اسماء علم محددة
من الكتاب المقدس بعهده الجديد، الكتب المحتضنة

الايات - القديم 1 2 3 4 5 6  الجديد

الكتب - القديم 1 2 3 4 5 6 7 8 9  الجديد 1 2

العودة الى الاساس

     

الرب

           لائحة بالكتب مع مختصر لمضمون الفصول او الاصحاحات التي تحتضن هذه الكالمة الاسم.
 
  • بالون الاسود - يعني ان هذا الاسم المحتضن له علاقة
  • بالون الاحمر - يعني ان هذا الاسم المحتضن لا علاقة له
 
   الكتاب اسم الكتاب  الفصل   مضمون ...
1 44 اعمال الرسل 001 الرب
1- دونت في كتابـي الاول، يا ثاوفـيلس، جميع ما عمل يسوع وعلم من بدء رسالته
2- الى اليوم الذي ارتفع فيه الى السماء، بعدما اعطى بالروح القدس وصايا للذين اختارهم رسلا.
3- ولهم اظهر نفسه حيا ببراهين كثيرة، وتراءى لهم مدة اربعين يوما بعد آلامه، وكلمهم على ملكوت الله.
4- وبينما هو ياكل معهم قال: «لا تتركوا اورشليم، بل انتظروا فيها ما وعد به الآب وسمعتموه مني:
5- يوحنا عمد بالماء، واما انتم فتتعمدون بالروح القدس بعد ايام قليلة«.

6- فسال الرسل يسوع عندما كانوا مجتمعين معه: «يا رب، افي هذا الزمن تعيد الملك الى اسرائيل؟«

7- فاجابهم: «ما لكم ان تعرفوا الاوقات والازمنة التي حددها الآب بسلطانه.
8- ولكن الروح القدس يحل عليكم ويهبكم القوة، وتكونون لي شهودا في اورشليم واليهودية كلها والسامرة، حتى اقاصي الارض«.

9- ولما قال يسوع هذا الكلام ارتفع الى السماء وهم يشاهدونه، ثم حجبته سحابة عن انظارهم.

10- وبينما هم ينظرون الى السماء وهو يبتعد عنهم، ظهر لهم رجلان في ثـياب بيضاء
11- وقالا لهم: «ايها الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء؟ يسوع هذا الذي صعد عنكم الى السماء سيعود مثلما رايتموه ذاهبا الى السماء«.

12- رجع الرسل الى اورشليم من الجبل الذي يقال له جبل الزيتون، وهو قريب من اورشليم على مسيرة سبت منها.
13- ولما دخلوا المدينة صعدوا الى غرفة في اعلى البيت كانوا يقيمون فيها، وهم بطرس ويوحنا، ويعقوب واندراوس، وفيلبس وتوما، وبرتولوماوس ومتى، ويعقوب بن حلفى، وسمعان الوطنـي الغيور، ويهوذا بن يعقوب.
14- وكانوا يواظبون كلهم على الصلاة بقلب واحد، مع بعض النساء ومريم ام يسوع واخوته.

15- وفي تلك الايام خطب بطرس في الاخوة، وكان عدد الحاضرين نحو مئة وعشرين، فقال:
16- »يا اخوتي، كان لا بد ان يتم ما انبا به الروح القدس في الكتاب من قبل بلسان داود، على يهوذا الذي جعل نفسه دليلا للذين قبضوا على يسوع.
17- كان واحدا منـا وله نصيب معنا في هذه الخدمة،
18- ثم اشترى بثمن الجريمة حقلا، فوقع على راسه وانشق من وسطه، واندلقت امعاؤه كلها.
19- وعرف ذلك سكـان اورشليم كلهم، حتى تسمى هذا الحقل في لغتهم «حقل دما« اي حقل الدم.
20- فكتاب المزامير يقول: «لتصر داره خرابا، ولا يكن فيها ساكن«. ويقول ايضا: «لـياخذ وظيفته آخر«.

21- ونحن فينا رجال رافقونا طوال المدة التي قضاها الرب يسوع بيننا،
22- منذ ان عمده يوحنا الى يوم ارتفع عنـا، فيجب ان نختار واحدا منهم ليكون شاهدا معنا على قيامة يسوع«.

23- فاقترح الاخوة اثنين منهم هما يوسف المدعو بارسابا الملقب بـيوستس، ومتياس.
24- ثم صلـوا فقالوا: «يا رب، انت تعرف ما في القلوب. اظهر لنا من اخترت من هذين الرجلين
25- ليقوم بالخدمة والرسالة مقام يهوذا الذي تركهما ومضى ليلقى مصيره«.

26- ثم اقترعوا فاصابت القرعة متياس، فانضم الى الرسل الاحد عشر. حلول الروح القدس.
 
2 44 اعمال الرسل 002 الرب
1- ولما جاء اليوم الخمسون، كانوا مجتمعين كلهم في مكان واحد،
2- فخرج من السماء فجاة دوي كريح عاصفة، فملا البيت الذي كانوا فيه.
3- وظهرت لهم السنة كانها من نار، فانقسمت ووقف على كل واحد منهم لسان.
4- فامتلاوا كلهم من الروح القدس، واخذوا يتكلمون بلغات غير لغتهم، على قدر ما منحهم الروح القدس ان ينطقوا.

5- وكان في اورشليم اناس اتقياء من اليهود جاؤوا من كل امة تحت السماء.
6- فلما حدث ذلك الصوت، اجتمع النـاس وهم في حيرة، لان كل واحد منهم كان يسمعهم يتكلمون بلغته.
7- فاحتاروا وتعجبوا وقالوا: «اما هؤلاء المتكلمون كلهم من الجليل؟
8- فكيف يسمعهم كل واحد منـا بلغة بلده؟
9- نحن من برثــية ومادية وعيلام وما بين النهرين واليهودية وكبدوكية وبنطس وآسية
10- وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبـية المجاورة لقيرين، ورومانيون مقيمون هنا
11- وكريتــيون وعرب، يهود ودخلاء، ومع ذلك نسمعهم يتكلمون بلغاتنا على اعمال الله العظيمة! «
12- وكانوا كلهم حائرين مذهولين يقول بعضهم لبعض: «ما معنى هذا؟«
13- لكن آخرين كانوا يقولون ساخرين: «اسكرتهم الخمر«.

14- فوقف بطرس مع التلاميذ الاحد عشر، ورفع صوته وقال لهم: «ايها اليهود، ويا جميع المقيمين في اورشليم، اصغوا الى كلامي واعلموا هذا:
15- ما هؤلاء سكارى كما تظنون، فنحن بعد في التاسعة صباحا.
16- وما هذا الا ما قاله النبـي يوئيل:   
17- قال الله: «في الايام الاخيرة افيض من روحي على جميع البشر، فيتنبا بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم احلاما.
18- وعلى عبـيدي، رجالا ونساء، افيض من روحي في تلك الايام فيتنباون كلهم.
19- واعمل عجائب فوق في السماء ومعجزات تحت في  الارض: يكون دم ونار ودخان كثيف،
20- وتصير الشمس ظلاما والقمر دما قبل ان يجيء اليوم البهي العظيم، يوم الرب.
21- فمن دعا باسم الرب يخلص«.

22- يا بني اسرائيل اسمعوا هذا الكلام: كان يسوع النـاصري رجلا ايده الله بينكم بما اجرى على يده من العجائب والمعجزات والآيات كما انتم تعرفون.
23- وحين اسلم اليكم بمشيئة الله المحتومة وعلمه السابق، صلبتموه وقتلتموه بايدي الكافرين.
24- ولكن الله اقامه وحطم قيود الموت، فالموت لا يمكن ان يبقـيه في قبضته،
25- لان داود يقول فيه: »رايت الرب معي في كل حين فهو عن يميني لئلا اضطرب،
26- لذلك فرح قلبـي وهلل لساني، وجسدي سيرقد على رجاء،
27- لانك لا تتركني في عالم الاموات ولا تدع قدوسك يرى الفساد.
28- هديتني طريق الحياة، وستملاني سرورا برؤية وجهك«.

29- ايها الاخوة: دعوني اقول لكم جهارا: مات ابونا داود ودفن، وقبره هنا عندنا الى هذا اليوم.
30- وكان نبـيا، فعرف ان الله حلف له يمينا ان من نسله يقيم من يستوي على عرشه.
31- وراى داود من قبل قـيامة المسيح وتكلم عليها فقال: ما تركه الله في عالم الاموات، ولا نال من جسده الفساد.
32- فيسوع هذا اقامه الله، ونحن كلنا شهود على ذلك.
33- فلما رفعه الله بـيمينه الى السماء، نال من الآب الروح القدس الموعود به فافاضه علينا، وهذا ما تشاهدون وتسمعون.
34- فداود ما صعد الى السماء، وهو نفسه يقول: »قال الرب لربـي: اجلس عن يميني
35- حتى اجعل اعداءك موطئا لقدميك«.

36- فليعلم بنو اسرائيل كلهم علم اليقين ان الله جعل يسوع هذا الذي صلبــتموه انتم ربا ومسيحا«.

37- فلما سمع الحاضرون هذا الكلام، وخزتهم قلوبهم، فقالوا لبطرس وسائر الرسل: «ماذا يجب علينا ان نعمل، ايها الاخوة؟«

38- فقال لهم بطرس: «توبوا وليتعمد كل واحد منكم باسم يسوع المسيح، فتغفر خطاياكم وينعم عليكم بالروح القدس،
39- لان الوعد لكم ولاولادكم ولجميع البعيدين، بقدر ما يدعو منهم الرب الهنا«.

40- وكان بطرس يناشدهم ويعظهم بكلام آخر ويقول: «تخلصوا من هذا الجيل الفاسد! «

41- فالذين قبلوا كلامه تعمدوا، فانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس.
42- وكانوا يداومون على الاستماع الى تعليم الرسل وعلى الحياة المشتركة وكسر الخبز والصلاة.

43- وتمت عجائب وآيات كثيرة على ايدي الرسل، فاستولى الخوف على جميع النفوس.
44- وكان المؤمنون كلهم متحدين، يجعلون كل ما عندهم مشتركا بينهم،
45- يبيعون املاكهم وخيراتهم ويتقاسمون ثمنها على قدر حاجة كل واحد منهم.
46- وكانوا يلتقون كل يوم في الهيكل بقلب واحد، ويكسرون الخبز في البيوت، ويتناولون الطعام بفرح وبساطة قلب،
47- ويسبحون الله، وينالون رضى الناس كلهم. وكان الرب كل يوم يزيد عدد الذين انعم عليهم بالخلاص.
 
3 44 اعمال الرسل 003 الرب
1- وصعد بطرس ويوحنا الى الهيكل لصلاة الساعة الثالثة بعد الظهر،
2- فاذا بعض النـاس يحملون رجلا كسيحا منذ مولده. وكانوا يضعونه كل يوم عند باب الهيكل المعروف بالباب الجميل ليستعطـي الداخلين.
3- فلما راى بطرس ويوحنا يدخلان الهيكل طلب ان يتصدقا عليه.
4- فتفرسا فيه، ثم قالله بطرس: «انظر الينا! «

5- فنظر اليهما متوقعا ان ينال شيئا.
6- فقال له بطرس: «لا فضة عندي ولا ذهب، ولكني اعطيك ما عندي: باسم يسوع المسيح النـاصري قم وامش«.

7- وامسك بـيده اليمنى وانهضه، فاشتدت قدماه وكعباه في الحال،
8- فقام واثــبا واخذ يمشي. ودخل الهيكل معهما، ماشيا قافزا يمجد الله.
9- وشاهده النـاس كلهم يمشي ويمجد الله،
10- فعرفوا انه هو الشحاذ الذي كان يقعد عند «الباب الجميل«، فامتلاوا حيرة وعجبا مما جرى له.

11- وبينما الرجل يلازم بطرس ويوحنا تدافع الناس كلهم في حيرة نحو الرواق الذي يقال له رواق سليمان.
12- فلما رآهم بطرس على هذه الحال قال لهم: «يا بني اسرائيل، ما بالكم تتعجبون مما جرى؟ ولماذا تنظرون الينا كاننا بقدرتنا او تقوانا جعلنا هذا الرجل يمشي؟  
13- اله ابراهيم واسحق ويعقوب، اله آبائنا، هو الذي مجد فتاه يسوع الذي اسلمتموه الى اعدائهوانكرتموه امام بيلاطس، وكان عزم على اخلاء سبيله.
14- نعم، انكرتم القدوس البار وطلبتم العفو عن قاتل.
15- فقتلتم منبع الحياة، ولكن الله اقامه من بين الاموات، ونحن شهود على ذلك.
16- وبفضل الايمان باسمه عادت القوة الى هذا الرجل الذي ترونه وتعرفونه. فالايمان بيسوع هو الذي جعله في كمال الصحة امام انظاركم جميعا.

17- انا اعرف، ايها الاخوة، ان ما فعلتم انتم ورؤساؤكم بيسوع كان عن جهل.
18- فاتم الله ما اوحى الى جميع انبيائه، وهو ان مسيحه سيتالم.
19- فتوبوا وارجعوا تغفر خطاياكم.
20- فتجيء ايام الفرج من عند الرب، حين يرسل اليكم المسيح الذي سبق ان عيــنه لكم، اي يسوع
21- الذي يجب ان يبقى في السماء الى ان يحين زمن تجديد كل شيء، مثلما اعلن الله من قديم الزمان بلسان انبيائه الاطهار.
22- فان موسى قال: سيقيم الرب الهكم من بين اخوتكم نبـيا مثلي، فاسمعوا له في كل ما يقوله لكم،
23- ومن لا يسمع لهذا النبي، يقتلع من بين الشعب.
24- والانبياء كلهم، من صموئيل الى الذين جاؤوا بعده تكلموا فانباوا هم ايضا بمجيء هذه الايام.
25- فانتم ابناء الانبـياء والعهد الذي عقده الله لآبائكم، حين قال لابراهيم: بنسلك ابارك كل شعوب الارض.
26- فلكم اولا اقام الله فتاه وارسله بركة لكم ترد كل واحد منكم عن شروره«.
 
4 44 اعمال الرسل 004 الرب
1- وبينما بطرس ويوحنا يخطبان في الشعب، جاء اليهما الكهنة ورئيس حرس الهيكل والصدوقيون،
2- وهم مستاؤون لانهما كانا يعلمان الشعب ويعلنان قيامة الاموات بقـيامة يسوع.
3- فامسكوهما وحبسوهما الى الغد، لانه جاء المساء.
4- وآمن كثير من الذين سمعوا الكلمة، فبلغ عدد المؤمنين من الرجال نحو خمسة آلاف.

5- وفي الغد اجتمع في اورشليم رؤساء اليهود والشيوخ ومعلمو الشريعة
6- وحنـان رئيس الكهنة وقيافا ويوحنا واسكندر وابناء رؤساء الكهنة كلهم.
7- ثم استدعوا بطرس ويوحنا وسالوهما: «باي سلطة او باي اسم عملتما هذا؟«
8- فاجابهم بطرس وهو ممتلئ من الروح القدس: «يا رؤساء الشعب، ويا ايها الشيوخ،
9- اذا كنتم تسالوننا اليوم عن الاحسان الى مريض لتعرفوا كيف شفي،
10- فاعلموا جميعا، وليعلم شعب اسرائيل كله، ان هذا الرجل يقف هنا امامكم صحيحا معافى باسم يسوع المسيح النـاصري الذي صلبتموه انتم واقامه الله من بين الاموات.
11- هذا هو «الحجر الذي رفضتموه ايها البناؤون، فصار راس الزاوية«.

12- لا خلاص الا بيسوع، فما من اسم آخر تحت السماء وهبه الله للناس نقدر به ان نخلص«.

13- فلما راى اعضاء المجلس جراة بطرس ويوحنا، تعجبوا لانهم عرفوهما اميين من عامة النـاس. ولكنهم علموا انهما كانا قبلا مع يسوع.
14- وهم الى ذلك يشاهدون الرجل الذي شفي واقفا قربهما، فما كان لهم ما يجادلون فيه.
15- فامروهما ان يخرجا من المجلس، ثم تشاوروا
16- وقالوا: «ماذا نفعل بهذين الرجلين؟ فكل سكان اورشليم يعرفون ان هذه الآية المبـينة تمت على ايديهما، فلا نقدر ان ننكرها.
17- ولكن لئلا يزداد انتشار هذا الخبر بين الشعب، فلننذرهما بان لا يعودا الى ذكر اسم يسوع امام احد«.
18- ثم استدعوهما وامروهما ان لا ينطقا او يعلما باسم يسوع.

19- فقال لهم بطرس ويوحنا: «انتم انفسكم احكموا: هل الحق عند الله ان نطيعكم ام ان نطيع الله؟
20- اما نحن فلا يمكننا الا ان نتحدث بما راينا وسمعنا«.
21- فانذروهما ثانية، ولكنهم حاروا كيف يعاقبونهما، فاخلوا سبيلهما خوفا من الشعب. فالناس كلهم كانوا يمجدون الله على ما جرى،
22- لان الرجل الذي نال هذا الشفاء العجيب جاوز حد الاربعين.

23- ولما اخلى المجلس سبيل بطرس ويوحنا، رجعا الى رفاقهما واخبراهم بكل ما قال لهما رؤساء الكهنة والشيوخ.
24- وعندما سمعوا ذلك، رفعوا اصواتهم الى الله بقلب واحد، فقالوا: «يا رب، يا خالق السماء والارض والبحر وكل شيء فيها،
25- انت قلت بلسان ابـينا داود عبدك بوحي من الروح القدس: لماذا هاجت الامم وتآمرت الشعوب باطلا؟
26- قام ملوك الارض وتحالف الرؤساء كلهم على الرب ومسيحه.

27- نعم، تحالف في هذه المدينة هيرودس، وبنطيوس بيلاطس وبنو اسرائيل والغرباء على فتاك القدوس يسوع الذي جعلته مسيحا،
28- فعملوا ما سبق ان قضت يدك ومشيئتك ان يكون.
29- فانظر الآن، يا رب الى تهديداتهم وامنحنا نحن عبيدك ان نعلن كلمتك بكل جراة.
30- مد يدك لتاتي بالشفاء والآيات والعجائب باسم فتاك القدوس يسوع«.

31- وبينما هم يصلون اهتز المكان الذي كانوا مجتمعين فيه. وامتلاوا كلهم من الروح القدس، فاخذوا يعلنون كلمة الله بجراة.

32- وكان جماعة المؤمنين قلبا واحدا وروحا واحدة، لا يدعي احد منهم ملك ما يخصه، بل كانوا يتشاركون في كل شيء لهم.
33- وكان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع، تؤيدها قدرة عظيمة. وكانت النعمة وافرة عليهم جميعا
34- فما كان احد منهم في حاجة، لان الذين يملكون الحقول او البيوت كانوا يبيعونها ويجيئون بثمن المبيع،
35- فيلقونه عند اقدام الرسل ليوزعوه على قدر احتياج كل واحد من الجماعة.

36- وهكذا عمل يوسف، وهو لاوي قبرصي الاصل لقبه الرسل ببرنابا، اي ابن التعزية،
37- فباع حقلا يملكه وجاء بثمنه والقاه عند اقدام الرسل.
 
5 44 اعمال الرسل 005 الرب
1- ولكن رجلا اسمه حنانـيا باع ملكا له بموافقة امراته سفيرة،
2- فاحتفظ بقسم من الثمن بعلم منها، وجاء بالقسم الآخر والقاه عند اقدام الرسل.
3- فقال له بطرس: «يا حنانيا، لماذا استولى الشيطان على قلبك فكذبت على الروح القدس واحتفظت بقسم من ثمن الحقل؟
4- اما كان الحقل كله يبقى لك لو ابقيته؟ ولما بعته، اما كان لك ان تحتفظ بثمنه؟ فكيف نويت في قلبك هذا العمل؟ انت كذبت على الله، لا على الناس«.

5- فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع ميتا، فملا الخوف جميع الذين سمعوا بذلك.
6- وقام بعض الشبان، فكفنوه وحملوه الى الخارج ودفنوه.

7- وبعد نحو ثلاث ساعات، دخلت امراته وهي لا تعرف ما جرى.
8- فسالها بطرس: «قولي لي: ابهذا الثمن بعتما الحقل؟« اجابت: «نعم، بهذا الثمن! «

9- فقال لها بطرس: «لماذا اتفقتما على تجربة روح الرب؟ هذه اقدام الذين دفنوا زوجك على الباب، وسيحملونك انت ايضا! «

10- فوقعت في الحال عند قدمي بطرس وماتت. فدخل الشبان ووجدوها ميتة، فحملوها ودفنوها بجانب زوجها.
11- فاستولى خوف شديد على الكنيسة كلها وعلى جميع الذين عرفوا هذه الاخبار.

12- وجرى على ايدي الرسل بين الشعب كثير من العجائب والآيات، وكانوا يجتمعون بقلب واحد في رواق سليمان.
13- وما تجاسر احد ان يخالطهم، بل كان الشعب يعظمهم.
14- وتكاثر عدد المؤمنين بالرب من الرجال والنساء،
15- حتى انهم كانوا يحملون مرضاهم الى الشوارع ويضعونهم على الاسرة والفرش، حتى اذا مر بطرس يقع ولو ظله على احد منهم.
16- وكانت جموع الناس تجيء الى اورشليم من المدن المجاورة تحمل المرضى والذين فيهم ارواح نجسة، فيشفون كلهم.

17- واشتدت نقمة رئيس الكهنة واتباعه من شيعة الصدوقيين،
18- فامسكوا الرسل والقوهم في السجن العام.
19- ولكن ملاك الرب فتح ابواب السجن في الليل واخرج الرسل وقال لهم:
20- »اذهبوا الى الهيكل وبشروا الشعب بتعاليم الحياة الجديدة«.
21- فسمعوا له ودخلوا الهيكل عند الفجر واخذوا يعلمون. فجاء رئيس الكهنة واتباعه وجمعوا المجلس وشيوخ الشعب وامروا باحضار الرسل من السجن.
22- فذهب الحرس الى السجن فما وجدوهم هناك، فرجعوا الى المجلس_
23- وقالوا: «وجدنا السجن مغلقا جيدا والحرس واقفين على الابواب، فلما فتحناه ما وجدنا فيه احدا«.

24- فحار قائد حرس الهيكل ورؤساء الكهنة عندما سمعوا هذا الكلام وتساءلوا: كيف جرى هذا؟
25- فدخل عليهم رجل وقال لهم: «ها هم الرجال الذين القيتموهم في السجن يعلمون الشعب في الهيكل! «

26- فذهب قائد الحرس مع رجاله وجاؤوا بالرسل من غير عنف، لانهم خافوا ان يرجمهم الشعب.

27- فلما ادخلوا الرسل الى المجلس، قال_ لهم رئيس الكهنة:
28- »امرناكم بشدة ان لا تعلموا بهذا الاسم، فملاتم اورشليم بتعاليمكم، وتريدون ان تلقوا المسؤولـية علينا في دم هذا الرجل«.

29- فاجابهم بطرس والرسل: «يجب_ ان نطيع الله لا النـاس.
30- اله آبائنا اقام يسوع الذي علقتموه على خشبة وقتلتموه.
31- فهو الذي رفعه الله بـيمينه وجعله رئيسا ومخلصا ليمنح شعب اسرائيل التوبة وغفران الخطايا،
32- ونحن شهود على هذا كله. وكذلك يشهد الروح القدس الذي وهبه الله للذين يطيعونه«.

33- فلما سمع اعضاء المجلس هذا الكلام، غضبوا كثيرا وعزموا على قتلهم.
34- ولكن واحدا منهم اسمه غمالائيل، وهو فريسي من معلمي الشريعة، يحترمه الشعب كله، امر باخراج الناس قليلا،
35- ثم قال لاعضاء المجلس: «يا بني اسرائيل، اياكم وما انتم عازمون ان تفعلوا بهؤلاء الرجال.
36- قام ثوداس قبل هذه الايام، وادعى انه رجل عظيم، فتبعه نحو اربعمئة رجل. ولكنه قتل وتفرق جميع اتباعه وزال اثرهم.
37- ثم قام يهوذا الجليلي في زمن الاحصاء، فجر وراءه جماعة من النـاس، فهلك ايضا وتشتت جميع الذين اطاعوه.
38- والآن اقول لكم: اتركوا هؤلاء الرجال وشانهم ولا تهتموا بهم، لان ما يبشرون به او ما يعلمونه يزول اذا كان من عند البشر.
39- اما اذا كان من عند الله، فلا يمكنكم ان تزيلوه لئلا تصيروا اعداء الله«.

40- فوافقه جميع اعضاء المجلس على رايه ودعوا الرسل، فجلدوهم وامروهم ان لا يتكلموا باسم يسوع، ثم اطلقوهم.

41- فخرج الرسل من المجلس فرحين، لان الله وجدهم اهلا لقبول الاهانة من اجل اسم يسوع.
42- وكانوا يعلمون كل يوم في الهيكل وفي البيوت ويبشرون بان يسوع هو المسيح.
 
6 44 اعمال الرسل 007 الرب
1- فقال رئيس الكهنة لاستفانوس: «اهذا صحيح؟«
2- فاجاب: «اسمعوا، ايها الاخوة والآباء: «ظهر اله المجد لابينا ابراهيم وهو في ما بين النهرين، قبل ان يسكن في حران،
3- وقال له: اترك ارضك وعشيرتك وارحل الى الارض التي اريك.
4- فترك بلاد الكلدانيين وسكن في حران. وبعدما مات ابوه، نقله الله منها الى هذه الارض التي تسكنون فيها الآن،
5- من غير ان يعطيه فيها ميراثا او موضع قدم. الا ان الله وعده بان يجعلها ملكا له ولنسله من بعده، مع انه ما كان له ولد.
6- وقال الله: سيسكن نسلك في بلاد غريبة، فيكونون عبيدا ويعانون الذل مدة اربعمئة سنة«. وقال الله:
7- »ولكني سادين الشعب الذي يستعبدكم، ثم يخرجون من تلك البلاد ويعبدوني هنا في هذا المكان«.
8- واعطى الله ابراهيم عهد الختان، فــولد ابراهيم ابنه اسحق وختنه في اليوم الثامن. وختن اسحق يعقوب، ويعقوب ختن الآباء الاثني عشر.

9- وحسد الآباء الاولون يوسف فباعوه، فجيء به الى مصر. وكان الله معه،
10- فخلصه من جميع مصائبه، ووهبه نعمة وحكمة عند فرعون ملك مصر، فولاه فرعون على مصر وعلى قصره.
11- ووقعت في مصر كلها وارض كنعان مجاعة وضيق شديد، فاحتاج آباؤنا الى القوت.
12- وسمع يعقوب ان في مصر قمحا، فارسل آباءنا الى هناك اول مرة،
13- وفي المرة الثانية تعرف يوسف الى اخوته، وتبين اصله لفرعون،
14- فاستدعى يوسف اباه يعقوب وجميع عشيرته، وكانوا خمسة وسبعين شخصا.
15- فنزل يعقوب الى مصر ومات فيها هو وآباؤنا.
16- فنقلوهم الى شكيم ودفنوهم في القبر الذي اشتراه ابراهيم من بني حمور في شكيم بمبلغ من المال.

17- وكان كلما اقترب تحقيق الوعد الذي وعد الله به ابراهيم، كثر شعبنا وازداد في مصر،
18- الى ان قام ملك آخر في مصر لا يعرف يوسف،
19- فمكر بشعبنا واذل آباءنا، حتى جعلهم ينبذون اطفالهم فلا يعيشون.
20- وفي تلك الايام ولد موسى. وكان جميلا جدا. فتربى ثلاثة اشهر في بيت ابيه.
21- ولما نبذه اهله تبنته ابنة فرعون وربته،
22- فتعلم حكمة المصريـين كلها، وكان مقتدرا في القول والعمل.

23- ولما بلغ الاربعين، خطر له ان يتفقد اخوانه بني اسرائيل.
24- فراى مصريا يعتدي على واحد منهم، فدافع عن المظلوم وقتل المصري انتقاما منه.
25- وظن موسى ان اخوانه سيفهمون ان الله يخلصهم على يده، فما فهموا.
26- وراى في الغد اثنين منهم يتقاتلان، فدعاهما الى الصلح. وقال: «ايها الرجلان، انتما اخوان، فلماذا يؤذي احدكما الآخر؟«

27- فدفعه المعتدي منهما على قريبه وقال: «من جعلك رئيسا وقاضيا علينا؟
28- اتريد ان تقتلني مثلما قتلت المصري امس؟«

29- فلما سمع موسى هذا الكلام هرب وسكن في ارض مديان. وهناك ولد ابنين.

30- وبعد اربعين سنة، ظهر له ملاك في برية جبل سيناء، في عليقة تشتعل فيها النـار.
31- فتعجب موسى عندما راى هذه الرؤيا، وتقدم لينظر عن قرب، فناداه صوت الرب:
32- »انا اله آبائك، اله ابراهيم واسحق ويعقوب«. فارتعد موسى وما تجاسر ان ينظر.

33- فقال له الرب: «اخلع حذاءك، لان المكان الذي انت واقف فيه ارض مقدسة.
34- انا نظرت الى مذلة شعبي في مصر وسمعت انينه، فنزلت لاخلصه. فتعال ارسلك الى مصر«.

35- فموسى الذي انكره شعبه وقالوا له: من جعلك رئيسا وقاضيا علينا، هو الذي ارسله الله رئيسا ومخلصا بمعونة الملاك الذي ظهر له في العليقة،
36- فاخرج شعبه من مصر بما صنعه من العجائب والآيات في ارض مصر وفي البحر الاحمر وفي البرية مدة اربعين سنة،
37- وهو نفسه الذي قال لبني اسرائيل: «سيقيم الله لكم من بين شعبكم نبيا مثلي«.

38- وموسى هو الذي كان مع جماعة بني اسرائيل في البرية وسيطا بين آبائنا وبـين الملاك الذي كلمه على جبل سيناء، فتلقى كلمات الحياة لينقلها الينا.
39- ولكن آباءنا رفضوا ان يطيعوه، فازاحوه وتلفتت قلوبهم الى مصر،
40- فقالوا لهارون: «اصنع لنا آلهة تسير امامنا، لاننا لا نعرف ما حل بموسى هذا الذي اخرجنا من مصر«.

41- فصنعوا في ذلك الوقت صنما في صورة عجل، وقدموا له الذبائح، وابتهجوا بما هو من صنع ايديهم.
42- فاعرض الله عنهم واسلمهم لعبادة النجوم، كما جاء في كتب الانبياء: »يا بني اسرائيل! هل قدمتم الي الذبائح والقرابين مدة اربعين سنة في البرية؟
43- لا بل حملتم خيمة مولوخ ونجمة الهكم رمفان: اصناما صنعتموها للعبادة.فسانفيكم الى ما وراء بابل«.

44- وكان مع آبائنا في البرية خيمة الشهادة التي صنعها موسى، كما امره الله، على المثال الذي رآه.
45- فتسلمها آباؤنا وفتحوا بها بلاد الامم التي طردها الله امامهم بقيادة يشوع. وبقيت هناك الى ايام داود.
46- ونال داود رضى الله، فساله ان يبني مسكنا لاله يعقوب،
47- الا ان سليمان هو الذي بنى له البيت.

48- لكن الله العلي لا يسكن بيوتا صنعتها الايدي، كما قال النبي:
49- »يقول الرب: السماء عرشي،والارض موطـئ قدمي. اي بيت تبنون لي؟بل اين مكان راحتي؟
50- اما صنعت يداي هذا كله؟«

51- يا قساة الرقاب والقلوب ويا صم الآذان! انتم مثل آبائكم، ما زلتم تقاومون الروح القدس.
52- اما اضطهدوا كل نبي، وقتلوا الذين انباوا بمجيء البار الذي اسلمتموه وقتلتموه؟
53- انتم تسلمتم شريعة الله من ايدي الملائكة وما عملتم بها«.

54- فلما سمع اعضاء المجلس كلام استفانوس ملا الغيظ قلوبهم وصرفوا عليه باسنانهم.
55- فنظر الى السماء، وهو ممتلئ من الروح القدس، فراى مجد الله ويسوع واقفا عن يمين الله.
56- فقال: «ارى السماء مفتوحة وابن الانسان واقفا عن يمين الله! «
57- فصاحوا باعلى اصواتهم، وسدوا آذانهم، وهجموا عليه كلهم دفعة واحدة،
58- فاخرجوه من المدينة ليرجموه. وخلع الشهود ثيابهم ووضعوها امانة عند قدمي فتى اسمه شاول.
59- واخذوا يرجمون استفانوس وهو يدعو، فيقول: «ايها الرب يسوع، تقبل روحي! «

60- وسجد وصاح باعلى صوته: «يا رب، لا تحسب عليهم هذه الخطيئة! « قال هذا ومات.
 
7 44 اعمال الرسل 008 الرب
1- وكان شاول موافقا على قتل استفانوس. وبدات كنيسة اورشليم تعاني اضطهادا شديدا، فتشتت المؤمنون كلهم، ما عدا الرسل، في نواحي اليهودية والسامرة.
2- ودفن بعض الاتقياء استفانوس واقاموا له مناحة عظيمة.
3- وكان شاول يسعى الى خراب الكنيسة، فيذهب من بيت الى بيت ويخرج منه الرجال والنساء ويلقيهم في السجن.

4- واخذ المؤمنون الذين تشتتوا ينتقلون من مكان الى آخر مبشرين بكلام الله.
5- فنزل فيلبس الى مدينة في السامرة وبدا يبشر فيها بالمسيح.
6- واصغت الجموع بقلب واحد الى اقواله، لانها سمعت بعجائبه او شاهدتها.
7- فكانت الارواح النجسة تخرج من اناس كثيرين وهي تصرخ بصوت شديد. ونال الشفاء كثير من المفلوجين والعرج،
8- فعم المدينة فرح عظيم.

9- وكان في المدينة ساحر اسمه سمعان، فتن السامريـين من قبل باعمال السحر وادعى انه رجل عظيم.
10- فكانوا يتبعونه جميعا، من صغيرهم الى كبيرهم، ويقولون: «هذا الرجل هو قدرة الله التي ندعوها: العظيمة«.

11- وكانوا يتبعونه لانه فتنهم باساليب سحره من زمن طويل.
12- فلما بشرهم فيلبس بملكوت الله واسم يسوع المسيح، آمنوا وتعمد رجالهم ونساؤهم.
13- وآمن سمعان ايضا، فتعمد ولازم فيلبس، يرى ما يصنعه من الآيات والمعجزات العظيمة، فتاخذه الحيرة.

14- وسمع الرسل في اورشليم ان السامريـين قبلوا كلام الله، فارسلوا اليهم بطرس ويوحنا.
15- فلما وصلا الى السامرة صليا لهم حتى ينالوا الروح القدس،
16- لانه ما كان نزل بعد على احد منهم، الا انهم تعمدوا باسم الرب يسوع.
17- فوضعا ايديهما عليهم، فنالوا الروح القدس.

18- فلما راى سمعان ان الله منحهم الروح القدس عندما وضع بطرس ويوحنا ايديهما عليهم، عرض عليهما بعض المال،
19- وقال لهما: «اعطياني انا ايضا هذه السلطة لينال الروح القدس كل من اضع عليه يدي! «
20- فقال له بطرس: «الى جهنم انت ومالك، لانك ظننت انك بالمال تحصل على هبة الله.
21- لا حصة لك في عملنا ولا نصيب، لان قلبك عند الله غير سليم.
22- فتب من شرك، وتوسل الى الرب لعله يغفر لك ما خطر في بالك.
23- فانا اراك في مرارة العلقم وشرك الخطيئة«.

24- فاجاب سمعان: «توسلا الى الرب من اجلي لئلا يصيبني شيء مما ذكرتما«.

25- اما بطرس ويوحنا، فبعدما اديا الشهادة واعلنا كلام الرب، رجعا الى اورشليم وهما يبشران قرى كثيرة في السامرة.

26- وكلم ملاك الرب فيلبس فقال له: «قم اذهب نحو الجنوب، في الطريق المنحدرة من اورشليم الى غزة وهي مقفرة«.

27- فقام فيلبس ومضى. وفي الطريق صادف رجلا من الحبشة، وزيرا من خصيان كنداكة ملكة الحبش، وخازن جميع اموالها. وهو جاء الى اورشليم للعبادة،
28- وكان راجعا وهو جالس في مركبته يقرا النبي اشعيا.
29- فقال الروح لفيلبس: «تقدم حتى تلحق هذه المركبة«.
30- فاسرع اليها فيلبس فسمع الرجل يقرا النبـي اشعيا، فقال له: «اتفهم ما تقرا؟«
31- فاجاب: «كيف افهم ولا احد يشرح لي؟« ورجا من فيلبس ان يصعد ويجلس معه.
32- وكانت الفقرة التي يقراها من الكتاب هي هذه: »كنعجة سيق الى الذبح، كحمل صامت بين يدي من يجزه هكذا لا يفتح فمه.
33- اذلوه وسلبوه حقه. حياته زالت عن الارض، فمن يخبر عن ذريته؟«

34- فقال الرجل لفيلبس: «اخبرني من يعني النبي بهذا الكلام؟ ايعني نفسه ام شخصا آخر؟«

35- فبدا فيلبس من هذه الفقرة في الكتاب يبشره بيسوع.
36- وبينما هما في الطريق وصلا الى مكان فيه ماء، فقال الرجل لفيلبس: «هنا ماء، فما يمنع ان اتعمد؟« [
37- فاجابه فيلبس: «يمكنك ان تتعمد ان كنت تؤمن من كل قلبك«. فقال الرجل: «اؤمن بان يسوع المسيح هو ابن الله«.]

38- ثم امر بان تقف المركبة، ونزل هو وفيلبس الى الماء، فعمده فيلبس.
39- ولما خرجا من الماء خطف روح الرب فيلبس، فغاب عن نظر الرجل، فمضى في طريقه فرحا.
40- واما فيلبس فوجد نفسه في اشدود، ثم سار مبشرا في المدن كلها حتى وصل الى قيصرية.
 
8 44 اعمال الرسل 009 الرب
1- اما شاول، فكان ينفث صدره تهديدا وتقتيلا لتلاميذ الرب. فذهب الى رئيس الكهنة
2- وطلب منه رسائل الى مجامـع دمشق، ليعتقل الرجال والنساء الذين يجدهم هناك على مذهب الرب ويجيء بهم الى اورشليم.

3- وبينما هو يقترب من دمشق، سطع حوله بغتة نور من السماء،
4- فوقع الى الارض، وسمع صوتا يقول له: «شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟«
5- فقال شاول: «من انت، يا رب؟« فاجابه الصوت: «انا يسوع الذي انت تضطهده. [صعب عليك ان تقاومني«.
6- فقال وهو مرتعب خائف: «يا رب، ماذا تريد ان اعمل؟« فقال له الرب:] «قم وادخل المدينة، وهناك يقال لك ما يجب ان تعمل«.

7- واما رفاق شاول فوقفوا حائرين يسمعون الصوت ولا يشاهدون احدا.
8- فنهض شاول عن الارض وفتح عينيه وهو لا يبصر شيئا. فقادوه بـيده الى دمشق.
9- فبقي ثلاثة ايام مكفوف البصر لا ياكل ولا يشرب.

10- وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا. فناداه الرب في الرؤيا: «يا حنانيا! « اجابه: «نعم، يا رب! «

11- فقال له الرب: «قم اذهب الى الشـارع المعروف بالمستقيم، واسال _في بيت يهوذا عن رجل منطرسوس اسمه شاول. وهو الآن يصلي،
12- فيرى في الرؤيا رجلا اسمه حنانيا يدخل ويضع يديه عليه فيبصر«.

13- فاجابه حنانيا: «يا رب، اخبرني كثير من النـاس كم اساء هذا الرجل الى قديسيك في اورشليم.
14- وهو هنا الآن وله سلطة من رؤساء الكهنة ان يعتقل كل من يدعو باسمك«.

15- فقال له الرب: «اذهب، لاني اخترته رسولا لي يحمل اسمي الى الامم والملوك وبني اسرائيل.
16- وساريه كم يجب ان يتحمل من الآلام في سبيل اسمي«.

17- فذهب حنانيا ودخل البيت ووضع يديه على شاول وقال: «يا اخي شاول، ارسلني اليك الرب يسوع الذي ظهر لك وانت في الطريق التي جئت منها، حتى يعود البصر اليك وتمتلئ من الروح القدس«

18- فتساقط من عينيه ما يشبه القشور، وعاد البصر اليه، فقام وتعمد.
19- ثم اكل، فعادت اليه قواه.
واقام شاول بضعة ايام مع التلاميذ في دمشق،
20- ثم سارع الى التبشير في المجامع بان يسوع هو ابن الله.
21- فكان السامعون يتعجبون ويقولون: «اما كان هذا الرجل في اورشليم يضطهد كل من يدعو بهذا الاسم؟ وهل جاء الى هنا الا ليعتقلهم ويعود بهم الى رؤساء الكهنة؟«
22- لكن شاول كان يزداد قوة في تبشيره، فاثار الحيرة في عقول اليهود المقيمين في دمشق بحججه الدامغة على ان يسوع هو المسيح.
23- وبعد مدة من الزمن وضع اليهود خطة ليقتلوه،
24- فوصل خبرها اليه. وكانوا يراقبون ابواب المدينة ليل نهار ليغتالوه،
25- فاخذه التلاميذ ليلا ودلوه من السور في قفة.

26- ولما وصل شاول الى اورشليم حاول ان ينضم الى التلاميذ. فكانوا كلهم يخافون منه ولا يصدقون انه تلميذ.
27- فجاء به برنابا الى الرسل وروى لهم كيف راى شاول الرب في الطريق وكلمه الرب، وكيف بشر بشجاعة باسم يسوع في دمشق.
28- فاخذ يروح ويجيء مع التلاميذ في اورشليم، يبشر بشجاعة باسم الرب.
29- وكان يخاطب اليهود المتكلمين باللغة اليونانـية ويجادلهم، فحاولوا ان يقتلوه.
30- فلما عرف الاخوة بالامر، انزلوه الى قيصرية وارسلوه منها الى طرسوس.
31- واخذت الكنيسة في جميع اليهودية والجليل والسامرة تنعم بالسلام. وكانت تنمو وتسير في خوف الرب، وتتكاثر بمعونة الروح القدس.

32- وكان بطرس يسير في كل مكان، فجاء الى الاخوة القديسين المقيمين في لدة،
33- فلقي فيها رجلا اسمه اينياس، وكان كسيحا يلزم الفراش من ثماني سنوات.
34- فقال له بطرس: «يا اينياس، شفاك يسوع المسيح، فقم ورتب فراشك بيدك«. فقام في الحال.
35- ورآه جميع سكان لدة وشارون، فاهتدوا كلهم الى الرب.

36- وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثة، وباليونانية دوركاس، اي غزالة، تصرف كل وقتها في الاعمال الصالحة واعانة المحتاجين.
37- فمرضت في ذلك الوقت وماتت. فغسلوها ووضعوها في الغرفة العليا.
38- ولان لدة قريبة من يافا، عرف التلاميذ ان بطرس فيها، فارسلوا اليه رجلين يقولان له: «تعال الينا ولا تــتاخر«.

39- فقام بطرس مسرعا ورجع معهما الى يافا. فلما وصل صعدوا به الى الغرفة العليا، فاستقبلته الارامل باكيات يرينه القمصان والثياب التي خاطتها دوركاس عندما كانت معهن على قيد الحياة.
40- فاخرج بطرس الناس كلهم، وسجد وصلى، ثم التفت الى الجثة وقال: «طابيثة، قومي! « ففتحت عينيها، ولما رات بطرس جلست.
41- فمد يده اليها وانهضها، ثم دعا الاخوة القديسين والارامل واحضرها حـية.
42- فانتشر الخبر في يافا كلها، فآمن بالرب عدد كبـير من النـاس.
43- واقام بطرس عدة ايام في يافا عند دباغ اسمه سمعان.
 
9 44 اعمال الرسل 010 الرب
1- وكان في قيصرية رجل اسمه كورنيليوس، ضابط من الفرقة الايطالـية في الجيش.
2- كان تقـيا يخاف الله هو وجميع اهل بيته، ويحسن الى الشعب بسخاء، ويداوم على الصلاة لله.
3- فراى نحو الساعة الثالثة من النهار في رؤيا واضحة ملاك الله يدخل عليه ويناديه: «يا كورنيليوس! «

4- فنظر اليه في خوف وقال: «ما الخبر، يا سيدي؟« فقال له الملاك: «صعدت صلواتك واعمالك الخيرية الى الله، فتذكرك.
5- فارسل الآن رجالا الى يافا وجئ بسمعان الذي يقال له بطرس.
6- فهو نازل عند دباغ اسمه سمعان وبيته على شاطئ البحر«.
7- فلما انصرف الملاك الذي كان يكلمه، دعا اثنين من خدمه وجنديا تقيا من اخصائه،
8- واخبرهم بكل ما جرى، وارسلهم الى يافا.

