|
الكتاب |
اسم الكتاب |
الفصل |
مضمون ... |
1 |
07 |
كتاب القضاة |
003 |
الله
1- وهؤلاء هم الامم الذين تركهم الرب ليختبر بهم بني
اسرائيل الذين لم يخوضوا اي حرب من حروب ارض كنعان.
2- وقد فعل هذا فقط ليدرب ذرية الاسرائيليين على
الحرب، ممن لم يمارسوها من قبل.
3- وهؤلاء الامم هم: اقطاب الفلسطينيين الخمسة،
وجميع الكنعانيين والصيدونيين والحويين سكان جبل
لبنان، من جبل بعل حرمون الى مدخل حماة.
4- وقد ابقاهم الرب ليمتحن اسرائيل بهم: ليرى هل
يطيعون اوامره التي اوصى بها آباءهم على لسان موسى.
5- واقام بنو اسرائيل بين الكنعانيين والاموريين
والفرزيين والحويين واليبوسيين.
6- وتزوجوا من بناتهم، وزوجوا بناتهم لابنائهم
وعبدوا آلهتهم.
7- فارتكب بنو اسرائيل الشر في عيني الرب ونسوا
الههم وعبدوا البعليم والعشتاروث.
8- فاحتدم غضب الرب عليهم، فسلط عليهم كوشان رشعتايم
ملك ارام النهرين، فاستعبد كوشان رشعتايم بني
اسرائيل ثماني سنوات.
9- واستغاث بنو اسرائيل بالرب، فاقام لهم مخلصا
انقذهم هو عثنيئيل بن قناز اخو كالب الاصغر.
10- فحل عليه روح الرب وصار قاضيا لاسرائيل. وحين
خرج لمحاربة كوشان رشعتايم ملك ارام، تغلب عليه،
واظفره الرب به.
11- وعم السلام البلاد حقبة اربعين سنة، الى ان مات
عثنيئيل بن قناز.
12- فعاد بنو اسرائيل يقترفون الشر في عيني الرب
فسلط الرب عليهم عجلون ملك موآب عقابا لهم على شرهم.
13- فالب عليهم بني عمون وعماليق، وهاجمهم، واحتل
اريحا مدينة النخل.
14- واستعبد عجلون ملك موآب بني اسرائيل ثماني عشرة
سنة.
15- فاستغاث بنو اسرائيل بالرب، فارسل لهم منقذا
اهود بن جيرا البنياميني وكان اعسر، فبعث
الاسرائيليون معه الجزية لعجلون ملك موآب.
16- فصنع اهود لنفسه سيفا ذا حدين طوله ذراع (نحو
نصف متر)، تقلده تحت ثيابه فوق فخذه اليمنى،
17- وقدم الجزية لعجلون ملك موآب. وكان عجلون بدينا
جدا.
18- وبعد تقديم الجزية صرف اهود حامليها من القوم،
19- ورجع هو من عند المحاجر المجاورة للجلجال، وقال
للملك:
20- «لدي كلام سر لابلغك اياه ايها الملك». فصرف
الملك كل الموجودين بمجلسه لينفرد باهود
21- فاقترب آنئذ منه اهود وهو جالس في عليته الخاصة،
وقال له: «لدي لك رسالة من الله». فنهض الملك عن
سريره. فمد عندئذ اهود يده اليسرى واستل سيفه عن
فخذه اليمنى واغمده في بطنه
22- حتى غاص القائم وراء النصل فاطبق الشحم على
النصل الذي اخترق ظهر الملك لان اهود لم يجذب السيف
من بطن الملك.
23- وغادر اهود الرواق واغلق خلفه ابواب العلية
واقفلها.
24- وما لبث ان اقبل خدام الملك فوجدوا ابواب العلية
مغلقة فقالوا: «لعله يقضي حاجته في العلية الصيفية».
25- فلبثوا منتظرين حتى اعتراهم القلق. ولكن كما لم
يفتح ابواب المخدع اخذوا مفتاحا وفتحوا بابا. واذا
سيدهم ساقط على الارض ميتا.
26- وفيما هم مبهوتون فر اهود واجتاز المحاجر ونجا
الى سعيرة.
27- وما ان وصل الى جبل افرايم حتى نفخ بالبوق،
فاجتمع خلفه بنو اسرائيل من الجبل، فسار في طليعتهم.
28- وقال لهم: «اتبعوني لان الرب قد دفع اعداءكم
الموآبيين الى ايديكم» فاحتشدوا وراءه واستولوا على
مخاوض الاردن المفضية الى موآب ومنعوا الاعداء من
العبور.
29- وهاجموا الموآبيين وقتلوا منهم نحو عشرة آلاف من
المحاربين الاشداء.
30- في ذلك اليوم خضع الموآبيون لبني اسرائيل، وعم
السلام البلاد ثمانين سنة.
31- وتولى شمجر بن عناة قضاء اسرائيل بعد اهود، فقتل
ست مئة رجل من الفلسطينيين بمهماز بقر، وانقذ
اسرائيل.
|
2 |
07 |
كتاب القضاة |
007 |
الله
1- وفي الصباح الباكر توجه يربعل (جدعون) وجيشه الى
عين حرود وخيموا هناك. وكان جيش المديانيين معسكرا
الى الشمال منهم في الوادي عند تل مورة.
2- وقال الرب لجدعون: «ان القوم الذين معك كثيرون
علي لطرد المديانيين بيدهم، لئلا يتباهى علي
الاسرائيليون قائلين: ان قوتنا انقذتنا.
3- والآن ناد في مسامع القوم قائلا: كل من هو خائف
ومرتعد فليرجع منصرفا من جبل جلعاد». فرجع من القوم
اثنان وعشرون الفا وبقي عشرة آلاف.
4- وقال الرب لجدعون: «لم يزل عدد المحاربين كبيرا.
انزل بهم الى الماء فاغربلهم لك. فيذهب معك من
اختاره لك وتصرف عنك من ارفضه.
5- فنزل جدعون بالجيش الى الماء. وقال الرب لجدعون:
«كل من يلعق بلسانه من الماء كما يلعق الكلب اوقفه
وحده، وكل من جثا على ركبتيه للشرب اوقفه وحده ايضا».
6- فكان عدد الذين غرفوا الماء بايديهم ولعقوه ثلاث
مئة رجل. واما باقي الجيش فجثوا على ركبهم لشرب
الماء.
7- فقال الرب لجدعون: «ساخلصكم واظفرك بالمديانيين
بالثلاث مئة رجل الذين لعقوا الماء. ولينصرف سائر
القوم الى اماكن سكناهم.
8- فصرف جدعون بقية الاسرائيليين الى خيامهم بعد ان
اخذ مؤونتهم وابواقهم، واحتفظ فقط بالثلاث مئة رجل.
وكان مخيم المديانيين تحتهم في الوادي.
9- وقال الرب في تلك الليلة لجدعون: «قم وهاجم
المعسكر، لانني مزمع ان اسلمه الى يدك
10- وان كنت خائفا من مهاجمة المعسكر فتسلل انت
وفورة غلامك اليه،
11- واستمع الى حديثهم، فتتشدد عزيمتك وتهجم على
المعسكر». فتسلل هو وفورة خادمه وكمن عند طرف
المعسكر قريبا من مقر آخر المتجندين.
12- وكان المديانيون والعمالقة وسائر بني المشرق
مخيمين في الوادي، في كثرة الجراد، وجمالهم لا تحصى
كالرمل الذي على شاطيء البحر.
13- ولما وصل جدعون الى مكمنه سمع رجلا يحدث صاحبه
بحلم رآه قائلا: «رايت في حلمي واذا رغيف خبز شعير
يتدحرج في معسكر المديانيين حتى بلغ الخيمة فضربها
فسقطت، وقلبها راسا على عقب».
14- فاجاب صاحبه: «ليس ذلك سوى سيف جدعون بن يوآش
قائد جيش اسرائيل، لقد اظفره الله على المديانيين
وعلى كل الجيش».
15- فلما سمع جدعون حديث الحلم وتفسيره سجد، ورجع
الى مخيم اسرائيل وقال: «هبوا، فقد نصركم الرب على
جيش المديانيين».
16- وقسم الثلاث مئة رجل الى ثلاث فرق، ووزع على كل
منهم بوقا وجرة فارغة في وسطها مصباح.
17- وقال لهم: «انظروا الي وافعلوا مثلي. عندما ابلغ
طرف المعسكر، افعلوا تماما كما افعل.
18- ومتى نفخت انا وكل الذين معي بالبوق، انفخوا
انتم ايضا بالابواق حول كل المعسكر وقولوا: «للرب
ولجدعون».
19- فاقبل جدعون وفرقته الى طرف المعسكر في منتصف
الليل، بعد تغيير نوبة الحراسة، فنفخوا بالابواق
وحطموا الجرار التي بايديهم.
20- وهكذا نفخت الفرق الثلاث بالابواق وحطموا الجرار
وامسكوا المصابيح بايديهم اليسرى والابواق بايديهم
اليمنى لينفخوا بها صارخين: «سيف للرب ولجدعون».
21- ووقف كل منهم في مكانه حول المعسكر، فدب الذعر
في الجيش وتراكضوا هاربين صارخين.
22- وعادت الفرق الثلاث تنفخ في ابواقها، فجعل الرب
اعداءهم يقاتلون بعضهم بعضا، واغمد كل واحد سيفه في
صاحبه وفروا الى بيت شطة باتجاه صردة حتى بلغوا آبل
محولة بالقرب من طباة.
23- فاستدعى جدعون رجال اسرائيل من نفتالي ومن اشير
ومن كل منسى وتعقبوا المديانيين.
24- وبعث جدعون برسل الى كل جبل افرايم قائلا: «انزلوا
للقاء المديانيين واستولوا على مواقع عبور نهر
الاردن عند بيت بارة». فاحتشد كل رجال افرايم
واستولوا على مياه الاردن عند بيت بارة،
25- واسروا قائدي المديانيين غرابا وذئبا، فقتلوا
غرابا على صخرة غراب، واما ذئب فقتلوه عند معصرة ذئب.
وتعقبوا المديانيين ثم حملوا راسي غراب وذئب الى
جدعون عبر نهر الاردن.
|
3 |
07 |
كتاب القضاة |
009 |
الله
1- ومضى ابيمالك بن يربعل الى شكيم لزيارة اخواله
وقال لعشيرة امه:
2- «اسالوا جميع اهل شكيم: ايهما افضل لهم: ان
يحكمهم سبعون رجلا هم ابناء يربعل، ام ان يتسلط
عليهم رجل واحد؟ وتذكروا انني من لحمكم وعظمكم».
3- فشرع اخواله يدعون له بين اهل شكيم حتى استمالوا
قلوبهم وراء ابيمالك قائلين: «هو اخونا».
4- واعطوه سبعين شاقل فضة (نحو ثمانية كيلو جرامات
ونصف) من معبد بعل بريث استاجر بها اتباعا من
الاوغاد الطائشين،
5- واقتحم بهم بيت ابيه في عفرة، حيث ذبح اخوته
السبعين على حجر واحد، ولم ينج الا يوثام بن يربعل
الاصغر الذي تمكن من الاختباء.
6- فاجتمع اهل شكيم وجميع سكان القلعة ونصبوا
ابيمالك ملكا عند بلوطة النصب الذي في شكيم.
7- وبلغ الخبر يوثام فذهب ووقف على قمة جبل جرزيم
ونادى بصوت مرتفع قائلا لهم: «انصتوا لي يااهل شكيم
حتى يستمع لكم الله .
8- ذات مرة ذهبت الاشجار لتنصب عليها ملكا، فقالت
للزيتونة: «املكي علينا».
9- فاجابت الزيتونة: «ااتخلى عن زيتي الذي يكرمون به
الله والناس لكي املك على الاشجار؟».
10- فقالت الاشجار للتينة: «تعالي انت واملكي علينا».
11- فاجابت التينة: «ااهجر حلاوتي وثمري الطيب لاصير
ملكة على الاشجار؟».
12- فقالت الاشجار للكرمة: «تعالي انت واملكي علينا».
13- فاجابتهن الكرمة: «اانبذ خمري الذي يفرح الله
والناس لكي املك على الاشجار؟»
14- ثم قالت جميع الاشجار للعوسج: «تعال انت وصر
علينا ملكا»
15- فقال العوسج: «ان كنتم حقا تنصبونني عليكم ملكا،
فتعالوا واحتموا تحت ظلي، والا فان نارا تندلع من
العوسج وتلتهم ارز لبنان».
16- والآن، ان كنتم قد تصرفتم بحق وصواب عندما ملكتم
عليكم ابيمالك، وان كنتم قد احسنتم الى يربعل والى
اهل بيته فكافاتموه خيرا على عمل يديه.
17- فقد حارب ابي عنكم وجازف بحياته وانقذكم من قبضة
المديانيين.
18- اما انتم فقد ثرتم اليوم على بيت ابي وذبحتم
ابناءه السبعين على حجر واحد، وملكتم ابيمالك ابن
جاريته على اهل شكيم لانه اخوكم.
19- فان كنتم قد تصرفتم بحق وصواب مع يربعل واهل
بيته في هذا اليوم، فهنيئا لكم بابيمالك وهنيئا له
بكم.
20- والا فلتندلع نار من ابيمالك وتلتهم اهل شكيم
وسكان القلعة، ولتندلع نار من اهل شكيم ومن سكان
القلعة وتلتهم ابيمالك».
21- ثم هرب يوثام الى مدينة بئر خوفا من اخيه، واقام
هناك.
22- وتسلط ابيمالك على اسرائيل فترة ثلاث سنوات.
23- وما لبث الرب ان جعل العلاقة تسوء بين ابيمالك
واهل شكيم، فخان اهل شكيم ابيمالك،
24- عقابا له لما جناه من ظلم بحق ابناء يربعل
السبعين الذين سفك دماءهم، وانتقاما من اهل شكيم
الذين آزروه على ذبح اخوته.
25- فنصب اهل شكيم لابيمالك كمينا على قمم الجبال
وراحوا ينهبون كل عابري الطريق. فابلغ ابيمالك
بالامر.
26- وجاء جعل بن عابد مع اخوته الى شكيم فوثق به
اهلها.
27- ثم خرجوا الى الحقول وجنوا غلات كرومهم وصنعوا
منها خمرا، واحتفلوا ودخلوا الى معبد الههم واكلوا
وشربوا ولعنوا ابيمالك.
28- فقال جعل بن عابد: «من هو ابيمالك ومن هو شكيم
حتى نخدمه؟ اما هو ابن يربعل وزبول هو وكيله؟ اخدموا
رجال حمور ابي شكيم. لماذا علينا ان نخدم ابيمالك؟
29- لو صار هذا الشعب تحت امرتي لعزلت ابيمالك،
ولقلت له: جهز جيشك واخرج».
30- وعندما سمع زبول رئيس المدينة كلام جعل بن عابد،
احتدم غضبه.
31- وبعث برسل الى ابيمالك في ترمة قائلا: «قد وفد
جعل بن عابد واخوته الى مدينة شكيم، واثاروا المدينة
ضدك.
32- فالآن قم ليلا انت ومن معك من الجيش واكمن في
الحقل،
33- وفي الصباح عند شروق الشمس تبكر باقتحام المدينة.
وعندما يخرج جعل ومن معه من المحاربين لقتالك تفعل
به كما تشاء».
34- فجد ابيمالك وجيشه في السير ليلا وانقسموا في
فرق اربع، وكمنوا لاهل شكيم.
35- وعندما خرج جعل بن عابد ووقف عند مدخل بوابة
المدينة تحرك ابيمالك ورجاله من مكامنهم.
36- فرآهم جعل، فقال لزبول: «هوذا رجال منحدرون من
قمم الجبال». فاجابه زبول: «انك ترى ظلال الجبال
وكانها رجال».
37- فعاد جعل يقول ايضا: «هوذا رجال منحدرون من
المرتفعات، وها هي فرقة قادمة عن طريق بلوطة
العائفين».
38- فاجابه زبول: «اين هو تبجحك الآن حين قلت: من هو
ابيمالك حتى نخدمه؟ اليس هؤلاء هم الرجال الذين سخرت
منهم؟ فاخرج الآن وحاربه!».
39- فخرج جعل في طليعة اهل شكيم وحارب ابيمالك.
40- غير انه انهزم امامه وسقط عدد غفير من القتلى
على طول الطريق الى بوابة المدينة.
41- واستقر ابيمالك في ارومة، وطرد زبول جعلا واخوته
من شكيم.
42- وفي اليوم التالي خرج اهل شكيم الى الحقل للحرب،
فابلغ ابيمالك بالامر،
43- فقسم جيشه الى ثلاث فرق وكمن في الحقل، واذا
باهل شكيم قد برزوا من المدينة فانقض عليهم وكسرهم.
44- واقتحم ابيمالك وفرقته طريقه الى مدخل بوابة
المدينة وتمركز هناك. وهاجمت الفرقتان الاخريان كل
من كانوا في الحقل وابادتاهم.
45- وظلت رحى الحرب دائرة طوال ذلك اليوم حتى استولى
ابيمالك على المدينة وقضى على اهلها وهدمها وزرعها
ملحا.
46- وحين بلغ الخبر اهل برج شكيم تحصنوا في قلعة
معبد ايل بريث.
47- فعلم ابيمالك ان جميع اهل برج شكيم قد تحصنوا في
القلعة،
48- فارتقى هو وجيشه جبل صلمون، واخذ فاسا بيده وقطع
غصن شجرة ورفعه ووضعه على كتفه، وقال لرجاله: «كل ما
ترونني افعله فاسرعوا وافعلوا مثلي».
49- فقطع كل واحد من الجيش غصنا وساروا خلف ابيمالك
الى القلعة حيث كوموا الاغصان واحرقوا القلعة بمن
فيها. فمات جميع اهل برج شكيم وكانوا نحو الف رجل
وامراة.
50- ثم توجه ابيمالك الى تاباص وهاجمها واستولى
عليها.
51- فلجا جميع الرجال والنساء وسائر اهل المدينة الى
برج حصين قائم في وسط المدينة، واغلقوا ابوابه خلفهم،
وصعدوا الى سطح البرج.
52- فحاصر ابيمالك البرج وحاربه، واقترب من باب
البرج ليحرقه بالنار،
53- فالقت امراة حجر رحى على راسه فشجت جمجمته.
54- فاستدعى على التو حامل سلاحه وقال له: «اخترط
سيفك واقتلني لئلا يقولوا عني: قتلته امراة». فطعنه
بالسيف فمات.
55- فلما راى رجال ابيمالك ان قائدهم قد مات انصرف
كل منهم الى مكانه.
56- وهكذا عاقب الله ابيمالك على جريمته التي
ارتكبها بحق ابيه حين قتل اخوته السبعين.
57- وكذلك رد الله شر اهل شكيم على رؤوسهم، وبذلك
تحققت لعنة يوثام بن يربعل.
|
4 |
07 |
كتاب القضاة |
013 |
الله
1- ثم عاد بنو اسرائيل يرتكبون الاثم في عيني الرب،
فاسلمهم لقبضة الفلسطينيين اربعين سنة.
2- وكان هناك رجل من بلدة صرعة من عشيرة الدانيين
يدعى منوح، وامراته عاقر لم تنجب.
3- فتجلى ملاك الرب للمراة وقال لها: «انك عاقر لم
تنجبي، ولكنك ستحبلين وتلدين ابنا.
4- انما اياك ان تشربي خمرا او مسكرا او تاكلي شيئا
محرما
5- لانك ستحملين وتنجبين ابنا. فلا تحلقي شعر راسه
لان الصبي يكون نذيرا لله من مولده، وهو يشرع في
انقاذ اسرائيل من تسلط الفلسطينيين
6- فاسرعت الى زوجها وقالت: «ظهر لي رجل من عند الله،
ومنظره كهيئة ملاك الرب مجلل بالرهبة. لم اساله من
اين جاء، ولا هو اخبرني عن اسمه،
7- وقال لي: ها انت ستحبلين وتلدين ابنا، فاياك ان
تشربي خمرا ولا مسكرا، ولا تاكلي شيئا محرما، لان
الصبي يكون نذيرا للرب منذ مولده حتى يوم وفاته».
8- فتضرع منوح الى الرب قائلا: «اتوسل اليك ياسيدي
ان ترسل الينا رجل الله الذي بعثته، ليعلمنا كيف
نربي الصبي الذي يولد».
9- فاستجاب الله صلاة منوح، فتجلى ملاك الله ايضا
للمراة وهي جالسة في الحقل، ولم يكن زوجها منوح معها.
10- فاسرعت واخبرت زوجها قائلة: «تراءى لي الرجل
الذي ظهر لي في ذلك اليوم».
11- فهب منوح في اثر زوجته حتى قدم على الرجل وساله:
«اانت الرجل الذي خاطب زوجتي من قبل؟» فاجابه: «انا
هو».
12- فقال منوح: «عندما يتحقق كلامك فكيف ينبغي ان
نقوم بتربية الصبي ومعاملته؟»
13- فاجابه الملاك: «لتحرص المراة على طاعة كل ما
امرتها به.
14- واياها ان تاكل من كل نتاج الكرمة او تشرب خمرا
او مسكرا، او تاكل طعاما محرما. لتحرص على اطاعة كل
ما اوصيتها به».
15- فقال له منوح: «نود ان تمكث معنا ريثما نجهز لك
جديا».
16- فاجاب ملاك الرب: «ولو اعقتني لن آكل من خبزك،
وان قربت محرقة فللرب قدمها». ولم يكن منوح يدرك ان
الرجل هو ملاك الرب.
17- فسال منوح ملاك الرب: «ما اسمك حتى اذا تحقق
كلامك نكرمك؟»
18- فاجاب: «لماذا تسال عن اسمي وهو عجيب؟»
19- ثم اخذ منوح جديا وتقدمة حبوب وقربهما على
الصخرة للرب. فقام الملاك بعمل عجيب على مشهد من
منوح وزوجته
20- فقد صعد في السنة اللهيب المرتفعة من المذبح نحو
السماء على مشهد منهما، فخرا على الارض ساجدين.
21- ولم يتجل ملاك الرب ثانية لمنوح وزوجته. عندئذ
ادرك منوح انه ملاك الرب.
22- فقال منوح لامراته: «اننا لابد مائتان لاننا قد
راينا الله»
23- فاجابته: «لو اراد الرب ان يميتنا لما قبل منا
محرقة وتقدمة، ولما ارانا كل هذه الامور واخبرنا بها
في هذا الوقت».
24- فانجبت المراة ابنا دعته شمشون. وكبر الصبي
وباركه الرب.
25- وابتدا روح الرب يحركه في ارض سبط دان بين صرعة
واشتاول.
|
5 |
07 |
كتاب القضاة |
015 |
الله
1- وحدث بعد مدة في موسم حصاد القمح، ان شمشون اخذ
جديا وذهب ليزور زوجته،
2- وقال لحميه: «انا داخل الى مخدع زوجتي». ولكن
اباها منعه وقال: «لقد ظننت انك كرهتها فزوجتها
لنديمك. فلماذا لا تتزوج اختها الاصغر منها عوضا
عنها؟ اليست هي اجمل منها؟»
3- فاجابه شمشون: «لا لوم علي هذه المرة اذا انتقمت
من الفلسطينيين».
4- وانطلق شمشون واصطاد ثلاث مئة ثعلب وربط ذيلي كل
ثعلبين معا ووضع بينهما مشعلا،
5- ثم اضرم المشاعل بالنار واطلق الثعالب بين زروع
الفلسطينيين، فاحرقت حقول القمح واكداس الحبوب
واشجار الزيتون.
6- فسال الفلسطينيون: «من الجاني؟» فقيل لهم: «شمشون
صهر التمني، لانه اخذ امراة شمشون وزوجها لنديمه»،
فصعد الفلسطينيون واحرقوها مع ابيها بالنار.
7- فقال شمشون: «لانكم هكذا تتصرفون فانني لن اكف
حتى انتقم منكم».
8- وهجم عليهم بضراوة وقتل منهم كثيرين، ثم ذهب الى
مغارة صخرة عيطم واقام فيها.
9- فتقدم جيش الفلسطينيين واحتلوا ارض يهوذا
وانتشروا في لحي
10- فسالهم رجال يهوذا: «لماذا جئتم لمحاربتنا؟»
فاجابوهم: «جئنا لكي ناسر شمشون ونفعل به مثلما فعل
بنا».
11- فذهب ثلاثة آلاف رجل من سبط يهوذا الى مغارة
صخرة عيطم وقالوا لشمشون: «الا تعلم ان الفلسطينيين
متسلطون علينا، فماذ فعلت بنا؟» فاجابهم: «كما فعلوا
بي هكذا فعلت بهم».
12- فقالوا له: «لقد جئنا لنوثقك ونسلمك الى
الفلسطينيين». فقال لهم شمشون: «احلفوا لي ان لا
تقتلوني بانفسكم».
13- فاجابوه: «لا، لن نقتلك نحن، انما نوثقك ونسلمك
اليهم». فاوثقوه بحبلين جديدين واخرجوه من المغارة.
14- فلما وصل الى لحي هب الفلسطينيون صارخين للقائه،
فحل عليه روح الرب، وقطع الحبلين اللذين على ذراعيه
وكانهما خيوط كتان محترقة.
15- وعثر على فك حمار طري، تناوله وقتل به الف رجل.
16- ثم قال شمشون: «بفك حمار كومت اكداسا فوق اكداس،
بفك حمار قضيت على الف رجل».
17- وعندما كف عن الكلام القى فك الحمار من يده،
ودعا ذلك الموضع رمت لحي (ومعناه تل عظمة الفك).
18- وعطش شمشون عطشا شديدا، فاستغاث بالرب قائلا: «لقد
منحت هذا الخلاص العظيم على يد عبدك، فهل اموت الآن
من العطش واقع اسيرا في يد الغلف؟»
19- ففجر الله له ينبوع ماء من فتحة في الارض في لحي،
فشرب منها وانتعشت نفسه. لذلك دعا اسم الموضع عين
هقوري (ومعناه ينبوع الذي دعا). ومازال الينبوع في
لحي الى يومنا هذا.
20- وظل شمشون قاضيا لاسرائيل عشرين سنة في اثناء
حكم الفلسطينيين.
|
6 |
07 |
كتاب القضاة |
018 |
الله
1- وفي تلك الايام عندما لم يكن على اسرائيل ملك،
شرع ابناء سبط دان يبحثون عن مكان يستوطنون فيه،
لانهم لم يكونوا قد ورثوا نصيبهم من الارض بعد وسط
اسباط اسرائيل.
2- فارسل الدانيون خمسة رجال من سبطهم من ذوي الباس
في مدينتي صرعة واشتاول، لتجسس الارض واستكشافها،
وقالوا لهم: «انطلقوا واستطلعوا لنا الارض» فجاءوا
الى جبل افرايم الى بيت ميخا وقضوا ليلتهم هناك.
3- وعرفوا من لهجة كاهن ميخا انه من سبط لاوي،
فانتحوا به جانبا وسالوه: «من جاء بك الى هنا، وماذا
تفعل في هذا المكان؟ ولماذا انت هنا؟»
4- فاجابهم: «كذا وكذا صنع لي ميخا، وقد استاجرني
فاصبحت له كاهنا».
5- فقالوا له: «اسال اذن الله لنعلم ان كانت مهمتنا
ستكلل بالنجاح ام لا».
6- فقال لهم الكاهن: «اذهبوا بسلام فطريقكم التي
تسلكونها تنعم برعاية الرب».
7- فمضى الرجال الخمسة حتى وصلوا الى لايش، فوجدوا
اهلها الصيدونيين مقيمين فيها مطمئنين كعادة
الصيدونيين، آمنين، لا يؤذيهم احد في ارضهم، اثرياء
ويتمتعون بالاكتفاء الذاتي، وكانوا بعيدين عن
الصيدونيين، ولم يعقدوا احلافا مع احد.
8- فعاد الرجال الخمسة الى قومهم في صرعة واشتاول،
فسالوهم: «ماذا وجدتم؟»
9- فاجابوهم: «هيا بنا نهجم على اهل لايش فارضهم
خصيبة، فما بالكم متقاعسون؟ لا تتكاسلوا عن الهجوم
لامتلاك الارض.
10- فانتم عندما تقدمون عليها ستجدون قوما مطمئنين
في ارض شاسعة. ان الرب قد وهبها لكم وهي ارض خصيبة
لا تفتقر الى شيء».
11- فارتحل من صرعة واشتاول ست مئة رجل مدججين
بالسلاح من سبط دان.
12- وعسكروا في قرية يعاريم في يهوذا، فدعي ذلك
الموضع مخيم دان الى هذا اليوم، وهو يقع وراء قرية
يعاريم.
13- واجتازوا من هناك الى جبل افرايم وجاءوا الى بيت
ميخا.
14- فقال الرجال الخمسة الذين ذهبوا لاستكشاف ارض
لايش لقومهم: «اتعلمون ان في هذه البيوت افودا
وترافيم وتمثالا منحوتا وآخر مسبوكا، فانظروا ماذا
تفعلون».
15- فاتجهوا نحو البيوت وجاءوا الى منزل الشاب
اللاوي في بيت ميخا وسلموا عليه.
16- وبقي الرجال الدانيون المسلحون الست مئة واقفين
عند مدخل الباب
17- فدخل الرجال الخمسة الذين ذهبوا لاستكشاف الارض
الى موضع المعبد، واخذوا التمثالين المنحوت والمسبوك
والافود والترافيم، بينما كان الكاهن واقفا عند مدخل
الباب مع الست مئة رجل المدججين بالسلاح.
18- واذ رآهم الكاهن قد دخلوا بيت ميخا واخذوا
التمثالين المنحوت والمسبوك والافود والترافيم،
سالهم: «ماذا تفعلون؟»
19- فقالوا له: «اصمت. لا تنطق بكلمة. تعال معنا وكن
لنا مرشدا وكاهنا. ايهما خير لك: ان تكون كاهنا لبيت
رجل واحد، ام تكون كاهنا لسبط وعشيرة في اسرائيل؟»
20- فاغتبط قلب الكاهن للامر، واخذ الافود والترافيم
والتمثال المنحوت وانضم الى القوم.
21- ثم انطلقوا في طريقهم بعد ان جعلوا اطفالهم
ومواشيهم ومؤونتهم في الطليعة.
22- ولما ابتعدوا عن بيت ميخا تالب رجال الحي الذي
فيه بيت ميخا وتعقبوا ابناء دان حتى ادركوهم.
23- وصاحوا بهم، فسال الدانيون ميخا: «مالك تصرخ؟
وماذا يزعجك حتى تعقبتنا بهذه الشرذمة من المحاربين؟»
24- فاجاب: «لقد اخذتم آلهتي التي صنعتها، وكذلك
الكاهن، ومضيتم. فماذا بقي لي؟ فكيف تسالونني: مالك؟»
25- فقال له الدانيون: «لا ترفع صوتك بيننا لئلا
تثير غضب رجال افظاظ الطباع فيهاجموك ويقتلوك مع اهل
بيتك».
26- وانطلق الدانيون في طريقهم. ولما راى ميخا انهم
اقوى من ان يتغلب عليهم رجع الى بيته.
27- اما الدانيون فقد اقبلوا الى لايش ومعهم اصنام
ميخا والكاهن، فوجدوا شعبها آمنا مطمئنا مسالما،
فهاجموها وقتلوا اهلها بحد السيف واحرقوها.
28- ولم يهب احد لانقاذها لانها كانت بعيدة عن صيدون،
ولم يعقد اهلها احلافا مع احد. وكانت المدينة تقع في
الوادي الذي فيه بيت رحوب. واعاد الدانيون بناء
المدينة واقاموا فيها،
29- ودعوها دان باسم دان ابيهم الذي انجبه اسرائيل،
اما اسمها القديم فكان لايش.
30- ونصب ابناء دان لانفسهم التمثال المنحوت، وظل
يهوناثان ابن جرشوم بن منسى وبنوه من بعده كهنة لسبط
الدانيين الى يوم سبي البلاد.
31- ونصبوا تمثال ميخا المنحوت الذي صنعه، طوال
الحقبة التي كان فيها بيت الله في شيلوه.
|
7 |
07 |
كتاب القضاة |
020 |
الله
1- وتالب بنو اسرائيل جميعهم كرجل واحد قادمين من
دان في الشمال الى بئر سبع في الجنوب، ومن ارض جلعاد
ايضا، ومثلوا امام الرب في المصفاة.
2- واحتشد زعماء الشعب مع اربع مئة الف من محاربي
اسباط اسرائيل.
3- فبلغ النبا سبط بنيامين ان المحاربين
الاسرائيليين قد تجمعوا في المصفاة. وقال
الاسرائيليون: «قصوا علينا كيف حدثت هذه القباحة؟»
4- فاجاب زوج القتيلة: «دخلت انا ومحظيتي الى جبعة
بنيامين لنقضي ليلتنا،
5- فثار علي رجال من جبعة وحاصروني بالبيت ليلا،
وهموا بقتلي واغتصبوا محظيتي حتى ماتت.
6- فاخذتها وقطعتها ووزعتها في جميع ارض اسرائيل
لانهم ارتكبوا قباحة وفجورا في اسرائيل.
7- والآن تبصروا بالامر ياابناء اسرائيل واحكموا».
8- فهب المحاربون، كرجل واحد، وهتفوا: «لن يرجع احد
منا الى خيمته او بيته،
9- قبل ان نعاقب اهل جبعة على ما اقترفوه. سنلقي
قرعة
10- لنختار عشرة رجال من كل مئة من محاربي كل سبط،
ومئة من كل الف، والفا من كل عشرة آلاف للاشراف على
تموين المحاربين بالمؤونة، بينما يقوم بقية الجيش
بمعاقبة جبعة بنيامين على القباحة التي ارتكبتها في
اسرائيل».
11- وهكذا احتشد كل رجال اسرائيل ضد المدينة،
واتحدوا كانهم رجل واحد.
12- وبعث اسباط بني اسرائيل الى جميع عشائر بنيامين
قائلين: «ما هذا الشر الذي تفشى بينكم؟
13- لذلك، سلموا الاوغاد بني بليعال المقيمين في
جبعة لكي نقتلهم ونستاصل الشر من اسرائيل». فابى
البنيامينيون الاستجابة الى طلب اخوتهم بني اسرائيل.
14- وتقاطروا من سائر المدن الى جبعة تاهبا لمحاربة
الاسرائيليين.
15- وبلغ عدد محاربي بني بنيامين الوافدين من المدن
في ذلك اليوم ستة وعشرين الف محارب، فضلا عن اهل
جبعة البالغين سبع مئة رجل من خيرة المحاربين.
16- وكان من جملة جيش بنيامين سبع مئة رجل اعسر
منتخبون لرمي الحجر بالمقلاع، لمهارتهم في اصابة
الهدف من غير ان يخطئوا ولو بمقدار شعرة.
17- اما جيش اسرائيل، باستثناء بنيامين، فقد بلغ
عدده اربع مئة الف، وكلهم رجال حرب.
18- فانطلق هؤلاء الى بيت ايل ليستشيروا الله قائلين:
«من يذهب اولا لمحاربة بنيامين؟» فاجاب الرب: «يهوذا
اولا».
19- فبكر الاسرائيليون في الصباح واحاطوا بجبعة.
20- واصطف رجال اسرائيل متاهبين لمحاربة
البنيامينيين عند جبعة.
21- فاندفع بنو بنيامين نحوهم، واهلكوا في ذلك اليوم
اثنين وعشرين الف رجل.
22- وتشجع جيش اسرائيل، وعادوا فاصطفوا في نفس
الموضع الذي اصطفوا فيه في اليوم الاول.
23- وبكوا امام الرب الى المساء طالبين مشورته
قائلين: «هل نعود لمحاربة اخوتنا بني بنيامين؟» فقال
الرب: «اهجموا عليهم».
24- فتقدم الاسرائيليون لمحاربة البنيامينيين في
اليوم التالي.
25- فاندفع البنيامينيون نحوهم وقتلوا منهم ايضا
ثمانية عشر الف رجل، وكلهم من المقاتلين بالسيف.
26- فتوجه جميع الشعب من المحاربين الى بيت ايل
وبكوا ومثلوا امام الرب صائمين في ذلك اليوم الى
المساء، ثم اصعدوا للرب محرقات وذبائح سلام.
27- واستشار بنو اسرائيل الرب. وكان تابوت عهد الرب
مازال آنئذ هناك.
28- وفينحاس بن العازار بن هرون هو الكاهن الواقف
على خدمته. وسال بنو اسرائيل الرب: «هل نعود لمحاربة
اخوتنا بني بنيامين ام نكف عن قتالهم؟» فاجاب الرب:
«قاتلوهم لاني غدا انصركم عليهم».
29- ونصب الاسرائيليون كمينا حول جبعة،
30- وتقدموا لمحاربة بني بنيامين واصطفوا عند جبعة
كالمرتين الاوليين
31- فاندفع البنيامينيون لمهاجمتهم، وابتعدوا عن
المدينة وراء الاسرائيليين في الطريق المفضية الى
بيت ايل، والطريق الاخرى المؤدية الى جبعة عبر الحقل،
وشرعوا يهاجمون الجيش الاسرائيلي كالمرتين السابقتين،
فقتلوا منهم نحو ثلاثين رجلا.
32- واعتقد بنو بنيامين ان الاسرائيليين منهزمون
امامهم كما حدث سابقا، في حين ان بني اسرائيل
تظاهروا بالهرب امامهم قائلين: «لنجتذبهم بعيدا عن
المدينة الى الطرق».
33- وهب رجال اسرائيل من اماكنهم واصطفوا في بعل
تامار، ووثب كمين بني اسرائيل من مراصده من عراء
جبعة.
34- وتقدم عشرة آلاف رجل من خيرة محاربي اسرائيل من
مقابل جبعة، فاشتدت المعركة من غير ان يدرك
البنيامينيون ان الكارثة قد احاقت بهم.
35- وهزم الرب بنيامين امام اسرائيل فاهلكوا منهم في
ذلك اليوم خمسة وعشرين الف رجل ومئة رجل، وكلهم من
رجال السيف.
36- عندئذ ادرك البنيامينيون انهم قد هزموا. وكان
الاسرائيليون قد تظاهروا بالتقهقر اعتمادا على
الكمين الذي نصبوه حول جبعة.
37- وما لبث الكمين ان اقتحم جبعة وضربها بحد السيف.
38- وكان الاتفاق بين رجال اسرائيل وبين الكمين ان
يصعد الكمين حال اقتحامه للمدينة عمودا متكاثفا من
الدخان.
39- فلما تقهقر الاسرائيليون في الحرب، شرع
البنيامينيون في مطاردتهم فقتلوا منهم نحو ثلاثين
رجلا، اعتقادا منهم ان الاسرائيليين منهزمون امامهم
كما حدث في المعارك الاولى.
40- ولكن عندما ابتدا عمود الدخان يتصاعد من المدينة
التفت بنو بنيامين وراءهم واذا بالدخان يرتفع نحو
عنان السماء من كل ارجاء المدينة.
41- فانكفا رجال اسرائيل على البنيامينيين الذين
فروا مرعوبين لانهم ادركوا ان الكارثة قد احاقت بهم.
42- وتقهقروا امام بني اسرائيل في طريق الصحراء.
ولكن الحرب ادركتهم، وخرج رجال الكمين من المدن
وقطعوا عليهم الطريق، فهلك البنيامينيون بين
الفريقين.
43- وهكذا حاصروا بني بنيامين وتعقبوهم بسهولة،
وادركوهم مقابل جبعة شرقا.
44- فقتل منهم ثمانية عشر الف رجل من جبابرة القتال.
45- وعندما ولت فلولهم هاربة الى الصحراء الى صخرة
رمون، تمكن الاسرائيليون من القضاء على خمسة آلاف
منهم في الطريق، ثم جدوا في تعقبهم الى جدعوم فقتلوا
منهم ايضا الفي رجل.
46- فكانت جملة المقتولين من البنيامينيين في ذلك
اليوم خمسة وعشرين الف رجل من المحاربين بالسيف،
وجميعهم جبابرة قتال.
47- وتمكن ست مئة رجل منهم من الهرب واللجوء الى
صخرة رمون فاقاموا هناك اربعة اشهر.
48- وارتد بنو اسرائيل الى مدن بنيامين وقضوا على
اهاليها قاطبة بحد السيف، وذبحوا البهائم وكل ما وجد
فيها، واحرقوها بالنار.
|
8 |
08 |
كتاب راعوث |
001 |
الله
1- وعمت مجاعة في البلاد في ايام حكم القضاة، فتغرب
رجل من بيت لحم يهوذا في ارض موآب مع امراته وابنيه.
2- وكان اسم الرجل اليمالك واسم امراته نعمي، واسما
ولديه محلون وكليون، وهم افراتيون من بيت لحم يهوذا،
فارتحلوا الى بلاد موآب واقاموا فيها.
3- ومات اليمالك زوج نعمي تاركا زوجته وولديه
4- اللذين تزوجا من امراتين موآبيتين، اسم احداهما
عرفة والاخرى راعوث. واقاما هناك نحو عشر سنوات.
5- ثم مات محلون وكليون، وهكذا فقدت المراة زوجها
وابنيها واصبحت وحيدة.
6- وسمعت نعمي وهي مازالت في ارض موآب ان الرب قد
بارك شعبه واخصب ارضهم،
7- فقامت هي وكنتاها وانطلقت من موآب نحو بلادها،
ورافقتها كنتاها في طريق العودة الى ارض يهوذا.
8- فقالت نعمي لكنتيها: «هيا لترجع كل منكما الى بيت
امها، وليبارككما الرب كما احسنتما الي والى زوجيكما
المتوفيين.
9- ولينعم الرب على كل واحدة منكما بزيجة اخرى سعيدة،
وقبلتهما وانخرطن جميعا في البكاء بصوت مرتفع.
10- ولكنهما قالتا لها: «لا، سنمضي معك الى شعبك».
11- فاجابت نعمي: «ارجعا يابنتي. لماذا تاتيان معي؟
هل انا قادرة بعد على انجاب بنين حتى يكبروا فيكونوا
لكما ازواجا؟
12- عودا يابنتي، واذهبا، فانا قد شخت، ولم اعد
صالحة لاكون زوجة رجل. وحتى لو املت ان اتزوج الليلة
وانجب بنين ايضا،
13- فهل تنتظران حتى يكبروا؟ وهل تمتنعان عن الزواج
من اجلهم؟ لا يابنتي، فانني حزينة جدا من اجلكما لان
يد الرب قد عاقبتني فاصابكما الضرر ايضا».
14- ثم اجهشن ثانية في البكاء بصوت مرتفع. وقبلت
عرفة حماتها وفارقتها، واما راعوث فالتصقت بها.
15- فقالت نعمي لها: «ها سلفتك قد رجعت الى قومها
وآلهتها، فافعلي انت مثلها».
16- فاجابتها راعوث: «لا تلحي علي كي اتركك وافارقك،
لانه حيثما ذهبت اذهب، وحيثما مكثت امكث. شعبك شعبي،
والهك الهي.
17- حيثما مت اموت وادفن. وليعاقبني الرب اشد عقاب
ان تخليت عنك، ولن يفرقني عنك سوى الموت».
18- فلما رات انها مصرة على الذهاب معها، كفت عن
محاولة اقناعها بالرجوع.
19- وتابعتا سيرهما حتى دخلتا بيت لحم، وما ان بلغتا
المدينة حتى اثار رجوعهما اهلها وتساءلوا: «اهذه هي
نعمي؟»
20- فقالت لهم: «لا تدعوني نعمي بل مرة، لان الله
القدير قد مرر حياتي.
21- لقد خرجت ممتلئة وارجعني الرب فارغة اليدين.
فلماذا تدعونني نعمي والرب قد اذلني والقدير قد
فجعني؟»
22- وهكذا رجعت نعمي وكنتها راعوث الموآبية من بلاد
موآب، فكان وصولهما الى بيت لحم في مستهل موسم حصاد
الشعير.
|
9 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
002 |
الله
1- وصلت حنة قائلة: «ابتهج قلبي بالرب وسمت عزتي به.
افتخر على اعدائي لاني فرحت بخلاصك.
2- اذ ليس قدوس نظير الرب، ولا يوجد من يماثلك، وليس
صخرة كالهنا.
3- كفوا عن الكبرياء، وكموا افواهكم عن الغرور لان
الرب اله عليم وبه توزن الاعمال.
4- لقد تحطمت اقواس الجبابرة وتنطق الضعفاء بالقوة.
5- الذين كانوا شباعى آجروا انفسهم لقاء الطعام،
والذين كانوا جياعا ملاهم الشبع. انجبت العاقر سبعة،
اما كثيرة الابناء فقد ذبلت.
6- الرب يميت ويحيي، يطرح الى الهاوية ويصعد منها.
7- الرب يفقر ويغني، يذل ويعز.
8- ينهض المسكين من التراب، ويرفع البائس من كومة
الرماد، ليجلسه مع النبلاء، ويملكه عرش المجد، لان
للرب اساسات الارض التي ارسى عليها المسكونة.
9- هو يحفظ اقدام اتقيائه، اما الاشرار فينطوون في
الظلام، لانه ليس بالقوة يتغلب الانسان.
10- مخاصمو الرب يتحطمون، ومن السماء يقذف رعوده
عليهم؛ يدين الرب اقاصي الارض، ويمنح عزة لمن يختاره
ملكا ويمجد مسيحه».
11- ثم رجع القانة الى بيته في الرامة، وظل الصبي
يخدم الرب لدى عالي الكاهن.
12- اما ابنا عالي فكانا متورطين في الشر لا يعرفان
الرب
13- ولا حق الكهنة المتوجب على الشعب. فكان كلما قدم
رجل ذبيحة ياتي غلام الكاهن عند طبخ اللحم حاملا
بيده خطافا ذا ثلاث شعب.
14- فيغرزه في اللحم الذي في المرحضة او المرجل او
المقلى او القدر، وياخذ الكاهن كل ما يعلق بشعب
الخطاف. هكذا كانا يعاملان جميع الاسرائيليين
القادمين الى شيلوه.
15- كذلك كان خادم الكاهن ياتي الى ذابح القربان
ويقول له قبل احراق الشحم: «اعط لحما للكاهن حتى
يشوى، فانه لا يقبل منك لحما مطبوخا بل نيئا».
16- فيجيبه الرجل: «ليحرقوا اولا شحم الذبيحة، ثم خذ
ما تشتهيه نفسك». فيقول الخادم: «لا، بل اعطني الآن
اللحم والا آخذه بالرغم عنك».
17- فعظمت خطيئة ابناء عالي امام الرب، لان الشعب
استهان بذبيحة الرب من جراء تصرفاتهما.
18- وكان صموئيل آنئذ يخدم في محضر الرب وهو ما برح
صبيا، يرتدي افودا من كتان.
19- وكانت امه تصنع له جبة صغيرة، تحضرها معها كل
سنة عند مجيء رجلها لتقريب الذبيحة السنوية،
20- فيبارك عالي القانة وزوجته قائلا: «ليرزقك الرب
ذرية من هذه المراة عوضا عن الصبي الذي وهبتماه للرب».
ثم يرجعان الى حيث يقيمان.
21- وعندما افتقد الرب حنة، حملت وانجبت ثلاثة ابناء
وبنتين. اما صموئيل فقد ترعرع في خدمة الرب.
22- وطعن عالي في السن. وبلغه ما ارتكبه بنوه من
مساويء بحق جميع الاسرائيليين، وانهم كانوا يضاجعون
النساء المجتمعات عند مدخل خيمة الاجتماع.
23- فقال لهم: «لماذا ترتكبون هذه الفواحش، فقد
بلغتني اخبار مساوئكم من جميع هذا الشعب؟
24- لا، يا بني، فالاخبار التي بلغتني مشينة، اذ
انكم تجعلون الشعب يتعدى على شريعة الرب.
25- فان اخطا انسان نحو انسان، فالله يدينه، ولكن ان
اخطا الى الرب فمن يصلي من اجله؟» لكنهم لم يعيروا
توبيخ ابيهم اي اهتمام لان الرب شاء ان يميتهم.
26- اما الصبي صموئيل فاستمر ينمو في الصلاح ويحظى
برضى الله والناس.
27- وذات يوم جاء نبي الى عالي برسالة من الله، قال:
«الم اتجل لبيت ابيك وهم ما برحوا في مصر في ديار
فرعون،
28- وانتخبت اباكم هرون من بين جميع اسباط اسرائيل
ليكون لي كاهنا يصعد على مذبحي قرابين ويوقد
بخورا،ويرتدي امامي افودا، ووهبت لبيت ابيك جميع
وقائد بني اسرائيل.
29- فلماذا تحتقرون ذبيحتي وتقدمتي التي امرت بها
للمسكن، وتفضل ابنيك عني لتكدسوا الشحم على ابدانكم،
مما تخيرتموه من قرابين شعبي؟
30- لذلك يقول الرب اله اسرائيل: لقد وعدت ان يظل
بيتك وبيت ابيك يخدمون في محضري الى الابد. اما الآن،
يقول الرب: فحاشا لي ان افعل ذلك، لانني اكرم الذين
يكرمونني، اما الذين يحتقرونني فيصغرون.
31- ها هي ايام مقبلة يخطف فيها الموت رجالكم فلا
يبقى شيخ في بيتك.
32- وتشهد ضيقا في مسكني، بينما ينعم الاسرائيليون
بالرفاهية ويخلو بيتك من الشيوخ كل الايام.
33- ويكون من استحييه من ذريتك لخدمة مذبحي سببا في
اعشاء عينيك بالدموع واذابة قلبك بالحزن، وبقية
ذريتك يموتون شبانا.
34- وتصديقا لقولي اعطيك علامة تصيب ابنيك حفني
وفينحاس: انهما في يوم واحد يموتان كلاهما.
35- فاختار لنفسي كاهنا مخلصا يعمل بمقتضى ما بقلبي
ونفسي فاقيم له بيتا امينا، ويصير كاهنا للملك الذي
اختاره.
36- وكل من يبقى من ذريتك ياتي اليه ساجدا متوسلا من
اجل قطعة فضة ورغيف خبز، متضرعا اليه قائلا: هبني
عملا بين الكهنة لآكل كسرة خبز».
|
10 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
003 |
الله
1- وخدم الصبي صموئيل الرب باشراف عالي. وكانت رسائل
الرب نادرة في تلك الايام، والرؤى عزيزة.
2- وحدث ان عالي كان مضطجعا في مكانه المعتاد وقد كل
بصره فعجز عن النظر.
3- وبينما كان صموئيل راقدا في هيكل الرب الذي فيه
تابوت الله، ولم يكن سراج الله قد انطفا بعد،
4- دعا الرب صموئيل، فاجاب: «نعم».
5- وهرول نحو عالي قائلا: «ها انا قد جئت لانك
استدعيتني». فقال عالي: «انني لم ادعك. عد واضطجع».
فرجع صموئيل ورقد.
6- ثم دعا الرب صموئيل مرة ثانية، فنهض صموئيل ومضى
الى عالي قائلا: «ها انا جئت لانك دعوتني». فاجابه:
«انني لم ادعك يا ابني، عد واضطجع».
7- ولم يكن صموئيل قد عرف الرب بعد، ولا تلقى منه
اية رسالة.
8- ودعا الرب صموئيل مرة ثالثة، فقام وذهب الى عالي
قائلا: «ها انا قد جئت لانك دعوتني». فادرك عالي
آنئذ ان الرب هو الذي يدعو الصبي،
9- فقال عالي لصموئيل: «اذهب وارقد، واذا دعاك الرب
فقل: تكلم يارب لان عبدك سامع». فذهب صموئيل ورقد في
مكانه.
10- ودعا الرب كما حدث في المرات السابقة: «صموئيل،
صموئيل». فاجاب صموئيل: «تكلم لان عبدك سامع»
11- فقال الرب لصموئيل: «ها انا مزمع ان اجري امرا
في اسرائيل تطن اذنا كل من يسمع به.
12- اذ اوقع بعالي كل ما توعدت به بيته بحذافيره.
