|
الكتاب |
الاسم |
الفصل |
مضمون
... |
1 |
40 |
انجيل
متى |
001 |
الروح القدس
1- هذا نسب يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم:
2- ابراهيم ولد اسحق. واسحق ولد يعقوب. ويعقوب ولد
يهوذا واخوته.
3- ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار. وفارص ولد حصرون.
وحصرون ولد ارام.
4- وارام ولد عميناداب. وعميناداب ولد نحشون. ونحشون
ولد سلمون.
5- وسلمون ولد بوعز من راحاب. وبوعز ولد عوبيد من
راعوث. وعوبيد ولد يسى.
6- ويسى ولد داود الملك.
وداود ولد سليمان من امراة اوريا.
7- وسليمان ولد رحبعام. ورحبعام ولد ابيا. وابيا ولد
آسا.
8- وآسا ولد يوشافاط. ويوشافاط ولد يورام. ويورام
ولد عزيا.
9- وعزيا ولد يوثام. ويوثام ولد احاز. واحاز ولد .حزقيا.
10- وحزقيا ولد منسى. ومنسى ولد آمون. وآمون ولد
يوشيا.
11- ويوشيا ولد يكنيا واخوته زمن السبي الى بابل.
12- وبعد السبي الى بابل يكنيا ولد شالتئيل.
وشالتيئيل ولد زربابل.
13- وزربابل ولد ابيهود. وابيهود ولد الياقيم.
والياقيم ولد عازور.
14- وعازور ولد صادوق. وصادوق ولد اخيم. واخيم ولد
اليود.
15- واليود ولد اليعازر. واليعازر ولد متان. ومتان
ولد يعقوب.
16- ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولدت يسوع الذي
يدعى المسيح.
17- فمجموع الاجيال من ابراهيم الى داود اربعة عشر
جيلا. ومن داود الى سبـي بابل اربعة عشر جيلا. ومن
سبـي بابل الى المسيح اربعة عشر جيلا.
18- وهذه سيرة ميلاد يسوع المسيح: كانت امه مريم
مخطوبة ليوسف، فتبين قبل ان تسكن معه انها حبلى من
الروح القدس.
19- وكان يوسف رجلا صالحا فما اراد ان يكشف امرها،
فعزم على ان يتركها سرا.
20- وبينما هو يفكر في هذا الامر، ظهر له ملاك الرب.
في الحلم وقال له: "يا يوسف ابن داود، لا تخف ان
تاخذ مريم امراة لك. فهي حبلى من الروح القدس،
21- وستلد ابنا تسميه يسوع، لانه يخلص شعبه من
خطاياهم".
22- حدث هذا كله ليتم ما قال الرب بلسان النبـي:
23- "ستحبل العذراء، فتلد ابنا يدعى "عمانوئيل"، اي
الله معنا.
24- فلما قام يوسف من النوم، عمل بما امره ملاك الرب.
فجاء بامراته الى بيته،
25- ولكنه ما عرفها حتى ولدت ابنها فسماه يسوع.
|
2 |
40 |
انجيل
متى |
003 |
الروح القدس
1- وفي تلك الايام جاء يوحنا المعمدان يبشر في برية
اليهودية
2- فيقول: "توبوا، لان ملكوت السماوات اقترب!"
3- ويوحنا هو الذي عناه النبـي اشعيا بقوله: "صوت
صارخ في البرية: هيئوا طريق الرب واجعلوا سبله
مستقيمة".
4- وكان يوحنا يلبس ثوبا من وبر الجمال، وعلى وسطه
حزام من جلد، ويقتات من الجراد والعسل البري.
5- وكان الناس يخرجون اليه من اورشليم وجميع
اليهودية وكل الارجاء المحيطة بالاردن.
6- ليعمدهم في نهر الاردن، معترفين بخطاياهم.
7- وراى يوحنا ان كثيرا من الفريسيـين والصدوقيـين
يجيئون اليه ليعتمدوا، فقال لهم: "يا اولاد الافاعي،
من علمكم ان تهربوا من الغضب الآتي؟
8- اثمروا ثمرا يبرهن على توبتكم،
9- ولا تقولوا لانفسكم: ان ابانا هو ابراهيم. اقول
لكم: ان الله قادر ان يجعل من هذه الحجارة ابناء
لابراهيم.
10- ها هي الفاس على اصول الشجر. فكل شجرة لا تعطي
ثمرا جيدا تقطع وترمى في النار.
11- انا اعمدكم بالماء من اجل التوبة، واما الذي
يجيء بعدي فهو اقوى مني، وما انا اهل لان احمل حذاءه.
هو يعمدكم ب الروح القدس والنار،
12- وياخذ مذراته. بيده وينقي بيدره، فيجمع القمح في
مخزنه ويحرق التبن بنار لا تنطفئ.
13- وجاء يسوع من الجليل الى الاردن ليتعمد على يد
يوحنا.
14- فمانعه يوحنا وقال له: "انا احتاج ان اتعمد على
يدك، فكيف تجيء انت الي
15- فاجابه يسوع: "ليكن هذا الآن، لاننا به نــتمم
مشيئة الله.". فوافقه يوحنا.
16- وتعمد يسوع وخرج في الحال من الماء. وانفتحت
السماوات له، فراى روح الله يهبط كانه حمامة وينزل
عليه.
17- وقال صوت من السماء: "هذا هو ابني الحبيب الذي
به رضيت".
|
3 |
40 |
انجيل
متى |
004 |
الروح القدس
1- وقاد الروح القدس يسوع الى البرية ليجربه ابليس.
2- فصام اربعين يوما واربعين ليلة حتى جاع.
3- فدنا منه المجرب وقال له: "ان كنت ابن الله، فقل
لهذه الحجارة ان تصير خبزا".
4- فاجابه: "يقول الكتاب: ما بالخبز وحده يحيا
الانسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله".
5- واخذه ابليس الى المدينة المقدسة، فاوقفه على
شرفة الهيكل
6- وقال له: "ان كنت ابن الله فالق بنفسك الى الاسفل،
لان الكتاب يقول: يوصي ملائكته بك، فيحملونك على
ايديهم لئلا تصدم رجلك بحجر".
7- فاجابه يسوع: "يقول الكتاب ايضا: لا تجرب الرب
الهك".
8- واخذه ابليس الى جبل عال جدا، فاراه جميع ممالك
الدنيا ومجدها
9- وقال له: "اعطيك هذا كله، ان سجدت لي وعبدتني".
10- فاجابه يسوع: "ابتعد عني يا شيطان! لان الكتاب
يقول: للرب الهك تسجد، واياه وحده تعبد".
11- ثم تركه ابليس، فجاء بعض الملائكة يخدمونه.
12- وسمع يسوع باعتقال يوحنا، فرجع الى الجليل.
13- ثم ترك الناصرة وسكن في كفرناحوم على شاطـىء بحر
الجليل في بلاد زبولون ونفتالي،
14- ليتم ما قال النبـي اشعيا:
15- "يا ارض زبولون وارض نفتالي، على طريق البحر،
عبر الاردن، يا. جليل. الامم!
16- الشعب الجالس في الظلام راى نورا ساطعا،
والجالسون في ارض الموت وظلاله اشرق عليهم النور".
17- وبدا يسوع من ذلك الوقت يبشر فيقول: "توبوا، لان
ملكوت السماوات اقترب".
18- وكان يسوع يمشي على شاطئ بحر الجليل، فراى اخوين
هما سمعان الملقب ببطرس واخوه اندراوس يلقيان الشبكة
في البحر، لانهما كانا صيادين.
19- فقال لهما: "اتبعاني، اجعلكما صيادي بشر".
20- فتركا شباكهما في الحال وتبعاه.
21- وسار من هناك فراى اخوين آخرين، هما يعقوب بن
زبدي واخوه يوحنا، مع ابيهما زبدي في قارب يصلحان
شباكهما، فدعاهما اليه.
22- فتركا القارب واباهما في الحال وتبعاه.
23- وكان يسوع يسير في انحاء الجليل، يعلم في
المجامع ويعلن انجيل الملكوت ويشفي الناس من كل مرض
وداء.
24- فانتشر صيته في سورية كلها، فجاؤوا اليه بجميع
المصابين باوجاع وامراض متنوعة: من مصروعين ومقعدين
والذين بهم شياطين، فشفاهم.
25- فتبعته جموع كبيرة من الجليل والمدن العشر
واورشليم واليهودية وعبر الاردن.
|
4 |
40 |
انجيل
متى |
012 |
الروح القدس
1- في تلك الايام مر يسوع في السبت وسط الحقول، فجاع
تلاميذه. فاخذوا يقطفون السنبل وياكلون.
2- فلما رآهم الفريسيون قالوا لـيسوع: "انظر!
تلاميذك يعملون ما لا يحل _في السبت".
3- فاجابهم يسوع: "اما قراتم ما عمل داود عندما جاع
هو ورجاله؟
4- كيف دخل بيت الله، وكيف اكلوا خبز القربان، واكله
لا يحل لهم، بل للكهنة وحدهم؟
5- اوما قراتم في شريعة موسى ان الكهنة في السبت
ينتهكون حرمة السبت في الهيكل ولا لوم عليهم؟
6- اقول لكم: هنا من هو اعظم من الهيكل.
7- ولو فهمتم معنى هذه الآية: اريد رحمة لا ذبـيحة،
لما حكمتم على من لا لوم عليه.
8- فابن الانسان هو سيد السبت".
9- وذهب من هناك الى مجمعهم،
10- فوجد رجلا يده يابسة. فسالوه ليتهموه: "ايحل
الشفاء في السبت؟"
11- فاجابهم يسوع: "من منكم له خروف واحد ووقع في
حفرة يوم السبت، لا يمسكه ويخرجه؟
12- والانسان كم هو افضل من الخروف؟ لذلك يحل عمل
الخير في السبت".
13- وقال يسوع للرجل: "مد يدك!" فمدها، فعادت صحيحة
مثل اليد الاخرى.
14- فخرج الفريسيون وتشاوروا ليقتلوا يسوع.
15- فلما علم يسوع انصرف من هناك. وتبعه جمهور كبـير،
فشفى جميع مرضاهم
16- وامرهم ان لا يخبروا احدا عنه،
17- ليتم ما قال النبـي اشعيا:
18- "ها هو فتاي الذي اخترته، حبـيبـي الذي به رضيت.
سافيض روحي عليه، فيعلن للشعوب ارادتي.
19- لا يخاصم ولا يصيح، وفي الشوارع لا يسمع احد
صوته.
20- قصبة مرضوضة لا يكسر، وشعلة ذابلة لا يطفئ.
يثابر حت? تنتصر ارادتي،
21- وعلى اسمه رجاء الشعوب".
22- وجاء بعض الناس الى يسوع برجل اعمى اخرس، فيه
شيطان. فشفى يسوع الرجل حتى تكلم وابصر.
23- فتعجب الجموع كلهم وتساءلوا: "اما هذا ابن داود؟"
24- وسمع الفريسيون كلامهم، فقالوا: "هو يطرد
الشياطين ببعلزبول رئيس الشياطين".
25- وعرف يسوع افكارهم، فقال لهم: "كل مملكة تنقسم
تخرب، وكل مدينة او عائلة تنقسم لا تثبت.
26- وان كان الشيطان يطرد الشيطان، فيكون انقسم.
فكيف تثبت مملكته؟
27- وان كنت ببعلزبول اطرد الشياطين، فبمن يطرده
اتباعكم؟ لذلك هم يحكمون عليكم.
28- واما اذا كنت بروح الله اطرد الشياطين، فملكوت
الله حل بينكم.
29- كيف يقدر احد ان يدخل بيت رجل قوي ويسرق امتعته،
الا اذا قيد هذا الرجل القوي اولا، ثم اخذ ينهب بيته؟
30- من لا يكون معي فهو علي، ومن لا يجمع معي فهو
يبدد.
31- لذلك اقول لكم: كل خطيئة وتجديف يغفر للناس، وام?
التجديف على الروح القدس فلن يغفر لهم.
32- ومن قال كلمة على ابن الانسان يغفر له، واما من
قال على الروح القدس، فلن يغفر له، لا في هذه الدنيا
ولا في الآخرة.
33- "اجعلوا الشجرة جيدة تحمل ثمرا جيدا. واجعلوا
الشجرة رديئة تحمل ثمرا رديئا. فالشجرة يدل عليها
ثمرها.
34- يا اولاد الافاعي، كيف يمكنكم ان تقولوا كلاما
صالحا وانتم اشرار؟ لان من فيض القلب ينطق اللسان.
35- الانسان الصالـح من كنزه الصالـح يخرج ما هو
صالـح، والانسان الشرير من كنزه الشرير يخرج ما هو
شرير.
36- اقول لكم: كل كلمة فارغة يقولها الناس يحاسبون
عليها يوم الدين.
37- لانك بكلامك تبرر وبكلامك تدان".
38- وقال له بعض معلمي الشريعة والفريسيـين: "يا
معلم، نريد ان نرى منك آية".
39- فاجابهم: "جيل شرير فاسق يطلب آية، ولن يكون له
سوى آية النبـي يونان.
40- فكما بقـي يونان ثلاثة ايـام بلياليها في بطن
الحوت، كذلك يبقى ابن الانسان ثلاثة ايام بلياليها
في جوف الارض.
41- اهل نينوى سيقومون يوم الحساب مع هذا الجيل
ويحكمون عليه، لان اهل نينوى تابوا عندما سمعوا
انذار يونان، وهنا الآن اعظم من يونان.
42- وملكة الجنوب ستقوم يوم الحساب مع هذا الجيل
وتحكم عليه، لانها جاءت من اقاصي الارض لتسمع حكمة
سليمان، وهنا الآن اعظم من سليمان.
43- "اذا خرج الروح النجس من انسان، هام في الصحارى
يطلب الراحة فلا يجدها،
44- فيقول: ارجــع الى بيتي الذي خرجت منه. فيرجــع
ويجده خاليا نظيفا مرتبا.
45- فيذهب ويجيء بسبعة ارواح اخبث منه، فتدخل وتسكن
فيه. فتكون حال ذلك الانسان في آخرها اسوا من حاله
في اولها. وهكذا يكون مصير هذا الجيل الشرير".
46- وبينما يسوع يكلم الجموع، جاءت امه واخوته
ووقفوا في خارج الدار يطلبون ان يكلموه.
47- فقال له احد الحاضرين: "امك واخوتك واقفون في
خارج الدار يريدون ان يكلموك".
48- فاجابه يسوع: "من هي امي، ومن هم اخوتي؟"
49- واشار بـيده الى تلاميذه وقال: "هؤلاء هم امي
واخوتي.
50- لان من يعمل بمشيئة ابـي الذي في السماوات هو
اخي واختي وامي".
|
5 |
40 |
انجيل
متى |
028 |
الروح القدس
1- ولما مضى السبت وطلع فجر الاحد، جاءت مريم
المجدلية ومريم الاخرى لزيارة القبر.
2- وفجاة وقع زلزال عظيم، حين نــزل ملاك الرب من
السماء ودحرج الحجر عن باب القبر وجلس عليه.
3- وكان منظره كالبرق وثوبه ابـيض كالثلج.
4- فارتعب الحرس لما راوه وصاروا مثل الاموات.
5- فقال الملاك للمراتين: "لا تخافا. انا اعرف انكما
تطلبان يسوع المصلوب.
6- ما هو هنا، لانه قام كما قال. تقدما وانظرا
المكان الذي كان موضوعا فيه.
7- واذهبا في الحال الى تلاميذه وقولا لهم: قام من
بين الاموات، وها هو يسبقكم الى الجليل، وهناك ترونه.
ها انا قلت لكما".
8- فتركت المراتان القبر مسرعتين وهما في خوف وفرح
عظيمين، وذهبتا تحملان الخبر الى التلاميذ.
9- فلاقاهما يسوع وقال: "السلام عليكما". فتقدمتا
وامسكتا بقدميه وسجدتا له.
10- فقال لهما يسوع: "لا تخافا! اذهبا وقولا لاخوتي
ان يمضوا الى الجليل، فهناك يرونني.
11- وبينما هما ذاهبتان رجع بعض الحرس الى المدينة
واخبروا رؤساء الكهنة بكل ما حدث.
12- فاجتمع رؤساء الكهنة والشيوخ، وبعدما تشاوروا
رشوا الجنود بمال كثير،
13- وقالوا لهم: "اشيعوا بين الناس ان تلاميذ يسوع
جاؤوا ليلا وسرقوه ونحن نائمون.
14- واذا سمع الحاكم هذا الخبر، فنحن نرضيه ونرد
الاذى عنكم".
15- فاخذ الحرس المال وعملوا كما قالوا لهم. فانتشرت
هذه الرواية بين اليهود الى اليوم.
16- اما التلاميذ الاحد عشر، فذهبوا الى الجليل، الى
الجبل، مثلما امرهم يسوع.
17- فلما راوه سجدوا له، ولكن بعضهم شكوا.
18- فدنا منهم يسوع وقال لهم: "نلت كل سلطان في
السماء والارض.
19- فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم، وعمدوهم باسم الآب
والابن والروح القدس،
20- وعلموهم ان يعملوا بكل ما اوصيتكم به، وها انا
معكم طوال الايام، الى انقضاء الدهر".
|
6 |
41 |
انجيل
مرقس |
001 |
الروح القدس
1- بشارة يسوع المسيح ابن الله،
2- بدات كما كتب النبـي اشعيا: »ها انا ارسل رسولي
قدامك ليهيـئ طريقك
3- صوت صارخ في البرية: هيئوا طريق الرب، واجعلو
سبله مستقيمة«.
4- فظهر يوحنا المعمدان في البرية يدعو الناس الى
معمودية التوبة لتغفر خطاياهم.
5- وكانوا يخرجون اليه من جميع بلاد اليهودية
واورشليم فيعمدهم في نهر الاردن، معترفين بخطاياهم.
6- وكان يوحنا يلبس ثوبا من وبر الجمال، وعلى وسطه
حزام من جلد، ويقتات من الجراد والعسل البري.
7- وكان يبشر فيقول: «يجيء بعدي من هو اقوى مني. من
لا احسب نفسي اهلا لان انحني واحل رباط حذائه.
8- انا عمدتكم بالماء، واما هو فيعمدكم بالروح القدس«.
9- وفي تلك الايام جاء يسوع من النـاصرة التي في
الجليل، وتعمد على يد يوحنا في نهر الاردن.
10- ولما صعد يسوع من الماء راى السماوات تنفتـح
والروح القدس ينزل عليه كانه حمامة.
11- وقال صوت من السماء: «انت ابني الحبـيب، بك رضيت«.
12- واخرجه الروح القدس الى البرية،
13- فاقام فيها اربعين يوما يجربه الشيطان. وكان
هناك مع الوحوش. وكانت تخدمه الملائكة.
14- وبعد اعتقال يوحنا، جاء يسوع الى الجليل يعلن
بشارة الله،
15- فيقول: «تم الزمان واقترب ملكوت الله. فتوبوا
وآمنوا بالانجيل«.
16- وبينما هو يمشي على شاطئ بحر الجليل، راى صيادين
هما سمعان واخوه اندراوس يلقيان الشبكة في البحر،
17- فقال لهما يسوع: «اتبعاني اجعلكما صيادي بشر«.
18- فتركا شباكهما في الحال وتبعاه.
19- ومشى قليلا، فراى يعقوب بن زبدي واخاه يوحنا،
وهما في القارب يصلحان شباكهما.
20- فما ان دعاهما، حتى تركا اباهما زبدي في القارب
مع معاونيه وتبعاه.
21- وجاؤوا الى كفرناحوم، فدخل المجمع في السبت واخذ
يعلم.
22- فتعجبوا من تعليمه، لانه كان يعلمهم مثل من له
سلطان، لا مثل معلمي الشريعة.
23- وكان في المجمع رجل فيه روح نجس، فاخذ يصيح:
24- »ما لنا ولك، يا يسوع النـاصري؟ اجئت لتهلكنا؟
انا اعرف من انت: انت قدوس الله!«
25- فانتهره يسوع، قال: «اخرس واخرج من الرجل!«
26- فصرعه الروح النجس، وصرخ صرخة قوية وخرج منه.
27- فتعجب الناس كلهم وتساءلوا: «ما هذا؟ اتعليم
جديد يلقى بسلطان؟ حتى الارواح النجسة يامرها فتطيعه!«
28- وذاع صيت يسوع في جميع انحاء الجليل.
29- ولما خرج من المجمع، جاء مع يعقوب ويوحنا الى
بـيت سمعان واندراوس.
30- وكانت حماة سمعان طريحة الفراش بالحمى، فاخبروه
عنها.
31- فدنا منها وامسك يدها وانهضها. فتركتها الحمى
واخذت تخدمهم.
32- وعند المساء، بعد غروب الشمس، حمل الناس اليه
جميع المرضى والذين فيهم شياطين.
33- وتجمع اهل المدينة كلهم على الباب،
34- فشفى كثيرا من المصابـين بمختلف الامراض، وطرد
كثيرا من الشياطين، ومنع الشياطين ان تتكلم لانها
عرفته.
35- وقام قبل طلوع الفجر، فخرج وذهب الى مكان مقفر،
واخذ يصلي هناك.
36- فبحث عنه سمعان ورفاقه،
37- ولما وجدوه قالوا له: «جميع الناس يطلبونك!«
38- فقال لهم: «تعالوا نذهب الى القرى المجاورة
لابشر فيها ايضا، لاني لهذا خرجت«.
39- وطاف في انحاء الجليل، يبشر في مجامعهم ويطرد
الشياطين.
40- وجاءه ابرص يتوسل اليه، فسجد وقال له: «ان اردت
طهرتني«.
41- فاشفق عليه يسوع ومد يده ولمسه وقال له: «اريد،
فاطهر!«
42- فزال عنه البرص في الحال وطهر.
43- فانتهره يسوع وصرفه،
44- بعدما قال له: «اياك ان تخبر احدا بشيء. ولكن
اذهب الى الكاهن واره نفسك، ثم قدم عن شفائك ما امر
به موسى، شهادة عندهم«.
45- ولكن الرجل انصرف واخذ يذيع الخبر وينشره في كل
مكان. حتى تعذر على يسوع ان يدخل علانية الى اية
مدينة. فاقام في اماكن مقفرة. وكان النـاس يجيئون
اليه من كل مكان.
|
7 |
41 |
انجيل
مرقس |
003 |
الروح القدس
1- ورجع يسوع الى المجمع، فوجد فيه رجلا يده يابسة.
2- وكان هناك جماعة يراقبونه ليروا هل يشفيه في
السبت، فيــتهموه.
3- فقال للرجل الذي يده يابسة: «قم في وسط المجمع!«
4- وقال للحاضرين: «ايحل في السبت عمل الخير ام عمل
الشر؟ انقاذ نفس ام اهلاكها؟« فسكتوا.
5- فاجال يسوع نظره فيهم وهو غاضب حزين لقساوة
قلوبهم، وقال للرجل: «مد يدك!« فمدها فعادت صحيحة
كالاخرى.
6- فخرج الفريسيون وتشاوروا مع الهيرودسيـين ليقتلوا
يسوع.
7- فانصرف مع تلاميذه الى بحر الجليل، وتبعه جمهور
كبـير من الجليل واليهودية،
8- ومن اورشليم وادومية وعبر الاردن ونواحي صور
وصيدا. وهؤلاء سمعوا باعماله فجاؤوا اليه.
9- فامر تلاميذه بان يهيئوا له قاربا حتى لا يزحمه
الجمع،
10- لانه شفى كثيرا من النـاس، حتى اخذ كل مريض يشق
طريقه اليه ليلمسه.
11- وكان الذين فيهم ارواح نجسة يسجدون له اذا راوه
ويصيحون: «انت ابن الله!«
12- فكان يامرهم بشدة ان لا يعلنوا امره.
13- وصعد الى الجبل ودعا الذين ارادهم فحضروا اليه.
14- فاقام منهم اثني عشر سماهم رسلا يرافقونه
فيرسلهم مبشرين،
15- ولهم سلطان به يطردون الشياطين.
16- وهؤلاء الاثنا عشر هم: سمعان وسماه يسوع بطرس،
17- ويعقوب ويوحنا ابنا زبدي وسماهما بوانرجس، اي
ابني الرعد،
18- واندراوس وفيلبس وبرثولوماوس، ومتى وتوما،
ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان الوطني الغيور،
19- ويهوذا اسخريوط الذي اسلم يسوع.
20- وجاء يسوع الى البـيت، فعاد النـاس الى الازدحام،
حتى تعذر على يسوع وتلاميذه ان ياكلوا.
21- وسمع اقرباؤه، فجاؤوا لياخذوه لان بعض النـاس
قالوا: «فقد صوابه«.
22- واما معلمو الشريعة الذين نزلوا من اورشليم،
فقالوا: «فيه بعلزبول، وهو برئيس الشياطين يطرد
الشياطين«.
23- فدعاهم وكلمهم بامثال، قال: «كيف يمكن للشيطان
ان يطرد الشيطان؟
24- فاذا انقسمت مملكة لا تثبت،
25- او انقسم بيت لا يثبت.
26- واذا ثار الشيطان على ذاته وانقسم لا يثبت، بل
يزول.
27- لا يقدر احد ان يدخل بيت رجل قوي وينهب امتعته
الا اذا قيد هذا الرجل القوي اولا، ثم ينهب بيته.
28- الحق اقول لكم: كل خطيئة وكل تجديف مهما كان،
يغفرهما الله للناس.
29- واما من جدف على الروح القدس، فلا مغفرة له ابدا،
بل تبقى خطيئته ابدية«.
30- وبهذا الكلام رد على الذين قالوا: «فيه روح نجس!«
31- وجاءت امه واخوته، فوقفوا في خارج البيت وارسلوا
اليه يدعونه.
32- وكان يجلس حوله جمع كبـير، فقالوا له: «امك
واخوتك واخواتك في خارج البيت يطلبونك«.
33- فاجابهم: «من هي امي ومن هم اخوتي؟«
34- ونظر الى الجالسين حوله وقال: «هؤلاء هم امي
واخوتي!
35- لان من يعمل بمشيئة الله هو اخي واختي وامي«.
|
8 |
41 |
انجيل
مرقس |
012 |
الروح القدس
1- واخذ يخاطبهم بامثال، قال: «غرس رجل كرما، فسيجه،
وحفر فيه معصرة وبنى برجا، وسلمه الى بعض الكرامين
وسافر.
2- فلما جاء يوم القطاف، ارسل خادما اليهم لياخذ
منهم حصته من ثمر الكرم.
3- فامسكوه وضربوه وارجعوه فارغ اليدين.
4- فارسل خادما آخر، وهذا رجمه الكرامون وضربوه على
راسه واهانوه وارجعوه.
5- فارسل آخر، وهذا قتلوه. ثم ارسل كثيرين غيرهم،
فضربوا منهم من ضربوا، وقتلوا من قتلوا.
6- فما بقـي للرجل سوى ابنه الحبـيب، فارسله اليهم
في آخر الامر وقال: سيهابون ابني.
7- لكن الكرامين قالوا في ما بينهم: ها هو الوارث.
تعالوا نقتله، فيعود الميراث الينا.
8- فامسكوه وقتلوه ورموه في خارج الكرم.
9- فماذا يفعل صاحب الكرم؟ يجيء ويقتل الكرامين
ويسلم الكرم الى غيرهم.
10- اما قراتم هذه الآية: الحجر الذي رفضه البنـاؤون
صار راس الزاوية؟
11- هذا ما صنعه الرب، فيا للعجب!«
12- فارادوا ان يمسكوه، لانهم فهموا انه قال هذا
المثل عليهم. ولكنهم خافوا من الجموع، فتركوه
وانصرفوا.
13- وارسلوا اليه جماعة من الفريسيـين والهيرودسيـين
ليمسكوه بكلمة،
14- فجاؤوا اليه وقالوا له: «يا معلم، نعرف انك صادق
لا تبالي باحد، لانك لا تراعي مقام النـاس، بل بالحق
تعلم طريق الله. ايحل دفع الجزية الى القيصر ام لا؟
اندفعها ام لا ندفعها؟«
15- فادرك يسوع مكرهم، فقال لهم: «لماذا تحاولون ان
تحرجوني؟ هاتوا دينارا لاراه«.
16- فاعطوه دينارا، فقال: «لمن هذه الصورة وهذا
الاسم؟« قالوا: «للقيصر!«
17- فقال لهم: «ادفعوا الى القيصر ما للقيصر، والى
الله ما لله«. فتعجبوا منه.
18- وجاء اليه بعض الصدوقيـين، وهم الذين ينكرون
القيامة،
19- فسالوه: «يا معلم، كتب لنا موسى: اذا مات لرجل
اخ وترك امراته وما خلف ولدا، فعلى اخيه ان يتزوجها
ويقيم نسلا لاخيه.
20- وكان هناك سبعة اخوة: تزوج الاول امراة، ومات
وما خلف نسلا.
21- فتزوجها الثاني، ومات وما خلف نسلا. وكذلك
الثالث والآخرون،
22- فما خلف احد من السبعة نسلا. ثم ماتت المراة من
بعدهم جميعا.
23- فلاي واحد منهم تكون زوجة في القيامة حين يقومون؟
لانها كانت زوجة للسبعة«.
24- فاجابهم يسوع: «انتم في ضلال، لانكم تجهلون
الـكتب المقدسة وقدرة الله.
25- ففي القـيامة لا يتزاوجون، بل يكونون مثل
الملائكة في السماوات.
26- واما ان الاموات يقومون، افما قراتم في كتاب
موسى خبر العليقة، كيف كلمه الله فقال: انا اله
ابراهيم، واله اسحق، واله يعقوب؟
27- وما كان اله اموات، بل هو اله احياء. فما اعظم
ضلالكم!«
28- وكان احد معلمي الشريعة هناك. فسمعهم يتجادلون.
وراى ان يسوع احسن الرد على الصدوقيـين، فدنا منه
وساله: «ما هي اولى الوصايا كلها؟«
29- فاجاب يسوع: «الوصية الاولى هي: اسمع يا اسرائيل،
الرب الهنا هو الرب الاحد.
30- فاحب الرب الهك بكل قلبك وكل نفسك وكل فكرك وكل
قدرتك.
31- والوصية الثانـية: احب قريبك مثلما تحب نفسك.
وما من وصية اعظم من هاتين الوصيتين«.
32- فقال له معلم الشريعة: «احسنت، يا معلم! فانت
على حق في قولك ان الله واحد ولا اله سواه،
33- وان يحبه الانسان بكل قلبه وكل فكره وكل قدرته،
وان يحب قريبه مثلما يحب نفسه، افضل من كل الذبائح
والقرابـين«.
34- وراى يسوع ان الرجل اجاب بحكمة، فقال له: «ما
انت بعيد عن ملكوت الله«. وما تجرا احد بعد ذلك ان
يساله عن شيء.
35- وبينما يسوع يعلم في الهيكل قال: «كيف يقول
معلمو الشريعة ان المسيح هو ابن داود؟
36- وداود نفسه قال بوحي من الروح القدس: قال الرب
لربـي: اجلس عن يميني حتى اجعل اعداءك تحت قدميك.
37- فداود نفسه يدعو المسيح ربا، فكيف يكون المسيح
ابنه؟«.
وكانت جموع النـاس تصغي الى يسوع بسرور.
38- وقال لهم في تعليمه: «اياكم ومعلمي الشريعة،
يحبون المشي بالثـياب الطويلة والتحيات في الساحات
39- ومكان الصدارة في المجامـع ومقاعد الشرف في
الولائم.
40- ياكلون بيوت الارامل، وهم يظهرون انهم يطيلون
الصلاة. هؤلاء ينالهم اشد العقاب«.
41- وجلس يسوع في الهيكل، تجاه صندوق التبرعات،
يراقب النـاس وهم يلقون فيه النقود. فالقى كثير من
الاغنياء نقودا كثيرة.
42- ثم جاءت ارملة فقيرة، فالقت في الصندوق درهمين.
43- فدعا تلاميذه وقال لهم: «الحق اقول لكم: هذه
الارملة الفقيرة القت في الصندوق اكثر مما القاه
الآخرون كلهم.
44- فهم القوا من الفائض عن حاجاتهم. واما هي، فمن
حاجتها القت كل ما تملك لمعيشتها«.
|
9 |
41 |
انجيل
مرقس |
013 |
الروح القدس
1- ولما خرج من الهيكل، قال له واحد من تلاميذه: «يا
معلم، انظر ما اروع هذه الحجارة وهذه الابنـية!«
2- فاجابه يسوع: «اترى هذه الابنية العظيمة؟ لن يبقى
منها هنا حجر على حجر، بل يهدم كله«.
3- وبينما هو جالس في جبل الزيتون، تجاه الهيكل،
ساله بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس على انفراد:
4- »اخبرنا متى يحدث هذا الخراب، وما هي العلامة
التي تدل على قرب حدوثه؟«
5- فاجابهم يسوع: «اياكم ان يضلــلكم احد.