9- فساروا في الغد. وبينما هم يقتربون من يافا، صعد بطرس الى السطح نحو الظهر ليصلي،
10- فجاع واراد ان ياكل. ولما اخذوا يهيئون له الطعام وقع في غيبوبة،
11- فراى السماء مفتوحة، وشيئا يشبه قطعة قماش كبـيرة معقودة باطرافها الاربعة تتدلى الى الارض.
12- وكان عليها من جميع دواب الارض وزحافاتها وطيور السماء.
13- وجاءه صوت يقول له: «يا بطرس، قم اذبح وكل«.

14- فقال بطرس: «لا يا رب! ما اكلت في حياتي نجسا او دنسا«.

15- فقال له الصوت ثانية: «ما طهره الله لا تعتبره انت نجسا! «

16- وحدث هذا ثلاث مرات، ثم ارتفع الشيء في الحال الى السماء.

17- وبينما بطرس في حيرة يسائل نفسه ما معنى هذه الرؤيا التي رآها، كان الرجال الذين ارسلهم كورنيليوس سالوا عن بيت سمعان ووقفوا بالباب  
18- ونادوا مستخبرين: «هل سمعان الذي يقال له بطرس نازل هنا؟«

19- كان بطرس لا يزال يفكر في الرؤيا، فقال له الروح: «هنا ثلاثة رجال يطلبونك،
20- فقم وانزل اليهم واذهب معهم ولا تخف، لاني انا ارسلتهم«.
21- فنزل بطرس وقال لهم: «انا هو الذي تطلبونه. لماذا جئتم؟«
22- اجابوا: «ارسلنا الضابط كورنيليوس، وهو رجل صالح يخاف الله ويشهد على فضله جميع اليهود، لان ملاكا طاهرا ابلغه ان يجيء بك الى بيته ليسمع ما عندك من كلام«.

23- فدعاهم بطرس وانزلهم عنده. وفي الغد، قام وذهب معهم يرافقه بعض الاخوة من يافا،
24- فوصل الى قيصرية في اليوم التالي. وكان كورنيليوس ينتظرهم مع الذين دعاهم من انسبائه واخص اصدقائه.
25- فلما دخل بطرس، استقبله كورنيليوس وارتمى ساجدا له.
26- فانهضه بطرس وقال له: «قم، ما انا الا بشر مثلك! «
27- ودخل وهو يحادثه، فوجد جمعا كبـيرا من النـاس،
28- فقال لهم: «تعرفون ان اليهودي لا يحل له ان يخالط اجنبيا، او يدخل بيته. لكن الله اراني ان لا احسب احدا من الناس نجسا او دنسا.
29- فلما دعوتموني جئت من غير اعتراض. فاسالكم: لماذا دعوتموني؟«

30- فقال كورنيليوس: «كنت من اربعة ايام اصلـي في بيتي عند الساعة الثالثة بعد الظهر، فرايت رجلا عليه ثياب براقة يقف امامي
31- ويقول لي: «يا كورنيليوس! سمع الله صلواتك وذكر اعمالك الخيرية،
32- فارسل الى يافا، واستدع سمعان الذي يقال له بطرس، فهو نازل في بيت سمعان الدباغ على شاطئ البحر«.

33- فارسلت اليك في الحال، وانت احسنت في مجيئك. ونحن الآن جميعا في حضرة الله لنسمع كل ما امرك به الرب«.

34- فقال بطرس: «ارى ان الله في الحقيقة لا يفضل احدا على احد،
35- فمن خافه من اية امة كانت وعمل الخير كان مقبولا عنده.
36- ارسل كلمته الى بني اسرائيل يعلن بشارة السلام بيسوع المسيح الذي هو رب العالمين.
37- وانتم تعرفون ما جرى في اليهودية كلها، ابتداء من الجليل بعد المعمودية التي دعا اليها يوحنا،
38- وكيف مسح الله يسوع الناصري بالروح القدس والقدرة، فسار في كل مكان يعمل الخير ويشفي جميع الذين استولى عليهم ابليس، لان الله كان معه.
39- ونحن شهود على كل ما عمل من الخير في بلاد اليهود وفي اورشليم. وهو الذي صلبوه وقتلوه.
40- ولكن الله اقامه في اليوم الثالث واعطاه ان يظهر،
41- لا للشعب كله، بل للشهود الذين اختارهم الله من قبل، اي لنا نحن الذين اكلوا وشربوا معه بعد قيامته من بين الاموات.
42- واوصانا ان نبشر الشعب ونشهد ان الله جعله ديانا للاحياء والاموات.
43- وله يشهد جميع الانبياء بان كل من آمن به ينال باسمه غفران الخطايا«.

44- وبينما بطرس يتكلم، نزل الروح القدس على جميع الذين يسمعون كلامه.
45- فتعجب اهل الختان الذين رافقوا بطرس حين راوا ان الله افاض هبة الروح القدس على غير اليهود ايضا،
46- لانهم سمعوهم يتكلمون بلغات غير لغتهم ويعظمون الله. فقال بطرس:

47- »هؤلاء الناس نالوا الروح القدس مثلنا نحن، فمن يمكنه ان يمنع عنهم ماء المعمودية؟«
48-  وامرهم بان يتعمدوا باسم يسوع المسيح. فدعوه الى ان يقيم عندهم بضعة ايام.
 
10 44 اعمال الرسل 011 الرب
1- وسمع الرسل والاخوة في اليهودية ان غير اليهود ايضا قبلوا كلام الله.
2- فلما صعد بطرس الى اورشليم، خاصمه اهل الختان وقالوا له:
3- »دخلت الى قوم غير مختونين واكلت معهم! «

4- فروى لهم بطرس كل ما جرى له، قال:
5- كنت اصلي في مدينة يافا، فرايت في الغيبوبة رؤيا، فاذا شيء مثل قطعة قماش كبيرة معقودة باطرافها الاربعة يتدلى من السماء حتى وصل الي.
6- ونظرت اليه جيدا، فرايت عليه دواب الارض والوحوش والزحافات وطيور السماء،
7- وسمعت صوتا يقول لي: يا بطرس، قم اذبح وكل!
8- فقلت: لا، يا رب! ما دخل فمي طعام نجس او دنس من قبل!
9- فاجابني الصوت ثانية من السماء: ما طهره الله لا تعتبره انت نجسا.
10- وحدث هذا ثلاث مرات، ثم ارتفع الشيء كله الى السماء.
11- وفي تلك الساعة وقف ثلاثة رجال بباب البيت الذي كنت فيه، وكانوا مرسلين الي من قيصرية.
12- فامرني الروح ان اذهب معهم من دون تردد. فرافقني هؤلاء الاخوة الستة الى قيصرية، فدخلنا بيت كورنيليوس،
13- فاخبرنا كيف راى الملاك يقف في بيته ويقول له: ارسل الى يافا، وجئ بسمعان الذي يقال له بطرس،
14- فهو يكلمك كلاما تخلص به انت وجميع اهل بيتك.
15- فلما بدات اتكلم، نزل الروح القدس عليهم مثلما نزل علينا نحن في البدء.
16- فتذكرت ما قال الرب: عمد يوحنا بالماء، واما انتم فتتعمدون بالروح القدس.
17- فاذا كان الله وهب هؤلاء ما وهبنا نحن عندما آمنا بالرب يسوع المسيح، فمن اكون انا لاقاوم الله؟«

18- فلما سمع الحاضرون هذا الكلام، هداوا ومجدوا الله وقالوا: «انعم الله، اذا، على غير اليهود ايضا بالتوبة سبيلا الى الحياة! «

19- واما المؤمنون الذين شتتهم الاضطهاد الذي نزل بهم بعد مقتل استفانوس، فانتقلوا الى فينيقية وقبرص وانطاكية، وكانوا لا يبشرون احدا بكلام الله الا اليهود.
20- ولكن بعض هؤلاء المؤمنين من قبرص وقيرين جاؤوا الى انطاكية واخذوا يخاطبون النـاطقين باللغة اليونانية ايضا ويبشرونهم بالرب يسوع.
21- وكانت يد الرب معهم، فآمن منهم كثيرون واهتدوا الى الرب.

22- وبلغ الخبر مسامع الكنيسة في اورشليم، فارسلوا برنابا الى انطاكية.
23- فلما جاء وراى نعمة الله فرح وشجعهم كلهم على الثبات في الرب بكل قلوبهم.
24- وكان برنابا رجلا صالحا، ممتلئا من الروح القدس والايمان، فانضم الى الرب جمع كبـير.

25- وذهب برنابا الى طرسوس يبحث عن شاول،
26- فلما وجده جاء به الى انطاكية. فاقاما سنة كاملة يجتمعان الى جماعة الكنيسة، فعلما جمعا كبيرا. وفي انطاكية تسمى التلاميذ اول مرة بالمسيحيين.

27- وفي تلك الايام، نزل بعض الانبياء من اورشليم الى انطاكية.
28- فقام احدهم واسمه اغابوس وتنبا بوحي من الروح ان مجاعة عظيمة ستعم الارض كلها، وهي التي حدثت في ايام القيصر كلوديوس.
29- فعزم التلاميذ ان يرسلوا، كل واحد وقدرته، معونة الى الاخوة المقيمين في اليهودية.
30- وفعلوا ذلك، فارسلوا معوناتهم الى شيوخ الكنيسة مع برنابا وشاول.
 
11 44 اعمال الرسل 012 الرب
1- وفي ذلك الوقت اخذ الملك هيرودس يضطهد بعض رجال الكنيسة.
2- وقتل بحد السيف يعقوب اخا يوحنا.
3- فلما راى ان هذا يرضي اليهود، قبض ايضا على بطرس، وكان ذلك في ايام الفطير.
4- وبعدما قبض عليه القاه في السجن وسلمه الى اربع فرق ليحرسوه، كل فرقة اربعة جنود. وكان ينوي ان يعرضه للشعب بعد عيد الفصح،
5- فابقاه في السجن. وكانت الكنيسة تصلي الى الله بلا انقطاع من اجله.

6- وكان بطرس في الليلة التي عزم هيرودس ان يعرضه بعدها للشعب نائما بـين حارسين. وكان مقيدا بسلسلتين، وعلى الباب جنود يحرسون السجن.
7- وظهر ملاك الرب بغتة، فسطع نور في داخل السجن. وضرب الملاك بطرس على جنبه، فايقظه وقال له: «قم سريعا! « فانحلت السلسلتان عن يديه.
8- وقال له الملاك: «شد حزامك واربط حذاءك« ففعل. ثم قال له: «البس ثوبك واتبعني«.
9- فخرج يتبعه، وهو لا يعرف ان ما فعله الملاك كان شيئا حقيقيا، بل ظن انه رؤيا.
10- فاجتازا الحرس الاول والثاني، ووصلا الى الباب الحديدي الذي يواجه المدينة، فانفتح من تلقائه. وخرجا حتى قطعا شارعا واحدا، ففارقه الملاك في الحال.

11- فافاق بطرس من غفلته وقال: «الآن تاكد لي ان الرب ارسل ملاكه، فانقذني من يد هيرودس ومن كل ما كان اليهود ينتظرون ان يفعلوه بـي«.
12- ثم فكر قليلا وذهب الى بيت مريم ام يوحنا الملقب بمرقس. وكان هناك جماعة كبـيرة تصلي.
13- فدق بطرس الباب الخارجي، فجاءت جارية اسمها رودة تتسمع.
14- فلما عرفت صوت بطرس اسرعت الى داخل البيت من دون ان تفتح الباب لشدة فرحها، واخبرتهم بان بطرس على الباب.
15- فقالوا لها: «انت تهذين! « فاصرت على كلامها، فقالوا لها: «هذا ملاكه! «

16- واخذ بطرس يدق الباب حتى فتحوا له، فلما شاهدوه تعجبوا.
17- فاسكتهم باشارة من يده وروى لهم كيف اخرجه الرب من السجن. وقال لهم: «اخبروا يعقوب والاخوة بما جرى«. ثم خرج وذهب الى مكان آخر.

18- وعند الصباح اضطرب الحرس كثيرا وتساءلوا: «ماذا جرى لبطرس؟«

19- ولما طلبه هيرودس فما وجده، سال الحرس وامر بقتلهم. ثم نزل من اليهودية الى قيصرية واقام فيها.

20- وكان هيرودس غاضبا على اهل صور وصيدا. فاتفقوا في ما بينهم وجاؤوا اليه، بعدما استمالوا بلاستس حاجب الملك، وطلبوا السلام لان بلادهم تعتمد في رزقها على مملكته.

21- وفي اليوم المعين لبس هيرودس ثيابه الملوكية وجلس على العرش يخطب في الشعب.
22- فصاحوا: «هذا صوت اله لا صوت انسان! «

23- فضربه ملاك الرب في الحال لانه ما مجد الله. فاكله الدود ومات.

24- وكان كلام الله ينتشر ويثمر.
25- ورجع برنابا وشاول من اورشليم بعدما اتما خدمتهما، يرافقهما يوحنا الملقب بمرقس.
 
12 44 اعمال الرسل 013 الرب
1- وكان في كنيسة انطاكية انبياء ومعلمون هم: برنابا وشمعون الذي يدعى نيجر، ولوقيوس القيريني، ومناين وهو صديق الوالي هيرودس من الطفولة، وشاول.
2- وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال لهم الروح القدس: «خصصوا لي برنابا وشاول لعمل دعوتهما اليه«.

3- فصاموا وصلوا، ثم وضعوا ايديهم عليهما وصرفوهما.

4- فارسلهما الروح القدس، فنزلا الى سلوكية ومنها سافرا في البحر الى قبرص.
5- فلما وصلا الى سلاميس بشـرا بكلام الله في مجامع اليهود، وكان يعاونهما يوحنا.
6- فاجتازا الجزيرة كلها حتى مدينة بافوس، فوجدا فيها ساحرا يهوديا يدعي النبوة كذبا اسمه بريشوع،
7- من حاشية سرجيوس بولس حاكم الجزيرة. وكان هذا رجلا عاقلا فدعا برنابا وشاول وطلب اليهما ان يسمع كلام الله.
8- ولكن عليما الساحر، وهذا معنى اسمه، عارضهما وحاول ان يبعد الحاكم عن الايمان.
9- فامتلا شاول، واسمه ايضا بولس، من الروح القدس، فنظر الى الساحر
10- وقال له: «يا ابن ابليس، يا عدو كل خير، ايها الممتلئ بكل خبث وغش! اما تكف عن تعويج سبل الرب القويمة؟
11- ستضربك يد الرب، فتكون اعمى لا تبصر نور الشمس الى حين«. فسقطت على عينيه في الحال غشاوة سوداء، فاخذ يدور حول المكان ملتمسا من يقوده بيده.
12- فآمن الحاكم عندما شاهد ما جرى، وادهشه تعليم الرب.

13- ثم ابحر بولس ورفيقاه من بافوس الى برجة في بمفيلية، ففارقهما يوحنا ورجع الى اورشليم.
14- اما هما فتوجها من برجة الى انطاكية في بسيدية. ودخلا المجمع يوم السبت وجلسا.
15- وبعد تلاوة فصل من شريعة موسى وكتب الانبياء، ارسل اليهما رؤساء المجمع يقولون: «ايها الاخوان، ان كان عندكما ما تعظان به الشعب، فتكلما«.

16- فقام بولس واشار بيده وقال: «يا بني اسرائيل، ويا ايها الذين يتقون الله، اسمعوا:
17- اله هذا الشعب، شعب اسرائيل، اختار آباءنا ورفع قدر هذا الشعب طوال غربته في ارض مصر. ثم اخرجهم منها بقوة ذراعه
18- واحتمل ما كان منهم نحو اربعين سنة في البرية.
19- واباد سبع امم في ارض كنعان واورثهم ارضها،
20- واستغرق ذلك نحو اربع مئة وخمسين سنة. ثم جعل لهم قضاة حتى عهد النبـي صموئيل.
21- ثم طلبوا من الله ملكا، فاعطاهم شاول بن قيس، من عشيرة بنيامين، طوال اربعين سنة.
22- ثم عزله واقام داود ملكا عليهم وشهد له بقوله: وجدت داود بن يسى رجلا يرتضيه قلبي، وسيعمل كل ما اريد.
23- واخرج الله من نسل داود حسب الوعد يسوع مخلصا لشعب اسرائيل.
24- وقبل مجيء يسوع، دعا يوحنا جميع شعب اسرائيل الى معمودية التوبة.
25- وقال وهو ينهي سعيه: اتظنون اني انا هو؟ لا! فذاك يجيء بعدي، وما انا اهل لان احل رباط حذائه.

26- يا اخوتي، يا ابناء ابراهيم، ويا ايها الحاضرون معكم من الذين يتقون الله، الينا ارسل الله كلمة الخلاص.
27- فلا اهل اورشليم ورؤساؤهم عرفوا المسيح، ولا هم فهموا ما يتلى من اقوال الانبياء في كل سبت، فتمموها بالحكم عليه.
28- ومع انهم ما وجدوا جرما يستوجب به الموت، طلبوا من بـيلاطس ان يقتله.
29- وبعدما تمموا كل ما كتبه الانبـياء في شانه، انزلوه عن الصليب ووضعوه في القبر.
30- ولكن الله اقامه من بين الاموات،
31- فظهر اياما كثيرة للذين صعدوا معه من الجليل الى اورشليم. وهم الآن شهود له عند الشعب.

32- ونحن نبشركم بان ما وعد الله به آباءنا
33- تم لنا، نحن ابناءهم، حين اقام يسوع من بين الاموات، كما جاء في المزمور الثاني: انت ابني، وانا اليوم ولدتك.

34- وان يكون الله اقامه من بين الاموات ولن يعود الى الفساد، فهذا وارد في قوله: ساعطيكم البركات المقدسة الاكيدة التي وعدت بها داود.
35- ولذلك قال في مزمور آخر: لن تترك قدوسك يرى الفساد.

36- لكن داود، بعدما عمل بمشيئة الله في ايامه، رقد ودفن بجوار آبائه، فراى الفساد.
37- واما الذي اقامه الله، فما راى الفساد.

38- فاعلموا، يا اخوتي، اننا بـيسوع نبشركم بغفران الخطايا،
39- وان من آمن به يتبرر من كل ما عجزت شريعة موسى ان تبرره منه.
40- فانتبهوا لئلا يحل بكم ما قيل في كتب الانبياء:

41- »انظروا، ايها المستهزئون! تعجبوا واهلكوا. فانا اعمل في ايامكم عملا ان اخبركم به احد لا تصدقون«.

42- وبينما بولس وبرنابا خارجان من المجمع، طلبوا اليهما ان يحدثاهم بهذه الامور في السبت القادم.
43- وتبعهما بعد الاجتماع كثير من اليهود والدخلاء الذين يعبدون الله، فكلماهم وشجعاهم على الثبات في نعمة الله.

44- وفي السبت القادم احتشد اهل المدينة ليسمعوا كلام الرب.
45- فلما راى اليهود الجموع، امتلاوا غيرة واخذوا يعارضون كلام بولس بالشتيمة.
46- فقال بولس وبرنابا بجراة: «كان يجب ان نبشركم انتم اولا بكلمة الله، ولكنكم رفضتموها، فحكمتم انكم لا تستاهلون الحياة الابدية. ولذلك نتوجه الآن الى غير اليهود.
47- فالرب اوصانا، قال: «جعلتك نورا للامم، لتحمل الخلاص الى اقاصي الارض«.

48- فلما سمع غير اليهود ما قاله بولس فرحوا ومجدوا كلام الرب. وآمن جميع الذين اختارهم الله للحياة الابدية.

49- وانتشر كلام الرب في تلك البلاد كلها.
50- لكن اليهود حرضوا وجهاء المدينة والنساء الشريفات اللواتي كن يعبدن الله، فاضطهدوا بولس وبرنابا وطردوهما من ديارهم.
51- فنفضا عليهم غبار اقدامهما وانتقلا الى ايقونـية.
52- واما التلاميذ فكانوا ممتلئين من الفرح ومن الروح القدس.
 
13 44 اعمال الرسل 014 الرب
1- ودخل بولس وبرنابا كعادتهما مجمع اليهود في ايقونية وتكلما كلاما جعل كثيرا من اليهود واليونانيين يؤمنون.
2- لكن اليهود الذين رفضوا ان يؤمنوا حرضوا غير اليهود على الاخوة وافسدوا قلوبهم.
3- ولكن بولس وبرنابا اقاما هناك مدة طويلة يجاهران بالرب. وكان الرب يشهد لكلامهما على نعمته بما اجرى على ايديهما من العجائب والآيات.
4- وانقسم اهل المدينة، فكان بعضهم مع اليهود وبعضهم مع الرسولين.
5- ولما عزم اليهود وغير اليهود، ومعهم رؤساؤهم، ان يهينوا الرسولين ويرجموهما،
6- شعرا بالامر فهربا الى لسترة ودربة والمدن المجاورة لهما في ولاية ليقونـية،
7- واخذا يبشران هناك.

8- وكان في لسترة رجل عاجز كسيح منذ مولده، ما مشى في حياته مرة.
9- وبينما هو يصغي الى كلام بولس، نظر اليه بولس فراى فيه من الايمان ما يدعو الى الشفاء،
10- فقال له باعلى صوته: «قم وقف منتصبا على رجليك! « فنهض يمشي.
11- فلما راى الجموع ما عمل بولس، صاحوا بلغتهم الليقونية: «تشبه الآلهة بالبشر ونزلوا الينا! «

12- وسموا برنابا زيوس، وبولس هرمس لانه كان يتولى الكلام.
13- وجاء كاهن زيوس الذي كان معبده عند مدخل المدينة بثيران واكاليل من زهر الى الابواب، يريد ان يقدم ذبيحة مع الجموع.

14- فلما سمع برنابا وبولس، مزقا ثيابهما واسرعا الى الجموع يصيحان بهم:  
15- »ماذا تفعلون، ايها النـاس؟ نحن بشر ضعفاء مثلكم، جئنا نبشركم لتتركوا هذه الاباطيل وتهتدوا الى الله الحي الذي خلق السماء والارض والبحر وكل شيء فيها.
16- ترك جميع الامم في العصور الماضية تسلك طريقها،
17- ولكنه كان يشهد لنفسه بما يعمل من الخير: انزل المطر من السماء واعطى المواسم في حينها، ورزقكم القوت وملا قلوبكم بالسرور«.

18- فما تمكن الرسولان بهذا الكلام ان يمنعا الجموع من تقديم ذبـيحة لهما الا بعد جهد كثير.

19- وجاء بعض اليهود من انطاكية وايقونية واستمالوا الجموع، فرجموا بولس وجروه الى خارج المدينة وهم يحسبون انه مات.
20- فلما احاط به التلاميذ، قام ودخل المدينة. وفي الغد خرج مع برنابا الى دربة.

21- وبشر بولس وبرنابا في دربة وكسبا كثيرا من التلاميذ. ثم رجعا الى لسترة، ومنها الى ايقونـية وانطاكية،
22- يشددان عزائم التلاميذ ويشجعانهم على الثبات في ايمانهم، ويقولان لهم: «لا بد من ان نجتاز كثيرا من المصاعب لندخل ملكوت الله«.

23- وكانا يعينان لهم قسوسا في كل كنيسة، ثم يصليان ويصومان ويستودعانهم الرب الذي آمنوا به.

24- واجتاز الرسولان مقاطعة بسيدية حتى وصلا الى بمفيلية.
25- وبشرا بكلام الله في برجة. ثم نزلا الى اتالـية،
26- ومنها سافرا في البحر الى انطاكية التي خرجا منها، ترعاهما نعمة الله من اجل العمل الذي قاما به.

27- فلما وصلا الى انطاكية جمعا الكنيسة، واخبرا بكل ما اجرى الله على ايديهما، وكيف فتح باب الايمان لغير اليهود.
28- واقاما هناك مدة مع التلاميذ.
 
14 44 اعمال الرسل 015 الرب
1- ونزل جماعة من اليهودية واخذوا يعلمون الاخوة، فيقولون: «لا خلاص لكم الا اذا اختتنتم على شريعة موسى«.
2- فوقع بينهم وبين بولس وبرنابا خلاف وجدال شديد. فاجمعوا على ان يصعد بولس وبرنابا وغيرهما من المؤمنين الى اورشليم ليراجعوا الرسل والشيوخ في هذه المسالة.
3- وبعدما شيعتهم الكنيسة اجتازوا فينيقية والسامرة يخبرون كيف اهتدى غير اليهود، فيفرح الاخوة كثيرا.
4- فلما وصلوا الى اورشليم رحبت بهم الكنيسة والرسل والشيوخ، فاخبروهم بكل ما اجرى الله على ايديهم.
5- فقام بعض المؤمنين الذين كانوا من قبل على مذهب الفريسيين وقالوا: «يجب ان يختتن غير اليهود ويعملوا بشريعة موسى«.

6- فاجتمع الرسل والشيوخ للنظر في هذه المسالة.
7- وبعد جدال طويل قام بطرس وقال لهم: «ايها الاخوة، تعرفون ان الله اختارني من بينكم من زمن بعيد ليسمع غير اليهود من فمي كلام البشارة ويؤمنوا.
8- والله الذي يعرف ما في القلوب، شهد على رضاه عنهم، فوهب لهم الروح القدس كما وهبه لنا،
9- فما فرق بيننا وبينهم في شيء. فهو طهر قلوبهم بالايمان.
10- فلماذا تجربون الله الآن بان تضعوا على رقاب التلاميذ نـيرا عجز آباؤنا وعجزنا نحن عن حمله؟
11- خصوصا ونحن نؤمن اننا نخلص بنعمة الرب يسوع كما هم يخلصون«.

12- فسكت المجتمعون كلهم واستمعوا الى برنابا وبولس وهما يرويان لهم الآيات والعجائب التي اجراها الله على ايديهما بين غير اليهود.
13- وبعدما ختما كلامهما، قال يعقوب: «استمعوا لي، ايها الاخوة:
14- اخبركم سمعان كيف اهتم الله في اول الامر ان يتخذ من بين الامم شعبا لاسمه.
15- وهذا يوافق كلام الانبـياء في الكتب المقدسة:
16- »سارجـع بعد هذا، فابني خيمة داود المتهدمة: ابني انقاضها واقيمها
17- ليسعى سائر النـاس الى الرب وجميع الشعوب التي تحمل اسمي. هذا ما يقول الرب الذي صنع هذا كله،
18- وجعله معروفا من قديم الزمان«.

19- ولذلك ارى ان لا نثقل على الذين يهتدون الى الله من غير اليهود،
20- بل نكتب اليهم ان يمتنعوا عن ذبائح الاصنام النجسة والزنى والحيوان المخنوق والدم.
21- فلشريعة موسى من قديم الزمان معلمون في كل مدينة يقراونها كل سبت في المجامع«.

22- فاجمع الرسل والشيوخ والكنيسة كلها على اختيار رجلين منهم يرسلونهما الى انطاكية مع برنابا وبولس. فاختاروا يهوذا الذي يقال له برسابا، وسيلا، وكانا ممن لهم مكانة رفيعة بين الاخوة،
23- وسلموا اليهم هذه الرسالة: »من اخوتكم الرسل والشيوخ الى الاخوة المهتدين من غير اليهود في انطاكية وسورية وكيليكية، سلام:
24- سمعنا ان بعض الناس جاؤوا اليكم من غير توكيل منا، فازعجوكم واقلقوا افكاركم.
25- فاجمعنا على ان نختار رجلين نرسلهما اليكم مع الحبيبين برنابا وبولس،
26- رجلين كرسا حياتهما لخدمة ربنا يسوع المسيح.
27- فارسلنا يهوذا وسيلا ليقولا لكم مشافهة ما نكتب به اليكم.
28- فالروح القدس ونحن راينا ان لا نحملكم من الاثقال الا ما لا بد منه، وهو
29- ان تمتنعوا عن ذبائح الاصنام، وعن الدم والحيوان المخنوق والزنى. فاذا صنتم انفسكم منها، فحسنا تفعلون. والله معكم«.

30- فانصرفوا ونزلوا الى انطاكية، فدعوا جماعة المؤمنين وسلموا اليهم الرسالة.
31- فلما قراوها فرحوا كثيرا بما جاء فيها من تشجيع.
32- والقى يهوذا وسيلا، وكانا هما ايضا نبيين، عظة طويلة شجعا بها الاخوة وشددا عزائمهم.
33- وبعدما اقاما بعض الوقت في انطاكية، صرفهما الاخوة بسلام الى الذين ارسلوهما. [
34- ولكن سيلا راى ان يبقى هناك، فرجع يهوذا وحده].

35- واقام بولس وبرنابا في انطاكية، يعلمان ويبشران بكلام الرب ومعهما آخرون كثيرون.

36- وبعد ايام قليلة، قال بولس لبرنابا: «تعال نرجع لنتفقد الاخوة في كل مدينة بشرنا فيها بكلام الرب، ونطلع على احوالهم«.
37- فاراد برنابا ان يرافقهما يوحنا الملقب بمرقس،
38- ولكن بولس راى ان لا يرافقهما من فارقهما في بمفيلية وما شاركهما في العمل.
39- فوقع بينهما نزاع حتى افترقا. فاخذ برنابا مرقس وسافر في البحر الى قبرص.
40- واما بولس، فاختار سيلا وخرج من انطاكية، بعدما استودعه الاخوة نعمة الرب.
41- فاجتاز سورية وكيليكية يقوي ايمان الكنائس.
 
15 44 اعمال الرسل 016 الرب
1- ووصل بولس الى دربة ولسترة. وكان في لسترة تلميذ اسمه تيموثاوس، وهو ابن يهودية مؤمنة وابوه يوناني.
2- وكان الاخوة في لسترة وايقونـية يشهدون له شهادة حسنة.
3- فاراد بولس ان ياخذه معه، فختنه لان جميع اليهود هناك كانوا يعرفون انـ اباه يوناني.
4- وكانوا يبلغون المؤمنين عند مرورهم في المدن اوامر الرسل والشيوخ في اورشليم، ويوصونهم بان يعملوا بها.
5- وكانت الكنائس تـتقوى في الايمان ويزداد عددها يوما بعد يوم.

6- ومروا بنواحي فريجية وغلاطية، لان الروح القدس منعهم من التبشير بكلام الله في آسية.
7- فلما اقتربوا من ميسية حاولوا ان يدخلوا بثينية، فما سمح لهم روح يسوع.
8- فاجتازوا ميسية ونزلوا الى ترواس.
9- وفي الليل راى بولس رؤيا، فاذا رجل مكدوني واقف يتوسل اليه بقوله: «اعبر الى مكدونية وساعدنا! «
10- فلما راى بولس هذه الرؤيا، طلبنا السفر في الحال الى مكدونية، متيقنين ان الله دعانا الى التبشير فيها.

11- فركبنا السفينة من ترواس متجهين الى ساموتراكية، وفي الغد الى نيابوليس
12- ومنها الى فيلبـي وهي اكبر مدينة في ولاية مكدونية، ومستعمرة رومانـية، فقضينا بضعة ايام فيها.
13- وفي يوم السبت خرجنا من المدينة الى ضفة النهر، متوقعين ان نجد هناك مكانا يهوديا للصلاة. فجلسنا نتحدث الى النساء المجتمعات هناك.
14- وكانت فيهن امراة تصغي الينا اسمها ليدية من مدينة ثـياتـيرة، تبـيع الارجوان وتعبد الله. ففتح الله قلبها لتصغي الى كلام بولس.
15- فلما تعمدت هي واهل بيتها، قالت لنا راجية: «ادخلوا بيتي واقيموا فيه اذا كنتم تحسبوني مؤمنة بالرب«. فاجبرتنا على قبول دعوتها.

16- وكنـا في احد الايام ذاهبـين الى الصلاة، فصادفتنا جارية بها روح عراف، وكانت تجني من عرافتها مالا كثيرا لاسيادها.
17- فاخذت تتبع بولس وتتبعنا، وهي تصيح: «هؤلاء الرجال عبـيد الله  العلي، يبشرونكم بطريق الخلاص! «
18- وفعلت ذلك عدة ايام حتى غضب بولس، فالتفت اليها وقال للروح: «آمرك باسم يسوع  المسيح ان تخرج منها«. فخرج في الحال.

19- فلما راى سادتها ضياع املهم من كسب المال، قبضوا على بولس وسيلا وجروهما الى ساحة المدينة لدى القضاة،
20- وقدموهما الى الحكام وقالوا: «هذان الرجلان يثيران الاضطراب في مدينتنا، وهما يهوديان
21- يبشران بتعاليم لا يحل لنا قبولها او العمل بها لاننا رومانـيون«.

22- فهاجت جموع النـاس عليهما، ومزق الحكام ثياب بولس وسيلا وامروا بجلدهما.
23- فجلدوهما كثيرا والقوهما في السجن، واوصوا السجان بان يشدد الحراسة عليهما.
24- فلما بلغ السجان هذه الوصية، طرحهما في اعماق السجن، وادخل ارجلهما في قالب من الخشب لئلا يهربا.

25- وعند نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله، والسجناء يصغون اليهما،
26- فوقع فجاة زلزال عنيف هز اركان السجن، وانفتحت الابواب كلها، وانفكت قيود السجناء كلهم.
27- فافاق السجان من نومه، فراى ابواب السجن مفتوحة، فظن ان السجناء هربوا. فاستل سيفه ليقتل نفسه،
28- فناداه بولس باعلى صوته: «اياك ان تؤذي نفسك. فنحن كلنا هنا! «

29- فطلب السجان ضوءا واندفع الى داخل السجن وارتمى على اقدام بولس وسيلا وهو يرتجف.
30- ثم اخرجهما وقال: «يا سيدي، ماذا يجب علي ان اعمل لاخلص؟«

31- فقالا له: «آمن بالرب يسوع تخلص انت واهل بيتك«.
32- وبشراه هو وجميع اهل بيته بكلام الرب.
33- فاخذهما في تلك الساعة من الليل وغسل جراحهما وتعمد هو وجميع اهل بيته.
34- ثم دعاهما الى بيته واطعمهما. وفرح هو واهل بيته، لانه آمن بالله.

35- ولما طلع الصباح ارسل الحكام حرسا يقولون للسجان: «اطلق الرجلين! «

36- فنقل السجان هذا الكلام الى بولس، قال: «امر الحكام باطلاقكما، فاخرجا واذهبا بسلام! «

37- فقال بولس للحرس: «جلدونا علانية من غير محاكمة، نحن المواطنين الرومانيين، والقونا في السجن، وهم الآن يريدون ان يخرجونا سرا. كلا، بل يجيء الحكـام بانفسهم ويخرجونا«.

38- فنقل الحرس هذا الكلام الى الحكام. فلما عرفوا ان بولس وسيلا مواطنان رومانـيان خافوا.
39- فجاؤوا اليهما يعتذرون، ثم اخرجوهما وطلبوا اليهما ان يرحلا عن المدينة.
40- فلما خرجا من السجن ذهبا الى بيت ليدية، فشاهدا الاخوة وشجعاهم ثم انصرفا.
 
16 44 اعمال الرسل 018 الرب
1- وترك بعد ذلك اثينا وجاء الى كورنثوس.
2- فوجد يهوديا من اهل البنط اسمه اكيلا جاء من وقت قريب من ايطالية هو وامراته برسكلة، لان القيصر كلوديوس امر جميع اليهود بالرحيل عن رومة. فجاء بولس اليهما،
3- واقام يعمل عندهما، لانه كان من اهل صناعتهما، صناعة الخيام.
4- وكان في كل سبت يجادل اليهود واليونانيين في المجمع محاولا اقناعهم.

5- فلما وصل سيلا وتيموثاوس من مكدونية، حصر بولس كل همه في التبشير بكلمة الله، شاهدا لليهود على ان يسوع هو المسيح.
6- ولكنهم كانوا يعارضون ويشتمون. فنفض ثوبه وقال لهم: «دمكم على رؤوسكم، انا بريء منكم. ساذهب بعد اليوم الى غيركم من الشعوب
7- .«فانتقل من هناك الى بيت ملاصق للمجمع يسكنه رجل غير يهودي يعبد الله اسمه تيتيوس يوستوس.
8- فآمن كريسبوس رئيس المجمع بالرب، هو وجميع اهل بيته. وكان كثير من اهل كورنثوس يسمعون كلام بولس، فيؤمنون ويتعمدون.

9- فقال الرب لبولس ليلا في رؤيا له: «لا تخف! بل تكلم ولا تسكت،
10- فانا معك، ولن يؤذيك احد. فلي شعب كبير في هذه المدينة«.
11- فاقام سنة وستة اشهر يعلم الناس كلام الله.

12- ولما صار غاليون حاكما على آخائية، تجمع اليهود كلهم وهجموا على بولس وساقوه الى المحكمة،
13- وقالوا: «هذا الرجل يحاول ان يقنـع الناس بان يعبدوا الله عبادة تخالف الشريعة«.

14- فاراد بولس ان يتكلم، فقال غاليون لليهود: «ايها اليهود: لو كان في المسالة جرم او جناية، لسمعت جدلا في الالفاظ والاسماء وفي شريعتكم،
15- فتدبروا انتم هذا الامر، لاني لا اريد ان اكون قاضيا فيه«.
16- وطردهم من المحكمة.
17- فقبضوا كلهم على سوستانيس رئيس المجمع وضربوه قدام المحكمة، وغاليون لا يبالي.

18- واقام بولس مدة من الزمن في كورنثوس، ثم ودع الاخوة وسافر في البحر الى سورية، ومعه برسكلة واكيلا، فحلق راسه في كنخرية لنذر كان عليه.
19- ولما وصلوا الى افسس، فارقهما ودخل المجمع يجادل اليهود.
20- فطلبوا اليه ان يطيل الاقامة بينهم فاعتذر،
21- ولكنه قال لهم عندما ودعهم: «ساعود اليكم ان شاء الله«. وسافر في البحر من افسس،
22- فنزل في قيصرية، ومنها صعد الى اورشليم وسلم على الكنيسة، ثم نزل الى انطاكية.
23- وبعدما صرف فيها بعض الوقت، خرج وسار في غلاطية وفريجية يقوي عزائم التلاميذ.

24- وجاء الى افسس يهودي اسمه ابلوس، من اهل الاسكندرية، فصيح اللسان، قدير في شرح الكتب المقدسة.
25- تلقن مذهب الرب، فاندفع يتكلم بحماسة ويعلم تعليما صحيحا ما يختص بيسوع. ولكنه كان لا يعرف الا معمودية يوحنا.
26- فلما بدا يتكلم بجراة في المجمع، سمعه برسكلة واكيلا، فاخذاه الى بيتهما وشرحا له مذهب الله شرحا دقيقا.
27- ثم عزم على السفر الى آخائية، فشجعه الاخوة وكتبوا الى التلاميذ هناك ان يرحبوا به. فلما وصل الى آخائية كان بنعمة الله عونا كبـيرا للمؤمنين،
28- لانه كان بقوة حججه يسكت اليهود علانية ويبين لهم من الكتب المقدسة ان يسوع هو المسيح.
 
17 44 اعمال الرسل 019 الرب
1- وبينما ابلوس في كورنثوس، وصل بولس الى افسس، بعدما قطع اواسط البلاد، فوجد فيها بعض التلاميذ.
2- فقال لهم: «هل نلتم الروح القدس عندما آمنتم؟« قالوا: «لا، ولا سمعنا حتى بوجود الروح القدس«.
3- فقال: «واي معمودية تعمدتم؟« قالوا: «معمودية يوحنا«.

4- فقال بولس: «عمد يوحنا معمودية التوبة، داعيا الناس الى الايمان بالذي يجيء بعده، اي بيسوع«.

5- فلما سمعوا هذا الكلام، تعمدوا باسم الرب يسوع.
6- ووضع بولس يديه عليهم، فنزل عليهم الروح القدس واخذوا يتكلمون بلغات غير لغتهم ويتنباون.
7- وكانوا نحو اثني عشر رجلا.

8- ودخل بولس المجمع فاخذ يتحدث بجراة عن ملكوت الله مدة ثلاثة اشهر، يجادل الحاضرين ويحاول اقناعهم.
9- فعاند بعضهم ورفضوا ان يؤمنوا بل تكلموا بالسوء على مذهب الرب عند الجماعة كلها. فتركهم بولس وانفرد بالتلاميذ يحادثهم كل يوم _في مدرسة تيرانوس.
10- ودامت هذه الحال مدة سنتين، حتى سمع جميع سكان آسية من يهود ويونانيين كلام الرب.

11- وكان الله يجري على يد بولس معجزات عجيبة،
12- حتى صار الناس ياخذون الى مرضاهم ما لامس جسده من مناديل او مآزر، فتزول الامراض عنهم، وتخرج الارواح الشريرة.

13- وحاول بعض اليهود المتجولين الذين يطردون الارواح الشريرة ان يستخدموا اسم الرب يسوع، فكانوا يقولون للارواح الشريرة: «آمرك باسم يسوع الذي يبشر به بولس«.

14- وكان لاحد رؤساء كهنة اليهود، واسمه سكاوا، سبعة ابناء يحترفون هذه الحرفة.
15- فاجابهم الروح الشرير: «انا اعرف يسوع، واعلم من هو بولس. اما انتم فمن تكونون؟«

16- فهجم عليهم الرجل الذي فيه الروح الشرير وتمكن منهم كلهم وغلبهم، فهربوا من البيت عراة مجرحين.

17- فسمع اهل افسس كلهم، من يهود ويونانيين، بهذه الحادثة، فملاهم الخوف. وتعظم اسم الرب يسوع.
18- فجاء كثير من المؤمنين يعترفون ويقرون بما يمارسون من اعمال السحر.
19- وجمع كثير من المشعوذين كتبهم واحرقوها امام انظار الناس كلهم. وحسبوا ثمن هذه الكتب، فبلغ خمسين الف قطعة من الفضة.
20- وهكذا كان كلام الرب ينتشر ويقوى في النفوس.

21- وبعد هذه الاحداث عزم بولس ان يمر بمكدونية وآخائية وهو في طريقه الى اورشليم، وقال: «بعد اقامتي فيها، يجب علي ان ارى رومة ايضا«.
22- فارسل الى مكدونية اثنين من معاونيه وهما تيموثاوس وارستس. واما هو، فتاخر مدة في آسية.

23- وحدثت في ذلك الوقت فتنة صاخبة هدفها مذهب الرب،
24- لان صائغا اسمه ديمتريوس كان يصنع هياكل من فضة تمثل هيكل الالهة ارطاميس، فيكسب الصناع من ذلك مالا كثيرا.
25- فجمع بينهم وبين زملائهم في هذه الصناعة وقال لهم: «تعرفون، ايها الاخوان، ان رخاءنا يقوم على هذه الصناعة.
26- فانتم رايتم وسمعتم كيف اقنع هذا المدعو بولس واغوى كثيرا من الناس هنا في افسس وفي معظم انحاء آسية بقوله ان الآلهة التي تصنعها الايدي ما هي آلهة.
27- وهذا خطر يؤدي الى الاستهانة بصناعتنا، لا بل يعرض هيكل الالهة العظيمة ارطاميس للازدراء ويهدد عظمتها بالانهيار، وهي التي يعبدها جميع النـاس في آسية وفي العالم كله! «

28- فلما سمع الحاضرون هذا الكلام غضبوا كثيرا واخذوا يصيحون: «العظمة لارطاميس، الهة افسس! «

29- وعم الشغب المدينة كلها. فهجموا دفعة واحدة على غايوس وارسترخس، وهما مكدونيان يرافقان بولس في رحلته، وجروهما الى ملعب المدينة.
30- واراد بولس ان يواجه الجموع، فمنعه التلاميذ.
31- وارسل اليه بعض اعيان آسية من اصدقائه يرجون منه ان لا يتعرض لخطر الذهاب الى الملعب.

32- وسادت الفوضى، فكان بعضهم ينادون بشيء، وبعضهم بشيء آخر، واكثرهم يجهلون لماذا اجتمعوا.
33- ودفع اليهود اسكندر الى الامام، فاشار بـيده يريد ان يخاطب الجموع.
34- فلما عرفوا انه يهودي اخذوا يصيحون بصوت واحد نحو ساعتين: «العظمة لارطاميس، الهة افسس! «

35- ثم تمكن كاتب حاكم المدينة من تهدئة الجموع حين قال لهم: «يا اهل افسس! لا يجهل احد ان مدينة افسس هي حارسة هيكل ارطاميس العظيمة والصنم الذي هبط من السماء.
36- لا خلاف في ذلك، اذا عليكم ان تهداوا ولا تتهوروا.
37- جئتم بهذين الرجلين، ولا احد منهما انتهك حرمة ارطاميس الهتنا او جدف عليها.
38- واذا كان لديمتريوس واهل صناعته شكوى على احد، فهناك قضاة وحكـام فليذهبوا اليهم.
39- واذا كان لكم دعوى اخرى، فالحكم فيها يكون في جلسة قانونية،
40- لئلا نتعرض لتهمة العمل على اثارة الفتنة في ما جرى اليوم. فلا عذر لنا في هذا التجمع«.

41- وصرف الجموع بعدما قال هذا الكلام.
 