13- وقد انباته بانني سادين بيته الى الابد، على
الشر الذي يعلم ان ابنيه قد اوجبا به اللعنة على
نفسيهما، فلم يردعهما.
14- لهذا اقسمت ان لا يكفر عن اثم بيت عالي بذبيحة
او تقدمة الى الابد».
15- ونام صموئيل الى الصباح، ثم قام وفتح ابواب بيت
الرب. وخاف ان يطلع عالي على الرؤيا.
16- فاستدعى عالي اليه صموئيل.
17- وساله: «بماذا خاطبك الرب؟ لا تخف عني. ليضاعف
الرب عقابك ان اخفيت عني كلمة مما خاطبك به الرب».
18- فاطلعه صموئيل على جميع الكلام، ولم يخف عنه
شيئا. فقال عالي: «انه الرب، وهو يفعل ما يشاء».
19- وكبر الصبي. وكان الرب معه. لم يخذله قط.
20- وعرف جميع بني اسرائيل من دان الى بئر سبع ان
الرب قد ائتمن صموئيل ليكون له نبيا.
21- وظل الرب يتجلى في شيلوه حيث كان يعلن ذاته
لصموئيل من خلال رسائله التي كان صموئيل يبلغها
لجميع الشعب.
|
11 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
004 |
الله
1- واحتشد الاسرائيليون عند حجر المعونة لمحاربة
الفلسطينيين، وتجمع الفلسطينيون في افيق.
2- واصطف الفلسطينيون للقاء اسرائيل وما لبثت ان
دارت رحى الحرب، فانهزم الاسرائيليون امام
الفلسطينيين الذين قتلوا منهم في ميدان المعركة نحو
اربعة آلاف رجل.
3- ورجع الناجون الى معسكرهم، فتساءل شيوخ اسرائيل:
«لماذا هزمنا الرب اليوم امام الفلسطينيين؟ لنات
بتابوت عهد الرب من شيلوه وندخله في وسطنا فينقذنا
من قبضة اعدائنا».
4- فبعث الجيش الى شيلوه بمن حمل تابوت عهد الرب
القدير الجالس على الكروبيم، ورافقه ايضا ابنا عالي:
حفني وفينحاس.
5- وما ان دخل تابوت عهد الرب الى المعسكر حتى هتف
جميع الجيش هتافا عظيما ارتجت له الارض.
6- فسمع الفلسطينيون ضجيج الهتاف فتساءلوا: «ما ضجيج
الهتاف هذا في معسكر العبرانيين؟» ولما عرفوا ان
تابوت الرب قد جيء به الى المعسكر،
7- اعتراهم الخوف وقالوا: «لقد جاء الله الى المعسكر،
فالويل لنا لانه لم يحدث مثل هذا من قبل.
8- ويل لنا! من ينقذنا من يد اولئك الآلهة القادرين،
فانهم هم الآلهة الذين انزلوا بمصر كل صنوف الضربات
في البرية.
9- تشجعوا، وكونوا ابطالا ايها الفلسطينيون، لئلا
يستعبدكم العبرانيون كما استعبدتموهم. كونوا رجالا
واستبسلوا في القتال».
10- فحارب الفلسطينيون وانهزم الاسرائيليون، وفر كل
واحد الى خيمته. وكانت المجزرة عظيمة جدا، وقتل من
اسرائيل ثلاثون الف رجل.
11- واستولى الفلسطينيون على تابوت الله، ومات ابنا
عالي حفني وفينحاس.
12- واقبل في ذلك اليوم رجل من ميدان المعركة الى
شيلوه بثياب ممزقة وراس معفر بالتراب.
13- وكان عالي حينذاك جالسا على كرسي الى جوار
الطريق يراقب، لان قلبه كان مضطربا على مصير تابوت
الله. وما ان دخل الرجل المدينة واذاع النبا حتى ضجت
المدينة كلها بالصراخ.
14- فتساءل عالي: «ما سر هذا الضجيج؟» فاسرع الرجل
يبلغه الخبر.
15- وكان عالي قد بلغ من العمر ثمان وتسعين سنة،
وكانت عيناه قد كلتا جدا، فلم يعد قادرا على الابصار.
16- فقال الرجل: «لقد وصلت لتوي من ميدان القتال
هاربا اليوم من لهيب المعركة». فساله: «ماذا جرى يا
بني؟»
17- فاجاب: «انهزم الاسرائيليون امام الفلسطينيين،
وقتل عدد كبير جدا من الجيش، ومات ايضا هناك ابناك
حفني وفينحاس، واخذ تابوت الله».
18- وما ان ذكر الرجل نبا تابوت الله حتى سقط عالي
عن الكرسي الى الوراء الى جوار الباب، فانكسرت رقبته
ومات لانه كان رجلا شيخا ثقيل الجسم. وقد قضى لبني
اسرائيل مدة اربعين سنة.
19- وكانت كنته امراة فينحاس حبلى توشك على الولادة،
فلما بلغها خبر الاستيلاء على تابوت الله ووفاة
حميها ومقتل زوجها، سقطت وولدت، لان آلام المخاض
هاجمتها.
20- وعند احتضارها قالت لها النسوة المحيطات بها: «لا
تجزعي، فقد رزقت بولد»؛ فلم تجب ولم يابه قلبها
للبشرى.
21- ودعت الصبي ايخابود قائلة: «قد زال المجد من
اسرائيل»؛ لان تابوت الله قد اخذ ومات حموها وزوجها
22- وهذا ما دعاها للقول: «قد زال المجد من اسرائيل
لان تابوت الله قد اخذ».
|
12 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
005 |
الله
1- واخد الفلسطينيون تابوت الله ونقلوه من حجر
المعونة الى اشدود،
2- ثم ادخلوه الى معبد داجون الههم، ووضعوه الى
جواره.
3- وفي صباح اليوم التالي وجد اهل اشدود صنم الههم
داجون مطروحا على وجهه الى الارض امام تابوت الرب،
فرفعوه واقاموه في موضعه.
4- وفي صباح اليوم التالي عثروا على صنم داجون
مطروحا على وجهه الى الارض امام تابوت الرب، وراسه
ويداه مقطوعة وملقاة على العتبة، ولم يبق منه سوى
جسم السمكة.
5- لذلك لا يطا كهنة داجون وسائر الداخلين الى معبد
داجون على عتبة المعبد في اشدود الى هذا اليوم.
6- ثم ثقلت وطاة الرب على الاشدوديين والقرى المحيطة
بهم، فاصابهم الخراب، وبلاهم بالبواسير.
7- وعندما تبين اهل اشدود ما يجري قالوا: «لا ينبغي
ان يمكث تابوت اله اسرائيل عندنا، لان وطاة يده قد
قست علينا وعلى داجون الهنا».
8- فاستدعوا اقطاب الفلسطينيين جميعهم قائلين: «ماذا
نصنع بتابوت اله اسرائيل؟» فاجابوهم: «انقلوه الى جت».
وعندما نقلوا تابوت اله اسرائيل الى جت،
9- عاقبت يد الرب المدينة، فاصاب اهلها اضطراب عظيم
جدا، وتفشى في صغيرهم وكبيرهم داء البواسير.
10- فارسلوا تابوت الله الى عقرون. وما ان دخل
المدينة حتى صرخ اهل عقرون قائلين: «قد نقلوا الينا
تابوت اله اسرائيل لكي يقضوا علينا وعلى شعبنا».
11- فبعثوا واستدعوا اقطاب الفلسطينيين وقالوا: «اعيدوا
تابوت اله اسرائيل فيرجع الى موضعه ولا يفنينا نحن
وشعبنا»؛ لان الموت قد ملا المدينة بالرعب، اذ صارت
وطاة يد الرب عليهم ثقيلة جدا،
12- ومن لم يمت من الناس تفشت فيهم البواسير، فارتفع
صراخ المدينة الى عنان السماء.
|
13 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
006 |
الله
1- وبقي تابوت الله في بلاد الفلسطينيين سبعة اشهر.
2- ثم سال الفلسطينيون الكهنة والعرافين: «ماذا نفعل
بتابوت الرب؟ اخبرونا كيف نعيده الى موطنه».
3- فاجابوهم: «اذا اعدتم تابوت اله اسرائيل فلا
تعيدوه فارغا بل ارسلوا معه قربان اثم، حينئذ تبراون
وتدركون علة ما اصابكم من عقاب».
4- فسالوهم: «وما هو قربان الاثم الذي نرسله؟»
فاجابوا: «ارسلوا بحسب عدد اقطاب الفلسطينيين خمسة
نماذج ذهبية للبواسير، وخمسة نماذج ذهبية للفيران،
لان الكارثة التي ابتليتم بها واحدة عليكم وعلى
اقطابكم.
5- واسبكوا نماذج بواسيركم ونماذج فيرانكم التي خربت
الارض، ومجدوا اله اسرائيل، لعله يخفف من وطاة يده
عنكم وعن آلهتكم وعن ارضكم.
6- فلماذا تصلبون قلوبكم كما صلب المصريون وفرعون
قلوبهم؟ الم يطلقوهم على اثر ما اوقع بهم من عقاب؟
7- والآن اصنعوا عربة واحدة جديدة واربطوها الى
بقرتين مرضعتين لم يعلهما نير، وردوا عجليهما عنهما
الى الحظيرة،
8- ثم ضعوا تابوت الرب على العربة مع صندوق فيه
امتعة الذهب التي تردونها له لتكون قربان اثم،
واطلقوا العربة بما عليها فتذهب.
9- وراقبوها، فان اتجهت في طريق ارض اسرائيل الى بيت
شمس تعلمون آنئذ ان اله اسرائيل هو الذي انزل بنا
هذا الشر العظيم، وان مضت في غير هذا الاتجاه، ندرك
ان ما اصابنا هو صدفة، ولم يكن عقابا من يده».
10- فنفذ الرجال الامر، واخذوا بقرتين مرضعتين
ربطوهما الى العربة وحبسوا عجليهما في الحظيرة،
11- ثم وضعوا تابوت الرب على العربة مع الصندوق
وفيران الذهب ونماذج بواسيرهم،
12- فاتجهت البقرتان وهما تجاران، مباشرة في طريق
بيت شمس في خط مستقيم، لا تحيدان يمينا ولا شمالا.
وسار اقطاب الفلسطينيين خلفهما حتى حدود بيت شمس.
13- وكان اهل بيت شمس يقومون بحصاد الحنطة في الوادي،
وما ان راوا التابوت حتى غمرت البهجة قلوبهم
14- وتوجهت العربة الى حقل رجل اسمه يهوشع البيتشمسي،
ووقفت بجوار حجر كبير. فشق اهل بيت شمس خشب العربة
وذبحوا البقرتين وقدموهما محرقة للرب.
15- وانزل بعض اللاويين تابوت الرب والصندوق الذي
معه، بما فيه من امتعة الذهب، واقاموهما على الحجر
الكبير. في ذلك اليوم اصعد اهل بيت شمس محرقات
وقربوا ذبائح للرب.
16- وبعد ان شاهد اقطاب الفلسطينيين الخمسة ما جرى
رجعوا الى عقرون في اليوم نفسه.
17- اما قرابين الاثم للرب التي ردها الفلسطينيون من
نماذج بواسير الذهب، فكانت واحدا عن اشدود، وواحدا
عن غزة، وواحدا عن اشقلون، وواحدا عن جت، وواحدا عن
عقرون.
18- وكانت نماذج فيران الذهب على عدد مدن اقطاب
الفلسطينيين الخمسة، سواء كانت مدنا محصنة ام قرية
في الصحراء. ولا يزال الحجر الكبير الذي وضعوا تابوت
الرب عليه باقيا حتى الآن في حقل يهوشع في بيت شمس،
شاهدا على هذا.
19- وعاقب الرب اهل بيت شمس فقتل منهم سبعين رجلا
لانهم نظروا الى ما بداخل تابوت الرب، فناح الشعب
لان الرب اوقع بهم كارثة عظيمة.
20- وقال اهل بيت شمس: «من يستطيع ان يقاوم الرب
الاله القدوس هذا؟ والى اين نرسل التابوت من هنا؟»
21- وبعثوا برسل الى اهل قرية يعاريم قائلين: «قد
اعاد الفلسطينيون تابوت الرب، فتعالوا وخذوه».
|
14 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
009 |
الله
1- وكان رجل من سبط بنيامين من ذوي النفوذ يدعى قيس
بن ابيئيل بن صرور بن بكورة بن افيح،
2- وكان له ابن اسمه شاول من اكثر شبان اسرائيل
وسامة واكثرهم طولا، لم يزد طول قامة احد من الشعب
عن ارتفاع كتفيه.
3- وحدث ان ضلت حمير قيس ابي شاول، فقال له: «خذ معك
واحدا من الغلمان وامض باحثا عن الحمير».
4- فراح يبحث عنها في جبل افرايم وفي ارض شليشة، فلم
يعثر عليها. فاجتاز مع غلامه الى ارض شعليم، ثم الى
ارض بنيامين فلم يجدا لها اثرا.
5- وعندما بلغا ارض صوف قال شاول لرفيقه الغلام: «تعال
نرجع لئلا يقلق ابي علينا اكثر من قلقه على الحمير».
6- فاجابه: «في هذه المدينة يقيم نبي يتمتع بالاكرام،
وكل ما ينبيء به يتحقق، فلنذهب اليه لعله يخبرنا عن
الطريق التي علينا سلوكها».
7- فقال شاول للغلام: «كيف نذهب اليه ونحن لا نحمل
معنا هدية نقدمها اليه حتى الخبز الذي كان معنا قد
نفد. اننا لا نملك شيئا».
8- فقال الغلام: «معي ربع شاقل (اي ثلاثة جرامات) من
الفضة، نقدمها له فيخبرنا عن الطريق التي نتخذها».
9- وكان النبي حينذاك يدعى الرائي، فكان الرجل يقول
عند ذهابه ليستشير الرب: «هيا نذهب الى الرائي»
10- فقال شاول لغلامه: «حسنا ما تقول. هلم نذهب».
وانطلقا الى المدينة التي فيها رجل الله.
11- وعندما بلغا مشارف المدينة صادفا فتيات خارجات
لاستقاء الماء، فسالاهن: «اهنا الرائي؟»
12- فاجبنهما: «نعم. ها هو امامكما. اسرعا الآن لانه
قدم اليوم الى المدينة لان الشعب يقرب اليوم ذبيحة
على التل.
13- فان دخلتما المدينة على التو، تلحقان به قبل
صعوده الى التل لياكل، لان الشعب لا ياكل من الذبيحة
حتى ياتي ويباركها. بعد ذلك يتناول المدعوون منها.
فاسرعا الآن خلفه ان شئتما اليوم لقاءه».
14- فتوجها نحو المدينة. وفيما هما يجتازان في وسطها،
اذا بصموئيل مقبل للقائهما في طريق صعوده الى التل.
15- وكان الرب قد اعلن لصموئيل في اليوم السابق
لحضور شاول:
16- «غدا في مثل هذا الوقت ابعث اليك رجلا من ارض
بنيامين. فامسحه حاكما على شعبي اسرائيل، فيخلصهم من
قبضة الفلسطينيين، فقد رق قلبي لشعبي، لان استغاثتهم
قد ارتفعت الي».
17- فما ان شاهد صموئيل شاول حتى قال له الرب: «ها
هو الرجل الذي اخبرتك عنه. هذا الذي يحكم شعبي».
18- وتقدم شاول الى صموئيل وقال: «اخبرني، اين بيت
الرائي؟»
19- فاجاب صموئيل: «انا هو الرائي. اصعد امامي الى
التل حيث نتناول الطعام معا، ثم اطلقك صباحا بعد ان
اخبرك بكل ما تود معرفته.
20- اما الحمير التي ضلت منذ ثلاثة ايام فلا تقلق
بشانها، لانه قد تم العثور عليها. اليس كل نفيس في
اسرائيل، هو لك ولكل بيت ابيك؟»
21- فاجاب شاول: «يا سيدي، انا انتمي لسبط بنيامين،
اصغر اسباط اسرائيل، وعشيرتي اصغر عشائر بنيامين
شانا، فلماذا تحدثني بمثل هذا الكلام؟»
22- فاخذ صموئيل شاول وغلامه وادخلهما الى قاعة
الطعام، واجلسهما على راس المائدة التي التف حولها
نحو ثلاثين رجلا،
23- وقال للطباخ: «احضر قطعة اللحم التي اعطيتك
اياها وطلبت منك ان تحتفظ بها عندك».
24- فتناول الطباخ الساق وما عليها ووضعها امام شاول،
وقال صموئيل: «هذا ما احتفظت به لك. كل منه لانه قد
احتفظ به خصيصا لك منذ ان قلت: انني دعوت ضيوفا».
فاكل شاول مع صموئيل في ذلك اليوم.
25- وعندما انحدروا من التل الى المدينة تحادث
صموئيل وشاول على السطح.
26- وفي فجر اليوم التالي استدعى صموئيل شاول ليصعد
الى سطح البيت قائلا: «انهض لاصرفك». فتهيا شاول
للانصراف، وشيعه صموئيل الى الخارج.
27- وعندما بلغا طرف المدينة قال صموئيل لشاول: «قل
للغلام ان يسبقنا». وعندما سبقهما قال صموئيل لشاول:
«قف لاتلو عليك رسالة الله لك».
|
15 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
010 |
الله
1- واخذ صموئيل قنينة زيت وصب على راس شاول وقبله
وقال: «لقد مسحك الرب رئيسا على ميراثه.
2- حالما تنصرف من عندي اليوم تصادف رجلين بالقرب من
قبر راحيل في صلصح في ارض بنيامين، فيقولان لك: قد
تم العثور على الحمير التي ذهبت تبحث عنها، وقد تبدد
قلق ابيك بشانها. الا ان القلق استبد به عليكما
قائلا: كيف يمكن ان اعثر على ولدي؟
3- وتتابع سيرك من هناك حتى تصل الى بلوطة تابور،
فيلتقيك هناك ثلاثة رجال في طريقهم الى بيت ايل
ليقدموا قربانا لله، يحمل احدهم ثلاثة جداء، ويحمل
الثاني ثلاثة ارغفة خبز، ويحمل الثالث زق خمر،
4- فيحيونك ويقدمون لك رغيفي خبز، فاقبلهما منهم.
5- بعد ذلك تصل الى تل الله في جبعة حيث تعسكر حامية
للفلسطينيين. فتصادفك عند مدخل جبعة مجموعة من
الانبياء نازلين من التل يعزفون على الرباب والدف
والناي والعود وهم يتنباون،
6- فيحل عليك روح الرب فتتنبا معهم وتصير رجلا آخر.
7- وعندما تتحقق هذه العلامات لك، فافعل ما تراه
موافقا، لان الرب معك.
8- وعليك ان تسبقني الى الجلجال لانني قادم اليها
لاصعد للرب محرقات واقرب ذبائح سلام، فامكث هناك
سبعة ايام ريثما آتي اليك لاطلعك عما يتوجب عليك
عمله».
9- وما ان انصرف من عند صموئيل، وبدا رحلة عودته حتى
انعم الله عليه بقلب جديد وتحققت له جميع تلك
العلامات.
10- وعندما وصل جبعة قابلته مجموعة من الانبياء، فحل
عليه روح الله وتنبا في وسطهم.
11- وحين شاهده الذين كانوا يعرفونه من قبل يتنبا،
تساءلوا فيما بينهم: «ماذا جرى لابن قيس؟ اشاول ايضا
بين الانبياء؟»
12- فاجاب رجل من المقيمين هناك: «ومن هو ابو
الانبياء؟» وهكذا صار القول: «اشاول ايضا بين
الانبياء» مثلا.
13- ولما فرغ من التنبوء، صعد الى المرتفع،
14- فرآه عمه، وراى غلامه، فسالهما: «الى اين ذهبتما؟»
فاجابه: «للبحث عن الحمير، ولما اخفقنا في العثور
عليها قدمنا الى صموئيل».
15- فقال عم شاول: «انبئني ماذا قال لكما صموئيل؟»
16- فاجاب شاول عمه: «اعلمنا ان الحمير قد تم العثور
عليها». ولكنه كتم عنه امر المملكة الذي حدثه به
صموئيل.
17- واستدعى صموئيل الشعب للاجتماع الى الرب في
المصفاة.
18- وابلغهم رسالة الرب لهم، التي تقول: «اني قد
اخرجت اسرائيل من مصر وانقذتكم من قبضة المصريين ومن
جور الممالك الاخرى التي ضايقتكم،
19- ولكنكم اليوم تنكرتم لالهكم، مخلصكم من جميع
المسيئين اليكم ومن مضايقيكم، وقلتم له: نصب علينا
ملكا. والآن امثلوا امام الرب حسب اسباطكم وعشائركم».
20- وطلب صموئيل من كل سبط ان يتقدم بدوره للمثول
امام الرب، فاختار الرب سبط بنيامين.
21- ثم تقدمت عشائر سبط بنيامين، فاختار الرب عشيرة
مطري، ومنها وقع الاختيار على شاول بن قيس. فبحثوا
عنه فلم يعثروا عليه.
22- فسالوا الرب: «الم يات الرجل الى هنا بعد؟»
فاجاب: «هوذا قد اختبا بين الامتعة».
23- فتراكضوا واحضروه من هناك. فوقف بين الشعب، فكان
اطولهم قامة من كتفيه فما فوق.
24- فقال صموئيل لجميع الشعب: «اشاهدتم من اختاره
الرب ليكون ملكا عليكم؟ ليس له نظير في كل الشعب»؛
فهتفوا: «ليحي الملك!»
25- واطلع صموئيل الشعب على حقوق الملك وواجباته
ودونها في كتاب ووضعه امام الرب. ثم صرف صموئيل جميع
الشعب الى بيوتهم.
26- ومضى شاول ايضا الى بيته الى جبعة ترافقه
الجماعة التي مس الله قلبها.
27- غير ان فئة من الغوغاء قالوا: «كيف ينقذنا هذا؟»
فاحتقروه ولم يقدموا له هدايا. اما شاول فاعتصم
بالصمت.
|
16 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
011 |
الله
1- وزحف ناحاش العموني على يابيش جلعاد وحاصرها،
فقال اهل يابيش لناحاش: «وقع معنا معاهدة فنصبح
عبيدا لك»
2- فاجابهم: «حسنا، ولكن بشرط ان اقلع العين اليمنى
لكل واحد منكم، فيصبح ذلك عارا على كل اسرائيل».
3- فقال له زعماء يابيش: «امهلنا سبعة ايام، نبعث
فيها رسلا الى جميع اراضي اسرائيل طالبين النجدة،
فان لم يغثنا احد، نذعن لشرطك».
4- وعندما وصل رسل يابيش الى جبعة شاول، واطلعوا
الشعب على الامر، علا بكاء الشعب.
5- وفيما هم كذلك، اقبل شاول من الحقل يقود امامه
البقر، فتساءل: «ما بال الشعب يبكي؟» فرووا له خبر
اهل يابيش،
6- فحل عليه روح الله عندما سمع الخبر وثار غضبه.
7- واخذ ثورين قطعهما الى اجزاء وزعها على كل ارجاء
اسرائيل بيد رسل قائلا: «هكذا يحدث لبقر كل من يتخلف
عن الخروج وراء شاول ووراء صموئيل». فطغى رعب الرب
على قلوبهم، والتفوا حول شاول كرجل واحد.
8- واحصاهم شاول في بازق فبلغ عددهم ثلاث مئة الف،
فضلا عن ثلاثين الفا من رجال يهوذا.
9- وقالوا للرسل الوافدين: «اخبروا اهل يابيش ان غدا،
عند اشتداد حر الشمس، يتم خلاصكم». وعندما عاد الرسل
واخبروا اهل يابيش عمهم الفرح.
10- فقال اهل يابيش للعمونيين: «غدا نخرج اليكم
مستسلمين لتصنعوا بنا ما يطيب لكم».
11- وفي صباح اليوم التالي قسم شاول جيشه الى ثلاث
فرق، وهجموا على معسكر العمونيين عند الفجر واعملوا
فيهم تقتيلا حتى اشتد حر النهار. والذين نجوا منهم
تشتتوا حتى لم يبق منهم اثنان معا.
12- وقال بنو اسرائيل: «اين هؤلاء الذين تساءلوا:
ايملك شاول علينا؟ سلموهم لنا فنقتلهم».
13- فقال شاول: «لا يقتل احد في هذا اليوم، لان الرب
قد صنع اليوم خلاصا في اسرائيل».
14- وقال صموئيل للشعب: «هيا نذهب الى الجلجال لنجدد
هناك عهد الملك».
15- فتوجه الشعب الى الجلجال، وملكوا هناك شاول امام
الرب، وقربوا ذبائح سلام في حضرة الرب. وغمرت الفرحة
شاول وسائر رجال اسرائيل.
|
17 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
014 |
الله
1- وذات يوم قال يوناثان بن شاول للغلام حامل سلاحه:
«تعال نمض الى حامية الفلسطينيين المعسكرة في ذلك
الممر». ولكنه لم يخبر اباه بذلك.
2- وكان شاول ورجاله الست مئة مقيمين في طرف جبعة
تحت شجرة الرمان في مغرون.
3- ومن جملتهم كان اخيا بن اخيطوب اخي ايخابود بن
فينحاس بن عالي، كاهن الرب في شيلوه، وكان لابسا
افودا، ولم يعلم احد من الجيش بذهاب يوناثان.
4- وكان من بين الممرات التي التمس يوناثان عبورها،
لكي يتسلل الى حامية الفلسطينيين، ممر ضيق بين
صخرتين مسنونتين، تسمى احداهما بوصيص والاخرى تسمى
سنه،
5- وكانت احداهما تنتصب كعمود الى الشمال مقابل
مخماس، والاخرى الى الجنوب مقابل جبعة.
6- فقال يوناثان للغلام حامل سلاحه: «نذهب الى خطوط
هؤلاء الغلف، لعل الله يجري من اجلنا امرا عظيما، اذ
لا يمتنع عن الرب ان يخلص بالعدد الكثير او بالقليل».
7- فاجابه: «افعل ما استقر عليه قلبك. تقدم، وها انا
معك في كل ما عزمت عليه».
8- فقال يوناثان: «لنعبر صوب القوم ونظهر لهم انفسنا.
9- فان قالوا لنا: انتظروا ريثما ناتي اليكم. نثبت
في مكاننا ولا نتقدم نحوهم.
10- ولكن ان قالوا لنا: تقدموا صوبنا، نتجه نحوهم،
وتكون هذه علامة الرب لنا انه ينصرنا عليهم».
11- فاظهرا نفسيهما لحامية الفلسطينيين. فقال
الفلسطينيون: «ها العبرانيون يبرزون من الجحور التي
اختباوا فيها».
12- وقال رجال الحامية ليوناثان وحامل سلاحه: «تقدموا
صوبنا لنلقي عليكما درسا». فقال يوناثان لحامل سلاحه:
«اتبعني لان الرب قد اسلمهم لاسرائيل».
13- وتسلق يوناثان وحامل سلاحه على ايديهما وارجلهما،
وهاجمهم يوناثان. فكان الفلسطينيون يسقطون امامه،
فيسرع حامل سلاحه وراءه ويقضي عليهم.
14- فقتل على اثر هذا الهجوم الاول نحو عشرين رجلا
تبعثرت جثثهم في حوالي نصف فدان من الارض.
15- فانتاب الرعب المخيم والجيش المنتشر في الحقل
وجميع الشعب، وارتعدت الحامية والغزاة، وحدثت هزة
رجفت فيها الارض وزادت من رعدتهم العظيمة.
16- وشاهد مراقبو جيش شاول في جبعة بنيامين ما اصاب
جيش الفلسطينيين من تبدد وتشتت.
17- فامر شاول رجاله ان يقوموا باحصاء الموجودين
لمعرفة الذين انطلقوا لمهاجمة الفلسطينيين فاكتشفوا
غياب يوناثان وحامل سلاحه
18- فقال شاول لاخيا: «احضر تابوت الله». لان تابوت
الله كان في ذلك اليوم مع بني اسرائيل.
19- وبينما كان شاول يتحدث مع الكاهن تزايد ضجيج
معسكر الفلسطينيين، فقال شاول للكاهن: «كف يدك».
20- وهتف شاول وجميع القوم الذين معه واقبلوا على
ساحة المعركة، واذا بهم يشهدون سيف كل فلسطيني مسلطا
على صاحبه، وقد فشا بينهم اضطراب عظيم.
21- وانضم العبرانيون الذين التحقوا بالفلسطينيين من
قبل واقاموا معهم في المعسكر وما حوله الى
الاسرائيليين الذين مع شاول ويوناثان.
22- وسمع جميع رجال اسرائيل الذين اختباوا في جبل
افرايم ان الفلسطينيين فروا، فجدوا هم ايضا في
تعقبهم وقتلهم.
23- وهكذا انقذ الرب اسرائيل في ذلك اليوم، وما لبثت
ساحة الحرب ان انتقلت الى ما وراء حدود بيت آون.
24- واعيا رجال اسرائيل في ذلك اليوم، لان شاول حلف
الشعب قائلا: «ملعون الرجل الذي ياكل طعاما الى
المساء حتى انتقم من اعدائي». فلم يذق جميع القوم
طعاما.
25- واقبل كل الجيش الى الغابة حيث كان العسل يتقاطر،
26- ولكن لم يجرؤ احد ان يتذوق منه خوفا من لعنة
الحلف.
27- اما يوناثان فلم يكن حاضرا عندما استحلف والده
القوم، فمد طرف عصاه التي كانت بيده وغمسه في قطر
العسل وتذوق منه فانتعشت قوته.
28- فقال له واحد من المحاربين: «قد حلف ابوك القوم
قائلا: ملعون الرجل الذي ياكل اليوم طعاما»، فاصاب
الشعب الاعياء.
29- فقال يوناثان: «لقد اضر ابي بكل الجيش. انظروا
كيف انتعشت قواي لاني ذقت قليلا من العسل.
30- فكيف يكون حال الجيش لو اكل اليوم من غنائم
اعدائه التي احرزها؟ الا تكون عندئذ كارثة
الفلسطينيين ادهى وامر؟»
31- في ذلك اليوم ظل الاسرائيليون يتعقبون
الفلسطينيين ويقتلونهم من مخماس الى ايلون. واصاب
الجيش اعياء شديد.
32- وهجم الجيش على الغنائم من الماشية واخذوا غنما
وبقرا وعجولا، وذبحوا على الارض واكلوا اللحم بدمه.
33- فاخبر بعضهم شاول قائلين: «ان الجيش يرتكب خطيئة
بحق الرب، اذ ياكلون اللحم مع الدم». فقال شاول: «لقد
نقضتم عهدكم. دحرجوا الي حجرا كبيرا،
34- وتفرقوا بين الجيش وامروهم ان يحضروا بقرهم
وشياههم ليذبحوها عند الحجر، ويتركوها لتسيل دماؤها،
فلا يرتكبون اثما في حق الرب باكل الدم». وفعل
الجنود ما امر شاول به فاحضروا بقرهم وذبحوها هناك.
35- وبنى شاول مذبحا للرب. فكان اول مذبح يشرع في
بنائه.
36- وامر شاول: «لنتعقب الفلسطينيين ليلا ونظل
ننهبهم الى ضوء الصباح، ولا نبق منهم احدا». فاجابوه:
«افعل كل ما يطيب لك». ولكن الكاهن قال: «لنستشر
الله هنا».
37- فاستشار شاول الله سائلا: «انتعقب الفلسطينيين؟
اتنصرنا عليهم؟» فلم يحظ بجواب في ذلك اليوم.
38- فقال شاول: «اقتربوا الى هنا يا جميع وجوه
اسرائيل، وتقصوا اية خطيئة ارتكبت اليوم.
39- لانه حي هو الرب مخلص اسرائيل ان الموت هو جزاء
مرتكب الخطيئة حتى لو كان جانيها ابني يوناثان».
فاعتصم القوم بالصمت.
40- فقال لكل الجيش: «قفوا انتم في جانب، واقف انا
وابني يوناثان في جانب آخر». فاجاب الشعب: «اصنع ما
يروق لك».
41- وصلى شاول للرب اله اسرائيل قائلا: «اكشف لي
الحق». فوقعت القرعة على شاول ويوناثان، وتبرا القوم.
42- وقال شاول: «القوا القرعة بيني وبين يوناثان
ابني». فوقعت القرعة على يوناثان.
43- فقال شاول ليوناثان: «اخبرني ماذا جنيت؟» فقال
يوناثان: «ذقت قليلا من العسل بطرف عصاي التي بيدي.
امن اجل قليل من العسل ينبغي ان اموت؟»
44- فقال شاول: «ليضاعف الرب عقابي ان لم ينفذ بك
حكم الموت».
45- فهتف الجيش في وجه شاول: «ايموت يوناثان الذي
صنع هذا الخلاص العظيم في اسرائيل؟ هذا لا يمكن! حي
هو الرب، لا تسقط شعرة من راسه الى الارض لانه صنع
هذا الامر بمعونة الرب اليوم». وهكذا افتدى الشعب
يوناثان فلم يمت.
46- وكف شاول عن تعقب الفلسطينيين، فرجع الفلسطينيون
الى ارضهم.
47- وتولى شاول كرسي الملك على اسرائيل وحارب جميع
اعدائه المحيطين به، الموآبيين وبني عمون والادوميين
وملوك صوبة والفلسطينيين، فحالفه النصر حيثما توجه.
48- وخاض معارك قاسية، فقهر عماليق وانقذ
الاسرائيليين من يد ناهبيهم.
49- اما ابناء شاول فهم يوناثان ويشوي وملكيشوع،
واسما ابنتيه ميرب وهي الكبرى، وميكال وهي الصغرى.
50- وكانت امراة شاول تدعى اخينوعم بنت اخيمعص، اما
رئيس جيشه فكان ابنير بن نير عم شاول،
51- اذ ان قيس ابا شاول ونير ابا ابنير كانا شقيقين،
وهما ابنا ابيئيل.
52- وتعرض الفلسطينيون لحرب قاسية طوال ايام حياة
شاول. وكلما راى شاول رجلا شجاعا وذا باس كان يضمه
اليه.
|
18 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
015 |
الله
1- وقال صموئيل لشاول: «انا الذي ارسلني الرب لانصبك
ملكا على اسرائيل، فاسمع الآن كلام الرب.
2- هذا ما يقوله رب الجنود: اني مزمع ان اعاقب
عماليق جزاء ما ارتكبه في حق الاسرائيليين حين تصدى
لهم في الطريق عند خروجهم من مصر.
3- فاذهب الآن وهاجم عماليق واقض على كل ماله. لا
تعف عن احد منهم بل اقتلهم جميعا رجالا ونساء،
واطفالا ورضعا، بقرا وغنما، جمالا وحميرا».
4- فاستدعى جيشه واحصاه في طلايم، فبلغ عدده مئتي
الف راجل، فضلا عن عشرة آلاف رجل من سبط يهوذا.
5- وتوجه شاول الى مدينة عماليق وكمن في الوادي.
6- وبعث شاول الى القينيين قائلا: «انسحبوا من بين
العمالقة لئلا اهلككم معهم، فانتم قد احسنتم الى بني
اسرائيل عند خروجهم من مصر». فانسحب القينيون من وسط
العمالقة.
7- وهجم شاول على العمالقة على طول الطريق من حويلة
حتى مشارف شور مقابل مصر.
8- واسر اجاج ملك عماليق حيا، وقضى على جميع الشعب
بحد السيف.
9- وعفا شاول عن اجاج وعن خيار الغنم والبقر والعجول
والخراف، وعن كل ما هو جيد، وابوا ان يقضوا عليها،
ولم يدمروا الا الاملاك والغنائم التي لا قيمة لها.
10- وقال الرب لصموئيل:
11- «لقد ندمت لاني جعلت شاول ملكا، فقد ارتد عن
اتباعي ولم يطع امري». فحزن صموئيل وصلى الى الرب
الليل كله.
12- وفي صباح اليوم التالي باكرا مضى صموئيل للقاء
شاول، فقيل له: «لقد جاء شاول الى الكرمل حيث اقام
لنفسه نصبا تذكاريا، ثم التف وانحدر نحو الجلجال».
13- وعندما التقى صموئيل بشاول، قال شاول: «ليباركك
الرب. لقد نفذت امر الرب»
14- فسال صموئيل: «وماذا تقول عن ثغاء الغنم وصوت
الثيران التي تضج في مسامعي؟»
15- فاجاب شاول: «انها من غنائم العمالقة، لان الشعب
عفا عن خيار الغنم والبقر ليقدمها ذبائح للرب الهك،
واما ما تبقى فقد دمرناه».
16- فقال صموئيل لشاول: «اصمت لانبئك بما تكلم به
الرب الي في هذه الليلة». فاجابه: «تكلم».
17- فقال صموئيل: «الم تكن تحسب نفسك حقيرا، ولكن
الرب جعلك على راس اسباط اسرائيل واقامك ملكا عليهم،
18- وكلفك بمحاربة عماليق والقضاء عليه قضاء مبرما؟
19- فلماذا لم تطع امر الرب، بل تهافت على الغنيمة
وارتكبت الشر في عيني الرب؟»
20- فاجاب شاول: «قد اطعت امر الرب ونفذت ما عهد الي
به، واسرت اجاج ملك عماليق وقضيت على شعبه.
21- فاختار القوم من الغنيمة افضل الغنم والبقر
لتقريبها ذبائح للرب الهك في الجلجال».
22- فقال صموئيل: «هل يسر الرب بالذبائح والمحرقات
كسروره بالاستماع الى صوته؟ ان الاستماع افضل من
الذبيحة، والاصغاء افضل من شحم الكباش.
23- فالتمرد مماثل لخطيئة العرافة، والعناد شبيه بشر
عبادة الوثن والاثم. ولانك رفضت كلام الرب فقد رفضك
الرب من الملك».
24- فقال شاول: «لقد اخطات لاني عصيت امر الرب
ووصيتك، اذ خشيت الشعب فسمعت لقولهم.
25- فاصفح الآن عن خطيئتي وارجع معي لاسجد للرب»
26- فقال صموئيل: «لن ارجع معك؛ لانك رفضت كلام الرب
رفضك الرب من ان تكون ملكا على اسرائيل».
27- واستدار صموئيل ليمضي، فتشبث شاول بهدب جبته،
فتمزق هدب الجبة.
28- فقال له صموئيل: «يمزق الرب مملكة اسرائيل عنك
ويهبها لمن هو خير منك.
29- فان قوة اسرائيل (اي الله) لا يكذب ولا يندم.
ليس هو انسانا حتى يغير رايه».
30- فقال شاول: «لقد اخطات، ولكن اكرمني امام شيوخ
شعبي وامام الاسرائيليين، وعد معي لاسجد للرب الهك».
31- فانطلق صموئيل مع شاول حيث سجد شاول للرب.
32- ثم قال صموئيل: «قدموا الي اجاج ملك العمالقة».
فاقبل اليه اجاج فرحا قائلا لنفسه: «حقا قد تلاشت
مرارة الموت».
33- وقال له صموئيل: «كما اثكل سيفك النساء لتثكل
كذلك امك بين النساء». وقطع صموئيل اجاج اربا امام
الرب في الجلجال.
34- ثم مضى صموئيل الى الرامة، اما شاول فتوجه الى
بيته في جبعة شاول.
35- وامتنع صموئيل عن رؤية شاول الى يوم وفاته، مع
ان قلبه تمزق اسى عليه. اما الرب فقد اسف لانه اقام
شاول ملكا على اسرائيل.
|
19 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
017 |
الله
1- وحشد الفلسطينيون جيوشهم للحرب واجتمعوا في سوكوه
التابعة لسبط يهوذا، وعسكروا ما بين سوكوه وعزيقة في
افس دميم.
2- وتجمع شاول ورجاله ونزلوا في وادي البطم واصطفوا
للحرب للقاء الفلسطينيين.
3- ووقف الفلسطينيون على جبل من ناحية،
والاسرائيليون على جبل آخر مقابلهم، يفصل بينهم واد.
4- فخرج من بين صفوف جيوش الفلسطينيين رجل مبارز من
جت يدعى جليات طوله ست اذرع وشبر (نحو ثلاثة امتار)،
5- يضع على راسه خوذة من نحاس، ويرتدي درعا مصفحا
وزنه خمسة آلاف شاقل (نحو سبعة وخمسين كيلو جراما)
من النحاس
6- وقد لف ساقيه بصفائح من نحاس، كما تدلى رمح نحاسي
من كتفيه.
7- وكانت قناة رمحه شبيهة بنول النساجين، وسنانه يزن
ست مئة شاقل حديد (نحو سبعة كيلو جرامات)، وكان حامل
ترسه يمشي امامه.
8- فوقف جليات ينادي جيش الاسرائيليين: «ما بالكم
خرجتم تصطفون للحرب؟ الست انا الفلسطيني، وانتم خدام
شاول؟ انتخبوا من بينكم رجلا يبارزني.
9- فان استطاع محاربتي وقتلني نصبح لكم عبيدا، وان
قهرته وقتلته تصبحون انتم لنا عبيدا وتخدموننا.
10- انني اعير واتحدى اليوم جيش اسرائيل! ليخرج من
بينكم رجل يبارزني!».
11- وعندما سمع شاول وجميع اسرائيل تحديات الفلسطيني
ارتعبوا وجزعوا جدا.
12- وكان لداود بن يسى الافراتي المقيم في بيت لحم
ارض يهوذا، سبعة اخوة اكبر منه. وكان يسى قد شاخ في
زمن شاول وتقدم في العمر.
13- وكان بنو يسى الثلاثة الكبار قد التحقوا بجيش
شاول وهم اليآب البكر وابيناداب وشمة.
14- اما داود فكان اصغر الابناء جميعا. وانضم
الثلاثة الكبار الى صفوف شاول.
15- وكان داود يتردد على شاول ثم يرجع من عنده ليرعى
غنم ابيه في بيت لحم.
16- وظل الفلسطيني يخرج متحديا الاسرائيليين كل صباح
ومساء، مدة اربعين يوما.
17- وذات يوم قال يسى لداود ابنه: «خذ لاخوتك ايفة (اي
اربعة وعشرين لترا) من هذا الفريك، وعشرة ارغفة من
الخبز واركض الى المعسكر.
18- وقدم عشر قطع من الجبن الى قائد الالف، واطمئن
على سلامة اخوتك واحضر لي منهم ما يدل على سلامتهم».
19- وكان شاول آنئذ مع جيشه ومن جملتهم اخوة داود،
معسكرين في وادي البطم، تاهبا لمحاربة الفلسطينيين.
20- فانطلق داود مبكرا في صباح اليوم التالي، بعد ان
ترك الغنم في عهدة حارس، محملا بما امره به ابوه،
وبلغ المعسكر فيما كان الجيش خارجا للاصطفاف والهتاف
للحرب.
21- وما لبثت ان تواجهت صفوف الاسرائيليين
والفلسطينيين.
22- فترك داود الطعام الذي يحمله في رعاية حافظ
الامتعة، وهرول نحو خط القتال يبحث عن اخوته ليطمئن
على سلامتهم.
23- وفيما هو يحادثهم اذا بجليات الفلسطيني المبارز
من جت، يخرج من صفوف الفلسطينيين، ويوجه تحدياته الى
الاسرائيليين. فاصغى داود الى تهديداته.
24- وعندما شاهد جيش اسرائيل الرجل تراجعوا امامه
مذعورين جدا.
25- وتحدث رجال اسرائيل فيما بينهم: «ارايتم هذا
الرجل المبارز من صفوف الفلسطينيين؟ انه يسعى
لتحدينا وتعييرنا. ان من يقتله يغدق عليه الملك ثروة
طائلة، ويزوجه من ابنته، ويعفي بيت ابيه من دفع
الضرائب ومن التسخير».
26- فسال داود الرجال الواقفين الى جواره: «بماذا
يكافا الرجل الذي يقتل ذلك الفلسطيني ويمحو العار عن
اسرائيل؟ لانه من هو هذا الفلسطيني الاغلف حتى يعير
جيش الله الحي؟»
27- فتلقى داود من الجنود جوابا مماثلا لما سمعه من
قبل عن المكافاة التي ينالها الرجل الذي يقتل جليات.
28- وسمع اخوه الاكبر حديثه مع الرجال، فاحتدم غضبه
على داود وقال: «لماذا جئت الى هنا؟ وعلى من تركت
تلك الغنيمات القليلة في البرية؟ لقد عرفت غرورك وشر
قلبك، فانت لم تحضر الى هنا الا لتشهد الحرب».
29- فاجاب داود: «اية جناية ارتكبت الآن؟ الا يحق لي
حتى ان اوجه سؤالا؟»
30- وتحول عن اخيه نحو قوم آخرين، اثار معهم نفس
الموضوع، فاجابوه بمثل الجواب السابق.
31- وبلغ شاول حديث داود، فاستدعاه.
32- وقال داود لشاول: «لا يذوبن قلب احد خوفا من هذا
الفلسطيني، فان عبدك يذهب ليحاربه»
33- فقال شاول لداود: «انت لا يمكنك الذهاب لمحاربة
هذا الفلسطيني، لانك مازلت فتى، وهو رجل حرب منذ
صباه».
34- فقال داود: «كان عبدك يرعى ذات يوم غنم ابيه،
فجاء اسد ودب واختطف شاة من القطيع.
35- فسعيت وراءه وهاجمته وانقذتها من انيابه. وعندما
انقض علي قبضت عليه من ذقنه وضربته فقتلته.
36- وهكذا قتل عبدك الاسد والدب كليهما، فليكن هذا
الفلسطيني الاغلف كواحد منهما لانه عير جيش الله
الحي».
37- واستطرد داود: «ان الرب الذي انقذني من مخالب
الاسد ومن مخالب الدب، ينقذني ايضا من قبضة هذا
الفلسطيني». فقال شاول لداود: «امض وليكن الرب معك».
38- والبس شاول داود سترة حربه، ووضع على راسه خوذة
من نحاس ومنطقه بدرع.
39- وتقلد داود سيف شاول، وهم ان يمشي، واذ لم يكن
قد تعود عليها من قبل قال لشاول: «لا اقدر ان امشي
بعدة الحرب هذه، لانني لست معتادا عليها». وخلعها
عنه.
40- وتناول عصاه بيده، ثم التقط خمسة حجارة ملساء من
جدول الوادي وجعلها في جرابه، وحمل مقلاعه بيده
واتجه نحو جليات.
41- وتقدم الفلسطيني نحو داود، وحامل سلاحه يمشي
امامه.
42- وما ان شاهد الفلسطيني داود حتى استخف به لانه
كان فتى اشقر وسيم الطلعة.
43- فقال الفلسطيني لداود: «العلي كلب حتى تاتي
لمحاربتي بعصي؟» وشتم الفلسطيني آلهة داود.
44- ثم قال لداود: «تعال لاجعل لحمك طعاما لطيور
السماء ووحوش البرية».
45- فاجابه داود: «انت تبارزني بسيف ورمح وترس، اما
انا فآتيك باسم رب الجنود اله جيش اسرائيل الذي
تحديته.
46- اليوم يوقعك الرب في يدي، فاقتلك واقطع راسك،
واقدم جثث جيش الفلسطينيين هذا اليوم لتكون طعاما
لطيور السماء وحيوانات الارض، فتعلم المسكونة كلها
ان هناك الها في اسرائيل.
47- وتدرك الجموع المحتشدة هنا انه ليس بسيف ولا
برمح يخلص الرب، لان الحرب للرب وهو ينصرنا عليكم».
48- وعندما شاهد داود الفلسطيني يهب متقدما نحوه،
اسرع للقائه.
49- ومد يده الى الجراب، وتناول حجرا لوح به بمقلاعه
ورماه، فاصاب جبهة الفلسطيني، فغاص الحجر في جبهته
وسقط جليات على وجهه الى الارض.
50- وهكذا قضى داود على الفلسطيني بالمقلاع والحجر
وقتله. واذ لم يكن بيده سيف
51- ركض نحو جليات واخترط سيفه من غمده وقتله وقطع
به راسه. فلما راى الفلسطينيون ان جبارهم قد قتل
هربوا.
52- فاطلق رجال اسرائيل ويهوذا صيحات الحرب، وتعقبوا
الفلسطينيين حتى مشارف الوادي وابواب مدينة عقرون.
وانتشرت جثث قتلى الفلسطينيين على طول طريق شعرايم
الى جت والى عقرون.
53- وعندما رجع الاسرائيليون من مطاردة الفلسطينيين
هجموا على معسكرهم ونهبوه.
54- وحمل داود راس جليات الى اورشليم، ولكنه احتفظ
بعدة حربه في خيمته.
55- وكان شاول عندما راى داود خارجا لمحاربة جليات،
قد سال ابنير قائد جيشه: «ابن من هذا الفتى يا
ابنير؟» فاجابه: «وحياتك ايها الملك لست اعلم».
56- فقال الملك: «اسال ابن من هذا الفتى؟»
57- وحين رجع داود بعد قتل الفلسطيني اخذه ابنير
واحضره للمثول امام شاول، وراس الفلسطيني ما برح
بيده.
58- فساله شاول: «ابن من انت يا فتى؟» فاجابه داود:
«ابن عبدك يسى البيتلحمي».
|
20 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
019 |
الله
1- وحض شاول ابنه يوناثان وسائر حاشيته على قتل
داود،
2- ولكن يوناثان بن شاول، الذي كان معجبا جدا بداود،
اسر اليه قائلا: «ابي يلتمس قتلك، فاحترس لنفسك في
الغد واختبىء،
3- وانا اخرج مع ابي الى الحقل الذي تختبيء فيه،
واحدثه عنك ثم اخبرك بما يكون».
4- وراح يوناثان يثني على داود امام ابيه وتساءل:
«لماذا يسيء الملك الى عبده داود، فانه لم يخطيء
اليك، ومآثره عظيمة جدا؟
5- لقد عرض حياته للخطر عندما قتل الفلسطيني، فاجرى
الرب خلاصا عظيما لجميع اسرائيل. وقد شهدت ذلك
وابتهجت به. فلماذا تقتل داود من غير داع وتسيء الى
دم بريء؟»
6- فاقتنع شاول بكلام يوناثان، وقال: «اقسم بالله
الحي، لن يقتل داود».
7- فاستدعى يوناثان داود واطلعه على ما دار من
حديث،ثم جاء به الى شاول، فمثل في حضرته كما كان
يفعل من قبل.
8- وعادت الحرب تنشب من جديد، فخرج داود لمحاربة
الفلسطينيين وهزمهم هزيمة منكرة، فلاذوا بالفرار من
امامه.
9- وذات يوم كان داود يعزف لشاول، فهاجم الروح
الرديء شاول من لدى الرب وهو جالس في بيته، ورمحه
بيده.
10- فصوب الرمح نحو داود ورماه به ليطعنه ويسمره الى
الحائط، فتفادى داود الضربة، وهرب من امام شاول
ناجيا بحياته تلك الليلة، اما الرمح فغاص في الحائط.
11- فارسل شاول مراقبين الى بيت داود يترصدونه
ليقتلوه في الصباح. فاخبرته امراته ميكال قائلة:
«اذا لم تنج بنفسك هذه الليلة فانك لا محالة تقتل
غدا».
12- ودلته ميكال من النافذة، فانطلق هاربا ونجا.
13- ثم اخذت ميكال تمثالا ووضعته في فراشه، ووضعت
تحت راسه لبدة من شعر المعزى وغطته بثوب.
14- وعندما ارسل شاول جنوده للقبض على داود قالت لهم
ميكال: «انه مريض».
15- فبعث شاول الجنود ثانية ليروا داود قائلا:
«ائتوني به وهو في السرير لاقتله».
16- فاقبل الجنود، واذا في الفراش تمثال ولبدة من
شعر المعزى تحت راسه.
17- فقال شاول لابنته ميكال: «لماذا خدعتني فاطلقت
عدوي حتى نجا؟» فاجابت: «لقد توعدني قائلا: اطلقيني
لئلا اقتلك».
18- وعندما هرب داود ونجا بحياته جاء الى صموئيل في
الرامة واطلعه عما فعله به شاول، وصحبه صموئيل ومضيا
واقاما معا في نايوت.