6- سيجيء كثير من النـاس منتحلين اسمي، فيقولون: انا
هو المسيح! ويخدعون اناسا كثيرين.
7- فاذا سمعتم بالحروب وباخبار الحروب فلا ترتعبوا،
لان هذا لا بد ان يحدث، ولكن لا تكون هي الآخرة.
8- ستقوم امة على امة ومملكة على مملكة، وتقع
الزلازل في اماكن كثيرة، وتحدث مجاعات، وهذا كله بدء
الاوجاع.
9- واما انتم، فكونوا على حذر. سيسلمونكم الى
المحاكم، ويضربونكم في المجامـع، ويسوقونكم الى
الحكام والملوك من اجلي لتشهدوا عندهم،
10- لانه يجب قبل الآخرة اعلان البشارة الى جميع
الشعوب.
11- وعندما ياخذونكم ليسلموكم لا تهتموا من قبل كيف
تتكلمون، بل تكلموا بما يوحى اليكم في حينه، لان
الروح القدس هو المتكلم لا انتم.
12- سيسلم الاخ اخاه الى الموت، والاب ابنه، ويتمرد
الابناء على الآباء ويقتلونهم،
13- ويبغضكم جميع النـاس من اجل اسمي. ومن يثبت الى
النـهاية يخلص.
14- واذا رايتم «نجاسة الخراب« قائمة حيث يجب ان لا
تكون، (افهم هذا ايها القارئ)، فليهرب الى الجبال من
كان في اليهودية.
15- ومن كان على السطح، فلا ينزل الى البيت لياخذ
منه شيئا.
16- ومن كان في الحقل، فلا يرجـع لياخذ ثوبه.
17- الويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام.
18- صلوا حتى لا يحدث هذا الخراب في الشتاء،
19- فستنزل في تلك الايام نكبة ما حدث مثلها منذ بدء
العالم الذي خلقه الله الى اليوم، ولن يحدث.
20- ولولا ان الرب جعل تلك الايام قصيرة، لما نجا
احد من البشر. ولكن من اجل خاصته الذين اختارهم قصر
تلك الايام.
21- فاذا قال لكم احد: ها هو المسيح هنا! او ها هو
هناك! فلا تصدقوه.
22- فسيظهر مسحاء دجالون وانبـياء كذابون يعملون
آيات ومعجزات، ولو امكنهم لضللوا الذين اختارهم الله.
23- فكونوا انتم على حذر. ها انا انباتكم بكل شيء.
24- وفي تلك الايام، بعد زمن الضـيق، تظلم الشـمس
ولا يضيء القمر.
25- وتتساقط النجوم من السماء وتتزعزع قوات السماء.
26- وفي ذلك الحين يرى النـاس ابن الانسان آتــيا في
السحاب بكل عزة وجلال.
27- فيرسل ملائكته الى جهات الرياح الاربع ليجمعوا
مختاريه من اقصى الارض الى اقصى السماء.
28- خذوا من شجرة التين عبرة: اذا لانت اغصانها
واورقت، عرفتم ان الصيف قريب.
29- وكذلك اذا رايتم هذا كله يحدث، فاعلموا ان الوقت
قريب على الابواب.
30- الحق اقول لكم: لن ينقضي هذا الجيل حتى يتم هذا
كله.
31- السماء والارض تزولان وكلامي لن يزول.
32- واما ذلك اليوم او تلك الساعة فلا يعرفهما احد،
لا الملائكة في السماء ولا الابن، الا الآب.
33- فكونوا على حذر واسهروا، لانكم لا تعرفون متى
يجيء الوقت.
34- وذلك كمثل رجل سافر وترك بيته وسلمه الى خدمه،
كل واحد وعمله، واوصى البواب بالسهر.
35- فاسهروا، لانكم لا تعرفون متى يجيء رب البيت،
افي المساء ام في منتصف الليل ام عند صياح الديك ام
في الصباح،
36- لئلا يجيء فجاة فيجدكم نياما.
37- وما قلته لكم اقوله لجميع النـاس: اسهروا!«
|
10 |
42 |
انجيل
لوقا |
001 |
الروح القدس
1- لان كثيرا من النـاس اخذوا يدونون رواية الاحداث
التي جرت بيننا،
2- كما نقلها الينا الذين كانوا من البدء شهود عيان
وخداما للكلمة،
3- رايت انا ايضا، بعدما تتبعت كل شيء من اصوله
بتدقيق، ان اكتبها اليك، يا صاحب العزة ثاوفيلس، حسب
ترتيبها الصحيح،
4- حتى تعرف صحة التعليم الذي تلقيته.
5- كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن من فرقة
ابـيا اسمه زكريا، له زوجة من سلالة هرون اسمها
اليصابات.
6- وكان زكريا واليصابات صالحين عند الله، يتبعان
جميع احكامه ووصاياه، ولا لوم عليهما.
7- وما كان لهما ولد، لان اليصابات كانت عاقرا،
وكانت هي وزكريا كبـيرين في السن.
8- وبينما زكريا يتناوب الخدمة مع فرقته ككاهن امام
الله،
9- القيت القرعة، بحسب التقليد المتبع عند الكهنة،
فاصابته ليدخل هيكل الرب ويحرق البخور.
10- وكانت جموع الشعب تصلي في الخارج عند احراق
البخور.
11- فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور.
12- فلما رآه زكريا اضطرب وخاف.
13- فقال له الملاك: «لا تخف يا زكريا، لان الله سمع
دعاءك وستلد لك امراتك اليصابات ابنا تسميه يوحنا.
14- وستفرح به وتبتهـج، ويفرح بمولده كثير من النـاس،
15- لانه سيكون عظيما عند الرب، ولن يشرب خمرا ولا
مسكرا، ويمتلـئ من الروح القدس وهو في بطن امه،
16- ويهدي كثيرين من بني اسرائيل الى الرب الههم،
17- ويسير امام الله بروح ايليا وقوته، ليصالـح
الآباء مع الابناء ويرجـع العصاة الى حكمة الابرار،
فيهيـئ للرب شعبا مستعدا له«.
18- فقال زكريا للملاك: «كيف يكون هذا وانا شيخ
كبـير وامراتي عجوز؟«
19- فاجابه الملاك: «انا جبرائيل القائم في حضرة
الله، وهو ارسلني لاكلمك واحمل اليك هذه البشرى.
20- لكنك ستصاب بالخرس، فلا تقدر على الكلام الى
اليوم الذي يحدث فيه ذلك، لانك ما آمنت بكلامي،
وكلامي سيتم في حينه«.
21- وكانت الجموع تنتظر زكريا وتتعجب من ابطائه في
داخل الهيكل.
22- فلما خرج، كان لا يقدر ان يكلمهم، ففهموا انه
راى رؤيا في داخل الهيكل. وكان يخاطبهم بالاشارة،
وبقي اخرس.
23- فلما انتهت ايام خدمته رجع الى بيته.
24- وبعد مدة حبلت امراته اليصابات، فاخفت امرها
خمسة اشهر. وكانت تقول:
25- »هذا ما اعطاني الرب يوم نظر الي ليزيل عني
العار من بين النـاس«.
26- وحين كانت اليصابات في شهرها السادس، ارسل الله
الملاك جبرائيل الى بلدة في الجليل اسمها النـاصرة،
27- الى عذراء اسمها مريم، كانت مخطوبة لرجل من بيت
داود اسمه يوسف.
28- فدخل اليها الملاك وقال لها: «السلام عليك، يا
من انعم الله عليها. الرب معك«.
29- فاضطربت مريم لكلام الملاك وقالت في نفسها: «ما
معنى هذه التحية؟«
30- فقال لها الملاك: «لا تخافي يا مريم، نلت حظوة
عند الله:
31- فستحبلين وتلدين ابنا تسمينه يسوع.
32- فيكون عظيما وابن الله العلي يدعى، ويعطيه الرب
الاله عرش ابـيه داود،
33- ويملك على بيت يعقوب الى الابد، ولا يكون لملكه
نهاية!«
34- فقالت مريم للملاك: «كيف يكون هذا وانا عذراء لا
اعرف رجلا؟«
35- فاجابها الملاك: «الروح القدس يحل عليك، وقدرة
العلي تظلـلك، لذلك فالقدوس الذي يولد منك يدعى ابن
الله.
36- ها قريبـتك اليصابات حبلى بابن في شيخوختها،
وهذا هو شهرها السادس، وهي التي دعاها النـاس عاقرا.
37- فما من شيء غير ممكن عند الله«.
38- فقالت مريم: «انا خادمة الرب: فليكن لي كما تقول«.
ومضى من عندها الملاك.
39- وفي تلك الايام، قامت مريم واسرعت الى مدينة
يهوذا في جبال اليهودية.
40- ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات.
41- فلما سمعت اليصابات سلام مريم، تحرك الجنين في
بطنها، وامتلات اليصابات من الروح القدس،
42- فهتفت باعلى صوتها: «مباركة انت في النساء
ومبارك ابنك ثمرة بطنك!
43- من انا حتى تجيء الي ام ربـي؟
44- ما ان سمعت صوت سلامك حتى تحرك الجنين من الفرح
في بطني.
45- هنيئا لك، يا من آمنت بان ما جاءها من عند الرب
سيتم«.
46- فقالت مريم: »تعظم نفسي الرب
47- وتبتهـج روحي بالله مخلصي
48- لانه نظر الي، انا خادمته الوضيعة! جميع الاجيال
ستهنئني
49- لان القدير صنع لي عظائم. قدوس اسمه
50- ورحمته من جيل الى جيل للذين يخافونه.
51- اظهر شدة ساعده فبدد المتكبرين في قلوبهم.
52- انزل الجبابرة عن عروشهم ورفع المتضعين.
53- اشبع الجياع من خيراته وصرف الاغنياء فارغين.
54- اعان عبده اسرائيل فتذكر رحمته،
55- كما وعد آباءنا، لابراهيم ونسله الى الابد«.
56- واقامت مريم عند اليصابات نحو ثلاثة اشهر، ثم
رجعت الى بيتها.
57- وجاء وقت اليصابات لتلد، فولدت ابنا.
58- وسمع جيرانها واقاربها ان الله غمرها برحمته،
ففرحوا معها.
59- ولما بلغ الطفل يومه الثـامن، جاؤوا ليختنوه.
وارادوا ان يسموه زكريا باسم ابـيه،
60- فقالت امه: «لا، بل نسميه يوحنا«.
61- فقالوا: «لا احد من عشيرتك تسمى بهذا الاسم«.
62- وسالوا اباه بالاشارة ماذا يريد ان يسمى الطفل،
63- فطلب لوحا وكتب عليه: «اسمه يوحنا«. فتعجبوا
كلهم.
64- وفي الحال انفتح فمه وانطلق لسانه فتكلم ومجد
الله.
65- فملا الخوف جميع الجيران.
66- وكان كل من يسمع بها يحفظها في قلبه قائلا: «ما
عسى ان يكون هذا الطفل؟« لان يد الرب كانت معه.
67- وامتلا ابوه زكريا من الروح القدس، فتنبا قال:
68- »تبارك الرب، اله اسرائيل لانه تفقـد شعبه
وافتداه،
69- فاقام لنا مخلصا قديرا في بيت عبده داود
70- كما وعد من قديم الزمان بلسان انبـيائه القديسين
71- خلاصا لنا من اعدائنا، ومن ايدي جميع مبغضينا،
72- ورحمة منه لآبائنا وذكرا لعهده المقدس
73- وللقسم الذي اقسمه لابراهيم ابـينا
74- بان يخلصنا من اعدائنا، حتى نعبده غير خائفين،
75- في قداسة وتقوى عنده طوال ايام حياتنا.
76- وانت، ايها الطفل، نبـي العلي تدعى، لانك تتقدم
الرب لتهيـئ الطريق له
77- وتعلـم شعبه ان الخلاص هو في غفران خطاياهم.
78- لان الهنا رحيم رؤوف يتفقدنا مشرقا من العلى
79- ليضيء للقاعدين في الظلام وفي ظلال الموت ويهدي
خطانا في طريق السلام«.
80- وكان الطفل ينمو ويتقوى في الروح. واقام في
البرية الى ان ظهر لبني اسرائيل.
|
11 |
42 |
انجيل
لوقا |
002 |
الروح القدس
1- وفي تلك الايام امر القيصر اوغسطس باحصاء سكان
الامبراطورية.
2- وجرى هذا الاحصاء الاول عندما كان كيرينـيوس
حاكما في سورية.
3- فذهب كل واحد الى مدينته ليكتتب فيها.
4- وصعد يوسف من الجليل من مدينة النـاصرة الى
اليهودية الى بيت لحم مدينة داود، لانه كان من بيت
داود وعشيرته،
5- ليكتتب مع مريم خطيبته، وكانت حبلى.
6- وبينما هما في بيت لحم، جاء وقتها لتلد،
7- فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في مذود، لانه
كان لا محل لهما في الفندق.
8- وكان في تلك النـاحية رعاة يبـيتون في البرية،
يتناوبون السهر في الليل على رعيتهم.
9- فظهر ملاك الرب لهم، واضاء مجد الرب حولهم فخافوا
خوفا شديدا.
10- فقال لهم الملاك: «لا تخافوا! ها انا ابشركم
بخبر عظيم يفرح له جميع الشعب:
11- ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح
الرب.
12- واليكم هذه العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في
مذود«.
13- وظهر مع الملاك بغتة جمهور من جند السماء،
يسبحون الله ويقولون:
14- »المجد لله في العلى، وفي الارض السلام للحائزين
رضاه«.
15- ولما انصرف الملائكة عنهم الى السماء، قال
الرعاة بعضهم لبعض: «تعالوا نذهب الى بيت لحم لنرى
هذا الحدث الذي اخبرنا به الرب«.
16- وجاؤوا مسرعين، فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا
في المذود.
17- فلما راوه اخبروا بما حدثهم الملاك عنه،
18- فكان كل من سمع يتعجب من كلامهم.
19- وحفظت مريم هذا كله وتاملته في قلبها.
20- ورجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما
سمعوا وراوا كما اخبرهم الملاك.
21- ولما بلغ الطفل يومه الثـامن، وهو يوم ختانه،
سمي يسوع، كما سماه الملاك قبلما حبلت به مريم.
22- ولما حان يوم طهورهما بحسب شريعة موسى، صعدا
بالطفل يسوع الى اورشليم ليقدماه للرب،
23- كما هو مكتوب في شريعة الرب: «كل بكر فاتح رحم
هو نذر للرب«،
24- وليقدما الذبـيحة التي تفرضها شريعة الرب: زوجي
يمام او فرخي حمام.
25- وكان في اورشليم رجل صالح تقي اسمه سمعان، ينتظر
الخلاص لاسرائيل، والروح القدس كان عليه.
26- وكان الروح القدس اوحى اليه انه لا يذوق الموت
قبل ان يرى مسيح الرب.
27- فجاء الى الهيكل بوحي من الروح. ولما دخل
الوالدان ومعهما الطفل يسوع ليؤديا عنه ما تفرضه
الشريعة،
28- حمله سمعان على ذراعيه وبارك الله وقال:
29- »يا رب، تممت الآن وعدك لي فاطلق عبدك بسلام.
30- عيناي راتا الخلاص
31- الذي هياته للشعوب كلها
32- نورا لهداية الامم ومجدا لشعبك اسرائيل«.
33- فتعجب ابوه وامه مما قاله سمعان فيه.
34- وباركهما سمعان وقال لمريم امه: «هذا الطفل
اختاره الله لسقوط كثير من النـاس وقـيام كثير منهم
في اسرائيل. وهو علامة من الله يقاومونها،
35- لتنكشف خفايا افكارهم. واما انت، فسيف الاحزان
سينفذ في قلبك«.
36- وكانت هناك نبـية كبـيرة في السن اسمها حنة ابنة
فنوئيل، من عشيرة آشير، تزوجت وهي بكر وعاشت مع
زوجها سبع سنوات،
37- ثم بقـيت ارملة فبلغت الرابعة والثمانين من
عمرها، لا تفارق الهيكل متعبدة بالصوم والصلاة ليل
نهار.
38- فحضرت في تلك الساعة وحمدت الله وتحدثت عن الطفل
يسوع مع كل من كان ينتظر من الله ان يفدي اورشليم.
39- ولما تمم يوسف ومريم كل ما تفرضه شريعة الرب،
رجعوا الى الجليل، الى مدينتهم النـاصرة.
40- وكان الطفل يسوع ينمو ويتقوى ويمتلئ بالحكمة،
وكانت نعمة الله عليه.
41- وكان والدا يسوع يذهبان كل سنة الى اورشليم في
عيد الفصح.
42- فلما بلغ يسوع الثـانية عشرة من عمره، صعدوا الى
اورشليم كعادتهم في العيد.
43- وبعدما انقضت ايام العيد واخذوا طريق العودة،
بقـي الصبـي يسوع في اورشليم، ووالداه لا يعلمان،
44- بل كانا يظنـان انه مع المسافرين. وبعد مسيرة
يوم اخذا يبحثان عنه عند الاقارب والمعارف،
45- فما وجداه. فرجعا الى اورشليم يبحثان عنه،
46- فوجداه بعد ثلاثة ايام في الهيكل، جالسا مع
معلمي الشريعة، يستمع اليهم ويسالهم.
47- وكان جميع سامعيه في حيرة من فهمه واجوبته.
48- ولما رآه والداه تعجبا. وقالت له امه: «يا ابني،
لماذا فعلت بنا هكذا؟ فابوك وانا تعذبنا كثيرا ونحن
نبحث عنك«.
49- فاجابهما: «ولماذا بحثتما عني؟ اما تعرفان انه
يجب ان اكون في بيت ابـي؟«
50- فما فهما معنى كلامه.
51- ورجع يسوع معهما الى النـاصرة، وكان مطيعا لهما.
وحفظت امه هذا كله في قلبها.
52- وكان يسوع ينمو في القامة والحكمة والنعمة عند
الله والنـاس.
|
12 |
42 |
انجيل
لوقا |
003 |
الروح القدس
1- وفي السنة الخامسة عشرة من حكم القيصر طيباريوس،
حين كان بـيلاطس البنطـي حاكما في اليهودية، وهيرودس
واليا على الجليل، واخوه فيلبس واليا على ايطورية
وتراخونيتس، وليسانيوس واليا على ابـيلينة،
2- وحنان وقيافا رئيسين للكهنة، كانت كلمة الله الى
يوحنا بن زكريا في البرية،
3- فجاء الى جميع نواحي الاردن، يدعو النـاس الى
معمودية التوبة لتغفر لهم خطاياهم،
4- كما كتب النبـي اشعيا: »صوت صارخ في البرية:
هيئوا طريق الرب، واجعلوا سبله مستقيمة.
5- كل واد يمتلـئ وكل جبل وتل ينخفض والطرق المتعرجة
تستقيم والوعرة تصير سهلا
6- فيرى كل بشر خلاص الله!«
7- وكان يوحنا يقول للجموع الذين جاؤوا ليتعمدوا على
يده: «يا اولاد الافاعي، من علمكم ان تهربوا من
الغضب الآتي؟
8- اثمروا ثمرا يبرهن على توبتكم، ولا تقولوا
لانفسكم: ان ابانا هو ابراهيم! اقول لكم: ان الله
قادر ان يجعل من هذه الحجارة ابناء لابراهيم!
9- ها هي الفاس على اصول الشجر، فكل شجرة لا تعطي
ثمرا جيدا تقطع وترمى في النار«.
10- وساله الجموع: «ماذا نعمل؟«
11- اجابهم: «من كان له ثوبان، فليعط من لا ثوب له.
ومن عنده طعام، فليشارك فيه الآخرين«.
12- وجاء بعض جباة الضرائب ليتعمدوا، فقالوا له: «يا
معلم، ماذا نعمل؟«
13- فقال لهم: «لا تجمعوا من الضرائب اكثر مما فرض
لكم«.
14- وساله بعض الجنود: «ونحن، ماذا نعمل؟« فقال لهم:
«لا تظلموا احدا، ولا تشوا باحد، واقنعوا باجوركم«.
15- وكان النـاس ينتظرون المسيح، وهم يسالون انفسهم
عن يوحنا: «هل هو المسيح؟«
16- فقال لهم يوحنا: «انا اعمدكم بالماء، ويجيء الآن
من هواقوى مني، وما انا اهل لان احل رباط حذائه،
فيعمدكم بالروح القدس والنار،
17- وياخذ مذراته بيده، وينقي بيدره، فيجمع القمح في
مخزنه، ويحرق التبن بنار لا تنطفئ«.
18- وكان يوحنا يعظ الناس ويبشرهم باشياء اخرى كثيرة.
19- ولكنه وبخ الحاكم هيرودس لانه تزوج هيروديا
امراة اخيه وعمل كثيرا من السيئات،
20- فاضاف هيرودس الى سيئاته كلها انه حبس يوحنا في
السجن.
21- ولما تعمد الشعب كله، تعمد يسوع ايضا. وبينما هو
يصلي انفتحت السماء،
22- وحل الروح القدس عليه في صورة جسم كانه حمامة،
وجاء صوت من السماء يقول: «انت ابني الحبـيب بك رضيت«.
23- وكان يسوع في نحو الثلاثين من العمر عندما بدا
رسالته. وكان النـاس يحسبونه ابن يوسف، بن عالي،
24- بن متثاث، بن لاوي، بن ملكي، بن ينا، بن يوسف،
25- بن متاثـيا، بن عاموص، بن ناحوم، بن حسلي، بن
نجاي،
26- بن مآت، بن متاثيا، بن شمعي، بن يوسف، بن يهوذا،
27- بن يوحنا، بن ريسا، بن زربابل، بن شالتيئيل، بن
نيري،
28- بن ملكي، بن ادي، بن قوصم، بن المودام، بن عير،
29- بن يشوع، بن اليعازار، بن يوريم، بن متثاث، بن
لاوي،
30- بن شمعون، بن يهوذا، بن يوسف، بن يونان، بن
الياقيم،
31- بن مليا، بن مينان، بن متاثا. بن ناثان، بن داود،
32- بن يسى، بن عوبـيد، بن بوعز، بن شالح، بن نحشون،
33- بن عميناداب، بن ادمي، بن عرني، بن حصرون، بن
فارص، بن يهوذا،
34- بن يعقوب، بن اسحق، بن ابراهيم، بن تارح، بن
ناحور،
35- بن سروج، بن رعو، بن فالج، بن عابر، بن شالح،
36- بن قينان، بن ارفكشاد، بن سام، بن نوح، بن لامك،
37- بن متوشالـح، بن اخنوخ، بن يارد، بن مهللئيل، بن
قينان،
38- بن انوش، بن شيت، بن آدم، ابن الله.
|
13 |
42 |
انجيل
لوقا |
004 |
الروح القدس
1- ورجع يسوع من نهر الاردن، وهو ممتلئ من الروح
القدس، فاقتاده الروح في البرية
2- اربعين يوما، وابليس يجربه، وما اكل شيئا في تلك
الايام حتى انقضت فجاع.
3- فقال له ابليس: «ان كنت ابن الله، فقل لهذا الحجر
ان يصير خبزا«.
4- فاجابه يسوع: «يقول الكتاب: ما بالخبز وحده يحيا
الانسان«.
5- واصعده ابليس الى جبل مرتفـع واراه في لحظة من
الزمن جميع ممالك العالم،
6- وقال له: «اعطيك هذا السلطان كله ومجد هذه
الممالك، لانني املكه وانا اعطيه لمن اشاء.
7- فان سجدت لي يكون كله لك«.
8- فاجابه يسوع: «يقول الكتاب: للرب الهك تسجد،
واياه وحده تعبد«.
9- واخذه ابليس الى اورشليم، واوقفه على شرفة الهيكل
وقال له: «ان كنت ابن الله، فالق بنفسك من هنا الى
الاسفل،
10- لان الكتاب يقول: يوصي الله ملائكته بك لـيحفظوك.
11- وهم يحملونك على ايديهم لئلا تصدم رجلك بحجر«.
12- فاجابه يسوع: «ولكن قـيل: لا تجرب الرب الهك«.
13- وبعدما جربه ابليس بكل تجربة، فارقه الى حين.
14- ورجع يسوع الى الجليل، وهو ممتلـئ بقوة الروح
القدس، فذاع صيته في جميع تلك الانحاء.
15- وكان يعلم في مجامعهم، فيمجدونه كلهم.
16- وجاء يسوع الى الناصرة حيث نشا، ودخل المجمع يوم
السبت على عادته، وقامليقرا.
17- فناولوه كتاب النبـي اشعيا، فلما فتح الكتاب وجد
المكان الذي ورد فيه:
18- »روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين،
ارسلني لانادي للاسرى بالحرية، وللعميان بعودة البصر
اليهم، لاحرر المظلومين
19- واعلن الوقت الذي فيه يقبل الرب شعبه«.
20- واغلق يسوع الكتاب واعاده الى خادم المجمع وجلس.
وكانت عيون الحـاضـريـن كلهم شاخصة اليه.
21- فاخذ يقول لهم: «اليوم تمت هذه الكلمات التي
تلوتها على مسامعكم«.
22- فشهدوا له كلهم، وتعجبوا من كلام النعمة الذي
يخرج من فمه، وقالوا: «اما هو ابن يوسف؟«
23- فقال لهم يسوع: «ستقولون لي هذا المثل: يا طبـيب
اشف نفسك: فاعمل هنا في وطنك ما سمعنا انك عملته في
كفرناحوم«.
24- وقال لهم: «الحق اقول لكم: لا يقبل نبـي في وطنه.
25- وبحق اقول لكم: نعم، كان في اسرائيل كثير من
الارامل في زمن ايليا، حين توقف المطر ثلاث سنوات
وستة اشهر، فحدثت مجاعة شديدة في البلاد كلها،
26- وما ارسل الله ايليا الى واحدة منهن، بل ارسله
الى ارملة في صرفة صيدا.
27- وكان في اسرائيل كثير من البرص في زمن النبـي
اليشع، فما طهر الله احدا منهم الا نعمان السوري«.
28- فلما سمع الحاضرون في المجمع هذا الكلام غضبوا
كثيرا.
29- فقاموا، واخرجوه الى خارج المدينة، وجاؤوا به
الى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه ليلقوه
منها.
30- لكنه مر من بينهم ومضى.
31- ونزل الى كفرناحوم، وهي مدينة في الجليل، واخذ
يعلم النـاس في السبت.
32- فتعجبوا كلهم من تعليمه، لانه كان يتكلم بسلطان.
33- وكان في المجمع رجل فيه روح شيطان نجس، فصاح
باعلى صوته:
34- »آه، ما لك ولنا، يا يسوع النـاصري؟ اجئت
لتهلكنا؟ انا اعرف من انت: انت قدوس الله!«
35- فانتهره يسوع، قال: «اخرس واخرج من الرجل!« فصرع
الشيطان الرجل في وسط المجمع وخرج منه، من غير ان
يصيبه باذى.
36- فاستغربوا كلهم، وقال بعضهم لبعض: ما هذا الكلام؟
بسلطان وقوة يامر الارواح النجسة فتخرج«.
37- وذاع صيته في تلك الانحاء كلها.
38- ثم ترك المجمع ودخل بيت سمعان. وكانت حماة سمعان
مصابة بحمى شديدة، فتوسلوا اليه من اجلها.
39- فدنا منها، وانتهر الحمى فتركتها، فقامت في
الحال واخذت تخدمهم.
40- وعند غروب الشمس، جاء النـاس بمرضاهم الى يسوع،
وكانوا مصابـين بعلل مختلفة، فوضع يديه على كل واحد
منهم وشفاه.
41- وخرجت الشياطين من مرضى كثيرين وهي تصرخ: «انت
ابن الله!« فكان يسوع ينتهرها ويمنعها من الكلام،
لانها عرفت انه المسيح.
42- وخرج يسوع في الصباح، فذهب الى مكان مقفر. وبحث
عنه النـاس، فلما وجدوه تمسكوا به لئلا يرحل عنهم.
43- فقال لهم: «يجب علي ان ابشر سائر المدن بملكوت
الله، لاني لهذا ارسلت«.
44- ومضى يـبشر في مجامع اليهودية.
|
14 |
42 |
انجيل
لوقا |
010 |
الروح القدس
1- وبعد ذلك اختار الرب يسوع اثنين وسبعين آخرين،
وارسلهم اثنين اثنين يتقدمونه الى كل مدينة او موضع
عزم ان يذهب اليه.
2- وقال لهم: «الحصاد كثير، ولكن العمال قليلون.
فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل عمالا الى حصاده.
3- اذهبوا، ها انا ارسلكم مثل الخراف بين الذئاب.
4- لا تحملوا محفظة، ولا كيسا، ولا حذاء، ولا تسلموا
على احد في الطريق.
5- واي بيت دخلتم، فقولوا اولا: السلام على هذا
البيت.
6- فان كان فيه من يحب السلام، فسلامكم يحل به، والا
رجع اليكم.
7- واقيموا في ذلك البيت، تاكلون وتشربون مما عندهم،
لان العامل يستحق اجرته، ولا تنتقلوا من بيت الى بيت.
8- واية مدينة دخلتم وقبلكم اهلها، فكلوا مما
يقدمونه لكم.
9- واشفوا مرضاهم وقولوا: ملكوت الله اقترب منكم.
10- واية مدينة دخلتم وما قبلكم اهلها، فاخرجوا الى
شوارعها وقولوا:
11- حتى الغبار العالق باقدامنا من مدينتكم ننفضه
لكم. ولكن اعلموا ان ملكوت الله اقترب.
12- اقول لكم: سيكون مصير سدوم في يوم الحساب اكثر
احتمالا من مصير تلك المدينة.
13- «الويل لك يا كورزين! الويل لك يا بيت صيدا! فلو
كانت المعجزات التي جرت فيكما جرت في صور وصيدا،
لتاب اهلها من زمن بعيد ولبسوا المسوح وقعدوا على
الرماد.
14- ولكن مصير صور وصيدا في يوم الحساب سيكون اكثر
احتمالا من مصيركما.
15- وانت يا كفرناحوم! اترتفعين الى السماء؟ لا، الى
الجحيم ستهبطين».
16- وقال يسوع لتلاميذه: «من سمع اليكم سمع الي. ومن
رفضكم رفضني، ومن رفضني رفض الذي ارسلني».
17- ورجع الاثنان والسبعون رسولا فرحين وقالوا ليسوع:
«يا رب، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك».
18- فقال لهم: «رايت الشيطان يسقط من السماء مثل
البرق.
19- وها انا اعطيكم سلطانا تدوسون به الافاعي
والعقارب وكل قوة للعدو، ولا يضركم شيء.
20- ولكن لا تفرحوا بان الارواح تخضع لكم، بل افرحوا
بان اسماءكم مكتوبة في السماوات«.
21- وفي تلك الساعة ابتهج يسوع بالروح القدس، فقال:
«احمدك ايها الآب، يا رب السماء والارض، لانك اظهرت
للبسطاء ما اخفيته عن الحكماء والفهماء. نعم، ايها
الآب، هكذا كانت مشيئـتك.
22- ابـي اعطاني كل شيء. ما من احد يعرف من هو الابن
الا الآب، ولا من هو الآب الا الابن ومن اراد الابن
ان يظهره له«.
23- والتفت الى تلاميذه، فقال لهم على انفراد: «هنيئا
لمن يرى ما انتم ترون!
24- اقول لكم: كثير من الانبـياء والملوك تمنوا ان
يروا ما انتم ترون فما راوا، وان يسمعوا ما انتم
تسمعون فما سمعوا«.
25- وقام احد علماء الشريعة، فقال له ليحرجه: «يا
معلم، ماذا اعمل حتى ارث الحياة الابدية؟«
26- فاجابه يسوع: «ماذا تقول الشريعة؟ وكيف تفسره؟«
27- فقال الرجل: «احب الرب الهك بكل قلبك، وبكل نفسك،
وبكل قوتك، وبكل فكرك، واحب قريبك مثلما تحب نفسك«.
28- فقال له يسوع: «بالصواب اجبت. اعمل هذا فتحيا«.
29- فاراد معلم الشريعة ان يبرر نفسه، فقال لـيسوع:
«ومن هو قريبـي؟«
30- فاجابه يسوع: «كان رجل نازلا من اورشليم الى
اريحا، فوقع بايدي اللصوص، فعروه وضربوه، ثم تركوه
بين حي وميت.
31- واتفق ان كاهنا نزل في تلك الطريق، فلما رآه مال
عنه ومشى في طريقه.
32- وكذلك احد اللاويـين، جاء المكان فرآه فمال عنه
ومشى في طريقه.
33- ولكن سامريا مسافرا مر به، فلما رآه اشفق عليه.
34- فدنا منه وسكب زيتا وخمرا على جراحه وضمدها، ثم
حمله على دابته وجاء به الى فندق واعتنى بامره.