18 44 اعمال الرسل 020 الرب
1- ولما سكن الهياج في افسس دعا بولس التلاميذ، فودعهم بكلمة تشجيع وسافر الى مكدونـية.
2- وسار في تلك الانحاء يشجع بكلامه الكثير جماعة المؤمنين. ثم جاء الى اليونان.
3- فاقام فيها ثلاثة اشهر. وبينما هو يستعد للسفر في البحر الى سورية، تآمر اليهود لقتله، فراى ان يرجع بطريق مكدونية.
4- فرافقه سوباترس بن برس من اهل بيرية وارسترخس وسكوندس من اهل تسالونيكي، وغايوس من اهل دربة، وتيموثاوس وتيخيكس وتروفيمس.
5- فسبقونا الى ترواس وانتظرونا هناك.
6- اما نحن فسافرنا في البحر من فيلبي بعد عيد الفطير، ولحقنا بهم بعد خمسة ايام الى ترواس، فقضينا فيها سبعة ايام.

7- وفي يوم الاحد اجتمعنا لكسر الخبز، فاخذ بولس يعظ الحاضرين. فاطال الكلام الى منتصف الليل، لانه كان يريد السفر في الغد.
8- وكان في الغرفة العليا التي اجتمعنا فيها مصابيح كثيرة.
9- وهناك فتى اسمه افتيخوس جالسا عند النافذة. فاخذه النعاس، وبولس يسترسل في الكلام، حتى غلب عليه النـوم، فوقع من الطبقة الثالثة الى اسفل وحمل ميــتا.

10- فنزل بولس وارتمى عليه وحضنه، وقال: «لا تقلقوا، فهو حي«.
11- وصعد الى الغرفة العليا وكسر الخبز واكل. وحدثهم طويلا الى الفجر ومضى.
12- فجاؤوا بالفتى حيا، فكان لهم عزاء كبير.

13- اما نحن فتوجهنا الى السفينة، فاقلعنا الى اسوس لناخذ بولس معنا من هناك كما طلب منا، لانه اراد السفر اليها في البر.
14- فلما لحق بنا الى اسوس، اصعدناه الى السفينة وجئنا الى ميتيلينة.
15- ثم ابحرنا منها في اليوم الثاني، فاشرفنا على خيوس. وسرنا في اليوم الثالث بمحاذاة ساموس، ثم وصلنا في اليوم الرابع الى ميليتس
16- لان بولس راى ان يتجاوز افسس في البحر لئلا يتاخر في آسية وهو يريد السرعة لعله يصل الى اورشليم في يوم الخمسين.

17- وارسل بولس من ميليتس يستدعي شيوخ كنيسة افسس.
18- فلما جاؤوا اليه، قال لهم: «تعرفون كيف عشت معكم طوال المدة التي اقمت فيها بينكم، من اول يوم جئت فيه الى آسية.
19- فكنت اخدم الرب بكل تواضع وبكثير من الدموع، اقاسي المحن التي انزلتها بـي مكايد اليهود.
20- وما قصرت في شيء يفيدكم، بل كنت اعظكم به، واعلمكم في الاماكن العامة وفي البيوت.
21- وناشدت اليهود واليونانيين ان يتوبوا الى الله ويؤمنوا بربنا يسوع.
22- وانا اليوم ذاهب الى اورشليم بدافع من الروح القدس، لا اعرف ما يصادفني هناك.
23- غير ان الروح القدس كان يحذرني في كل مدينة ان القيود والمشقـات تنتظرني.
24- ولكني لا احسب ان حياتي لها اية قيمة عندي، ما دمت اقوم بمهمتي واتمم العمل الذي تسلمته من الرب يسوع، فانادي ببشارة نعمة الله.

25- وانا اعرف انكم لن تروا وجهي بعد اليوم، انتم الذين سرت بينهم كلهم ابشر بملكوت الله.
26- لذلك اشهد اليوم لديكم اني بريء من دمكم جميعا،
27- لاني ما قصرت في ابلاغكم مشيئة الله كلها.
28- فاسهروا على انفسكم وعلى الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها اساقفة لترعوا كنيسة الله التي اكتسبها بدمه.
29- وانا اعرف ان الذئاب الخاطفة ستدخل بينكم بعد رحيلي ولا تشفق على الرعية،
30- ويقوم من بينكم انتم اناس ينطقون بالاكاذيب ليضللوا التلاميذ فيتبعوهم.
31- فتنبهوا وتذكروا اني بدموعي نصحت كل واحد منكم، ليلا ونهارا، مدة ثلاث سنوات.

32- والآن استودعكم الله وكلمة نعمته، فهو القادر على ان يقويكم ويمنحكم الميراث مع جميع القديسين.
33- ما اشتهيت يوما فضة احد او ذهبه او ثيابه،
34- وانتم تعرفون اني بهاتين اليدين اشتغلت وحصلت على ما نحتاج اليه انا ورفاقي.
35- واريتكم في كل شيء كيف يجب علينا بالكد والعمل ان نساعد الضعفاء، متذكرين كلام الرب يسوع: «تبارك العطاء اكثر من الاخذ«.

36- ولما ختم بولس كلامه، سجد معهم كلهم وصلى.
37- وبكوا كثيرا وعانقوا بولس وقبلوه.
38- وكان اكثر ما احزنهم قوله لهم: «لن تروا وجهي بعد اليوم«. ثم شيعوه الى السفينة.
 
19 44 اعمال الرسل 021 الرب
1- وبعدما فارقناهم، ابحرنا متوجهين الى كوس، وفي اليوم الثاني الى رودس، ومنها الى باترة.
2- فوجدنا هناك سفينة مسافرة الى فينيقية، فركبناها وسرنا،
3- فلما ظهرت لنا قبرص تركناها عن يسارنا، واتجهنا الى سورية. فنزلنا صور، حتى تفرغ فيها السفينة حمولتها.
4- ووجدنا التلاميذ هناك، فاقمنا عندهم سبعة ايام. وكانوا يقولون لبولس، بوحي من الروح، ان لا يصعد الى اورشليم.
5- ولما انقضت مدة اقامتنا بينهم، خرجنا للسفر، فشيعونا كلهم، مع نسائهم واولادهم، الى خارج المدينة، فسجدنا على الشـاطئ وصلينا.
6- ثم ودع بعضنا بعضا، فصعدنا الى السفينة، ورجعوا هم الى بيوتهم.

7- ومن صور وصلنا في نهاية الرحلة الى بتولمايس، فسلمنا على الاخوة هناك واقمنا عندهم يوما واحدا.
8- وسرنا في الغد الى قيصرية. فدخلنا بيت فيلبس المبشر وهو احد السبعة ونزلنا عنده،
9- وكان له اربع بنات عذارى يتنبان.
10- وبعد عدة ايام من اقامتنا، جاء من اليهودية نبـي اسمه اغابوس.
11- فجاء الينا واخذ حزام بولس وقيد به رجليه ويديه وقال: «يقول الروح القدس: صاحب هذا الحزام سيقيده اليهود هكذا في اورشليم ويسلمونه الى ايدي الوثنيين«.

12- فلما سمعنا هذا الكلام، اخذنا نحن والحاضرون نرجو من بولس ان لا يصعد الى اورشليم.
13- فقال: «ما لكم تبكون فتكسرون قلبـي؟ انا مستعد لا للقيود وحدها، بل للموت في اورشليم من اجل الرب يسوع«.
14- فلما عجزنا عن اقناعه، سكتنا وقلنا: «لتكن مشيئة الرب«.

15- وبعد ذلك بايام تاهبنا للسفر وصعدنا الى اورشليم.
16- ورافقنا بعض التلاميذ من قيصرية، فانزلونا في بيت مناسون القبرصي، وهو تلميذ قديم.

17- ولما وصلنا الى اورشليم رحب بنا الاخوة فرحين.
18- ودخل معنا بولس في الغد الى يعقوب، وكان الشيوخ كلهم حاضرين.
19- فسلم عليهم بولس وروى لهم بالتفصيل كل ما اجرى الله على يده بين سائر الشعوب.

20- فلما سمعوا، مجدوا الله وقالوا لبولس: «انت ترى، ايها الاخ، كيف ان آلاف اليهود آمنوا وكلهم متعصبون لشريعة موسى.
21- وهؤلاء سمعوا انك تعلم اليهود المقيمين بين سائر الشعوب ان يرتدوا عن شريعة موسى، وتوصيهم ان لا يختنوا اولادهم ولا يتبعوا تقاليدنا.
22- فما العمل؟ لانهم ولا شك سيسمعون بمجيئك.
23- فاعمل بما نقوله لك: عندنا اربعة رجال عليهم نذر.
24- خذهم واطهر معهم وانفق عليهم ليحلقوا رؤوسهم، فيعرف جميع الشعب ان ما سمعوه عنك غير صحيح، وانك تسلك مثلهم حسب شريعة موسى.
25- اما الذين آمنوا من غير اليهود، فكتبنا اليهم براينا، وهو ان يمتنعوا عن ذبائح الاصنام وعن الدم والحيوان المخنوق والزنى«.

26- فاخذ بولس الرجال الاربعة في الغد، فاطهر معهم ودخل الهيكل واعلن الموعد الذي تنقضي فيه ايام الطهور حتى يقدم فيه القربان عن كل واحد منهم.

27- ولما كادت تنقضي ايام الطهور السبعة، راى بعض اليهود الآسيويين بولس في الهيكل. فحرضوا جمهور الشعب، وقبضوا عليه،
28- وصاحوا: «النجدة، يا بني اسرائيل! هذا هو الرجل الذي يعلم الناس في كل مكان تعليما يسيء الى شعبنا وشريعتنا وهذا الهيكل، حتى انه جاء ببعض اليونانيين الى الهيكل، ودنس هذا المكان المقدس! «
29- قالوا هذا لانهم شاهدوا تروفيمس الافسسي مع بولس في المدينة، فظنوا ان بولس دخل به الهيكل!

30- فهاجت المدينة كلها، وتجمع الناس على بولس فامسكوه وجروه الى خارج الهيكل، واغلقوا الابواب في الحال.
31- وبينما هم يحاولون قتله، سمع قائد الحامية الرومانـية ان اورشليم كلها في هيجان،
32- فاخذ في الحال جنودا وضباطا وجاء مسرعا اليهم. فلما شاهدوا القائد وجنوده كفوا عن ضرب بولس.
33- فدنا اليه القائد وامسكه وامر بان يقيد بسلسلتين. ثم سال عنه ليعرف من هو وماذا فعل،
34- فكان بعضهم ينادي بشيء، وبعضهم بشيء آخر. فلما تعذر عليه في مثل هذه الضجة ان يعرف تماما ما جرى، امر جنوده بان يسوقوا بولس الى القلعة.
35- فلما وصلوا به الى السلم، حمله الجنود لئلا يفتك به جمهور الشعب.
36- لانهم كانوا يتبعونه ويصيحون: «اقتلوه! «

37- وبينما بولس يدخل القلعة، قال لقائد الحامية: «اتسمح ان اقول لك شيئا؟« فقال له: «اتعرف اليونانـية؟
38- اما انت المصري الذي اثار الفتنة من مدة وخرج باربعة آلاف قاتل الى الصحراء؟«

39- فقال بولس: «انا يهودي ومواطن روماني من طرسوس في كيليكية، وهي مدينة معروفة جيدا. فارجو منك ان تاذن لي بان اخاطب الشعب«.

40- فاذن له، فوقف بولس على السلم واشار بـيده الى الشعب. فلما ساد السكوت، خاطبهم بولس بالعبرية، قال:
 
20 44 اعمال الرسل 022 الرب
1- »يا اخوتي وآبائي، اسمعوا ما اقول الآن في الدفاع عن نفسي! «
2- فلما سمعوه يخاطبهم بالعبرية، عادوا اكثر هدوءا، فقال:
3- »انا رجل يهودي ولدت في طرسوس من كيليكية، لكني نشات هنا في هذه المدينة وتعلمت عند قدمي غمالائيل شريعة آبائنا تعليما صحيحا، وكنت غيورا على خدمة الله مثلكم انتم جميعا في ايامنا هذه.
4- واضطهدت مذهب يسوع حتى الموت، فاعتقلت الرجال والنساء والقيتهم في السجون.
5- وبهذا يشهد لي رئيس الكهنة وشيوخ الشعب كلهم. فمنهم اخذت رسائل الى اخوتنا اليهود في دمشق، فذهبت اليها لاعتقال من كان فيها مؤمنا بهذا المذهب، فاسوقه الى اورشليم لمعاقبته.

6- وبينما انا اقترب من دمشق، سطع فجاة حولي عند الظهر نور باهر من السماء،
7- فوقعت الى الارض، وسمعت صوتا يقول لي: شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟
8- فاجبت: من انت يا رب؟ قال: انا يسوع النـاصري الذي تضطهده.
9- وكان الذين معي يرون النـور ولا يسمعون صوت من يخاطبني.
10- فقلت: ماذا اعمل، يا رب؟ فقال لي الرب: قم وادخل الى دمشق، وهناك يقال لك ما يجب عليك ان تعمل.
11- وكنت فقدت بصري من شدة ذلك النور الباهر، فقادني رفاقي بيدي حتى دخلت دمشق.

12- وكان فيها رجل تقي متمسك بالشريعة اسمه حنانيا، يشهد له جميع اليهود في دمشق.
13- فجاءني وقال لي: يا اخي شاول، ابصر. فابصرته في الحال.
14- فقال: اله آبائنا اختارك لتعرف مشيئته وتشاهد فتاه البار وتسمعه يكلمك.
15- فانت ستكون شاهدا له عند جميع الناس بما رايت وسمعت.
16- والآن، ما لك تبطئ؟ قم تعمد وتطهر من خطاياك داعيا باسمه.

17- ثم رجعت الى اورشليم. وبينما انا اصلي في الهيكل، وقعت في غيبوبة،
18- فرايت الرب يقول لي: اسرع في الخروج من اورشليم، لان الشعب هنا لا يقبلون شهادتك لي.
19- فقلت: هم يعرفون جيدا يا رب، اني كنت ادخل المجامـع واعتقل المؤمنين بك واجلدهم،
20- واني كنت حاضرا عندما سفك الشعب دم استفانوس شهيدك وكنت راضيا بقتله، محافظا على ثياب الذين قتلوه.
21- فقال لي الرب: هيا، سارسلك الى مكان بعيد، الى غير اليهود من الشعوب«.

22- وكانوا يصغون الى بولس حتى قال هذه الكلمات، فصاحوا باعلى اصواتهم: «ازيلوا هذا الرجل عن وجه الارض! هو لا يستحق الحياة«.

23- واخذوا يصيحون، ويطرحون ثيابهم، ويرمون التراب في الهواء.
24- فامر قائد الحامية رجاله بان يدخلوا بولس الى القلعة ويسالوه تحت الضرب، ليعرف لماذا يصيح عليه اليهود كل هذا الصياح.
25- فلما مددوه وربطوه ليجلدوه، قال للضابط الواقف بجانبه: «ايحق لكم ان تجلدوا مواطنا رومانـيا من غير ان تحاكموه؟«

26- فلما سمع الضابط هذا الكلام، اسرع الى القائد وقال له: «ماذا تفعل؟ هذا الرجل روماني! «

27- فجاء القائد الى بولس وقال له: «قل لي: هل انت روماني؟« قال: «نعم«.

28- فقال القائد: «انا دفعت مالا كثيرا حتى حصلت على هذه الجنسية«. فقال بولس: «اما انا فمولود فيها«.

29- فتراجع عنه في الحال من كانوا يريدون ان يستجوبوه. وخاف القائد لما عرف انه روماني وانه كبله بالقيود.

30- واراد القائد في الغد ان يعرف حقيقة ما يتهم اليهود به بولس، فحل قيوده، وامر رؤساء الكهنة وجميع اعضاء مجلس اليهود ان يجتمعوا، ثم انزل بولس واحضره مجلسهم.
 
21 44 اعمال الرسل 023 الرب
1- فنظر بولس الى المجلس وقال: «ايها الاخوة، عشت لله بضمير صالـح الى هذا اليوم«.
2- فامر حنانيا، رئيس الكهنة، اعوانه بان يضربوا بولس على فمه.
3- فقال له بولس: «ضربك الله، ايها الحائط المبيض! اتجلس لتحاكمني بحسب الشريعة، وتامر بضربي فتخالف الشريعة؟«
4- فقال الحاضرون لبولس: «انت تشتم رئيس كهنة الله! «

5- فقال بولس: «ما كنت اعرف، ايها الاخوة، انه رئيس الكهنة. فالكتب المقدسة تقول: «لا تلعن رئيس شعبك«.
6- وكان بولس يعرف ان بعضهم صدوقيون والبعض الآخر فريسيون، فصاح في المجلس: «ايها الاخوة، انا فريسي ابن فريسي. وانا احاكم الآن لاني ارجو قيامة الاموات«.

7- فلما قال هذا، وقع الخلاف بين الفريسيين والصدوقيين وانقسم المجلس،
8- لان الصدوقيين لا يؤمنون بقيامة الاموات وبوجود الملائكة والارواح، واما الفريسيون فيؤمنون بهذا كله.
9- فارتفع الصياح، وقام بعض معلمي الشريعة من الفريسيين واخذوا يحتجون بشدة قالوا: «لا نجد جرما على هذا الرجل. ربما كلمه روح او ملاك«.
10- واشتد الخلاف حتى خاف القائد ان يمزقوا بولس تمزيقا، فامر جنوده بان ينزلوا اليه وينتزعوه من بينهم، وياخذوه الى القلعة.

11- وفي الليلة الثانـية ظهر الرب لبولس وقال له: «تشجع! فمثلما شهدت لي في اورشليم، هكذا يجب ان تشهد لي في رومة«.

12- ولما طلع الصباح تآمر اليهود، فحلفوا لا ياكلون ولا يشربون حتى يقتلوا بولس.
13- وكان المتآمرون اكثر من اربعين.
14- فجاؤوا الى رؤساء الكهنة والشيوخ وقالوا: «حلفنا لا نذوق شيئا حتى نقتل بولس.
15- فاطلبوا انتم واعضاء المجلس من قائد الحامية ان يرسل بولس اليكم، بحجة انكم تريدون تدقيق النظر في امره، ونكون نحن على استعداد لقتله وهو في طريقه اليكم«.

16- وسمع ابن اخت بولس بالكمين، فذهب الى القلعة ودخل على بولس واخبره بالامر.
17- فدعا بولس واحدا من الضباط وقال له: «خذ هذا الشاب الى القائد، لان عنده ما يقوله له«.
18- فاخذه الضابط الى القائد وقال: «دعاني السجين بولس وطلب ان اجيء بهذا الشاب اليك، لان عنده ما يقوله لك«.
19- فامسك القائد بـيده وانفرد به وساله: «ما عندك؟ اخبرني«.
20- فقال: «اتفق اليهود على ان يطلبوا اليك ان تنزل بولس غدا الى المجلس بحجة انهم يريدون تدقيق النظر في امره.
21- فلا تصدقهم، لان اكثر من اربعين رجلا منهم اقاموا له كمينا، وحلفوا لا ياكلون ولا يشربون حتى يقتلوه. وهم الآن على اتم الاستعداد، ينتظرون ان تستجيب لهم«.

22- فقال القائد للشاب: «لا تقل لاحد انك اخبرتني بهذا الامر«. وصرفه من عنده.

23- ثم دعا القائد اثنين من ضباطه وقال لهما: «اعدا مئتي جندي للذهاب في الساعة التاسعة من الليل الى قيصرية، ومعهم سبعون فارسا ومئتا مسلح بالرماح.
24- واعدوا لبولس خيلا تحمله سالما الى الحاكم فيلكس«.

25- وكتب الى الحاكم برسالة يقول فيها:
26- »من كلوديوس ليسياس الى صاحب العزة فيلكس، سلام:
27- امسك اليهود هذا الرجل وكادوا يقتلونه. فلما عرفت انه روماني، اسرعت اليه مع جنودي فانقذته.
28- واردت ان اعرف بما يتهمونه، فجئت به الى مجلسهم،
29- فتبـين لي انهم يتهمونه بمسائل في شريعتهم، وان لا شيء مما يتهمونه به يستوجب الموت او السجن.
30- ثم سمعت انهم وضعوا خطة لاغتـياله، فارسلته اليك في الحال، وابلغت خصومه ان يرفعوا اليك دعواهم عليه«.

31- وقام الجنود بتنفيذ اوامر القائد، فاخذوا بولس ليلا الى انتيباتريس.
32- وفي الغد رجعوا الى القلعة وتركوا الفرسان يواصلون السفر معه.
33- فلما وصل الفرسان الى قيصرية، ادخلوا بولس على الحاكم وسلموا اليه الرسالة.
34- فقراها وسال بولس عن الولاية التي ينتمي اليها. فلما عرف انه من كيليكية،
35- قال له: «ساسمع منك متى حضر خصومك«. وامر جنوده بان يحرسوا بولس في قصر هيرودس.
 
22 44 اعمال الرسل 024 الرب
1- وبعد خمسة ايام، نزل رئيس الكهنة حنانيا الى قيصرية ومعه بعض الشيوخ ومحام اسمه ترتلس، فشكوا بولس الى الحاكم.
2- فلما دعاه الحاكم، اخذ ترتلس يتهمه، فيقول: «يا صاحب العزة فيلكس: يعود الفضل في ما ننعم به من سلام عميم، وما تم لخير بلادنا من اصلاح، الى حسن تدبـيرك.
3- ونحن نتقبل هذا كله بفائق الشكر في كل حين وكل مكان.
4- لا اريد ان اطيل عليك الكلام، ولكني ارجو ان تاخذنا بحلمك وتصغي الينا قليلا:
5- وجدنا هذا الرجل مفسدا يثير الفتن بين اليهود في العالم كله، وزعيما على شيعة النصارى.
6- ثم حاول ان يدنس الهيكل، فاعتقلناه. [ولما اردنا ان نحاكمه بموجب شريعتنا،
7- جاء القائد ليسياس وانتزعه قسرا من ايدينا،
8- وامر خصومه بان يرفعوا شكواهم اليك]، وانت اذا سالته عن جميع هذه الامور، عرفت كل المعرفة ما نتهمه به«.

9- فايد اليهود دعوى ترتلس زاعمين انها صحيحة.

10- ثم اشار الحاكم الى بولس يدعوه الى الكلام، فقال: «اعرف انك تحكم هذه البلاد من عدة سنوات، ولذلك ادافع عن نفسي مطمئنا.
11- انت قادر ان تعرف كل المعرفة اني صعدت الى اورشليم للعبادة من مدة لا تزيد على اثني عشر يوما.
12- فما وجدني اليهود في الهيكل ولا في المجامـع ولا في المدينة اجادل احدا، او اهيج جماعة،
13- ولا يمكنهم ان يثبتوا لك صحة ما يتهموني به الآن.
14- لكني اقر باني اعبد اله آبائنا على المذهب الذي يدعون انه بدعة، وباني اؤمن بكل ما جاء في الشريعة وكتب الانبياء،

15- راجيا من الله ما يرجون هم، اي قيامة الابرار والاشرار.
16- فانا مثلهم ابذل جهدي لاكون ابدا سليم النية عند الله والناس.
17- وجئت بعد عدة سنوات، احمل بعض التبرعات الى شعبي، واقدم القرابين
18- فوجدني في الهيكل جماعة من يهود آسية، وكنت اطهرت، وما كان معي جماعة ولا اثرت فتنة.
19- وكان عليهم ان يحضروا لديك ويتهموني، ان كان لهم ما يشكونني به.
20- اما الحاضرون هنا، فليقولوا لك اي جرم وجدوا لي، حين وقفت في المجلس،
21- الا هذه الكلمة التي ناديت بها وانا بينهم: انتم تحاكمونني اليوم لاني اؤمن بقيامة الاموات«.

22- وكان فيلكس واسع الاطلاع على مذهب الرب، فرفع الجلسة وقال: «متى وصل القائد ليسياس الى هنا، انظر في دعواكم«

23- وامر احد الضباط بان يحرس بولس، على ان يكون له بعض الحرية، ولا يمنع احدا من اصحابه ان يخدمه او يزوره.

24- وبعد ايام قليلة جاء فيلكس ومعه زوجته دروسلة وكانت يهودية، فاستدعى بولس واستمع الى كلامه على الايمان بالمسيح يسوع.
25- ولما تحدث بولس عن الصلاح والعفة ويوم الدينونة، ارتعب فيلكس وقال له: «اذهب الآن ومتى سنحت الفرصة استدعيك ثانـية«.
26- وكان فيلكس يرجو ان يعطيه بولس شيئا من المال، فكان يكثر من استدعائه ومحادثته.
27- وبعد سنتين خلفه بوركيوس فستوس في منصبه. واراد فيلكس ان يرضي اليهود، فترك بولس في السجن.
 
23 44 اعمال الرسل 026 الرب
1- فقال اغريباس لبولس: «ناذن لك ان تدافع عن نفسك«. فاشار بولس بيده وقال في دفاعه:
2- »ايها الملك اغريباس! يسرني ان ادافع عن نفسي اليوم لديك، وارد على كل ما يتهمني به اليهود،
3- خصوصا انك مطلع كل الاطلاع على تقاليد اليهود ومجادلاتهم. فارجو ان يتسع صدرك لكلامي.

4- يعرف جميع اليهود ما كانت عليه سيرتي من ايام صغري، وكيف نشات وعشت بين شعبـي في اورشليم.
5- فهم يعرفوني من عهد بعيد، ولو ارادوا لشهدوا اني اتبعت اكثر المذاهب في ديانتنا تشددا، فعشت فريسيا.
6- وانا الآن احاكم لاني ارجو ما وعد الله به آباءنا،
7- وما ترجو عشائر بني اسرائيل الاثنتا عشرة تحقيقه، عابدين الله ليل نهار. بهذا الرجاء، ايها الملك، يتهمني اليهود.
8- فلماذا لا تصدقون ان الله يقيم الاموات؟

9- اما انا، فكنت اعتقد انه يجب ان اقاوم اسم يسوع النـاصري بكل جهدي.
10- وهذا ما فعلت في اورشليم، فسجنت بتفويض من رؤساء الكهنة عددا كبـيرا من القديسين، ولما كانوا يقتلون كنت موافقا على قتلهم.
11- وكثيرا ما عذبتهم في كل مجمع لاجبرهم على انكار ايمانهم. واشتدت نقمتي عليهم حتى اخذت اطاردهم في المدن التي في خارج اليهودية.
12- فسافرت الى دمشق وبـيدي سلطة وتفويض من رؤساء الكهنة.
13- وفي الطريق عند الظهر، رايت ايها الملك نورا من السماء ابهى من شعاع الشمس يسطع حولي وحول المسافرين معي.
14- فوقعنا كلنا الى الارض، وسمعت صوتا يقول لي بالعبرية: شاول! شاول! لماذا تضطهدني؟ صعب عليك ان تقاومني.
15- فقلت: من انت يا رب؟ قال الرب: انا يسوع الذي تضطهده انت.
16- قم وقف على قدميك لاني ظهرت لك لاجعل منك خادما لي وشاهدا على هذه الرؤيا التي رايتني فيها، وعلى غيرها من الرؤى التي ساظهر فيها لك.
17- سانقذك من شعب اسرائيل ومن سائر الشعوب التي سارسلك اليهم
18- لتفتح عيونهم فيرجعوا من الظلام الى النور، ومن سلطان الشيطان الى الله، فينالوا بايمانهم بي غفران خطاياهم وميراثا مع القديسين.

19- ومن تلك الساعة، ايها الملك اغريباس، ما عصيت الرؤيا السماوية،
20- فبشرت اهل دمشق اولا، ثم اهل اورشليم وبلاد اليهودية كلها، ثم سائر الامم، داعيا الى التوبة والرجوع الى الله، والقيام باعمال تدل على التوبة.
21- ولهذا قبض علي اليهود وانا في الهيكل، وحاولوا قتلي،
22- ولكن الله اعانني الى هذا اليوم، لاشهد له عند الصغير والكبير، ولا اقول الا ما انبا به موسى والانبياء،
23- من ان المسيح يتالم ويكون اول من يقوم من بين الاموات ويبشر اليهود وسائر الشعوب بنور الخلاص«.

24- وبينما بولس يدافـع عن نفسه بهذا الكلام، صاح فستوس باعلى صوته: «انت مجنون، يا بولس! سعة علمك افقدتك عقلك! «

25- فاجابه بولس: «كيف اكون مجنونا، يا صاحب العزة فستوس، وانا انطق بالحق والصواب؟
26- فالملك الذي اخاطبه الآن بكل صراحة يعرف هذه الامور، واعتقد انه لا يخفى عليه شيء منها، لانها ما حدثت في زاوية خفـية.
27- اتؤمن بالانبـياء، ايها الملك اغريباس؟ انا اعلم انك تؤمن بهم«.

28- فقال اغريباس لبولس: «ابقليل من الوقت تريد ان تجعل مني مسيحيا؟«

29- فاجابه بولس: «ان بالقليل او بالكثير، فرجائي من الله لك ولجميع الذين يسمعوني اليوم ان يصيروا الى الحال التي انا عليها، ما عدا هذه القيود«.

30- فنهض الملك والحاكم وبرنيكة والجالسون معهم،
31- فقال بعضهم لبعض وهم منصرفون: «ما عمل هذا الرجل شيئا يستوجب به الموت او السجن«.

32- وقال اغريباس لفستوس: «كان يمكن اخلاء سبيل هذا الرجل لولا انه رفع دعواه الى القيصر«.
 
24 44 اعمال الرسل 028 الرب
1- ولما نجونا، عرفنا ان الجزيرة تدعى مالطة.
2- واظهر لنا اهلها البرابرة عطفا نادرا، فرحبوا بنا واوقدوا نارا لان الطقس كان ممطرا وباردا.
3- وبينما بولس يجمع حزمة من الحطب ويرميها في النار، خرجت بدافع الحرارة حية وتعلقت بيده.
4- فلما راى الاهالي الحية عالقة بيد بولس، قال بعضهم لبعض: «لا بد ان يكون هذا الرجل مجرما، لان العدل لا يتركه يعيش ولو نجا من البحر«.
5- ولكن بولس نفض الحية في النار من غير ان يمسه اذى.
6- وكانوا ينتظرون ان ينتفخ او يقع ميتا في الحال، فلما انتظروا طويلا وراوا انه ما اصيب بضرر تغير رايهم فيه وقالوا: «هذا اله! «

7- وكان بالقرب من ذلك المكان مزرعة لبوبليوس حاكم الجزيرة، فاكرمنا ورحب بنا مدة ثلاثة ايام.
8- وكان والد بوبليوس طريح الفراش بالحمى والاسهال، فدخل بولس الى غرفته وصلى ووضع يديه عليه فشفاه.
9- فلما حدث هذا، جاء اليه سائر المرضى في الجزيرة فشفاهم.
10- فاكرمونا كل الاكرام، وزودونا عند رحيلنا بما نحتاج اليه.

11- وبعد ثلاثة اشهر، ركبنا سفينة من الاسكندرية، عليها رسم «الالهين التوامين«، وكانت تقضي فصل الشتاء في الجزيرة.
12- فنزلنا الى مدينة سراكوسة واقمنا فيها ثلاثة ايام.
13- ثم سرنا منها بمحاذاة الشـاطئ الى مدينة ريغيون. فهبت علينا في اليوم الثاني ريح جنوبية، ووصلنا في اليوم الثالث الى مدينة بوطيولي،
14- حيث وجدنا بعض الاخوة، فطلبوا الينا ان نقيم عندهم سبعة ايام. وهكذا وصلنا الى رومة.
15- وسمع الاخوة في رومة بوصولنا، فخرجوا للقائنا الى ساحة مدينة ابيوس والحوانيت الثلاثة. فلما رآهم بولس شكر الله وتشجع.

16- ولما دخلنا رومة، اذنت السلطات لبولس ان يسكن وحده مع الجندي الذي يحرسه.
17- وبعد ثلاثة ايام دعا بولس وجهاء اليهود اليه، فلما اجتمعوا قال لهم: «ايها الاخوة، انا ما اسات بشيء الى شعبنا وتقاليد آبائنا، مع ذلك اعتقلني اليهود في اورشليم وسلموني الى ايدي الرومانيـين.
18- فنظروا في قضيتي، وارادوا اخلاء سبيلي لان لا جرم علي استوجب به الموت.
19- ولكن اليهود عارضوا، فاضطررت ان ارفع دعواي الى القيصر، لا لاني اريد ان اتهم شعبي بشيء.
20- لذلك طلبت ان اراكم واكلمكم، فانا احمل هذا القيد من اجل رجاء اسرائيل«.

21- فقالوا له: «ما تلقينا كتابا في شانك من اليهودية، ولا جاءنا احد من الاخوة هناك، فاخبرنا شيئا عنك او تكلم عليك بسوء.
22- ولكننا نود ان نسمع منك رايك، لاننا نعرف ان النـاس في كل مكان تستنكر هذا المذهب«.

23- فتواعدوا على يوم جاؤوا فيه الى منزل بولس وهم اكثر عددا. فاخذ بولس يحدثهم من الصباح الى المساء، شاهدا لملكوت الله، محاولا ان يقنعهم برسالة يسوع استنادا الى شريعة موسى وكتب الانبياء.
24- فاقتنع بعضهم بكلامه وانكر البعض الآخر.
25- وقبل ان ينصرفوا من عنده وهم غير متفقين، قال لهم بولس هذه الكلمة: «صدق الروح القدس في قوله لآبائكم بلسان النبي اشعيا:

26- اذهب الى هذا الشعب وقل له: مهما سمعتم لا تفهمون. ومهما نظرتم لا تبصرون.
27- تحجر قلب هذا الشعب فسدوا آذانهم واغمضوا عيونهم لئلا يسمعوا بآذانهم ويبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا، فاشفـيهم.

28- فليكن معلوما عندكم ان الله ارسل خلاصه هذا الى غير اليهود من الشعوب وهم سيستمعون اليه«.

29- فلما قال هذا الكلام، خرج اليهود من عنده وهم في جدال عنيف].

30- واقام بولس سنتين كاملتين في المنزل الذي استاجره، يرحب بكل من كان يزوره،
31- فيبشر بملكوت الله معلنا بكل جراة وحرية تعليمه في الرب يسوع المسيح.
 
25 45 رسالة رومة 004 الرب
1- وماذا نقول في ابراهيم ابينا في الجسد وما جرى له؟
2- فلو ان الله برره لاعماله لحق له ان يفتخر، ولكن لا عند الله.
3- فالكتاب يقول: «آمن ابراهيم بكلام الله، فبرره لايمانه«.

4- من قام بعمل، فاجرته حق لا هبة.
5- اما من لا يقوم بعمل، بل يؤمن بالله الذي يبرر الخاطئ، فالله يبرره لايمانه.
6- وهكذا يترنم داود مادحا سعادة الانسان الذي يبرره الله بغير الاعمال:

7- »هنيئا للذين غفرت ذنوبهم وسترت خطاياهم!
8- هنيئا لمن خطاياه لا يحاسبه بها الرب! «

9- فهل تقتصر هذه السعادة على اهل الختان ام تشمل غيرهم من البشر؟ نحن نقول: ان الله برر ابراهيم لايمانه.
10- ولكن متى تم له ذلك؟ اقبل الختان ام بعده؟ قبل الختان لا بعده.
11- ثم نال الختان علامة وبرهانا على ان الله برره لايمانه قبل ختانه، فصار ابراهيم ابا لجميع الذين يبررهم الله لايمانهم من غير المختونين،
12- وابا للمختونين الذين لا يكتفون بالختان، بل يقتدون بابينا ابراهيم في ايمانه قبل ان ينال الختان.

13- فالوعد الذي وعده الله لابراهيم ونسله بان يرث العالم لا يعود الى الشريعة، بل الى ايمانه الذي برره.
14- فلو اقتصر الميراث على اهل الشريعة، لكان الايمان عبثا والوعد باطلا،
15- لان الشريعة تسبب غضب الله، وحيث لا تكون الشريعة لا تكون معصية.

16- فالميراث قائم على الايمان حتى يكون هبة من الله ويبقى الوعد جاريا على نسل ابراهيم كله، لا على اهل الشريعة وحدهم، بل على المؤمنين ايمان ابراهيم ايضا. وهو اب لنا جميعا،
17- كما يقول الكتاب: «جعلتك ابا لامم كثيرة«. وهو اب لنا عند الذي آمن به ابراهيم، عند الله الذي يحيي الاموات ويدعو غير الموجود الى الوجود.
18- وآمن ابراهيم راجيا حيث لا رجاء، فصار ابا لامم كثيرة على ما قال الكتاب: «هكذا يكون نسلك«.
19- وكان ابراهيم في نحو المئة من العمر، فما ضعف ايمانه حين راى ان بدنه مات وان رحم امراته سارة مات ايضا.
20- وما شك في وعد الله، بل قواه ايمانه فمجد الله
21- واثقا بان الله قادر على ان يفي بوعده.
22- فلهذا الايمان برره الله.
23- وما قول الكتاب: «برره الله« من اجله وحده،
24- بل من اجلنا ايضا، نحن الذين نتبرر بايماننا بالله الذي اقام ربنا يسوع من بين الاموات،
25- وكان اسلمه الى الموت للتكفير عن زلاتنا واقامه من اجل تبريرنا.
 
26 45 رسالة رومة 009 الرب
1- اقول الحق في المسيح ولا اكذب. فضميري شاهد لي في الروح القدس
2- اني حزين جدا وفي قلبـي الم لا ينقطع،
3- واني اتمنى لو كنت انا ذاتي محروما ومنفصلا عن المسيح في سبيل اخوتي بني قومي في الجسد.
4- هم بنو اسرائيل الذين جعلهم الله ابناءه، ولهم المجد والعهود والشريعة والعبادة والوعود،
5- ومنهم كان الآباء وجاء المسيح في الجسد، وهو الكائن على كل شيء الها مباركا الى الابد. آمين.

6- ولا اقول ان وعد الله خاب. فما كل بني اسرائيل هم اسرائيل،
7- ولا كل الذين من نسل ابراهيم هم ابناء ابراهيم. قال الله لابراهيم: «باسحق يكون لك نسل«.

8- فما ابناء الجسد هم ابناء الله، بل ابناء الوعد هم الذين يحسبهم الله نسل ابراهيم.
9- فكلام الوعد هو هذا: «ساعود في مثل هذا الوقت، ويكون لسارة ابن«.

10- وما هذا كل شيء، بل ان رفقة حبلت من رجل واحد، من ابينا اسحق،
11- وقبل ان يولد الصبيان ويعملا خيرا او شرا، وليتم ما اختاره الله بتدبـيره القائم على دعوته لا على الاعمال،
12- قال الله لرفقة: «الاكبر يستعبده الاصغر«،

13- على ما ورد في الكتاب:«احببت يعقوب وابغضت عيسو«.

14- فماذا نقول؟ ايكون عند الله ظلم؟ كلا!
15- قال الله لموسى: «ارحم من ارحم، واشفق على من اشفق«.

16- فالامر لا يعود الى ارادة الانسان ولا الى سعيه، بل الى رحمة الله وحدها.
17- ففي الكتاب قال الله لفرعون: «رفعتك لاظهر فيك قدرتي ويدعو الناس باسمي في الارض كلها«.

18- فهو اذا يرحم من يشاء ويقسي قلب من يشاء.

19- ويقول لي احدكم: «فلماذا يلومنا الله؟ من يقدر ان يقاوم مشيئته؟«

20- فاجيب: من انت ايها الانسان حتى تعترض على الله؟ ايقول المصنوع للصانع: لماذا صنعتني هكذا؟
21- اما يحق للخزاف ان يستعمل طينه كما يشاء، فيصنع من جبلة الطين نفسها اناء لاستعمال شريف، واناء آخر لاستعمال دنيء.

22- وكذلك الله، شاء ان يظهر غضبه ويعلن قدرته، فاحتمل بصبر طويل آنية النقمة التي للهلاك_
23- كما شاء ان يعلن فيض مجده في آنية الرحمة التي سبق فاعدها للمجد،
24- اي نحن الذين دعاهم لا من بين اليهود وحدهم، بل من بين سائر الشعوب ايضا.
25- وفي كتاب هوشع ان الله قال: «الذي ما كان شعبي سادعوه شعبي، والتي ما كانت محبوبتي سادعوها محبوبتي،
26- وحيث قيل لهم: ما انتم شعبي، يدعون ابناء الله الحي«.
27- ويكتب اشعيا في كلامه على اسرائيل: «وان كان بنو اسرائيل عدد رمل البحر، فلا يخلص منهم الا بقية،
28- لان الرب سيقضي في الارض قضاء كاملا سريعا عادلا.
29- وبهذا انبا اشعيا فقال: لولا ان رب الجنود حفظ لنا نسلا، لصرنا مثل سدوم واشبهنا عمورة«.

30- فماذا نقول؟ نقول ان الامم الذين ما سعوا الى البر تبرروا ولكن بالايمان،
31- اما بنو اسرائيل الذين سعوا الى شريعة غايتها البر فشلوا في بلوغ غاية الشريعة.
32- ولماذا؟ لانهم سعوا الى هذا البر بالاعمال التي تفرضها الشريعة لا بالايمان، فصدموا حجر العثرة،
33- كما يقول الكتاب: «ها انا اضع في صهيون حجر عثرة في طريق الشعب وصخرة سقوط، فمن آمن به لا يخيب«.
 
27 45 رسالة رومة 010 الرب
1- وكم اتمنى من كل قلبي ايها الاخوة خلاص بني اسرائيل، وكم ابتهل الى الله من اجلهم.
2- وانا اشهد لهم ان فيهم غيرة لله، لكنها على غير معرفة صحيحة،
3- لانهم جهلوا كيف يبرر الله البشر وسعوا الى البر على طريقتهم، فما خضعوا لطريقة الله في البر،
4- وهي ان غاية الشريعة هي المسيح الذي به يتبرر كل من يؤمن.

5- وكتب موسى كيف يتبرر الانسان بالشريعة فقال: «كل من يعمل باحكام الشريعة يحيا بها«.
6- واما التبرر بالايمان فقيل فيه: «لا تقل _في قلبك: من يصعد الى السماء؟ (اي ليجعل المسيح ينزل الينا).
7- او من يهبط الى الهاوية؟ (اي يجعل المسيح يصعد من بين الاموات) «.
8- وما قيل هو هذا: «الكلمة قريبة منك، في لسانك وفي قلبك«، اي كلمة الايمان التي نبشر بها.
9- فاذا شهدت بلسانك ان يسوع رب، وآمنت بقلبك ان الله اقامه من بين الاموات، نلت الخلاص.
10- فالايمان بالقلب يقود الى البر، والشهادة باللسان تقود الى الخلاص.
11- فالكتاب يقول: «من آمن به لا يخيب«.
12- ولا فرق بين اليهودي وغير اليهودي، لان الله ربهم جميعا، يفيض بخيراته على كل من يدعوه.
13- فالكتاب يقول: «كل من يدعو باسم الرب يخلص«.

14- ولكن كيف يدعونه وما آمنوا به؟ وكيف يؤمنون وما سمعوا به؟ بل كيف يسمعون به وما بشرهم احد؟
15- وكيف يبشرهم وما ارسله الله؟ والكتاب يقول: «ما اجمل خطوات المبشرين بالخير«.

16- ولكن ما كلهم قبلوا البشارة. اما قال اشعيا: «يا رب، من آمن بما سمعه منا؟«

17- فالايمان اذا من السماع، والسماع هو من التبشير بالمسيح.

18- غير اني اقول: اما سمعوا؟ نعم، سمعوا فالكتاب يقول: «الى الارض كلها وصل صوتهم، والى اقاصي المسكونة اقوالهم«.
19- ولكني اقول: ان بني اسرائيل ما فهموا؟ قال موسى من قبل: «تحسدون شعبا لا يكون شعبي، واثير غيرتكم بشعب ما هو بشعب«.
20- اما اشعيا فيقول بجراة: «وجدني من كانوا لا يبحثون عني، وظهرت لمن كانوا لا يطلبوني«.
21- ولكنه يقول في بني اسرائيل: «مددت يدي طوال النهار لشعب متمرد عنيد«.
 
28 45 رسالة رومة 011 الرب
1- لكني اقول: هل نبذ الله شعبه؟ كلا! فانا نفسي من بني اسرائيل، من نسل ابراهيم وعشيرة بنيامين.
2- ما نبذ الله شعبه وهو الذي سبق فاختاره. وانتم تعرفون ما قال الكتاب في ايليا حين شكا بني اسرائيل الى الله، فقال:
3- »يا رب، قتلوا انبياءك وهدموا كل مذابحك وبقيت انا وحدي، وهم يريدون ان يقتلوني«.
4- فماذا اجابه صوت الله؟ اجابه: «ابقيت سبعة آلاف رجل ما حنوا ركبة لبعل«.
5- وفي الزمن الحاضر ايضا بقية من الناس اختارها الله بالنعمة.
6- فاذا كان الاختيار بالنعمة، فما هو اذا بالاعمال، والا لما بقيت النعمة نعمة.