19- فقيل لشاول: «هوذا داود في نايوت في الرامة».
20- فبعث بجنود للقبض عليه. ولكن عندما شاهدوا جماعة
الرب يتنباون برئاسة صموئيل، حل روح الرب على الجنود
فتنباوا هم ايضا.
21- فاخبروا شاول بالامر، فبعث بجنود آخرين فتنباوا
هم ايضا. ثم عاد شاول فارسل فرقة ثالثة فتنباوا هم
ايضا.
22- واخيرا ذهب بنفسه الى الرامة، حتى وصل الى البئر
العظيمة التي عند سيخو وسال: «اين صموئيل وداود؟»
فقيل له: «هما في نايوت في الرامة».
23- فمضى الى هناك ولكن في اثناء الطريق حل عليه روح
الرب، فشرع يتنبا حتى بلغ نايوت في الرامة.
24- فخلع هو ايضا ثيابه وراح يتنبا امام صموئيل، ثم
انطرح عاريا طول ذلك النهار والليل، لذلك قيل:
«اشاول ايضا بين الانبياء؟».
|
21 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
020 |
الله
1- وهرب داود من نايوت في الرامة والتقى بيوناثان
وساله: «ماذا جنيت، وماذا اقترفت من اثم في حق ابيك
حتى يصر على قتلي؟»
2- فاجابه: «معاذ الله ان تموت! فان ابي لا يقدم على
امر كبير ام صغير من غير ان يطلعني عليه، فلماذا
يخفي عني امرا كهذا؟ ان مخاوفك لا اساس لها من
الصحة».
3- فاقسم داود قائلا: «ان اباك يدرك انني حظيت
برضاك، لذلك قال في نفسه: لاكتمن الامر عن يوناثان
لئلا يطغى عليه الغم. ولكني اقسم لك بالله الحي، كما
اقسم بحياتك، انه ليس بيني وبين الموت سوى خطوة».
4- فاجاب يوناثان: «مهما تطلبه نفسك افعله لك».
5- فقال داود ليوناثان: «غدا هو الاحتفال باول ايام
الشهر، حيث من عادتي ان اجلس مع الملك حول مائدة
الاكل ولكن دعني اذهب فاختبيء في الحقل الى مساء
اليوم الثالث.
6- فاذا افتقدني ابوك، فقل له: قد استاذن مني في
الذهاب الى بيت لحم مدينته للمشاركة في الذبيحة
السنوية التي تقام لكل العشيرة.
7- فان قال: حسنا، فمعنى ذلك ان خادمك في امان. ولكن
ان اشتعل غيظا فاعلم انه يضمر لي الشر.
8- اما انت فتكون قد صنعت خيرا مع خادمك، وفاء بما
قطعت له من عهد اشهدت عليه الرب. وان كان في اثم
فخير ان تقتلني انت من ان تسلمني لابيك».
9- فقال يوناثان: «معاذ الله ان يحدث ذلك، لانه لو
علمت ان ابي يضمر لك شرا، افما كنت اخبرك؟»
10- وتساءل داود: «من يخبرني ان رد عليك ابوك بجواب
فظ؟»
11- فاجابه يوناثان: «تعال نخرج الى الحقل». فانطلقا
معا الى الحقل.
12- وهناك قال يوناثان لداود: «ليكن الرب اله
اسرائيل شاهدا انه ان كشفت عن نية ابي من نحوك غدا
او بعد غد، في مثل هذا الوقت، فوجدت انه يكن لك
الخير ولم ارسل لاطلعك عليه،
13- فليعاقب الرب يوناثان اشد عقوبة ويزد. وان اضمر
لك ابي سوءا فانني اخبرك واطلقك، فتنصرف بسلام،
وليكن الرب معك كما كان مع ابي.
14- ولا تقصر خير الرب علي في اثناء حياتي.
15- بل احفظ العهد نفسه مع عائلتي الى الابد، حتى
حين يقضي الرب على جميع اعدائك».
16- وهكذا ابرم يوناثان عهدا مع بيت داود قائلا:
«وليعاقبك الرب بيد اعدائك ان خنت العهد».
17- ثم عاد يوناثان يستحلف داود بمحبته له لانه احبه
كمحبته لنفسه.
18- وقال له يوناثان: «غدا يكون الاحتفال باول الشهر
فيفتقدونك لان موضعك يكون خاليا.
19- وفي اليوم الثالث، عند حلول المساء، تاتي مسرعا
الى الموضع الذي اختبات فيه عندما لم يكن زمام الامر
قد افلت بعد، وتجلس الى جوار حجر الافتراق.
20- فارمي انا ثلاثة سهام الى جانبه وكانني استهدف
غرضا.
21- وعندئذ ارسل الغلام قائلا: «اذهب والتقط السهام»
فان قلت له: ها السهام الى جانبك فاحضرها تعال، لانه
حي هو الرب، انت في امان ولا خطر عليك.
22- ولكن ان قلت للغلام: ها السهام امامك فتقدم فامض
لان الرب قد اطلقك.
23- اما ما جرى بيننا من حديث فليكن الرب شاهدا عليه
الى الابد.
24- فاختبا داود في الحقل. وفي اول يوم من الشهر جلس
الملك لتناول الطعام
25- في مقعده المعتاد عند الحائط، وجلس يوناثان في
مواجهته. اما ابنير فقد احتل مقعدا الى جوار شاول.
26- ولم يعلق شاول في ذلك اليوم على غياب داود، ظنا
منه ان عارضا قد الم به وانه غير طاهر طبقا للشريعة.
27- ولكن عندما خلا موضع داود في اليوم الثاني من
الشهر، سال شاول يوناثان ابنه: «لماذا تغيب ابن يسى
عن الطعام امس واليوم؟»
28- فاجاب يوناثان: «لقد استاذن داود مني للذهاب الى
بيت لحم،
29- وقال: دعني اذهب لان عشيرتي تقدم ذبيحة في
المدينة، وقد اوصاني اخي بالحضور. فان حظيت برضاك
فدعني امضي لارى اخوتي، لذلك تغيب عن مائدة الملك».
30- فاستشاط شاول غضبا على يوناثان وقال له: «يا ابن
المتعوجة المتمردة، اتظن انني لم اعلم ان انحيازك
لابن يسى يفضي الى خزيك وخزي امك التي انجبتك؟
31- فمادام ابن يسى حيا فانك لا تستقر انت ولا
مملكتك. والآن ارسل واقبض عليه، وات به لانه محكوم
عليه بالموت».
32- فاجاب يوناثان: «لماذا يقتل، واي ذنب جناه؟»
33- فصوب شاول الرمح نحوه ليطعنه، فادرك يوناثان على
الفور ان والده مصر على قتل داود.
34- فغادر المائدة والغضب الجامح يعصف به، من غير ان
يقرب الطعام اذ ساءه تصرف والده المخزي من نحو داود.
وكان ذلك في اليوم الثاني من اول الشهر.
35- وخرج في صباح اليوم الثالث الى الحقل كما اتفق
مع داود، يرافقه غلام صغير.
36- فقال لغلامه: «اسرع والتقط السهام التي ارمي
بها». وبينما كان الغلام راكضا رمى السهم حتى جاوز
الغلام.
37- وعندما وصل الغلام الى موضع السهم الذي رماه
نادى يوناثان الغلام: «اليس السهم امامك؟»
38- ثم عاد يهتف به: «عجل اسرع! لا تقف». فالتقط
الغلام السهم وجاء به الى سيده.
39- ولم يعلم الغلام بما يجري، اما يوناثان وداود
فهما وحدهما اللذان كانا مطلعين على الامر.
40- فعهد يوناثان بسلاحه الى الغلام قائلا له:
«اذهب، وادخل به الى المدينة».
41- وما ان توارى الغلام عن الانظار حتى برز داود من
الجهة الجنوبية وسقط على وجهه الى الارض ساجدا ثلاث
مرات، وقبل كل منهما صاحبه، وبكيا معا. وكان بكاء
داود اشد مرارة.
42- وقال يوناثان لداود: «امض بسلام لاننا كلينا
حلفنا على صداقتنا باسم الرب قائلين: ليكن الرب
شاهدا بيني وبينك، وبين نسلي ونسلك الى الابد». ثم
افترقا. فذهب داود في طريقه، اما يوناثان فرجع الى
المدينة.
|
22 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
022 |
الله
1- وهرب داود من جت ولجا الى مغارة عدلام، فلما سمع
اخوته وسائر بيت ابيه بوجوده هناك جاءوا اليه.
2- وانضم اليه نحو اربع مئة رجل من المتضايقين
والمديونين والثائرين، فتراس عليهم.
3- ثم انتقل داود من هناك الى مصفاة موآب، وقال لملك
موآب: «دع ابي وامي في عهدتكم ريثما اعلم ما يصنع بي
الله».
4- فاودعهما عند ملك موآب، فاقاما عنده طوال مدة
اقامة داود في الحصن.
5- فقال جاد النبي لداود «لا تقم في الحصن، بل امض
وادخل ارض يهوذا». فانتقل داود الى غابة حارث.
6- وبلغ شاول ما اصاب داود ورجاله من شهرة. وكان
شاول آنئذ مقيما في جبعة، يجلس تحت الاثلة في الرامة
محاطا بافراد حاشيته، ورمحه بيده.
7- فقال شاول لرجاله: «استمعوا يا بنيامينيون: العل
ابن يسى يعطيكم جميعا حقولا وكروما او يجعلكم جميعا
رؤساء على الوف الجنود او على مئات منهم،
8- حتى تحالفتم كلكم علي، فلم يخبرني احد منكم
بالعهد الذي ابرمه ابني مع ابن يسى، وليس بينكم من
ياسى لي او ينبئني بان ابني قد اثار خادمي ليكمن لي
كما يفعل اليوم؟»
9- فاجاب دواغ الادومي الذي كان واقفا بين حاشية
شاول: «لقد شاهدت ابن يسى قادما الى نوب الى اخيمالك
بن اخيطوب
10- فاستشار له الرب وزوده بطعام واعطاه سيف جليات».
11- فاستدعى الملك اخيمالك وبقية بيت ابيه من كهنة
نوب، فاقبلوا جميعا الى الملك.
12- فقال شاول: «اسمع يا ابن اخيطوب». فاجاب: «نعم
يا سيدي».
13- فقال له شاول: «لماذا اتفقتم علي انت وابن يسى
بتزويدك اياه بالخبز وباعطائه سيفا، واستشرت له الله
ليثور علي ويكمن لي كما يفعل هذا اليوم؟»
14- فاجاب اخيمالك: «اي واحد من بين جميع رجالك مثل
داود امين وصهر الملك وقائد حرسه وذو مكانة رفيعة في
بيتك؟
15- فهل هذه هي اول مرة استشير له فيها الله ؟ معاذ
الله ان يتهمني الملك او يتهم جميع بيت ابي بارتكاب
شيء».
16- فقال الملك: «انك لا محالة مائت يا اخيمالك، انت
وجميع بيت ابيك».
17- وامر الملك حراسه الماثلين لديه: «هيا احيطوا
بكهنة الرب واقتلوهم، لانهم ايضا قد تحالفوا مع
داود، ولانهم عرفوا انه كان هاربا فلم يخبروني». فلم
يرض حراس الملك ان يقتلوا كهنة الرب.
18- فامر الملك دواغ قائلا: «در انت واقتل الكهنة».
فهجم دواغ الادومي على الكهنة وقتل منهم في ذلك
اليوم خمسة وثمانين رجلا لابسي افود كتان.
19- ثم اقتحم نوب مدينة الكهنة وقتل بحد السيف
الرجال والنساء والاطفال والرضع والثيران والحمير
والغنم.
20- ولم ينج سوى ابن واحد لاخيمالك بن اخيطوب يدعى
ابياثار الذي لجا الى داود،
21- واخبره ان شاول قد قتل كهنة الرب.
22- فقال داود لابياثار: «عندما رايت دواغ هناك في
ذلك اليوم ادركت انه لابد ان يخبر شاول. انا هو
السبب في موت افراد بيت ابيك.
23- امكث معي، لا تخف، فالرجل الذي يسعى لقتلك يسعى
لقتلي ايضا، فاقم عندي بامان».
|
23 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
023 |
الله
1- وقيل لداود: «ها الفلسطينيون يهاجمون قعيلة
وينهبون بيادر قمحها»
2- فسال الرب: «هل امضي لمحاربة الفلسطينيين؟»
فاجابه الرب: «اذهب وحاربهم وانقذ قعيلة».
3- ولكن رجال داود قالوا: «ان كان الخوف يستبد بنا
ونحن هنا في يهوذا، فكم بالحري اذا انطلقنا الى
قعيلة لمحاربة جيوش الفلسطينيين؟»
4- فعاد داود يستشير الرب، فاجابه: «قم انزل الى
قعيلة، فانني اسلم الفلسطينيين الى يدك».
5- فمضى داود ورجاله الى قعيلة حيث حارب الفلسطينيين
واستولى على مواشيهم وهزمهم هزيمة منكرة وانقذ اهل
قعيلة.
6- وكان ابياثار بن اخيمالك قد حمل معه افودا عند
هروبه الى داود.
7- فقيل لشاول ان داود قد قدم الى قعيلة، فقال شاول:
«قد اسلمه الله الى يدي، لانه لجا الى مدينة ذات
بوابات وارتاج».
8- واستدعى شاول قواته للاحاطة بالمدينة ومحاصرة
داود ورجاله.
9- ولما ادرك داود ان شاول يتآمر عليه، قال لابياثار
الكاهن: «احضر الافود».
10- ثم صلى داود: «يا رب اله اسرائيل، ان عبدك قد
سمع ان شاول يحاول ان يحاصر قعيلة ليدمرها
11- فاعلمني هل يسلمني اهل قعيلة لشاول؟ وهل شاول
حقا قادم الى قعيلة كما قيل لعبدك؟ يا رب اله
اسرائيل اخبر عبدك». فاجاب الرب: «انه قادم».
12- وعاد داود يسال: «هل يسلمني اهل قعيلة مع رجالي
لشاول؟» فاجاب الرب: «يسلمون».
13- فغادر داود ورجاله الست مئة قعيلة وهاموا على
وجوههم. فاخبر شاول بانسحاب داود من قعيلة، فعدل عن
التوجه اليها بقواته.
14- ولجا داود الى حصون برية زيف ومكث في جبلها. وظل
شاول يتعقبه طوال ايام حياته، ولكن الرب لم يسلمه
ليده.
15- وبينما كان داود مختبئا في غابة في برية زيف علم
ان شاول قد خرج يبحث عنه،
16- فاقبل يوناثان بن شاول الى داود في الغابة ليقوي
من ثقته بالله،
17- وقال له: «لا تخف، لان يد شاول ابي لن تطولك.
وانت ستكون ملكا على اسرائيل، وانا اكون الرجل
الثاني في المملكة. وابي ايضا يعلم هذا الامر».
18- وجددا عهدهما امام الرب. ومضى يوناثان الى بيته،
اما داود فمكث في الغابة.
19- وجاء الزيفيون الى شاول في جبعة وقالوا: «اليس
داود مختبئا عندنا في حصون الغابة في حخيلة جنوبي
الصحراء،
20- فتعال الينا ايها الملك، في اي وقت تشاء، ونحن
نضمن ان نسلمه اليك».
21- فاجابهم شاول: «ليبارككم الرب لرافتكم بي؛
22- فاذهبوا وتحروا وتيقنوا من مكان وجوده واقامته
ومن رآه هناك، لانه قيل لي ان داود شديد المكر.
23- وتاكدوا لي من جميع المواضع التي يمكن ان يختبيء
فيها ثم ارجعوا الي بالخبر اليقين فامضي معكم، ان
كان حقا موجودا، فابحث عنه بين عشائر يهوذا».
24- فانطلقوا الى زيف متقدمين امام شاول. وكان داود
آنئذ في سهل برية معون جنوبي الصحراء.
25- فشرع رجال شاول يبحثون عنه. فبلغ الخبر داود
فتوغل في منطقة الصخور في برية معون. وعندما علم
شاول بذلك تعقبه الى هناك.
26- فكان شاول يسير على محاذاة احد جانبي الجبل،
وداود ورجاله يسيرون على محاذاة الجانب الآخر هربا
من شاول، الذي سعى مع قواته لمحاصرة داود ورجاله
لياسرهم.
27- وما لبث ان وفد رسول الى شاول قائلا: «اسرع!
تعال، فقد اقتحم الفلسطينيون البلاد.
28- فرجع شاول عن مطاردة داود وذهب لمحاربة
الفلسطينيين، لذلك دعي ذلك الموضع «تل المفارقة».
29- وتوجه داود من هناك وتمنع في حصون عين جدي.
|
24 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
024 |
الله
1- وبعد ان رجع شاول من مطاردة الفلسطينيين قيل له:
«ان داود متحصن في برية عين جدي»
2- فحشد ثلاثة آلاف رجل من خيرة قوات اسرائيل وسعى
وراء داود ورجاله في صخور الوعول.
3- ودخل شاول كهفا عند حظيرة غنم على الطريق ليقضي
حاجته، وكان داود ورجاله مختبئين في اغوار الكهف.
4- فقال له رجاله: «هذا هو اليوم الذي وعدك الرب ان
يسلم فيه عدوك اليك فتصنع به ما تشاء». فانسل داود
اليه وقطع طرف جبته سرا.
5- ولكن ما لبث قلبه ان وبخه على قطعه طرف جبة شاول.
6- فقال لرجاله: «معاذ الله ان اقترف هذا الاثم بحق
سيدي المختار من الرب فامد يدي واسيء اليه لان الرب
قد مسحه ملكا».
7- وهكذا زجر داود رجاله بمثل هذا الكلام، ولم يدعهم
يهاجمون شاول. وما لبث شاول ان خرج من الكهف ومضى في
سبيله،
8- فتبعه داود الى خارج الكهف ونادى: «يا سيدي
الملك». فالتفت شاول خلفه، فانحنى داود الى الارض
ساجدا
9- وقال: «لماذا تستمع الى اقاويل الناس: ان داود قد
وطد العزم على ايذائك.
10- ها انت قد رايت اليوم بعينيك كيف اوقعك الرب في
قبضتي عندما كنت في الكهف، وجاء من يحرضني على قتلك،
ولكني اشفقت عليك وقلت: لا! لن امد يدي بالاساءة الى
سيدي، لان الرب هو الذي اختاره.
11- فانظر يا ابي ما بيدي، انه طرف جبتك. ان قطعي
طرف جبتك وعدم قتلي اياك خير دليل على انني لم ارتكب
شرا او ذنبا، ولم اخطيء اليك، بينما انت تتربص بي
لتقتلني.
12- فليقض الرب بيني وبينك وينتقم لي الرب منك، اما
انا فلن امسك بسوء.
13- وكما قيل في مثل القدماء: عن الاشرار يصدر شر،
لذلك فان يدي لن تنالك باذى.
14- ثم وراء من يسعى ملك اسرائيل؟ من هو الذي
تطارده؟ اتسعى وراء كلب ميت؟ وراء برغوث واحد؟
15- ليكن الرب هو الديان فيقضي بيني وبينك ويتولى
قضيتي ويبرئني وينقذني من قبضتك».
16- فلما فرغ داود من الكلام تساءل شاول: «اهذا صوتك
يا ابني داود؟» وارتفع صوت شاول بالبكاء.
17- ثم قال لداود: «انك حقا ابر مني لانك كافاتني
خيرا وانا جازيتك شرا.
18- وابديت نحوي خيرا اذ ان الرب قد اوقعني في قبضتك
ولكنك عفوت عني.
19- ايعفو رجل عن عدوه ويطلقه من غير ان ينتقم منه
بعد ان يقع في قبضته؟ فليكافئك الرب جزاء ما صنعت
اليوم معي من خير.
20- لقد علمت الآن انك تصبح ملكا وبيدك تثبت مملكة
اسرائيل.
21- فاحلف لي الآن بالرب انك لا تبيد نسلي من بعدي
ولا تقضي على اسمي من بيت ابي».
22- فحلف داود لشاول ثم مضى شاول الى بيته، اما داود
ورجاله فالتجاوا الى الحصن.
|
25 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
025 |
الله
1- ومات صموئيل، فاجتمع جميع بني اسرائيل وناحوا
عليه ودفنوه في بيته في الرامة. فانتقل داود الى
صحراء فاران.
2- وكان هناك رجل ثري مقيم في مدينة معون ذو املاك
في الكرمل حيث كان يجز غنمه، وكانت ثروته طائلة جدا،
اذ كان يمتلك ثلاثة آلاف راس من الغنم والفا من
المعز.
3- وكان اسم الرجل نابال، واسم امراته ابيجايل.
وكانت المراة فاتنة الجمال راجحة العقل، اما الرجل
فكان قاسيا سييء الاعمال، وهو ينتمي الى عشيرة كالب.
4- فبلغ داود، وهو لا يزال في الصحراء، ان نابال يجز
غنمه.
5- فبعث داود بعشرة غلمان اوصاهم ان ينطلقوا الى
الكرمل ويدخلوا بيت نابال ويبلغوه تمنيات داود،
ويقولوا له:
6- «اطال الله بقاءك، وجعلك انت وبيتك وكل مالك
سالما.
7- لقد سمعت ان عندك جزازين. حين كان رعاتك بيننا لم
نؤذهم ولم يفقد لهم شيء طوال الايام التي كانوا فيها
في الكرمل.
8- تحر الامر من غلمانك فيخبروك. لذلك ليحظ غلماني
برضاك، فقد جئنا اليك في يوم عيد، فهب عبيدك وابنك
داود ما تجود به نفسك».
9- فقدم الغلمان الى نابال وابلغوه هذا الكلام باسم
داود وصمتوا.
10- فاجابهم نابال: «من هو داود؟ ومن هو ابن يسى؟ قد
كثر اليوم العبيد الهاربون من اسيادهم.
11- هل آخذ خبزي ومائي وذبيحتي التي جهزتها لجازي
واعطيها لقوم لا اعلم من اين هم؟»
12- فانصرف غلمان داود ورجعوا الى داود فاخبروه
بكلام نابال.
13- فقال داود لرجاله: «ليتقلد كل منكم سيفه».
فتقلدوا سيوفهم، وكذلك فعل داود، وسار على راس اربع
مئة رجل بعد ان مكث مئتان لحراسة الامتعة.
14- فقال احد الغلمان لابيجايل امراة نابال: «بعث
داود من الصحراء رسلا بتحيات الى سيدنا فاهانهم،
15- مع ان الرجال احسنوا الينا جدا فلم نصب باذى او
يفقد لنا شيء طوال المدة التي تجاورنا فيها معهم
ونحن في المرعى.
16- كانوا سياج امان لنا نهارا وليلا في كل الايام
التي كنا نرعى فيها الغنم في جوارهم.
17- ففكري بالامر وانظري ماذا يمكن ان تصنعي، لان
كارثة ستحل على سيدنا وعلى بيته، فهو رجل شرير لا
يمكن التفاهم معه».
18- فاسرعت ابيجايل واخذت مئتي رغيف خبز وزقي خمر
وخمسة خرفان مجهزة مطيبة وخمس كيلات من الفريك ومئتي
عنقود زبيب ومئتي قرص تين، وحملتها على الحمير.
19- وقالت لخدامها: «اسبقوني، ها انا قادمة وراءكم».
ولم تخبر رجلها نابال بما فعلت.
20- وبينما كانت راكبة على حمارها عند منعطف الجبل
صادفت داود ورجاله قادمين للقائها.
21- وكان داود آنئذ يحدث نفسه: «لقد حافظت على كل
قطعان هذا الرجل في الصحراء، فكافاني شرا بدل الخير.
22- فليضاعف الرب من عقاب داود، ان لم اقض على كل
رجاله قبل طلوع ضوء الصباح».
23- وعندما شاهدت ابيجايل داود اسرعت وترجلت عن
الحمار وخرت امامه ساجدة،
24- وانطرحت عند رجليه قائلة: «ضع اللوم علي وحدي يا
سيدي، ودع امتك تتكلم في مسامعك واصغ الى حديثها.
25- لا يضغن قلب سيدي على هذا الرجل اللئيم نابال،
فهو فظ كاسمه والحماقة مقرونة به، اما انا فلم ار
رجال سيدي حين ارسلتهم.
26- والآن اقسم لك بالرب الحي وبحياتك، ان الرب قد
جنبك سفك الدماء والثار لنفسك، وليكن اعداؤك ومن
يسعون في هلاكك، كنابال.
27- فتقبل الآن هذه البركة التي احضرتها جاريتك يا
سيدي واعطها لرجالك الملتفين حولك.
28- واعف عن ذنب امتك، لان الرب لابد ان يثبت كرسي
ملك سيدي الى الابد، لان سيدي يحارب حروب الرب، فلا
يوجد فيك شر كل ايامك.
29- وان قام من يتعقبك ليقتلك، فلتكن نفس سيدي
محزومة في حزمة الاحياء مع الرب الهك. واما نفس
اعدائك فليقذف بها كما يقذف حجر من وسط كفة مقلاع.
30- وعندما يحقق الرب لسيدي كل هذا الخير الذي وعد
به وينصبك رئيسا على اسرائيل،
31- فلن تقاسي من عذاب الضمير لانك سفكت دماء
اعتباطا او انتقمت لنفسك. ومتى حقق لك الرب وعده
فاذكر امتك».
32- فقال داود لابيجايل: «مبارك الرب اله اسرائيل
الذي ارسلك اليوم للقائي،
33- ومباركة فطنتك، ومباركة انت لانك جنبتني اليوم
سفك الدماء والانتقام لنفسي.
34- ولكن حي هو الرب الذي منعني من الاساءة اليك،
فلو لم تبادري وتاتي لاستقبالي لما بقي لنابال رجل
على قيد الحياة عند مطلع ضوء الصباح».
35- وقبل داود منها ما حملته اليه قائلا لها: «امضي
الى بيتك بسلام، فها انا قد استمعت لتوسلك واستجبت
طلبتك».
36- فاقبلت ابيجايل الى نابال، فوجدت انه قد اقام
مادبة في بيته كمادبة ملك، وقد اخذته النشوة بعد ان
اكثر من احتساء الخمر حتى سكر، فلم تخبره بشيء
اطلاقا حتى صباح اليوم التالي.
37- وفي الصباح، بعد ان صحا نابال من سكرته، اخبرته
بما جرى، فاصابه الشلل وتجمد كحجر.
38- وبعد عشرة ايام ضربه الله فمات.
39- فلما سمع داود بموت نابال قال: «مبارك الرب الذي
انتقم لي بذاته من اهانة نابال، وجنبني ارتكاب الشر
وعاقب نابال على اثمه». وارسل داود الى ابيجايل
يسالها الزواج منه.
40- فوفد رسل داود الى ابيجايل الى الكرمل وقالوا
لها: «ارسلنا داود اليك لنسالك الزواج منه».
41- فقامت وسجدت بوجهها الى الارض وقالت: «انا امته
المستعدة لخدمته ولغسل ارجل عبيد سيدي».
42- ثم اسرعت ابيجايل وركبت حمارها بعد ان صحبت معها
خمس فتيات من جواريها سرن وراءها، وتبعت رسل داود،
وصارت له زوجة.
43- ثم تزوج داود اخينوعم من يزرعيل فكانتا له
زوجتين.
44- عندئذ زوج شاول ميكال ابنته امراة داود من فلطي
بن لايش الذي من جليم.
|
26 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
026 |
الله
1- وتوجه الزيفيون الى شاول في جبعة وقالوا: «اليس
داود مختبئا في تل حخيلة تجاه الصحراء؟»
2- فاختار شاول ثلاثة آلاف رجل من خيرة جنود اسرائيل
وانطلق نحو صحراء زيف ليبحث فيها عن داود.
3- وعسكر شاول ازاء الطريق عند سفح تل حخيلة تجاه
الصحراء، وكان داود آنئذ مقيما في الصحراء. فعندما
سمع ان شاول تعقبه الى الصحراء
4- ارسل جواسيسه ليتيقن من ان شاول قد تعقبه حقا.
5- ثم قام داود وتسلل الى الموضع المضطجع فيه شاول،
وابنير بن نير رئيس جيشه. فراى شاول راقدا عند
المتراس محاطا بجنوده.
6- فخاطب داود اخيمالك الحثي وابيشاي ابن صروية
(شقيق يوآب): «من منكما ينزل معي الى معسكر شاول؟»
فقال ابيشاي: «انا انزل معك».
7- فتسلل داود وابيشاي ليلا الى معسكر شاول، واذا
بشاول راقد عند المتراس ورمحه مغروس في الارض الى
جوار راسه، وابنير والجنود نائمون حوله.
8- فقال ابيشاي لداود: «لقد اوقع الله اليوم عدوك في
قبضة يدك، فدعني الآن اطعنه برمحه الى الارض، فاجهز
عليه بضربة واحدة».
9- فاجاب داود: «لا تقض عليه، اذ من يمد يده ليسيء
لمسيح الرب ويتبرا؟
10- ان الرب نفسه لابد ان يعاقب شاول فيميته ميتة
طبيعية، او يقتله في معركة حربية.
11- ولكن معاذ الله ان امد يدي لاسيء الى مسيح الرب.
اما الآن فخذ الرمح المغروس عند راسه وكوز الماء
وهلم بنا من هنا».
12- وهكذا اخذ داود الرمح وكوز الماء من عند راس
شاول وتسللا راجعين، من غير ان يراهما او ينتبه
لوجودهما احد، لانهم جميعا كانوا نياما اذ ان الرب
اثقلهم بالسبات العميق.
13- واجتاز داود الوادي الى الجبل المقابل وارتقى
الى قمته حيث وقف عن بعد، تفصله عن شاول مسافة
كبيرة.
14- ونادى داود الجنود وابنير بن نير قائلا: «الا
تجيبني يا ابنير؟». فاجاب ابنير: «من هذا الذي ينادي
الملك؟»
15- فقال داود لابنير: «الست انت رجلا؟ ومن مثلك في
كل اسرائيل؟ فلماذا لم تحرس سيدك الملك؟ فقد جاء من
هم بقتل سيدك الملك.
16- ان ما عملته لا يستحق الثناء، فحي هو الرب انكم
ابناء الموت، لانكم لم تحرسوا سيدكم مسيح الرب،
فانظر حولك الآن، اين هو رمح الملك وكوز الماء
اللذان كانا عند راسه؟».
17- وتبين شاول صوت داود، فقال: «اهذا صوتك يا ابني
داود؟» فاجاب داود: «انه صوتي ياسيدي الملك».
18- ثم تابع حديثه: «لماذا لايزال سيدي يسعى وراء
عبده؟ اي ذنب جنيت، واي جرم اقترفت؟
19- فليسمع سيدي الملك كلام عبده الآن: ان كان الرب
قد اثارك ضدي فلاقدمن له قربان رضي. وان كان الناس
هم الذين اوغروا صدرك علي فليكونوا ملعونين امام
الرب، لانهم نفوني من ارض ميراث الرب قائلين: اذهب
اعبد آلهة اخرى.
20- والآن لا تدع دمي يهدر على ارض غريبة بعيدا عن
حضرة الرب، لان ملك اسرائيل قد خرج ليبحث عن برغوث
واحد ويتعقبه كما يتعقب الحجل في الجبال؟».
21- فقال شاول: «لقد اخطات. ارجع ياابني داود فلن
اسيء اليك بعد اليوم، لان نفسي كانت عزيزة في عينيك.
لشد ما اخطات وضللت!».
22- فاجاب داود: «هوذا رمح الملك. فليات احد الرجال
وياخذه.
23- وليكافيء الرب كل واحد على استقامته وامانته،
لان الرب قد اوقعك اليوم فى قبضتي، لكني لم اشا ان
امد يدي لاسيء الى مختار الرب.
24- وكما كانت نفسك عزيزة في عيني اليوم، لتكن نفسي
ايضا عزيزة في عيني الرب، وينقذني من كل ضيق».
25- فقال شاول لداود: «لتكن مباركا يا ابني داود،
فانك قادر على القيام بامور عظيمة وتنجح فيها». ثم
مضى داود في حال سبيله ورجع شاول الى بيته.
|
27 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
029 |
الله
1- ثم حشد الفلسطينيون جيوشهم في افيق بينما تجمع
الاسرائيليون عند العين التي في يزرعيل.
2- وتقدم قادة الفلسطينيين بكتائبهم وسراياهم، اما
داود ورجاله فكانوا يسيرون في المؤخرة مع الملك
اخيش.
3- فساله قادة الفلسطينيين: «ماذا يفعل هؤلاء
العبرانيون هنا؟» فاجابهم اخيش: «اليس هذا داود الذي
كان ضابطا عند شاول ملك اسرائيل، وقد مكث معي طوال
هذه المدة، فلم اجد فيه علة منذ ان قدم الي وحتى هذا
اليوم».
4- غير ان قادة الفلسطينيين ابدوا سخطهم عليه
قائلين: «ارجع الرجل الى موضعه الذي حددته له، ولا
تدعه يشترك معنا في الحرب لئلا ينقلب علينا. اذ كيف
يسترد هذا رضى سيده؟ اليس بقطع رؤوس رجالنا؟
5- اليس هذا هو داود الذي غنت له النساء راقصات
قائلات: قتل شاول الوفا، وقتل داود عشرات الالوف؟»
6- فاستدعى اخيش داود وقال له: «اقسم لك بالرب الحي
انك مستقيم، ويسرني انضمامك الى جيشي لانني لم اجد
فيك علة منذ ان جئت الي حتى هذا اليوم، غير ان قادة
جيشي ساخطون عليك.
7- فامض الآن بسلام وعد الى موضعك ولا تقترف ما يسيء
الى اقطاب الفلسطينيين».
8- فقال داود: «ماذا جنيت، واي علة وجدت في عبدك منذ
ان مثلت امامك الى اليوم حتى لا اشترك في محاربة
اعداء سيدي الملك؟»
9- فقال اخيش: «انني واثق انك صالح في عيني، كملاك
الله، غير ان رؤساء الفلسطينيين اصروا قائلين: لا
يصعد داود معنا لخوض الحرب.
10- لذلك بكر صباحا مع عبيد سيدك الذين وفدوا معك
وارجعوا عند طلوع الصباح».
11- فاستيقظ داود ورجاله مبكرين ليرجعوا الى بلاد
الفلسطينيين، واما الفلسطينيون فتقدموا نحو يزرعيل.
|
28 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
030 |
الله
1- وما ان وصل داود ورجاله الى صقلغ في اليوم الثالث
حتى وجدوا ان العمالقة قد اغاروا على النقب وهاجموا
صقلغ واحرقوها بالنار،
2- بعد ان اخذوا كل من فيها من نساء واطفال اسرى
حرب، ولم يقتلوا صغيرا ولا كبيرا.
3- وعندما دخل داود ورجاله الى المدينة وجدوها
محروقة، واسرت نساؤهم وبناتهم وابناؤهم.
4- فعلت اصواتهم بالبكاء حتى اصابهم الاعياء.
5- وكانت امراتا داود اخينوعم اليزرعيلية وابيجايل
ارملة نابال الكرملي من جملة المسبيات.
6- وتفاقم ضيق داود لان الرجال، من فرط ما حل بهم من
مرارة واسى على ابنائهم وبناتهم، طالبوا برجمه، غير
ان داود تشبث وتقوى بالرب الهه.
7- ثم قال داود لابياثار الكاهن ابن اخيمالك: «احضر
الي الافود». فاحضره.
8- واستشار داود الرب قائلا: «اذا تعقبت هؤلاء
الغزاة فهل ادركهم؟» فقال له: «الحقهم، فانك تدركهم
وتنقذ الاسرى».
9- فانطلق داود والست مئة رجل الذين معه حتى بلغوا
وادي البسور، فتخلف قوم منهم هناك.
10- اما داود فواصل طريقه مع اربع مئة رجل، بعد ان
تخلف مئتا رجل اعياء عن عبور وادي البسور.
11- فصادفوا رجلا مصريا ملقى في الحقل، فاحضروه الى
داود، فقدموا اليه طعاما وماء فاكل وشرب.
12- ثم اعطوه قرصا من تين وعنقودين من زبيب. وبعد ان
اكلها انتعشت روحه، لانه لم يكن قد اكل طعاما ولا
شرب ماء منذ ثلاثة ايام وثلاث ليال.
13- فساله داود: «من هو سيدك ومن اين انت؟» فاجاب:
«انا رجل مصري، عبد لرجل عماليقي، وقد تخلى سيدي عني
منذ ثلاثة ايام لاني مرضت.
14- فاننا قد اغرنا على جنوبي بلاد الكريتيين وعلى
جنوبي ارض يهوذا وجنوبي كالب واحرقنا صقلغ بالنار»
15- فساله داود: «هل تدلني على مكان هؤلاء الغزاة؟»
فاجابه: «احلف لي بالله انك لا تقتلني ولا تسلمني
الى سيدي، فادلك على مكان هؤلاء الغزاة».
16- وقادهم الى معسكر عماليق فوجدوهم منتشرين في
الحقول ياكلون ويشربون ويرقصون من جراء ما اصابوه من
غنيمة عظيمة نهبوها من ارض الفلسطينيين ومن ارض
يهوذا.
17- فهاجمهم داود من الغروب حتى مساء اليوم التالي،
ولم ينج منهم احد سوى اربع مئة غلام ركبوا جمالا
وهربوا.
18- واسترد داود ما استولى عليه العمالقة وانقذ
زوجتيه.
19- ولم يفقد لهم شيء لا صغير ولا كبير، ولا ابناء
ولا بنات ولا غنيمة ولا اي شيء مما استولى عليه
العمالقة، بل استردها داود جميعها.
20- واخذ داود غنم العمالقة وبقرهم فساقها رجاله
امام الماشية الاخرى التي اغتنمها الغزاة قائلين:
«هذه غنيمة داود».
21- وعاد داود الى المئتي رجل الذين اعيوا عن المسير
وراءه فخلفوهم عند وادي البسور، فخرجوا لاستقبال
داود ومن معه من الشعب، فتقدم داود اليهم ليطمئن على
سلامتهم.
22- غير ان فئة من المشاغبين من رجال داود ممن
اشتركوا معه في الحرب اعترضوا قائلين: «لياخذ كل رجل
منهم امراته وابناءه ويمض، اما الغنيمة التي
استرددناها، فلا نعطيهم منها لانهم لم يذهبوا معنا».
23- فقال داود: «لا تفعلوا هكذا يا اخوتي، لان الرب
قد انعم علينا وحفظنا ونصرنا على الغزاة الذين
اغاروا علينا.
24- ومن يوافقكم على هذا الامر؟ لان نصيب المقيم عند
الامتعة لحراستها كنصيب من خاض الحرب، اذ تقسم
الغنيمة بينهم بالسوية».
25- ومنذ ذلك الحين جعل داود هذه الفريضة سنة تسري
على اسرائيل الى هذا اليوم.
26- وعندما رجع داود الى صقلغ ارسل جزءا من الغنيمة
الى اصحابه من شيوخ يهوذا قائلا: «هذه لكم هدية بركة
من غنائم اعداء الرب».
27- وقد بعث بها الى الذين في بيت ايل، وفي راموت
الجنوب، وفي يتير.
28- وفي عروعير، وفي سفموث، وفي اشتموع.
29- وفي راخال، وفي مدن اليرحمئيليين، وفي مدن
القينيين،
30- وفي حرمة وفي كور عاشان، وفي عتاك،
31- وفي حبرون، والى سائر الاماكن التي تردد عليها
داود ورجاله.
|
29 |
10 |
كتاب صموئيل الثاني |
002 |
الله
1- ثم استشار داود الرب: «هل اتوجه الى احدى مدن
يهوذا؟» فاجابه الرب: «اذهب». فسال: «الى اية
مدينة؟» فاجابه: «الى حبرون».
2- فانطلق داود الى هناك بصحبة زوجتيه اخينوعم
اليزرعيلية وابيجايل ارملة نابال الكرملي.
3- واصطحب معه رجاله واهل بيوتهم، فاقاموا في مدن
حبرون.
4- وجاء رجال يهوذا فنصبوا داود ملكا عليهم. وعندما
علم داود ان رجال يابيش جلعاد هم الذين دفنوا شاول،
5- بعث اليهم برسل قائلا: «لتكونوا مباركين من الرب
لانكم صنعتم هذا المعروف بسيدكم شاول فدفنتموه.
6- فليكافئكم الرب احسانا وخيرا، وانا ايضا اجازيكم
خيرا لقاء حسن عملكم.
7- والآن تشجعوا وكونوا ابطالا لان سيدكم مات، وقد
نصبني بيت يهوذا ملكا عليكم».
8- واما ابنير بن نير قائد جيش شاول فاخذ ايشبوشث بن
شاول واجتاز به الاردن الى محنايم،
9- واقامه ملكا على الجلعاديين والاشيريين
واليزرعيليين وعلى بني افرايم وبني بنيامين وسائر
اسرائيل.
10- وكان ايشبوشث بن شاول في الاربعين من عمره حين
ملك على اسرائيل، وظل في الحكم سنتين، اما سبط يهوذا
فقد التف حول داود.
11- وملك داود في حبرون على سبط يهوذا سبع سنوات
وستة اشهر.
12- وتوجه ابنير بن نير مع بعض قوات ايشبوشث من
محنايم الى جبعون،
13- وكذلك خرج يوآب بن صروية مع بعض قوات داود
فالتقوا جميعا عند بركة جبعون، فجلس كل فريق مقابل
الآخر على جانبي البركة.
14- فقال ابنير ليوآب: «ليقم جنودنا للمبارزة
امامنا». فاجاب يوآب: ليقوموا.
15- فهب اثنا عشر رجلا من بني بنيامين من اتباع
ايشبوشث واثنا عشر من قوات داود.
16- واشتبك كل واحد مع نده واغمد سيفه فيه، فماتوا
جميعا. ودعي ذلك الموضع «حلقث هصوريم» (ومعناه حقل
السيوف). التي هي في جبعون.
17- واشتد القتال في ذلك اليوم، فانكسر ابنير ورجاله
امام قوات داود.
18- وكان من جملة رجال داود هناك ابناء صروية: يوآب
وابيشاي وعسائيل. وكان عسائيل سريع العدو كالغزال
البري.
19- فتعقب عسائيل ابنير ولم يمل عنه يمنة او يسرة.
20- فالتفت ابنير وراءه وتساءل: «هل انت عسائيل؟
فاجاب: «انا هو».
21- فقال له: «تنح عني واقبض على احد الرجال الآخرين
واسلبه سلاحه». غير ان عسائيل ظل يسعى في اثره.
22- ثم عاد ابنير يلح على عسائيل ان يكف عنه قائلا:
«لماذا تدفعني الى قتلك؟ وكيف يمكنني ان اواجه اخاك
يوآب اذا قتلتك؟»
23- لكن عسائيل ابى ان يتنحى عنه، فطعنه ابنير بعقب
الرمح، فغاص الرمح في بطنه وخرج من ظهره،فوقع صريعا
ومات في مكانه. فكان كل من يمر بالموضع الذي صرع فيه
عسائيل يتوقف عنده.
24- وطارد يوآب وابيشاي ابنير حتى مغيب الشمس حيث
اتيا الى تل امة مقابل جيح الواقعة على طريق صحراء
جبعون.
25- فاجتمع ابناء بنيامين وراء ابنير في قوة واحدة
واصطفوا على راس تل واحد.
26- فنادى ابنير يوآب قائلا: «اينبغي للسيف ان يظل
ينهش الى الابد؟ .. الم تعلم ان عاقبة القتال هي
مرارة؟ فالى متى لا تامر جيشك بالارتداد عن اخوتهم؟»
27- فقال يوآب: «حي هو الله فانه لو لم تتكلم لتعقب
رجالي في الصباح اخوتهم».
28- ونفخ يوآب بالبوق فكف جميع جيشه عن مطاردة
الاسرائيليين وامتنعوا عن المحاربة.
29- فانطلق ابنير ورجاله طوال الليل عبر وادي الاردن
وظلوا يجدون في السير الى ان بلغوا محنايم.
30- ورجع يوآب عن ابنير، وجمع جيشه، فوجد ان
المفقودين من قوات داود تسعة عشر رجلا بالاضافة الى
عسائيل.
31- اما الذين ماتوا من البنيامينيين ومن رجال ابنير
على ايدي قوات داود فكانوا ثلاث مئة وستين رجلا.
32- ونقلوا عائيل ودفنوه في قبر ابيه في بيت لحم.
وسار يوآب ورجاله الليل كله حتى وصلوا حبرون عند
الفجر.
|
30 |
10 |
كتاب صموئيل الثاني |
006 |
الله
1- وحشد داود ثلاثين الفا من صفوة المختارين من رجال
اسرائيل،
2- وانطلق بهم من بعلة يهوذا لينقلوا من هناك تابوت
عهد الرب القدير الجالس فوق الكروبيم.
3- فوضعوا تابوت الله على عربة جديدة وحملوه من بيت
ابيناداب القائم على التلة، وكان كل من عزة واخيو
ابني ابيناداب يسوقان العربة الجديدة
4- التي عليها تابوت الله. وكان اخيو يسير امام
التابوت،
5- وداود وسائر مرافقيه من الاسرائيليين يعزفون امام
الرب على كل انواع الآلات المصنوعة من خشب السرو،
كالعيدان والرباب والدفوف والجنوك والصنوج.
6- وعندما بلغوا بيدر ناخون تعثرت الثيران التي تجر
العربة، فمد عزة يده وامسك تابوت الرب خوفا عليه من
السقوط.
7- فاحتدم غضب الرب عليه، واهلكه لاجل جسارته وجهله،
فمات هناك بجوار التابوت.
8- فشق الامر على داود لان الرب اهلك عزة واباده.
ودعا ذلك الموضع فارص عزة (ومعناه انكسار عزة) الى
هذا اليوم.
9- وانتاب داود الخوف من الرب وقال: «كيف آخذ تابوت
الرب عندي؟»
10- ولم يرد ان ينقل تابوت الرب اليه في مدينة داود،
فاودعه بيت عوبيد ادوم الجتي.
11- ومكث التابوت في بيت عوبيد ثلاثة اشهر، وبارك
الرب عوبيد وكل اهل بيته.
12- وقيل لداود ان الرب بارك بيت عوبيد ادوم وجميع
ماله بفضل تابوت الرب، فمضى داود واحضر تابوت الرب
من بيت عوبيد ادوم الى مدينة داود ببهجة.
13- وكان كلما خطا حاملو التابوت ست خطوات يذبح داود
ثورا وعجلا معلوفا.
14- وراح داود يرقص بكل قوته في حضرة الرب وهو متنطق
بافود من كتان.
15- وهكذا نقل داود وكل اسرائيل تابوت الرب وسط
الهتاف واصوات الابواق.
16- ولما دخل موكب تابوت الرب مدينة داود، اطلت
ميكال بنت شاول من الكوة، وشاهدت الملك داود يطفر
ويرقص في حضرة الرب، فاحتقرته في نفسها.
17- ثم ادخلوا تابوت الرب الى الخيمة التي نصبها
داود، واقاموه في وسطها وقرب داود محرقات امام الرب،
وذبائح سلام.
18- وحين فرغ داود من اصعاد المحرقات وذبائح السلام
بارك الشعب باسم الرب القدير.
19- ووزع على كل واحد من الاسرائيليين، رجالا ونساء،
رغيف خبز وكاس خمر وقرص زبيب، ثم توجه كل واحد الى
بيته.
20- ورجع داود ليبارك اهل بيته، فخرجت ميكال بنت
شاول للقائه قائلة: «ما كان اجل ملك اسرائيل اليوم،
حين استعرض نفسه امام عيون اماء خدامه، كما يستعرض
احد السفهاء نفسه».
21- فاجابها داود: «انما احتفلت في حضرة الرب الذي
اختارني دون ابيك ودون اي من اهل بيته ليقيمني رئيسا
على شعب الرب اسرائيل.
22- واني لاتصاغر دون ذلك واكون وضيعا في عيني نفسي،
ولكني اتمجد عند الاماء اللواتي ذكرتهن».
23- ولم تنجب ميكال بنت شاول ولدا الى يوم موتها.
|
31 |
10 |
كتاب صموئيل الثاني |
007 |
الله
1- وبعد ان استقر الملك في قصره، واراحه الرب من
اعدائه المحيطين به،
2- قال لناثان النبي: «انظر! انا مقيم في بيت مصنوع
من خشب ارز، بينما تابوت الرب ساكن في خيمة»
3- فقال ناثان للملك: «قم واصنع كل ما تحدثك به
نفسك، لان الرب معك».
4- ولكن في تلك الليلة قال الرب لناثان:
5- «اذهب وقل لعبدي داود: لست انت الذي تبني لي بيتا
لاقامتي
6- فمنذ ان اخرجت بني اسرائيل من مصر الى هذا اليوم
لم اسكن في بيت، بل كنت اتنقل من مكان الى آخر في
خيمة هي مسكن لي.
7- وفي غضون تلك الحقبة التي سرت فيها مع جميع
اسرائيل، هل سالت احد قضاة اسرائيل الذين وليتهم
رعاية شعبي قائلا: لماذا لم تبنوا لي بيتا من خشب
الارز؟
8- والآن قل لعبدي داود: هذا ما يقوله الرب القدير:
انا اخذتك من المربض من رعاية الغنم لتكون رئيسا
لشعبي اسرائيل،
9- وعضدتك حيثما توجهت، اهلكت جميع اعدائك من امامك،
وجعلت لك شهرة عظيمة كشهرة عظماء الارض.
10- واورثت شعبي اسرائيل ارضا معينة وثبته فيها،
فسكن في ارضه آمنا، فلم يعد بنو الاثم قادرين على
اذلاله كما جرى سابقا،
11- وكما حدث منذ ان اقمت قضاة على شعبي اسرائيل لقد
ارحتك من جميع اعدائك، وقد اخبرك الرب انه سيثبت
نسلك من بعدك.
12- ومتى استوفيت ايامك ورقدت مع آبائك، فانني اقيم
بعدك من نسلك الذي يخرج من صلبك من اثبت مملكته.
13- هو يبني بيتا لاسمي، وانا اثبت عرش مملكته الى
الابد.
14- انا اكون له ابا وهو يكون لي ابنا، ان انحرف
اسلط عليه الشعوب الاخرى لاقومه بضرباتهم.
15- ولكن لا انزع رحمتي منه كما نزعتها من شاول الذي
ازلته من طريقك.
16- ويدوم بيتك ومملكتك الى الابد امامي، فيكون عرشك
ثابتا مدى الدهر».
17- فابلغ ناثان داود جميع هذا الكلام بمقتضى الرؤيا
التي اعلنت له.
18- فدخل الملك الى خيمة الاجتماع ومثل امام الرب
قائلا: «من انا ياسيدي ومن هي عائلتي حتى رفعتني الى
هذا المقام؟
19- وكان هذا الامر صغر في عينيك ياسيدي الرب، فرحت
تتعهد بالحفاظ على ذرية عبدك الى زمن طويل. وهذا ما
يتوق اليه قلب الانسان؟
20- واي شيء آخر يمكن لداود ان يخاطبك به؟ فانت تعرف
حقيقة عبدك ياسيدي الرب.
21- لقد اجريت هذه العظائم اكراما لكلمتك، وبموجب
ارادتك، واطلعت عليها عبدك.
22- لذلك ما اعظمك ايها السيد الرب لانه ليس لك
نظير، وليس هناك اله غيرك حسب كل ما سمعناه بآذاننا.
23- واية امة على الارض تماثل شعبك اسرائيل الذي
اخترته وافتديته ليكون لك شعبا ويذيع اسمك، واجريت
عظائم ومعجزات مذهلة، لتطرد من امام شعبك الذي
انقذته من مصر، امما مع آلهتها.
24- وثبته لنفسك ليكون لك شعبا خاصا الى الابد، وانت
يارب صرت لهم الها.
25- والآن ايها الرب الاله، احفظ الى الابد الوعود
التي قطعتها لعبدك ولاهل بيته، واوف بما نطقت.
