اَلأَصْحَاحُ
الأَوَّلُ
1بَدْءُ
إِنْجِيلِ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ ابْنِ
اللَّهِ: 2كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي
الأَنْبِيَاءِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي
الَّذِي
يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. 3صَوْتُ صَارِخٍ فِي
الْبَرِّيَّةِ:
أَعِدُّوا طَرِيقَ
الرَّبِّ اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً». 4كَانَ
يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِي
الْبَرِّيَّةِ وَيَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ
التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ
الْخَطَايَا. 5وَخَرَجَ إِلَيْهِ جَمِيعُ كُورَةِ
الْيَهُودِيَّةِ وَأَهْلُ أُورُشَلِيمَ وَاعْتَمَدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ
فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ. 6وَكَانَ يُوحَنَّا
يَلْبَسُ وَبَرَ
الإِبِلِ وَمِنْطَقَةً مِنْ جِلْدٍ عَلَى حَقَوَيْهِ
وَيَأْكُلُ جَرَاداً وَعَسَلاً بَرِّيّاً. 7وَكَانَ يَكْرِزُ قَائِلاً:
«يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي
الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ
أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. 8أَنَا عَمَّدْتُكُمْ بِالْمَاءِ
وَأَمَّا هُوَ فَسَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ
الْقُدُسِ».
9وَفِي
تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ
الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ
مِنْ يُوحَنَّا فِي
الأُرْدُنِّ. 10وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ
الْمَاءِ رَأَى
السَّمَاوَاتِ قَدِ
انْشَقَّتْ وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ
نَازِلاً عَلَيْهِ. 11وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ
السَّمَاوَاتِ: «أَنْتَ
ابْنِي
الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ!».
12وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ
الرُّوحُ إِلَى
الْبَرِّيَّةِ 13وَكَانَ هُنَاكَ
فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنَ
الشَّيْطَانِ.
وَكَانَ مَعَ
الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ
الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ.
14وَبَعْدَ
مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى
الْجَلِيلِ يَكْرِزُ
بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ
اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ
الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ
مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».
16وَفِيمَا
هُوَ يَمْشِي عِنْدَ بَحْرِ
الْجَلِيلِ أَبْصَرَ سِمْعَانَ وَأَنْدَرَاوُسَ
أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي
الْبَحْرِ فَإِنَّهُمَا كَانَا
صَيَّادَيْنِ. 17فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «هَلُمَّ وَرَائِي
فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ
النَّاسِ». 18فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا
شِبَاكَهُمَا وَتَبِعَاهُ. 19ثُمَّ
اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ قَلِيلاً فَرَأَى
يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَهُمَا فِي
السَّفِينَةِ
يُصْلِحَانِ
الشِّبَاكَ. 20فَدَعَاهُمَا لِلْوَقْتِ. فَتَرَكَا أَبَاهُمَا
زَبْدِي فِي
السَّفِينَةِ مَعَ
الأَجْرَى وَذَهَبَا وَرَاءَهُ.
21ثُمَّ
دَخَلُوا كَفْرَنَاحُومَ وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ
الْمَجْمَعَ فِي
السَّبْتِ
وَصَارَ يُعَلِّمُ. 22فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّهُ كَانَ
يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ. 23وَكَانَ
فِي مَجْمَعِهِمْ رَجُلٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ فَصَرَخَ 24قَائِلاً: «آهِ! مَا
لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ
النَّاصِرِيُّ! أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا
أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ قُدُّوسُ
اللَّهِ!» 25فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ
قَائِلاً: «ﭐخْرَسْ وَاخْرُجْ مِنْهُ!» 26فَصَرَعَهُ
الرُّوحُ النَّجِسُ
وَصَاحَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَخَرَجَ مِنْهُ. 27فَتَحَيَّرُوا كُلُّهُمْ
حَتَّى سَأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ: «مَا هَذَا؟ مَا هُوَ هَذَا
التَّعْلِيمُ
الْجَدِيدُ؟ لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ يَأْمُرُ حَتَّى
الأَرْوَاحَ
النَّجِسَةَ فَتُطِيعُهُ!» 28فَخَرَجَ خَبَرُهُ لِلْوَقْتِ فِي
كُلِّ الْكُورَةِ
الْمُحِيطَةِ بِالْجَلِيلِ.
29وَلَمَّا
خَرَجُوا مِنَ
الْمَجْمَعِ جَاءُوا لِلْوَقْتِ إِلَى بَيْتِ سِمْعَانَ
وَأَنْدَرَاوُسَ مَعَ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا 30وَكَانَتْ حَمَاةُ سِمْعَانَ
مُضْطَجِعَةً مَحْمُومَةً فَلِلْوَقْتِ أَخْبَرُوهُ عَنْهَا. 31فَتَقَدَّمَ
وَأَقَامَهَا مَاسِكاً بِيَدِهَا فَتَرَكَتْهَا
الْحُمَّى حَالاً وَصَارَتْ
تَخْدِمُهُمْ. 32وَلَمَّا صَارَ
الْمَسَاءُ إِذْ غَرَبَتِ
الشَّمْسُ
قَدَّمُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ
السُّقَمَاءِ وَالْمَجَانِينَ. 33وَكَانَتِ
الْمَدِينَةُ كُلُّهَا مُجْتَمِعَةً عَلَى
الْبَابِ. 34فَشَفَى كَثِيرِينَ
كَانُوا مَرْضَى بِأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَةٍ وَأَخْرَجَ شَيَاطِينَ كَثِيرَةً
وَلَمْ يَدَعِ
الشَّيَاطِينَ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ.
35وَفِي
الصُّبْحِ بَاكِراً جِدّاً قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ
وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ 36فَتَبِعَهُ سِمْعَانُ وَالَّذِينَ مَعَهُ.
37وَلَمَّا وَجَدُوهُ قَالُوا لَهُ: «إِنَّ
الْجَمِيعَ يَطْلُبُونَكَ».
38فَقَالَ لَهُمْ: «لِنَذْهَبْ إِلَى
الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ لأَكْرِزَ
هُنَاكَ أَيْضاً لأَنِّي لِهَذَا خَرَجْتُ». 39فَكَانَ يَكْرِزُ فِي
مَجَامِعِهِمْ فِي كُلِّ
الْجَلِيلِ وَيُخْرِجُ
الشَّيَاطِينَ.
40فَأَتَى
إِلَيْهِ أَبْرَصُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ جَاثِياً وَقَائِلاً لَهُ: «إِنْ
أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي!» 41فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ
يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». 42فَلِلْوَقْتِ
وَهُوَ يَتَكَلَّمُ ذَهَبَ عَنْهُ
الْبَرَصُ وَطَهَرَ. 43فَانْتَهَرَهُ
وَأَرْسَلَهُ لِلْوَقْتِ 44وَقَالَ لَهُ: «ﭐنْظُرْ لاَ تَقُلْ لأَحَدٍ
شَيْئاً بَلِ
اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدِّمْ عَنْ
تَطْهِيرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ». 45وَأَمَّا هُوَ
فَخَرَجَ وَابْتَدَأَ يُنَادِي كَثِيراً وَيُذِيعُ
الْخَبَرَ حَتَّى لَمْ
يَعُدْ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَدِينَةً ظَاهِراً بَلْ كَانَ خَارِجاً فِي
مَوَاضِعَ خَالِيَةٍ وَكَانُوا يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّانِي
1ثُمَّ
دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ أَيْضاً بَعْدَ أَيَّامٍ فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي
بَيْتٍ. 2وَلِلْوَقْتِ
اجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ
وَلاَ مَا حَوْلَ
الْبَابِ. فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِالْكَلِمَةِ.
3وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجاً يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ.
4وَإِذْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ
الْجَمْعِ
كَشَفُوا السَّقْفَ حَيْثُ كَانَ. وَبَعْدَ مَا نَقَبُوهُ دَلَّوُا
السَّرِيرَ الَّذِي كَانَ
الْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ. 5فَلَمَّا
رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ
لَكَ خَطَايَاكَ». 6وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ
الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ
يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: 7«لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا
بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ
اللَّهُ
وَحْدَهُ؟» 8فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ
هَكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهَذَا
فِي قُلُوبِكُمْ؟ 9أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ
مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ
وَامْشِ؟ 10وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ
الإِنْسَانِ
سُلْطَاناً عَلَى
الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ
الْخَطَايَا» - قَالَ
لِلْمَفْلُوجِ: 11«لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى
بَيْتِكَ». 12فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ
السَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ
الْكُلِّ حَتَّى بُهِتَ
الْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا
اللَّهَ قَائِلِينَ: «مَا
رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا قَطُّ!».
13ثُمَّ
خَرَجَ أَيْضاً إِلَى
الْبَحْرِ وَأَتَى إِلَيْهِ كُلُّ
الْجَمْعِ
فَعَلَّمَهُمْ. 14وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى
جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ
الْجِبَايَةِ فَقَالَ لَهُ: «ﭐتْبَعْنِي». فَقَامَ
وَتَبِعَهُ. 15وَفِيمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِهِ كَانَ كَثِيرُونَ مِنَ
الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَتَّكِئُونَ مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِهِ
لأَنَّهُمْ كَانُوا كَثِيرِينَ وَتَبِعُوهُ. 16وَأَمَّا
الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ
فَلَمَّا رَأَوْهُ يَأْكُلُ مَعَ
الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ قَالُوا
لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا بَالُهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ
الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟»
17فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ
الأَصِحَّاءُ
إِلَى طَبِيبٍ بَلِ
الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ
خُطَاةً إِلَى
التَّوْبَةِ».
18وَكَانَ
تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ فَجَاءُوا وَقَالُوا
لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ
وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 19فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ
يَسْتَطِيعُ بَنُو
الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا
دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. 20وَلَكِنْ
سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ
الْعَرِيسُ عَنْهُمْ فَحِينَئِذٍ
يَصُومُونَ فِي تِلْكَ
الأَيَّامِ. 21لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ
قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ وَإِلاَّ فَالْمِلْءُ
الْجَدِيدُ
يَأْخُذُ مِنَ
الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ
الْخَرْقُ أَرْدَأَ. 22وَلَيْسَ أَحَدٌ
يَجْعَلُ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ لِئَلاَّ تَشُقَّ
الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ
الزِّقَاقَ فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ
تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ».
23وَﭐجْتَازَ
فِي السَّبْتِ بَيْنَ
الزُّرُوعِ فَابْتَدَأَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ
السَّنَابِلَ وَهُمْ سَائِرُونَ. 24فَقَالَ لَهُ
الْفَرِّيسِيُّونَ:
«ﭐنْظُرْ. لِمَاذَا يَفْعَلُونَ فِي
السَّبْتِ مَا لاَ يَحِلُّ؟» 25فَقَالَ
لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ
احْتَاجَ
وَجَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ 26كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ
اللَّهِ فِي
أَيَّامِ أَبِيَاثَارَ رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ وَأَكَلَ خُبْزَ
التَّقْدِمَةِ
الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إلاَّ لِلْكَهَنَةِ وَأَعْطَى
الَّذِينَ
كَانُوا مَعَهُ أَيْضاً؟» 27ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «ﭐلسَّبْتُ إِنَّمَا
جُعِلَ لأَجْلِ
الإِنْسَانِ لاَ
الإِنْسَانُ لأَجْلِ
السَّبْتِ. 28إِذاً
ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ
السَّبْتِ أَيْضاً».
اَلأَصْحَاحُ
الثَّالِثُ
1ثُمَّ
دَخَلَ أَيْضاً إِلَى
الْمَجْمَعِ وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ
يَابِسَةٌ. 2فَصَارُوا يُرَاقِبُونَهُ: هَلْ يَشْفِيهِ فِي
السَّبْتِ؟
لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ. 3فَقَالَ لِلرَّجُلِ
الَّذِي لَهُ
الْيَدُ
الْيَابِسَةُ: «قُمْ فِي
الْوَسَطِ!» 4ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «هَلْ يَحِلُّ
فِي السَّبْتِ فِعْلُ
الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ
الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ
أَوْ قَتْلٌ؟». فَسَكَتُوا. 5فَنَظَرَ حَوْلَهُ إِلَيْهِمْ بِغَضَبٍ
حَزِيناً عَلَى غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ وَقَالَ لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ».
فَمَدَّهَا فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى. 6فَخَرَجَ
الْفَرِّيسِيُّونَ
لِلْوَقْتِ مَعَ
الْهِيرُودُسِيِّينَ وَتَشَاوَرُوا عَلَيْهِ لِكَيْ
يُهْلِكُوهُ.
7فَانْصَرَفَ يَسُوعُ مَعَ تَلاَمِيذِهِ إِلَى
الْبَحْرِ وَتَبِعَهُ جَمْعٌ
كَثِيرٌ مِنَ
الْجَلِيلِ وَمِنَ
الْيَهُودِيَّةِ 8وَمِنْ أُورُشَلِيمَ
وَمِنْ أَدُومِيَّةَ وَمِنْ عَبْرِ
الأُرْدُنِّ. وَالَّذِينَ حَوْلَ صُورَ
وَصَيْدَاءَ جَمْعٌ كَثِيرٌ إِذْ سَمِعُوا كَمْ صَنَعَ أَتَوْا إِلَيْهِ.
9فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ أَنْ تُلاَزِمَهُ سَفِينَةٌ صَغِيرَةٌ لِسَبَبِ
الْجَمْعِ كَيْ لاَ يَزْحَمُوهُ 10لأَنَّهُ كَانَ قَدْ شَفَى كَثِيرِينَ
حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهِ لِيَلْمِسَهُ كُلُّ مَنْ فِيهِ دَاءٌ.
11وَﭐلأَرْوَاحُ
النَّجِسَةُ حِينَمَا نَظَرَتْهُ خَرَّتْ لَهُ وَصَرَخَتْ
قَائِلَةً: «إِنَّكَ أَنْتَ
ابْنُ اللَّهِ!» 12وَأَوْصَاهُمْ كَثِيراً أَنْ
لاَ يُظْهِرُوهُ.