35- وفي الغد اخرج السامري دينارين، ودفعهما الى
صاحب الفندق وقال له: اعتن بامره، ومهما انفقت زيادة
على ذلك اوفيك عند عودتي.
36- فاي واحد من هؤلاء الثلاثة كان في رايك قريب
الذي وقع بايدي اللصوص؟«
37- فاجابه معلم الشريعة: «الذي عامله بالرحمة«.
فقال له يسوع: «اذهب انت واعمل مثله«.
38- وبينما هم سائرون، دخل يسوع قرية، فرحبت به
امراة اسمها مرتا في بيتها.
39- وكان لها اخت اسمها مريم، جلست عند قدمي الرب
يسوع تستمع الى كلامه.
40- وكانت مرتا منهمكة في كثير من امور الضيافة،
جاءت وقالت لـيسوع: «يا رب، اما تبالي ان تتركني
اختي اخدم وحدي؟ قل لها ان تساعدني!«
41- فاجابها الرب: «مرتا، مرتا، انت تقلقين وتهتمين
بامور كثيرة،
42- مع ان الحاجة الى شيء واحد. فمريم اختارت النصيب
الافضل، ولن ينزعه احد منها«.
|
15 |
42 |
انجيل
لوقا |
011 |
الروح القدس
1- وكان يسوع يصلـي في احد الاماكن، فلما اتم الصلاة
قال له واحد من تلاميذه: «يا رب، علمنا ان نصلي، كما
علم يوحنا تلاميذه«.
2- فقال لهم يسوع: «متى صليتم فقولوا: ايها الآب
لـيتقدس اسمك لـيات ملكوتك
3- اعطنا خبزنا اليومي
4- واغفر لنا خطايانا، لاننا نغفر لكل من يذنب الينا.
ولا تدخلنا في التجربة«،
5- ثم قال لهم يسوع: «من منكم له صديق ويذهب اليه في
نصف الليل، ويقول له: يا صديقي، اعرني ثلاثة ارغفة،
6- لان لي صديقا جاءني من سفر ولا خبز عندي اقدم له،
7- فيجيب صديقه من داخل البيت: لا تزعجني! الباب
مقفل، واولادي معي في الفراش، فلا اقدر ان اقوم
لاعطيك.
8- اقول لكم: ان كان لا يقوم ويعطيه لانه صديقه، فهو
يقوم ويعطيه كل ما يحتاج اليه لانه لج في طلبه.
9- لذلك اقول لكم: اسالوا تنالوا، اطلبوا تجدوا،
دقـوا الباب يفتح لكم.
10- فمن يسال ينل، ومن يطلب يجد، ومن يدقـ الباب
يفتح له.
11- فاي اب منكم اذا طلب منه ابنه سمكة اعطاه بدل
السمكة حـية؟
12- او طلب منه بيضة اعطاه عقربا؟
13- فاذا كنتم انتم الاشرار تعرفون كيف تحسنون
العطاء لابنائكم، فما اولى اباكم السماوي بان يهب
الروح القدس للذين يسالونه؟«
14- وكان يطرد شيطانا اخرس. فلما خرج الشيطان تكلم
الرجل، فتعجب الجموع.
15- لكن بعضهم قال: «هو يطرد الشياطين ببعلزبول رئيس
الشياطين«.
16- وطلب آخرون آية من السماء ليجربوه.
17- فعرف افكارهم، فقال لهم: «كل مملكة تنقسم تخرب
وتنهار بيوتها بيتا على بيت.
18- واذا انقسم الشيطان، فكيف تثبت مملكته؟ تقولون
اني ببعلزبول اطرد الشياطين.
19- فان كنت ببعلزبول اطرد الشياطين، فبمن يطرده
اتباعكم؟ لذلك هم يحكمون عليكم.
20- واما اذا كنت باصبع الله اطرد الشياطين، فملكوت
الله اقبل عليكم.
21- عندما يحرس الرجل القوي المتسلح بيته تكون
امواله في امان.
22- ولكن اذا هاجمه رجل اقوى منه وغلبه، ينتزع منه
كل سلاحه الذي كان يعتمد عليه ويوزع ما سلبه.
23- من لا يكون معي فهو علي، ومن لا يجمع معي فهو
يــبدد.
24- »اذا خرج الروح النجس من انسان، هام في القفار
يطلب الراحة. وعندما لا يجدها يقول: ارجـــع الى
بيتي الذي خرجت منه.
25- فيرجـــع ويجده مكنوسا مرتبا.
26- لكنه يذهب ويجيء بسبعة ارواح اشر منه، فتدخل
وتسكن فيه، فتصير حال ذلك الانسان في آخرها اسوا من
حاله في اولها«.
27- وبينما هو يتكلم، رفعت امراة من الجموع صوتها
وقالت له: «هنيئا للمراة التي ولدتك وارضعتك«.
28- فقال يسوع: «بل هنيئا لمن يسمع كلام الله ويعمل
به«.
29- وازدحمت الجموع، فاخذ يقول: «هذا الجيل جيل فاسد
يطلب آية، ولن يعطى له سوى آية يونان النبـي.
30- فكما كان النبـي يونان آية لاهل نينوى، فكذلك
يكون ابن الانسان آية لهذا الجيل.
31- ملكة الجنوب تقوم يوم الحساب مع هذا الجيل وتحكم
عليه، لانها جاءت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان،
وهنا الآن اعظم من سليمان.
32- واهل نينوى يقومون يوم الحساب مع هذا الجيل
ويحكمون عليه، لانهم تابوا عندما سمعوا انذار يونان،
وهنا الآن اعظم من يونان!
33- »ما من احد يوقد سراجا ويضعه في مخبا او تحت
المكيال، بل في مكان مرتفـع ليستنير به الداخلون.
34- سراج الجسد هو العين. فان كانت عينك سليمة، كان
جسدك كله منيرا. وان كانت عينك مريضة، كان جسدك كله
مظلما.
35- فانتبه، لئلا يصير النـور الذي فيك ظلاما.
36- فان كان جسدك كله منيرا، ولا اثر للظلام فيه،
انار باكمله كما لو انار لك السراج بضوئه«.
37- وبينما هو يتكلم، دعاه احد الفريسيين الى الغداء
عنده. فدخل بيته وجلس للطعام.
38- فتعجب الفريسي لما راى يسوع يجلس ولا يغسل يديه
قبل الغداء.
39- فقال له الرب يسوع: «انتم ايها الفريسيون تطهرون
ظاهر الكاس والصحن، وباطنكم كله طمع وخبث.
40- يا اغبـياء، هذا الذي صنع الظاهر، اما صنع
الباطن ايضا؟
41- اعـطوا الفقراء مما في داخل كؤوسكم وصحونكم، يكن
كل شيء لكم طاهرا.
42- ولكن الويل لكم، ايها الفريسيون! تعطون العشر من
النعنع والصعتر وسائر البقول، وتهملون العدل ومحبة
الله. فهذا كان يجب ان تعملوا به من دون ان تهملوا
ذاك.
43- الويل لكم، ايها الفريسيون! تحبون مكان الصدارة
في المجامع والتحيات في الساحات.
44- الويل لكم انتم مثل القبور المجهولة، يمشي
النـاس عليها وهم لا يعرفون«.
45- فقال له احد علماء الشريعة: «يا معلم، بقولك هذا
تشتمنا نحن ايضا!«
46- فقال: «الويل لكم انتم ايضا يا علماء الشريعة،
تحملون النـاس احمالا ثقيلة ولا تمدون اصبعا واحدة
لتساعدوهم على حملها.
47- الويل لكم، تبنون قبور الانبـياء، وآباؤكم هم
الذين قتلوهم.
48- وهكذا تشهدون على آبائكم وتوافقون على اعمالهم:
هم قتلوا الانبـياء، وانتم تبنون لهم القبور.
49- ولذلك قالت حكمة الله: ارسل اليهم الانبـياء
والرسل، فيقتلون منهم ويضطهدون،
50- حتى احاسب هذا الجيل على دم جميع الانبـياء الذي
سفك منذ انشاء العالم،
51- من دم هابـيل الى دم زكريا الذي قتل بين المذبح
وبيت الله. اقول لكم: نعم، ساحاسب هذا الجيل على دم
هؤلاء كلهم!
52- الويل لكم، يا علماء الشريعة! استوليتم على
مفتاح المعرفة، فلا انتم دخلتم، ولا تركتم الداخلين
يدخلون«.
53- وبينما هو خارج من هناك ازدادت عليه نقمة علماء
الشريعة والفريسيين، فاخذوا يستنطقونه في امور كثيرة،
54- ويترقبونه ليصطادوا من فمه كلمة يتهمونه بها.
|
16 |
42 |
انجيل
لوقا |
012 |
الروح القدس
1- وكان اجتمع عشرات الالوف من النـاس، حتى داس
بعضهم بعضا، فقال اولا لتلاميذه: «اياكم وخمير
الفريسيين الذي هو الرياء.
2- فما من مستور الا سينكشف، ولا من خفي الا سيظهر.
3- وما تقولونه في الظلام سيسمعه النـاس في النـور،
وما تقولونه همسا في داخل الغرف سينادون به على
السطوح.
4- واقول لكم، يا احبائي: لا تخافوا الذين يقتلون
الجسد، ثم لا يقدرون ان يفعلوا شيئا.
5- ولكني ادلكم على من يجب ان تخافوه: خافوا الذي له
القدرة بعد القتل على ان يلقـي في جهنم. اقول لكم:
نعم، هذا خافوه.
6- اما يباع خمسة عصافير بدرهمين؟ نعم، ولكن الله لا
ينسى واحدا منها؟
7- لا بل شعر رؤوسكم نفسه معدود كله. فلا تخافوا.
انتم افضل من عصافير كثيرة!«
8- واقول لكم: من اعترف بـي امام النـاس، يعترف به
ابن الانسان امام ملائكة الله.
9- ومن انكرني امام النـاس، ينكره ابن الانسان امام
ملائكة الله.
10- ومن قال كلمة على ابن الانسان يغفر له، واما من
جدف على الروح القدس فلن يغفر له.
11- وعندما تساقون الى المجامع والحكام واصحاب
السلطة، فلا يهمكم كيف تدافعون عن انفسكم او ماذا
تقولون،
12- لان الروح القدس يلهمكم في تلك الساعة ما يجب ان
تقولوا«. مثل الغني الغبـي
13- فقال له رجل من الجموع: «يا معلم، قل لاخي ان
يقاسمني الميراث«.
14- فقال له: «يا رجل، من اقامني عليكما قاضيا او
مقسما؟«
15- وقال للجموع: «انتبهوا وتحفظوا من كل. طمع، فما
حياة الانسان بكثرة امواله«.
16- وقال لهم هذا المثل: «كان رجل غنـي اخصبت ارضه،
17- فقال في نفسه: لا مكان عندي اخزن فيه غلالي،
فماذا اعمل؟
18- ثم قال: اعمل هذا: اهدم مخازني وابني اكبر منها،
فاضع فيها كل قمحي وخيراتي.
19- واقول لنفسي: يا نفسي، لك خيرات وافرة تكفيك
مؤونة سنين كثيرة، فاستريحي وكلي واشربـي وتنعمي!
20- فقال له الله: يا غبـي، في هذه الليلة تسترد
نفسك منك. فهذا الذي اعددته لمن يكون؟
21- هكذا يكون مصير من يجمع لنفسه ولا يغنى بالله«.
22- وقال لتلاميذه: «لهذا اقول لكم: لا يهمكم
لحياتكم ما تاكلون، ولا للجسد ما تلبسون.
23- لان الحياة خير من الطعام، والجسد خير من اللباس.
24- تاملوا الغربان. فهي لا تزرع ولا تحصد، وما من
مخزن لها ولا مستودع، والله يرزقها! وكم انتم افضل
من الطيور.
25- من منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا
واحدة؟
26- فاذا كنتم تعجزون عن اصغر الامور، فلماذا يهمكم
الباقي؟
27- تاملوا زنابق الحقل كيف تنمو: لا تغزل ولا تنسج.
اقول لكم: ولا سليمان في كل مجده لبس مثل واحدة منها.
28- فاذا كان العشب الذي يوجد اليوم في الحقل، ويطرح
غدا في التنـور، يلبسه الله هكذا، فكم بالاولى ان
يلبسكم انتم يا قليلي الايمان؟
29- فلا تطلبوا ما تاكلون وما تشربون ولا تقلقوا،
30- فهذا كله يطلبه ابناء هذا العالم، وابوكم
السماوي يعرف انكم تحتاجون اليه.
31- بل اطلبوا ملكوت الله، وهو يزيدكم هذا كله.
32- لا تخف، ايها القطيع الصغير! فابوكم السماوي شاء
ان ينعم عليكم بالملكوت.
33- بـيعوا ما تملكون وتصدقوا بثمنه على الفقراء،
واقتنوا اموالا لا تبلى، وكنزا في السماوات لا ينفد،
حيث لا لص يدنو، ولا سوس يفسد.
34- فحيث يكون كنزكم، يكون قلبكم.
35- »كونوا على استعداد، اوساطكم مشدودة ومصابـيحكم
موقدة،
36- كرجال ينتظرون رجوع سيدهم من العرس، حتى اذا جاء
ودق الباب يفتحون له في الحال.
37- هنيئا لهؤلاء الخدم الذين متى رجع سيدهم وجدهم
ساهرين. الحق اقول لكم: انه يشمر عن ساعده ويجلسهم
للطـعام ويقوم بخدمتهم.
38- بل هنيئا لهم اذا جاء قبل نصف الليل او بعده
فوجدهم على هذه الحال.
39- واعلموا ان رب البيت لو عرف في اية ساعة يجيء
اللص لما تركه ينقب بيته.
40- فكونوا اذا على استعداد، لان ابن الانسان يجيء
في ساعة لا تنتظرونها«.
41- فقال له بطرس: «يا رب، النا تقول هذا المثل ام
لجميع النـاس؟«
42- فاجابه الرب يسوع: «من هو الوكيل الامين العاقل
الذي يوكل اليه سيده ان يعطي خدمه وجبتهم من الطعام
في حينها؟
43- هنيئا لذلك الخادم الذي يجده سيده عند عودته
يقوم بعمله هذا.
44- الحق اقول لكم: انه يوكل اليه جميع امواله.
45- ولكن اذا قال هذا الخادم في نفسه: سيتاخر سيدي
في رجوعه، واخذ يضرب الخدم، رجالا ونساء، وياكل
ويشرب ويسكر،
46- فيرجــع سيده في يوم لا ينتظره وساعة لا يعرفها،
فيمزقه تمزيقا ويجعل مصيره مع الخائنين.
47- فالخادم الذي يعرف ما يريده سيده ولا يستعد ولا
يعمل بارادة سيده، يلقى قصاصا شديدا.
48- واما الذي لا يعرف ما يريده سيده ويعمل ما يستحق
القصاص. فيلقى قصاصا خفيفا. ومن اعطي كثيرا يطلب منه
الكثير، ومن ائتمن على كثير يطالب باكثر منه.
49- »جئت لالقـي نارا على الارض، وكم اتمنى ان تكون
اشتعلت!
50- وعلي ان اقبل معمودية الآلام، وما اضيق صدري حتى
تتم.
51- اتظنـون اني جئت لالقـي السلام على الارض؟ اقول
لكم: لا، بل الخلاف.
52- فمن اليوم يكون في بيت واحد خمسة، فيخالف ثلاثة
منهم اثنين، واثنان ثلاثة.
53- يخالف الاب ابنه والابن اباه، والام بنتها
والبنت امها، والحماة كنتها والكنة حماتها«.
54- وقال ايضا للجموع: «اذا رايتم غيمة ترتفـع في
المغرب، قلتم في الحال: سينزل المطر، فينزل.
55- واذا هبت ريح الجنوب قلتم: سيشتد الحر، فيشتد.
56- يا مراؤون! تفهمون منظر الارض والسماء، فكيف لا
تفهمون علامات هذا الزمان؟
57- ولماذا تحكمون من عندكم بما هو حق؟
58- فان ذهبت مع خصمك الى الحاكم، فابذل جهدك ان
ترضيه في الطريق، لئلا يسوقك الى القاضي، فيسلمك
القاضي الى الشرطـي، ويلقـيك الشرطـي في السجن.
59- اقول لك: لن تخرج من هناك حتى توفي آخر درهم«.
|
17 |
43 |
انجيل
يوحنا |
001 |
الروح القدس
1- في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان
الكلمة الله.
2- هو في البدء كان عند الله.
3- به كان كل شيء، وبغيره ما كان شيء مما كان.
4- فيه كانت الحياة، وحياته كانت نور النـاس.
5- والنور يشرق في الظلمة، والظلمة لا تقوى عليه.
6- ظهر رسول من الله اسمه يوحنا.
7- جاء يشهد للنور حتى يؤمن النـاس على يده.
8- ما كان هو النور، بل شاهدا للنور.
9- الكلمة هو النور الحق، جاء الى العالم لينير كل
انسان.
10- كان في العالم، وبه كان العالم، وما عرفه العالم.
11- الى بيته جاء، فما قبله اهل بيته.
12- اما الذين قبلوه، المؤمنون باسمه، فاعطاهم
سلطانا ان يصيروا ابناء الله.
13- وهم الذين ولدوا لا من دم ولا من رغبة جسد ولا
من رغبة رجل، بل من الله.
14- والكلمة صار بشرا وعاش بيننا، فراينا مجده مجدا
يفيض بالنعمة والحق، ناله من الآب، كابن له اوحد.
15- شهد له يوحنا فنادى: »هذا هو الذي قلت فيه: يجيء
بعدي ويكون اعظم مني، لانه كان قبلي«.
16- من فيض نعمه نلنا جميعا نعمة على نعمة،
17- لان الله بموسى اعطانا الشريعة، واما بـيسوع
المسيح فوهبنا النعمة والحق.
18- ما من احد راى الله. الاله الاوحد الذي في حضن
الآب هو الذي اخبر عنه.
19- هذه شهادة يوحنا، حين ارسل اليه اليهود من
اورشليم كهنة ولاويـين ليسالوه: «من انت؟«
20- فاعترف وما انكر، اعترف قال: «ما انا المسيح«.
21- فقالوا: «من انت، اذا؟ هل انت ايليا؟« قال: «ولا
ايليا«. قالوا: «هل انت النبـي؟« اجاب: «لا«.
22- فقالوا له: «من انت، فنحمل الجواب الى الذين
ارسلونا. ماذا تقول عن نفسك؟«
23- قال: «انا، كما قال النبـي اشعيا: صوت صارخ في
البرية: قوموا طريق الرب«.
24- وكان بينهم فريسيون،
25- فقالوا ليوحنا: «كيف تعمد وما انت المسيح ولا
ايليا ولا النبـي؟«
26- اجابهم: «انا اعمد بالماء، وبينكم من لا تعرفونه.
27- هو الذي يجيء بعدي، ويكون اعظم مني، وما انا اهل
لان احل رباط حذائه«.
28- جرى هذا كله في بيت عنيا، عبر نهر الاردن، حيث
كان يوحنا يعمد.
29- وفي الغد راى يوحنا يسوع مقبلا اليه، فقال: «ها
هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم.
30- هذا هو الذي قلت فيه: يجيء بعدي رجل صار اعظم
مني، لانه كان قبلي.
31- وما كنت اعرفه، فجئت اعمد بالماء حتى يظهر
لاسرائيل«.
32- وشهد يوحنا، قال: «رايت الروح ينزل من السماء
مثل حمامة ويستقر عليه.
33- وما كنت اعرفه، لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء
قال لي: «الذي ترى الروح ينزل ويستقر عليه هو الذي
سيعمد بالروح القدس.
34- وانا رايت وشهدت انه هو ابن الله«.
35- وكان يوحنا في الغد واقفا هناك، ومعه اثنان من
تلاميذه.
36- فنظر الى يسوع وهو مار وقال: «ها هو حمل الله«.
37- فسمع التلميذان كلامه، فتبعا يسوع.
38- والتفت يسوع فرآهما يتبعانه، فقال لهما: «ماذا
تريدان؟« قالا: «رابـي (اي يا معلم) اين تقـيم؟«
39- قال: «تعالا وانظرا«. فذهبا ونظرا اين يقيم،
فاقاما معه ذلك اليوم، وكانت الساعة نحو الرابعة بعد
الظهر.
40- وكان اندراوس اخو سمعان بطرس احد التلميذين
اللذين سمعا كلام يوحنا فتبعا يسوع.
41- ولقـي اندراوس اخاه سمعان، فقال له: «وجدنا
المسيا«، اي المسيح.
42- وجاء به الى يسوع، فنظر اليه يسوع وقال: «انت
سمعان بن يوحنا، وسادعوك «كيفا« (اي صخرا) «.
43- واراد يسوع في الغد ان يذهب الى الجليل. فلقـي
فـيلبس، فقال له: «اتبعني«.
44- وكان فـيلبس من بيت صيدا، مدينة اندراوس وبطرس.
45- ولقـي فـيلبس نثنائيل، فقال له: «وجدنا الذي
ذكره موسى الشريعة، والانبـياء في الكتب، وهو يسوع
ابن يوسف من النـاصرة«.
46- فقال له نثنائيل: «امن النـاصرة يخرج شيء صالـح؟«
فاجابه فـيلبس: «تعال وانظر«.
47- وراى يسوع نثنائيل مقبلا اليه فقال: «هذا
اسرائيلي صميم لا شك فيه! «
48- فقال له نثنائيل: «كيف عرفتني؟« فاجابه يسوع: «رايتك
تحت التينة قبلما دعاك فـيلبس«.
49- فقال نثنائيل: «انت يا معلم ابن الله. انت ملك
اسرائيل! «
50- فاجابه يسوع: «هل آمنت لاني قلت لك: رايتك تحت
التينة؟ سترى اعظم من هذا«.
51- وقال له: «الحق اقول لكم: سترون السماء مفتوحة
وملائكة الله صاعدين نازلين على ابن الانسان«.
|
18 |
43 |
انجيل
يوحنا |
014 |
الروح القدس
1- »لا تضطرب قلوبكم. انتم تؤمنون بالله فآمنوا بـي
ايضا.
2- في بيت ابـي منازل كثيرة، والا لما قلت لكم: انا
ذاهب لاهيـئ لكم مكانا.
3- ومتى ذهبت وهيات لكم مكانا، ارجـع وآخذكم الي
لتكونوا حيث اكون.
4- انتم تعرفون الطريق الى حيث انا ذاهب«.
5- فقال له توما: «يا سيد، نحن لا نعرف الى اين انت
ذاهب، فكيف نعرف الطريق؟«
6- اجابه يسوع: «انا هو الطريق والحق والحياة، لا
يجيء احد الى الآب الا بـي.
7- لو كنتم عرفتموني لعرفتم ابـي ايضا. ومن الآن
انتم تعرفونه، ورايتموه«.
8- فقال له فيلبس: «يا سيد، ارنا الآب وكفانا«.
9- فقال له يسوع: «انا معكم كل هذا الوقت، وما
عرفتني بعد يا فيلبس؟ من رآني راى الآب، فكيف تقول:
ارنا الآب؟
10- الا تؤمن باني في الآب وان الآب في؟ الكلام الذي
اقوله لا اقوله من عندي، والاعمال التي اعملها
يعملها الآب الذي هو في.
11- صدقوني اذا قلت: انا في الآب والآب في، او
صدقوني من اجل اعمالي.
12- الحق الحق اقول لكم: من آمن بـي يعمل الاعمال
التي اعملها، بل اعظم منها، لاني ذاهب الى الآب،
13- فكل ما تطلبونه باسمي اعمله، حتى يتمجد الآب في
الابن.
14- اذا طلبتم مني شيئا باسمي اعمله.
15- »اذا كنتم تحبوني عملتم بوصاياي.
16- وساطلب من الآب ان يعطيكم معزيا آخر يبقى معكم
الى الابد.
17- هو روح الحق الذي لا يقدر العالم ان يقبله، لانه
لا يراه ولا يعرفه. اما انتم فتعرفونه، لانه يقيم
معكم ويكون فيكم.
18- لن اترككم يتامى، بل ارجـع اليكم.
19- بعد قليل لن يراني العالم، اما انتم فترونني.
ولاني احيا، فانتم ستحيون.
20- وفي ذلك اليوم تعرفون اني في ابـي، وانكم انتم
في مثلما انا فـيـكم.
21- من قبل وصاياي وعمل بها احبني. ومن احبني احبه
ابـي، وانا احبه واظهر له ذاتي«.
22- فقال له يهوذا، وهو غير يهوذا الاسخريوطي: «يا
سيد، كيف تظهر ذاتك لنا ولا تظهرها للعالم؟«
23- اجابه يسوع: «من احبني سمع كلامي فاحبه ابـي،
ونجـيء اليه ونقيم عنده.
24- ومن لا يحبني لا يسمع كلامي. وما كلامي من عندي،
بل من عند الآب الذي ارسلني.
25- قلت لكم هذا كله وانا معكم.
26- ولكن المعزي، وهو الروح القدس الذي يرسله الآب
باسمي، سيعلمكم كل شيء ويجعلكم تتذكرون كل ما قلته
لكم.
27- سلاما اترك لكم، وسلامي اعطيكم، لا كما يعطيه
العالم اعطيكم انا. فلا تضطرب قلوبكم ولا تفزع.
28- قلت لكم: انا ذاهب وسارجـع اليكم، فان كنتم
تحبوني فرحتم باني ذاهب الى الآب، لان الآب اعظم مني.
29- اخبرتكم بهذا قبل ان يحدث، حتى متى حدث تؤمنون.
30- لن اخاطبكم بعد طويلا، لان سيد هذا العالم سيجيء.
لا سلطان له علي،
31- ولكن يجب ان يعرف العالم اني احب الآب واني اعمل
بما اوصاني الآب. قوموا نذهب من هنا.
|
19 |
43 |
انجيل
يوحنا |
020 |
الروح القدس
1- ويوم الاحد جاءت مريم المجدلـية الى القبر باكرا،
وكان ظلام بعد فرات الحجر مرفوعا عن القبر.
2- فاقبلت مسرعة الى سمعان بطرس والتلميذ الآخر الذي
احبه يسوع، وقالت لهما: «اخذوا الرب من القبر، ولا
نعرف اين وضعوه«.
3- فخرج بطرس والتلميذ الآخر الى القبر،
4- يسرعان السير معا. ولكن التلميذ الآخر سبق بطرس،
فوصل قبله الى القبر.
5- وانحنى من دون ان يدخل، فراى الاكفان على الارض.
6- ولحقه سمعان بطرس، فدخل القبر. وراى الاكفان على
الارض،
7- والمنديل الذي كان على راس يسوع ملفوفا في مكان
على حدة، لا ملقى مع الاكفان.
8- ودخل التلميذ الآخر الذي سبق بطرس الى القبر،
فراى وآمن،
9- لانهما كانا بعد لا يفهمان ما جاء في الكتاب وهو
ان يسوع يجب ان يقوم من بين الاموات.
10- ثم رجع التلميذان الى منزلهما.
11- اما مريم المجدلية، فوقفت عند القبر تبكي.
وانحنت نحو القبر وهي تبكي،
12- فرات ملاكين في ثياب بيضاء جالسين حيث كان جسد
يسوع، احدهما عند الراس والآخر عند القدمين.
13- فقال لها الملاكان: «لماذا تبكين، يا امراة؟«
اجابت: «اخذوا ربـي ولا اعرف اين وضعوه! «
14- قالت هذا والتفتت وراءها فرات يسوع واقفا، وما
عرفت انه يسوع.
15- فقال لها يسوع: «لماذا تبكين، يا امراة؟ ومن
تطلبـين؟« فظنت انه البستاني، فقالت له: «اذا كنت
انت اخذته يا سيدي، فقل لي اين وضعته حتى آخذه«.
16- فقال لها يسوع: «يا مريم«. فعرفته وقالت له
بالعبرية: «ربوني! « (اي يا معلم).
17- فقال لها يسوع: «لا تمسكيني، لاني ما صعدت بعد
الى الآب، بل اذهبـي الى اخوتي وقولي لهم: انا صاعد
الى ابـي وابـيكم، الهي والهكم«.
18- فرجعت مريم المجدلـية واخبرت التلاميذ بانها رات
الرب وانه قال لها هذا الكلام.
19- وفي مساء ذلك الاحد، كان التلاميذ مجتمعين
والابواب مقفلة خوفا من اليهود. فجاء يسوع ووقف
بينهم وقال: «سلام عليكم«.
20- واراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ عندما شاهدوا
الرب.
21- فقال لهم يسوع ثانية: «سلام عليكم! كما ارسلني
الآب ارسلكم انا«.
22- قال هذا ونفخ في وجوههم وقال لهم: «خذوا الروح
القدس.
23- من غفرتم له خطاياه تغفر له، ومن منعتم عنه
الغفران يمنع عنه«.
24- وكان توما، احد التلاميذ الاثني عشر الملقب
بالتوام، غائــبا عندما جاء يسوع.
25- فقال له التلاميذ: «راينا الرب! « فاجابهم: «لا
اصدق الا اذا رايت اثر المسامير في يديه، ووضعت
اصبعي في مكان المسامير ويدي في جنبه«.
26- وبعد ثمانية ايام اجتمع التلاميذ في البيت مرة
اخرى، وتوما معهم، فجاء يسوع والابواب مقفلة، ووقف
بينهم وقال: «سلام عليكم«.
27- ثم قال لتوما: «هات اصبعك الى هنا وانظر يدي،
وهات يدك وضعها في جنبـي. ولا تشك بعد الآن، بل آمن!
«
28- فاجاب توما: «ربـي والهي! «
29- فقال له يسوع: «آمنت يا توما، لانك رايتني.
هنيئا لمن آمن وما راى«.
30- وصنع يسوع امام تلاميذه آيات اخرى غير مدونة في
هذا الكتاب.
31- اما الآيات المدونة هنا، فهي لتؤمنوا بان يسوع
هو المسيح ابن الله. فاذا آمنتم نلتم باسمه الحياة.
|
20 |
44 |
اعمال
الرسل |
001 |
الروح القدس
1- دونت في كتابـي الاول، يا ثاوفـيلس، جميع ما عمل
يسوع وعلم من بدء رسالته
2- الى اليوم الذي ارتفع فيه الى السماء، بعدما اعطى
بالروح القدس وصايا للذين اختارهم رسلا.
3- ولهم اظهر نفسه حيا ببراهين كثيرة، وتراءى لهم
مدة اربعين يوما بعد آلامه، وكلمهم على ملكوت الله.
4- وبينما هو ياكل معهم قال: «لا تتركوا اورشليم، بل
انتظروا فيها ما وعد به الآب وسمعتموه مني:
5- يوحنا عمد بالماء، واما انتم فتتعمدون بالروح
القدس بعد ايام قليلة«.
6- فسال الرسل يسوع عندما كانوا مجتمعين معه: «يا رب،
افي هذا الزمن تعيد الملك الى اسرائيل؟«
7- فاجابهم: «ما لكم ان تعرفوا الاوقات والازمنة
التي حددها الآب بسلطانه.
8- ولكن الروح القدس يحل عليكم ويهبكم القوة،
وتكونون لي شهودا في اورشليم واليهودية كلها
والسامرة، حتى اقاصي الارض«.
9- ولما قال يسوع هذا الكلام ارتفع الى السماء وهم
يشاهدونه، ثم حجبته سحابة عن انظارهم.
10- وبينما هم ينظرون الى السماء وهو يبتعد عنهم،
ظهر لهم رجلان في ثـياب بيضاء
11- وقالا لهم: «ايها الجليليون، ما بالكم واقفين
تنظرون الى السماء؟ يسوع هذا الذي صعد عنكم الى
السماء سيعود مثلما رايتموه ذاهبا الى السماء«.
12- رجع الرسل الى اورشليم من الجبل الذي يقال له
جبل الزيتون، وهو قريب من اورشليم على مسيرة سبت
منها.
13- ولما دخلوا المدينة صعدوا الى غرفة في اعلى
البيت كانوا يقيمون فيها، وهم بطرس ويوحنا، ويعقوب
واندراوس، وفيلبس وتوما، وبرتولوماوس ومتى، ويعقوب
بن حلفى، وسمعان الوطنـي الغيور، ويهوذا بن يعقوب.
14- وكانوا يواظبون كلهم على الصلاة بقلب واحد، مع
بعض النساء ومريم ام يسوع واخوته.
15- وفي تلك الايام خطب بطرس في الاخوة، وكان عدد
الحاضرين نحو مئة وعشرين، فقال:
16- »يا اخوتي، كان لا بد ان يتم ما انبا به الروح
القدس في الكتاب من قبل بلسان داود، على يهوذا الذي
جعل نفسه دليلا للذين قبضوا على يسوع.
17- كان واحدا منـا وله نصيب معنا في هذه الخدمة،
18- ثم اشترى بثمن الجريمة حقلا، فوقع على راسه
وانشق من وسطه، واندلقت امعاؤه كلها.
