذا المكان! ما هذا
سوى بيت الله وهذا هو باب السماء».
18- ثم بكر يعقوب في الصباح، واخذ الحجر الذي توسده
ونصبه عمودا وصب عليه زيتا،
19- ودعا المكان «بيت ايل» (ومعناه: بيت الله) وكان
اسم المدينة اولا «لوز».
20- ونذر يعقوب نذرا قائلا: «ان كان الله معي،
ورعاني في هذه الطريق التي انا اسير فيها ووفر لي
طعاما لآكل وثيابا لالبس،
21- وعدت بسلام الى بيت ابي، عندئذ يكون الرب الها
لي
22- ويكون هذا الحجر الذي نصبته عمودا بيتا لله،
وادفع عشر كل ما ترزقني به».
|
23 |
01 |
كتاب التكوين |
030 |
الله
1- وعندما تبينت راحيل انها عاقر، غارت من اختها
وقالت ليعقوب: «هب لي بنين والا فاني اموت».
2- فاحتدم غضب يعقوب على راحيل وقال: «العلي اقوم
مقام الله الذي حرمك من الانجاب؟»
3- فقالت له: «ها هي جاريتي بلهة، عاشرها فتلد ويكون
لي منها بنون».
4- واعطته بلهة زوجة فدخل عليها يعقوب.
5- وحملت بلهة وانجبت ليعقوب ابنا.
6- فقالت راحيل: «قد قضى الله لي واصغى لصوتي ورزقني
ابنا». لذلك دعته «دانا» (ومعناه: قاض).
7- ثم حملت بلهة جارية راحيل مرة اخرى وانجبت ليعقوب
ابنا ثانيا،
8- فقالت راحيل: «قد تصارعت مع اختي مصارعات عنيفة
وظفرت». ودعته نفتالي (ومعناه: مصارعتي(
9- ولما رات ليئة انها كفت عن الولادة، اخذت جاريتها
زلفة واعطتها ليعقوب زوجة،
10- فانجبت زلفة جارية ليئة ليعقوب ابنا
11- فقالت ليئة: «يالحسن الحظ!» ودعته جادا (ومعناه:
فال حسن، او كتيبة قادمة).
12- وانجبت زلفة جارية ليئة ابنا ثانيا ليعقوب،
13- فقالت ليئة: «يالغبطتي، لان النساء سيدعونني
المغبوطة». وسمته اشير (ومعناه: سعيد او مغبوط).
14- وذهب راوبين في موسم حصاد القمح الى الحقل، فعثر
فيه على نبات اللفاح وجاء به الى امه ليئة. فقالت
راحيل لليئة: «اعطني من لفاح ابنك».
15- فاجابتها: «الم يكف انك اخذت مني زوجي، والآن
تريدين ان تاخذي لفاح ابني ايضا؟» فاجابتها راحيل: «اذا
يعاشرك الليلة لقاء لفاح ابنك».
16- وعندما رجع يعقوب من الحقل في المساء خرجت ليئة
للقائه وقالت له: «الي تجيء الليلة لانني قد
استاجرتك بلفاح ابني». فعاشرها في تلك الليلة.
17- واستجاب الله لليئة فحملت وانجبت ليعقوب ابنا
خامسا.
18- فقالت ليئة: «قد اعطاني الله اجرتي لانني وهبت
جاريتي لزوجي». ودعته يساكر (ومعناه: يعمل باجرة)
19- وحبلت ليئة مرة اخرى فانجبت ليعقوب ابنا سادسا.
20- وقالت ليئة: «قد وهبني الله هبة ثمينة، والآن
يقيم معي زوجي لاني انجبت له ستة بنين». ودعته
زبولون (ومعناه اقامة).
21- ثم انجبت ابنة دعتها «دينة».
22- وذكر الله راحيل واستجاب لها وفتح رحمها،
23- فحملت وانجبت ابنا وقالت: «قد نزع الله عني عاري».
24- ودعته يوسف (ومعناه يزيد) قائلة: «ليزدني الرب
ابنا آخر».
25- وعندما ولدت راحيل يوسف، قال يعقوب للابان: «اخل
سبيلي فانطلق الى بلدي والى ارضي،
26- واعطني نسائي واولادي الذين خدمتك بهم، ودعني
امضي، فانت تدرك اية خدمة خدمتك».
27- فقال له لابان: «ان كنت قد حظيت برضاك فارجوك ان
تمكث معي، لانني عرفت بالتفاؤل بالغيب ان الرب قد
باركني بفضلك».
28- واضاف: «عين لي اجرتك فاعطيك اياها».
29- فقال له يعقوب: «انت تعلم كيف خدمتك، وماذا آلت
اليه مواشيك تحت رعايتي،
30- فالقليل الذي كان لك قبل مجيئي ازداد اضعافا
كثيرة، فباركك الرب منذ ان قدمت عليك، والآن متى
اشرع في تحصيل رزق عائلتي؟»
31- فساله: «ماذا اعطيك؟» فاجابه يعقوب: «لا تعطني
شيئا. ولكن ان اردت، فاصنع لي هذا الامر الواحد
فاذهب وارعى غنمك واعتني بها:
32- دعني امر اليوم بين مواشيك كلها، فتعزل منها كل
شاة رقطاء وبلقاء وسوداء من بين الخرفان، وكل بلقاء
ورقطاء بين المعزى، فتكون هذه اجرتي.
33- وتكون امانتي شاهدة على صدق خدمتي في مستقبل
الايام. فاذا جئت تفحص اجرتي، ووجدت عندي ما ليس
ارقط او ابلق بين المعزى واسود بين الخرفان، يكون
مسروقا عندي».
34- فقال لابان: «ليكن وفقا لقولك».
35- وعزل لابان في ذلك اليوم التيوس المخططة
والبلقاء، وكل عنز رقطاء وبلقاء، كل ما فيه بياض وكل
خروف اسود. وعهد بها الى ابناء يعقوب.
36- وجعل بينه وبين يعقوب مسافة ثلاثة ايام، واستمر
يعقوب يرعى مواشي لابان.
37- واخذ يعقوب قضبانا خضراء من اشجار اللبنى واللوز
والدلب وقلمها بخطوط بيضاء كاشفا عما تحت القشرة من
بياض،
38- ونصب القضبان التي قلمها تجاه الغنم في اجران
مساقي الماء حيث ترد المواشي، فتتوحم عليها اذا ما
اقبلت لتشرب.
39- فكانت الغنم تتوحم عند القضبان، فتلد غنما مخططة
ورقطاء وبلقاء.
40- وفرز يعقوب الحملان، وجعل مقدمة المواشي في
مواجهة كل ما هو مخطط واسود من غنم لابان، واقام
لنفسه قطعانا على حدة بمعزل عن غنم لابان.
41- فكان يعقوب كلما توحمت الغنم القوية ينصب
القضبان امام عيون المواشي في الاجران لتتوحم بين
القضبان.
42- وحين تكون الغنم ضعيفة، لا يضع القضبان امامها،
فصارت الضعيفة للابان والقوية ليعقوب.
43- فاغتنى الرجل جدا، وكثرت مواشيه وجواريه وعبيده
وجماله وحميره.
|
24 |
01 |
كتاب التكوين |
031 |
الله
1- وسمع يعقوب ما يردده ابناء لابان قائلين: «لقد
استولى يعقوب على كل ما لابينا، وجمع ثروته مما
يملكه والدنا».
2- وراى يعقوب ان معاملة لابان له قد طرا عليها
تغيير فاختلفت عما كانت عليه سابقا.
3- وقال الرب ليعقوب: «عد الى ارض آبائك والى قومك
وانا اكون معك».
4- فارسل يعقوب واستدعى راحيل وليئة الى الحقل حيث
يرعى الماشية.
5- وقال لهما: «اني ارى ان اباكما لم يعد يعاملني
كالعهد به من قبل، ولكن اله ابائي كان ومازال معي.
6- انتما تعلمان انني خدمت اباكما بكل قواي.
7- اما ابوكما فقد غدر بي وغير اجرتي عشر مرات. لكن
الله لم يسمح له بان يسيء الي.
8- فان قال: لتكن الغنم الرقط اجرتك، ولدت كل الغنم
رقطا. وان قال: لتكن الغنم المخططة اجرتك، ولدت كل
الغنم مخططة.
9- لقد سلب الله مواشي ابيكما واعطاني اياها.
10- ورايت في موسم تلاقح الغنم حلما: ان جميع الفحول
الصاعدة على الغنم مخططة ورقطاء ومنمرة.
11- وقال لي ملاك الله في الحلم: يايعقوب،
12- تطلع حولك وانظر، فترى ان جميع الفحول الصاعدة
على الغنم هي مخططة ورقطاء ومنمرة. فاني رايت ما
يصنعه بك لابان.
13- انا اله بيت ايل، حيث مسحت عمودا، وحيث نذرت لي
نذرا. الآن قم وامض من هذه الارض وارجع الى ارض
مولدك».
14- فقالت راحيل وليئة: «هل بقي لنا نصيب وميراث في
بيت ابينا؟
15- الم يعاملنا كاجنبيتين لانه باعنا واكل ثمننا
ايضا؟
16- ان كل الثروة التي سلبها الله من ابينا هي لنا
ولاولادنا، والآن افعل كل ما قاله الله لك».
17- فقام يعقوب وحمل اولاده ونساءه على الجمال،
18- وساق كل ماشيته امامه وجميع مقتنياته التي
اقتناها في سهل ارام واتجه الى اسحق ابيه في ارض
كنعان.
19- وكان لابان قد مضى ليجز غنمه، فسرقت راحيل اصنام
ابيها.
20- وكذلك خدع يعقوب لابان الارامي فلم يخبره بقراره
21- فهرب هو وكل ما معه، وانطلق عابرا النهر متوجها
نحو جبل جلعاد.
22- فاخبر لابان في اليوم الثالث ان يعقوب قد هرب.
23- فصحب اخوته معه وتعقبه مسيرة سبعة ايام حتى
ادركه في جبل جلعاد.
24- فتجلى الله للابان الارامي في حلم ليلا وقال له:
«اياك ان تخاطب يعقوب بخير او بشر».
25- وحين ادرك لابان يعقوب كان يعقوب قد ضرب خيمته
في الجبل، فخيم لابان واخوته في جبل جلعاد.
26- وقال لابان ليعقوب: «ماذا دهاك حتى انك خدعتني
وسقت ابنتي كسبايا السيف؟
27- لماذا هربت خفية وخدعتني؟ لماذا لم تخبرني فكنت
اشيعك بفرح وغناء ودف وعود؟
28- ولم تدعني اقبل احفادي وابنتي؟ انك بغباوة تصرفت.
29- ان في مقدوري ان اؤذيك، ولكن اله ابيك امرني
ليلة امس قائلا: اياك ان تخاطب يعقوب بخير او بشر.
30- والآن انت تمضي لانك اشتقت الى بيت ابيك، ولكن
لماذا سرقت آلهتي؟ ».
31- فاجاب يعقوب: «لانني خفت ان تغتصب ابنتيك مني.
32- والآن، من تجد آلهتك معه فالموت عقابه. فتش امام
اخوتنا كل ما معي. ان وجدت لك شيئا فخذه». ولم يكن
يعقوب يعلم ان راحيل قد سرقت الآلهة.
33- فدخل لابان خيمة كل من يعقوب وليئة والجاريتين
فلم يجد شيئا. ثم خرج من خباء ليئة ودلف الى خيمة
راحيل.
34- وكانت راحيل قد اخذت الاصنام واخفتها في رحل
الجمل وجلست عليها، فبحث في كل الخيمة دون ان يعثر
على شيء.
35- وقالت لابيها «لا يسئك ياسيدي عدم استطاعتي
الوقوف امامك لان عادة النساء قد عرضت لي». وعندما
بحث لابان ولم يجد شيئا
36- اغتاظ يعقوب وخاصم لابان قائلا: «ما هو ذنبي وما
هي خطيئتي حتى تعقبتني بغيظ؟
37- وها انت قد فتشت جميع اثاث بيتي، فماذا وجدت من
جميع اثاث بيتك؟ اعرضه هنا امام اقربائنا فيحكموا
بيننا كلينا.
38- لقد مكثت معك عشرين سنة، فما اسقطت نعاجك وعنازك،
ولم آكل من كباش غنمك.
39- اشلاء فريسة لم احضر لك بل كنت اتحمل خسارتها،
ومن يدي كنت تطلبها، سواء كانت مخطوفة في النهار ام
في الليل.
40- كنت في النهار ياكلني الحر وفي الليل الجليد،
وفارق نومي عيني.
41- لقد صار لي عشرون سنة في بيتك. اربع عشرة سنة
منها خدمتك لقاء زواجي بابنتيك، وست سنوات مقابل
غنمك، وقد غيرت اجرتي عشر مرات.
42- ولولا ان اله ابي، اله ابراهيم وهيبة اسحق كانا
معي لكنت الآن قد صرفتني فارغا. لكن الرب قد راى
مذلتي وتعب يدي فوبخك ليلة امس».
43- فاجاب لابان: «البنات بناتي، والابناء ابنائي
والغنم غنمي، وكل ما تراه هو لي. ولكن ماذا افعل
ببناتي واولادهن الآن؟
44- فلنقطع عهدا بيننا اليوم، فيكون شاهدا بيني
وبينك».
45- فاخذ يعقوب حجرا ونصبه عمودا،
46- وقال لاقربائه: «اجمعوا حجارة». فاخذوا الحجارة
وجعلوها رجمة واكلوا هناك فوقها.
47- ودعاها لابان «يجر سهدوثا» (ومعناها: رجمة
الشهادة بلغة لابان) واما يعقوب فدعاها «جلعيد» (ومعناها:
رجمة الشهادة بلغة يعقوب).
48- وقال لابان: «هذه الرجمة شاهدة اليوم بيني وبينك».
لذلك دعي اسمها جلعيد.
49- وكذلك دعيت بالمصفاة ايضا لانه قال: «ليكن الرب
رقيبا بيني وبينك حين يغيب كل منا عن الآخر.
50- ان اسات معاملة ابنتي، او تزوجت عليهما، فان
الله يراك ويكون حاكما بيني وبينك حتى لو لم اعرف
انا».
51- واضاف: «لتكن الرجمة، وهذا العمود الذي اقمته
بيني وبينك
52- شاهدين ان لا اتجاوز هذه الرجمة لايقاع الاذى بك،
او تتجاوز انت الرجمة وهذا العمود لالحاق الضرر بي.
53- وليكن اله ابراهيم واله ناحور واله ابيهما حاكما
بيننا». فحلف يعقوب بهيبة ابيه اسحق.
54- ثم قدم يعقوب قربانا في الجبل ودعا اقرباءه
لياكلوا طعاما، فاكلوا وقضوا ليلتهم في الجبل.
55- وفي الصباح المبكر نهض لابان وقبل احفاده
وابنتيه وباركهم، ثم انصرف راجعا، الى محل اقامته.
|
25 |
01 |
كتاب التكوين |
032 |
الله
1- ولما مضى يعقوب في سبيله لاقته ملائكة الله.
2- فقال يعقوب: «هذا جند الله». فدعا اسم ذلك المكان
محنايم. (ومعناه: المعسكران).
3- وبعث يعقوب قدامه رسلا الى اخيه عيسو في ارض سعير
بلاد ادوم.
4- واوصاهم قائلا: «هذا ما تقولونه لسيدي عيسو: هكذا
يقول عبدك يعقوب: لقد تغربت عند لابان ومكثت هناك
الى الآن،
5- واقتنيت بقرا وحميرا وغنما وعبيدا واماء وارسلت
لاعلم سيدي لعلني احظى برضاك».
6- فرجع الرسل الى يعقوب قائلين: «لقد قدمنا على
اخيك عيسو وها هو مقبل اليك، ومعه اربع مئة رجل».
7- فاعترى يعقوب خوف وكرب عظيمان وقسم القوم الذين
معه والغنم والبقر والجمال الى جماعتين.
8- وقال: «ان صادف عيسو احدى الجماعتين واهلكها، تنج
الجماعة الباقية».
9- وصلى يعقوب: «يااله ابي ابراهيم واله ابي اسحق،
ايها الرب الذي قال لي: ارجع الى ارضك والى قومك
فاحسن اليك.
10- انا لا استحق جميع احساناتك وامانتك التي
ابديتها نحو عبدك، فقد عبرت الاردن وليس معي سوى
عصاي، وها انا اعود وقد اصبحت جيشين.
11- نجني من يد اخي عيسو لاني خائف ان يقدم علي
فيهلكني ويهلك معي الامهات والبنين.
12- وانت قلت: اني احسن اليك واجعل ذريتك كرمل البحر
فلا تحصى لكثرتها».
13- وبات هناك تلك الليلة، وانتقى مما لديه هدية
لاخيه عيسو.
14- فكانت مئتي عنز وعشرين تيسا ومئتي نعجة وعشرين
كبشا،
15- وثلاثين ناقة مرضعة مع اولادها، واربعين بقرة
وعشرة ثيران وعشرين اتانا وعشرة حمير،
16- وعهد بها الى ايدي عبيده، كل قطيع على حدة. وقال
لعبيده: «تقدموني، واجعلوا بين كل قطيع وقطيع مسافة».
17- واوصى طليعتهم قائلا: «اذا لقيت اخي عيسو وسالك:
لمن انت؟ والى اين تذهب؟ ومن هو صاحب القطيع الذي
امامك؟
18- انك تجيب: هي لعبدك يعقوب، هدية بعث بها لسيدي
عيسو. وها هو قادم خلفنا».
19- واوصى ايضا بقية السائرين وراء القطعان بمثل هذا
الكلام واضاف:
20- «تقولون ايضا: هوذا عبدك يعقوب قادم وراءنا».
وكان يعقوب يقول في نفسه: «استعطفه بالهدايا التي
تتقدمني، ثم بعد ذلك اشاهد وجهه لعله يرضى عني».
21- وهكذا تقدمته هداياه. اما هو فقضى ليلته في
المخيم.
22- ثم قام في تلك الليلة وصحب معه زوجتيه وجاريتيه
واولاده الاحد عشر، وعبر بهم مخاضة يبوق،
23- ولما اجازهم وكل ما له عبر الوادي،
24- وبقي وحده، صارعه انسان حتى مطلع الفجر.
25- وعندما راى انه لم يتغلب على يعقوب، ضربه على حق
فخذه، فانخلع مفصل فخذ يعقوب في مصارعته معه.
26- وقال له: «اطلقني، فقد طلع الفجر». فاجابه يعقوب:
«لا اطلقك حتى تباركني».
27- فساله: «ما اسمك؟» فاجاب: «يعقوب».
28- فقال: «لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب، بل
اسرائيل (ومعناه: يجاهد مع الله)، لانك جاهدت مع
الله والناس وقدرت».
29- فساله يعقوب: «اخبرني ما اسمك؟» فقال: «لماذا
تسال عن اسمي؟» وباركه هناك.
30- ودعا يعقوب اسم المكان فنيئيل (ومعناه: وجه الله)
اذ قال: «لاني شاهدت الله وجها لوجه وبقيت حيا».
31- وما ان عبر فنوئيل حتى اشرقت عليه الشمس فسار
وهو عارج من فخذه
32- لذلك يمتنع بنو اسرائيل عن اكل عرق النسا الذي
على حق الفخذ الى هذا اليوم، لان الرجل ضرب حق فخذ
يعقوب على عرق النسا.
|
26 |
01 |
كتاب التكوين |
033 |
الله
1- وتطلع يعقوب من بعيد، فراى عيسو مقبلا ومعه اربع
مئة رجل، ففرق اولاده على ليئة وراحيل والجاريتين.
2- فجعل الجاريتين واولادهما في الطليعة، ثم ليئة
واولادها، واخيرا راحيل ويوسف.
3- وتقدمهم، وسجد الى الارض سبع مرات حتى اقترب من
اخيه.
4- فاسرع عيسو لملاقاته وعانقه وقبله، وبكيا.
5- وتلفت عيسو حوله فشاهد النساء والاولاد فقال: «من
هؤلاء الذين معك؟» فاجاب: «هم الاولاد الذين انعم
الله بهم على عبدك».
6- ثم دنت الجاريتان مع اولادهما وانحنوا امام عيسو.
7- وبعدهم اقتربت ليئة واولادها وانحنوا ايضا،
واخيرا تقدمت راحيل ويوسف وانحنيا امامه.
8- وسال عيسو: «ما هو قصدك من كل هذه القطعان التي
صادفتها؟». فاجاب يعقوب: «هي لكي احظى برضى سيدي».
9- فقال عيسو: «ان لدي كثيرا يااخي. فاحتفظ لنفسك
بما لك».
10- فقال يعقوب: «لا. ان كنت قد حظيت برضاك، فارجو
منك ان تقبل مني هديتي لاني رايت وجهك كما يرى وجه
الله، فرضيت عني.
11- فاطلب اليك ان تقبل بركتي التي حملتها اليك، فان
الله قد اغدق علي، ولدي من كل شيء». والح عليه حتى
قبل.
12- وقال عيسو: «لنرتحل فاسير امامك وتتبعني».
13- فاجابه يعقوب: «ياسيدي انت تعلم ان الاولاد ما
برحوا اطرياء العود، وغنمي وبقري مرضعة، فان اجهدتها
يوما واحدا فان كل الغنم تموت.
14- فليتقدم مولاي عبده، وانا استاق متمهلا في اثر
الماشية التي امامي، وفي اثر الاولاد ايضا، الى ان
اقبل على سيدي في سعير».
15- فقال له عيسو: «اذا اترك معك بعض القوم الذين
معي». فاجابه: «واي حاجة لذلك؟ ان كل ما اطلبه هو ان
احظى برضى سيدي».
16- فمضى عيسو في طريقه في ذلك اليوم راجعا الى سعير.
17- اما يعقوب فارتحل الى سكوت، وبنى لنفسه بيتا
وصنع لمواشيه مظلات. لذلك دعي ذلك المكان باسم سكوت
(ومعناه: المظلات).
18- ثم وصل يعقوب سالما مدينة شكيم (وهي نابلس) التي
في ارض كنعان، على طريقه المؤدية الى سهل ارام، ونصب
خيامه مقابل المدينة،
19- واشترى الارض التي نصب عليها خيمته، من ابناء
حمور ابي شكيم بمئة قطعة من الفضة.
20- وشيد هناك مذبحا دعاه ايل (ومعناه اله اسرائيل).
|
27 |
01 |
كتاب التكوين |
035 |
الله
1- ثم قال الله ليعقوب: «اصعد الى بيت ايل واسكن
هناك، وشيد مذبحا لله الذي ظهر لك عندما كنت هاربا
من امام اخيك عيسو».
2- فامر يعقوب اهل بيته، وكل من كان معه: «تخلصوا من
الآلهة الغريبة التي بينكم، وتطهروا وابدلوا ثيابكم،
3- ثم تعالوا لنذهب الى بيت ايل لاشيد هناك مذبحا
لله الذي استجاب لي في يوم ضيقتي، ورافقني في الطريق
التي سلكتها».
4- فسلموا يعقوب كل الآلهة الغريبة التي كانت لديهم
والاقراط التي في آذانهم، فطمر ها يعقوب تحت البطمة
التي في شكيم.
5- ثم ارتحلوا، فهيمن رعب الله على المدن التي حولهم،
فلم يسعوا وراءهم
6- فوصل يعقوب وجميع القوم الذين معه الى لوز في ارض
الكنعانيين، وهي نفسها بيت ايل.
7- وشيد مذبحا هناك، ودعا المكان «بيت ايل» لان الله
تجلى له هناك عندما كان هاربا من امام اخيه.
8- وماتت هناك دبورة مرضعة رفقة، فدفنت في منخفض بيت
ايل تحت شجرة البلوط، وسموها «الون باكوت» (ومعناها:
بلوطة البكاء).
9- وظهر الله ليعقوب مرة اخرى بعد رجوعه من سهل ارام
وباركه،
10- وقال له: «لن يدعى اسمك يعقوب في ما بعد، بل
اسرائيل» (ومعناه: يجاهد مع الله). وهكذا سماه
اسرائيل.
11- وقال الله له: «انا هو الله القدير. اثمر واكثر،
فيكون منك امة وطوائف امم، ومن صلبك يخرج ملوك.
12- والارض التي وهبتها لابراهيم واسحق اعطيها لك
ولذريتك من بعدك ايضا».
13- ثم فارقه الله في المكان الذي خاطبه فيه.
14- واقام يعقوب عمودا من حجر في المكان الذي تكلم
فيه معه، وسكب عليه سكيب قربان وصب عليه زيتا ايضا.
15- ودعا اسم المكان «بيت ايل» (ومعناه: بيت الله)
لان الله خاطبه هناك.
16- ثم ارتحلوا من بيت ايل. واذ كانوا بعد على مسافة
من افراتة شعرت راحيل بالمخاض وتعسرت ولادتها.
17- واذ كانت تقاسي في ولادتها قالت لها القابلة: «لا
تخافي، فان هذا ايضا ابن آخر لك».
18- وبينما كانت تلفظ انفاسها عند موتها دعته «بن
اوني» (ومعناه: ابن حزني) غير ان اباه دعاه «بنيامين»
(ومعناه: ابن يميني).
19- ثم ماتت راحيل ودفنت في الطريق المؤدية الى
افراتة، اي بيت لحم.
20- واقام يعقوب عمودا على قبرها، وهو المعروف بعمود
قبر راحيل الى اليوم.
21- وتابع اسرائيل رحيله ونصب خيامه وراء «برج عدر»
22- وبينما كان اسرائيل يقيم في تلك الارض مضى
راوبين وضاجع بلهة سرية ابيه. وعرف اسرائيل بالامر.
وهؤلاء هم ابناء يعقوب الاثنا عشر:
23- ابناء ليئة: راوبين بكر يعقوب، وشمعون ولاوي
ويهوذا ويساكر وزبولون.
24- وابنا راحيل: يوسف وبنيامين.
25- وابنا بلهة جارية راحيل: دان ونفتالي.
26- وا بنا زلفة جارية ليئة: جاد واشير. وهؤلاء هم
اولاد يعقوب الذين ولدوا له في سهل ارام.
27- وقدم يعقوب على اسحق ابيه الى ممرا في قرية اربع
المعروفة بحبرون حيث تغرب ابراهيم واسحق.
28- وعاش اسحق مئة وثمانين سنة،
29- ثم اسلم روحه ولحق بقومه شيخا طاعنا في السن
ودفنه ابناه عيسو ويعقوب.
|
28 |
01 |
كتاب التكوين |
039 |
الله
1- واخذ الاسماعيليون يوسف الى مصر، فاشتراه منهم
مصري يدعى فوطيفار، كان خصي فرعون ورئيس الحرس.
2- وكان الرب مع يوسف، فافلح في اعماله، واقام في
بيت سيده المصري.
3- وراى مولاه ان الرب معه وانه يكلل كل ما تصنعه
يداه بالنجاح،
4- فحظي يوسف برضى سيده، فجعله وكيلا على بيته وولاه
على كل ماله.
5- وبارك الرب بيت المصري وكل ماله من مقتنيات في
البيت والحقل بفضل يوسف.
6- فعهد بكل ماله الى يوسف. ولم يكن يعرف معه شيئا
الا الخبز الذي ياكل. وكان يوسف جميل الهيئة وسيم
الوجه.
7- ثم لم تلبث ان اغرمت به زوجة مولاه فقالت: «اضطجع
معي».
8- فابى وقال لها: «هوذا سيدي قد عهد الي بكل ما
يملك في هذا البيت ولم يشغل نفسه باي شان فيه.
9- وليس في هذا البيت من هو اعظم مني. ولم يمنع عني
شيئا غيرك لانك زوجته. فكيف اقترف هذا الشر العظيم
واخطيء الى الله؟»
10- ولم يذعن يوسف لها مع انها كانت تلح عليه يوما
بعد آخر.
11- وحدث يوما انه دخل البيت ليقوم بعمله، ولم يكن
في المنزل احد،
12- فامسكته من ردائه وقالت: «اضطجع معي». فترك
رداءه بيدها وهرب خارجا تاركا رداءه بيدها
13- وعندما رات انه قد رفض وهرب خارجا تاركا رداءه
بيدها
14- نادت اهل بيتها وقالت: «انظروا ما جرى؟ هذا
العبراني الذي جاء به زوجي الى البيت. شرع يراودني
عن نفسي. دخل غرفتي وحاول اغتصابي، فصرخت باعلى صوتي.
15- وعندما سمعني قد رفعت صوتي وصرخت، ترك رداءه معي
وهرب خارجا».
16- والقت رداءه الى جانبها حتى قدم مولاه الى بيته،
17- فقصت عليه مثل هذا الحديث قائلة: «دخل العبد
العبراني الذي جئت به الينا ليراودني عن نفسي،
18- وحين رفعت صوتي وصرخت، ترك ثوبه بجانبي وفر
خارجا».
19- فلما سمع سيده كلام زوجته وما اتهمت به يوسف
احتدم غضبه،
20- فقبض على يوسف وزجه في السجن، حيث كان اسرى
الملك معتقلين، فمكث هناك.
21- ولكن الرب كان مع يوسف، فاغدق عليه رحمته، فنال
رضى رئيس السجن،
22- حتى عهد الى يوسف بكل المساجين المعتقلين، وجعله
مسئولا عن كل ما يجري هناك.
23- ولم يحاسب رئيس السجن يوسف باي شيء اوكله اليه،
لان الرب كان معه. ومهما فعل كان الرب يكلله بالنجاح.
|
29 |
01 |
كتاب التكوين |
041 |
الله
1- وبعد انقضاء سنتين راى فرعون حلما، واذا به واقف
بجوار نهر النيل
2- واذا بسبع بقرات حسان المنظر وسمينات الابدان،
صاعدات من النهر اخذت ترعى في المرج،
3- ثم اذا بسبع بقرات اخرى قبيحات المنظر وهزيلات
تصعد وراءها من النهر وتقف الى جوار البقرات الاولى
على ضفة النهر.
4- والتهمت البقرات القبيحات البقرات السبع الحسنات
المنظر والسمينات. وافاق فرعون.
5- ثم نام، فحلم ثانية، واذا بسبع سنابل نابتة من
ساق واحدة زاهية وممتلئة
6- ثم راى سبع سنابل عجفاء قد لفحتها الريح الشرقية
نابتة وراءها،
7- فابتلعت السنابل العجفاء السبع السنابل الزاهية
الممتلئة. وافاق فرعون، وادرك انه حلم.
8- ولما كان الصباح استولى الانزعاج على فرعون فارسل
واستدعى جميع سحرة مصر وكل حكمائها، وسرد عليهم حلمه،
فلم يجد من يفسره له.
9- عندئذ قال رئيس السقاة لفرعون: «اني اذكر اليوم
ذنوبي.
10- لقد سخط فرعون على عبديه، فزجني ورئيس الخبازين
في معتقل بيت رئيس الحرس.
11- فحلم كل منا حلما في نفس الليلة، وكان تفسير كل
حلم يتفق مع احوال رائيه.
12- وكان معنا هناك غلام عبراني، عبد لرئيس الحرس،
فسردنا عليه حلمينا ففسرهما لكل منا حسب تعبير حلمه.