13ثُمَّ
صَعِدَ إِلَى
الْجَبَلِ وَدَعَا
الَّذِينَ أَرَادَهُمْ فَذَهَبُوا
إِلَيْهِ. 14وَأَقَامَ
اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ وَلْيُرْسِلَهُمْ
لِيَكْرِزُوا 15وَيَكُونَ لَهُمْ سُلْطَانٌ عَلَى شِفَاءِ
الأَمْرَاضِ
وَإِخْرَاجِ
الشَّيَاطِينِ. 16وَجَعَلَ لِسِمْعَانَ
اسْمَ بُطْرُسَ.
17وَيَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ وَجَعَلَ لَهُمَا
اسْمَ بُوَانَرْجِسَ (أَيِ
ابْنَيِ الرَّعْدِ). 18وَأَنْدَرَاوُسَ
وَفِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ وَمَتَّى وَتُومَا وَيَعْقُوبَ بْنَ
حَلْفَى وَتَدَّاوُسَ وَسِمْعَانَ
الْقَانَوِيَّ 19وَيَهُوذَا
الإِسْخَرْيُوطِيَّ
الَّذِي أَسْلَمَهُ. ثُمَّ أَتَوْا إِلَى بَيْتٍ.
20فَاجْتَمَعَ أَيْضاً جَمْعٌ حَتَّى لَمْ يَقْدِرُوا وَلاَ عَلَى أَكْلِ
خُبْزٍ. 21وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ
لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّهُ مُخْتَلٌّ!». 22وَأَمَّا
الْكَتَبَةُ
الَّذِينَ
نَزَلُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ فَقَالُوا: «إِنَّ مَعَهُ بَعْلَزَبُولَ
وَإِنَّهُ بِرَئِيسِ
الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ
الشَّيَاطِينَ». 23فَدَعَاهُمْ
وَقَالَ لَهُمْ بِأَمْثَالٍ: «كَيْفَ يَقْدِرُ شَيْطَانٌ أَنْ يُخْرِجَ
شَيْطَاناً؟ 24وَإِنِ
انْقَسَمَتْ مَمْلَكَةٌ عَلَى ذَاتِهَا لاَ تَقْدِرُ
تِلْكَ الْمَمْلَكَةُ أَنْ تَثْبُتَ. 25وَإِنِ
انْقَسَمَ بَيْتٌ عَلَى
ذَاتِهِ لاَ يَقْدِرُ ذَلِكَ
الْبَيْتُ أَنْ يَثْبُتَ. 26وَإِنْ قَامَ
الشَّيْطَانُ عَلَى ذَاتِهِ وَانْقَسَمَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَثْبُتَ بَلْ
يَكُونُ لَهُ
انْقِضَاءٌ. 27لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ
قَوِيٍّ وَيَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ إِنْ لَمْ يَرْبِطِ
الْقَوِيَّ أَوَّلاً
وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ. 28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ
الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي
الْبَشَرِ وَالتَّجَادِيفَ
الَّتِي
يُجَدِّفُونَهَا. 29وَلَكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى
الرُّوحِ الْقُدُسِ
فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى
الأَبَدِ بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ
دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً». 30لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّ مَعَهُ رُوحاً
نَجِساً».
31فَجَاءَتْ
حِينَئِذٍ إِخْوَتُهُ وَأُمُّهُ وَوَقَفُوا خَارِجاً وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ
يَدْعُونَهُ. 32وَكَانَ
الْجَمْعُ جَالِساً حَوْلَهُ فَقَالُوا لَهُ: «هُوَذَا
أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجاً يَطْلُبُونَكَ». 33فَأَجَابَهُمْ: «مَنْ
أُمِّي وَإِخْوَتِي؟» 34ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى
الْجَالِسِينَ
وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي 35لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ
اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».
اَلأَصْحَاحُ
الرَّابِعُ
1وَﭐبْتَدَأَ
أَيْضاً يُعَلِّمُ عِنْدَ
الْبَحْرِ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمْعٌ كَثِيرٌ
حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ
السَّفِينَةَ وَجَلَسَ عَلَى
الْبَحْرِ وَالْجَمْعُ
كُلُّهُ كَانَ عِنْدَ
الْبَحْرِ عَلَى
الأَرْضِ.
2فَكَانَ
يُعَلِّمُهُمْ كَثِيراً بِأَمْثَالٍ. وَقَالَ لَهُمْ فِي تَعْلِيمِهِ:
3«ﭐسْمَعُوا. هُوَذَا
الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ 4وَفِيمَا هُوَ
يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى
الطَّرِيقِ فَجَاءَتْ طُيُورُ
السَّمَاءِ
وَأَكَلَتْهُ. 5وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى مَكَانٍ مُحْجِرٍ حَيْثُ لَمْ تَكُنْ
لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ
أَرْضٍ. 6وَلَكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ
الشَّمْسُ احْتَرَقَ وَإِذْ لَمْ
يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. 7وَسَقَطَ آخَرُ فِي
الشَّوْكِ فَطَلَعَ
الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ فَلَمْ يُعْطِ ثَمَراً. 8وَسَقَطَ آخَرُ فِي
الأَرْضِ
الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَراً يَصْعَدُ وَيَنْمُو فَأَتَى وَاحِدٌ
بِثَلاَثِينَ وَآخَرُ بِسِتِّينَ وَآخَرُ بِمِئَةٍ». 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:
«مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ!»
10وَلَمَّا
كَانَ وَحْدَهُ سَأَلَهُ
الَّذِينَ حَوْلَهُ مَعَ
الاِثْنَيْ عَشَرَ عَنِ
الْمَثَلِ 11فَقَالَ لَهُمْ: «قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا سِرَّ
مَلَكُوتِ اللَّهِ. وَأَمَّا
الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ فَبِالأَمْثَالِ
يَكُونُ لَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ 12لِكَيْ يُبْصِرُوا مُبْصِرِينَ وَلاَ
يَنْظُرُوا وَيَسْمَعُوا سَامِعِينَ وَلاَ يَفْهَمُوا لِئَلاَّ يَرْجِعُوا
فَتُغْفَرَ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ». 13ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «أَمَا
تَعْلَمُونَ هَذَا
الْمَثَلَ؟ فَكَيْفَ تَعْرِفُونَ جَمِيعَ
الأَمْثَالِ؟
14اَلزَّارِعُ يَزْرَعُ
الْكَلِمَةَ. 15وَهَؤُلاَءِ هُمُ
الَّذِينَ عَلَى
الطَّرِيقِ: حَيْثُ تُزْرَعُ
الْكَلِمَةُ َحِينَمَا يَسْمَعُونَ يَأْتِي
الشَّيْطَانُ لِلْوَقْتِ وَيَنْزِعُ
الْكَلِمَةَ
الْمَزْرُوعَةَ فِي
قُلُوبِهِمْ. 16وَهَؤُلاَءِ كَذَلِكَ هُمُ
الَّذِينَ زُرِعُوا عَلَى
الأَمَاكِنِ
الْمُحْجِرَةِ:
الَّذِينَ حِينَمَا يَسْمَعُونَ
الْكَلِمَةَ
يَقْبَلُونَهَا لِلْوَقْتِ بِفَرَحٍ 17وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فِي
ذَوَاتِهِمْ بَلْ هُمْ إِلَى حِينٍ. فَبَعْدَ ذَلِكَ إِذَا حَدَثَ ضِيقٌ
أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ
الْكَلِمَةِ فَلِلْوَقْتِ يَعْثُرُونَ.
18وَهَؤُلاَءِ هُمُ
الَّذِينَ زُرِعُوا بَيْنَ
الشَّوْكِ: هَؤُلاَءِ هُمُ
الَّذِينَ
يَسْمَعُونَ
الْكَلِمَةَ 19وَهُمُومُ هَذَا
الْعَالَمِ وَغُرُورُ
الْغِنَى
وَشَهَوَاتُ سَائِرِ
الأَشْيَاءِ تَدْخُلُ وَتَخْنُقُ
الْكَلِمَةَ
فَتَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ. 20وَهَؤُلاَءِ هُمُ
الَّذِينَ زُرِعُوا عَلَى
الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ:
الَّذِينَ يَسْمَعُونَ
الْكَلِمَةَ
وَيَقْبَلُونَهَا وَيُثْمِرُونَ وَاحِدٌ ثَلاَثِينَ وَآخَرُ سِتِّينَ
وَآخَرُ مِئَةً».
21ثُمَّ
قَالَ لَهُمْ: «هَلْ يُؤْتَى بِسِرَاجٍ لِيُوضَعَ تَحْتَ
الْمِكْيَالِ أَوْ
تَحْتَ السَّرِيرِ؟ أَلَيْسَ لِيُوضَعَ عَلَى
الْمَنَارَةِ؟ 22لأَنَّهُ
لَيْسَ شَيْءٌ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ وَلاَ صَارَ مَكْتُوماً إلاَّ
لِيُعْلَنَ. 23إِنْ كَانَ لأَحَدٍ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ!»
24وَقَالَ
لَهُمُ: «ﭐنْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ! بِالْكَيْلِ
الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ
يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا
السَّامِعُونَ. 25لأَنَّ مَنْ
لَهُ سَيُعْطَى وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ
مِنْهُ».
26وَقَالَ:
«هَكَذَا مَلَكُوتُ
اللَّهِ: كَأَنَّ إِنْسَاناً يُلْقِي
الْبِذَارَ عَلَى
الأَرْضِ 27وَيَنَامُ وَيَقُومُ لَيْلاً وَنَهَاراً وَالْبِذَارُ يَطْلُعُ
وَيَنْمُو وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ كَيْفَ 28لأَنَّ
الأَرْضَ مِنْ ذَاتِهَا
تَأْتِي بِثَمَرٍ. أَوَّلاً نَبَاتاً ثُمَّ سُنْبُلاً ثُمَّ قَمْحاً مَلآنَ
فِي السُّنْبُلِ. 29وَأَمَّا مَتَى أَدْرَكَ
الثَّمَرُ فَلِلْوَقْتِ
يُرْسِلُ الْمِنْجَلَ لأَنَّ
الْحَصَادَ قَدْ حَضَرَ».
30وَقَالَ:
«بِمَاذَا نُشَبِّهُ مَلَكُوتَ
اللَّهِ أَوْ بِأَيِّ مَثَلٍ نُمَثِّلُهُ؟
31مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مَتَى زُرِعَتْ فِي
الأَرْضِ فَهِيَ أَصْغَرُ
جَمِيعِ الْبُزُورِ
الَّتِي عَلَى
الأَرْضِ. 32وَلَكِنْ مَتَى زُرِعَتْ
تَطْلُعُ وَتَصِيرُ أَكْبَرَ جَمِيعِ
الْبُقُولِ وَتَصْنَعُ أَغْصَاناً
كَبِيرَةً حَتَّى تَسْتَطِيعَ طُيُورُ
السَّمَاءِ أَنْ تَتَآوَى تَحْتَ
ظِلِّهَا». 33وَبِأَمْثَالٍ كَثِيرَةٍ مِثْلِ هَذِهِ كَانَ يُكَلِّمُهُمْ
حَسْبَمَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا 34وَبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ
يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ. وَأَمَّا عَلَى
انْفِرَادٍ فَكَانَ يُفَسِّرُ
لِتَلاَمِيذِهِ كُلَّ شَيْءٍ.
35وَقَالَ
لَهُمْ فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ لَمَّا كَانَ
الْمَسَاءُ: «لِنَجْتَزْ إِلَى
الْعَبْرِ». 36فَصَرَفُوا
الْجَمْعَ وَأَخَذُوهُ كَمَا كَانَ فِي
السَّفِينَةِ. وَكَانَتْ مَعَهُ أَيْضاً سُفُنٌ أُخْرَى صَغِيرَةٌ.
37فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ فَكَانَتِ
الأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى
السَّفِينَةِ حَتَّى صَارَتْ تَمْتَلِئُ. 38وَكَانَ هُوَ فِي
الْمُؤَخَّرِ
عَلَى وِسَادَةٍ نَائِماً. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ
أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟» 39فَقَامَ وَانْتَهَرَ
الرِّيحَ
وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «ﭐسْكُتْ.
اِبْكَمْ». فَسَكَنَتِ
الرِّيحُ وَصَارَ
هُدُوءٌ عَظِيمٌ. 40وَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هَكَذَا؟
كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ؟» 41فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً وَقَالُوا
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَنْ هُوَ هَذَا؟ فَإِنَّ
الرِّيحَ أَيْضاً وَالْبَحْرَ
يُطِيعَانِهِ!».
اَلأَصْحَاحُ
الْخَامِسُ
1وَجَاءُوا
إِلَى عَبْرِ
الْبَحْرِ إِلَى كُورَةِ
الْجَدَرِيِّينَ. 2وَلَمَّا خَرَجَ
مِنَ السَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ
اسْتَقْبَلَهُ مِنَ
الْقُبُورِ إِنْسَانٌ
بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ 3كَانَ مَسْكَنُهُ فِي
الْقُبُورِ وَلَمْ يَقْدِرْ
أَحَدٌ أَنْ يَرْبِطَهُ وَلاَ بِسَلاَسِلَ 4لأَنَّهُ قَدْ رُبِطَ كَثِيراً
بِقُيُودٍ وَسَلاَسِلَ فَقَطَّعَ
السَّلاَسِلَ وَكَسَّرَ
الْقُيُودَ فَلَمْ
يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يُذَلِّلَهُ. 5وَكَانَ دَائِماً لَيْلاً وَنَهَاراً
فِي الْجِبَالِ وَفِي
الْقُبُورِ يَصِيحُ وَيُجَرِّحُ نَفْسَهُ
بِالْحِجَارَةِ. 6فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ رَكَضَ وَسَجَدَ
لَهُ 7وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ
ابْنَ
اللَّهِ الْعَلِيِّ! أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي!»
8لأَنَّهُ قَالَ لَهُ: «ﭐخْرُجْ مِنَ
الإِنْسَانِ يَا أَيُّهَا
الرُّوحُ
النَّجِسُ». 9وَسَأَلَهُ: «مَا
اسْمُكَ؟» فَأَجَابَ: «ﭐسْمِي لَجِئُونُ
لأَنَّنَا كَثِيرُونَ». 10وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيراً أَنْ لاَ
يُرْسِلَهُمْ إِلَى خَارِجِ
الْكُورَةِ. 11وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ
الْجِبَالِ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ
الْخَنَازِيرِ يَرْعَى 12فَطَلَبَ
إِلَيْهِ كُلُّ
الشَّيَاطِينِ قَائِلِينَ: «أَرْسِلْنَا إِلَى
الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا». 13فَأَذِنَ لَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ.
فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ
النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي
الْخَنَازِيرِ
فَانْدَفَعَ
الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى
الْجُرْفِ إِلَى
الْبَحْرِ - وَكَانَ
نَحْوَ أَلْفَيْنِ فَاخْتَنَقَ فِي
الْبَحْرِ. 14وَأَمَّا رُعَاةُ
الْخَنَازِيرِ فَهَرَبُوا وَأَخْبَرُوا فِي
الْمَدِينَةِ وَفِي
الضِّيَاعِ
فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى. 15وَجَاءُوا إِلَى يَسُوعَ فَنَظَرُوا
الْمَجْنُونَ
الَّذِي كَانَ فِيهِ
اللَّجِئُونُ جَالِساً وَلاَبِساً
وَعَاقِلاً فَخَافُوا. 16فَحَدَّثَهُمُ
الَّذِينَ رَأَوْا كَيْفَ جَرَى
لِلْمَجْنُونِ وَعَنِ
الْخَنَازِيرِ. 17فَابْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ إِلَيْهِ
أَنْ يَمْضِيَ مِنْ تُخُومِهِمْ. 18وَلَمَّا دَخَلَ
السَّفِينَةَ طَلَبَ
إِلَيْهِ الَّذِي كَانَ مَجْنُوناً أَنْ يَكُونَ مَعَهُ 19فَلَمْ يَدَعْهُ
يَسُوعُ بَلْ قَالَ لَهُ: «ﭐذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ
وَأَخْبِرْهُمْ كَمْ صَنَعَ
الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ». 20فَمَضَى وَابْتَدَأَ
يُنَادِي فِي
الْعَشْرِ الْمُدُنِ كَمْ صَنَعَ بِهِ يَسُوعُ. فَتَعَجَّبَ
الْجَمِيعُ.
21وَلَمَّا
اجْتَازَ يَسُوعُ فِي
السَّفِينَةِ أَيْضاً إِلَى
الْعَبْرِ اجْتَمَعَ
إِلَيْهِ جَمْعٌ كَثِيرٌ وَكَانَ عِنْدَ
الْبَحْرِ. 22وَإِذَا وَاحِدٌ مِنْ
رُؤَسَاءِ الْمَجْمَعِ
اسْمُهُ يَايِرُسُ جَاءَ. وَلَمَّا رَآهُ خَرَّ
عِنْدَ قَدَمَيْهِ 23وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيراً قَائِلاً: «ﭐبْنَتِي
الصَّغِيرَةُ عَلَى آخِرِ نَسَمَةٍ. لَيْتَكَ تَأْتِي وَتَضَعُ يَدَكَ
عَلَيْهَا لِتُشْفَى فَتَحْيَا». 24فَمَضَى مَعَهُ وَتَبِعَهُ جَمْعٌ
كَثِيرٌ وَكَانُوا يَزْحَمُونَهُ.
25وَﭐمْرَأَةٌ
بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ
اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً 26وَقَدْ تَأَلَّمَتْ
كَثِيراً مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا
وَلَمْ تَنْتَفِعْ شَيْئاً بَلْ صَارَتْ إِلَى حَالٍ أَرْدَأَ - 27لَمَّا
سَمِعَتْ بِيَسُوعَ جَاءَتْ فِي
الْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ
28لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ».
29فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا وَعَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا
قَدْ بَرِئَتْ مِنَ
الدَّاءِ. 30فَلِلْوَقْتِ
الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ
الْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ
الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ
وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ
تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟» 32وَكَانَ
يَنْظُرُ حَوْلَهُ لِيَرَى
الَّتِي فَعَلَتْ هَذَا. 33وَأَمَّا
الْمَرْأَةُ
فَجَاءَتْ وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ عَالِمَةً بِمَا حَصَلَ لَهَا
فَخَرَّتْ وَقَالَتْ لَهُ
الْحَقَّ كُلَّهُ. 34فَقَالَ لَهَا: «يَا
ابْنَةُ
إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ.
اذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ
دَائِكِ».
35وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جَاءُوا مِنْ دَارِ رَئِيسِ
الْمَجْمَعِ
قَائِلِينَ: «ﭐبْنَتُكَ مَاتَتْ. لِمَاذَا تُتْعِبُ
الْمُعَلِّمَ بَعْدُ؟»
36فَسَمِعَ يَسُوعُ لِوَقْتِهِ
الْكَلِمَةَ
الَّتِي قِيلَتْ فَقَالَ
لِرَئِيسِ الْمَجْمَعِ: «لاَ تَخَفْ. آمِنْ فَقَطْ». 37وَلَمْ يَدَعْ
أَحَداً يَتْبَعُهُ إلاَّ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَا
يَعْقُوبَ. 38فَجَاءَ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ
الْمَجْمَعِ وَرَأَى ضَجِيجاً.
يَبْكُونَ وَيُوَلْوِلُونَ كَثِيراً. 39فَدَخَلَ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا
تَضِجُّونَ وَتَبْكُونَ؟ لَمْ تَمُتِ
الصَّبِيَّةُ لَكِنَّهَا نَائِمَةٌ».
40فَضَحِكُوا عَلَيْهِ. أَمَّا هُوَ فَأَخْرَجَ
الْجَمِيعَ وَأَخَذَ أَبَا
الصَّبِيَّةِ وَأُمَّهَا وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَخَلَ حَيْثُ كَانَتِ
الصَّبِيَّةُ مُضْطَجِعَةً 41وَأَمْسَكَ بِيَدِ
الصَّبِيَّةِ وَقَالَ
لَهَا: «طَلِيثَا قُومِي». (ﭐلَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا صَبِيَّةُ لَكِ
أَقُولُ قُومِي). 42وَلِلْوَقْتِ قَامَتِ
الصَّبِيَّةُ وَمَشَتْ لأَنَّهَا
كَانَتِ ابْنَةَ
اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. فَبُهِتُوا بَهَتاً عَظِيماً.
43فَأَوْصَاهُمْ كَثِيراً أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ بِذَلِكَ. وَقَالَ أَنْ
تُعْطَى لِتَأْكُلَ.
اَلأَصْحَاحُ
السَّادِسُ
1وَخَرَجَ
مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ وَتَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. 2وَلَمَّا
كَانَ السَّبْتُ
ابْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي
الْمَجْمَعِ. وَكَثِيرُونَ إِذْ
سَمِعُوا بُهِتُوا قَائِلِينَ: «مِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ؟ وَمَا هَذِهِ
الْحِكْمَةُ
الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ حَتَّى تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ
قُوَّاتٌ مِثْلُ هَذِهِ؟ 3أَلَيْسَ هَذَا هُوَ
النَّجَّارَ
ابْنَ مَرْيَمَ
وَأَخَا يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ
أَخَوَاتُهُ هَهُنَا عِنْدَنَا؟» فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. 4فَقَالَ
لَهُمْ يَسُوعُ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إلاَّ فِي وَطَنِهِ
وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ». 5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ
هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى
مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ. 6وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ.
وَصَارَ يَطُوفُ
الْقُرَى الْمُحِيطَةَ يُعَلِّمُ.
7وَدَعَا
الاِثْنَيْ عَشَرَ وَابْتَدَأَ يُرْسِلُهُمُ
اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ
وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى
الأَرْوَاحِ
النَّجِسَةِ 8وَأَوْصَاهُمْ
أَنْ لاَ يَحْمِلُوا شَيْئاً لِلطَّرِيقِ غَيْرَ عَصاً فَقَطْ لاَ
مِزْوَداً وَلاَ خُبْزاً وَلاَ نُحَاساً فِي
الْمِنْطَقَةِ. 9بَلْ
يَكُونُوا مَشْدُودِينَ بِنِعَالٍ وَلاَ يَلْبَسُوا ثَوْبَيْنِ. 10وَقَالَ
لَهُمْ: «حَيْثُمَا دَخَلْتُمْ بَيْتاً فَأَقِيمُوا فِيهِ حَتَّى
تَخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ. 11وَكُلُّ مَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ
لَكُمْ فَاخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ وَانْفُضُوا
التُّرَابَ الَّذِي تَحْتَ
أَرْجُلِكُمْ شَهَادَةً عَلَيْهِمْ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ
لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ
الدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ
احْتِمَالاً
مِمَّا لِتِلْكَ
الْمَدِينَةِ». 12فَخَرَجُوا وَصَارُوا يَكْرِزُونَ أَنْ
يَتُوبُوا. 13وَأَخْرَجُوا شَيَاطِينَ كَثِيرَةً وَدَهَنُوا بِزَيْتٍ
مَرْضَى كَثِيرِينَ فَشَفَوْهُمْ.
14فَسَمِعَ
هِيرُودُسُ الْمَلِكُ لأَنَّ
اسْمَهُ صَارَ مَشْهُوراً. وَقَالَ: «إِنَّ
يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانَ قَامَ مِنَ
الأَمْوَاتِ وَلِذَلِكَ تُعْمَلُ بِهِ
الْقُوَّاتُ». 15قَالَ آخَرُونَ: «إِنَّهُ إِيلِيَّا». وَقَالَ آخَرُونَ:
«إِنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ كَأَحَدِ
الأَنْبِيَاءِ». 16وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ
هِيرُودُسُ قَالَ: «هَذَا هُوَ يُوحَنَّا
الَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ.
إِنَّهُ قَامَ مِنَ
الأَمْوَاتِ!»
17لأَنَّ
هِيرُودُسَ نَفْسَهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَ وَأَمْسَكَ يُوحَنَّا
وَأَوْثَقَهُ فِي
السِّجْنِ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا
امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ
أَخِيهِ إِذْ كَانَ قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا. 18لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ
يَقُولُ لِهِيرُودُسَ: «لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ
امْرَأَةُ أَخِيكَ!»
19فَحَنِقَتْ هِيرُودِيَّا عَلَيْهِ وَأَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَهُ وَلَمْ
تَقْدِرْ 20لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِماً أَنَّهُ
رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ وَكَانَ يَحْفَظُهُ. وَإِذْ سَمِعَهُ فَعَلَ
كَثِيراً وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ. 21وَإِذْ كَانَ يَوْمٌ مُوافِقٌ لَمَّا
صَنَعَ هِيرُودُسُ فِي مَوْلِدِهِ عَشَاءً لِعُظَمَائِهِ وَقُوَّادِ
الأُلُوفِ وَوُجُوهِ
الْجَلِيلِ 22دَخَلَتِ
ابْنَةُ هِيرُودِيَّا
وَرَقَصَتْ فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَقَالَ
الْمَلِكُ لِلصَّبِيَّةِ: «مَهْمَا أَرَدْتِ
اطْلُبِي مِنِّي
فَأُعْطِيَكِ». 23وَأَقْسَمَ لَهَا أَنْ «مَهْمَا طَلَبْتِ مِنِّي
لَأُعْطِيَنَّكِ حَتَّى نِصْفَ مَمْلَكَتِي». 24فَخَرَجَتْ وَقَالَتْ
لِأُمِّهَا: «مَاذَا أَطْلُبُ؟» فَقَالَتْ: «رَأْسَ يُوحَنَّا
الْمَعْمَدَانِ». 25فَدَخَلَتْ لِلْوَقْتِ بِسُرْعَةٍ إِلَى
الْمَلِكِ
وَطَلَبَتْ قَائِلَةً: «أُرِيدُ أَنْ تُعْطِيَنِي حَالاً رَأْسَ يُوحَنَّا
الْمَعْمَدَانِ عَلَى طَبَقٍ». 26فَحَزِنَ
الْمَلِكُ جِدّاً. وَلأَجْلِ
الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَرُدَّهَا.
27فَلِلْوَقْتِ أَرْسَلَ
الْمَلِكُ سَيَّافاً وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى
بِرَأْسِهِ. 28فَمَضَى وَقَطَعَ رَأْسَهُ فِي
السِّجْنِ. وَأَتَى
بِرَأْسِهِ عَلَى طَبَقٍ وَأَعْطَاهُ لِلصَّبِيَّةِ وَالصَّبِيَّةُ
أَعْطَتْهُ لِأُمِّهَا. 29وَلَمَّا سَمِعَ تَلاَمِيذُهُ جَاءُوا وَرَفَعُوا
جُثَّتَهُ وَوَضَعُوهَا فِي قَبْرٍ.
30وَﭐجْتَمَعَ
الرُّسُلُ إِلَى يَسُوعَ وَأَخْبَرُوهُ بِكُلِّ شَيْءٍ كُلِّ مَا فَعَلُوا
وَكُلِّ مَا عَلَّمُوا. 31فَقَالَ لَهُمْ: «تَعَالَوْا أَنْتُمْ
مُنْفَرِدِينَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَاسْتَرِيحُوا قَلِيلاً». لأَنَّ
الْقَادِمِينَ وَالذَّاهِبِينَ كَانُوا كَثِيرِينَ وَلَمْ تَتَيَسَّرْ
لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلأَكْلِ. 32فَمَضَوْا فِي
السَّفِينَةِ إِلَى مَوْضِعٍ
خَلاَءٍ مُنْفَرِدِينَ. 33فَرَآهُمُ
الْجُمُوعُ مُنْطَلِقِينَ وَعَرَفَهُ
كَثِيرُونَ. فَتَرَاكَضُوا إِلَى هُنَاكَ مِنْ جَمِيعِ
الْمُدُنِ مُشَاةً
وَسَبَقُوهُمْ وَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ. 34فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ رَأَى
جَمْعاً كَثِيراً فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا كَخِرَافٍ لاَ
رَاعِيَ لَهَا فَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيراً. 35وَبَعْدَ سَاعَاتٍ
كَثِيرَةٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «ﭐلْمَوْضِعُ
خَلاَءٌ وَالْوَقْتُ مَضَى. 36ﭐِصْرِفْهُمْ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى
الضِّيَاعِ وَالْقُرَى حَوَالَيْنَا وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ خُبْزاً لأَنْ
لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ». 37فَأَجَابَ: «أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ
لِيَأْكُلُوا». فَقَالُوا لَهُ: «أَنَمْضِي وَنَبْتَاعُ خُبْزاً بِمِئَتَيْ
دِينَارٍ وَنُعْطِيهُمْ لِيَأْكُلُوا؟» 38فَقَالَ لَهُمْ: «كَمْ رَغِيفاً
عِنْدَكُمْ؟
اذْهَبُوا وَانْظُرُوا». وَلَمَّا عَلِمُوا قَالُوا: «خَمْسَةٌ
وَسَمَكَتَانِ». 39فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوا
الْجَمِيعَ يَتَّكِئُونَ
رِفَاقاً رِفَاقاً عَلَى
الْعُشْبِ الأَخْضَرِ. 40فَاتَّكَأُوا صُفُوفاً
صُفُوفاً: مِئَةً مِئَةً وَخَمْسِينَ خَمْسِينَ. 41فَأَخَذَ
الأَرْغِفَةَ
الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ
السَّمَاءِ
وَبَارَكَ ثُمَّ كَسَّرَ
الأَرْغِفَةَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ
لِيُقَدِّمُوا إِلَيْهِمْ وَقَسَّمَ
السَّمَكَتَيْنِ لِلْجَمِيعِ
42فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا 43ثُمَّ رَفَعُوا مِنَ
الْكِسَرِ اثْنَتَيْ
عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوَّةً وَمِنَ
السَّمَكِ. 44وَكَانَ
الَّذِينَ
أَكَلُوا مِنَ
الأَرْغِفَةِ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ.
45وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا
السَّفِينَةَ
وَيَسْبِقُوا إِلَى
الْعَبْرِ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا حَتَّى يَكُونَ قَدْ
صَرَفَ الْجَمْعَ. 46وَبَعْدَمَا وَدَّعَهُمْ مَضَى إِلَى
الْجَبَلِ
لِيُصَلِّيَ. 47وَلَمَّا صَارَ
الْمَسَاءُ كَانَتِ
السَّفِينَةُ فِي وَسَطِ
الْبَحْرِ وَهُوَ عَلَى
الْبَرِّ وَحْدَهُ. 48وَرَآهُمْ مُعَذَّبِينَ فِي
الْجَذْفِ
لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ ضِدَّهُمْ. وَنَحْوَ
الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ
اللَّيْلِ أَتَاهُمْ مَاشِياً عَلَى
الْبَحْرِ وَأَرَادَ أَنْ
يَتَجَاوَزَهُمْ. 49فَلَمَّا رَأَوْهُ مَاشِياً عَلَى
الْبَحْرِ ظَنُّوهُ
خَيَالاً فَصَرَخُوا 50لأَنَّ
الْجَمِيعَ رَأَوْهُ وَاضْطَرَبُوا.
فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ: «ثِقُوا. أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا».
51فَصَعِدَ إِلَيْهِمْ إِلَى
السَّفِينَةِ فَسَكَنَتِ
الرِّيحُ فَبُهِتُوا
وَتَعَجَّبُوا فِي أَنْفُسِهِمْ جِدّاً إِلَى
الْغَايَةِ 52لأَنَّهُمْ لَمْ
يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً. 53فَلَمَّا
عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ وَأَرْسَوْا.
54وَلَمَّا
خَرَجُوا مِنَ
السَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ عَرَفُوهُ 55فَطَافُوا جَمِيعَ
تِلْكَ الْكُورَةِ
الْمُحِيطَةِ وَابْتَدَأُوا يَحْمِلُونَ
الْمَرْضَى
عَلَى أَسِرَّةٍ إِلَى حَيْثُ سَمِعُوا أَنَّهُ هُنَاكَ. 56وَحَيْثُمَا
دَخَلَ إِلَى قُرىً أَوْ مُدُنٍ أَوْ ضِيَاعٍ وَضَعُوا
الْمَرْضَى فِي
الأَسْوَاقِ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا وَلَوْ هُدْبَ ثَوْبِهِ.
وَكُلُّ مَنْ لَمَسَهُ شُفِيَ!
اَلأَصْحَاحُ
السَّابِعُ
1وَﭐجْتَمَعَ
إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ وَقَوْمٌ مِنَ
الْكَتَبَةِ قَادِمِينَ مِنْ
أُورُشَلِيمَ. 2وَلَمَّا رَأَوْا بَعْضاً مِنْ تَلاَمِيذِهِ يَأْكُلُونَ
خُبْزاً بِأَيْدٍ دَنِسَةٍ أَيْ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ لاَمُوا - 3لأَنَّ
الْفَرِّيسِيِّينَ
وَكُلَّ الْيَهُودِ إِنْ لَمْ يَغْسِلُوا أَيْدِيَهُمْ بِاعْتِنَاءٍ لاَ
يَأْكُلُونَ مُتَمَسِّكِينَ بِتَقْلِيدِ
الشُّيُوخِ. 4وَمِنَ
السُّوقِ إِنْ
لَمْ يَغْتَسِلُوا لاَ يَأْكُلُونَ. وَأَشْيَاءُ أُخْرَى كَثِيرَةٌ
تَسَلَّمُوهَا لِلتَّمَسُّكِ بِهَا مِنْ غَسْلِ كُؤُوسٍ وَأَبَارِيقَ
وَآنِيَةِ نُحَاسٍ وَأَسِرَّةٍ. 5ثُمَّ سَأَلَهُ
الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ:
«لِمَاذَا لاَ يَسْلُكُ تَلاَمِيذُكَ حَسَبَ تَقْلِيدِ
الشُّيُوخِ بَلْ
يَأْكُلُونَ خُبْزاً بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ؟» 6فَأَجَابَ: «حَسَناً
تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ
الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ
مَكْتُوبٌ: هَذَا
الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ
فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ
يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا
النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ
وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ
النَّاسِ: غَسْلَ
الأَبَارِيقِ وَالْكُؤُوسِ وَأُمُوراً أُخَرَ كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ
تَفْعَلُونَ». 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ
اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. 10لأَنَّ مُوسَى قَالَ: أَكْرِمْ
أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَمَنْ يَشْتِمُ أَباً أَوْ أُمّاً فَلْيَمُتْ مَوْتاً.
11وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: إِنْ قَالَ إِنْسَانٌ لأَبِيهِ أَوْ
أُمِّهِ: قُرْبَانٌ أَيْ هَدِيَّةٌ هُوَ
الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي
12فَلاَ تَدَعُونَهُ فِي مَا بَعْدُ يَفْعَلُ شَيْئاً لأَبِيهِ أَوْ
أُمِّهِ. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ
اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ
الَّذِي
سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».
14ثُمَّ
دَعَا كُلَّ
الْجَمْعِ وَقَالَ لَهُمُ: «ﭐسْمَعُوا مِنِّي كُلُّكُمْ وَافْهَمُوا.
15لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَارِجِ
الإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ فِيهِ يَقْدِرُ
أَنْ يُنَجِّسَهُ لَكِنَّ
الأَشْيَاءَ
الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهُ هِيَ
الَّتِي تُنَجِّسُ
الإِنْسَانَ. 16إِنْ كَانَ لأَحَدٍ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ
فَلْيَسْمَعْ». 17وَلَمَّا دَخَلَ مِنْ عِنْدِ
الْجَمْعِ إِلَى
الْبَيْتِ
سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ عَنِ
الْمَثَلِ. 18فَقَالَ لَهُمْ: «أَفَأَنْتُمْ
أَيْضاً هَكَذَا غَيْرُ فَاهِمِينَ؟ أَمَا تَفْهَمُونَ أَنَّ كُلَّ مَا
يَدْخُلُ الإِنْسَانَ مِنْ خَارِجٍ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ
19لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ إِلَى قَلْبِهِ بَلْ إِلَى
الْجَوْفِ ثُمَّ
يَخْرُجُ إِلَى
الْخَلاَءِ وَذَلِكَ يُطَهِّرُ كُلَّ
الأَطْعِمَةِ».
20ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ
الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ
الإِنْسَانِ ذَلِكَ يُنَجِّسُ
الإِنْسَانَ. 21لأَنَّهُ مِنَ
الدَّاخِلِ مِنْ قُلُوبِ
النَّاسِ تَخْرُجُ
الأَفْكَارُ
الشِّرِّيرَةُ: زِنىً فِسْقٌ قَتْلٌ 22سِرْقَةٌ طَمَعٌ خُبْثٌ
مَكْرٌ عَهَارَةٌ عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ تَجْدِيفٌ كِبْرِيَاءُ جَهْلٌ.
23جَمِيعُ هَذِهِ
الشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ
الدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ
الإِنْسَانَ».
24ثُمَّ
قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ وَدَخَلَ
بَيْتاً وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ
يَخْتَفِيَ 25لأَنَّ
امْرَأَةً كَانَ بِابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ
بِهِ فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ. 26وَكَانَتْ
الْمَرْأَةُ
أُمَمِيَّةً وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً - فَسَأَلَتْهُ أَنْ
يُخْرِجَ الشَّيْطَانَ مِنِ
ابْنَتِهَا. 27وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا:
«دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ
يُؤْخَذَ خُبْزُ
الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». 28فَأَجَابَتْ:
«نَعَمْ يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَحْتَ
الْمَائِدَةِ تَأْكُلُ
مِنْ فُتَاتِ
الْبَنِينَ». 29فَقَالَ لَهَا: «لأَجْلِ هَذِهِ
الْكَلِمَةِ
اذْهَبِي. قَدْ خَرَجَ
الشَّيْطَانُ مِنِ
ابْنَتِكِ». 30فَذَهَبَتْ إِلَى
بَيْتِهَا وَوَجَدَتِ
الشَّيْطَانَ قَدْ خَرَجَ وَالاِبْنَةَ مَطْرُوحَةً
عَلَى الْفِرَاشِ.
31ثُمَّ
خَرَجَ أَيْضاً مِنْ تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ وَجَاءَ إِلَى بَحْرِ
الْجَلِيلِ فِي وَسْطِ حُدُودِ
الْمُدُنِ الْعَشْرِ. 32وَجَاءُوا إِلَيْهِ
بِأَصَمَّ أَعْقَدَ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ.
33فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ
الْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ
فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ 34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ
السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ
انْفَتِحْ.
35وَلِلْوَقْتِ
انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ
وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيماً. 36فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ.
وَلَكِنْ عَلَى قَدْرِ مَا أَوْصَاهُمْ كَانُوا يُنَادُونَ أَكْثَرَ
كَثِيراً. 37وَبُهِتُوا إِلَى
الْغَايَةِ قَائِلِينَ: «إِنَّهُ عَمِلَ
كُلَّ شَيْءٍ حَسَناً! جَعَلَ
الصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَالْخُرْسَ
يَتَكَلَّمُونَ!».
اَلأَصْحَاحُ
الثَّامِنُ (إِلَى ص 9:
1)
1فِي تِلْكَ
الأَيَّامِ إِذْ كَانَ
الْجَمْعُ كَثِيراً جِدّاً وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَا
يَأْكُلُونَ دَعَا يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمْ: 2«إِنِّي أُشْفِقُ
عَلَى الْجَمْعِ لأَنَّ
الآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي
وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ. 3وَإِنْ صَرَفْتُهُمْ إِلَى بُيُوتِهِمْ
صَائِمِينَ يُخَوِّرُونَ فِي
الطَّرِيقِ لأَنَّ قَوْماً مِنْهُمْ جَاءُوا
مِنْ بَعِيدٍ». 4فَأَجَابَهُ تَلاَمِيذُهُ: «مِنْ أَيْنَ يَسْتَطِيعُ
أَحَدٌ أَنْ يُشْبِعَ هَؤُلاَءِ خُبْزاً هُنَا فِي
الْبَرِّيَّةِ؟»
5فَسَأَلَهُمْ: «كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ
الْخُبْزِ؟» فَقَالُوا: «سَبْعَةٌ».
6فَأَمَرَ الْجَمْعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى
الأَرْضِ وَأَخَذَ
السَّبْعَ
خُبْزَاتٍ وَشَكَرَ وَكَسَرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ لِيُقَدِّمُوا
فَقَدَّمُوا إِلَى
الْجَمْعِ. 7وَكَانَ مَعَهُمْ قَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ
السَّمَكِ فَبَارَكَ وَقَالَ أَنْ يُقَدِّمُوا هَذِهِ أَيْضاً. 8فَأَكَلُوا
وَشَبِعُوا ثُمَّ رَفَعُوا فَضَلاَتِ
الْكِسَرِ: سَبْعَةَ سِلاَلٍ.
9وَكَانَ الآكِلُونَ نَحْوَ أَرْبَعَةِ آلاَفٍ. ثُمَّ صَرَفَهُمْ.
10وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ
السَّفِينَةَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَاءَ إِلَى
نَوَاحِي دَلْمَانُوثَةَ.
11فَخَرَجَ
الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً
مِنَ السَّمَاءِ لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ. 12فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ:
«لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا
الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ
يُعْطَى هَذَا
الْجِيلُ آيَةً!»
13ثُمَّ
تَرَكَهُمْ وَدَخَلَ أَيْضاً
السَّفِينَةَ وَمَضَى إِلَى
الْعَبْرِ.
14وَنَسُوا أَنْ يَأْخُذُوا خُبْزاً وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ فِي
السَّفِينَةِ إلاَّ رَغِيفٌ وَاحِدٌ. 15وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «ﭐنْظُرُوا
وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ
الْفَرِّيسِيِّينَ وَخَمِيرِ هِيرُودُسَ.
16فَفَكَّرُوا قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لَيْسَ عِنْدَنَا خُبْزٌ».
17فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ أَنْ لَيْسَ
عِنْدَكُمْ خُبْزٌ؟ أَلاَ تَشْعُرُونَ بَعْدُ وَلاَ تَفْهَمُونَ؟ أَحَتَّى
الآنَ قُلُوبُكُمْ غَلِيظَةٌ؟ 18أَلَكُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُونَ
وَلَكُمْ آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُونَ وَلاَ تَذْكُرُونَ؟ 19حِينَ كَسَّرْتُ
الأَرْغِفَةَ
الْخَمْسَةَ لِلْخَمْسَةِ
الآلاَفِ كَمْ قُفَّةً مَمْلُوَّةً
كِسَراً رَفَعْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «ﭐثْنَتَيْ عَشْرَةَ». 20«وَحِينَ
السَّبْعَةِ لِلأَرْبَعَةِ
الآلاَفِ كَمْ سَلَّ كِسَرٍ مَمْلُوّاً
رَفَعْتُمْ؟» قَالُوا: «سَبْعَةً». 21فَقَالَ لَهُمْ: «كَيْفَ لاَ
تَفْهَمُونَ؟»
22وَجَاءَ
إِلَى بَيْتِ صَيْدَا فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ
أَنْ يَلْمِسَهُ 23فَأَخَذَ بِيَدِ
الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ
الْقَرْيَةِ وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ
وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ
النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى
عَيْنَيْهِ وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ
إِنْسَانٍ جَلِيّاً. 26فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لاَ
تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي
الْقَرْيَةِ».