19- وعرف ذلك سكـان اورشليم كلهم، حتى تسمى هذا
الحقل في لغتهم «حقل دما« اي حقل الدم.
20- فكتاب المزامير يقول: «لتصر داره خرابا، ولا يكن
فيها ساكن«. ويقول ايضا: «لـياخذ وظيفته آخر«.
21- ونحن فينا رجال رافقونا طوال المدة التي قضاها
الرب يسوع بيننا،
22- منذ ان عمده يوحنا الى يوم ارتفع عنـا، فيجب ان
نختار واحدا منهم ليكون شاهدا معنا على قيامة يسوع«.
23- فاقترح الاخوة اثنين منهم هما يوسف المدعو
بارسابا الملقب بـيوستس، ومتياس.
24- ثم صلـوا فقالوا: «يا رب، انت تعرف ما في القلوب.
اظهر لنا من اخترت من هذين الرجلين
25- ليقوم بالخدمة والرسالة مقام يهوذا الذي تركهما
ومضى ليلقى مصيره«.
26- ثم اقترعوا فاصابت القرعة متياس، فانضم الى
الرسل الاحد عشر. حلول الروح القدس.
|
21 |
44 |
اعمال
الرسل |
002 |
الروح القدس
1- ولما جاء اليوم الخمسون، كانوا مجتمعين كلهم في
مكان واحد،
2- فخرج من السماء فجاة دوي كريح عاصفة، فملا البيت
الذي كانوا فيه.
3- وظهرت لهم السنة كانها من نار، فانقسمت ووقف على
كل واحد منهم لسان.
4- فامتلاوا كلهم من الروح القدس، واخذوا يتكلمون
بلغات غير لغتهم، على قدر ما منحهم الروح القدس ان
ينطقوا.
5- وكان في اورشليم اناس اتقياء من اليهود جاؤوا من
كل امة تحت السماء.
6- فلما حدث ذلك الصوت، اجتمع النـاس وهم في حيرة،
لان كل واحد منهم كان يسمعهم يتكلمون بلغته.
7- فاحتاروا وتعجبوا وقالوا: «اما هؤلاء المتكلمون
كلهم من الجليل؟
8- فكيف يسمعهم كل واحد منـا بلغة بلده؟
9- نحن من برثــية ومادية وعيلام وما بين النهرين
واليهودية وكبدوكية وبنطس وآسية
10- وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبـية المجاورة
لقيرين، ورومانيون مقيمون هنا
11- وكريتــيون وعرب، يهود ودخلاء، ومع ذلك نسمعهم
يتكلمون بلغاتنا على اعمال الله العظيمة! «
12- وكانوا كلهم حائرين مذهولين يقول بعضهم لبعض: «ما
معنى هذا؟«
13- لكن آخرين كانوا يقولون ساخرين: «اسكرتهم الخمر«.
14- فوقف بطرس مع التلاميذ الاحد عشر، ورفع صوته
وقال لهم: «ايها اليهود، ويا جميع المقيمين في
اورشليم، اصغوا الى كلامي واعلموا هذا:
15- ما هؤلاء سكارى كما تظنون، فنحن بعد في التاسعة
صباحا.
16- وما هذا الا ما قاله النبـي يوئيل:
17- قال الله: «في الايام الاخيرة افيض من روحي على
جميع البشر، فيتنبا بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى
ويحلم شيوخكم احلاما.
18- وعلى عبـيدي، رجالا ونساء، افيض من روحي في تلك
الايام فيتنباون كلهم.
19- واعمل عجائب فوق في السماء ومعجزات تحت في الارض:
يكون دم ونار ودخان كثيف،
20- وتصير الشمس ظلاما والقمر دما قبل ان يجيء اليوم
البهي العظيم، يوم الرب.
21- فمن دعا باسم الرب يخلص«.
22- يا بني اسرائيل اسمعوا هذا الكلام: كان يسوع
النـاصري رجلا ايده الله بينكم بما اجرى على يده من
العجائب والمعجزات والآيات كما انتم تعرفون.
23- وحين اسلم اليكم بمشيئة الله المحتومة وعلمه
السابق، صلبتموه وقتلتموه بايدي الكافرين.
24- ولكن الله اقامه وحطم قيود الموت، فالموت لا
يمكن ان يبقـيه في قبضته،
25- لان داود يقول فيه: »رايت الرب معي في كل حين
فهو عن يميني لئلا اضطرب،
26- لذلك فرح قلبـي وهلل لساني، وجسدي سيرقد على
رجاء،
27- لانك لا تتركني في عالم الاموات ولا تدع قدوسك
يرى الفساد.
28- هديتني طريق الحياة، وستملاني سرورا برؤية وجهك«.
29- ايها الاخوة: دعوني اقول لكم جهارا: مات ابونا
داود ودفن، وقبره هنا عندنا الى هذا اليوم.
30- وكان نبـيا، فعرف ان الله حلف له يمينا ان من
نسله يقيم من يستوي على عرشه.
31- وراى داود من قبل قـيامة المسيح وتكلم عليها
فقال: ما تركه الله في عالم الاموات، ولا نال من
جسده الفساد.
32- فيسوع هذا اقامه الله، ونحن كلنا شهود على ذلك.
33- فلما رفعه الله بـيمينه الى السماء، نال من الآب
الروح القدس الموعود به فافاضه علينا، وهذا ما
تشاهدون وتسمعون.
34- فداود ما صعد الى السماء، وهو نفسه يقول: »قال
الرب لربـي: اجلس عن يميني
35- حتى اجعل اعداءك موطئا لقدميك«.
36- فليعلم بنو اسرائيل كلهم علم اليقين ان الله جعل
يسوع هذا الذي صلبــتموه انتم ربا ومسيحا«.
37- فلما سمع الحاضرون هذا الكلام، وخزتهم قلوبهم،
فقالوا لبطرس وسائر الرسل: «ماذا يجب علينا ان نعمل،
ايها الاخوة؟«
38- فقال لهم بطرس: «توبوا وليتعمد كل واحد منكم
باسم يسوع المسيح، فتغفر خطاياكم وينعم عليكم بالروح
القدس،
39- لان الوعد لكم ولاولادكم ولجميع البعيدين، بقدر
ما يدعو منهم الرب الهنا«.
40- وكان بطرس يناشدهم ويعظهم بكلام آخر ويقول: «تخلصوا
من هذا الجيل الفاسد! «
41- فالذين قبلوا كلامه تعمدوا، فانضم في ذلك اليوم
نحو ثلاثة آلاف نفس.
42- وكانوا يداومون على الاستماع الى تعليم الرسل
وعلى الحياة المشتركة وكسر الخبز والصلاة.
43- وتمت عجائب وآيات كثيرة على ايدي الرسل، فاستولى
الخوف على جميع النفوس.
44- وكان المؤمنون كلهم متحدين، يجعلون كل ما عندهم
مشتركا بينهم،
45- يبيعون املاكهم وخيراتهم ويتقاسمون ثمنها على
قدر حاجة كل واحد منهم.
46- وكانوا يلتقون كل يوم في الهيكل بقلب واحد،
ويكسرون الخبز في البيوت، ويتناولون الطعام بفرح
وبساطة قلب،
47- ويسبحون الله، وينالون رضى الناس كلهم. وكان
الرب كل يوم يزيد عدد الذين انعم عليهم بالخلاص.
|
22 |
44 |
اعمال
الرسل |
004 |
الروح القدس
1- وبينما بطرس ويوحنا يخطبان في الشعب، جاء اليهما
الكهنة ورئيس حرس الهيكل والصدوقيون،
2- وهم مستاؤون لانهما كانا يعلمان الشعب ويعلنان
قيامة الاموات بقـيامة يسوع.
3- فامسكوهما وحبسوهما الى الغد، لانه جاء المساء.
4- وآمن كثير من الذين سمعوا الكلمة، فبلغ عدد
المؤمنين من الرجال نحو خمسة آلاف.
5- وفي الغد اجتمع في اورشليم رؤساء اليهود والشيوخ
ومعلمو الشريعة
6- وحنـان رئيس الكهنة وقيافا ويوحنا واسكندر وابناء
رؤساء الكهنة كلهم.
7- ثم استدعوا بطرس ويوحنا وسالوهما: «باي سلطة او
باي اسم عملتما هذا؟«
8- فاجابهم بطرس وهو ممتلئ من الروح القدس: «يا
رؤساء الشعب، ويا ايها الشيوخ،
9- اذا كنتم تسالوننا اليوم عن الاحسان الى مريض
لتعرفوا كيف شفي،
10- فاعلموا جميعا، وليعلم شعب اسرائيل كله، ان هذا
الرجل يقف هنا امامكم صحيحا معافى باسم يسوع المسيح
النـاصري الذي صلبتموه انتم واقامه الله من بين
الاموات.
11- هذا هو «الحجر الذي رفضتموه ايها البناؤون، فصار
راس الزاوية«.
12- لا خلاص الا بيسوع، فما من اسم آخر تحت السماء
وهبه الله للناس نقدر به ان نخلص«.
13- فلما راى اعضاء المجلس جراة بطرس ويوحنا، تعجبوا
لانهم عرفوهما اميين من عامة النـاس. ولكنهم علموا
انهما كانا قبلا مع يسوع.
14- وهم الى ذلك يشاهدون الرجل الذي شفي واقفا
قربهما، فما كان لهم ما يجادلون فيه.
15- فامروهما ان يخرجا من المجلس، ثم تشاوروا
16- وقالوا: «ماذا نفعل بهذين الرجلين؟ فكل سكان
اورشليم يعرفون ان هذه الآية المبـينة تمت على
ايديهما، فلا نقدر ان ننكرها.
17- ولكن لئلا يزداد انتشار هذا الخبر بين الشعب،
فلننذرهما بان لا يعودا الى ذكر اسم يسوع امام احد«.
18- ثم استدعوهما وامروهما ان لا ينطقا او يعلما
باسم يسوع.
19- فقال لهم بطرس ويوحنا: «انتم انفسكم احكموا: هل
الحق عند الله ان نطيعكم ام ان نطيع الله؟
20- اما نحن فلا يمكننا الا ان نتحدث بما راينا
وسمعنا«.
21- فانذروهما ثانية، ولكنهم حاروا كيف يعاقبونهما،
فاخلوا سبيلهما خوفا من الشعب. فالناس كلهم كانوا
يمجدون الله على ما جرى،
22- لان الرجل الذي نال هذا الشفاء العجيب جاوز حد
الاربعين.
23- ولما اخلى المجلس سبيل بطرس ويوحنا، رجعا الى
رفاقهما واخبراهم بكل ما قال لهما رؤساء الكهنة
والشيوخ.
24- وعندما سمعوا ذلك، رفعوا اصواتهم الى الله بقلب
واحد، فقالوا: «يا رب، يا خالق السماء والارض والبحر
وكل شيء فيها،
25- انت قلت بلسان ابـينا داود عبدك بوحي من الروح
القدس: لماذا هاجت الامم وتآمرت الشعوب باطلا؟
26- قام ملوك الارض وتحالف الرؤساء كلهم على الرب
ومسيحه.
27- نعم، تحالف في هذه المدينة هيرودس، وبنطيوس
بيلاطس وبنو اسرائيل والغرباء على فتاك القدوس يسوع
الذي جعلته مسيحا،
28- فعملوا ما سبق ان قضت يدك ومشيئتك ان يكون.
29- فانظر الآن، يا رب الى تهديداتهم وامنحنا نحن
عبيدك ان نعلن كلمتك بكل جراة.
30- مد يدك لتاتي بالشفاء والآيات والعجائب باسم
فتاك القدوس يسوع«.
31- وبينما هم يصلون اهتز المكان الذي كانوا مجتمعين
فيه. وامتلاوا كلهم من الروح القدس، فاخذوا يعلنون
كلمة الله بجراة.
32- وكان جماعة المؤمنين قلبا واحدا وروحا واحدة، لا
يدعي احد منهم ملك ما يخصه، بل كانوا يتشاركون في كل
شيء لهم.
33- وكان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع،
تؤيدها قدرة عظيمة. وكانت النعمة وافرة عليهم جميعا
34- فما كان احد منهم في حاجة، لان الذين يملكون
الحقول او البيوت كانوا يبيعونها ويجيئون بثمن
المبيع،
35- فيلقونه عند اقدام الرسل ليوزعوه على قدر احتياج
كل واحد من الجماعة.
36- وهكذا عمل يوسف، وهو لاوي قبرصي الاصل لقبه
الرسل ببرنابا، اي ابن التعزية،
37- فباع حقلا يملكه وجاء بثمنه والقاه عند اقدام
الرسل.
|
23 |
44 |
اعمال
الرسل |
005 |
الروح القدس
1- ولكن رجلا اسمه حنانـيا باع ملكا له بموافقة
امراته سفيرة،
2- فاحتفظ بقسم من الثمن بعلم منها، وجاء بالقسم
الآخر والقاه عند اقدام الرسل.
3- فقال له بطرس: «يا حنانيا، لماذا استولى الشيطان
على قلبك فكذبت على الروح القدس واحتفظت بقسم من ثمن
الحقل؟
4- اما كان الحقل كله يبقى لك لو ابقيته؟ ولما بعته،
اما كان لك ان تحتفظ بثمنه؟ فكيف نويت في قلبك هذا
العمل؟ انت كذبت على الله، لا على الناس«.
5- فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع ميتا، فملا الخوف
جميع الذين سمعوا بذلك.
6- وقام بعض الشبان، فكفنوه وحملوه الى الخارج
ودفنوه.
7- وبعد نحو ثلاث ساعات، دخلت امراته وهي لا تعرف ما
جرى.
8- فسالها بطرس: «قولي لي: ابهذا الثمن بعتما الحقل؟«
اجابت: «نعم، بهذا الثمن! «
9- فقال لها بطرس: «لماذا اتفقتما على تجربة روح
الرب؟ هذه اقدام الذين دفنوا زوجك على الباب،
وسيحملونك انت ايضا! «
10- فوقعت في الحال عند قدمي بطرس وماتت. فدخل
الشبان ووجدوها ميتة، فحملوها ودفنوها بجانب زوجها.
11- فاستولى خوف شديد على الكنيسة كلها وعلى جميع
الذين عرفوا هذه الاخبار.
12- وجرى على ايدي الرسل بين الشعب كثير من العجائب
والآيات، وكانوا يجتمعون بقلب واحد في رواق سليمان.
13- وما تجاسر احد ان يخالطهم، بل كان الشعب يعظمهم.
14- وتكاثر عدد المؤمنين بالرب من الرجال والنساء،
15- حتى انهم كانوا يحملون مرضاهم الى الشوارع
ويضعونهم على الاسرة والفرش، حتى اذا مر بطرس يقع
ولو ظله على احد منهم.
16- وكانت جموع الناس تجيء الى اورشليم من المدن
المجاورة تحمل المرضى والذين فيهم ارواح نجسة،
فيشفون كلهم.
17- واشتدت نقمة رئيس الكهنة واتباعه من شيعة
الصدوقيين،
18- فامسكوا الرسل والقوهم في السجن العام.
19- ولكن ملاك الرب فتح ابواب السجن في الليل واخرج
الرسل وقال لهم:
20- »اذهبوا الى الهيكل وبشروا الشعب بتعاليم الحياة
الجديدة«.
21- فسمعوا له ودخلوا الهيكل عند الفجر واخذوا
يعلمون. فجاء رئيس الكهنة واتباعه وجمعوا المجلس
وشيوخ الشعب وامروا باحضار الرسل من السجن.
22- فذهب الحرس الى السجن فما وجدوهم هناك، فرجعوا
الى المجلس_
23- وقالوا: «وجدنا السجن مغلقا جيدا والحرس واقفين
على الابواب، فلما فتحناه ما وجدنا فيه احدا«.
24- فحار قائد حرس الهيكل ورؤساء الكهنة عندما سمعوا
هذا الكلام وتساءلوا: كيف جرى هذا؟
25- فدخل عليهم رجل وقال لهم: «ها هم الرجال الذين
القيتموهم في السجن يعلمون الشعب في الهيكل! «
26- فذهب قائد الحرس مع رجاله وجاؤوا بالرسل من غير
عنف، لانهم خافوا ان يرجمهم الشعب.
27- فلما ادخلوا الرسل الى المجلس، قال_ لهم رئيس
الكهنة:
28- »امرناكم بشدة ان لا تعلموا بهذا الاسم، فملاتم
اورشليم بتعاليمكم، وتريدون ان تلقوا المسؤولـية
علينا في دم هذا الرجل«.
29- فاجابهم بطرس والرسل: «يجب_ ان نطيع الله لا
النـاس.
30- اله آبائنا اقام يسوع الذي علقتموه على خشبة
وقتلتموه.
31- فهو الذي رفعه الله بـيمينه وجعله رئيسا ومخلصا
ليمنح شعب اسرائيل التوبة وغفران الخطايا،
32- ونحن شهود على هذا كله. وكذلك يشهد الروح القدس
الذي وهبه الله للذين يطيعونه«.
33- فلما سمع اعضاء المجلس هذا الكلام، غضبوا كثيرا
وعزموا على قتلهم.
34- ولكن واحدا منهم اسمه غمالائيل، وهو فريسي من
معلمي الشريعة، يحترمه الشعب كله، امر باخراج الناس
قليلا،
35- ثم قال لاعضاء المجلس: «يا بني اسرائيل، اياكم
وما انتم عازمون ان تفعلوا بهؤلاء الرجال.
36- قام ثوداس قبل هذه الايام، وادعى انه رجل عظيم،
فتبعه نحو اربعمئة رجل. ولكنه قتل وتفرق جميع اتباعه
وزال اثرهم.
37- ثم قام يهوذا الجليلي في زمن الاحصاء، فجر وراءه
جماعة من النـاس، فهلك ايضا وتشتت جميع الذين اطاعوه.
38- والآن اقول لكم: اتركوا هؤلاء الرجال وشانهم ولا
تهتموا بهم، لان ما يبشرون به او ما يعلمونه يزول
اذا كان من عند البشر.
39- اما اذا كان من عند الله، فلا يمكنكم ان تزيلوه
لئلا تصيروا اعداء الله«.
40- فوافقه جميع اعضاء المجلس على رايه ودعوا الرسل،
فجلدوهم وامروهم ان لا يتكلموا باسم يسوع، ثم
اطلقوهم.
41- فخرج الرسل من المجلس فرحين، لان الله وجدهم
اهلا لقبول الاهانة من اجل اسم يسوع.
42- وكانوا يعلمون كل يوم في الهيكل وفي البيوت
ويبشرون بان يسوع هو المسيح.
|
24 |
44 |
اعمال
الرسل |
006 |
الروح القدس
1- وفي تلك الايام كثر عدد التلاميذ، فاخذ اليهود
اليونانـيون المغتربون يتذمرون على اليهود
العبرانيـين المقيمين، زاعمين ان اراملهم لا ياخذن
نصيبهن من المعيشة اليومية.
2- فدعا الرسل الاثنا عشر جماعة التلاميذ وقالوا لهم:
«لا يليق بنا ان نهمل كلام الله لنهتم بامور المعيشة.
3- فاختاروا، ايها الاخوة، سبعة رجال منكم مشهود لهم
بحسن السمعة وممتلئين من الروح القدس والحكمة حتى
نكلفهم بهذا العمل،
4- ونواظب نحن على الصلاة والتبشير بكلام الله«.
5- فاستحسنت الجماعة كلها راي الرسل، فاختاروا
استفانوس، وهو رجل ممتلئ من الايمان والروح القدس،
وفيلبس وبروخورس ونيكانورس وتيمون وبرميناس
ونيقولاوس وهو انطاكي صار يهوديا.
6- ثم احضروهم امام الرسل فصلوا ووضعوا عليهم الايدي.
7- وكان كلام الله ينتشر، وعدد التلاميذ يزداد كثيرا
في اورشليم. واستجاب للايمان كثير من الكهنة.
8- وكان استفانوس ممتلئا من النعمة والقدرة، فاخذ
يصنع العجائب والآيات العظيمة بين الشعب.
9- فقام بعض اعضاء المجمع المعروف بمجمع العبـيد
المحررين، ويهود من قيرين والاسكندرية، وسواهم من
كيليكية وآسية، واخذوا يجادلون استفانوس،
10- ولكن الروح اعطى استفانوس من الحكمة ما جعلهم
عاجزين عن مقاومته،
11- فرشوا بعض النـاس ليقولوا: «سمعنا هذا الرجل
يجدف على موسى وعلى الله! «
12- فهيجوا الشعب والشيوخ ومعلمي الشريعة. ثم باغتوه
وخطفوه وجاؤوا به الى المجلس.
13- واحضروا شهود زور يقولون: «هذا الرجل لا يكف عن
شتم الهيكل المقدس والشريعة.
14- ونحن سمعناه يقول: سيهدم يسوع النـاصري هذا
المكان ويغير التقاليد التي ورثناها عن موسى! «
15- فنظر اليه جميع الحاضرين في المجلس، فراوا وجهه
كانه وجه ملاك.
|
25 |
44 |
اعمال
الرسل |
007 |
الروح القدس
1- فقال رئيس الكهنة لاستفانوس: «اهذا صحيح؟«
2- فاجاب: «اسمعوا، ايها الاخوة والآباء: «ظهر اله
المجد لابينا ابراهيم وهو في ما بين النهرين، قبل ان
يسكن في حران،
3- وقال له: اترك ارضك وعشيرتك وارحل الى الارض التي
اريك.
4- فترك بلاد الكلدانيين وسكن في حران. وبعدما مات
ابوه، نقله الله منها الى هذه الارض التي تسكنون
فيها الآن،
5- من غير ان يعطيه فيها ميراثا او موضع قدم. الا ان
الله وعده بان يجعلها ملكا له ولنسله من بعده، مع
انه ما كان له ولد.
6- وقال الله: سيسكن نسلك في بلاد غريبة، فيكونون
عبيدا ويعانون الذل مدة اربعمئة سنة«. وقال الله:
7- »ولكني سادين الشعب الذي يستعبدكم، ثم يخرجون من
تلك البلاد ويعبدوني هنا في هذا المكان«.
8- واعطى الله ابراهيم عهد الختان، فــولد ابراهيم
ابنه اسحق وختنه في اليوم الثامن. وختن اسحق يعقوب،
ويعقوب ختن الآباء الاثني عشر.
9- وحسد الآباء الاولون يوسف فباعوه، فجيء به الى
مصر. وكان الله معه،
10- فخلصه من جميع مصائبه، ووهبه نعمة وحكمة عند
فرعون ملك مصر، فولاه فرعون على مصر وعلى قصره.
11- ووقعت في مصر كلها وارض كنعان مجاعة وضيق شديد،
فاحتاج آباؤنا الى القوت.
12- وسمع يعقوب ان في مصر قمحا، فارسل آباءنا الى
هناك اول مرة،
13- وفي المرة الثانية تعرف يوسف الى اخوته، وتبين
اصله لفرعون،
14- فاستدعى يوسف اباه يعقوب وجميع عشيرته، وكانوا
خمسة وسبعين شخصا.
15- فنزل يعقوب الى مصر ومات فيها هو وآباؤنا.
16- فنقلوهم الى شكيم ودفنوهم في القبر الذي اشتراه
ابراهيم من بني حمور في شكيم بمبلغ من المال.
17- وكان كلما اقترب تحقيق الوعد الذي وعد الله به
ابراهيم، كثر شعبنا وازداد في مصر،
18- الى ان قام ملك آخر في مصر لا يعرف يوسف،
19- فمكر بشعبنا واذل آباءنا، حتى جعلهم ينبذون
اطفالهم فلا يعيشون.
20- وفي تلك الايام ولد موسى. وكان جميلا جدا. فتربى
ثلاثة اشهر في بيت ابيه.
21- ولما نبذه اهله تبنته ابنة فرعون وربته،
22- فتعلم حكمة المصريـين كلها، وكان مقتدرا في
القول والعمل.
23- ولما بلغ الاربعين، خطر له ان يتفقد اخوانه بني
اسرائيل.
24- فراى مصريا يعتدي على واحد منهم، فدافع عن
المظلوم وقتل المصري انتقاما منه.
25- وظن موسى ان اخوانه سيفهمون ان الله يخلصهم على
يده، فما فهموا.
26- وراى في الغد اثنين منهم يتقاتلان، فدعاهما الى
الصلح. وقال: «ايها الرجلان، انتما اخوان، فلماذا
يؤذي احدكما الآخر؟«
27- فدفعه المعتدي منهما على قريبه وقال: «من جعلك
رئيسا وقاضيا علينا؟
28- اتريد ان تقتلني مثلما قتلت المصري امس؟«
29- فلما سمع موسى هذا الكلام هرب وسكن في ارض مديان.
وهناك ولد ابنين.
30- وبعد اربعين سنة، ظهر له ملاك في برية جبل سيناء،
في عليقة تشتعل فيها النـار.
31- فتعجب موسى عندما راى هذه الرؤيا، وتقدم لينظر
عن قرب، فناداه صوت الرب:
32- »انا اله آبائك، اله ابراهيم واسحق ويعقوب«.
فارتعد موسى وما تجاسر ان ينظر.
33- فقال له الرب: «اخلع حذاءك، لان المكان الذي انت
واقف فيه ارض مقدسة.
34- انا نظرت الى مذلة شعبي في مصر وسمعت انينه،
فنزلت لاخلصه. فتعال ارسلك الى مصر«.
35- فموسى الذي انكره شعبه وقالوا له: من جعلك رئيسا
وقاضيا علينا، هو الذي ارسله الله رئيسا ومخلصا
بمعونة الملاك الذي ظهر له في العليقة،
36- فاخرج شعبه من مصر بما صنعه من العجائب والآيات
في ارض مصر وفي البحر الاحمر وفي البرية مدة اربعين
سنة،
37- وهو نفسه الذي قال لبني اسرائيل: «سيقيم الله
لكم من بين شعبكم نبيا مثلي«.
38- وموسى هو الذي كان مع جماعة بني اسرائيل في
البرية وسيطا بين آبائنا وبـين الملاك الذي كلمه على
جبل سيناء، فتلقى كلمات الحياة لينقلها الينا.
39- ولكن آباءنا رفضوا ان يطيعوه، فازاحوه وتلفتت
قلوبهم الى مصر،
40- فقالوا لهارون: «اصنع لنا آلهة تسير امامنا،
لاننا لا نعرف ما حل بموسى هذا الذي اخرجنا من مصر«.
41- فصنعوا في ذلك الوقت صنما في صورة عجل، وقدموا
له الذبائح، وابتهجوا بما هو من صنع ايديهم.
42- فاعرض الله عنهم واسلمهم لعبادة النجوم، كما جاء
في كتب الانبياء: »يا بني اسرائيل! هل قدمتم الي
الذبائح والقرابين مدة اربعين سنة في البرية؟
43- لا بل حملتم خيمة مولوخ ونجمة الهكم رمفان:
اصناما صنعتموها للعبادة.فسانفيكم الى ما وراء بابل«.
44- وكان مع آبائنا في البرية خيمة الشهادة التي
صنعها موسى، كما امره الله، على المثال الذي رآه.
45- فتسلمها آباؤنا وفتحوا بها بلاد الامم التي
طردها الله امامهم بقيادة يشوع. وبقيت هناك الى ايام
داود.
46- ونال داود رضى الله، فساله ان يبني مسكنا لاله
يعقوب،
47- الا ان سليمان هو الذي بنى له البيت.
48- لكن الله العلي لا يسكن بيوتا صنعتها الايدي،
كما قال النبي:
49- »يقول الرب: السماء عرشي،والارض موطـئ قدمي. اي
بيت تبنون لي؟بل اين مكان راحتي؟
50- اما صنعت يداي هذا كله؟«
51- يا قساة الرقاب والقلوب ويا صم الآذان! انتم مثل
آبائكم، ما زلتم تقاومون الروح القدس.
52- اما اضطهدوا كل نبي، وقتلوا الذين انباوا بمجيء
البار الذي اسلمتموه وقتلتموه؟
53- انتم تسلمتم شريعة الله من ايدي الملائكة وما
عملتم بها«.
54- فلما سمع اعضاء المجلس كلام استفانوس ملا الغيظ
قلوبهم وصرفوا عليه باسنانهم.
55- فنظر الى السماء، وهو ممتلئ من الروح القدس،
فراى مجد الله ويسوع واقفا عن يمين الله.
56- فقال: «ارى السماء مفتوحة وابن الانسان واقفا عن
يمين الله! «
57- فصاحوا باعلى اصواتهم، وسدوا آذانهم، وهجموا
عليه كلهم دفعة واحدة،
58- فاخرجوه من المدينة ليرجموه. وخلع الشهود ثيابهم
ووضعوها امانة عند قدمي فتى اسمه شاول.
59- واخذوا يرجمون استفانوس وهو يدعو، فيقول: «ايها
الرب يسوع، تقبل روحي! «
60- وسجد وصاح باعلى صوته: «يا رب، لا تحسب عليهم
هذه الخطيئة! « قال هذا ومات.
|
26 |
44 |
اعمال
الرسل |
008 |
الروح القدس
1- وكان شاول موافقا على قتل استفانوس. وبدات كنيسة
اورشليم تعاني اضطهادا شديدا، فتشتت المؤمنون كلهم،
ما عدا الرسل، في نواحي اليهودية والسامرة.
2- ودفن بعض الاتقياء استفانوس واقاموا له مناحة
عظيمة.
3- وكان شاول يسعى الى خراب الكنيسة، فيذهب من بيت
الى بيت ويخرج منه الرجال والنساء ويلقيهم في السجن.
4- واخذ المؤمنون الذين تشتتوا ينتقلون من مكان الى
آخر مبشرين بكلام الله.
5- فنزل فيلبس الى مدينة في السامرة وبدا يبشر فيها
بالمسيح.
6- واصغت الجموع بقلب واحد الى اقواله، لانها سمعت
بعجائبه او شاهدتها.
7- فكانت الارواح النجسة تخرج من اناس كثيرين وهي
تصرخ بصوت شديد. ونال الشفاء كثير من المفلوجين
والعرج،
8- فعم المدينة فرح عظيم.
9- وكان في المدينة ساحر اسمه سمعان، فتن السامريـين
من قبل باعمال السحر وادعى انه رجل عظيم.
10- فكانوا يتبعونه جميعا، من صغيرهم الى كبيرهم،
ويقولون: «هذا الرجل هو قدرة الله التي ندعوها:
العظيمة«.
11- وكانوا يتبعونه لانه فتنهم باساليب سحره من زمن
طويل.
12- فلما بشرهم فيلبس بملكوت الله واسم يسوع المسيح،
آمنوا وتعمد رجالهم ونساؤهم.
13- وآمن سمعان ايضا، فتعمد ولازم فيلبس، يرى ما
يصنعه من الآيات والمعجزات العظيمة، فتاخذه الحيرة.
14- وسمع الرسل في اورشليم ان السامريـين قبلوا كلام
الله، فارسلوا اليهم بطرس ويوحنا.
15- فلما وصلا الى السامرة صليا لهم حتى ينالوا
الروح القدس،
16- لانه ما كان نزل بعد على احد منهم، الا انهم
تعمدوا باسم الرب يسوع.
17- فوضعا ايديهما عليهم، فنالوا الروح القدس.
18- فلما راى سمعان ان الله منحهم الروح القدس عندما
وضع بطرس ويوحنا ايديهما عليهم، عرض عليهما بعض
المال،
19- وقال لهما: «اعطياني انا ايضا هذه السلطة لينال
الروح القدس كل من اضع عليه يدي! «
20- فقال له بطرس: «الى جهنم انت ومالك، لانك ظننت
انك بالمال تحصل على هبة الله.
21- لا حصة لك في عملنا ولا نصيب، لان قلبك عند الله
غير سليم.
22- فتب من شرك، وتوسل الى الرب لعله يغفر لك ما خطر
في بالك.
23- فانا اراك في مرارة العلقم وشرك الخطيئة«.
24- فاجاب سمعان: «توسلا الى الرب من اجلي لئلا
يصيبني شيء مما ذكرتما«.
25- اما بطرس ويوحنا، فبعدما اديا الشهادة واعلنا
كلام الرب، رجعا الى اورشليم وهما يبشران قرى كثيرة
في السامرة.
26- وكلم ملاك الرب فيلبس فقال له: «قم اذهب نحو
الجنوب، في الطريق المنحدرة من اورشليم الى غزة وهي
مقفرة«.
27- فقام فيلبس ومضى. وفي الطريق صادف رجلا من
الحبشة، وزيرا من خصيان كنداكة ملكة الحبش، وخازن
جميع اموالها. وهو جاء الى اورشليم للعبادة،
28- وكان راجعا وهو جالس في مركبته يقرا النبي اشعيا.
29- فقال الروح لفيلبس: «تقدم حتى تلحق هذه المركبة«.
30- فاسرع اليها فيلبس فسمع الرجل يقرا النبـي اشعيا،
فقال له: «اتفهم ما تقرا؟«
31- فاجاب: «كيف افهم ولا احد يشرح لي؟« ورجا من
فيلبس ان يصعد ويجلس معه.