13- وقد تم ما فسره لنا. فردني فرعون الى وظيفتي
واما ذاك فعلقه (على خشبة»).
14- فبعث فرعون واستدعى يوسف، فاسرعوا واتوا به من
السجن فحلق واستبدل ثيابه ومثل امام فرعون.
15- فقال فرعون ليوسف: «لقد رايت حلما وليس هناك من
يفسره، وقد سمعت عنك حديثا انك ان سمعت حلما تقدر ان
تفسره».
16- فاجاب يوسف: «لا فضل لي في ذلك، بل ان الله هو
الذي يعطي فرعون الجواب الصائب».
17- فقال فرعون ليوسف: «رايت نفسي في الحلم واذا بي
اقف على ضفة النهر،
18- واذا بسبع بقرات حسان المنظر وسمينات الابدان
صاعدات من النهر ترعى في المرج،
19- ثم اذا بسبع بقرات اخرى قبيحات المنظر وهزيلات
تصعد وراءها من النهر. لم ار في ارض مصر كلها نظيرها
في القباحة.
20- فالتهمت البقرات الهزيلات القبيحات السبع
البقرات الاولى السمينات.
21- ومع انها ابتلعتها ظلت عجفاء وكانها لم تبتلعها
وبقي منظرها قبيحا كما كانت. واستيقظت.
22- ثم رايت في حلمي واذا بسبع سنابل زاهية وممتلئة
نابتة من ساق واحدة،
23- ثم اذا بسبع سنابل يابسة عجفاء قد لفحتها الريح
الشرقية نابتة وراءها،
24- فابتلعت السنابل العجفاء السبع الزاهية. ولقد
سردت على السحرة هذين الحلمين، فلم اجد بينهم من
يفسرهما لي».
25- فقال يوسف لفرعون: «حلما فرعون هما حلم واحد.
وقد اطلع الله فرعون عما هو فاعل.
26- السبع البقرات الحسان هي سبع سنوات. والسبع
السنابل الزاهيات هي ايضا سبع سنوات. فالحلمان هما
حلم واحد.
27- والسبع البقرات القبيحات الهزيلات التي صعدت
وراءها هي سبع سنوات. والسبع السنابل الفارغات
الملفوحات بالريح الشرقية ستكون سبع سنوات جوع
28- والامر هو كما اخبرت به فرعون: فقد اطلع الله
فرعون عما هو صانع
29- هوذا سبع سنين رخاء عظيم قادمة على كل ارض مصر،
30- تعقبها سبع سنوات جوع، حتى ينسى الناس كل الرخاء
الذي عم ارض مصر، ويتلف الجوع الارض،
31- ويختفي كل اثر للرخاء في البلاد من جراء المجاعة
التي تعقبه، لانها ستكون قاسية جدا
32- اما تكرار الحلم على فرعون مرتين فلان الامر قد
حتمه الله ، ولابد ان يجريه سريعا.
33- والآن ليبحث فرعون عن رجل بصير حكيم يوليه على
البلاد،
34- وليقم فرعون نظارا على ارض مصر يجبون خمس غلتها
في سنوات الرخاء السبع.
35- وليجمعوا كل طعام سنوات الخير المقبلة، ويخزنوا
القمح بتفويض من فرعون ويحفظوه في المدن ليكون طعاما،
36- ومؤونة لاهل الارض في سنوات المجاعة السبع التي
ستسود ارض مصر فلا يهلكون جوعا».
37- فاستحسن فرعون ورجاله جميعا هذا الكلام،
38- وقال فرعون لعبيده: «هل نجد نظير هذا رجلا فيه
روح الله؟»
39- ثم قال فرعون ليوسف: «من حيث ان الله قد اطلعك
على كل هذا، فليس هناك بصير وحكيم نظيرك.
40- لذلك اوليك على بيتي، ويذعن شعبي لكل امر تصدره،
ولن يكون اعظم منك سواي انا صاحب العرش».
41- ثم قال فرعون ليوسف: «ها انا قد وليتك على كل
ارض مصر».
42- ونزع فرعون خاتمه من يده ووضعه في يد يوسف،
والبسه ثياب كتان فاخرة وطوق عنقه بطوق من ذهب،
43- واركبه في مركبته الثانية، ونادوا: «اركعوا
امامه». واقامه واليا على كل ارض مصر.
44- وقال فرعون ليوسف: «انا فرعون، ولا احد يمكن ان
يحرك ساكنا في كل ارض مصر من غير اذنك».
45- ودعا فرعون اسم يوسف صفنات فعنيح (ومعناه
بالمصرية القديمة مخلص العالم او حافظ الحياة).
وزوجه من اسنات بنت فوطي فارع كاهن اون، فذاع اسم
يوسف في جميع ارجاء مصر.
46- وكان يوسف في الثلاثين من عمره عندما مثل امام
فرعون ملك مصر. وبعد ان خرج من حضرة فرعون شرع يجول
في جميع ارجاء البلاد.
47- وفي سنوات الخصب السبع غلت الارض بوفرة،
48- فجمع كل طعام السبع سنوات المتوافر في ارض مصر
وخزنه في المدن، فاختزن في كل مدينة غلات ما حولها
من حقول.
49- وادخر يوسف كميات هائلة من القمح حتى كف عن
احصائها لوفرتها العظيمة.
50- وانجبت اسنات بنت فوطي فارع كاهن اون ليوسف
ابنين قبل حلول سنوات الجوع.
51- فدعا يوسف اسم البكر منسى (ومعناه: من ينسى او
المنسي) وقال: «لان الله انساني كل مشقتي وكل بيت
ابي».
52- اما الثاني فدعا اسمه افرايم (ومعناه: المثمر
مضاعفا) وقال: «لان الله جعلني مثمرا في ارض مذلتي».
53- ثم انتهت سبع سنوات الرخاء الذي عم ارض مصر.
54- وحلت سبع سنوات المجاعة كما انبا يوسف. فحدثت
مجاعة في جميع البلدان. اما ارض مصر فقد توافر فيها
الخبز.
55- وعندما عمت المجاعة جميع ارض مصر صرخ الشعب الى
فرعون طالبين الخبز، فقال فرعون لكل المصريين: «اذهبوا
الى يوسف وافعلوا كما يقول لكم».
56- وطغت المجاعة على كل ارجاء البلاد ففتح يوسف
المخازن وباع الطعام للمصريين. ولكن وطاة الجوع
اشتدت في ارض مصر.
57- واقبل اهل البلدان الاخرى الى مصر، الى يوسف،
ليبتاعوا قمحا لان المجاعة كانت شديدة في كل الارض.
|
30 |
01 |
كتاب التكوين |
042 |
الله
1- اخوة يوسف في مصر
وعندما راى يعقوب ان القمح متوافر في مصر، قال
لابنائه: «ما بالكم تنظرون بعضكم الى بعض؟
2- لقد سمعت ان القمح متوافر في مصر. فانحدروا الى
هناك واشتروا لنا قمحا لنبقى على قيد الحياة ولا
نموت».
3- فذهب عشرة من اخوة يوسف ليشتروا قمحا من مصر،
4- اما بنيامين اخو يوسف فلم يرسله يعقوب مع اخوته
خوفا من ان يناله مكروه.
5- فقدم ابناء اسرائيل الى مصر مع جملة القادمين
ليشتروا قمحا، لان المجاعة كانت قد اصابت ارض كنعان
ايضا.
6- وكان يوسف هو المتسلط على مصر، والقائم على بيع
القمح لاهلها جميعا. فاقبل اخوة يوسف وسجدوا له
بوجوههم الى الارض.
7- فلما رآهم عرفهم، ولكنه تنكر لهم وخاطبهم بجفاء
وسالهم: «من اين جئتم؟» فاجابوه: «من ارض كنعان
لنشتري طعاما».
8- ومع ان يوسف عرفهم، الا انهم لم يعرفوه.
9- ثم تذكر يوسف احلامه التي حلمها بشانهم، فقال لهم:
«انتم جواسيس، وقد جئتم لاكتشاف ثغورنا غير المحمية»
10- فقالوا له: «لا ياسيدي انما قدم عبيدك لشراء
الطعام،
11- فنحن كلنا ابناء رجل واحد، نحن امناء وليس عبيدك
جواسيس».
12- ولكنه قال لهم: «لا! انتم قد جئتم لاكتشاف
ثغورنا غير المحمية»
13- فاجابوه: «ان عبيدك اثنا عشر اخا، ابناء رجل
واحد مقيم في ارض كنعان. وقد بقي اخونا الصغير عند
ابينا اليوم، والآخر مفقود».
14- فقال لهم: «ان الامر كما قلت لكم! انتم جواسيس.
15- وحياة فرعون انكم لن تغادروا هنا حتى تاتوا
باخيكم الاصغر، وبذلك تثبتون صدقكم.
16- اوفدوا واحدا منكم لياتي باخيكم، اما بقيتكم
فتمكثون في السجن حتى تثبت صحة كلامكم ان كنتم
صادقين. والا فوحياة فرعون انتم لستم سوى جواسيس».
17- وطرحهم في السجن معا ثلاثة ايام.
18- وفي اليوم الثالث قال لهم: «افعلوا ما اطلبه
منكم فتحيوا، فانا رجل اتقي الله.
19- ان كنتم حقا صادقين فليبق واحد منكم رهينة،
بينما ياخذ بقيتكم القمح وينطلقون الى بيوتكم
الجائعة.
20- ولكن ايتوني باخيكم الاصغر فاتحقق بذلك من صدقكم
ولا تموتوا». فوافقوا على ذلك.
21- وقالوا: «حقا اننا اذنبنا في حق اخينا. لقد
راينا ضيقة نفسه عندما استرحمنا فلم نسمع له. لذلك
اصابتنا هذه الضيقة»
22- فقال راوبين: «الم اقل لكم لا تجنوا عليه فلم
تسمعوا؟ والآن ها نحن مطالبون بدمه».
23- ولم يعلموا ان يوسف كان فاهما حديثهم، لانه كان
يخاطبهم عن طريق مترجم.
24- فتحول عنهم وبكى، ثم رجع اليهم وخاطبهم، واخذ
شمعون وقيده امام عيونهم.
25- ثم امر يوسف موظفيه ان يملاوا اكياسهم بالقمح،
وان يردوا فضة كل واحد منهم الى عدله، وان يعطوهم
زادا للطريق. ففعلوا ذلك.
26- فحملوا حميرهم القمح وانطلقوا من هناك.
27- وحين فتح احدهم عدله في الخان ليعلف حماره، لمح
فضته لانها كانت موضوعة في فم العدل.
28- فقال لاخوته: «لقد ردت الي فضتي، انظروا ها هي
في عدلي». فغاصت قلوبهم، وتطلع بعضهم الى بعض
مرتعدين وقالوا: «ما هذا الذي فعله الله بنا؟».
29- وعندما قدموا على ابيهم يعقوب في ارض كنعان قصوا
عليه ما حل بهم، وقالوا:
30- «الرجل المتسلط على مصر خاطبنا بجفاء، وظن اننا
جواسيس على الارض،
31- فقلنا له: نحن امناء ولسنا جواسيس.
32- نحن اثنا عشر اخا ابناء ابينا. احدنا مفقود،
والاصغر بقي اليوم مع ابينا في ارض كنعان.
33- فقال لنا الرجل سيد البلاد: لكي اتحقق انكم
امناء. دعوا اخا واحدا منكم عندي رهينة وخذوا طعاما
لبيوتكم الجائعة وامضوا،
34- ثم احضروا لي اخاكم الاصغر، وبذلك اعرف انكم
لستم جواسيس بل قوما امناء، فاطلق لكم اخاكم وتتجرون
في الارض».
35- واذ شرعوا في تفريغ عدالهم وجد كل واحد منهم
فضته في عدله، وما ان راوا هم وابوهم ذلك حتى استبد
بهم الخوف.
36- فقال لهم ابوهم: «لقد اثكلتموني اولادي. يوسف
مفقود، وشمعون مفقود، وها انتم تاخذون بنيامين بعيدا!
كل هذه الدواهي حلت بي!»
37- فقال له راوبين: «اقتل ابني ان لم ارجع به اليك.
اعهد به الي وانا ارده اليك».
38- فقال: «لن يذهب ابني معكم، فقد مات اخوه، وهو
وحده باق. فان ناله مكروه في الطريق التي تذهبون
فيها، فانكم تنزلون شيبتي بحزن الى قبري».
|
31 |
01 |
كتاب التكوين |
043 |
الله
1- وتفاقمت المجاعة في الارض.
2- ولما استهلكوا القمح الذي احضروه من مصر، قال لهم
ابوهم: «ارجعوا واشتروا لنا قليلا من الطعام».
3- فقال يهوذا: «لقد حذرنا الرجل اشد تحذير وقال: لن
تروا وجهي ما لم يكن اخوكم معكم.
4- فان كنت ترسل اخانا معنا، نمضي ونشتري لك طعاما
5- والا فلن نذهب لان الرجل قال لنا: لا تروا وجهي
ما لم يكن اخوكم معكم».
6- فقال اسرائيل: «لماذا اساتم الي فاخبرتم الرجل ان
لكم اخا ايضا؟»
7- فاجابوا: «ان الرجل قد دقق في استجوابنا عن
انفسنا وعن عشيرتنا سائلا: هل ابوكم حي بعد؟ هل لكم
اخ؟ فاجبناه حسب اسئلته. فمن اين لنا ان نعرف انه
سيقول: احضروا اخاكم الى هنا؟ »
8- وقال يهوذا لاسرائيل ابيه: «ارسل الغلام معي
فنقوم ونذهب فنحيا ولا نموت نحن وانت واولادنا
جميعا.
9- وانا ضامن له. من يدي تطلبه. فان لم ارده اليك
واوقفه امامك، اكن مذنبا اليك كل الايام.
10- فلو لم نتوان في السفر لكنا قد رجعنا مرتين».
11- فقال لهم ابوهم: «ان كان لابد من ذلك فافعلوا.
وخذوا معكم هدية للرجل: واملاوا اوعيتكم من خير جنى
الارض وقليلا من البلسان والعسل والكثيراء واللاذن
والفستق واللوز.
12- وخذوا معكم فضة اخرى، والفضة المردودة في افواه
عدالكم واعيدوها. فلعل في الامر سهوا.
13- واستصحبوا معكم ايضا اخاكم وقوموا ارجعوا الى
الرجل.
14- ولينعم عليكم الله القدير بالرحمة لدى الرجل،
فيطلق لكم اخاكم الآخر وبنيامين ايضا. وانا ان
ثكلتهما، اكون قد ثكلتهما».
15- فاخذ الرجال تلك الهدية، وضعف الفضة، وبنيامين،
وسافروا الى مصر ومثلوا امام يوسف.
16- وعندما شاهد يوسف بنيامين معهم قال لمدبر بيته:
«ادخل الرجال الى البيت واذبح ذبيحة وهيئها، لان
هؤلاء الرجال سيتناولون معي الطعام في ساعة الغذاء».
17- ففعل الرجل كما امر يوسف، وادخل الرجال الى بيت
يوسف.
18- ولما ادخلوا الى بيت يوسف اعتراهم الخوف وقالوا:
«لقد جيء بنا الى هنا ليهجم علينا ويقع بنا
ويستعبدنا ويستولي على حميرنا، بسبب الفضة الاولى
المردودة في عدالنا».
19- فتقدموا الى مدبر بيت يوسف وقالوا له عند مدخل
الباب:
20- «استمع ياسيدي، لقد قدمنا الى هنا في المرة
الاولى لنشتري طعاما،
21- ولكننا حين نزلنا في الخان وفتحنا عدالنا عثر كل
رجل منا على فضته بكامل وزنها في فم عدله، فاحضرناها
معنا لنردها.
22- وجئنا معنا بفضة اخرى لنشتري طعاما. ولسنا ندري
من وضع فضتنا في عدالنا».
23- فقال: «سلام لكم، لا تخافوا، فان الهكم واله
ابيكم قد وهبكم كنزا في عدالكم، اما فضتكم فقد وصلت
الي». ثم اخرج اليهم شمعون.
24- وادخل الرجل القوم الى بيت يوسف وقدم لهم ماء
ليغسلوا ارجلهم، وعليقا لحميرهم.
25- واعدوا الهدية في انتظار مجيء يوسف عند الظهر،
لانهم سمعوا انهم سيتناولون الطعام هناك.
26- فلما اقبل يوسف الى البيت احضروا اليه الهدية
التي حملوها معهم الى البيت، وانحنوا امامه الى
الارض.
27- فسالهم عن احوالهم، ثم قال: «هل ابوكم الشيخ
الذي اخبرتم عنه بخير؟ امازال حيا؟»
28- فاجابوا: «عبدك ابونا بخير، وهو مازال حيا».
وانحنوا وسجدوا.
29- وتلفت فراى اخاه الشقيق بنيامين، فقال: «اهذا
اخوكم الاصغر الذي اخبرتموني عنه؟» ثم قال: «لينعم
الله عليك ياابني».
30- واندفع يوسف الى مخدعه وبكى هناك لان عواطفه حنت
الى اخيه.
31- ثم غسل وجهه وخرج وتجلد، وقال: «قدموا الطعام».
32- فقدموا له وحده، ولهم وحدهم، وللمصريين الآكلين
معه وحدهم، اذ انه محظور على المصريين ان ياكلوا مع
العبرانيين، لان ذلك رجس عندهم.
33- فجلسوا في محضره، كل وفقا لعمره، من البكر حتى
الصغير. فنظروا بعضهم الى بعض مبهوتين.
34- وقدم اليهم حصصا من مائدته، فكانت حصة بنيامين
خمسة اضعاف حصص اخوته. واحتفوا وشربوا معه.
|
32 |
01 |
كتاب التكوين |
044 |
الله
1- وامر يوسف مدبر بيته قائلا: «املاء عدال الرجال
بالطعام بقدر وسعها، ورد فضة كل رجل الى فم عدله.
2- وضع في فم عدل الصغير كاسي الفضية وثمن قمحه».
فنفذ امر يوسف.
3- وما ان اشرق الصباح حتى انطلق الرجال، هم
وحميرهم.
4- وما كادوا يبتعدون عن المدينة قليلا حتى قال يوسف
لمدبر بيته: «اسع خلف الرجال، وما ان تدركهم حتى
تقول لهم: لماذا تكافئون الخير بالشر؟
5- اليست هذه هي الكاس التي يشرب فيها سيدي ويتفاءل
بالغيب؟ لشد ما اساتم في ما صنعتم».
6- فلما ادركهم خاطبهم بهذا القول، فاجابوه:
7- «لماذا يتكلم سيدي بمثل هذا الكلام؟ حاشا لعبيدك
ان يرتكبوا هذا الامر.
8- هوذا الفضة التي عثرنا عليها في افواه عدالنا
رددناها لك معنا من ارض كنعان، فكيف نسرق فضة او
ذهبا من بيت سيدك؟
9- من تجد معه الكاس من عبيدك يمت، ونكن نحن ايضا
عبيدا لسيدي».
10- فقال: «فليكن كما تقولون. فالذي اجدها معه يصبح
عبدا لي، والباقون يكونون ابرياء».
11- فبادر كل منهم الى عدله وحطه على الارض وفتحه،
12- ففتش مبتدئا من عدل الكبير حتى انتهى الى عدل
الصغير، فعثر على الكاس في عدل بنيامين.
13- فمزقوا ثيابهم وحمل كل منهم عدله على حماره
ورجعوا الى المدينة.
14- ودخل يهوذا واخوته الى بيت يوسف اذ كان ما برح
هناك، فارتموا امامه الى الارض.
15- فقال لهم يوسف: «اي جناية اقترفتم؟ اما علمتم ان
رجلا مثلي يستخدم كاسه في معرفة الغيب؟»
16- فقال يهوذا: «ماذا نقول لسيدي، وبماذا نخاطبه،
وكيف نبريء انفسنا؟ ان الله قد فضح اثم عبيدك. فنحن
ومن عثر معه على الكاس عبيد لسيدي».
17- فقال: «حاشا لي ان افعل هذا؛ انما الرجل الذي
عثر معه على الكاس هو يكون لي عبدا، اما انتم فامضوا
الى ابيكم بامان».
18- فتقدم منه يهوذا وقال: «ياسيدي، دع عبدك ينطق
بكلمة في مسمع سيدي، ولا يحتدم غضبك على عبدك، لان
سلطتك مماثلة لسلطة فرعون.
19- لقد سال سيدي عبيده: الكم اب او اخ؟
20- فاجبنا سيدي: لنا اب شيخ، وابن شيخوخة صغير مات
اخوه الشقيق وبقي هو وحده من امه، وابوه يحبه.
21- فقلت لعبيدك: احضروه الي لاراه بعيني.
22- فقلنا لسيدي: لا يقدر الغلام ان يترك اباه لئلا
يموت ابوه اذا فارقه.
23- فقلت لعبيدك: ما لم تحضروا اخاكم الي لا ترون
وجهي بعد.
24- فعندما قدمنا على عبدك ابي، اخبرناه بحديث سيدي.
25- فقال ابونا: ارجعوا واشتروا لنا بعض الطعام.
26- فاجبنا: لا يمكننا ان نذهب الى هناك ما لم ناخذ
اخانا معنا، لاننا لا نقدر ان نقابل الرجل ما لم يكن
اخونا الصغير معنا.
27- فقال لنا عبدك ابونا: انتم تعلمون ان زوجتي قد
انجبت لي ابنين،
28- فقدت احدهما وقلت: انما هو قد افترس افتراسا.
ولم اره الى الآن.
29- فان اخذتم هذا مني، ولحقه مكروه، تنزلونني الى
القبر بشيبة شقية.
30- فاذا عدت الى عبدك ابي الذي تعلقت نفسه بنفس
الغلام، ولم يكن الغلام معنا،
31- وراى ان الغلام مفقود، فانه يموت، ويواري عبيدك
شيبة عبدك ابيهم بشقاء في القبر.
32- لان عبدك ضمن الغلام لابي، وقلت: ان لم ارجعه
اليك اكن مذنبا اليك مدى الحياة.
33- فارجو من سيدي ان يتخذني عبدا له بدلا من
الغلام، ودع الغلام يمضي مع بقية اخوته،
34- اذ كيف يمكنني ان ارجع الى ابي والغلام ليس معي
واشهد ما يحل به من الشر؟».
|
33 |
01 |
كتاب التكوين |
045 |
الله
1- فلم يستطع يوسف ان يتمالك نفسه امام الماثلين
امامه، فصرخ: «ليخرج الجميع من هنا». فلم يبق احد مع
يوسف حين كشف عن نفسه لاخوته.
2- وبكى بصوت عال فسمع المصريون كما سمع بيت فرعون.
3- وقال يوسف لاخوته: «انا يوسف. فهل ابي مازال
حيا؟» فلم يستطع اخوته ان يجيبوه لانهم امتلاوا رعبا
منه.
4- فقال يوسف لاخوته: «ادنوا مني». فاقتربوا منه،
فقال: «انا يوسف اخوكم الذي بعتموه الى مصر.
5- فلا تتاسفوا الآن، ولا يصعب عليكم انكم بعتموني
الى هنا، لان الله ارسلني امامكم حفاظا على حياتكم.
6- فقد صار للمجاعة في هذه الارض سنتان، وبقيت خمس
سنوات لن يكون فيها فلاحة ولا حصاد.
7- وقد ارسلني الله امامكم ليجعل لكم بقية في الارض
وينقذ حياتكم بخلاص عظيم.
8- فلستم اذا انتم الذين ارسلتموني الى هنا بل الله
، الذي جعلني مستشارا لفرعون وسيدا لكل بيته،
ومتسلطا على جميع ارض مصر.
9- فاسرعوا وارجعوا الى ابي وقولوا له: ابنك يوسف
يقول: لقد اقامني الله سيدا على كل مصر. تعال ولا
تتباطا.
10- فتقيم في ارض جاسان لتكون قريبا مني انت وبنوك
واحفادك وغنمك وبقرك وكل مالك.
11- واعولك هناك لان الجوع سيستمر خمس سنوات اخرى،
فلا تحتاج انت وعائلتك وبهائمك.
12- وها انتم واخي بنيامين شهود انني انا حقا الذي
يخاطبكم.
13- وتحدثون ابي عن كل مجدي في مصر وعما شهدتموه.
وتسرعون في احضار ابي الى هنا».
14- ثم تعانق يوسف وبنيامين وبكيا
15- وقبل يوسف باقي اخوته وبكى معهم. وعندئذ فقط
تجرا اخوته على مخاطبته.
16- وسرى الخبر الى بيت فرعون وقيل قد جاء اخوة
يوسف، فسر ذلك فرعون، وعبيده ايضا.
17- وقال فرعون ليوسف: «اطلب من اخوتك ان يحملوا
دوابهم بالقمح ويرجعوا الى ارض كنعان،
18- ليحضروا اباهم واسرهم ويجيئوا الي، فاعطيهم افضل
ارض مصر ليستمتعوا بخيراتها.
19- وقد صدر امر اليك ان ياخذوا لهم عربات من ارض
مصر لينقلوا عليها اولادهم وزوجاتهم واباهم ويحضروا
الى هنا.
20- لا يكترثوا لما يخلفونه من متاع، فخيرات ارض مصر
كلها هي لهم».
21- ففعل بنو اسرائيل هكذا، واعطاهم يوسف عربات حسب
امر فرعون ومؤونة للطريق.
22- واعطى كل واحد منهم حلل ثياب. اما بنيامين فخصه
بثلاث مئة قطعة من الفضة وخمس حلل ثياب.
23- وارسل الى ابيه عشرة حمير محملة بافضل خيرات مصر
وعشر اتن مثقلة بالحنطة وخبزا وطعاما يقتات منها في
الطريق.
24- وهكذا صرف اخوته بعد ان اوصاهم: «لا تتخاصموا في
الطريق».
25- وانطلقوا من مصر حتى اقبلوا الى ارض كنعان الى
ابيهم يعقوب.
26- فقالوا له: «ان يوسف مازال حيا، وهو المتسلط على
كل ارض مصر». فغشي على قلب يعقوب لانه لم يصدقهم.
27- ثم حدثوه بكلام يوسف. وعندما عاين يعقوب العربات
التي ارسلها يوسف لتنقله، انتعشت روحه،
28- وقال: «كفى! يوسف ابني حي بعد، ساذهب لاراه قبل
ان اموت».
|
34 |
01 |
كتاب التكوين |
046 |
الله
1- وارتحل اسرائيل وكل ما له حتى وصل الى بئر سبع،
فقدم ذبائح الى اله ابيه اسحق.
2- وقال الله لاسرائيل في رؤى الليل: «يعقوب،
يعقوب». فاجاب: «ها انا»
3- فقال: «انا هو الله، اله ابيك. لا تخف من الذهاب
الى مصر لاني اجعلك امة عظيمة هناك.
4- انا اصحبك الى مصر، وانا ارجعك ايضا، ويغمض يوسف
اجفانك بيديه عند موتك».
5- فانطلق يعقوب من بئر سبع. وحمل بنو اسرائيل يعقوب
اباهم واولادهم وزوجاتهم في العربات التي ارسلها
فرعون لنقله.
6- واخذوا معهم مواشيهم ومقتنياتهم التي اقتنوها في
ارض كنعان وجاءوا جميعا الى مصر،
7- فقد صحب يعقوب معه الى مصر ابناءه واحفاده من
بنين وبنات، وسائر ذريته.
8- وهذه اسماء ابناء اسرائيل الذين قدموا معه الى
مصر. يعقوب وابناؤه: راوبين بكر يعقوب.
9- وابناء راوبين: حنوك وفلو وحصرون وكرمي.
10- وابناء شمعون: يموئيل ويامين واوهد وياكين وصوحر
وشاول ابن الكنعانية.
11- وابناء لاوي: جرشون وقهات ومراري.
12- وابناء يهوذا: عير واونان وشيلة وفارص وزارح.
ومات عير واونان في ارض كنعان. واما ابنا فارص فهما
حصرون وحامول.
13- وابناء يساكر: تولاع وفوة ويوب وشمرون.
14- وابناء زبولون: سارد وايلون ويا حلئيل.
15- هؤلاء جميعهم ابناء ليئة الذين انجبتهم ليعقوب
في سهل ارام، فضلا عن ابنته دينة. فكان مجموع عدد
بنيه وبناته واحفاده من ليئة ثلاثة وثلاثين.
16- وابناء جاد صفيون وحجي وشوني واصبون وعيري
وارودي وارئيلي.
17- وابناء اشير: يمنة ويشوة ويشوي وبريعة واختهم
سارح. اما ابنا بريعة فهما حابر وملكيئيل.
18- هؤلاء هم بنو زلفة جارية ليئة التي وهبها اياها
لابان. فكان عدد ذريتها التي انجبتها ليعقوب ست عشرة
نفسا.
19- اما ابنا راحيل زوجة يعقوب فهما يوسف وبنيامين.
20- وولد ليوسف في ارض مصر منسى وافرايم اللذان
انجبتهما له اسنات ابنة فوطي فارع كاهن اون.
21- وابناء بنيامين بالع وباكر واشبيل وجيرا ونعمان
وايحي وروش ومفيم وحفيم وارد
22- هؤلاء ذرية راحيل الذين ولدوا ليعقوب. وعددهم
جميعا اربعة عشر شخصا.
23- وابن دان هو حوشيم.
24- وابناء نفتالي: ياحصئيل وجوني ويصر وشليم.
25- هؤلاء بنو يعقوب الذين انجبتهم له بلهة جارية
راحيل التي اعطاها اياها ابوها لابان، وعددهم جميعا
سبعة اشخاص.
26- فكان عدد جميع الاشخاص الخارجين من صلب يعقوب،
ممن وفدوا الى مصر، ستة وستين شخصا ماعدا زوجات
ابنائه.
27- وابنا يوسف اللذان ولدا له في مصر هما شخصان.
فيكون عدد نفوس بيت يعقوب التي قدمت الى مصر سبعين
نفسا.
28- وارسل يعقوب يهوذا امامه الى يوسف ليدله على
الطريق المؤدية الى جاسان.
29- فاعد يوسف مركبته وصعد للقاء ابيه اسرائيل في
جاسان. وما ان اقبل عليه حتى عانقه يوسف وبكى زمانا
طويلا.
30- وقال اسرائيل ليوسف: «دعني اموت الآن اذ قد
ابصرت وجهك ورايت انك مازلت حيا».
31- وخاطب يوسف اخوته وبيت ابيه: «انا ماض الآن الى
فرعون لاخبره ان اخوتي وبيت ابي المقيمين في ارض
كنعان قد قدموا الي.
32- وهم رعاة غنم، وحرفتهم رعاية المواشي، لذلك
احضروا معهم غنمهم وبقرهم وكل ما لهم.
33- فاذا دعاكم وسالكم: ما حرفتكم؟
34- قولوا: حرفتنا رعاية المواشي منذ صبانا الى
الآن، كذلك نحن وهكذا كان آباؤنا جميعا. لكي تقيموا
في ارض جاسان؛ لان كل راعي غنم نجس لدى المصريين».
|
35 |
01 |
كتاب التكوين |
048 |
الله
1- ثم ما لبث ان قيل ليوسف: «ابوك مريض» فاصطحب معه
ابنيه منسى وافرايم.