7- فماذا بعد؟ ما كان يطلبه بنو اسرائيل ولا ينالونه، ناله الذين اختارهم الله. اما الباقون فقست قلوبهم،
8- كما جاء في الكتاب: «اعطاهم الله عقلا خاملا وعيونا لا تبصر وآذانا لا تسمع الى هذا اليوم«.
9- وقال داود: «لتكن موائدهم فخا لهم وشركا وحجر عثرة وعقابا.
10- لتظلم عيونهم فلا تبصر، ولتكن ظهورهم محنية كل حين«.

11- واما انا فاقول: هل زلت قدم اليهود ليسقطوا الى الابد؟ كلا! بل بزلتهم صار الخلاص لغير اليهود حتى تثور الغيرة في بني اسرائيل.
12- فاذا كان في زلتهم غنى للعالم وفي نقصانهم غنى لسائر الشعوب، فكم يكون الغنى في اكتمالهم؟

13- والآن اقول لغير اليهود منكم: ما دمت رسولا الى غير اليهود، فانا فخور برسالتي
14- لعلي اثير غيرة بني قومي فاخلص بعضا منهم.
15- فاذا كان رفضهم ادى الى مصالحة العالم مع الله، فهل يكون قبولهم الا حياة بعد موت؟
16- واذا كانت الخميرة مقدسة، فالعجين كله مقدس. واذا كان الاصل مقدسا، فالفروع مقدسة ايضا.
17- فاذا قطعت بعض الفروع، وكنت انت زيتونة برية فطعمت لتشارك الفروع الباقية في اصل الشجرة وخصبها،
18- فلا تفتخر على الفروع التي قطعت. وكيف تفتخر وانت لا تحمل الاصل، بل الاصل هو الذي يحملك؟
19- ولكنك تقول: «قطعت تلك الفروع حتى اطعم انا! «

20- حسنا! هي قطعت لعدم ايمانها، وانت باق لايمانك، فلا تفتخر بل خف.
21- فان كان الله لم يبق على الفروع الطبـيعية فهل يبقي عليك؟
22- فاعتبر بلين الله وشدته فالشدة على الذين سقطوا، واللين لك اذا ثبت اهلا لهذا اللين، والا فتقطع انت ايضا.
23- اما هم، فاذا توقفوا عن عدم ايمانهم يطعمهم الله، لان الله قادر على ان يطعمهم ثانية.
24- فاذا كان الله قطعك من زيتونة برية تنتمي اليها بطبيعتك، وطعمك خلافا لطبيعتك في زيتونة جيدة، فما احق الذين ينتمون الى زيتونتهم بالطبيعة بان يطعمهم الله فيها.

25- فانا لا اريد، ايها الاخوة، ان تجهلوا هذا السر لئلا تحسبوا انفسكم عقلاء، وهو ان قسما من بني اسرائيل قسى قلبه الى ان يكمل عدد المؤمنين من سائر الامم.
26- وهكذا يخلص جميع بني اسرائيل، كما جاء في الكتاب: «من صهيون يجيء المخلص ويزيل الكفر عن بني يعقوب.
27- ويكون هذا عهدي لهم حين امحو خطاياهم«.
28- فاليهود من حيث البشارة هم اعداء الله لخيركم. واما من حيث اختيار الله، فهم احباؤه اكراما للآباء.
29- ولا ندامة في هبات الله ودعوته.
30- فكما عصيتم الله من قبل ورحمكم الآن لعصيانهم،
31- فكذلك هم عصوا الله الآن ليرحمهم كما رحمكم،
32- لان الله جعل البشر كلهم سجناء العصيان حتى يرحمهم جميعا.

33- ما اعمق غنى الله وحكمته وعلمه! وما اصعب ادراك احكامه وفهم طرقه؟
34- فالكتاب يقول: «من الذي عرف فكر الرب، او من الذي كان له مشيرا؟
35- ومن الذي بادره بالعطاء ليبادله بالمثل؟«
36- فكل شيء منه وبه واليه. فله المجد الى الابد. آمين.
 
29 45 رسالة رومة 012 الرب
1- فاناشدكم، ايها الاخوة، برافة الله ان تجعلوا من انفسكم ذبيحة حـية مقدسة مرضية عند الله. فهذه هي عبادتكم الروحية.
2- ولا تتشبهوا بما في هذه الدنيا، بل تغيروا بتجديد عقولكم لتعرفوا مشيئة الله: ما هو صالح، وما هو مرضي، وما هو كامل.

3- واوصي كل واحد منكم بفضل النعمة الموهوبة لي ان لا يغالي في تقدير نفسه. بل ان يتعقل في تقديرها، على مقدار ما قسم الله له من الايمان.
4- فكما ان لنا اعضاء كثيرة في جسد واحد، ولكل عضو منها عمله الخاص به،
5- هكذا نحن في كثرتنا جسد واحد في المسيح، وكلنا اعضاء بعضنا لبعض،
6- ولنا مواهب تختلف باختلاف ما نلنا من النعمة: فمن له موهبة النبوءة فليتنبا وفقا للايمان،
7- ومن له موهبة الخدمة فليخدم، ومن له موهبة التعليم فليعلم،
8- ومن له موهبة الوعظ فليعظ، ومن يعطي فليعط بسخاء، ومن يرئس فليرئس باجتهاد، ومن يرحم فليرحم بسرور.

9- ولتكن المحبة صادقة. تجنبوا الشر وتمسكوا بالخير.
10- واحبوا بعضكم بعضا كاخوة، مفضلين بعضكم على بعض في الكرامة،
11- غير متكاسلين في الاجتهاد، متقدين في الروح، عاملين للرب.
12- كونوا فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبـين على الصلاة.
13- ساعدوا الاخوة القديسين في حاجاتهم، وداوموا على ضيافة الغرباء.

14- باركوا مضطهديكم، باركوا ولا تلعنوا.
15- افرحوا مع الفرحين وابكوا مع الباكين.
16- كونوا متفقين، لا تتكبروا بل اتضعوا. لا تحسبوا انفسكم حكماء.

17- لا تجازوا احدا شرا بشر، واجتهدوا ان تعملوا الخير امام جميع الناس.
18- سالموا جميع الناس ان امكن، على قدر طاقتكم.
19- لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء، بل دعوا هذا لغضب الله. فالكتاب يقول: «لي الانتقام، يقول الرب، وانا الذي يجازي«.
20- ولكن: «اذا جاع عدوك فاطعمه، واذا عطش فاسقه، لانك في عملك هذا تجمع على راسه جمر نار«.
21- لا تدع الشر يغلبك، بل اغلب الشر بالخير.
 
30 45 رسالة رومة 013 الرب
1- على كل انسان ان يخضع لاصحاب السلطة، فلا سلطة الا من عند الله، والسلطة القائمة هو الذي اقامها.
2- فمن قاوم السلطة قاوم تدبير الله، فاستحق العقاب.
3- ولا يخاف الحكام من يعمل الخير، بل من يعمل الشر. اتريد ان لا تخاف السلطة؟ اعمل الخير تنل رضاها.
4- فهي في خدمة الله لخيرك. ولكن خف اذا عملت الشر، لان السلطة لا تحمل السيف باطلا. فاذا عاقبت، فلانها في خدمة الله لتنزل غضبه على الذين يعملون الشر.
5- لذلك لا بد من الخضوع للسلطة، لا خوفا من غضب الله فقط، بل مراعاة للضمير ايضا.
6- ولهذا انتم تدفعون الضرائب. فاصحاب السلطة يخدمون الله حين يواظبون على هذا العمل.
7- فاعطوا كل واحد حقه: الضريبة لمن له الضريبة، والجزية لمن له الجزية، والمهابة لمن له المهابة، والاكرام لمن له الاكرام.

8- لا يكن عليكم لاحد دين الا محبة بعضكم لبعض، فمن احب غيره اتم العمل بالشريعة.
9- فالوصايا التي تقول: «لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشته« وسواها من الوصايا، تتلخص في هذه الوصية: «احب قريبك مثلما تحب نفسك«.

10- فمن احب قريبه لا يسيء الى احد، فالمحبة تمام العمل بالشريعة.

11- وانتم تعرفون في اي وقت نحن: حانت ساعتكم لتفيقوا من نومكم، فالخلاص الآن اقرب الينا مما كان يوم آمنا.
12- تناهى الليل واقترب النهار. فلنطرح اعمال الظلام ونحمل سلاح النـور.
13- لنسلك كما يليق السلوك في النهار: لا عربدة ولا سكر، ولا فجور ولا فحش، ولا خصام ولا حسد.
14- بل تسلحوا بالرب يسوع المسيح، ولا تنشغلوا بالجسد لاشباع شهواته.
 
31 45 رسالة رومة 014 الرب
1- اقبلوا بينكم ضعيف الايمان ولا تحاكموه على آرائه.
2- فمن النـاس من يرى ان ياكل من كل شيء، ومنهم من هو ضعيف الايمان فلا ياكل الا البقول.
3- فعلى من ياكل من كل شيء ان لا يحتقر من لا ياكل مثله، وعلى من لا ياكل من كل شيء ان لا يدين من ياكل من كل شيء، لانه مقبول عند الله.
4- ومن انت حتى تدين خادم غيرك؟ فهو في عين سيده يسقط او يثبت. وسيثبت لان الرب قادر على ان يثبته.

5- ومن الناس من يفضل يوما على يوم، ومنهم من يساوي بين الايام كلها. ولا باس ان يثبت كل واحد على رايه.
6- لان من يراعي يوما دون بقية الايام يراعيه اكراما لله، ومن ياكل من كل شيء ياكل اكراما لله لانه يشكر الله، ومن لا ياكل من كل شيء لا ياكل اكراما لله ويشكر الله.
7- فما من احد منا يحيا لنفسه، وما من احد يموت لنفسه.
8- فاذا حيـينا فللرب نحيا، واذا متنا فللرب نموت. وسواء حيينا ام متنا، فللرب نحن.
9- والمسيح مات وعاد الى الحياة ليكون رب الاحياء والاموات.
10- فكيف يا هذا تدين اخاك؟ وكيف يا هذا تحتقر اخاك؟ نحن جميعا سنقف امام محكمة الله،
11- والكتاب يقول: «حي انا، يقول الرب، لي تنحني كل ركبة، وبحمد الله يسبح كل لسان«.
12- واذا، فكل واحد منا سيؤدي عن نفسه حسابا لله.

13- فلا يحكم بعضنا على بعض، بل الاولى بكم ان تحكموا بان لا يكون احد حجر عثرة او عائقا لاخيه،
14- وانا عالم ومتيقن في الرب يسوع ان لا شيء نجس في حد ذاته، ولكنه يكون نجسا لمن يعتبره نجسا.
15- فاذا اسات الى اخيك بما تاكله، فانت لا تسلك طريق المحبة. فلا تجعل من طعامك سببا لهلاك من مات المسيح لاجله،
16- ولا تعرض ما هو خير لكلام السوء.
17- فما ملكوت الله طعام وشراب، بل عدل وسلام وفرح في الروح القدس.
18- فمن خدم المسيح مثل هذه الخدمة نال رضى الله وقبول الناس.

19- فلنطلب ما فيه السلام والبنيان المشترك.
20- لا تهدم عمل الله من اجل الطعام. كل شيء طاهر، ولكن من السوء ان تكون بما تاكله حجر عثرة لاخيك،
21- ومن الخير ان لا تاكل لحما ولا تشرب خمرا ولا تتناول شيئا يصدم اخاك.
22- فاحتفظ واحفظ ما تؤمن به في هذا الامر بينك وبين الله. هنيئا لمن لا يحكم على نفسه اذا عمل بما يراه حسنا.
23- اما الذي يرتاب في ما ياكل، فمحكوم عليه انه لا يعمل هذا عن ايمان. وكل شيء لا يصدر عن ايمان فهو خطيئة.
 
32 45 رسالة رومة 015 الرب
1- فعلينا نحن الاقوياء في الايمان ان نحتمل ضعف الضعفاء، ولا نطلب ما يرضي انفسنا،
2- بل ليعمل كل واحد منا ما يرضي اخاه لخير البنيان المشترك.
3- وما طلب المسيح ما يرضي نفسه، بل كما جاء في الكتاب: «شتائم الذين يشتمونك وقعت علي«.

4- وكل ما جاء قبلا في الكتب المقدسة انما جاء ليعلمنا كيف نحصل على الرجاء بما في هذه الكتب من الصبر والعزاء.
5- فليعطكم اله الصبر والعزاء اتفاق الراي في ما بينكم كما علمنا المسيح يسوع،
6- لتمجدوا الله ابا ربنا يسوع المسيح بقلب واحد ولسان واحد.

7- فاقبلوا بعضكم بعضا لمجد الله كما قبلكم المسيح.
8- وانا اقول لكم ان المسيح صار خادم اليهود ليظهر ان الله صادق ويفي بما وعد به الآباء.
9- اما غير اليهود فيمجدون الله على رحمته، كما جاء في الكتاب: «لذلك اسبح بحمدك بين الامم، وارتل لاسمك«.

10- وجاء ايضا: «افرحي ايتها الامم مع شعب الله! «

11- وايضا: «سبحوا الرب يا جميع الامم! مجدوه يا جميع الشعوب! «
12- وقال اشعيا: «سيظهر فرع من اصل يسى، يقوم ليسود الامم وعليه يكون رجاء الشعوب«.

13- فليغمركم اله الرجاء بالفرح والسلام في الايمان، حتى يفيض رجاؤكم بقدرة الروح القدس!

14- فانا على ثقة يا اخوتي بانكم ممتلئون خيرا، وانكم فائضون بالمعرفة، قادرون على ان ينصح بعضكم بعضا.
15- ولكني كتبت اليكم في بعض الامور بكثير من الجراة لانبهكم اليها، وذلك للنعمة التي وهبها الله لي
16- حتى اكون خادم المسيح يسوع عند غير اليهود. وانا اخدم بشارة الله ككاهن، فيصير غير اليهود قربانا مقبولا عند الله مقدسا بالروح القدس.
17- ويحق لي، اذا، ان افتخر في المسيح يسوع بخدمتي لله،
18- لاني لا اجرؤ ان اتكلم الا بما عمله المسيح على يدي لهداية غير اليهود الى طاعة الله، بالقول والفعل
19- وبقوة الآيات والمعجزات وبقدرة روح الله. من اورشليم وما حولها الى الليريكون اكملت التبشير بالمسيح.
20- وكنت حريصا ان لا ابشر حيثسمع الناس باسم المسيح، لئلا ابني على اساس غيري،
21- فعملت بما جاء في الكتاب: «الذين ما بشرهم به احد سيبصرون، والذين ما سمعوا به سيفهمون«.

22- وهذا ما منعني مرارا من المجيء اليكم.
23- اما الآن ولا مجال عمل لي بعد في هذه الاقطار، ولي من عدة سنين شوق الى المجيء اليكم،
24- فانا ارجو ان اراكم عند مروري بكم في طريقي الى اسبانية واستعين بكم على السفر اليها، بعد ان انعم ولو قليلا بلقائكم.
25- ولكني الآن ذاهب الى اورشليم في خدمة الاخوة القديسين،
26- لان كنائس مكدونـية وآخائية استحسنوا ان يتبرعوا ببعض المعونة للمحتاجين من الاخوة القديسين الذين في اورشليم.
27- هم استحسنوا ذلك وهو حق عليهم، لانهم شاركوا ابناء سائر الشعوب في خيراتهم الروحية فكان على هؤلاء ان يخدموهم بخيراتهم المادية.
28- وبعد ان اقوم بهذه المهمة واسلم اليهم تلك المعونة، امر بكم وانا في طريقي الى اسبانية.
29- واعلم اني اذا جئت اليكم اجيء بملء بركة المسيح.

30- فاناشدكم، ايها الاخوة، باسم ربنا يسوع المسيح وبمحبة الروح، ان تجاهدوا معي برفع صلواتكم الى الله، من اجلي،
31- لينقذني من ايدي الخارجين على الايمان في اليهودية ويجعل خدمتي في اورشليم مقبولة عند الاخوة القديسين،
32- فاجيء اليكم مسرورا ان شاء الله، وارتاح عندكم.
33- وليكن اله السلام معكم اجمعين. آمين.
 
33 45 رسالة رومة 016 الرب
1- اوصيكم باختنا فـيبة، خادمة كنيسة كنخرية.
2- تقبلوها في الرب قبولا يليق بالاخوة القديسين، وساعدوها في كل ما تحتاج اليه منكم، لانها اسعفت كثيرا من الاخوة واسعفتني انا ايضا.

3- سلموا على بريسكلة واكيلا، معاوني في المسيح يسوع،
4- اللذين عرضا حياتهما للموت من اجلي. وما انا وحدي اشكرهما، بل جميع كنائس المؤمنين من غير اليهود ايضا.
5- وسلموا ايضا على الكنيسة التي تجتمع في بيتهما. سلموا على الحبيب ابينيتوس، اول من اهتدى في آسية الى المسيح.
6- سلموا على مريم التي تعبت كثيرا في خدمتكم.
7- سلموا على اندرونيكوس ويونياس، نسيبي ورفيقي في السجن، وهما من المشهورين بين الرسل، بل اهتديا قبلي الى المسيح.

8- سلموا على امبلياتوس حبيبي في الرب،
9- وعلى اوربانوس معاوننا في المسيح، وعلى الحبيب استاخيس.
10- سلموا على ابلس الذي برهن عن ثباته في المسيح. سلموا على اهل بيت ارستوبولس_
11- سلموا على هيروديون نسيبي. سلموا على الذين في الرب من اهل بيت نركيسوس.

12- سلموا على تريفينة وتريفوسة اللـتين تتعبان في خدمة الرب. سلموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرا في خدمة الرب.
13- سلموا على روفس المختار في الرب، وعلى امه التي هـي كامي.
14- سلموا على اسينيكرتس وفليغون وهرميس وبتروباس وهرماس وعلى الاخوة الذين معهم.
15- سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيريوس واخته، وعلى اولمباس وجميع الاخوة القديسين الذين معهم.
16- ليسلم بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.كنائس المسيح كلها تسلم عليكم.

17- واناشدكم، ايها الاخوة، ان تكونوا على حذر من الذين يثيرون الخلاف والمصاعب بخروجهم على التعاليم التي تلقيتموها. ابتعدوا عنهم،
18- لان امثال هؤلاء لا يخدمون المسيح ربنا، بل بطونهم، ويخدعون بالتملق والكلام المعسول بسطاء القلوب.
19- وما من احد الا عرف طاعتكم، ولهذا انا افرح بكم. ولكني اريد ان تكونوا حكماء في ما هو خير، ابرياء في ما هو شر.
20- واله السلام سيسحق ابليس سريعا تحت اقدامكم. ولتكن نعمة ربنا يسوع معكم.

21- يسلم عليكم معاوني تيموثاوس وانسبائي لوكيوس وياسون وسوسيباترس.

22- وانا ترتيوس، كاتب هذه الرسالة، اسلم عليكم في الرب.

23- ويسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها. ويسلم عليكم اراستس، امين صندوق المدينة، واخونا كوارتس. [
24- نعمة ربنا يسوع المسيح معكم اجمعين. آمين].

25- المجد لله القادر ان يثبتكم في الانجيل الذي اعلنه مناديا بيسوع المسيح وفقا للسر المعلن الذي بقي مكتوما مدى الازل
26- وظهر الآن بما كتبه الانبياء وعرفته جميع الشعوب، كما امر الله الازلي، حتى يطيعوا ويؤمنوا.

27- المجد لله الحكيم وحده، بيسوع المسيح الى الابد. آمين.
 
34 46 رسالة كورونتس الاولى 001 الرب
1- من بولس الذي شاء الله ان يدعوه ليكون رسول المسيح يسوع، ومن الاخ سوستانيس،
2- الى كنيسة الله في كورنثوس، الى الذين قدسهم الله في المسيح يسوع ودعاهم ليكونوا قديسين مع جميع الذين يدعون في كل مكان باسم ربنا يسوع المسيح، ربهم وربنا.

3- عليكم النعمة والسلام من الله ابـينا ومن الرب يسوع المسيح.

4- اشكر الهي لاجلكم دوما على النعمة التي وهبها لكم في المسيح يسوع،
5- فصرتم به اغنياء في كل شيء، في اساليب الكلام وانواع المعرفة.
6- على قدر ما رسخت فيكم شهادة المسيح،
7- حتى انه لا تعوزكم موهبة من المواهب، وانتم تنتظرون ظهور ربنا يسوع المسيح،
8- وهو الذي يحفظكم ثابتين الى النهاية حتى لا يكون عليكم لوم في يوم ربنا يسوع المسيح.
9- امين هو الله الذي دعاكم الى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا.

10- اناشدكم ايها الاخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، ان تكونوا جميعا متفقين في الراي وان لا يكون بينكم خلاف، بل كونوا على وفاق تام، لكم روح واحد وفكر واحد.
11- فاهل بيت خلوة اخبروني ايها الاخوة ان بينكم خلافا،
12- اعني ان كل واحد منكم يقول «انا مع بولس« و«انا مع ابلوس« و«انا مع بطرس« و«انا مع المسيح«.

13- فهل المسيح انقسم؟ هل بولس هو الذي صلب من اجلكم؟ او باسم بولس تعمدتم؟

14- اشكر الله على اني ما عمدت احدا منكم غير كريسبس وغايس،
15- فلا يقدر احد ان يقول انكم باسمي تعمدتم.
16- نعم، عمدت ايضا عائلة استفاناس. وما عدا هؤلاء، فلا اذكر اني عمدت احدا.
17- فالمسيح ارسلني لا لاعمد، بل لاعلن البشارة غير متكل على حكمة الكلام لئلا يفقد موت المسيح على الصليب قـوته.

18- فالبشارة بالصليب «حماقة« عند الذين يسلكون طريق الهلاك. واما عندنا نحن الذين يسلكون طريق الخلاص، فهو قدرة الله.
19- فالكتاب يقول: «سامحو حكمة الحكماء، وازيل ذكاء الاذكياء«.

20- فاين الحكيم؟ واين العلامة؟ واين المجادل في هذا الزمان؟ اما جعل الله حكمة العالم حماقة؟

21- فلما كانت حكمة الله ان لا يعرفه العالم بالحكمة، شاء الله ان يخلص المؤمنين به «بحماقة« البشارة.
22- واذا كان اليهود يطلبون المعجزات، واليونانـيون يبحثون عن الحكمة،
23- فنحن ننادي بالمسيح مصلوبا، وهذا عقبة لليهود وحماقة في نظر الوثنيين.
24- واما للذين دعاهم الله من اليهود واليونانيين، فالمسيح هو قدرة الله وحكمة الله.
25- فما يبدو انه حماقة من الله هو احكم من حكمة الناس، وما يبدو انه ضعف من الله هو اقوى من قوة الناس.

26- تذكروا ايها الاخوة كيف كنتم حين دعاكم الله، فما كان فيكم كثير من الحكماء بحكمة البشر ولا من الاقوياء او الوجهاء.
27- الا ان الله اختار ما يعتبره العالم حماقة ليخزي الحكماء، وما يعتبره العالم ضعفا ليخزي الاقوياء.
28- واختار الله ما يحتقره العالم ويزدريه ويظنه لا شيء، ليزيل ما يظنه العالم شيئا،
29- حتى لا يفتخر بشر امام الله.
30- واما انتم، فبفضله صرتم في المسيح يسوع الذي هو لنا من الله حكمة وبرا وقداسة وفداء،
31- كما جاء في الكتاب: «من اراد ان يفتخر، فليفتخر بالرب«.
 
35 46 رسالة كورونتس الاولى 002 الرب
1- وانا، عندما جئتكم ايها الاخوة، ما جئت ببليغ الكلام او الحكمة لابشركم بسر الله،
2- وانما شئت ان لا اعرف شيئا، وانا بينكم، غير يسوع المسيح، بل يسوع المسيح المصلوب.
3- وكنت في مجيئي اليكم اشعر بالضعف والخوف والرعدة،
4- وكان كلامي وتبشيري لا يعتمدان على اساليب الحكمة البشرية في الاقناع، بل على ما يظهره روح الله وقوته،
5- حتى يستند ايمانكم الى قدرة الله، لا الى حكمة البشر.

6- ولكن هناك حكمة نتكلم عليها بين النـاضجين في الروح، وهي غير حكمة هذا العالم ولا رؤساء هذا العالم، وسلطانهم الى زوال،
7- بل هي حكمة الله السرية الخفـية التي اعدها الله قبل الدهور في سبيل مجدنا،
8- وما عرفها احد من رؤساء هذا العالم، ولو عرفوها لما صلبوا رب المجد.
9- لكن كما يقول الكتاب: «الذي ما راته عين ولا سمعت به اذن ولا خطر على قلب بشر اعده الله للذين يحبونه«.

10- وكشفه الله لنا بالروح، لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله.
11- فمن هو الذي يعرف ما في الانسان غير الروح التي في الانسان؟ وكذلك ما من احد يعرف ما في الله غير روح الله.
12- وما نلنا نحن روح هذا العالم، بل نلنا الروح الذي ارسله الله لنعرف ما وهبه الله لنا.
13- ونحن لا نتكلم عليها بكلام تعلمه الحكمة البشرية، بل بكلام يعلمه الروح القدس، فنشرح الحقائق الروحانـية بعبارات روحانـية.
14- فالانسان البشري لا يقبل ما هو من روح الله لانه يعتبره حماقة، ولا يقدر ان يفهمه لان الحكم فيه لا يكون الا بالروح.
15- واما الانسان الروحاني، فيحكم في كل شيء ولا يحكم فيه احد.
16- فالكتاب يقول: «من هو الذي يعرف فكر الرب ليرشده؟« واما نحن، فلنا فكر المسيح.
 
36 46 رسالة كورونتس الاولى 003 الرب
1- ولكني ايها الاخوة، ما تمكنت ان اكلمكم مثلما اكلم اناسا روحانيين، بل مثلما اكلم اناسا جسديين هم اطفال بعد في المسيح.
2- غذيتكم باللبن الحليب لا بالطعام، لانكم كنتم لا تطيقونه ولا انتم تطيقونه الآن.
3- فانتم جسديون بعد، فاذا كان فيكم حسد وخلاف، الا تكونون جسديين وتسلكون مثل بقية البشر؟
4- وعندما يقول احدكم: «انا مع بولس«، والآخر «انا مع ابلوس«، الا تكونون مثل البشر الآخرين؟

5- فمن هو ابلوس؟ ومن هو بولس؟ هما خادمان بهما اهتديتم الى الايمان على قدر ما اعطاهما الرب.
6- انا غرست وابلوس سقى، ولكن الله هو الذي كان ينمي.
7- فلا الغارس له شان ولا الساقي، بل الشان لله الذي ينمي.
8- فلا فرق بين الغارس والساقي، غير ان كلا منهما ينال اجره على مقدار عمله.
9- فنحن شركاء في العمل مع الله، وانتم حقل الله والبناء الذي يبنيه الله.
10- وبقدر ما وهبني الله من النعمة، كبان ماهر، وضعت الاساس وآخر يبني عليه. فلينتبه كل واحد كيف يبني،
11- فما من احد يقدر ان يضع اساسا غير الاساس الذي وضعه الله، اي يسوع المسيح.
12- فكل من بنى على هذا الاساس بناء من ذهب او فضة او حجارة كريمة او خشب او قش او تبن،
13- فسيظهر عمله، ويوم المسيح يعلنه لان النار في ذلك اليوم تكشفه وتمتحن قيمة عمل كل واحد.
14- فمن بقي عمله الذي بناه نال اجره،
15- ومن احترق عمله خسر اجره. واما هو فيخلص، ولكن كمن ينجو من خلال النار.

16- اما تعرفون انكم هيكل الله، وان روح الله يسكن فيكم؟
17- فمن هدم هيكل الله هدمه الله، لان هيكل الله مقدس، وانتم انفسكم هذا الهيكل.

18- فلا يخدع احد منكم نفسه. من كان منكم يعتقد انه رجل حكيم بمقاييس هذه الدنيا، فليكن احمق ليصير في الحقيقة حكيما،
19- لان ما يعتبره هذا العالم حكمة هو في نظر الله حماقة. فالكتاب يقول: «يمسك الله الحكماء بدهائهم«.
20- ويقول ايضا: «يعرف الرب افكار الحكماء، ويعلم انها باطلة«.
21- فلا يفتخر احد بالناس، لان كل شيء لكم،
22- ابولس كان ام ابلوس ام بطرس ام العالم ام الحياة ام الموت ام الحاضر ام المستقبل: كل شيء لكم،
23- واما انتم فللمسيح، والمسيح لله.
 
37 46 رسالة كورونتس الاولى 004 الرب
1- فليعتبرنا الناس خداما للمسيح ووكلاء اسرار الله.
2- وكل ما يطلب من الوكلاء ان يكون كل واحد منهم امينا.
3- وانا لا يهمني كثيرا ان تدينوني انتم او اي محكمة بشرية، بل لا ادين نفسي،
4- فضميري لا يؤنبني بشيء، الا ان هذا لا يبررني، وانما دياني الرب.
5- فلا تحكموا على احد قبل الاوان، حتى يجيء الرب الذي ينير ما خفي في الظلام ويكشف نيات القلوب، فينال كل واحد من الله ما يستحقه من المديح.

6- وانا لاجلكم، ايها الاخوة، جعلت من نفسي ومن ابلوس مثالا لتتعلموا بنا «ان تحافظوا على الاصول«، كما هو مكتوب. فلا يكن فيكم من يعتز بواحد من دون الآخر.
7- فمن ميزك انت على غيرك؟ واي شيء لك ما نلته من الله؟ فان كنت نلته، فلماذا تفتخر كانك ما نلته؟

8- والآن شبعتم واغتنيتم! صرتم ملوكا من دوننا! ويا ليتكم كنتم بالفعل ملوكا حتى نشارككم في الملك!
9- فانا ارى ان الله جعلنا نحن الرسل ادنى الناس منزلة كالمحكوم عليهم بالموت علانية، لاننا صرنا مشهدا للعالم، للملائكة والناس.
10- نحن حمقى من اجل المسيح وانتم عقلاء في المسيح. نحن ضعفاء وانتم اقوياء. انتم مكرمون ونحن محتقرون.
11- ولا نزال الى هذه الساعة نعاني الجوع والعطش والعري والضرب والتشرد،
12- ونتعب في العمل بايدينا. نرد الشتيمة بالبركة، والاضطهاد بالصبر،
13- والافتراء بالنصح. صرنا اشبه ما يكون بقذارة العالم ونفاية كل شيء.

14- لا اكتب هذا لاجعلكم تخجلون، بل لانصحكم نصيحتي لابنائي الاحباء.
15- فلو كان لكم في المسيح عشرة آلاف مرشد، فما لكم آباء كثيرون، لاني انا الذي ولدكم في المسيح يسوع بالبشارة التي حملتها اليكم.
16- فاناشدكم ان تقتدوا بي.
17- ولذلك ارسلت اليكم تيموثاوس، ابني الحبيب الامين في الرب، وهو يذكركم بسيرتي في المسيح يسوع، كما اعلمها في كل مكان في جميع الكنائس.

18- ظن بعضكم اني لن اجيء الآن اليكم فانتفخوا من الكبرياء،
19- ولكني ساجيء قريبا ان شاء الرب، فاعرف لا ما يقوله هؤلاء المتكبرون، بل ما يفعلونه.
20- فملكوت الله لا يكون بالكلام، بل بالفعل.
21- ايما تفضلون؟ ان اجيء اليكم بالعصا ام بالمحبة وروح الوداعة؟
 
38 46 رسالة كورونتس الاولى 005 الرب
1- شاع في كل مكان خبر ما يحدث عندكم من زنى، وهو زنى لا مثيل له حتى عند الوثنيين: رجل منكم يعاشر زوجة ابيه.
2- ومع ذلك فانتم منتفخون من الكبرياء! وكان الاولى بكم ان تنوحوا حتى تزيلوا من بينكم من ارتكب هذا الفعل.
3- اما انا، فغائب عنكم بالجسد ولكني حاضر بالروح، فحكمت كاني حاضر على الذي فعل هذا الفعل.
4- فعندما تجتمعون، وانا معكم بالروح، باسم ربنا يسوع وقدرته،
5- سلموا هذا الرجل الى الشيطان، حتى يهلك جسده، فتخلص روحه في يوم الرب.

6- لا يحسن بكم ان تفتخروا! اما تعرفون ان قليلا من الخمير يخمر العجين كله؟
7- فتطهروا من الخميرة القديمة لتصيروا عجينا جديدا لانكم فطير لا خمير فيه، فحمل فصحنا ذبح، وهو المسيح.
8- فلنعيد اذا، لا بالخميرة القديمة ولا بخميرة الشر والفساد، بل بفطير النقاوة والحق.

9- كتبت اليكم في رسالتي ان لا تخالطوا الزناة.
10- ولا اعني زناة هذا العالم على الاطلاق او الفجار او السراقين او عباد الاوثان، والا اضطررتم الى الخروج من العالم!
11- لكن الآن اكتب اليكم ان لا تخالطوا من يدعى اخا وهو زان او فاجر او عابد اوثان او شتام او سكير او سراق. فمثل هذا الرجل لا تجلسوا معه للطعام.

12- هل لي ان ادين الذين خارج الكنيسة؟ اما عليكم انتم ان تدينوا الذين في داخلها؟
13- لان الذين في خارجها يدينهم الله. فالكتاب يقول: «ازيلوا الفاسد من بينكم«.
 
39 46 رسالة كورونتس الاولى 006 الرب
1- اذا كان لاحدكم دعوى على احد الاخوة، فكيف يجرؤ ان يقاضيه الى الظالمين، لا الى الاخوة القديسين؟
2- اما تعرفون ان الاخوة القديسين هم الذين سيدينون العالم؟ واذا كنتم انتم ستدينون العالم، الا تكونون اهلا لان تحكموا في القضايا البسيطة؟
3- اما تعرفون اننا سندين الملائكة؟ فكم بالاولى ان نحكم في قضايا هذه الدنيا.
4- واذا وقع خلاف بينكم على مثل هذه القضايا، اتعرضونه على من تحتقرهم الكنيسة للحكم فيه؟
5- اقول هذا لتخجلوا. اما فيكم حكيم واحد يقدر ان يقضي بين اخوته،
6- فلا يقاضي الاخ اخاه الى غير المؤمنين؟

7- انتم تقاضون بعضكم بعضا، وهذا عيب! اما هو خير لكم ان تحتملوا الظلم؟ اما هو خير لكم ان تتقبلوا السلب؟
8- وذلك بدل ان تظلموا انتم وتسلبوا حتى الذين هم اخوتكم!
9- اما تعرفون ان الظالمين لا يرثون ملكوت الله؟ لا تخدعوا انفسكم، فلا الزناة ولا عباد الاوثان ولا الفاسقون ولا المبتلون بالشذوذ الجنسي
10- ولا السارقون ولا الفجار ولا السكيرون ولا الشتامون ولا السالبون يرثون ملكوت الله.
11- كان بعضكم على هذه الحال، ولكنكم اغتسلتم، بل تقدستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع المسيح وبروح الهنا.

12- هناك من يقول: «كل شيء يحل لي«، ولكن ما كل شيء ينفع. «كل شيء يحل لي«، ولكني لا ارضى بان يستعبدني اي شيء.
13- الطعام للبطن، والبطن للطعام، والله سيقضي على الاثنين معا. اما جسد الانسان فما هو للزنى، بل هو للرب والرب للجسد.
14- والله الذي اقام الرب من بين الاموات سيقيمنا نحن ايضا بقدرته.

15- اما تعرفون ان اجسادكم هي اعضاء المسيح؟ فهل آخذ اعضاء المسيح واجعل منها اعضاء امراة زانية؟ لا، ابدا!
16- ام انكم لا تعرفون ان من اتحد بامراة زانية صار واياها جسدا واحدا؟ فالكتاب يقول: «يصير الاثنان جسدا واحدا«.

17- ولكن من اتحد بالرب صار واياه روحا واحدا.

18- اهربوا من الزنى، فكل خطيئة غير هذه يرتكبها الانسان هي خارجة عن جسده. ولكن الزاني يذنب الى جسده.
19- الا تعرفون ان اجسادكم هي هيكل الروح القدس الذي فيكم هبة من الله؟ فما انتم لانفسكم، بل لله.
20- هو اشتراكم ودفع الثمن. فمجدوا الله اذا في اجسادكم.
 
40 46 رسالة كورونتس الاولى 007 الرب
1- واما من جهة ما كتبتم به الي، فخير للرجل ان لا يمس امراة.
2- ولكن، خوفا من الزنى، فليكن لكل رجل امراته ولكل امراة زوجها،
3- وعلى الزوج ان يوفي امراته حقها، كما على المراة ان توفي زوجها حقه.
4- لا سلطة للمراة على جسدها، فهو لزوجها. وكذلك الزوج لا سلطة له على جسده، فهو لامراته.
5- لا يمتنع احدكما عن الآخر الا على اتفاق بينكما والى حين، حتى تتفرغا للصلاة. ثم عودا الى الحياة الزوجية العادية لئلا يعوزكم ضبط النفس، فتقعوا في تجربة ابليس.

6- اقول لكم هذا لا على سبيل الامر، بل على سبيل السماح،
7- فانا اتمنـى لو كان جميع الناس مثلي. ولكن لكل انسان هبة خصه الله بها، فبعضهم هذه وبعضهم تلك.

8- واقول لغير المتزوجين والارامل انه خير لهم ان يبقوا مثلي.
9- اما اذا كانوا غير قادرين على ضبط النفس، فليتزوجوا. فالزواج افضل من التحرق بالشهوة.

10- واما المتزوجون فوصيتي لهم، وهي من الرب لا مني، ان لا تفارق المراة زوجها،
11- وان فارقته، فلتبق بغير زوج او فلتصالح زوجها، وعلى الزوج ان لا يطلق امراته.

12- واما الآخرون، فاقول لهم انا لا الرب: اذا كان لاخ مؤمن امراة غير مؤمنة رضيت ان تعيش معه، فلا يطلقها.
13- واذا كان لامراة مؤمنة زوج غير مؤمن يرضى ان يعيش معها، فلا تطلقه.
14- فالزوج غير المؤمن يتقدس بامراته المؤمنة، والمراة غير المؤمنة تتقدس بزوجها المؤمن، والا كان اولادكم انجاسا، مع انهم مقدسون.
15- وان اراد غير المؤمن او غير المؤمنة ان يفارق فليفارق، ففي مثل هذه الحال لا يكون المؤمن او المؤمنة خاضعين لرباط الزواج، لان الله دعاكم ان تعيشوا بسلام.
16- فكيف تعلمين ايتها المراة المؤمنة انك ستخلصين زوجك؟ وكيف تعلم ايها الرجل المؤمن انك ستخلص زوجتك؟

17- فليسلك كل واحد في حياته حسب ما قسم له الرب وكما كانت عليه حاله عندما دعاه الله، وهذا ما افرضه في الكنائس كلها.
18- فمن دعاه الله وهو مختون، فلا يحاول ان يستر ختانه، ومن دعاه الرب وهو غير مختون، فلا يختتن.
19- لا الختان له معنى ولا عدم الختان، بل الخير كل الخير في العمل بوصايا الله.
20- فعلى كل واحد ان يبقى مثلما كانت عليه حاله عندما دعاه الله.
21- فان كنت عبدا عندما دعاك الله فلا تهتم.  ولكن ان كان بامكانك ان تصير حرا، فالاولى بك ان تغتنم الفرصة.
22- فمن دعاه الرب وهو عبد كان للرب حرا، وكذلك من دعاه المسيح وهو حر كان للمسيح عبدا.
23- والله اشتراكم ودفع الثمن، فلا تصيروا عبيدا للناس.
24- فليبق كل واحد منكم، ايها الاخوة، امام الله مثلما كانت عليه حاله عندما دعاه.

25- واما غير المتزوجين فلا وصية لهم عندي من الرب، ولكني اعطي رايي كرجل جعلته رحمة الرب موضع ثقة،
26- فاقول انه من الخير، نظرا الى ما في الوقت الحاضر من ضيق، ان يبقى الانسان على حاله.
27- هل انت مقترن بامراة؟ اذا، لا تطلب الانفصال عنها. هل انت غير مقترن بامراة؟ اذا، لا تطلب الزواج بامراة،
28- واذا تزوجت فانت لا تخطئ، ولكن الذين يتزوجون يجدون مشقة في هموم الحياة، وانا اريد ان ابعدها عنكم.

29- اقول لكم، ايها الاخوة، ان الزمان يقصر. فليكن الذين لهم نساء كان لا نساء لهم،
30- والذين يبكون كانهم لا يبكون، والذين يفرحون كانهم لا يفرحون، والذين يشترون كانهم لا يملكون،
31- والذين يتعاطون امور هذا العالم كانهم لا يتعاطون، لان صورة هذا العالم في زوال.

32- اريد ان تكونوا من دون هم. فغير المتزوج يهتم بامور الرب وكيف يرضي الرب،
33- والمتزوج يهتم بامور العالم وكيف يرضي امراته،
34- فهو منقسم. وكذلك العذراء والمراة التي لا زوج لها تهتمان بامور الرب وكيف تنالان القداسة جسدا وروحا، واما المتزوجة فتهتم بامور العالم وكيف ترضي زوجها.
35- اقول هذا لخيركم، لا لالقي عليكم قيدا، بل لتعملوا ما هو لائق وتخدموا الرب من دون ارتباك.

36- ان راى احد انه يسيء الى فتاته اذا مضى الوقت وكان لا بد من الزواج فليتزوجا اذا اراد فهو لا يخطئ.
37- ولكن من اقتنع في قلبه كل الاقتناع، وكان غير مضطر، حرا في اختياره، وعزم في قلبه ان يصون فتاته فحسنا يفعل.
38- اذا، من تزوج فتاته فعل حسنا، ومن امتنع عن ذلك فعل الاحسن.

39- ترتبط المراة بشريعة الزواج ما دام زوجها حيا، فان مات عادت حرة تتزوج من تشاء، ولكن زواجا في الرب.
40- الا انها في رايي تكون اكثر سعادة اذا بقـيت على حالها، واظن ان روح الله فـي انا ايضا.
 
41 46 رسالة كورونتس الاولى 009 الرب
1- اما انا حر؟ اما انا رسول؟ اما رايت يسوع ربنا؟ اما انتم ثمرة عملي في الرب؟
2- وان ما كنت رسولا عند غيركم، فانا رسول عندكم لانكم انتم ختم رسالتي في الرب؟

3- وهذا هو ردي على الذين يخاصموني:
4- اما لنا حق ان ناكل ونشرب؟
5- اما لنا حق مثل سائر الرسل واخوة الرب وبطرس ان نستصحب زوجة مؤمنة؟
6- ام انا وبرنابا وحدنا لا يحق لنا الا ان نعمل لتحصيل رزقنا؟
7- من هو الذي يحارب والنفقة عليه؟ من هو الذي يغرس كرما ولا ياكل من ثمره؟ من هو الذي يرعى قطيعا ولا ياكل من لبنه؟

8- ايكون كلامي هذا كلاما بشريا؟ الا تقوله الشريعة ايضا؟
9- فجاء في شريعة موسى: «لا تكم الثور على البيدر وهو يدوس الحصاد«. فهل بالثيران يهتم الله؟
10- اما قال ذلك بالفعل من اجلنا؟ نعم، من اجلنا كتب ذلك ومعناه: على الذي يفلح الارض والذي يدرس الحبوب ان يقوما بعملهما هذا على رجاء ان ينال كل منهما نصيبه منه.
11- فاذا كنا زرعنا فيكم الخيرات الروحية، فهل يكون كثيرا علينا ان نحصد من خيراتكم المادية؟
12- واذا كان لغيرنا حق ان ياخذ نصيبه منها افما نحن اولى به؟ ولكننا ما استعملنا هذا الحق، بل احتملنا كل شيء لئلا نضع عقبة في طريق البشارة بالمسيح.
13- الا تعرفون ان من يخدم الهيكل يقتات من تقدمات الهيكل، وان من يخدم المذبح ياخذ نصيبه من الذبائـح؟
14- وهكذا امر الرب للذين يعلنون البشارة ان ينالوا رزقهم من البشارة.

15- اما انا، فما استعملت اي حق من هذه الحقوق، ولا انا اكتب هذا الآن لاطالب بشيء منها. فانا افضل ان اموت على ان يحرمني احد من هذا الفخر.
16- فاذا بشرت، فلا فخر لي، لان التبشير ضرورة فرضت علي، والويل لي ان كنت لا ابشر.
17- واذا كنت ابشر بارادتي، كان لي حق في الاجرة. واما اذا كنت لا ابشر بارادتي، فانا اقوم بوصية عهدت الي،
18- فما هي اجرتي؟ اجرتي هي ان ابشر مجانا واتنازل عن حقي من خدمة البشارة.