32- وكانت الفقرة التي يقراها من الكتاب هي هذه: »كنعجة
سيق الى الذبح، كحمل صامت بين يدي من يجزه هكذا لا
يفتح فمه.
33- اذلوه وسلبوه حقه. حياته زالت عن الارض، فمن
يخبر عن ذريته؟«
34- فقال الرجل لفيلبس: «اخبرني من يعني النبي بهذا
الكلام؟ ايعني نفسه ام شخصا آخر؟«
35- فبدا فيلبس من هذه الفقرة في الكتاب يبشره بيسوع.
36- وبينما هما في الطريق وصلا الى مكان فيه ماء،
فقال الرجل لفيلبس: «هنا ماء، فما يمنع ان اتعمد؟« [
37- فاجابه فيلبس: «يمكنك ان تتعمد ان كنت تؤمن من
كل قلبك«. فقال الرجل: «اؤمن بان يسوع المسيح هو ابن
الله«.]
38- ثم امر بان تقف المركبة، ونزل هو وفيلبس الى
الماء، فعمده فيلبس.
39- ولما خرجا من الماء خطف روح الرب فيلبس، فغاب عن
نظر الرجل، فمضى في طريقه فرحا.
40- واما فيلبس فوجد نفسه في اشدود، ثم سار مبشرا في
المدن كلها حتى وصل الى قيصرية.
|
27 |
44 |
اعمال
الرسل |
009 |
الروح القدس
1- اما شاول، فكان ينفث صدره تهديدا وتقتيلا لتلاميذ
الرب. فذهب الى رئيس الكهنة
2- وطلب منه رسائل الى مجامـع دمشق، ليعتقل الرجال
والنساء الذين يجدهم هناك على مذهب الرب ويجيء بهم
الى اورشليم.
3- وبينما هو يقترب من دمشق، سطع حوله بغتة نور من
السماء،
4- فوقع الى الارض، وسمع صوتا يقول له: «شاول، شاول،
لماذا تضطهدني؟«
5- فقال شاول: «من انت، يا رب؟« فاجابه الصوت: «انا
يسوع الذي انت تضطهده. [صعب عليك ان تقاومني«.
6- فقال وهو مرتعب خائف: «يا رب، ماذا تريد ان اعمل؟«
فقال له الرب:] «قم وادخل المدينة، وهناك يقال لك ما
يجب ان تعمل«.
7- واما رفاق شاول فوقفوا حائرين يسمعون الصوت ولا
يشاهدون احدا.
8- فنهض شاول عن الارض وفتح عينيه وهو لا يبصر شيئا.
فقادوه بـيده الى دمشق.
9- فبقي ثلاثة ايام مكفوف البصر لا ياكل ولا يشرب.
10- وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا. فناداه الرب في
الرؤيا: «يا حنانيا! « اجابه: «نعم، يا رب! «
11- فقال له الرب: «قم اذهب الى الشـارع المعروف
بالمستقيم، واسال _في بيت يهوذا عن رجل منطرسوس اسمه
شاول. وهو الآن يصلي،
12- فيرى في الرؤيا رجلا اسمه حنانيا يدخل ويضع يديه
عليه فيبصر«.
13- فاجابه حنانيا: «يا رب، اخبرني كثير من النـاس
كم اساء هذا الرجل الى قديسيك في اورشليم.
14- وهو هنا الآن وله سلطة من رؤساء الكهنة ان يعتقل
كل من يدعو باسمك«.
15- فقال له الرب: «اذهب، لاني اخترته رسولا لي يحمل
اسمي الى الامم والملوك وبني اسرائيل.
16- وساريه كم يجب ان يتحمل من الآلام في سبيل اسمي«.
17- فذهب حنانيا ودخل البيت ووضع يديه على شاول وقال:
«يا اخي شاول، ارسلني اليك الرب يسوع الذي ظهر لك
وانت في الطريق التي جئت منها، حتى يعود البصر اليك
وتمتلئ من الروح القدس«
18- فتساقط من عينيه ما يشبه القشور، وعاد البصر
اليه، فقام وتعمد.
19- ثم اكل، فعادت اليه قواه.
واقام شاول بضعة ايام مع التلاميذ في دمشق،
20- ثم سارع الى التبشير في المجامع بان يسوع هو ابن
الله.
21- فكان السامعون يتعجبون ويقولون: «اما كان هذا
الرجل في اورشليم يضطهد كل من يدعو بهذا الاسم؟ وهل
جاء الى هنا الا ليعتقلهم ويعود بهم الى رؤساء
الكهنة؟«
22- لكن شاول كان يزداد قوة في تبشيره، فاثار الحيرة
في عقول اليهود المقيمين في دمشق بحججه الدامغة على
ان يسوع هو المسيح.
23- وبعد مدة من الزمن وضع اليهود خطة ليقتلوه،
24- فوصل خبرها اليه. وكانوا يراقبون ابواب المدينة
ليل نهار ليغتالوه،
25- فاخذه التلاميذ ليلا ودلوه من السور في قفة.
26- ولما وصل شاول الى اورشليم حاول ان ينضم الى
التلاميذ. فكانوا كلهم يخافون منه ولا يصدقون انه
تلميذ.
27- فجاء به برنابا الى الرسل وروى لهم كيف راى شاول
الرب في الطريق وكلمه الرب، وكيف بشر بشجاعة باسم
يسوع في دمشق.
28- فاخذ يروح ويجيء مع التلاميذ في اورشليم، يبشر
بشجاعة باسم الرب.
29- وكان يخاطب اليهود المتكلمين باللغة اليونانـية
ويجادلهم، فحاولوا ان يقتلوه.
30- فلما عرف الاخوة بالامر، انزلوه الى قيصرية
وارسلوه منها الى طرسوس.
31- واخذت الكنيسة في جميع اليهودية والجليل
والسامرة تنعم بالسلام. وكانت تنمو وتسير في خوف
الرب، وتتكاثر بمعونة الروح القدس.
32- وكان بطرس يسير في كل مكان، فجاء الى الاخوة
القديسين المقيمين في لدة،
33- فلقي فيها رجلا اسمه اينياس، وكان كسيحا يلزم
الفراش من ثماني سنوات.
34- فقال له بطرس: «يا اينياس، شفاك يسوع المسيح،
فقم ورتب فراشك بيدك«. فقام في الحال.
35- ورآه جميع سكان لدة وشارون، فاهتدوا كلهم الى
الرب.
36- وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثة، وباليونانية
دوركاس، اي غزالة، تصرف كل وقتها في الاعمال الصالحة
واعانة المحتاجين.
37- فمرضت في ذلك الوقت وماتت. فغسلوها ووضعوها في
الغرفة العليا.
38- ولان لدة قريبة من يافا، عرف التلاميذ ان بطرس
فيها، فارسلوا اليه رجلين يقولان له: «تعال الينا
ولا تــتاخر«.
39- فقام بطرس مسرعا ورجع معهما الى يافا. فلما وصل
صعدوا به الى الغرفة العليا، فاستقبلته الارامل
باكيات يرينه القمصان والثياب التي خاطتها دوركاس
عندما كانت معهن على قيد الحياة.
40- فاخرج بطرس الناس كلهم، وسجد وصلى، ثم التفت الى
الجثة وقال: «طابيثة، قومي! « ففتحت عينيها، ولما
رات بطرس جلست.
41- فمد يده اليها وانهضها، ثم دعا الاخوة القديسين
والارامل واحضرها حـية.
42- فانتشر الخبر في يافا كلها، فآمن بالرب عدد
كبـير من النـاس.
43- واقام بطرس عدة ايام في يافا عند دباغ اسمه
سمعان.
|
28 |
44 |
اعمال
الرسل |
010 |
الروح القدس
1- وكان في قيصرية رجل اسمه كورنيليوس، ضابط من
الفرقة الايطالـية في الجيش.
2- كان تقـيا يخاف الله هو وجميع اهل بيته، ويحسن
الى الشعب بسخاء، ويداوم على الصلاة لله.
3- فراى نحو الساعة الثالثة من النهار في رؤيا واضحة
ملاك الله يدخل عليه ويناديه: «يا كورنيليوس! «
4- فنظر اليه في خوف وقال: «ما الخبر، يا سيدي؟«
فقال له الملاك: «صعدت صلواتك واعمالك الخيرية الى
الله، فتذكرك.
5- فارسل الآن رجالا الى يافا وجئ بسمعان الذي يقال
له بطرس.
6- فهو نازل عند دباغ اسمه سمعان وبيته على شاطئ
البحر«.
7- فلما انصرف الملاك الذي كان يكلمه، دعا اثنين من
خدمه وجنديا تقيا من اخصائه،
8- واخبرهم بكل ما جرى، وارسلهم الى يافا.
9- فساروا في الغد. وبينما هم يقتربون من يافا، صعد
بطرس الى السطح نحو الظهر ليصلي،
10- فجاع واراد ان ياكل. ولما اخذوا يهيئون له
الطعام وقع في غيبوبة،
11- فراى السماء مفتوحة، وشيئا يشبه قطعة قماش
كبـيرة معقودة باطرافها الاربعة تتدلى الى الارض.
12- وكان عليها من جميع دواب الارض وزحافاتها وطيور
السماء.
13- وجاءه صوت يقول له: «يا بطرس، قم اذبح وكل«.
14- فقال بطرس: «لا يا رب! ما اكلت في حياتي نجسا او
دنسا«.
15- فقال له الصوت ثانية: «ما طهره الله لا تعتبره
انت نجسا! «
16- وحدث هذا ثلاث مرات، ثم ارتفع الشيء في الحال
الى السماء.
17- وبينما بطرس في حيرة يسائل نفسه ما معنى هذه
الرؤيا التي رآها، كان الرجال الذين ارسلهم
كورنيليوس سالوا عن بيت سمعان ووقفوا بالباب
18- ونادوا مستخبرين: «هل سمعان الذي يقال له بطرس
نازل هنا؟«
19- كان بطرس لا يزال يفكر في الرؤيا، فقال له الروح:
«هنا ثلاثة رجال يطلبونك،
20- فقم وانزل اليهم واذهب معهم ولا تخف، لاني انا
ارسلتهم«.
21- فنزل بطرس وقال لهم: «انا هو الذي تطلبونه.
لماذا جئتم؟«
22- اجابوا: «ارسلنا الضابط كورنيليوس، وهو رجل صالح
يخاف الله ويشهد على فضله جميع اليهود، لان ملاكا
طاهرا ابلغه ان يجيء بك الى بيته ليسمع ما عندك من
كلام«.
23- فدعاهم بطرس وانزلهم عنده. وفي الغد، قام وذهب
معهم يرافقه بعض الاخوة من يافا،
24- فوصل الى قيصرية في اليوم التالي. وكان
كورنيليوس ينتظرهم مع الذين دعاهم من انسبائه واخص
اصدقائه.
25- فلما دخل بطرس، استقبله كورنيليوس وارتمى ساجدا
له.
26- فانهضه بطرس وقال له: «قم، ما انا الا بشر مثلك!
«
27- ودخل وهو يحادثه، فوجد جمعا كبـيرا من النـاس،
28- فقال لهم: «تعرفون ان اليهودي لا يحل له ان
يخالط اجنبيا، او يدخل بيته. لكن الله اراني ان لا
احسب احدا من الناس نجسا او دنسا.
29- فلما دعوتموني جئت من غير اعتراض. فاسالكم:
لماذا دعوتموني؟«
30- فقال كورنيليوس: «كنت من اربعة ايام اصلـي في
بيتي عند الساعة الثالثة بعد الظهر، فرايت رجلا عليه
ثياب براقة يقف امامي
31- ويقول لي: «يا كورنيليوس! سمع الله صلواتك وذكر
اعمالك الخيرية،
32- فارسل الى يافا، واستدع سمعان الذي يقال له بطرس،
فهو نازل في بيت سمعان الدباغ على شاطئ البحر«.
33- فارسلت اليك في الحال، وانت احسنت في مجيئك.
ونحن الآن جميعا في حضرة الله لنسمع كل ما امرك به
الرب«.
34- فقال بطرس: «ارى ان الله في الحقيقة لا يفضل
احدا على احد،
35- فمن خافه من اية امة كانت وعمل الخير كان مقبولا
عنده.
36- ارسل كلمته الى بني اسرائيل يعلن بشارة السلام
بيسوع المسيح الذي هو رب العالمين.
37- وانتم تعرفون ما جرى في اليهودية كلها، ابتداء
من الجليل بعد المعمودية التي دعا اليها يوحنا،
38- وكيف مسح الله يسوع الناصري بالروح القدس
والقدرة، فسار في كل مكان يعمل الخير ويشفي جميع
الذين استولى عليهم ابليس، لان الله كان معه.
39- ونحن شهود على كل ما عمل من الخير في بلاد
اليهود وفي اورشليم. وهو الذي صلبوه وقتلوه.
40- ولكن الله اقامه في اليوم الثالث واعطاه ان يظهر،
41- لا للشعب كله، بل للشهود الذين اختارهم الله من
قبل، اي لنا نحن الذين اكلوا وشربوا معه بعد قيامته
من بين الاموات.
42- واوصانا ان نبشر الشعب ونشهد ان الله جعله ديانا
للاحياء والاموات.
43- وله يشهد جميع الانبياء بان كل من آمن به ينال
باسمه غفران الخطايا«.
44- وبينما بطرس يتكلم، نزل الروح القدس على جميع
الذين يسمعون كلامه.
45- فتعجب اهل الختان الذين رافقوا بطرس حين راوا ان
الله افاض هبة الروح القدس على غير اليهود ايضا،
46- لانهم سمعوهم يتكلمون بلغات غير لغتهم ويعظمون
الله. فقال بطرس:
47- »هؤلاء الناس نالوا الروح القدس مثلنا نحن، فمن
يمكنه ان يمنع عنهم ماء المعمودية؟«
48- وامرهم بان يتعمدوا باسم يسوع المسيح. فدعوه
الى ان يقيم عندهم بضعة ايام.
|
29 |
44 |
اعمال
الرسل |
011 |
الروح القدس
1- وسمع الرسل والاخوة في اليهودية ان غير اليهود
ايضا قبلوا كلام الله.
2- فلما صعد بطرس الى اورشليم، خاصمه اهل الختان
وقالوا له:
3- »دخلت الى قوم غير مختونين واكلت معهم! «
4- فروى لهم بطرس كل ما جرى له، قال:
5- كنت اصلي في مدينة يافا، فرايت في الغيبوبة رؤيا،
فاذا شيء مثل قطعة قماش كبيرة معقودة باطرافها
الاربعة يتدلى من السماء حتى وصل الي.
6- ونظرت اليه جيدا، فرايت عليه دواب الارض والوحوش
والزحافات وطيور السماء،
7- وسمعت صوتا يقول لي: يا بطرس، قم اذبح وكل!
8- فقلت: لا، يا رب! ما دخل فمي طعام نجس او دنس من
قبل!
9- فاجابني الصوت ثانية من السماء: ما طهره الله لا
تعتبره انت نجسا.
10- وحدث هذا ثلاث مرات، ثم ارتفع الشيء كله الى
السماء.
11- وفي تلك الساعة وقف ثلاثة رجال بباب البيت الذي
كنت فيه، وكانوا مرسلين الي من قيصرية.
12- فامرني الروح ان اذهب معهم من دون تردد. فرافقني
هؤلاء الاخوة الستة الى قيصرية، فدخلنا بيت
كورنيليوس،
13- فاخبرنا كيف راى الملاك يقف في بيته ويقول له:
ارسل الى يافا، وجئ بسمعان الذي يقال له بطرس،
14- فهو يكلمك كلاما تخلص به انت وجميع اهل بيتك.
15- فلما بدات اتكلم، نزل الروح القدس عليهم مثلما
نزل علينا نحن في البدء.
16- فتذكرت ما قال الرب: عمد يوحنا بالماء، واما
انتم فتتعمدون بالروح القدس.
17- فاذا كان الله وهب هؤلاء ما وهبنا نحن عندما
آمنا بالرب يسوع المسيح، فمن اكون انا لاقاوم الله؟«
18- فلما سمع الحاضرون هذا الكلام، هداوا ومجدوا
الله وقالوا: «انعم الله، اذا، على غير اليهود ايضا
بالتوبة سبيلا الى الحياة! «
19- واما المؤمنون الذين شتتهم الاضطهاد الذي نزل
بهم بعد مقتل استفانوس، فانتقلوا الى فينيقية وقبرص
وانطاكية، وكانوا لا يبشرون احدا بكلام الله الا
اليهود.
20- ولكن بعض هؤلاء المؤمنين من قبرص وقيرين جاؤوا
الى انطاكية واخذوا يخاطبون النـاطقين باللغة
اليونانية ايضا ويبشرونهم بالرب يسوع.
21- وكانت يد الرب معهم، فآمن منهم كثيرون واهتدوا
الى الرب.
22- وبلغ الخبر مسامع الكنيسة في اورشليم، فارسلوا
برنابا الى انطاكية.
23- فلما جاء وراى نعمة الله فرح وشجعهم كلهم على
الثبات في الرب بكل قلوبهم.
24- وكان برنابا رجلا صالحا، ممتلئا من الروح القدس
والايمان، فانضم الى الرب جمع كبـير.
25- وذهب برنابا الى طرسوس يبحث عن شاول،
26- فلما وجده جاء به الى انطاكية. فاقاما سنة كاملة
يجتمعان الى جماعة الكنيسة، فعلما جمعا كبيرا. وفي
انطاكية تسمى التلاميذ اول مرة بالمسيحيين.
27- وفي تلك الايام، نزل بعض الانبياء من اورشليم
الى انطاكية.
28- فقام احدهم واسمه اغابوس وتنبا بوحي من الروح ان
مجاعة عظيمة ستعم الارض كلها، وهي التي حدثت في ايام
القيصر كلوديوس.
29- فعزم التلاميذ ان يرسلوا، كل واحد وقدرته، معونة
الى الاخوة المقيمين في اليهودية.
30- وفعلوا ذلك، فارسلوا معوناتهم الى شيوخ الكنيسة
مع برنابا وشاول.
|
30 |
44 |
اعمال
الرسل |
013 |
الروح القدس
1- وكان في كنيسة انطاكية انبياء ومعلمون هم: برنابا
وشمعون الذي يدعى نيجر، ولوقيوس القيريني، ومناين
وهو صديق الوالي هيرودس من الطفولة، وشاول.
2- وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال لهم الروح
القدس: «خصصوا لي برنابا وشاول لعمل دعوتهما اليه«.
3- فصاموا وصلوا، ثم وضعوا ايديهم عليهما وصرفوهما.
4- فارسلهما الروح القدس، فنزلا الى سلوكية ومنها
سافرا في البحر الى قبرص.
5- فلما وصلا الى سلاميس بشـرا بكلام الله في مجامع
اليهود، وكان يعاونهما يوحنا.
6- فاجتازا الجزيرة كلها حتى مدينة بافوس، فوجدا
فيها ساحرا يهوديا يدعي النبوة كذبا اسمه بريشوع،
7- من حاشية سرجيوس بولس حاكم الجزيرة. وكان هذا
رجلا عاقلا فدعا برنابا وشاول وطلب اليهما ان يسمع
كلام الله.
8- ولكن عليما الساحر، وهذا معنى اسمه، عارضهما
وحاول ان يبعد الحاكم عن الايمان.
9- فامتلا شاول، واسمه ايضا بولس، من الروح القدس،
فنظر الى الساحر
10- وقال له: «يا ابن ابليس، يا عدو كل خير، ايها
الممتلئ بكل خبث وغش! اما تكف عن تعويج سبل الرب
القويمة؟
11- ستضربك يد الرب، فتكون اعمى لا تبصر نور الشمس
الى حين«. فسقطت على عينيه في الحال غشاوة سوداء،
فاخذ يدور حول المكان ملتمسا من يقوده بيده.
12- فآمن الحاكم عندما شاهد ما جرى، وادهشه تعليم
الرب.
13- ثم ابحر بولس ورفيقاه من بافوس الى برجة في
بمفيلية، ففارقهما يوحنا ورجع الى اورشليم.
14- اما هما فتوجها من برجة الى انطاكية في بسيدية.
ودخلا المجمع يوم السبت وجلسا.
15- وبعد تلاوة فصل من شريعة موسى وكتب الانبياء،
ارسل اليهما رؤساء المجمع يقولون: «ايها الاخوان، ان
كان عندكما ما تعظان به الشعب، فتكلما«.
16- فقام بولس واشار بيده وقال: «يا بني اسرائيل،
ويا ايها الذين يتقون الله، اسمعوا:
17- اله هذا الشعب، شعب اسرائيل، اختار آباءنا ورفع
قدر هذا الشعب طوال غربته في ارض مصر. ثم اخرجهم
منها بقوة ذراعه
18- واحتمل ما كان منهم نحو اربعين سنة في البرية.
19- واباد سبع امم في ارض كنعان واورثهم ارضها،
20- واستغرق ذلك نحو اربع مئة وخمسين سنة. ثم جعل
لهم قضاة حتى عهد النبـي صموئيل.
21- ثم طلبوا من الله ملكا، فاعطاهم شاول بن قيس، من
عشيرة بنيامين، طوال اربعين سنة.
22- ثم عزله واقام داود ملكا عليهم وشهد له بقوله:
وجدت داود بن يسى رجلا يرتضيه قلبي، وسيعمل كل ما
اريد.
23- واخرج الله من نسل داود حسب الوعد يسوع مخلصا
لشعب اسرائيل.
24- وقبل مجيء يسوع، دعا يوحنا جميع شعب اسرائيل الى
معمودية التوبة.
25- وقال وهو ينهي سعيه: اتظنون اني انا هو؟ لا!
فذاك يجيء بعدي، وما انا اهل لان احل رباط حذائه.
26- يا اخوتي، يا ابناء ابراهيم، ويا ايها الحاضرون
معكم من الذين يتقون الله، الينا ارسل الله كلمة
الخلاص.
27- فلا اهل اورشليم ورؤساؤهم عرفوا المسيح، ولا هم
فهموا ما يتلى من اقوال الانبياء في كل سبت، فتمموها
بالحكم عليه.
28- ومع انهم ما وجدوا جرما يستوجب به الموت، طلبوا
من بـيلاطس ان يقتله.
29- وبعدما تمموا كل ما كتبه الانبـياء في شانه،
انزلوه عن الصليب ووضعوه في القبر.
30- ولكن الله اقامه من بين الاموات،
31- فظهر اياما كثيرة للذين صعدوا معه من الجليل الى
اورشليم. وهم الآن شهود له عند الشعب.
32- ونحن نبشركم بان ما وعد الله به آباءنا
33- تم لنا، نحن ابناءهم، حين اقام يسوع من بين
الاموات، كما جاء في المزمور الثاني: انت ابني، وانا
اليوم ولدتك.
34- وان يكون الله اقامه من بين الاموات ولن يعود
الى الفساد، فهذا وارد في قوله: ساعطيكم البركات
المقدسة الاكيدة التي وعدت بها داود.
35- ولذلك قال في مزمور آخر: لن تترك قدوسك يرى
الفساد.
36- لكن داود، بعدما عمل بمشيئة الله في ايامه، رقد
ودفن بجوار آبائه، فراى الفساد.
37- واما الذي اقامه الله، فما راى الفساد.
38- فاعلموا، يا اخوتي، اننا بـيسوع نبشركم بغفران
الخطايا،
39- وان من آمن به يتبرر من كل ما عجزت شريعة موسى
ان تبرره منه.
40- فانتبهوا لئلا يحل بكم ما قيل في كتب الانبياء:
41- »انظروا، ايها المستهزئون! تعجبوا واهلكوا. فانا
اعمل في ايامكم عملا ان اخبركم به احد لا تصدقون«.
42- وبينما بولس وبرنابا خارجان من المجمع، طلبوا
اليهما ان يحدثاهم بهذه الامور في السبت القادم.
43- وتبعهما بعد الاجتماع كثير من اليهود والدخلاء
الذين يعبدون الله، فكلماهم وشجعاهم على الثبات في
نعمة الله.
44- وفي السبت القادم احتشد اهل المدينة ليسمعوا
كلام الرب.
45- فلما راى اليهود الجموع، امتلاوا غيرة واخذوا
يعارضون كلام بولس بالشتيمة.
46- فقال بولس وبرنابا بجراة: «كان يجب ان نبشركم
انتم اولا بكلمة الله، ولكنكم رفضتموها، فحكمتم انكم
لا تستاهلون الحياة الابدية. ولذلك نتوجه الآن الى
غير اليهود.
47- فالرب اوصانا، قال: «جعلتك نورا للامم، لتحمل
الخلاص الى اقاصي الارض«.
48- فلما سمع غير اليهود ما قاله بولس فرحوا ومجدوا
كلام الرب. وآمن جميع الذين اختارهم الله للحياة
الابدية.
49- وانتشر كلام الرب في تلك البلاد كلها.
50- لكن اليهود حرضوا وجهاء المدينة والنساء
الشريفات اللواتي كن يعبدن الله، فاضطهدوا بولس
وبرنابا وطردوهما من ديارهم.
51- فنفضا عليهم غبار اقدامهما وانتقلا الى ايقونـية.
52- واما التلاميذ فكانوا ممتلئين من الفرح ومن
الروح القدس.
|
31 |
44 |
اعمال
الرسل |
015 |
الروح القدس
1- ونزل جماعة من اليهودية واخذوا يعلمون الاخوة،
فيقولون: «لا خلاص لكم الا اذا اختتنتم على شريعة
موسى«.
2- فوقع بينهم وبين بولس وبرنابا خلاف وجدال شديد.
فاجمعوا على ان يصعد بولس وبرنابا وغيرهما من
المؤمنين الى اورشليم ليراجعوا الرسل والشيوخ في هذه
المسالة.
3- وبعدما شيعتهم الكنيسة اجتازوا فينيقية والسامرة
يخبرون كيف اهتدى غير اليهود، فيفرح الاخوة كثيرا.
4- فلما وصلوا الى اورشليم رحبت بهم الكنيسة والرسل
والشيوخ، فاخبروهم بكل ما اجرى الله على ايديهم.
5- فقام بعض المؤمنين الذين كانوا من قبل على مذهب
الفريسيين وقالوا: «يجب ان يختتن غير اليهود ويعملوا
بشريعة موسى«.
6- فاجتمع الرسل والشيوخ للنظر في هذه المسالة.
7- وبعد جدال طويل قام بطرس وقال لهم: «ايها الاخوة،
تعرفون ان الله اختارني من بينكم من زمن بعيد ليسمع
غير اليهود من فمي كلام البشارة ويؤمنوا.
8- والله الذي يعرف ما في القلوب، شهد على رضاه عنهم،
فوهب لهم الروح القدس كما وهبه لنا،
9- فما فرق بيننا وبينهم في شيء. فهو طهر قلوبهم
بالايمان.
10- فلماذا تجربون الله الآن بان تضعوا على رقاب
التلاميذ نـيرا عجز آباؤنا وعجزنا نحن عن حمله؟
11- خصوصا ونحن نؤمن اننا نخلص بنعمة الرب يسوع كما
هم يخلصون«.
12- فسكت المجتمعون كلهم واستمعوا الى برنابا وبولس
وهما يرويان لهم الآيات والعجائب التي اجراها الله
على ايديهما بين غير اليهود.
13- وبعدما ختما كلامهما، قال يعقوب: «استمعوا لي،
ايها الاخوة:
14- اخبركم سمعان كيف اهتم الله في اول الامر ان
يتخذ من بين الامم شعبا لاسمه.
15- وهذا يوافق كلام الانبـياء في الكتب المقدسة:
16- »سارجـع بعد هذا، فابني خيمة داود المتهدمة:
ابني انقاضها واقيمها
17- ليسعى سائر النـاس الى الرب وجميع الشعوب التي
تحمل اسمي. هذا ما يقول الرب الذي صنع هذا كله،
18- وجعله معروفا من قديم الزمان«.
19- ولذلك ارى ان لا نثقل على الذين يهتدون الى الله
من غير اليهود،
20- بل نكتب اليهم ان يمتنعوا عن ذبائح الاصنام
النجسة والزنى والحيوان المخنوق والدم.
21- فلشريعة موسى من قديم الزمان معلمون في كل مدينة
يقراونها كل سبت في المجامع«.
22- فاجمع الرسل والشيوخ والكنيسة كلها على اختيار
رجلين منهم يرسلونهما الى انطاكية مع برنابا وبولس.
فاختاروا يهوذا الذي يقال له برسابا، وسيلا، وكانا
ممن لهم مكانة رفيعة بين الاخوة،
23- وسلموا اليهم هذه الرسالة: »من اخوتكم الرسل
والشيوخ الى الاخوة المهتدين من غير اليهود في
انطاكية وسورية وكيليكية، سلام:
24- سمعنا ان بعض الناس جاؤوا اليكم من غير توكيل
منا، فازعجوكم واقلقوا افكاركم.
25- فاجمعنا على ان نختار رجلين نرسلهما اليكم مع
الحبيبين برنابا وبولس،
26- رجلين كرسا حياتهما لخدمة ربنا يسوع المسيح.
27- فارسلنا يهوذا وسيلا ليقولا لكم مشافهة ما نكتب
به اليكم.
28- فالروح القدس ونحن راينا ان لا نحملكم من
الاثقال الا ما لا بد منه، وهو
29- ان تمتنعوا عن ذبائح الاصنام، وعن الدم والحيوان
المخنوق والزنى. فاذا صنتم انفسكم منها، فحسنا
تفعلون. والله معكم«.
30- فانصرفوا ونزلوا الى انطاكية، فدعوا جماعة
المؤمنين وسلموا اليهم الرسالة.
31- فلما قراوها فرحوا كثيرا بما جاء فيها من تشجيع.
32- والقى يهوذا وسيلا، وكانا هما ايضا نبيين، عظة
طويلة شجعا بها الاخوة وشددا عزائمهم.
33- وبعدما اقاما بعض الوقت في انطاكية، صرفهما
الاخوة بسلام الى الذين ارسلوهما. [
34- ولكن سيلا راى ان يبقى هناك، فرجع يهوذا وحده].
35- واقام بولس وبرنابا في انطاكية، يعلمان ويبشران
بكلام الرب ومعهما آخرون كثيرون.
36- وبعد ايام قليلة، قال بولس لبرنابا: «تعال نرجع
لنتفقد الاخوة في كل مدينة بشرنا فيها بكلام الرب،
ونطلع على احوالهم«.
37- فاراد برنابا ان يرافقهما يوحنا الملقب بمرقس،
38- ولكن بولس راى ان لا يرافقهما من فارقهما في
بمفيلية وما شاركهما في العمل.
39- فوقع بينهما نزاع حتى افترقا. فاخذ برنابا مرقس
وسافر في البحر الى قبرص.
40- واما بولس، فاختار سيلا وخرج من انطاكية، بعدما
استودعه الاخوة نعمة الرب.
41- فاجتاز سورية وكيليكية يقوي ايمان الكنائس.
|
32 |
44 |
اعمال
الرسل |
016 |
الروح القدس
1- ووصل بولس الى دربة ولسترة. وكان في لسترة تلميذ
اسمه تيموثاوس، وهو ابن يهودية مؤمنة وابوه يوناني.
2- وكان الاخوة في لسترة وايقونـية يشهدون له شهادة
حسنة.
3- فاراد بولس ان ياخذه معه، فختنه لان جميع اليهود
هناك كانوا يعرفون انـ اباه يوناني.
4- وكانوا يبلغون المؤمنين عند مرورهم في المدن
اوامر الرسل والشيوخ في اورشليم، ويوصونهم بان
يعملوا بها.
5- وكانت الكنائس تـتقوى في الايمان ويزداد عددها
يوما بعد يوم.
6- ومروا بنواحي فريجية وغلاطية، لان الروح القدس
منعهم من التبشير بكلام الله في آسية.
7- فلما اقتربوا من ميسية حاولوا ان يدخلوا بثينية،
فما سمح لهم روح يسوع.
8- فاجتازوا ميسية ونزلوا الى ترواس.
9- وفي الليل راى بولس رؤيا، فاذا رجل مكدوني واقف
يتوسل اليه بقوله: «اعبر الى مكدونية وساعدنا! «
10- فلما راى بولس هذه الرؤيا، طلبنا السفر في الحال
الى مكدونية، متيقنين ان الله دعانا الى التبشير
فيها.
11- فركبنا السفينة من ترواس متجهين الى ساموتراكية،
وفي الغد الى نيابوليس
12- ومنها الى فيلبـي وهي اكبر مدينة في ولاية
مكدونية، ومستعمرة رومانـية، فقضينا بضعة ايام فيها.
13- وفي يوم السبت خرجنا من المدينة الى ضفة النهر،
متوقعين ان نجد هناك مكانا يهوديا للصلاة. فجلسنا
نتحدث الى النساء المجتمعات هناك.