2- وقيل ليعقوب: «ابنك يوسف قادم اليك». فاستجمع
قواه وجلس على السرير.
3- وقال يعقوب ليوسف: «تجلى الله القدير لي في لوز
في ارض كنعان وباركني،
4- وقال لي: ها انا اجعلك مثمرا، واكثرك ويخرج من
صلبك جمهور شعوب واهب ذريتك هذه الارض ملكا ابديا.
5- والآن، ان ابنيك افرايم ومنسى اللذين انجبتهما في
مصر قبل مجيئي اليك هنا هما لي يرثانني كراوبين
وشمعون.
6- واما اولادك الذين تنجبهم بعد ذلك، فيكونون لك،
وما يرثونه يكون تحت اسم اخويهم.
7- لانني فيما كنت راجعا من سهل آرام، ماتت راحيل في
ارض كنعان في الطريق على مقربة من افراتة، فدفنتها
في الطريق المؤدية الى افراتة، التي هي بيت لحم».
8- وابصر اسرائيل ابني يوسف فسال: «من هذان؟»
9- فاجابه يوسف: «هما ابناي اللذان رزقني اياهما
الله هنا». فقال: «ادنهما مني فاباركهما».
10- وكانت عينا اسرائيل قد كلتا من الشيخوخة، فلم
يكن قادرا على النظر، فقربهما اليه فقبلهما
واحتضنهما
11- وقال اسرائيل ليوسف: «ما كنت اظن انني ابصر
وجهك، وهوذا الله قد اراني ذريتك ايضا».
12- ثم ابعدهما يوسف عن حضن ابيه وسجد في حضرته الى
الارض.
13- واخذ يوسف افرايم بيمينه واوقفه الى يسار
اسرائيل، واخذ منسى بيساره واوقفه الى يمينه،
14- فمد اسرائيل يمينه، متعمدا، ووضعها على راس
افرايم وهو الصغير، ويساره على راس منسى مع انه
البكر.
15- وبارك يوسف قائلا: «ان الله الذي سلك امامه
ابواي ابراهيم واسحق، الله الذي رعاني منذ وجودي الى
هذا اليوم،
16- الملاك الذي انقذني من كل شر، يبارك الغلامين،
وليدع عليهما اسمي واسما ابوي ابراهيم واسحق،
وليكثرا كثيرا في الارض».
17- وعندما راى يوسف ان اباه قد وضع يده اليمنى على
راس افرايم ساءه ذلك، فامسك بيد ابيه لينقلها من راس
افرايم الى راس منسى.
18- وقال يوسف لابيه: «ليس هكذا ياابي. فهذا هو
البكر، ضع يمينك على راسه».
19- فابى ابوه وقال: «انا اعرف هذا ياابني، انا اعرف
هذا، فانه ايضا يصبح امة عظيمة، ولكن اخاه الصغير
يصبح اكبر منه، وذريته تصير جمهورا من الامم».
20- وباركهما في ذلك اليوم قائلا: «بك يبارك بنو
اسرائيل قائلين: «ليجعلك الله مثل افرايم ومثل
منسى». وهكذا قدم افرايم على منسى.
21- ثم قال اسرائيل ليوسف: «انني مشرف على الموت
ولكن الله سيكون معكم ويردكم الى ارض آبائكم.
22- وها انا قد وهبت لك من الارض سهما واحدا علاوة
على اخوتك، اخذته من الاموريين بسيفي وقوسي».
|
36 |
01 |
كتاب التكوين |
050 |
الله
1- فالقى يوسف بنفسه على جثمان ابيه، وبكى وقبله.
2- ثم امر يوسف عبيده الاطباء ان يحنطوا اباه.
3- وقد استغرق ذلك اربعين يوما، وهي الايام المطلوبة
لاستكمال التحنيط. وبكى المصريون عليه سبعين يوما.
4- وبعدما انقضت ايام النواح عليه، قال يوسف لاهل
بيت فرعون: «ان كنت قد حظيت برضاكم، فتكلموا في
مسامع فرعون قائلين:
5- لقد استحلفني ابي وقال: انا مشرف على الموت،
فادفني في القبر الذي حفرته لنفسي في ارض كنعان،
فاسمح لي الآن بان امضي لادفن ابي ثم اعود».
6- فقال فرعون: «امض وادفن اباك كما استحلفك».
7- فانطلق يوسف ليدفن اباه، ورافقته حاشية فرعون من
اعيان بيته ووجهاء مصر،
8- وكذلك اهل بيته واخوته واهل بيت ابيه. ولم يخلفوا
وراءهم في ارض جاسان سوى صغارهم وغنمهم وقطعانهم.
9- وصاحبته ايضا مركبات وفرسان، فكانوا موكبا عظيما.
10- ولما وصلوا الى بيدر اطاد في عبر الاردن اقام
يوسف لابيه مناحة عظيمة مريرة ناحوا فيها عليه طوال
سبعة ايام
11- وعندما شاهد الكنعانيون الساكنون هناك المناحة
في بيدر اطاد قالوا: «هذه مناحة هائلة للمصريين».
وسموا المكان الذي في عبر الاردن «آبل مصرايم»
(ومعناه: مناحة المصريين).
12- ونفذ ابناء يعقوب وصية ابيهم،
13- فنقلوه الى ارض كنعان ودفنوه في مغارة حقل
المكفيلة مقابل ممرا التي اشتراها ابراهيم مع الحقل
من عفرون الحثي لتكون مدفنا خاصا.
14- وبعد ان دفن يوسف اباه، رجع هو واخوته وسائر
الذين رافقوه الى مصر.
15- ولما راى اخوة يوسف ان اباهم قد مات قالوا: «لعل
يوسف الآن يشرع في اضطهادنا وينتقم منا لاساءتنا
اليه؟»
16- فبعثوا اليه رسولا قائلين: «لقد اوصى ابوك قبل
موته وقال:
17- هكذا تقولون ليوسف: اغفر لاخوتك ذنبهم وخطيئتهم،
فانهم قد اساءوا اليك. فالآن اصفح عن اثم عبيد اله
ابيك». فلما بلغته رسالتهم بكى يوسف.
18- وجاء اخوته ايضا وانطرحوا امامه وقالوا: «ها نحن
عبيدك».
19- فقال لهم: «لا تخافوا: هل انا اقوم مقام الله؟
20- انتم نويتم لي شرا، ولكن الله قصد بالشر خيرا،
لينجز ما تم اليوم، لاحياء شعب كثير.
21- لذلك لا تخافوا، فانا اعولكم انتم واولادكم».
فطمانهم وهدا روعهم.
22- واقام يوسف في مصر هو واهل بيت ابيه. وعاش يوسف
مئة وعشر سنين،
23- حتى شهد الجيل الثالث من ذرية افرايم، وكذلك
اولاد ماكير بن منسى الذين احتضنهم عند ولادتهم.
24- ثم قال يوسف لاخوته: «انا موشك على الموت، ولكن
الله سيفتقدكم ويخرجكم من هذه الارض ويردكم الى
الارض التي وعد بها بقسم لابراهيم واسحق ويعقوب».
25- واستحلف يوسف ابناء اسرائيل قائلا: «ان الله
سيفتقدكم فانقلوا عظامي من هنا».
26- ثم مات يوسف وقد بلغ من العمر مئة وعشر سنين.
فحنطوه ووضعوه في تابوت في مصر.
|
37 |
02 |
كتاب الخروج |
001 |
الله
1- وهذه هي اسماء ابناء اسرائيل الذين قدموا مع
يعقوب الى مصر، كل واحد منهم مع اهل بيته.
2- راوبين، وشمعون، ولاوي ويهوذا،
3- ويساكر وزبولون وبنيامين،
4- ودان ونفتالي وجاد واشير.
5- وكانت جملة النفوس المولودين من صلب يعقوب سبعين
نفسا. اما يوسف فقد كان في مصر.
6- ثم مات يوسف واخوته جميعا وكذلك سائر ذلك الجيل.
7- ونما بنو اسرائيل، وتوالدوا وتكاثروا وعظموا جدا
حتى اكتظت بهم الارض.
8- وما لبث ان قام ملك جديد على مصر لم يكن يعرف
يوسف.
9- فقال لشعبه: «ها بنو اسرائيل اكثر منا واعظم قوة.
10- فلنتآمر عليهم لكيلا يتكاثروا وينضموا الى
اعدائنا اذا نشب قتال ويحاربونا ثم يخرجوا من
الارض».
11- فعهدوا بهم الى مشرفين عتاة ليسخروهم بالاعمال
الشاقة. فبنوا مدينتي فيثوم ورعمسيس لتكونا مخازن
لفرعون.
12- ولكن كلما زادوا من اذلالهم، ازداد تكاثرهم
ونموهم، فتخوفوا من بني اسرائيل
13- فتفاقم عنف استعباد المصريين لبني اسرائيل.
14- واتعسوا حياتهم بالاعمال الشاقة في الطين واللبن
كادحين في الحقول. وسخرهم المصريون بعنف في كل
اعمالهم الشاقة.
15- ثم قال ملك مصر للقابلتين العبرانيتين المدعوتين
شفرة وفوعة:
16- «عندما تشرفان على توليد النساء العبرانيات
راقباهن على كرسي الولادة، فان كان المولود صبيا
فاقتلاه، وان كان بنتا فاتركاها تحيا.
17- غير ان القابلتين كانتا تخافان الله فلم تنفذا
امر الملك فاستحيتا الاطفال الذكور.
18- فاستدعى ملك مصر القابلتين وسالهما: «لماذا
فعلتما هذا الامر واستحييتما الاطفال الذكور؟»
19- فاجابتاه: «ان النساء العبرانيات لسن كالمصريات،
فانهن قويات يلدن قبل وصول القابلة اليهن».
20- وتكاثر الشعب وعظم جدا.
21- واذ خافت القابلتان الله اثابهما بنسل.
22- ثم اصدر فرعون امره لجميع شعبه قائلا: «اطرحوا
كل ابن (عبراني) يولد في النهر، اما البنات
فاستحيوهن».
|
38 |
02 |
كتاب الخروج |
002 |
الله
1- وتزوج رجل من بيت لاوي فتاة ابنة لاوي.
2- فحملت المراة وانجبت ابنا، واذ راقها جماله خباته
ثلاثة اشهر.
3- ولما لم تستطع ان تخفيه بعد، اتت بسفط من البردي
وطلته بالحمر والزفت واضجعت الطفل ووضعته بين
الحلفاء على ضفة النهر.
4- ووقفت اخته من بعيد لترى ما يحدث له.
5- واقبلت ابنة فرعون لتستحم في النهر، بينما راحت
وصيفاتها تتمشين على ضفة النهر. فرات السفط بين
الحلفاء فارسلت وصيفتها لتاتي به.
6- ففتحته ورات الطفل واذا هو يبكي، فرقت له وقالت:
«هذا من اولاد العبرانيين»
7- فقالت اخته لابنة فرعون: «هل اذهب وادعو لك مرضعة
من العبرانيات لترضع لك الولد؟»
8- فاجابتها ابنة فرعون: «اذهبي»؛ فمضت الفتاة ودعت
ام الصبي.
9- فقالت لها ابنة فرعون: «خذي هذا الصبي وارضعيه
لي، وانا اعطيك اجرتك». فاخذت المراة الصبي وارضعته.
10- ولما كبر الولد، ردته الى ابنة فرعون فتبنته
ودعته موسى (ومعناه منتشل) قائلة: «اني انتشلته من
الماء».
11- وحدث بعد ان كبر موسى انه ذهب ليفتقد اخوته
العبرانيين ويشهد مشقتهم، فلمح رجلا مصريا يضرب رجلا
عبرانيا،
12- فتلفت حوله، واذ لم يجد احدا هناك قتل المصري
وطمره في الرمل.
13- ثم خرج في اليوم الثاني واذا رجلان عبرانيان
يتضاربان، فقال للمسيء: «لماذا تضرب صاحبك؟»
14- فاجابه: «من اقامك رئيسا وقاضيا علينا؟ اعازم
انت على قتلي كما قتلت المصري؟» فخاف موسى وقال:
«حقا ان الخبر قد ذاع».
15- وبلغ الخبر مسمع فرعون، فسعى الى قتل موسى، الا
ان موسى هرب من وجه فرعون، ومضى ليقيم في ارض مديان،
فبلغها وجلس عند البئر.
16- وكان لكاهن مديان سبع فتيات فاقبلن واستقين ماء
وملان الاجران ليسقين غنم ابيهن.
17- فاتى الرعاة وطردوهن. غير ان موسى هب لنجدتهن
وسقى غنمهن.
18- وعندما رجعت الفتيات الى رعوئيل ابيهن سالهن:
«ما بالكن بكرتن بالرجوع اليوم؟»
19- فاجبنه: «رجل مصري انقذنا من ايدي الرعاة،
فاستقى لنا ولغنمنا ايضا».
20- فسالهن: «واين هو؟ لماذا تركتن الرجل؟ ادعونه
لياكل طعاما».
21- وقبل موسى ان يقيم مع الرجل الذي زوجه من ابنته
صفورة.
22- فانجبت له ابنا دعاه جرشوم (ومعناه غريب) اذ
قال: «كنت نزيلا في ارض غريبة».
23- وبعد مرور حقبة طويلة مات ملك مصر. وارتفع انين
بني اسرائيل وصراخهم من وطاة العبودية، وصعد الى
الله.
24- فاصغى الله الى انينهم، وتذكر ميثاقه مع ابراهيم
واسحق ويعقوب.
25- ونظر الله الى بني اسرائيل (ورق لحالهم).
|
39 |
02 |
كتاب الخروج |
003 |
الله
1- واما موسى فكان يرعى غنم حميه يثرون كاهن مديان،
فقاد الغنم الى ما وراء الطرف الاقصى من الصحراء حتى
جاء الى حوريب جبل الله.
2- وهناك تجلى له ملاك الرب بلهيب نار وسط عليقة.
فنظر موسى واذا بالعليقة تتقد دون ان تحترق.
3- فقال موسى: «اميل الآن لاستطلع هذا الامر العظيم.
لماذا لا تحترق العليقة؟»
4- وعندما راى الرب ان موسى قد دنا ليستطلع الامر،
ناداه من وسط العليقة قائلا: «موسى». فقال: «ها
انا».
5- فقال: «لا تقترب الى هنا: اخلع حذاءك من رجليك،
لان المكان الذي انت واقف عليه ارض مقدسة».
6- ثم قال: «انا هو اله ابيك، اله ابراهيم، واله
اسحق، واله يعقوب». عندئذ غطى موسى وجهه خوفا من ان
يرى الله (فيموت).
7- فقال الرب: «قد شهدت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت
صراخهم من جراء عتو مسخريهم وادركت معاناتهم،
8- فنزلت لانقذهم من يد المصريين واخرجهم من تلك
الارض الى ارض طيبة رحيبة تفيض لبنا وعسلا، ارض
الكنعانيين والحثيين والاموريين والفرزيين والحويين
واليبوسيين.
9- وها هو الآن قد وصل الي صراخ بني اسرائيل، ورايت
كيف يضايقهم المصريون.
10- فهلم الآن لارسلك الى فرعون، فتخرج شعبي بني
اسرائيل من مصر».
11- فقال موسى لله: «من انا حتى امضي الى فرعون
واخرج بني اسرائيل من مصر؟»
12- فاجاب: «انا اكون معك. ومتى اخرجت الشعب من مصر
تعبدون الله على هذا الجبل، فتكون هذه لك العلامة
انني انا ارسلتك».
13- فقال موسى لله: «حينما اقبل على بني اسرائيل
واقول لهم: ان اله آبائكم قد بعثني اليكم وسالوني:
ما اسمه؟ فماذا اقول لهم؟»
14- فاجابه الله : «اهيه الذي اهيه» (ومعناه انا
الكائن الدائم). واضاف: «هكذا تقول لبني اسرائيل:
«اهيه (انا الكائن)، هو الذي ارسلني اليكم».
15- وقال ايضا لموسى: «هكذا تقول لشعب اسرائيل: ان
الرب «الكائن» اله آبائكم، اله ابراهيم واسحق ويعقوب
قد ارسلني اليكم. هذا هو اسمي الى الابد، وهو الاسم
الذي ادعى به من جيل الى جيل.
16- اذهب واجمع شيوخ اسرائيل وقل لهم: ان الرب اله
آبائكم، اله ابراهيم واسحق ويعقوب قد تجلى لي قائلا:
انني حقا قد تفقدتكم، وشهدت ما اصابكم في مصر،
17- وها انا قد وعدت ان اخرجكم من ضيقة مصر الى ارض
الكنعانيين والحثيين والاموريين والفرزيين والحويين
واليبوسيين، هذه الارض التي تفيض لبنا وعسلا،
18- فيستمع الشيوخ لكلامك فتمثل انت وشيوخ اسرائيل
امام ملك مصر وتقول له: ان الرب اله العبرانيين قد
تفقدنا، فدعنا نمضي مسيرة ثلاثة ايام في البرية
ونقدم ذبائح للرب الهنا.
19- ولكنني عالم ان ملك مصر لن يطلقكم ما لم ترغمه
يد قوية.
20- فامد يدي واضرب مصر بجميع ويلاتي التي اصنعها
فيها، وبعد ذلك يطلقكم.
21- واجعل هذا الشعب يحظى برضى المصريين، فلا تخرجون
فارغين حين تمضون،
22- بل تطلب كل امراة من جارتها او نزيلة بيتها
جواهر فضة وذهب وثيابا تلبسونها بنيكم وبناتكم
فتغنمون ذلك من المصريين».
|
40 |
02 |
كتاب الخروج |
004 |
الله
1- فقال موسى: «ماذا اذا لم يصدقوني ولم يصغوا الي
وقالوا: ان الرب لم يظهر لك؟»
2- فساله الرب: «ما تلك التي بيدك؟» فاجاب: «عصا».
3- فقال: «القها على الارض». فالقاها فاذا هي حية،
فهرب منها موسى.
4- فقال الرب لموسى: «مد يدك واقبض عليها من ذيلها».
فمد موسى يده وقبض عليها، فارتدت عصا في يده.
5- وقال الرب: «هذا لكي يؤمنوا ان الرب اله آبائكم،
اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب قد ظهر لك».
6- ثم قال الرب ايضا: «ادخل يدك في عبك». فادخل يده
في عبه. وعندما اخرجها اذا بها برصاء كالثلج.
7- وامره الرب: «رد يدك الى عبك ثانية». فرد يده الى
عبه ثانية ثم اخرجها من عبه، واذا بها قد عادت مثل
باقي جسده.
8- وقال الرب: «اذا لم يصدقوك، او يعيروا المعجزة
الاولى انتباههم، فانهم يصدقون الثانية.
9- واذا لم يصدقوا هاتين الآيتين ولم يصغوا لكلامك،
فاغرف من ماء النهر واسكبه على الارض الجافة، فيتحول
الماء الذي غرفته من النهر الى دم فوق الارض».
10- فقال موسى للرب: «اصغ يارب، انا لم اكن في يوم
من الايام فصيحا، لا في الامس، ولا منذ ان خاطبت
عبدك. انما انا بطيء النطق عيي اللسان».
11- فقال الرب له: «من هو باريء فم الانسان؟ او من
يجعله اخرس او اصم او بصيرا او كفيفا؟ الست انا
الرب؟
12- فالآن انطلق فالقن فمك النطق، واعلمك ماذا
تقول».
13- لكن موسى اجاب: «ياسيد، اتوسل اليك ان ترسل من
تشاء غيري».
14- فاحتدم غضب الرب على موسى وقال: «اليس هرون
اللاوي اخاك؟ انا اعلم انه يحسن الكلام، وها هو ايضا
قادم للقائك. وحالما يراك يبتهج قلبه.
15- فتحدثه وتلقن فمه الكلام، فاعينكما على القول،
واعلمكما ماذا تفعلان،
16- فيخاطب هو الشعب عنك ويكون لك بمثابة فم وانت
تكون له بمثابة اله.
17- وخذ بيدك هذه العصا لتصنع بها المعجزات».
18- فرجع موسى الى يثرون حميه وقال له: «دعني اعود
الى قومي في مصر لارى اما زالوا بعد احياء». فاجاب
يثرون موسى: «اذهب بسلام».
19- وامر الرب موسى في مديان: «هيا ارجع الى مصر،
فانه قد مات جميع الساعين الى القضاء عليك».
20- فاخذ موسى امراته وبنيه واركبهم على الحمير ومضى
عائدا الى ارض مصر. واخذ معه عصا الله ايضا.
21- وقال الرب لموسى: «حالما ترجع الى مصر، تذكر ان
تجري امام فرعون جميع العجائب التي منحتك القوة على
اجرائها، ولكنني ساقسي قلبه لكي لا يطلق الشعب.
22- ثم قل لفرعون: هذا ما يقوله الرب: اسرائيل هو
ابني البكر.
23- قلت لك: اطلق ابني ليعبدني، ولكنك رفضت اطلاقه،
لذلك ساهلك ابنك البكر»
24- وفي اثناء الطريق، بالقرب من خان، التقاه الرب
وهم ان يقتله.
25- فاخذت صفورة صوانة وقطعت قلفة ابنها ومست بها
قدمي موسى قائلة: «حقا انك عريس دم لي».
26- فعفا الرب عنه. حينئذ قالت: «عريس دم من اجل
الختان».
27- وقال الرب لهرون: «اذهب الى الصحراء لاستقبال
موسى». فمضى والتقاه عند جبل الرب وقبله.
28- فاطلع موسى هرون على جميع كلام الرب الذي حمله
اياه، وما كلفه به من آيات،
29- ثم انطلق موسى وهرون وجمعا كل شيوخ بني اسرائيل،
30- فحدثهم هرون بجميع ما قاله الرب لموسى. واجرى
موسى المعجزات امامهم.
31- فآمن الشعب. وعندما سمعوا ان الله قد افتقدهم
ونظر الى مذلتهم انحنوا ساجدين.
|
41 |
02 |
كتاب الخروج |
007 |
الله
1- فقال الرب لموسى: «انا جعلتك كاله لفرعون، وهرون
اخوك يكون كنبي لك.
2- فعليك ان تبلغه بكل ما آمرك به، فيخاطب اخوك هرون
فرعون كي يطلق سراح بني اسرائيل من بلاده.
3- ولكنني اقسي قلب فرعون فاكثر آياتي وعجائبي في
ارض مصر.
4- الا ان فرعون لن يستمع لكما. عندئذ اضرب مصر
واخرج شعبي اسرائيل من ارض مصر بقوات احكام عظيمة.
5- فيدرك المصريون حين اضرب مصر واخرج بني اسرائيل
من بينهم انني انا الرب».
6- ففعل موسى وهرون تماما كما امرهما الرب.
7- وكان موسى في الثمانين من عمره، وهرون في الثالثة
والثمانين، عندما خاطبا فرعون.
8- وقال الرب لموسى وهرون:
9- «عندما يطلب فرعون منكما قائلا: ارياني عجيبة
فانك تقول لهرون: خذ عصاك والقها امام فرعون فتتحول
الى حية».
10- فمثل هرون وموسى امام فرعون وفعلا تماما حسب امر
الرب، فالقى هرون عصاه امام فرعون وامام حاشيته
فتحولت الى حية.
11- فاستدعى فرعون حكماءه وسحرته فصنع سحرة مصر على
غرار ذلك بسحرهم.
12- فطرح كل واحد عصاه فتحولت الى حية. غير ان عصا
هرون ابتلعت عصيهم.
13- لكن قلب فرعون ازداد تصلبا فلم يستمع لهما،
تماما كما قال الرب.
14- ثم قال الرب لموسى: «ان قلب فرعون قد تصلب، وهو
يرفض ان يطلق سراح الشعب.
15- فامثل امام فرعون في الغد عندما يخرج الى الماء،
وقف للقائه عند ضفة النهر، وخذ بيدك العصا التي
تحولت الى حية،
16- وقل له: ان الرب اله العبرانيين قد ارسلني اليك
قائلا: اطلق سراح شعبي ليعبدوني في الصحراء. وها انت
حتى الآن لم تستمع.
17- لهذا اليك ما يقوله الرب: ستعلم بما اجريه الآن
انني انا الرب. ها انا ضارب بهذه العصا التي في يدي
على ماء النهر فيتحول دما.
18- فيموت السمك، وينتن النهر، فيعاف المصريون من
الشرب من مائه».
19- وخاطب الرب موسى: «قل لهرون: خذ عصاك وابسط يدك
على مياه المصريين وعلى انهارهم وعلى جداولهم
وسواقيهم وخزانات المياه فتتحول كلها الى دم، ويكون
دم في كل ارض مصر حتى في الاواني الخشبية والحجرية».
20- وهكذا فعل موسى وهرون كما امر الرب، فرفع هرون
العصا وضرب ماء النهر على مشهد من فرعون وحاشيته
فتحول كل ماء النهر الى دم،
21- ومات كل سمكه وانتن النهر فلم يستطع المصريون
الشرب من مائه. وكان دم في كل ارجاء ارض مصر.
22- وكذلك فعل سحرة مصر بسحرهم، فتصلب قلب فرعون فلم
يستمع اليهما، تماما حسب قول الرب.
23- وانصرف فرعون الى منزله من غير ان يترك ذلك اثرا
في قلبه.
24- وحفر جميع المصريين حفرا حول النهر طلبا لماء
الشرب، لانهم لم يستطيعوا ان يشربوا من ماء النهر.
25- وانقضت سبعة ايام منذ ان ضرب الله مياه النهر.
|
42 |
02 |
كتاب الخروج |
008 |
الله
1- ثم قال الرب لموسى: «امثل امام فرعون وقل له: هذا
ما يعلنه الرب: اطلق سراح شعبي ليعبدوني.
2- وان ابيت ان تطلقهم فها انا ضارب جميع تخومك
بالضفادع.
3- فيفيض النهر بالضفادع التي تصعد وتقتحم بيتك
ومخدع فراشك وسريرك وبيوت حاشيتك وشعبك وافرانك
ومعاجنك.
4- عليك وعلى شعبك وعلى سائر حاشيتك تصعد الضفادع».
5- ثم قال الرب لموسى: «قل لهرون ابسط يدك بعصاك على
الانهار والسواقي والبرك واصعد الضفادع على كل ارض
مصر».
6- فبسط هرون يده على مياه مصر فاقبلت الضفادع وغطت
ارض مصر.
7- وكذلك فعل السحرة بسحرهم فاصعدوا ضفادع على ارض
مصر.
8- ثم استدعى فرعون موسى وهرون وقال: «تضرعا الى
الرب ليرفع الضفادع عني وعن شعبي، فاطلق سراح الشعب
ليقدموا ذبائح له».
9- فاجاب موسى فرعون: «عين لي متى اصلي من اجلك ومن
اجل عبيدك وشعبك، لكي تباد الضفادع عنك وعن بيوتك،
ما عدا تلك الباقية في النهر».
10- فقال فرعون: «غدا». فاجابه موسى: «فليكن كقولك،
لتعرف انه لا مثيل للرب الهنا.
11- فان الضفادع ستنسحب من حولك ومن بيوتك ومن حول
حاشيتك وشعبك، ولا تبقى الا في النهر».
12- وبعد ان انصرف موسى وهرون من لدن فرعون صلى موسى
الى الرب من اجل الضفادع التي اصعدها على فرعون،
13- ففعل الرب حسب دعاء موسى، فانقطعت الضفادع من
البيوت والدور والحقول،
14- فجمعوها اكواما كثيرة حتى انتنت منها الارض.
15- وعندما راى فرعون ان البلية قد انقشعت، اغلظ
قلبه ولم يستمع لهما، تماما كما قال الرب.
16- فقال الرب لموسى: «قل لهرون ان يبسط يده بعصاه
ويضرب تراب الارض ليملا البعوض كل ارجاء مصر».
17- وهكذا فعلا، اذ بسط هرون يده بعصاه وضرب تراب
الارض، فانتشر البعوض على الناس والبهائم. فصار كل
تراب الارض بعوضا في جميع ارجاء مصر.
18- وكذلك حاول السحرة بسحرهم ليخرجوا البعوض
فاخفقوا. وكان البعوض منتشرا على الناس والبهائم.
19- فقال السحرة لفرعون «هو فعل الله». ولكن قلب
فرعون ظل متصلبا فلم يسمع لهما، تماما كما قال الرب.
20- ثم قال الرب لموسى: «انهض مبكرا في الصباح وقف
امام فرعون عند خروجه الى الماء وقل له: هكذا يقول
الرب: اطلق شعبي ليعبدوني.
21- وان لم تطلق شعبي فها انا ارسل اسراب الذباب
عليك وعلى حاشيتك وعلى شعبك وعلى بيوتك، فتمتليء
بيوت المصريين بالذباب، وكذلك الارض التي يقيمون
عليها.
22- ولكني في ذلك اليوم استثني ارض جاسان حيث يسكن
شعبي فلا يغزوها الذباب، فتدرك انني انا الرب، كائن
في هذه الارض.
23- واميز بين شعبي وشعبك، فتكون هذه آية الغد».
24- وهكذا صنع الرب، فقد غزت اسراب عظيمة من الذباب
بيت فرعون وبيوت حاشيته، وكل ارض مصر فاصاب الذباب
الارض بالخراب.
25- فاستدعى فرعون موسى وهرون وقال: «امضوا وقدموا
ذبيحة لالهكم في هذه الارض».
26- فاجاب موسى: «ليس مستحسنا ان نفعل هذا، لان
الذبائح التي نقدمها للرب الهنا هي رجس لدى
المصريين. فان قدمنا هذه الذبائح التي يكرهها
المصريون، الا يرجموننا؟
27- لكن نذهب مسيرة ثلاثة ايام في الصحراء، فنقدم
ذبائح للرب الهنا كما امرنا».
28- فقال فرعون: «ساطلقكم لتقربوا للرب الهكم في
الصحراء، ولكن لا تذهبوا بعيدا. صليا لاجلي».
29- فاجاب موسى: «حالما انصرف اصلي الى الرب. وغدا
يرتفع الذباب عن فرعون وعن حاشيته وعن شعبه. ولكن
على فرعون الا يخادع، بل يطلق الشعب ليقدم للرب
ذبائح».
30- وفارق موسى فرعون وصلى الى الرب،
31- فاستجاب الرب دعاء موسى، فارتفع الذباب عن فرعون
وعن حاشيته وعن شعبه. لم تبق ذبابة واحدة.
32- ولكن فرعون قسى قلبه هذه المرة ايضا ولم يطلق
سراح الشعب.
|
43 |
02 |
كتاب الخروج |
013 |
الله
1- وقال الرب لموسى:
2- «خصص لي كل بكر ذكر. كل فاتح رحم من بني اسرائيل
هو لي. كل بكر من الناس او البهائم».
3- وقال موسى للشعب: «اذكروا هذا اليوم الذي خرجتم
فيه من مصر من بيت العبودية، فقد اطلقكم الرب من هنا
بيد قديرة، فلا تاكلوا خبزا مختمرا.