26- وليتعظم اسمك الى الابد، فيقول البشر: حقا ان رب
الجنود هو اله على اسرائيل. وليكن بيت عبدك داود
ثابتا امامك،
27- لانك انت ايها الاله القدير، اله اسرائيل، قد
اعلنت لعبدك قائلا: اقيم من صلبك ملوكا، لذلك راى
عبدك ان يرفع اليك هذه الصلاة.
28- والآن ياسيدي الرب انت هو الله ، وكلامك حق، وقد
وعدت عبدك بهذا الخير.
29- فتعطف وبارك بيت عبدك ليثبت الى الابد امامك،
لانك ياسيدي الرب قد وعدت، اذ ببركتك يتبارك بيت
عبدك الى الابد».
|
32 |
10 |
كتاب صموئيل الثاني |
012 |
الله
1- وارسل الرب ناثان الى داود. وعندما وفد عليه قال
له: «عاش رجلان في مدينة واحدة، احدهما ثري والآخر
فقير.
2- وكان الغني يمتلك قطعان بقر وغنم كثيرة.
3- واما الفقير فلم يكن له سوى نعجة واحدة صغيرة،
اشتراها ورعاها فكبرت معه ومع ابنائه، تاكل مما ياكل
وتشرب من كاسه وتنام في حضنه كانها ابنته.
4- ثم نزل ضيف على الرجل الغني، فامتنع ان يذبح من
غنمه ومن بقره ليعد طعاما لضيفه، بل سطا على نعجة
الفقير وهياها له».
5- عندئذ احتدم غضب داود على الرجل الغني وقال
لناثان: «حي هو الرب، ان الجاني يستوجب الموت،
6- وعليه ان يرد للرجل الفقير اربعة اضعاف لانه
ارتكب هذا الذنب ولم يشفق».
7- فقال ناثان لداود: «انت هو الرجل! وهذا ما يقوله
الرب اله اسرائيل: لقد اخترتك لتكون ملكا على
اسرائيل وانقذتك من قبضة شاول،
8- ووهبتك بيت سيدك وزوجاته، ووليتك على بني اسرائيل
ويهوذا. ولو كان ذلك قليلا لوهبتك المزيد.
9- فلماذا احتقرت كلام الرب لتقترف الشر امامه؟ قتلت
اوريا الحثي بسيف العمونيين وتزوجت امراته.
10- لذلك لن يفارق السيف بيتك الى الابد، لانك
احتقرتني واغتصبت امراة اوريا الحثي».
11- واستطرد: «هذا ما يقوله الرب: ساثير عليك من اهل
بيتك من ينزل بك البلايا، وآخذ نساءك امام عينيك
واعطيهن لقريبك، فيضاجعهن في وضح النهار.
12- انت ارتكبت خطيئتك في السر، وانا افعل هذا الامر
على مراى جميع بني اسرائيل وفي وضح النهار».
13- فقال داود لناثان: «قد اخطات الى الرب». فقال
ناثان: «والرب قد نقل عنك خطيئتك، فلن تموت.
14- ولكن لانك جعلت اعداء الرب يشمتون من جراء هذا
الامر، فان الابن المولود لك يموت».
15- وانصرف ناثان الى بيته. وما لبث ان اصاب الرب
الطفل الذي انجبته ارملة اوريا الحثي لداود بمرض.
16- فابتهل داود الى الله من اجله، واطال الصيام
واعتصم بمخدعه وافترش الارض.
17- فراح وجهاء اهل بيته يحاولون اقناعه لينهض عن
الارض، فابى ولم ياكل معهم طعاما.
18- غير ان الطفل مات في اليوم السابع. فخاف رجال
حاشية داود ان يخبروه، وقالوا: «عندما كان الولد حيا
وحاولنا تعزيته لم يصغ الينا. فكيف نقول له ان الولد
مات؟ قد يؤذي نفسه!»
19- واذ شاهد داود رجال حاشيته يتهامسون، ادرك ان
الولد قد مات، فسالهم: «هل توفي الولد؟» فاجابوا:
«نعم».
20- عندئذ نهض داود عن الارض واغتسل وتطيب وبدل
ثيابه ودخل الى بيت الرب وصلى ساجدا، ثم عاد الى
قصره وطلب طعاما فاكل.
21- فساله رجال حاشيته: «كيف تتصرف هكذا؟ عندما كان
الصبي حيا صمت وبكيت، ولكن ما ان مات حتى قمت
وتناولت طعاما؟»
22- فاجاب: «حين كان الطفل حيا صمت وبكيت لاني حدثت
نفسي: من يعلم؟ ربما يرحمني الرب ويحيا الولد.
23- اما الآن وقد مات، فلماذا اصوم؟ هل استطيع ان
ارده الى الحياة؟ انا ماض اليه، اما هو فلن يرجع
الي».
24- ثم توجه داود الى بثشبع وواساها وضاجعها، فولدت
له ابنا دعاه سليمان. واحب الرب الولد،
25- وامر النبي ناثان ان يسمى الولد يديديا (ومعناه
محبوب الرب) لان الرب احبه.
26- وهاجم يوآب ربة عمون واستولى على عاصمة المملكة،
27- ثم بعث برسل الى داود قائلا: «لقد حاربت ربة
واستوليت على مصادر مائها،
28- فالآن احشد بقية الجيش وتعال هاجم المدينة
وافتتحها، لئلا اقهرها انا فيطلقون اسمي عليها».
29- فحشد داود كل الجيش وانطلق الى ربة وهاجمها
وافتتحها،
30- واخذ تاج ملكهم عن راسه، ووزنه وزنة (نحو اربعة
وثلاثين كيلو جراما) من الذهب والاحجار الكريمة،
وتتوج به. كما استولى على غنائم وفيرة.
31- واستعبد اهلها وفرض عليهم العمل بالمعاول
والمناشير والفؤوس وافران الطوب. وعامل جميع اهل مدن
العمونيين بمثل هذه المعاملة. ثم عاد داود وسائر
جيشه الى اورشليم.
|
33 |
10 |
كتاب صموئيل الثاني |
014 |
الله
1- وعلم يوآب بن صروية ان قلب الملك متشوق لابشالوم،
2- فاستدعى يوآب من تقوع امراة حكيمة وقال لها:
«تظاهري بالحزن، وارتدي ثياب الحداد، ولا تتطيبي،
وتصرفي كامراة قضت اياما طويلة غارقة في احزانها على
فقيد.
3- وادخلي لمقابلة الملك، وكلميه بما اسره اليك».
ولقنها يوآب ما تقول.
4- ومثلت المراة التقوعية امام الملك، وخرت على
وجهها الى الارض وسجدت قائلة: «اغثني ايها الملك»
5- فسالها الملك: «ما شانك؟» فاجابت: «انا ارملة،
مات رجلى
6- مخلفا لي ابنين. فتخاصما في الحقل من غير ان يكون
هناك من يفرق بينهما. فضرب احدهما الآخر وقتله.
7- وها هي العشيرة قاطبة قد قامت تطالبني بتسليم
القايل لمعاقبته جزاء له على قتل اخيه وبذلك يقضون
على الوارث. وهكذا يطفئون املي الذي بقي لي، ويمحون
اسم زوجي وذكره من على وجه الارض».
8- فقال الملك للمراة: «امضي الى بيتك وانا اصدر
قرارا في امرك».
9- فاجابت المراة: «ليقع اللوم علي وعلى بيت ابي،
اما الملك وعرشه فهما بريئان من كل شائبة».
10- فقال الملك: «اذا اعترض عليك احد فاحضريه الي
فلا يعود يسيء اليك».
11- فقالت المراة: «احلف لي باسم الرب الهك ان تمنع
طالب الدم من اراقة مزيد من الدماء لئلا يهلك ابني».
فاجابها: «حي هو الرب انه لن تسقط شعرة من راس ابنك
الى الارض».
12- فقالت المراة: «دع جاريتك تقول كلمة لسيدي
الملك» فقال: «تكلمي».
13- قالت المراة: «اذن، لماذا ارتكبت هذا الامر في
حق شعب الله؟ الا يدين الملك نفسه عندما يصدر مثل
هذا الحكم لانه لم يرد ابنه من منفاه؟
14- لاننا لابد ان نموت ونكون مثل المياه المتسربة
في شقوق الارض التي يتعذر جمعها. ولكن الله لا
يستاصل نفسا بل يفكر بشتى الطرق حتى لا يقطع عنه
منفيه.
15- وها انا الآن قد جئت لاخاطب سيدي الملك بهذا
الامر لان الشعب اخافني. فقلت: ساخاطب الملك لعله
يتقبل طلب جاريته.
16- لان الملك قد يوافق على انقاذ جاريته من يد
الرجل الذي يحاول ان يقضي علي وعلى ابني ويستولي على
الميراث الذي وهبنا اياه الله .
17- وقالت جاريتك: لتحمل كلمة سيدي الملك عزاء
لنفسي، لان سيدي الملك هو كملاك الله في التمييز بين
الخير والشر، والرب الهك يكون معك».
18- فقال الملك للمراة: «لدي ما اسالك عنه فلا تكتمي
الجواب عني». فاجابت: «ليتكلم سيدي الملك».
19- فسالها: «هل ليوآب يد في كل هذا الامر؟» فاجابت:
«لتحي نفسك ياسيدي الملك! ان احدا لا يقدر ان يراوغ
في امر سيدي الملك. نعم ان عبدك يوآب هو اوصاني
ولقنني كل ما نطقت به.
20- وقد قام يوآب بهذا الامر لاحداث تغيير في الوضع
الراهن. ان سيدي يتمتع بحكمة مماثلة لحكمة ملاك
الله، وعالم بما يحدث في البلاد».
21- فقال الملك ليوآب: لقد استقر رايي على تنفيذ هذا
الامر. فاذهب الآن واحضر الفتى ابشالوم».
22- فانحنى يوآب بوجهه الى الارض وسجد وبارك الملك
قائلا: «اليوم علم عبدك اني قد حظيت برضاك ياسيدي
الملك، اذ استجاب الملك لطلب عبده».
23- ثم انطلق يوآب الى جشور واحضر ابشالوم الى
اورشليم.
24- فقال الملك: «لينصرف الى بيته ولا ير وجهي».
فمضى ابشالوم الى بيته ولم يمثل في حضرة الملك.
25- ولم يكن في كل اسرائيل رجل وسيم المحيا، يحظى
بالاعجاب كابشالوم الذي خلا من كل عيب من قمة الراس
الى اخمص القدم.
26- وكان يقص شعر راسه مرة في كل عام لانه كان يثقل
عليه، اذ كان يزن مئتي شاقل (نحو كيلو جرامين ونصف).
27- وانجب ابشالوم ثلاثة بنين وبنتا واحدة اسمها
ثامار، كانت تتمتع بقسط وافر من الجمال.
28- ومكث ابشالوم في اورشليم سنتين من غير ان يحظى
بالمثول في حضرة الملك
29- فاستدعى يوآب ليتشفع له عند ابيه، فلم يشا يوآب
ان ياتي اليه. ثم ارسل اليه ثانية، فابى ان ياتي
ايضا.
30- عندئذ قال ابشالوم لرجاله: «ليوآب حقل شعير
مجاور لحقلي، فاذهبوا واحرقوه». فقام رجال ابشالوم
باحراق الحقل بالنار.
31- فاقبل يوآب الى ابشالوم في بيته قائلا: «لماذا
احرق رجالك حقلي بالنار؟»
32- فاجاب ابشالوم: «ارسلت طالبا اليك ان تاتي الى
هنا لاوفدك الى الملك لتساله لماذا استدعاني من جشور
خير لي لو بقيت هناك. اني اود ان امثل في حضرة
الملك، فان كنت مذنبا فليقتلني».
33- فمضى يوآب الى الملك وابلغه كلام ابشالوم.
فاستدعى الملك ابشالوم، فجاء هذا اليه وسجد امامه،
فقبل الملك ابشالوم.
|
34 |
10 |
كتاب صموئيل الثاني |
015 |
الله
1- بعد ذلك اتخذ ابشالوم لنفسه مركبة وخيلا واستاجر
خمسين رجلا يجرون امامه.
2- وكان يستيقظ مبكرا صباح كل يوم ويقف الى جوار
طريق بوابة المدينة، ويدعو اليه كل صاحب دعوى يقصد
الملك ليعرض عليه قضيته، فيساله: «من اية مدينة
انت؟» فيجيب: «عبدك ينتمي الى احد اسباط اسرائيل».
3- فيقول ابشالوم له: «ان دعواك حق وقويمة، ولكن لا
يوجد مندوب عن الملك ليستمع اليك».
4- ثم يقول ابشالوم: «لو صرت قاضيا في الارض لكنت
انصف كل انسان له خصومة او دعوى».
5- وكان اذا تقدم احد ليسجد له، يمد يده وينهضه
ويقبله.
6- وظل ابشالوم يفعل هذا الامر مع كل قادم بقضية الى
الملك، حتى تمكن من اكتساب قلوب رجال اسرائيل.
7- وبعد انقضاء اربع سنوات قال ابشالوم للملك: «دعني
انطلق الى حبرون لاوفي نذري الذي نذرته للرب.
8- فقد نذر عبدك، عندما كنت مقيما في جشور في ارام،
انه ان ردني الرب الى اورشليم فاني اقدم له ذبيحة».
9- فقال الملك له: «اذهب بسلام». فقام ومضى الى
حبرون.
10- وبث ابشالوم جواسيس في اوساط جميع اسباط اسرائيل
قائلا: «ان سمعتم نفير البوق، فقولوا: قد ملك
ابشالوم في حبرون».
11- ورافق ابشالوم مئتا رجل من اورشليم لبوا دعوته
عن طيب نية غير عالمين بشيء.
12- وفي اثناء تقريبه ذبائح، استدعى ابشالوم اخيتوفل
الجيلوني مشير داود، من بلدته جيلوه. وتفاقمت الفتنة
وازداد التفاف الشعب حول ابشالوم.
13- فجاء مخبر قال لداود: «ان قلوب رجال اسرائيل قد
مالت نحو ابشالوم».
14- فقال داود لرجاله الملتفين حوله في اورشليم:
«قوموا بنا نهرب، لانه لا نجاة لنا من ابشالوم.
اسرعوا في الهرب لئلا يفوت الوقت، ويدركنا ابشالوم
ويدمر المدينة»
15- فاجابه رجاله: «نحن طوع امرك في كل ما تشير به».
16- فخرج الملك وسائر اهل بيته، ولم يترك سوى عشر
محظيات لحراسة القصر.
17- وتوقف الملك والشعب السائر في اثره عند آخر بيت
في طرف المدينة.
18- واخذ رجاله يمرون امامه من ضباط وحرس خاص، ثم ست
مئة رجل من الجتيين الذين تبعوه من جت.
19- فقال الملك لقائدهم اتاي الجتي: «لماذا تذهب انت
ايضا معنا؟ ارجع واقم مع الملك الجديد لانك غريب
ومنفي ايضا من وطنك.
20- لقد جئت بالامس القريب، فهل اجعلك اليوم تتشرد
معنا، مع انني لا ادري الى اين اذهب؟ ارجع وعد
بقومك، ولترافقك الرحمة والحق».
21- ولكن اتاي اجاب الملك: «حي هو الرب وحي هو سيدي
الملك، انه حيثما يتوجه سيدي الملك، سواء كان للحياة
ام للموت، يتوجه عبدك ايضا».
22- فقال داود لاتاي: «تعال، واعبر معنا». فعبر اتاي
الجتي وجميع اصحابه وسائر الاطفال الذين كانوا معه.
23- وراح اهالي الارض يبكون بصوت مرتفع فيما كان
الملك ومن معه من الشعب يجتازون في وادي قدرون في
طريقهم نحو الصحراء.
24- وجاء صادوق ايضا ومعه جميع اللاويين حاملين
تابوت عهد الرب، ووضعوه الى جانب الطريق. واصعد
ابياثار ذبائح حتى انتهى جميع الشعب من اجتياز
المدينة.
25- وقال الملك لصادوق: «ارجع تابوت الله الى
المدينة، فانني ان حظيت برضى الرب فانه يعيدني فارى
التابوت ومسكنه.
26- وان لم استحوذ على رضاه وقال: «اني لم اسر بك،
فليفعل بي ما يطيب له».
27- واستطرد الملك قائلا لصادوق الكاهن: «الست انت
رائيا؟ هيا ارجع الى المدينة بسلام انت واخيمعص ابنك
ويوناثان بن ابياثار. خذا ابنيكما معكما.
28- اما انا فسامكث منتظرا عند مخاوض النهر في
الصحراء ريثما يصلني منكم خبر».
29- فارجع صادوق وابياثار تابوت الله الى اورشليم
واقاما هناك.
30- اما داود فاستمر يرتقي جبل الزيتون باكيا مغطى
الراس حافي القدمين. وغطى جميع الشعب الذي معه
رؤوسهم وارتقوا مسالك الجبل باكين.
31- وقيل لداود ان اخيتوفل بين المتمردين الذين
انضموا الى ابشالوم. فصلى داود: «حمق يارب مشورة
اخيتوفل».
32- عندما وصل داود الى قمة الجبل سجد للرب، ثم شاهد
حوشاي الاركي في انتظاره، ممزق الثياب معفر الراس
بالتراب،
33- فقال له داود: «اذا جئت معي تصبح عبئا علي،
34- ولكن اذا رجعت الى المدينة وقلت لابشالوم: انا
اكون خادما لك ايها الملك، فقد خدمت اباك منذ زمن،
وها انا الآن خادم لك، فانك بذلك تبطل لي مشورة
اخيتوفل.
35- وستجد معك صادوق وابياثار الكاهنين فاخبرهما بكل
ما تسمعه في مجلس ابشالوم
36- فيرسلا ابنيهما اخيمعص ويوناثان ليبلغاني بكل ما
سمعاه».
37- فعاد حوشاي مستشار داود الى المدينة بينما كان
ابشالوم يدخلها.
|
35 |
10 |
كتاب صموئيل الثاني |
016 |
الله
1- وعندما عبر داود قمة الجبل لاقاه صيبا خادم
مفيبوشث بحمارين محملين بمئتي رغيف خبز ومئة عنقود
زبيب ومئة قرص تين وزق خمر.
2- فقال الملك لصيبا: «لمن كل هذا؟» فاجاب صيبا:
«الحماران لركوب عائلة الملك، والخبز والتين لياكلها
الرجال، والخمر لمن اعيا في الصحراء».
3- فساله الملك: «واين حفيد سيدك؟» فاجاب صيبا: «هو
مقيم في اورشليم لانه حدث نفسه قائلا: اليوم يرد لي
بيت اسرائيل مملكة جدي».
4- فقال الملك لصيبا: «لقد وهبتك كل ما يمتلكه
مفيبوشث». فقال صيبا: «انني انحني امامك بخضوع،
لعلني احظى برضى سيدي الملك».
5- وعندما وصل الملك داود الى بحوريم خرج رجل من
هناك ينتمي الى عشيرة شاول، يدعى شمعي بن جيرا، وراح
يكيل له الشتائم،
6- ورشق داود ورجاله والشعب الذي معه والابطال
الملتفين عن يمينه ويساره بالحجارة.
7- وهو يردد في شتائمه: «اخرج! اخرج يارجل الدماء
ورجل بليعال!
8- لقد رد الرب عليك كل ما سفكته من دماء بيت شاول
الذي ملكت عوضا عنه، وقد سلم الرب المملكة الى
ابشالوم ابنك. وها انت غارق في شر اعمالك لانك رجل
دماء».
9- فقال ابيشاي ابن صروية للملك: «لماذا يشتم هذا
الكلب الميت سيدي الملك؟ دعني اهجم عليه فاقطع
راسه».
10- فقال الملك: «ليس هذا من شانكم يابني صروية.
دعوه يشتم لان الرب قال له اشتم داود. فمن يقدر ان
يسال: لماذا تفعل هذا؟»
11- وقال الملك لابيشاي وسائر رجاله: «هوذا ابني
الذي خرج من صلبي يسعى لقتلي، فكم بالحري هذا
البنياميني. دعوه يشتم لان الرب امره بشتمي.
12- لعل الرب ينظر الى مذلتي، ويكافئني خيرا عوض
شتائمه في هذا اليوم».
13- وتابع داود ورجاله المسير في الطريق، ولكن شمعي
ظل يمشي بمحاذاتهم على الجانب الآخر من الجبل وهو
يكيل لهم الشتائم ويرشقهم بالحجارة ويذري عليهم
التراب.
14- وعندما وصل الملك والشعب الذي معه ضفاف الاردن
كان الاعياء قد اصابهم، فاستراحوا هناك.
15- اما ابشالوم واتباعه من رجال اسرائيل، واخيتوفل،
فقد دخلوا اورشليم.
16- وجاء حوشاي الاركي مستشار داود الى ابشالوم
هاتفا: «ليحي الملك! ليحي الملك!»
17- فقال له ابشالوم: «ابهذه الطريقة تكافيء صديقك؟
لماذا لم تذهب معه؟»
18- فاجاب: «لا، انني اخدم واقيم مع من اختاره الرب
وهذا الشعب وكل رجال اسرائيل.
19- ثم من اخدم؟ الست اخدم ابنه؟ فكما خدمت في حضرة
ابيك كذلك اخدم بين يديك».
20- وسال ابشالوم اخيتوفل: «اشيروا ماذا نفعل؟»
21- فاجاب اخيتوفل: «ادخل وضاجع محظيات ابيك اللواتي
تركهن للمحافظة على القصر، فيسمع جميع بني اسرائيل
انك قد صرت مكروها لدى ابيك، فتتشدد ايدي مناصريك».
22- فنصبوا لابشالوم الخيمة على السطح، ودخل لمضاجعة
محظيات ابيه على مراى جميع الاسرائيليين.
23- وكانت مشورات اخيتوفل التي يسديها في تلك الايام
تحظى بقبول داود وابشالوم لانها كانت في اعتبارهما
كانها صادرة عن فم الله
|
36 |
10 |
كتاب صموئيل الثاني |
018 |
الله
1- واحصى داود جيشه وعين عليهم قادة الوف ومئات،
2- ثم قسمهم الى ثلاث فرق، جعل يوآب على واحدة منها،
وابيشاي ابن صروية اخا يوآب على الثانية، واتاي
الجتي على الفرقة الثالثة. وقال الملك لرجاله: «اني
ايضا اخرج معكم».
3- لكن الشعب قال: «لا تخرج معنا، لاننا اذا انهزمنا
فانهم لا يبالون بنا. واذا مات نصفنا فلا يكترثون
بنا ايضا. اما انت فانك تعادل عشرة آلاف منا، ومن
الافضل ان تمكث في المدينة وتسعفنا بنجدة ان دعا
الامر».
4- فاجابهم الملك: «سافعل ما يروق لكم». ووقف الملك
الى جوار بوابة المدينة يشيع مئات والوف الجنود
الخارجين للقتال.
5- واوصى الملك يوآب وابيشاي واتاي قائلا: «ترفقوا
من اجلي بالفتى ابشالوم»، وسمع الجنود حين اوصى
الملك كل قادته بابشالوم.
6- وانطلق الجيش الى السهل لمحاربة اسرائيل، فدارت
معركة في غابة افرايم،
7- انتهت بهزيمة جيش اسرائيل امام قوات داود، وقتل
منهم عشرون الفا في مجزرة ذلك اليوم.
8- واتسعت رقعة القتال، وافترست الغابة من الجيش
اكثر من الذين افترسهم السيف في ذلك اليوم.
9- وفي اثناء المعركة التقى ابشالوم ببعض رجال داود،
وكان يركب آنئذ على بغل مر به تحت شجرة بلوط ضخمة
ذات اغصان كثيفة متشابكة، فعلق شعره باحد فروعها،
ومر البغل من تحته وتركه متدليا بين السماء والارض.
10- فرآه رجل واخبر يوآب: «رايت ابشالوم معلقا بشجرة
البلوط».
11- فقال له يوآب: «رايته معلقا ولم تقتله؟! لو
فعلت، لاعطيتك عشرة قطع من الفضة، وحزام المحارب».
12- فاجاب الرجل: «ولو اعطيتني الفا من الفضة لما
كنت امد يدي الى ابن الملك، لان الملك اوصاك على
مسمع منا انت وابيشاي واتاي قائلا: ليحرص كل واحد
منكم على حياة ابشالوم،
13- ولو قتلت ابنه لكنت قد ارتكبت جناية في حق الملك
الذي لا تخفى عليه خافية، ولكنت انت نفسك وقفت ضدي».
14- فقال يوآب: «لا يمكنني ان اصبر هكذا امامك» واخذ
بيده ثلاثة سهام انشبها في قلب ابشالوم، وهو ما برح
حيا معلقا بشجرة البلوط.
15- ثم احاط بالشجرة عشرة غلمان، حاملي سلاح يوآب،
واجهزوا على ابشالوم فمات.
16- ونفخ يوآب بالبوق فارتد جيش داود عن تعقب
الاسرائيليين لان يوآب حال دون ذلك.
17- وانزلوا ابشالوم وطرحوه في الغابة في حفرة
عميقة، واهالوا عليه رجمة كبيرة جدا من الحجارة.
وهرب كل جندي من جيش اسرائيل الى بيته.
18- وكان ابشالوم قد اقام لنفسه في اثناء حياته نصبا
تذكاريا في وادي الملك، لانه قال: «ليس لي ابن يحمل
اسمي من بعدي». ومازال هذا النصب معروفا بنصب
ابشالوم الى هذا اليوم.
19- وقال اخيمعص بن صادوق ليوآب: «دعني اهرع لابشر
الملك ان الله قد انتقم له من اعدائه».
20- فاجابه يوآب: «لا، لست انت الذي تحمل بشارة في
هذا اليوم، دعها لفرصة اخرى اذ لا بشارة في هذا
اليوم لان الميت هو ابن الملك».
21- وقال يوآب لرجل كوشي: «اذهب وابلغ الملك بما
شاهدت». فسجد الكوشي ليوآب ومضى مسرعا.
22- والح اخيمعص بن صادوق على يوآب قائلا: «مهما
حدث، دعني اجر وراء الكوشي ايضا». فقال يوآب: «لماذا
تجري انت ياابني، ولست تحمل بشارة تكافا عليها؟»
23- فقال له: «مهما كان الامر دعني اجر». فاذن له،
فجرى اخيمعص في طريق الغور وسبق الكوشي.
24- وبينما كان داود جالسا في الساحة الفاصلة بين
البوابة الخارجية والبوابة الداخلية طلع الرقيب الى
السور فوق سطح الباب، وتلفت حوله واذا به يرى رجلا
يركض وحده،
25- فابلغ الرقيب الملك، فقال الملك: «ان كان وحده
فهو حامل بشرى». وفي اثناء اقتراب الرسول
26- راى الرقيب رجلا آخر يركض، فقال للبواب: «هوذا
رجل آخر يجري وحده». فقال الملك: «وهذا ايضا مبشر».
27- وعاد الرقيب يقول: «اني ارى عدو الاول كعدو
اخيمعص بن صادوق». فقال الملك: «هذا رجل صالح يحمل
بشرى سارة».
28- وعندما وصل اخيمعص هتف: «سلام للملك» وسجد امامه
الى الارض ثم قال: «تبارك الرب الهك الذي اظفرك
بالقوم الذين تمردوا على سيدي الملك».
29- فسال الملك: «اسالم الفتى ابشالوم؟» فاجاب
اخيمعص: «حين ارسلني اليك عبدك يوآب رايت هناك جلبة
لم ادرك دواعيها».
30- فقال له الملك: «تنح جانبا وانتظر هنا». فتنحى
ووقف ينتظر.
31- واذا بالكوشي مقبل قائلا: «بشرى لسيدي الملك،
لان الرب قد انتقم لك اليوم من جميع الثائرين عليك».
32- فسال الملك الكوشي: «اسالم الفتى ابشالوم؟»
فاجابه: «ليكن اعداء سيدي الملك وجميع من ثار عليك
عدوانا كالفتى ابشالوم».
33- فارتعش الملك وصعد الى علية البوابة باكيا يذرع
ارض الحجرة قائلا: «ياابني، ياابني ابشالوم. ياليتني
مت عوضا عنك ياابشالوم ياابني. آه ياابني».
|
37 |
10 |
كتاب صموئيل الثاني |
019 |
الله
1- وقيل ليوآب: «هوذا الملك يبكي وينوح على
ابشالوم».
2- فتحول النصر في ذلك اليوم لدى جميع الجيش الى
مناحة، اذ شاع بينهم ان الملك قد حزن جدا على مصرع
ابنه.
3- فتسلل افراد الجيش عائدين الى المدينة كما يتسلل
قوم لحق بهم عار الهزيمة.
4- واخفى الملك وجهه بيديه صارخا بصوت عظيم: «ياابني
ابشالوم، ياابشالوم ابني، ابني».
5- فتوجه يوآب الى البيت وقال للملك: «لقد اخجلت
اليوم جميع رجالك الذين انقذوك انت وابناءك وبناتك
ونساءك ومحظياتك،
6- بمحبتك لمبغضيك وبغضك لمحبيك، فقد ابديت اليوم
بوضوح انه لا اعتبار لديك للرؤساء ولا للعبيد، لاني
ادركت اليوم انه لو كان ابشالوم حيا وكلنا هلكنا،
لطاب الامر لك.
7- فقم الآن واخرج واشرح قلوب رجالك، لاني قد اقسمت
بالرب انه ان لم تخرج، فلن يبقى معك احد الليلة،
فيكون هذا الامر اسوا عليك من كل كارثة اصابتك منذ
صباك الى الآن».
8- فقام الملك وجلس عند بوابة المدينة. فذاع الخبر
بين جميع اوساط الجيش ان الملك جالس عند البوابة،
فاقبل الجيش اليه. اما الاسرائيليون فهربوا لائذين
ببيوتهم.
9- ونشبت خصومات بين جميع اسباط اسرائيل قائلين: «ان
الملك قد انقذنا من قبضة اعدائنا، وخلصنا من حكم
الفلسطينيين، وها هو قد هرب من الارض لينجو من
ابشالوم.
10- وابشالوم الذي نصبناه ملكا علينا مات في الحرب.
فالآن لماذا انتم متقاعسون عن ارجاع الملك؟»
11- وبعث الملك داود الى صادوق وابياثار الكاهنين
قائلا: «اسالا شيوخ اسرائيل لماذا تكونون آخر من
يطالب بعودة الملك الى مقره، وقد بلغ مسامع الملك في
بيته كل ما قيل في اسرائيل؟
12- انتم اخوتي وعظمي ولحمي، فلماذا تكونون آخر من
يطالب بارجاع الملك.
13- وقولا لعماسا: الست انت من لحمي وعظمي؟
فليعاقبني الرب اشد عقاب ويزد، ان لم اجعلك طوال
حياتك قائدا لجيشي بدل يوآب».
14- فاستمال بذلك قلوب جميع رجال يهوذا كرجل واحد،
فارسلوا اليه يناشدونه الرجوع قائلين: «عد انت وجميع
رجالك».
15- فرجع الملك حتى بلغ الاردن، فتوافد رجال يهوذا
الى الجلجال لاستقباله والعبور به نهر الاردن.
16- واسرع شمعي بن جيرا البنياميني، الذي من بحوريم،
ورافق رجال يهوذا لاستقبال الملك داود،
17- ومعه الف رجل من سبط بنيامين، كما جاء صيبا خادم
شاول ومعه اولاده الخمسة عشر وعبيده العشرون، وخاضوا
نهر الاردن امام الملك.
18- واذ اجتازوا المخاضة لمواكبة بيت الملك وعمل ما
يستحوذ على رضاه، مثل شمعي بن جيرا امام الملك عند
عبوره الاردن وسجد له متوسلا
19- قائلا: «ليغفر لي سيدي الملك اثمي ولا يذكر
افتراء عبده عليه عندما خرج الملك من اورشليم، ولا
يكتم ذلك في قلبه،
20- لان عبدك قد ادرك اني قد اخطات، ها انا قد جئت
اليوم في طليعة بيت يوسف لاستقبال سيدي الملك».
21- فقال ابيشاي بن صروية: «الا ينبغي ان يقتل شمعي
لاجل هذا؟ لقد شتم مختار الرب».
22- فقال داود: «كفا عني ياابني صروية، فلماذا
تقاومانني؟ ايقتل اليوم احد في اسرائيل؟ الست انا
الآن ملك اسرائيل؟»
23- ثم قال الملك لشمعي: «لن تموت». واقسم له على
ذلك.
24- وكذلك جاء مفيبوشث حفيد شاول للقاء الملك، وكان
قد اهمل الاعتناء برجليه ولحيته، ولم يغسل ثيابه منذ
اليوم الذي غادر فيه الملك اورشليم الى حين رجوعه
سالما.
25- وعندما جاء للقائه في اورشليم ساله الملك:
«لماذا لم تات معي يامفيبوشث؟»
26- فاجاب: «ان عبدك ياسيدي الملك اعرج، فقلت لنفسي.
اسرج حماري واركب عليه وامضي مع الملك، ولكن صيبا
وكيل اعمالي خدعني،
27- ووشى بعبدك بهتانا الى سيدي الملك، وسيدي الملك
كملاك الله. فافعل ما يروق لك.
28- ان كل بيت ابي لا يستحقون منك شيئا سوى الموت،
ولكنك اكرمتني، فجعلت عبدك بين الآكلين على مائدتك،
فاي حق لي بعد اطالب به الملك؟»
29- فاجابه الملك: «كفاك حديثا عن شؤونك، لقد امرت
ان تقسم انت وصيبا الحقول».
30- فقال مفيبوشث: «فلياخذها كلها بعد ان عاد سيدي
الملك الى بيته بسلام».
31- ونزل برزلاي الجلعادي من روجليم وعبر الاردن مع
الملك ليشيعه من هناك.
32- وكان برزلاي قد طعن في السن وبلغ الثمانين عاما،
وكان قد عال الملك عند اقامته في محنايم لانه كان
رجلا ثريا جدا.
33- فقال الملك لبرزلاي: «تعال معي لاورشليم فاقوم
على اعالتك»
34- فاجاب برزلاي: «كم بقي لي من العمر حتى اصعد مع
الملك الى اورشليم؟
35- انا اليوم قد بلغت الثمانين، فهل استطيع ان اميز
بين الطيب والرديء؟ وهل يلتذ عبدك بما ياكل ويشرب؟
وهل مازلت قادرا على الاستماع الى اصوات المغنين
والمغنيات؟ فلماذا يصبح عبدك عبئا على سيدي الملك؟
36- ليرافق عبدك موكبك قليلا بعد عبورك نهر الاردن.
ولكن علام يكافئني الملك هذه المكافاة؟
37- دعني ارجع لاموت في مدينتي بجوار ضريح ابي وامي،
وها هو ولدي كمهام يذهب مع سيدي الملك فكافئه بما
يحلو لك».
38- فاجاب الملك: «ليرافقني كمهام فاجزل له ما يروق
لك من مكافاة وكل ما تتمناه مني البيه لك».
39- فاجتاز جميع الشعب نهر الاردن وكذلك فعل الملك.
وقبل الملك برزلاي وباركه، ثم قفل هذا راجعا الى محل
اقامته.
40- وتوجه الملك الى الجلجال يرافقه كمهام وسائر شعب
يهوذا الذين واكبوه مجتازين به نهر الاردن، وكذلك
نصف شعب اسرائيل.
41- واجتمع رجال اسرائيل وقالوا للملك: «لماذا اخذك
اخوتنا رجال يهوذا خفية، وعبروا الاردن بالملك وباهل
بيته وبكل رجال داود؟»
42- فاجاب رجال يهوذا رجال اسرائيل: «لان الملك قريب
لنا، فماذا يثير غيظكم في هذا الامر؟ هل اكلنا شيئا
من مؤونة الملك؟ هل نلنا مكافاة على ذلك؟»
43- فقال رجال اسرائيل لرجال يهوذا: «ان لنا عشرة
سهام في الملك، ونحن اولى منكم بداود، فلماذا
استخففتم بنا؟ اولم نكن نحن اول من تحدث عن ارجاع
ملكنا؟» فكان رد رجال يهوذا اغلظ من كلام رجال
اسرائيل.
|
38 |
10 |
كتاب صموئيل الثاني |
020 |
الله
1- وحدث ان كان هناك رجل لئيم يدعى شبع بن بكري من
سبط بنيامين، فنفخ هذا بالبوق وقال: «ليس لنا نصيب
في داود ولا قسم في ابن يسى، فليرجع كل رجل الى
خيمته يااسرائيل».
2- فتخلى كل رجال اسرائيل عن داود وتبعوا شبع بن
بكري، واما رجال يهوذا فلازموا ملكهم وواكبوه من
الاردن الى اورشليم.
3- وعندما استقر الملك في مقره في اورشليم حجز
المحظيات العشر اللواتي تركهن لحفظ القصر وكان
يعولهن، ولكنه امتنع عن معاشرتهن، وبقين كالارامل
محجوزات حتى يوم وفاتهن.
4- وقال الملك لعماسا: «احشد لي رجال يهوذا في ثلاثة
ايام واحضر انت الى هنا».
5- فانطلق عماسا ليجند رجال يهوذا، ولكنه تاخر عن
الموعد الذي حدده له الملك.
6- فقال داود لابيشاي: «قد يسبب شبع الآن لنا اذى
اكثر مما سببه ابشالوم، اسرع خذ حرسي الخاص وتعقبه
لئلا يلجا الى مدن حصينة ويفلت من بين ايدينا».
7- فمضى ابيشاي على راس رجال يوآب والجلادين والسعاة
والمحاربين الاشداء، واندفعوا من اورشليم ليتعقبوا
شبع بن بكري.
8- وعندما وصلوا عند الصخرة العظيمة في جبعون، اقبل
اليهم عماسا. وكان يوآب مرتديا ثوبه العسكري متنطقا
على حقويه بحزام معلق به سيف في غمده، فلما خرج
للقائه اندلق السيف من الغمد.
9- فقال يوآب لعماسا: «اتتمتع بالعافية يااخي؟»
وقبضت يد يوآب اليمنى على لحية عماسا وكانه يهم
بتقبيله.
10- ولم يحترز عماسا من السيف الذي كان بيد يوآب،
فطعنه به، فاندلقت امعاؤه الى الارض ولم يثن عليه
لانه مات على الفور، وتابع يوآب وابيشاي تعقبهما
لشبع بن بكري.
11- فوقف احد غلمان يوآب عند جثة عماسا صائحا: «من
هو معجب بيوآب وولاؤه لداود فليتبع يوآب».
12- وكان عماسا راقدا في وسط الطريق غارقا في دمائه،
ولما راى الرجل ان كل الجنود المارين يتوقفون عنده،
نقل جثة عماسا من الطريق الى الحقل وغطاها بثوب.
13- وما لبث، بعد نقل الجثة من الطريق، ان لحق كل
جندي بيوآب لمطاردة شبع بن بكري.
14- ودار شبع على جميع اسباط اسرائيل حتى آبل وبيت
معكة وسائر منطقة البيريين فالتفوا حوله وانضموا
اليه.
15- وجاءت قوات يوآب وحاصرته في آبل بيت معكة،
واقاموا متراسا مرتفعا ازاء المدينة في مواجهة
استحكامات السور وشرعوا في هدمه.
16- فنادت امراة حكيمة من المدينة: «اسمعوا، اسمعوا!
قولوا ليوآب، ادن من هنا لاكلمك».
17- فتقدم اليها، فقالت المراة: «اانت يوآب؟» فاجاب:
«انا هو». فقالت له: «اصغ الى كلام امتك». فقال:
«انا سامع»
18- فتكلمت المراة: «كانوا قديما يقولون: ان اردت
الحصول على جواب (حكيم) فانك تجده في آبل، وكان هذا
يحسم كل جدال.
19- انا واحدة من بين بقية المسالمين في اسرائيل،
وانت تبغي تدمير مدينة هي ام في اسرائيل، فلماذا
تريد ان تبتلع ميراث الرب؟»
20- فاجاب يوآب: «معاذ الله، معاذ الله ان ابتلع او
ان ادمر.
21- ان الامر ليس كذلك، انما هناك رجل من جبل افرايم
يدعى شبع بن بكري تطاول على الملك داود. سلموه وحده
فانصرف عن المدينة». فقالت المراة ليوآب: «عما قليل
يطرح اليك راسه من على السور».
22- وتداولت المراة مع الشعب كله فاقنعتهم بسداد
رايها، فقطعوا راس شبع بن بكري والقوه الى يوآب،
فنفخ بالبوق، ففكوا الحصار عن المدينة، وعاد كل واحد
الى بيته، واما يوآب فرجع الى الملك في اورشليم.
23- وكان يوآب القائد العام على جميع جيش اسرائيل،
وبناياهو بن يهوياداع قائد حرس الملك،
24- وادورام مسئولا عن فرق الاشغال الشاقة،
ويهوشافاط بن اخيلود المسجل التاريخي،
25- وشيوا كاتب الملك، وصادوق وابياثار كاهنين.
26- اما عيرا اليائيري فكان كاهن داود الخاص.
|
39 |
10 |
كتاب صموئيل الثاني |
021 |
الله
1- وحدثت مجاعة في اثناء حكم داود استمرت ثلاث سنوات
متتالية، فالتمس داود وجه الرب. فاجابه الرب: «هذا
من اجل ما ارتكبه شاول واهل بيته الملطخة ايديهم
بدماء الجبعونيين الذين قتلوهم.
2- فاستدعى الملك الجبعونيين، وهم من بقايا شعب
الاموريين الذين وقع معهم الاسرائيليون معاهدة صلح،
ولكن شاول سعى للقضاء عليهم من فرط غيرته على بني
يهوذا واسرائيل.
3- وقال داود لهم: «ماذا اصنع لكم؟» كيف يمكن ان
اعوض عما نالكم من ضرر، فتدعون بالبركة لميراث
الرب؟»
4- فاجابه الجبعونيون: «لا نريد مالا ولا فضة من
شاول ولا من اهل بيته، ولا نبغي ان نميت احدا في
اسرائيل». فقال لهم: «مهما طلبتم افعله لكم»
5- فقالوا للملك: «اعطنا سبعة رجال من بني الرجل
الذي افنانا وتآمر علينا ليبيدنا فلا نقيم في كل ارض
اسرائيل،
6- فنصلبهم للرب في جبعة شاول مختار الرب». فاجاب
الملك: «انا اعطيكم».
7- واشفق الملك على مفيبوشث بن يوناثان من اجل ما
بين داود ويوناثان بن شاول من عهد الرب،
8- فاخذ الملك، ارموني ومفبيوشث ابني رصفة ابنة اية
اللذين ولدتهما لشاول، وابناء ميكال ابنة شاول
الخمسة الذين انجبتهم لعدريئيل ابن برزلاي المحولي.
9- وسلمهم الى الجبعونيين، فصلبوهم على الجبل في
حضرة الرب. فقتل السبعة معا في بداية موسم حصاد
الشعير.
10- فاخذت رصفة ابنة اية مسحا فرشته على الصخر من
بداية الحصاد حتى هطول الامطار على الجثث، ومنعت
الجوارح من الانقضاض عليها نهارا، والوحوش من
افتراسها ليلا.
11- وعندما بلغ داود ما فعلته رصفة ابنة اية محظية
شاول،
12- ذهب واخذ عظام شاول وعظام يوناثان ابنه من اهل
يابيش جلعاد، الذين سرقوها من شارع بيت شان حيث
علقها الفلسطينيون بعد قضائهم عليهما في جلبوع،
13- فاصعد من هناك عظام شاول ويوناثان ابنه، كما تم
جمع عظام المصلوبين.
14- ودفنوها في ارض بنيامين في صيلع في قبر قيس ابي
شاول. وعندما تم تنفيذ ما امر به الملك استجاب الله
الصلاة من اجل اخصاب الارض.
15- ودارت حرب بعد ذلك بين الفلسطينيين واسرائيل،
فخاض داود ورجاله المعركة لمحاربة الفلسطينيين، ولكن
الاعياء اصاب داود.
16- وهم يشبي بن بنوب، احد ابناء رافا، ان يقتل
داود، وكان وزن رمحه النحاسي ثلاث مئة شاقل (نحو
ثلاثة كيلوجرامات ونصف)، وقد تقلد سيفا جديدا.
17- فانجده ابيشاي بن صروية، وضرب الفلسطيني وقتله.
حينئذ اقسم رجال داود عليه قائلين: «لا تخرج معنا
بعد الآن الى الحرب، ولا تطفيء بموتك سراج اسرائيل».
18- ونشبت بعد ذلك معركة اخرى مع الفلسطينيين في
جوب، فقتل سبكاي الحوشي ساف احد ابناء رافا.
19- ووقعت حرب ثالثة في جوب مع الفلسطينيين قتل فيها
الحانان بن يعري البيتلحمي جليات الجتي الذي كانت
قناة رمحه في حجم نول النساجين.
20- وجرت معركة رابعة في جت، كان من المحاربين فيها
رجل طويل القامة له ست اصابع في كل يد وفي كل قدم.
فكانت في جملتها اربعة وعشرين اصبعا، وهو ايضا من
ابناء رافا.
21- وعندما حقر اسرائيل، قتله يوناثان بن شمعى اخي
داود.
22- وهكذا قتل داود ورجاله هؤلاء الاربعة الذين
ولدوا لرافا في جت.
|
40 |
10 |
كتاب صموئيل الثاني |
022 |
الله
1- وخاطب داود الرب بابيات هذا النشيد في اليوم الذي
انقذه فيه الرب من كل اعدائه، ومن شاول:
2- «الرب صخرتي وحصني ومنقذي.
3- الهي صخرتي به احتمي، ترسي وركن خلاصي. هو حصني
وملجاي ومخلصي. انت تخلصني من الظالمين.
4- ادعو الرب الجدير بكل حمد فيخلصني من اعدائي.
5- طوقتني امواج الموت وسيول الهلاك غمرتني.
6- احاطت بي حبال الهاوية، واطبقت علي فخاخ الموت.
7- في ضيقي دعوت الرب، وبالهي استغثت، فسمع صوتي من
هيكله، وبلغ صراخي اذنيه.
8- عندئذ ارتجت الارض وتزلزلت. ارتجفت اساسات
السماوات واهتزت لان الرب غضب.
9- نفث انفه دخانا، واندلعت نار آكلة من فمه، فاتقد
منها جمر.
10- طاطا السماوات ونزل، فكانت الغيوم المتجهمة تحت
قدميه.
11- امتطى مركبة من ملائكة الكروبيم وطار وتجلى على
اجنحة الريح.
12- احاطت به الظلمة كالمظلات واكتنفته السحب
المتكاثفة واللجج.
13- من بهاء طلعته توهجت جمرات نار.
14- ارعد الرب من السماء واطلق العلي صوته.
15- اطلق سهامه فبدد الاعداء، وارسل بروقه فازعجهم.
16- ظهرت مجاري المياه العميقة وانكشفت اسس المسكونة
من زجر الرب ومن ريح انفه اللافحة.
17- مد الرب يده من العلى وامسكني، انتشلني من
السيول الغامرة.
18- انقذني من عدوي القوي، وخلصني من مبغضي لانهم
كانوا اقوى مني.
19- تصدوا لي في يوم بليتي، فكان الرب سندي.
20- اقتادني الى موضع رحيب، انقذني لانه سر بي.
21- يكافئني الرب حسب بري. ويعوضني حسب طهارة يدي.
22- لاني سلكت دائما في طرق الرب، ولم اعص الهي.
23- جعلت احكامه دائما نصب عيني ولم احد عن فرائضه.
24- فكنت كاملا لديه، وصنت نفسي من الاثم.
25- فيكافئني الرب وفقا لبري، وبحسب طهارتي امام
عينيه.
26- مع الرحيم تكون رحيما، ومع الكامل تكون كاملا.
27- مع الطاهر تكون طاهرا، ومع المعوج تكون معوجا.
28- انت تنقذ الشعب المتضايق، اما عيناك فتراقبان
المتغطرسين لتخفضهم.
29- يارب انت سراجي. الرب يضيء ظلمتي.
30- لاني بك اقتحم جيشا، وبقوة الهي اخترقت اسوارا.
31- ما اكمل طريق الرب!، ان كلمته نقية، وهو متراس
يحمي جميع الملتجئين اليه.
32- لانه من هو اله غير الرب؟ ومن هو صخرة سوى
الهنا؟
33- انه الله الذي يسلحني بالقوة، ويجعل طريقي
كاملا.
34- يجعل رجلي كرجلي الايل ويقيمني آمنا على
المرتفعات.
35- تدرب يدي على فن الحرب فتشد ذراعاي قوسا من
نحاس.
36- تعطيني ترس خلاصك، وبلطفك تعظمني.
37- وسعت طريقي تحت قدمي فلم تتعثر رجلاي.
38- اطارد اعدائي فادركهم، ولا ارجع حتى ابيدهم.
39- اقضي عليهم واسحقهم، فلا يستطيعون النهوض، بل
يسقطون تحت قدمي.
40- تمنطقني بحزام من القوة تاهبا للقتال وتخضع
لسلطاني المتمردين علي.
41- تجعل اعدائي يولون الادبار هربا مني. وافني
الذين ييغضونني.
42- يستغيثون ولا من مخلص، ينادون الرب فلا يستجيب
لهم.
43- فاسحقهم كغبار الارض، ومثل طين الاسواق ادقهم
وادوسهم.
44- تنقذني من مخاصمات الشعب، وتجعلني سيدا للامم
حتى صار شعب لم اكن اعرفه عبدا يخدمني.
45- يقبل الغرباء نحوي متذللين، وحالما يسمعون امري
يلبونه.
46- الغرباء يخورون، يخرجون من حصونهم مرتعدين.
47- حي هو الرب، ومبارك صخرتي. ومتعال اله خلاصي.
48- الاله المنتقم لي، الذي يخضع الشعوب لسلطاني.
49- منقذي من اعدائي، رافعي على المتمردين ومن الرجل
الطاغي يخلصني
50- لذلك اسبحك يارب بين الامم وارنم لاسمك.
51- يامانح الخلاص العظيم لملكه وصانع الرحمة
لمسيحه، لداود ونسله الى الابد.
|
41 |
10 |
كتاب صموئيل الثاني |
023 |
الله
1- وهذه كلمات داود الاخيرة: هذا ما اوحي به الى
داود بن يسى، وما تنبا به الرجل الذي عظمه العلي،
الرجل الذي مسحه اله يعقوب. هذا هو مرتل اسرائيل
المحبوب.
2- «تكلم روح الرب بفمي، وكلمته نطق بها لساني.
3- اله اسرائيل تكلم، صخرة اسرائيل قال لي: عندما
يحكم انسان بعدل على الناس ويتسلط بمخافة الله،
4- فانه يشرق عليهم كنور الفجر، وكالشمس يشع عليهم
في صباح صاف، وكالمطر الذي يستنبت عشب الارض.
5- اليست هكذا علاقة بيتي بالله؟ الم يبرم معي عهدا
ابديا كاملا ومؤمنا؟ الا يكلل خلاصي بالفلاح ويضمن
تحقيق رغائبي؟
6- اما الاشرار فيطرحون جميعا كالشوك، لانهم
(يجرحون) اليد التي تلمسهم.
7- وكل من يمسهم يتسلح بحديد وقناة رمح، وتلتهمهم
النار جميعا في مكانهم».
8- وهذه اسماء رجال داود الابطال: يوشيب بشبث
التحكموني، وكان قائد الثلاثة، هاجم برمحه ثماني مئة
وقتلهم دفعة واحدة.
9- ويليه العازار بن دودو بن اخوخي، وهو احد الابطال
الثلاثة الذين كانوا مع داود حين عيروا الفلسطينيين
(في افس دميم) المجتمعين هناك للحرب، وعندما تقهقر
رجال اسرائيل،
10- صمد هو وظل يهاجم الفلسطينيين حتى كلت يده ولصقت
بالسيف، ووهبه الرب نصرا مؤزرا في ذلك اليوم، وما
لبث ان رجع الشعب لنهب الغنائم فقط.
11- ويعقبه شمة بن اجي الهراري. وكان الفلسطينيون قد
حشدوا جيشا في قطعة حقل مزروعة بالعدس، فهرب
الاسرائيليون امامهم.