14- وكانت فيهن امراة تصغي الينا اسمها ليدية من
مدينة ثـياتـيرة، تبـيع الارجوان وتعبد الله. ففتح
الله قلبها لتصغي الى كلام بولس.
15- فلما تعمدت هي واهل بيتها، قالت لنا راجية:
«ادخلوا بيتي واقيموا فيه اذا كنتم تحسبوني مؤمنة
بالرب«. فاجبرتنا على قبول دعوتها.
16- وكنـا في احد الايام ذاهبـين الى الصلاة،
فصادفتنا جارية بها روح عراف، وكانت تجني من عرافتها
مالا كثيرا لاسيادها.
17- فاخذت تتبع بولس وتتبعنا، وهي تصيح: «هؤلاء
الرجال عبـيد الله العلي، يبشرونكم بطريق الخلاص! «
18- وفعلت ذلك عدة ايام حتى غضب بولس، فالتفت اليها
وقال للروح: «آمرك باسم يسوع المسيح ان تخرج منها«.
فخرج في الحال.
19- فلما راى سادتها ضياع املهم من كسب المال، قبضوا
على بولس وسيلا وجروهما الى ساحة المدينة لدى
القضاة،
20- وقدموهما الى الحكام وقالوا: «هذان الرجلان
يثيران الاضطراب في مدينتنا، وهما يهوديان
21- يبشران بتعاليم لا يحل لنا قبولها او العمل بها
لاننا رومانـيون«.
22- فهاجت جموع النـاس عليهما، ومزق الحكام ثياب
بولس وسيلا وامروا بجلدهما.
23- فجلدوهما كثيرا والقوهما في السجن، واوصوا
السجان بان يشدد الحراسة عليهما.
24- فلما بلغ السجان هذه الوصية، طرحهما في اعماق
السجن، وادخل ارجلهما في قالب من الخشب لئلا يهربا.
25- وعند نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان
الله، والسجناء يصغون اليهما،
26- فوقع فجاة زلزال عنيف هز اركان السجن، وانفتحت
الابواب كلها، وانفكت قيود السجناء كلهم.
27- فافاق السجان من نومه، فراى ابواب السجن مفتوحة،
فظن ان السجناء هربوا. فاستل سيفه ليقتل نفسه،
28- فناداه بولس باعلى صوته: «اياك ان تؤذي نفسك.
فنحن كلنا هنا! «
29- فطلب السجان ضوءا واندفع الى داخل السجن وارتمى
على اقدام بولس وسيلا وهو يرتجف.
30- ثم اخرجهما وقال: «يا سيدي، ماذا يجب علي ان
اعمل لاخلص؟«
31- فقالا له: «آمن بالرب يسوع تخلص انت واهل بيتك«.
32- وبشراه هو وجميع اهل بيته بكلام الرب.
33- فاخذهما في تلك الساعة من الليل وغسل جراحهما
وتعمد هو وجميع اهل بيته.
34- ثم دعاهما الى بيته واطعمهما. وفرح هو واهل
بيته، لانه آمن بالله.
35- ولما طلع الصباح ارسل الحكام حرسا يقولون
للسجان: «اطلق الرجلين! «
36- فنقل السجان هذا الكلام الى بولس، قال: «امر
الحكام باطلاقكما، فاخرجا واذهبا بسلام! «
37- فقال بولس للحرس: «جلدونا علانية من غير محاكمة،
نحن المواطنين الرومانيين، والقونا في السجن، وهم
الآن يريدون ان يخرجونا سرا. كلا، بل يجيء الحكـام
بانفسهم ويخرجونا«.
38- فنقل الحرس هذا الكلام الى الحكام. فلما عرفوا
ان بولس وسيلا مواطنان رومانـيان خافوا.
39- فجاؤوا اليهما يعتذرون، ثم اخرجوهما وطلبوا
اليهما ان يرحلا عن المدينة.
40- فلما خرجا من السجن ذهبا الى بيت ليدية، فشاهدا
الاخوة وشجعاهم ثم انصرفا.
|
33 |
44 |
اعمال
الرسل |
019 |
الروح القدس
1- وبينما ابلوس في كورنثوس، وصل بولس الى افسس،
بعدما قطع اواسط البلاد، فوجد فيها بعض التلاميذ.
2- فقال لهم: «هل نلتم الروح القدس عندما آمنتم؟«
قالوا: «لا، ولا سمعنا حتى بوجود الروح القدس«.
3- فقال: «واي معمودية تعمدتم؟« قالوا: «معمودية
يوحنا«.
4- فقال بولس: «عمد يوحنا معمودية التوبة، داعيا
الناس الى الايمان بالذي يجيء بعده، اي بيسوع«.
5- فلما سمعوا هذا الكلام، تعمدوا باسم الرب يسوع.
6- ووضع بولس يديه عليهم، فنزل عليهم الروح القدس
واخذوا يتكلمون بلغات غير لغتهم ويتنباون.
7- وكانوا نحو اثني عشر رجلا.
8- ودخل بولس المجمع فاخذ يتحدث بجراة عن ملكوت الله
مدة ثلاثة اشهر، يجادل الحاضرين ويحاول اقناعهم.
9- فعاند بعضهم ورفضوا ان يؤمنوا بل تكلموا بالسوء
على مذهب الرب عند الجماعة كلها. فتركهم بولس وانفرد
بالتلاميذ يحادثهم كل يوم _في مدرسة تيرانوس.
10- ودامت هذه الحال مدة سنتين، حتى سمع جميع سكان
آسية من يهود ويونانيين كلام الرب.
11- وكان الله يجري على يد بولس معجزات عجيبة،
12- حتى صار الناس ياخذون الى مرضاهم ما لامس جسده
من مناديل او مآزر، فتزول الامراض عنهم، وتخرج
الارواح الشريرة.
13- وحاول بعض اليهود المتجولين الذين يطردون
الارواح الشريرة ان يستخدموا اسم الرب يسوع، فكانوا
يقولون للارواح الشريرة: «آمرك باسم يسوع الذي يبشر
به بولس«.
14- وكان لاحد رؤساء كهنة اليهود، واسمه سكاوا، سبعة
ابناء يحترفون هذه الحرفة.
15- فاجابهم الروح الشرير: «انا اعرف يسوع، واعلم من
هو بولس. اما انتم فمن تكونون؟«
16- فهجم عليهم الرجل الذي فيه الروح الشرير وتمكن
منهم كلهم وغلبهم، فهربوا من البيت عراة مجرحين.
17- فسمع اهل افسس كلهم، من يهود ويونانيين، بهذه
الحادثة، فملاهم الخوف. وتعظم اسم الرب يسوع.
18- فجاء كثير من المؤمنين يعترفون ويقرون بما
يمارسون من اعمال السحر.
19- وجمع كثير من المشعوذين كتبهم واحرقوها امام
انظار الناس كلهم. وحسبوا ثمن هذه الكتب، فبلغ خمسين
الف قطعة من الفضة.
20- وهكذا كان كلام الرب ينتشر ويقوى في النفوس.
21- وبعد هذه الاحداث عزم بولس ان يمر بمكدونية
وآخائية وهو في طريقه الى اورشليم، وقال: «بعد
اقامتي فيها، يجب علي ان ارى رومة ايضا«.
22- فارسل الى مكدونية اثنين من معاونيه وهما
تيموثاوس وارستس. واما هو، فتاخر مدة في آسية.
23- وحدثت في ذلك الوقت فتنة صاخبة هدفها مذهب الرب،
24- لان صائغا اسمه ديمتريوس كان يصنع هياكل من فضة
تمثل هيكل الالهة ارطاميس، فيكسب الصناع من ذلك مالا
كثيرا.
25- فجمع بينهم وبين زملائهم في هذه الصناعة وقال
لهم: «تعرفون، ايها الاخوان، ان رخاءنا يقوم على هذه
الصناعة.
26- فانتم رايتم وسمعتم كيف اقنع هذا المدعو بولس
واغوى كثيرا من الناس هنا في افسس وفي معظم انحاء
آسية بقوله ان الآلهة التي تصنعها الايدي ما هي
آلهة.
27- وهذا خطر يؤدي الى الاستهانة بصناعتنا، لا بل
يعرض هيكل الالهة العظيمة ارطاميس للازدراء ويهدد
عظمتها بالانهيار، وهي التي يعبدها جميع النـاس في
آسية وفي العالم كله! «
28- فلما سمع الحاضرون هذا الكلام غضبوا كثيرا
واخذوا يصيحون: «العظمة لارطاميس، الهة افسس! «
29- وعم الشغب المدينة كلها. فهجموا دفعة واحدة على
غايوس وارسترخس، وهما مكدونيان يرافقان بولس في
رحلته، وجروهما الى ملعب المدينة.
30- واراد بولس ان يواجه الجموع، فمنعه التلاميذ.
31- وارسل اليه بعض اعيان آسية من اصدقائه يرجون منه
ان لا يتعرض لخطر الذهاب الى الملعب.
32- وسادت الفوضى، فكان بعضهم ينادون بشيء، وبعضهم
بشيء آخر، واكثرهم يجهلون لماذا اجتمعوا.
33- ودفع اليهود اسكندر الى الامام، فاشار بـيده
يريد ان يخاطب الجموع.
34- فلما عرفوا انه يهودي اخذوا يصيحون بصوت واحد
نحو ساعتين: «العظمة لارطاميس، الهة افسس! «
35- ثم تمكن كاتب حاكم المدينة من تهدئة الجموع حين
قال لهم: «يا اهل افسس! لا يجهل احد ان مدينة افسس
هي حارسة هيكل ارطاميس العظيمة والصنم الذي هبط من
السماء.
36- لا خلاف في ذلك، اذا عليكم ان تهداوا ولا
تتهوروا.
37- جئتم بهذين الرجلين، ولا احد منهما انتهك حرمة
ارطاميس الهتنا او جدف عليها.
38- واذا كان لديمتريوس واهل صناعته شكوى على احد،
فهناك قضاة وحكـام فليذهبوا اليهم.
39- واذا كان لكم دعوى اخرى، فالحكم فيها يكون في
جلسة قانونية،
40- لئلا نتعرض لتهمة العمل على اثارة الفتنة في ما
جرى اليوم. فلا عذر لنا في هذا التجمع«.
41- وصرف الجموع بعدما قال هذا الكلام.
|
34 |
44 |
اعمال
الرسل |
020 |
الروح القدس
1- ولما سكن الهياج في افسس دعا بولس التلاميذ،
فودعهم بكلمة تشجيع وسافر الى مكدونـية.
2- وسار في تلك الانحاء يشجع بكلامه الكثير جماعة
المؤمنين. ثم جاء الى اليونان.
3- فاقام فيها ثلاثة اشهر. وبينما هو يستعد للسفر في
البحر الى سورية، تآمر اليهود لقتله، فراى ان يرجع
بطريق مكدونية.
4- فرافقه سوباترس بن برس من اهل بيرية وارسترخس
وسكوندس من اهل تسالونيكي، وغايوس من اهل دربة،
وتيموثاوس وتيخيكس وتروفيمس.
5- فسبقونا الى ترواس وانتظرونا هناك.
6- اما نحن فسافرنا في البحر من فيلبي بعد عيد
الفطير، ولحقنا بهم بعد خمسة ايام الى ترواس، فقضينا
فيها سبعة ايام.
7- وفي يوم الاحد اجتمعنا لكسر الخبز، فاخذ بولس يعظ
الحاضرين. فاطال الكلام الى منتصف الليل، لانه كان
يريد السفر في الغد.
8- وكان في الغرفة العليا التي اجتمعنا فيها مصابيح
كثيرة.
9- وهناك فتى اسمه افتيخوس جالسا عند النافذة. فاخذه
النعاس، وبولس يسترسل في الكلام، حتى غلب عليه
النـوم، فوقع من الطبقة الثالثة الى اسفل وحمل
ميــتا.
10- فنزل بولس وارتمى عليه وحضنه، وقال: «لا تقلقوا،
فهو حي«.
11- وصعد الى الغرفة العليا وكسر الخبز واكل. وحدثهم
طويلا الى الفجر ومضى.
12- فجاؤوا بالفتى حيا، فكان لهم عزاء كبير.
13- اما نحن فتوجهنا الى السفينة، فاقلعنا الى اسوس
لناخذ بولس معنا من هناك كما طلب منا، لانه اراد
السفر اليها في البر.
14- فلما لحق بنا الى اسوس، اصعدناه الى السفينة
وجئنا الى ميتيلينة.
15- ثم ابحرنا منها في اليوم الثاني، فاشرفنا على
خيوس. وسرنا في اليوم الثالث بمحاذاة ساموس، ثم
وصلنا في اليوم الرابع الى ميليتس
16- لان بولس راى ان يتجاوز افسس في البحر لئلا
يتاخر في آسية وهو يريد السرعة لعله يصل الى اورشليم
في يوم الخمسين.
17- وارسل بولس من ميليتس يستدعي شيوخ كنيسة افسس.
18- فلما جاؤوا اليه، قال لهم: «تعرفون كيف عشت معكم
طوال المدة التي اقمت فيها بينكم، من اول يوم جئت
فيه الى آسية.
19- فكنت اخدم الرب بكل تواضع وبكثير من الدموع،
اقاسي المحن التي انزلتها بـي مكايد اليهود.
20- وما قصرت في شيء يفيدكم، بل كنت اعظكم به،
واعلمكم في الاماكن العامة وفي البيوت.
21- وناشدت اليهود واليونانيين ان يتوبوا الى الله
ويؤمنوا بربنا يسوع.
22- وانا اليوم ذاهب الى اورشليم بدافع من الروح
القدس، لا اعرف ما يصادفني هناك.
23- غير ان الروح القدس كان يحذرني في كل مدينة ان
القيود والمشقـات تنتظرني.
24- ولكني لا احسب ان حياتي لها اية قيمة عندي، ما
دمت اقوم بمهمتي واتمم العمل الذي تسلمته من الرب
يسوع، فانادي ببشارة نعمة الله.
25- وانا اعرف انكم لن تروا وجهي بعد اليوم، انتم
الذين سرت بينهم كلهم ابشر بملكوت الله.
26- لذلك اشهد اليوم لديكم اني بريء من دمكم جميعا،
27- لاني ما قصرت في ابلاغكم مشيئة الله كلها.
28- فاسهروا على انفسكم وعلى الرعية التي اقامكم
الروح القدس فيها اساقفة لترعوا كنيسة الله التي
اكتسبها بدمه.
29- وانا اعرف ان الذئاب الخاطفة ستدخل بينكم بعد
رحيلي ولا تشفق على الرعية،
30- ويقوم من بينكم انتم اناس ينطقون بالاكاذيب
ليضللوا التلاميذ فيتبعوهم.
31- فتنبهوا وتذكروا اني بدموعي نصحت كل واحد منكم،
ليلا ونهارا، مدة ثلاث سنوات.
32- والآن استودعكم الله وكلمة نعمته، فهو القادر
على ان يقويكم ويمنحكم الميراث مع جميع القديسين.
33- ما اشتهيت يوما فضة احد او ذهبه او ثيابه،
34- وانتم تعرفون اني بهاتين اليدين اشتغلت وحصلت
على ما نحتاج اليه انا ورفاقي.
35- واريتكم في كل شيء كيف يجب علينا بالكد والعمل
ان نساعد الضعفاء، متذكرين كلام الرب يسوع: «تبارك
العطاء اكثر من الاخذ«.
36- ولما ختم بولس كلامه، سجد معهم كلهم وصلى.
37- وبكوا كثيرا وعانقوا بولس وقبلوه.
38- وكان اكثر ما احزنهم قوله لهم: «لن تروا وجهي
بعد اليوم«. ثم شيعوه الى السفينة.
|
35 |
44 |
اعمال
الرسل |
021 |
الروح القدس
1- وبعدما فارقناهم، ابحرنا متوجهين الى كوس، وفي
اليوم الثاني الى رودس، ومنها الى باترة.
2- فوجدنا هناك سفينة مسافرة الى فينيقية، فركبناها
وسرنا،
3- فلما ظهرت لنا قبرص تركناها عن يسارنا، واتجهنا
الى سورية. فنزلنا صور، حتى تفرغ فيها السفينة
حمولتها.
4- ووجدنا التلاميذ هناك، فاقمنا عندهم سبعة ايام.
وكانوا يقولون لبولس، بوحي من الروح، ان لا يصعد الى
اورشليم.
5- ولما انقضت مدة اقامتنا بينهم، خرجنا للسفر،
فشيعونا كلهم، مع نسائهم واولادهم، الى خارج
المدينة، فسجدنا على الشـاطئ وصلينا.
6- ثم ودع بعضنا بعضا، فصعدنا الى السفينة، ورجعوا
هم الى بيوتهم.
7- ومن صور وصلنا في نهاية الرحلة الى بتولمايس،
فسلمنا على الاخوة هناك واقمنا عندهم يوما واحدا.
8- وسرنا في الغد الى قيصرية. فدخلنا بيت فيلبس
المبشر وهو احد السبعة ونزلنا عنده،
9- وكان له اربع بنات عذارى يتنبان.
10- وبعد عدة ايام من اقامتنا، جاء من اليهودية نبـي
اسمه اغابوس.
11- فجاء الينا واخذ حزام بولس وقيد به رجليه ويديه
وقال: «يقول الروح القدس: صاحب هذا الحزام سيقيده
اليهود هكذا في اورشليم ويسلمونه الى ايدي
الوثنيين«.
12- فلما سمعنا هذا الكلام، اخذنا نحن والحاضرون
نرجو من بولس ان لا يصعد الى اورشليم.
13- فقال: «ما لكم تبكون فتكسرون قلبـي؟ انا مستعد
لا للقيود وحدها، بل للموت في اورشليم من اجل الرب
يسوع«.
14- فلما عجزنا عن اقناعه، سكتنا وقلنا: «لتكن مشيئة
الرب«.
15- وبعد ذلك بايام تاهبنا للسفر وصعدنا الى
اورشليم.
16- ورافقنا بعض التلاميذ من قيصرية، فانزلونا في
بيت مناسون القبرصي، وهو تلميذ قديم.
17- ولما وصلنا الى اورشليم رحب بنا الاخوة فرحين.
18- ودخل معنا بولس في الغد الى يعقوب، وكان الشيوخ
كلهم حاضرين.
19- فسلم عليهم بولس وروى لهم بالتفصيل كل ما اجرى
الله على يده بين سائر الشعوب.
20- فلما سمعوا، مجدوا الله وقالوا لبولس: «انت ترى،
ايها الاخ، كيف ان آلاف اليهود آمنوا وكلهم متعصبون
لشريعة موسى.
21- وهؤلاء سمعوا انك تعلم اليهود المقيمين بين سائر
الشعوب ان يرتدوا عن شريعة موسى، وتوصيهم ان لا
يختنوا اولادهم ولا يتبعوا تقاليدنا.
22- فما العمل؟ لانهم ولا شك سيسمعون بمجيئك.
23- فاعمل بما نقوله لك: عندنا اربعة رجال عليهم
نذر.
24- خذهم واطهر معهم وانفق عليهم ليحلقوا رؤوسهم،
فيعرف جميع الشعب ان ما سمعوه عنك غير صحيح، وانك
تسلك مثلهم حسب شريعة موسى.
25- اما الذين آمنوا من غير اليهود، فكتبنا اليهم
براينا، وهو ان يمتنعوا عن ذبائح الاصنام وعن الدم
والحيوان المخنوق والزنى«.
26- فاخذ بولس الرجال الاربعة في الغد، فاطهر معهم
ودخل الهيكل واعلن الموعد الذي تنقضي فيه ايام
الطهور حتى يقدم فيه القربان عن كل واحد منهم.
27- ولما كادت تنقضي ايام الطهور السبعة، راى بعض
اليهود الآسيويين بولس في الهيكل. فحرضوا جمهور
الشعب، وقبضوا عليه،
28- وصاحوا: «النجدة، يا بني اسرائيل! هذا هو الرجل
الذي يعلم الناس في كل مكان تعليما يسيء الى شعبنا
وشريعتنا وهذا الهيكل، حتى انه جاء ببعض اليونانيين
الى الهيكل، ودنس هذا المكان المقدس! «
29- قالوا هذا لانهم شاهدوا تروفيمس الافسسي مع بولس
في المدينة، فظنوا ان بولس دخل به الهيكل!
30- فهاجت المدينة كلها، وتجمع الناس على بولس
فامسكوه وجروه الى خارج الهيكل، واغلقوا الابواب في
الحال.
31- وبينما هم يحاولون قتله، سمع قائد الحامية
الرومانـية ان اورشليم كلها في هيجان،
32- فاخذ في الحال جنودا وضباطا وجاء مسرعا اليهم.
فلما شاهدوا القائد وجنوده كفوا عن ضرب بولس.
33- فدنا اليه القائد وامسكه وامر بان يقيد
بسلسلتين. ثم سال عنه ليعرف من هو وماذا فعل،
34- فكان بعضهم ينادي بشيء، وبعضهم بشيء آخر. فلما
تعذر عليه في مثل هذه الضجة ان يعرف تماما ما جرى،
امر جنوده بان يسوقوا بولس الى القلعة.
35- فلما وصلوا به الى السلم، حمله الجنود لئلا يفتك
به جمهور الشعب.
36- لانهم كانوا يتبعونه ويصيحون: «اقتلوه! «
37- وبينما بولس يدخل القلعة، قال لقائد الحامية:
«اتسمح ان اقول لك شيئا؟« فقال له: «اتعرف
اليونانـية؟
38- اما انت المصري الذي اثار الفتنة من مدة وخرج
باربعة آلاف قاتل الى الصحراء؟«
39- فقال بولس: «انا يهودي ومواطن روماني من طرسوس
في كيليكية، وهي مدينة معروفة جيدا. فارجو منك ان
تاذن لي بان اخاطب الشعب«.
40- فاذن له، فوقف بولس على السلم واشار بـيده الى
الشعب. فلما ساد السكوت، خاطبهم بولس بالعبرية، قال:
|
36 |
44 |
اعمال
الرسل |
028 |
الروح القدس
1- ولما نجونا، عرفنا ان الجزيرة تدعى مالطة.
2- واظهر لنا اهلها البرابرة عطفا نادرا، فرحبوا بنا
واوقدوا نارا لان الطقس كان ممطرا وباردا.
3- وبينما بولس يجمع حزمة من الحطب ويرميها في
النار، خرجت بدافع الحرارة حية وتعلقت بيده.
4- فلما راى الاهالي الحية عالقة بيد بولس، قال
بعضهم لبعض: «لا بد ان يكون هذا الرجل مجرما، لان
العدل لا يتركه يعيش ولو نجا من البحر«.
5- ولكن بولس نفض الحية في النار من غير ان يمسه
اذى.
6- وكانوا ينتظرون ان ينتفخ او يقع ميتا في الحال،
فلما انتظروا طويلا وراوا انه ما اصيب بضرر تغير
رايهم فيه وقالوا: «هذا اله! «
7- وكان بالقرب من ذلك المكان مزرعة لبوبليوس حاكم
الجزيرة، فاكرمنا ورحب بنا مدة ثلاثة ايام.
8- وكان والد بوبليوس طريح الفراش بالحمى والاسهال،
فدخل بولس الى غرفته وصلى ووضع يديه عليه فشفاه.
9- فلما حدث هذا، جاء اليه سائر المرضى في الجزيرة
فشفاهم.
10- فاكرمونا كل الاكرام، وزودونا عند رحيلنا بما
نحتاج اليه.
11- وبعد ثلاثة اشهر، ركبنا سفينة من الاسكندرية،
عليها رسم «الالهين التوامين«، وكانت تقضي فصل
الشتاء في الجزيرة.
12- فنزلنا الى مدينة سراكوسة واقمنا فيها ثلاثة
ايام.
13- ثم سرنا منها بمحاذاة الشـاطئ الى مدينة ريغيون.
فهبت علينا في اليوم الثاني ريح جنوبية، ووصلنا في
اليوم الثالث الى مدينة بوطيولي،
14- حيث وجدنا بعض الاخوة، فطلبوا الينا ان نقيم
عندهم سبعة ايام. وهكذا وصلنا الى رومة.
15- وسمع الاخوة في رومة بوصولنا، فخرجوا للقائنا
الى ساحة مدينة ابيوس والحوانيت الثلاثة. فلما رآهم
بولس شكر الله وتشجع.
16- ولما دخلنا رومة، اذنت السلطات لبولس ان يسكن
وحده مع الجندي الذي يحرسه.
17- وبعد ثلاثة ايام دعا بولس وجهاء اليهود اليه،
فلما اجتمعوا قال لهم: «ايها الاخوة، انا ما اسات
بشيء الى شعبنا وتقاليد آبائنا، مع ذلك اعتقلني
اليهود في اورشليم وسلموني الى ايدي الرومانيـين.
18- فنظروا في قضيتي، وارادوا اخلاء سبيلي لان لا
جرم علي استوجب به الموت.
19- ولكن اليهود عارضوا، فاضطررت ان ارفع دعواي الى
القيصر، لا لاني اريد ان اتهم شعبي بشيء.
20- لذلك طلبت ان اراكم واكلمكم، فانا احمل هذا
القيد من اجل رجاء اسرائيل«.
21- فقالوا له: «ما تلقينا كتابا في شانك من
اليهودية، ولا جاءنا احد من الاخوة هناك، فاخبرنا
شيئا عنك او تكلم عليك بسوء.
22- ولكننا نود ان نسمع منك رايك، لاننا نعرف ان
النـاس في كل مكان تستنكر هذا المذهب«.
23- فتواعدوا على يوم جاؤوا فيه الى منزل بولس وهم
اكثر عددا. فاخذ بولس يحدثهم من الصباح الى المساء،
شاهدا لملكوت الله، محاولا ان يقنعهم برسالة يسوع
استنادا الى شريعة موسى وكتب الانبياء.
24- فاقتنع بعضهم بكلامه وانكر البعض الآخر.
25- وقبل ان ينصرفوا من عنده وهم غير متفقين، قال
لهم بولس هذه الكلمة: «صدق الروح القدس في قوله
لآبائكم بلسان النبي اشعيا:
26- اذهب الى هذا الشعب وقل له: مهما سمعتم لا
تفهمون. ومهما نظرتم لا تبصرون.
27- تحجر قلب هذا الشعب فسدوا آذانهم واغمضوا عيونهم
لئلا يسمعوا بآذانهم ويبصروا بعيونهم ويفهموا
بقلوبهم ويتوبوا، فاشفـيهم.
28- فليكن معلوما عندكم ان الله ارسل خلاصه هذا الى
غير اليهود من الشعوب وهم سيستمعون اليه«.
29- فلما قال هذا الكلام، خرج اليهود من عنده وهم في
جدال عنيف].
30- واقام بولس سنتين كاملتين في المنزل الذي
استاجره، يرحب بكل من كان يزوره،
31- فيبشر بملكوت الله معلنا بكل جراة وحرية تعليمه
في الرب يسوع المسيح.
|
37 |
45 |
رسالة
رومة |
001 |
الروح القدس
1- من بولس عبد المسيح يسوع، دعاه الله ليكون رسولا،
واختاره ليعلن بشارته
2- التي سبق ان وعد بها على السنة انبيائه في الكتب
المقدسة،
3- في شان ابنه الذي في الجسد جاء من نسل داود،
4- وفي الروح القدس ثبت انه ابن الله في القدرة
بقيامته من بين الاموات، ربنا يسوع المسيح،
5- الذي به نلت النعمة لاكون رسولا من اجل اسمه،
فادعو جميع الامم الى
6- وانتم ايضا منهم، دعاكم الله لتكونوا ليسوع
المسيح،
7- الى جميع احباء الله في رومة، المدعوين ليكونوا
قديسين: عليكم النعمة والسلام من الله ابينا ومن
ربنا يسوع المسيح.
8- قبل كل شيء اشكر الهي بيسوع المسيح لاجلكم جميعا،
لان ايمانكم ذاع خبره في العالم كله.
9- والله الذي اخدمه بروحي فابلغ البشارة بابنه يشهد
لي اني اذكركم كل حين.
10- واسال الله في صلواتي ان يتيسر لي، بمشيئته، ان
اجيء اليكم.
11- فانا مشتاق ان اراكم لاشارككم في هبة روحية
تقويكم،
12- بل ليشجع بعضنا بعضا، وانا عندكم، بالايمان
المشترك بيني وبينكم.
13- ولا اخفي عليكم، ايها الاخوة، اني عزمت مرات
عديدة ان اجيء اليكم ليثمر عملي عندكم كما اثمر عند
سائر الامم، فكان ما يمنعني حتى الآن.
14- فعلي دين لجميع الناس، من يونانيين وغير
يونانيين، ومن حكماء وجهال.
15- ولهذا ارغب ان ابشركم ايضا، انتم الذين في رومة.
16- وانا لا استحي بانجيل المسيح، فهو قدرة الله
لخلاص كل من آمن، لليهودي اولا ثم لليوناني،
17- لان فيه اعلن الله كيف يبرر الانسان: من ايمان
الى ايمان، كما جاء في الآية: «البار بالايمان
يحيا«.
18- فغضب الله معلن من السماء على كفر البشر وشرهم،
يحجبون الحق بمفاسدهم،
19- لان ما يقدر البشر ان يعرفوه عن الله جعله الله
واضحا جليا لهم.
20- فمنذ خلق الله العالم، وصفات الله الخفـية، اي
قدرته الازلـية والوهيته، واضحة جلية تدركها العقول
في مخلوقاته. فلا عذر لهم، اذا.
21- عرفوا الله، فما مجدوه ولا شكروه كاله، بل زاغت
عقولهم وملا الظلام قلوبهم الغبية.
22- زعموا انهم حكماء، فصاروا حمقى
23- واستبدلوا بمجد الله الخالد صورا على شاكلة
الانسان الفاني والطيور والدواب والزحافات.
24- لذلك اسلمهم الله بشهوات قلوبهم الى الفجور
يهينون به اجسادهم.
25- اتخذوا الباطل بدلا من الحق الالهي وعبدوا
المخلوق وخدموه من دون الخالق، تبارك الى الابد
آمين.
26- ولهذا اسلمهم الله الى الشهوات الدنيئة،
فاستبدلت نساؤهم بالوصال الطبيعي الوصال غير
الطبيعي،
27- وكذلك ترك الرجال الوصال الطبيعي للنساء والتهب
بعضهم شهوة لبعض. وفعل الرجال الفحشاء بالرجال
ونالوا في انفسهم الجزاء العادل لضلالهم.
28- ولانهم رفضوا ان يحتفظوا بمعرفة الله، اسلمهم
الله الى فساد عقولهم يقودهم الى كل عمل شائن.
29- وامتلاوا بانواع الاثم والشر والطمع والفساد،
ففاضت نفوسهم حسدا وقتلا وخصاما ومكرا وفسادا.
30- هم ثرثارون نمامون، اعداء الله، شتـامون متكبرون
متعجرفون، يخلقون الشر ويتنكرون لوالديهم.
31- هم بلا فهم ولا وفاء ولا حنان ولا رحمة،
32- ومع انهم يعرفون ان الله حكم بالموت على من يعمل
مثل هذه الاعمال، فهم لا يمتنعون عن عملها، بل يرضون
عن الذين يعملونها.
|
38 |
45 |
رسالة
رومة |
005 |
الروح القدس
1- فلما بررنا الله بالايمان نعمنا بسلام معه بربنا
يسوع المسيح،
2- وبه دخلنا بالايمان الى هذه النعمة التي نقيم
فيها ونفتخر على رجاء المشاركة في مجد الله،
3- بل نحن نفتخر بها في الشدائد لعلمنا ان الشدة تلد
الصبر،
4- والصبر امتحان لنا، والامتحان يلد الرجاء،
5- ورجاؤنا لا يخيب، لان الله سكب محبته في قلوبنا
بالروح القدس الذي وهبه لنا.
6- ولما كنا ضعفاء، مات المسيح من اجل الخاطئين في
الوقت الذي حدده الله.
7- وقلما يموت احد من اجل انسان بار، اما من اجل
انسان صالح، فربما جرؤ احد ان يموت.
8- ولكن الله برهن عن محبته لنا بان المسيح مات من
اجلنا ونحن بعد خاطئون.
9- فكم بالاولى الآن بعدما تبررنا بدمه ان نخلص به
من غضب الله.
10- واذا كان الله صالحنا بموت ابنه ونحن اعداؤه،
فكم بالاولى ان نخلص بحياته ونحن متصالحون.
11- بل نحن ايضا نفتخر بالله، والفضل لربنا يسوع
المسيح الذي به نلنا الآن هذه المصالحة.
12- والخطيئة دخلت في العالم بانسان واحد، وبالخطيئة
دخل الموت. وسرى الموت الى جميع البشر لانهم كلهم
خطئوا.
13- فالخطيئة كانت في العالم قبل شريعة موسى، ولكن
حيث لا شريعة لا حساب للخطيئة.
14- غير ان الموت ساد البشر من ايام آدم الى ايام
موسى، حتى الذين ما خطئوا مثل خطيئة آدم. وكان آدم
صورة لمن سيجيء بعده.