19- انا رجل حر عند الناس، ولكني جعلت من نفسي عبدا لجميع الناس حتى اربح اكثرهم.
20- فصرت لليهود يهوديا لاربح اليهود، وصرت لاهل الشريعة من اهل الشريعة وان كنت لا اخضع للشريعة لاربح اهل الشريعة،
21- وصرت للذين بلا شريعة كالذي بلا شريعة لاربح الذين هم بلا شريعة، مع ان لي شريعة من الله بخضوعي لشريعة المسيح،
22- وصرت للضعفاء ضعيفا لاربح الضعفاء، وصرت للناس كلهم كل شيء لاخلص بعضهم بكل وسيلة.
23- اعمل هذا كله في سبيل البشارة لاشارك في خيراتها.
24- اما تعرفون ان المتسابقين في الجري يشتركون كلهم في السباق، ولا يفوز به الا واحد منهم. فاجروا انتم مثله حتى تفوزوا.
25- وكل مسابق يمارس ضبط النفس في كل شيء من اجل اكليل يفنى، واما نحن، فمن اجل اكليل لا يفنى.
26- فانا لا اجري كمن لا يعرف الهدف، ولا الاكم كمن يضرب الهواء،
27- بل اقسو على جسدي واستعبده لئلا اكون، بعدما بشرت غيري، من الخاسرين.
 
42 46 رسالة كورونتس الاولى 010 الرب
1- فلا اريد ان تجهلوا، ايها الاخوة، ان آباءنا كانوا كلهم تحت السحابة، وكلهم عبروا البحر،
2- وكلهم تعمدوا لموسى في السحابة وفي البحر،
3- وكلهم اكلوا طعاما روحيا واحدا،
4- وكلهم كانوا يشربون شرابا روحيا واحدا من صخرة روحية ترافقهم، وهذه الصخرة هي المسيح.
5- ومع ذلك، فما رضي الله عن اكثرهم، فسقطوا امواتا في الصحراء.

6- حدث هذا كله ليكون لنا مثلا، فلا نشتهي الشر مثلما اشتهوه هم،
7- ولا تعبدوا الاوثان مثلما عبدها بعضهم، فالكتاب يقول: «جلس الشعب ياكل ويشرب، ثم قاموا يلهون«.
8- ولا نستسلم الى الزنى مثلما استسلم بعضهم، فمات منهم ثلاثة وعشرون الفا في يوم واحد،
9- ولا نجرب المسيح مثلما جربه بعضهم، فاهلكتهم الحيات.
10- ولا تتذمروا انتم مثلما تذمر بعضهم، فاهلكهم ملاك الموت.

11- وحدث لهم هذا كله لـيكون نذيرا، وهو مكتوب ليكون عبرة لنا نحن الذين انتهت اليهم اواخر الازمنة.

12- فليحذر السقوط من ظن انه قائم.
13- ما اصابتكم تجربة فوق طاقة الانسان، لان الله صادق فلا يكلفكم من التجارب غير ما تقدرون عليه، بل يهبكم مع التجربة وسيلة النجاة منها والقدرة على احتمالها.

14- فلذلك اهربوا، يا احبائي، من عبادة الاوثان.
15- اكلمكم كما اكلم عقلاء، فاحكموا انتم في ما اقول:
16- كاس البركة التي نباركها، اما هي مشاركة في دم المسيح؟ والخبز الذي نكسره، اما هو مشاركة في جسد المسيح؟
17- فنحن على كثرتنا جسد واحد لان هناك خبزا واحدا، ونحن كلنا نشترك في هذا الخبز الواحد.

18- انظروا الى بني اسرائيل: اما الذين ياكلون الذبائح هم شركاء المذبح؟
19- فماذا يعني كلامي هذا؟ ايعني ان للوثن كيانا او لذبيحة الوثن قيمة؟
20- لا، بل يعني ان ذبائح الوثنيين هـي ذبائح للشياطين لا لله. وانا لا اريد ان تكونوا شركاء الشياطين.
21- لا تقدرون ان تشربوا كاس الرب وكاس الشياطين، ولا ان تشتركوا في مائدة الرب ومائدة الشياطين.
22- ام هل نريد ان نثير غيرة الرب؟ وهل نحن اقوى منه؟

23- »كل شيء حلال«، ولكن ما كل شيء ينفع. «كل شيء حلال«، ولكن ما كل شيء يبني.
24- يجب ان لا يسعى احد الى مصلحته، بل الى مصلحة غيره.

25- كلوا من اللحم كل ما يباع في السوق ولا تسالوا عن شيء بدافع الضمير.
26- فالكتاب يقول: «الارض وكل ما عليها للرب«.
27- ان دعاكم وثني وقبلتم دعوته، فكلوا ما يقدمه لكم ولا تسالوا عن شيء بدافع الضمير.
28- ولكن ان قال لكم احد: «هذا الطعام من ذبائح الاوثان«، فلا تاكلوا منه، لاجل من اخبركم ولاجل الضمير.
29- ولا اعني ضميركم انتم، بل ضمير غيركم. فلماذا يقيد ضمير غيري حريتي؟
30- واذا اكلت طعاما وشكرت الله عليه، فلماذا يلومني احد في ما اشكر الله عليه؟

31- فاذا اكلتم او شربتم، او مهما عملتم، فاعملوا كل شيء لمجد الله.
32- لا تكونوا حجر عثرة لليهود او غير اليهود ولا لكنيسة الله،
33- بل كونوا مثلي، فانا احاول ان ارضي جميع الناس في كل ما اعمل، ولا اسعى الى خيري، بل الى خير الكثرة من النـاس لينالوا الخلاص.
 
43 46 رسالة كورونتس الاولى 011 الرب
1- اقتدوا بـي مثلما اقتدي انا بالمسيح.
2- امدحكم لانكم تذكروني دوما وتحافظون على التقاليد كما سلمتها اليكم.
3- لكني اريد ان تعرفوا ان المسيح راس الرجل، والرجل راس المراة، والله راس المسيح.
4- فكل رجل يصلي او يتنبا وهو مغطى الراس يهين راسه، اي المسيح،
5- وكل امراة تصلي او تتنبا وهـي مكشوفة الراس تهين راسها، اي الرجل، كما لو كانت محلوقة الشعر.
6- واذا كانت المراة لا تغطي راسها، فاولى بها ان تقص شعرها، ولكن اذا كان من العار على المراة ان تقص شعرها او تحلقه، فعليها ان تغطي راسها.
7- ولا يجوز للرجل ان يغطي راسه لانه صورة الله ويعكس مجده، واما المراة فتعكس مجد الرجل.
8- فما الرجل من المراة، بل المراة من الرجل،
9- وما خلق الله الرجل من اجل المراة، بل خلق المراة من اجل الرجل.
10- لذلك يجب على المراة ان تغطي راسها علامة الخضوع، من اجل الملائكة.
11- ففي الرب لا تكون المراة من دون الرجل، ولا الرجل من دون المراة.
12- لانه اذا كانت المراة من الرجل، فالرجل تلده المراة، وكل شيء من الله.

13- فاحكموا انتم لانفسكم: هل يليق بالمراة ان تصلي لله وهي مكشوفة الراس؟
14- اما تعلمكم الطبيعة نفسها انه من العار على الرجل ان يطيل شعره،
15- ولكن من الفخر للمراة ان تطيل شعرها؟ لان الله جعل الشعر سترا لها.
16- فان اراد احد ان يعارض، فما هذا من عادتنا ولا من عادة كنائس الله.

17- لكنـي في ما يتبع من الوصايا لا امدحكم، لان اجتماعاتكم تضر اكثر مما تنفع.
18- فاول كل شيء، بلغني انكم حين تجتمـع كنيستكم تنقسمون شيعا. وانا اصدق هذا بعض التصديق،
19- لانه لا بد من البدع فيما بينكم ليظهر فيكم الثابتون في الايمان.
20- وانتم لا تاكلون عشاء الرب حين تجتمعون،
21- بل ياكل كل واحد منكم عشاءه الخاص، فيجوع بعضكم ويسكر آخرون.
22- اما لكم بيوت تاكلون فيها وتشربون؟ ام انكم تستخفـون بكنيسة الله وتهينون الفقراء؟ فماذا اقول لكم؟ هل امدحكم؟ لا، انا لا امدحكم في هذا الامر.

23- فانا من الرب تسلمت ما سلمته اليكم، وهو ان الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا
24- وشكر وكسره وقال: «هذا هو جسدي، انه لاجلكم. اعملوا هذا لذكري«.
25- وكذلك اخذ الكاس بعد العشاء وقال: «هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي. كلما شربتم، فاعملوا هذا لذكري«.
26- فانتم كلما اكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكاس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء.
27- فمن اكل خبز الرب او شرب كاسه وما كان اهلا لهما خطئ الى جسد الرب ودمه.

28- فليمتحن كل واحد نفسه، ثم ياكل من هذا الخبز ويشرب من هذه الكاس،
29- لان من اكل وشرب وهو لا يراعي جسد الرب، اكل وشرب الحكم على نفسه.
30- ولذلك كثر فيكم المرضى والضعفاء ومات بعضكم.
31- فلو كنا نمتحن انفسنا، لتجنبنا الحكم علينا.
32- ولكن الرب يحكم علينا ويؤدبنا لئلا يديننا مع سائر العالم.

33- فمتى اجتمعتم يا اخوتي لتناول العشاء، فلينتظر بعضكم بعضا.
34- واذا كان احدكم جائعا فلياكل في بيته، لئلا يكون اجتماعكم سببا للحكم عليكم. اما ما بقي من المسائل، فعند مجيئي انظر فيها.
 
44 46 رسالة كورونتس الاولى 012 الرب
1- واما المواهب الروحية، ايها الاخوة، فلا اريد ان تجهلوا حقيقتها.
2- تعرفون انكم، عندما كنتم وثنيين، كنتم تندفعون الى الاوثان البكم على غير هدى.
3- اما الآن فاعلموا ان ما من احد اذا الهمه روح الله يقول ان يسوع ملعون من الله، ولا يقدر احد ان يقول ان يسوع رب الا بالهام من الروح القدس.

4- فالمواهب الروحية على انواع، ولكن الروح الذي يمنحها واحد.
5- والخدمة على انواع، ولكن الرب واحد.
6- والاعمال على انواع، ولكن الله الذي يعمل كل شيء في الجميع واحد.
7- كل واحد ينال موهبة يتجلى فيها الروح للخير العام.
8- فهذا ينال من الروح كلام الحكمة، وذاك ينال من الروح نفسه كلام المعرفة.
9- والروح الواحد نفسه يهب احدهم الايمان، والآخر موهبة الشفاء،
10- وسواه القدرة على صنع المعجزات، والآخر النبوءة، وسواه التمييز بين الارواح، والآخر التكلم بلغات متنوعة، والآخر ترجمتها.
11- وهذا كله يعمله الروح الواحد نفسه موزعا مواهبه على كل واحد كما يشاء.

12- وكما ان الجسد واحد وله اعضاء كثيرة هي على كثرتها جسد واحد، فكذلك المسيح.
13- فنحن كلنا، ايهودا كنا ام غير يهود، عبيدا ام احرارا، تعمدنا بروح واحد لنكون جسدا واحدا، وارتوينا من روح واحد.

14- وما الجسد عضوا واحدا، بل اعضاء كثيرة.

15- فلو قالت الرجل: «ما انا يدا، فما انا من الجسد؟
16- ولو قالت الاذن: «ما انا عينا، فما انا من الجسد«، اتبطل ان تكون عضوا في الجسد؟
17- فلو كان الجسد كله عينا، فاين السمع؟ ولو كان الجسد كله اذنا، فاين الشم؟
18- ولكن الله جعل كل عضو في الجسد كما شاء.
19- فلو كانت كلها عضوا واحدا فاين الجسد؟
20- ولكن الاعضاء كثيرة والجسد واحد.

21- فلا تقدر العين ان تقول لليد: «لا احتاج اليك«. ولا الراس للرجلين: «لا احتاج اليكما! «

22- فما نحسبه اضعف اعضاء الجسد هو ما كان اشدها ضرورة،
23- وما نحسبه اقلها كرامة هو الذي نخصه بمزيد من التكريم، وما نستحي به هو الذي نخصه بمزيد من الوقار.
24- اما الاعضاء الكريمة، فلا حاجة بها الى ذلك. ولكن الله صنع الجسد بطريقة تزيد في كرامة الاعضاء التي بلا كرامة،
25- لئلا يقع في الجسد شقاق، بل لتهتم الاعضاء كلها بعضها ببعض.
26- فاذا تالم عضو تالمت معه جميع الاعضاء، واذا اكرم عضو فرحت معه سائر الاعضاء.

27- فانتم جسد المسيح، وكل واحد منكم عضو منه.
28- والله اقام في الكنيسة الرسل اولا والانبـياء ثانيا والمعلمين ثالثا، ثم منح آخرين القدرة على صنع المعجزات ومواهب الشفاء والاسعاف وحسن الادارة والتكلم بلغات متنوعة.
29- فهل كلهم رسل وكلهم انبياء وكلهم معلمون وكلهم يصنعون المعجزات
30- وكلهم يملكون موهبة الشفاء وكلهم يتكلمون بلغات وكلهم يترجمون؟
31- فارغبوا في المواهب الحسنى، وانا ادلكم على افضل الطرق.
 
45 46 رسالة كورونتس الاولى 014 الرب
1- لتكن المحبة غايتكم المنشودة، وارغبوا في المواهب الروحية، وخصوصا موهبة النبوءة.
2- فالذي يتكلم بلغات لا يكلم النـاس بل الله، لان ما من احد يفهم كلامه، فهو يقول بالروح اشياء خفية.
3- واما الذي يتنبا، فهو يكلم الناس بكلام يبني ويشجع ويعزي.
4- الذي يتكلم بلغات يبني نفسه، واما الذي يتنبا فيبني الكنيسة.

5- اريد ان تتكلموا كلكم بلغات، ولكن بالاولى ان تتنباوا، لان الذي يتنبا اعظم من الذي يتكلم بلغات، الا اذا كان يترجم ما يقول حتى تفهمه الكنيسة، فتنال به ما يقوي بنيانها.

6- فاذا جئت اليكم، ايها الاخوة، وكلمتكم بلغات، فكيف انفعكم اذا كان كلامي لا يحمل وحيا او معرفة او نبوءة او تعليما.

7- فلو كانت آلات العزف الجمادية كالمزمار والقيثارة لا تخرج انغاما متميزة بعضها من بعض، فكيف نعرف اللحن المعزوف بها؟
8- ولو اخرج البوق صوتا مشوشا، فمن يتاهب للقتال؟
9- وكذلك انتم، ان نطق لسانكم بكلام غير مفهوم، فكيف يعرف احد ما تقولون؟ الا يذهب كلامكم في الهواء؟
10- في العالم لغات كثيرة ولا واحدة منها بغير معنى،
11- فاذا جهلت معنى الالفاظ، اكون كالاعجم عند من اكلمه، ويكون من يكلمني كالاعجم عندي.
12- اما وانتم ايضا ترغبون في المواهب الروحية، فاطلبوا ان يزيدكم الله منها لبنيان الكنيسة.

13- لذلك يجب على المتكلم بلغات ان يلتمس من الله موهبة تفسيرها،
14- لاني اذا صليت بلغات فروحي يصلي ولا يستفيد عقلي شيئا.
15- فماذا اعمل؟ اصلي بروحي واصلي بعقلي ايضا. وارنم بروحي وارنم بعقلي ايضا.
16- فاذا كنت لا تحمد الله الا بالروح، فكيف يمكن للمستمع المبتدئ ان يجيب «آمين« على حمدك، وهو لا يعرف ما تقول؟
17- انت احسنت الحمد، ولكن غيرك ما كسب شيئا للبنيان.

18- احمد الله على اني اتكلم بلغات اكثر مما تتكلمون كلكم،
19- ولكني في الكنيسة افضل ان اقول خمس كلمات مفهومة اعلم بها الآخرين على ان اقول عشرة آلاف كلمة بلغات.

20- لا تكونوا ايها الاخوة اطفالا في تفكيركم، بل كونوا اطفالا في الشر وراشدين في التفكير.

21- جاء في الشريعة: «قال الرب: ساكلم هذا الشعب بالسنة غريبة وبشفاه غريبة، ومع ذلك لا يصغون الي«.

22- فما اللغات آية للمؤمنين، بل لغير المؤمنين. اما موهبة النبوءة فهـي للمؤمنين، لا لغير المؤمنين.

23- فلو اجتمعت الكنيسة كلها وتكلم كل واحد فيها بلغات، فدخل مستمعون مبتدئون او غير مؤمنين، الا يقولون انكم مجانين؟
24- ولكن لو تنباوا كلهم، فدخل عليهم مستمع مبتدئ او غير مؤمن، لوبخه الحاضرون ودانوه كلهم،
25- فتنكشف خفايا قلبه، فيسجد ويعبد الله معترفا ان الله بالحقيقة بينكم.

26- فماذا بعد، ايها الاخوة؟ عندما تجتمعون ولكل واحد منكم ترنيمة او تعليم او وحي او رسالة بلغات او ترجمة، فليكن كل شيء للبنيان.
27- واذا تكلمتم بلغات، فليتكلم منكم اثنان او ثلاثة على الاكثر، واحد بعد الآخر، وليكن فيكم من يترجم.
28- واذا كان لا يوجد مترجم، فليصمت المتكلم بلغات في الكنيسة ويحدث نفسه والله.
29- اما الانبياء، فليتكلم منهم اثنان او ثلاثة، وليحكم الآخرون.
30- وان تلقى غيرهم من الحاضرين وحيا من الله، فليصمت من كان يتكلم،
31- لان في امكانكم كلكم ان تتنباوا، واحدا بعد الآخر، ليتعلم جميع الحاضرين ويتشجعوا.
32- فارواح الانبياء خاضعة للانبياء،
33- فما الله اله فوضى، بل اله السلام. وكما تصمت النساء في جميع كنائس الاخوة القديسين،
34- فلتصمت نساؤكم في الكنائس، فلا يجوز لهن التكلم. وعليهن ان يخضعن كما تقول الشريعة.
35- فان اردن ان يتعلمن شيئا، فليسالن ازواجهن في البيت، لانه عيب على المراة ان تتكلم في الكنيسة.

36- هل صدرت عنكم كلمة الله، ام انتهت اليكم وحدكم؟
37- ان حسب احد نفسه نبـيا او صاحب موهبة روحية اخرى، فليعلم ان ما اكتبه اليكم هو وصية الرب،
38- فان تجاهل ذلك، فتجاهلوه.

39- فارغبوا اذا، يا اخوتي، في موهبة النبوءة ولا تمنعوا احدا ان يتكلم بلغات.
40- وليكن كل شيء بلياقة ونظام.
 
46 46 رسالة كورونتس الاولى 015 الرب
1- اذكركم، ايها الاخوة، بالبشارة التي حملتها اليكم وقبلتموها ولا تزالون ثابتين عليها،
2- وبها تخلصون اذا حفظتموها كما بشرتكم بها، والا فانتم آمنتم باطلا.

3- سلمت اليكم قبل كل شيء ما تلقيته، وهو ان المسيح مات من اجل خطايانا كما جاء في الكتب،
4- وانه دفن وقام في اليوم الثـالث كما جاء في الكتب،
5- وانه ظهر لبطرس ثم للرسل الاثني عشر،
6- ثم ظهر لاكثر من خمس مئة اخ معا لا يزال معظمهم حيا وبعضهم ماتوا،
7- ثم ظهر لـيعقوب، ثم لجميع الرسل،
8- حتى ظهر لي آخرا انا ايضا كاني سقط.

9- فما انا الا اصغر الرسل، ولا احسب نفسي اهلا لان يدعوني احد رسولا لاني اضطهدت كنيسة الله،
10- وبنعمة الله انا ما انا عليه الآن، ونعمته علي ما كانت باطلة، بل اني جاهدت اكثر من سائر الرسل كلهم، وما انا الذي جاهدت، بل نعمة الله التي هي معي.
11- اكنت انا ام كانوا هم، هذا ما نبشر به وهذا ما به آمنتم.

12- وما دمنا نبشر بان المسيح قام من بين الاموات، فكيف يقول بعضكم ان الاموات لا يقومون؟
13- ان كان الاموات لا يقومون، فالمسيح ما قام ايضا.
14- وان كان المسيح ما قام، فتبشيرنا باطل وايمانكم باطل،
15- بل نكون شهود الزور على الله، لاننا شهدنا على الله انه اقام المسيح وهو ما اقامه، ان كان الاموات لا يقومون.
16- فاذا كانوا لا يقومون، فالمسيح ما قام ايضا.
17- واذا كان المسيح ما قام، فايمانكم باطل وانتم بعد في خطاياكم.
18- وكذلك الذين ماتوا في المسيح هلكوا.
19- واذا كان رجاؤنا في المسيح لا يتعدى هذه الحياة، فنحن اشقى الناس جميعا.

20- لكن الحقيقة هي ان المسيح قام من بين الاموات هو بكر من قام من رقاد الموت.
21- فالموت كان على يد انسان، وعلى يد انسان تكون قيامة الاموات.
22- وكما يموت جميع الناس في آدم، فكذلك هم في المسيح سيحيون،
23- ولكن كل واحد حسب رتبته. فالمسيح اولا لانه البكر، ثم الذين هم للمسيح عند مجيئه.
24- ويكون المنتهى حين يسلم المسيح الملك الى الله الآب بعد ان يبيد كل رئاسة وكل سلطة وقوة.
25- فلا بد له ان يملك حتى يضع جميع اعدائه تحت قدميه.
26- والموت آخر عدو يبيده.
27- فالكتاب يقول ان الله «اخضع كل شيء تحت قدميه«. وعندما يقول: «اخضع كل شيء«، فمن الواضح انه يستثني الله الآب الذي اخضع كل شيء للمسيح.
28- ومتى خضع كل شيء للابن، يخضع هو نفسه لله الذي اخضع له كل شيء، فيكون الله كل شيء في كل شيء.

29- واذا كان الاموات لا يقومون، فماذا ينفع الذين يقبلون المعمودية من اجل الاموات؟ لماذا يتعمدون من اجلهم؟
30- ولماذا نتعرض نحن للخطر كل حين؟
31- فانا اذوق الموت كل يوم. اقول هذا، ايها الاخوة، بما لي من فخر بكم في المسيح يسوع ربنا.
32- فاذا كنت صارعت الوحوش في افسس لغرض بشري، فما الفائدة لي؟ واذا كان الاموات لا يقومون، فلنقل مع القائلين: «تعالوا ناكل ونشرب، فغدا نموت«.

33- لا تضلوا: «المعاشرة السيئة تفسد الاخلاق الحسنة«.
34- عودوا الى وعيكم السليم ولا تخطاوا، لان بعضكم يجهل الله كل الجهل. اقول هذا لتخجلوا.

35- ويسال احدكم: «كيف يقوم الاموات، وفي اي جسم يعودون؟«
36- يا لك من جاهل! ما تزرعه لا يحيا الا اذا مات.
37- وما تزرعه هو مجرد حبة من الحنطة مثلا، او غيرها من الحبوب، لا جسم النبتة كما سيكون،
38- والله يجعل لها جسما كما يشاء، لكل حـبة جسم خاص.
39- وما الاجسام الحية كلها سواء، فللانسان جسم وللحيوان جسم آخر، وللطير جسم وللسمك جسم آخر.
40- وهناك اجسام سماوية واجسام ارضية. فللاجسام السماوية بهاء، وللاجسام الارضية بهاء آخر.
41- الشمس لها بهاء والقمر له بهاء آخر، وللنجوم بهاؤها، وكل نجم يختلف ببهائه عن الآخر.
42- وهذه هي الحال في قيامة الاموات: يدفن الجسم مائتا ويقوم خالدا.
43- يدفن بلا كرامة ويقوم بمجد. يدفن بضعف ويقوم بقوة.
44- يدفن جسما بشريا ويقوم جسما روحانيا. واذا كان هناك جسم بشري، فهناك ايضا جسم روحاني.
45- فالكتاب يقول: «كان آدم الانسان الاول نفسا حية«، وكان آدم الاخير روحا يحيي.
46- فما كان الروحاني اولا، بل البشري، وكان الروحانـي بعده.
47- الانسان الاول من التراب فهو ارضي، والانسان الآخر من السماء.
48- فعلى مثال الارضي يكون اهل الارض، وعلى مثال السماوي يكون اهل السماء.
49- ومثلما لبسنا صورة الارضي، فكذلك نلبس صورة السماوي.

50- اقول لكم، ايها الاخوة، ان اللحم والدم لا يمكنهما ان يرثا ملكوت الله، ولا يمكن للموت ان يرث الخلود.

51- واسمعوا هذا السر: لا نموت كلنا، بل نتغير كلنا،
52- في لحظة وطرفة عين، عند صوت البوق الاخير، لان صوت البوق سيرتفع، فيقوم الاموات لابسين الخلود ونحن نتغير.
53- فلا بد لهذا المائت ان يلبس ما لا يموت، ولهذا الفاني ان يلبس ما لا يفنى.
54- ومتى لبس هذا المائت ما لا يموت، ولبس هذا الفاني ما لا يفنى، تم قول الكتاب: «الموت ابتلعه النصر«.
55- فاين نصرك يا موت؟ واين يا موت شوكتك؟
56- وشوكة الموت هي الخطيئة، وقوة الخطيئة هـي الشريعة.
57- فالحمد لله الذي منحنا النصر بربنا يسوع المسيح.

58- فكونوا، يا اخوتي الاحباء، ثابتين راسخين، مجتهدين في عمل الرب كل حين، عالمين ان جهدكم في الرب لا يضيع.
 
47 46 رسالة كورونتس الاولى 016 الرب
1- اما جمع التبرعات للاخوة القديسين، فاعلموا انتم ايضا بما اوصيت الكنائس في غلاطية.
2- وهو ان يحتفظ كل واحد منكم، في اول يوم من الاسبوع، بما يمكنه توفيره من المال، فلا يكون جمع التبرعات يوم قدومي اليكم.
3- ومتى جئت، ارسلت الذين تختارونهم لحمل هباتكم الى اورشليم وزودتهم برسائل مني.
4- وان لزم الامر، ان اسافر انا فسيسافرون معي.

5- ساجيء اليكم بعد ان امر بمكدونية، لاني سامر بها مرورا عابرا.
6- وربما اقمت وقضيت الشتاء كله عندكم لتسهلوا لي مواصلة السفر.
7- فانا لا اريد ان اراكم هذه المرة رؤية عابرة، بل ارجو ان اقيم بينكم مدة طويلة باذن الرب.

8- وسابقى هنا في افسس الى عيد يوم الخمسين،
9- لان الله فتح لخدمتي فيها بابا واسعا فعالا، مع ان الخصوم كثيرون.

10- واذا جاءكم تيموثاوس، فاجعلوه مطمئن البال، لانه مثلي يعمل للرب.
11- ولا يستخف به احد، بل سهلوا له طريق العودة الي بسلام، لاني انا والاخوة ننتظره.

12- اما اخونا ابلوس، فكثيرا ما طلبت منه ان يذهب اليكم مع الاخوة، ولكنه رفض باصرار ان يجيئكم في الوقت الحاضر، وسيذهب عندما تسنح له الفرصة.

13- تيقظوا اثبتوا في الايمان، جاهدوا جهاد الرجال، كونوا اقوياء،
14- اعملوا كل شيء بمحبة.

15- انتم تعرفون ان عائلة استفاناس هم اول من آمن بالمسيح في آخائية، وانهم كرسوا انفسهم لخدمة الاخوة القديسين. فاناشدكم، ايها الاخوة،
16- ان تسمعوا لهم ولكل من يعمل ويتعب معهم.

17- سرني مجيء استفاناس وفرتوناتوس واخائيكوس، لانهم قاموا مقامكم في غيابكم،
18- وانعشوا قلبي مثلما انعشوا قلوبكم. فاعرفوا كيف تكرمون امثالهم.

19- تسلم عليكم كنائس آسية، ويسلم عليكم كثيرا في الرب اكيلا وبريسكلة والكنيسة التي تجتمع في بيتهما.
20- ويسلم عليكم الاخوة كلهم. سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.

21- هذا السلام بخط يدي انا بولس.

22- من لا يحب الرب هو تحت لعنة الله! «ماران اثا«: يا ربنا تعال.

23- ولتكن نعمة الرب يسوع معكم.
24- محبتي لكم جميعا في المسيح يسوع.
 
48 47 رسالة كورونتس الثانية 001 الرب
1- من بولس رسول المسيح يسوع بمشيئة الله، ومن الاخ تيموثاوس، الى كنيسة الله في كورنثوس، والى جميع الاخوة القديسين في آخائية كلها.
2- عليكم النعمة والسلام من الله ابينا ومن الرب يسوع المسيح.

3- تبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح، الآب الرحيم واله كل عزاء،
4- فهو الذي يعزينا في جميع شدائدنا لنقدر نحن بالعزاء الذي نلناه من الله ان نعزي سوانا في كل شدة.
5- فكما ان لنا نصيبا وافرا من آلام المسيح، فكذلك لنا بالمسيح نصيب وافر من العزاء.
6- فاذا كنا في شدة فلاجل عزائكم وخلاصكم، واذا تعزينا فلاجل عزائكم الذي يمنحنا القدرة على احتمال تلك الآلام التي نحتملها نحن.
7- ورجاؤنا فيكم ثابت لاننا نعرف انكم تشاركوننا في العزاء مثلما تشاركوننا في الآلام.

8- لا نريد، ايها الاخوة، ان تجهلوا الشدائد التي نزلت بنا في آسية، فكانت ثقيلة جدا وفوق قدرتنا على الاحتمال حتى يئسنا من الحياة،
9- بل شعرنا انه محكوم علينا بالموت، لئلا نتكل على انفسنا، بل على الله الذي يقيم الاموات.
10- فهو الذي انقذنا من هذا الموت وسينقذنا منه. نعم، لنا فيه رجاء انه سينقذنا منه ايضا.
11- وستعينوننا انتم بصلواتكم، فاذا باركنا الله استجابة لصلوات كثير من الناس، فكثير من الناس يحمدون الله من اجلنا.

12- وما نفتخر به هو شهادة ضميرنا. فهو يشهد لنا بان سيرتنا في هذا العالم، وخصوصا بينكم، هي سيرة بساطة وتقوى، لا بحكمة البشر، بل بنعمة الله.
13- ونحن لا نكتب اليكم الا ما تقراونه وتفهمونه، ورجائي ان تفهموا كل الفهم
14- ما تفهمونه الآن بعض الفهم، وهو اننا فخر لكم وانتم فخر لنا في يوم ربنا يسوع.

15- كنت على ثقة بهذا كله حين عزمت على السفر اليكم اولا حتى تتضاعف الفائدة لكم،
16- فامر بكم في طريقي الى مكدونية، ثم ارجع من مكدونية اليكم، فتسهلوا لي امر السفر الى اليهودية.
17- فهل عزمت على هذه الخطة لخفة ظهرت علي؟ وهل ادبر اموري تدبيرا بشريا، فاقول نعم نعم ولا لا في الوقت ذاته؟
18- ويشهد الله ان كلامنا لكم ما كان نعم ولا،
19- لان يسوع المسيح ابن الله الذي بشرنا به بينكم، انا وسلوانس وتيموثاوس، ما كان نعم ولا، بل نعم كله.
20- فهو «النعم« لكل وعود الله. لذلك نقول «آمين« بالمسيح يسوع اكراما لمجد الله.
21- ولكن الله هو الذي يثبتنا واياكم في المسيح، وهو الذي مسحنا
22- وختمنا بخاتمه ومنحنا روحه عربونا في قلوبنا.

23- ويشهد الله علي اني امتنعت عن المجيء الى كورنثوس شفقة عليكم،
24- فنحن لا نريد السيطرة على ايمانكم، بل نحن نعمل معكم من اجل فرحكم، فانتم في الايمان ثابتون.
 
49 47 رسالة كورونتس الثانية 002 الرب
1- لذلك عزمت ان لا اعود اليكم، لئلا اسبب لكم الحزن مرة ثانية.
2- لاني ان احزنتكم فمن يفرحني غير الذين احزنتهم؟
3- وما كتبت اليكم تلك الرسالة الا لاني اريد ان لا يكون مصدر حزني عند مجيئي اليكم، اولئك الذين يجب ان يكونوا مصدر سروري. وانا واثق بكم جميعا، واثق ان سروري هو سروركم جميعا.
4- كتبت اليكم وقلبي يفيض بالكآبة والضيق وعيني تسيل منها الدموع، لا لتحزنوا بل لتعرفوا كم انا احبكم.

5- فالذي كان سببا للحزن ما احزنني انا وحدي، بل احزنكم كلكم بعض الحزن، لئلا ابالـغ.
6- ويكفي هذا الرجل من العقاب ما انزله به اكثركم.
7- والآن خير لكم ان تصفحوا عنه وتشجعوه، لئلا يبتلعه الغم الشديد.
8- فاوصيكم ان تزيدوه محبة.
9- وانما كتبت اليكم لاختبركم وارى هل تطيعونني في كل شيء.
10- فمن صفحتم عنه. صفحت عنه انا ايضا، لاني اذا صفحت عن شيء يستحق الصفح فمن اجلكم في حضرة المسيح،
11- لئلا يتغلب علينا الشيطان، ونحن لا نجهل مقاصده.

12- وصلت الى ترواس لابشر بالمسيح، فانفتح لي باب العمل في الرب.
13- ولكني قلقت جدا لاني ما وجدت تيطس اخي، فودعت الاخوة وسافرت الى مكدونية.

14- الحمد لله الذي يقودنا في موكب نصره الدائم في المسيح، وينشر بنا في كل مكان عبير معرفته.
15- فنحن لله رائحة المسيح الذكية بين الذين يخلصون او الذين يهلكون.
16- فهي للذين يهلكون رائحة موت تميت، وللذين يخلصون رائحة حياة تحيي. فمن هو القادر على هذا العمل؟
17- نحن لا نتاجر مثل كثير من الناس بكلام الله، بل نتكلم في المسيح كلام الصادقين، كلام رسل الله امام الله.
 
50 47 رسالة كورونتس الثانية 003 الرب
1- هل عدنا الى تعظيم شاننا ام اننا نحتاج، مثل بعض الناس، الى رسائل توصية منكم او اليكم؟
2- انتم انفسكم رسالتنا، مكتوبة في قلوبنا، يعرفها ويقراها جميع الناس.
3- نعم، تبين انكم رسالة المسيح جاءت على يدنا، وما كتبناها بحبر، بل بروح الله الحي، لا في الواح من حجر، بل في الواح من لحم ودم، اي في قلوبكم.

4- هذه ثقة لنا بالمسيح عند الله،
5- لا لاننا قادرون ان ندعي شيئا لانفسنا، فقدرتنا من الله.
6- فهو الذي جعلنا قادرين على خدمة العهد الجديد، عهد الروح لا عهد الحرف، لان الحرف يميت والروح يحيي.

7- فاذا كانت خدمة الموت المنقوشة حروفها في الواح من حجر احيطت بالمجد، حتى ان بني اسرائيل ما قدروا ان ينظروا الى وجه موسى لمجد طلعته، مع انه مجد زائل،
8- فكيف يكون جد خدمة الروح!
9- واذا كانت خدمة ما ادى الى الحكم على البشر مجدا، فكم تفوقها مجدا خدمة ما يؤدي الى تبريرهم.
10- فما كان في الماضي فائق المجد، زال بفضل المجد الذي يفوقه الآن.
11- واذا كان للزائل مجد، فكم يكون مجد الخالد؟

12- ولان لنا هذا الرجاء، فنحن نتصرف بجراة.
13- فما نحن كموسى الذي كان يضع قناعا على وجهه لئلا يرى بنو اسرائيل نهاية ما يزول.
14- ولكن عميت بصائرهم، فلا يزال ذلك القناع الى اليوم غير مكشوف عند قراءة العهد القديم، ولا ينزعه الا المسيح.
15- نعم، الى اليوم لا يزال القناع على قلوبهم عند قراءة شريعة موسى،
16- ولا ينزع هذا القناع الا الاهتداء الى الرب.
17- فالرب هو الروح، وحيث يكون روح الرب، تكون الحرية.
18- ونحن جميعا نعكس صورة مجد الرب بوجوه مكشوفة، فنتحول الى تلك الصورة ذاتها، وهي تزداد مجدا على مجد، بفضل الرب الذي هو الروح.
 
51 47 رسالة كورونتس الثانية 004 الرب
1- والله برحمته اعطانا هذه الخدمة، فلا نتوانى فيها،
2- بل ننبذ كل تصرف خفي شائن، ولا نسلك طريق المكر ولا نزور كلام الله، بل نظهر الحق فيعظم شاننا لدى كل ضمير انساني امام الله.
3- فاذا كانت بشارتنا محجوبة، فهي محجوبة عن الهالكين،
4- عن غير المؤمنين الذين اعمى اله هذا العالم بصائرهم حتى لا يشاهدوا النور الذي يضيء لهم، نور البشارة بمجد المسيح الذي هو صورة الله.
5- فنحن لا نبشر بانفسنا، بل بيسوع المسيح ربا، ونحن خدم لكم من اجل المسيح.
6- والله الذي قال: «ليشرق من الظلمة النور« هو الذي اضاء نوره في قلوبنا لتشرق معرفة مجد الله، ذلك المجد الذي على وجه يسوع المسيح.

7- وما نحن الا آنية من خزف تحمل هذا الكنز، ليظهر ان تلك القدرة الفائقة هـي من الله لا منا.
8- يشتد علينا الضيق من كل جانب ولا ننسحق، نحار في امرنا ولا نياس،
9- يضطهدنا الناس ولا يتخلى عنا الله، نسقط في الصراع ولا نهلك،
10- نحمل في اجسادنا كل حين آلام موت يسوع لتظهر حياته ايضا في اجسادنا.
11- وما دمنا على قيد الحياة، فنحن نسلم للموت من اجل يسوع لتظهر في اجسادنا الفانية حياة يسوع ايضا.
12- فالموت يعمل فينا والحياة تعمل فيكم.

13- وجاء في الكتاب: «تكلمت لاني آمنت«. ونحن ايضا بروح هذا الايمان الذي لنا نتكلم لاننا نؤمن،
14- عارفين ان الله الذي اقام الرب يسوع من بين الاموات سيقيمنا نحن ايضا مع يسوع ويجعلنا واياكم بين يديه،
15- وهذا كله من اجلكم. فكلما كثرت النعمة، كثر عدد الشاكرين لمجد الله.

16- ولذلك لا تضعف عزائمنا. فمع ان الانسان الظاهر فينا يسير الى الفناء، الا ان الانسان الباطن يتجدد يوما بعد يوم.
17- وهذا الضيق الخفيف العابر الذي نقاسيه يهيئ لنا مجدا ابديا لا حد له،
18- لاننا لا ننظر الى الاشياء التي نراها، بل الى الاشياء التي لا نراها. فالذي نراه هو الى حين، واما الذي لا نراه فهو الى الابد.
 
52 47 رسالة كورونتس الثانية 005 الرب
1- ونحن نعرف انه اذا تهدمت خيمتنا الارضية التي نحن فيها، فلنا في السماء بيت ابدي من بناء الله غير مصنوع بالايدي.
2- وكم نتاوه حنينا الى ان نلبس فوقها بيتنا السماوي،
3- لاننا متى لبسناه لا نكون عراة.
4- وما دمنا في هذه الخيمة الارضية فنحن نئن تحت اثقالنا، لا لاننا نريد ان نتعرى من جسدنا الارضي، بل لاننا نريد ان نلبس فوقه جسدنا السماوي حتى تبتلع الحياة ما هو زائل فينا.
5- والله هو الذي اعدنا لهذا المصير ومنحنا عربون الروح.

6- ولذلك لا نزال واثقين كل الثقة، عارفين اننا ما دمنا مقيمين في هذا الجسد، فنحن مغتربون عن الرب،
7- لاننا نهتدي بايماننا لا بما نراه.
8- فنحن اذا واثقون، ونفضل ان نغترب عن هذا الجسد لنقيم مع الرب.
9- وسواء كنا مقيمين او مغتربين، فغايتنا رضى الرب،
10- لاننا لا بد ان نظهر جميعا لدى محكمة المسيح لينال كل واحد جزاء ما عمله وهو في الجسد، اخيرا كان ام شرا.

11- ونحن نقنع الناس لاننا نعرف مخافة الرب. اما الله فيعرفنا تمام المعرفة، وارجو ان تعرفونا انتم ايضا في ضمائركم تمام المعرفة.
12- ونحن لا نريد ان نعود الى تعظيم شاننا، بل نريد ان نعطيكم سببا للافتخار بنا، فيكون لكم ما تردون به على الذين يفتخرون بظاهر الانسان لا بما في قلبه.
13- فان كنا مجانين فلله، وان كنا عقلاء فلاجلكم.
14- ونحن اسرى محبة المسيح، بعدما ادركنا ان واحدا مات من اجل جميع الناس، فجميع الناس شاركوه في موته.
15- وهو مات من اجلهم جميعا حتى لا يحيا الاحياء من بعد لانفسهم، بل للذي مات وقام من اجلهم.

16- فنحن لا نعرف احدا بعد اليوم حسب الجسد. واذا كنا عرفنا المسيح يوما حسب الجسد، فنحن لا نعرفه الآن هذه المعرفة.
17- واذا كان احد في المسيح، فهو خليقة جديدة: زال القديم وها هو الجديد.
18- وهذا كله من الله الذي صالحنا بالمسيح وعهد الينا خدمة المصالحة،
19- اي ان الله صالح العالم مع نفسه في المسيح وما حاسبهم على زلاتهم، وعهد الينا ان نعلن هذه المصالحة.
20- فنحن سفراء المسيح، وكان الله نفسه يعظ بالسنتنا. فنناشدكم باسم المسيح ان تتصالحوا مع الله،
21- لان الذي ما عرف الخطيئة جعله الله خطيئة من اجلنا لنصير به ابرارا عند الله.
 
53 47 رسالة كورونتس الثانية 006 الرب
1- واذا، ففي عملنا مع الله نطلب ان لا يكون قبولكم نعمة الله لغير فائدة.
2- فهو يقول: «في وقت الرضى استجبت لك، وفي يوم الخلاص اعنتك«. وها هو الآن وقت رضى الله، وها هو الآن يوم الخلاص.

3- لا نريد ان نكون عائقا لاحد في شيء لئلا ينال خدمتنا لوم،
4- بل نظهر انفسنا في كل شيء اننا خدام الله بصبرنا في الشدائد والحاجات والمشقات
5- والضرب والسجن والاضطراب والتعب والسهر والصوم،
6- بالنزاهة والمعرفة وطول البال والرفق وروح القداسة والمحبة الخالصة،
7- بالكلام الصادق وقدرة الله وسلاح الحق في الهجوم وفي الدفاع،
8- بالكرامة والمهانة، بسوء السمعة وحسنها. يحسبنا الناس كاذبين ونحن صادقون،
9- مجهولين ونحن معروفون، مائتين وها نحن احياء، معاقبين ولا نقتل،
10- محزونين ونحن دائما فرحون، فقراء ونغني كثيرا من الناس، لا شيء عندنا ونحن نملك كل شيء.

11- كلمناكم بصراحة، يا اهل كورنثوس، وفتحنا لكم قلوبنا.
12- نحن لا نضيق بكم، وانما الضيق في قلوبكم.
13- اكلمكم كما لو كنتم ابنائي. عاملونا بمثل ما نعاملكم، وافتحوا انتم ايضا قلوبكم لنا.

14- لا تقترنوا بغير المؤمنين في نير واحد. اي صلة بين الخير والشر؟ واي علاقة للنور بالظلام؟
15- واي تحالف بين المسيح وابليس؟ واي شركة بين المؤمن وغير المؤمن؟
16- واي وفاق بين هيكل الله والاوثان؟ فنحن هيكل الله الحي. هكذا قال الله: »ساسكن بينهم واسير معهم، واكون الههم ويكونون شعبي.
17- لذلك اخرجوا من بينهم واتركوهم، يقول الرب. لا تمسوا ما هو نجس، وانا اتقبلكم
18- واكون لكم ابا وتكونون لي بنين وبنات، يقول الرب القدير«.
 
54 47 رسالة كورونتس الثانية 008 الرب
1- ونريد، ايها الاخوة، ان نخبركم بما فعلته نعمة الله في كنائس مكدونية.
2- فهم، مع كثرة المصاعب التي امتحنهم الله بها، فرحوا فرحا عظيما وتحول فقرهم الشديد الى غنى بسخائهم.
3- واشهد انهم اعطوا على قدر طاقتهم، بل فوق طاقتهم، ومن تلقاء انفسهم،
4- والحوا علينا ان نمن عليهم بالاشتراك في اعانة الاخوة القديسين.
5- بل عملوا اكثر مما كنا نرجوه، فاسلموا انفسهم الى الرب اولا، ثم الينا بمشيئة الله.
6- فطلبنا من تيطس ان يتمم عندكم هذا العمل المبارك كما ابتدا به.
7- وكما انكم تمتازون في كل شيء: في الايمان والفصاحة والمعرفة والحماسة والمحبة لنا، فليتكم تمتازون ايضا في هذا العمل المبارك.

8- ولا اقول هذا على سبيل الامر، بل لامتحن بحماسة الآخرين صدق محبتكم.
9- وانتم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح: كيف افتقر لاجلكم، وهو الغني، لتغتنوا انتم بفقره.