4- اليوم في شهر ابيب (اي في شهر آذار مارس) انتم
خارجون،
5- لذلك عندما يدخلكم الرب ارض الكنعانيين والحثيين
والاموريين والحويين واليبوسيين، التي تفيض لبنا
وعسلا، والتي اقسم لآبائكم ان يهبكم اياها، تمارسون
هذه الفريضة في هذا الشهر.
6- سبعة ايام لا تاكلون فيها خبزا مختمرا، وفي اليوم
السابع يكون احتفال للرب.
7- سبعة ايام تاكلون فيها خبزا فطيرا ولا تحتفظون في
بيوتكم بشيء مختمر او بخمير.
8- في ذلك اليوم تقول لابنك: انني امارس هذا من اجل
ما صنعه الرب لي، حين اخرجني من مصر.
9- فتكون هذه الفريضة بمثابة علامة على يدك، وتذكارا
بين عينيك، لتكون شريعة الرب في فمك، لان الرب قد
اخرجك بيد قديرة من مصر.
10- فتمارس هذه الفريضة في ميعادها مرة كل سنة.
11- ويكون حين يدخلك الرب الى ارض الكنعانيين، كما
اقسم لك ولآبائك ان يهبك اياها،
12- انك تفرز للرب كل ذكر فاتح رحم. وكذلك كل بكر من
نتاج البهائم التي تملكها يكون للرب.
13- انما كل بكر حمار تفديه بحمل. وان لم تفده تدق
عنقه. وكذلك تفدي ايضا كل بكر من بنيك.
14- وحين يسالك ابنك في الايام المقبلة: ما معنى
هذا؟ تجيبه: انه بيد قديرة اخرجنا الرب من ديار
العبودية.
15- وعندما تصلب فرعون وامتنع عن اطلاقنا، اهلك الرب
كل بكر في بلاد مصر، من ابكار الناس والبهائم. لذلك
انا اقرب للرب الذكور من كل فاتح رحم وافدي كل بكر
من اولادي.
16- فتكون هذه الفريضة بمثابة علامة على يدك ورمزا
على جبهتك، لان الرب قد اخرجنا بيد قديرة من مصر».
17- وعندما اطلق فرعون الشعب لم يقدهم الله في طريق
بلاد الفلسطينيين على الرغم من قصرها. لان الله قال
لئلا يندم الشعب اذا تعرض لحرب ويرجع الى مصر.
18- انما اقتاد الله الشعب عبر صحراء البحر الاحمر.
وكان بنو اسرائيل قد غادروا مصر متسلحين متاهبين
للقتال.
19- وحمل موسى عظام يوسف معه، لانه كان قد استحلف
بني اسرائيل بحلف قائلا: «لابد ان يفتقدكم الله
فعليكم ان تنقلوا عظامي معكم من هذا المكان».
20- وارتحلوا من سكوت وخيموا في ايثام على طرف
الصحراء.
21- وكان الرب يتقدمهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم
في الطريق، وليلا في عمود نار ليضيء لهم.
22- ولم يبرح عمود السحاب نهارا وعمود النار ليلا من
امام الشعب.
|
44 |
02 |
كتاب الخروج |
014 |
الله
1- وقال الرب لموسى:
2- «قل لبني اسرائيل ان يرجعوا ويتجمعوا مقابل فم
الحيروث بين مجدل والبحر امام بعل صفون مباشرة
تخيمون عند البحر،
3- فيظن فرعون انكم هائمون في الارض على غير هدي،
وقد استغلقت عليكم الصحراء،
4- فاقسي قلب فرعون حتى يسعى وراءكم فاتعظم آنئذ
(بالقضاء) على فرعون وعلى جيشه، ويعرف المصريون اني
انا الرب». وهكذا فعل الاسرائيليون.
5- وقيل لملك مصر: «هوذا الشعب قد هرب». فتحول قلب
فرعون وقلوب حاشيته ضدهم، وقالوا: «ماذا دهانا حتى
اطلقنا اسرائيل من خدمتنا؟»
6- فاعد مركبته واصطحب جيشه معه،
7- فاعد ست مئة مركبة وسائر مركبات مصر، وحمل عليها
قادة سلاح المركبات.
8- وقسى الرب قلب فرعون ملك مصر، فطارد بني اسرائيل
الذين غادروا مصر بقدرة ظاهرة.
9- وسعى المصريون وراءهم بجميع خيل فرعون ومركباته
وفرسانه وجيوشه، فادركوهم وهم متجمعون عند البحر
بالقرب من فم الحيروث مقابل بعل صفون.
10- ولما اقترب فرعون، نظر بنو اسرائيل، واذا
بالمصريين يندفعون نحوهم، فارتعبوا واستغاثوا بالرب،
11- ثم قالوا لموسى: «هل لافتقار مصر للقبور اخرجتنا
الى الصحراء لنموت فيها؟ ماذا فعلت بنا حتى اخرجتنا
من مصر؟
12- الم نقل لك في مصر: دعنا وشاننا فنخدم المصريين،
اذ كان خيرا لنا ان نخدم المصريين من ان نموت في
الصحراء».
13- فقال موسى للشعب: «لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص
الرب الذي يجريه لكم اليوم، لان المصريين الذين
رايتموهم اليوم، لن تروهم في ما بعد الى الابد.
14- فالرب يحارب عنكم وانتم تصمتون».
15- وقال الرب لموسى: «ما بالك تستغيث بي؟ قل لبني
اسرائيل ان يرحلوا.
16- ارفع عصاك وابسط يدك فوق البحر وشقه، فيجتاز بنو
اسرائيل في وسط البحر على اليابسة.
17- فها انا اغلظ قلوب المصريين فيسعون وراءكم،
فاتعظم (بالقضاء) على فرعون وعلى مركباته وفرسانه،
18- فيدرك المصريون انني انا الرب، عندما اتعظم
(بالقضاء) على فرعون ومركباته وفرسانه».
19- وانتقل ملاك الله الذي كان يتقدم عسكر اسرائيل
الى المؤخرة خلفهم، وكذلك انتقل عمود السحاب من
امامهم ووقف وراءهم.
20- فدخل بين عسكر المصريين وعسكر الاسرائيليين،
وصار عمود السحاب ظلاما قاتما على المصريين، وضياء
على بني اسرائيل، فلم يقترب احدهما من الآخر طوال
الليل.
21- وبسط موسى يده فوق البحر، فارسل الرب طوال تلك
الليلة ريحا شرقية قوية ردت البحر الى الوراء،
وحولته الى يابسة. وهكذا انشق البحر،
22- فاجتاز الاسرائيليون في وسط البحر على ارض
يابسة، فكان الماء بمثابة سورين عن يمينهم وعن
يسارهم.
23- ولحق بهم المصريون ودخلوا وراءهم الى وسط البحر،
بجميع خيل فرعون ومركباته وفرسانه.
24- وقبل طلوع الصباح اشرف الرب في عمود النار
والسحاب على عسكر المصريين واربكهم.
25- فجعل عجلات مركباتهم تتخلع. فطفقوا يجرونها
بمشقة حتى قال المصريون: «لنهرب من الاسرائيليين،
لان الرب يحارب عنهم ضدنا».
26- وقال الرب لموسى: «ابسط يدك فوق البحر ليرتد
الماء على المصريين مع مركباتهم وفرسانهم».
27- فبسط موسى يده فوق البحر عند انبثاق الصباح،
فارتد البحر الى موضعه على المصريين الهاربين في
اتجاهه، فجرفهم الرب نحو وسط البحر.
28- وارتدت المياه واغرقت المركبات والفرسان وكل جيش
فرعون الذي لحق بهم الى البحر، فلم يفلت منهم ناج
واحد.
29- اما بنو اسرائيل فقد ساروا فوق ارض يابسة وسط
مياه البحر. وكانت المياه كسورين عن يمينهم وعن
شمالهم.
30- وهكذا انقذ الرب في ذلك اليوم الاسرائيليين من
يد المصريين، وشاهدوا جثث المصريين مطروحة على شاطيء
البحر.
31- وعندما شهد الاسرائيليون القوة العظيمة التي
عامل بها الرب المصريين، خاف الشعب الرب وآمنوا به
وبموسى عبده.
|
45 |
02 |
كتاب الخروج |
016 |
الله
1- ثم انتقلت كل جماعة اسرائيل من ايليم حتى اقبلوا
الى صحراء سين الواقعة بين ايليم وسيناء، وذلك في
اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني بعد خروجهم من ارض
مصر.
2- وهناك في الصحراء تذمر بنو اسرائيل على موسى
وهرون،
3- وقالوا لهما: «ليت الرب اماتنا في ارض مصر، فهناك
كنا نجلس حول قدور اللحم ناكل خبزا حتى الشبع. وها
انتما قد اخرجتمانا الى هذه الصحراء لتميتا كل هذه
الجماعة جوعا».
4- فقال الرب لموسى: «ها انا امطر عليكم خبزا من
السماء، فيخرج الشعب ويلتقط حاجة كل يوم بيومه، لكي
امتحنهم، فارى ان كانوا يسلكون في شريعتي ام لا.
5- ولكن ليكن ما يلتقطونه في اليوم السادس ضعف ما
يجمعونه في كل يوم».
6- فقال موسى وهرون لجميع بني اسرائيل: «في المساء
تعلمون ان الرب هو الذي اخرجكم من ارض مصر.
7- وفي الصباح تعاينون مجد الرب، لانه قد سمع تذمركم
عليه، ولكن من نحن حتى تتذمروا علينا؟»
8- وقال موسى ايضا: «انكم ستعلمون انه هو الرب،
عندما يعطيكم لحما في المساء لتاكلوا، وخبزا في
الصباح لتشبعوا، لانه سمع تذمركم عليه. فماذا نحن؟
انكم تتذمرون على الله».
9- وقال موسى لهرون: «قل لبني اسرائيل ان يمثلوا
امام الرب لانه قد سمع تذمرهم».
10- وفيما كان هرون يخاطب كل جماعة بني اسرائيل،
التفتوا نحو الصحراء واذا بمجد الرب قد تجلى في
السحاب.
11- فقال الرب لموسى:
12- «سمعت تذمر بني اسرائيل، فقل لهم: في المساء
تاكلون لحما، وفي الصباح تشبعون خبزا، فتعلمون انني
انا الرب الهكم».
13- في ذلك المساء اقبلت طيور السلوى (السماني) وغطت
المخيم. وفي الصباح كست طبقة الندى الارض المحيطة
بالمخيم.
14- وعندما زالت طبقة الندى اذا وجه الصحراء مغطى
بشيء رقيق كالقشور، مكتل كالجليد.
15- وعندما رآه بنو اسرائيل، قال بعضهم لبعض «منهو»
اي ما هذا؟ لانهم لم يعرفوا ما هو. فقال لهم موسى:
«هو خبز الرب الذي اعطاكم لتاكلوه.
16- وهذا ما يامركم به الرب: التقطوا منه كل واحد
على قدر ماكله، لكل واحد عمرا (نحو لترين ونصف
اللتر) وفقا لعدد اهل بيته المقيمين معه في خيمته».
17- ففعل بنو اسرائيل هكذا فمنهم من التقط مكثرا،
ومنهم من التقط مقلا.
18- ولكن عندما كالوا بالعمر ما التقطوه، فان المكثر
لم يفضل عنه، والمقل لم ينقصه شيء، فجمع كل واحد على
قدر ماكله.
19- وقال موسى لهم: «لا يبق احد منه شيئا الى
الصباح».
20- ومع ذلك، فان بعضهم لم يسمع لموسى، بل ابقوا منه
للصباح، فتولد فيه دود وانتن. فسخط عليهم موسى.
21- فكان كل واحد يلتقط كل صباح على قدر ماكله. وما
ان تشتد حرارة الشمس حتى يذوب ما بقي منه على الارض.
22- اما في اليوم السادس فكانوا يلتقطون من الخبز
الضعف، اي عمرين (نحو خمسة لترات) لكل واحد فجاء
رؤساء الجماعة وابلغوا الامر لموسى.
23- فقال لهم: «هذا ما امر به الرب. غدا يكون يوم
راحة، سبتا مقدسا للرب. اخبزوا ما تريدون خبزه
واطبخوا ما تشاؤون، واحتفظوا بما يفضل الى الصباح».
24- فابقوه الى الصباح كما امر موسى، فلم ينتن ولا
صار فيه دود.
25- وقال موسى: «كلوا اليوم لان اليوم هو سبت للرب،
اذ لن تجدوا اليوم طعاما في الحقل.
26- ستة ايام تلتقطونه واما اليوم السابع فهو سبت
ولن تجدوا فيه طعاما».
27- غير ان اناسا منهم خرجوا في السبت ليلتقطوا منه،
فلم يجدوا شيئا.
28- ثم قال الرب لموسى: «الى متى تابون حفظ وصاياي
وشريعتي؟
29- انظروا. فها الرب قد اعطاكم السبت لذلك هو يقدم
لكم في اليوم السادس خبز يومين، فليلبث كل واحد في
مكانه ولا يغادره في اليوم السابع».
30- فاستراح الشعب في اليوم السابع.
31- ودعا شعب اسرائيل الخبز «منا». وكان ابيض كبزر
الكزبرة، ومذاقه كرقاق مصنوعة بعسل.
32- وقال موسى: «اليكم ما امر به الرب: احفظوا ملء
العمر منه ذكرى لاجيالكم المقبلة، لكي يروا الخبز
الذي اطعمتكم به في الصحراء عندما اخرجتكم من ارض
مصر».
33- وقال موسى لهرون: «خذ اناء واجعل فيه مقدار عمر
من المن وضعه امام الرب ليظل محفوظا في اجيالكم».
34- وكما امر الرب موسى وضعه هرون امام الشهادة
حفاظا عليه.
35- واقتات الاسرائيليون بالمن طوال اربعين سنة حتى
جاءوا الى تخوم ارض كنعان العامرة بالسكان.
36- واما العمر فهو عشر الايفة.
|
46 |
02 |
كتاب الخروج |
017 |
الله
1- وتنقل بنو اسرائيل على مراحل، من صحراء سين
بمقتضى امر الرب الى ان خيموا في رفيديم حيث لم
يجدوا ماء للشرب.
2- فتخاصم الشعب مع موسى قائلين: «اعطونا ماء
لنشرب». فاجاب موسى: «لماذا تخاصمونني؟ ولماذا
تجربون الرب؟»
3- ولكن الشعب كان ظامئا الى الماء، فتذمروا على
موسى وقالوا: «لماذا اخرجتنا من مصر لتميتنا
واولادنا ومواشينا عطشا؟»
4- فصرخ موسى الى الرب: «ماذا اصنع بهذا الشعب؟ انهم
يكادون يرجمونني»
5- فاجابه الرب: «تقدم الشعب وخذ معك بعض شيوخ بني
اسرائيل، وخذ بيدك عصاك ايضا التي ضربت بها النهر،
6- فها انا اقف هناك امامك على الصخرة في حوريب.
اضرب الصخرة فينفجر منها الماء ليشرب الشعب». وهكذا
فعل موسى امام شيوخ اسرائيل.
7- ودعا اسم الموضع مسة ومريبة (ومعناه الامتحان
والمخاصمة) نتيجة لتخاصم بني اسرائيل وامتحانهم للرب
قائلين: «هل الرب في وسطنا ام لا؟»
8- وخرج العمالقة وحاربوا اسرائيل في رفيديم.
9- فقال موسى ليشوع: «انتخب بعض رجالنا وامض لمحاربة
عماليق. وها انا اقف غدا على قمة التل وعصا الله في
يدي».
10- فحارب يشوع العمالقة كما امر موسى. وصعد موسى
وهرون وحور على قمة التلة.
11- فطالما كان موسى رافعا يده، يغلب بنو اسرائيل،
واذا خفضها يفوز العمالقة.
12- وعندما دب التعب في يدي موسى اخذ هرون وحور حجرا
ووضعاه تحته، فجلس عليه، واسند هرون وحور يديه، كل
واحد منهما من جانب. وهكذا بقيت يداه مرفوعتين حتى
مغرب الشمس.
13- فهزم يشوع العمالقة وجيشهم بحد السيف.
14- فقال الرب لموسى: «دون هذا في الكتاب للتذكار،
واتله على يشوع، لانني سامحو ذكر العمالقة من تحت
السماء».
15- وشيد موسى مذبحا للرب دعاه «يهوه نسي» (ومعناه:
الرب رايتي او علمي)،
16- قائلا: «لان يدا ارتفعت ضد عرش الرب، فان الرب
سيحارب العمالقة جيلا بعد جيل».
|
47 |
02 |
كتاب الخروج |
018 |
الله
1- وسمع يثرون كاهن مديان وحمو موسى بجميع ما اجراه
الله لموسى ولاسرائيل شعبه، وكيف اخرجهم من مصر،
2- فاخذ يثرون حمو موسى صفورة زوجة موسى التي كان قد
ارجعها الى ابيها
3- وابنيها اللذين يدعى احدهما جرشوم (ومعناه: غريب)
لان (موسى) قال: «كنت نزيلا في ارض غريبة».
4- واسم الثاني اليعازر (ومعناه: الهي عون لي) لانه
قال: «اله ابي كان عوني، فانقذني من سيف فرعون».
5- وقدم يثرون حمو موسى ومعه ابنا موسى وزوجته الى
موسى في الصحراء حيث كان مجتمعا عند جبل الله.
6- فارسل الى موسى قائلا: «انا حموك يثرون قادم اليك
ومعي زوجتك وابناها».
7- فخف موسى لاستقبال حميه، وانحنى له احتراما
وقبله. وسال كل منهما الآخر عن احواله، ثم دخلا الى
الخيمة.
8- وسرد موسى على حميه كل ما اجراه الرب على فرعون
والمصريين لانقاذ بني اسرائيل، وما تعرضوا له من
مشقة في الطريق، وكيف انقذهم الرب منها.
9- فاغتبط يثرون بجميع ما صنعه الرب من احسان الى
اسرائيل، اذ انقذهم من يد المصريين.
10- وقال يثرون: «مبارك الرب الذي انقذكم من يد
المصريين ومن يد فرعون، وحرر الشعب من نير المصريين.
11- الآن اعلم ان الرب هو اعظم من جميع الآلهة، لانه
عاملهم بمثل ما بغوا به».
12- وقدم يثرون حمو موسى محرقة وذبائح لله. وجاء
هرون وجميع شيوخ اسرائيل لياكلوا طعاما مع حمي موسى
في حضرة الله.
13- وفي الصباح جلس موسى ليقضي للشعب، وظل الشعب
واقفا لدى موسى من الصباح الى المساء.
14- فلما راى حمو موسى جميع ما يقوم به للشعب قال
له: «ما هذا الذي تصنعه للشعب؟ ولماذا تجلس وحدك
للقضاء، بينما يظل جميع الشعب واقفا لديك من الصباح
الى المساء؟»
15- فاجاب موسى: «لان الشعب يقبل الي ليستطلع ارادة
الله.
16- فان كان لهم دعوى يلجاون الي فاقضي بين الرجل
والآخر، واطلعهم على فرائض الله وشرائعه».
17- فقال حمو موسى: «ان ما تفعله ليس بالامر الصائب،
18- اذ لابد للكلل ان يعتريك انت وكل هذا الشعب الذي
معك، لان الامر فوق طاقتك، ولا يمكنك ان تتولاه
وحدك.
19- فاصغ الى صوتي لاسدي لك نصيحة، وليكن الله معك.
فلتكن انت ممثل الشعب امام الله، فترفع اليه
دعاواهم.
20- وعلمهم الفرائض والشرائع، واعلن لهم الطريق الذي
يسلكونه، وما يستوجب عليهم القيام به من اعمال.
21- ولكن اختر من بين الشعب رجالا مقتدرين خائفين
الله امناء يبغضون الرشوة، تقيمهم عليهم رؤساء لفئات
الالوف والمئات والخماسين والعشرات.
22- فيقضون للشعب في الدعاوى الصغيرة في كل حين. اما
القضايا المستعصية فيرفعونها اليك، فيخفف ذلك عنك،
اذ يشاركونك في حمل العبء.
23- فان فعلت هذا واوصاك الله به، امكنك القيام
بمسئولياتك، ويمضي جميع هذا الشعب الى مكانه بسلام».
24- فاستمع موسى الى نصيحة حميه، ونفذ كل ما قاله
له،
25- واختار موسى من بين جميع الاسرائيليين رجالا
مقتدرين، واقامهم على الشعب، رؤساء الوف ومئات
وخماسين وعشرات.
26- فكانوا يقضون للشعب في كل الدعاوى الصغيرة. اما
القضايا المستعصية فكانوا يرفعونها الى موسى.
27- ثم شيع موسى حماه، فرجع هذا الى ارضه.
|
48 |
02 |
كتاب الخروج |
019 |
الله
1- وفي تمام الشهر الثالث من خروج بني اسرائيل من
ارض مصر وصلوا الى برية سيناء.
2- فقد ارتحل الاسرائيليون من رفيديم الى ان جاءوا
الى برية سيناء، فنزلوا مقابل الجبل.
3- فصعد موسى للمثول امام الله. فناداه الرب من
الجبل: «هكذا تقول لآل يعقوب، وتخبر شعب اسرائيل:
4- لقد عاينتم بانفسكم ما اجريته على مصر، وكيف
حملتكم على اجنحة النسور وجئت بكم الي.
5- لذلك ان اطعتم عهدي، تكونوا لي ملكا خاصا من بين
جميع الشعوب، لان لي كل الارض.
6- وتكونون لي مملكة كهنة وامة مقدسة. هذا هو الكلام
الذي تخاطب به بني اسرائيل».
7- فاستدعى موسى شيوخ الشعب وتلا امامهم جميع هذا
الكلام الذي اوصاه به الرب.
8- فقال كل الشعب معا: «كل ما نطق به الرب نعمل».
فحمل موسى جوابهم الى الرب.
9- فقال الرب لموسى: «ها انا مقبل عليك في هيئة سحاب
مظلم، فيسمعني الشعب حينما اخاطبك، فيثقون ايضا بك
دائما». ونقل موسى الى الرب كلام الشعب.
10- وقال الرب لموسى: «انزل الى الشعب وقدسهم اليوم
وغدا، ودعهم يغسلون ثيابهم،
11- ليكونوا متاهبين لليوم الثالث، لانه في اليوم
الثالث انزل امام جميع الشعب على جبل سيناء.
12- واقم حدودا حول الجبل لا يتخطاها الشعب. وقل
لهم: حذار من ان تصعدوا الى الجبل، او تمسوا طرفه،
فكل من يمس الجبل حتما يقتل.
13- لا تمسه يد، بل يرجم رجما او يرمى بالسهام، سواء
اكان بهيمة ام انسانا. لا يبقى عليه. اما عندما
يتردد صوت بوق طويل، فعندئذ فقط يصعدون الى الجبل».
14- وبعد ان انحدر موسى من الجبل الى الشعب قدسهم
وغسلوا ثيابهم،
15- وقال للشعب: «كونوا متاهبين لليوم الثالث،
وامتنعوا عن معاشرة نسائكم».
16- وفي صباح اليوم الثالث حدثت رعود وبروق، وخيم
سحاب كثيف على الجبل، ودوى صوت بوق قوي جدا، فارتعد
كل الشعب الذي في المخيم،
17- فاخرج موسى الشعب من المخيم للقاء الله، فوقفوا
عند سفح الجبل.
18- وكان جبل سيناء كله مغطى بدخان، لان الرب نزل
عليه في هيئة نار. وتصاعد دخانه كدخان الاتون، واهتز
الجبل كله بعنف.
19- وازداد دوي البوق اكثر فيما كان موسى يتكلم،
والرب يجيبه برعد.
20- ونزل الرب على قمة جبل سيناء، ونادى موسى ليصعد
الى قمة الجبل، فصعد اليه.
21- فقال له الرب: «انزل وحذر الشعب لئلا يقتحموا
الجبل ليروني فيهلك منهم كثيرون.
22- وليتقدس ايضا الكهنة الذين يقتربون الي لئلا
ابطش بهم».
23- فقال موسى للرب: «لا يقدر الشعب ان يصعد الى جبل
سيناء، لانك انت قد حذرتنا قائلا: اقم حدودا حول
الجبل وقدسه».
24- فاجاب الرب: «انزل واصعد باخيك هرون معك، اما
الكهنة والشعب فلا يقتحموا طريقهم ليصعدوا الي لئلا
ابطش بهم».
25- فانحدر موسى الى الشعب وانذرهم.
|
49 |
02 |
كتاب الخروج |
020 |
الله
1- ثم نطق الله بجميع هذه الاقوال:
2- «انا هو الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر ديار
عبوديتك.
3- لا يكن لك آلهة اخرى سواي.
4- لا تنحت لك تمثالا، ولا تصنع صورة ما مما في
السماء من فوق، وما في الارض من تحت، وما في الماء
من اسفل الارض.
5- لا تسجد لهن ولا تعبدهن، لاني انا الرب الهك، اله
غيور، افتقد آثام الآباء في البنين حتى الجيل الثالث
والرابع من مبغضي،
6- وابدي احسانا نحو الوف من محبي الذين يطيعون
وصاياي.
7- لا تنطق باسم الرب الهك باطلا، لان الرب يعاقب من
نطق باسمه باطلا.
8- اذكر يوم السبت لتقدسه،
9- ستة ايام تعمل وتقوم بجميع مشاغلك،
10- اما اليوم السابع فتجعله سبتا للرب الهك، فلا
تقم فيه باي عمل انت او ابنك او ابنتك او عبدك او
امتك او بهيمتك او النزيل المقيم داخل ابوابك.
11- لان الرب قد صنع السماء والارض والبحر وكل ما
فيها في ستة ايام، ثم استراح في اليوم السابع. لهذا
بارك الرب يوم السبت وجعله مقدسا.
12- اكرم اباك وامك لكي يطول عمرك في الارض التي
يهبك اياها الرب الهك.
13- لا تقتل.
14- لا تزن.
15- لا تسرق.
16- لا تشهد زورا على جارك.
17- لا تشته بيت جارك، ولا زوجته، ولا عبده، ولا
امته، ولا ثوره، ولا حماره، ولا شيئا مما له».
18- وعندما عاين الشعب كله الرعود والبروق، وسمعوا
دوي صوت البوق، وراوا الجبل يدخن ارتجفوا خوفا
ووقفوا من بعيد،
19- وقالوا لموسى: «كلمنا انت بنفسك فنسمع، لئلا
نموت اذا ظل الله يخاطبنا».
20- فاجاب موسى: «لا تخافوا. انما الرب قد جاء
ليمتحنكم حتى تظل مخافة الرب تلازمكم فلا تخطئوا».
21- وبينما كان الشعب واقفا من بعيد، اقترب موسى من
الظلام المتكاثف حيث كان الله .
22- فقال الرب لموسى: «تقول لبني اسرائيل: انتم
رايتم بانفسكم كيف كلمتكم من السماء.
23- فامتنعوا عن صنع آلهة فضة او آلهة ذهب لكم
لتشركوها معي.
24- اقم لي مذبحا من تراب تقدم عليه محرقاتك وقرابين
سلامتك من غنمك وبقرك. وآتي اليك واباركك في جميع
الاماكن التي اقيم فيها لاسمي ذكرا.
25- وان شيدت لي مذبحا من حجارة، فلا تبنه من حجارة
منحوتة، لان استعمالك للازميل يدنسها
26- ولا ترتق الى مذبحي بدرج لئلا تنكشف عورتك
عليه».
|
50 |
02 |
كتاب الخروج |
021 |
الله
1- وهذه هي الاحكام التي تضعها امامهم:
2- ان اشتريت عبدا عبرانيا فليخدمك ست سنوات، وفي
السنة السابعة تطلقه حرا مجانا
3- واذا اشتريته وهو اعزب يطلق وحده. وان اشتريته
وهو بعل امراة، تطلق زوجته معه.
4- وان وهبه مولاه زوجة وانجبت له بنين وبنات، فان
زوجته واولادها يكونون ملكا لسيده، وهو يطلق وحده
حرا.
5- لكن ان قال العبد: «احب مولاي وزوجتي واولادي،
ولا اريد ان اخرج حرا.
6- ياخذه سيده الى قضاة المدينة، ثم يقيمه لصق الباب
او قائمته، ويثقب اذنه بمخرز، فيصبح خادما له مدى
الحياة.
7- ولكن اذا باع رجل ابنته كامة، فانها لا تطلق حرة
كما يطلق العبد.
8- فاذا لم ترق لمولاها الذي خطبها لنفسه، يسمح
بافتدائها، ولا يحق له ان يبيعها لقوم اجانب لانه
غدر بها فلم يتزوجها
9- وان خطبها لابنه فانه يعاملها كابنة له.
10- اما اذا اعجبته وتزوجها، ثم عاد فتزوج من اخرى،
فانه لا ينقص شيئا من طعامها وكسوتها ومعاشرتها،
11- فاذا قصر في واحد من هذه الاشياء الثلاثة، عليه
ان يطلقها حرة مجانا.
12- من ضرب انسانا وقتله، فالضارب حتما يموت.
13- ولكن ان لم يتعمد الضارب ذلك، بل حدث الامر
بقضاء الله فاني ساعين له مكانا يلجا اليه.
14- ولكن اذا تآمر احد على آخر وتعمد قتله، فسقه
للموت حتى ولو احتمى بمذبحي
15- كل من يضرب اباه او امه، يقتل.
16- من يخطف انسانا ويبعه او يسترقه عنده حتما يمت.
17- من يشتم اباه او امه يقتل.
18- اذا تعارك رجلان فضرب احدهما الآخر بحجر او لكمه
من غير ان يميته بل الزمه الفراش،
19- ثم قام متمشيا متوكئا على عكازه، يبرا الضارب،
الا ان عليه ان يدفع للمضروب تعويضا عن مدة تعطله،
ويتحمل نفقات علاجه.
20- ان ضرب احد عبده او امته بالعصا ضربا افضى الى
الموت، يعاقب.
21- لكن ان بقي حيا يوما او يومين، لا يعاقب الضارب،
لان العبد ملكه.
22- ان تضارب رجال وصدموا امراة حاملا فاجهضت من غير
ان تتاذى، يدفع الصادم غرامة بمقتضى ما يطالب به
الزوج ووفقا لقرار القضاة.
23- اما اذا تاذت المراة، تاخذ نفسا بنفس،
24- وعينا بعين، وسنا بسن، ويدا بيد، ورجلا برجل،
25- وكيا بكي، وجرحا بجرح، ورضا برض.
26- واذا ضرب احد عبده او امته، فاتلف عينه، فانه
يطلقه حرا تعويضا له عن عينه
27- واذا ضرب احد عبده او امته، فاسقط سنه، فانه
يطلقه حرا تعويضا عن سنه.
28- اذا نطح ثور رجلا او امراة فمات، يرجم الثور حتى
الموت ولا تاكلون لحمه، ويكون صاحب الثور بريئا.
29- اما ان كان الثور نطاحا من قبل، وسبق انذار
صاحبه، فلم يكبحه، فقتل رجلا او امراة، يرجم الثور،
ويقتل صاحبه.
30- الا اذا طولب بدفع الدية، فيدفع آنئذ فداء نفسه
ما هو متوجب عليه.
31- واذا نطح ابنا او ابنة، ينفذ فيه هذا الحكم.