15- ولكن هبة الله غير خطيئة آدم. فاذا كان الموت
ساد البشر بخطيئة انسان واحد، فبالاولى ان تفيض
عليهم نعمة الله والعطية الموهوبة بنعمة انسان واحد
هو يسوع المسيح.
16- وهناك فرق في النتيجة بين هبة الله وبين خطيئة
انسان واحد. فخطيئة انسان واحد قادت البشر الى
الهلاك، واما هبة الله بعد كثير من الخطايا، فقادت
البشر الى البر.
17- فاذا كان الموت بخطيئة انسان واحد ساد البشر
بسبب ذلك الانسان الواحد، فبالاولى ان تسود الحياة
بواحد هو يسوع المسيح اولئك الذين ينالون فيض النعمة
وهبة البر.
18- فكما ان خطيئة انسان واحد قادت البشر جميعا الى
الهلاك، فكذلك بر انسان واحد يبرر البشر جميعا
فينالون الحياة.
19- وكما انه بمعصية انسان واحد صار البشر خاطئين،
فكذلك بطاعة انسان واحد يصير البشر ابرارا.
20- وجاءت الشريعة فكثرت الخطيئة، ولكن حيث كثرت
الخطيئة فاضت نعمة الله،
21- حتى انه كما سادت الخطيئة للموت، تسود النعمة
التي تبررنا بربنا يسوع المسيح للحياة الابدية.
|
39 |
45 |
رسالة
رومة |
009 |
الروح القدس
1- اقول الحق في المسيح ولا اكذب. فضميري شاهد لي في
الروح القدس
2- اني حزين جدا وفي قلبـي الم لا ينقطع،
3- واني اتمنى لو كنت انا ذاتي محروما ومنفصلا عن
المسيح في سبيل اخوتي بني قومي في الجسد.
4- هم بنو اسرائيل الذين جعلهم الله ابناءه، ولهم
المجد والعهود والشريعة والعبادة والوعود،
5- ومنهم كان الآباء وجاء المسيح في الجسد، وهو
الكائن على كل شيء الها مباركا الى الابد. آمين.
6- ولا اقول ان وعد الله خاب. فما كل بني اسرائيل هم
اسرائيل،
7- ولا كل الذين من نسل ابراهيم هم ابناء ابراهيم.
قال الله لابراهيم: «باسحق يكون لك نسل«.
8- فما ابناء الجسد هم ابناء الله، بل ابناء الوعد
هم الذين يحسبهم الله نسل ابراهيم.
9- فكلام الوعد هو هذا: «ساعود في مثل هذا الوقت،
ويكون لسارة ابن«.
10- وما هذا كل شيء، بل ان رفقة حبلت من رجل واحد،
من ابينا اسحق،
11- وقبل ان يولد الصبيان ويعملا خيرا او شرا، وليتم
ما اختاره الله بتدبـيره القائم على دعوته لا على
الاعمال،
12- قال الله لرفقة: «الاكبر يستعبده الاصغر«،
13- على ما ورد في الكتاب:«احببت يعقوب وابغضت
عيسو«.
14- فماذا نقول؟ ايكون عند الله ظلم؟ كلا!
15- قال الله لموسى: «ارحم من ارحم، واشفق على من
اشفق«.
16- فالامر لا يعود الى ارادة الانسان ولا الى سعيه،
بل الى رحمة الله وحدها.
17- ففي الكتاب قال الله لفرعون: «رفعتك لاظهر فيك
قدرتي ويدعو الناس باسمي في الارض كلها«.
18- فهو اذا يرحم من يشاء ويقسي قلب من يشاء.
19- ويقول لي احدكم: «فلماذا يلومنا الله؟ من يقدر
ان يقاوم مشيئته؟«
20- فاجيب: من انت ايها الانسان حتى تعترض على الله؟
ايقول المصنوع للصانع: لماذا صنعتني هكذا؟
21- اما يحق للخزاف ان يستعمل طينه كما يشاء، فيصنع
من جبلة الطين نفسها اناء لاستعمال شريف، واناء آخر
لاستعمال دنيء.
22- وكذلك الله، شاء ان يظهر غضبه ويعلن قدرته،
فاحتمل بصبر طويل آنية النقمة التي للهلاك_
23- كما شاء ان يعلن فيض مجده في آنية الرحمة التي
سبق فاعدها للمجد،
24- اي نحن الذين دعاهم لا من بين اليهود وحدهم، بل
من بين سائر الشعوب ايضا.
25- وفي كتاب هوشع ان الله قال: «الذي ما كان شعبي
سادعوه شعبي، والتي ما كانت محبوبتي سادعوها
محبوبتي،
26- وحيث قيل لهم: ما انتم شعبي، يدعون ابناء الله
الحي«.
27- ويكتب اشعيا في كلامه على اسرائيل: «وان كان بنو
اسرائيل عدد رمل البحر، فلا يخلص منهم الا بقية،
28- لان الرب سيقضي في الارض قضاء كاملا سريعا
عادلا.
29- وبهذا انبا اشعيا فقال: لولا ان رب الجنود حفظ
لنا نسلا، لصرنا مثل سدوم واشبهنا عمورة«.
30- فماذا نقول؟ نقول ان الامم الذين ما سعوا الى
البر تبرروا ولكن بالايمان،
31- اما بنو اسرائيل الذين سعوا الى شريعة غايتها
البر فشلوا في بلوغ غاية الشريعة.
32- ولماذا؟ لانهم سعوا الى هذا البر بالاعمال التي
تفرضها الشريعة لا بالايمان، فصدموا حجر العثرة،
33- كما يقول الكتاب: «ها انا اضع في صهيون حجر عثرة
في طريق الشعب وصخرة سقوط، فمن آمن به لا يخيب«.
|
40 |
45 |
رسالة
رومة |
014 |
الروح القدس
1- اقبلوا بينكم ضعيف الايمان ولا تحاكموه على
آرائه.
2- فمن النـاس من يرى ان ياكل من كل شيء، ومنهم من
هو ضعيف الايمان فلا ياكل الا البقول.
3- فعلى من ياكل من كل شيء ان لا يحتقر من لا ياكل
مثله، وعلى من لا ياكل من كل شيء ان لا يدين من ياكل
من كل شيء، لانه مقبول عند الله.
4- ومن انت حتى تدين خادم غيرك؟ فهو في عين سيده
يسقط او يثبت. وسيثبت لان الرب قادر على ان يثبته.
5- ومن الناس من يفضل يوما على يوم، ومنهم من يساوي
بين الايام كلها. ولا باس ان يثبت كل واحد على رايه.
6- لان من يراعي يوما دون بقية الايام يراعيه اكراما
لله، ومن ياكل من كل شيء ياكل اكراما لله لانه يشكر
الله، ومن لا ياكل من كل شيء لا ياكل اكراما لله
ويشكر الله.
7- فما من احد منا يحيا لنفسه، وما من احد يموت
لنفسه.
8- فاذا حيـينا فللرب نحيا، واذا متنا فللرب نموت.
وسواء حيينا ام متنا، فللرب نحن.
9- والمسيح مات وعاد الى الحياة ليكون رب الاحياء
والاموات.
10- فكيف يا هذا تدين اخاك؟ وكيف يا هذا تحتقر اخاك؟
نحن جميعا سنقف امام محكمة الله،
11- والكتاب يقول: «حي انا، يقول الرب، لي تنحني كل
ركبة، وبحمد الله يسبح كل لسان«.
12- واذا، فكل واحد منا سيؤدي عن نفسه حسابا لله.
13- فلا يحكم بعضنا على بعض، بل الاولى بكم ان
تحكموا بان لا يكون احد حجر عثرة او عائقا لاخيه،
14- وانا عالم ومتيقن في الرب يسوع ان لا شيء نجس في
حد ذاته، ولكنه يكون نجسا لمن يعتبره نجسا.
15- فاذا اسات الى اخيك بما تاكله، فانت لا تسلك
طريق المحبة. فلا تجعل من طعامك سببا لهلاك من مات
المسيح لاجله،
16- ولا تعرض ما هو خير لكلام السوء.
17- فما ملكوت الله طعام وشراب، بل عدل وسلام وفرح
في الروح القدس.
18- فمن خدم المسيح مثل هذه الخدمة نال رضى الله
وقبول الناس.
19- فلنطلب ما فيه السلام والبنيان المشترك.
20- لا تهدم عمل الله من اجل الطعام. كل شيء طاهر،
ولكن من السوء ان تكون بما تاكله حجر عثرة لاخيك،
21- ومن الخير ان لا تاكل لحما ولا تشرب خمرا ولا
تتناول شيئا يصدم اخاك.
22- فاحتفظ واحفظ ما تؤمن به في هذا الامر بينك وبين
الله. هنيئا لمن لا يحكم على نفسه اذا عمل بما يراه
حسنا.
23- اما الذي يرتاب في ما ياكل، فمحكوم عليه انه لا
يعمل هذا عن ايمان. وكل شيء لا يصدر عن ايمان فهو
خطيئة.
|
41 |
45 |
رسالة
رومة |
015 |
الروح القدس
1- فعلينا نحن الاقوياء في الايمان ان نحتمل ضعف
الضعفاء، ولا نطلب ما يرضي انفسنا،
2- بل ليعمل كل واحد منا ما يرضي اخاه لخير البنيان
المشترك.
3- وما طلب المسيح ما يرضي نفسه، بل كما جاء في
الكتاب: «شتائم الذين يشتمونك وقعت علي«.
4- وكل ما جاء قبلا في الكتب المقدسة انما جاء
ليعلمنا كيف نحصل على الرجاء بما في هذه الكتب من
الصبر والعزاء.
5- فليعطكم اله الصبر والعزاء اتفاق الراي في ما
بينكم كما علمنا المسيح يسوع،
6- لتمجدوا الله ابا ربنا يسوع المسيح بقلب واحد
ولسان واحد.
7- فاقبلوا بعضكم بعضا لمجد الله كما قبلكم المسيح.
8- وانا اقول لكم ان المسيح صار خادم اليهود ليظهر
ان الله صادق ويفي بما وعد به الآباء.
9- اما غير اليهود فيمجدون الله على رحمته، كما جاء
في الكتاب: «لذلك اسبح بحمدك بين الامم، وارتل
لاسمك«.
10- وجاء ايضا: «افرحي ايتها الامم مع شعب الله! «
11- وايضا: «سبحوا الرب يا جميع الامم! مجدوه يا
جميع الشعوب! «
12- وقال اشعيا: «سيظهر فرع من اصل يسى، يقوم ليسود
الامم وعليه يكون رجاء الشعوب«.
13- فليغمركم اله الرجاء بالفرح والسلام في الايمان،
حتى يفيض رجاؤكم بقدرة الروح القدس!
14- فانا على ثقة يا اخوتي بانكم ممتلئون خيرا،
وانكم فائضون بالمعرفة، قادرون على ان ينصح بعضكم
بعضا.
15- ولكني كتبت اليكم في بعض الامور بكثير من الجراة
لانبهكم اليها، وذلك للنعمة التي وهبها الله لي
16- حتى اكون خادم المسيح يسوع عند غير اليهود. وانا
اخدم بشارة الله ككاهن، فيصير غير اليهود قربانا
مقبولا عند الله مقدسا بالروح القدس.
17- ويحق لي، اذا، ان افتخر في المسيح يسوع بخدمتي
لله،
18- لاني لا اجرؤ ان اتكلم الا بما عمله المسيح على
يدي لهداية غير اليهود الى طاعة الله، بالقول والفعل
19- وبقوة الآيات والمعجزات وبقدرة روح الله. من
اورشليم وما حولها الى الليريكون اكملت التبشير
بالمسيح.
20- وكنت حريصا ان لا ابشر حيثسمع الناس باسم
المسيح، لئلا ابني على اساس غيري،
21- فعملت بما جاء في الكتاب: «الذين ما بشرهم به
احد سيبصرون، والذين ما سمعوا به سيفهمون«.
22- وهذا ما منعني مرارا من المجيء اليكم.
23- اما الآن ولا مجال عمل لي بعد في هذه الاقطار،
ولي من عدة سنين شوق الى المجيء اليكم،
24- فانا ارجو ان اراكم عند مروري بكم في طريقي الى
اسبانية واستعين بكم على السفر اليها، بعد ان انعم
ولو قليلا بلقائكم.
25- ولكني الآن ذاهب الى اورشليم في خدمة الاخوة
القديسين،
26- لان كنائس مكدونـية وآخائية استحسنوا ان يتبرعوا
ببعض المعونة للمحتاجين من الاخوة القديسين الذين في
اورشليم.
27- هم استحسنوا ذلك وهو حق عليهم، لانهم شاركوا
ابناء سائر الشعوب في خيراتهم الروحية فكان على
هؤلاء ان يخدموهم بخيراتهم المادية.
28- وبعد ان اقوم بهذه المهمة واسلم اليهم تلك
المعونة، امر بكم وانا في طريقي الى اسبانية.
29- واعلم اني اذا جئت اليكم اجيء بملء بركة المسيح.
30- فاناشدكم، ايها الاخوة، باسم ربنا يسوع المسيح
وبمحبة الروح، ان تجاهدوا معي برفع صلواتكم الى
الله، من اجلي،
31- لينقذني من ايدي الخارجين على الايمان في
اليهودية ويجعل خدمتي في اورشليم مقبولة عند الاخوة
القديسين،
32- فاجيء اليكم مسرورا ان شاء الله، وارتاح عندكم.
33- وليكن اله السلام معكم اجمعين. آمين.
|
42 |
46 |
رسالة
كورونتس الاولى |
002 |
الروح القدس
1- وانا، عندما جئتكم ايها الاخوة، ما جئت ببليغ
الكلام او الحكمة لابشركم بسر الله،
2- وانما شئت ان لا اعرف شيئا، وانا بينكم، غير يسوع
المسيح، بل يسوع المسيح المصلوب.
3- وكنت في مجيئي اليكم اشعر بالضعف والخوف والرعدة،
4- وكان كلامي وتبشيري لا يعتمدان على اساليب الحكمة
البشرية في الاقناع، بل على ما يظهره روح الله
وقوته،
5- حتى يستند ايمانكم الى قدرة الله، لا الى حكمة
البشر.
6- ولكن هناك حكمة نتكلم عليها بين النـاضجين في
الروح، وهي غير حكمة هذا العالم ولا رؤساء هذا
العالم، وسلطانهم الى زوال،
7- بل هي حكمة الله السرية الخفـية التي اعدها الله
قبل الدهور في سبيل مجدنا،
8- وما عرفها احد من رؤساء هذا العالم، ولو عرفوها
لما صلبوا رب المجد.
9- لكن كما يقول الكتاب: «الذي ما راته عين ولا سمعت
به اذن ولا خطر على قلب بشر اعده الله للذين
يحبونه«.
10- وكشفه الله لنا بالروح، لان الروح يفحص كل شيء
حتى اعماق الله.
11- فمن هو الذي يعرف ما في الانسان غير الروح التي
في الانسان؟ وكذلك ما من احد يعرف ما في الله غير
روح الله.
12- وما نلنا نحن روح هذا العالم، بل نلنا الروح
الذي ارسله الله لنعرف ما وهبه الله لنا.
13- ونحن لا نتكلم عليها بكلام تعلمه الحكمة
البشرية، بل بكلام يعلمه الروح القدس، فنشرح الحقائق
الروحانـية بعبارات روحانـية.
14- فالانسان البشري لا يقبل ما هو من روح الله لانه
يعتبره حماقة، ولا يقدر ان يفهمه لان الحكم فيه لا
يكون الا بالروح.
15- واما الانسان الروحاني، فيحكم في كل شيء ولا
يحكم فيه احد.
16- فالكتاب يقول: «من هو الذي يعرف فكر الرب
ليرشده؟« واما نحن، فلنا فكر المسيح.
|
43 |
46 |
رسالة
كورونتس الاولى |
006 |
الروح القدس
1- اذا كان لاحدكم دعوى على احد الاخوة، فكيف يجرؤ
ان يقاضيه الى الظالمين، لا الى الاخوة القديسين؟
2- اما تعرفون ان الاخوة القديسين هم الذين سيدينون
العالم؟ واذا كنتم انتم ستدينون العالم، الا تكونون
اهلا لان تحكموا في القضايا البسيطة؟
3- اما تعرفون اننا سندين الملائكة؟ فكم بالاولى ان
نحكم في قضايا هذه الدنيا.
4- واذا وقع خلاف بينكم على مثل هذه القضايا،
اتعرضونه على من تحتقرهم الكنيسة للحكم فيه؟
5- اقول هذا لتخجلوا. اما فيكم حكيم واحد يقدر ان
يقضي بين اخوته،
6- فلا يقاضي الاخ اخاه الى غير المؤمنين؟
7- انتم تقاضون بعضكم بعضا، وهذا عيب! اما هو خير
لكم ان تحتملوا الظلم؟ اما هو خير لكم ان تتقبلوا
السلب؟
8- وذلك بدل ان تظلموا انتم وتسلبوا حتى الذين هم
اخوتكم!
9- اما تعرفون ان الظالمين لا يرثون ملكوت الله؟ لا
تخدعوا انفسكم، فلا الزناة ولا عباد الاوثان ولا
الفاسقون ولا المبتلون بالشذوذ الجنسي
10- ولا السارقون ولا الفجار ولا السكيرون ولا
الشتامون ولا السالبون يرثون ملكوت الله.
11- كان بعضكم على هذه الحال، ولكنكم اغتسلتم، بل
تقدستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع المسيح وبروح
الهنا.
12- هناك من يقول: «كل شيء يحل لي«، ولكن ما كل شيء
ينفع. «كل شيء يحل لي«، ولكني لا ارضى بان يستعبدني
اي شيء.
13- الطعام للبطن، والبطن للطعام، والله سيقضي على
الاثنين معا. اما جسد الانسان فما هو للزنى، بل هو
للرب والرب للجسد.
14- والله الذي اقام الرب من بين الاموات سيقيمنا
نحن ايضا بقدرته.
15- اما تعرفون ان اجسادكم هي اعضاء المسيح؟ فهل آخذ
اعضاء المسيح واجعل منها اعضاء امراة زانية؟ لا،
ابدا!
16- ام انكم لا تعرفون ان من اتحد بامراة زانية صار
واياها جسدا واحدا؟ فالكتاب يقول: «يصير الاثنان
جسدا واحدا«.
17- ولكن من اتحد بالرب صار واياه روحا واحدا.
18- اهربوا من الزنى، فكل خطيئة غير هذه يرتكبها
الانسان هي خارجة عن جسده. ولكن الزاني يذنب الى
جسده.
19- الا تعرفون ان اجسادكم هي هيكل الروح القدس الذي
فيكم هبة من الله؟ فما انتم لانفسكم، بل لله.
20- هو اشتراكم ودفع الثمن. فمجدوا الله اذا في
اجسادكم.
|
44 |
46 |
رسالة
كورونتس الاولى |
012 |
الروح القدس
1- واما المواهب الروحية، ايها الاخوة، فلا اريد ان
تجهلوا حقيقتها.
2- تعرفون انكم، عندما كنتم وثنيين، كنتم تندفعون
الى الاوثان البكم على غير هدى.
3- اما الآن فاعلموا ان ما من احد اذا الهمه روح
الله يقول ان يسوع ملعون من الله، ولا يقدر احد ان
يقول ان يسوع رب الا بالهام من الروح القدس.
4- فالمواهب الروحية على انواع، ولكن الروح الذي
يمنحها واحد.
5- والخدمة على انواع، ولكن الرب واحد.
6- والاعمال على انواع، ولكن الله الذي يعمل كل شيء
في الجميع واحد.
7- كل واحد ينال موهبة يتجلى فيها الروح للخير
العام.
8- فهذا ينال من الروح كلام الحكمة، وذاك ينال من
الروح نفسه كلام المعرفة.
9- والروح الواحد نفسه يهب احدهم الايمان، والآخر
موهبة الشفاء،
10- وسواه القدرة على صنع المعجزات، والآخر النبوءة،
وسواه التمييز بين الارواح، والآخر التكلم بلغات
متنوعة، والآخر ترجمتها.
11- وهذا كله يعمله الروح الواحد نفسه موزعا مواهبه
على كل واحد كما يشاء.
12- وكما ان الجسد واحد وله اعضاء كثيرة هي على
كثرتها جسد واحد، فكذلك المسيح.
13- فنحن كلنا، ايهودا كنا ام غير يهود، عبيدا ام
احرارا، تعمدنا بروح واحد لنكون جسدا واحدا،
وارتوينا من روح واحد.
14- وما الجسد عضوا واحدا، بل اعضاء كثيرة.
15- فلو قالت الرجل: «ما انا يدا، فما انا من الجسد؟
16- ولو قالت الاذن: «ما انا عينا، فما انا من
الجسد«، اتبطل ان تكون عضوا في الجسد؟
17- فلو كان الجسد كله عينا، فاين السمع؟ ولو كان
الجسد كله اذنا، فاين الشم؟
18- ولكن الله جعل كل عضو في الجسد كما شاء.
19- فلو كانت كلها عضوا واحدا فاين الجسد؟
20- ولكن الاعضاء كثيرة والجسد واحد.
21- فلا تقدر العين ان تقول لليد: «لا احتاج اليك«.
ولا الراس للرجلين: «لا احتاج اليكما! «
22- فما نحسبه اضعف اعضاء الجسد هو ما كان اشدها
ضرورة،
23- وما نحسبه اقلها كرامة هو الذي نخصه بمزيد من
التكريم، وما نستحي به هو الذي نخصه بمزيد من
الوقار.
24- اما الاعضاء الكريمة، فلا حاجة بها الى ذلك.
ولكن الله صنع الجسد بطريقة تزيد في كرامة الاعضاء
التي بلا كرامة،
25- لئلا يقع في الجسد شقاق، بل لتهتم الاعضاء كلها
بعضها ببعض.
26- فاذا تالم عضو تالمت معه جميع الاعضاء، واذا
اكرم عضو فرحت معه سائر الاعضاء.
27- فانتم جسد المسيح، وكل واحد منكم عضو منه.
28- والله اقام في الكنيسة الرسل اولا والانبـياء
ثانيا والمعلمين ثالثا، ثم منح آخرين القدرة على صنع
المعجزات ومواهب الشفاء والاسعاف وحسن الادارة
والتكلم بلغات متنوعة.
29- فهل كلهم رسل وكلهم انبياء وكلهم معلمون وكلهم
يصنعون المعجزات
30- وكلهم يملكون موهبة الشفاء وكلهم يتكلمون بلغات
وكلهم يترجمون؟
31- فارغبوا في المواهب الحسنى، وانا ادلكم على افضل
الطرق.
|
45 |
47 |
رسالة
كورونتس الثانية |
013 |
الروح القدس
1- والآن انا قادم اليكم مرة ثالثة. والكتاب يقول:
«لا حكم في اية قضية الا بشهادة شاهدين او ثلاثة«.
2- عند حضوري في المرة الثانية قلت للذين خطئوا فيما
مضى ولسواهم ما اقوله اليوم وانا غائب: ان عدت اليكم
فلا اشفق على احد،
3- ما دمتم تطلبون برهانا على ان المسيح ينطق
بلساني. والمسيح غير ضعيف في معاملتكم، بل قوي
بينكم.
4- ومع انه صلب بضعفه، فهو الآن حي بقدرة الله. ونحن
ايضا ضعفاء فيه، ولكننا في معاملتنا لكم سنكون بقدرة
الله احياء معه.
5- امتحنوا انفسكم وحاسبوها هل انتم متمسكون
بايمانكم. الا تعرفون انفسكم وان يسوع المسيح فيكم؟
الا اذا كنتم فاشلين.
6- اما نحن فنرجو ان تعلموا اننا غير فاشلين.
7- ونصلي الى الله ان لا تعملوا شرا، لا ليظهر اننا
ناجحون، بل لتعملوا انتم ما هو خير ولو ظهرنا نحن
بمظهر الفاشلين.
8- فنحن لا نقدر على مقاومة الحق، بل على خدمته.
9- وكم نفرح عندما نكون نحن ضعفاء وانتم اقوياء، وما
نصلي لاجله هو ان تكونوا كاملين.
10- اكتب اليكم وانا غائب لئلا اعاملكم بقسوة وانا
حاضر، حسب السلطة التي وهبها الرب لي للبنيان لا
للهدم.
11- والآن ايها الاخوة، افرحوا واسعوا الى الكمال،
وتشجعوا وكونوا على راي واحد وعيشوا بسلام، واله
المحبة والسلام يكون معكم.
12- سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.
13- يسلم عليكم جميع الاخوة القديسين.
14- ولتكن نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة
الروح القدس معكم جميعا.
|
46 |
48 |
رسالة
غلاطية |
003 |
الروح القدس
1- ايها الغلاطيون الاغبياء! من الذي سحر عقولكم،
انتم الذين ارتسم المسيح امام عيونهم مصلوبا؟
2- اسالكم سؤالا واحدا: هل نلتم روح الله لانكم
تعملون باحكام الشريعة، ام لانكم تؤمنون بالبشارة؟
3- هل وصلت بكم الغباوة الى هذا الحد؟ اتنتهون
بالجسد بعدما بداتم بالروح؟
4- اكانت تجاربكم عبثا؟ وكيف تكون عبثا؟
5- هل الذي يهبكم الروح القدس ويعمل المعجزات بينكم
يفعل هذا لانكم تعملون باحكام الشريعة، ام لانكم
تؤمنون بالبشارة؟
6- هكذا «آمن ابراهيم بالله، فبرره الله لايمانه«
7- اذا، فاهل الايمان هم ابناء ابراهيم الحقيقيون.
8- وراى الكتاب بسابق علمه ان الله سيبرر غير اليهود
بالايمان، فبشر ابراهيم قائلا له: «فيك يبارك الله
جميع الامم«.
9- لذلك فاهل الايمان مباركون مع ابراهيم المؤمن.
10- اما الذين يتكلون على العمل باحكام الشريعة، فهم
ملعونون جميعا. فالكتاب يقول: «ملعون من لا يثابر
على العمل بكل ما جاء في كتاب الشريعة! «
11- وواضح ان ما من احد يتبرر عند الله بالشريعة،
لان «البار بالايمان يحيا«،
12- ولكن الشريعة لا تقوم على الايمان، لان «كل من
عمل بهذه الوصايا يحيا بها«.
13- والمسيح حررنا من لعنة الشريعة بان صار لعنة من
اجلنا، فالكتاب يقول: «ملعون كل من مات معلقا على
خشبة«.
14- وهذا ما فعله المسيح لتصير فيه بركة ابراهيم الى
غير اليهود، فننال بالايمان الروح الموعود به.
15- خذوا، ايها الاخوة، مثلا بشريا: لا يقدر احد ان
يبطل عهد انسان او يزيد عليه اذا كان ثابتا،
16- فكيف بوعد الله لابراهيم ولنسله؟ هو لا يقول:
«لانساله« بصيغة الجمع، بل «لنسله« بصيغة المفرد، اي
المسيح.
17- وما اريد ان اقوله هو ان الشريعة التي جاءت بعد
مرور اربعمئة وثلاثين سنة لا تقدر ان تنقض عهدا
اثبته الله، فتجعل الوعد بطلا.
18- فاذا كان ميراث الله يستند الى الشريعة، فهو لا
يكون وعدا، ولكن الله انعم بالميراث على ابراهيم
بوعد.
19- فلماذا الشريعة، اذا؟ انها اضيفت من اجل المعاصي
الى ان يجيء النسل الذي جعل الله له الوعد. اعلنتها
الملائكة على يد وسيط،
20- والوسيط يفترض اكثر من واحد. والله واحد.
21- فهل تخالف الشريعة وعود الله؟ كلا! فلو اعطى
الله شريعة قادرة ان تحيي، لكان التبرير حقا يتم
بالشريعة.
22- ولكن الكتاب حبس كل شيء تحت سلطان الخطيئة، حتى
ينال المؤمنون الوعد لايمانهم بيسوع المسيح.
23- فقبل ان يجيء الايمان، كنا محبوسين بحراسة
الشريعة الى ان ينكشف الايمان المنتظر.
24- فالشريعة كانت مؤدبا لنا الى ان يجيء المسيح حتى
نتبرر بالايمان.
25- فلما جاء الايمان، تحررنا من حراسة المؤدب.
26- فانتم كلكم ابناء الله بالايمان بالمسيح يسوع،
27- لانكم تعمدتم جميعا في المسيح فلبستم المسيح،
28- ولا فرق الآن بين يهودي وغير يهودي، بين عبد
وحر، بين رجل وامراة، فانتم كلكم واحد في المسيح
يسوع.
29- فاذا كنتم للمسيح فانتم، اذا، نسل ابراهيم ولكم
الميراث حسب الوعد.
|
47 |
49 |
رسالة
افسس |
001 |
الروح القدس
1- من بولس، رسول المسيح يسوع بمشيئة الله، الى
الاخوة القديسين الذين في افسس، المؤمنين في المسيح
يسوع.
2- عليكم النعمة والسلام من الله ابينا ومن الرب
يسوع المسيح.
3- تبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح، باركنا في
المسيح كل بركة روحية في السماوات،
4- فاختارنا فيه قبل انشاء العالم لنكون عنده قديسين
بلا لوم في المحبة،
5- وقضى بسابق تدبيره ان يتبنانا بيسوع المسيح على
ما ارتضى وشاء،
6- لحمد نعمته المجيدة التي انعم بها علينا في ابنه
الحبيب.
7- فكان لنا فيه الفداء بدمه، اي غفران الخطايا، على
مقدار غنى نعمته
8- التي افاضها علينا بكل ما فيها من حكمة وفهم،
9- فكشف لنا سر مشيئته التي ارتضى في نفسه ان
يحققها،
10- اي التدبير الذي يتممه عندما تكتمل الازمنة،
فيجمع في المسيح كل شيء في السماوات وفي الارض.
11- وفيه قضى الله بسابق تدبيره، وهو الذي يفعل كل
شيء على ما ترضى مشيئته، ان يختارنا
12- لنسبح بمجده، نحن الذين جعلوا رجاءهم من قديم
الزمان في المسيح.
13- وفيه انتم ايضا، حين سمعتم كلام الحق، اي بشارة
خلاصكم، وآمنتم، ختمتم بالروح القدس الموعود،
14- وهو عربون ميراثنا، الى ان يفتدي الله خاصته
للتسبيح بمجده.
15- لذلك، ما ان سمعت بايمانكم بالرب يسوع وبمحبتكم
لجميع الاخوة القديسين،
16- حتى اخذت اشكر الله بلا انقطاع لاجلكم واذكركم
في صلواتي
17- واطلب من اله ربنا يسوع المسيح، الآب المجيد، ان
يهب لكم روح حكمة يكشف لكم عنه لتعرفوه حق المعرفة،
18- وان ينير بصائر قلوبكم لتدركوا الى اي رجاء
دعاكم واي كنوز مجد جعلها لكم ميراثا بين القديسين
19- واي قوة عظيمة فائقة تعمل لاجلنا نحن المؤمنين
وهي قدرة الله الجبارة
20- التي اظهرها في المسيح حين اقامه من بين الاموات
واجلسه الى يمينه في السماوات،
21- فوق كل رئاسة وسلطان وقوة وسيادة، وفوق كل اسم
يسمى، لا في هذا الدهر فقط، بل في الدهر الآتي ايضا،
22- وجعل كل شيء تحت قدميه ورفعه فوق كل شيء راسا
للكنيسة
23- التي هي جسده وملؤه، وهو الذي يملا كل شيء في كل
شيء.
|
48 |
52 |
رسالة تسالونيكس الاولى |
001 |
الروح القدس
1- من بولس وسلوانس وتيموثاوس الى كنيسة تسالونيكي
التي في الله الآب وفي الرب يسوع المسيح. عليكم
النعمة والسلام.
ايمان كنيسة تسالونيكي
2- نشكر الله كل حين من اجلكم جميعا ونذكركم دائما
في صلواتنا،
3- نذكر امام الهنا وابينا ما انتم عليه بربنا يسوع
المسيح من نشاط في الايمان وجهاد في المحبة وثبات في
الرجاء.
4- نعرف، ايها الاخوة، احباء الله، ان الله اختاركم،
5- لان البشارة حملناها اليكم، لا بالكلام وحده، بل
بقوة الله، والروح القدس واليقين التام. فانتم
تعرفون كيف كنا بينكم لاجل خيركم،
6- كيف اقتديتم بنا وبالرب فعانيتم كثيرا، الا انكم
قبلتم كلام الله بفرح من الروح القدس،
7- فصرتم مثالا لجميع المؤمنين في مكدونية وآخائية،
8- لان كلام الرب انتشر من عندكم، لا الى مكدونية
وبلاد آخائية وحدهما، بل ذاع خبر ايمانكم بالله في
كل مكان وما بقي من حاجة بنا الى الكلام عليه.