10- فهذا رايـي في الامر، وهو خير لكم، وانتم الذين كانوا منذ العام الماضي اول من ابتدا بهذا العمل، بل اول من رغب فيه.
11- تمموا الآن هذا العمل ليكون التتميم على قدر الرغبة.
12- لانه متى ظهرت الحماسة في العطاء، رضي الله على الانسان بما يكون عنده، لا بما لا يكون عنده.

13- لا اعني ان تكونوا في ضيق ويكون غيركم في راحة، بل اعني ان تكون بينكم مساواة،
14- فيسد رخاؤكم ما يعوزهم اليوم، حتى يسد رخاؤهم ما يعوزكم غدا، فتتم المساواة.
15- فالكتاب يقول: «الذي جمع كثيرا ما فضل عنه شيء، والذي جمع قليلا ما نقصه شيء«.

16- الحمد لله الذي جعل في قلب تيطس مثل هذا الاهتمام بكم،
17- فما اكتفى بتلبـية طلبنا، بل دفعه اهتمامه الشديد الى المجيء اليكم من تلقاء نفسه.
18- وارسلنا معه الاخ الذي تمدحه الكنائس كلها لعمله في خدمة البشارة.
19- وما هذا كل شيء، فالكنائس اختارته رفيقا لنا في السفر من اجل هذا العمل المبارك الذي نقوم به لمجد الرب وتلبية لرغبتنا.
20- ونحن حريصون على ان لا يلومنا احد على الطريقة التي نتولى بها امر هذه الهبة الكبيرة من المال،
21- لان غايتنا ان نعمل ما هو صالح، لا في نظر الرب وحده، بل في نظر النـاس ايضا.
22- وارسلنا معهما اخانا الذي طالما اختبرناه فوجدناه مجتهدا في كثير من الامور، وهو الآن اكثر حماسة لثقته الكبـيرة بكم.
23- اما تيطس فهو رفيقي ومعاوني عندكم، واما الاخوان اللذان يرافقانه، فهما رسولا الكنائس وبهما يتمجد المسيح.
24- فبرهنوا لهم امام الكنائس عن محبتكم وعن صواب افتخارنا بكم.
 
55 47 رسالة كورونتس الثانية 010 الرب
1- انا بولس اطلب اليكم بوداعة المسيح وحلمه، انا المتواضع في حضرتكم والجريء عليكم عن بعد،
2- راجيا ان لا تدفعوني وانا عندكم الى تلك الجراة التي ارى ان اعامل بها الذين يظنون اننا نسلك سبيل الجسد.
3- نعم، اننا نحيا في الجسد، ولكننا لا نجاهد جهاد الجسد.
4- فما سلاح جهادنا جسدي، بل الهي قادر على هدم الحصون:
5- نهدم الجدل الباطل وكل عقبة ترتفع لتحجب معرفة الله، وناسر كل فكر ونخضعه لطاعة المسيح.
6- ونحن مستعدون ان نعاقب كل معصية متى اصبحت طاعتكم كاملة.

7- واجهوا حقائق الامور. من اعتقد انه للمسيح، فليتذكر انه بمقدار ما هو للمسيح، كذلك نحن ايضا للمسيح.
8- ولا اخجل ان بالغت بعض المبالغة في الافتخار بسلطاننا الذي وهبه الرب لنا لبنيانكم لا لخرابكم.
9- فانا لا اريد ان اظهر كاني احاول التهويل عليكم برسائلي.
10- فيقول احدكم: «رسائل بولس قاسية عنيفة، ولكنه متى حضر بنفسه، كان شخصا ضعيفا وكلامه سخيفا«.
11- فليعلم مثل هذا القائل ان ما نكتبه في رسائلنا ونحن غائبون نفعله ونحن حاضرون.

12- نحن لا نجرؤ على ان نساوي انفسنا او نتشبه ببعض الذين يعظمون قدرهم، فما اغباهم! يقيسون انفسهم على انفسهم، ويقابلون انفسهم بانفسهم.
13- اما نحن، فلا نفتخر بما يتعدى حدود عملنا، بل نقتصر في ذلك على ما قسم الله لنا من حدود بلغنا بها اليكم.
14- فنحن لا ندعي اكثر مما لنا، كما لو كنا ما بلغنا اليكم، لاننا بلغنا اليكم حقا ومعنا بشارة المسيح.
15- ولا نتعدى تلك الحدود فنفتخر باعمال غيرنا، ولكن نرجو ان يزداد ايمانكم فيتسع مجال العمل بينكم في الحدود التي لنا،
16- حتى نحمل البشارة الى ابعد من بلادكم، فلا نفتخر بما انجزه غيرنا في حدود عمله.

17- فالكتاب يقول: «من اراد ان يفتخر، فليفتخر بالرب«،
18- لان من يمدحه الرب هو المقبول عنده، لا من يمدح نفسه.
 
56 47 رسالة كورونتس الثانية 012 الرب
1- وان كان لا بد لي من الافتخار -مع انه لا نفع منه- فانتقل الى الكلام على رؤى الرب وما كشفه لي.
2- اعرف رجلا مؤمنا بالمسيح خطف قبل اربع عشرة سنة الى السماء الثالثة. ابجسده؟ لا اعلم. ام بغير جسده؟ لا اعلم. الله يعلم.
3- وانما اعلم ان هذا الرجل خطف الى الفردوس: ابجسده ام بغير جسده؟ لا اعلم. الله يعلم.
4- اعلم انه خطف الى الفردوس وهناك سمع كلاما لا يقدر بشر ان ينطق به ولا يجوز له ان يذكره.
5- اما هذا الرجل فافتخر به، واما انا فلا افتخر الا بضعفي.
6- ولو اردت ان افتخر لما كنت جاهلا، لاني اقول الحق. ولكني لن افتخر لئلا يظن احد اني فوق ما يراني عليه او يسمعه مني.

7- ولئلا انتفخ بالكبرياء من عظمة ما انكشف لي، اصبت بشوكة في جسدي وهي كرسول من الشيطان يضربني لئلا اتكبر.
8- وصليت الى الله ثلاث مرات ان ياخذها عني،
9- فقال لي: «تكفيك نعمتي. في الضعف يظهر كمال قدرتي«. فانا، اذا، افتخر راضيا مبتهجا بضعفي حتى تظللني قوة المسيح.
10- ولذلك فانا ارضى بما احتمل من الضعف والاهانة والضيق والاضطهاد والمشقة في سبيل المسيح، لاني عندما اكون ضعيفا اكون قويا.

11- ها انا صرت احمق، وانتم اجبرتموني على ان اكون كذلك. فكان من حقي عليكم ان تكرموني، وما انا اقل شانا من اولئك «الرسل العظام«، وان كنت لا اساوي شيئا.
12- فالعلامات على اني رسول اظهرتها بكل صبر بينكم: من معجزات وعجائب واعمال خارقة.
13- ففي اي شيء كنتم دون سائر الكنائس الا في اني ما اثقلت عليكم بشيء؟ فاغفروا لي هذه الاساءة!

14- ها انا مستعد ان اجيء اليكم للمرة الثالثة، ولن اثقل عليكم فانا اريدكم انتم لا مالكم. فالابناء لا يوفرون لآبائهم، بل على الآباء ان يوفروا لابنائهم.
15- وانا ابذل كل ما عندي راضيا مبتهجا، بل ابذل حياتي في سبيلكم. ايكون ان حبكم لي قليل، لان حبي لكم كثير؟

16- نعم، انا ما ثقلت عليكم بشيء، ولكن هل كنت ماكرا فاحتلت عليكم؟
17- هل كسبت منكم شيئا على يد احد من الذين ارسلتهم اليكم؟
18- حين الححت على تيطس ان يذهب اليكم وارسلت معه ذلك الاخ، هل اخذ تيطس منكم شيئا؟ اما عملنا بالروح نفسه؟ اما سلكنا الطريق نفسه؟

19- ربما تظنون اننا نطيل في الدفاع عن انفسنا عندكم. فنحن نتكلم امام الله في المسيح، وهذا كله ايها الاحباء لبنيانكم.
20- وانا اخاف، اذا جئت اليكم، ان اجدكم على غير ما احب ان تكونوا، وان تجدوني على غير ما تحبون ان اكون. اخاف ان يكون بينكم خلاف وحسد وغضب ونزاع وذم ونميمة وكبرياء وبلبلة.
21- اخاف، اذا جئتكم مرة اخرى، ان يذلني الهي في امركم، فابكي على كثيرين من الذين خطئوا من قبل وما ندموا على ما ارتكبوه من دعارة وزنى وفجور.
 
57 47 رسالة كورونتس الثانية 013 الرب
1- والآن انا قادم اليكم مرة ثالثة. والكتاب يقول: «لا حكم في اية قضية الا بشهادة شاهدين او ثلاثة«.
2- عند حضوري في المرة الثانية قلت للذين خطئوا فيما مضى ولسواهم ما اقوله اليوم وانا غائب: ان عدت اليكم فلا اشفق على احد،
3- ما دمتم تطلبون برهانا على ان المسيح ينطق بلساني. والمسيح غير ضعيف في معاملتكم، بل قوي بينكم.
4- ومع انه صلب بضعفه، فهو الآن حي بقدرة الله. ونحن ايضا ضعفاء فيه، ولكننا في معاملتنا لكم سنكون بقدرة الله احياء معه.

5- امتحنوا انفسكم وحاسبوها هل انتم متمسكون بايمانكم. الا تعرفون انفسكم وان يسوع المسيح فيكم؟ الا اذا كنتم فاشلين.
6- اما نحن فنرجو ان تعلموا اننا غير فاشلين.
7- ونصلي الى الله ان لا تعملوا شرا، لا ليظهر اننا ناجحون، بل لتعملوا انتم ما هو خير ولو ظهرنا نحن بمظهر الفاشلين.
8- فنحن لا نقدر على مقاومة الحق، بل على خدمته.
9- وكم نفرح عندما نكون نحن ضعفاء وانتم اقوياء، وما نصلي لاجله هو ان تكونوا كاملين.
10- اكتب اليكم وانا غائب لئلا اعاملكم بقسوة وانا حاضر، حسب السلطة التي وهبها الرب لي للبنيان لا للهدم.

11- والآن ايها الاخوة، افرحوا واسعوا الى الكمال، وتشجعوا وكونوا على راي واحد وعيشوا بسلام، واله المحبة والسلام يكون معكم.

12- سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.
13- يسلم عليكم جميع الاخوة القديسين.
14- ولتكن نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس معكم جميعا.
 
58 48 رسالة غلاطية 001 الرب
1- مني انا بولس، رسول لا من الناس ولا بدعوة من انسان، بل بدعوة من يسوع المسيح والله الآب الذي اقامه من بين الاموات،
2- ومن جميع الاخوة الذين معي، الى كنائس غلاطية.

3- عليكم النعمة والسلام من الله ابينا ومن الرب يسوع المسيح،
4- الذي ضحى بنفسه من اجل خطايانا لينقذنا من هذا العالم الشرير، عملا بمشيئة الهنا وابينا،
5- له المجد الى ابد الدهور. آمين.

6- عجيب امركم! ابمثل هذه السرعة تتركون الذي دعاكم بنعمة المسيح وتتبعون بشارة اخرى؟
7- وما هناك «بشارة اخرى«، بل جماعة تثير البلبلة بينكم وتحاول تغيير بشارة المسيح.
8- فلو بشرناكم نحن او بشركم ملاك من السماء ببشارة غير التي بشرناكم بها، فليكن ملعونا.
9- قلنا لكم قبلا واقول الآن: اذا بشركم احد ببشارة غير التي قبلتموها منا، فاللعنة عليه.

10- هل انا استعطف الناس؟ كلا، بل استعطف الله. ايكون اني اطلب رضا الناس فلو كنت الى اليوم اطلب رضا الناس، لما كنت عبدا للمسيح.

11- فاعلموا، ايها الاخوة، ان البشارة التي بشرتكم بها غير صادرة عن البشر.
12- فانا ما تلقيتها ولا اخذتها عن انسان، بل عن وحي من يسوع المسيح.

13- سمعتم بسيرتي الماضية في ديانة اليهود وكيف كنت اضطهد كنيسة الله بلا رحمة واحاول تدميرها
14- وافوق اكثر ابناء جيلي من بني قومي في ديانة اليهود وفي الغيرة الشديدة على تقاليد آبائي.

15- ولكن الله بنعمته اختارني وانا في بطن امي فدعاني الى خدمته.
16- وعندما شاء ان يعلن ابنه في لابشر به بين الامم، ما استشرت بشرا
17- ولا صعدت الى اورشليم لارى الذين كانوا رسلا قبلي، بل ذهبت على الفور الى بلاد العرب ومنها عدت الى دمشق.

18- وبعد ثلاث سنوات صعدت الى اورشليم لارى بطرس، فاقمت عنده خمسة عشر يوما،
19- وما رايت غيره من الرسل سوى يعقوب اخي الرب.
20- ويشهد الله اني لا اكذب في هذا الذي اكتب به اليكم.

21- ثم سافرت الى بلاد سورية وكيليكية،
22- وما كنت معروف الوجه عند كنائس المسيح في اليهودية،
23- وانما سمعوا ان «الذي كان يضطهدنا هو الآن يبشر بالايمان الذي كان يريد ان يدمره«،

24- فمجدوا الله من اجلي.
 
59 48 رسالة غلاطية 005 الرب
1- فالمسيح حررنا لنكون احرارا. فاثبتوا، اذا، ولا تعودوا الى نير العبودية.
2- فانا بولس اقول لكم: اذا اختتنتم، فلا يفيدكم المسيح شيئا.
3- واشهد مرة اخرى لكل من يختتن بانه ملزم ان يعمل باحكام الشريعة كلها.
4- والذين منكم يطلبون ان يتبرروا بالشريعة، يقطعون كل صلة لهم بالمسيح ويسقطون عن النعمة.
5- اما نحن، فننتظر على رجاء ان يبررنا الله بالايمان بقدرة الروح.
6- ففي المسيح يسوع لا الختان ولا عدمه ينفع شيئا، بل الايمان العامل بالمحبة.

7- كنتم في سيركم على ما يرام، فمن صدكم وردكم عن طاعة الحق؟
8- ما كان هذا الاغراء من الذي دعاكم.
9- قليل من الخمير يخمر العجين كله.
10- ولي ثقة بكم في الرب انكم لن تقبلوا رايا آخر. وكل من يوقـع البلبلة بينكم سينال عقابه، ايا كان.

11- وانا، ايها الاخوة لو كنت ادعو الى الختان، فلماذا اعاني الاضطهاد الى اليوم، اما كان يزول العائق الذي في الصليب؟
12- ليت الذين يوقعون البلبلة بينكم يقطعون هم اعضاءهم!

13- فانتم، يا اخوتي، دعاكم الله لتكونوا احرارا، ولكن لا تجعلوا هذه الحرية حجة لارضاء شهوات الجسد، بل اخدموا بعضكم بعضا بالمحبة.
14- فالشريعة كلها تكتمل وصية واحدة: «احب قريبك مثلما تحب نفسك«.

15- اما اذا كنتم تنهشون وتاكلون بعضكم بعضا، فانتبهوا ان لا يفني واحدكم الآخر.

16- واقول لكم: اسلكوا في الروح ولا تشبعوا شهوة الجسد.
17- فما يشتهيه الجسد يناقض الروح، وما يشتهيه الروح يناقض الجسد. كل منهما يقاوم الآخر لئلا تعملوا ما تريدون.
18- فاذا كان الروح يقودكم، فما انتم في حكم الشريعة.

19- واما اعمال الجسد فهي ظاهرة: الزنى والدعارة والفجور
20- وعبادة الاوثان والسحر والعداوة والشقاق والغيرة والغضب والدس والخصام والتحزب
21- والحسد والسكر والعربدة وما اشبه. وانبهكم الآن، كما نبهتكم من قبل، ان الذين يعملون هذه الاعمال لا يرثون ملكوت الله.

22- اما ثمر الروح فهو المحبة والفرح والسلام والصبر واللطف والصلاح والامانة
23- والوداعة والعفاف. وما من شريعة تنهى عن هذه الاشياء.
24- والذين هم للمسيح يسوع صلبوا جسدهم بكل ما فيه من اهواء وشهوات.
25- فاذا كنا نحيا بالروح، فعلينا ان نسلك طريق الروح،
26- فلا نتكبر ولا يتحدى ولا يحسد بعضنا بعضا.
 
60 49 رسالة افسس 001 الرب
1- من بولس، رسول المسيح يسوع بمشيئة الله، الى الاخوة القديسين الذين في افسس، المؤمنين في المسيح يسوع.
2- عليكم النعمة والسلام من الله ابينا ومن الرب يسوع المسيح.

3- تبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح، باركنا في المسيح كل بركة روحية في السماوات،
4- فاختارنا فيه قبل انشاء العالم لنكون عنده قديسين بلا لوم في المحبة،
5- وقضى بسابق تدبيره ان يتبنانا بيسوع المسيح على ما ارتضى وشاء،
6- لحمد نعمته المجيدة التي انعم بها علينا في ابنه الحبيب.
7- فكان لنا فيه الفداء بدمه، اي غفران الخطايا، على مقدار غنى نعمته
8- التي افاضها علينا بكل ما فيها من حكمة وفهم،
9- فكشف لنا سر مشيئته التي ارتضى في نفسه ان يحققها،
10- اي التدبير الذي يتممه عندما تكتمل الازمنة، فيجمع في المسيح كل شيء في السماوات وفي الارض.

11- وفيه قضى الله بسابق تدبيره، وهو الذي يفعل كل شيء على ما ترضى مشيئته، ان يختارنا
12- لنسبح بمجده، نحن الذين جعلوا رجاءهم من قديم الزمان في المسيح.
13- وفيه انتم ايضا، حين سمعتم كلام الحق، اي بشارة خلاصكم، وآمنتم، ختمتم بالروح القدس الموعود،
14- وهو عربون ميراثنا، الى ان يفتدي الله خاصته للتسبيح بمجده.

15- لذلك، ما ان سمعت بايمانكم بالرب يسوع وبمحبتكم لجميع الاخوة القديسين،
16- حتى اخذت اشكر الله بلا انقطاع لاجلكم واذكركم في صلواتي
17- واطلب من اله ربنا يسوع المسيح، الآب المجيد، ان يهب لكم روح حكمة يكشف لكم عنه لتعرفوه حق المعرفة،
18- وان ينير بصائر قلوبكم لتدركوا الى اي رجاء دعاكم واي كنوز مجد جعلها لكم ميراثا بين القديسين
19- واي قوة عظيمة فائقة تعمل لاجلنا نحن المؤمنين وهي قدرة الله الجبارة
20- التي اظهرها في المسيح حين اقامه من بين الاموات واجلسه الى يمينه في السماوات،
21- فوق كل رئاسة وسلطان وقوة وسيادة، وفوق كل اسم يسمى، لا في هذا الدهر فقط، بل في الدهر الآتي ايضا،
22- وجعل كل شيء تحت قدميه ورفعه فوق كل شيء راسا للكنيسة
23- التي هي جسده وملؤه، وهو الذي يملا كل شيء في كل شيء.
 
61 49 رسالة افسس 002 الرب
1- وفيما مضى كنتم امواتا بزلاتكم وخطاياكم
2- التي كنتم تسيرون فيها سيرة هذا العالم، خاضعين لرئيس القوات الشريرة في الفضاء، اي الروح الذي يتحكم الآن بالمتمردين على الله.
3- وكنا نحن كلنا من هؤلاء نعيش في شهوات جسدنا تابعين رغباته واهواءه، ولذلك كنا بطبيعتنا ابناء الغضب كسائر البشر.
4- ولكن الله بواسع رحمته وفائق محبته لنا
5- احيانا مع المسيح بعدما كنا امواتا بزلاتنا. فبنعمة الله نلتم الخلاص،
6- وفي المسيح يسوع اقامنا معه واجلسنا في السماوات،
7- ليظهر في الاجيال الآتية غنى نعمته الفائقة في الرافة التي ابداها لنا في المسيح يسوع.
8- فبنعمة الله نلتم الخلاص بالايمان. فما هذا منكم، بل هو هبة من الله،
9- ولا فضل فيه للاعمال حتى يحق لاحد ان يفاخر.
10- نحن خليقة الله، خلقنا في المسيح يسوع للاعمال الصالحة التي اعدها الله لنا من قبل لنسلك فيها.

11- فاذكروا انتم الذين كانوا غير يهود في اصلهم، ان اليهود الذين يعتبرون انفسهم اهل الختان بفعل الايدي في الجسد لا يعتبرونكم من اهل الختان.

12- واذكروا انكم كنتم فيما مضى من دون المسيح، بعيدين عن رعية اسرائيل، غرباء عن عهود الله ووعده، لا رجاء لكم ولا اله في هذا العالم.
13- اما الآن، ففي المسيح يسوع صرتم قريبين بدم المسيح بعدما كنتم بعيدين.
14- فالمسيح هو سلامنا، جعل اليهود وغير اليهود شعبا واحدا وهدم الحاجز الذي يفصل بينهما،
15- اي العداوة، والغى بجسده شريعة موسى باحكامها ووصاياها ليخلق في شخصه من هاتين الجماعتين، بعدما احل السلام بينهما، انسانا واحدا جديدا
16- ويصلح بينهما وبين الله بصليبه، فقضى على العداوة وجعلهما جسدا واحدا.
17- جاء وبشركم بالسلام انتم الذين كنتم بعيدين، كما بشر بالسلام الذين كانوا قريبين،
18- لان لنا به جميعا سبيل الوصول الى الآب في الروح الواحد.

19- فما انتم بعد اليوم غرباء او ضيوفا، بل انتم مع القديسين رعية واحدة ومن اهل بيت الله،
20- بنيتم على اساس الرسل والانبياء، وحجر الزاوية هو المسيح يسوع نفسه،
21- لان به يتماسك البناء كله وينمو ليكون هيكلا مقدسا في الرب،
22- وبه انتم ايضا مبنيون معا لتصيروا مسكنا لله في الروح.
 
62 49 رسالة افسس 004 الرب
1- فاطلب اليكم، انا السجين في الرب، ان تعيشوا عيشة تليق بالدعوة التي دعاكم الله اليها،
2- وان تكونوا متواضعين ولطفاء وصبورين. فاحتملوا بعضكم بعضا بمحبة،
3- واجتهدوا في المحافظة على وحدة الروح برباط السلام.
4- فانتم جسد واحد وروح واحد، مثلما دعاكم الله الى رجاء واحد.
5- ولكم رب واحد وايمان واحد ومعمودية واحدة
6- واله واحد اب للجميع وفوقهم، يعمل فيهم جميعا وهو فيهم جميعا.
7- لكل واحد منا نصيبه من النعمة على مقدار ما وهب له المسيح،
8- فالكتاب يقول: عندما صعد الى العلاء اخذ اسرى كثيرين واعطى البشر عطايا«.

9- وما المقصود بقوله «صعد« سوى انه نزل اولا الى اعمق اعماق الارض.
10- وهذا الذي نزل هو نفسه الذي صعد الى ما فوق السماوات كلها ليملا كل شيء،
11- وهو الذي اعطى بعضهم ان يكونوا رسلا وبعضهم انبياء وبعضهم مبشرين وبعضهم رعاة ومعلمين.
12- وبذلك يهيئ الاخوة القديسين للخدمة في سبيل بناء جسد المسيح،
13- الى ان نصل كلنا الى وحدة الايمان ومعرفة ابن الله، الى الانسان الكامل، الى ملء قامة المسيح،
14- فلا نبقى اطفالا تتقاذفهم امواج المذاهب وتميل بهم كل ريح فيخدعهم الناس ويقودونهم بالحيلة الى الضلال،
15- بل نعلن الحق في المحبة فننمو في كل شيء نحو المسيح الذي هو الراس.
16- فبه يتماسك الجسد كله ويلتحم بفضل جميع المفاصل التي تقوم بحاجته، حتى اذا قام كل جزء بعمله الخاص به، نما الجسد كله وتكامل بنيانه بالمحبة.
17- فاقول لكم واشهد في الرب ان لا تسيروا بعد الآن سيرة الوثنيين الذين يفكرون باطلا،
18- وهم في ظلام بصائرهم وجهلهم وقساوة قلوبهم غرباء عن حياة الله.
19- فلما فقدوا كل حس استسلموا الى الفجور، فانغمسوا في كل فسق ولا يشبعون.
20- اما انتم فما هكذا تعلمتم ما هو المسيح،
21- اذا كنتم سمعتم به وتلقيتم تعليما مطابقا للحقيقة التي في يسوع.
22- فاتركوا سيرتكم الاولى بترك الانسان القديم الذي افسدته الشهوات الخادعة،
23- وتجددوا روحا وعقلا،
24- والبسوا الانسان الجديد الذي خلقه الله على صورته في البر وقداسة الحق.

25- لذلك امتنعوا عن الكذب، وليتكلم كل واحد منكم كلام الصدق مع قريبه لاننا كلنا اعضاء، بعضنا لبعض.
26- واذا غضبتم لا تخطئوا ولا تغرب الشمس على غضبكم.
27- لا تعطوا ابليس مكانا.
28- من كان يسرق فليمتنع عن السرقة، بل عليه ان يتعب ويعمل الخير بيديه ليكون قادرا على مساعدة المحتاجين.
29- لا تخرج كلمة شر من افواهكم، بل كل كلمة صالحة للبنيان عند الحاجة وتفيد السامعين.
30- لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء.
31- تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما الى ذلك من الشرور،
32- وليكن بعضكم لبعض ملاطفا رحيما غافرا كما غفر الله لكم في المسيح.
 
63 49 رسالة افسس 005 الرب
1- فاقتدوا بالله كابناء احباء،
2- وسيروا في المحبة سيرة المسيح الذي احبنا وضحى بنفسه من اجلنا قربانا وذبيحة لله طيبة الرائحة.
3- اما الزنى والفسق والفجور على انواعها فلا يليق بالقديسين حتى ذكر اسمائها.
4- لا سفاهة ولا سخافة ولا هزل، فهذا لا يليق بكم، بل التسبيح بحمد الله.
5- فانتم تعلمون ان الزاني والفاسق والفاجر، وهو عابد اوثان، لا ميراث له في ملكوت المسيح والله.

6- لا يخدعكم احد بالكلام الباطل، لان ذلك يسبب غضب الله على ابناء المعصية.
7- فلا تكونوا لهم شركاء.
8- بالامس كنتم ظلاما، وانتم اليوم نور في الرب. فسيروا سيرة ابناء النور،
9- فثمر النور يكون في كل صلاح وتقوى وحق.
10- فتعلموا ما يرضي الرب،
11- ولا تشاركوا في اعمال الظلام الباطلة، بل الاولى ان تكشفوها.
12- فما يعملونه في الخفية نخجل حتى من ذكره.
13- ولكن كل ما انكشف ظهر في النور،
14- وكل ما ظهر فهو نور. ولذلك قيل: انهض ايها النائم وقم من بين الاموات يضيء لك المسيح«

15- فانتبهوا جيدا كيف تسيرون سيرة العقلاء لا سيرة الجهلاء،
16- واغتنموا الفرصة السانحة، لان هذه الايام شر كلها.
17- فلا تكونوا حمقى، بل افهموا ما هي مشيئة الرب.

18- لا تسكروا بالخمرة، ففيها الخلاعة، بل امتلئوا بالروح
19- وتحدثوا بكلام المزامير والتسابيح والاناشيد الروحية. رتلوا وسبحوا للرب من اعماق قلوبكم
20- واحمدوا الله الآب حمدا دائما على كل شيء، باسم ربنا يسوع المسيح.

21- ليخضع بعضكم لبعض بمخافة المسيح.
22- ايتها النساء، اخضعن لازواجكن كما تخضعن للرب،
23- لان الرجل راس المراة كما ان المسيح راس الكنيسة، وهو مخلص الكنيسة وهـي جسده.
24- وكما تخضع الكنيسة للمسيح، فلتخضع النساء لازواجهن في كل شيء.

25- ايها الرجال، احبوا نساءكم مثلما احب المسيح الكنيسة وضحى بنفسه من اجلها،
26- ليقدسها ويطهرها بماء الاغتسال وبالكلمة،
27- حتى يزفها الى نفسه كنيسة مجيدة لا عيب فيها ولا تجعد ولا ما اشبه ذلك، بل مقدسة لا عيب فيها.
28- وكذلك يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم مثلما يحبون اجسادهم. من احب امراته احب نفسه.
29- فما من احد يبغض جسده، بل يغذيه ويعتني به اعتناء المسيح بالكنيسة.
30- ونحن اعضاء جسد المسيح.
31- »ولذلك يترك الرجل اباه وامه ويتحد بامراته فيصير الاثنان جسدا واحدا«.
32- هذا السر عظيم، واعني به سر المسيح والكنيسة.
33- فليحب كل واحد منكم امراته مثلما يحب نفسه، ولتحترم المراة زوجها.
 
64 49 رسالة افسس 006 الرب
1- ايها الابناء، اطيعوا والديكم في الرب، فهذا عين الصواب.
2- »اكرم اباك وامك«، تلك اول وصية يرتبط بها وعد وهو:
3- »لتنال خيرا وتطول ايامك في الارض«.

4- وانتم ايها الآباء، لا تثيروا غضب ابنائكم، بل ربوهم حسب وصايا الرب وتاديبه.

5- ايها العبيد، اطيعوا اسيادكم في هذه الدنيا بخوف ورهبة وقلب نقي كما تطيعون المسيح،
6- لا بخدمة العين كمن يرضي الناس، بل بكل قلوبكم كعبيد للمسيح يعملون بمشيئة الله.
7- ولتكن خدمتكم لهم صادقة كانكم تخدمون الرب لا الناس،
8- عالمين ان الرب يكافئ كل انسان، اعبدا كان ام حرا، على اعماله الصالحة.

9- وانتم ايها السادة، عاملوا عبيدكم المعاملة نفسها وتجنبوا التهديد، عالمين ان سيدهم هو سيدكم في السماء وانه لا يحابي احدا.

10- وختاما اقول تقووا في الرب وفي قدرته العظيمة.
11- تسلحوا بسلاح الله الكامل لتقدروا ان تقاوموا مكايد ابليس.
12- فنحن لا نحارب اعداء من لحم ودم، بل اصحاب الرئاسة والسلطان والسيادة على هذا العالم، عالم الظلام والارواح الشريرة في الاجواء السماوية.
13- لذلك احملوا سلاح الله الكامل لتقدروا ان تقاوموا في يوم الشر وان تثبتوا بعدما تممتم كل شيء.
14- فاثبتوا اذا متمنطقين بالحق، لابسين درع الاستقامة،
15- منتعلين بالحماسة في اعلان بشارة السلام.
16- واحملوا الايمان ترسا في كل وقت، لان به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير المشتعلة.
17- والبسوا خوذة الخلاص وتقلدوا سيف الروح الذي هو كلام الله.
18- صلوا كل وقت في الروح مبتهلين وتنبهوا لذلك وواظبوا على الدعاء لجميع الاخوة القديسين
19- ولي انا ايضا حتى اذا فتحت فمي للكلام منحني الله ما اعلن به بجراة سر البشارة
20- التي انا سفيرها المقيد بالسلاسل. واسالوا لي الجراة على المناداة بها كما يجب علي.

21- اما احوالي واعمالي، فسيخبركم عن هذا كله تيخيكس اخي الحبيب ومعاوني الامين في خدمة الرب.
22- ارسلته اليكم خصوصا ليطلعكم على احوالنا ويعزي قلوبكم.

23- والسلام والمحبة مع الايمان للاخوة من الله الآب ومن الرب يسوع المسيح.
24- ولتكن النعمة مع جميع الذين يحبون ربنا يسوع المسيح حبا لا يزول.
 
65 50 رسالة فيليبي 001 الرب
1- من بولس وتيموثاوس، عبدي المسيح يسوع، الى جميع الاخوة القديسين في فيلبي، الذين في المسيح يسوع، والى اساقفتهم وشمامستهم.
2-عليكم النعمة والسلام من الله ابينا ومن ربنا يسوع المسيح.
3- احمد الهي كلما ذكرتكم
4- ودعوت لكم جميعا بفرح في جميع صلواتي
5- لمشاركتكم لي في خدمة الانجيل من اول يوم الى الان.
6- فانا واثق بان الذي بدا فيكم عملا صالحا سيسير في اتمامه الى يوم المسيح يسوع.
7- ومن الحق ان اشعر هذا الشعور نحوكم جميعا، فانتم دائما في قلبي، وكلكم شركائي في نعمة الله، سواءٌ في السجن او في الدفاع عن البشارة وتاييدها.
8- والله يشهد كم احن اليكم جميعا حنان المسيح يسوع.
9- وصلاتي لاجلكم هي هذه: ان تزداد محبتكم عمقا في المعرفة والفهم،
10- فتختاروا الافضل وتصيروا انقياء لا لوم عليكم في يوم المسيح،
11- ممتلئين من ثمر البر بيسوع المسيح، لمجد الله وحمده.
12- واريد، ايها الاخوة، ان تعرفوا ان ما جرى لي ساعد على انتشار البشارة
13- حتى ان وجودي في السجن من اجل المسيح ذاع خبره في دار الحاكم وسائر الاماكن كلها،
14- وان اكثر الاخوة شجعتهم في الرب قيودي، فازدادوا جراة على التبشير بكلمة الله من دون خوف.
15- ولا شك في ان بعضهم يبشر بالمسيح عن حسد ومنافسة، وبعضهم يبشر به عن نية صالحة.
16- هؤلاء تدفعهم المحبة، عارفين ان الله اقامني للدفاع عن البشارة.
17- واولئك يدفعهم التحزب فلا يبشرون بالمسيح عن صدق، حاسبين انهم بذلك يزيدون متاعبي وانا في السجن.

18- ولكن ما همني، ما دام التبشير بالمسيح يتم في كل حال، سواء كان عن اخلاص او عن غير اخلاص. بل هذا يسرني، وخصوصا
19- لاني اعرف انه يعمل على خلاصي بفضل صلواتكم ومعونة روح يسوع المسيح.
20- فكل ما اتمناه وارجوه ان لا اخزى ابدا، بل اكون الآن وفي كل حين جريئا في العمل بكل كياني لمجد المسيح، سواء عشت او مت.
21- فالحياة عندي هي المسيح، والموت ربح.
22- اما اذا كنت بحياتي اقوم بعمل مثمر، فلا اعرف ما اختار
23- وانا في حيرة بين امرين: ارغب في ان اترك هذه الحياة لاكون مع المسيح، وهذا هو الافضل،
24- ولكن بقائي بينكم اشد ضرورة لكم.
25- ولي ثقة باني سابقى بينكم جميعا لاجل تقدمكم وفرحكم في الايمان،
26- فيزيدكم حضوري بينكم مرة ثانية فخرا بالمسيح يسوع.

27- فما يهم الآن هو ان تكون سيرتكم في الحياة لائقة ببشارة المسيح، لارى اذا جئتكم، او اسمع اذا كنت غائبا، انكم ثابتون بروح واحد وتجاهدون بقلب واحد في سبيل الايمان بالبشارة.
28- لا تخافوا خصومكم في شيء. فذلك برهان على هلاكهم وعلى خلاصكم وهذا من فضل الله،
29- لانه انعم عليكم ان تتالموا من اجل المسيح، لا ان تكتفوا بالايمان به،
30- مجاهدين الجهاد نفسه الذي رايتموني اجاهده، وتسمعون الآن اني لا ازال اجاهده.
 
66 50 رسالة فيليبي 002 الرب
1- فان كان من عزاء في المسيح، ومن هناء في المحبة، ومن مشاركة في الروح، ومن حنان ورافة،
2- فتمموا فرحي بان تكونوا على راي واحد ومحبة واحدة وقلب واحد وفكر واحد،
3- منزهين عن التحزب والتباهي، متواضعين في تفضيل الآخرين على انفسكم،
4- ناظرين لا الى منفعتكم، بل الى منفعة غيركم.
5- فكونوا على فكر المسيح يسوع:
6- هو في صورة الله، ما اعتبر مساواته لله غنيمة له،
7- بل اخلى ذاته واتخذ صورة العبد صار شبيها بالبشر وظهر في صورة الانسان
8- تواضع، اطاع حتى الموت، الموت على الصليب.
9- فرفعه الله اعطاه اسما فوق كل اسم
10- لتنحني لاسم يسوع كل ركبة في السماء وفي الارض وتحت الارض
11- ويشهد كل لسان ان يسوع المسيح هو الرب تمجيدا لله الآب.

12- فكما اطعتم كل حين، ايها الاحباء، اطيعوني الآن في غيابي اكثر مما اطعتموني في حضوري، واعملوا لخلاصكم بخوف ورعدة،
13- لان الله يعمل فيكم ليجعلكم راغبين وقادرين على ارضائه.

14- واعملوا كل شيء من غير تذمر ولا خصام،
15- حتى تكونوا انقياء لا لوم عليكم وابناء الله بلا عيب في جيل ضال فاسد، تضيئون فيه كالكواكب في الكون،
16- متمسكين بكلمة الحياة، فافتخر في يوم المسيح باني ما سعيت ولا تعبت عبثا.
17- فلو سفكت دمي قربانا على ذبيحة ايمانكم وخدمته، لفرحت وابتهجت معكم جميعا،
18- فافرحوا انتم ايضا وابتهجوا معي.

19- وارجو في الرب يسوع ان ارسل اليكم تيموثاوس في القريب العاجل حتى اعرف احوالكم فيطمئن قلبي.
20- فما لي احد مثله يهتم اهتماما صادقا بامركم،
21- فكلهم يعمل لنفسه لا ليسوع المسيح.
22- وانتم تعرفون خبرته وكيف خدم البشارة معي خدمة الابن مع ابيه.
23- فارجو ان ارسله اليكم عندما يتبين مصيري.
24- ولي ثقة بالرب ان اجيء اليكم انا ايضا بعد قليل.

25- ورايت من الضروري ان ارسل اليكم ابفروديتس، اخي ومعاوني ورفيقي في الجهاد، هذا الذي ارسلتموه الي ليقوم بحاجتي،
26- فهو مشتاق اليكم جميعا ومتضايق لانكم سمعتم بمرضه.
27- كان مريضا جدا حتى اشرف على الموت، ولكن الله تراف به وبي انا ايضا، لئلا ازداد حزنا على حزن.
28- هذا ما جعلني اعجل في ارساله اليكم حتى اذا رايتموه عاد الفرح اليكم وقل حزني
29- فاقبلوه في الرب بكل فرح واكرموا امثاله،
30- لانه اشرف على الموت في خدمة المسيح وخاطر بنفسه لـيكمل ما نقص من خدمتكم لي.
 
67 50 رسالة فيليبي 003 الرب
1- وبعد، يا اخوتي، فافرحوا في الرب. لا تزعجني الكتابة اليكم بالاشياء نفسها، ففي تكرارها سلامة لكم.
2- احترسوا من الكلاب، احترسوا من عمال السوء، احترسوا من اولئك الذين يشوهون الجسد،
3- فنحن اهل الختان الحقيقي لاننا نعبد الله بالروح ونفتخر بالمسيح يسوع ولا نعتمد على امور الجسد،
4- مع انه من حقي ان اعتمد عليها انا ايضا. فان ظن غيري ان من حقه ان يعتمد على امور الجسد، فانا احق منه
5- لاني مختون في اليوم الثامن لمولدي، وانا من بني اسرائيل، من عشيرة بنيامين، عبراني من العبرانيين. اما في الشريعة فانا فريسي،
6- وفي الغيرة فانا مضطهد الكنيسة، وفي التقوى حسب الشريعة فانا بلا لوم.
7- ولكن ما كان لي من ربح، حسبته خسارة من اجل المسيح،
8- بل احسب كل شيء خسارة من اجل الربح الاعظم، وهو معرفة المسيح يسوع ربي. من اجله خسرت كل شيء وحسبت كل شيء نفاية لاربح المسيح
9- واكون فيه، فلا اتبرر بالشريعة، بل بالايمان بالمسيح، وهو التبرير الذي يمنحه الله على اساس الايمان.
10- فاعرف المسيح واعرف القوة التي تجلت في قيامته واشاركه في آلامه واتشبه به في موته،
11- على رجاء قيامتي من بين الاموات.

12- ولا ادعي اني فزت بذلك او بلغت الكمال، بل اسعى لعلي افوز بما لاجله فاز بي المسيح يسوع.
13- ايها الاخوة، لا اعتبر اني فزت، ولكن يهمني امر واحد وهو ان انسى ما ورائي واجاهد الى الامام،
14- فاجري الى الهدف، للفوز بالجائزة التي هي دعوة الله السماوية في المسيح يسوع.

15- فعلينا جميعا، نحن السالكين في الكمال، ان نكون من هذا الراي. وان كان لكم راي آخر، فالله ينيره لكم.
16- اما الآن، فلنتمسك صادقين بما حصلنا عليه.

17- اقتدوا بي، ايها الاخوة، وانظروا الذين يسيرون على مثالنا.
18- قلت لكم مرارا، واقول الآن والدموع في عيني، ان هناك جماعة كثيرة تسلك في حياتها سلوك اعداء صليب المسيح.
19- هؤلاء عاقبتهم الهلاك، والههم بطنهم، ومجدهم عارهم، وهمهم امور الدنيا.
20- اما نحن، فوطننا في السماء ومنها ننتظر بشوق مجيء مخلصنا الرب يسوع المسيح.
21- فهو الذي يبدل جسدنا الوضيع، فيجعله على صورة جسده المجيد بما له من قدرة يخضع بها كل شيء.
 
68 50 رسالة فيليبي 004 الرب
1- اذا، ايها الاخوة الذين احبهم واشتاق اليهم وهم فرحي واكليلي، اثبتوا على هذا كله في الرب، يا احبائي.
2- اناشد افودية وسنتيخة ان تكونا على اتفاق في الرب.
3- وانت، ايها الرفيق الامين، اريدك ان تساعدهما لانهما جاهدتا معي في خدمة البشارة، هما واكليمندس وسائر معاوني الذين اسماؤهم في كتاب الحياة.

4- افرحوا دائما في الرب، واقول لكم ايضا: افرحوا.

5- ليشتهر صبركم عند جميع النـاس. مجيء الرب قريب.
6- لا تقلقوا ابدا، بل اطلبوا حاجتكم من الله بالصلاة والابتهال والحمد،
7- وسلام الله الذي يفوق كل ادراك يحفظ قلوبكم وعقولكم في المسيح يسوع.

8- وبعد، ايها الاخوة، فاهتموا بكل ما هو حق وشريف وعادل وطاهر، وبكل ما هو مستحب وحسن السمعة وما كان فضيلة واهلا للمديح،
9- واعملوا بما تعلمتموه مني واخذتموه عني وسمعتموه مني ورايتموه في، واله السلام يكون معكم.

10- فرحت في الرب كثيرا عندما رايت انكم عدتم اخيرا الى اظهار اهتمامكم بي. نعم، كان لكم هذا الاهتمام، ولكن الفرصة ما سنحت لكم.
11- ولا اقول هذا عن حاجة، لاني تعلمت ان اقنع بما انا عليه.
12- فانا اعرف ان اعيش في الضيقة، كما اعرف ان اعيش في السعة، وفي جميع الظروف اختبرت الشبع والجوع، والفرج والضيق،
13- وانا قادر على تحمل كل شيء بالذي يقويني.
14- ومع ذلك كان حسنا ان تشاركوني في محنتي.
15- وانتم تعرفون، يا اهل فيلبي، ان ما من كنيسة منذ بدء عملي التبشيري، عندما تركت مكدونـية، شاركتني في حساب الاخذ والعطاء الا انتم وحدكم.
16- ففي تسالونيكي نفسها ارسلتم الي مرة ومرتين بما احتجت اليه.
17- اقول هذا لا لاني ارغب في العطايا، ولكن لاني اريد ان ارى الربح يزداد بحسابكم.
18- فعندي الآن ما احتاج اليه، بل ما يزيد عن حاجتي. صرت بسعة حال بعدما حمل الي ابفروديتس كل عطاياكم، وهـي تقدمة لله طيبة الرائحة، وذبـيحة يقبلها ويرضى عنها.
19- والله يوفي حاجتكم كلها بما له من غنى عظيم في المسيح يسوع.
20- المجد لله ابينا الى ابد الدهور. آمين.

21- سلموا على جميع الاخوة القديسين في المسيح يسوع. يسلم عليكم الاخوة الذين هم معي.
22- يسلم عليكم جميع الاخوة القديسين هنا، وخصوصا الذين هم من حاشية القيصر.
23- ولتكن نعمة الرب يسوع المسيح مع روحكم.
 
69 51 رسالة كولونسي 002 الرب
1- واحب ان تعرفوا كم انا اجاهد من اجلكم ومن اجل الذين هم في لاودكية ومن اجل سائر الذين ما راوا وجهي،
2- لتتقوى قلوبهم وتشتد روابط المحبة بينهم، فيكون لهم كل الغنى الناتج عن الفهم التام الذي به يدركون سر الله، اي المسيح،
3- فهو الذي تكمن فيه جميع كنوز الحكمة والمعرفة.