12- لكن شمة ثبت في مكانه وسط قطعة الحقل، وقضى على
الفلسطينيين، وانقذ الحقل منهم، فوهبه الله النصر
عليهم.
13- وفي موسم الحصاد، اقبل هؤلاء الثلاثة من بين
الثلاثين رئيسا الى داود اللاجيء الى مغارة عدلام،
وكان جيش الفلسطينيين آنئذ معسكرا في وادي
الرفائيين،
14- بينما داود معتصما في الحصن، وحامية الفلسطينيين
نازلة في بيت لحم.
15- فتاوه داود قائلا: «من يسقيني ماء من بئر بيت
لحم القائمة عند بوابة المدينة؟»
16- فاقتحم الابطال الثلاثة معسكر الفلسطينيين،
وجلبوا ماء من بئر بيت لحم القائمة عند البوابة،
وحملوه الى داود. فلم يشا ان يشربه بل سكبه للرب،
17- قائلا: «معاذ الله ان افعل هذا! انه دم الرجال
الذين جازفوا بانفسهم». وهكذا ابى ان يشربه. هذا ما
قام به هؤلاء الابطال الثلاثة.
18- وكان ابيشاي اخو يوآب وابن صروية رئيس ثلاثة
ايضا. هذا جابه برمحه ثلاث مئة وقتلهم، فذاعت شهرته
بين الثلاثة،
19- وارتفعت مكانته عليهم وصار لهم رئيسا، الا انه
لم يصل الى مرتبة الثلاثة الاول.
20- وكان بناياهو بن يهوياداع محاربا مجيدا من
قبصئيل، هذا صرع بطلي موآب، ونزل الى وسط جب في يوم
مثلج وقتل اسدا،
21- كما قضى على رجل مصري عملاق كان يحمل بيده رمحا،
فتصدى له بعصا وخطف الرمح من يده وقتله به.
22- هذا ما صنعه بناياهو بن يهوياداع فذاعت شهرته
بين الابطال الثلاثة.
23- وارتفعت مكانته على الثلاثين قائدا، ولكنه لم
يبلغ مرتبة الثلاثة الاول فعينه داود قائدا لحرسه
الخاص.
24- وكان عسائيل اخو يوآب واحدا من الثلاثين رئيسا،
وكذلك الحانان بن دودو من بيت لحم،
25- وشمة الحرودي واليقا الحرودي
26- وحالص الفلطي، وعيرا بن عقيش التقوعي
27- وابيعزر العناثوثي، ومبوناي الحوشاتي.
28- وصلمون الاخوخي، ومهراي النطوفاتي.
29- وخالب بن بعنة النطوفاتي، واتاي بن ريباي من
جبعة بني بنيامين،
30- وبنايا الفرعتوني، وهداي من اودية جاعش.
31- وابو علبون العرباتي، وعزموت البرحومي.
32- واليحبا الشعلبوني، ويوناثان من بني ياشن.
33- وشمة الهراري، واخيآم بن شارار الاراري،
34- واليفلط بن احسباي ابن المعكي، واليعام بن
اخيتوفل الجيلوني.
35- وحصراي الكرملي، وفعراي الاربي،
36- ويجآل بن ناثان من صوبة، وباني الجادي،
37- وصالق العموني، ونحراي البئيروتي حامل سلاح يوآب
بن صروية،
38- وعيرا اليثري، وجارب اليثري،
39- واوريا الحثي. وهم في جملتهم سبعة وثلاثون بطلا.
|
42 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
003 |
الله
1- وتزوج سليمان ابنة فرعون ملك مصر، واحضرها الى
مدينة داود ريثما يتم اكمال بناء قصره وبيت الرب
والسور المحيط باورشليم.
2- وكان الشعب آنئذ يقدمون ذبائح على المرتفعات، لان
بيت الرب لم يكن قد بني بعد.
3- واحب سليمان الرب وسار في فرائض داود ابيه، الا
انه واظب على تقديم ذبائح وايقاد بخور على
المرتفعات.
4- ومضى سليمان الى جبعون، المرتفعة العظمى، واصعد
هناك الف محرقة على ذلك المذبح.
5- وفي جبعون تراءى الرب له ليلا في حلم، وقال له:
«اطلب ماذا اعطيك؟»
6- فاجاب: «لقد صنعت الى عبدك داود ابي رحمة واسعة
لانه سلك امامك بامانة وصلاح واستقامة قلب، فلم
تحرمه من الرحمة العظيمة، ورزقته ابنا يخلفه على
عرشه في هذا اليوم.
7- والآن ايها الرب الهي، لقد جعلت عبدك ملكا خلفا
لداود ابي، وانا ما برحت فتى صغيرا غير متمرس بشؤون
الحكم،
8- وعبدك يتولى حكم شعبك الذي اخترته، وهو شعب اعظم
من ان يعد او يحصى لكثرته.
9- فهب عبدك قلبا فهيما لاقضي بين شعبك، واميز بين
الخير والشر، لانه من يستطيع ان يحكم شعبك العظيم
هذا؟»
10- فسر الرب بطلب سليمان هذا.
11- وقال له: «لانك قد طلبت هذا الامر، ولم تطلب
حياة طويلة، ولا غنى، ولا انتقاما من اعدائك، بل
سالت حكمة لتسوس شؤون الحكم،
12- فانني سالبي طلبك، فاهبك قلبا حكيما مميزا، فلا
يضاهيك احد من قبل ولا من بعد.
13- وقد انعمت عليك ايضا بما لم تساله، من غنى ومجد،
حتى لا يكون لك نظير بين الملوك في ايامك.
14- فان سلكت في طريقي واطعت فرائضي ووصاياي، كما
سلك ابوك، فاني اطيل ايامك».
15- وعندما استيقظ سليمان من نومه ادرك ان ذلك كان
حلما، فعاد الى اورشليم ووقف امام تابوت عهد الرب
وقرب محرقات وذبائح سلام، واقام وليمة لكل رجاله.
16- بعد ذلك حضرت امراتان عاهرتان الى الملك ليقضي
بينهما،
17- فقالت احداهما: «استمع ياسيدي، انني وهذه المراة
مقيمتان في بيت واحد ورزقت بطفل،
18- ورزقت هي بطفل ايضا بعدي بثلاثة ايام، وكنا معا،
لا يقيم بيننا غريب في البيت. كنا وحدنا فقط في
البيت.
19- فمات طفل هذه المراة عندما انقلبت عليه في اثناء
نومها.
20- فنهضت في منتصف الليل وانا مستغرقة في النوم،
واخذت طفلي من جانبي واضجعته في حضنها، واضجعت ابنها
الميت في حضني.
21- فلما هممت بارضاع ابني في الصباح وجدته ميتا،
وحين تاملت فيه في ضوء النهار تبينت انه ليس طفلي
الذي انجبته».
22- وشرعت المراة الاخرى تقاطعها قائلة: «كلا. ان
ابني هو الحي، وابنك هو الميت». فترد عليها الاخرى:
«بل ابنك هو الميت وابني هو الحي». وهكذا اشتد الجدل
امام الملك،
23- فقال الملك: «كل منكما تدعي ان الابن الحي هو
ابنها وان الابن الميت هو ابن الاخرى.
24- لذلك ايتوني بسيف». فاحضروا للملك سيفا.
25- فقال الملك: «اشطروا الطفل الحي الى شطرين،
واعطوا كلا منهما شطرا».
26- فالتهبت مشاعر الام الحقيقية وقالت للملك: «اصغ
ياسيدي، اعطها الطفل ولا تميتوه». اما المراة الاخرى
فكانت تقول: «لن يكون لك ولا لي: اشطروه».
27- عندئد قال الملك: «اعطوا الطفل للمراة التي
ارادت له الحياة، فهي امه».
28- ولما سرى نبا هذا الحكم الذي صدر عن الملك بين
شعب اسرائيل، امتلاوا توقيرا له، لانهم راوا فيه
حكمة الله لاجراء العدل.
|
43 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
004 |
الله
1- وملك سليمان على كل ارجاء اسرائيل.
2- وهذه اسماء كبار معاونيه: عزرياهو بن صادوق
الكاهن،
3- واليحورف واخيا ابنا شيشا كاتبا البلاط،
ويهوشافاط بن اخيلود المسؤول عن السجلات،
4- وبناياهو بن يهوياداع قائد الجيش، وصادوق
وابياثار كاهنان،
5- وعزرياهو بن ناثان مسؤول عن وكلاء المناطق،
وزابود بن ناثان كاهن ونديم الملك،
6- واخيشار مدير شؤون القصر، وادونيرام بن عبدا
مسؤول عن الاشغال الشاقة.
7- وعين سليمان اثني عشر وكيلا موزعين على اسباط
اسرائيل، عهد الى كل واحد منهم بامداد القصر واهله
بالمؤن شهرا من كل سنة.
8- وهذه هي اسماؤهم: ابن حور في جبل افرايم.
9- ابن دقر في ماقص وشعلبيم وبيت شمس وايلون بيت
حانان.
10- ابن حسد في اربوت، وكان مسؤولا عن سوكوه وسائر
ارض حافر ايضا.
11- ابن ابيناداب، زوج طافة ابنة سليمان، في كل
مرتفعات دور.
12- بعنا بن اخيلود في تعنك ومجدو وكل بيت شان
المجاورة لصرتان اسفل يزرعيل، فضلا عن كل الاراضي
الواقعة ما بين بيت شان وآبل محولة حتى يقمعام.
13- ابن جابر في راموت جلعاد، بما في ذلك قرى يائير
بن منسى في جلعاد، واقليم ارجوب في باشان، وهي ستون
مدينة ذات اسوار وبوابات لها ارتاج نحاسية.
14- اخيناداب بن عدو في محنايم.
15- اخيمعص في نفتالي، وهو ايضا تزوج من باسمة ابنة
سليمان.
16- بعنا بن حوشاي في اشير وبعلوت.
17- يهوشافاط بن فاروح في يساكر.
18- شمعي بن ايلا في بنيامين.
19- جابر بن اوري في ارض جلعاد التي كانت لسيحون ملك
الاموريين وعوج ملك باشان، وكان يشرف على هؤلاء
الوكلاء مراقب واحد عام.
20- وكان عدد يهوذا واسرائيل كرمل البحر في الكثرة
لا يحصى، وكانوا ياكلون ويشربون ويتمتعون بالسعادة.
21- وامتد سلطان سليمان على جميع الممالك الواقعة ما
بين نهر الفرات الى ارض الفلسطينيين وحتى تخوم مصر.
فكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل ايام
حياته.
22- وكانت متطلبات القصر اليومية من الطعام ثلاثين
كرسميذ (نحو سبعة آلاف ومئتي لتر)، وستين كر دقيق،
23- وعشرة ثيران مسمنة، وعشرين ثورا من المراعي،
ومئة خروف، فضلا عن الايائل والغزلان واليحامير
والاوز المسمن،
24- لان سلطانه كان ممتدا على كل الاراضي الواقعة
غربي نهر الفرات من تفسح الى غزة وعلى ملوكها، فكان
السلام يحيط به من كل جانب.
25- وتمتع اسرائيل ويهوذا بالامن طوال حياة سليمان،
فكان كل واحد يستمتع بالجلوس تحت ظلال كرمته وتينته
من دان الى بئر سبع
26- وكان لسليمان اربعون الف مذود لخيل مركباته،
واثنا عشر الف فارس.
27- وكان وكلاء المناطق، كل في شهره، يمدون الملك
سليمان وكل من ياكل على مائدته بالمؤونة، فلم
يفتقروا الى شيء.
28- وكذلك جلبوا الشعير والتبن لخيل المركبات وسواها
من الجياد الى المواضع المعينة لكل وكيل.
29- ووهب الله سليمان حكمة وفهما فائقين، ورحابة صدر
غير متناهية.
30- وتفوقت حكمة سليمان على جميع ابناء المشرق وكل
حكمة المصريين.
31- فكان اكثر حكمة من جميع الناس مثل ايثان
الازراحي وهيمان وكلكول ودردع ابناء ماحول. وذاع
صيته بين جميع الامم المجاورة.
32- ونطق بثلاثة آلاف مثل، وبلغت اناشيده الفا وخمس
قصائد.
33- ووصف الحياة النباتية بما في ذلك اشجار الارز في
لبنان، والزوفا النابت في الحائط، كما وصف البهائم
والطير والزواحف والسمك.
34- فاقبل الناس من جميع الامم ليستمعوا الى حكمة
سليمان، موفدين من قبل ملوك الارض الذين بلغتهم
اخبار حكمته.
|
44 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
008 |
الله
1- حينئذ جمع سليمان جميع رؤساء بني اسرائيل وكل
رؤساء الاسباط والعشائر في اورشليم، لنقل تابوت عهد
الرب من صهيون مدينة داود الى الهيكل.
2- فتوافد جميع رجال اسرائيل الى الملك سليمان في
عيد المظال الواقع في شهر ايثانيم (تشرين الاول
اكتوبر).
3- فاحتشد كل شيوخ اسرائيل، وحمل الكهنة التابوت،
4- ونقل الكهنة واللاويون تابوت الرب مع خيمة
الاجتماع وسائر الاواني المقدسة التي في الخيمة.
5- وكان الملك سليمان وكل جماعة اسرائيل الملتفين
حوله امام التابوت يذبحون ما لا يحصى ولا يعد من
الغنم والبقر.
6- وادخل الكهنة تابوت عهد الرب الى مكانه في محراب
الهيكل، في قدس الاقداس، تحت جناحي الكروبين
7- اللذين كانا باسطين اجنحتهما فوق مقر التابوت،
مظللين التابوت وعصيه.
8- وسحبوا اطراف العصي، فبدت رؤوسها من قدس الاقداس
امام المحراب، ولم يسبق ان شوهدت خارجة من حلقاتها،
وهي ما برحت هناك الى هذا اليوم.
9- ولم يكن في التابوت سوى لوحي الحجر اللذين وضعهما
موسى في حوريب حين عاهد الرب ابناء اسرائيل بعد
خروجهم من ديار مصر.
10- وما ان خرج الكهنة من قدس الاقداس حتى ملا
السحاب هيكل الرب،
11- فلم يستطع الكهنة القيام بالخدمة من جراء
السحاب، لان مجد الرب ملا الهيكل.
12- عندئذ هتف سليمان: «قال الرب انه يسكن في
الضباب،
13- ولكني قد بنيت لك هيكلا رائعا، مقرا لسكناك الى
الابد».
14- وفيما كانت كل جماعة اسرائيل واقفة هناك، التفت
الملك نحوهم وباركهم جميعا،
15- قائلا: «تبارك الرب اله اسرائيل الذي حقق اليوم
وعده الذي قطعه لابي داود قائلا:
16- منذ ان اخرجت شعبي اسرائيل من مصر لم اختر مدينة
من مدن اسباط اسرائيل ليبنى لي فيها هيكل، لكني
اخترت داود قائدا لشعبي.
17- وقد نوى داود ابي ان يشيد هيكلا للرب اله
اسرائيل.
18- فقال الرب لداود ابي: لقد احسنت اذ نويت في قلبك
ان تبني لي هيكلا،
19- الا انك انت لن تبني هذا الهيكل، بل ابنك الخارج
من صلبك هو يشيده لاسمي».
20- واوفى الرب بما وعد به، فخلفت انا داود ابي على
عرش اسرائيل، كما تكلم الرب، واقمت هذا الهيكل للرب
اله اسرائيل،
21- وهيات فيه مكانا للتابوت الذي يضم عهد الرب الذي
قطعه مع آبائنا عندما اخرجهم من ديار مصر».
22- وانتصب سليمان امام مذبح الرب، في مواجهة كل
جماعة اسرائيل، وبسط يديه الى السماء،
23- وقال: «ايها الرب اله اسرائيل، ليس نظير لك في
السماء من فوق ولا على الارض من اسفل. انت يامن
تحافظ على عهد الرحمة مع عبيدك السائرين امامك من كل
قلوبهم.
24- اليوم حققت وعدك لابي داود
25- فالآن احفظ لابي داود ما وعدته به، انه اذا حذا
اولاده حذوه، وساروا في طريقك، فسيجلس دوما واحد
منهم على عرش اسرائيل.
26- والآن يااله اسرائيل حقق وعودك التي تعهدت بها
لابي داود.
27- ولكن هل يسكن الله حقا على الارض؟ ان كانت
السماوات، بل السماوات العلى لا تسعك فكيف يتسع لك
هذا الهيكل الذي بنيت؟
28- فاصغ لابتهال عبدك والى تضرعه ايها الرب الهي،
واستمع الى صوت الدعاء والصلاة التي يرفعها عبدك
امامك اليوم،
29- حتى لا تغفل عيناك عن هذا الهيكل ليلا ونهارا،
هذا الموضع الذي قلت ان اسمك يكون فيه، فتسمع الصلاة
التي يتضرع بها عبدك في هذا الموضع.
30- فاستمع الى ابتهال عبدك وشعبك اسرائيل الذين
يصلون في هذا المكان. استمع من السماء مقر سكناك،
ومتى سمعت فاغفر.
31- وان اخطا احد الى صاحبه، واوجب عليه اليمين
ليحلفه، وحضر ليحلف امام مذبحك في هذا الهيكل،
32- فاستمع انت من السماء، واعمل، واقض بين عبيدك،
اذ تدين المذنب وتجعل شره يقع على راسه، وتنصف البار
وتعلن براءته.
33- اذا انهزم شعبك امام عدوهم من جراء خطيئتهم، ثم
تابوا معترفين باسمك، وصلوا متضرعين اليك في هذا
الهيكل،
34- فاستجب انت من السماء واصفح عن خطيئة شعبك
اسرائيل، وارجعهم الى الارض التي وهبتها لآبائهم.
35- اذا اغلقت ابواب السماء وانحبس المطر لان الشعب
اخطا اليك، ثم صلوا في هذا الهيكل معترفين باسمك،
وتابوا عن خطيئتهم لانك انزلت بهم البلاء،
36- فاستجب انت من السماء، واصفح عن خطيئة عبيدك
وشعبك اسرائيل، وعلمهم سبيل العيش باستقامة، وامطر
غيثا على الارض التي وهبتها ميراثا لشعبك..
37- وان اصابت الارض مجاعة، او تفشى فيها وبا، او
اعترتها آفات زراعية، او جفاف، او غزاها الجراد
والجندب، او اذا حاصر الشعب عدو في اية مدينة من
مدنه، او حلت به كارثة او مرض،
38- فحين يصلي او يتضرع اي واحد من كل شعبك اسرائيل،
بعد ان يدرك ما ارتكبه من معصية، ويبسط يديه نحو هذا
الهيكل،
39- فاستجب انت من السماء مقر سكناك، واصفح واعمل،
واجز كل انسان بمقتضى طرقه، لانك تعرف قلبه، فانت
وحدك المطلع على خفايا قلوب الناس،
40- لكي يتقوك كل الايام التي يحيون فيها على وجه
الارض التي وهبتها لآبائنا.
41- اما الغريب الذي لا ينتمي الى شعبك اسرائيل،
والذي يقبل من ارض بعيدة من اجل اسمك،
42- لان الغرباء يسمعون باسمك العظيم، وبما اجرته
يدك القوية وذراعك المقتدرة، فيحضرون ويصلون في هذا
الهيكل،
43- فاستجب انت من السماء مقر سكناك، وافعل كل ما
يناشدك به الغريب، فيدعى باسمك بين كل امم الارض،
فيخافوك كما يخافك شعبك اسرائيل، ويدركوا ان اسمك قد
دعي على هذا الهيكل الذي بنيته.
44- واذا خرج شعبك لمحاربة عدو، في اي مكان ترسلهم
اليه، وصلوا الى الرب متوجهين نحو المدينة التي
اخترتها والهيكل الذي بنيته لاسمك،
45- فاستجب من السماء صلاتهم وتضرعهم، وانصر قضيتهم.
46- واذا اخطاوا اليك، اذ ليس انسان لا ياثم، وغضبت
عليهم واسلمتهم للعدو فسباهم آسروهم الى ديار العدو،
بعيدة او قريبة.
47- فان تابوا في ارض سبيهم ورجعوا متضرعين اليك
قائلين: قد اخطانا وانحرفنا واذنبنا،
48- وتابوا حقا من كل قلوبهم ونفوسهم وهم اسرى في
ديار اعدائهم، متوجهين نحو ارضهم التي وهبتها
لآبائهم، نحو المدينة التي اخترتها والهيكل الذي
شيدته لاسمك،
49- فاستجب صلاتهم وتضرعهم من السماء مقر سكناك،
وانصر قضيتهم،
50- واصفح عن خطايا شعبك وعن جميع ذنوبهم التي
ارتكبوها في حقك، واجعل آسريهم يبدون نحوهم رحمة،
51- لانهم شعبك وميراثك الذين اخرجتهم من مصر، من
وسط اتون صهر الحديد.
52- لتكن عيناك مفتوحتين ملتفتتين نحو تضرع عبدك
وابتهال شعبك اسرائيل، فتصغي اليهم كلما استغاثوا
بك،
53- لانك انت افرزتهم لك ميراثا بين جميع شعوب
الارض، كما تكلمت على لسان عبدك موسى عندما اخرجت
آباءنا من مصر ياسيدي الرب».
54- وعندما انتهى سليمان من الصلاة الى الرب والتضرع
اليه، نهض من امام المذبح حيث كان جاثيا على ركبتيه
وباسطا يديه نحو السماء.
55- ووقف وبارك الشعب كله بصوت عال قائلا:
56- «تبارك الرب الذي منح راحة لشعبه اسرائيل بمقتضى
وعده، ولم يخلف كلمة واحدة من وعوده الصالحة التي
نطق بها على لسان عبده موسى.
57- ليكن الرب الهنا معنا كما كان مع آبائنا، فلا
يتركنا ولا ينبذنا،
58- بل ليجتذب قلوبنا اليه لنسلك في سبله ونطيع
وصاياه وفرائضه واحكامه التي امر بها آباءنا،
59- ولتكن كلماتي التي تضرعت بها ماثلة دائما امام
الرب ليل نهار ليسعف عبده في قضاء شؤونه، ويعين شعبه
اسرائيل في قضاء امور حياتهم يوما بعد يوم،
60- فتعلم كل امم الارض ان الرب هو الله وليس احد
سواه.
61- فليكن قلبكم مفعما بالولاء الصادق للرب الهنا،
اذ تسلكون بموجب فرائضه وتطيعون وصاياه كما فعلتم
اليوم».
62- ثم ذبح الملك وسائر اسرائيل معه ذبائح امام
الرب،
63- وقرب سليمان من ذبائح السلام للرب اثنين وعشرين
الفا من البقر، ومئة الف وعشرين الفا من الغنم.
وهكذا دشن الملك وجميع بني اسرائيل هيكل الرب.
64- وقدس الملك في ذلك اليوم الفناء الذي يقع امام
الهيكل، بان قرب هناك المحرقات والتقدمات وشحم ذبائح
السلام، لان مذبح النحاس القائم امام الرب كان اصغر
من ان يسع المحرقات والتقدمات وشحم ذبائح السلام.
65- واحتفل سليمان بالعيد في ذلك الوقت مع سائر
اسرائيل وجمهور كبير توافد من مدخل حماة الى وادي
مصر، واستمر الاحتفال امام الرب اربعة عشر يوما
66- وفي اليوم الخامس عشر بعد العيد، صرف سليمان
الشعب، فباركوه وتوجهوا الى منازلهم بقلوب يغمرها
الفرح والغبطة من اجل كل الخيرات التي ابداها الرب
نحو داود عبده، ونحو شعبه اسرائيل.
|
45 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
010 |
الله
1- وعندما بلغت اخبار سليمان واعلائه لاسم الرب
مسامع ملكة سبا، قدمت لتلقي عليه اسئلة عسيرة،
2- فوصلت اورشليم في موكب عظيم جدا، وجمال محملة
باطياب وذهب وفير وحجارة كريمة، واسرت اليه بكل ما
في نفسها.
3- فاجاب سليمان عن كل اسئلتها، من غير ان يعجز عن
شرح شيء.
4- ولما رات ملكة سبا كل حكمة سليمان، وشاهدت القصر
الذي شيده،
5- وما يقدم على مائدته من طعام، ومجلس رجال دولته،
وموقف خدامه وملابسهم، وسقاته ومحرقاته التي كان
يقربها في بيت الرب، اعتراها الذهول العميق،
6- فقالت للملك: «ان الاخبار التي بلغتني في ارضي عن
امورك وحكمتك هي حقا صحيحة.
7- ولم اصدقها في باديء الامر حتى جئت وشاهدت، فوجدت
ان ما بلغني لا يجاوز نصف الحقيقة، فقد رايت ان
حكمتك وصلاحك يزيدان عما سمعته من اخبارك.
8- فطوبى لرجالك وطوبى لخدامك الماثلين دائما في
حضرتك يسمعون حكمتك.
9- فليتبارك الرب الهك الذي سر بك، واجلسك على عرش
اسرائيل، لانه بفضل محبته الابدية لاسرائيل قد اقامك
ملكا لتجري العدل والبر».
10- واهدت الملك مئة وعشرين وزنة (نحو اربعة آلاف
وثلاث مئة وعشرين كيلو جراما) من الذهب واطيابا
كثيرة وحجارة كريمة، فكانت التوابل التي اهدتها ملكة
سبا للملك سليمان من الوفرة بحيث لم يجلب مثلها في
ما بعد.
11- وجلبت ايضا سفن حيرام التي حملت الذهب من اوفير،
خشب الصندل بكميات وافرة جدا وحجارة كريمة،
12- فصنع سليمان من خشب الصندل درابزينا لهيكل الرب
وللقصر، كما صنع منه اعوادا وقيثارات. ولم ير ولم
يجلب حتى اليوم مثل خشب الصندل ذلك لكثرته.
13- واعطى الملك سليمان ملكة سبا كل ما رغبت فيه،
فضلا عما اهداه اليها وفقا لكرمه. ثم انصرفت هي
وحاشيتها الى ارضها.
14- وكان وزن الذهب الذي حصل عليه سليمان في سنة
واحدة ست مئة وستا وستين وزنة ذهب (نحو ثلاثة وعشرين
الفا وتسع مئة وستة وسبعين كيلوجراما).
15- فضلا عن عوائد ضرائب التجار وارباح تجارته مع
ملوك العرب وولاة الارض.
16- وصنع سليمان مئتي ترس من الذهب المطروق، استهلك
كل ترس منها ست مئة شاقل (نحو ثلاثة كيلوجرامات ونصف
الكيلوجرام) من الذهب.
17- وثلاث مئة درع من ذهب مطروق، استهلك كل درع منها
ثلاثة امناء من الذهب (نحو كيلو وثماني مئة جرام)،
وجعلها سليمان في قصر غابة لبنان.
18- وصنع سليمان عرشا عظيما من عاج، غشاه بذهب
ابريز.
19- وكان للعرش ست درجات، وله راس مستدير من الخلف،
ومسندان على جانبيه حول موضع الجلوس، واسدان يقفان
الى جوار المسندين.
20- واقيم على الدرجات الست اثنا عشر اسدا، ست على
كل جانب، فلم يكن لهذا العرش نظير في كل الممالك.
21- اما جميع آنية شرب الملك سليمان، وسائر آنية قصر
غابة لبنان، فكانت كلها مصنوعة من الذهب الخالص،
فالفضة لم يكن لها قيمة في ايام سليمان.
22- وكان للملك اسطول بحري تجاري يعمل بالمشاركة مع
اسطول حيرام. فكان هذا الاسطول التجاري ياتي مرة كل
ثلاث سنوات محملا بالذهب والفضة والعاج والقرود
والطواويس ويفرغها في اسرائيل.
23- وهكذا تعاظم شان الملك سليمان على كل ملوك الارض
من حيث الغنى والحكمة،
24- وتوافد الناس من جميع ارجاء الارض للمثول في
حضرة سليمان والاستماع الى حكمته التي اودعها الله
في قلبه،
25- فكان كل واحد ياتي حاملا هدايا من اوان فضية
وذهبية، وحلل وسلاح وتوابل وخيل وبغال سنة بعد سنة
26- وتجمع لدى سليمان مراكب وفرسان، فكانت له الف
واربع مئة مركبة، واثنا عشر الف فارس، فوزعهم على
مدن المركبات، واحتفظ ببعض منهم معه في اورشليم.
27- واصبحت الفضة في اورشليم كالحصى لكثرتها، كما
صار خشب الارز لتوفره لا يزيد قيمة عن خشب الجميز.
28- وقد استوردت خيل سليمان من مصر ومن تقوع، وكان
تجار الملك يتسلمونها من تقوع بثمن معين.
29- وشرع تجار الملك يستوردون المركبات من مصر،
فيدفعون ست مئة شاقل (نحو سبعة كيلوجرامات) من الفضة
عن كل مركبة، ومئة وخمسين شاقلا (نحو كيلوجرامين) عن
كل فرس. ثم يصدرونها لجميع ملوك الحثيين وملوك
الاراميين.
|
46 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
011 |
الله
1- واولع سليمان بنساء غريبات كثيرات، فضلا عن ابنة
فرعون، فتزوج نساء موآبيات وعمونيات وادوميات
وصيدونيات وحثيات،
2- وكلهن من بنات الامم التي نهى الرب بني اسرائيل
عن الزواج منهم قائلا لهم: «لا تتزوجوا منهم ولا هم
منكم، لانهم يغوون قلوبكم وراء آلهتهم». ولكن سليمان
التصق بهن لفرط محبته لهن.
3- فكانت له سبع مئة زوجة، وثلاث مئة محظية، فانحرفن
بقلبه عن الرب.
4- فاستطعن في زمن شيخوخته ان يغوين قلبه وراء آلهة
اخرى، فلم يكن قلبه مستقيما مع الرب الهه كقلب داود
ابيه.
5- وما لبث ان عبد عشتاروث آلهة الصيدونيين، وملكوم
اله العمونيين البغيض،
6- وارتكب الشر في عيني الرب، ولم يتبع سبيل الرب
بكمال كما فعل ابوه داود.
7- واقام على تل شرقي اورشليم مرتفعا لكموش اله
الموآبيين الفاسق، ولمولك اله بني عمون البغيض.
8- وشيد مرتفعات لجميع نسائه الغريبات، اللواتي رحن
يوقدن البخور عليها ويقربن المحرقات لآلهتهن.
9- فغضب الرب على سليمان لان قلبه ضل عنه، مع انه
تجلى له مرتين،
10- ونهاه عن الغواية وراء آلهة اخرى، فلم يطع
وصيته.
11- لهذا قال الله لسليمان: «لانك انحرفت عني ونكثت
عهدي، ولم تطع فرائضي التي اوصيتك بها، فاني حتما
امزق اوصال مملكتك، واعطيها لاحد عبيدك.
12- الا انني لا افعل هذا في ايامك، من اجل داود
ابيك، بل من يد ابنك امزقها.
13- غير اني ابقي له سبطا واحدا، يملك عليه اكراما
لداود عبدي، ومن اجل اورشليم التي اخترتها».
14- واثار الرب على سليمان هدد سليل النسل الملكي
الادومي،
15- ففيما كان داود في ادوم، صعد يوآب رئيس الجيش
لدفن القتلى، وقضى على كل ذكر في ادوم.
16- اذ ان يوآب وكل جيشه اقاموا هناك ستة اشهر،
افنوا خلالها كل ذكر في ادوم،
17- ولكن هدد وبعض رجال ابيه الادوميين استطاعوا
الهرب واللجوء الى مصر، وكان هدد آنئذ فتى صغيرا.
18- واقاموا في باديء الامر في مديان، ثم انتقلوا
الى فاران حيث انضم اليهم عدد آخر من الرجال، توجهوا
جميعا الى فرعون مصر، فاعطى فرعون هدد بيتا وارضا
وطعاما،
19- وحظي هدد برضى فرعون، فزوجه اخت امراته الملكة
تحفنيس،
20- فانجبت له اخت تحفنيس ابنا دعاه جنوبث. وفطمته
تحفنيس في قصر فرعون، وهكذا نشا جنوبث في بيت فرعون
بين ابنائه.
21- وعندما سمع هدد في مصر بموت داود ومصرع يوآب
رئيس الجيش، قال لفرعون: «دعني امضي الى ارضي».
22- فقال له فرعون: «هل افتقرت الى شيء عندي حتى
تنشد الرجوع الى ارضك؟» فاجاب: «لا شيء انما دعني
انطلق».
23- واثار الله على سليمان خصما آخر هو رزون بن
اليداع، الذي هرب من عند سيده هدد عزر ملك صوبة،
24- فضم اليه رجالا، واصبح رئيسا لعصابة من الثوار،
في الحقبة التي دمر فيها داود قوات صوبة. فانطلق
رزون بعصابته الى دمشق واقاموا فيها واستولوا عليها.
25- وظل رزون خصما لاسرائيل طوال حياة سليمان، فضلا
عما خلقه هدد من متاعب. وهكذا ملك رزون في دمشق وبقي
عدوا لاسرائيل.
26- وتمرد يربعام بن ناباط الافرايمي من صردة، وكان
من رجال سليمان، واسم امه صروعة وهي ارملة.
27- اما سبب تمرده على الملك فهو ان سليمان بنى
القلعة وسد الثغرات في سور مدينة داود ابيه،
28- وكان يربعام رجلا شديد المراس. فلما راى سليمان
ان الشاب نشيط مجتهد، اقامه مشرفا على اعمال التسخير
في ارض سبط يوسف.
29- وحدث ان يربعام خرج من اورشليم، فالتقاه النبي
اخيا الشيلوني في الطريق. وكان النبي يرتدي رداء
جديدا، ولم يكن سواهما في الحقل،
30- فتناول اخيا الر داء الجديد الذي عليه ومزقه
اثنتي عشرة قطعة،
31- وقال ليربعام: «خذ لنفسك عشر قطع، لانه هكذا
يقول الرب اله اسرائيل: ها انا امزق المملكة من يد
سليمان واعطيك عشرة اسباط،
32- ولا يبقى له سوى سبط واحد اكراما لعبدي داود،
ومن اجل اورشليم المدينة التي اخترتها من بين مدن
اسرائيل.
33- لانه تخلى عني وسجد لعشتاروث الاهة الصيدونيين،
ولكموش اله الموآبيين، ولملكوم اله بني عمون، ولم
يسلك في سبلي، ويصنع ما هو مستقيم في عيني، ولم يطع
فرائضي واحكامي كداود ابيه.
34- ولكني لن انزع كل الملك عنه، بل ابقيه رئيسا
طوال حياته من اجل داود عبدي الذي اخترته، فحفظ
وصاياي وفرائضي.
35- انما امزق المملكة من يد ابنه، واوليك على عشرة
اسباط منها،
36- تاركا لابنه سبطا واحدا، ليظل امامي دائما سراج
لداود عبدي في اورشليم، المدينة التي اخترتها لنفسي
لاضع اسمي عليها.
37- اما انت فانصبك ملكا لتحكم على اسرائيل وفقا
لرغبة نفسك.
38- فان اطعت كل ما آمرك به وسلكت في سبلي، وصنعت ما
هو صالح في عيني، وحفظت فرائضي ووصاياي كما فعل داود
عبدي، اكون معك وارسخ لك ملكا آمنا كما بنيت لداود،
واعطيك اسرائيل.
39- واذل ذرية داود الى حين من اجل هذا الاثم».
40- وسعى سليمان الى قتل يربعام، فلجا يربعام الى
شيشق ملك مصر ومكث هناك حتى وفاة سليمان.
41- اما بقية اعمال سليمان وكل ما صنع، واقوال
حكمته، اليست هي مدونة في كتاب تاريخ سليمان؟
42- ودام ملك سليمان في اورشليم على اسرائيل اربعين
سنة.
43- ثم مات سليمان، فدفن مع اسلافه في مدينة داود
ابيه، وخلفه ابنه رحبعام على العرش.
|
47 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
012 |
الله
1- وذهب رحبعام الى شكيم، فتوافد الى هناك جميع بني
اسرائيل لينصبوه ملكا.
2- وعندما سمع يربعام بن نباط وهو في مصر، التي لجا
اليها ومكث فيها هربا من سليمان، رجع منها،
3- فارسلوا يستدعونه. فجاء يربعام وكل جماعة
اسرائيل، وقالوا لرحبعام:
4- «ان اباك اثقل النير علينا، فخفف انت الآن من
عبئنا المرهق، ومن ثقل النير الذي وضعه ابوك على
كاهلنا، فنخدمك».
5- فاجابهم: «اذهبوا الآن ثم ارجعوا الي بعد ثلاثة
ايام». فانصرف الشعب.
6- فسال رحبعام الشيوخ الذين كانوا في خدمة ابيه
سليمان: «بماذا تشيرون ان ارد جوابا الى هذا الشعب؟»
7- فاجابوه: «ان صرت خادما لهذا الشعب، وراعيتهم،
وتجاوبت معهم، واحسنت مخاطبتهم، يصبحون لك عبيدا كل
الايام».
8- ولكنه لم يتبع مشورة الشيوخ، بل تداول مع الاحداث
الذين نشاوا معه، وكانوا من جملة حاشيته،
9- وسالهم: «بم تشيرون انتم فنرد جوابا الى هذا
الشعب الذي طالبني قائلا: خفف من النير الذي اثقل به
ابوك كاهلنا».
10- فاجابوه: «تقول لهذا الشعب الذي طالبك بتخفيف
نير ابيك عنهم: ان خنصري اغلظ من خاصرة ابي.
11- ابي اثقل عليكم النير وانا اضاعفه. ابي ادبكم
بالسياط وانا اؤدبكم بالعقارب».
12- وفي اليوم الثالث مثل يربعام وسائر الشعب امام
رحبعام، كما طلب اليهم الملك.
13- وتلقوا رده القاسي الذي تجاهل فيه مشورة الشيوخ،
14- وخاطبهم بما اشار عليه الاحداث قائلا: «ابي اثقل
عليكم النير وانا اضاعفه. ابي ادبكم بالسياط، وانا
اؤدبكم بالعقارب».
15- ورفض رحبعام الاستجابة لمطالب الشعب، وكان ذلك
من الرب لينفذ ما تكلم به على لسان اخيا الشيلوني
بشان يربعام بن نباط.
16- فلما راى كل بني اسرائيل ان الملك لم يستجب
لمطالبهم، اجابوه: «اي نصيب لنا في داود، واي حظ لنا
بابن يسى؟ فالى بيوتك يااسرائيل. وليملك رحبعام على
اهله وعشيرته». وانصرف الاسرائيليون عنه الى
منازلهم.
17- ولم يبق تحت حكمه سوى ابناء اسرائيل المقيمين في
مدن يهوذا، فملك رحبعام عليهم.
18- وعندما ارسل الملك رحبعام ادورام الموكل على
اعمال التسخير الى اسباط اسرائيل رجموه بالحجارة
فمات، فبادر الملك رحبعام واستقل مركبته هاربا الى
اورشليم.
19- وهكذا تمرد اسرائيل على ذرية داود الى هذا
اليوم.
20- وعندما علم جميع بني اسرائيل برجوع يربعام من
مصر، استدعوه للمثول امام جماعة اسرائيل، ونصبوه
ملكا عليهم، ولم يبق تحت حكم رحبعام سوى سبط يهوذا.
21- وحين وصل رحبعام اورشليم حشد جيشا من سبطي يهوذا
وبنيامين، بلغ عدده مئة وثمانين الفا من نخبة
المقاتلين، ليحارب بني اسرائيل ويردهم الى ملكه.
22- ولكن الله خاطب شمعيا النبي:
23- «قل لرحبعام بن سليمان وسائر شعب يهوذا وبنيامين
24- هذا ما يامر به الرب: لا تذهبوا لمحاربة اخوتكم
بني اسرائيل. ليرجع كل واحد منكم الى منزله، لان من
عندي قد صدر الامر بتمزيق المملكة». فاستجابوا لامر
الرب، واذعنوا له.
25- وحصن يربعام مدينة شكيم في جبل افرايم واقام
فيها؛ ثم انطلق من هناك وبنى مدينة فنوئيل.
26- وحدث يربعام نفسه قائلا: «من المرجح ان ترجع
المملكة الى بيت داود،
27- ولاسيما ان صعد الشعب ليقربوا ذبائح في هيكل
الرب في اورشليم، فيميل قلبهم نحو سيدهم رحبعام ملك
يهوذا ويقتلونني، ثم يلتفون حوله».
28- وبعد المشاورة سبك الملك عجلي ذهب، وقال للشعب:
«ان الذهاب الى اورشليم للعبادة يعرضكم لمشقة عظيمة،
فها هي آلهتك يااسرائيل التي اخرجتك من ديار مصر».
29- واقام واحدا في بيت ايل والآخر في دان.
30- فصار هذا العمل اثما كبيرا، لان الشعب شرع في
عبادة العجلين حتى ولو اضطر بعضهم للارتحال الى دان.
31- وشيد يربعام مذابح عبادة على التلال، كرس لها
كهنة من عامة الشعب، لا ينتمون الى سبط لاوي.
32- واحتفل يربعام بعيد في اليوم الخامس عشر من
الشهر الثامن (تشرين الثاني نوفمبر)، مثل العيد
الذي يحتفل به في يهوذا، وقدم محرقات على المذبح.
وقرب في بيت ايل ذبائح للعجلين اللذين سبكهما. كما
نصب في بيت ايل كهنة للمرتفعات التي اقامها.
33- وهكذا اصعد محرقات على المذبح الذي بناه في بيت
ايل في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن، الذي
اختاره بنفسه، وجعله عيدا يحتفل به بنو اسرائيل.
وصعد هو بنفسه الى المذبح ليوقد عليه.
|
48 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
013 |
الله
1- وبينما كان يربعام واقفا عند المذبح ليوقد عليه،
اقبل رجل الله من يهوذا الى بيت ايل حاملا رسالة من
الرب.
2- وهتف مخاطبا المذبح بقضاء الرب قائلا: «يامذبح،
يامذبح، هذا ما يقوله الرب: سيولد لبيت داود ابن
يدعى يوشيا، فيذبح عليك كهنة المرتفعات الذين يقربون
عليك، وتحرق فوقك عظام الناس».
3- وتاييدا لكلامه اعطى في ذلك اليوم علامة تؤكد ان
الرب هو الذي تكلم، وقال: «هوذا المذبح ينشق ويذرى
الرماد الذي عليه».
4- فلما سمع الملك كلام رجل الله الذي خاطب به
المذبح في بيت ايل، رفع يده من على المذبح، ومدها
نحو النبي صارخا: «اقبضوا عليه» فيبست يده التي مدها
وعجز عن ردها.
5- وانشق آنئذ المذبح وذري الرماد من عليه وفقا
للعلامة التي اعطاها رجل الله بمقتضى امر الرب.
6- عندئذ توسل الملك لرجل الله قائلا: «تضرع الى
الرب الهك، وصل من اجلي لترتد يدي الى طبيعتها».
فابتهل رجل الله الى الرب، فارتدت يد الملك الى ما
كانت عليه.
7- ثم قال الملك لرجل الله: «تعال معي الى قصري
لتقتات واعطيك مكافاة».
8- فاجابه: «حتى لو وهبتني نصف قصرك فلن اطا ارضه،
ولا آكل خبزا ولا اشرب ماء في هذا الموضع.
9- لان الرب امرني قائلا: «لا تاكل خبزا ولا تشرب
ماء ولا ترجع في نفس الطريق التي جئت منها».
10- ثم انصرف في طريق اخرى غير التي سلكها في مجيئه
الى بيت ايل.
11- وكان هناك نبي شيخ مقيما في بيت ايل، فجاء
ابناؤه وسردوا عليه كل ما اجراه رجل الله من آيات في
ذلك اليوم في بيت ايل، وحدثوه بما خاطب به الملك.
12- فسالهم ابوهم: «من اي طريق انصرف؟» فاخبروه،
لانهم كانوا قد راوا الطريق التي انصرف فيها.
13- فقال لابنائه: «اسرجوا لي الحمار». وعندما فعلوا
ركب عليه.
14- واقتفى اثره حتى ادركه جالسا تحت البلوطة.
فساله: «هل انت رجل الله الذي وفد من يهوذا؟»
فاجابه: «انا هو».
15- فقال له: «تعال معي الى البيت لتاكل طعاما».
16- فاجابه: «لا استطيع ان ارجع معك او ادخل بيتك او
آكل طعاما او اشرب ماء في هذا الموضع،
17- لان الرب امرني قائلا: لا تاكل طعاما ولا تشرب
ماء ولا تنصرف في نفس الطريق التي جئت منها».
18- فقال له: «انا ايضا نبي مثلك وقد امرني ملاك
الرب ان ارجع بك معي الى بيتي فتقتات وتشرب ماء».
وهكذا كذب عليه.
19- (فصدقه) ورجع معه وتناول طعاما في بيته وشرب
ماء.
20- وفيما هما جالسان حول المائدة يتناولان الطعام،
خاطب الرب النبي الشيخ،
21- فقال لرجل الله الوافد من يهوذا: «هذا ما يقوله
الرب: لانك خالفت امر الرب ولم تطع وصيته التي اوصاك
بها الرب الهك،
22- فرجعت واكلت طعاما وشربت ماء في الموضع الذي
حذرك منه قائلا: لا تاكل فيه طعاما ولا تشرب ماء،
فان جثتك لن تدفن في قبر آبائك».
23- وبعد ان تناول نبي يهوذا طعاما وشرب ماء، اسرج
له مضيفه حماره.
24- وبينما هو منصرف في طريقه صادفه اسد وقتله، وظلت
جثته مطروحة في الطريق، والحمار والاسد واقفان الى
جوار الجثة.
25- ومر قوم فشاهدوا الجثة مطروحة في الطريق والاسد
واقف الى جوارها فاتوا واذاعوا الخبر في المدينة
التي يقيم فيها النبي الشيخ.
26- وعندما سمع النبي الشيخ بالنبا قال: «هو حتما
رجل الله الذي خالف امر الرب، فاوقعه الرب بين مخالب
الاسد فافترسه وقتله تحقيقا لقضائه الذي نطق به».
27- وقال لابنائه: «اسرجوا لي الحمار». فاسرجوه،
28- فانطلق الى حيث عثر على الجثة مطروحة في الطريق،
والاسد والحمار واقفين الى جوارها، من غير ان ياكل
الاسد الجثة او يفترس الحمار،
29- فوضع النبي جثة رجل الله على الحمار، ومضى بها
الى المدينة، ليندبه
30- ثم دفنها في قبره وهو ينوح قائلا: «آه عليك
يااخي».
31- وبعد ان تم دفن جثة رجل الله، قال النبي الشيخ
لابنائه: «عند وفاتي ادفنوني في القبر الذي دفن فيه
رجل الله، وضعوا عظامي الى جوار عظامه،
32- لان ما انذر به من كلام الرب بشان المذبح الذي
في بيت ايل، وجميع معابد المرتفعات التي في مدن
السامرة، لابد ان يتحقق».
33- وعلى الرغم من تحذير النبي فان يربعام لم يحد عن
طريقه الاثيمة، بل عاد مرة اخرى فكرس كهنة لمعابد
المرتفعات، اختارهم من عامة الشعب، فكان يكرس كل من
يرغب ان يكون كاهنا لهذه المرتفعات.
34- فكانت هذه هي خطيئة بيت يربعام التي افضت الى
سقوطه وانقراضه عن وجه الارض.
|
49 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
017 |
الله
1- وقال ايليا التشبي من اهل جلعاد لاخآب: «حي هو
الرب اله اسرائيل الذي اخدمه، انه لن يهطل ندى ولا
مطر في هذه السنين، الا حين اعلن ذلك».
2- وامر الرب ايليا:
3- «امض من هنا واتجه نحو المشرق، واختبىء عند نهر
كريث المقابل لنهر الاردن،
4- فتشرب من مياهه وتقتات مما تحضره لك الغربان التي
امرتها ان تعولك هناك».
5- فانطلق ونفذ امر الرب، واقام عند نهر كريث مقابل
نهر الاردن،
6- فكانت الغربان تحضر اليه الخبز واللحم صباحا
ومساء، وكان يشرب من ماء النهر.
7- وما لبث ان جف النهر بعد زمن، لانه لم يهطل مطر
على الارض.
8- فخاطب الرب ايليا:
9- «قم وتوجه الى صرفة التابعة لصيدون، وامكث هناك،
فقد امرت هناك ارملة ان تتكفل باعالتك».
10- فذهب الى صرفة. وعندما وصل الى بوابة المدينة
شاهد امراة تجمع حطبا، فقال لها: «هاتي لي بعض الماء
في اناء لاشرب».
11- وفيما هي ذاهبة لتحضره ناداها ثانية وقال: «هاتي
لي كسرة خبز معك».
12- فاجابته: «حي هو الرب الهك انه ليس لدي كعكة،
انما حفنة دقيق في الجرة، وقليل من الزيت في قارورة.
وها انا اجمع بعض عيدان الحطب لآخذها واعد لي ولابني
طعاما ناكله ثم نموت».
13- فقال لها ايليا: «لا تخافي. امضي واصنعي كما
قلت، ولكن اعدي لي منه كعكة صغيرة اولا واحضريها لي،
ثم اعملي لك ولابنك اخيرا،
14- لان هذا ما يقوله الرب اله اسرائيل: ان جرة
الدقيق لن تفرغ، وقارورة الزيت لن تنقص، الى اليوم
الذي يرسل فيه الرب مطرا على وجه الارض».
15- فراحت الى منزلها ونفذت كلام ايليا، فتوافر لها
طعام لتاكل هي وابنها وايليا لمدة طويلة.
16- جرة الدقيق لم تفرغ، وقارورة الزيت لم تنقص،
تماما كما قال الرب على لسان ايليا.
17- وحدث بعد زمن ان ابن المراة صاحبة البيت اشتد
عليه المرض، ومات،
18- فقالت لايليا: «اي ذنب جنيته بحقك يارجل الله؟
هل جئت الي لتذكرني باثمي وتميت ابني؟»
19- فقال لها: «اعطيني ابنك». واخذه منها وصعد به
الى العلية التي كان مقيما فيها واضجعه على سريره،
20- واستغاث بالرب متضرعا: «ايها الرب الهي، االى
الارملة التي انا نازل عندها تسيء ايضا وتميت
ابنها؟»
21- ثم تمدد ايليا على جثة الولد ثلاث مرات وابتهل
الى الرب: «يارب الهي، ارجع نفس هذا الولد اليه».
22- فاستجاب الرب دعاء ايليا، ورجعت نفس الولد اليه
فعاش.
23- فاخذ ايليا الولد ونزل به من العلية الى البيت،
وسلمه الى امه، وقال لها: «انظري، ان ابنك حي»
24- فقالت المراة لايليا: «الآن علمت انك رجل الله،
وان الله ينطق على لسانك بالحق».
|
50 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
018 |
الله
1- وبعد ثلاث سنوات قال الرب لايليا: «اذهب وامثل
امام اخآب، وقل له انني ساسكب مطرا على الارض».
2- فمضى ايليا ليبلغ اخآب الرسالة، وكانت المجاعة
الشديدة قد عمت السامرة.
3- فاستدعى اخآب عوبديا مدير شؤون القصر، وكان
عوبديا يتقي الرب جدا.
4- فحين شرعت ايزابل في قتل انبياء الرب، اخذ عوبديا
مئة نبي وخباهم خمسين خمسين في مغارتين، وتكفل
باعالتهم بالطعام والماء.
5- وكان اخآب قد قال لعوبديا: «طف في البلاد وابحث
عن جميع عيون الماء وفي الاودية، لعلنا نجد عشبا
فنحيي الخيل والبغال، فلا تهلك كل البهائم».
6- فقسما البلاد بينهما ليطوفا بها، فذهب اخآب في
طريق وحده، وذهب عوبديا في طريق آخر وحده.
7- وفيما كان عوبديا في الطريق التقاه ايليا، فعرفه،
فارتمى على وجهه قائلا: «هل انت هو سيدي ايليا؟»
8- فاجابه: «انا هو، فاذهب وقل لسيدك اني هنا».