9- فهم يخبرون كيف قبلتمونا حين جئنا اليكم، وكيف
اهتديتم الى الله وتركتم الاوثان لتعبدوا الله الحي
الحق،
10- منتظرين مجيء ابنه من السماوات، وهو الذي اقامه
الله من بين الاموات، يسوع الذي ينجينا من غضب الله
الآتي.
|
49 |
55 |
رسالة
تيموتاوس الثانية |
001 |
الروح القدس
1- من بولس رسول المسيح يسوع بمشيئة الله، حسب الوعد
بالحياة التي هي في المسيح يسوع،
2- الى ابني الحبيب تيموثاوس: عليك النعمة والرحمة
والسلام من الله الآب ومن المسيح يسوع ربنا.
3- احمد الله الذي اعبده بضمير طاهر كما عبده
اجدادي، وانا اذكرك ليلا ونهارا في صلواتي.
4- اتذكر دموعك فيشتد شوقي الى رؤيتك لامتلئ فرحا.
5- واتذكر ايمانك الصادق الذي كان يسكن قلب جدتك
لوئيس وقلب امك افنيكة، وانا واثق انه يسكن قلبك
ايضا.
6- لذلك انبهك ان تضرم الهبة التي جعلها الله لك
بوضع يدي.
7- فما اعطانا الله روح الخوف، بل روح القوة والمحبة
والفطنة.
8- فلا تخجل بالشهادة لربنا وبي انا سجينه، واشترك
في الآلام من اجل البشارة متكلا على قدرة الله
9- الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة، لا بفضل اعمالنا،
بل وفقا لتدبيره ونعمته التي وهبها لنا في المسيح
يسوع منذ الازل،
10- وكشفها لنا الآن بظهور مخلصنا المسيح يسوع الذي
قضى على الموت وانار الحياة والخلود بالبشارة
11- التي اقمت لها مبشرا ورسولا ومعلما،
12- فاحتمل المشقات ولا اخجل، لاني اعرف على من
اتكلت واثق بانه قادر على ان يحفظ ما ائتمنني عليه
الى ذلك اليوم.
13- فاعمل بالاقوال الصحيحة التي سمعتها مني، واثبت
في الايمان والمحبة التي في المسيح يسوع.
14- احفظ الوديعة الصالحة بعون الروح القدس الذي
يسكن فينا.
16- رحم الله بيت اونيسفورس لانه شجعني كثيرا وما
خجل لقيودي،
17- بل اخذ يبحث عني عند وصوله الى رومة حتى وجدني.
18- انعم الرب عليه بان ينال الرحمة من الرب يوم
مجيئه! وانت تعرف جيدا كم خدمني وانا في افسس.
51- انت تعرف ان جميع الذين في آسية تخلوا عني،
ومنهم فيجلس وهرموجينيس.
|
50 |
56 |
رسالة
تيطس |
003 |
الروح القدس
1- ذكر المؤمنين ان يخضعوا للحكام واصحاب السلطة
ويطيعوهم ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح،
2- فلا يشتموا احدا ولا يكونوا مماحكين، بل لطفاء
يعاملون جميع الناس بكل وداعة.
3- فنحن ايضا كنا فيما مضى اغبياء متمردين ضالين،
عبيدا للشهوات ولجميع انواع الملذات، نعيش في الخبث
والحسد، مكروهين يبغض بعضنا بعضا.
4- فلما ظهر حنان الله مخلصنا ومحبته للبشر،
5- خلصنا، لا لاي عمل صالح عملناه، بل لانه شاء
برحمته ان يخلصنا بغسل الميلاد الثاني لحياة جديدة
بالروح القدس
6- الذي افاضه الله علينا وافرا بيسوع المسيح
مخلصنا،
7- حتى نتبرر بنعمة المسيح ونرث الحياة الابدية التي
نرجوها.
8- هذا قول صادق، واريد ان تكون حازما في هذا الامر
حتى ينصرف المؤمنون بالله الى العمل الصالح، فهذا
حسن ومفيد للناس.
9- اما المجادلة السخيفة وذكر الانساب والخلاف
والمناقشة في الشريعة فتجنبها لانها لا تفيد ولا
تنفع.
10- واما صاحب البدع فاعرض عنه بعد ان تنذره مرة او
مرتين،
11- فانت تعرف ان من كان مثله ضل واخطا وحكم على
نفسه.
12- وحينما ارسل اليك ارتيماس او تيخيكس اسرع
واتبعني الى نيكوبوليس لاني انوي ان اقضي الشتاء
هناك.
13- ساعد قدر امكانك زيناس عالم الشريعة وابلوس في
الاستعداد للسفر حتى لا ينقصهما شيء.
14- ويجب على جماعتنا المؤمنين ان يتعلموا حسن
القيام بالعمل الصالح ليسدوا الحاجات الضرورية، فلا
تكون حياتهم عقيمة.
15- يسلم عليك جميع الذين معي. سلم على احبائنا في
الايمان. ولتكن النعمة معكم جميعا.
|
51 |
58 |
رسالة
العبرانيين |
002 |
الروح القدس
1- لذلك يجب ان نتمسك جيدا بالتعاليم التي سمعناها
لئلا نضل.
2- فالكلام الذي جاءنا على لسان الملائكة ثبت صدقه،
فنال كل من خالفه او عصاه جزاءه العادل.
3- فكيف ننجو نحن اذا اهملنا مثل هذا الخلاص العظيم؟
اعلنه الرب نفسه اولا، واثبته لنا الذين سمعوه،
4- وايد الله شهاداتهم بآيات وعجائب ومعجزات مختلفة،
وبهبات الروح القدس يوزعها كما يشاء.
5- والله ما اخضع للملائكة العالم المقبل الذي نتكلم
عليه،
6- فشهد بعضهم في مكان من الكتب المقدسة: «ما هو
الانسان يا الله حتى تذكره؟ وما هو ابن آدم حتى
تفتقده؟
7- نقصته حينا عن الملائكة، وكللته بالمجد والكرامة،
8- واخضعت كل شيء تحت قدميه«. فاذا كان الله اخضع له
كل شيء فلا يكون ترك شيئا غير خاضع له. ولكننا لا
نرى الآن ان كل شيء اخضع له.
9- ولكن ذاك الذي جعله الله حينا دون الملائكة، اعني
يسوع، نراه مكللا بالمجد والكرامة لانه احتمل الم
الموت، وكان عليه ان يذوق الموت بنعمة الله لخير كل
انسان.
10- نعم، كان من الخير ان الله الذي من اجله كل شيء
وبه كل شيء، حين اراد ان يهدي الى المجد كثيرا من
الابناء، جعل قائدهم الى الخلاص كاملا بالآلام،
11- لان الذي يقدس والذين تقدسوا لهم اصل واحد، فلا
يستحي ان يدعوهم اخوة،
12- فيقول: «سابشر باسمك اخوتي واسبحك في الجماعة«.
13- ويقول ايضا: «على الله اتكالي«، وايضا: «ها انا
مع الابناء الذين وهبهم الله لي«.
14- ولما كان الابناء شركاء في اللحم والدم، شاركهم
يسوع كذلك في طبيعتهم هذه ليقضي بموته على الذي في
يده سلطان الموت، اي ابليس،
15- ويحرر الذين كانوا طوال حياتهم في العبودية خوفا
من الموت.
16- جاء لا ليساعد الملائكة، بل ليساعد نسل ابراهيم.
17- فكان عليه ان يشابه اخوته في كل شيء، حتى يكون
رئيس كهنة، رحيما امينا في خدمة الله، فيكفر عن
خطايا الشعب،
18- لانه هو نفسه تالم بالتجربة، فامكنه ان يعين
المجربين.
|
52 |
58 |
رسالة
العبرانيين |
003 |
الروح القدس
1- فيا اخوتي القديسين المشتركين في دعوة الله،
تاملوا يسوع رسول ايماننا ورئيس كهنته،
2- فهو امين للذي اختاره، كما كان موسى امينا لبيت
الله اجمع.
3- ولكن يسوع كان اهلا لمجد يفوق مجد موسى بمقدار ما
لباني البيت من كرامة تفوق كرامة البيت.
4- فكل بيت له من يبنيه، وباني كل شيء هو الله.
5- وكان موسى امينا لبيت الله اجمع لكونه خادما يشهد
على ما سيعلنه الله.
6- اما المسيح، فهو امين لبيت الله لكونه ابن الله،
ونحن بيته، ان تمسكنا بالثقة والفخر بما لنا من
رجاء.
7- لذلك، كما يقول الروح القدس: «اليوم، اذا سمعتم
صوت الله،
8- فلا تقسوا قلوبكم كما فعلتم يوم العصيان، يوم
التجربة في الصحراء،
9- حيث جربني آباؤكم وامتحنوني وراوا اعمالي مدة
اربعين سنة.
10- لذلك غضبت على ذلك الجيل وقلت: قلوبهم بقيت في
الضلال وما عرفوا طرقي،
11- فاقسمت في غضبي ان لا يدخلوا في راحتي«.
12- فانتبهوا، ايها الاخوة، ان لا يكون بينكم من له
قلب شرير غير مؤمن فيرتد عن الله الحي،
13- بل ليشجع بعضكم بعضا كل يوم، ما دامت لكم كلمة
«اليوم« التي في الكتاب، لئلا تغري الخطيئة احدكم
فيقسو قلبه.
14- فنحن كلنا شركاء المسيح اذا تمسكنا الى المنتهى
بالثقة التي كانت لنا في البدء.
15- فالكتاب يقول: «اليوم، اذا سمعتم صوت الله فلا
تقسوا قلوبكم كما فعلتم يوم العصيان«.
16- فمن هم الذين تمردوا عليه بعدما سمعوا صوته؟ اما
هم جميع الذين خرج بهم موسى من مصر؟
17- وعلى من غضب الله مدة اربعين سنة؟ اما كان على
الذين خطئوا فسقطت جثثهم في الصحراء؟
18- ولمن اقسم الله «ان لا يدخلوا في راحتي؟« اما
كان للمتمردين عليه؟
19- ونرى انهم ما قدروا على الدخول لقلة ايمانهم.
|
53 |
58 |
رسالة
العبرانيين |
006 |
الروح القدس
1- فلنرتفع الى التعليم الكامل في المسيح، فلا نعود
الى الكلام على المبادئ الاولية القائمة على التوبة
من الاعمال الميتة، وعلى الايمان بالله
2- وشعائر المعمودية ووضع الايدي وقيامة الاموات
والدينونة الابدية.
3- وهذا ما نفعل باذن الله.
4- فالذين انيروا مرة وذاقوا الهبة السماوية وصاروا
مشاركين في الروح القدس،
5- واستطابوا كلمة الله الصالحة ومعجزات العالم
المقبل،
6- ثم سقطوا، يستحيل تجديدهم واعادتهم الى التوبة
لانهم يصلبون ابن الله ثانية لخسارتهم ويعرضونه
للعار.
7- فكل ارض شربت ما نزل عليها من المطر مرارا واطلعت
نباتا صالحا للذين فلحت من اجلهم، نالت بركة من
الله.
8- ولكنها اذا اخرجت شوكا وعشبا ضارا، فهي مرفوضة
تهددها اللعنة ويكون عاقبتها الحريق.
9- ومع اننا نتكلم هذا الكلام، ايها الاحباء، فنحن
على يقين ان لكم ما هو افضل من سواه وما يقود الى
الخلاص.
10- فما الله بظالم حتى ينسى ما عملتموه وما اظهرتم
من المحبة من اجل اسمه حين خدمتم الاخوة القديسين
وما زلتم تخدمونهم.
11- ولكننا نرغب في ان يظهر كل واحد منكم مثل هذا
الاجتهاد الى النهاية، حتى يتحقق رجاؤكم.
12- لا نريد ان تكونوا متكاسلين، بل ان تقتدوا
بالذين يؤمنون ويصبرون، فيرثون ما وعد الله.
13- فلما وعد الله ابراهيم اقسم بنفسه، لان ما من
احد اعظم من نفسه ليقسم به،
14- قال: «بركة اباركك وكثيرا اجعل نسلك«.
15- وهكذا صبر ابراهيم فنال الوعد.
16- والناس يقسمون بمن هو اعظم منهم، والقسم تثبيت
لاقوالهم ينهي كل خلاف.
17- وكذلك الله، لما اراد ان يبرهن لورثة الوعد على
ثبات ارادته، عزز قوله بقسم.
18- فكان لنا بالوعد والقسم، وهما امران ثابتان
يستحيل ان يكذب الله فيهما، ما يشجعنا كل التشجيع،
نحن الذين التجاوا الى الله، على التمسك بالرجاء
الذي جعله لنا.
19- وهذا الرجاء لنفوسنا مرساة امينة متينة تخترق
الحجاب.
20- الى حيث دخل يسوع من اجلنا، سابقا لنا، وصار
رئيس كهنة الى الابد على رتبة ملكيصادق.
|
54 |
58 |
رسالة
العبرانيين |
009 |
الروح القدس
1- فالعهد الاول كانت له شعائر العبادة والقدس
الارضي.
2- فكان هناك مسكن منصوب هو المسكن الاول الذي يقال
له القدس، وفيه المنارة والمائدة وخبز القربان.
3- وكان وراء الحجاب الثاني مسكن يقال له قدس
الاقداس،
4- وفيه المبخرة الذهبية وتابوت العهد وكله مغشى
بالذهب، وفيه وعاء ذهبي يحتوي المن وفيه عصا هارون
التي اورقت ولوحا وصايا العهد.
5- وكان فوق التابوت كروبا المجد يظللان الغطاء. ولا
مجال الآن للكلام على هذا كله بالتفصيل.
6- كان كل شيء على هذا الترتيب، فيدخل الكهنة الى
المسكن الاول في كل وقت ويقومون بشعائر العبادة.
7- ولكن رئيس الكهنة وحده يدخل الى المسكن الثاني
مرة في السنة، ولا يدخلها الا ومعه الدم الذي يقدمه
كفارة لخطاياه وللخطايا التي ارتكبها الشعب عن جهل
منهم.
8- وبهذا يشير الروح القدس الى ان الطريق الى قدس
الاقداس غير مفتوح ما دام المسكن الاول قائما.
9- وهذا الترتيب رمز الى الزمن الحاضر، وكان يتم فيه
تقديم قرابين وذبائح لا تقدر ان تجعل الكاهن كامل
الضمير.
10- فهي احكام تخص الجسد وتقتصر على الماكل والمشرب
ومختلف اساليب الغسل، وكانت مفروضة الى الوقت الذي
يصلح الله فيه كل شيء.
11- ولكن المسيح جاء رئيس كهنة للخيرات المستقبلة
واجتاز خيمة اعظم واكمل من تلك الخيمة الاولى، غير
مصنوعة بايدي البشر، اي انها لا تنتمي الى هذه
الخليقة،
12- فدخل قدس الاقداس مرة واحدة، لا بدم التيوس
والعجول، بل بدمه، فكسب لنا الخلاص الابدي.
13- فاذا كان رش دم التيوس والثيران ورماد العجلة
يقدس المنجسين ويطهر جسدهم،
14- فما اولى دم المسيح الذي قدم نفسه الى الله
بالروح الازلي قربانا لا عيب فيه، ان يطهر ضمائرنا
من الاعمال الميتة لنعبد الله الحي.
15- لذلك هو الوسيط لعهد جديد ينال فيه المدعوون
الميراث الابدي الموعود، لانه مات كفارة للمعاصي
التي ارتكبها الشعب في ايام العهد الاول.
16- فحيث تكون الوصية يجب اثبات موت الموصي،
17- لان الوصية مرهونة بموت الموصي، فلا فعل لها ما
دام الموصي حيا.
18- ولذلك تكرس العهد الاول ايضا بالدم.
19- فموسى، بعدما تلا على مسامع الشعب جميع الوصايا
كما هي في الشريعة، اخذ دم العجول والتيوس، ومعه ماء
وصوف قرمزي وزوفى، ورشه على كتاب الشريعة نفسه وعلى
الشعب كله
20- وقال: «هذا هو دم العهد الذي امركم الله به«.
21- وكذلك رش الخيمة وكل ادوات العبادة بالدم.
22- ويكاد لا يطهر شيء حسب الشريعة الا بالدم، وما
من مغفرة بغير اراقة دم.
23- فاذا كان مثال الامور السماوية يلزمه التطهير
بهذه الشعائر، فالامور السماوية نفسها يلزمها تطهير
بذبائح افضل من تلك،
24- لان المسيح ما دخل قدسا صنعته ايدي البشر صورة
للقدس الحقيقي، بل دخل السماء ذاتها ليظهر الآن في
حضرة الله من اجلنا،
25- لا لانه سيقدم نفسه عدة مرات كما يدخل رئيس
الكهنة قدس الاقداس كل سنة بدم غير دمه،
26- والا لكان عليه ان يتالم مرات كثيرة منذ انشاء
العالم. ولكنه ظهر الآن مرة واحدة عند اكتمال
الازمنة ليزيل الخطيئة بتقديم نفسه ذبيحة لله.
27- وكما ان مصير البشر ان يموتوا مرة واحدة، وبعد
ذلك الدينونة،
28- فكذلك المسيح قدم نفسه مرة واحدة ليزيل خطايا
الكثير من الناس. وسيظهر ثانية، لا لاجل الخطيئة، بل
لخلاص الذين ينتظرونه.
|
55 |
58 |
رسالة
العبرانيين |
010 |
الروح القدس
1- ولان الشريعة ظل الخيرات الآتية، لا جوهر الحقائق
ذاتها، فهي لا تقدر بتلك الذبائح نفسها التي يستمر
تقديمها سنة بعد سنة ان تجعل الذين يتقربون بها الى
الله كاملين،
2- والا لتوقفوا عن تقريبها. فالعابدون، اذا تمت لهم
الطهارة مرة واحدة، زال من ضميرهم الشعور بالخطيئة،
3- في حين ان تلك الذبائح ذكرى للخطايا سنة بعد سنة،
4- لان دم الثيران والتيوس لا يقدر ان يزيل الخطايا.
5- لذلك قال المسيح لله عند دخوله العالم: ما اردت
ذبيحة ولا قربانا، لكنك هيات لي جسدا،
6- لا بالمحرقات سررت ولا بالذبائح كفارة للخطايا.
7- فقلت: ها انا اجيء يا الله لاعمل بمشيئتك، كما هو
مكتوب عني في طي الكتاب«.
8- فهو قال اولا: «ما اردت ذبائح وقرابين ومحرقات
وذبائح كفارة للخطايا ولا سررت بها«، مع ان تقديمها
يتم حسب الشريعة.
9- ثم قال: «ها انا اجيء لاعمل بمشيئتك«، فابطل
الترتيب الاول ليقيم الثاني.
10- ونحن بفضل تلك الارادة تقدسنا بجسد يسوع المسيح
الذي قدمه قربانا مرة واحدة.
11- ويقف الكاهن اليهودي كل يوم فيقوم بالخدمة ويقدم
الذبائح نفسها مرات كثيرة، وهي لا تقدر ان تمحو
الخطايا.
12- واما المسيح، فقدم الى الابد ذبيحة واحدة كفـارة
للخطايا، ثم جلس عن يمين الله،
13- وهو الآن ينتظر ان يجعل الله اعداءه موطئا
لقدميه،
14- لانه بقربان واحد جعل الذين قدسهم كاملين الى
الابد.
15- وهذا ما يشهد لنا به الروح القدس ايضا. فبعد ان
قال:
16- »هذا هو العهد الذي اعاهدهم اياه ، في الايام
الآتية، يقول الرب: ساجعل شرائعي في قلوبهم واكتبها
في عقولهم
17- ولن اذكر خطاياهم وآثامهم من بعد«.
18- فحيث يكون الصفح عن هذا كله، لا تبقى حاجة الى
قربان من اجل الخطيئة.
19- ونحن واثقون، ايها الاخوة، بان لنا طريقا الى
قدس الاقداس بدم يسوع،
20- طريقا جديدا حيا فتحه لنا في الحجاب، اي في
جسده،
21- وان لنا كاهنا عظيما على بيت الله،
22- فلنقترب بقلب صادق وايمان كامل، وقلوبنا مطهرة
من سوء النـية واجسادنا مغسولة بماء طاهر،
23- ولنتمسك من دون انحراف بالرجاء الذي نشهد له،
لان الله الذي وعد امين،
24- وليهتم بعضنا ببعض، متعاونين في المحبة والعمل
الصالح.
25- ولا تنقطعوا عن الاجتماع كما اعتاد بعضكم ان
يفعل، بل شجعوا بعضكم بعضا، على قدر ما ترون ان يوم
الرب يقترب.
26- فاذا خطئنا عمدا، بعدما حصلنا على معرفة الحق،
فلا تبقى هناك ذبـيحة كفارة للخطايا،
27- بل انتظار مخيف ليوم الحساب ولهيب نار يلتهم
العصاة.
28- من خالف شريعة موسى يموت من دون رحمة بشهادة
شاهدين او ثلاثة،
29- فكم تظنون يستحق العقاب من داس ابن الله ودنس
العهد الذي تقدس به واستهان بروح النعمة؟
30- فنحن نعرف الذي قال: «لي الانتقام وانا الذي
يجازي«. وقال ايضا: «الرب سيدين شعبه«.
31- فالويل لمن يقع في يد الله الحي.
32- تذكروا الايام الماضية وكم جاهدتم وتحملتم من
الآلام بعدما استنرتم،
33- فتعرضتم من جهة للتعيير والشدائد، ومن جهة اخرى
صرتم شركاء الذين عوملوا بمثل هذا العمل.
34- فشاركتم السجناء في آلامهم وصبرتم فرحين على نهب
اموالكم، عارفين ان لكم مالا افضل لا يزول.
35- لا تفقدوا اذا ثقتكم، فلها جزاء عظيم.
36- وانتم بحاجة الى الصبر حتى تعملوا بمشيئة الله
وتحصلوا على وعده.
37- »قليلا قليلا من الوقت فياتي الآتي ولا يبطئ.
38- البار عندي بالايمان يحيا وان ارتد، لا ارضى
به«.
39- فما نحن من اهل الارتداد لنهلك، بل من اهل
الايمان لنخلص.
|
56 |
60 |
رسالة
بطرس الاولى |
001 |
الروح القدس
1- من بطرس، رسول يسوع المسيح، الى المختارين
المتغربين المشتتين في بنتس وغلاطية وكبدوكية وآسية
وبيثينية،
2- الى الذين اختارهم الله الآب بسابق علمه وقدسهم
بالروح ليطيعوا يسوع المسيح ويتطهروا برش دمه. عليكم
وافر النعمة والسلام.
3- تبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح لانه شملنا
بفائق رحمته، فولدنا بقيامة يسوع المسيح من بين
الاموات ولادة ثانية لرجاء حي
4- ولميراث لا يفسد ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ لكم
في السماوات،
5- انتم الذين بالايمان تحرسكم قدرة الله لخلاص
سينكشف في اليوم الاخير،
6- به تبتهجون، مع انكم لا بد ان تحزنوا حينا بما
يصيبكم الآن من انواع المحن
7- التي تمتحن ايمانكم كما تمتحن النار الذهب، وهو
اثمن من الذهب الفاني، فيكون اهلا للمديح والمجد
والاكرام يوم ظهور يسوع المسيح.
8- انتم تحبونه وما رايتموه، وتؤمنون به ولا ترونه
الآن، فتفرحون فرحا مجيدا لا يوصف،
9- واثقين ببلوغ غاية ايمانكم وهي خلاص نفوسكم.
10- عن هذا الخلاص فتش الانبياء وبحثوا، فانباوا
بالنعمة التي نلتموها.
11- وحاولوا ان يعرفوا الوقت وكيف تجيء هذه النعمة
التي دل عليها روح المسيح فيهم، حين شهد من قبل
بآلام المسيح وما يتلوها من مجد.
12- وانكشف لهم انهم كانوا يعملون، لا من اجلهم، بل
من اجلكم، لهذه الامور التي اعلنها الآن لكم الذين
بشروكم بها، يؤيدهم الروح القدس المرسل من السماء،
والملائكة يتمنون ان ينظروا اليها.
13- لذلك هيئوا عقولكم وتنبهوا واجعلوا كل رجائكم في
النعمة التي تجيئكم عند ظهور يسوع المسيح.
14- وكابناء طائعين، لا تتبعوا شهواتكم ذاتها التي
تبعتموها في ايام جهالتكم،
15- بل كونوا قديسين في كل ما تعملون، لان الله الذي
دعاكم قدوس.
16- فالكتاب يقول: «كونوا قديسين لاني انا قدوس«.
17- واذا كنتم تدعون الله ابا، وهو الذي يدين من غير
محاباة كل واحد على قدر اعماله، فعيشوا مدة غربتكم
في مخافته،
18- عارفين انه افتداكم من سيرتكم الباطلة التي
ورثتموها عن آبائكم، لا بالفاني من الفضة او الذهب،
19- بل بدم كريم، دم الحمل الذي لا عيب فيه ولا دنس،
دم المسيح.
20- وكان الله اختاره قبل انشاء العالم، ثم تجلى من
اجلكم في الازمنة الاخيرة،
21- وهو الذي جعلكم تؤمنون بالله الذي اقامه من بين
الاموات ووهبه المجد، فاصبح الله غاية ايمانكم
ورجائكم.
22- والآن، بعدما طهرتم نفوسكم باطاعة الحق وصرتم
تحبون اخوتكم حبا صادقا، احبوا بعضكم بعضا حبا طاهرا
من صميم القلب.
23- فانتم ولدتم ولادة ثانية، لا من زرع يفنى، بل من
زرع لا يفنى، وهو كلمة الله الحية الباقية.
24- فالكتاب يقول: »كل بشر كالعشب وكل مجده كزهر
العشب. العشب ييبس وزهره يسقط،
25- وكلام الله يبقى الى الابد«. هذا هو الكلام الذي
بشرناكم به.
|
57 |
61 |
رسالة
بطرس الثانية |
001 |
الروح القدس
1- من سمعان بطرس، عبد يسوع المسيح ورسوله، الى
الذين نالوا من فضل الهنا ومخلصنا يسوع المسيح
ايمانا ثمينا كايماننا:
2- عليكم وافر النعمة والسلام بمعرفتكم الله وربنا
يسوع.
3- وهبت لنا قدرته الالهية كل ما هو للحياة والتقوى
بفضل معرفة الذي دعانا بمجده وعزته،
4- فمنحنا بهما اثمن الوعود واعظمها، حتى تبتعدوا
عما في هذه الدنيا من فساد الشهوة وتصيروا شركاء
الطبيعة الالهية.
5- ولهذا ابذلوا جهدكم لتضيفوا الفضيلة الى ايمانكم،
والمعرفة الى فضيلتكم،
6- والعفاف الى معرفتكم، والصبر الى عفافكم، والتقوى
الى صبركم،
7- والاخاء الى تقواكم، والمحبة الى اخائكم.
8- فاذا كانت فيكم هذه الفضائل وكانت وافرة، جعلتكم
نافعين مثمرين في معرفة ربنا يسوع المسيح.
9- ومن نقصته هذه الفضائل كان اعمى قصير النظر، نسي
انه تطهر من خطاياه الماضية.
10- فضاعفوا جهدكم، يا اخوتي، في تثبيت دعوة الله
واختياره لكم. فاذا فعلتم ذلك لا تسقطون ابدا.
11- هكذا ينفتح لكم باب الدخول واسعا الى الملكوت
الابدي، ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.
12- لذلك ساذكركم بهذه الامور كل حين، وان كنتم
تعرفونها وتثبتون في الحقيقة التي عندكم.
13- وارى انه من الحق، ما دمت في هذا المسكن الجسدي،
ان اثير حماستكم بهذا التذكير،
14- وانا اعرف اني سافارق هذا المسكن عما قريب، كما
اظهر لي ربنا يسوع المسيح.
15- فسابذل جهدي لتتذكروا هذه الامور كل حين بعد
رحيلي.
16- فما اتبعنا نحن خرافات ملفقة حين اطلعناكم على
قوة ربنا يسوع المسيح وعلى مجيئه، لاننا بعيوننا
راينا عظمته.
17- فانه نال من الله الآب اكراما ومجدا حين جاءه من
مجد الله تعالى صوت يقول: «هذا هو ابني الحبيب الذي
به رضيت«،
18- سمعنا نحن هذا الصوت آتيا من السماء، وكنا معه
على الجبل المقدس.
19- فازداد يقيننا بكلام الانبياء، وانتم تفعلون
حسنا اذا نظرتم اليه كانه سراج منير يضيء في مكان
مظلم، الى ان يطلع النهار ويشرق كوكب الصبح في
قلوبكم.
20- واعلموا قبل كل شيء ان لا احد يقدر ان يفسر من
عنده اية نبوءة في الكتب المقدسة،
21- لان ما من نبوءة على الاطلاق جاءت بارادة انسان،
ولكن الروح القدس دفع بعض الناس الى ان يتكلموا
بكلام من عند الله.
|
58 |
65 |
رسالة
يهوذا |
001 |
الروح القدس
1- من يهوذا عبد يسوع المسيح واخي يعقوب الى الذين
دعاهم الله الآب واحبهم وحفظهم ليسوع المسيح.
2- عليكم وافر الرحمة والسلام والمحبة.
3- لي شوق شديد، ايها الاحباء، ان اكتب اليكم بامر
خلاصنا المشترك، بعدما شعرت بضرورة تشجيعكم على
الجهاد في سبيل الايمان الذي تسلمه القديسون كاملا،
4- لان بعض الناس تسللوا الينا، وهم اشرار يحولون
نعمة الهنا الى فجور وينكرون سيدنا وربنا الواحد
يسوع المسيح، وعقابهم مكتوب من قديم الزمان.
5- ومع انكم تعرفون هذا كل المعرفة، ني اريد ان
تذكروا كيف ان الرب، بعدما خلص شعبه من ارض مصر،
اهلك غير المؤمنين منهم،
6- وكيف انه، عندما تخلى بعض الملائكة عن مكانتهم
وتركوا مقامهم، ابقاهم ليوم الحساب العظيم بقيود
ابدية في اعماق الظلام.
7- وكذلك سدوم وعمورة والمدن المجاورة لهما قاست
عذاب النار الابدية عندما استسلمت الى الدعارة
والشهوات الجسدية التي تخالف الطبيعة، فكانت عبرة
لغيرها.
8- وعلى مثال ذلك هؤلاء الذين في هذيانهم ينجسون
الجسد ويحتقرون سيادة الله ويهينون الكائنات
السماوية المجيدة،
9- مع ان ميخائيل رئيس الملائكة، لما خاصم ابليس
وجادله في مسالة جثة موسى، ما تجرا ان يدين ابليس
بكلمة مهينة، بل قال له: «جزاك الله! «
10- اما اولئك فهم يهينون ما يجهلون، في حين ان ما
يعرفونه بالغريزة معرفة البهائم غير العاقلة هو الذي
به يهلكون.
11- الويل لهم! سلكوا طريق قايـين واستسلموا الى
الضلال مثل بلعام طمعا في الربح وهلكوا بتمردهم كما
هلك قورح.
12- هم لطخة عار في ولائمكم الاخوية، يتلذذون معا
بلا حياء، ويشبعون نهمهم. هم غيوم لا ماء فيها
تسوقها الرياح. هم اشجار خريفية لا ثمر عليها، ماتت
مرتين واقتلعت من اصولها.
13- هم امواج البحر الهائجة، زبدها عارهم. هم نجوم
تائهة مصيرها الابدي اعماق الظلمات.
14- وانبا عنهم اخنوخ سابع الآباء من آدم حين قال:
«انظروا! جاء الرب مع الوف قديسيه
15- ليحاسب جميع البشر ويدين الاشرار جميعا على كل
شر فعلوه وكل كلمة سوء قالها عليه هؤلاء الخاطئون
الفجار«.
16- هم يتذمرون ويشتكون ويتبعون اهواءهم ويتفوهون
بالكلمات الجوفاء ويتملقون الناس طلبا للمنفعة.
17- فاذكروا، ايها الاحباء، ما انبا به رسل ربنا
يسوع المسيح،
18- حين قالوا: «سيجيء في آخر الزمان مستهزئون
يتبعون اهواءهم الشريرة«.
19- هم الذين يسببون الشقاق، غرائزيون لا روح لهم.
20- اما انتم ايها الاحباء، فابنوا انفسكم على
ايمانكم الاقدس، وصلوا في الروح القدس
21- وصونوا انفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا
يسوع المسيح من اجل الحياة الابدية.
22- ترافوا بالمترددين،
23- وخلصوا غيرهم وانقذوهم من النار، وارحموا آخرين
على خوف، ولكن ابغضوا حتى الثوب الذي دنسه جسدهم.
24- للقادر ان يصونكم من الزلل ويوقفكم امام مجده
مبتهجين، لا لوم عليكم،
25- للاله الواحد مخلصنا بيسوع المسيح ربنا، المجد
والجلال والقوة والسلطان، قبل كل زمان والآن والى
الابد. آمين.
|