4- اقول هذا لئلا يخدعكم احد بالكلام المعسول.
5- فمع اني غائب عنكم بجسدي، فانا معكم بالروح، افرح بما ارى فيكم من نظام وثبات في الايمان بالمسيح.

6- فاسلكوا في الرب يسوع المسيح كما قبلتموه،
7- متاصلين راسخين فيه، ثابتين في الايمان الذي تعلمتموه، شاكرين كل الشكر.

8- وانتبهوا لئلا يسلب احد عقولكم بالكلام الفلسفي والغرور الباطل القائم على تقاليد البشر وقوى الكون الاولية، لا على المسيح.
9- ففي المسيح يحل ملء الالوهية كله حلولا جسديا،
10- وفيه تبلغون الكمال. هو راس كل رئاسة روحانية وسلطة.

11- وفي المسيح كان ختانكم ختانا، لا بالايدي، بل بنزع جسم الخطايا البشري، وهذا هو ختان المسيح.

12- انتم عندما تعمدتم في المسيح دفنتم معه وقمتم معه ايضا، لانكم آمنتم بقدرة الله الذي اقامه من بين الاموات.
13- كنتم امواتا بخطاياكم وبكونكم غير مختونين في الجسد، فاحياكم الله مع المسيح وصفح لنا عن جميع خطايانا.
14- ومحا الصك الذي علينا للفرائض وكان في غير صالحنا، وازاله مسمرا اياه على الصليب،
15- وخلع اصحاب الرئاسة والسلطة وجعلهم عبرة، وقادهم اسرى في موكبه الظافر.

16- لا يحكم عليكم احد في الماكول والمشروب او في الاعياد والاهلة والسبوت،
17- فما هذه كلها الا ظل الامور المستقبلة، اما الحقيقة فهي في المسيح.
18- ولا يسلبكم احد جزاءكم بما يدعو اليه من التواضع وعبادة الملائكة وما يرى من رؤى، منتفخا من الكبرياء بتفكيره البشري الباطل،
19- غير متمسك بالراس ، وهو الذي منه يتقوى الجسد كله ويتماسك بالاوصال والمفاصل لينمو كما يريد الله.

20- فان كنتم متم مع المسيح وتخلصتم من قوى الكون الاولية، فكيف تعيشون كانكم تنتمون الى هذا العالم؟ لماذا تخضعون لمثل هذه الفرائض: »
21- لا تلمس، لا تذق هذا، لا تمسك ذاك«،

22- وهي كلها اشياء تزول بالاستعمال؟ نعم، هي احكام وتعاليم بشرية،
23- لها ظواهر الحكمة لما فيها من عبادة خاصة وتواضع وقهر للجسد، ولكن لا قيمة لها في ضبط اهواء الجسد.
 
70 51 رسالة كولونسي 003 الرب
1- وان كنتم قمتم مع المسيح، فاسعوا الى الامور التي في السماء حيث المسيح جالس عن يمين الله.
2- اهتموا بالامور التي في السماء، لا بالامور التي في الارض،
3- لانكم متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله.
4- فمتى ظهر المسيح الذي هو حياتكم، تظهرون انتم ايضا معه في مجده.

5- اميتوا، اذا، ما هو ارضي فيكم كالزنى والفسق والهوى والشهوة الرديئة والفجور، فهو عبادة الاوثان،
6- وتلك امور تجلب غضب الله على ابناء المعصية.
7- كذلك كانت حالكم فيما مضى حين كنتم تعيشون فيها.

8- اما الآن فتخلصوا من كل ما فيه غضب ونقمة وخبث وشتيمة. لا تتلفظوا بالكلام البذيء،
9- ولا يكذب بعضكم على بعض، لانكم خلعتم الانسان القديم وكل اعماله،
10- ولبستم الانسان الجديد الذي يتجدد في المعرفة على صورة خالقه.
11- فلا يبقى هناك يهودي او غير يهودي، ولا مختون او غير مختون، ولا اعجمي او بربري، ولا عبد او حر، بل المسيح الذي هو كل شيء وفي كل شيء.

12- وانتم الذين اختارهم الله فقدسهم واحبهم، البسوا عواطف الحنان والرافة والتواضع والوداعة والصبر.
13- احتملوا بعضكم بعضا، وليسامح بعضكم بعضا اذا كانت لاحد شكوى من الآخر. فكما سامحكم الرب، سامحوا انتم ايضا.
14- والبسوا فوق هذا كله المحبة، فهي رباط الكمال.
15- وليملك في قلوبكم سلام المسيح، فاليه دعاكم الله لتصيروا جسدا واحدا. كونوا شاكرين.

16- لتحل في قلوبكم كلمة المسيح بكل غناها لتعلموا وتنبهوا بعضكم بعضا بكل حكمة. رتلوا المزامير والتسابيح والاناشيد الروحية شاكرين الله من اعماق قلوبكم.

17- ومهما يكن لكم من قول او فعل، فليكن باسم الرب يسوع، حامدين به الله الآب.

18- ايتها النساء اخضعن لازواجكن كما يليق في الرب.
19- ايها الرجال، احبوا نساءكم ولا تكونوا قساة عليهن.
20- ايها البنون، اطيعوا والديكم في كل شيء لان هذا يرضي الرب.
21- ايها الآباء، لا تغيظوا ابناءكم لئلا يياسوا.

22- ايها العبيد، اطيعوا في كل شيء سادتكم في هذه الدنيا، لا بخدمة العين كمن يرضي الناس، بل بنقاوة القلب ومخافة الرب.
23- ومهما تعملوا فاعملوه من كل قلوبكم كانه للرب لا للناس،
24- عالمين ان الرب سيكافئكم بميراثه، فانتم تخدمون الرب المسيح.
25- اما الذي يعمل الشر فسينال جزاء عمله، ولا محاباة.
 
71 51 رسالة كولونسي 004 الرب
10- يسلم عليكم ارسترخس رفيقي في السجن، ومرقس ابن عم برنابا، وهو الذي طلبت منكم ان ترحبوا به اذا جاء اليكم،
1- ايها السادة عاملوا عبيدكم بالعدل والمساواة عالمين ان لكم انتم ايضا سيدا في السماء.
2- واظبوا على الصلاة متنبهين ان تكونوا فيها من الشاكرين.
3- وادعوا لنا ايضا ليفتح الله لنا باب الكلام حتى نبشر بسر المسيح. فمن اجله انا في السجن،
4- لاعلنه كما يجب علي ان اتكلم.

5- كونوا حكماء في معاملة الذين في خارج الكنيسة، مغتنمين الفرصة السانحة.
6- ليكن كلامكم دائما لطيفا مليحا، فتعرفوا كيف يجب ان تجيبوا كل انسان.
7- سيخبركم عن احوالي كلها تيخيكس، اخي الحبيب ومعاوني الامين ورفيقي في خدمة الرب.
8- ارسلته اليكم خصوصا ليطلعكم على احوالنا ويعزي قلوبكم،
9- وارسلت معه اونسيمس، اخانا الامين الحبيب، وهو واحد منكم. فهما يخبرانكم بكل ما يجري عندنا.

11- ويشوع المدعو يسطس، فهم وحدهم من اليهود الذين عملوا معي في سبيل ملكوت الله، فكانوا عونا لي.

12- يسلم عليكم ابفراس، وهو ايضا واحد منكم وعبد للمسيح يسوع، يجاهد دائما عنكم في صلواته لتثبتوا في الكمال وتتمموا كل ما يريده الله.
13- وانا اشهد له بانه يتعب كثيرا في العمل. لاجلكم ولاجل الذين في لاودكية وهيرابوليس.
14- ويسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب وديماس.

15- سلموا على الاخوة الذين في لاودكية وعلى نمفا والكنيسة التي تجتمع في بيتها.
16- وبعد قراءة هذه الرسالة عندكم، ارسلوها الى كنيسة لاودكية لتقراها، واطلبوا رسالتي الى لاودكية لتقراوها انتم ايضا.
17- قولوا لارخبس: «احرص على ان تتمم الخدمة التي قبلتها في الرب«.

18- هذا السلام بخط يدي انا بولس. اذكروا قيودي. ولتكن نعمة الله معكم.
 
72 52  رسالة تسالونيكس الاولى 001 الرب
1- من بولس وسلوانس وتيموثاوس الى كنيسة تسالونيكي التي في الله الآب وفي الرب يسوع المسيح. عليكم النعمة والسلام.
ايمان كنيسة تسالونيكي
2- نشكر الله كل حين من اجلكم جميعا ونذكركم دائما في صلواتنا،
3- نذكر امام الهنا وابينا ما انتم عليه بربنا يسوع المسيح من نشاط في الايمان وجهاد في المحبة وثبات في الرجاء.

4- نعرف، ايها الاخوة، احباء الله، ان الله اختاركم،
5- لان البشارة حملناها اليكم، لا بالكلام وحده، بل بقوة الله، والروح القدس واليقين التام. فانتم تعرفون كيف كنا  بينكم لاجل خيركم،
6- كيف اقتديتم بنا وبالرب فعانيتم كثيرا، الا انكم قبلتم كلام الله بفرح من الروح القدس،
7- فصرتم مثالا لجميع المؤمنين في مكدونية وآخائية،
8- لان كلام الرب انتشر من عندكم، لا الى مكدونية وبلاد آخائية وحدهما، بل ذاع خبر ايمانكم بالله في كل مكان وما بقي من حاجة بنا الى الكلام عليه.
9- فهم يخبرون كيف قبلتمونا حين جئنا اليكم، وكيف اهتديتم الى الله وتركتم الاوثان لتعبدوا الله الحي الحق،
10- منتظرين مجيء ابنه من السماوات، وهو الذي اقامه الله من بين الاموات، يسوع الذي ينجينا من غضب الله الآتي.
 
73 52  رسالة تسالونيكس الاولى 002 الرب
1- وتعرفون، ايها الاخوة، ان مجيئنا اليكم ما كان باطلا،
2- فمع كل ما لقيناه في فيلبي من العذاب والاهانة كما تعرفون، كانت لنا الجراة من الهنا ان نكلمكم ببشارة الله في وجه معارضة شديدة.
3- فنحن لا نعظ عن ضلال ولا دنس ولا خداع،
4- بل نتكلم كلام من امتحنهم الله فائتمنهم على البشارة، لا لنرضي الناس، بل لنرضي الله الذي يختبر قلوبنا.
5- فما تملقنا لكم بكلمة، كما تعرفون، ولا اضمرنا طمعا، يشهد الله،
6- ولا طلبنا المجد من الناس، لا منكم ولا من غيركم،
7- مع انه كان لنا حق عليكم لاننا رسل المسيح. ولكننا حنونا عليكم حنو الام على اولادها،
8- حتى اننا تمنينا لو نشارككم في حياتنا، لا في بشارة الله وحدها، لانكم صرتم احباء الينا.
9- فانتم تذكرون، ايها الاخوة، جهدنا وتعبنا، فكنا نبشركم بشارة الله ونحن نعمل في الليل والنهار لئلا نثقل على احد منكم.
10- وانتم شهود والله شاهد ايضا كيف عاملناكم، انتم المؤمنين، معاملة نزيهة عادلة لا لوم فيها.
11- كنا لكم كالاب لاولاده كما تعرفون،
12- فوعظناكم وشجعناكم وناشدناكم جميعا ان تعيشوا عيشة تحق لله الذي يدعوكم الى ملكوته

13- ثم اننا نحمد الله بغير انقطاع لانكم، لما تلقيتم من كلام الله ما سمعتموه منا، قبلتموه لا على انه كلام بشر، بل على انه بالحقيقة كلام الله يعمل فيكم انتم المؤمنين.
14- فصرتم، ايها الاخوة، على مثال كنائس الله في المسيح يسوع، تلك الكنائس التي باليهودية، لانه اصابكم من ابناء امتكم ما اصابهم من آلام على ايدي اليهود
15- الذين قتلوا الرب يسوع والانبياء واضطهدونا، والذين لا يرضون الله ويعادون جميع الناس،
16- فيمنعونا من تبشير سائر الامم بما فيه خلاصهم. فهم في كل مرة يجاوزون الحد بخطاياهم، فينزل عليهم في النهاية غضب الله.

17- اما نحن، ايها الاخوة، فابتعادنا عنكم مدة من الزمن، بالوجه لا بالقلب، زادنا شوقا اليكم ورغبة في ان نشاهد وجهكم.
18- لذلك اردنا ان نجيء اليكم، وخصوصا انا بولس، مرة ومرتين فعاقنا الشيطان.
19- فمن سيكون رجاءنا وفرحنا واكليل افتخارنا امام ربنا يسوع المسيح يوم مجيئه؟ اما هو انتم؟
20- نعم، انتم مجدنا وفرحنا.
 
74 52  رسالة تسالونيكس الاولى 003 الرب
1- ولما فرغ صبرنا، راينا من الافضل ان نبقى وحدنا في اثينة،
2- فارسلنا تيموثاوس اخانا والعامل مع الله في بشارة المسيح ليشجعكم ويقوي ايمانكم،
3- لئلا يتزعزع احد منكم في هذه الشدائد، فانتم تعرفون ان هذا نصيبنا.
4- ولما كنا عندكم، قلنا لكم اننا سنعاني الشدائد، وذلك ما حدث كما تعرفون.
5- ولهذا ارسلت حين فرغ صبري من يستخبر عن ايمانكم خوفا من ان يكون المجرب جربكم فيصير تعبنا باطلا.

6- والآن رجع الينا تيموثاوس من عندكم وبشرنا بما انتم عليه من ايمان ومحبة وقال لنا انكم تذكروننا بالخير دائما وتشتاقون الى رؤيتنا كما نشتاق الى رؤيتكم،
7- فشدد ايمانكم هذا عزائمنا في كل ما نعانيه، ايها الاخوة، من الضيق والشدة،
8- بل نحن الآن نحيا ما دمتم ثابتين في الرب.
9- فاي شكر نقدر ان نؤديه الى الله من اجلكم على كل هذا الفرح الذي نشعر به امام الهنا بفضلكم؟
10- وكم نسال الله ليلا ونهارا ان نرى وجهكم ونكمل ما نقص من ايمانكم.

11- نرجو ان يمهد الله ابونا وربنا يسوع طريق المجيء اليكم،
12- وان يزيد الرب محبة بعضكم لبعض ولجميع الناس على قدر محبتنا لكم،
13- وان يقوي قلوبكم فتكونوا بقداسة لا لوم فيها، امام الهنا وابينا، يوم مجيء ربنا يسوع مع جميع قديسيه. آمين.
 
75 52  رسالة تسالونيكس الاولى 004 الرب
1- وبعد، فنناشدكم، ايها الاخوة، ونطلب اليكم في الرب يسوع ان يزداد تقدمكم في السيرة التي تسيرونها اليوم كما تعلمتموها منا لارضاء الله.
2- فانتم تعرفون الوصايا التي اوصيناكم بها من الرب يسوع.
3- وهل مشيئة الله الا ان تكونوا قديسين، فتمتنعوا عن الزنى،
4- ويعرف كل واحد منكم كيف يصون جسده في القداسة والكرامة،
5- فلا تستولي عليه الشهوة كالوثنيين الذين لا يعرفون الله،
6- ولا يتعدى على اخيه او يسيء اليه في هذا الامر. فالرب هو الذي ينتقم في هذه الاشياء كلها، كما قلنا لكم من قبل وشهدنا به،
7- لان الله دعانا لا الى النجاسة، بل الى القداسة.
8- فمن رفض هذا التعليم لا يرفض انسانا، بل الله الذي يمنحكم روحه القدوس.

9- ولا حاجة بكم الى ان نكتب اليكم عن المحبة الاخوية، لانكم تعلمتم من الله ان يحب بعضكم بعضا.
10- فانتم هكذا تعاملون جميع الاخوة في مكدونية كلها. ولكننا نناشدكم، ايها الاخوة، ان يزيد جهدكم في هذا الامر،
11- وان تحرصوا على العيش عيشة وتنشغلوا بما يعنيكم وتكسبوا رزقكم بعرق جبينكم كما اوصيناكم.
12- فتكون سيرتكم حسنة عند الذين في خارج الكنيسة ولا تكون بكم حاجة الى احد.

13- ولا نريد، ايها الاخوة، ان تجهلوا مصير الراقدين لئلا تحزنوا كسائر الذين لا رجاء لهم.
14- فان كنا نؤمن بان يسوع مات ثم قام، فكذلك نؤمن بان الذين رقدوا في يسوع، سينقلهم الله اليه مع يسوع.

15- ونقول لكم ما قاله الرب، وهو اننا نحن الاحياء الباقين الى مجيء الرب لن نتقدم الذين رقدوا،
16- لان الرب نفسه سينزل من السماء عند الهتاف ونداء رئيس الملائكة وصوت بوق الله، فيقوم اولا الذين ماتوا في المسيح،
17- ثم نخطف معهم في السحاب، نحن الاحياء الباقين، لملاقاة الرب في الفضاء، فنكون كل حين مع الرب.
18- فليشجع بعضكم بعضا بهذا الكلام.
 
76 52  رسالة تسالونيكس الاولى 005 الرب
1- اما الازمنة والاوقات فلا حاجة بكم، ايها الاخوة، ان يكتب اليكم فيها،
2- لانكم تعرفون جيدا ان يوم الرب يجيء كاللص في الليل.
3- فحين يقول الناس: سلام وامان، يفاجئهم الهلاك بغتة كما يفاجئ الحبلى الم الولادة، فلا يقدرون على النجاة.
4- اما انتم، ايها الاخوة، فلا تعيشون في الظلام حتى يفاجئكم ذلك اليوم مفاجاة اللص،
5- لانكم جميعا ابناء النور وابناء النهار. فما نحن من الليل ولا من الظلام.
6- فلا ننم كسائر الناس، بل علينا ان نسهر ونصحو.
7- فانما في الليل ينام النائمون، وفي الليل يسكر السكارى.
8- اما نحن ابناء النهار فلنكن صاحين، لابسين درع الايمان والمحبة وخوذة رجاء الخلاص،
9- لان الله جعلنا لا لغضبه، بل للخلاص بربنا يسوع المسيح.
10- الذي مات من اجلنا لنحيا كلنا معه، سواء كنا في يقظة الحياة او في رقدة الموت.
11- فساعدوا وشجعوا بعضكم بعضا مثلما تفعلون الآن.

12- ونطلب اليكم، ايها الاخوة، ان تكرموا الذين يتعبون بينكم ويرعونكم في الرب ويرشدونكم،
13- وان تعاملوهم بمنتهى الاحترام والمحبة من اجل عملهم. عيشوا بسلام فيما بينكم.

14- ونناشدكم، ايها الاخوة، ان ترشدوا الكسالى وتشجعوا الخائفين وتساعدوا الضعفاء وتصبروا على جميع الناس.
15- انتبهوا ان لا يجازي احد شرا بشر، بل اعملوا الخير دائما، بعضكم لبعض ولجميع الناس.

16- افرحوا دائما،
17- واظبوا على الصلاة،
18- احمدوا الله على كل حال، فهذه مشيئة الله لكم في المسيح يسوع.

19- لا تعيقوا عمل الروح،
20- لا تستهينوا بالنبوات،
21- بل امتحنوا كل شيء وتمسكوا بالحسن،
22- وتجنبوا كل شر.

23- واله السلام نفسه يقدسكم في كل شيء ويحفظكم منزهين عن اللوم، سالمين روحا ونفسا وجسدا، عند مجيء ربنا يسوع المسيح.
24- فالذي دعاكم امين يفي بوعده.

25- صلوا لاجلنا، ايها الاخوة.
26- سلموا على جميع الاخوة بقبلة مقدسة.
27- اناشدكم بالرب ان تقراوا هذه الرسالة على جميع الاخوة.

28- لتكن نعمة ربنا يسوع المسيح معكم.
 
77 53 رسالة تسالونيكس الثانية 001 الرب
1- تحية
من بولس وسلوانس وتيموثاوس الى كنيسة تسالونيكي التي في الله ابينا والرب يسوع المسيح.

2- عليكم النعمة والسلام من الله ابينا ومن الرب يسوع المسيح.

3- يجب ان نحمد الله كل حين لاجلكم، ايها الاخوة. وهذا حق لان ايمانكم ينمو كثيرا ومحبة بعضكم لبعض تزداد بينكم جميعا،
4- حتى اننا نفتخر بكم في كنائس الله لما انتم عليه من الصبر والايمان في كل ما تحتملونه من الاضطهاد والشدائد.
5- وفي ذلك دليل على حكم الله العادل ان تكونوا اهلا لملكوت الله الذي في سبيله تتالمون.
6- فمن العدل عند الله ان يجازي بالضيق الذين يضايقونكم،
7- وان يجازيكم معنا بالراحة على ما تحتملون الآن من الضيق، عند ظهور الرب يسوع من السماء مع ملائكة جبروته.
8- في نار ملتهبة لينتقم من الذين لا يعرفون الله ومن الذين لا يطيعون بشارة ربنا يسوع.
9- فيكون عقابهم الهلاك الابدي، بعيدا عن وجه الرب وقدرته المجيدة،
10- عندما يجيء في ذلك اليوم ليتمجد في قديسيه ويعجب منه جميع المؤمنين به، وانتم ايضا، لانكم صدقتم شهادتنا.

11- لذلك نصلي كل حين لاجلكم، سائلين الهنا ان يجعلكم اهلا لدعوته وان يتمم بقدرته جميع رغباتكم الصالحة ونشاطكم في الايمان،
12- ليتمجد فيكم اسم ربنا يسوع وتتمجدون انتم فيه بفضل نعمة الهنا والرب يسوع المسيح.
 
78 53 رسالة تسالونيكس الثانية 002 الرب
1- اما مجيء ربنا يسوع المسيح واجتماعنا اليه، فنطلب اليكم ايها الاخوة
2- ان لا تتزعزعوا سريعا في افكاركم ولا ترتعبوا من نبوءة او قول او رسالة كانها منا تقول ان يوم الرب جاء.
3- لا يخدعكم احد بشكل من الاشكال، فيوم الرب لا يجيء الا بعد ان يسود الكفر ويظهر رجل المعصية، ابن الهلاك،
4- والعدو الذي يرفع نفسه فوق كل ما يدعوه الناس الها او معبودا، فيجلس في هيكل الله ويحاول ان يثبت انه اله.

5- اما تذكرون اني وانا بعد عندكم كنت اقول لكم ذلك مرارا؟
6- وانتم الآن تعرفون العائق الذي يمنعه عن الظهور الا في حينه.
7- فسر المعصية يعمل الآن عمله، ويكفي ان ينزاح العائق
8- حتى ينكشف رجل المعصية فيقضي عليه الرب يسوع بنفس من فمه ويبيده بضياء مجيئه.
9- ويكون مجيء رجل المعصية بقدرة الشيطان على جميع المعجزات والآيات والعجائب الكاذبة،
10- وعلى جميع ما يغري بالشر اولئك الذين مصيرهم الى الهلاك، لانهم رفضوا محبة الحق الذي يمنحهم الخلاص.
11- لذلك يرسل الله اليهم قوة الضلال حتى يصدقوا الكذب،
12- فيدين جميع الذين رفضوا ان يؤمنوا بالحق ورغبوا في الباطل.

13- اما نحن فعلينا ان نحمد الله كل حين لاجلكم ايها الاخوة، يا احباء الرب، لان الله اختاركم منذ البدء ليخلصكم بالقداسة التي يمنحها الروح وبالايمان بالحق.
14- الى هذا دعاكم الله بالبشارة التي حملناها اليكم لتنالوا مجد ربنا يسوع المسيح.
15- لذلك اثبتوا، ايها الاخوة، وحافظوا على التعاليم التي اخذتموها عنا، سواء كان مشافهة او بالكتابة اليكم.

16- وربنا يسوع المسيح نفسه والله الآب الذي احبنا وانعم علينا بعزاء ابدي ورجاء حسن،
17- يقوي قلوبكم ويثبتها في كل خير تعملونه او تقولونه.
 
79 53 رسالة تسالونيكس الثانية 003 الرب
1- وبعد، ايها الاخوة، صلوا لاجلنا حتى ينتشر كلام الرب بسرعة ويتمجد مثلما يتمجد عندكم.
2- وصلوا ايضا حتى ينجينا الله من الضالين الاشرار، فما جميع الناس من المؤمنين.

3- لكن الرب امين، وهو سيقويكم ويحفظكم من الشرير.
4- ولنا كل الثقة في الرب انكم تعملون ما اوصيناكم به وتتابعون عمله.
5- هدى الرب قلوبكم الى ما في الله من محبة وما في المسيح من ثبات.

6- ونوصيكم، ايها الاخوة، باسم الرب يسوع المسيح ان تتجنبوا كل اخ بطال يخالف التعاليم التي اخذتموها عنا.
7- فانتم تعرفون كيف يجب ان تقتدوا بنا. فما كنا بطالين حين اقمنا بينكم،
8- ولا اكلنا الخبز من احد مجانا، بل عملنا ليلا ونهارا بتعب وكد حتى لا نثقل على احد منكم،
9- لا لانه لا حق لنا في ذلك، بل لنكون لكم قدوة تقتدون بها.
10- ولما كنا عندكم اعطيناكم هذه الوصية: «من لا يريد ان يعمل، لا يحق له ان ياكل«.

11- نقول هذا لاننا سمعنا ان بينكم بطالين ولا شغل لهم سوى التشاغل بما لا نفع فيه.
12- فهؤلاء نوصيهم ونناشدهم في الرب يسوع ان يشتغلوا بهدوء وياكلوا من خبزهم.

13- اما انتم، ايها الاخوة، فلا تملوا من عمل الخير.
14- واذا كان بينكم من لا يطيع كلامنا في هذه الرسالة، فلاحظوه وتجنبوه ليخجل.
15- ولا تعاملوه كعدو، ل انصحوه كاخ.

16- ورب السلام نفسه يمنحكم السلام في كل وقت وفي كل حال. ليكن الرب معكم جميعا.

17- هذا السلام بخط يدي انا بولس. هذه هي علامتي في جميع رسائلي، وهذه هي كتابتي.

18- لتكن نعمة ربنا يسوع المسيح معكم اجمعين.
 
80 54 رسالة تيموتاوس الاولى 006 الرب
1- على جميع الذين تحت نير العبودية ان يحسبوا سادتهم اهلا لكل احترام، لئلا يجدف احد على اسم الله وعلى التعاليم.
2- واذا كان سادتهم من المؤمنين، فلا يستخفوا بهم لانهم اخوة، بل عليهم ان يزيدوهم خدمة لان الذين يستفيدون من خدمتهم هم مؤمنون واحباء.
علم هذا وعظ به،
3- فان علم احد غير ذلك وخالف الاقوال الصحيحة، اقوال ربنا يسوع المسيح، والتعليم الموافق للتقوى،
4- فهو رجل اعمته الكبرياء ولا يفهم شيئا، به هوس بالمناقشات والمماحكات التي يصدر عنها الحسد والشقاق والشتائم والظنون السيئة
5- والمنازعات بين قوم فسدت عقولهم واضاعوا الحق وحسبوا التقوى سبيلا الى الربح.
6- نعم، في التقوى ربح عظيم اذا اقترنت بالقناعة،
7- فما جئنا العالم ومعنا شيء، ولا نقدر ان نخرج منه ومعنا شيء.
8- يكفينا القوت والكسوة.
9- اما الذين يطلبون الغنى فيقعون في التجربة والفخ وفي كثير من الشهوات العمياء المضرة التي تغرق الناس في الدمار والهلاك.
10- فحب المال اصل كل شر، وبعض الناس استسلموا اليه فضلوا عن الايمان واصابوا انفسهم باوجاع كثيرة.

11- اما انت يا رجل الله، فتجنب هذا كله. واطلب البر والتقوى والايمان والمحبة والصبر والوداعة.
12- وجاهد في الايمان جهادا حسنا وفز بالحياة الابدية التي دعاك الله اليها وشهدت لها شهادة حسنة بحضور شهود كثيرين.
13- واوصيك امام الله الذي يحيي كل شيء وامام المسيح يسوع الذي شهد احسن شهادة لدى بيلاطس البنطي،
14- ان تحفظ الوصية منزها عن العيب واللوم الى يوم ظهور ربنا يسوع المسيح.
15- فسيظهر في حينه. »ذلك السيد المبارك وحده، ملك الملوك ورب الارباب،
16- له وحده الخلود، مسكنه نور لا يقترب منه، ما رآه انسان ولن يراه، له الاكرام والعزة الابدية. آمين«.

17- وعليك ان توصي اغنياء هذه الدنيا بان لا يتكـبروا ولا يتكلوا على الغنى الزائل، بل على الله الذي يفيض علينا بكل ما ننعم به،
18- وان يعملوا الخير ويكونوا اغنياء بالاعمال الصالحة، وان يحسنوا بسخاء ويشاركوا غيرهم في خيراتهم.
19- وهكذا يخزنون لانفسهم كنزا يكون اساسا جيدا للمستقبل، فينالون الحياة الحقيقية.

20- يا تيموثاوس، احفظ الوديعة وتجنب الكلام الفارغ والجدل الباطل الذي يحسبه الناس معرفة،
21- وحين اتخذه بعضهم زاغوا عن الايمان.

 
81 55 رسالة تيموتاوس الثانية 001 الرب
1- من بولس رسول المسيح يسوع بمشيئة الله، حسب الوعد بالحياة التي هي في المسيح يسوع،
2- الى ابني الحبيب تيموثاوس: عليك النعمة والرحمة والسلام من الله الآب ومن المسيح يسوع ربنا.

3- احمد الله الذي اعبده بضمير طاهر كما عبده اجدادي، وانا اذكرك ليلا ونهارا في صلواتي.
4- اتذكر دموعك فيشتد شوقي الى رؤيتك لامتلئ فرحا.
5- واتذكر ايمانك الصادق الذي كان يسكن قلب جدتك لوئيس وقلب امك افنيكة، وانا واثق انه يسكن قلبك ايضا.
6- لذلك انبهك ان تضرم الهبة التي جعلها الله لك بوضع يدي.
7- فما اعطانا الله روح الخوف، بل روح القوة والمحبة والفطنة.

8- فلا تخجل بالشهادة لربنا وبي انا سجينه، واشترك في الآلام من اجل البشارة متكلا على قدرة الله
9- الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة، لا بفضل اعمالنا، بل وفقا لتدبيره ونعمته التي وهبها لنا في المسيح يسوع منذ الازل،
10- وكشفها لنا الآن بظهور مخلصنا المسيح يسوع الذي قضى على الموت وانار الحياة والخلود بالبشارة
11- التي اقمت لها مبشرا ورسولا ومعلما،
12- فاحتمل المشقات ولا اخجل، لاني اعرف على من اتكلت واثق بانه قادر على ان يحفظ ما ائتمنني عليه الى ذلك اليوم.
13- فاعمل بالاقوال الصحيحة التي سمعتها مني، واثبت في الايمان والمحبة التي في المسيح يسوع.
14- احفظ الوديعة الصالحة بعون الروح القدس الذي يسكن فينا.

16- رحم الله بيت اونيسفورس لانه شجعني كثيرا وما خجل لقيودي،
17- بل اخذ يبحث عني عند وصوله الى رومة حتى وجدني.
18- انعم الرب عليه بان ينال الرحمة من الرب يوم مجيئه! وانت تعرف جيدا كم خدمني وانا في افسس.
51- انت تعرف ان جميع الذين في آسية تخلوا عني، ومنهم فيجلس وهرموجينيس.
 
82 55 رسالة تيموتاوس الثانية 002 الرب
1- وانت يا ابني، كن قويا بالنعمة التي في المسيح يسوع،
2- وسلم ما سمعته مني بحضور كثير من الشهود وديعة الى اناس امناء يكونون اهلا لان يعلموا غيرهم.

3- شارك في احتمال الآلام كجندي صالح للمسيح يسوع.
4- فالجندي لا يشغل نفسه بامور الدنيا اذا اراد ان يرضي قائده.
5- والمصارع لا يفوز باكليل النصر الا اذا صارع حسب الاصول.
6- والزارع الذي يتعب يجب ان يكون اول من ينال حصته من الغلة.
7- افهم ما اقوله لك، والرب يجعلك قادرا على فهم كل شيء.
8- واذكر يسوع المسيح الذي قام من بين الاموات وكان من نسل داود، وهي البشارة التي اعلنها
9- واقاسي في سبيلها الآلام حتى حملت القيود كالمجرم. ولكن كلام الله غير مقيد.
10- ولذلك احتمل كل شيء في سبيل المختارين، حتى يحصلوا هم ايضا على الخلاص الذي في المسيح يسوع مع المجد الابدي.
11- صدق القول اننا: اذا متنا معه عشنا معه
12- واذا صبرنا ملكنا معه واذا انكرناه انكرنا هو ايضا
13- واذا كنا خائنين بقي هو امينا لانه لا يمكن ان ينكر نفسه«.

14- ذكرهم بذلك وناشدهم امام الله ان لا يدخلوا في المجادلات العقيمة، لانها لا تصلح الا لخراب الذين يسمعونها.
15- واجتهد ان تكون رجلا مقبولا عند الله وعاملا لا يخجل في عمله ومستقيما في تعليم كلمة الحق.
16- وتجنب الجدل السخيف الفارغ، فهو يزيد اصحابه كفرا،
17- وكلامهم يرعى كالآكلة. ومن هؤلاء هيمينايس وفيليتس،
18- اللذان زاغا عن الحق حين زعما ان القـيامة تمت، فهدما ايمان بعض الناس.
19- ولكن الاساس المتين الذي وضعه الله يبقى ثابتا ومختوما بالقول «ان الرب يعرف خاصته« و»من يذكر اسم الرب يجب ان يتجنب الشر«.

20- وفي البيت الكبير تكون الآنية من ذهب وفضة، كما تكون ايضا من خشب وخزف، بعضها لاستعمال شريف وبعضها لاستعمال دنيء.
21- فاذا طهر احد نفسه من كل هذه الشرور، صار اناء شريفا مقدسا نافعا لربه، اهلا لكل عمل صالح.

22- تجنب اهواء الشباب واطلب البر والايمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب بقلوب طاهرة.
23- وابتعد عن المماحكات الغبية الحمقاء، لانها تثير المشاجرات كما تعرف.
24- فعلى خادم الرب ان لا يكون مشاجرا، بل رفيقا بجميع الناس، اهلا للتعليم صبورا،
25- وديعا في تاديب المخالفين، لعل الله يهديهم الى التوبة ومعرفة الحق،
26- فيعودوا الى وعيهم اذا ما افلتوا من فخ ابليس الذي اطبق عليهم وجعلهم يطيعون مشيئته.
 
83 55 رسالة تيموتاوس الثانية 003 الرب
1- واعلم ان ازمنة صعبة ستجيء في الايام الاخيرة،
2- يكون الناس فيها انانيين جشعين متعجرفين متكبرين شتامين، لا يطيعون والديهم، ناكري الجميل فاسقين،
3- لا رافة لهم ولا عهد، نمامين متهورين شرسين اعداء الخير،
4- خائنين وقحين، اعمتهم الكبرياء، يفضلون الملذات على الله،
5- متمسكين بقشور التقوى رافضين جوهرها. فابتعد عن هؤلاء الناس.
6- ومنهم من يتسللون الى البيوت ويغوون نساء ضعيفات مثقلات بالخطايا، منقادات لكل انواع الشهوات،
7- يتعلمن دائما ولا يمكنهن معرفة الحق ابدا.
8- وكما ان ينيس ويمبريس قاوما موسى، كذلك هؤلاء ايضا يقاومون الحق. هم اناس عقولهم فاسدة لا يصلحون للايمان،
9- ولكنهم لن يتوصلوا الى شيء لان حماقتهم ستنكشف لجميع الناس كما انكشفت حماقة ينيس ويمبريس.

10- اما انت فتبعتني في تعليمي وسيرتي ومقاصدي وايماني وصبري ومحبتي وثباتي
11- واحتمالي الاضطهاد والعذاب وما اصابني في انطاكية وايقونية ولسترة. وكم من اضطهاد عانيت وانقذني الرب منها كلها.
12- فكل من اراد ان يحيا في المسيح يسوع حياة التقوى اصابه الاضطهاد.
13- اما الاشرار والدجالون فيزدادون شرا وهم خادعون مخدوعون.
14- فاثبت انت على ما تعلمته علم اليقين عارفا عمن اخذته.
15- فانت منذ طفولتك عرفت الكتب المقدسة القادرة على ان تزودك بالحكمة التي تهدي الى الخلاص في الايمان بالمسيح يسوع.
16- فالكتاب كله من وحي الله، يفيد في التعليم والتفنيد والتقويم والتاديب في البر،
17- ليكون رجل الله كاملا مستعدا لكل عمل صالح.
 
84 55 رسالة تيموتاوس الثانية 004 الرب
1- اناشدك امام الله والمسيح يسوع الذي سيدين الاحياء والاموات عند ظهوره ومجيء ملكوته
2- ان تبشر بكلام الله وتلح في اعلانه بوقته او بغير وقته، وان توبخ وتنذر وتعظ صابرا كل الصبر في التعليم.
3- فسيجيء وقت لا يحتمل فيه الناس التعليم الصحيح، بل يتبعون اهواءهم ويتخذون معلمين يكلمونهم بما يطرب آذانهم،
4- منصرفين عن سماع الحق الى سماع الخرافات.
5- فكن انت متيقظا في كل الاحوال، واشترك في الآلام واعمل عمل المبشر وقم بخدمتك خير قيام.

6- اما انا فذبيحة يراق دمها وساعة رحيلي اقتربت.
7- جاهدت الجهاد الحسن واتممت شوطي وحافظت على الايمان،
8- والآن ينتظرني اكليل البر الذي سيكافئني به الرب الديان العادل في ذلك اليوم، لا وحدي، بل جميع الذين يشتاقون الى ظهوره.

9- تعال الي سريعا،
10- لان ديماس تركني حبا بهذه الدنيا وسافر الى تسالونيكي، وسافر كريسكيس الى غلاطية وتيطس الى دلماطية،
11- وبقـي لوقا وحده معي. خذ مرقس وجئ به لانه يفيدني كثيرا في خدمة الرب.
12- اما تيخيكس فارسلته الى افسس.
13- احضر عند مجيئك عباءتي التي تركتها في ترواس عند كاربس، واحضر الكتب ايضا، وخصوصا مصاحف الجلد.

14- اسكندر النحاس اساء الي كثيرا، والرب سيجازيه على اعماله.
15- فاحترس منه انت ايضا لانه عارض اقوالنا معارضة شديدة.

16- ما وقف احد معي عندما دافعت عن نفسي لاول مرة، بل تركوني كلهم. صفح الله عنهم!
17- لكن الرب وقف معي وقواني فتمكنت من اعلان الدعوة لتسمع جميع الامم، فنجوت من فم الاسد،
18- وسينجيني الرب من كل شر ويحفظني لملكوته السماوي. فله المجد الى ابد الدهور. آمين.

19- سلم على برسكلة واكيلا وعلى اهل اونيسيفورس.
20- اراستس بقي في كورنثوس، اما تروفيمس فتركته مريضا في ميليتس.
21- اسرع في المجيء قبل الشتاء. يسلم عليك اوبولس وبوديس ولينس وكلودية والاخوة كلهم.
22- ليكن الرب مع روحك ولتكن النعمة معكم.
 
85 57 رسالة فيلمون 001 الرب
1- من بولس سجين المسيح يسوع ومن اخينا تيموثاوس الى فيلمون، عزيزنا ورفيقنا في العمل،
2- والى الكنيسة التي تجتمع في بيتك، والى اختنا ابفية والى رفيقنا في الجهاد ارخبس.
3- عليكم النعمة والسلام من الله ابينا ومن الرب يسوع المسيح.

4- كلما ذكرتك في صلواتي شكرت الهي
5- على ما بلغني من ايمانك ومن محبتك للرب يسوع ولجميع الاخوة القديسين،
6- داعيا ان تكون مشاركتك في الايمان سبيلا الى اظهار كل ما نقدر عليه من خير لاجل المسيح.
7- وكم كان سروري وعزائي عظيمين بمحبتك ايها الاخ، لانك انعشت قلوب الاخوة القديسين.

8- لذلك، فمع ان لي كل الجراة في المسيح ان آمرك بما يجب عليك،
9- فاني آثرت ان اناشدك باسم المحبة، انا بولس الشيخ الكبير والسجين الآن من اجل المسيح يسوع،
10- في امر ابني اونسيمس الذي ولدته في الايمان وانا في السجن،
11- وكان فيما مضى غير نافع لك، فصار اليوم نافعا لك ولي.

12- ارده اليك، ارد قلبي نفسه،
13- وكنت احب ان ابقيه هنا معي ليخدمني بدلا منك وانا سجين من اجل البشارة،
14- ولكني لا اريد ان اعمل شيئا من دون رضاك ليكون هذا الاحسان منك طوعا لا قسرا.

15- ولعل اونسيمس ابتعد عنك بعض الوقت ليعود اليك للابد،
16- لا ليكون عبدا بعد اليوم، بل افضل من عبد، اي اخا حبيبا في المسيح. وهو اخ حبيب الي، فكم بالاحرى اليك انت، سواء كعبد في الجسد او كاخ في الرب.

17- فان كنت تحسبني شريكا لك في الايمان، فاقبله كما تقبلني.
18- وان كان اساء اليك في شيء وكان لك عليه دين، فاحسبه علي.
19- وانا بولس اوفي، وهذا اكتبه بخط يدي، ولا اقول لك انت مدين لي بنفسك كلها.
20- نعم، يا اخي، احسن الي في الرب وانعش قلبي في المسيح.

21- ولي ثقة، وانا اكتب اليك، بانك ستلبي طلبي، بل انا على يقين انك ستعمل اكثر مما اطلب منك.
22- وما عدا ذلك فاحجز لي مكانا لاقامتي، لاني ارجو ان يستجيب الله لصلواتكم فيردني اليكم.

23- يسلم عليك ابفراس السجين معي في سبيل المسيح يسوع،
24- ومرقس وارسترخس وديماس ولوقا رفاقي في العمل.

25- لتكن نعمة الرب يسوع المسيح مع روحكم.
 
86 58 رسالة العبرانيين 002 الرب
1- لذلك يجب ان نتمسك جيدا بالتعاليم التي سمعناها لئلا نضل.
2- فالكلام الذي جاءنا على لسان الملائكة ثبت صدقه، فنال كل من خالفه او عصاه جزاءه العادل.
3- فكيف ننجو نحن اذا اهملنا مثل هذا الخلاص العظيم؟ اعلنه الرب نفسه اولا، واثبته لنا الذين سمعوه،
4- وايد الله شهاداتهم بآيات وعجائب ومعجزات مختلفة، وبهبات الروح القدس يوزعها كما يشاء.

5- والله ما اخضع للملائكة العالم المقبل الذي نتكلم عليه،
6- فشهد بعضهم في مكان من الكتب المقدسة: «ما هو الانسان يا الله حتى تذكره؟ وما هو ابن آدم حتى تفتقده؟
7- نقصته حينا عن الملائكة، وكللته بالمجد والكرامة،
8- واخضعت كل شيء تحت قدميه«. فاذا كان الله اخضع له كل شيء فلا يكون ترك شيئا غير خاضع له. ولكننا لا نرى الآن ان كل شيء اخضع له.
9- ولكن ذاك الذي جعله الله حينا دون الملائكة، اعني يسوع، نراه مكللا بالمجد والكرامة لانه احتمل الم الموت، وكان عليه ان يذوق الموت بنعمة الله لخير كل انسان.

10- نعم، كان من الخير ان الله الذي من اجله كل شيء وبه كل شيء، حين اراد ان يهدي الى المجد كثيرا من الابناء، جعل قائدهم الى الخلاص كاملا بالآلام،
11- لان الذي يقدس والذين تقدسوا لهم اصل واحد، فلا يستحي ان يدعوهم اخوة،
12- فيقول: «سابشر باسمك اخوتي واسبحك في الجماعة«.

13- ويقول ايضا: «على الله اتكالي«، وايضا: «ها انا مع الابناء الذين وهبهم الله لي«.

14- ولما كان الابناء شركاء في اللحم والدم، شاركهم يسوع كذلك في طبيعتهم هذه ليقضي بموته على الذي في يده سلطان الموت، اي ابليس،
15- ويحرر الذين كانوا طوال حياتهم في العبودية خوفا من الموت.
16- جاء لا ليساعد الملائكة، بل ليساعد نسل ابراهيم.
17- فكان عليه ان يشابه اخوته في كل شيء، حتى يكون رئيس كهنة، رحيما امينا في خدمة الله، فيكفر عن خطايا الشعب،
18- لانه هو نفسه تالم بالتجربة، فامكنه ان يعين المجربين.
 