27ثُمَّ
خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ.
وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ
النَّاسُ إِنِّي
أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا
الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا
وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ
الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ
مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ
الْمَسِيحُ!»
30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.
31وَﭐبْتَدَأَ
يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ
ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ
كَثِيراً وَيُرْفَضَ مِنَ
الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ
وَيُقْتَلَ وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ. 32وَقَالَ
الْقَوْلَ
عَلاَنِيَةً فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ.
33فَالْتَفَتَ وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلاً:
«ﭐذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ
لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».
34وَدَعَا
الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ
وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي.
35فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ
يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ
الإِنْجِيلِ فَهُوَ
يُخَلِّصُهَا. 36لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ
الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ
الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ 37أَوْ مَاذَا يُعْطِي
الإِنْسَانُ
فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ 38لأَنَّ مَنِ
اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هَذَا
الْجِيلِ الْفَاسِقِ
الْخَاطِئِ فَإِنَّ
ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ
مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ
الْمَلاَئِكَةِ
الْقِدِّيسِينَ».
(ص 9:1)
وَقَالَ لَهُمُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ
الْقِيَامِ هَهُنَا
قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ
الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ
اللَّهِ قَدْ
أَتَى بِقُوَّةٍ».
اَلأَصْحَاحُ
التَّاسِعُ (مِنْ ع 2)
2وَبَعْدَ
سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا
وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ وَحْدَهُمْ.
وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ 3وَصَارَتْ ثِيَابُهُ تَلْمَعُ
بَيْضَاءَ جِدّاً كَالثَّلْجِ لاَ يَقْدِرُ قَصَّارٌ عَلَى
الأَرْضِ أَنْ
يُبَيِّضَ مِثْلَ ذَلِكَ. 4وَظَهَرَ لَهُمْ إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى وَكَانَا
يَتَكَلَّمَانِ مَعَ يَسُوعَ. 5فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقولُ لِيَسُوعَ: «يَا
سَيِّدِي جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هَهُنَا. فَلْنَصْنَعْ ثَلاَثَ مَظَالَّ
لَكَ وَاحِدَةً وَلِمُوسَى وَاحِدَةً وَلِإِيلِيَّا وَاحِدَةً». 6لأَنَّهُ
لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ إِذْ كَانُوا مُرْتَعِبِينَ.
7وَكَانَتْ سَحَابَةٌ تُظَلِّلُهُمْ. فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ
السَّحَابَةِ
قَائِلاً: «هَذَا هُوَ
ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ
اسْمَعُوا». 8فَنَظَرُوا
حَوْلَهُمْ بَغْتَةً وَلَمْ يَرَوْا أَحَداً غَيْرَ يَسُوعَ وَحْدَهُ
مَعَهُمْ.
9وَفِيمَا
هُمْ نَازِلُونَ مِنَ
الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يُحَدِّثُوا أَحَداً
بِمَا أَبْصَرُوا إلاَّ مَتَى قَامَ
ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ
الأَمْوَاتِ.
10فَحَفِظُوا
الْكَلِمَةَ لأَنْفُسِهِمْ يَتَسَاءَلُونَ: «مَا هُوَ
الْقِيَامُ مِنَ
الأَمْوَاتِ؟» 11فَسَأَلُوهُ: «لِمَاذَا يَقُولُ
الْكَتَبَةُ إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟»
12فَأَجَابَ: «إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ.
وَكَيْفَ هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِ
ابْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً
وَيُرْذَلَ. 13لَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا أَيْضاً قَدْ أَتَى
وَعَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ».
14وَلَمَّا
جَاءَ إِلَى
التَّلاَمِيذِ رَأَى جَمْعاً كَثِيراً حَوْلَهُمْ وَكَتَبَةً
يُحَاوِرُونَهُمْ. 15وَلِلْوَقْتِ كُلُّ
الْجَمْعِ لَمَّا رَأَوْهُ
تَحَيَّرُوا وَرَكَضُوا وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ. 16فَسَأَلَ
الْكَتَبَةَ:
«بِمَاذَا تُحَاوِرُونَهُمْ؟» 17فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنَ
الْجَمْعِ: «يَا
مُعَلِّمُ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكَ
ابْنِي بِهِ رُوحٌ أَخْرَسُ
18وَحَيْثُمَا أَدْرَكَهُ يُمَزِّقْهُ فَيُزْبِدُ وَيَصِرُّ بِأَسْنَانِهِ
وَيَيْبَسُ. فَقُلْتُ لِتَلاَمِيذِكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا».
19فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا
الْجِيلُ غَيْرُ
الْمُؤْمِنِ إِلَى مَتَى
أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ!».
20فَقَدَّمُوهُ إِلَيْهِ. فَلَمَّا رَآهُ لِلْوَقْتِ صَرَعَهُ
الرُّوحُ
فَوَقَعَ عَلَى
الأَرْضِ يَتَمَرَّغُ وَيُزْبِدُ. 21فَسَأَلَ أَبَاهُ:
«كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هَذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ.
22وَكَثِيراً مَا أَلْقَاهُ فِي
النَّارِ وَفِي
الْمَاءِ لِيُهْلِكَهُ.
لَكِنْ إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئاً فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا
وَأَعِنَّا». 23فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ
تُؤْمِنَ فَكُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ». 24فَلِلْوَقْتِ صَرَخَ
أَبُو الْوَلَدِ بِدُمُوعٍ وَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ فَأَعِنْ عَدَمَ
إِيمَانِي». 25فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ
الْجَمْعَ يَتَرَاكَضُونَ
انْتَهَرَ
الرُّوحَ النَّجِسَ قَائِلاً لَهُ: «أَيُّهَا
الرُّوحُ الأَخْرَسُ
الأَصَمُّ أَنَا آمُرُكَ:
اخْرُجْ مِنْهُ وَلاَ تَدْخُلْهُ أَيْضاً!»
26فَصَرَخَ وَصَرَعَهُ شَدِيداً وَخَرَجَ فَصَارَ كَمَيْتٍ حَتَّى قَالَ
كَثِيرُونَ: إِنَّهُ مَاتَ. 27فَأَمْسَكَهُ يَسُوعُ بِيَدِهِ وَأَقَامَهُ
فَقَامَ. 28وَلَمَّا دَخَلَ بَيْتاً سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ عَلَى
انْفِرَادٍ:
«لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 29فَقَالَ لَهُمْ:
«هَذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إلاَّ بِالصَّلاَةِ
وَالصَّوْمِ».
30وَخَرَجُوا مِنْ هُنَاكَ وَاجْتَازُوا
الْجَلِيلَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ
يَعْلَمَ أَحَدٌ 31لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ تَلاَمِيذَهُ وَيَقُولُ لَهُمْ
إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي
النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ
وَبَعْدَ أَنْ يُقْتَلَ يَقُومُ فِي
الْيَوْمِ الثَّالِثِ. 32وَأَمَّا هُمْ
فَلَمْ يَفْهَمُوا
الْقَوْلَ وَخَافُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ.
33وَجَاءَ
إِلَى كَفْرِنَاحُومَ. وَإِذْ كَانَ فِي
الْبَيْتِ سَأَلَهُمْ: «بِمَاذَا
كُنْتُمْ تَتَكَالَمُونَ فِي مَا بَيْنَكُمْ فِي
الطَّرِيقِ؟» 34فَسَكَتُوا
لأَنَّهُمْ تَحَاجُّوا فِي
الطَّرِيقِ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ فِي مَنْ
هُوَ أَعْظَمُ. 35فَجَلَسَ وَنَادَى
الاِثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ:
«إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ أَوَّلاً فَيَكُونُ آخِرَ
الْكُلِّ
وَخَادِماً لِلْكُلِّ». 36فَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ
ثُمَّ احْتَضَنَهُ وَقَالَ لَهُمْ: 37«مَنْ قَبِلَ وَاحِداً مِنْ أَوْلاَدٍ
مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي يَقْبَلُنِي وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي
أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي».
38وَقَالَ
يُوحَنَّا: «يَا مُعَلِّمُ رَأَيْنَا وَاحِداً يُخْرِجُ شَيَاطِينَ
بِاسْمِكَ وَهُوَ لَيْسَ يَتْبَعُنَا فَمَنَعْنَاهُ لأَنَّهُ لَيْسَ
يَتْبَعُنَا». 39فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَمْنَعُوهُ لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ
يَصْنَعُ قُوَّةً بِاسْمِي وَيَسْتَطِيعُ سَرِيعاً أَنْ يَقُولَ عَلَيَّ
شَرّاً. 40لأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا. 41لأَنَّ مَنْ
سَقَاكُمْ كَأْسَ مَاءٍ بِاسْمِي لأَنَّكُمْ لِلْمَسِيحِ فَالْحَقَّ
أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ.
42وَمَنْ
أَعْثَرَ أَحَدَ
الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ
عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحًى وَطُرِحَ فِي
الْبَحْرِ. 43وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ
يَدُكَ فَاقْطَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ
الْحَيَاةَ أَقْطَعَ مِنْ
أَنْ تَكُونَ لَكَ يَدَانِ وَتَمْضِيَ إِلَى جَهَنَّمَ إِلَى
النَّارِ
الَّتِي لاَ تُطْفَأُ 44حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ
تُطْفَأُ. 45وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ
تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ رِجْلاَنِ وَتُطْرَحَ
فِي جَهَنَّمَ فِي
النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ 46حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ
يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ. 47وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ
فَاقْلَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ
اللَّهِ أَعْوَرَ مِنْ
أَنْ تَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ
النَّارِ 48حَيْثُ
دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ. 49لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ
يُمَلَّحُ بِنَارٍ وَكُلَّ ذَبِيحَةٍ تُمَلَّحُ بِمِلْحٍ. 50اَلْمِلْحُ
جَيِّدٌ. وَلَكِنْ إِذَا صَارَ
الْمِلْحُ بِلاَ مُلُوحَةٍ فَبِمَاذَا
تُصْلِحُونَهُ؟ لِيَكُنْ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ مِلْحٌ وَسَالِمُوا
بَعْضُكُمْ بَعْضاً».
اَلأَصْحَاحُ
الْعَاشِرُ
1وَقَامَ
مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ
الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ
الأُرْدُنِّ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ أَيْضاً وَكَعَادَتِهِ كَانَ
أَيْضاً يُعَلِّمُهُمْ. 2فَتَقَدَّمَ
الْفَرِّيسِيُّونَ وَسَأَلُوهُ: «هَلْ
يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ
امْرَأَتَهُ؟» لِيُجَرِّبُوهُ.
3فَأَجَابَ: «بِمَاذَا أَوْصَاكُمْ مُوسَى؟» 4فَقَالُوا: «مُوسَى أَذِنَ
أَنْ يُكْتَبَ كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ». 5فَأَجَابَ يَسُوعُ: «مِنْ
أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ كَتَبَ لَكُمْ هَذِهِ
الْوَصِيَّةَ 6وَلَكِنْ
مِنْ بَدْءِ
الْخَلِيقَةِ ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا
اللَّهُ. 7مِنْ
أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ
الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ
بِامْرَأَتِهِ 8وَيَكُونُ
الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. إِذاً لَيْسَا
بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. 9فَالَّذِي جَمَعَهُ
اللَّهُ لاَ
يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ». 10ثُمَّ فِي
الْبَيْتِ سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ
أَيْضاً عَنْ ذَلِكَ 11فَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ طَلَّقَ
امْرَأَتَهُ
وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا. 12وَإِنْ طَلَّقَتِ
امْرَأَةٌ
زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي».
13وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا
التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا
الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى
يَسُوعُ ذَلِكَ
اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا
الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ
إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ
اللَّهِ.
15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ
اللَّهِ مِثْلَ
وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ
عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.
17وَفِيمَا
هُوَ خَارِجٌ إِلَى
الطَّرِيقِ رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ:
«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ
الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ
الْحَيَاةَ
الأَبَدِيَّةَ؟» 18فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟
لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ
اللَّهُ. 19أَنْتَ تَعْرِفُ
الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ
بِالزُّورِ. لاَ تَسْلِبْ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». 20فَأَجَابَ: «يَا
مُعَلِّمُ هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». 21فَنَظَرَ
إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ وَقَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ.
اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ
الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ
فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ
اتْبَعْنِي حَامِلاً
الصَّلِيبَ». 22فَاغْتَمَّ
عَلَى الْقَوْلِ وَمَضَى حَزِيناً لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ.
23فَنَظَرَ
يَسُوعُ حَوْلَهُ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي
الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ
اللَّهِ!» 24فَتَحَيَّرَ التَّلاَمِيذُ مِنْ
كَلاَمِهِ. فَقَالَ يَسُوعُ أَيْضاً: «يَا بَنِيَّ مَا أَعْسَرَ دُخُولَ
الْمُتَّكِلِينَ عَلَى
الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ
اللَّهِ! 25مُرُورُ
جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى
مَلَكُوتِ اللَّهِ!» 26فَبُهِتُوا إِلَى
الْغَايَةِ قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ: «فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟» 27فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ
يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ
النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ
عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ
اللَّهِ».
28وَﭐبْتَدَأَ
بُطْرُسُ يَقُولُ لَهُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ
وَتَبِعْنَاكَ». 29فَأَجَابَ يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ
أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ
أُمّاً أَوِ
امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً لأَجْلِي وَلأَجْلِ
الإِنْجِيلِ 30إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ
الآنَ فِي هَذَا
الزَّمَانِ
بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَداً وَحُقُولاً
مَعَ اضْطِهَادَاتٍ وَفِي
الدَّهْرِ الآتِي
الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.
31وَلَكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ وَالآخِرُونَ
أَوَّلِينَ».
32وَكَانُوا
فِي الطَّرِيقِ صَاعِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَقَدَّمُهُمْ يَسُوعُ
وَكَانُوا يَتَحَيَّرُونَ. وَفِيمَا هُمْ يَتْبَعُونَ كَانُوا يَخَافُونَ.