9- فقال: «اية خطيئة ارتكبت حتى تسلم عبدك ليد اخآب
ليميتني؟
10- حي هو الرب الهك انه لم تبق امة ولا مملكة لم
يرسل اليها سيدي من يبحث عنك، فكانوا يقولون: اننا
لم نعثر عليه، فكان اخآب يستحلف المملكة والامة
لتقسم انها حقا لم تجدك.
11- والآن تطلب الي ان اذهب واقول للملك انك هنا،
12- وما ان انطلق من عندك لاخبره حتى يحملك روح الرب
الى حيث لا ادري، فياتي اخآب ولا يجدك فيقتلني، وانا
عبدك اتقي الرب منذ صباي.
13- الم يطلع سيدي عما فعلته حين شرعت ايزابل تقتل
انبياء الرب، كيف خبات مئة رجل، خمسين خمسين في
مغارتين، وتكفلت باعالتهم بالطعام والماء؟
14- وانت الآن تطالبني ان اذهب واقول للملك انك هنا،
فيقتلني!»
15- فقال ايليا: «حي هو الرب القدير الذي انا واقف
امامه، انني اليوم احضر لمواجهة اخآب».
16- فانطلق عوبديا للقاء اخآب واخبره، فجاء اخآب
للقاء ايليا.
17- وما ان راى اخآب ايليا حتى قال له: «اهذا انت
يامكدر اسرائيل؟»
18- فاجابه ايليا: «انا لست مكدر اسرائيل، بل انت
وبيت ابيك، بعصيانكم وصايا الرب وضلالكم وراء
البعليم.
19- فالآن ارسل واستدع لي كل بني اسرائيل الى جبل
الكرمل، وكذلك انبياء البعل الاربع مئة والخمسين،
وانبياء عشتاروث الاربع مئة الآكلين على مائدة
ايزابل».
20- فاستدعى اخآب جميع بني اسرائيل، وجمع الانبياء
الى جبل الكرمل،
21- فخاطب ايليا الشعب: «حتى متى تظلون تعرجون بين
الفرقتين؟ ان كان الرب هو الله فاتبعوه، وان كان
البعل هو الله فاتبعوه». فلم يجبه الشعب بكلمة.
22- ثم قال ايليا للشعب: «انا بقيت وحدي نبيا للرب،
وانبياء البعل اربع مئة وخمسون.
23- فاعطونا ثورين، وليختر انبياء البعل احدهما،
ويقطعوه ويضعوه على الحطب من غير ان يشعلوا نارا،
وانا اقرب الثور الآخر واضعه على الحطب من غير ان
اشعل نارا.
24- ثم تتضرعون باسم آلهتكم، وانا ادعو باسم الرب
الهي. والاله الذي يستجيب وينزل نارا يكون هو الله
الحق». فاجاب جميع بني اسرائيل: «هذا قول صائب».
25- فقال ايليا عندئذ لانبياء البعل: «اختاروا
لانفسكم ثورا واحدا، وقربوا اولا لانكم الاكثر عددا
وادعوا باسم آلهتكم، ولكن اياكم ان تشعلوا نارا».
26- فاحضروا الثور الذي اعطي لهم ووضعوه على المذبح،
وظلوا يدعون باسم البعل من الصباح الى الظهر قائلين:
«يابعل استجب لنا». فلم يكن هناك صوت او مجيب.
فراحوا يرقصون حول المذبح المشيد.
27- وعند الظهر سخر بهم ايليا وقال: «ادعوا بصوت
اعلى فهو حقا اله! لعله مستغرق في التامل او في خلوة
او في سفر! او لعله نائم فيستيقظ».
28- فشرعوا يهتفون بصوت اعلى، ويمزقون اجسادهم
بالسيوف والرماح كعادتهم، حتى سال منهم الدم.
29- وانقضت ساعات الظهر، وظلوا يهذون صارخين حتى حل
وقت اصعاد التقدمة المسائية، من غير ان يكون هناك
صوت او مجيب.
30- عندئذ قال ايليا للشعب كله: «تقدموا الي». فدنا
جميع الشعب منه، فرمم مذبح الرب المنهدم،
31- ثم اخذ اثني عشر حجرا حسب عدد اسباط اسرائيل،
ذرية يعقوب الذي دعاه الله اسرائيل
32- وبنى بهذه الحجارة مذبحا باسم الرب، وحفر حوله
قناة تسع نحو كيلتين من الحب.
33- ثم رتب الحطب وقطع الثور، ووضع اجزاءه على الحطب
وامر ان يملاوا اربع جرات ماء ويصبوها على المحرقة
وعلى الحطب.
34- ثم قال «ثنوا، فثنوا، وعاد يامر: «ثلثوا»،
فثلثوا.
35- حتى جرى الماء حول المذبح وامتلات القناة ايضا
بالماء.
36- وفي ميعاد ذبيحة المساء صلى ايليا: «ايها الرب
اله ابراهيم واسحق واسرائيل، ليعلم اليوم انك انت
الله في اسرائيل، واني انا عبدك، وبامرك قد اقدمت
على هذه الامور.
37- استجبني يارب، استجبني، ليدرك هذا الشعب انك انت
الرب الاله، وانك انت ترد قلوبهم اليك».
38- فنزلت نار من السماء التهمت المحرقة والحطب
والحجارة والتراب ولحست ماء القناة.
39- فلما شاهد جميع بني اسرائيل ذلك خروا ساجدين على
وجوههم الى الارض هاتفين: «الرب هو الله ! الرب هو
الله !»
40- فقال ايليا: «اقبضوا على انبياء البعل ولا تدعوا
رجلا منهم يفلت» فقبضوا عليهم، فساقهم ايليا الى نهر
قيشون وذبحهم هناك.
41- وقال ايليا لاخآب: «اصعد كل واشرب لانني اسمع
صوت دوي مطر».
42- فمضى اخآب لياكل ويشرب، واما ايليا فارتقى الى
قمة جبل الكرمل وجلس على الارض وخبا راسه بين
ركبتيه.
43- وقال لغلامه: «اذهب وتطلع نحو البحر». فمضى
الغلام وتطلع نحو البحر وقال: «لا ارى شيئا». فامر
ايليا: «اذهب وتطلع، سبع مرات»
44- وفي المرة السابعة قال الغلام: «ارى غيمة صغيرة
في حجم كف انسان صاعدة من البحر». فقال ايليا:
«انطلق وقل لاخآب اعد مركبتك وانزل من الجبل لئلا
يعيقك المطر عن السفر».
45- وسرعان ما تلبدت السماء بالغيوم، وهبت ريح
عاصفة، وهطل مطر غزير، فاندفع اخآب بمركبته نحو
يزرعيل.
46- وحلت قوة الرب في ايليا، فلف عباءته حول حقويه
وركض ليسبق اخآب الى مدخل يزرعيل.
|
51 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
019 |
الله
1- واخبر اخآب ايزابل بما صنعه ايليا، وكيف قتل جميع
انبياء البعل بالسيف،
2- فبعثت ايزابل رسولا الى ايليا قائلة: «لتعاقبني
الآلهة اشد عقاب وتزد، ان لم اقتلك في مثل هذا الوقت
غدا، فتكون كمثل الذين قتلتهم».
3- فلما سمع ايليا ذلك هرب لينجو بنفسه، ووصل الى
بئر سبع التابعة ليهوذا، حيث ترك خادمه.
4- ثم هام وحده في الصحراء مسيرة يوم، حتى اتى شجرة
شيح، فجلس تحتها، وتمنى الموت لنفسه وقال: «قد كفى
الآن ياربي، خذ نفسي فلست خيرا من آبائي».
5- واضطجع ونام تحت شجرة الشيح، واذا بملاك يمسه
ويقول: «قم وكل».
6- فتطلع حوله واذا به يرى عند راسه رغيفا مخبوزا
على الجمر وجرة ماء. فاكل وشرب، ثم عاد ونام.
7- ومسه ملاك الرب ثانية قائلا: «قم وكل، لان امامك
مسافة طويلة للسفر».
8- فقام واكل وشرب، ومشى بقوة تلك الوجبة اربعين
نهارا واربعين ليلة، حتى بلغ جبل الله حوريب.
9- فدخل مغارة هناك وبات فيها وقال الرب لايليا:
«ماذا تفعل هنا ياايليا؟»
10- فاجاب: «غرت غيرة للرب الاله القدير، لان بني
اسرائيل تنكروا لعهدك وهدموا مذابحك وقتلوا انبياءك
بالسيف، وبقيت وحدي. وها هم يبغون قتلي ايضا»
11- فقال له: «اخرج وقف على الجبل امامي، لاني مزمع
ان اعبر». ثم هبت ريح عاتية شقت الجبال وحطمت
الصخور، ولكن الرب لم يكن في الريح. ثم حدثت زلزلة،
ولم يكن الرب في الزلزلة.
12- وبعد الزلزلة اجتازت به نار، ولم يكن الرب في
النار. وبعد النار رف في مسامع ايليا صوت منخفض
هامس.
13- فلما سمع ايليا الصوت، لف وجهه بردائه، وخرج
ووقف في باب الكهف. واذا بصوت يخاطبه: «ماذا تفعل
هنا ياايليا؟»
14- فاجاب: «غرت غيرة للرب الاله القدير، لان بني
اسرائيل تنكروا لعهدك وهدموا مذابحك وقتلوا انبياءك
بالسيف، وبقيت وحدي، وها هم يبغون قتلي».
15- فقال له الرب: «اذهب راجعا في الطريق الصحراوية
المفضية الى دمشق، وهناك امسح حزائيل ملكا على ارام،
16- ثم امسح ياهو بن نمشي ملكا على اسرائيل، وكذلك
امسح اليشع بن شافاط من آبل محولة نبيا خلفا لك.
17- فالذي ينجو من سيف حزائيل يقتله ياهو، والذي
ينجو من سيف ياهو يقتله اليشع.
18- ولقد ابقيت في اسرائيل سبعة آلاف لم يحنوا ركبهم
للبعل ولم تقبله افواههم».
19- فانطلق ايليا من هناك فوجد اليشع بن شافاط يحرث
حقلا، وامامه احد عشر زوجا من البقر، وهو يسير خلف
الزوج الثاني عشر. فمر به ايليا وطرح عليه رداءه،
20- فترك البقر وركض وراء ايليا وقال: «دعني اودع
ابي وامي واتبعك». فقال له: «ارجع، فاي شيء فعلته
لك؟»
21- فرجع اليشع واخذ زوج بقر ذبحهما وسلق لحمهما على
خشب المحراث ووزعه على الشعب فاكلوا، ثم قام ولحق
بايليا وواظب على خدمته.
|
52 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
020 |
الله
1- وحشد بنهدد ملك ارام كل جيشه، بعد ان انضم اليه
اثنان وثلاثون ملكا بخيلهم ومركباتهم، وحاصر السامرة
عاصمة اسرائيل.
2- ثم بعث بنهدد رسالة الى اخآب ملك اسرائيل في
السامرة تقول:
3- «لي كل فضتك وذهبك واجمل نسائك وبنوك الحسان».
4- فاجاب ملك اسرائيل: «لك ما طلبته ياسيدي الملك،
فانا وكل ما املكه لك».
5- فبعث بنهدد رسالة اخرى الى اخآب تقول: «كنت قد
ارسلت اليك طالبا ان تقدم لي كل فضتك وذهبك واجمل
نسائك وبنيك الحسان،
6- ولكني ايضا في نحو هذا الوقت غدا ارسل رجالي اليك
ليفتشوا قصرك وبيوت عبيدك، ليستولوا على كل ما هو
نفيس».
7- فاستدعى ملك اسرائيل جميع زعماء البلاد وقال:
«اعلموا وانظروا ان بنهدد يبغي الشر، فقد بعث يطلب
الي تسليم نسائي وبني وفضتي وذهبي، فوافقت».
8- فقال له كل زعماء البلاد وسائر الشعب: «لا تسمع
له ولا تخضع لطلبه».
9- فقال اخآب لرسل بنهدد: «قولوا لسيدي الملك انني
مستعد ان انفذ جميع مطالبه الاولى، اما المطالب
الثانية فلا استطيع تلبيتها». فرجع الرسل بجوابه الى
بنهدد.
10- فبعث اليه بنهدد قائلا: «لتعاقبني الآلهة اشد
عقاب وتزد، ان بقي من تراب السامرة ما يكفي لملء
قبضة كل واحد من رجالي».
11- فاجاب ملك اسرائيل: «قولوا له: لا يفتخر من يشد
درعه كمن يحله» (اي الفخر يكون بعد المعركة لا
قبلها).
12- فلما سمع بنهدد هذا الكلام وهو يشرب الخمر في
الخيام مع حلفائه الملوك، امر رجاله ان يتاهبوا
للقتال، فاستعدوا للهجوم على المدينة.
13- واذا بنبي يتقدم الى اخآب قائلا: «هذا ما يقوله
الرب: هل ترى هذا الجيش الغفير؟ ها انا انصرك عليه
اليوم، فتعلم اني انا الرب».
14- فسال اخآب: «بمن يكون النصر؟» فاجاب: «هذا ما
يقوله الرب: بقوات رؤساء المقاطعات» فعاد يسال: «من
يبتديء الحرب؟» فاجاب: «انت».
15- فاحصى اخآب رجال رؤساء المقاطعات، فبلغوا مئتين
واثنين وثلاثين. ثم احصى بعدهم بقية جيش اسرائيل
فكانوا سبعة آلاف.
16- واندفعوا عند الظهر من المدينة وبنهدد منهمك في
السكر في الخيام مع حلفائه الملوك الاثنين
والثلاثين،
17- وتقدمت قوات رؤساء المقاطعات اولا، فقال
المراقبون لبنهدد: «رجال من السامرة قادمون علينا»
18- فقال: «اقبضوا عليهم احياء، سواء كان قدومهم
للهدنة او للحرب».
19- وهكذا اندفعت قوات رؤساء المقاطعات من المدينة،
وفي اعقابها تقدم الجيش الاسرائيلي
20- وهاجم كل رجل منهم واحدا من جيش الاراميين، فهرب
الاراميون، ولاحقهم الاسرائيليون. وتمكن بنهدد ملك
ارام مع بعض فرسانه من النجاة على خيولهم.
21- وتقدم ملك اسرائيل واقتحم الخيل والمركبات،
وانزل بالاراميين هزيمة فادحة.
22- واقترب النبي من اخآب وقال له: «اذهب وتاهب،
ودبر شؤونك، وفكر بما تفعل، لانه في نهاية هذا العام
يهاجمك ملك ارام،
23- لان رجاله قد قالوا له: ان آلهة الاسرائيليين
آلهة جبال، لذلك انتصروا هذه المرة، ولكن ان
حاربناهم في السهل فاننا نهزمهم.
24- كما اقترحوا عليه عزل الملوك من قيادة الجيوش،
وتعيين ضباط بدلا منهم.
25- وقالوا لبنهدد: جهز لنفسك جيشا ضخما، يكون عدده
كعدد الجيش الذي فقدته، فرسا بفرس ومركبة بمركبة،
فنحاربهم في السهل ونقهرهم».فعمل بنهدد باقتراحهم
ورايهم.
26- وفي نهاية العام جهز بنهدد جيشا من الاراميين،
وانطلق الى افيق ليحارب الاسرائيليين.
27- وحشدت اسرائيل جيشها وجهزت مؤونته وتقدموا
للقائهم، فكانوا بالمقارنة بالاراميين الذين ملاوا
الارض نظير قطيعين من المعزى.
28- فجاء رجل الله الى اخآب وقال: «هذا ما يقوله
الرب: لان الاراميين قد ادعوا ان الرب انما هو اله
جبال وليس هو اله اودية، فانني سانصرك على كل هذا
الجيش الغفير، فتعلمون اني انا الرب».
29- وهكذا تواجه الطرفان سبعة ايام. وفي اليوم
السابع دارت رحى الحرب، فقتل بنو اسرائيل في يوم
واحد مئة الف من مشاة ارام،
30- وهرب الاحياء الى داخل مدينة افيق، فانهار السور
على السبعة والعشرين الف رجل الباقين. اما بنهدد فقد
لجا الى المدينة واختبا فيها في مخدع داخل مخدع.
31- فقال له رجاله: «لقد سمعنا ان ملوك اسرائيل ملوك
حليمون، فلنرتد مسوحا حول احقائنا، ونضع حبالا على
رؤوسنا، ونخرج الى ملك اسرائيل، لعله يعفو عنك».
32- فارتدوا مسوحا حول احقائهم، ووضعوا حبالا على
رؤوسهم، ومثلوا امام ملك اسرائيل قائلين: «عبدك
بنهدد يرجو العفو عن حياته». فقال: «الا يزال حيا؟
هو اخي!»
33- فتفاءل رجال بنهدد، وتشبثوا بالامل، وقالوا:
«نعم هو اخوك». فقال لهم اخآب: «اذهبوا واحضروه.»
وعندما وصل، اصعده معه في مركبته،
34- فقال بنهدد: «اني ارد المدن التي استولى عليها
ابي من ابيك، وتقيم لنفسك اسواقا تجارية في دمشق
مماثلة للاسواق التي اقامها ابي في السامرة». فاجابه
الملك: «وبناء على هذا العهد فانني اطلقك حرا». فقطع
له بنهدد عهدا واطلقه اخآب.
35- ونزولا عند امر الرب، قال رجل من بني الانبياء
لصاحبه: «اضربني بسيفك». فابى الرجل ان يضربه.
36- فقال له: «انك لم تطع امر الرب، فعند انصرافك من
عندي يقتلك اسد». وحين خرج من عنده لقيه اسد وصرعه.
37- ثم صادف النبي رجلا آخر، فقال له: «اضربني».
فضربه وجرحه،
38- فمضى النبي واعترض طريق الملك متنكرا بعصابة على
عينيه.
39- وعندما اجتاز اخآب امامه ناداه وقال: «خرج عبدك
في اثناء اشتداد المعركة، واذا برجل اقبل الي باسير،
وقال: احرس هذا الرجل، وان فقد تكون نفسك عوض نفسه،
او تدفع وزنة من الفضة (نحو ستة وثلاثين كيلوجراما)
40- وفيما عبدك منهمك في بعض الامور، اختفى الاسير».
فقال له ملك اسرائيل: «لقد حكمت على نفسك بما قضيت
به».
41- عندئذ بادر النبي فرفع العصابة عن عينيه فادرك
الملك انه من بني الانبياء.
42- وقال للملك: «هذا ما يقوله الرب: لانك ابقيت على
حياة رجل قضيت بهلاكه، فستموت بدلا منه، ويهلك شعبك
بدلا من شعبه».
43- فانصرف ملك اسرائيل الى قصره في السامرة مكتئبا
مغموما.
|
53 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
021 |
الله
1- وحدث انه كان لنابوت اليزرعيلي كرم في يزرعيل،
مجاور لقصر اخآب ملك السامرة،
2- فقال اخآب لنابوت: «قايضني كرمك لاجعله حديقة
خضروات، لانه مجاور لقصري، فاعطيك بدلا منه كرما
افضل منه، او اذا راق لك ادفع ثمنه فضة».
3- فاجاب نابوت: «معاذ الله ان افرط في ميراث
آبائي».
4- فدخل اخآب قصره مكتئبا مهموما متاثرا من قول
نابوت اليزرعيلي: «لا افرط في ميراث آبائي». واستلقى
فوق سريره مشيحا بوجهه نحو الحائط عازفا عن الطعام.
5- فاقبلت اليه زوجته ايزابل قائلة: «مالي اراك
منقبضا عازفا عن الطعام؟»
6- فاجابها: «لاني قلت لنابوت اليزرعيلي: بعني كرمك،
واذا شئت قايضتك بكرم آخر، فاجاب: لا اعطيك كرمي»
7- فقالت له ايزابل: «اهكذا تحكم كملك على اسرائيل؟
قم وتناول طعاما وطب نفسا، فانا احصل لك على كرم
نابوت اليزرعيلي».
8- ثم حررت رسائل باسم اخآب، وختمتها بخاتمه وبعثت
بها الى شيوخ ووجهاء يزرعيل حيث يقيم نابوت.
9- وقالت فيها: «ادعوا الشعب للصوم، واجلسوا نابوت
في مكان الصدارة،
10- واقيموا شاهدي زور ليشهدا ان نابوت جدف على الله
وعلى الملك، ثم اخرجوه من المدينة وارجموه حتى
يموت».
11- فنفذ شيوخ مدينته ووجهاؤها اوامر ايزابل كما هي
واردة في الرسائل التي بعثت بها اليهم.
12- فتداعوا للصوم، واجلسوا نابوت في مكان الصدارة.
13- ثم اقبل شاهدا زور وجلسا تجاهه، وشهدا على نابوت
امام الشعب قائلين: «قد جدف نابوت على الله وعلى
الملك». فجروه الى خارج المدينة ورجموه بالحجارة حتى
مات.
14- وابلغوا ايزابل ان نابوت قد رجم فمات.
15- فلما سمعت ايزابل بموت نابوت قالت لاخآب: «قم
ورث كرم نابوت اليزرعيلي، الذي ابى ان يبيعك اياه
بفضة، لان نابوت قد اصبح في عداد الاموات».
16- عندئذ قام اخآب ونزل ليتفقد كرم نابوت ويستولي
عليه.
17- ولكن الرب قال لايليا التشبي:
18- «قم امض للقاء اخآب ملك اسرائيل المقيم في
السامرة، فها هو قد نزل الى كرم نابوت ليستولي عليه،
19- وقل له: هذا ما يقوله الرب: هل قتلت وامتلكت
ايضا؟ في المكان الذي لعقت فيه الكلاب دم نابوت تلعق
الكلاب دمك ايضا».
20- وما ان راى اخآب ايليا حتى قال: «هل وجدتني
ياعدوي؟» فاجابه: «قد وجدتك لانك بعت نفسك لارتكاب
الشر في عيني الرب.
21- لهذا يقول الرب: ها انا اجلب عليك شرا وابيد
ذريتك وافني كل ذكر لك، حرا كان ام عبدا.
22- واجعل مصير بيتك كمصير بيت يربعام بن نباط،
وكمصير بيت بعشا بن اخيا، لفرط ما اثرته من غيظي،
ولا نك استغويت اسرائيل لارتكاب المعصية».
23- واصدر الرب قضاءه على ايزابل قائلا: «ان الكلاب
ستلتهم جثتها عند مترسة يزرعيل.
24- وكل من يموت من اسرتك في المدينة تاكله الكلاب
ومن يموت منهم في الحقل تنهشه الطيور».
25- ولم يكن نظير اخآب الذي اغوته زوجته ايزابل،
فباع نفسه لارتكاب الشر في عيني الرب.
26- فقد غرق في حماة الرجاسة بعبادته الاصنام، مثلما
فعل الاموريون الذين طردهم الرب من امام بني
اسرائيل.
27- وعندما سمع اخآب هذا القضاء، مزق ثيابه وارتدى
مسحا، وصام واضطجع بثياب المسح ومشى ذليلا.
28- فقال الرب لايليا: «هل رايت كيف ذل اخآب امامي؟
29- من اجل ذلك لن اجلب الشر عليه في حياته، بل انزل
العقاب ببيته في ايام ابنه».
|
54 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
001 |
الله
1- وتمرد الموآبيون على اسرائيل بعد وفاة اخآب،
2- وسقط اخزيا من كوة في علية قصره في السامرة،
فاصيب بجرح قاتل. وبعث رسلا الى معبد بعل زبوب اله
عقرون قائلا: «امضوا واسالوه ان كنت ابرا من جرحي؟»
3- فقال ملاك الرب لايليا التشبي: «قم واذهب للقاء
رسل ملك السامرة وقل لهم: هل لانه لا يوجد اله في
اسرائيل تذهبون لسؤال بعل زبوب اله عقرون؟
4- لذلك هذا ما يقوله الرب: ان السرير الذي رقدت
عليه لن تنهض عنه، بل حتما تموت». وانصرف ايليا.
5- ورجع الرسل الى اخزيا فسالهم: «لماذا رجعتم؟»
6- فاجابوه: «اعترضنا رجل وامرنا ان نرجع اليك
لنخبرك ان الله يقول: هل لانه لا يوجد اله في
اسرائيل ترسل لتسال بعل زبوب اله عقرون؟ لذلك فان
السرير الذي رقدت عليه لن تنهض عنه بل حتما تموت».
7- فسالهم: «ما هي اوصاف الرجل الذي اعترضكم وبلغكم
هذا الكلام؟»
8- فاجابوه: «انه رجل كثيف الشعر متنطق بحزام من جلد
حول حقويه». فقال: «انه حتما ايليا التشبي».
9- فارسل احد قادته على راس خمسين جنديا الى ايليا،
الذي كان جالسا آنئذ على قمة جبل. فقال له: «يارجل
الله، ان الملك يامرك بمرافقتنا».
10- فاجاب ايليا: «ان كنت انا رجل الله، فلتنزل نار
من السماء وتلتهمك انت ورجالك الخمسين». فنزلت نار
من السماء والتهمته مع رجاله الخمسين.
11- فعاد اخزيا وارسل اليه قائدا آخر على راس خمسين
جنديا، فقال لايليا: «يارجل الله، الملك يامرك ان
تسرع وتنزل».
12- فاجابه ايليا: «ان كنت انا رجل الله، فلتنزل نار
من السماء وتلتهمك انت ورجالك الخمسين». فنزلت نار
من السماء والتهمته مع رجاله الخمسين.
13- ثم ارسل اخزيا للمرة الثالثة قائدا آخر على راس
خمسين جنديا. فاقبل هذا الى ايليا وجثا امامه وتوسل
اليه قائلا: «يارجل الله، لتكن نفسي ونفوس عبيدك
هؤلاء عزيزة في عينيك.
14- لقد نزلت نار من السماء التهمت القائدين
السابقين مع رجالهما المئة، فارجوك لتكن نفسي عزيزة
في عينيك (ولا تقض علينا(».
15- فقال ملاك الرب لايليا: «امض معه ولا تخف منه».
فقام وانطلق معه لمقابلة الملك.
16- وقال ايليا للملك: «هذا ما يقوله الرب: من حيث
انك ارسلت مبعوثين لتستشير بعل زبوب اله عقرون وكانه
لا يوجد اله في اسرائيل لتساله، فان السرير الذي
رقدت عليه لن تنهض عنه، بل حتما تموت».
17- فمات اخزيا بموجب كلام الرب الذي نطق به على
لسان ايليا. واذ لم يكن له ابن، خلفه اخوه يهورام،
وذلك في السنة الثانية لحكم يهورام بن يهوشافاط ملك
يهوذا.
18- اما بقية اخبار اخزيا واعماله اليست هي مدونة في
كتاب اخبار ملوك اسرائيل؟
|
55 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
004 |
الله
1- واستغاثت احدى نساء بني الانبياء باليشع قائلة:
«عبدك زوجي توفي، وانت تعلم انه كان يتقي الرب، وقد
اقبل مدينه المرابي ليسترق ولدي (لقاء ديونه)».
2- فسالها اليشع: ماذا يمكن ان اصنع لك؟ اخبريني
ماذا عندك في البيت؟» فقالت: «لا املك في البيت شيئا
سوى قليل من الزيت».
3- فقال لها اليشع: «اذهبي استعيري اواني فارغة من
عند جميع جيرانك واكثري منها.
4- ثم ادخلي بيتك واغلقي الباب على نفسك وعلى بنيك،
وصبي زيتا في جميع هذه الاواني، وانقلي ما يمتليء
منها الى جانب».
5- فمضت من عنده واغلقت الباب على نفسها وعلى
ابنائها، الذين راحوا يحضرون لها الاواني الفارغة
فتصب فيها.
6- وحين امتلات جميع الاواني قالت لابنها: «هات اناء
آخر». فاجابها: «لم يبق هناك اناء». عندئذ توقف تدفق
الزيت.
7- فجاءت الى رجل الله واخبرته. فقال لها: «اذهبي
وبيعي الزيت واوفي دينك، وعيشي انت وابناؤك بما
يتبقى من مال».
8- وذات يوم ذهب اليشع الى شونم حيث تقيم امراة
بالغة الثراء، فالحت عليه ان يمكث لياكل طعاما. وكان
كلما زار شونم تستضيفه في منزلها.
9- فقالت لزوجها: «لقد ادركت ان الرجل الذي نستضيفه
دائما هو رجل مقدس لله،
10- فلنبن له علية صغيرة على سطح البيت، ونعد له
فيها سريرا وطاولة وكرسيا وسراجا، فيبيت فيها كلما
مر بنا».
11- واتفق ان جاء اليشع الى العلية وارتاح فيها.
12- فقال لغلامه جيحزي: «ادع هذه الشونمية»
فاستدعاها وجاءت.
13- فقال لجيحزي: «قل لها: لقد تكبدت كل هذه المشقة
من اجلنا، فماذا يمكن ان اصنع لك؟ هل لديك طلب ارفعه
الى الملك او الى رئيس الجيش؟» فاجابت: «لا. انني
راضية بالاقامة بين شعبي».
14- ثم تساءل: «ماذا يمكن ان نصنع لها؟» فاجابه
جيحزي: «ليس لها ابن، وزوجها طاعن في السن».
15- فقال اليشع: «استدعها». فدعاها، فوقفت عند
الباب.
16- فقال لها اليشع: «في مثل هذا الوقت من السنة
القادمة ستحضنين ابنا بين ذراعيك». فقالت: «لا
ياسيدي رجل الله. لا تخدع امتك».
17- ولكنها حملت وانجبت ابنا في الزمن الذي انبا به
اليشع.
18- وكبر الصبي. وذات يوم انطلق الى حيث كان ابوه
يشرف على الحصادين،
19- وما لبث ان قال لابيه: «راسي يؤلمني، راسي».
فقال لاحد رجاله: «احمله الى امه».
20- فحمله الى امه فاجلسته في حجرها، ولكنه مات عند
الظهر.
21- فصعدت الى العلية وارقدته على سرير رجل الله،
واغلقت عليه الباب ثم خرجت.
22- وقالت لزوجها: «ابعث لي باحد رجالك مع اتان
لاهرع الى رجل الله ثم ارجع».
23- فسالها: «لماذا تذهبين اليه اليوم، مع انه ليس
راس الشهر ولا سبتا؟» فاجابت: «للخير!»
24- واسرجت الاتان وقالت لغلامها: «قد الاتان ولا
تبطيء في السير حفاظا على راحتي حتى اطلب منك ذلك».
25- وانطلقت حتى اقبلت على رجل الله في جبل الكرمل.
فلما شاهدها من بعيد، قال لغلامه جيحزي: «ها هي
المراة الشونمية.
26- فا ركض للقائها الآن واسالها: اهي بخير؟ هل
زوجها سالم؟ هل ابنها سالم؟» فاجابت: «كل شيء بخير».
27- فلما جاءت الى رجل الله في الجبل تشبثت بقدميه.
فاقترب منها جيحزي ليبعدها عنه، فقال رجل الله:
«اتركها، فان نفسها مريرة في داخلها والرب لم يكشف
لي ما بها».
28- فقالت: «هل طلبت من سيدي ان انجب ابنا؟ الم اقل
لا تخدعني؟»
29- فامر اليشع جيحزي: «تمنطق بحزامك، وخذ عكازي
وانطلق. واذا صادفت احدا فلا تحيه، وان حياك احد فلا
تجبه. وضع عكازي على وجه الصبي».
30- فقالت ام الصبي: «حي هو الرب، وحية هي نفسك انني
لا اتركك». فقام وتبعها.
31- وسبقهما جيحزي ووضع العكاز على وجه الصبي، ولكن
من غير جدوى فرجع للقاء اليشع وقال: «لم ترتد الحياة
الى الصبي».
32- ودخل اليشع البيت واذا بالصبي ميت في سريره.
33- فدخل العلية واغلق الباب وتضرع الى الرب،
34- ثم اضطجع فوق جثة الصبي، ووضع فمه على فمه،
وعينيه على عينيه، ويديه على يديه، وتمدد عليه، فبدا
الدفء يسري في جسد الصبي.
35- فاخذ النبي يذرع ارض العلية ثم عاد وتمدد على
الولد، فعطس هذا سبع مرات وفتح عينيه.
36- فاستدعى جيحزي وقال: «ادع هذه الشونمية». وعندما
مثلت امامه قال: «احملي ابنك!»
37- فسجدت على وجهها الى الارض عند قدميه ثم حملت
ابنها وانصرفت.
38- ورجع اليشع الى الجلجال. بعد ذلك عمت المجاعة
البلاد. وفيما كان بنو الانبياء مجتمعين مع اليشع،
قال لخادمه: «اسلق بعض السليقة في القدر الكبيرة
لبني الانبياء».
39- وانطلق واحد منهم ليلتقط بعض الخضروات، فعثر على
يقطين بري سام، فالتقط منه ملء ثوبه، وقطعه وطرحه في
قدر السليقة، غير عالم انه سام.
40- وصبوا للقوم لياكلوا، ولكن ما ان تناولوا منه
حتى صرخوا: «في القدر سم يارجل الله». ولم يستطيعوا
الاكل.
41- فقال: «هاتوا دقيقا» والقى اليشع الدقيق في
القدر، ثم قال: «صب للقوم لياكلوا». فاقبلوا على
الطعام وكانه لم يكن شيء مؤذ في القدر.
42- وحضر رجل من بعل شليشة حاملا معه لرجل الله
عشرين رغيفا من الشعير، من اوائل الحصاد وسويقا في
جرابه. فقال: «اعط الرجال لياكلوا».
43- فقال خادمه: «ماذا؟ هل اضع هذا امام مئة رجل؟»
فقال اليشع: «اعط الرجال لياكلوا، لانه هذا ما يقول
الرب: انهم ياكلون منها ويفضل عنهم».
44- فوضعها امامهم فاكلوا، وفضل عنهم حسب قول الرب.
|
56 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
005 |
الله
1- وكان نعمان قائد جيش ملك ارام يتمتع بمكانة سامية
عند سيده لان الرب حقق لارام النصر عن يده. وكان
نعمان بطلا صنديدا، الا انه كان مصابا بالبرص.
2- وسبى الاراميون في احدى غزواتهم التي اغاروا فيها
على ارض اسرائيل فتاة صغيرة، صارت خادمة لزوجة
نعمان.
3- فقالت لمولاتها: «ياليت سيدي يمثل امام النبي
الذي في السامرة، فينال الشفاء من برصه».
4- فمثل نعمان امام الملك وابلغه حديث الجارية
الاسرائيلية.
5- فقال ملك ارام: «انطلق، وسابعث رسالة الى ملك
اسرائيل». فتوجه نعمان الى ارض اسرائيل حاملا معه
عشر وزنات من الفضة (نحو ستة وثلاثين كيلوجراما)
وستة آلاف شاقل من الذهب (نحو اثنين وسبعين
كيلوجراما)، وعشر حلل من الثياب،
6- وسلم الرسالة الى ملك اسرائيل، وقد ورد فيها:
«وحال تسلمك لهذه الرسالة اشف نعمان خادمي الذي
ارسلته اليك من برصه».
7- فلما اطلع ملك اسرائيل على الرسالة مزق ثيابه
وقال: «هل انا الله حتى اميت واحيي، فيرسل الي هذا
لكي اشفي رجلا من برصه؟ اعلموا انه يحاول ان يجد
مبررا لمحاربتنا».
8- ولما سمع اليشع رجل الله ان ملك اسرائيل قد مزق
ثيابه، بعث اليه يقول: «لماذا مزقت ثيابك؟ دعه ياتي
الي فيعلم انه يوجد حقا نبي في اسرائيل».
9- فاقبل نعمان بخيله ومركباته ووقف عند باب بيت
اليشع،
10- فوجه اليه اليشع رسولا يقول: «اذهب واغتسل سبع
مرات في نهر الاردن، فتنال الشفاء».
11- فغضب نعمان وانصرف قائلا: «ظننت انه يخرج للقائي
ويقف امامي، ويدعو باسم الرب الهه، ويمر بيده فوق
موضع البرص، فابرا.
12- اليس ابانة وفرفر نهرا دمشق افضل من جميع مياه
اسرائيل؟ الم يكن في امكاني الاغتسال فيها فاطهر؟»
فانصرف وقد اعتراه الغيظ.
13- فتقدم منه رجاله وقالوا: «ياابانا، لو طلب النبي
منك القيام بامر عظيم، اما كنت تصنعه؟ فكم بالاحرى
ان قال لك اغتسل واطهر؟»
14- فنزل نعمان الى نهر الاردن وغطس فيه سبع مرات،
كما امر رجل الله، فرجع لحمه كلحم صبي صغير، وطهر من
برصه.
15- فرجع الى رجل الله مع سائر جيشه ودخل ووقف امامه
قائلا: «لقد ادركت انه لا يوجد اله في كل الارض الا
في اسرائيل، فارجوك ان تقبل الآن هدية من عبدك».
16- فاجاب اليشع: «حي هو الرب الذي انا واقف في
حضرته، اني لا اقبل منك هدية». فالح عليه ان يقبل
منه الهدية، فابى اليشع.
17- عندئذ قال نعمان: «اذا، ارجو ان يعطى عبدك حمل
بغلين من التراب، لانه لن يقرب بعد اليوم محرقة ولا
ذبيحة لآلهة اخرى، بل للرب وحده.
18- ولكن ليصفح الرب عن عبدك عندما يدخل مع سيده
الملك الى بيت الاله رمون، حيث يذهب الملك مستندا
على ذراعي ليسجد هناك. فعلي آنئذ ان اسجد ايضا. لهذا
ليصفح الرب لعبدك عن هذا الامر».
19- فقال له اليشع: «امض بسلام».
20- حتى حدث جيحزي خادم اليشع نفسه: «سيدي امتنع عن
قبول ما احضره نعمان من هدايا. حي هو الرب لاسرعن
وراءه وآخذ منه شيئا».
21- فلحق جيحزي بنعمان. ولما ابصره نعمان راكضا
نحوه، ترجل عن المركبة للقائه سائلا: «اللخير جئت؟»
22- فاجاب: «للخير. ان سيدي قد ارسلني قائلا: ان
رجلين من جبل افرايم من بني الانبياء جاءاه، فارجوك
ان تعطيهما وزنة من الفضة وحلتي ثياب».
23- فقال نعمان: «ارجوك ان تاخذ وزنتين» والح عليه،
وصرهما في كيسين وحلتي ثياب، واعطاهما لرجلين من
رجاله، فحملاهما وانطلقا امام جيحزي.
24- وعندما وصل الى الاكمة حيث يقيم اليشع اخذها
منهما واخفاها في البيت، وصرف الرجلين.
25- ثم دخل الى اليشع، فساله: «من اين جئت ياجيحزي؟»
فاجاب: «لم يذهب عبدك الى اي مكان».
26- فقال له: «الا تعرف ان قلبي كان حاضرا هناك حين
ترجل الرجل من مركبته للقائك؟ اهذا وقت الحصول على
فضة او اخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد
وجوار؟
27- فليحل برص نعمان بك وبنسلك الى الابد». فخرج من
امامه وجلده ابرص في لون الثلج.
|
57 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
006 |
الله
1- وقال بنو الانبياء لاليشع: «ضاق بنا المكان الذي
نحن ماكثون فيه للاجتماع بك.
2- فاسمح لنا ان نذهب الى الاردن فيقطع كل منا بعض
الاخشاب لنبني مكانا ارحب نقيم فيه». فقال:
«اذهبوا».
3- وقال له احدهم: «الا تتكرم بالذهاب مع عبيدك؟»
فقبل.
4- ومضى معهم. وعندما وصلوا الى نهر الاردن شرعوا في
قطع الخشب.
5- وفيما كان احدهم يقطع خشبة سقط راس فاسه الحديدي
في الماء، فاستغاث باليشع قائلا: «آه ياسيدي، اني
استعرته».
6- فساله رجل الله: «اين سقط؟» فاشار الى الموضع.
فقطع اليشع عود حطب القاه في الماء فطفا راس الفاس،
فقال: «التقطه».
7- فمد الرجل يده والتقطه.
8- وحارب ملك ارام اسرائيل. وبعد التداول مع ضباطه
قال: «ساعسكر في موضع كذا (لاتربص بملك اسرائيل)».
9- فبعث رجل الله الى ملك اسرائيل قائلا: «احذر
الاجتياز في موضع كذا، لان الاراميين متربصون بك
فيه».
10- فارسل ملك اسرائيل مراقبيه الى الموضع الذي
اخبره عنه رجل الله وحذره منه، فتاكد من صحة النبا.
وتكررت تحذيرات اليشع للملك مرات عديدة، فكان الملك
يتحفظ دائما لنفسه.
11- فانزعج ملك ارام من هذا الامر، وجمع ضباطه
وسالهم: «الا تخبرونني من منكم متآمر مع ملك
اسرائيل؟»
12- فاجابه واحد من ضباطه: «لا يوجد من يتآمر عليك
ياسيدي الملك، ولكن النبي اليشع المقيم في اسرائيل
يبلغ ملك اسرائيل حتى بالامور التي تهمس بها في مخدع
نومك».
13- فقال: «اذهبوا وابحثوا لي عن مكان اقامته، فارسل
من يعتقله». فقيل له انه في دوثان.
14- فوجه ملك ارام الى هناك جيشا كبيرا مجهزا بخيول
ومركبات، وحاصر المدينة ليلا.
15- فنهض خادم رجل الله مبكرا وخرج، واذا به يجد
جيشا مجهزا بخيول ومركبات يحاصر المدينة. فقال
الخادم: «آه ياسيدي، ما العمل؟»
16- فاجابه اليشع: «لا تخف لان الذين معنا اكثر من
الذين معهم».
17- وتضرع اليشع قائلا: «يارب، افتح عينيه فيبصر».
ففتح الرب عيني الخادم، واذا به يشاهد الجبل يكتظ
بخيل ومركبات نار تحيط باليشع.
18- وعندما تقدم جيش ارام نحو اليشع صلى الى الرب
قائلا: «اصب هذا الجيش بالعمى». فضربهم الرب بالعمى
استجابة لدعاء اليشع.
19- عندئذ قال لهم اليشع: «لقد ضللتم طريقكم فاخطاتم
محاصرة المدينة المطلوبة. اتبعوني فارشدكم الى الرجل
الذي تبحثون عنه». فقادهم الى السامرة.
20- فلما اصبحوا داخل السامرة صلى اليشع قائلا:
«يارب افتح عيونهم فيبصروا». ففتح الرب عيونهم، واذا
بهم يجدون انفسهم في وسط السامرة!
21- وعندما شاهدهم ملك اسرائيل سال اليشع: «هل
اقتلهم، هل اقتلهم ياابي؟»
22- فاجابه: «لا تقتل احدا. انما اقتل الذين تسبيهم
بسيفك وقوسك. اما هؤلاء فقدم لهم طعاما وماء فياكلوا
ويشربوا ثم ينطلقوا الى سيدهم».
23- فاقام لهم الملك مادبة عظيمة، فاكلوا وشربوا، ثم
اطلقهم، فرجعوا الى سيدهم. وتوقفت جيوش ارام عن غزو
ارض اسرائيل فترة.
24- وحشد بنهدد ملك ارام، بعد زمن، كل جيشه وحاصر
السامرة.
25- واذ طال الحصار، عمت المجاعة السامرة حتى صار
راس الحمار يباع بثمانين قطعة من الفضة، واوقية زبل
الحمام بخمس قطع من الفضة.
26- وفيما كان ملك اسرائيل يتفقد سور المدينة
استغاثت به امراة قائلة: «اغث ياسيدي الملك».
27- فقال لها: «ان لم يغثك الرب، فمن اين يمكنني ان
احصل لك على الغوث؟ امن قمح البيدر ام من نبيذ
المعصرة؟»
28- ثم سالها الملك: «مالك؟» فاجابت: «لقد قالت لي
هذه المراة، هاتي ابنك فناكله اليوم، ثم ناكل ابني
في اليوم التالي.
29- فسلقنا ابني واكلناه. وعندما قلت لها في اليوم
التالي: هاتي ابنك لناكله، خبات ابنها».
30- فلما سمع الملك حديث المراة مزق ثيابه وهو يتفقد
السور، فراى المحيطون به انه كان يرتدي مسوحا فوق
جسده.
31- وقال: «ليعاقبني الرب اشد عقاب ويزد، ان لم اقطع
راس اليشع بن شافاط اليوم».
32- وكان اليشع آنئذ مجتمعا في بيته مع شيوخ
اسرائيل، فوجه الملك رسولا اليه يتقدمه. وقبل ان يصل
الرسول قال اليشع للشيوخ: «ارايتم كيف ان هذا القاتل
قد ارسل رسولا ليقطع راسي؟ فحالما ياتي الرسول
اغلقوا الباب واتركوه موصدا في وجهه. فان وقع خطوات
سيده يتجاوب وراءه»
33- وبينما هو يخاطبهم اقبل الرسول اليه، وتبعه
الملك الذي قال: «ان هذا الشر قد حل بنا من عند
الرب، فاي شيء اتوقع من الرب بعد؟»
|
58 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
007 |
الله
1- ثم قال اليشع: «اسمعوا ما يقول الرب: غدا في مثل
هذا الوقت تصبح كيلة الدقيق باثني عشر جراما، وكيلتا
الشعير باثني عشر جراما عند مدخل السامرة».
2- فقال الجندي الذي كان الملك يتوكا على ذراعه لرجل
الله: «حتى ان فتح الرب كوى في السماء، فهل يمكن ان
يحدث هذا الامر؟» فاجاب اليشع: «سترى ذلك بعينيك،
ولكنك لن تاكل منه».
3- وكان هناك اربعة رجال برص عند مدخل بوابة
المدينة، فقال احدهم لرفاقه: «ما بالنا نجلس حتى
نموت جوعا؟
4- ان قلنا لندخل الى المدينة، فالجوع فيها، وسنموت.
وان مكثنا هنا نموت ايضا. فهيا بنا نلجا الى معسكر
الاراميين، فان استحيونا عشنا، وان قتلونا متنا».
5- فانطلقوا في المساء الى معسكر الاراميين. وعندما
بلغوا اطراف المعسكر لم يجدوا هناك احدا.
6- فان الرب قد جعل جيش ارام يسمع صلصلة مركبات،
وصوت وقع حوافر خيل، وجلبة جيش كثيف، فقال احدهم
للآخر: «لابد ان ملك اسرائيل استاجر ضدنا جيوش
الحثيين والمصريين لينقضوا علينا».
7- ففروا هاربين عند المساء، مخلفين وراءهم خيامهم
وخيولهم وحميرهم، تاركين المعسكر على حاله، وفروا
ناجين بانفسهم.
8- ودخل هؤلاء البرص احدى الخيام في اطراف المعسكر،
فاكلوا وشربوا واستولوا على ما فيها من فضة وذهب
وثياب، ثم طمروها. ورجعوا ودخلوا الى خيمة اخرى
واستولوا على ما فيها ايضا وطمروه.
9- ثم قال بعضهم لبعض: «اننا نخطيء فيما نفعل.
فاليوم يوم بشارة ونحن ساكتون، فان انتظرنا طلوع
الفجر ولم نخبر ينالنا العقاب. فلندخل المدينة ونخبر
رجال قصر الملك».
10- فرجعوا الى المدينة وقالوا للبواب: «لقد دخلنا
معسكر الاراميين فلم نجد فيه احدا، ولم نسمع في
ارجائه صوت انسان. ولكننا راينا خيلا وحميرا ما برحت
معقولة في مرابضها، وخياما لا تزال منصوبة».
11- فاذاع البوابون النبا حتى بلغ قصر الملك.
12- فنهض الملك ليلا وقال لضباطه: «لاخبرنكم ما صنع
الاراميون! لقد ادركوا اننا نتضور جوعا، فهجروا
المعسكر ليختبئوا في الحقول، حتى اذا خرجنا من
المدينة ينقضون علينا وياسروننا احياء ويستولون على
المدينة».
13- فاجاب واحد من الضباط وقال: «لياخذ بعض منا خمسة
من الخيل الباقية في المدينة. فان اصابهم شر يكونون
نظير بقية الاسرائيليين المعتصمين بالمدينة، او نظير
من هلكوا من الاسرائيليين. فلنرسل ونستطلع الامر».
14- فاعدوا مركبتي خيل انطلقتا بمن فيهما من رجال
ارسلهم الملك خلف الاراميين.
15- فاقتفوا اثرهم الى نهر الاردن، واذا كل الطريق
مملوءة ثيابا وامتعة مما طرحها الاراميون عند فرارهم
المفاجيء السريع. فرجع الرسل واخبروا الملك.
16- فاندفع الشعب نحو معسكر الاراميين ونهبوه، وصارت
كيلة الدقيق بشاقل، وكيلتا الشعير بشاقل(اثني عشر
جراما)، حسب كلام الرب.
17- وعين الملك على مدخل بوابة المدينة الجندي الذي
كان يتوكا على ذراعه، فداسه الشعب في الزحام ومات
عند الباب كما تنبا اليشع في اليوم السابق عندما
جاءه الملك ليقبض عليه.
18- فعندما قال رجل الله للملك: «غدا في مثل هذا
الوقت تكون كيلتا الشعير بشاقل وكيلة الدقيق بشاقل
في مدخل بوابة السامرة».
19- ولكن الجندي قال لرجل الله: «حتى ان فتح الرب
كوى في السماء فهل يمكن ان يحدث هذا الامر؟» فقال له
اليشع: «سترى ذلك بعينيك ولكنك لن تاكل منه».
20- فتحققت النبوءة اذ داسه الشعب عند الباب فمات.
|
59 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
008 |
الله
1- وقال اليشع للمراة التي احيا ابنها: «اذهبي انت
وعائلتك وتغربي حيث تشائين، لان الرب سيصيب البلاد
بمجاعة تدوم سبع سنوات».
2- فعملت المراة بامر رجل الله، ورحلت هي وعائلتها
الى بلاد الفلسطينيين حيث تغربت هناك سبع سنوات.
3- وفي ختام السنوات السبع رجعت المراة من ديار
الفلسطينيين، وتوجهت الى الملك تستغيث به لاسترداد
بيتها وارضها.
4- وكان الملك آنئذ يقول لجيحزي خادم رجل الله: «قص
علي جميع ما اجراه اليشع من معجزات».
5- وفيما هو يسرد على الملك كيف احيا اليشع الميت
اقبلت المراة التي احيا ابنها تستغيث بالملك
لاسترداد بيتها وارضها. فقال جيحزي: «هذه هي المراة
ياسيدي الملك، وهذا هو ابنها الذي احياه اليشع».
6- فاستخبرها الملك الامر فحدثته به. فامر الملك احد
موظفيه: «اعمل على استرداد كل املاكها وكل ايراد
غلات ارضها منذ ان رحلت عن البلاد الى الآن».
7- وذهب اليشع الى دمشق. وكان بنهدد ملك ارام ايضا
مريضا، فقيل له ان رجل الله جاء الى هنا.
8- فقال الملك لحزائيل: «احمل معك هدية واذهب
لاستقبال رجل الله، واسال الرب عن طريقه ان كنت
سابرا من مرضي».
9- فمضى حزائيل لاستقباله آخذا معه هدية، حمل اربعين
جملا من كل خيرات دمشق. وقال لاليشع: «ابنك بنهدد
ملك ارام ارسلني اليك يسال ان كان سيبرا من مرضه».
10- فقال له اليشع: «اذهب وقل له: انه حتما يشفى.
ولكن الرب اراني انه لابد مائت».
11- وتفرس اليشع في حزائيل طويلا حتى اعترى حزائيل
الخجل، وبكى رجل الله.
12- فساله حزائيل: «لماذا يبكي سيدي؟» فاجابه: «لاني
عرفت ما ستنزله ببني اسرائيل من شر، فانك ستحرق
حصونهم وتقتل شبانهم وتذبح اطفالهم وتشق بطون
حواملهم».
13- فقال حزائيل: «كيف يمكن لمجرد كلب نظير عبدك ان
يرتكب هذه الفظائع؟» فاجابه اليشع: «لقد كشف الرب لي
انك ستملك على ارام».
14- فانصرف من عند اليشع ودخل الى سيده فساله: «ماذا
قال لك اليشع؟» فاجابه: «قال لي انك تبرا».
15- وفي صباح اليوم التالي اخذ حزائيل قطعة قماش
سميكة، شبعها بالماء، وضغط بها على وجه الملك حتى
اخمد انفاسه وخلفه حزائيل على العرش.