87 58 رسالة العبرانيين 007 الرب
1- وكان ملكيصادق هذا ملك ساليم وكاهن الله العلي، خرج لملاقاة ابراهيم عند رجوعه بعدما هزم الملوك وباركه،
2- واعطاه ابراهيم العشر من كل شيء. وتفسير اسمه اولا ملك العدل، ثم ملك ساليم، اي ملك السلام.
3- وهو لا اب له ولا ام ولا نسب، ولا لايامه بداءة ولا لحياته نهاية. ولكنه، على مثال ابن الله، يبقى كاهنا الى الابد.

4- فانظروا ما اعظمه! ابراهيم نفسه، وهو رئيس الآباء، اعطاه العشر من خيرة الغنائم.
5- والكهنة الذين من بني لاوي تامرهم الشريعة بان ياخذوا العشر من الشعب، اي من بني عشيرتهم، مع انهم خرجوا هم ايضا من صلب ابراهيم.
6- وما كان ملكيصادق من نسل لاوي، ولكنه اخذ العشر من ابراهيم وباركه وهو الذي نال الوعد من الله.
7- ولا خلاف في ان الاكبر هو الذي يبارك الاصغر.
8- ثم ان العشر للكهنة ياخذه بشر مائتون، واما العشر لملكيصادق فاخذه الذي يشهد الكتاب له بانه حي.
9- ويمكن القول ان لاوي نفسه، وهو الذي ياخذ العشر، ادى العشر على يد ابراهيم،
10- لانه كان في صلب ابيه ابراهيم يوم خرج ملكيصادق لملاقاته.

11- ولو كان الكمال تحقق بالكهنوت اللاوي، وهو اساس الشريعة التي تسلمها الشعب، فاية حاجة بعده الى ان يظهر كاهن آخر على رتبة ملكيصادق؟ وما قال الكتاب على رتبة هارون.
12- لانه اذا تبدل الكهنوت، فلا بد من ان تتبدل الشريعة.
13- والذي يقال هذا فيه ينتمي الى عشيرة اخرى، ما قام احد منها بخدمة المذبح.
14- فمن المعروف ان ربنا طلع من يهوذا، وما ذكر موسى هذه العشيرة في كلامه على الكهنة.

15- ومما يزيد الامر وضوحا انه على مثال ملكيصادق ظهر الكاهن الآخر،
16- لا على اساس نسب بشري، بل بقوة حياة لا تزول.
17- فشهادة الكتاب له هي: «انت كاهن الى الابد على رتبة ملكيصادق«.

18- وهكذا بطلت الوصية السابقة لضعفها وقلة فائدتها،
19- لان شريعة موسى ما حققت الكمال في شيء، فحل محلها رجاء افضل منها نتقرب به الى الله.

20- وما تم هذا بلا يمين من الله. فاولئك اللاويون اقيموا كهنة بلا يمين،
21- واما يسوع فاقيم كاهنا بيمين من الله الذي قال له: «اقسم الرب، ولن يندم، انك كاهن الى الابد«.
22- وهكذا صار يسوع ضمانا لعهد افضل من العهد الاول.

23- واولئك الكهنة عددهم كثير، لان الموت كان يمنع بقاءهم.
24- واما يسوع الذي يبقى الى الابد، فله كهنوت لا يزول.
25- وهو قادر ان يخلص الذين يتقربون به الى الله خلاصا تاما، لانه حي باق ليشفع لهم.

26- فيسوع، اذا، هو رئيس الكهنة الذي يناسبنا، هو قدوس بريء لا عيب فيه ولا صلة له بالخاطئين، ارتفع الى اعلى من السماوات.
27- وهو بخلاف رؤساء الكهنة، لا حاجة به الى ان يقدم الذبائح كل يوم كفارة لخطاياه اولا، ثم لخطايا الشعب، لانه فعل هذا مرة واحدة، حين قدم نفسه.
28- وشريعة موسى تقيم من البشر الضعفاء رؤساء كهنة، اما كلام القسم بعد الشريعة فيقيم الابن الذي جعل كاملا الى الابد.
 
88 58 رسالة العبرانيين 008 الرب
1- وخلاصة القول هي ان لنا رئيس كهنة هذه عظمته، جلس عن يمين عرش الجلال في السماوات،
2- خادما لقدس الاقداس والخيمة الحقيقية التي نصبها الرب لا الانسان.

3- ويقام كل رئيس كهنة ليقدم القرابين والذبائح، فلا بد ان يكون لرئيس كهنتنا شيء يقدمه.
4- فلو كان يسوع في الارض لما اقيم كاهنا، لان هناك من يقدم القرابين وفقا للشريعة.
5- هؤلاء يخدمون صورة وظلا لما في السماوات. فحين اراد موسى ان ينصب الخيمة اوحى اليه الله قال: «انظر واعمل كل شيء على المثال الذي اريتك اياه على الجبل«.

6- ولكن المسيح نال خدمة افضل من التي قبلها بمقدار ما هو وسيط لعهد افضل من العهد الاول، لانه قام على اساس وعود افضل من تلك.
7- فلو كان العهد الاول لا عيب فيه، لما دعت الحاجة الى عهد آخر.
8- والله يلوم شعبه بقوله: »يقول الرب: ها هي ايام تجيء اقطع فيها لبني اسرائيل ولبني يهوذا عهدا جديدا،
9- لا كالعهد الذي جعلته لآبائهم يوم اخذت بيدهم لاخرجهم من ارض مصر، فما ثبتوا على عهدي. لذلك اهملتهم انا الرب.
10- وهذا هو العهد الذي اعاهد عليه بني اسرائيل في الايام الآتية، يقول الرب: ساجعل شرائعي في عقولهم واكتبها في قلوبهم، فاكون لهم الها ويكونون لي شعبا.
11- فلا احد يعلم ابن شعبه ولا اخاه فيقول له: اعرف الرب، لانهم سيعرفوني كلهم من صغيرهم الى كبيرهم،
12- فاصفح عن ذنوبهم ولن اذكر خطاياهم من بعد«.

13- والله بكلامه على «عهد جديد« جعل العهد الاول قديما، وكل شيء عتق وشاخ يقترب من الزوال.
 
89 58 رسالة العبرانيين 010 الرب
1- ولان الشريعة ظل الخيرات الآتية، لا جوهر الحقائق ذاتها، فهي لا تقدر بتلك الذبائح نفسها التي يستمر تقديمها سنة بعد سنة ان تجعل الذين يتقربون بها الى الله كاملين،
2- والا لتوقفوا عن تقريبها. فالعابدون، اذا تمت لهم الطهارة مرة واحدة، زال من ضميرهم الشعور بالخطيئة،
3- في حين ان تلك الذبائح ذكرى للخطايا سنة بعد سنة،
4- لان دم الثيران والتيوس لا يقدر ان يزيل الخطايا.

5- لذلك قال المسيح لله عند دخوله العالم: ما اردت ذبيحة ولا قربانا، لكنك هيات لي جسدا،
6- لا بالمحرقات سررت ولا بالذبائح كفارة للخطايا.
7- فقلت: ها انا اجيء يا الله لاعمل بمشيئتك، كما هو مكتوب عني في طي الكتاب«.

8- فهو قال اولا: «ما اردت ذبائح وقرابين ومحرقات وذبائح كفارة للخطايا ولا سررت بها«، مع ان تقديمها يتم حسب الشريعة.
9- ثم قال: «ها انا اجيء لاعمل بمشيئتك«، فابطل الترتيب الاول ليقيم الثاني.
10- ونحن بفضل تلك الارادة تقدسنا بجسد يسوع المسيح الذي قدمه قربانا مرة واحدة.

11- ويقف الكاهن اليهودي كل يوم فيقوم بالخدمة ويقدم الذبائح نفسها مرات كثيرة، وهي لا تقدر ان تمحو الخطايا.
12- واما المسيح، فقدم الى الابد ذبيحة واحدة كفـارة للخطايا، ثم جلس عن يمين الله،
13- وهو الآن ينتظر ان يجعل الله اعداءه موطئا لقدميه،
14- لانه بقربان واحد جعل الذين قدسهم كاملين الى الابد.
15- وهذا ما يشهد لنا به الروح القدس ايضا. فبعد ان قال:
16- »هذا هو العهد الذي اعاهدهم اياه ، في الايام الآتية، يقول الرب: ساجعل شرائعي في قلوبهم واكتبها في عقولهم
17- ولن اذكر خطاياهم وآثامهم من بعد«.

18- فحيث يكون الصفح عن هذا كله، لا تبقى حاجة الى قربان من اجل الخطيئة.

19- ونحن واثقون، ايها الاخوة، بان لنا طريقا الى قدس الاقداس بدم يسوع،
20- طريقا جديدا حيا فتحه لنا في الحجاب، اي في جسده،
21- وان لنا كاهنا عظيما على بيت الله،
22- فلنقترب بقلب صادق وايمان كامل، وقلوبنا مطهرة من سوء النـية واجسادنا مغسولة بماء طاهر،
23- ولنتمسك من دون انحراف بالرجاء الذي نشهد له، لان الله الذي وعد امين،
24- وليهتم بعضنا ببعض، متعاونين في المحبة والعمل الصالح.
25- ولا تنقطعوا عن الاجتماع كما اعتاد بعضكم ان يفعل، بل شجعوا بعضكم بعضا، على قدر ما ترون ان يوم الرب يقترب.

26- فاذا خطئنا عمدا، بعدما حصلنا على معرفة الحق، فلا تبقى هناك ذبـيحة كفارة للخطايا،
27- بل انتظار مخيف ليوم الحساب ولهيب نار يلتهم العصاة.
28- من خالف شريعة موسى يموت من دون رحمة بشهادة شاهدين او ثلاثة،
29- فكم تظنون يستحق العقاب من داس ابن الله ودنس العهد الذي تقدس به واستهان بروح النعمة؟
30- فنحن نعرف الذي قال: «لي الانتقام وانا الذي يجازي«. وقال ايضا: «الرب سيدين شعبه«.
31- فالويل لمن يقع في يد الله الحي.

32- تذكروا الايام الماضية وكم جاهدتم وتحملتم من الآلام بعدما استنرتم،
33- فتعرضتم من جهة للتعيير والشدائد، ومن جهة اخرى صرتم شركاء الذين عوملوا بمثل هذا العمل.
34- فشاركتم السجناء في آلامهم وصبرتم فرحين على نهب اموالكم، عارفين ان لكم مالا افضل لا يزول.
35- لا تفقدوا اذا ثقتكم، فلها جزاء عظيم.
36- وانتم بحاجة الى الصبر حتى تعملوا بمشيئة الله وتحصلوا على وعده.

37- »قليلا قليلا من الوقت فياتي الآتي ولا يبطئ.
38- البار عندي بالايمان يحيا وان ارتد، لا ارضى به«.

39- فما نحن من اهل الارتداد لنهلك، بل من اهل الايمان لنخلص.
 
90 58 رسالة العبرانيين 012 الرب
1- اما ونحن محاطون بسحابة كثيفة من الشهود، فعلينا ان نلقي عنا كل ثقل وكل خطيئة عالقة بنا، فنجري بعزم في ميدان الجهاد الممتد امامنا،
2- ناظرين الى راس ايماننا ومكمله، يسوع الذي تحمل الصليب مستخفا بالعار، من اجل الفرح الذي ينتظره، فجلس عن يمين عرش الله.

3- فكروا في هذا الذي احتمل من الخاطئين مثل هذه العداوة لئلا تياسوا وتضعف نفوسكم.
4- فما قاومتم انتم بعد حتى بذل الدم في مصارعة الخطيئة.
5- ولعلكم نسيتم الكلام الذي يخاطبكم كبنين: لا تحتقر، يا ابني، تاديب الرب ولا تياس اذا وبخك،
6- لان من يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يرتضيه«.

7- فتحملوا التاديب، والله انما يعاملكم معاملة البنين، واي ابن لا يؤدبه ابوه؟
8- فاذا كان لا نصيب لكم من هذا التاديب، وهو من نصيب جميع البنين، فانتم ثمرة الزنى لا بنون.
9- كان آباؤنا في الجسد يؤدبوننا وكنا نهابهم، افلا نخضع بالاحرى لابينا في الروح لننال الحياة؟
10- هم كانوا يؤدبوننا لوقت قصير وكما يستحسنون، واما الله فيؤدبنا لخيرنا فنشاركه في قداسته.
11- ولكن كل تاديب يبدو في ساعته باعثا على الحزن، لا على الفرح. الا انه يعود فيما بعد على الذين عانوه بثمر البر والسلام.

12- فشدوا ايديكم المسترخية وركبكم الضعيفة،
13- واجعلوا طرقا مستقيمة لاقدامكم فلا ينحرف الاعرج بل يشفى.

14- سالموا جميع الناس وعيشوا حياة القداسة التي بغيرها لن يرى احد الرب.
15- واحرصوا ان لا يحرم احد نفسه من نعمة الله، وان لا ينبت فيكم عرق مرارة يسبب انزعاجا ويفسد الكثير من الناس،
16- وان لا يكون احد فيكم زانيا او سفيها مثل عيسو الذي باع بكوريته باكلة واحدة.
17- وتعلمون انه لما اراد بعد ذلك ان يرث البركة خاب وما وجد مجالا للتوبة، مع انه طلبها باكيا.

18- وما اقتربتم انتم من جبل ملموس، من نار ملتهبة وظلام وضباب وزوبعة،
19- وهتاف بوق وصوت كلام طلب سامعوه ان لا يزادوا منه كلمة،
20- لانهم ما احتملوا هذا الانذار: «حتى البهيمة لو لمست الجبل لرجمت«.
21- كان المنظر رهيبا حتى ان موسى قال: «انا مرعوب مرتعد«.

22- بل انتم اقتربتم من جبل صهيون، من مدينة الله الحي، من اورشليم السماوية وآلاف الملائكة في حفلة عيد،
23- من محفل الابكار المكتوبة اسماؤهم في السماوات، من الله ديان البشر جميعا، من ارواح الابرار الذين بلغوا الكمال،
24- من يسوع وسيط العهد الجديد، من دم مرشوش افصح من دم هابـيل.

25- فاحرصوا ان لا ترفضوا الذي يتكلم. فاذا كان الذين رفضوا المتكلم بكلام الوحي في الارض ما نجوا من العقاب، فكيف ننجو نحن اذا رفضنا المتكلم من السماء؟
26- وهو الذي زعزع صوته الارض في ذلك الحين، ولكنه الآن وعدنا فقال: «سازلزل السماء، لا الارض وحدها، مرة اخرى«.

27- فقوله «مرة اخرى« دليل على ان الاشياء المخلوقة تتزعزع وتتحول لتبقى الاشياء التي لا تتزعزع.

28- فلنكن شاكرين لاننا حصلنا على ملكوت لا يتزعزع، وبالشكر نعبد الله عبادة خشوع وتقوى يرضى عنها،
29- لان الهنا نار آكلة.
 
91 58 رسالة العبرانيين 013 الرب
1- حافظوا على المحبة الاخوية،
2- ولا تنسوا الضيافة، لان بها اضاف بعضهم الملائكة وهم لا يدرون.
3- اذكروا المسجونين كانكم مسجونون معهم، واذكروا المعذبين كانكم انتم انفسكم تتعذبون في الجسد.

4- ليكن الزواج مكرما عند جميع الناس، وليكن فراش الزوجية طاهرا، لان الله سيدين الفاجرين والزناة.

5- لتكن سيرتكم منزهة عن محبة المال واقنعوا بما عندكم. قال الله: «لا اهملك ولا اتركك«.
6- فيمكننا ان نقول واثقين: «الرب عوني فلا اخاف، وماذا يمكن للانسان ان يصنع بي؟«

7- اذكروا مرشديكم الذين خاطبوكم بكلام الله، واعتبروا بحياتهم وموتهم واقتدوا بايمانهم.
8- اما يسوع فهو هو، بالامس واليوم والى الابد.
9- لا تنقادوا الى الضلال بتعاليم مختلفة غريبة، فمن الخير ان تتقوى قلوبكم بالنعمة، لا بالاطعمة التي لا نفع منها للذين يتعاطونها.

10- لنا مذبح لا يحق للذين يخدمون خيمة العهد ان ياكلوا منه،
11- لان الحيوانات التي يدخل رئيس الكهنة بدمها الى قدس الاقداس كفارة للخطيئة تاكل النار اجسامها في خارج المحلة،
12- ولذلك مات يسوع في خارج باب المدينة ليقدس الشعب بدمه.
13- فلنخرج اليه، اذا، في خارج المحلة حاملين عاره.
14- فما لنا هنا في الارض مدينة باقية، ولكننا نسعى الى مدينة المستقبل.
15- فلنقدم لله بالمسيح ذبـيحة الحمد في كل حين، ثمرة شفاه تسبح باسمه.

16- لا تنسوا عمل الخير والمشاركة في كل شيء، فمثل هذه الذبائح ترضي الله.

17- اطيعوا مرشديكم واخضعوا لهم، لانهم يسهرون على نفوسكم كان الله يحاسبهم عليها، فيعملوا عملهم بفرح، لا بحسرة يكون لكم فيها خسارة.

18- صلوا لاجلنا، فنحن واثقون لسلامة ضميرنا، راغبون ان نحسن التصرف في كل شيء.
19- اطلب اليكم هذا بالحاح، حتى يردني الله اليكم في اسرع وقت.

20- وارجو اله السلام الذي اقام من بين الاموات، بدم العهد الابدي، راعي الخراف العظيم ربنا يسوع،
21- ان يجعلكم كاملين للعمل بمشيئته في كل شيء صالح، وان يعمل فينا ما يرضيه بيسوع المسيح له المجد الى ابد الآبدين، آمين.

22- واطلب اليكم، ايها الاخوة، ان يتسع صدركم لرسالتي هذه، لاني كتبتها باختصار.
23- اخبركم ان اخانا تيموثاوس اخلي سبيله. فان حضر عما قريب، جئت معه لاراكم.

24- سلموا على جميع مرشديكم وعلى جميع الاخوة القديسين. يسلم عليكم الاخوة الذين في ايطالية.

25- لتكن النعمة معكم اجمعين.
 
92 59 رسالة يعقوب 001 الرب
1- من يعقوب عبد الله والرب يسوع المسيح الى المؤمنين المشتتين من عشائر بني اسرائيل الاثنتي عشرة. سلام.
الايمان والحكمة
2- افرحوا كل الفرح، يا اخوتي، حينما تقعون في مختلف انواع المحن.
3- فانتم تعرفون ان امتحان ايمانكم فيها يلد الصبر.
4- فليكن الصبر حافزا لكم على العمل الكامل حتى تصيروا كاملين من جميع الوجوه، غير ناقصين في شيء.
5- واذا كان احد منكم تنقصه الحكمة، فليطلبها من الله ينلها، لان الله يعطي بسخاء ولا يلوم.
6- وليطلبها بايمان لا ارتياب فيه، لان الذي يرتاب يشبه موج البحر اذا لعبت به الريح فهيجته.
7- ولا يظن احد كهذا انه ينال من الرب شيئا،
8- لانه انسان منقسم الراي متردد في جميع طرقه.

9- ليفتخر الاخ المسكين برفعته،
10- والغني بمذلته، لان الغني كزهر العشب يزول.
11- تشرق الشمس بحرارتها فتيبس العشب، فيتساقط زهره ويفنى جماله. كذلك يذبل الغني وهو منهمك في اعماله.

12- هنيئا لمن يصبر على المحنة، لانه اذا امتحن ينال اكليل الحياة الذي وعد الرب به من يحبونه.
13- واذا وقع احد في محنة، فلا يقل: «هذه محنة من الله! « لان الله لا يمتحنه الشر ولا يمتحن احدا بالشر،
14- بل الشهوة تمتحن الانسان حين تغويه وتغريه.
15- والشهوة اذا حبلت ولدت الخطيئة، والخطيئة اذا نضجت ولدت الموت.

16- لا تضلوا، يا اخوتي الاحباء،
17- فكل عطية صالحة وكل هبة كاملة تنزل من فوق، من عند ابي الانوار. وهو الذي لا يتغير ولا يدور فيرمي ظلا،
18- شاء فولدنا بكلمة الحق لنكون باكورة لخلائقه.

19- اعلموا هذا، يا اخوتي الاحباء، ليكن كل واحد منكم سريعا الى الاستماع بطيئا عن الكلام، بطيئا عن الغضب،
20- لان غضب الانسان لا يعمل للحق عند الله.
21- فانبذوا كل دنس وكل بقية من شر، وتقبلوا بوداعة ما يغرس الله فيكم من الكلام القادر ان يخلص نفوسكم.

22- ولكن لا تكتفوا بسماع كلام الله من دون العمل به فتخدعوا انفسكم.
23- فمن يسمع الكلام ولا يعمل به يكن كالناظر في المرآة صورة وجهه،
24- فهو ينظر نفسه ويمضي، ثم ينسى في الحال كيف كان.
25- واما الذي ينظر في الشريعة الكاملة، شريعة الحرية، ويداوم عليها، لا سامعا ناسيا، بل عاملا بها، فهنيئا له في ما يعمل.

26- ومن ظن انه متدين وهو لا يحفظ لسانه، خدع نفسه وكانت ديانته باطلة.
27- فالديانة الطاهرة النقية عند الله ابينا هي ان يعتني الانسان بالايتام والارامل في ضيقتهم، وان يصون نفسه من دنس العالم.
 
93 59 رسالة يعقوب 003 الرب
1- يا اخوتي، يجب ان لا يكثر فيكم المعلمون. فانتم تعرفون اي دينونة نلقاها نحن المعلمين.
2- وما اكثر ما نخطئ جميعا. واذا كان احد لا يخطئ في كلامه، فهو كامل قدير على ضبط جسده كله.
3- خذوا الخيل مثلا، فحين نضع اللجام في افواهها لتطاوعنا، نقودها بجميع جسدها.
4- والسفن على ضخامتها وشدة الرياح التي تدفعها، تقودها دفة صغيرة حيث يشاء الربان.
5- وهكذا اللسان، فهو عضو صغير ولكن ما يفاخر به كبير.

6- واللسان نار، وهو بين اعضاء الجسد عالم من الشرور ينجس الجسد بكامله ويحرق مجرى الطبيعة كلها بنار هي من نار جهنم.
7- ويمكن للانسان ان يسيطر على الوحوش والطيور والزحافات والاسماك،
8- واما اللسان فلا يمكن لانسان ان يسيطر عليه. فهو شر لا ضابط له، ممتلئ بالسم المميت،
9- به نبارك ربنا وابانا وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله.
10- فمن فم واحد تخرج البركة واللعنة، وهذا يجب ان لا يكون، يا اخوتي.
11- ايفيض النبع بالماء العذب والمالح من عين واحدة؟
12- اتثمر التينة، يا اخوتي، زيتونا او الكرمة تينا؟ وكذلك النبع المالح لا يخرج ماء عذبا.

13- من كان منكم حكيما عليما، فليبرهن عن حكمته ووداعته بحسن ادبه.
14- اما اذا كان في قلوبكم مرارة الحسد والنزاع، فلا تتباهوا ولا تكذبوا على الحق.
15- فمثل هذه الحكمة لا تنزل من فوق، بل هي حكمة دنيوية بشرية شيطانية.
16- فحيث الحسد والنزاع، هناك القلق وكل انواع الشر.
17- واما الحكمة النازلة من فوق فهي طاهرة قبل كل شيء، وهي مسالمة متسامحة وديعة تفيض رحمة وعملا صالحا، لا محاباة فيها ولا نفاق.
18- والبر هو ثمرة ما يزرعه في سلام صانعو السلام.
 
94 59 رسالة يعقوب 004 الرب
1- من اين القتال والخصام بينكم؟ اما هي من اهوائكم المتصارعة في اجسادكم؟
2- تشتهون ولا تمتلكون فتقتلون. تحسدون وتعجزون ان تنالوا فتخاصمون وتقاتلون. انتم محرومون لانكم لا تطلبون،
3- وان طلبتم فلا تنالون لانكم تسيئون الطلب لرغبتكم في الانفاق على اهوائكم.

4- ايها الخائنون، اما تعرفون ان محبة العالم عداوة الله؟ فمن اراد ان يحب العالم كان عدو الله.
5- اتحسبون ما قاله الكتاب باطلا، وهو ان الروح الذي افاضه الله علينا تملاه الغيرة؟
6- ولكنه يجود باعظم نعمة. فالكتاب يقول: «يرد الله المتكبرين وينعم على المتواضعين«.
7- فاخضعوا لله وقاوموا ابليس ليهرب منكم.
8- اقتربوا من الله ليقترب منكم. اغسلوا ايديكم، ايها الخاطئون، وطهر قلبك يا كل منقسم الراي.
9- احزنوا على بؤسكم ونوحوا وابكوا. لينقلب ضحككم بكاء وفرحكم غما.
10- تواضعوا امام الرب يرفعكم الرب.

11- لا يتكلم بعضكم على بعض بالسوء، ايها الاخوة، لان من يتكلم بالسوء على اخيه او يدين اخاه يتكلم بالسوء على الشريعة ويدين الشريعة. واذا كنت تدين الشريعة، فما انت عامل بها، بل ديان لها.
12- هناك مشترع واحد وديان واحد، وهو الذي يقدر ان يخلص وان يهلك. فمن تكون انت لتدين قريبك؟

13- ويا ايها الذين يقولون: «سنذهب اليوم او غدا الى هذه المدينة او تلك، فنقيم سنة نتاجر ونربح«،

14- انتم لا تعرفون شيئا عن الغد. فما هي حياتكم؟ انتم بخار يظهر قليلا ثم يختفي.
15- لذلك يجب ان تقولوا: «ان شاء الله، نعيش ونعمل هذا او ذاك! «

16- ولكنكم الآن تباهون بتكبركم، ومثل هذه المباهاة شر كلها.
17- فمن يعرف ان يعمل الخير ولا يعمله يخطئ.
 
95 59 رسالة يعقوب 005 الرب
1- ايها الاغنياء، ابكوا ونوحوا على المصائب التي ستنزل بكم.
2- اموالكم فسدت وثيابكم اكلها العث.
3- ذهبكم وفضتكم يعلوهما صدا يشهد عليكم وياكل اجسادكم كالنار. تخزنون للايام الاخيرة،
4- والاجور المستحقة للعمال الذين حصدوا حقولكم التي سلبتموها يرتفع صياحها، وصراخ الحصادين وصلت الى مسامع رب الجنود.
5- عشتم على الارض في التنعم والترف واشبعتم قلوبكم كعجل مسمن ليوم الذبح.
6- حكمتم على البريء وقتلتموه وهو لا يقاومكم.

7- فاصبروا، يا اخوتي، الى مجيء الرب. انظروا كيف يصبر الفلاح وهو ينتظر ثمر الارض الثمين، متانيا عليه حتى يسقط المطر المبكر والمتاخر.
8- فاصبروا انتم ايضا وقووا قلوبكم، لان مجيء الرب قريب.

9- لا يتذمر بعضكم على بعض، ايها الاخوة، لئلا يدينكم الله. الديان واقف على الباب.
10- اقتدوا، ايها الاخوة، بالانبياء الذين تكلموا باسم الرب فتعذبوا وصبروا.

11- وهنيئا للذين صبروا. سمعتم بصبر ايوب وعرفتم كيف كافاه الرب. فهو رؤوف رحيم.

12- وقبل كل شيء، يا اخوتي، لا تحلفوا بالسماء ولا بالارض ولا بشيء آخر. لتكن نعمكم نعما ولاكم لا، لئلا ينالكم عقاب.

13- هل فيكم محزون؟ فليصل! هل فيكم مسرور؟ فليسبح بحمد الله!
14- هل فيكم مريض؟ فليستدع شيوخ الكنيسة ليصلوا عليه ويدهنوه بالزيت باسم الرب.
15- فالصلاة مع الايمان تخلص المريض، والرب يعافيه. وان كان ارتكب خطيئة غفرها له.
16- ليعترف بعضكم لبعض بخطاياه، وليصل بعضكم لاجل بعض حتى تنالوا الشفاء. صلاة الابرار لها قوة عظيمة.
17- كان ايليا بشرا مثلنا في كل شيء وصلى بحرارة حتى لا ينزل المطر، فما نزل المطر على الارض مدة ثلاث سنوات وستة اشهر.
18- ثم عاد الى الصلاة، فامطرت السماء واخرجت الارض خيرها.

19- فيا اخوتي، ان ضل احدكم عن الحق ورده احد اليه،
20- فليعلم ان من رد خاطئا عن طريق ضلاله خلص نفسا من الموت وستر كثيرا من الخطايا.
 
96 60 رسالة بطرس الاولى 002 الرب
1- فانزعوا عنكم كل خبث ومكر ونفاق وحسد ونميمة،
2- وارغبوا كالاطفال الرضع في اللبن الروحي الصافي، حتى تنموا به للخلاص.
3- ان ذقتم ما اطيب الرب، كما يقول الكتاب.

4- فاقتربوا من الرب، فهو الحجر الحي المرفوض عند الناس، المختار الكريم عند الله.
5- وانتم ايضا حجارة حية في بناء مسكن روحي، فكونوا كهنوتا وقدموا ذبائح روحية يقبلها الله بيسوع المسيح.
6- فالكتاب يقول: «ها انا اضع في صهيون حجر زاوية كريما مختارا، فمن آمن به لا يخيب«.
7- فهو كريم لكم انتم المؤمنين. اما لغير المؤمنين، فهو «الحجر الذي رفضه البناؤون وصار راس الزاوية«،
8- وهو «حجر عثرة وصخرة سقوط«. وهم يعثرون لانهم لا يؤمنون بكلمة الله: هذا هو مصيرهم!

9- اما انتم فنسل مختار وكهنوت ملوكي وامة مقدسة وشعب اقتناه الله لاعلان فضائله، وهو الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب.
10- وما كنتم شعبا من قبل، واما اليوم فانتم شعب الله. كنتم لا تنالون رحمة الله، واما الآن فنلتموها.

11- واطلب اليكم، ايها الاحباء، وانتم ضيوف غرباء في هذا العالم، ان تمتنعوا عن شهوات الجسد، فهي تحارب النفس.
12- ولتكن سيرتكم بين الامم سيرة حسنة حتى اذا اتهموكم بانكم اشرار، نظروا الى اعمالكم الصالحة فمجدوا الله يوم يتفقدهم.

13- اخضعوا، اكراما للرب، لكل سلطة بشرية: للملك فهو الحاكم الاعلى،
14- وللحكام فهم مفوضون منه لمعاقبة الاشرار ومكافاة الصالحين،
15- لان مشيئة الله هي ان تسكتوا باعمالكم الصالحة جهالة الاغبياء.
16- كونوا احرارا، ولكن لا تكونوا كمن يجعل الحرية ستارا للشر، بل كعبيد لله.
17- اكرموا جميع الناس، احبوا الاخوة، اتقوا الله، اكرموا الملك.

18- ايها الخدم، اخضعوا لاسيادكم بكل رهبة، سواء كانوا صالحين لطفاء او قساة.
19- فمن النعمة ان تدركوا مشيئة الله فتصبروا على العذاب متحملين الظلم.
20- فاي فضل لكم ان اذنبتم وصبرتم على ما تستحقونه من عقاب، ولكن ان عملتم الخير وصبرتم على العذاب، نلتم النعمة عند الله.
21- ولمثل هذا دعاكم الله، فالمسيح تالم من اجلكم وجعل لكم من نفسه قدوة لتسيروا على خطاه.
22- ما ارتكب خطيئة ولا عرف فمه المكر.
23- ما رد على الشتيمة بمثلها. تالم وما هدد احدا، بل اسلم امره للديان العادل،
24- وهو الذي حمل خطايانا في جسده على الخشبة حتى نموت عن الخطيئة فنحيا للحق. وهو الذي بجراحه شفيتم.
25- كنتم خرافا ضالين فاهتديتم الآن الى راعي نفوسكم وحارسها.
 
97 60 رسالة بطرس الاولى 003 الرب
1- وكذلك انتن ايتها النساء، اخضعن لازواجكن، حتى اذا كان فيهم من يرفضون الايمان بكلام الله، استمالتهم سيرتكن من دون حاجة الى الكلام،
2- عندما يرون ما في سيرتكن من عفاف وتقوى.
3- لا تكن زينتكن خارجية بضفر الشعر والتحلي بالذهب والتانق .في الملابس،
4- بل داخلية بما في باطن القلب من زينة نفس وديعة مطمئنة لا تفسد، وثمنها عند الله عظيم.
5- كذلك كانت النساء القديسات المتكلات على الله يتزين فيما مضى خاضعات لازواجهن،
6- مثل سارة التي كانت تطيع ابراهيم وتدعوه سيدها. وانتن الآن بناتها ان احسنتن التصرف غير خائفات من شيء.

7- وانتم، ايها الرجال، عيشوا مع نسائكم عارفين ان المراة مخلوق اضعف منكم، واكرموهن لانهن شريكات لكم في ميراث نعمة الحياة، فلا يعيق صلواتكم شيء.

8- وبعد، فليكن لكم جميعا وحدة في الراي وعطف واخاء ورافة وتواضع.
9- لا تردوا الشر بالشر والشتيمة بالشتيمة، بل باركوا فترثوا البركة، لانكم لهذا دعيتم.
10- فالكتاب يقول: «من اراد ان يحب الحياة ويرى اياما سعيدة، فليمسك لسانه عن الشر وشفتيه عن المكر في الكلام،
11- وليبتعد عن الشر ويعمل الخير وليطلب السلام ويسعى اليه،
12- لان عين الرب على الابرار واذنه تصغي الى دعائهم. اما وجهه فيميل عن الذين يعملون الشر«.

13- فمن يسيء اليكم اذا كنتم حريصين على الخير؟
14- ولو تالمتم في سبيل الحق، فهنيئا لكم! لا تخافوا من احد ولا تضطربوا،
15- بل قدسوا المسيح في قلوبكم وكرموه ربا، وكونوا في كل حين مستعدين للرد على كل من يطلب منكم دليلا على الرجاء الذي فيكم.
16- وليكن ذلك بوداعة واحترام، محافظين على سلامة ضميركم، حتى اذا عوملتم بسوء، يخزى الذين عابوا حسن سيرتكم في المسيح.
17- فمن الافضل ان تتالموا وانتم تعملون الخير، ان كان ذلك مشيئة الله، من ان تتالموا وانتم تعملون الشر.
18- فالمسيح نفسه مات مرة واحدة من اجل الخطايا. مات وهو البار من اجل الاشرار ليقربكم الى الله. مات في الجسد، ولكن الله احياه في الروح،
19- فانطلق بهذا الروح يبشر الارواح السجينة
20- التي تمردت فيما مضى، حين تمهل صبر الله ايام بنى نوح الفلك فنجا فيه بالماء عدد قليل، اي ثمانية اشخاص،
21- وكان هذا رمزا للمعمودية التي تنجيكم الآن، لا بازالة وسخ الجسد،بل بعهد صادق النية مع الله بقيامة يسوع المسيح
22- الذي صعد الى السماء وهو عن يمين الله تخضع له الملائكة والقوات واصحاب السلطان.
 
98 61 رسالة بطرس الثانية 002 الرب
1- وكما ظهر في الشعب قديما انبياء كذابون، فكذلك سيظهر فيكم معلمون كذابون يبتدعون المذاهب المهلكة وينكرون الرب الذي افتداهم، فيجلبون على انفسهم الهلاك السريع.
2- وسيتبع كثير من الناس فجورهم ويكونون سببا لتجديف الناس على مذهب الحق.
3- وهم في طمعهم يزيفون الكلام ويتاجرون بكم. ولكن الحكم عليهم من قديم الزمان لا يبطل وهلاكهم لا تغمض له عين.

4- فما اشفق الله على الملائكة الذين خطئوا، بل طرحهم في الجحيم حيث هم مقيدون في الظلام الى يوم الحساب،
5- وما اشفق على العالم القديم، بل جلب الطوفان على عالم الاشرار ما عدا ثمانية اشخاص من بينهم نوح الذي دعا الى الصلاح.
6- وقضى الله على مدينتي سدوم وعمورة بالخراب وحولهما الى رماد عبرة لمن يجيء بعدهما من الاشرار،
7- وانقذ لوط البار الذي هالته طريق الدعارة التي يسلكها اولئك الفجار،
8- وكان هذا الرجل البار ساكنا بينهم يسمع عن مفاسدهم ويشاهدها يوما بعد يوم، فتتالم نفسه الصالحة.
9- فالرب يعرف كيف ينقذ الاتقياء من محنتهم ويبقي الاشرار للعقاب يوم الحساب،
10- وعلى الاخص الذين يتبعون شهوات الجسد الدنسة ويستهينون بسيادة الله.

11- مع ان الملائكة، وهم اعظم منهم قوة ومقدرة، لا يدينونهم بكلمة مهينة عند الرب.
12- اما اولئك فهم كالبهائم غير العاقلة المولودة بطبيعتها للصيد والهلاك، يهينون ما يجهلون. فسيهلكون هلاكها
13- ويقاسون الظلم اجرا للظلم. يحسبون اللذة ان يستسلموا للفجور في عز النهار. هم لطخة عار اذا جلسوا معكم في الولائم متلذذين بخداعكم.
14- لهم عيون مملوءة بالفسق، لا تشبع من الخطيئة، يخدعون النفوس الضعيفة، وقلوبهم تدربت على الطمع. هم ابناء اللعنة.
15- تركوا الطريق المستقيم فضلوا وساروا في طريق بلعام بن بعور الذي احب اجرة الشر،
16- فلقـي التوبيخ لمعصيته، حين نطق حمار اعجم بصوت بشري فردع النبي عن حماقته.

17- هؤلاء الناس ينابيع بلا ماء وغيوم تسوقها الريح العاصفة، ولهم اعد الله اعمق الظلمات.
18- ينطقون باقوال طنانة سخيفة، فيخدعون بشهوات الجسد والدعارة من كادوا يتخلصون من الذين يعيشون في الضلال.
19- يعدونهم بالحرية وهم انفسهم عبيد للمفاسد، لان ما يغلب الانسان يستعبد الانسان.
20- فالذين نجوا من مفاسد العالم، بعدما عرفوا ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، ثم عادوا الى الوقوع في حبائلها وانغلبوا، صاروا اسوا حالا في النهاية منهم في البداءة،
21- وكان خيرا لهم ان لا يعرفوا طريق الصلاح من ان يعرفوه ثم يرتدوا عن الوصية المقدسة التي تسلموها.
22- فيصدق فيهم المثل القائل: «عاد الكلب الى قيئه«، و»الخنزيرة التي اغتسلت عادت الى التمرغ في الوحل«.
 
99 61 رسالة بطرس الثانية 003 الرب
1- هذه رسالة ثانية اكتب بها اليكم، ايها الاحباء، لاذكركم فيهما بهذه الامور فاثير الافكار النقية في عقولكم.
2- فتذكروا الاقوال التي جاءت على السنة الانبياء القديسين وما ابلغكم رسلكم من وصايا ربنا ومخلصنا.
3- فقبل كل شيء يجب ان تعلموا انه سيجيء في آخر الايام قوم مستهزئون، تقودهم اهواؤهم
4- فيقولون: «وعد بالمجيء، فاين هو؟ آباؤنا ماتوا وبقي كل شيء منذ بدء الخليقة على حاله! «
5- فهم يتجاهلون عن قصد ان الله بكلمة منه خلق السماوات وارضا تكونت من الماء وبالماء،
6- وبها غرق العالم القديم في الماء فهلك.
7- اما السماوات والارض في ايامنا هذه، فبقيت للنار بكلمة الله ذاتها الى يوم الحساب وهلاك الاشرار.

8- وهناك امر يجب ان لا تجهلوه ايها الاحباء، وهو ان يوما واحدا عند الرب كالف سنة، وان الف سنة كيوم واحد.
9- والرب لا يؤخر اتمام وعده، كما يتهمه بعضهم، ولكنه يصبر عليكم لانه لا يريد ان يهلك احد، بل ان يتوب الجميع.

10- ولكن يوم الرب سيجيء مثلما يجيء السارق، فتزول السماوات في ذلك اليوم بدوي صاعق وتنحل العناصر بالنار وتحاكم الارض والاعمال التي فيها.
11- فاذا كانت هذه الاشياء كلها ستنحل، فكيف يجب عليكم ان تكونوا؟ اما يجب ان تسلكوا طريق القداسة والتقوى،
12- تنتظرون وتستعجلون مجيء يوم الله؟ حين تلتهب السماوات وتنحل وتذوب العناصر بالنار.
13- ولكننا ننتظر، كما وعد الله، سماوات جديدة وارضا جديدة يسكن فيها العدل.

14- فابذلوا جهدكم ايها الاحباء، وانتم تنتظرون هذا اليوم، ان يجدكم الله بسلام، لا عيب فيكم ولا لوم عليكم.
15- واحسبوا صبر ربنا فرصة لخلاصكم، كما كتب اليكم بذلك اخونا الحبيب بولس، على قدر ما منحه الله من الحكمة،
16- كما هي الحال في جميع رسائله التي تكلم فيها على هذه المسائل. فوردت فيها امور غامضة يحرفها الجهال وضعفاء النفوس، كما يفعلون في سائر الكتب المقدسة، لهلاك نفوسهم.

17- اما انتم، ايها الاحباء، فاخبرناكم بهذا، فتنبهوا لئلا تضللكم اخطاء المرتدين فتفقدوا ثباتكم.
18- وانموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، له المجد الآن والى الابد. آمين.
 
100 65 رسالة يهوذا 001 الرب
1- من يهوذا عبد يسوع المسيح واخي يعقوب الى الذين دعاهم الله الآب واحبهم وحفظهم ليسوع المسيح.
2- عليكم وافر الرحمة والسلام والمحبة.

3- لي شوق شديد، ايها الاحباء، ان اكتب اليكم بامر خلاصنا المشترك، بعدما شعرت بضرورة تشجيعكم على الجهاد في سبيل الايمان الذي تسلمه القديسون كاملا،
4- لان بعض الناس تسللوا الينا، وهم اشرار يحولون نعمة الهنا الى فجور وينكرون سيدنا وربنا الواحد يسوع المسيح، وعقابهم مكتوب من قديم الزمان.

5- ومع انكم تعرفون هذا كل المعرفة، ني اريد ان تذكروا كيف ان الرب، بعدما خلص شعبه من ارض مصر، اهلك غير المؤمنين منهم،
6- وكيف انه، عندما تخلى بعض الملائكة عن مكانتهم وتركوا مقامهم، ابقاهم ليوم الحساب العظيم بقيود ابدية في اعماق الظلام.
7- وكذلك سدوم وعمورة والمدن المجاورة لهما قاست عذاب النار الابدية عندما استسلمت الى الدعارة والشهوات الجسدية التي تخالف الطبيعة، فكانت عبرة لغيرها.

8- وعلى مثال ذلك هؤلاء الذين في هذيانهم ينجسون الجسد ويحتقرون سيادة الله ويهينون الكائنات السماوية المجيدة،
9- مع ان ميخائيل رئيس الملائكة، لما خاصم ابليس وجادله في مسالة جثة موسى، ما تجرا ان يدين ابليس بكلمة مهينة، بل قال له: «جزاك الله! «

10- اما اولئك فهم يهينون ما يجهلون، في حين ان ما يعرفونه بالغريزة معرفة البهائم غير العاقلة هو الذي به يهلكون.
11- الويل لهم! سلكوا طريق قايـين واستسلموا الى الضلال مثل بلعام طمعا في الربح وهلكوا بتمردهم كما هلك قورح.
12- هم لطخة عار في ولائمكم الاخوية، يتلذذون معا بلا حياء، ويشبعون نهمهم. هم غيوم لا ماء فيها تسوقها الرياح. هم اشجار خريفية لا ثمر عليها، ماتت مرتين واقتلعت من اصولها.
13- هم امواج البحر الهائجة، زبدها عارهم. هم نجوم تائهة مصيرها الابدي اعماق الظلمات.
14- وانبا عنهم اخنوخ سابع الآباء من آدم حين قال: «انظروا! جاء الرب مع الوف قديسيه
15- ليحاسب جميع البشر ويدين الاشرار جميعا على كل شر فعلوه وكل كلمة سوء قالها عليه هؤلاء الخاطئون الفجار«.

16- هم يتذمرون ويشتكون ويتبعون اهواءهم ويتفوهون بالكلمات الجوفاء ويتملقون الناس طلبا للمنفعة.

17- فاذكروا، ايها الاحباء، ما انبا به رسل ربنا يسوع المسيح،
18- حين قالوا: «سيجيء في آخر الزمان مستهزئون يتبعون اهواءهم الشريرة«.
19- هم الذين يسببون الشقاق، غرائزيون لا روح لهم.
20- اما انتم ايها الاحباء، فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس، وصلوا في الروح القدس
21- وصونوا انفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح من اجل الحياة الابدية.

22- ترافوا بالمترددين،
23- وخلصوا غيرهم وانقذوهم من النار، وارحموا آخرين على خوف، ولكن ابغضوا حتى الثوب الذي دنسه جسدهم.

24- للقادر ان يصونكم من الزلل ويوقفكم امام مجده مبتهجين، لا لوم عليكم،
25- للاله الواحد مخلصنا بيسوع المسيح ربنا، المجد والجلال والقوة والسلطان، قبل كل زمان والآن والى الابد. آمين.
 
 
 

© The Bible ...    pure software code