فَأَخَذَ الاِثْنَيْ عَشَرَ أَيْضاً وَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ عَمَّا
سَيَحْدُثُ لَهُ: 33«هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَابْنُ
الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ
فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى
الأُمَمِ
34فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ
وَيَقْتُلُونَهُ وَفِي
الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».
35وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا
ابْنَا زَبْدِي قَائِلَيْنِ:
«يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ لَنَا كُلَّ مَا طَلَبْنَا».
36فَسَأَلَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟» 37فَقَالاَ
لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنْ
يَسَارِكَ فِي مَجْدِكَ». 38فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لَسْتُمَا
تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا
الْكَأْسَ
الَّتِي أَشْرَبُهَا أَنَا وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ
الَّتِي
أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا؟» 39فَقَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ». فَقَالَ لَهُمَا
يَسُوعُ: «أَمَّا
الْكَأْسُ الَّتِي أَشْرَبُهَا أَنَا فَتَشْرَبَانِهَا
وَبَالصِّبْغَةِ
الَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. 40وَأَمَّا
الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ
إلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ».
41وَلَمَّا
سَمِعَ الْعَشَرَةُ
ابْتَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ أَجْلِ يَعْقُوبَ
وَيُوحَنَّا. 42فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
أَنَّ الَّذِينَ يُحْسَبُونَ رُؤَسَاءَ
الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَأَنَّ
عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. 43فَلاَ يَكُونُ هَكَذَا
فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيماً يَكُونُ لَكُمْ
خَادِماً 44وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ أَوَّلاً يَكُونُ
لِلْجَمِيعِ عَبْداً. 45لأَنَّ
ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ
لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ
كَثِيرِينَ».
46وَجَاءُوا
إِلَى أَرِيحَا. وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلاَمِيذِهِ
وَجَمْعٍ غَفِيرٍ كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ
الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ
جَالِساً عَلَى
الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. 47فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ
النَّاصِرِيُّ
ابْتَدَأَ يَصْرُخُ وَيَقُولُ: «يَا يَسُوعُ
ابْنَ دَاوُدَ
ارْحَمْنِي!» 48فَانْتَهَرَهُ كَثِيرُونَ لِيَسْكُتَ فَصَرَخَ أَكْثَرَ
كَثِيراً: «يَا
ابْنَ دَاوُدَ
ارْحَمْنِي». 49فَوَقَفَ يَسُوعُ وَأَمَرَ
أَنْ يُنَادَى. فَنَادَوُا
الأَعْمَى قَائِلِينَ لَهُ: «ثِقْ. قُمْ.
هُوَذَا يُنَادِيكَ». 50فَطَرَحَ رِدَاءَهُ وَقَامَ وَجَاءَ إِلَى يَسُوعَ.
51فَسَأَلَهُ يَسُوعُ: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟» فَقَالَ لَهُ
الأَعْمَى: «يَا سَيِّدِي أَنْ أُبْصِرَ». 52فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:
«ﭐذْهَبْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَ وَتَبِعَ
يَسُوعَ فِي
الطَّرِيقِ.
اَلأَصْحَاحُ
الْحَادِي عَشَرَ
1وَلَمَّا
قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا عِنْدَ
جَبَلِ الزَّيْتُونِ أَرْسَلَ
اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 2وَقَالَ
لَهُمَا: «ﭐذْهَبَا إِلَى
الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ
وَأَنْتُمَا دَاخِلاَنِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ
يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ
النَّاسِ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ.
3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلاَنِ هَذَا؟ فَقُولاَ:
الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا».
4فَمَضَيَا وَوَجَدَا
الْجَحْشَ مَرْبُوطاً عِنْدَ
الْبَابِ خَارِجاً عَلَى
الطَّرِيقِ فَحَلاَّهُ. 5فَقَالَ لَهُمَا قَوْمٌ مِنَ
الْقِيَامِ هُنَاكَ:
«مَاذَا تَفْعَلاَنِ تَحُلاَّنِ
الْجَحْشَ؟» 6فَقَالاَ لَهُمْ كَمَا
أَوْصَى يَسُوعُ. فَتَرَكُوهُمَا. 7فَأَتَيَا بِالْجَحْشِ إِلَى يَسُوعَ
وَأَلْقَيَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِ. 8وَكَثِيرُونَ
فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي
الطَّرِيقِ وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَاناً مِنَ
الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي
الطَّرِيقِ. 9وَﭐلَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ
تَبِعُوا كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ
الآتِي
بِاسْمِ الرَّبِّ! 10مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ
الآتِيَةُ
بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي
الأَعَالِي!».
11فَدَخَلَ
يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ وَالْهَيْكَلَ وَلَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ
شَيْءٍ إِذْ كَانَ
الْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا
مَعَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. 12وَفِي
الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ
عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ
وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ
يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ
التِّينِ.
14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ
إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.
15وَجَاءُوا
إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ
الْهَيْكَلَ
ابْتَدَأَ
يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي
الْهَيْكَلِ
وَقَلَّبَ مَوَائِدَ
الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ
الْحَمَامِ.
16وَلَمْ يَدَعْ أَحَداً يَجْتَازُ
الْهَيْكَلَ بِمَتَاعٍ. 17وَكَانَ
يُعَلِّمُ قَائِلاً لَهُمْ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً: بَيْتِي بَيْتَ صَلاَةٍ
يُدْعَى لِجَمِيعِ
الأُمَمِ؟ وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ».
18وَسَمِعَ الْكَتَبَةُ وَرُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ فَطَلَبُوا كَيْفَ
يُهْلِكُونَهُ لأَنَّهُمْ خَافُوهُ إِذْ بُهِتَ
الْجَمْعُ كُلُّهُ مِنْ
تَعْلِيمِهِ. 19وَلَمَّا صَارَ
الْمَسَاءُ خَرَجَ إِلَى خَارِجِ
الْمَدِينَةِ.
20وَفِي
الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوُا
التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ
مِنَ الأُصُولِ 21فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدِي
انْظُرْ اَلتِّينَةُ
الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!» 22فَأَجَابَ
يَسُوعُ: «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللَّهِ. 23لأَنِّي
الْحَقَّ أَقُولُ
لَكُمْ: إِنَّ مَنْ قَالَ لِهَذَا
الْجَبَلِ انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي
لْبَحْرِ وَلاَ يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ
يَكُونُ فَمَهْمَا قَالَ يَكُونُ لَهُ. 24لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ
مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ
فَيَكُونَ لَكُمْ. 25وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ
لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ
الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَّتِكُمْ. 26وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا
أَنْتُمْ لاَ يَغْفِرْ أَبُوكُمُ
الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَيْضاً
زَلاَّتِكُمْ».
27وَجَاءُوا
أَيْضاً إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي فِي
الْهَيْكَلِ
أَقْبَلَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ
28وَقَالُوا لَهُ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هَذَا وَمَنْ أَعْطَاكَ
هَذَا السُّلْطَانَ حَتَّى تَفْعَلَ هَذَا؟» 29فَأَجَابَ يَسُوعُ: «وَأَنَا
أَيْضاً أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً. أَجِيبُونِي فَأَقُولَ لَكُمْ
بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هَذَا: 30مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنَ
السَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ
النَّاسِ؟ أَجِيبُونِي». 31فَفَكَّرُوا فِي
أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا مِنَ
السَّمَاءِ يَقُولُ:
فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ 32وَإِنْ قُلْنَا مِنَ
النَّاسِ».
فَخَافُوا الشَّعْبَ. لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ عِنْدَ
الْجَمِيعِ أَنَّهُ
بِالْحَقِيقَةِ نَبِيٌّ. 33فَأَجَابُوا: «لاَ نَعْلَمُ». فَقَالَ يَسُوعُ:
«وَلاَ أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هَذَا».
اَلأَصْحَاحُ
الثَّانِي عَشَرَ
1وَﭐبْتَدَأَ
يَقُولُ لَهُمْ بِأَمْثَالٍ: «إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْماً وَأَحَاطَهُ
بِسِيَاجٍ وَحَفَرَ حَوْضَ مَعْصَرَةٍ وَبَنَى بُرْجاً وَسَلَّمَهُ إِلَى
كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. 2ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى
الْكَرَّامِينَ فِي
الْوَقْتِ عَبْداً لِيَأْخُذَ مِنَ
الْكَرَّامِينَ مِنْ ثَمَرِ
الْكَرْمِ
3فَأَخَذُوهُ وَجَلَدُوهُ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغاً. 4ثُمَّ أَرْسَلَ
إِلَيْهِمْ أَيْضاً عَبْداً آخَرَ فَرَجَمُوهُ وَشَجُّوهُ وَأَرْسَلُوهُ
مُهَاناً. 5ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضاً آخَرَ فَقَتَلُوهُ. ثُمَّ آخَرِينَ
كَثِيرِينَ فَجَلَدُوا مِنْهُمْ بَعْضاً وَقَتَلُوا بَعْضاً. 6فَإِذْ كَانَ
لَهُ أَيْضاً
ابْنٌ وَاحِدٌ حَبِيبٌ إِلَيْهِ أَرْسَلَهُ أَيْضاً
إِلَيْهِمْ أَخِيراً قَائِلاً: إِنَّهُمْ يَهَابُونَ
ابْنِي. 7وَلَكِنَّ
أُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هَذَا هُوَ
الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ فَيَكُونَ لَنَا
الْمِيرَاثُ!
8فَأَخَذُوهُ وَقَتَلُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ
الْكَرْمِ. 9فَمَاذَا
يَفْعَلُ صَاحِبُ
الْكَرْمِ؟ يَأْتِي وَيُهْلِكُ
الْكَرَّامِينَ وَيُعْطِي
الْكَرْمَ إِلَى آخَرِينَ. 10أَمَا قَرَأْتُمْ هَذَا
الْمَكْتُوبَ:
الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ
الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ
الزَّاوِيَةِ 11مِنْ قِبَلِ
الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي
أَعْيُنِنَا!» 12فَطَلَبُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ وَلَكِنَّهُمْ خَافُوا مِنَ
الْجَمْعِ لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ
الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ.
فَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا.
13ثُمَّ
أَرْسَلُوا إِلَيْهِ قَوْماً مِنَ
الْفَرِّيسِيِّينَ وَالْهِيرُودُسِيِّينَ
لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. 14فَلَمَّا جَاءُوا قَالُوا لَهُ: «يَا
مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ
تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ
اللَّهِ. أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟ نُعْطِي
أَمْ لاَ نُعْطِي؟» 15فَعَلِمَ رِيَاءَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا
تُجَرِّبُونَنِي؟
اِيتُونِي بِدِينَارٍ لأَنْظُرَهُ». 16فَأَتَوْا بِهِ.
فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ
الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» فَقَالُوا
لَهُ: «لِقَيْصَرَ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ
لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ». فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ.
18وَجَاءَ
إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنَ
الصَّدُّوقِيِّينَ
الَّذِينَ يَقُولُونَ لَيْسَ
قِيَامَةٌ وَسَأَلُوهُ: 19«يَا مُعَلِّمُ كَتَبَ لَنَا مُوسَى: إِنْ مَاتَ
لأَحَدٍ أَخٌ وَتَرَكَ
امْرَأَةً وَلَمْ يُخَلِّفْ أَوْلاَداً أَنْ
يَأْخُذَ أَخُوهُ
امْرَأَتَهُ وَيُقِيمَ نَسْلاً لأَخِيهِ. 20فَكَانَ
سَبْعَةُ إِخْوَةٍ. أَخَذَ
الأَوَّلُ امْرَأَةً وَمَاتَ وَلَمْ يَتْرُكْ
نَسْلاً. 21فَأَخَذَهَا
الثَّانِي وَمَاتَ وَلَمْ يَتْرُكْ هُوَ أَيْضاً
نَسْلاً. وَهَكَذَا
الثَّالِثُ. 22فَأَخَذَهَا
السَّبْعَةُ وَلَمْ
يَتْرُكُوا نَسْلاً. وَآخِرَ
الْكُلِّ مَاتَتِ
الْمَرْأَةُ أَيْضاً.
23فَفِي الْقِيَامَةِ مَتَى قَامُوا لِمَنْ مِنْهُمْ تَكُونُ زَوْجَةً؟
لأَنَّهَا كَانَتْ زَوْجَةً لِلسَّبْعَةِ». 24فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ
لِهَذَا تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ
الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ
اللَّهِ؟
25لأَنَّهُمْ مَتَى قَامُوا مِنَ
الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ
يُزَوَّجُونَ بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةٍ فِي
السَّمَاوَاتِ. 26وَأَمَّا
مِنْ جِهَةِ
الأَمْوَاتِ إِنَّهُمْ يَقُومُونَ: أَفَمَا قَرَأْتُمْ فِي
كِتَابِ مُوسَى فِي أَمْرِ
الْعُلَّيْقَةِ كَيْفَ كَلَّمَهُ
اللَّهُ
قَائِلاً: أَنَا إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ
يَعْقُوبَ؟ 27لَيْسَ هُوَ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ.
فَأَنْتُمْ إِذاً تَضِلُّونَ كَثِيراً».
28فَجَاءَ
وَاحِدٌ مِنَ
الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ فَلَمَّا رَأَى
أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَناً سَأَلَهُ: «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ
الْكُلِّ؟» 29فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ
الْوَصَايَا هِيَ:
اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ.
الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. 30وَتُحِبُّ
الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ
فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ هِيَ
الْوَصِيَّةُ
الأُولَى.
31وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ
وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ». 32فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ:
«جَيِّداً يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ لأَنَّهُ
اللَّهُ وَاحِدٌ
وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ. 33وَمَحَبَّتُهُ مِنْ كُلِّ
الْقَلْبِ وَمِنْ
كُلِّ الْفَهْمِ وَمِنْ كُلِّ
النَّفْسِ وَمِنْ كُلِّ
الْقُدْرَةِ
وَمَحَبَّةُ
الْقَرِيبِ كَالنَّفْسِ هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ
الْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ». 34فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ
بِعَقْلٍ قَالَ لَهُ: «لَسْتَ بَعِيداً عَنْ مَلَكُوتِ
اللَّهِ». وَلَمْ
يَجْسُرْ أَحَدٌ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يَسْأَلَهُ!