32- واذا نطح الثور عبدا او امة، فان صاحبه يدفع
ثلاثين قطعة فضة تعويضا لمولاه، ويرجم الثور.
33- ان كشف انسان غطاء بئره، او حفر بئرا وتركها من
غير غطاء، فوقع فيها ثور او حمار،
34- يقوم صاحب البئر بدفع تعويض عن الخسارة تضاهي
ثمنه، ويكون الميت له.
35- واذا نطح ثور انسان ثور صاحب له فمات الثور،
فانهما يبيعان الثور الحي ويقتسمان ثمنه، وكذلك
يقتسمان الثور الميت.
36- واما اذا كان معروفا من قبل، ان الثور نطاح ولم
يكبحه صاحبه، فانه يعوض ثورا بثور، ويكون الثور
الميت له.
|
51 |
02 |
كتاب الخروج |
024 |
الله
1- ثم قال الرب لموسى: «اصعد الي انت وهرون وناداب
وابيهو، وسبعون من شيوخ اسرائيل وليسجد هؤلاء من
بعيد.
2- لا يقترب الي احد سواك، اما الآخرون فيمكثون
بعيدين. وحذار ان يصعد الشعب معك».
3- فجاء موسى وبلغ الشعب بكل كلام الرب واحكامه،
فاجاب الشعب بصوت واحد: «كل ما امرنا به الرب نفعل».
4- فكتب موسى جميع اقوال الرب، ثم بكر في الصباح
وشيد مذبحا على سفح الجبل، ونصب اثني عشر عمودا على
عدد اسباط بني اسرائيل الاثني عشر.
5- وارسل بعض شبان بني اسرائيل فقدموا محرقات وقربوا
ذبائح سلامة للرب من العجول،
6- واخذ موسى نصف الدم واحتفظ به في طسوس ورش النصف
الباقي على المذبح.
7- وتناول كتاب العهد وتلاه على مسامع الشعب،
فقالوا: «كل ما امر به الرب نفعله ونطيعه».
8- ثم اخذ موسى الدم الذي في الطسوس ورشه على الشعب
قائلا: «هوذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم بناء على
جميع هذه الاقوال».
9- ثم صعد موسى وهرون وناداب وابيهو وسبعون من شيوخ
اسرائيل،
10- وراوا اله اسرائيل، وتحت قدميه ارضية كانها
مصنوعة من الياقوت الازرق الشفاف تماثل السماء في
النقاء،
11- ولكن الله لم يمد يده ليهلك اشراف بني اسرائيل.
فراوا الله واكلوا وشربوا.
12- وقال الرب لموسى: «اصعد الى الجبل وامكث هناك
لاعطيك الوصايا والشرائع التي كتبتها على لوحي الحجر
لتلقنها لهم».
13- فقام موسى واخذ خادمه يشوع وصعد الى جبل الله.
14- وقال للشيوخ: «انتظرونا هنا حتى نرجع اليكم.
وهوذا هرون وحور معكم، فان كان لاحد دعوى فليرفعها
اليهما».
15- وعندما صعد موسى الى الجبل، تغطى الجبل بالسحاب،
16- وحل مجد الرب على جبل سيناء، وغطاه السحاب ستة
ايام. وفي اليوم السابع دعا الرب موسى من وسط
السحاب.
17- وبدا مجد الرب لعيون بني اسرائيل كنار آكلة على
قمة الجبل.
18- واختفى موسى في وسط السحاب وصعد الى الجبل حيث
مكث هناك اربعين نهارا واربعين ليلة.
|
52 |
02 |
كتاب الخروج |
031 |
الله
1- وخاطب الرب موسى:
2- «ها انا قد دعوت بصلئيل بن اوري، حفيد حور من سبط
يهوذا، باسمه،
3- وملاته من روح الله ووهبته حكمة ومهارة ومقدرة
ومعرفة في كل انواع الحرف،
4- ولابتكار فنون التصميمات المصنوعة من الذهب
والفضة والنحاس،
5- وصقل الجواهر وترصيعها، ونجارة الخشب، وليكون
محترفا لكل صناعة.
6- كما اخترت اهوليآب بن اخيساماك من سبط دان، ليكون
مساعدا له. وكذلك وهبت جميع الصناع مهارة خاصة
ليقوموا بكل ما امرتك به.
7- في صنع خيمة الاجتماع وتابوت الشهادة والغطاء
الذي عليه وسائر آنية الخيمة،
8- كالمائدة وآنيتها، والمنارة الذهبية الطاهرة، وكل
آنيتها، ومذبح البخور،
9- ومذبح المحرقة وكل آنيته، وحوض الاغتسال وقاعدته.
10- وكذلك الثياب المنسوجة، ثياب هرون الكاهن
المقدسة وثياب بنيه القائمين على خدمة الكهانة،
11- ودهن المسحة والبخور العطر للقدس. فيعملون هذه
كلها بمقتضى كل ما امرتك به».
12- وخاطب الرب موسى:
13- «قل لبني اسرائيل: احفظوا ايام سبوتي لانها
علامة العهد الذي بيني وبينكم، على مر الاجيال،
لتعلموا اني انا الرب الذي يقدسكم.
14- احفظوا يوم السبت لانه مقدس لكم. من يدنسه حتما
يمت. فكل من يقوم فيه بعمل، تستاصل تلك النفس من بين
قومها.
15- في ستة ايام تعملون، اما يوم السبت فهو يوم عطلة
مقدس للرب. كل من يقوم بعمل في يوم السبت يقتل حتما.
16- ليحفظ بنو اسرائيل السبت ويحتفلوا به في كل
اجيالهم عهدا ابديا.
17- هو بيني وبني اسرائيل علامة عهد الى الابد، لانه
في ستة ايام صنع الرب السماء والارض، وفي اليوم
السابع فرغ من العمل واستراح».
18- وعندما فرغ الله من مخاطبة موسى في جبل سيناء،
اعطاه لوحي الشهادة، وهما لوحان من حجر مكتوبان
باصبع الله.
|
53 |
02 |
كتاب الخروج |
032 |
الله
1- ولما راى الشعب ان موسى قد طالت اقامته على
الجبل، اجتمعوا حول هرون، وقالوا له: «هيا، اصنع لنا
الها يتقدمنا في مسيرنا، لاننا لا ندري ماذا اصاب
هذا الرجل موسى الذي اخرجنا من ديار مصر».
2- فاجابهم هرون: «انزعوا اقراط الذهب التي في آذان
نسائكم وبناتكم وبنيكم، واعطوني اياها».
3- فنزعوها من آذانهم، وجاءوا بها اليه.
4- فاخذها منهم وصهرها وصاغ عجلا. عندئذ قالوا: «هذه
آلهتك يااسرائيل التي اخرجتك من ديار مصر».
5- وعندما شاهد هرون ذلك شيد مذبحا امام العجل
واعلن: «غدا هو عيد للرب».
6- فبكر الشعب في اليوم الثاني واصعدوا محرقات
وقدموا قرابين سلام. ثم احتفلوا فاكلوا وشربوا، ومن
ثم قاموا للهو والمجون.
7- فامر الرب موسى: «قم وانزل فان الشعب الذي قد
اخرجته من ديار مصر، قد فسد.
8- اذ انحرفوا سريعا عن الطريق الذي امرتهم به،
فصاغوا لهم عجلا وعبدوه وذبحوا له الذبائح هاتفين:
هذا هو الهك يااسرائيل الذي اخرجك من ديار مصر».
9- وقال الرب لموسى: «لقد تاملت في هذا الشعب، واذا
به شعب عنيد متصلب القلب.
10- والآن دعني وغضبي المحتدم فافنيهم، ثم اجعلك انت
شعبا عظيما».
11- فابتهل موسى الى الرب وقال: «لماذا يحتدم غضبك
على شعبك الذي اخرجته من ديار مصر بقوة عظيمة وذراع
مقتدرة؟
12- لماذا يشمت المصريون فينا قائلين: لقد احتال
عليهم الههم فاخرجهم من ههنا ليهلكهم في الجبال
ويفنيهم عن وجه الارض. ارجع عن حمو غضبك ولا توقع
هذا العقاب بشعبك.
13- اذكر وعودك لعبيدك ابراهيم واسحق واسرائيل الذين
اقسمت لهم بنفسك قائلا: اكثر نسلكم كنجوم السماء،
واهبكم جميع هذه الارض التي وعدت بها فتملكونها الى
الابد».
14- فتراءف الرب ولم يوقع بشعبه العقاب الذي توعد
به.
15- ثم نزل موسى وانحدر من الجبل حاملا في يده لوحي
الشهادة (الوصايا العشر)، وقد نقشت كتابة على وجهي
كل منهما،
16- وكان الله قد صنع اللوحين ونقش الكتابة عليهما.
17- وسمع يشوع هتاف الشعب فقال لموسى: «هذا صوت تاهب
لقتال في المخيم».
18- فاجابه موسى: «هذا ليس هتاف نصرة ولا صراخ
هزيمة، لكن ما اسمعه هو صوت غناء».
19- وما ان اقترب موسى من المخيم وشاهد العجل والرقص
حتى احتدم غضبه والقى باللوحين من يده وكسرهما عند
سفح الجبل.
20- ثم اخذ العجل الذهبي واحرقه بالنار وطحنه حتى
صار ناعما، وذراه على وجه الماء وارغمهم على الشرب
منه.
21- وخاطب موسى هرون: «ماذا فعل بك هذا الشعب حتى
جلبت عليه هذه الخطيئة العظيمة؟»
22- فاجاب هرون: «لا يحتدم غضب سيدي. انك تعرف شر
هذا الشعب.
23- لقد قالوا لي: اصنع لنا الها يتقدمنا في مسيرنا،
لاننا لا ندري ماذا اصاب هذا الرجل موسى الذي اخرجنا
من ديار مصر،
24- فقلت لهم من لديه ذهب فلينزعه ويعطني اياه،
فطرحته في النار فخرج هذا العجل».
25- ولما راى موسى ان الشعب غارق في مجونه بعد ان
افلت هرون زمامهم فصاروا بذلك مثار سخرية اعدائهم،
26- وقف في باب المخيم وصاح: «كل من يتبع الرب
فليقبل الي هنا». فاجتمع حوله اللاويون.
27- فهتف بهم: «هذا ما يعلنه الرب اله بني اسرائيل:
ليتقلد كل واحد سيفه، وجولوا في المخيم ذهابا وايابا
من مدخل الى مدخل، واقتلوا كل داعر سواء اكان اخا ام
صاحبا ام قريبا».
28- فاطاع اللاويون امر موسى. فقتل من الشعب في ذلك
اليوم نحو ثلاثة آلاف رجل.
29- عندئذ قال موسى للاويين: «لقد كرستم اليوم
انفسكم لخدمة الرب، وقد كلف ذلك كل واحد منكم قتل
ابنه او اخيه، ولكن لينعم عليكم الرب في هذا اليوم
ببركة».
30- وفي الغد قال موسى للشعب: «لقد ارتكبتم خطيئة
عظيمة، وها انا اعود الى الجبل لامثل امام الرب،
لعلي احظى لكم بغفرانه».
31- ورجع موسى الى الرب وتضرع قائلا: «يارب لقد
اقترف هذا الشعب خطيئة عظيمة، وصاغوا لانفسهم الها
من ذهب.
32- والآن ان شئت، اغفر لهم، والا فامحني من كتابك
الذي كتبت».
33- فاجاب الرب موسى: «الذي اخطا الي امحوه من كتابي
34- والآن اذهب، وقد الشعب الى المكان الذي ذكرته
لك. وها هو ملاكي يتقدمك، ولكن لابد من معاقبة الشعب
على خطيئتهم في يوم قضائي».
35- وضرب الرب الشعب بالوبا عقابا لهم على عبادة
العجل الذي صنعه هرون.
|
54 |
02 |
كتاب الخروج |
034 |
الله
1- ثم قال الرب لموسى: «انحت لك لوحين من حجر مثل
اللوحين الاولين. فاكتب انا عليهما الكلمات التي
دونتها على اللوحين الاولين اللذين كسرتهما.
2- وتاهب في الصباح ثم اصعد الى جبل سيناء، وامثل
امامي هناك على قمة الجبل.
3- ولا يصعد معك احد، ولا يشاهد على الجبل انسان،
ولا ترع الغنم ايضا والبقر باتجاه هذا الجبل».
4- فنحت موسى لوحين من حجر مماثلين للاولين، وبكر في
الصباح وصعد الى جبل سيناء حسب امر الرب.
5- فنزل بهيئة سحاب، ووقف معه هناك حيث اعلن له
اسمه: «الرب»،
6- وعبر من امام موسى مناديا: «انا الرب. الرب اله
رؤوف رحيم، بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء.
7- ادخر الاحسان واغفر الاثم والمعصية والخطيئة.
ولكني لا اعفي المذنب من العقاب، بل افتقد اثم
الآباء في الابناء والاحفاد حتى الجيل الرابع».
8- فخر موسى في الحال وسجد،
9- وقال: «ان حظيت برضاك ايها السيد، فليرافقنا الرب
في مسيرنا. ومع ان هذا الشعب متصلب القلب. لكن اصفح
عن اثمنا وخطيئتنا واتخذنا خاصة لك».
10- فاجاب الرب: «ها انا ابرم معك ميثاقا، فاجري
امام جميع شعبك معجزات لم يجر مثيلها في جميع امم
الارض كلها، فيشهد الشعب الذي تقيم في وسطه، الفعل
المهول الذي اصنعه من اجلك.
11- ولكن اطع ما اوصيتك اليوم به. ها انا طارد من
امامك الاموريين والكنعانيين والحثيين والفرزيين
والحويين واليبوسيين.
12- اياك ان تعقد معاهدة مع سكان الارض التي انت ماض
اليها لئلا يكونوا شركا لكم.
13- بل اهدموا مذابحهم، واكسروا انصابهم، واقطعوا
اشجارهم المقدسة.
14- اياكم ان تعبدوا الها آخر غيري، لان الرب اسمه
غيور جدا.
15- اياكم ان تعقدوا معاهدة مع سكان الارض، لانهم
حين يعبدون آلهتهم مشركين ويذبحون لهم، يدعونكم
فتاكلون من ذبيحتهم.
16- وتزوجون بنيكم من بناتهم، فيجعلن بنيكم يغوون
ايضا بعبادة آلهتهن.
17- اياك ان تصنع آلهة مسبوكة.
18- احتفلوا بعيد الفطير، فتاكلون فطيرا سبعة ايام
كما امرتكم في شهر ابيب (اي شهر آذار وهو الشهر
الاول من السنة العبرية)، لانكم في هذا الشهر خرجتم
من مصر.
19- كل بكر ذكر هو لي، وكذلك كل بكر من ماشيتك من
الثيران و الخرفان والماعز.
20- اما بكر الحمار فتفديه بحمل، والا تدق عنقه. كل
ابن بكر لك تفديه بحمل. لا تمثلوا امامي بايد فارغة.
21- في ستة ايام تعمل، وفي اليوم السابع تستريح، حتى
لو كان ذلك في مواسم الفلاحة والحصاد.
22- احتفلوا ايضا بعيد الاسابيع في اول حصاد القمح.
وبعيد الجمع في آخر السنة.
23- على جميع الذكور ان يمثلوا ثلاث مرات في السنة
امام السيد الرب اله اسرائيل.
24- ها انا اطرد الامم من امامكم، واوسع حدودكم، ولن
يطمع احد في ارضكم حين تصعدون للمثول امام الرب
الهكم ثلاث مرات في السنة.
25- لا تقرب دم ذبيحة مع عجين مختمر. ولا تترك شيئا
من ذبيحة الفصح الى اليوم التالي.
26- تحضر الى بيت الرب الهك باكورة ثمار ارضك. ولا
تطبخ جديا بلبن امه».
27- واستطرد الرب: «دون هذه الكلمات، لانني طبقا
لنصها ابرمت معك ومع اسرائيل ميثاقا».
28- ومكث موسى في حضرة الرب اربعين يوما واربعين
ليلة، لم ياكل فيها خبزا، ولم يشرب ماء. فدون على
اللوحين كلمات العهد، اي الوصايا العشر.
29- وعندما انحدر من جبل سيناء حاملا بيديه لوحي
الشهادة، لم يكن يدري ان وجهه كان يلمع لانه كان
يتحدث مع الله.
30- وحين شاهد هرون وبنو اسرائيل موسى، كان وجهه
لامعا، فخافوا ان يقتربوا منه،
31- فدعاهم موسى فرجع اليه هرون ورؤساء الشعب
فخاطبهم.
32- وما لبث ان اقترب منه جميع بني اسرائيل، فتلا
عليهم كل الوصايا التي املاها الرب في جبل سيناء.
33- وعندما انهى موسى حديثه معهم، وضع على وجهه
برقعا،
34- كان يخلعه عند مثوله امام الرب ليتحادث معه الى
ان ينصرف من لدنه، ثم يخرج ليخاطب بني اسرائيل بما
اوصاه.
35- فاذا عاين بنو اسرائيل لمعانا في جلد وجه موسى،
كان يرد البرقع الى حين دخوله الى الخيمة للتحدث مع
الرب فيرفعه.
|
55 |
02 |
كتاب الخروج |
035 |
الله
1- وعقد موسى اجتماعا لكل شعب اسرائيل وقال لهم:
«هذه هي الامور التي اوصى الرب ان تطيعوها:
2- ستة ايام تنصرفون فيها الى اعمالكم. اما السابع
فيكون يوم راحة لكم مقدسا لعبادة الرب. كل من يقوم
فيه باي عمل يقتل.
3- لا توقدوا نارا في بيوتكم في يوم السبت».
4- ثم قال موسى لكل شعب اسرائيل: «هذا هو امر الرب:
5- هاتوا مما لديكم تقدمة للرب. كل من هو سخي النفس
فليتبرع بتقدمة للرب: ذهبا وفضة ونحاسا،
6- واقمشة زرقاء وبنفسجية وحمراء، ومنسوجات كتانية،
ومن شعر المعزى،
7- وجلود كباش، وجلود دلفين، وخشب السنط،
8- وزيتا للانارة، واطيابا لدهن المسحة وللبخور
العطر،
9- وحجارة جزع، وحجارة كريمة لترصيع الرداء والصدرة.
10- وليتقدم كل صانع ماهر بينكم لتنفيذ ما امر به
الرب:
11- المسكن وخيمته وسقوفها ومشابكها والواحها
وعوارضها واعمدتها وقواعد الاعمدة،
12- والتابوت وعصويه، وغطاء الكفارة، والستار الذي
يحجب التابوت،
13- والمائدة وعصويها، وجميع اوانيها، وخبز التقدمة.
14- ومنارة الاضاءة واوانيها وسرجها وزيت ضوئها،
15- ومذبح البخور وعصويه، ودهن المسحة، والبخور
العطر، وستار باب مدخل المسكن،
16- ومذبح المحرقة، وشبكته النحاسية وعصويه وكل
اوانيه، وحوض الاغتسال وقاعدته،
17- وسجوف ساحة المسكن واعمدتها، وقواعد الاعمدة،
وستار الساحة،
18- واوتاد الخيمة والساحة وحبالهما،
19- وثياب هرون الكاهن، وثياب بنيه المقدسة، والثياب
المنسوجة للخدمة في المقدس».
20- فانصرف كل شعب اسرائيل من قدام موسى.
21- ثم اقبل كل من حثه قلبه، وكل من سخت نفسه،
حاملين تقدمة الرب، لاقامة خيمة الاجتماع واواني
خدمتها ولتجهيز الثياب المقدسة.
22- وتوافد الرجال مع النساء من ذوي النفوس السخية،
متبرعين باساور واقراط وخواتم وقلائد وغير ذلك من
الامتعة الذهبية فكانت كل تقدمات المتبرعين من الذهب
للرب.
23- وكذلك كل من وجد لديه اقمشة زرقاء وبنفسجية
وحمراء، ومنسوجات كتانية، ومن شعر المعزى، وجلود
كباش، وجلود دلفين، تبرع بها.
24- ومنهم ايضا من تبرع بتقدمات فضة ونحاس، جاء بها
للرب وكل من وجد لديه خشب سنط صالح للاستخدام في عمل
ما، تبرع به.
25- وغزلت جميع النساء الماهرات بايديهن منسوجات من
خيوط زرقاء وبنفسجية وحمراء، ومنسوجات كتانية،
26- كما غزلت النساء اللواتي حثتهن قلوبهن، منسوجات
من شعر المعزى.
27- وتبرع وجهاء الشعب بحجارة الجزع وحجارة كريمة
لترصيع الرداء والصدرة،
28- وبالاطياب وزيت الانارة ولدهن المسحة وللبخور
العطر.
29- فتبرع جميع الرجال والنساء من بني اسرائيل، ممن
سخت قلوبهم، مقدمين شيئا للرب لتنفيذ كل العمل الذي
كلف الرب موسى بالاشراف على انجازه.
30- وقال موسى لبني اسرائيل: «ها ان الرب قد دعا
بصلئيل بن اوري حفيد حور، من سبط يهوذا باسمه،
31- وملاه من روح الله ووهبه الحكمة والمهارة
والمعرفة في كل انواع الحرف،
32- لابتكار فنون التصميمات المصنوعة من الذهب
والفضة والنحاس،
33- ونقش الحجارة وترصيعها، ونجارة الخشب، وليكون
محترفا لكل صناعة.
34- وقد منحه الرب هو واهوليآب بن اخيساماك من دان،
القدرة على تعليم الآخرين.
35- وجعلهما حاذقين متفوقين في صناعة نقش الجواهر
والنجارة والحياكة، وتطريز المنسوجات الزرقاء
والبنفسجية والحمراء والمنسوجات الكتانية، وسائر حرف
النسيج، وفي كل حرفة صانع ومبتكر تصميم».
|
56 |
03 |
كتاب اللاويين |
004 |
الله
1- وقال الرب لموسى:
2- «اوص بني اسرائيل: ان سهت نفس فاخطات في امر من
كل نواهي الرب، واقترفت ما لا ينبغي، فهذا ما
تفعلونه:
3- ان اخطا الكاهن الممسوح سهوا، وجلب على الشعب
اثما، فليقدم للرب عن خطيئته التي ارتكبها ثورا لا
عيب فيه، ذبيحة خطيئة.
4- فيحضر الثور الى مدخل خيمة الاجتماع في حضرة
الرب، ويضع يده على راسه ويذبحه امام الرب.
5- وياخذ الكاهن الممسوح من دم الثور ويدخل به الى
خيمة الاجتماع،
6- ثم يغمس اصبعه في الدم ويرش منه سبع مرات امام
الرب عند حجاب القدس، الفاصل بين القدس وقدس
الاقداس.
7- ثم يضع الكاهن بعض الدم على قرون مذبح البخور
العطر الذي في داخل القدس في حضرة الرب. اما بقية دم
الثور فيصبه عند قاعدة مذبح المحرقة، القائم عند
مدخل خيمة الاجتماع.
8- وينزع جميع شحم ثور الخطيئة وشحم الاعضاء
الداخلية كلها،
9- والكليتين وشحمهما الذي على الخاصرتين والمرارة،
10- على غرار ما يفعل بثور ذبيحة السلام، ويحرقها
الكاهن على مذبح المحرقة.
11- اما جلد الثور وكل لحمه مع راسه واكارعه وامعائه
وفرثه
12- فانه يحملها الى خارج المخيم الى مكان طاهر، حيث
يطرح الرماد، فيحرقها كلها على حطب مشتعل فوق مكان
القاء الرماد.
13- وان اخطا شعب اسرائيل كله سهوا، واقترفوا احدى
نواهي الرب التي لا ينبغي اقترافها، واثموا، وكان
المجمع غافلا عن الامر،
14- ثم اكتشف المجمع الخطيئة المرتكبة، عندئذ يقرب
المجمع ثورا ذبيحة خطيئة، يحضرونه امام الرب عند
خيمة الاجتماع.
15- ويضع شيوخ الشعب ايديهم على راس الثور في حضرة
الرب، ويذبحونه هناك،
16- وياخذ الكاهن الممسوح من دم الثور ويدخل به الى
خيمة الاجتماع،
17- ثم يغمس اصبعه في الدم ويرش منه سبع مرات امام
الرب عند حجاب «القدس»
18- وكذلك يضع بعض الدم على قرون مذبح البخور العطر
الذي في داخل «القدس» في حضرة الرب. اما بقية الدم
فيصبه عند قاعدة مذبح المحرقة القائم عند مدخل خيمة
الاجتماع.
19- وينزع الكاهن جميع شحمه ويحرقه على المذبح.
20- ويفعل بالثور كما فعل بثور الخطيئة، فيكفر عنهم
الكاهن ويغفر الله لهم.
21- ثم يحمل بقية الثور الى خارج المخيم ويحرقه كما
احرق الثور الاول، فيكون ذبيحة خطيئة عن كل الشعب.
22- ان اخطا احد قادة الشعب سهوا، واقترف احدى نواهي
الرب التي لا ينبغي اقترافها واثم،
23- ثم تنبه الى خطئه الذي ارتكبه، فانه يحضر
قربانا، جديا ذكرا سليما من كل عيب،
24- ويضع يده على راس الجدي ويذبحه في الجانب
الشمالي لمذبح المحرقة، امام الرب. فيكون ذبيحة
خطيئة.
25- وياخذ الكاهن من دم ذبيحة الخطيئة باصبعه ويضعه
على قرون مذبح المحرقة.
26- ويحرق جميع شحمه على المذبح، كما فعل بشحم ذبيحة
السلام. وهكذا يكفر الكاهن عن خطيئته، فيغفر الرب
له.
27- وان اخطا واحد من عامة الشعب سهوا واقترف احدى
نواهي الرب التي لا ينبغي اقترافها واثم،
28- ثم نبه الى خطيئته التي ارتكبها، فانه يحضر
قربانا: عنزا انثى سليمة من كل عيب للتكفير عن
خطيئته التي ارتكبها.
29- ويضع يده على راس ذبيحة الخطيئة ويذبحها عند
موضع المحرقة،
30- فياخذ الكاهن من دمها ويضعه على قرون مذبح
المحرقة، ويصب بقية دمها عند قاعدة المذبح.
31- ثم ينتزع الكاهن جميع شحمها على غرار ما فعل
بشحم ذبيحة السلام، ويحرقها على المذبح تقدمة رضى
وسرور للرب فيكفر الكاهن عنه ويغفر الرب له.
32- وان احضر قربانه من الضان لتكون ذبيحة خطيئة،
فليكن نعجة سليمة من كل عيب،
33- فيضع يده على راسها ويذبحها قربان خطيئة، في
الموضع الذي تذبح فيه المحرقة.
34- وياخذ الكاهن من دم ذبيحة الخطيئة باصبعه ويضعه
على قرون مذبح المحرقة، ويصب بقية الدم عند قاعدة
المذبح.
35- وينزع جميع شحمها على غرار ما فعل بشحم ذبيحة
السلام، ويحرقه على المذبح فوق وقائد الرب. وهكذا
يكفر الكاهن عن خطيئته التي ارتكبها، ويغفر الرب له.
|
57 |
03 |
كتاب اللاويين |
007 |
الله
1- وهذه نصوص تعليمات ذبيحة الاثم. انها قدس اقداس.
2- تذبحون ذبيحة الاثم في نفس الموضع الذي تذبحون
فيه ذبيحة المحرقة، ويرش دمها على جوانب المذبح
المحيطة به.
3- ويقرب الكاهن منها كل شحمها: الالية وشحم الاعضاء
الداخلية،
4- والكليتين وشحمهما الذي على الخاصرتين وينزع
المرارة مع الكليتين،
5- ويحرقها الكاهن على المذبح وقودا للرب. انها
قربان اثم.
6- كل ذكر من الكهنة ياكل منها في مكان مقدس، لانها
قدس اقداس.
7- وشريعة ذبيحة الاثم مماثلة لذبيحة الخطيئة، اذ
تكون من نصيب الكاهن الذي يكفر بها.
8- والكاهن الذي يقرب محرقة انسان يكون جلد المحرقة
المقربة من نصيبه ايضا،
9- وكذلك كل تقدمة دقيق مخبوز في فرن او مقلاة او
على الصاج تكون للكاهن الذي يقربها
10- وكل تقدمة دقيق بزيت او جافة تكون من نصيب ابناء
هرون، توزع عليهم بالتساوي.
11- وهذه نصوص تعليمات ذبيحة السلام المقربة الى
الرب:
12- ان قربها احد لاجل الشكر، فليقدم معها كعكا غير
مختمر معجونا بزيت، ورقاق فطير مدهونة بالزيت ودقيقا
ملتوتا بزيت.
13- فضلا عن ارغفة خبز مختمرة، يقربها مع ذبيحة شكر
سلامته.
14- وعليه ان يقدم واحدا من كل قربان يرفعه ويرجحه
امام الرب ويكون من نصيب الكاهن الذي يرش دم ذبيحة
السلام.
15- اما لحم ذبيحة شكر سلامته فيؤكل في نفس يوم
تقديم الذبيحة كقربان، لا يبقي منه شيئا الى الصباح.
16- واذا كانت ذبيحة تقدمته نذرا او ذبيحة اختيارية
اخرى، فانها تؤكل في يوم تقديمها، وفي اليوم التالي
يؤكل ما فضل منها،
17- ويحرق كل ما يتبقى من الذبيحة لليوم الثالث.
18- وكل من ياكل من ذبيحة سلامته في اليوم الثالث
يكون مذنبا، لانها تصبح غير مقبولة ولا يحسبها الله
لمن قربها اذ تكون نجسة.
19- واي لحم يمس شيئا نجسا لا تاكلوا منه بل احرقوه
بالنار. لا ياكل من اللحم الا كل طاهر.
20- وكل نجس ياكل من لحم ذبيحة السلام المكرسة للرب
يستاصل من بين شعبه
21- والنفس التي تمس شيئا نجسا، سواء اكان نجاسة
انسان ام حيوان ام مكروها ما نجسا، ثم تتناول من لحم
ذبيحة السلام، تستاصل تلك النفس من بين شعبها».
22- وقال الرب لموسى:
23- «اوص بني اسرائيل: لا تاكلوا كل شحم ثور او كبش
او ماعز.
24- اما شحم الحيوانات الميتة او المفترسة فاستخدموه
في اغراضكم المختلفة، انما اياكم ان تاكلوا منه.
25- من ياكل شحم بهائم المحرقات التي تقدمونها للرب
يباد من بين شعبه.
26- لا تاكلوا في جميع مساكنكم من دم الطير او
البهائم.
27- من ياكل شيئا من الدم يباد من بين شعبه».
28- وقال الرب لموسى:
29- «اوص بني اسرائيل: من يقدم للرب ذبيحة سلامته
عليه ان يحضرها بنفسه.
30- هو نفسه ياتي بوقائد الرب. ياتي بالشحم والصدر.
فيرجح الصدر امام الرب،
31- اما الشحم فيوقده الكاهن على المذبح، ويكون
الصدر من نصيب هرون وبنيه.
32- وتقدمون الساق اليمنى من ذبائح سلامتكم الى
الكاهن نصيبا له.