16- وفي السنة الخامسة لحكم يورام بن اخآب ملك
اسرائيل، ويهوشافاط ملك يهوذا، تولى يهورام بن
يهوشافاط الملك على يهوذا.
17- وكان ابن اثنتين وثلاثين سنة حين ملك، وحكم
ثماني سنوات في اورشليم،
18- وسلك في طريق ملوك اسرائيل، على غرار بيت اخآب،
لانه كان متزوجا من بنت اخآب وارتكب الشر في عيني
الرب.
19- لكن الرب لم يشا ان يفني بيت يهوذا اكراما لداود
عبده، الذي وعده انه يبقي سراجا له ولبنيه مدى
الايام.
20- وفي غضون حكمه تمرد الادوميون على يهوذا، ونصبوا
عليهم ملكا.
21- فاجتاز يورام نهر الاردن، بجميع مركباته الى
صعير. وعندما حاصره الادوميون مع قادة مركباته،
اقتحم خطوطهم ليلا، غير ان جيشه هربوا لاجئين الى
بيوتهم.
22- وظل الادوميون خارجين عن طاعة يهوذا الى هذا
اليوم. حينئذ تمردت لبنة ايضا.
23- اما بقية اخبار يورام اليست هي مدونة في تاريخ
اخبار ملوك يهوذا؟
24- ومات يورام ودفن مع آبائه في مدينة داود، وخلفه
ابنه اخزيا على الحكم.
25- وفي السنة الثانية عشرة لحكم يورام بن اخآب ملك
اسرائيل، تولى اخزيا بن يهورام ملك يهوذا.
26- وكان اخزيا في الثانية والعشرين من عمره حين
ملك، ودام حكمه في اورشليم سنة واحدة. واسم امه
عثليا بنت عمري ملك اسرائيل.
27- وارتكب الشر في عيني الرب، على غرار بيت اخآب،
لانه كان صهرا لهم.
28- وانضم اخزيا الى يورام بن اخآب لمحاربة حزائيل
ملك ارام في راموت جلعاد، فهزم الاراميون يورام.
29- فتوجه يورام الى يزرعيل ريثما يبرا من جراحه
التي اصابه بها الاراميون في راموت في اثناء المعركة
مع حزائيل. وجاء اخزيا بن يهورام ملك يهوذا الى
يزرعيل ليزور يورام بن اخآب في اثناء مرضه.
|
60 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
019 |
الله
1- وعندما سمع الملك حزقيا ذلك مزق ثيابه وارتدى
مسوحا ولجا الى بيت الرب.
2- ثم ارسل الياقيم مدير شؤون القصر وشبنة الكاتب
ورؤساء الكهنة وهم مرتدون المسوح الى النبي اشعياء
بن آموص،
3- فقالوا له: «هذا ما يقوله حزقيا: هذا اليوم هو
يوم ضيق واهانة وكرب، فاننا كالاجنة المشرفة على
الولادة من غير ان تتوافر لها القوة على ذلك.
4- فلعل الرب الهك يسمع وعيد القائد الاشوري الذي
اوفده سيده ملك اشور، ليهين الاله الحي فيعاقبه الرب
الهك على ما صدر منه من تعيير، فصل من اجل البقية
الناجية منا».
5- فجاء رجال الملك حزقيا لاشعياء،
6- فقال لهم اشعياء: «بلغوا سيدكم: هذا ما يقوله
الرب: لا تجزع مما سمعته من تجديف رجال ملك اشور
علي.
7- فها خبر سييء يرد اليه من بلاده يحمله على العودة
اليها حيث اقضي عليه بحد السيف في عقر داره».
8- وعندما علم قائد الجيش الاشوري بان ملك اشور قد
ارتحل عن لخيش وشرع في محاربة لبنة، انسحب هو ايضا
وانضم اليه هناك.
9- وبلغ ملك اشور ان ترهاقة ملك كوش قد خرج
لمحاربته، فبعث مرة اخرى رسلا الى حزقيا قائلا:
10- «هذا ما تبلغونه الى حزقيا ملك يهوذا: لا يخدعك
الهك الذي تتكل عليه عندما يقول لن تسقط اورشليم في
قبضة ملك اشور،
11- فها انت قد علمت بما الحقه ملوك اشور بكل
البلدان من تدمير كامل فهل يمكن ان تنجو انت؟
12- هل انقذت آلهة الامم الاخرى اهل جوزان وحاران
ورصف وبني عدن الذين في تلاسار الذين افناهم آبائي؟
13- اين ملك حماة وملك ارفاد وملك مدينة سفروايم
وهينع وعوا؟»
14- فتناول حزقيا الكتاب من ايدي الرسل وقراه، ثم
توجه الى هيكل الرب وبسطه امامه.
15- وصلى قائلا: «ايها الرب اله اسرائيل، المتربع
فوق الكروبيم، انت وحدك اله كل ممالك الارض. انت
وحدك خلقت السماوات والارض.
16- ارهف يارب اذنيك واستمع. افتح يارب عينيك وانظر،
واسمع كل تهديدات سنحاريب التي ارسلها ليعير الله
الحي.
17- حقا يارب ان ملوك اشور قد اهلكوا الامم ودمروا
ديارهم،
18- وطرحوا آلهتهم الى النار وابادوها لانها ليست
فعلا آلهة بل خشبا وحجارة من صنعة ايدي الناس،
19- فخلصنا الآن ايها الرب الهنا من يده، فتدرك
ممالك الارض باسرها انك انت وحدك الرب الاله».
20- فبعث اشعيا بن آموص الى حزقيا قائلا: «هذا ما
يقوله الرب اله اسرائيل الذي تضرعت اليه لينقذك من
سنحاريب ملك اشور: قد سمعت».
21- وهذا هو رد الرب عليه: «ها العذراء ابنة صهيون
قد احتقرتك واستهزات بك، وهزت ابنة اورشليم راسها
سخرية منك.
22- من عيرت وجدفت عليه؟ وعلى من رفعت صوتا وشمخت
بعينيك زهوا؟ اعلى قدوس اسرائيل؟
23- لقد عيرت السيد على لسان رسلك، وقلت: بكثرة
مركباتي قد صعدت الى اعالي الجبال، وبلغت اقاصي
لبنان قاطعا اطول ارزه وخيار سروه واخترقت ابعد
ربوعه وافضل غاباته.
24- قد حفرت آبارا في ارض غريبة وشربت مياها، وبباطن
قدمي جففت جميع خلجان مصر.
25- الم تسمع؟ منذ زمن طويل قدرت ذلك. منذ الايام
القديمة قررته وها انا الآن احققه، اذ اقمتك لتدمير
مدن محصنة فتحولها الى روابي خربة.
26- وقد خارت قوى اهلها فاصبحوا مرتاعين خجلين،
صاروا كعشب الحقل، كالنبات اللين وكحشيش السطوح
الذاوي قبل نموه.
27- ولكني مطلع على حركاتك وسكناتك وهيجانك علي.
28- ولان ثورتك علي وعجرفتك قد بلغتا مسامعي، فاني
ساشكمك بخزامتي في انفك، واضع لجامي في فمك، واعيدك
في نفس الطريق الذي اقبلت منه.
29- وهذه علامة لك ياحزقيا: في هذه السنة تاكلون مما
نبت من نفسه، وفي السنة الثانية تاكلون مما ينبت
عنه، واما في السنة الثالثة فتزرعون فيها وتحصدون
وتغرسون كروما وتجنون اثمارها.
30- ويعود الناجون الباقون من بيت يهوذا، فتتاصل
جذورهم في الارض، ويحملون اثمارا على اغصانهم،
31- لان من اورشليم تخرج البقية، ومن جبل صهيون ياتي
الناجون، فغيرة الرب القدير تصنع هذا.
32- لذلك فهذا ما يقوله الرب عن ملك اشور: لن يدخل
هذه المدينة ولن يطلق عليها سهما او يتقدم نحوها
بترس ولن يقيم عليها مقلاعا.
33- بل يرجع في الطريق الذي جاء منه، ولن يدخل هذه
المدينة، يقول الرب.
34- لانني ادافع عنها، وانقذها من اجل نفسي، واكراما
لداود عبدي».
35- وحدث في تلك الليلة ان ملاك الرب قتل مئة وخمسة
وثمانين الفا من جيش الاشوريين، فما ان طلع الصباح
حتى كانت الجثث الميتة تملا المكان.
36- فانسحب سنحاريب ملك اشور وارتد الى بلاده ومكث
في نينوى.
37- وفيما هو يتعبد في هيكل الهه نسروخ، اغتاله
ابناه، ادرملك وشرآصر، وفرا الى ارض اراراط، فخلفه
ابنه آسرحدون على العرش.
|
61 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
021 |
الله
1- كان منسى في الثانية عشرة من عمره عندما تولى
مقاليد الحكم، وظل ملكا في اورشليم مدة خمس وخمسين
سنة، واسم امه حفصيبة.
2- وارتكب الشر في عيني الرب، مقترفا رجاسات الامم
الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل،
3- فعاد وشيد معابد المرتفعات التي هدمها ابوه
حزقيا، واقام مذابح البعل، ونصب تماثيل عشتاروث على
غرار ما صنع اخآب، وسجد لكواكب السماء وعبدها.
4- وبنى مذابح في هيكل الرب في اورشليم الذي قال عنه
الرب: «في اورشليم اجعل اسمي».
5- وبنى في داري هيكل الرب مذابح لكل كواكب السماء.
6- واجاز ابنه في النار، ورصد الاوقات ولجا الى
اصحاب الجان والعرافين واوغل في ارتكاب الشر مما
اثار عليه غضب الله الرهيب.
7- ونصب تمثال عشتاروث الذي صنعه، في الهيكل الذي
قال الرب عنه لداود وسليمان: «في هذا الهيكل، وفي
اورشليم التي اخترتها من الارض، التي وهبتها
لآبائهم، اجعل اسمي الى الابد.
8- فاذا اطاع بنو اسرائيل وعملوا كل ما امرتهم به،
وطبقوا الشريعة التي اوصاهم بها عبدي موسى، فانني لن
ازعزع اقدامهم من الارض التي وهبتها لآبائهم».
9- لكنهم عصوا، بل اضلهم منسى فارتكبوا ما هو اقبح
مما ترتكبه الامم التي طردها الرب من امام بني
اسرائيل.
10- ثم قال الرب على لسان عبيده الانبياء:
11- «لان منسى ملك يهوذا اقترف جميع هذه الموبقات،
وارتكب شرورا اشد فظاعة من شرور الاموريين الذين
كانوا قبله، واضل يهوذا فجعله ياثم بعبادة اصنامه،
12- لذلك يقول الرب اله اسرائيل: ها انا اجلب شرا
على اورشليم ويهوذا، فتطن اذنا كل من يسمع به.
13- وساوقع على اورشليم العقاب الذي اوقعته
بالسامرة، وباخآب ونسله. وامسح اورشليم من الوجود
كما يمسح الطبق من بقايا الطعام، ثم يقلب على وجهه
ليجف.
14- وانبذ بقية شعبي واسلمهم الى ايدي اعدائهم،
فيصبحون غنيمة واسرى لهم،
15- لانهم ارتكبوا الشر في عيني، واثاروا سخطي منذ
خروج آبائهم من مصر الى هذا اليوم.
16- وزاد منسى فسفك دم ابرياء كثيرين، حتى ملا
اورشليم من اقصاها الى اقصاها، فضلا عن خطيئته التي
استغوى بها يهوذا، وجعله يرتكب الشر في عيني».
17- اما بقية اخبار منسى ومنجزاته وما ارتكب من
خطيئة، اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك
يهوذا؟
18- ثم مات منسى ودفن في حديقة قصره، في حديقة عزا.
وخلفه ابنه آمون.
19- وكان آمون في الثانية والعشرين من عمره حين ملك،
ودام حكمه سنتين في اورشليم، واسم امه مشلمة بنت
حاروص من يطبة،
20- وارتكب الشر في عيني الرب مثل ابيه.
21- لم يحد عن طريق ابيه، وعبد الاصنام التي عبدها
ابوه وسجد لها.
22- وتخلى عن الرب اله آبائه، ولم يتبع طريقه.
23- وتآمر عليه رجاله واغتالوه في قصره،
24- غير ان الشعب هاجم قتلة الملك آمون وقضى عليهم،
ونصب يوشيا ابنه خلفا له.
25- اما بقية اخبار آمون ومنجزاته اليست هي مدونة في
كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا.
26- ودفن في قبره في حديقة عزا وخلفه ابنه يوشيا على
الملك.
|
62 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
023 |
الله
1- عندئذ ارسل الملك فاستدعى اليه كل شيوخ يهوذا
واورشليم،
2- وتوجه معهم الى هيكل الرب، يرافقه جميع شيوخ
يهوذا وكل سكان اورشليم والكهنة والانبياء وجميع
ابناء الشعب من صغار وكبار، فقرا في مسامعهم كل كلام
سفر الشريعة الذي تم العثور عليه في بيت الرب.
3- ووقف الملك على المنبر وقطع عهدا امام الرب ان
يتبع الرب، حافظا وصاياه وشهاداته وفرائضه من كل
القلب والنفس، لتطبيق كلام هذا العهد المدون في هذا
السفر. فوعد الشعب بالوفاء بهذا العهد.
4- وامر الملك حلقيا رئيس الكهنة، وكهنة الفرقة
الثانية، وحراس الباب، ان يطرحوا من هيكل الرب جميع
الآنية المصنوعة للبعل ولعشتاروث ولكل كواكب السماء.
واحرقها خارج اورشليم في حقول وادي قدرون، وحمل
رمادها الى بيت ايل.
5- واباد كهنة الاصنام الذين اقامهم ملوك يهوذا
ليوقدوا على مذابح المرتفعات في مدن يهوذا وضواحي
اورشليم، وكذلك قضى على الكهنة الذين يحرقون للبعل
وللشمس والقمر وللابراج الفلكية ولسائر الكواكب.
6- واخرج تمثال عشتاروث من هيكل الرب الى خارج
اورشليم الى وادي قدرون، واحرقه وسحقه الى ان اصبح
غبارا، وذرى الغبار على قبور عامة الشعب.
7- وهدم بيوت ذوي الشذوذ الجنسي القائمة حوالي هيكل
الرب، حيث كانت النساء ينسجن ثيابا لتمثال عشتاروث.
8- واستدعى يوشيا جميع الكهنة من مدن يهوذا، ودنس كل
اماكن العبادة الوثنية في التلال، حيث كان الكهنة
يوقدون من جبع الى بئر سبع، وهدم المرتفعات التي
كانت قائمة عند مدخل قصر يشوع محافظ المدينة، الى
الجانب الايسر من باب المدينة.
9- ولم يدع كهنة المرتفعات يستخدمون مذبح الرب في
اورشليم وان شاركوا بقية اخوتهم الكهنة في اكل خبز
الفطير،
10- ودنس الملك ايضا مذبح توفة في وادي بني هنوم،
لكي لا يجيز احد ابنه او ابنته في النار للصنم مولك.
11- واباد الخيل التي كرسها ملوك يهوذا لاله الشمس
عند مدخل بيت الرب بجوار حجرة نثنملك مدير شؤون
القصر، واحرق المركبات المكرسة لعبادة الشمس.
12- وهدم الملك المذابح التي على سطح علية آحاز التي
اقامها ملوك يهوذا، وايضا المذابح التي بناها منسى
في ساحتي الهيكل، وسحق حجارتها هناك ثم ذراها في
وادي قدرون
13- ونجس الملك جميع المرتفعات المواجهة لاورشليم،
القائمة عن يمين جبل الهلاك، التي بناها سليمان ملك
اسرائيل لعشتاروث الهة صيدون الرجسة، ولكموش اله
موآب النجس، ولملكوم اله بني عمون المقيت.
14- وحطم التماثيل، وقطع اعمدة الاصنام، وملا مكانها
من عظام الناس.
15- وكذلك هدم المذبح الذي شيده يربعام بن نباط في
مرتفعة بيت ايل، واستغوى بذلك الاسرائيليين فاخطاوا.
ثم احرق المذبح وسحق المرتفعة، حتى تحولت الى غبار،
واحرق عمود الصنم.
16- وتلفت الملك يوشيا حوله فشاهد مقابر منتشرة على
الجبل، فارسل وجمع عظامها واحرقها على المذبح، ونجسه
تتميما لقضاء الرب الذي نطق به رجل الله بشان مذبح
يربعام.
17- وسال الملك: «ما هذا النصب الذي اراه؟» فاجابه
رجال المدينة: «هو قبر رجل الله الذي جاء من يهوذا
وانبا بكل ما اجريته على بيت ايل».
18- فقال: «دعوه. لا يحرك احد عظامه». فتركوا عظامه
وعظام نبي السامرة.
19- وازال يوشيا جميع معابد المرتفعات المنتشرة في
مدن السامرة، التي بناها ملوك اسرائيل لاثارة سخط
الرب، واجرى عليها ما اجراه على بيت ايل.
20- وقتل جميع كهنة المرتفعات التي هناك على
المذابح، واحرق عظام الناس عليها. ثم عاد الى
اورشليم.
21- وامر الملك جميع الشعب قائلا: «احتفلوا بفصح
الرب الهكم كما هو مدون في سفر العهد هذا».
22- اذ لم يكن قد احتفل بعيد الفصح هذا منذ ايام
القضاة الذين حكموا على اسرائيل، ولا في كل حقبة
ملوك اسرائيل وملوك يهوذا.
23- ولكن في السنة الثامنة عشرة لحكم الملك يوشيا
احتفل بهذا الفصح للرب في اورشليم
24- واباد يوشيا ايضا السحرة والعرافين واصنام
الآلهة التي يتعبد لها الناس في منازلهم، والاوثان
وجميع الرجاسات التي استشرت في ارض يهوذا وفي
اورشليم، وذلك ليطبق ما ورد في الشريعة المدونة في
السفر الذي عثر عليه حلقيا رئيس الكهنة في الهيكل.
25- ولم يقم ملك مثله من قبل ولا من بعد، رجع الى
الرب بكل قلبه ونفسه وقوته بمقتضى شريعة موسى.
26- غير ان الرب لم يرجع عن شدة غضبه، لان غضبه
احتدم على يهوذا لفرط ما اثار منسى من سخطه.
27- فقال الرب: «ساستاصل يهوذا من امامي كما استاصلت
اسرائيل، واتنكر لاورشليم، المدينة التي اخترتها،
وللهيكل الذي قلت يكون اسمي فيه».
28- اما بقية اخبار يوشيا وكل منجزاته اليست هي
مدونه في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
29- وفي ايام حكم يوشيا زحف فرعون نخو ملك مصر نحو
نهر الفرات لمحاربة ملك اشور، فهب يوشيا لمساعدة ملك
اشور عند مجدو، فقتله ملك مصر، في اثناء المعركة.
30- فحمله رجاله في مركبة وعادوا به من مجدو
لاورشليم، حيث دفنوه في قبره. فولى الشعب يهوآحاز بن
يوشيا ملكا عليهم خلفا لابيه.
31- وكان يهوآحاز في الثالثة والعشرين من عمره حين
ملك، ودام حكمه ثلاثة اشهر في اورشليم، واسم امه
حموطل بنت ارميا من لبنة.
32- وارتكب الشر في عيني الرب على غرار ما فعل
آباؤه.
33- واعتقل فرعون نخو يهوآحاز وقيده في ربلة في ارض
حماة لئلا يملك في اورشليم، وفرض جزية على البلاد:
مئة وزنة من الفضة (نحو ثلاث مئة وستين كيلو جراما)،
ووزنة من الذهب (نحو ثلاثة كيلوجرامات).
34- ونصب فرعون نخو الياقيم بن يوشيا خلفا ليوشيا
ابيه، وغير اسمه الى يهوياقيم. ثم ساق يهوآحاز اسيرا
الى مصر حيث مات.
35- وادى يهوياقيم جزية الفضة والذهب لفرعون، الا
انه فرض ضرائب على اهل البلاد ليتمكن من دفعها، بحسب
ما يمتلكون.
36- وكان يهوياقيم في الخامسة والعشرين من عمره حين
ملك، ودام حكمه احدى عشرة سنة في اورشليم، واسم امه
زبيدة بنت فداية من رومة.
37- وارتكب الشر في عيني الرب على غرار ما فعل
آباؤه.
|
63 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
004 |
الله
1- وهذا سجل بمواليد يهوذا: فارص، وحصرون وكرمي وحور
وشوبال.
2- وانجب رآيا بن شوبال يحث، وانجب يحث اخوماي
ولاهد. واستوطن نسلهما في صرعة.
3- وهذه اسماء ابناء عيطم: يزرعيل ويشما ويدباش،
واسم اختهم هصللفوني.
4- وفنوئيل الذي اسس مدينة جدور، وعازر مؤسس مدينة
حوشة. وجميع هؤلاء من ذرية حور بكر كالب من زوجته
افراتة. وهو الذي قام ببناء مدينة بيت لحم.
5- وكان لاشحور مؤسس مدينة تقوع زوجتان هما: حلاة
ونعرة.
6- فانجبت له نعرة اخزام وحافر والتيماني
والاخشتاري. وجميع هؤلاء ابناء نعرة.
7- اما ابناء حلاة فهم: صرث وصوحر واثنان.
8- وانجب قوص عانوب وهصوبيبة، وتحدرت منه عشائر
اخرحيل بن هارم.
9- وكان يعبيص انبل اخوته وقد سمته امه يعبيص قائلة:
«لانني عانيت في ولادته».
10- وتضرع يعبيص لاله اسرائيل قائلا: «ليتك تباركني
وتوسع من حدود ارضي، وتعضدني، وتقيني من الشر فلا
يشقيني». فاستجاب الله دعاءه.
11- وانجب كلوب اخو شوحة محير ابا اشتون.
12- وانجب اشتون بيت رافا، وفاسح وتحنة الذي اسس
مدينة ناحاش، وجميع هؤلاء اهل ريكة.
13- وابنا قناز هما: عثنيئيل وسرايا. وانجب عثنيئيل
حثاث.
14- ومعونوثاي ولد عفرة. وانجب سرايا يوآب الذي اسس
وادي الصناع مقر اقامة الصناع.
15- وانجب كالب بن يفنة عيرو وايلة وناعم، وولد ايلة
قناز.
16- اما ابناء يهللئيل فهم زيف وزيفة وتيريا
واسرئيل.
17- وابناء عزرة هم: يثر ومرد وعافر ويالون. وتزوج
مرد بثية ابنة فرعون فانجبت له مريم وشماي ويشبح
مؤسس مدينة اشتموع.
18- اما زوجته اليهودية فقد انجبت له يارد الذي اسس
مدينة جدور، وحابر مؤسس مدينة سوكو، ويقوثيئيل مؤسس
مدينة زانوح.
19- وكانت زوجة هودية شقيقة نحم، وقد اسس احد ولديها
مدينة قعيلة التي قطنتها قبيلة جرم، واسس الآخر
مدينة اشتموع التي استوطنتها قبيلة معكة.
20- وابناء شيمون: امنون ورنة بن حانان وتيلون.
وابنا يشعي: زوحيت وبنزوحيت.
21- وابناء شيلة بن يهوذا: عير مؤسس مدينة ليكة،
ولعدة مؤسس مدينة مريشة وراس نساجي الكتان الذين
سكنوا في بيت اشبيع.
22- ويوقيم، واهل مدينة كزيبا، ويوآش وساراف الذي
حكم في موآب قبل ان يرجع الى يشوبي لحم. وهذه اخبار
منقولة عن سجلات قديمة.
23- وكان هؤلاء خزافين يعملون في خدمة الملك،
واقاموا في مدينتي نتاعيم وجديرة.
24- اما ابناء شمعون فهم: نموئيل ويامين ويريب وزارح
وشاول.
25- وانجب شاول شلوم، وشلوم مبسام، ومبسام مشماع.
26- وانجب مشماع حموئيل، وحموئيل زكور والد شمعي.
27- وكان لشمعي ستة عشر ابنا وست بنات. واما اخوته
فلم يعقبوا ابناء عديدين، ولم تتكاثر عشائر سبط
شمعون كما تكاثرت عشائر ابناء يهوذا.
28- واقامت عشائرهم في بئر سبع ومولادة وحصر شوعال،
29- وفي بلهة وعاصم وتولاد،
30- وبتوئيل وحرمة وصقلغ،
31- وفي بيت مركبوت وحصر سوسيم وبيت برئي وشعرايم.
فكانت هذه مدنهم التي اقاموا فيها الى ايام الملك
داود.
32- اما قراهم فكانت: عيطم وعين ورمون وتوكن وعاشان،
وهي في جملتها خمس قرى،
33- فضلا عن الضواحي المحيطة بهذه القرى حتى حدود
بعل. تلك هي مستوطناتهم وسجلات انسابهم.
34- ومن رؤساء عائلاتهم: مشوباب ويمليك ويوشا بن
امصيا،
35- ويوئيل وياهو بن يوشبيا بن سرايا بن عسيئيل،
36- واليوعيناي ويعقوبا ويشوحايا وعسايا وعديئيل
ويسيميئيل وبنايا،
37- وزيزا بن شفعي بن الون بن يدايا بن شمري بن
شمعيا.
38- وجميع هؤلاء الواردة اسماؤهم هم رؤساء في
عشائرهم، ورؤوس في بيوتات آبائهم، وقد انتشروا كثيرا
39- حتى بلغوا في بحثهم عن المراعي لماشيتهم مدخل
جدور شرق الوادي،
40- وهناك عثروا على مراع خصيبة تمتد في اراض شاسعة
وادعة آمنة، لان نسل حام كانوا قد استوطنوها منذ
القدم.
41- فهاجم هؤلاء الرؤساء، الذين وردت اسماؤهم في
ايام حزقيا ملك يهوذا، سكان الارض وقلعوا خيامهم،
وقضوا ايضا على المعونيين الذين استوطنوا مع آل حام
وافنوهم الى هذا اليوم، ثم احتلوا ارضهم لرعاية
مواشيهم.
42- كما انطلق نحو خمس مئة رجل منهم الى جبل سعير،
وعلى راسهم فلطيا ونعريا ورفايا وعزيئيل ابناء يشعي،
43- وقتلوا من بقي من عماليق، واستوطنوا مكانهم الى
هذا اليوم.
|
64 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
005 |
الله
1- وكان راوبين بكر اسرائيل. ولكنه فقد امتيازات
بكوريته التي وهبت لابني يوسف بن اسرائيل، لانه عاشر
محظية ابيه، فلم يحسب بكرا.
2- ومع ان يهوذا كان الاقوى بين اخوته ومن ذريته
تحدر الملوك الذين حكموا، فان البكورية ظلت من نصيب
يوسف.
3- اما ابناء راوبين بكر اسرائيل فهم: حنوك وفلو
وحصرون وكرمي.
4- وانجب يوئيل شمعيا، وشمعيا جوج، وجوج شمعي،
5- وشمعي ميخا، وميخا رآيا، ورآيا بعل.
6- وانجب بعل بئيرة الذي سباه الملك الاشوري تلغث
فلناسر. وكان بئيرة رئيس سبط راوبين.
7- وفي ما يلي اسماء زعماء سبط راوبين من اقرباء
بئيرة وفقا لعشائرهم حسب ما ورد في سجلات الانساب:
الرؤساء يعيئيل وزكريا،
8- وبالع بن عزاز بن شامع بن يوئيل الذي استوطن في
عروعير وفي الاراضي الممتدة شمالا الى نبو وبعل
معون.
9- كما استوطنوا شرقا حتى حدود الصحراء التي تمتد
الى نهر الفرات، لان ارض جلعاد لم تعد تكفي مواشيهم
التي تكاثرت.
10- وفي اثناء ملك شاول شنوا حربا على الهاجريين
وقضوا عليهم، واحتلوا منازلهم في جميع ارجاء المنطقة
الشرقية من جلعاد.
11- واقامت ذرية جاد شمالي سبط راوبين في ارض باشان
الممتدة شرقا حتى سلخة.
12- وكان يوئيل الزعيم المترئس ويليه شافاط، ثم
يعناي وشافاط في ارض باشان.
13- اما بقية اقربائهم وفقا لانتسابهم لبيوت آبائهم،
فكانوا ينتمون للرؤساء السبعة ميخائيل ومشلام وشبع
ويوراي ويعكان وزيع وعابر.
14- وهؤلاء جميعهم ابناء ابيحايل بن حوري بن ياروح
بن جلعاد بن ميخائيل بن يشيشاي بن يحدو بن بوز.
15- وكان اخي بن عبديئيل بن جوني رئيس هذه العائلات.
16- واستوطنوا في جلعاد وفي باشان وقراها واراضي
المراعي التابعة لشارون.
17- وقد تم تدوين سجلات انسابهم في ايام يوثام ملك
يهوذا ويربعام الثاني ملك اسرائيل.
18- وكان في سبطي راوبين وجاد ونصف سبط منسى اربعة
واربعون الفا وسبع مئة وستون مجندا من المحاربين
الاشداء المتمرسين على القتال بالترس والسيف ورمي
السهام.
19- وقد شنوا حربا على الهاجريين (وعشائر) يطور
ونافيش ونوداب،
20- فانتصروا عليهم وظفروا بالهاجريين وحلفائهم،
لانهم استعانوا بالرب في اثناء القتال واتكلوا عليه
فاستجاب لهم.
21- وغنموا ماشيتهم، فنهبوا منهم خمسين الف جمل،
ومئتين وخمسين الف خروف، والفي حمار، واخذوا مئة الف
من الاسرى.
22- وقد قتل عدد غفير منهم لان المعركة كانت معركة
الله، واستوطنوا في مكانهم حتى زمان السبي.
23- وسكن ابناء نصف سبط منسى في الارض وانتشروا من
باشان الى بعل حرمون وسنير وجبل حرمون.
24- وهذه هي اسماء رؤساء عائلاتهم: عافر ويشعي
واليئيل وعزريئيل ويرميا وهودويا ويحديئيل، وجميعهم
رجال حرب اشداء ذاع صيتهم في الارض وكانوا رؤساء
عائلاتهم.
25- غير انهم خانوا اله آبائهم وغووا وراء آلهة شعوب
الارض الذين طردهم الرب من امامهم،
26- فاثار اله اسرائيل عليهم فول ملك اشور، المعروف
بتلغث فلناسر، وسبى سبطي راوبين وجاد ونصف سبط منسى
ونقلهم الى حلح وخابور وهارا، ونهر جوزان الى هذا
اليوم.
|
65 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
006 |
الله
1- اما ابناء لاوي فهم: جرشون وقهات ومراري.
2- وابناء قهات: عمرام ويصهار وحبرون وعزيئيل.
3- ومن ذرية عمرام هرون وموسى ومريم. وانجب هرون
ناداب وابيهو واليعازار وايثامار،
4- وانجب اليعازار فينحاس، وفينحاس ابيشوع،
5- وابيشوع بقي، وبقي عزي.
6- وانجب عزي زرحيا، وزرحيا مرايوث،
7- ومرايوث امريا، وامريا اخيطوب،
8- وانجب اخيطوب صادوق، وصادوق اخيمعص،
9- واخيمعص عزريا، وعزريا يوحانان،
10- الذي انجب عزريا. وقد اصبح عزريا رئيس الكهنة في
الهيكل الذي بناه سليمان في اورشليم.
11- وانجب عزريا امريا، وامريا اخيطوب،
12- واخيطوب صادوق، وصادوق شلوم.
13- وانجب شلوم حلقيا، وحلقيا عزريا،
14- وعزريا سرايا، وسرايا يهوصاداق.
15- وذهب يهوصاداق في الاسر عندما سمح الرب
لنبوخذناصر بسبي يهوذا واورشليم.
16- وابناء لاوي: جرشوم وقهات ومراري.
17- اما اسما ابني جرشوم فهما لبني وشمعي.
18- وابناء قهات: عمرام ويصهار وحبرون وعزيئيل.
19- وابنا مراري: محلي وموشي. وهذه اسماء عشائر
اللاويين حسب ترتيب عائلاتهم:
20- انجب جرشوم لبني، ولبني يحث، ويحث زمة،
21- وزمة يوآخ، ويوآخ عدو، وعدو زارح، وزارح ياثراي.
22- وانجب قهات عميناداب، وعميناداب قورح، وقورح
اسير،
23- واسير القانة، والقانة ابياساف، وابياساف اسير،
24- واسير تحث، وتحث اوريئيل، واوريئيل عزيا، وعزيا
شاول.
25- وشاول القانة؛ وولد القانة ابنين هما عماساي
واخيموت.
26- وانجب اخيموت القانة، وولد القانة صوفاي، وصوفاي
نحث.
27- ونحث اليآب، واليآب يروحام، ويروحام القانة
(الذي انجب صموئيل).
28- وكان لصموئيل ابنان اكبرهما وشني والثاني ابيا.
29- وانجب مراري محلي، ومحلي لبني، ولبني شمعي،
وشمعي عزة.
30- وعزة شمعي، وشمعي حجيا، وحجيا عسايا.
31- وبعد ان استقر التابوت في بيت الرب عين داود
قادة لجوقة التسبيح.
32- فواظبوا على الخدمة امام مسكن خيمة الاجتماع الى
ان بنى سليمان هيكل الرب في اورشليم، فاستمروا
قائمين بالخدمة حسب ترتيبهم.
33- وهذا سجل بنسب قادة المغنين واولادهم من ابناء
القهاتيين: هيمان المغني ابن يوئيل بن صموئيل،
34- بن القانة بن يروحام بن ايليئيل بن توح،
35- بن صوف بن القانة بن محث بن عماساي،
36- بن القانة بن يوئيل بن عزريا بن صفنيا،
37- بن تحث بن اسير بن ابياساف بن قورح،
38- بن يصهار بن قهات بن لاوي بن اسرائيل.
39- وكان آساف مساعدا لهيمان، وهو آساف بن برخيا بن
شمعي،
40- بن ميخائيل بن بعسيا بن ملكيا،
41- بن اثناي بن زارح بن عدايا،
42- بن ايثان بن زمة بن شمعي،
43- بن يحث بن جرشوم بن لاوي.
44- وكان ايثان مساعدا ثانيا لهيمان، وهو من ذرية
مراري، وابوه قيشي بن عبدي بن ملوخ،
45- بن حشبيا بن امصيا بن حلقيا،
46- بن امصي بن باني، بن شامر،
47- بن محلي بن موشي بن مراري بن لاوي.
48- وقد تولى بقية اخوتهم اللاويين، خدمة مسكن بيت
الرب.
49- اما هرون وذريته فقد تولوا خدمة تقديم المحرقات
على مذبح المحرقة والبخور على مذبح البخور، فضلا عن
تادية كل خدمات قدس الاقداس وللتكفير عن اسرائيل
بموجب ما امر به موسى عبد الله.
50- وهذه اسماء ابناء هرون ونسلهم: العازار الذي
انجب فينحاس، وفينحاس ابيشوع،
51- وابيشوع بقي، وبقي عزي، وعزي زرحيا،
52- وزرحيا مرايوث، ومرايوث امريا، وامريا اخيطوب،
53- واخيطوب صادوق، وصادوق اخيمعص.
54- وهذه هي مواضع مساكن القهاتيين من ذرية هرون
وضياعهم وحدودهم التي وقعت القرعة عليها.
55- فاعطوهم حبرون في ارض يهوذا مع مراعيها المحيطة
بها.
56- واما حقول المدينة وضياعها فقد اعطيت لكالب بن
يفنة.
57- كما اعطيت لابناء هرون مدن الملجا: حبرون ولبنة
ومراعيها ويتير واشتموع ومراعيها،
58- وحيلين ومراعيها، ودبير ومراعيها،
59- وعاشان ومراعيها، وبيت شمس ومراعيها.
60- واعطوهم ايضا من ارض سبط بنيامين: جبع ومراعيها،
وعلمث ومراعيها، وعناثوث ومراعيها، فكانت جملة مدنهم
ثلاث عشرة مدينة وفقا لعشائرهم.
61- واعطيت بالقرعة عشر مدن لبقية عشيرة قهات من مدن
نصف سبط منسى.
62- ووهبت لعائلات عشائر جرشوم بالقرعة ثلاث عشرة
مدينة في اراضي اسباط يساكر واشير ونفتالي ومنسى في
باشان.
63- كما وهبت لعائلات عشائر مراري بالقرعة اثنتا
عشرة مدينة من مدن اسباط راوبين وجاد وزبولون.
64- وهكذا اعطى بنو اسرائيل اللاويين مدنا يقيمون
فيها مع مراعيها.
65- وقد اعطيت هذه المدن المذكورة باسمائها بالقرعة
من مدن اراضي اسباط يهوذا، وشمعون، وبنيامين.
66- كما كانت بعض مدن القهاتيين ضمن حدود اراضي سبط
افرايم.
67- وخصصوا لهم ايضا مدن ملجا: شكيم ومراعيها في جبل
افرايم، وجازر ومراعيها،
68- ويقمعام ومراعيها، وبيت حورون ومراعيها،
69- وايلون ومراعيها، وجت رمون ومراعيها.
70- واعطوا لعشيرة ابناء قهات الباقين من مدن نصف
سبط منسى مدينتي عانير ومراعيها وبلعام ومراعيها.
71- واعطوا لعشيرة الجرشوميين من مدن نصف سبط منسى
المستوطنين في باشان، جولان ومراعيها وعشتاروت
ومراعيها.
72- ومن مدن اراضي سبط يساكر، قادش ومراعيها ودبرة
ومراعيها،
73- وراموت ومراعيها، وعانيم ومراعيها.
74- ومن مدن اراضي سبط اشير، مشآل ومراعيها وعبدون
ومراعيها،
75- وحقوق ومراعيها، ورحوب ومراعيها.
76- ومن مدن اراضي سبط نفتالي، قادش في الجليل
ومراعيها، وحمون ومراعيها وقريتايم ومراعيها.
77- واعطوا بقية ابناء مراري من مدن اراضي سبط
زبولون رمونو ومراعيها، وتابور ومراعيها.
78- كما وهبوهم من مدن اراضي راوبين في شرقي نهر
الاردن مقابل اريحا باصر ومراعيها في الصحراء، ويهصة
ومراعيها،
79- وقديموت ومراعيها، وميفعة ومراعيها.
80- ومن مدن اراضي سبط جاد في جلعاد راموت ومراعيها،
ومحنايم ومراعيها،
81- وحشبون ومراعيها، ويعزير ومراعيها.
|
66 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
009 |
الله
1- ولقد تم تدوين سجلات انساب الاسرائيليين في كتاب
ملوك اسرائيل. وسبي اهل مملكة يهوذا الى بابل عقابا
لهم على خيانتهم للرب.
2- وكان اول الراجعين من السبي للاستيطان ثانية في
املاكهم ومدنهم، هم بعض الاسرائيليين، والكهنة،
واللاويين، وخدام الهيكل.
3- وسكن في اورشليم بعض من بني يهوذا. ومن بني
بنيامين، ومن بني افرايم ومنسى، منهم:
4- عوثاي بن عميهود بن عمري بن امري بن باني، من بني
فارص بن يهوذا.
5- ومن عشيرة الشيلونيين عسايا البكر وابناؤه.
6- ومن بني زارح يعوئيل، فكانت جملة المقيمين في
اورشليم من سبط يهوذا ست مئة وتسعين.
7- ومن بنيامين سلو بن مشلام بن هودويا بن هسنواة،
8- ويبنيا بن يروحام، وايلة بن عزي بن مكري، ومشلام
بن شفطيا بن رعوئيل بن يبنيا.
9- فكانوا في جملتهم مع بقية البنيامينيين المقيمين
في اورشليم تسع مئة وستة وخمسين. وجميع هؤلاء الرجال
هم رؤساء لبيوتات عشائرهم.
10- ومن الكهنة يدعيا ويهوياريب وياكين،
11- وعزريا بن حلقيا بن مشلام بن صادوق بن مرايوث بن
اخيطوب الرئيس الموكل على الاشراف على هيكل الله.
12- وعدايا بن يروحام بن فشحور بن ملكيا ومعساي بن
عديئيل بن يحزيرة بن مشلام بن مشليميت بن امير.
13- فكانوا في جملتهم مع اقربائهم من رؤساء عائلات
بيوتاتهم الفا وسبع مئة وستين من المقتدرين
المسئولين عن خدمة هيكل الرب.
14- ومن اللاويين شمعيا بن حشوب بن عزريقام بن حشبيا
من بني مراري.
15- وبقبقر وحرش وجلال ومتنيا بن ميخا بن زكري بن
آساف،
16- وعوبديا بن شمعيا بن جلال بن يدوثون، وبرخيا بن
آسا بن القانة القاطن في قرى النطوفاتيين.
17- وحراس الابواب: شلوم وعقوب وطلمون واخيمان
وسواهم من اللاويين، وكان شلوم رئيسهم.
18- وما برحوا حتى الآن مسئولين عن حراسة البوابة
الملكية الشرقية، وهم حراس الابواب العاملون مع فرق
اللاويين.
19- وكان شلوم بن قوري بن ابياساف بن قورح واقرباؤه
حراس الابواب من عشيرة القورحيين مسئولين عن حراسة
مدخل الخيمة كما كان آباؤهم مسئولين عن حراسة
المعسكر.
20- وكان فينحاس بن العازار رئيسا عليهم من قبل،
وكان الرب معه.
21- كما كان زكريا بن مشلميا حارس باب خيمة
الاجتماع.
22- فكان عدد هؤلاء الحراس المختارين لحراسة الابواب
مئتين واثني عشر. وقد تم تسجيلهم بحسب انسابهم في
قراهم، وعينهم داود وصموئيل النبي على وظائفهم.
23- فكانوا هم وابناؤهم مسئولين عن حراسة ابواب بيت
الرب اي بيت الخيمة.
24- فكانوا موزعين على الجهات الاربع شرقا وغربا
وشمالا وجنوبا.
25- وكان اقرباء هؤلاء الحراس يجيئون من قراهم من
حين لآخر لمساعدتهم في نوبات حراسة تستمر اسبوعا.
26- ولكنه عهد للحراس الاربعة الرئيسيين من اللاويين
الاشراف على المخادع وعلى خزائن بيت الله.
27- واقاموا في جوار بيت الله لحراسته ولفتح ابوابه
كل صباح.
28- وكلف بعضهم بالمحافظة على آنية الخدمة، فكانوا
يعدونها لدى اخراجها ويعدونها لدى اعادتها.
29- كما اؤتمن البعض الآخر على الآنية وعلى امتعة
القدس وعلى الدقيق والخمر واللبان والاطياب.
30- وتولى بعض الكهنة تركيب دهون الاطياب.
31- وقام اللاوي متثيا بكر شلوم القورحي بمهام تجهيز
خبز التقدمات.
32- وقام بعض اقربائهم القهاتيين باعداد خبز الوجوه
ليوم السبت.
33- اما المرتلون رؤساء عائلات اللاويين فقد مكثوا
في المخادع في الهيكل وقد اعفوا من الخدمات الاخرى
لانهم تفرغوا لخدمة الترتيل نهارا وليلا.
34- هؤلاء جميعهم كانوا رؤوس عائلات اللاويين، رؤساء
وفقا لما ورد في سجلات انسابهم، وقد اقاموا في
اورشليم.
35- واستوطن يعوئيل وزوجته معكة في جبعون التي
اسسها،
36- وابناؤه: عبدون البكر، ثم صور، فقيس، فبعل فنير
فناداب.
37- فجدور فاخيو فزكريا فمقلوث.
38- وانجب مقلوث شمآم، وقد قطنوا هم ايضا بجوار
اقربائهم في اورشليم.
39- وانجب نير قيسا والد شاول، وانجب شاول يوناثان
وملكيشوع وابيناداب واشبعل.
40- وكان ليوناثان ابن يدعى مريببعل انجب ابنا اسمه
ميخا.
41- وابناء ميخا: فيثون ومالك وتحريع وآحاز.
42- وانجب آحاز يعرة، ويعرة علمث وعزموت وزمري،
وزمري موصا.
43- وانجب موصا ينعا، وينعا رفايا، ورفايا العسة،
والعسة آصيل.
44- اما ابناء آصيل فهم: عزريقام وبكرو ثم اسمعيل
وشعريا وعوبديا وحانان. هؤلاء جميعهم ابناء آصيل.
|
67 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
011 |
الله
1- وتجمع كل رؤساء الاسرائيليين حول داود في حبرون
وقالوا: «نحن من لحمك ودمك،
2- وقد كنت قائدنا، تخوض المعارك في طليعتنا منذ
الايام السابقة حين كان شاول ملكا علينا، وقد قال لك
الرب الهك: انت ترعى شعبي وتتولى حكمه».
3- وعندما اجتمع جميع شيوخ اسرائيل الى الملك في
حبرون ابرم معهم عهدا امام الرب، فمسحوه ملكا عليهم
تتميما لكلام الرب الذي نطق به على لسان صموئيل.
4- وتوجه داود على راس الاسرائيليين الى اورشليم، اي
يبوس الآهلة بسكانها اليبوسيين.
5- فقال اليبوسيون لداود: «لا يمكنك ان تدخل الى
هنا». فاستولى داود على قلعة صهيون التي دعيت في ما
بعد مدينة داود.
6- ثم قال داود لرجاله: «ان من يقتحم اليبوسيين يصبح
قائدا للجيش». فهاجمهم يوآب ابن صروية اولا، واصبح
هو القائد.
7- ومكث داود في الحصن فدعي لذلك مدينة داود.
8- وبنى المدينة من حولها ابتداء من القلعة الى
السور المحيط بها. ثم قام يوآب بتجديد سائر المدينة.
9- وكان داود يزداد علو شان، لان الرب القدير كان
معه.
10- وهذه اسماء الرجال الذين آزروه مع بقية اسرائيل
ليجعلوه ملكا، بمقتضى وعد الرب المتعلق باسرائيل،
11- وهؤلاء هم ابطال داود: يشبعام بن حكموني، رئيس
الابطال الثلاثة، هاجم برمحه ثلاث مئة وقتلهم دفعة
واحدة.
12- ثم العازار بن دودو الاخوخي، وهو واحد من
الابطال الثلاثة.
13- كان مع داود في فس دميم حين احتشد الفلسطينيون
للحرب في حقل شعير، فهرب الجيش امام الفلسطينيين.
14- غير انه ثبت مع رجاله في وسط الحقل وانقذه وقضى
على الفلسطينيين، فآتاهم الرب نصرة عظيمة.
15- وانحدر ثلاثة من الثلاثين قائدا الى المنطقة
الصخرية حيث كان داود يقيم في مغارة عدلام، بينما
جيش الفلسطينيين معسكر في وادي الرفائيين.
16- وكان داود آنئذ متمنعا في الحصن، وحامية
الفلسطينيين قد احتلت بيت لحم.
17- فتاوه داود وقال: «من يسقيني ماء من بئر بيت لحم
القائمة عند بوابة المدينة؟»
18- فاقتحم الثلاثة معسكر الفلسطينيين وجاءءوا بماء
من بئر بيت لحم القائمة عند بوابة المدينة وحملوه
الى داود، فابى ان يشرب منه وسكبه للرب.
19- وقال: «معاذ الله ان افعل ذلك! ااشرب دم هؤلاء
الرجال الذين جازفوا بحياتهم، اذ خاطروا بانفسهم
لياتوا به الي؟» وابى ان يشرب منه. هذا ما اقدم عليه
الابطال الثلاثة.
20- وكان ابيشاي اخو يوآب رئيس الثلاثين ايضا، وقد
هاجم برمحه ثلاث مئة فقتلهم، واشتهر اسمه الى جانب
القواد الثلاثة.
21- ومع انه لم يبلغ مرتبة القواد الثلاثة الاولين،
الا انه كان قائدا للثلاثين رئيسا.
22- وهناك ايضا بناياهو بن يهوياداع، محارب جبار
كثير البطولات، من قبصيئيل، وهو الذي قتل بطلي موآب،
وقضى على اسد في وسط جب في يوم مثلج،
23- كما قتل عملاقا مصريا طوله خمس اذرع (نحو مترين
ونصف)، كان متسلحا برمح كنول النساجين، فتقدم منه
بعصا وخطف الرمح من يده وقتله به.
24- هذا ما اقدم عليه بناياهو بن يهوياداع فذاعت
شهرته الى جانب الابطال الثلاثة،
25- وعلا شانه بين الثلاثين قائدا، وان لم يبلغ
مرتبة الابطال الثلاثة. فجعله داود من امناء سره.
26- اما ابطال الجيش فهم: عسائيل اخو يوآب، والحانان
بن دودو من بيت لحم.
27- وشموت الهروري، وحالص الفلوني،
28- وعيرا بن عقيش التقوعي، وابيعزر العناثوثي،
29- وسبكاي الحوشاتي، وعيلاي الاخوخي،
30- ومهراي النطوفاتي، وخالد بن بعنة النطوفاتي،
31- واتاي بن ريباي من جبعة بني بنيامين، وبنايا
الفرعتوني،
32- وحوراي من اودية جاعش، وابيئيل العرباتي،
33- وعزموت البحرومي، واليحبا الشعلبوني،
34- وابناء هاشم الجزوني، ويوناثان بن شاجاي
الهراري،
35- واخيآم بن ساكار الهراري، واليفال بن اور،
36- وحافر المكيراتي، واخيا الفلوني،
37- وحصرو الكرملي، ونعراي بن ازباي،
38- ويوئيل اخو ناثان، ومبحار بن هجري،
39- وصالق العموني، ونحراي البئيروتي حامل سلاح يوآب
ابن صروية،
40- وعيرا اليثري، وجارب اليثري،
41- واوريا الحثي، وزاباد بن احلاي،
42- وعدينا بن شيزا الراوبيني زعيم الراوبينيين ومعه
ثلاثون جنديا،
43- وحانان ابن معكة، ويوشافاط المثني،
44- وعزيا العشتروتي، وشاماع ويعوئيل ابنا حوثام
العروعيري،
45- ويديعئيل ويوحا ابنا شمري من تيص،
46- وايليئيل من محويم، ويريباي ويوشويا ابنا النعم،
ويثمة الموآبي،
47- وايليئيل وعوبيد ويعسيئيل من مصوبايا.
|
68 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
013 |
الله
1- وتداول داود مع كل قادة الالوف والمئات وسائر
الرؤساء،
2- وقال لكل جماعة اسرائيل: «ان طاب لكم وكان هذا
الامر من الرب، فلنبعث الى بقية اخوتنا المقيمين في
كل ارجاء اسرائيل، والى الكهنة واللاويين القاطنين
معهم في مدنهم ومراعيهم ليجتمعوا هنا،
3- حتى نرجع تابوت الهنا، لاننا اهملنا طلب المشورة
بواسطته منذ ايام شاول».
4- فقالت كل الجماعة: «لنفعل ذلك». لان الامر لاقى
استحسانا لديهم.
5- وحشد داود كل اسرائيل من حدود نهر شيحور مصر الى
مدخل حماة لينقلوا تابوت الله من قرية يعاريم.
6- وانطلق داود في طليعة جماعة اسرائيل الى بعلة،
الى قرية يعاريم الواقعة في ارض يهوذا، ليحضروا من
هناك التابوت الذي دعي عليه باسم الرب الجالس على
الكروبيم.
7- واخذوا التابوت من بيت ابيناداب ووضعوه على عربة
جديدة يسوقها عزا واخيو.
8- وراح داود وسائر الشعب يحتفلون امام الرب بكل
اعتزاز راقصين ومغنين وعازفين على عيدان ورباب ودفوف
وصنوج وابواق.
9- وعندما بلغوا بيدر كيدون تعثرت الثيران، فمد عزا
يده وامسك بالتابوت ليمنعه من السقوط،
10- فاحتدم عليه غضب الرب واماته لانه مد يده الى
التابوت، وهكذا هلك هناك امام الله.
11- فاغتاظ داود لان غضب الرب انصب على عزا، وسمى
ذلك الموضع فارص عزا (ومعناه: اقتحام عزا) الى هذا
اليوم.