35ثُمَّ
سَأَلَ يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي
الْهَيْكَلِ: «كَيْفَ يَقُولُ
الْكَتَبَةُ إِنَّ
الْمَسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ؟ 36لأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ
قَالَ بِالرُّوحِ
الْقُدُسِ: قَالَ
الرَّبُّ لِرَبِّي:
اجْلِسْ عَنْ
يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. 37فَدَاوُدُ
نَفْسُهُ يَدْعُوهُ رَبّاً. فَمِنْ أَيْنَ هُوَ
ابْنُهُ؟» وَكَانَ
الْجَمْعُ الْكَثِيرُ يَسْمَعُهُ بِسُرُورٍ.
38وَقَالَ
لَهُمْ فِي تَعْلِيمِهِ: «تَحَرَّزُوا مِنَ
الْكَتَبَةِ
الَّذِينَ
يَرْغَبُونَ
الْمَشْيَ بِالطَّيَالِسَةِ وَالتَّحِيَّاتِ فِي
الأَسْوَاقِ
39وَﭐلْمَجَالِسَ
الأُولَى فِي
الْمَجَامِعِ وَالْمُتَّكَآتِ
الأُولَى فِي
الْوَلاَئِمِ. 40ﭐلَّذِينَ يَأْكُلُونَ بُيُوتَ
الأَرَامِلِ وَلِعِلَّةٍ
يُطِيلُونَ الصَّلَوَاتِ. هَؤُلاَءِ يَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ».
41وَجَلَسَ
يَسُوعُ تُجَاهَ
الْخِزَانَةِ وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي
الْجَمْعُ نُحَاساً
فِي الْخِزَانَةِ. وَكَانَ أَغْنِيَاءُ كَثِيرُونَ يُلْقُونَ كَثِيراً.
42فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ قِيمَتُهُمَا
رُبْعٌ. 43فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّ هَذِهِ
الأَرْمَلَةَ
الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ
جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي
الْخِزَانَةِ 44لأَنَّ
الْجَمِيعَ مِنْ
فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هَذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ
كُلَّ مَا عِنْدَهَا كُلَّ مَعِيشَتِهَا».
اَلأَصْحَاحُ
الثَّالِثُ عَشَرَ
1وَفِيمَا
هُوَ خَارِجٌ مِنَ
الْهَيْكَلِ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا
مُعَلِّمُ انْظُرْ مَا هَذِهِ
الْحِجَارَةُ وَهَذِهِ
الأَبْنِيَةُ؟»
2فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَتَنْظُرُ هَذِهِ
الأَبْنِيَةَ
الْعَظِيمَةَ؟ لاَ
يُتْرَكُ حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ». 3وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى
جَبَلِ الزَّيْتُونِ تُجَاهَ
الْهَيْكَلِ سَأَلَهُ بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ
وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ عَلَى
انْفِرَادٍ: 4«قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ
هَذَا وَمَا هِيَ
الْعَلاَمَةُ عِنْدَمَا يَتِمُّ جَمِيعُ هَذَا؟»
5فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «ﭐنْظُرُوا! لاَ يُضِلُّكُمْ أَحَدٌ. 6فَإِنَّ
كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: إِنِّي أَنَا هُوَ.
وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 7فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَبِأَخْبَارِ
حُرُوبٍ فَلاَ تَرْتَاعُوا لأَنَّهَا لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ وَلَكِنْ
لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. 8لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ
وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ وَتَكُونُ زَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ
وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَاضْطِرَابَاتٌ. هَذِهِ مُبْتَدَأُ
الأَوْجَاعِ.
9فَانْظُرُوا إِلَى نُفُوسِكُمْ. لأَنَّهُمْ سَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى
مَجَالِسَ وَتُجْلَدُونَ فِي مَجَامِعَ وَتُوقَفُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ
وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ. 10وَيَنْبَغِي أَنْ يُكْرَزَ
أَوَّلاً بِالإِنْجِيلِ فِي جَمِيعِ
الأُمَمِ. 11فَمَتَى سَاقُوكُمْ
لِيُسَلِّمُوكُمْ فَلاَ تَعْتَنُوا مِنْ قَبْلُ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ وَلاَ
تَهْتَمُّوا بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ
السَّاعَةِ فَبِذَلِكَ
تَكَلَّمُوا لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ
الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ
الرُّوحُ
الْقُدُسُ. 12وَسَيُسْلِمُ
الأَخُ أَخَاهُ إِلَى
الْمَوْتِ وَالأَبُ
وَلَدَهُ وَيَقُومُ
الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ.
13وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ
الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ
اسْمِي. وَلَكِنَّ
الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى
الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ. 14فَمَتَى
نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ
الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ
النَّبِيُّ قَائِمَةً حَيْثُ لاَ يَنْبَغِي - لِيَفْهَمِ
الْقَارِئُ -
فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ
الَّذِينَ فِي
الْيَهُودِيَّةِ إِلَى
الْجِبَالِ
15وَﭐلَّذِي عَلَى
السَّطْحِ فَلاَ يَنْزِلْ إِلَى
الْبَيْتِ وَلاَ
يَدْخُلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ شَيْئاً 16وَﭐلَّذِي فِي
الْحَقْلِ
فَلاَ يَرْجِعْ إِلَى
الْوَرَاءِ لِيَأْخُذَ ثَوْبَهُ. 17وَوَيْلٌ
لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ
الأَيَّامِ. 18وَصَلُّوا لِكَيْ
لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ. 19لأَنَّهُ يَكُونُ فِي تِلْكَ
الأَيَّامِ ضِيقٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ
ابْتِدَاءِ الْخَلِيقَةِ
الَّتِي خَلَقَهَا
اللَّهُ إِلَى
الآنَ وَلَنْ يَكُونَ. 20وَلَوْ لَمْ
يُقَصِّرِ الرَّبُّ تِلْكَ الأَيَّامَ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلَكِنْ
لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ
الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ قَصَّرَ
الأَيَّامَ.
21حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا
الْمَسِيحُ هُنَا أَوْ
هُوَذَا هُنَاكَ فَلاَ تُصَدِّقُوا. 22لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ
كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ لِكَيْ
يُضِلُّوا - لَوْ أَمْكَنَ -
الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً. 23فَانْظُرُوا
أَنْتُمْ. هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ.
24«وَأَمَّا
فِي تِلْكَ الأَيَّامِ بَعْدَ ذَلِكَ
الضِّيقِ فَالشَّمْسُ تُظْلِمُ وَالْقَمَرُ
لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ 25وَنُجُومُ
السَّمَاءِ تَتَسَاقَطُ وَالْقُوَّاتُ
الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. 26وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ
ابْنَ
الإِنْسَانِ آتِياً فِي سَحَابٍ بِقُوَّةٍ كَثِيرَةٍ وَمَجْدٍ 27فَيُرْسِلُ
حِينَئِذٍ مَلاَئِكَتَهُ وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ مِنَ
الأَرْبَعِ
الرِّيَاحِ مِنْ أَقْصَاءِ
الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاءِ
السَّمَاءِ. 28فَمِنْ
شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا
الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصاً
وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقاً تَعْلَمُونَ أَنَّ
الصَّيْفَ قَرِيبٌ. 29هَكَذَا
أَنْتُمْ أَيْضاً مَتَى رَأَيْتُمْ هَذِهِ
الأَشْيَاءَ صَائِرَةً
فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى
الأَبْوَابِ. 30اَلْحَقَّ أَقُولُ
لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا
الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ.
31اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.
32وَأَمَّا
ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ
السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ
الْمَلاَئِكَةُ
الَّذِينَ فِي
السَّمَاءِ وَلاَ
الاِبْنُ إلاَّ
الآبُ.
33ﭐُنْظُرُوا!
اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى
يَكُونُ الْوَقْتُ. 34كَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ تَرَكَ بَيْتَهُ
وَأَعْطَى عَبِيدَهُ
السُّلْطَانَ وَلِكُلِّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ وَأَوْصَى
الْبَوَّابَ أَنْ يَسْهَرَ. 35ﭐِسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
مَتَى يَأْتِي رَبُّ
الْبَيْتِ أَمَسَاءً أَمْ نِصْفَ
اللَّيْلِ أَمْ
صِيَاحَ الدِّيكِ أَمْ صَبَاحاً. 36لِئَلاَّ يَأْتِيَ بَغْتَةً
فَيَجِدَكُمْ نِيَاماً! 37وَمَا أَقُولُهُ لَكُمْ أَقُولُهُ لِلْجَمِيعِ:
اسْهَرُوا».
اَلأَصْحَاحُ
الرَّابِعُ عَشَرَ
1وَكَانَ
الْفِصْحُ وَأَيَّامُ
الْفَطِيرِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ. وَكَانَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يُمْسِكُونَهُ بِمَكْرٍ
وَيَقْتُلُونَهُ 2وَلَكِنَّهُمْ قَالُوا: «لَيْسَ فِي
الْعِيدِ لِئَلاَّ
يَكُونَ شَغَبٌ فِي
الشَّعْبِ».
3وَفِيمَا
هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ
الأَبْرَصِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ
جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ
الثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ
الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ.
4وَكَانَ قَوْمٌ مُغْتَاظِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا: «لِمَاذَا كَانَ
تَلَفُ الطِّيبِ هَذَا؟ 5لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا
بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ».
وَكَانُوا يُؤَنِّبُونَهَا. 6أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «ﭐتْرُكُوهَا!
لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً. 7لأَنَّ
الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ وَمَتَى أَرَدْتُمْ تَقْدِرُونَ
أَنْ تَعْمَلُوا بِهِمْ خَيْراً. وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي
كُلِّ حِينٍ. 8عَمِلَتْ مَا عِنْدَهَا. قَدْ سَبَقَتْ وَدَهَنَتْ
بِالطِّيبِ جَسَدِي لِلتَّكْفِينِ. 9اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا
يُكْرَزْ بِهَذَا
الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ
الْعَالَمِ يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا
فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا».
10ثُمَّ
إِنَّ يَهُوذَا
الإِسْخَرْيُوطِيَّ وَاحِداً مِنَ
الاِثْنَيْ عَشَرَ مَضَى
إِلَى رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ. 11وَلَمَّا
سَمِعُوا فَرِحُوا وَوَعَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً. وَكَانَ يَطْلُبُ
كَيْفَ يُسَلِّمُهُ فِي فُرْصَةٍ مُوافِقَةٍ.
12وَفِي
الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ
الْفَطِيرِ. حِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ
الْفِصْحَ
قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ وَنُعِدَّ
لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» 13فَأَرْسَلَ
اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ
لَهُمَا: «ﭐذْهَبَا إِلَى
الْمَدِينَةِ فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ
جَرَّةَ مَاءٍ.
اِتْبَعَاهُ. 14وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولاَ لِرَبِّ
الْبَيْتِ: إِنَّ
الْمُعَلِّمَ يَقُولُ: أَيْنَ
الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ
الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ 15فَهُوَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً
مَفْرُوشَةً مُعَدَّةً. هُنَاكَ أَعِدَّا لَنَا». 16فَخَرَجَ تِلْمِيذَاهُ
وَأَتَيَا إِلَى
الْمَدِينَةِ وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا. فَأَعَدَّا
الْفِصْحَ.
17وَلَمَّا
كَانَ الْمَسَاءُ جَاءَ مَعَ
الاِثْنَيْ عَشَرَ. 18وَفِيمَا هُمْ
مُتَّكِئُونَ يَأْكُلُونَ قَالَ يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ
وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي. اَلآكِلُ مَعِي!» 19فَابْتَدَأُوا
يَحْزَنُونَ وَيَقُولُونَ لَهُ وَاحِداً فَوَاحِداً: «هَلْ أَنَا؟»
وَآخَرُ: «هَلْ أَنَا؟» 20فَأَجَابَ: «هُوَ وَاحِدٌ مِنَ
الاِثْنَيْ عَشَرَ
الَّذِي يَغْمِسُ مَعِي فِي
الصَّحْفَةِ. 21إِنَّ
ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ
كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ
الرَّجُلِ الَّذِي
بِهِ يُسَلَّمُ
ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذَلِكَ
الرَّجُلِ لَوْ
لَمْ يُولَدْ!».
22وَفِيمَا
هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ
وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِي». 23ثُمَّ
أَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ.
24وَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا هُوَ دَمِي
الَّذِي لِلْعَهْدِ
الْجَدِيدِ
الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ. 25اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ
الْكَرْمَةِ إِلَى ذَلِكَ
الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ
اللَّهِ». 26ثُمَّ
سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ
الزَّيْتُونِ.
27وَقَالَ
لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هَذِهِ
اللَّيْلَةِ
لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ
الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ
الْخِرَافُ.
28وَلَكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى
الْجَلِيلِ». 29فَقَالَ
لَهُ بُطْرُسُ: «وَإِنْ شَكَّ
الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ!» 30فَقَالَ
لَهُ يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ
الْيَوْمَ فِي هَذِهِ
اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ
الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ
مَرَّاتٍ». 31فَقَالَ بِأَكْثَرِ تَشْدِيدٍ: «وَلَوِ
اضْطُرِرْتُ أَنْ
أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ». وَهَكَذَا قَالَ أَيْضاً
الْجَمِيعُ.
32وَجَاءُوا
إِلَى ضَيْعَةٍ
اسْمُهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ:
«ﭐجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ». 33ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ
وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ. 34فَقَالَ
لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى
الْمَوْتِ! اُمْكُثُوا هُنَا وَاسْهَرُوا».
35ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى
الأَرْضِ وَكَانَ يُصَلِّي
لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ
السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ. 36وَقَالَ: «يَا أَبَا
الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ فَأَجِزْ عَنِّي هَذِهِ
الْكَأْسَ.
وَلَكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ».
37ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ
أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟
38اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا
الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا
الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 39وَمَضَى أَيْضاً
وَصَلَّى قَائِلاً ذَلِكَ
الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ. 40ثُمَّ رَجَعَ
وَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً فَلَمْ
يَعْلَمُوا بِمَاذَا يُجِيبُونَهُ. 41ثُمَّ جَاءَ ثَالِثَةً وَقَالَ
لَهُمْ: «نَامُوا
الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ
السَّاعَةُ!