33- فمن يقرب دم قربان السلام والشحم من ابناء هرون
تكون الساق اليمنى نصيبا له،
34- لانني قد اخذت صدر الترجيح وساق ذبيحة سلام بني
اسرائيل واعطيتها لهرون الكاهن وابنائه، فريضة
دائمة، جيلا بعد جيل.
35- هذا هو نصيب هرون ونصيب ابنائه من محرقات الرب،
يوم تكريسهم ليكونوا كهنة للرب.
36- وقد امر الرب ان يعطى لهم يوم تكريسهم من بين
بني اسرائيل، فريضة دائمة جيلا بعد جيل.
37- تلك هي نصوص تعليمات شريعة المحرقة وتقدمة
الدقيق وذبيحة الخطية وذبيحة الاثم، وذبيحة التكريس
وذبيحة السلام،
38- التي اوصى الرب بها موسى في جبل سيناء، عندما
امر بني اسرائيل بتقديم قرابينهم للرب في صحراء
سيناء».
|
58 |
04 |
كتاب العدد |
012 |
الله
1- وانتقدت مريم وهرون موسى لزواجه من امراة كوشية،
2- وقالا: «هل كلم الرب موسى وحده؟ الم يكلمنا نحن
ايضا؟» فسمع الرب.
3- اما موسى فقد كان اكثر حلما من جميع الناس الذين
على وجه الارض.
4- فقال الرب حالا لموسى وهرون ومريم: «اذهبوا انتم
الثلاثة الى خيمة الاجتماع». فمضى ثلاثتهم.
5- فنزل الرب في عمود سحاب وحل عند باب الخيمة،
ونادى هرون ومريم، فتقدما وحدهما،
6- فقال: «اسمعا كلامي: ان كان بينكم نبي للرب فاني
استعلن له بالرؤيا، واكلمه بالحلم،
7- اما عبدي موسى فلست اعامله هكذا، بل هو امين في
بيتي،
8- لذلك اكلمه وجها لوجه، وبوضوح من غير الغاز،
ويعاين صورة الرب. فلماذا جرؤتما على انتقاد عبدي
موسى؟»
9- واحتد غضب الرب عليهما، ثم مضى عنهما.
10- فلما ارتفعت السحابة عن خيمة الاجتماع، اذا مريم
برصاء كالثلج فالتفت هرون وموسى نحو مريم، واذا هي
مصابة بالبرص.
11- فقال هرون لموسى: «ارجوك ياسيدي، لا تحملنا
الخطيئة التي ارتكبناها كالحمقى، واسانا بها اليك.
12- ولا تجعل مريم كالجنين الميت الخارج من رحم امه
وقد تهرا نصف لحمه».
13- فصرخ موسى الى الرب قائلا: «اللهم اشفها».
14- فاجابه الرب: «لو ان اباها بصق في وجهها، اما
كانت تمكث خجلة سبعة ايام؟ فلتحجز خارج المخيم سبعة
ايام وبعد ذلك ترجع».
15- فحجزت مريم سبعة ايام خارج المخيم، ولم يرتحل
الشعب حتى عادت مريم،
16- وبعد ذلك ارتحل الشعب من حضيروت ونزلوا في صحراء
فاران.
|
59 |
04 |
كتاب العدد |
016 |
الله
1- وشرع قورح بن يصهار بن قهات بن لاوي، وداثان
وابيرام ابنا الياب، واون بن فالت من سبط راوبين،
2- يتآمرون على موسى، مع مئتين وخمسين من رؤساء
جماعة بني اسرائيل، ذوي المكانة ممن تم تعيينهم في
المجلس.
3- هؤلاء تالبوا على موسى وهرون وقالوا: «حسبكما! ان
كل الجماعة باسرها مقدسة، وفي وسطها الرب. فما
بالكما تترفعان على جماعة الرب؟»
4- فلما سمع موسى هذا، اكب على وجهه،
5- ثم قال لقورح وسائر جماعته: «غدا يعلن الرب من هو
له، ومن هو المقدس فيقربه منه.
6- ولكن ياقورح افعل هذا انت وجماعتك: خذوا لكم
مجامر،
7- وضعوا فيها نارا وبخورا امام الرب غدا. والرجل
الذي يختاره الرب يكون هو المقدس، فحسبكم ايها
اللاويون!»
8- واضاف موسى قائلا لقورح: «استمعوا يابني لاوي،
9- الم يكفكم ان اله اسرائيل قد افرزكم من بين الشعب
ليقربكم اليه لكي تخدموا مسكن الرب وتقفوا في حضرة
الشعب كله لخدمته.
10- فقربك مع بقية اخوتك من بني لاوي، حتى صرتم
تطمعون في الكهنوت.
11- اذن انت وكل جماعتك قد تالبتم على الرب، لانه من
هو هرون حتى تتذمروا عليه؟»
12- فارسل موسى يستدعي داثان وابيرام ابني اليآب،
فردا: «لن نحضر!
13- الم يكفك انك اخرجتنا من ارض تدر لبنا وعسلا
لتهلكنا في الصحراء، ثم تتراس علينا؟
14- فانت لم تقدنا الى ارض تفيض خيرات، ولا اورثتنا
حقولا وكروما. فمن تحاول ان تخدع؟ اننا لن نحضر!»
15- فاحتدم غيظ موسى وقال للرب: «لا تقبل تقدمتهما،
فانا لم آخذ حتى حمارا واحدا منهما، ولم اسيء الى
احد منهما».
16- وقال موسى لقورح: «امثل انت وجماعتك كلها امام
الرب غدا، وكذلك يحضر هرون ايضا.
17- ولياخذ كل منكم مجمرته وضعوا فيها بخورا، وليقدم
كل واحد مجمرته، فتكون مئتين وخمسين مجمرة، وكذلك خذ
انت وهرون، كل واحد مجمرته».
18- فجاء كل واحد بمجمرته ووضعوا فيها نارا وبخورا،
ومثلوا عند مدخل خيمة الاجتماع مع موسى وهرون.
19- وحشد قورح عليهما كل الجماعة المتآمرة عند مدخل
خيمة الاجتماع، فتراءى آنئذ مجد الرب للجماعة كلها.
20- وقال الرب لموسى وهرون:
21- «افترزا من بين هذه الجماعة لاني سافنيهم في
لحظة».
22- فانطرحا على وجهيهما وابتهلا قائلين: «اللهم،
يااله ارواح جميع البشر، اتسخط على الجماعة كلها من
اجل خطيئة رجل واحد؟»
23- فقال الرب لموسى:
24- «اطلب من الشعب ان يبتعدوا من حوالي خيام قورح
وداثان وابيرام».
25- فذهب موسى الى داثان وابيرام، وتبعه شيوخ
اسرائيل،
26- وقال للجماعة كلها: «ابتعدوا عن خيام هؤلاء
القوم الاشرار، ولا تلمسوا شيئا مما لهم لئلا تهلكوا
من جراء خطاياهم».
27- فابتعدوا من حوالي خيام قورح وداثان وابيرام،
وخرج داثان وابيرام، ووقفا امام خيمتيهما مع
زوجاتهما واولادهما صغارا وكبارا.
28- فقال موسى: «بهذا تعرفون ان الرب قد ارسلني
لاجري كل هذه الاعمال، وانها ليست صادرة عن نفسي:
29- ان مات هؤلاء موتا طبيعيا، او ابتلوا بما يبتلى
به الناس عادة، فلا يكون الرب قد ارسلني.
30- ولكن ان اجرى الرب بدعة، وانشقت الارض وابتلعتهم
مع كل مالهم، ودفنوا في باطن الارض احياء، عندئذ
تدركون ان هؤلاء القوم قد ازدروا بالرب».
31- وحالما انتهى من كلامه انشقت الارض تحتهم،
32- وفتحت فاها وابتلعتهم مع بيوتهم، كما ابتلعت
رجال قورح مع كل ما يملكون.
33- فاختفوا هم وكل ما يملكون احياء في باطن الارض
التي انطبقت عليهم، فبادوا من بين الجماعة.
34- وهرب الاسرائيليون الذين حولهم من صوت صرخاتهم
قائلين: «لئلا تبتلعنا الارض».
35- واندلعت نار من عند الرب فالتهمت المئتين
والخمسين رجلا الذين قربوا البخور.
36- ثم قال الرب لموسى:
37- «اطلب من العازار بن هرون الكاهن ان يجمع
المجامر من الحريق، وليذر ما فيها من جمر فانها قد
تقدست.
38- واطرقوا مجامر هؤلاء الذين اخطاوا في حق نفوسهم
صفائح، لتكون غشاء للمذبح، لانهم قدموها في حضرة
الرب فتقدست، فتكون عبرة لبني اسرائيل».
39- فجمع العازار الكاهن مجامر النحاس التي قربها
المحترقون، فطرقت غشاء للمذبح،
40- عبرة لبني اسرائيل لكي لا يدنو احد من غير نسل
هرون ليبخر في حضرة الرب، فيصيبه ما اصاب قورح
وجماعته، كما كلم الرب موسى.
41- وفي اليوم الثاني تذمر جميع بني اسرائيل على
موسى وهرون قائلين: «لقد قتلتما شعب الرب».
42- فلما اجتمعت الجماعة على موسى وهرون مضيا الى
خيمة الاجتماع، واذا بالسحابة قد غطتها ومجد الرب قد
تراءى.
43- فاقبل موسى وهرون الى امام خيمة الاجتماع.
44- فقال الرب لموسى:
45- «اخرجا من بين هذه الجماعة لانني سافنيهم في
لحظة». فخرا على وجهيهما
46- ثم قال موسى لهرون: «خذ المجمرة وضع فيها نارا
من على المذبح، وايضا بخورا، واسرع الى الجماعة
لتكفر عنهم، لان الغضب المحتدم قد صدر عن الرب وتفشى
فيهم الوبا».
47- فنفذ هرون امر موسى، واسرع الى وسط الجماعة،
واذا بالوبا قد ابتدا يتفشى فيهم، فوضع البخور وكفر
عن الشعب.
48- ووقف هرون بين الموتى والاحياء، فتوقف الوبا.
49- فكان الذين هلكوا بالوبا اربعة عشر الفا وسبع
مئة، عدا الذين ماتوا بسبب قورح.
50- ثم رجع هرون الى موسى عند مدخل خيمة الاجتماع
وقد توقف سريان الوبا.
|
60 |
04 |
كتاب العدد |
021 |
الله
1- وعندما سمع ملك عراد الكنعاني، المستوطن في
النقب، ان الاسرائيليين قادمون على طريق اتاريم،
حاربهم واسر عددا منهم.
2- فنذر الاسرائيليون للرب نذرا قائلين: «ان اظفرتنا
بهؤلاء القوم، لنحرمن مدنهم».
3- فاستجاب الرب لهم، واظفرهم بالكنعانيين، فحرموهم
ومدنهم، فدعي اسم المكان «حرمة».
4- وارتحلوا من جبل هور عن طريق البحر الاحمر
ليدوروا حول ارض ادوم فاعيت نفس الشعب في الطريق،
5- وتذمروا على الله وعلى موسى قائلين: «لماذا
اخرجتمانا من مصر لنموت في الصحراء، حيث لا خبز ولا
ماء؟ وقد عافت انفسنا الطعام التافه».
6- فاطلق الرب على الشعب الحيات السامة، فلدغت
الشعب، فمات منهم قوم كثيرون.
7- فجاء الشعب الى موسى قائلين: «لقد اخطانا اذ
تذمرنا على الرب وعليك، فابتهل الى الرب ليخلصنا من
الحيات». فصلى موسى من اجل الشعب،
8- فقال الرب لموسى: «اصنع لك حية سامة وارفعها على
عمود، لكي يلتفت اليها كل من تلدغه حية، فيحيا»
9- فصنع موسى حية من نحاس واقامها على عمود، فكان كل
من لدغته حية، يلتفت الى حية النحاس ويحيا.
10- ثم انتقل بنو اسرائيل ونزلوا في اوبوت،
11- ومنها ارتحلوا وحلوا في عيي عباريم، في الصحراء
المقابلة لموآب في اتجاه الشرق.
12- ثم ارتحلوا من هناك ونزلوا في وادي زارد،
13- بعد ذلك انتقلوا من هناك واقاموا الى جانب ارنون
في الصحراء، وراء حدود الاموريين، لان ارنون هي الحد
الفاصل ما بين بلاد موآب والاموريين.
14- لذلك ورد في كتاب حروب الرب: «مدينة واهب في
منطقة سوفة، واودية نهر ارنون،
15- ومصب الاودية الممتد نحو مدينة عار، والمستند
الى حدود موآب».
16- ومن هناك مضوا نحو بئر، وهي البئر التي قال الرب
عندها لموسى: «اجمع الشعب لاعطيهم ماء»
17- حينئذ شدا الاسرائيليون بهذا النشيد: «ارتفع
ياماء البئر!
18- تغنوا بها، تغنوا بالبئر التي حفرها رؤساء.
حفرها شرفاء الشعب بالصولجان والعصي». ثم انتقلوا من
الصحراء الى متانة.
19- ومن متانة الى نحليئيل ومن نحليئيل الى باموت.
20- ومن باموت الى الجواء التي في صحراء موآب عند
قمة الفسجة المشرفة على امتداد الصحراء.
21- وبعث الاسرائيليون رسلا الى سيحون ملك الاموريين
قائلين:
22- «دعنا نجتز في ارضك، فلا نميل الى حقل ولا الى
كرم، ولا نشرب ماء بئر، بل نسير في الطريق العامة
المخصصة للسفر حتى نعبر حدودك.
23- فلم ياذن سيحون للاسرائيليين بالمرور في تخومه،
بل حشد جيشه وخرج للقائهم الى الصحراء، وحاربهم عند
ياهص،
24- فهزمه الاسرائيليون بحد السيف، واستولوا على
بلاده من ارنون الى يبوق حتى حدود العمونيين ولم
يتجاوزوها لمناعتها.
25- وامتلك الاسرائيليون كل مدن الاموريين، ومن
جملتها حشبون وضواحيها واقاموا فيها،
26- لان حشبون كانت عاصمة سيحون ملك الاموريين الذي
كان قد حارب ملك موآب السابق واستولى على اراضيه
كلها حتى ارنون.
27- لهذا يقول الشعراء: «هيا الى حشبون فتبنى، وتشيد
مدينة سيحون.
28- فقد اندلعت نار من حشبون، لهيب من مدينة سيحون،
فالتهمت عار موآب، واهلكت اهل مرتفعات ارنون.
29- ويل لك ياموآب. هلكت ياامة كموش. قد هرب ابناؤه
واصبحت بناته سبايا سيحون ملك الاموريين.
30- لكن قد طوحنا بهم. هلكت حشبون الى ديبون، دمرنا
البلاد حتى نوفح التي تمتد الى ميدبا».
31- فاقام الاسرائيليون في بلاد الاموريين.
32- وارسل موسى ليستكشف منطقة يعزير، وما لبث بنو
اسرائيل ان استولوا على قراها وطردوا منها
الاموريين،
33- ثم اتجهوا نحو طريق باشان. فهب عوج ملك باشان مع
جميع قومه للقائهم في اذرعي ومحاربتهم.
34- فقال الرب لموسى: «لا تخف منه لانني قد دفعته
ليدك مع جميع قومه وارضه، فتفعل به ما فعلته بسيحون
ملك الاموريين في حشبون».
35- فقضوا عليه وعلى ابنائه وقومه حتى لم يبق منهم
حي، وامتلكوا دياره.
|
61 |
04 |
كتاب العدد |
022 |
الله
1- وارتحل الاسرائيليون ونزلوا في سهول موآب، شرقي
الاردن مقابل اريحا.
2- واذ بلغ بالاق بن صفور ملك موآب جميع ما انزله
الاسرائيليون بالاموريين،
3- اعتراه الفزع لكثرة عددهم، وملا الخوف قلب شعبه
من الاسرائيليين.
4- فقال بالاق لشيوخ مديان: «ان هذا الجمهور قادر
على لحس كل ما حولنا كما يلحس الثور عشب الحقل».
5- ثم بعث برسل يستدعي بلعام بن بعور، المقيم في
موطنه في فتور، الواقعة على نهر الفرات قائلا: «ها
قد خرج شعب من مصر يغشي وجه الارض بكثرته، وهو منتشر
امامي.
6- فتعال الآن والعن لي هذا الشعب لانه اعظم مني،
لعلي اتمكن من دحره وطرده من الارض، لاني عرفت ان من
تباركه يكون مباركا ومن تلعنه يكون ملعونا».
7- فمضى شيوخ موآب وشيوخ مديان حاملين معهم حلوان
العرافة، واقبلوا على بلعام وابلغوه كلام بالاق.
8- فقال لهم: «بيتوا هنا الليلة، وغدا ارد عليكم
جوابا كما يعلن لي الرب». فمكث رؤساء موآب عند
بلعام.
9- فتجلى الله لبلعام وساله: «من هم هؤلاء الرجال
الذين عندك؟»
10- فاجاب: «لقد ارسل بالاق بن صفور ملك موآب الي
قائلا:
11- ها قد خرج شعب من مصر يغشي وجه الارض. فتعال
الآن والعنه لي، لعلي اقدر على محاربته وطرده».
12- فقال الله لبلعام: «لا تمض معهم ولا تلعن الشعب
لانه مبارك».
13- فنهض بلعام في الصباح وقال لرؤساء بالاق:
«انطلقوا الى دياركم، لان الرب ابى ان ياذن لي
بالذهاب معكم».
14- فانطلق رؤساء موآب وابلغوا بالاق ان بلعام رفض
ان يحضر معهم.
15- فعاد بالاق وبعث ايضا عددا من الرؤساء اكبر،
وعظماء اكثر من الرؤساء الاولين.
16- فقدموا على بلعام وقالوا: «هذا ما يقوله لك
بالاق بن صفور:
17- لا تتقاعس عن المجيء الي، لانني سابالغ في
اكرامك، وكل ما تطلبه افعله، فتعال الآن والعن هذا
الشعب».
18- فاجاب بلعام رسل بالاق: «لا يمكنني ان اعصى امر
الرب الهي في اي عمل صغير او كبير، ولو اغدق علي
بالاق ملء قصره فضة وذهبا.
19- فالآن، اقضوا هنا ليلتكم لاعلم بماذا يعود الرب
فيوصيني به».
20- فتراءى الله لبلعام ليلا وقال له: «ان جاء
الرجال يستدعونك فقم وامض معهم، انما لا تنطق الا
بما آمرك به فقط».
21- فنهض بلعام صباحا واسرج اتانه، وانطلق مع رؤساء
موآب.
22- فاحتدم غضب الله لانه مضى معهم، فاعترضه ملاك
الرب في الطريق ليقاومه وهو راكب على اتانه وغلاماه
معه.
23- فابصرت الاتان ملاك الرب منتصبا في الطريق، وقد
استل سيفه بيده، فحادت عن الطريق ومشت في الحقل.
فضربها بلعام ليردها الى الطريق.
24- ثم وقف ملاك الرب في ممر للكروم يقوم على جانبيه
حائطان.
25- فلما شاهدت الاتان ملاك الرب زحمت جانب الحائط
وضغطت رجل بلعام عليه، فضربها ايضا.
26- ثم اجتاز به ملاك الرب ووقف في موضع ضيق، لا
سبيل فيه للتحول يمنة او يسرة.
27- فلما رات الاتان ملاك الرب ربضت تحت بلعام. فثار
غضب بلعام وضرب الاتان بالقضيب.
28- عندئذ انطق الرب الاتان، فقالت لبلعام: «ماذا
جنيت حتى ضربتني الآن ثلاث دفعات؟»
29- فقال بلعام: «لانك سخرت مني. لو كان في يدي سيف
لكنت قد قتلتك».
30- فاجابته الاتان: «الست انا اتانك التي ركبت
عليها دائما الى هذا اليوم؟ وهل عودتك ان اصنع بك
هكذا؟» فقال: «لا».
31- عندئذ كشف الرب عن عيني بلعام، فشاهد ملاك الرب
منتصبا في الطريق وسيفه مسلول في يده، فخر على وجهه
ساجدا.
32- فقال له ملاك الرب: «لماذا ضربت الآن اتانك ثلاث
مرات؟ فها انا قد جئت لاعترضك، لان طريقك ملتوية في
نظري،
33- فشاهدتني الاتان فحادت من امامي ثلاث مرات. ولو
لم تفعل لكنت قد قتلتك واستحييتها».
34- فقال بلعام لملاك الرب: «لقد اخطات، ولم اعلم
انك واقف لاعتراضي في الطريق. والآن ان ساء في عينيك
فاني ارجع».
35- فقال ملاك الرب لبلعام: «امض مع الرجال، ولكن
عليك ان تنطق بما آمرك به فقط». فانطلق بلعام مع
رؤساء بالاق.
36- فلما بلغ بالاق ان بلعام قد قدم اسرع لاستقباله
الى مدينة موآب الواقعة على حدود ارنون القصية.
37- فقال بالاق لبلعام: «الم ابعث اليك استدعيك؟
فلماذا لم تقدم علي؟ احقا اعجز عن اكرامك؟»
38- فاجاب بلعام: «ها انا جئت اليك. اتظن ان في وسعي
ان اتكلم الآن بما اريد؟ علي ان انطق فقط بما يامرني
به الرب».
39- فمضى بلعام مع بالاق حتى اقبلا الى قرية حصوت.
40- فذبح بالاق بقرا وغنما وارسلها الى بلعام ومن
معه من الرؤساء.
41- وفي الصباح التالي اخذ بالاق بلعام الى مرتفعات
بعل، فراى من هناك بني اسرائيل كلهم.
|
62 |
04 |
كتاب العدد |
023 |
الله
1- فقال بلعام لبالاق: «ابن لي هنا سبعة مذابح، واعد
لي هنا سبعة ثيران وسبعة كباش».
2- ففعل بالاق كما طلب بلعام. وقرب بالاق وبلعام
ثورا وكبشا على كل مذبح.
3- ثم قال بلعام لبالاق: «قف هنا عند محرقاتك فامضي
انا، لعل الرب ياتي للقائي، ومهما يعلن لي ابلغك
به». ثم ارتقى بلعام رابية.
4- فوافى الله بلعام. فقال بلعام: «قد اعددت سبعة
مذابح وقربت ثورا وكبشا على كل مذبح».
5- فحمل الرب بلعام رسالة وقال: «ارجع الى بالاق
وبلغه اياها».
6- فعاد اليه، واذا به مازال واقفا عند محرقاته،
ومعه جميع رؤساء موآب،
7- فنطق بنبوءته قائلا: «اتى بي بالاق ملك موآب من
بلاد ارام من الجبال الشرقية، وقال: تعال العن لي
يعقوب، واشتم لي اسرائيل.
8- كيف العن من لم يلعنه الله؟ وكيف اشتم من لم
يشتمه الرب؟
9- ها انا اراهم من قمم الصخور، ومن الآكام ابصرهم.
هوذا شعب يسكن وحده. ولا يحسبون انفسهم امة من
الامم.
10- من يقدر ان يحصي تراب يعقوب او يعد ربع اسرائيل؟
لتمت نفسي موت الابرار، ولتكن آخرتي كآخرتهم».
11- فقال بالاق لبلعام: «ماذا فعلت بي؟ لقد استدعيتك
لتشتم اعدائي، وها انت تباركهم»
12- فاجابه: «انني احرص ان لا اتكلم الا بما يضعه
الرب على فمي».
13- فقال له بالاق: «تعال معي الى موضع آخر فلا ترى
منه الا طرف مخيم الشعب فقط، والعنه لي من هناك».
14- فاخذه الى حقل صوفيم المشرف على راس الفسجة
وهناك شيد سبعة مذابح، وقرب بلعام ثورا وكبشا على كل
مذبح.
15- وقال لبالاق: «انتظرني هناك عند محرقاتك وانا
امضي الى هناك».
16- فوافى الرب بلعام ولقنه رسالة وقال له: «ارجع
الى بالاق وبلغه اياها».
17- فاقبل على بالاق، واذا به منتظر عند محرقاته
ومعه رؤساء موآب. فساله بالاق: «ماذا تكلم به الرب؟»
18- فضرب مثله قائلا: «انهض يابالاق واصغ، استمع الي
ياابن صفور
19- ليس الله انسانا فيكذب. ولا هو ابن آدم فيندم.
هل يقول ولا يفعل او يعد ولا يفي؟
20- اني امرت ان ابارك، وهو قد بارك ولا طاقة لي على
رده.
21- لم يشهد اثما في يعقوب، ولم ير مشقة في اسرائيل.
الرب الههم معهم، وهتاف للملك فيهم.
22- الله اخرجهم من مصر، وقوتهم مثل قوة الثور
الوحشي.
23- فلا عيافة تضر يعقوب، ولا عرافة تؤثر في
اسرائيل. منذ الآن يقال عن يعقوب وعن اسرائيل: «انظر
ماذا فعل الله!»
24- هوذا شعب يتحفز كلبوة وينهض كاسد. لا ينام حتى
يلتهم فريسة ويلغ في دم قتلى».
25- فقال بالاق لبلعام: «اذن لا تلعنه ولا تباركه!»
26- فاجاب بلعام: «الم اخبرك انني لن انطق الا بما
يامرني به الرب؟»
27- فقال بالاق: «دعني آخذك الى موضع آخر، فعسى ان
يحسن في عيني الله ان تلعن لي الشعب من هناك».
28- فاخذ بالاق بلعام الى قمة جبل فغور المشرف على
امتداد الصحراء،
29- فقال بلعام لبالاق: «ابن لي هنا سبعة مذابح.
وجهز لي هنا سبعة ثيران وسبعة كباش».
30- فلبى بالاق طلب بلعام، وقرب ثورا وكبشا على كل
مذبح.
|
63 |
04 |
كتاب العدد |
024 |
الله
1- ولما راى بلعام ان الرب يسر بمباركة اسرائيل لم
يمض كالمرتين السابقتين لملاقاة الرب، لكنه توجه
بنظره نحو الصحراء،
2- وهناك شاهد بني اسرائيل مخيمين حسب اسباطهم، فحل
عليه روح الله،
3- وتنبا قائلا: «كلام بلعام بن بعور، كلام الرجل
المفتوح العينين.
4- كلام من يسمع اقوال الله والذي يشاهد رؤيا
القدير. الذي ينطرح فتنفتح عيناه.
5- ما اجمل خيامك يايعقوب، وما ابهى مساكنك
يااسرائيل!
6- هي مثل اودية ممتدة، وكجنات على مجرى نهر،
وكشجرات صبار غرسها الرب، ومثل اشجار الارز النامية
بجوار المياه.
7- تجري مياه من مساقيه، ولزرعه يتوافر ماء غزير.
يكون ملكه اعظم شانا من اجاج وتتسامى مملكته.
8- الله اخرجه من مصر، وقوته مثل الثور الوحشي.
يفترس خصومه من الامم، ويقضم عظامهم ويثخنهم بسهامه.
9- يجثم كاسد، ويربض كلبوة. فمن يجرؤ على اثارته؟ من
يباركك يكون مباركا، ومن يلعنك يكون ملعونا».
10- فاستشاط بالاق غضبا على بلعام، وضرب كفا على كف
قائلا له: «دعوتك لتشتم اعدائي، وها انت قد باركتهم
ثلاث مرات!
11- والآن اغرب عن وجهي وامض الى بيتك، فقد كان في
عزمي اكرامك ولكن الرب شاء ان لا تحظى به».
12- فاجابه بلعام: «الم اقل لرسلك الذين بعثتهم الي
13- انه ولو اغدق علي بالاق ملء قصره ذهبا وفضة فلن
اعصي امر الرب، فاصنع خيرا او شرا من نفسي؟ فان ما
يعلنه لي الرب فاياه ابلغ.
14- والآن اعود الى شعبي، ولكن دعني انبئك بما
سينزله هذا الشعب بقومك في آخر الايام».
15- ثم تنبا قائلا: «كلام بلعام بن بعور، كلام الرجل
المفتوح العينين.
16- كلام من يسمع اقوال الله، ويتلقى المعرفة من
العلي، الذي يشاهد رؤيا القدير، الذي ينطرح فتنفتح
عيناه.
17- اراه ولكن ليس حاضرا، وابصره ولكن ليس قريبا.
يخرج نجم من يعقوب، ويظهر ملك من اسرائيل فيحطم طرفي
موآب، ويهلك كل رجال الحرب.
18- ويرث ارض ادوم، ويتملك ديار سعير. اما اسرائيل
فيزداد قوة.
19- ويبرز حاكم من يعقوب فيدمر ما تبقى من مدن
(الاعداء)».
20- ثم تطلع بلعام نحو مساكن اهل عماليق فتنبا: «كان
عماليق اول الشعوب، اما عاقبته فالى الهلاك».
21- ثم التفت نحو القينيين فانبا: «ليكن مسكنك
منيعا، وعشك موضوعا في صخرة.
22- وانما ستدمرون عندما يطردكم الاشوريون».
23- ثم تنبا قائلا: «من له طاقة على العيش حين يجري
الرب ذلك؟
24- تقبل سفن من كتيم، وتخضع اشور وتذل عابر، فهما
ايضا يهلكان».
25- ثم رجع بلعام الى دياره، واما بالاق فمضى في
سبيله.
|
64 |
05 |
كتاب التثنية |
004 |
الله
1- والآن اصغوا يابني اسرائيل الى الشرائع والاحكام
التي اعلمها لكم لتعملوا بها، فتحيوا وتدخلوا
لامتلاك الارض التي يورثها لكم الرب الهكم
2- لا تضيفوا على ما اوصيكم به ولا تنقصوا منه، بل
اطيعوا اوامر الرب الهكم التي اوصيكم بها.
3- لقد شهدت اعينكم ما انزل الرب ببعل فغور، اذ اباد
الرب الهكم من بينكم كل من غوى وراء بعل فغور.
4- واما انتم الذين تعلقتم بالرب الهكم فجميعكم
احياء اليوم.
5- انظروا، ها انا قد علمتكم شرائع واحكاما كما
امرني الرب الهي لتعملوا بموجبها في الارض التي انتم
ماضون اليها لترثوها.
6- فاحفظوها وطبقوها، لانها هي حكمتكم وفطنتكم لدى
الشعوب الذين يسمعون عن هذه الشرائع، فيقولون: ان
هذا الشعب العظيم هو حقا شعب حكيم فطن.
7- لانه اي شعب، مهما عظم، له آلهة قريبة منه مثل
الرب الهنا في كل ما ندعوه؟
8- واي شعب، مهما عظم، لديه شرائع واحكام عادلة نظير
هذه الشرائع التي اضعها اليوم امامكم؟
9- انما احترزوا واحذروا لئلا تنسوا الامور التي
شهدتها اعينكم فلا تنمحي من قلوبكم كل ايام حياتكم.
وعلموها لاولادكم ولاحفادكم.
10- ففي اليوم الذي مثلتم فيه امام الرب الهكم في
جبل حوريب، حين قال لي الرب: اجمع لي الشعب حتى
اسمعهم كلامي، فيتعلموا مخافتي طوال ايام حياتهم على
الارض، ويعلموا اولادهم ايضا.
11- فتقدمتم ووقفتم عند سفح الجبل المشتعل بنار
امتدت السنة لهبها الى كبد السماء، وتلفعت بسحب
داكنة وضباب.