12- واعترى داود الخوف من الله في ذلك اليوم وقال:
«كيف احضر تابوت الرب الي؟»
13- ولم ينقل داود تابوت الرب اليه الى مدينة داود،
بل اودعه بيت عوبيد ادوم الجتي.
14- ومكث التابوت في بيت عوبيد ادوم ثلاثة اشهر،
بارك الرب في اثنائها بيت عوبيد ادوم وكل ما له.
|
69 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
014 |
الله
1- وارسل حيرام ملك صور الى داود وفدا، صحب معه
بنائين ونجارين محملين بخشب ارز، ليبنوا له قصرا.
2- فادرك داود ان الرب قد ثبت دعائم ملكه على
اسرائيل، لان مملكته ازدادت رفعة من اجل شعبه
اسرائيل.
3- وفي اورشليم تزوج داود من نساء انجبن له ابناء
وبنات.
4- وهذه اسماء الابناء الذين ولدوا له في اورشليم:
شموع وشوباب وناثان وسليمان،
5- ويبحار واليشوع والفالط،
6- ونوجة ونافج ويافيع،
7- والشمع وبعلياداع واليفلط.
8- ولما سمع الفلسطينيون ان داود ملك على اسرائيل،
حشدوا قواتهم لياسروه. وحين بلغ داود ذلك خرج
للقائهم.
9- فجاء الفلسطينيون الى وادي الرفائيين وانتشروا
فيه.
10- فسال داود الرب: «هل اهاجم الفلسطينيين فتنصرني
عليهم؟» فاجابه الرب: «هاجمهم فانصرك عليهم».
11- فتوجه داود الى بعل فراصيم وهزمهم هناك. وقال
داود: «قد اقتحم الرب اعدائي كاقتحام المياه
المتدفقة». لذلك دعي اسم ذلك المكان بعل فراصيم
(ومعناه: سيد الاقتحام).
12- وخلف الفلسطينيون وراءهم اصنامهم، فامر داود
بجمعها واحراقها بالنار.
13- ثم عاد الفلسطينيون واحتشدوا في وادي الرفائيين.
14- فاستشار داود الله، فقال له الله: «لا تهاجمهم
مباشرة، ولكن در حولهم وهاجمهم من عند اشجار البلسم.
15- وعندما تسمع وقع خطوات فوق رؤوس الاشجار، خض
القتال، لان الله يتقدمك للقضاء على قوات
الفلسطينيين.
16- فنفذ داود اوامر الرب، وقضى على قوات
الفلسطينيين من جبعون الى جازر.
17- فذاع اسم داود في كل البلاد، وجعل الرب هيبته
تطغى على جميع الامم.
|
70 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
015 |
الله
1- وشيد داود لنفسه قصورا في مدينة داود، وجهز خيمة
ليضع فيها تابوت الله.
2- ثم قال داود: «لا يحق لاحد ان يحمل تابوت الله
سوى اللاويين، لان الرب قد اختارهم لحمل التابوت
والقيام على خدمته الى الابد».
3- واستدعى داود كل اسرائيل الى اورشليم للاحتفال
باصعاد تابوت الرب الى الموضع الذي اعده له.
4- فجمع داود بني هرون واللاويين،
5- فجاء من بني قهات مئة وعشرون لاويا وعلى راسهم
اوريئيل.
6- ومن بني مراري مئتان وعشرون لاويا وعلى راسهم
عسايا.
7- ومن بني جرشوم مئة وثلاثون لاويا وعلى راسهم
يوئيل.
8- ومن بني اليصافان مئتان لاويا وعلى راسهم شمعيا.
9- ومن بني حبرون ثمانون لاويا وعلى راسهم ايليئيل.
10- ومن بني عزيئيل مئة واثنا عشر وعلى راسهم
عميناداب.
11- واستدعى داود ايضا صادوق وابياثار الكاهنين
ورؤساء اللاويين: اوريئيل وعسايا ويوئيل وشمعيا
وايليئيل وعميناداب.
12- وقال لهم: «انتم رؤساء بيوت اللاويين، فتطهروا
مع بقية اخوتكم اللاويين لتنقلوا تابوت الرب اله
اسرائيل الى الموضع الذي جهزته له،
13- لان الرب الهنا قد غضب علينا في المرة السابقة،
لانكم لم تكونوا موجودين لنقل التابوت، ولاننا لم
نستشر الرب في كيفية القيام بمراسيم نقله».
14- فتطهر الكهنة واللاويون استعدادا لنقل تابوت
الرب اله اسرائيل،
15- وحمله اللاويون بعصي على اكتافهم، بموجب ما امر
موسى كما اوصاه الرب.
16- وامر داود رؤساء اللاويين ان يعينوا من بينهم
المغنين العازفين على العيدان والرباب والصنوج
ليرتلوا ويعزفوا فرحين باصوات عالية.
17- فعين رؤساء اللاويين هيمان بن يوئيل وقريبه آساف
بن برخيا، ومن بني مراري ايثان بن قوشيا.
18- وتلاهم في المرتبة من اقربائهم بني مراري: زكريا
وبين ويعزيئيل وشميراموث ويحيئيل وعني واليآب وبنايا
ومعسيا ومتثيا واليفليا ومقنيا وعوبيد ادوم ويعيئيل
من حراس ابواب الخيمة.
19- وقام هيمان وآساف وايثان بالعزف على الصنوج
النحاسية.
20- كما تشكلت فرقة لترد عليهم من زكريا وعزيئيل
وشميراموث ويحيئيل وعني والياب ومعسيا وبنايا
العازفين على الرباب.
21- واخذ كل من متثيا واليفليا ومقنيا وعوبيد ادوم
ويعيئيل وعزريا العازفين على العيدان في القيادة عند
غناء القرار.
22- وكان كننيا رئيسا للموسيقيين اللاويين لانه كان
خبيرا في الموسيقى.
23- وتم اختيار برخيا والقانة لحراسة التابوت.
24- والكهنة شبنيا ويوشافاط ونثنئيل وعماساي وزكريا
وبنايا واليعزر للنفخ بالابواق امام تابوت الله. اما
عوبيد ادوم ويحيي فقد عينا ايضا لحراسة التابوت.
25- وهكذا توجه داود وشيوخ ورؤساء الالوف لاحضار
تابوت عهد الرب من بيت عوبيد ادوم باحتفال بهيج.
26- واذ اعان الله اللاويين حاملي تابوت عهد الرب
ذبحوا سبعة عجول وسبعة كباش.
27- وارتدى داود وكل اللاويين حاملو التابوت
والمغنون وكننيا قائد الغناء والموسيقيون جببا من
كتان، كما لبس داود ايضا افودا من كتان.
28- وهكذا احتفل جميع الاسرائيليين باحضار تابوت عهد
الرب هاتفين بفرح ونافخين بالابواق النحاسية
والاصوار، وعازفين على الصنوج والرباب والعيدان.
29- وعندما دخل تابوت عهد الرب مدينة داود، اطلت
ميكال ابنة شاول من الكوة فشاهدت الملك داود يرقص
ويقفز، فازدرته في قلبها.
|
71 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
016 |
الله
1- ثم ادخلوا تابوت الله الى الخيمة التي نصبها
داود، ووضعوه في وسطها وقربوا محرقات وذبائح سلام
لله.
2- وبعد ان انتهى داود من تقديم المحرقات وذبائح
السلام بارك الشعب باسم الرب.
3- ووزع على كل الاسرائيليين من رجال ونساء وسائر
الحاضرين رغيف خبز وكاس خمر وقرص زبيب.
4- وعين داود عددا من اللاويين ليقوموا بالخدمة امام
تابوت الرب ولرفع التضرعات وتقديم الشكر والتسبيح
للرب اله اسرائيل.
5- وجعل آساف رئيسا عليهم وزكريا معاونا له، وكان
يعيئيل وشميراموث ويحيئيل ومتثيا واليآب وبنايا
وعوبيد ادوم ويعيئيل يعزفون على الرباب والاعواد،
اما آساف فكان يعزف على الصنوج.
6- في حين كان بنايا ويحزيئيل الكاهنان ينفخان
بالابواق دائما امام تابوت عهد الرب.
7- وكانت هذه اول مرة يسبح فيها الرب بالغناء (في
الخيمة) وقد عهد داود بذلك الى آساف ورفاقه:
8- قدموا الشكر للرب؛ ادعوا باسمه. عرفوا بافعاله
بين الشعوب.
9- غنوا له؛ اشدوا له؛ حدثوا بكل عجائبه.
10- تباهوا باسمه القدوس، لتفرح قلوب طالبي الرب.
11- اطلبوا الرب وقوته؛ التمسوا وجهه دائما.
12- اذكروا عجائبه التي صنع، معجزاته واحكامه التي
نطق بها
13- ياذرية ابراهيم عبده، يابني يعقوب الذين اختارهم
14- هو الرب الهنا، احكامه تملا الارض كلها
15- لم ينس عهده قط ولا وعده الذي قطعه الى الف جيل،
16- العهد الذي ابرمه مع ابراهيم؛ والقسم الذي اقسم
به لاسحق
17- ثم ثبته ليعقوب فريضة؛ ولاسرائيل ميثاقا ابديا
18- قائلا: لك اعطي ارض كنعان نصيب ميراث لكم
19- اذ كانوا قلة بعد؛ نفرا ضئيلا متغربين في الارض.
20- متنقلين من امة الى امة ومن مملكة الى اخرى
21- فلم يدع اي انسان يظلمهم بل وبخ ملوكا من اجلهم
22- قائلا: لا تمسوا مسحائي، ولا تؤذوا انبيائي.
23- غنوا للرب ياكل شعوب الارض، خبروا بخلاصه من يوم
الى يوم.
24- اعلنوا مجده بين الامم؛ وعجائبه بين الشعوب كلها
25- فان الرب عظيم وجدير بكل حمد. هو مرهوب اكثر من
جميع الآلهة.
26- لان كل آلهة الامم اصنام، اما الرب فهو صانع
السماوات.
27- الجلال والبهاء امامه، والقوة والجمال في مقدسه.
28- قدموا للرب ياجميع الشعوب.. قدموا للرب مجدا
وقوة.
29- قدموا للرب المجد الواجب لاسمه، احضروا تقدمة
وتعالوا وامثلوا في حضرته، اسجدوا له في زينة مقدسة.
30- ارتعدي امامه ياكل الارض، هوذا الارض قد استقرت
ثابتة.
31- لتفرح السماوات ولتبتهج الارض وليذع بين الامم
ان الرب قد ملك.
32- ليعج البحر وكل ما يحويه، ليتهلل الحقل وكل ما
فيه.
33- عندئذ تترنم اشجار الغابة في حضرة الرب لانه جاء
ليدين الارض.
34- احمدوا الرب لانه صالح ورحمته الى الابد تدوم.
35- قولوا: انقذنا يااله خلاصنا، واجمع شملنا من بين
الامم وخلصنا فنرفع الشكر لاسمك القدوس ونفتخر
بتسبيحك.
36- مبارك الرب اله اسرائيل من الازل الى الابد.
فاجاب كل الشعب: «آمين»، وسبحوا الرب.
37- وكلف داود آساف ورفاقه بالقيام بالخدمة اليومية
امام تابوت عهد الرب،
38- وعهد الى عوبيد ادوم بن يديثون وحوسة ورفاقهم
الثمانية والستين بحراسة التابوت.
39- واوكل الى صادوق الكاهن ورفاقه الكهنة خدمة مسكن
الرب القديم القائم على مرتفعة جبعون،
40- ليقربوا على مذبح المحرقة قرابين للرب بصورة
دائمة في كل صباح ومساء، كما هو مدون في شريعة الرب
التي امر بها اسرائيل.
41- واضاف اليهم هيمان ويدوثون وسائر المختارين
الذين وردت اسماؤهم ليمجدوا الرب، لان رحمته الى
الابد تدوم.
42- فكان هيمان ويدوثون ينفخان بالابواق ويعزفان على
الصنوج وسواها من آلات غناء لله، كما قام ابناء
يدوثون بالحراسة.
43- ثم انطلق كل واحد من الشعب الى منزله وعاد داود
ليبارك اهل بيته.
|
72 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
017 |
الله
1- وبعد ان استقر المقام بداود في قصره قال لناثان
النبي: «انا اسكن في قصر مبني من خشب الارز بينما
تابوت عهد الرب لا يزال في خيمة».
2- فاجاب ناثان: «اصنع ما يحدثك به قلبك لان الرب
معك».
3- ولكن في تلك الليلة خاطب الرب ناثان:
4- «توجه الى داود عبدي وبلغه هذا ما يقوله الرب:
لست انت الذي تبني لي بيتا،
5- فانا لم اسكن في بيت منذ ان اخرجت بني اسرائيل
الى هذا اليوم، بل كنت انتقل من خيمة الى خيمة، ومن
مسكن الى مسكن.
6- فهل في اثناء مرافقتي لاسرائيل طالبت ولو بكلمة
واحدة احد قضاتهم الذين اوكلت اليهم رعاية شعبي،
قائلا: لماذا لم تبنوا لي بيتا من خشب الارز؟
7- والآن هذا ما تقوله لعبدي داود: يقول لك الرب
القدير: لقد اخترتك من المربض من وراء الاغنام
لاجعلك ملكا على شعبي اسرائيل،
8- ورافقتك حيثما توجهت، وافنيت جميع اعدائك من
امامك، وجعلت اسمك يتعظم مثل عظماء الارض،
9- وخصصت لشعبي اسرائيل ارضا يستقر فيها، فاستوطنها
لا يتزحزح منها. ولم يكن في وسع ابناء الاثم اضطهاده
كما حدث سابقا.
10- ومنذ ان اقمت قضاة يحكمون شعبي. لقد قهرت جميع
اعدائك؛ والآن اخبرك ان الرب سيجعل ذريتك ملوكا
لاسرائيل.
11- فعندما يحين الاوان لتلتحق بآبائك، اختار من
بعدك ابنا من نسلك ليخلفك، وارسخ مملكته.
12- وهو الذي يشيد لي بيتا، وانا ارسخ عرشه الى
الابد.
13- انا اكون له ابا وهو يكون لي ابنا، ولن احرمه من
رحمتي كما حرمت منها شاول،
14- بل اثبته في بيتي وملكوتي، ولا يتزعزع عرشه الى
الابد».
15- فابلغ ناثان داود كل الكلام الذي سمعه في الرؤيا
بحذافيره.
16- فمثل الملك داود امام الرب وقال: «من انا ايها
الرب الاله، وما هي مكانة عائلتي، حتى رفعتني الى
هذا المستوى؟
17- وكان ما اسبغته علي قل في عينيك، فتحدثت عن
مستقبل ذرية عبدك، وعاملتني ايها الرب الاله وكانني
اعظم الرجال شانا!
18- فماذا يمكن لداود عبدك ان يضيف من عبارات الشكر
لك على ما اكرمته به، وانت تعرف عبدك على حقيقته؟
19- يارب، لقد صنعت كل هذه العظائم من اجل عبدك
وبمقتضى ارادتك لتعلن عجائبك.
20- يارب ليس لك نظير ولا اله سواك بموجب ما سمعناه
بآذاننا.
21- واية امة على وجه الارض مثل شعبك اسرائيل، هذه
الامه التي خرجت بنفسك لتفتديها، لتذيع اسمك بفضل ما
تجريه من آيات وعجائب مذهلة، اذ طردت امما من
امامهم، بعد ان افتديتهم من ديار مصر،
22- وجعلت اسرائيل شعبا لك الى الابد، وصرت انت ايها
الرب الها لهم.
23- والآن يارب ليتم وعدك الذي وعدت به عبدك وذريته،
وحققه كما تعهدت.
24- وليثبت اسمك ويتعظم الى الابد حتى يقال: ان الرب
القدير اله اسرائيل هو حقا الله معبود اسرائيل،
ولتدم ذرية عبدك امامك،
25- لانك ياالهي اعلنت لي عزمك على تثبيت ذريتي على
عرش الملك، لهذا ارتاى عبدك ان يتضرع اليك مصليا.
26- نعم ايها الرب انت هو الله، وقد وعدت عبدك
باغداق كل هذا الخير عليه.
27- لقد ارتضيت ان تبارك ذرية عبدك فتظل ماثلة امامك
الى الابد، لان من باركته يارب تمكث بركتك عليه مدى
الدهر».
|
73 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
021 |
الله
1- وتآمر الشيطان ضد اسرائيل، فاغرى داود باحصاء
الشعب.
2- فامر داود يوآب ورؤساء اسرائيل قائلا: «اذهبوا
وعدوا الشعب، من بئر سبع الى دان، وارفعوا الي
تقريركم فاعلم كم عدده».
3- فاجاب يوآب معترضا: «ليزد الرب شعبه مئة ضعف!
اليسوا جميعا رعية سيدي الملك؟ لماذا يطلب سيدي هذا؟
ولماذا يجلب اثما على اسرائيل؟»
4- ولكن كلمة الملك غلبت على اعتراض يوآب، فانطلق
يوآب يطوف ارجاء اسرائيل ثم رجع الى اورشليم.
5- فرفع يوآب تقرير احصاء الشعب الى داود. فكانت
جملة عدد الصالحين للتجنيد في اسرائيل مليونا ومئة
الف، وفي يهوذا اربع مئة وسبعين الفا وجميعهم من
حملة السيوف.
6- ولم يحص يوآب سبطي لاوي وبنيامين لان طلب الملك
لم يكن يحظى برضاه.
7- واذ كان اجراء هذا الاحصاء ممقوتا في عيني الله،
عاقب الله الاسرائيليين.
8- فقال داود لله: «لقد ارتكبت اثما عظيما حين اقدمت
على هذا العمل، فامح الآن اثم عبدك لانني حمقت جدا».
9- فقال الرب لجاد رائي داود:
10- «اذهب وقل لداود: هذا ما يقوله الرب: ها انا
اعرض عليك ثلاثة امور، اختر واحدا منها فاجريه
عليك».
11- فمثل جاد امام داود وخاطبه: «هذا ما يقوله الرب:
هيا اختر.
12- اما ثلاث سنين مجاعة، او ثلاثة اشهر يطاردك فيها
اعداؤك، وسيف اعدائك يدركك واما ثلاثة ايام يتسلط
فيها عليك سيف الرب فيتفشى الوبا في الارض، اذ يجول
ملاك الرب يدمر في جميع ارجاء اسرائيل. فكر مليا في
الامر لارد جوابا على من ارسلني».
13- فاجاب داود جادا: «انني واقع في كرب عظيم، ولكن
خير لي ان استسلم لقبضة الرب، لانه واسع الرحمة، من
ان اقع تحت رحمة انسان».
14- فارسل الرب وبا تفشى في ارض اسرائيل، مات فيه
سبعون الف رجل.
15- وامر الرب ملاكه باهلاك اورشليم. وفيما هو يقوم
بالقضاء عليها راى الرب ما يصيبها، فاشفق عليها بسبب
ما حل بها من شر، وقال للملاك المهلك: «كف يدك
عنها». وكان ملاك الرب واقفا آنئذ عند بيدر ارنان
اليبوسي.
16- وتلفت داود حوله فراى ملاك الرب منتصبا بين
الارض والسماء، وقد شهر سيفه بيده ومده نحو اورشليم.
فارتدى هو والشيوخ المسوح وسجدوا بوجوههم الى الارض.
17- وقال داود لله: «الست انا الذي امر باحصاء
الرجال الصالحين للتجنيد؟ انني انا الذي اخطا واساء،
اما الرعية فاي ذنب جنت؟ ايها الرب الهي عاقبني
وعاقب بيت ابي واعف عن شعبك».
18- فاوعز ملاك الرب لجاد ان يطلب من داود ان يصعد
ليبني مذبحا للرب في بيدر ارنان اليبوسي.
19- فانطلق داود ينفذ ما نطق به جاد النبي باسم
الرب.
20- وكان ارنان وبنوه الاربعة يدرسون القمح عندما
شاهدوا ملاك الرب، فاسرعوا يختبئون.
21- ولكن حين جاء داود الى ارنان خرج من مخبئه في
البيدر وسجد بوجهه الى الارض.
22- فقال داود لارنان: «بعني موقع البيدر لابني فيه
مذبحا للرب، وادفع لك فضة ثمنا له، فتكف الضربة عن
الشعب».
23- فقال ارنان لداود: «خذه لك، وليصنع سيدي الملك
ما يحلو له. وها انا اقدم البقر لتكون محرقات،
والنوارج للوقود، والحنطة لتكون قربان التقدمة. انني
اتبرع بها جميعها».
24- فقال الملك: «لا! بل اشتري ذلك بفضة، اذ لا يمكن
ان آخذ مالك فاقدم للرب محرقة مجانية».
25- ودفع داود لارنان ثمنا لموقع البيدر ست مئة شاقل
(نحو سبعة آلاف ومئتي جراما) من الذهب.
26- وبنى هناك مذبحا للرب اصعد عليه محرقات وذبائح
سلام، ودعا الرب فاستجاب له بانزال نار من السماء
على مذبح المحرقة.
27- وامر الرب الملاك فاعاد السيف الى غمده.
28- وعندما راى داود ان الرب قد تقبل تضرعه في بيدر
ارنان اليبوسي، قدم ذبائح هناك.
29- وكان مسكن الرب آنئذ ومذبح المحرقة، اللذان
صنعهما موسى في البرية، في مرتفعة جبعون.
30- ولم يستطع داود ان يتوجه الى هناك ليستشير الرب
لانه خاف من سيف ملاك الرب.
|
74 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
022 |
الله
1- فقال داود: «هنا يكون مكان بيت الرب الاله، وهنا
يشيد مذبح محرقات اسرائيل».
2- وامر داود بحشد كل الاجانب المقيمين في ارض
اسرائيل، وكلف النحاتين منهم بنحت حجارة مربعة لبناء
بيت الله.
3- واعد داود حديدا كثيرا لعمل مسامير لمصاريع
الابواب والوصل، ونحاسا وفيرا يتعذر وزنه،
4- وخشب ارز، لا يمكن احصاؤه، لان الصيدونيين
والصوريين حملوا الى داود كميات هائلة من خشب الارز.
5- وقال داود: «ان ابني سليمان ما برح صغيرا وغضا،
والبيت الذي يبنى للرب لابد ان يكون ذائع الشهرة
معظما في جميع الاراضي، فعلي ان اجهز له من الآن
مواد البناء». وهكذا جهز داود كل ما امكنه من مواد
البناء قبل وفاته.
6- ثم استدعى ابنه سليمان واوصاه ان يبني هيكلا للرب
اله اسرائيل.
7- وقال داود لسليمان: «يابني، كان في نيتي ان ابني
هيكلا لاسم الرب الهي.
8- ولكن الرب خاطبني قائلا: لقد اهرقت دماء كثيرة
على الارض وخضت حروبا عظيمة، ولهذا لا يمكنك ان تبني
بيتا لاسمي؛
9- غير انه يولد لك ابن يكون رجل سلام وامن، وانا
اريحه من جميع اعدائه المحيطين به، فيكون اسمه
سليمان، واجعل السلام والسكينة يسودان اسرائيل في
ايامه.
10- هو يبني بيتا لاسمي، ويكون لي ابنا، وانا له
ابا، واثبت عرشه على اسرائيل الى الابد.
11- والآن ياابني ليكن الرب معك فيحالفك التوفيق في
بناء بيت الرب الهك كما تكلم عنك،
12- وليمنحك الرب فطنة ومعرفة عندما يوليك على
اسرائيل لتطيع شريعة الرب الهك،
13- حينئذ تفلح، اذ تحرص على ممارسة الفرائض
والاحكام التي امر بها الرب موسى وسنها لاسرائيل.
تشجع وتقو، لا تجزع ولا ترتعب.
14- وها انا قد كابدت كل مشقة لاعد لبناء بيت الرب:
مئة الف وزنة (نحو ثلاثة آلاف وست مئة طن) من الذهب،
والف الف وزنة (نحو ستة وثلاثين الف طن) من الفضة،
ونحاسا وحديدا لا يمكن وزنه لوفرته. وقد جهزت ايضا
خشبا وحجارة، وعليك ان تضيف عليها.
15- ولديك عدد غفير من العمال، من نحاتين وبنائين
ونجارين، وكل ماهر في كل حرفة.
16- وقد توافر لديك ما لا يحصى من الذهب والفضة
والنحاس والحديد. فقم واعمل، وليكن الرب معك».
17- واوصى داود جميع رؤساء اسرائيل بمعاونة ابنه
سليمان،
18- وقال لهم: «اليس الرب الهكم معكم وقد اراحكم من
كل ناحية، اذ نصرني على اهل هذه الارض، فخضعت اممها
امام الرب وامام شعبه.
19- فاعقدوا العزم في قلوبكم ونفوسكم على طلب الرب
الهكم، وتعاونوا على بناء مقدس الرب الاله لتنقلوا
تابوت عهد الرب وآنية قدس الله الى الهيكل الذي يبنى
لاسم الرب».
|
75 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
023 |
الله
1- وعندما شاخ داود نصب ابنه سليمان ملكا على
اسرائيل،
2- واستدعى اليه كل قادة اسرائيل والكهنة واللاويين.
3- وكان عدد اللاويين المحصين من ابن ثلاثين فما فوق
ثمانية وثلاثين الفا،
4- اشرف اربعة وعشرون الفا منهم على العمل في بيت
الرب، وستة آلاف كانوا نظارا وقضاة،
5- واربعة آلاف قاموا بحراسة البيت، واربعة آلاف
لتسبيح الرب والعزف على الآلات الموسيقية المرافقة
للتسبيح.
6- وقسمهم داود الى ثلاث فرق، بحسب اسماء ابناء
لاوي: فرقة الجرشونيين، وفرقة القهاتيين، وفرقة
المراريين.
7- ومن الجرشونيين: لعدان وشمعي.
8- وابناء لعدان ثلاثة: يحيئيل البكر، ثم زيثام
ويوئيل.
9- وابناء شمعي ثلاثة: شلوميث وحزيئيل وهاران. وجميع
هؤلاء كانوا رؤوس آباء عائلات لعدان.
10- وكان لشمعي اربعة ابناء آخرين هم: يحث وزينا
ويعوش وبريعة.
11- وكان يحث كبيرهم وزيزة الثاني، اما يعوش وبريعة
فلم ينجبا ابناء كثيرين، فاعتبروا عند اجراء الاحصاء
عائلة واحدة.
12- اما ابناء قهات فهم اربعة: عمرام ويصهار وحبرون
وعزيئيل.
13- وابناء عمرام: هرون وموسى. وافرز هرون وذريته
ليقوموا على خدمة قدس الاقداس وليوقدوا امام الرب،
وخدمة الرب ومباركة الشعب باسمه، الى الابد.
14- اما ابناء موسى رجل الله فاحصوا مع سبط لاوي.
15- وكان لموسى ابنان هما: جرشوم واليعزر.
16- وكبير ابناء جرشوم هو شبوئيل.
17- اما اليعزر فلم ينجب سوى ابن واحد هو رحبيا، وقد
ولد لرحبيا ابناء كثيرون جدا.
18- وكان شلوميث كبير ابناء يصهار.
19- وابناء حبرون: يريا البكر، وامريا الثاني،
ويحزيئيل الثالث، ويقمعام الرابع.
20- وابنا عزيئيل: ميخا البكر ويشيا الثاني.
21- وابنا مراري: محلي وموشي. وانجب محلي العازار
وقيس.
22- ومات العازار من غير ان يعقب ابناء بل بنات،
فتزوج ابناء عمهن منهن.
23- وابناء موشي ثلاثة محلي وعادر ويريموث.
24- هؤلاء هم ابناء لاوي بحسب انتمائهم الى بيوت
آبائهم، وهم رؤوس عائلاتهم، كما تم تسجيلهم بحسب
اسمائهم، واحصوا من ابن عشرين فما فوق ليقوموا
بالعمل المحدد لهم في خدمة الهيكل،
25- لان داود قال: «لقد اراح الرب اله اسرائيل شعبه
فسكن في اورشليم الى الابد،
26- لهذا لن يعود اللاويون ينتقلون بالخيمة وآنيتها
من مكان الى آخر».
27- لانه تم احصاء اللاويين من ابن عشرين سنة فما
فوق بموجب امر داود الاخير.
28- فراحوا، تحت اشراف ابناء هرون، يقومون بخدمة بيت
الرب والاعتناء بالدور والحجرات، والمحافظة على
قدسية مقدساته والاهتمام بسائر متطلبات خدمة الهيكل،
29- من تحضير خبز الوجوه، ودقيق التقدمات ورقاق
الفطير وما يخبز على الصاج، والدقيق المعجون بالزيت،
ومراقبة المقاييس والموازين،
30- فضلا عن القيام بازجاء الحمد للرب وتسبيحه بكرة
وعشية،
31- والمساعدة في تقريب محرقات للرب في ايام السبت
ومطالع الشهور القمرية ومواسم الاعياد. وكان عليهم
ان يخدموا الرب بصورة منتظمة باعداد تتناسب مع
الخدمات المعينة لهم،
32- ولحراسة خيمة الاجتماع والقدس، وتحت اشراف ابناء
ذرية هرون اقربائهم القائمين بخدمة بيت الرب.
|
76 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
024 |
الله
1- وهذه هي فرق الكهنة من ابناء هرون: اولاده ناداب
وابيهو والعازار وايثامار.
2- ومات ناداب وابيهو قبل وفاة ابيهما من غير ان
يعقبا ابناء، فصار العازار وايثامار كاهنين.
3- وقسم داود وصادوق من نسل العازار واخيمالك من نسل
ايثامار، ذرية هرون بموجب الخدمات التي اوكلت اليهم.
4- واذ كان قادة ذرية العازار اكثر عددا من قادة
ذرية ايثامار، تم تقسيمهم وفقا لاعدادهم، فكان هناك
ستة عشر رئيسا لبيوت ذرية العازار، وثمانية رؤساء
لبيوت ذرية ايثامار.
5- وقسموا الفريقين بالقرعة فاختلطوا معا، واصبح
رؤساء القدس ورؤساء بيت الله يتشكلون من ذرية
العازار ومن ذرية ايثامار.
6- ودون شمعيا بن نثنئيل الكاتب من سبط لاوي اسماءهم
في حضور الملك والقادة وصادوق الكاهن واخيمالك بن
ابياثار وسواهم من رؤساء عائلات الكهنة واللاويين،
فاختيرت عائلة واحدة من بني العازار، وعائلة واحدة،
من بني ايثامار.
7- ووقعت القرعة الاولى عند القائها ليهوياريب،
والثانية ليدعيا.
8- والثالثة لحاريم، والرابعة لسعوريم.
9- والخامسة لملكيا، والسادسة لميامين.
10- والسابعة لهقوص، والثامنة لابيا.
11- والتاسعة ليشوع، والعاشرة لشكنيا.
12- والحادية عشرة لالياشيب، والثانية عشرة لياقيم.
13- والثالثة عشرة لحفة، والرابعة عشرة ليشبآب.
14- والخامسة عشرة لبلحة، والسادسة عشرة لايمير.
15- والسابعة عشرة لحيزير، والثامنة عشرة لهفصيص.
16- والتاسعة عشرة لفقحيا، والعشرون ليحزقيئيل.
17- والحادية والعشرون لياكين، والثانية والعشرون
لجامول.
18- والثالثة والعشرون لدلايا، والرابعة والعشرون
لمعزيا.
19- هذا كان ترتيب خدماتهم التي كلفوا بها عند
دخولهم الى بيت الرب بمقتضى المراسيم التي حددها لهم
جدهم الاكبر هرون، تماما كما امره الرب اله اسرائيل.
20- اما بقية ابناء لاوي فهم: من ذرية عمرام:
شوبائيل، ومن ابناء شوبائيل يحديا.
21- ومن ذرية رحبيا: البكر يشيا.
22- ومن اليصهاريين: شلوموث، ومن ابناء شلوموث يحث.
23- ومن ذرية حبرون: يريا البكر وامريا الثاني
ويحزيئيل الثالث ويقمعام الرابع.
24- ومن ذرية عزيئيل: ميخا، ومن ابناء ميخا: شامور.
25- ومن ابناء يشيا اخي ميخا: زكريا.
26- اما ابناء مراري فهم: محلي وموشي، ويعزيا.
27- وكان ليعزيا بن مراري ابناء هم: بنو وشوهم وزكور
وعبري.
28- ولم يعقب العازار بن محلي ابناء.
29- اما قيس فانجب يرحمئيل.
30- وابناء موشي: محلي وعادر ويريموث. هؤلاء هم
ابناء اللاويين بحسب ترتيب بيوتات آبائهم.
31- والقوا هم ايضا القرعة على غرار اقربائهم الكهنة
ذرية هرون في حضور داود الملك وصادوق واخيمالك
ورؤساء عائلات الكهنة واللاويين، لا فرق في ذلك بين
رؤساء العائلات وبقية اقربائهم الاصاغر.
|
77 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
025 |
الله
1- واختار داود ورؤساء الجيش بعض ابناء آساف وهيمان
ويدوثون، لقيادة خدمات القيادة باعلان رسالة الله
تصحبهم موسيقى العيدان والرباب والصنوج. وهذه اسماء
الرجال الذين ادوا هذه الخدمات وواجباتهم:
2- من ابناء آساف: زكور ويوسف ونثنيا واشرئيلة، وهم
يخدمون تحت اشراف آساف المتنبيء في حضرة الملك.
3- من ابناء يدوثون ستة: جدليا وصري ويشعيا وشمعي
وحشبيا ومتثيا وهم يخدمون تحت اشراف ابيهم يدوثون
المتنبيء بالعزف على العود للتعبير عن الحمد
والتسبيح للرب.
4- من ابناء هيمان: بقيا، ومتنيا، وعزيئيل، وشبوئيل،
ويريموث وحننيا، وحناني وايليآثة، وجدلتي، وروممتي
عزر، ويشبقاشة، وملوثي، وهوثير ومحزيوث.
5- وجميع هؤلاء هم ابناء هيمان نبي الملك، وقد رزقه
الرب اربعة عشر ابنا وثلاث بنات، تحقيقا لوعده،
ليرفع من شانه.
6- وكانوا جميعهم يجيدون العزف على الصنوج والرباب
والعيدان، بقيادة ابيهم، للاشتراك في العبادة
بالهيكل. وكان آساف ويدوثون وهيمان يتلقون تعليماتهم
من الملك.
7- وقد بلغ عددهم مع بقية اقربائهم مئتين وثمانية
وثمانين لاويا، وجميعهم بارعون في العزف والترتيل
للرب.
8- وقد حددوا مسئوليات عملهم عن طريق القرعة، بغض
النظر عن العمر او الكفاءة.
9- فوقعت القرعة الاولى ليوسف من عائلة آساف،
والثانية لجدليا واقربائه وابنائه، وهم اثنا عشر
شخصا،
10- والثالثة لزكور، واقربائه وابنائه وهم اثنا عشر
شخصا.
11- والرابعة ليصري وابنائه واقربائه وهم اثنا عشر
شخصا.
12- والخامسة لنثنيا وابنائه واقربائه وهم اثنا عشر
شخصا.
13- والسادسة لبقيا وابنائه واقربائه وهم اثنا عشر
شخصا.
14- والسابعة ليشرئيلة وابنائه واقربائه وهم اثنا
عشر شخصا.
15- والثامنة ليشعيا وابنائه واقربائه وهم اثنا عشر
شخصا.
16- والتاسعة لمتنيا وابنائه واقربائه وهم اثنا عشر
شخصا.
17- والعاشرة لشمعي وابنائه واقربائه وهم اثنا عشر
شخصا.
18- والحادية عشرة لعزرئيل وابنائه واقربائه وهم
اثنا عشر شخصا.
19- والثانية عشرة لحشبيا وابنائه واقربائه وهم اثنا
عشر شخصا.
20- والثالثة عشرة لشوبائيل وابنائه واقربائه وهم
اثنا عشر شخصا.
21- والرابعة عشرة لمتثيا وابنائه واقربائه وهم اثنا
عشر شخصا.
22- والخامسة عشرة ليريموث وابنائه واقربائه وهم
اثنا عشر شخصا.
23- والسادسة عشرة لحننيا وابنائه واقربائه وهم اثنا
عشر شخصا.
24- والسابعة عشرة ليشبقاشة وابنائه واقربائه وهم
اثنا عشر شخصا.
25- والثامنة عشرة لحناني وابنائه واقربائه وهم اثنا
عشر شخصا.
26- والتاسعة عشرة لملوثي وابنائه واقربائه وهم اثنا
عشر شخصا.
27- والعشرون لايليآثة وابنائه واقربائه وهم اثنا
عشر شخصا.
28- والحادية والعشرون لهوثير وابنائه واقربائه وهم
اثنا عشر شخصا.
29- والثانية والعشرون لجدلتي وابنائه واقربائه وهم
اثنا عشر شخصا.
30- والثالثة والعشرون لمحزيوث وابنائه واقربائه وهم
اثنا عشر شخصا.
31- والرابعة والعشرون لروممتي عزر وابنائه واقربائه
وهم اثنا عشر شخصا.
|
78 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
026 |
الله
1- اما فرق حراس بيت الرب فهم: من القورحيين: مشلميا
بن قوري من ذرية آساف.
2- وكان لمشلميا سبعة ابناء هم على الترتيب: زكريا
البكر، ويديعئيل وزبديا ويثنئيل،
3- وعيلام ويهوحنان واليهوعيناي.
4- ومنهم عوبيد ادوم الذي (انعم) عليه الرب بثمانية
ابناء هم على الترتيب: شمعيا البكر، ويهوزاباد،
ويوآخ، وساكار، ونثنئيل،
5- وعميئيل، ويساكر، وفعلتاي.
6- وانجب شمعيا بن عوبيد ادوم ابناء تزعموا بيوتات
آبائهم لانهم كانوا اصحاب سطوة وكفاءة.
7- وهم: عثني ورفائيل وعوبيد والزاباد، كما كان
قريباه اليهو وسمكيا من ذوي الكفاءة ايضا.
8- جميع هؤلاء من ذرية عوبيد ادوم، وكانوا هم
وابناؤهم واقرباؤهم اصحاب كفاءة في الخدمة، وقد بلغ
عددهم اثنين وستين.
9- اما ابناء مشلميا واخوته من ذوي الكفاءة، فكانوا
ثمانية عشر.
10- وابناء حوسة من ذرية مراري: شمري، وجعله ابوه
راس اخوته، مع انه لم يكن البكر.
11- ثم حلقيا الثاني، وطبليا الثالث، وزكريا الرابع،
فكانت جملة ابناء حوسة واقربائه ثلاثة عشر رجلا.
12- وكان لفرق الحراس هؤلاء، وفقا لتقسيم عائلاتهم،
نوبات حراسة في الهيكل على غرار اقربائهم القائمين
بخدمة بيت الرب.
13- وقد تم القاء القرعة واشترك فيها الصغير والكبير
على حد سواء، حسب بيوت آبائهم، لتوزيع الحراسة على
كل باب.
14- فاصابت القرعة شلميا ليقوم بحراسة الباب الشرقي،
ثم وقعت القرعة لابنه المشير الحكيم زكريا ليقوم
بحراسة الباب الشمالي،
15- ووقعت القرعة لعوبيد ادوم لحراسة الباب الجنوبي.
اما قرعة ابنائه فكانت للقيام بحراسة المخازن.
16- واصابت القرعة شفيم وحوسة لحراسة الباب الغربي
مع باب شلكة في الطريق الصاعد الى اعلى، فكان محرس
مقابل محرس.
17- فكانت جملة اللاويين الحارسين من جهة الشرق ستة،
ومن جهة الشمال اربعة، ومن جهة الجنوب اربعة الى هذا
اليوم. اما المخازن فقد قام على حراستها اثنان في كل
نوبة.
18- وحرس الرواق الغربي ستة لاويين: اربعة في الطريق
الصاعد الى اعلى، واثنان في الرواق.
19- هذه هي فرق الحراس من ذرية القورحيين
والمراريين.
20- واشرف اخيا من اللاويين على خزائن بيت الله وعلى
خزائن الاقداس.
21- يعاونه من ذرية لعدان الجرشوني رؤساء بيوتات
لعدان وهم يحيئيلي
22- وابناه زيثام ويوئيل في الاشراف على خزائن بيت
الرب.
23- وكذلك بعض اللاويين المنتمين الى العمراميين
واليصهاريين والحبرونيين والعزيئيليين.
24- وكان شبوئيل بن جرشوم بن موسى رئيسا على
الخزائن.
25- اما اقرباؤه من ذرية اليعزر فهم رحبيا، وانجب
رحبيا يشعيا، ويشعيا يورام، ويورام زكري، وزكري
شلوميث.
26- واصبح شلوميث هذا واقرباؤه مسئولين عن جميع
خزائن الاقداس التي خصصها الملك داود وزعماء
العائلات وقادة الالوف والمئات، ورؤساء الجيش،
27- مما غنموه من اسلاب الحرب، فخصصوها لنفقات هيكل
الرب.
28- كما كان كل ما قدسه صموئيل النبي وشاول بن قيس،
وابنير بن نير ويوآب بن صروية تحت اشراف شلوميث
واقربائه.
29- وعين من اليصهاريين كننيا وابناؤه للقيام بمهام
خارجية عامة، كموظفين اداريين وقضاة على اسرائيل.
30- كذلك عهد الى حشبيا واقربائه البالغين الفا وسبع
مئة من اللاويين الحبرونيين، وجميعهم من ذوي
الكفاءة، بادارة شؤون الاسرائيليين غربي نهر الاردن
فيما يختص بعمل الرب. وخدمة الملك.
31- وكان يريا زعيم الحبرونيين وفقا لما ورد في
سجلات انساب عائلاتهم التي تمت مراجعتها في السنة
الاربعين لحكم داود، فوجدوا ان بينهم اصحاب كفاءة
مقيمين في يعزير جلعاد.
32- فكان ليريا الفان وسبع مئة من اقربائه، جميعهم
زعماء عائلاتهم ويتمتعون بالكفاءة العالية، فعهد
اليهم الملك داود بامور سبطي راوبين وجاد ونصف سبط
منسى، فاشرفوا على عمل الله وشؤون الملك.
|
79 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
028 |
الله
1- واستدعى داود الى اورشليم كل زعماء اسرائيل
ورؤساء الاسباط، ورؤساء الفرق العاملة في خدمة
الملك، وقادة الالوف والمئات، ومديري ممتلكات واموال
الملك وممتلكات ابنائه، فضلا عن الخصيان والابطال
واصحاب الجاه والنفوذ.
2- فقال داود لهم: «اصغوا الي يااخوتي وشعبي: لقد
كان في نيتي ان ابني بيتا يستقر فيه تابوت عهد الرب،
ويكون موطئا لقدمي الهنا، وقد جهزت ما يحتاجه هذا
البناء من مواد.
3- ولكن الله قال لي: لا تبن انت بيتا لاسمي، لانك
رجل حرب وقد سفكت دما.
4- ان الرب اله اسرائيل قد اصطفاني من كل بيت ابي
ليجعلني ملكا على اسرائيل الى الابد، وذلك لانه
اختار سبط يهوذا للرئاسة، ثم اختار بيت ابي من بين
بيوت يهوذا، وقد سر ان يفرزني من بين ابناء ابي
ليوليني على ملك اسرائيل.
5- ثم اصطفى ابني سليمان من بين ابنائي الكثيرين
الذين رزقني بهم الرب، ليخلفني على عرش مملكة الرب،
على اسرائيل.
6- وقال لي: ان سليمان ابنك هو الذي يبني بيتي
ودياري، لانني اصطفيته لي ابنا وانا اكون له ابا.
7- فان اطاع شرائعي واحكامي وعمل بها كما هي عليه
اليوم فانني اثبت مملكته الى الابد.
8- فاوصيكم الآن، على مشهد من كل اسرائيل، وفي محضر
محفل الرب، وفي مسمع الله، ان تطيعوا جميع اوامر
الرب الهكم، وتسعوا الى ممارستها لكي تظلوا وارثين
للارض الطيبة، ثم تورثوها لاولادكم من بعدكم الى
الابد.
9- اما انت ياابني سليمان، فاعرف اله ابيك واعبده
بكمال قلب، وبنفس راغبة، لان الرب يتفحص جميع
القلوب، ويفهم كل تصور وفكر. فان طلبته تجده، وان
تركته ينبذك الى الابد.
10- ففكر مليا، لان الرب قد اصطفاك لتبني بيتا لقدس
الاقداس، فتقو واعمل».
11- وقدم داود لسليمان تصميمات بناء الرواق وبيوته
ومخازنه واجزائه العليا وغرفه الداخلية وقدس الاقداس
حيث يكفر عن الخطايا.
12- واعطاه ايضا التصميمات التي الهمه الروح بها،
الخاصة بفناء هيكل الرب وسائر الحجرات المحيطة به،
ومخازن هيكل الله ومخازن التقدمات المكرسة للرب،
13- كما قدم اليه التعليمات الخاصة بخدمات فرق
الكهنة واللاويين وسائر الخدمات التي تمارس في بيت
الرب، وكل ماله علاقة بآنية خدمة الهيكل
14- وعين اوزان الذهب والفضة المستخدمة في صياغة
آنية الذهب والفضة المستعملة في مختلف انواع
الخدمات،
15- وكذلك اوزان ذهب وفضة المنائر وسرجها، بما
يتناسب مع استخدام كل منارة،
16- وايضا اوزان ذهب وفضة كل مائدة من موائد خبز
الوجوه،
17- كما عين اوزان الذهب النقي المستخدم في صنع
المناشل والمناضح والكؤوس، واوزان ذهب وفضة كل قدح
من الاقداح،
18- واوزان الذهب النقي المستخدم في صنع مذبح
البخور، وفي صنع نموذج مركبة الكروبيم الباسطة
اجنحتها، والتي تظلل تابوت عهد الرب.
19- وقال داود لابنه: «لقد دونت جميع هذه التعليمات
كتابة لان يد الرب كانت علي، وقد لقنني مواصفات هذه
التصميمات.
20- فتقو وتشجع واعمل. لا تجزع ولا ترتعب لان الرب
الاله الهي معك، ولن يخذلك ولا يتركك حتى تستوفي كل
عمل خدمة هيكل الرب.
21- وستقوم فرق الكهنة واللاويين بكل خدمة هيكل
الله، فضلا عن كل صانع ماهر في كل حرفة، وسيكون
الرؤساء والجيش متاهبين لتلبية اوامرك».
|
80 |
13 |
كتاب اخبار الايام الاول |
029 |
الله
1- وقال داود الملك لكل الجمع الحاضر: «ان ابني
سليمان الذي اصطفاه الله وحده لايزال صغيرا غضا،
والعمل المطلوب ضخم، لان الهيكل ليس لانسان بل للرب
الاله.
2- وقد بذلت كل جهدي لتجهيز ما يتطلبه بناء هيكل
الهي من مواد، فوفرت الذهب لما يصنع من ذهب، والفضة
لما يصنع من فضة، والنحاس لما يصنع من نحاس، والحديد
لما يصنع من حديد، والخشب لما يصنع من خشب، وحجارة
الجزع وجواهر ثمينة للترصيع، وحجارة ذات الوان
مختلفة، وحجارة كريمة ورخاما كثيرا.
3- ولفرط سروري ببيت الهي، فقد قدمت من مالي الخاص
ذهبا وفضة، بالاضافة الى كل ما اعددته للهيكل.
4- وهي في جملتها ثلاثة آلاف وزنة (نحو مئة وثمانية
آلاف كيلوجرام) من ذهب اوفير، وسبعة آلاف وزنة (نحو
مئتين واثنين وخمسين الف كيلوجرام) من الفضة النقية
لتغشية جدران البيوت.
5- فالذهب لما يصنع من ذهب، والفضة لما يصنع من فضة.
فمن يرغب اليوم في التبرع لخدمة الرب؟»
6- فتبرع زعماء عائلات اسرائيل ورؤساء اسباطهم،
وقادة الالوف والمئات ومديرو اعمال الملك،
7- وقدموا لخدمة هيكل الرب خمسة آلاف وزنة وعشرة
آلاف درهم (نحو مئة وثمانين الف كيلوجرام) من الذهب،
وعشرة آلاف وزنة (نحو ثلاث مئة وستين الف كيلوجرام)
من الفضة، وثمانية عشر الف وزنة (نحو ست مئة طن) من
النحاس، ومئة الف وزنة (نحو ثلاثة آلاف وستمائة طن)
من الحديد.
8- وكل من وجدت لديه حجارة كريمة قدمها لخزينة
الهيكل التي يشرف عليها يحيئيل الجرشوني.
9- واغتبط الشعب بما قدمه عن رضى لانهم تبرعوا للرب
بقلب كامل، وابتهج الملك ايضا ابتهاجا شديدا.
10- وسبح داود الرب امام الجمع المحتشد قائلا: «لك
الحمد ايها الرب اله ابينا اسرائيل، من الازل والى
الابد.
11- لك يارب العظمة والسطوة والجلال والبهاء والمجد،
لان لك كل ما في السماء والارض. انت يارب صاحب الملك
وقد تعاليت فوق رؤوس الجميع.
12- انت مصدر كل غنى وكرامة، وانت المتسلط على
الجميع، والمالك للقوة والسطوة، وانت القادر على
تعظيم الجميع وتقوية عزيمتهم.
13- والآن، نحمدك ياالهنا ونسبح اسمك الجليل.
14- ولكن من انا، ومن هو شعبي حتى نقدر ان نتبرع
بسخاء وعن رضى؟ لان منك الجميع ومن يدك نقدم لك.
15- فنحن مثل آبائنا، غرباء ونزلاء امامك، وايامنا
كالظل على الارض، خالية من الرجاء.
16- فيا ايها الرب الهنا، ان كل هذه الثروة التي
وفرناها لنشيد لك هيكلا لاسم قدسك انما هي من نعم
يدك وانت مالك الكل.
17- وانا اعلم ياالهي انك تفحص القلوب وتسر
بالاستقامة، وانا قدمت اليك كل هذه بقلب مستقيم،
كذلك رايت شعبك الماثل هنا يتبرع عن رضى بابتهاج.
18- فيارب اله آبائنا ابراهيم واسحق واسرائيل، اجعل
هذه الرغبة ان تظل حية الى الابد في قلوب شعبك،
واحفظ قلوبهم لتبقى مخلصة لك.
19- اما سليمان ابني، فهبه قلبا كاملا ليطيع وصاياك
وشهاداتك وفرائضك، ويعمل بها كلها وليبني الهيكل
الذي اعددت له».
20- ثم قال داود للجمع الحاضر: «باركوا الرب الهكم».
فسبح كل الجمع الرب اله آبائهم وسجدوا للرب وللملك.
21- وفي اليوم الثاني قربوا للرب ذبائح وقدموا
محرقات: الف ثور، والف كبش، والف خروف مع سكائب
خمرها، وذبائح اخرى كثيرة عن اسرائيل.
22- واحتفلوا في ذلك اليوم امام الرب آكلين شاربين
بفرح عظيم، وبايعوا سليمان بن داود ثانية ملكا
عليهم، ومسحوه للرب رئيسا، واختاروا صادوق كاهنا.
23- وخلف سليمان داود اباه على العرش الذي اسسه الرب
وافلح واطاعه كل بني اسرائيل.
24- كما ابدى الرؤساء والابطال وسائر ابناء الملك
داود خضوعا تاما لسليمان الملك.
25- وعظم الرب من شان سليمان في اعين الاسرائيليين
جميعا، واضفى عليه مهابة ملكية لم يحظ بها ملك قبله
في اسرائيل.
26- وملك داود بن يسى على اسرائيل
27- طوال اربعين سنة، منها سبع سنين في حبرون، وملك
ثلاثا وثلاثين سنة في اورشليم.
28- ومات بشيخوخة صالحة، وقد شبع اياما وتمتع بالغنى
والكرامة، وخلفه ابنه سليمان.
29- اما سيرة داود الملك وسائر احداث حياته فقد وردت
في كتاب اخبار صموئيل النبي واخبار ناثان النبي
واخبار جاد النبي.
30- بما فيها من وصف لاسلوب حكمه وسطوته والاحداث
التي مرت عليه وعلى اسرائيل وكل الممالك المجاورة.
|