12- فخاطبكم الرب من وسط النار، فسمعتم صوت كلماته
من غير ان تبصروا له صورة.
13- واعلن لكم عهده، الوصايا العشر التي نقشها على
لوحي حجر، وامركم ان تعملوا بها.
14- كما امرني في ذلك اليوم ان اعلمكم شرائعه
واحكامه لتطبقوها في الارض التي انتم ماضون اليها
لترثوها.
15- فاحذروا لانفسكم جدا، فانتم لم تروا صورة ما حين
خاطبكم الرب في جبل حوريب من وسط النار.
16- لئلا تفسدوا فتنحتوا لكم تمثالا لصورة ما لمثال
رجل او امراة.
17- او شبه بهيمة ما مما على الارض، او شبه طير ما
من طيور السماء.
18- او شبه كائن ما من زواحف الارض، او شبه سمك ما
مما في الماء تحت الارض.
19- او لئلا تتطلعوا الى السماء فتشاهدوا الشمس
والقمر والنجوم والاجرام السماوية التي وزعها الرب
الهكم على جميع الامم التي تحت السماء، فتغووا
وتسجدوا لها وتعبدوها.
20- اما انتم فقد اختاركم الرب واخرجكم من اتون
الحديد من ديار مصر لتكونوا له شعب ميراثه، كما انتم
اليوم.
21- ولكن الرب غضب علي من اجلكم واقسم الا اعبر نهر
الاردن ولا اطا الارض الخصيبة التي وهبكم اياها الرب
الهكم نصيبا.
22- كذلك فانا اموت في هذه الارض من غير ان اجتاز
نهر الاردن. واما انتم فتعبرونه وترثون تلك الارض
الخصيبة.
23- ولكن اياكم ان تنسوا عهد الرب الهكم الذي قطعه
معكم وتنحتوا لانفسكم تمثالا لصورة ما مما نهاكم
الرب الهكم عنه.
24- لان الرب الهكم هو نار آكلة واله غيور.
25- واذا انجبتم بنين واحفادا ومكثتم طويلا في
الارض، ثم غويتم فنحتم لكم تمثالا لصورة شيء ما،
وارتكبتم الشر في عيني الرب الهكم لاثارة غيظه،
26- فانني اشهد عليكم اليوم السماء والارض، انكم
تنقرضون سريعا من الارض التي انتم عابرون نهر الاردن
اليها لترثوها، ولن تطول بكم الايام عليها، اذ لابد
انكم حينئذ هالكون.
27- ويشتتكم الرب بين الامم فتصبحون اقلية بين
الشعوب التي يسوقكم اليها.
28- وهناك تعبدون آلهة من خشب وحجر من صنعة ايدي
الناس، مما لا يبصر ولا يسمع ولا ياكل ولا يشم.
29- ولكن ان طلبتم من هناك الرب الهكم، ملتمسينه من
كل قلوبكم ونفوسكم، فانكم تجدونه.
30- فعندما يكتنفكم الضيق وتصيبكم في آخر الايام
جميع هذه الامور، عندئذ ترجعون الى الرب الهكم
وتطيعون اوامره.
31- لان الرب الهكم اله رحيم لا ينبذكم ولا يفنيكم،
ولا ينسى عهد آبائكم الذي اقسم لهم عليه.
32- فاسالوا عن الايام الغابرة التي انقضت قبلكم،
منذ اليوم الذي خلق الله فيه الانسان على الارض.
اسال من اقصى السموات الى اقصاها: هل حدث قط مثل هذا
الامر العظيم؟ وهل سمع احد بمثله؟
33- هل سمعت امة صوت الله يتكلم من وسط النار كما
سمعتم انتم، وعاشت؟
34- وهل حاول اله قط ان ياخذ لنفسه شعبا من وسط شعب
آخر مجريا تجارب وآيات ومعجزات وحروبا وقدرة فائقة
وقوة شديدة ومخاوف عظيمة كما صنع معكم الرب الهكم في
مصر على مراى منكم؟
35- لقد اطلعتم على هذه كلها لتعلموا ان الرب هو
الاله، وليس آخر سواه.
36- فقد اسمعكم صوته من السماء لينذركم. واراكم ناره
العظيمة على الارض، وسمعتم صوته من وسط النار.
37- ولانه قد احب آباءكم، واختار ذريتهم من بعدهم،
اخرجكم بنفسه وبقدرته العظيمة من ديار مصر،
38- وطرد من امامكم امما اكبر منكم واعظم، لياتي بكم
الى ارضهم ويورثكم اياها، كما حدث في هذا اليوم.
39- فاعترفوا اليوم ورددوا في قلوبكم قائلين: ان
الرب هو الاله في السماء من فوق، وعلى الارض من تحت
وليس اله سواه.
40- فاحفظوا اليوم ما اوصيكم به من شرائعه واحكامه
ليحسن الرب اليكم والى اولادكم من بعدكم، فيطيل
ايامكم على الارض التي وهبكم اياها الى الابد».
41- ثم خصص موسى ثلاث مدن شرقي نهر الاردن،
42- ليلجا اليها القاتل غير المتعمد، الذي لا يضمر
عداء سابقا للقتيل، فيجد في احدى تلك المدن ملجا
ويحيا.
43- اما هذه المدن فكانت: باصر في الصحراء في ارض
السهل في ديار الراوبينيين وراموت في جلعاد في بلاد
الجاديين، وجولان في باشان في منطقة المنسيين.
44- وهذه هي الشريعة التي وضعها امام بني اسرائيل،
45- وهذه هي الشروط والفرائض والاحكام التي خاطب بها
موسى بني اسرائيل عند خروجهم من مصر،
46- وهم مخيمون شرقي نهر الاردن، في الوادي بجوار
بيت فغور في ارض سيحون ملك الاموريين الذي كان مقيما
في حشبون، فقضى عليه موسى والاسرائيليون عند خروجهم
من ارض مصر.
47- فامتلكوا بلاده وبلاد عوج ملك باشان، ملكي
الاموريين اللذين كانا مقيمين شرقي نهر الاردن،
48- من عروعير الواقعة على حافة وادي ارنون، الى جبل
سيئون الذي هو حرمون،
49- وكل وادي العربة شرقي نهر الاردن، حتى البحر
الميت عند سفوح الفسجة.
|
65 |
05 |
كتاب التثنية |
005 |
الله
1- واستدعى موسى جميع الاسرائيليين وقال لهم:
«اسمعوا يابني اسرائيل الشرائع والاحكام التي اتلوها
عليكم في هذا اليوم، وتعلموها واحرصوا على ممارستها.
2- قطع الرب الهنا معنا عهدا في جبل حوريب.
3- ليس مع آبائنا قطع هذا العهد، انما معنا نحن
الذين هنا اليوم جميعا احياء،
4- اذ تكلم الرب معنا في الجبل من وسط النار وجها
لوجه.
5- وكنت انا واقفا بين الرب وبينكم، لانكم خفتم من
النار، فلم تصعدوا الى الجبل. فقال الرب:
6- انا هو الرب الهك الذي حررك من سجن العبودية في
ديار مصر.
7- لا يكن لك آلهة اخرى امامي.
8- لا تنحت لك تمثالا، ولا صورة ما مما في السماء
وما في الارض وما في الماء تحت الارض.
9- لا تسجد لها ولا تعبدها، لاني انا الرب الهك اله
غيور، افتقد معاصي الآباء في الابناء حتى الجيل
الثالث والرابع من مبغضي.
10- واحسن الى الوف من محبي وطائعي وصاياي.
11- لا تنطق باسم الرب الهك باطلا، لان الرب لا
يبريء من ينطق باسمه باطلا.
12- احفظ يوم السبت مقدسا كما اوصاك الرب الهك.
13- ستة ايام تشتغل وتقوم بجميع اعمالك،
14- واما اليوم السابع فيكون يوم راحة للرب الهك، لا
تقوم فيه باي عمل انت وابنك وابنتك وعبدك وامتك
وثورك وحمارك وكل بهائمك، والاجنبي المقيم داخل
ابوابك، ليستريح عبدك وامتك مثلك.
15- وتذكر انك كنت عبدا في ديار مصر، فاطلقك الرب من
هناك بقدرة فائقة وقوة شديدة، لهذا اوصاك الرب الهك
ان ترتاح في يوم السبت.
16- اكرم اباك وامك كما امرك الرب الهك، فتطول ايامك
ويكون لك خير على الارض التي يورثها لك الرب الهك.
17- لا تقتل.
18- لا تزن.
19- لا تسرق.
20- لا تشهد على جارك شهادة زور.
21- لا تشته امراة غيرك ولا بيته ولا حقله ولا عبده
ولا امته ولا ثوره ولا حماره ولا كل ما له.
22- ان الرب قد اعلن بصوت عظيم هذه الكلمات لكل
جماعتكم في الجبل من وسط النار والسحاب ولم يزد.
ونقشها على لوحين من حجر واعطاني اياها.
23- فلما سمعتم الصوت من وسط الظلام، والجبل يشتعل
بالنار، اقبل علي جميع قادة اسباطكم وشيوخكم،
24- وقالوا: قد اظهر الرب لنا مجده وعظمته، وسمعنا
صوته من وسط النار، وراينا في هذا اليوم ان الله
يخاطب الانسان فلا يموت.
25- ولكن الآن، ان عدنا نسمع صوت الرب الهنا فان هذه
النار العظيمة تلتهمنا. فلماذا نموت؟
26- اذ اي بشري سمع صوت الله الحي يتكلم من وسط
النار مثلنا وعاش؟
27- فتقدم انت واستمع كل ما ينطق به الرب الهنا،
وخاطبنا بجميع ما يكلمك به، فنستمع ونطيع.
28- فسمع الرب حديثكم حين كلمتموني، وقال لي: لقد
سمعت حديث الشعب الذي كلموك به. وقد احسنوا في كل ما
قالوه.
29- ياليت قلبهم يظل متعلقا بي حتى يتقوني ويطيعوا
جميع وصاياي دائما، لكي يتمتعوا هم واولادهم بالخير
الى الابد.
30- اذهب وقل لهم: ارجعوا الى خيامكم.
31- واما انت فامثل هنا امامي، فاكلمك بجميع الوصايا
والشرائع والاحكام لتعلمها لهم فيعملوا بها في الارض
التي وهبتها لهم ليمتلكوها.
32- فاحرصوا على العمل بكل ما امركم به الرب الهكم،
لا تحيدوا يمينا او شمالا.
33- واسلكوا في كل الطريق التي اوصاكم بها الرب
لتحيوا وتزدهروا وتمكثوا طويلا في الارض التي
ترثونها.
|
66 |
05 |
كتاب التثنية |
007 |
الله
1- ومتى ادخلكم الرب الهكم الى الارض التي انتم
ماضون اليها لترثوها، وطرد من امامكم سبع امم، اكثر
واعظم منكم، وهم الحثيون والجرجاشيون والاموريون
والكنعانيون والفرزيون والحويون واليبوسيون.
2- واسلمهم الرب اليكم وهزمتموهم، فانكم تحرمونهم.
لا تقطعوا لهم عهدا، ولا ترفقوا بهم،
3- ولا تصاهروهم. فلا تزوجوا بناتكم من ابنائهم، ولا
ابناءكم من بناتهم،
4- اذ يغوون ابناءكم عن عبادتي ليعبدوا آلهة اخرى،
فيحتدم غضب الرب عليكم ويهلككم سريعا.
5- ولكن هذا ما تفعلونه بهم: اهدموا مذابحهم وحطموا
اصنامهم وقطعوا سواريهم واحرقوا تماثيلهم.
6- لانكم شعب مقدس للرب الهكم. فاياكم قد اختار الرب
الهكم من بين جميع شعوب الارض لتكونوا شعبه الخاص.
7- ولم يفضلكم الرب ويتخيركم لانكم اكثر عددا من
سائر الشعوب، فانتم اقل الامم عددا.
8- بل من محبته، وحفاظا على القسم الذي اقسم به
لآبائكم، اخرجكم بقوة فائقة، وفداكم من نير عبودية
فرعون ملك مصر.
9- فاعلموا ان الرب الهكم هو الله ، الاله الامين
الوفي بالعهد والاحسان لمحبيه وحافظي وصاياه الى الف
جيل.
10- وهو يجازي مبغضيه علنا، فيستاصلهم ولا يتمهل، بل
يسرع في معاقبة من يبغضه.
11- فاطيعوا الوصايا والفرائض والاحكام التي اوصيكم
بها اليوم لتمارسوها.
12- فان استمعتم الى هذه الاحكام واطعتموها وعملتم
بها، فان الرب الهكم يحافظ لكم على العهد والاحسان
كما حلف لآبائكم.
13- ويحبكم ويبارككم ويكثركم، ويبارك ثمرة احشائكم
وغلة ارضكم من قمح وزيت، ويزيد من انتاج بقركم
ونعاجكم على الارض التي اقسم لآبائكم ان يهبها لكم.
14- وتكونون مباركين اكثر من جميع الشعوب، فلا يوجد
عقيم ولا عاقر فيكم ولا في بهائمكم.
15- ويقيكم الرب من كل علة، وكل امراض مصر الخبيثة
التي عاينتموها، ولا يصيبكم بها، بل يجعلها على
مبغضيكم.
16- وتستاصلون جميع الشعوب الذين يسلمهم الرب اليكم،
فلا تشفقوا عليهم ولا تعبدوا آلهتهم لان ذلك شرك
لكم.
17- وان تساءلتم في قلوبكم: ان هذه الشعوب اكثر منا
عددا، فكيف نقدر ان نطردهم؟
18- لا تخافوا منهم بل اذكروا ما صنعه الرب الهكم
بفرعون وسائر المصريين.
19- اذكروا الويلات العظيمة التي شهدتها اعينكم
والمعجزات والعجائب والقوة الشديدة والقدرة الفائقة
التي اخرجكم بها الرب الهكم، فهكذا يفعل الرب الهكم
بجميع الامم التي تخشونها.
20- ويرسل عليهم الرب الهكم الزنابير ويبيد الباقين
والمحتجبين من وجهكم.
21- لا ترهبوهم، لان الرب الهكم الحال بينكم اله
عظيم ومرهوب.
22- غير ان الرب الهكم سيطرد تلك الامم من امامكم
تدريجيا، لئلا تتكاثر عليكم وحوش البرية ان اسرعتم
بالقضاء عليهم دفعة واحدة.
23- ان الرب الهكم يسلمهم اليكم موقعا بهم الاضطراب
العظيم حتى ينقرضوا،
24- ويجعل ملوكهم يقعون في اسركم فتمحون اسمهم من
الارض. ولن يقدر احد ان يجابهكم، فانكم تفنونهم.
25- احرقوا تماثيل آلهتهم ولا تشتهوا ما عليها من
فضة وذهب فتغنموها لانفسكم، لئلا تقتنصكم، لانها رجس
عند الرب الهكم.
26- لا تدخلوا شيئا رجسا الى بيوتكم لئلا تصبحوا
اهلا للدمار مثله، بل عليكم ان تستقبحوه وتمقتوه،
لان مآله الدمار.
|
67 |
05 |
كتاب التثنية |
009 |
الله
1- استمعوا يابني اسرائيل: انتم على وشك عبور نهر
الاردن لتدخلوا لطرد شعوب اكبر واعظم منكم،
وللاستيلاء على مدن عظيمة محصنة باسوار تبلغ عنان
السماء،
2- يقيم فيها العناقيون الجبابرة العمالقة الذين
عرفتم عنهم وسمعتم من يقول: من يستطيع ان يتحدى
العناقيين؟
3- فاعلموا اليوم ان الرب الهكم يتقدمكم كنار آكلة،
وهو الذي يستاصلهم ويذلهم امامكم، فتطردونهم
وتبيدونهم سريعا كما كلمكم الرب.
4- لا تقولوا لانفسكم بعد ان ينفيهم الرب من امامكم:
لقد ادخلنا الرب لامتلاك هذه الارض بفضل صلاحنا.
انما من اجل كثرة اثمهم يطردهم الرب الهكم من
امامكم.
5- اذ ليس بفضل صلاحكم واستقامتكم تدخلون لامتلاك
ارضهم، انما من اجل اثمهم يطردهم الرب الهكم من
امامكم وفاء بوعده الذي اقسم عليه لآبائكم ابراهيم
واسحق ويعقوب.
6- فاعلموا انه ليس بفضل صلاحكم يهبكم الرب الهكم
هذه الارض الخصيبة لامتلاكها، لانكم شعب عنيد.
7- اذكروا ولا تنسوا كيف اسخطتم الرب الهكم عليكم في
الصحراء، فمنذ ان غادرتم ديار مصر حتى بلغتم هذا
المكان وانتم تقاومون الرب.
8- ففي جبل حوريب اثرتم غيظ الرب، فاحتدم غضبه عليكم
حتى اوشك ان يفنيكم.
9- فحين صعدت الى الجبل لاتسلم لوحي حجر العهد الذي
قطعه الرب معكم، واقمت فيه اربعين نهارا واربعين
ليلة لا آكل فيها خبزا او اشرب ماء،
10- وسلمني الرب لوحي الحجر المكتوبين باصبع الله،
حيث خط عليهما جميع الوصايا التي كلمكم بها الرب في
الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع.
11- وحين اعطاني الرب لوحي حجر العهد في نهاية
الاربعين نهارا والاربعين ليلة،
12- قال لي الرب: قم واسرع بالنزول من هنا، لان شعبك
الذي اخرجته من مصر قد ضل، وزاغوا سريعا عن السبيل
الذي اوصيتهم به، اذ صاغوا لانفسهم تمثالا مسبوكا.
13- ثم قال لي: قد تاملت هذا الشعب واذ به شعب متصلب
القلب.
14- دعني استاصلهم وامحو اسمهم من تحت السماء، واقيم
منك شعبا اعظم واكثر منهم.
15- فانصرفت، وانحدرت من الجبل وهو ما برح يشتعل
بالنار، ولوحا العهد في يدي.
16- وتطلعت واذا بكم قد اخطاتم الى الرب، وصغتم
لانفسكم عجلا مسبوكا، وضللتم سريعا عن السبيل الذي
اوصاكم به الرب.
17- فاخذت اللوحين والقيتهما من يدي وحطمتهما امام
اعينكم.
18- ثم انطرحت بذل امام الرب اربعين نهارا واربعين
ليلة، كما في السابق، لا آكل خبزا ولا اشرب ماء، من
جراء كل خطاياكم التي ارتكبتموها في عيني الرب
لتغيظوه،
19- لانني جزعت من غضب الرب واحتدام سخطه عليكم، حتى
اوشك ان يبيدكم. فاستجاب لي الرب ايضا في تلك المرة.
20- كما غضب الرب على هرون ايضا حتى كاد ان يهلكه،
فصليت من اجله حينئذ، فقبل الرب تضرعي.
21- اما خطيئتكم، العجل الذي سبكتموه، فقد اخذته
واحرقته ودققته وطحنته جيدا، حتى استحال الى غبار،
ثم طرحت غباره في النهر المنحدر من الجبل.
22- وما لبثتم ان اسخطتم الرب في تبعيرة ومسة وقبروت
هتاوة.
23- وحين ارسلكم الرب من قادش برنيع وامر: اصعدوا
لامتلاك الارض التي وهبتها لكم، عصيتم امر الرب
الهكم ولم تصدقوه، ولم تاتمروا بقوله،
24- فانتم حقا متمردون على الرب منذ ان عرفتكم.
25- فسقطت امام الرب اربعين نهارا واربعين ليلة، لان
الرب اعلن انه عازم ان يقضي عليكم.
26- وابتهلت الى الرب قائلا: ياسيد الرب، لا تهلك
شعبك وميراثك الذي افتديته بقوتك العظيمة، واخرجته
من مصر بقدرة فائقة.
27- اذكر عبيدك ابراهيم واسحق ويعقوب، وتغاض عن عناد
هذا الشعب واثمه وخطيئته،
28- لئلا يقول اهل مصر الذين اخرجتنا من بينهم: لقد
اخرجهم الرب ليهلكهم في البرية، لانه عجز عن ادخالهم
الى الارض التي وعدهم بها، ولانه مقتهم.
29- انهم شعبك وميراثك الذي اخرجته بقوتك العظيمة
وقدرتك الفائقة.
|
68 |
05 |
كتاب التثنية |
012 |
الله
1- اليكم الفرائض والاحكام التي عليكم ممارستها في
الارض التي وهبها لكم الرب اله آبائكم لترثوها كل
ايام حياتكم على الارض:
2- دمروا جميع الاماكن التي ترثونها، حيث عبدت الامم
آلهتها، سواء كانت على الجبال الشامخة ام على التلال
ام تحت كل شجرة خضراء،
3- واهدموا مذابحهم، وحطموا انصابهم، واحرقوا
سواريهم. فتتوا تماثيل آلهتهم وامحوا اسماءهم من ذلك
المكان،
4- ولا تمارسوا اساليبهم عندما تعبدون الرب الهكم،
5- بل اطلبوا المكان الذي يختاره الرب الهكم وسط
اسباطكم ليضع عليه اسمه، ويكون مقر سكناه. اليه
تذهبون،
6- وتقدمون محرقاتكم وذبائحكم وعشوركم وتقدماتكم
ونذوركم وقرابينكم الطوعية وابكار بقركم وغنمكم،
7- فتاكلون هناك انتم وعائلاتكم لدى الرب، وتفرحون
بكل ما تمتد اليه ايديكم، لان الرب الهكم قد بارككم.
8- لا يصنع كل واحد منكم ما يستحسنه كما هو حادث
اليوم،
9- لانكم لم تدخلوا بعد الى موضع الراحة والميراث
الذي يهبه لكم الرب الهكم.
10- ولكن متى اجتزتم نهر الاردن واستوطنتم الارض
التي وهبها لكم الرب الهكم، واراحكم من جميع اعدائكم
المحيطين بكم، وسكنتم آمنين،
11- فاحملوا جميع ما اوصيتكم به من محرقات وذبائح
وعشور وتقدمات ايديكم وقرابين طوعية، التي تنذرونها
للرب الى المكان الذي يختاره الرب الهكم ليحل فيه
اسمه،
12- وهناك احتفلوا انتم وبنوكم وبناتكم وعبيدكم
واماؤكم واللاوي المقيم في جواركم، لانه ليس له نصيب
او ميراث خاص به.
13- اياكم ان تقدموا محرقاتكم في اي مكان ترغبون
فيه،
14- انما تصعدون محرقاتكم وتمارسون ما اوصيتكم به في
المكان الذي يختاره الرب في ارض احد اسباطكم.
15- اذبحوا في اي من مدنكم ايا من الحيوانات، وكلوا
من لحومها بقدر ما تشاؤون كالظبي والايل حسب بركة
الرب الهكم. ياكل منها الانسان الطاهر والنجس على حد
سواء.
16- واما الدم فلا تاكلوه، بل اسكبوه على الارض كما
تسكبون الماء،
17- احذروا ان تاكلوا في مدنكم عشور حنطتكم وخمركم
وزيتكم، ولا ابكار بقركم وغنمكم، ولا شيئا من نذوركم
او قرابينكم الطوعية وتقدمات ايديكم.
18- بل تاكلونها انتم وابناؤكم وبناتكم وعبيدكم
واماؤكم واللاويون المقيمون في جواركم لدى الرب
الهكم في المكان الذي يختاره الرب الهكم، وتحتفلون
امامه بكل ما تمتلكه ايديكم
19- اياكم اهمال اللاويين طوال بقائكم على ارضكم.
20- واذا وسع الرب الهكم حدود ارضكم كما وعدكم،
واشتهت انفسكم اللحم، وقلتم: نود اكل اللحم. فمن كل
ما تشتهيه انفسكم من اللحم كلوا.
21- واذا كان الموضع الذي يختاره الرب الهكم ليضع
فيه اسمه بعيدا عن مكان سكنى بعضكم، فاذبحوا من
بقركم وغنمكم التي انعم بها الرب عليكم كما اوصيتكم،
وكلوا في مدنكم من كل ما اشتهته انفسكم
22- كلوه كما يؤكل الظبي والايل. ياكل منه الانسان
الطاهر والنجس على حد سواء.
23- لكن اياكم واكل الدم، لان الدم هو النفس. فلا
تاكلوا النفس مع اللحم.
24- لا تاكلوا منه بل اسكبوه على الارض كما يسكب
الماء.
25- لا تاكلوه، لتنعموا انتم واولادكم من بعدكم
بالخير، اذ صنعتم الحق في عيني الله.
26- اما ما تقدسونه من اشياء، ونذوركم فتحملونها
وتمضون الى المكان الذي يختاره الرب
27- فتقدمون محرقاتكم، اللحم والدم على مذبح الرب
الهكم، فيسكب دمها على مذبح الرب. اما اللحم
فتاكلونه.
28- فاحفظوا واطيعوا جميع هذه الوصايا التي انا
اوصيكم بها لتتمتعوا انتم واولادكم من بعدكم بالخير
الى الابد، اذ عملتم الصالح والحق في عيني الرب
الهكم.
29- ومتى استاصل الرب الهكم من امامكم الامم التي
توشكون على غزوهم، وطردهم، ثم ورثتموهم واستوطنتم في
ارضهم،
30- فاحذروا من الوقوع في الشرك، باتباع عباداتهم من
بعد فنائهم من امامكم، ومن ممارسة مراسيم عبادة
آلهتهم قائلين: كما عبد هؤلاء الامم آلهتهم هكذا
نفعل نحن ايضا.
31- لا تصنع هكذا للرب الهك، لانهم قد ارتكبوا في
عبادة آلهتهم كل ما يمقته الرب من الارجاس، اذ
احرقوا بالنار ابناءهم وبناتهم في سبيل آلهتهم،
32- فاحرصوا على طاعة كل ما اوصيكم به. لا تزيدوا
عليه ولا تنقصوا منه.
|
69 |
05 |
كتاب التثنية |
021 |
الله
1- اذا وجدتم قتيلا ملقى في الحقل في الارض التي
يهبها الرب الهكم لكم لامتلاكها، ولم يعرف قاتله.
2- يقوم شيوخكم وقضاتكم بقياس المسافات الواقعة بين
موضع جثة القتيل والمدن المجاورة.
3- فيحضر شيوخ اقرب مدينة الى الجثة، عجلة لم يوضع
عليها محراث، ولم تجر بنير،
4- وياخذونها الى واد فيه ماء دائم الجريان لم يحرث
فيه ولم يزرع، فيكسرون عنق العجلة في الوادي.
5- ثم يتقدم الكهنة بنو لاوي، لان الرب الهكم قد
اختارهم لخدمته، ولاعلان البركة باسم الرب، وللقضاء
في كل خصومة وكل ضربة.
6- فيغسل جميع شيوخ تلك المدينة القريبة من الجثة
ايديهم فوق العجلة المكسورة العنق في الوادي.
7- ويقولون: ايدينا لم تسفك هذا الدم، واعيننا لم
تشهده.
8- اغفر يارب لشعبك اسرائيل الذي افتديته، ولا
تطالبنا بدم بريء سفك في وسط شعبك اسرائيل. فيصفح
الرب عن سفك هذا الدم.
9- وهكذا تبراون من سفك الدم البريء في وسطكم، اذا
صنعتم ما هو صالح في عيني الرب.
10- اذا ذهبتم لمحاربة اعدائكم، واظفركم الرب الهكم
بهم، وسبيتم منهم سبيا،
11- وشاهد احدكم بين الاسرى امراة جميلة الصورة
فاولع بها وتزوجها،
12- فحين يدخلها الى بيته يدعها تحلق راسها وتقلم
اظفارها،
13- ثم ينزع ثياب سبيها عنها، ويتركها في بيته شهرا
من الزمان تندب اباها وامها، ثم بعد ذلك يعاشرها
وتكون له زوجه.
14- فان لم ترقه بعد ذلك، فليطلقها لتذهب حيث تشاء.
لا يبيعها بفضة او يستعبدها، لانه قد اذلها.
15- ان كان رجل متزوجا من امراتين، يؤثر احداهما
وينفر من الاخرى، فولدت كلتاهما له ابناء، وكان
الابن البكر من انجاب المكروهة،
16- فحين يوزع ميراثه على ابنائه، لا يحل له ان يقدم
ابن الزوجة الاثيرة ليجعله بكره في الميراث على بكره
ابن الزوجة المكروهة.
17- بل عليه ان يعترف ببكورية ابن المكروهة، ويعطيه
نصيب اثنين من كل ما يملكه، لانه هو اول مظهر قدرته،
وله حق البكورية.
18- ان كان لرجل ابن عنيد متمرد، لا يطيع امر ابيه
ولا قول امه، ويؤدبانه ولكن من غير جدوى.
19- فليقبض عليه والداه وياتيا به الى شيوخ مدينته
في ساحة القضاء،
20- ويقولان للشيوخ: ابننا هذا عنيد متمرد، لا يطيع
قولنا، وهو مبذر سكير.
21- فيرجمه رجال المدينة جميعهم بالحجارة حتى يموت.
وهكذا تستاصلون الشر من بينكم ويشيع الخبر بين الشعب
كله فيخاف.
22- ان ارتكب انسان جريمة عقابها الاعدام، ونفذ فيه
القضاء وعلقتموه على خشبة،
23- فلا تبت جثته على الخشبة، بل ادفنوه في نفس ذلك
اليوم، لان المعلق ملعون من الله. فلا تنجسوا ارضكم
التي يهبها لكم الرب ميراثا.
|
70 |
05 |
كتاب التثنية |
025 |
الله
1- اذا نشبت خصومة بين قوم ورفعوا دعواهم الى القضاء
ليحكم القضاة بينهم، فليبرئوا البريء ويحكموا على
المذنب.
2- فان كان المذنب مستوجب عقاب الجلد، يطرحه القاضي،
ويجلدونه امامه بعدد الجلدات التي يستحقها ذنبه،
3- على الا يزيد عدد الجلدات عن اربعين جلدة، لئلا
يصبح المعاقب محتقرا.
4- لا تكموا فم الثور الدارس للغلال.
5- اذا سكن اخوة معا ومات احدهم من غير ان ينجب
ابنا، فلا يجب ان تتزوج امراته رجلا من غير افراد
عائلة زوجها. بل ليتزوجها اخو زوجها ويعاشرها، وليقم
نحوها بواجب اخي الزوج،
6- ويحمل البكر الذي تنجبه اسم الاخ الميت، فلا
ينقرض اسمه من ارض اسرائيل.
7- وان ابى الرجل ان يتزوج امراة اخيه، تمضي المراة
الى بوابة شيوخ المدينة وتقول: قد رفض اخو زوجي ان
يخلد اسما لاخيه في اسرائيل، ولم يشا ان يقوم نحوي
بواجب اخي الزوج.
8- فيدعوه شيوخ المدينة ويتداولون معه في الامر. فان
اصر على الرفض وقال: لا ارضى ان اتزوجها.
9- تتقدم امراة اخيه اليه على مراى من الشيوخ، وتخلع
حذاءه من رجليه وتتفل في وجهه قائلة: هذا ما يحدث
لمن يابى ان يبني بيت اخيه.
10- فيدعى في اسرائيل بيت مخلوع النعل.
11- اذا تعارك رجلان فتدخلت زوجة احدهما لتنقذ زوجها
من قبضة يد ضاربه ومدت يدها وامسكت بخصيته،
12- فاقطعوا يدها ولا تشفقوا عليها.
13- لا تحتفظ في كيسك بمعيارين مختلفين كبير وصغير،
14- ولا يكن لك في بيتك مكيالان مختلفان كبير وصغير،
15- بل لتكن اوزانك ومكاييلك صحيحة لا غش فيها،
لتطول ايامك على الارض التي يهبها لك الرب الهك،
16- لان كل من غش في المكاييل او الاوزان يصبح
مكروها لدى الرب الهكم.
17- تذكروا ما صنعه بكم شعب عماليق لدى خروجكم من
مصر،
18- كيف تعرضوا لكم في الطريق وقضوا على المستضعفين
المرتحلين في مؤخرة الشعب وانتم مرهقون تعابى، ولم
يخافوا الله .
19- فمتى اراحكم الرب الهكم من جميع اعدائكم
المحيطين بكم في الارض التي يهبها لكم ميراثا، امحوا
ذكر شعب عماليق من تحت السماء. لا تنسوا هذا.
|
71 |
05 |
كتاب التثنية |
032 |
الله
1- «اصغي ايتها السماوات فاتكلم ولتنصت الارض الى
اقوال فمي.
2- لينهمر تعليمي كالمطر، وليقطر كلامي، فيكون كالطل
على الكلا وكالغيث على العشب.
3- باسم الرب ادعو، فمجدوا عظمة الهنا.
4- هو الصخر، وصنائعه كلها كاملة، سبله جميعها عدل.
هو اله امانة لا يرتكب جورا، صديق وعادل هو.
5- لقد اقترفوا الفساد امامه، ولم يعودوا له ابناء
بل لطخة عار، انهم جيل اعوج وملتو
6- ابهذا تكافئون الرب ايها الشعب الاحمق الغبي؟
اليس هو اباكم وخالقكم الذي عملكم وكونكم؟
7- اذكروا الايام الغابرة، وتاملوا في سنوات الاجيال
الماضية. اسالوا آباءكم فينبئوكم، وشيوخكم فيخبروكم.
8- عندما قسم العلي الميراث على الامم، وحين فرق بني
آدم، اقام حدودا للشعوب على عدد بني اسرائيل،
9- لان نصيب الرب هو شعبه، وابناء يعقوب قرعة
ميراثه.
10- وجدهم في ارض قفر وفي خلاء موحش. فاحاط بهم
ورعاهم وصانهم كحدقة عينه.
11- وكما يهز النسر عشه، ويرف على فراخه، باسطا
جناحيه لياخذها ويحملها على منكبيه،
12- هكذا الرب وحده قاد شعبه، وليس معه اله غريب.
13- اصعدهم على هضاب الارض فاكلوا ثمار الصحراء،
وغذاهم بعسل من صخر، وزيت من حجر الصوان،
14- وزبدة البقر ولبن الغنم وشحم خراف وتيوس وخيار
كباش باشان، وافضل لب الحنطة، وسقاهم دم العنب
القاني.
15- فسمن بنو اسرائيل ورفسوا، سمنوا وغلظوا واكتسوا
شحما، فرفضوا الاله صانعهم وتنكروا لصخرة خلاصهم.
16- اثاروا غيرته بآلهتهم الغريبة، واغاظوه باصنامهم
الرجسة.
17- قدموا محرقات لاوثان ليست هي الله، لآلهة غريبة
لم يعرفوها بل ظهرت حديثا، آلهة لم يرهبها آباؤهم من
قبل.
18- لقد نبذتم الصخر الذي انجبكم، ونسيتم الله الذي
انشاكم.
19- فراى الرب ذلك ورذلهم، اذ اثار ابناؤه وبناته
غيظه.
20- وقال: ساحجب وجهي عنهم، فارى ماذا يكون مصيرهم؟
انهم جيل متقلب واولاد خونة،
21- هيجوا غيرتي بعبادة اوثانهم، واسخطوني باصنامهم
الباطلة. لذلك ساثير غيرتهم بشعب متوحش، واغيظهم
بامة حمقاء.
22- فها قد اضرم غضبي نارا تحرق حتى الهاوية السفلى،
وتاكل الارض وغلاتها، وتشعل اسس الجبال.
23- اكوم عليهم شرورا وانفذ سهامي فيهم.
24- وحين يكونون خائرين من الجوع، منهوكين من الحمى
والداء السام، اجعل انياب الوحوش مع سم زواحف الارض
تنشب فيهم.
25- يثكلهم سيف العدو في الطريق، ويستولي عليهم
الرعب داخل الخدور، فيهلك الفتى مع الفتاة، والرضيع
مع الشيخ.
26- قلت: اشتتهم في زوايا الارض، وامحو من بين الناس
ذكرهم.
27- لولا خوفي من تبجح العدو، اذ يظنون قائلين: ان
يدنا قد عظمت، وليس ما جرى هو من فعل الرب.
28- ان بني اسرائيل امة غبية لا بصيرة فيها.
29- لو عقلوا لفطنوا لمآلهم وتاملوا في مصيرهم،
30- اذ كيف يدحر واحد الفا، ويهزم اثنان من اعدائهم
عشرة آلاف منهم، لولا ان صخرهم قد هجرهم والرب قد
سلمهم؟
31- لان ليس صخرهم كصخرنا، وهذا ما يقر به اعداؤنا.
32- اذ ان كرمتهم هي من كرمة سدوم ومن حقول عمورة.
وعنبهم ينضح سما، وعناقيدهم تفيض مرارة.
33- خمرهم حمة الافاعي وسم الثعابين المميت.
34- اليس هذا مدخرا عندي مختوما عليه في خزائني؟
35- لي النقمة وانا اجازي. وفي الوقت المعين تزل
اقدامهم فيوم هلاكهم بات وشيكا، ومصيرهم المحتوم
يسرع اليهم،
36- لان الرب يدين شعبه ويراف بعبيده. عندما يرى ان
قوتهم قد اضمحلت ولم يبق عبد ولا حر،
37- عندئذ يسال الرب: اين آلهتهم؟ اين الصخرة التي
التجاوا اليها؟
38- التي كانت تلتهم شحم ذبائحهم وتشرب خمر سكائبهم؟
لتهب لمساعدتهم وتبسط عليهم حمايتها.
39- انظروا الآن: اني انا هو وليس اله آخر معي. انا
اميت واحيي، اسحق واشفي، ولا منقذ من يدي.
40- ابسط يدي نحو السماء قائلا: حي انا الى الابد.
41- اذا سننت سيفي البارق وامسكت به يدي للقضاء،
فاني انتقم من اعدائي، واجازي مبغضي.
42- اسكر سهامي بالدم ويلتهم سيفي لحما، من دم
القتلى والسبايا ورؤوس قادة العدو.
43- تهللي ايتها الامم مع شعبه، لانه سينتقم لدماء
عبيده ويثار من اعدائه ويصفح عن ارضه وعن شعبه».
44- واقبل موسى ويشوع بن نون وقرآ كلمات هذا النشيد
جميعها في مسامع الشعب.
45- وعندما انتهى موسى من تلاوة جميع كلمات ابيات
هذا النشيد على الاسرائيليين،
46- قال لهم: «تاملوا بقلوبكم في جميع هذه الكلمات
التي انا اشهد عليكم بها اليوم، لكي توصوا بها
اولادكم، ليحرصوا على العمل بكلمات هذه التوراة
كلها.
47- لانها ليست كلمات لا جدوى لكم منها. انها حياتكم
وبها تعيشون طويلا في الارض التي انتم عابرون نهر
الاردن اليها لترثوها».
48- وقال الرب لموسى في نفس ذلك اليوم:
49- «اصعد الى سلسلة جبال عباريم حيث جبل نبو الذي
في ارض موآب مقابل اريحا، وشاهد ارض كنعان التي انا
واهبها ملكا لبني اسرائيل.
50- ومت في الجبل الذي تصعد اليه، والحق بقومك كما
مات اخوك هرون في جبل هور ولحق بقومه.
51- لانكما لم تثقا بي في حضور الاسرائيليين عند ماء
مريبة قادش في برية صين، اذ لم تقدساني بين الشعب.
52- لهذا فانك تشهد الارض عن بعد، ولكنك لن تدخل الى
الارض التي اهبها لبني اسرائيل».
|
72 |
05 |
كتاب التثنية |
033 |
الله
1- وهذه هي البركة التي بارك بها موسى، رجل الله،
بني اسرائيل قبل موته،
2- فقال: «اقبل الرب من سيناء، واشرف عليهم من سعير،
وتالق في جبل فاران؛ جاء محاطا بعشرات الالوف من
الملائكة وعن يمينه يومض برق عليهم.
3- حقا انك انت الذي احببت الشعب؛ وجميع القديسين في
يدك، ساجدون عند قدميك يتلقون منك اقوالك،
4- التي تشتمل عليها الشريعة التي اوصانا بها موسى،
لتكون ميراثا لجماعة يعقوب.
5- صار الرب ملكا لشعبه حين اجتمع رؤساء اسباط
اسرائيل معا.
6- ليحي راوبين ولا يمت، وليتكاثر رجاله».
7- وقال عن يهوذا: «اسمع يارب دعاء يهوذا، واجمع
شمله بقومه، فانه بيديه يدافع عن قضيته فاعنه على
اعدائه».
8- وقال عن سبط لاوي: «لقد اعطيت يارب تميمك واوريمك
لرجلك الذي جربته وامتحنته في مسة، وخاصمته عند ماء
مريبة.
9- الذي قال عن والديه: لم ارهما، وباخوته لم يعترف،
وانكر ابناءه، بل اطاعوا وصاياك وصانوا عهدك.
10- هم يعلمون يعقوب احكامك وبني اسرائيل شريعتك،
يحرقون بخورا امام انفك وقرابين على مذبحك
11- بارك يارب مهاراتهم واغتبط بعمل ايديهم. حطم
متون مقاوميهم ومبغضيهم فلا تقوم لهم قائمة».
12- وقال عن سبط بنيامين: «انه حبيب الرب، يسكن لديه
آمنا، يصونه طول النهار، وبين منكبيه يسكن مطمئنا».
13- وقال عن سبط يوسف: «ليبارك الرب ارضه بنفائس
قطرات ندى السماء، وبلجج المياه الغائرة من تحت،
14- وبخير ما تنميه الشمس وما تغله الاقمار،
15- وبانفس ما تدخره الجبال القديمة، وباثمن كنوز
التلال الابدية،
16- وبافضل خيرات الارض وبركاتها، وبرضى الساكن في
العليقة. فلتنسكب هذه جميعها على راس يوسف، على جبين
الامير بين اخوته.
17- فهو في جلاله كالثور البكر، وقرناه مثل قرني ثور
وحشي، ينطح بهما الشعوب، حتى اولئك المقيمين في
اقاصي الارض. لتكن هكذا عشرات الوف افرايم، لتكن
هكذا الوف منسى».
18- وقال عن سبطي زبولون ويساكر: «افرح يازبولون
بخروجك، وانت يايساكر بخيامك،
19- فانهما يدعوان الشعب الى الجبل حيث يقربان
محرقات البر، لانهما يشبعان من خيرات البحار، ومن
الذخائر الكامنة في الرمل».
20- وقال عن سبط جاد: «لتحل البركة على من وسع تخوم
جاد حيث يربض جاد هناك كالاسد، يفترس الذراع مع قمة
الراس.
21- اختار خير الارض لنفسه، واحتفظ لنفسه بنصيب
القائد: وعندما اجتمع شيوخ الشعب اجرى حق الرب
العادل واحكامه مع اسرائيل».
22- وقال عن سبط دان: «دان مثل شبل اسد ينقض من
باشان».
23- وقال عن سبط نفتالي: «اشبع يانفتالي رضى،
وامتليء بركة من الرب، واملك ساحل البحر الابيض
المتوسط والنقب».
24- وقال عن سبط اشير: «اشير الابن الاكثر مباركة.
فليكن صاحب حظوة عند اخوته، وليغمس في الزيت قدميه.
25- ولتكن مزاليج ابوابك من حديد ونحاس، ولتعادل
قوتك امتداد ايامك.
26- ليس نظير الرب يابني اسرائيل يمتطي السماء
لمعونتكم والغمام في عظمته،
27- فالاله الابدي هو ملجاكم، وتحتكم تنبسط الاذرع
الابدية، يطرد امامكم اعداءكم قائلا: اهلكوهم.
28- ليسكن بنو اسرائيل آمنين وحدهم، ولتجر ينابيع
ماء يعقوب الى ارض حنطة وخمر، وتقطر سماؤه بالندى.
29- طوباكم يابني اسرائيل، اي شعب مثلكم منتصر
بالرب؟ انه ترسكم وعونكم وسيفكم المجيد. لكم يخضع
اعداؤكم، وانتم تطاون مرتفعاتهم».
|
73 |
06 |
كتاب يشوع |
003 |
الله
1- وفي الصباح التالي ارتحل يشوع وبنو اسرائيل من
شطيم، واتوا الى نهر الاردن حيث باتوا هناك قبل
اجتيازه.
2- وبعد ثلاثة ايام اخذ القادة يتجولون في وسط
المخيم،
3- آمرين الشعب: «عندما تشاهدون تابوت عهد الرب
الهكم محمولا على اكتاف الكهنة واللاويين، ارتحلوا
من اماكنكم واتبعوه.
4- لكي تعرفوا الطريق التي تسلكونها لانكم لم تمروا
بها من قبل. وليكن بينكم وبينه مسافة نحو الفي ذراع
(اي نحو كيلو متر) واياكم ان تقربوا منه».
5- وقال يشوع للشعب: «قدسوا انفسكم لان الرب يجري
غدا عجائب في وسطكم».
6- ثم قال يشوع للكهنة: «احملوا تابوت العهد وتقدموا
امام الشعب». فحملوا التابوت وساروا في طليعة الشعب.
7- فقال الرب ليشوع: «اليوم ابدا في تعظيمك في عيون
الاسرائيليين جميعا، ليدركوا انني معك كما كنت مع
موسى.
8- اما انت فامر الكهنة حاملي تابوت العهد قائلا:
عندما تبلغون ضفة مياه الاردن توقفوا فيها».
9- وقال يشوع لابناء اسرائيل: «تعالوا الى هنا
واسمعوا كلام الرب الهكم.
10- بهذا تعرفون عن يقين ان الله الحي موجود بينكم،
وانه يطرد من امامكم الكنعانيين والحثيين والحويين
والفرزيين والجرجاشيين والاموريين واليبوسيين.
11- فها تابوت عهد سيد كل الارض يجتاز امامكم في نهر
الاردن.
12- فاختاروا الآن اثني عشر رجلا من اسباط اسرائيل،
واحدا من كل سبط.
13- وعندما تستقر بطون اقدام الكهنة، حاملي تابوت
عهد الرب سيد الارض كلها، في قاع مجرى نهر الاردن،
تتوقف مياهه المنحدرة من المرتفعات، عن الجريان
وتتجمع على نفسها (كجدار)».
14- وحين ارتحل الشعب من خيامهم ليعبروا نهر الاردن،
وفي طليعتهم الكهنة حاملو تابوت العهد،
15- كان نهر الاردن يفيض على جميع ضفافه، لحلول موسم
الحصاد. وما ان اقبل الكهنة حاملو التابوت على مياه
الاردن وغسلوا ارجلهم في ضفة المياه،
16- حتى توقفت المياه المنحدرة من المرتفعات عن
الجريان، واخذت تتراكم على نفسها كما لو كانت محجوزة
وراء سد، بعيدا جدا عن مدينة ادام المجاورة لبلدة
صرتان. اما المياه المنصبة في البحر الميت فقد
انقطعت تماما عنه. وهكذا عبر الشعب قبالة اريحا.
17- فوقف الكهنة حاملو تابوت عهد الرب في وسط مجرى
نهر الاردن ريثما تم عبور جميع الشعب فوق ارضه
اليابسة نحو الضفة الاخرى.
|
74 |
06 |
كتاب يشوع |
014 |
الله
1- واورث العازار الكاهن ويشوع بن نون وقادة الشعب
ابناء اسرائيل الاراضي التي استولوا عليها في كنعان
2- وتم توزيعها على التسعة الاسباط ونصف السبط
بالقرعة بموجب ما امر الرب به على لسان موسى
3- اذ ان موسى كان قد وهب السبطين ونصف السبط ميراثا
في شرقي نهر الاردن، واما اللاويون فلم يورثهم نصيبا
بينهم،
4- لان ذرية يوسف كانت تنتمي الى سبطي منسى وافرايم،
اما اللاويون فلم يوزع موسى عليهم ارضا ولم يورثهم
سوى مدن يقيمون فيها ومراع مجاورة لرعي مواشيهم
وبهائمهم.
5- وهكذا قسم بنو اسرائيل الارض طبقا لامر الرب
لموسى.
6- واقبل وفد من سبط يهوذا على يشوع في الجلجال،
وقال له كالب بن يفنة القنزي: «انت تذكر ما خاطب به
الرب موسى رجل الله بشاني وشانك في قادش برنيع،
7- فقد كنت في الاربعين من عمري حين ارسلني موسى عبد
الرب، من قادش برنيع لاتجسس الارض، فعدت اليه
وانباته بما كان قلبي مقتنعا به.
8- اما اخوتي الذين ذهبوا معي فقد ملاوا قلب الشعب
رعبا باخبارهم عن اهل ارض الموعد. لكنني اتبعت الرب
الهي من كل قلبي.
9- لذلك حلف موسى في ذلك اليوم قائلا: ان الارض التي
وطئتها قدماك تكون لك ولاولادك نصيبا الى الابد،
لانك اتبعت الرب الهي من كل قلبك.
10- وها الرب قد ابقاني على قيد الحياة، كما وعد،
خمسة واربعين سنة منذ ان خاطب الرب موسى بهذا الكلام
حين تاه اسرائيل في القفر، فاصبحت الآن في الخامسة
والثمانين من عمري،
11- ولم ازل متمتعا بالقوة كالعهد بي عندما ارسلني
لتجسس الارض، فقوتي ما برحت كما هي ان للحرب او
للدخول والخروج.
12- والآن، هبني اقليم الجبل الذي تكلم عنه الرب في
ذلك اليوم، لانك انت بنفسك سمعت آنئذ ان العناقيين
كانوا هناك، وان مدنهم ضخمة وحصينة، لعلي اطردهم
بمعونة الرب كما وعد».
13- فباركه يشوع واعطاه حبرون ملكا له.
14- وهكذا ورث كالب بن يفنة القنزي حبرون الى هذا
اليوم، لانه اتبع الرب اله اسرائيل من كل قلبه.
15- وكانت حبرون تدعى من قبل قرية اربع على اسم بطل
العناقيين الاعظم. ثم استراحت الارض من الحرب.
|
75 |
06 |
كتاب يشوع |
022 |
الله
1- ثم استدعى يشوع الراوبينيين والجاديين ونصف سبط
منسى،
2- وقال لهم: «لقد وفيتم بكل ما اوصاكم به موسى عبد
الرب، واطعتم كلامي في كل ما امرتكم به.
3- ولم تتخلوا عن اخوتكم طوال هذه الايام الكثيرة
حتى هذه اللحظة، بل نفذتم المهمة التي اوكلها اليكم
الرب.
4- وها الرب الهكم الآن قد اراح اخوتكم كما وعدهم،
فانصرفوا الى خيامكم والى ارض ملككم التي وهبها لكم
موسى عبد الرب في شرقي الاردن.
5- انما احرصوا جدا على ممارسة الوصية والشريعة التي
امركم بها موسى عبد الرب، وهي ان تحبوا الرب الهكم
وتسلكوا في كل سبله وتطيعوا وصاياه وتتمسكوا به
وتعبدوه من كل قلوبكم ونفوسكم».
6- ثم باركهم يشوع واطلقهم، فمضوا الى خيامهم.
7- وكان موسى قد وهب لنصف سبط منسى ملكا في باشان،
اما نصفه الآخر فقد اعطاهم يشوع ميراثا مع اخوتهم
غربي نهر الاردن. وعندما اطلقهم يشوع ايضا الى
خيامهم باركهم
8- وقال لهم: «ارجعوا الى خيامكم بغنائم كثيرة
وبمواش وفيرة وبفضة وذهب ونحاس وحديد وملابس كثيرة
جدا، تقاسموا غنيمة اعدائكم مع اخوتكم».
9- فرجع ابناء راوبين وابناء جاد ونصف سبط منسى من
عند بني اسرائيل من شيلوه الواقعة في ارض كنعان، الى
ارض جلعاد، ارض ميراثهم التي امتلكوها حسب وعد الرب
على لسان موسى.
10- وعندما وصل رجال سبطي راوبين وجاد ونصف سبط منسى
حوض الاردن في ارض كنعان، شيدوا على ضفة نهر الاردن
مذبحا رائع المنظر.
11- فقيل لبني اسرائيل: «ها قد بنى ابناء راوبين
وجاد وابناء نصف سبط منسى مذبحا في حوض نهر الاردن
مقابل جانبنا من النهر».
12- فاحتشد كل رجال اسرائيل في شيلوه متاهبين
لمحاربتهم.
13- وارسلوا فينحاس بن العازار الكاهن الى ابناء
راوبين وابناء جاد وابناء نصف منسى في ارض جلعاد
14- على راس وفد من عشرة زعماء يمثل كل زعيم منهم
سبطا من اسباط اسرائيل.
15- وعندما وصلوا الى جلعاد قالوا لهم:
16- «هذا ما تقوله لكم كل جماعة الرب: ما هذه
الخيانة التي ارتكبتموها في حق اله اسرائيل فارتددتم
عن الرب وبنيتم لانفسكم مذبحا، متمردين بذلك على
الرب؟
17- الم يكفنا اثم فغور الذي لم نتطهر منه الى هذا
اليوم منذ ان تفشى الوبا في جماعة الرب،
18- حتى ترتدوا انتم اليوم عن الرب؟ اذا تمردتم
اليوم على الرب فانه يسخط غدا على كل جماعة اسرائيل.
19- فان كانت ارضكم نجسة فتعالوا الى ارض الرب، التي
نصب فيها مسكن الرب، ورثوا بيننا، ولكن لا تتمردوا
على الرب ولا علينا بتشييدكم لانفسكم مذبحا غير مذبح
الرب الهنا.
20- الم يرتكب عخان بن زارح خيانة فسرق ما حرمه الله
، فانصب السخط على كل جماعة اسرائيل ولم يكن هو وحده
فقط الذي هلك من جراء اثمه؟»
21- فاجابهم ابناء راوبين وجاد ونصف سبط منسى:
22- «ان الرب القدير هو اله كل الآلهة؛ ان الرب
القدير هو اله كل الآلهة. هو يعلم، وعلى شعب اسرائيل
ان يعلم اننا لم نبن المذبح تمردا عليه او خيانة في
حقه والا فليهلكنا هذا اليوم،
23- وليعاقبنا الرب نفسه ان كنا قد شيدنا هذا المذبح
للارتداد عنه او لاصعاد محرقة او تقدمة او تقريب
ذبائح سلام عليه.
24- انما اقمناه خوفا من ان يقول يوما اولادكم
لاولادنا: باي حق تعبدون الرب اله اسرائيل؟
25- لقد جعل الرب نهر الاردن حدا فاصلا بينكم وبيننا
ياابناء سبطي راوبين وجاد، فليس لكم نصيب في الرب،
وبذلك يثني اولادكم اولادنا عن تقوى الرب.
26- وذلك ما جعلنا نقول: هيا نبن مذبحا، لا لنقدم
عليه محرقة او ذبيحة،
27- انما ليكون شاهدا بيننا وبينكم وبين اجيالنا
القادمة بعدنا، باننا نعبد الرب بذبائحنا ومحرقاتنا
وتقدمات سلامنا، فلا يقول ابناؤكم غدا لابنائنا: ليس
لكم نصيب في الرب.
28- وقلنا: اذا حدث وقالوا ذلك لاجيالنا غدا، انهم
يجيبونهم: انظروا شبه مذبح الرب الذي شيده آباؤنا،
لا للمحرقة ولا للذبيحة، بل ليكون شاهدا بيننا
وبينكم.
29- فحاشا لنا ان نتمرد على الرب ونرتد عنه ببناء
مذبح للمحرقة او التقدمة او الذبيحة غير مذبح الرب
الهنا القائم امام مسكنه».
30- فلما سمع فينحاس الكاهن وقادة جماعة اسرائيل
المرافقين له ما اجاب به ابناء سبطي راوبين وجاد
وابناء نصف سبط منسى، حظي ذلك برضاهم.
31- فقال فينحاس بن العازار الكاهن لهم: «اليوم
عرفنا ان الرب بيننا، لانكم لم ترتكبوا هذه الخيانة
بحقه، وبذلك انقذتم بني اسرائيل من عقاب الرب».
32- ورجع فينحاس بن العازار الكاهن والرؤساء عائدين
من ارض جلعاد الى ارض كنعان حيث يقيم الاسرائيليون
واخبروهم بجوابهم.
33- فاغتبط الاسرائيليون وباركوا الرب وتخلوا عن
فكرة محاربة الراوبينيين والجاديين وتخريب ارضهم.
34- وسمى بنو راوبين وبنو جاد المذبح «الشاهد» لانهم
قالوا انه شاهد بيننا بان الرب هو الهنا.
|
76 |
06 |
كتاب يشوع |
024 |
الله
1- ثم جمع يشوع كل اسباط اسرائيل في شكيم، ودعا
شيوخهم ورؤساءهم وقضاتهم وعرفاءهم فمثلوا في حضرة
الرب.
2- وقال يشوع لجميع الشعب: «هذا ما يقوله الرب اله
اسرائيل: لقد اقام اجدادكم، ومن جملتهم تارح ابو
ابراهيم وابو ناحور منذ القدم في شرقي نهر الفرات
حيث عبدوا آلهة اخرى،
3- فاخذت اباكم ابراهيم من شرقي النهر وقدته عبر ارض
كنعان وكثرت نسله، ورزقته باسحق،
4- وانعمت على اسحق بيعقوب وعيسو، فوهبت عيسو جبل
سعير ميراثا. واما يعقوب وابناؤه فقد انحدروا الى
مصر.
5- ثم ارسلت موسى وهرون، وانزلت بمصر البلايا بسبب
ما صنعته بها، ثم اخرجتكم منها.
6- وحررت آباءكم من عبودية مصر. ولما دخلوا البحر
الاحمر ولحق بهم المصريون بمركبات وفرسان،
7- استغاثوا بي فاقمت حاجزا من ظلام بينهم وبين
المصريين، ورددت البحر فاطبق عليهم فغرقوا. وشهدوا
بام اعينهم ما صنعته في مصر. واقاموا في الصحراء
حقبة طويلة.
8- ثم اتيت بكم الى ارض الاموريين المقيمين شرقي نهر
الاردن فحاربوكم، غير اني اسلمتهم اليكم، فامتلكتم
ارضهم، وابدتهم من امامكم.
9- وهب بالاق بن صفور ملك موآب لمحاربتكم، واستدعى
اليه بلعام بن بعور لكي يلعنكم.
10- فلم ارد ان استجيب لبلعام، فبارككم بركة بعد
بركة، وانقذتكم من يده.
11- ثم اجتزتم نهر الاردن وحاصرتم اريحا، فتصدى لكم
اصحابها الاموريون والفرزيون والكنعانيون والحثيون
والجرجاشيون والحويون واليبوسيون، فاسلمتهم اليكم.
12- وارسلت امامكم اسراب الزنابير وطردت ملكي
الاموريين من وجهكم، فلم تكن سيوفكم ولا سهامكم هي
التي نصرتكم.
13- ووهبتكم ارضا لم تتعبوا فيها ومدنا لم تبنوها
فاقمتم فيها، وكروما وزيتونا لم تغرسوها واكلتم
منها.
14- والآن اتقوا الرب واعبدوه بكل امانة، وانزعوا
الاوثان التي عبدها آباؤكم في شرقي نهر الفرات وفي
مصر واعبدوا الرب.
15- وان ساءكم ان تعبدوا الرب، فاختاروا لانفسكم
اليوم من تعبدون سواء من الآلهة التي عبدها آباؤكم
الذين استوطنوا شرقي نهر الفرات ام آلهة الاموريين
الذين انتم مقيمون في ارضهم. اما انا وبيتي فنعبد
الرب».
16- فاجاب الشعب: «حاشا لنا ان ننبذ الرب لنعبد آلهة
اخرى،
17- لان الرب الهنا هو الذي اخرجنا واخرج آباءنا من
ديار مصر من تحت نير العبودية، وهو الذي اجرى على
مشهد منا تلك الآيات العظيمة، ورعانا في كل الطريق
التي سرنا فيها، وفي وسط جميع الشعوب الذين مررنا
بهم،
18- وطرد الرب من وجهنا جميع الشعوب، ومن جملتهم
الاموريون المقيمون في الارض. فنحن ايضا نعبد الرب
لانه هو الهنا».
19- فقال لهم يشوع: «لن تقدروا ان تعبدوا الرب حق
العبادة لانه اله قدوس وغيور ولن يغفر لكم خطاياكم
وذنوبكم.
20- واذا نبذتم الرب وعبدتم الاوثان فانه ينقلب
عليكم ويفجعكم ويفنيكم بعد ان احسن اليكم».
21- فقال الشعب ليشوع: «لا، بل الرب نعبد».
22- فقال لهم يشوع: «انتم شهود على انفسكم، فقد
اخترتم الرب لانفسكم لتعبدوه». فاجابوا: «نحن شهود».
23- فقال يشوع: «اذن انزعوا الآن الآلهة الغريبة
التي معكم واخضعوا قلوبكم للرب اله اسرائيل».
24- فاجابوا: «الرب الهنا نعبد، وامره نطيع».
25- في ذلك اليوم قطع يشوع عهدا للشعب وسن لهم في
شكيم شرائع واحكاما.
26- ودون يشوع هذا الكلام في كتاب شريعة الله،
وتناول حجرا كبيرا ونصبه هناك تحت البلوطة التي عند
بيت الرب.
27- ثم قال للشعب جميعه: «ان هذا الحجر شاهد عليكم
لئلا تجحدوا الهكم».
28- ثم صرف يشوع كل واحد الى مسكنه.
29- وما لبث بعد ذلك ان مات يشوع بن نون عبد الرب،
وقد بلغ من العمر مئة وعشر سنوات،
30- فدفنوه في ارض ميراثه في تمنة سارح التي في جبل
افرايم شمالي جبل جاعش.
31- وعبد الاسرائيليون الرب طوال حياة يشوع، وفي
اثناء ايام الشيوخ الذين عمروا طويلا بعد يشوع، ممن
شهدوا كل معاملات الرب التي اجراها مع اسرائيل.
32- ودفن بنو اسرائيل عظام يوسف التي نقلوها معهم من
مصر في شكيم، في قطعة الارض التي اشتراها يعقوب من
بني حمور ابي شكيم بمئة قطعة من الفضة، والتي اصبحت
جزءا من ميراث ذرية يوسف.
33- ومات ايضا العازار بن هرون فدفنوه في جبعة
فينحاس ابنه التي اعطيت له في جبل افرايم.
|