هُوَذَا ابْنُ
الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي
الْخُطَاةِ. 42قُومُوا
لِنَذْهَبَ. هُوَذَا
الَّذِي يُسَلِّمُنِي قَدِ
اقْتَرَبَ».
43وَلِلْوَقْتِ فِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ أَقْبَلَ يَهُوذَا وَاحِدٌ مِنَ
الاِثْنَيْ عَشَرَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ
عِنْدِ رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ. 44وَكَانَ
مُسَلِّمُهُ قَدْ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلاً: «ﭐلَّذِي أُقَبِّلُهُ
هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ وَامْضُوا بِهِ بِحِرْصٍ». 45فَجَاءَ لِلْوَقْتِ
وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ قَائِلاً: «يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدِي!» وَقَبَّلَهُ.
46فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ وَأَمْسَكُوهُ. 47فَاسْتَلَّ وَاحِدٌ
مِنَ الْحَاضِرِينَ
السَّيْفَ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ
فَقَطَعَ أُذْنَهُ.
48فَقَالَ
يَسُوعُ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ
لِتَأْخُذُونِي! 49كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ مَعَكُمْ فِي
الْهَيْكَلِ أُعَلِّمُ
وَلَمْ تُمْسِكُونِي! وَلَكِنْ لِكَيْ تُكْمَلَ
الْكُتُبُ». 50فَتَرَكَهُ
الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. 51وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِساً إِزَاراً عَلَى
عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ
الشُّبَّانُ 52فَتَرَكَ
الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ
عُرْيَاناً.
53فَمَضَوْا
بِيَسُوعَ إِلَى رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ فَاجْتَمَعَ مَعَهُ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ. 54وَكَانَ بُطْرُسُ قَدْ تَبِعَهُ
مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَاخِلِ دَارِ رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ وَكَانَ جَالِساً
بَيْنَ الْخُدَّامِ يَسْتَدْفِئُ عِنْدَ
النَّارِ. 55وَكَانَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةً عَلَى يَسُوعَ
لِيَقْتُلُوهُ فَلَمْ يَجِدُوا 56لأَنَّ كَثِيرِينَ شَهِدُوا عَلَيْهِ
زُوراً وَلَمْ تَتَّفِقْ شَهَادَاتُهُمْ. 57ثُمَّ قَامَ قَوْمٌ وَشَهِدُوا
عَلَيْهِ زُوراً قَائِلِينَ: 58«نَحْنُ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنِّي
أَنْقُضُ هَذَا
الْهَيْكَلَ
الْمَصْنُوعَ بِالأَيَادِي وَفِي ثَلاَثَةِ
أَيَّامٍ أَبْنِي آخَرَ غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِأَيَادٍ». 59وَلاَ بِهَذَا
كَانَتْ شَهَادَتُهُمْ تَتَّفِقُ. 60فَقَامَ رَئِيسُ
الْكَهَنَةِ فِي
الْوَسَطِ وَسَأَلَ يَسُوعَ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ
بِهِ هَؤُلاَءِ عَلَيْكَ؟» 61أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتاً وَلَمْ يُجِبْ
بِشَيْءٍ. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ
الْكَهَنَةِ أَيْضاً: «أَأَنْتَ
الْمَسِيحُ
ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» 62فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ
تُبْصِرُونَ
ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ
الْقُوَّةِ وَآتِياً
فِي سَحَابِ
السَّمَاءِ». 63فَمَزَّقَ رَئِيسُ
الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ
وَقَالَ: «مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ 64قَدْ سَمِعْتُمُ
التَّجَادِيفَ!
مَا رَأْيُكُمْ؟» فَالْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ
الْمَوْتِ. 65فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ وَيُغَطُّونَ
وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: «تَنَبَّأْ». وَكَانَ
الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ.
66وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُسُ فِي
الدَّارِ أَسْفَلَ جَاءَتْ إِحْدَى
جَوَارِي رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ. 67فَلَمَّا رَأَتْ بُطْرُسَ يَسْتَدْفِئُ
نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ
النَّاصِرِيِّ!» 68فَأَنْكَرَ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي وَلاَ أَفْهَمُ
مَا تَقُولِينَ!» وَخَرَجَ خَارِجاً إِلَى
الدِّهْلِيزِ فَصَاحَ
الدِّيكُ.
69فَرَأَتْهُ
الْجَارِيَةُ أَيْضاً وَابْتَدَأَتْ تَقُولُ لِلْحَاضِرِينَ:
«إِنَّ هَذَا مِنْهُمْ!» 70فَأَنْكَرَ أَيْضاً. وَبَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضاً
قَالَ الْحَاضِرُونَ لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ مِنْهُمْ لأَنَّكَ
جَلِيلِيٌّ أَيْضاً وَلُغَتُكَ تُشْبِهُ لُغَتَهُمْ». 71فَابْتَدَأَ
يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ هَذَا
الرَّجُلَ الَّذِي
تَقُولُونَ عَنْهُ!» 72وَصَاحَ
الدِّيكُ ثَانِيَةً فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ
الْقَوْلَ الَّذِي قَالَهُ لَهُ يَسُوعُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ
الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَلَمَّا تَفَكَّرَ
بِهِ بَكَى.
اَلأَصْحَاحُ
الْخَامِسُ عَشَرَ
1وَلِلْوَقْتِ فِي
الصَّبَاحِ تَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَاشُّيُوخُ
وَالْكَتَبَةُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ فَأَوْثَقُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ
وَأَسْلَمُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ.
2فَسَأَلَهُ
بِيلاَطُسُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ
الْيَهُودِ؟» فَأَجَابَ: «أَنْتَ تَقُولُ».
3وَكَانَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ كَثِيراً.
4فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ أَيْضاً: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟
اُنْظُرْ كَمْ
يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ!» 5فَلَمْ يُجِبْ يَسُوعُ أَيْضاً بِشَيْءٍ حَتَّى
تَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ. 6وَكَانَ يُطْلِقُ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ أَسِيراً
وَاحِداً مَنْ طَلَبُوهُ. 7وَكَانَ
الْمُسَمَّى بَارَابَاسَ مُوثَقاً مَعَ
رُفَقَائِهِ فِي
الْفِتْنَةِ
الَّذِينَ فِي
الْفِتْنَةِ فَعَلُوا قَتْلاً.
8فَصَرَخَ الْجَمْعُ وَابْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَفْعَلَ كَمَا كَانَ
دَائِماً يَفْعَلُ لَهُمْ. 9فَأَجَابَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَتُرِيدُونَ أَنْ
أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ
الْيَهُودِ؟». 10لأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ رُؤَسَاءَ
الْكَهَنَةِ كَانُوا قَدْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 11فَهَيَّجَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ
الْجَمْعَ لِكَيْ يُطْلِقَ لَهُمْ بِالْحَرِيِّ بَارَابَاسَ.
12فَسَأَلَ بِيلاَطُسُ: «فَمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ أَفْعَلَ بِالَّذِي
تَدْعُونَهُ مَلِكَ
الْيَهُودِ؟» 13فَصَرَخُوا أَيْضاً: «ﭐصْلِبْهُ!»
14فَسَأَلَهُمْ بِيلاَطُسُ: «وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟» فَازْدَادُوا جِدّاً
صُرَاخاً: «ﭐصْلِبْهُ!» 15فَبِيلاَطُسُ إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ
لِلْجَمْعِ مَا يُرْضِيهِمْ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ وَأَسْلَمَ
يَسُوعَ بَعْدَمَا جَلَدَهُ لِيُصْلَبَ.
16فَمَضَى
بِهِ الْعَسْكَرُ إِلَى دَاخِلِ
الدَّارِ الَّتِي هِيَ دَارُ
الْوِلاَيَةِ
وَجَمَعُوا كُلَّ
الْكَتِيبَةِ. 17وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُواناً وَضَفَرُوا
إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ 18وَﭐبْتَدَأُوا يُسَلِّمُونَ
عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «ﭐلسَّلاَمُ يَا مَلِكَ
الْيَهُودِ!» 19وَكَانُوا
يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ ثُمَّ
يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ. 20وَبَعْدَمَا
اسْتَهْزَأُوا
بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ
الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ ثُمَّ خَرَجُوا
بِهِ لِيَصْلِبُوهُ. 21فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازاً كَانَ آتِياً مِنَ
الْحَقْلِ وَهُوَ سِمْعَانُ
الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ
وَرُوفُسَ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ.
22وَجَاءُوا
بِهِ إِلَى مَوْضِعِ «جُلْجُثَةَ»
الَّذِي تَفْسِيرُهُ مَوْضِعُ
«جُمْجُمَةٍ». 23وَأَعْطَوْهُ خَمْراً مَمْزُوجَةً بِمُرٍّ لِيَشْرَبَ
فَلَمْ يَقْبَلْ. 24وَلَمَّا صَلَبُوهُ
اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ
مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا: مَاذَا يَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ؟ 25وَكَانَتِ
السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ. 26وَكَانَ عُنْوَانُ عِلَّتِهِ
مَكْتُوباً «مَلِكُ
الْيَهُودِ». 27وَصَلَبُوا مَعَهُ لِصَّيْنِ وَاحِداً
عَنْ يَمِينِهِ وَآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. 28فَتَمَّ
الْكِتَابُ الْقَائِلُ:
«وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ». 29وَكَانَ
الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ
عَلَيْهِ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ قَائِلِينَ: «آهِ يَا نَاقِضَ
الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ! 30خَلِّصْ نَفْسَكَ وَانْزِلْ
عَنِ الصَّلِيبِ!» 31وَكَذَلِكَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَهُمْ
مُسْتَهْزِئُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ مَعَ
الْكَتَبَةِ قَالُوا: «خَلَّصَ
آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا.
32لِيَنْزِلِ
الآنَ الْمَسِيحُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَنِ
الصَّلِيبِ
لِنَرَى وَنُؤْمِنَ». وَاللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ كَانَا يُعَيِّرَانِهِ.
33وَلَمَّا
كَانَتِ السَّاعَةُ
السَّادِسَةُ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى
الأَرْضِ كُلِّهَا
إِلَى السَّاعَةِ
التَّاسِعَةِ. 34وَفِي
السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ
يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِلُوِي إِلُوِي لَمَا شَبَقْتَنِي؟»
(اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) 35فَقَالَ
قَوْمٌ مِنَ
الْحَاضِرِينَ لَمَّا سَمِعُوا: «هُوَذَا يُنَادِي إِيلِيَّا».
36فَرَكَضَ وَاحِدٌ وَمَلَأَ إِسْفِنْجَةً خَلاًّ وَجَعَلَهَا عَلَى
قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ قَائِلاً: «ﭐتْرُكُوا. لِنَرَ هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا
لِيُنْزِلَهُ!»
37فَصَرَخَ
يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ
الرُّوحَ. 38وَﭐنْشَقَّ حِجَابُ
الْهَيْكَلِ إِلَى
اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. 39وَلَمَّا رَأَى
قَائِدُ الْمِئَةِ
الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا
وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقّاً كَانَ هَذَا
الإِنْسَانُ
ابْنَ
اللَّهِ!» 40وَكَانَتْ أَيْضاً نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ
بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ
الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ
الصَّغِيرِ وَيُوسِي وَسَالُومَةُ 41ﭐللَّوَاتِي أَيْضاً تَبِعْنَهُ
وَخَدَمْنَهُ حِينَ كَانَ فِي
الْجَلِيلِ. وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ
اللَّوَاتِي
صَعِدْنَ مَعَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ.
42وَلَمَّا
كَانَ الْمَسَاءُ إِذْ كَانَ
الاِسْتِعْدَادُ - أَيْ مَا قَبْلَ
السَّبْتِ
- 43جَاءَ يُوسُفُ
الَّذِي مِنَ
الرَّامَةِ مُشِيرٌ شَرِيفٌ وَكَانَ هُوَ
أَيْضاً مُنْتَظِراً مَلَكُوتَ
اللَّهِ فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى
بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. 44فَتَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ أَنَّهُ
مَاتَ كَذَا سَرِيعاً. فَدَعَا قَائِدَ
الْمِئَةِ وَسَأَلَهُ: «هَلْ لَهُ
زَمَانٌ قَدْ مَاتَ؟» 45وَلَمَّا عَرَفَ مِنْ قَائِدِ
الْمِئَةِ وَهَبَ
الْجَسَدَ لِيُوسُفَ. 46فَاشْتَرَى كَتَّاناً فَأَنْزَلَهُ وَكَفَّنَهُ
بِالْكَتَّانِ وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ مَنْحُوتاً فِي صَخْرَةٍ
وَدَحْرَجَ حَجَراً عَلَى بَابِ
الْقَبْرِ. 47وَكَانَتْ مَرْيَمُ
الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يُوسِي تَنْظُرَانِ أَيْنَ وُضِعَ.
اَلأَصْحَاحُ
السَّادِسُ عَشَرَ
1وَبَعْدَمَا مَضَى
السَّبْتُ اشْتَرَتْ مَرْيَمُ
الْمَجْدَلِيَّةُ
وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ حَنُوطاً لِيَأْتِينَ
وَيَدْهَنَّهُ. 2وَبَاكِراً جِدّاً فِي أَوَّلِ
الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى
الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ
الشَّمْسُ. 3وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ:
«مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا
الْحَجَرَ عَنْ بَابِ
الْقَبْرِ؟» 4فَتَطَلَّعْنَ
وَرَأَيْنَ أَنَّ
الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيماً
جِدّاً. 5وَلَمَّا دَخَلْنَ
الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابّاً جَالِساً عَنِ
الْيَمِينِ لاَبِساً حُلَّةً بَيْضَاءَ فَانْدَهَشْنَ. 6فَقَالَ لَهُنَّ:
«لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ
النَّاصِرِيَّ
الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ هَهُنَا. هُوَذَا
الْمَوْضِعُ
الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. 7لَكِنِ
اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ
وَلِبُطْرُسَ إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى
الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ
كَمَا قَالَ لَكُمْ». 8فَخَرَجْنَ سَرِيعاً وَهَرَبْنَ مِنَ
الْقَبْرِ
لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ
شَيْئاً لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ.
9وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِراً فِي أَوَّلِ
الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلاً
لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ
الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ
شَيَاطِينَ. 10فَذَهَبَتْ هَذِهِ وَأَخْبَرَتِ
الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ
وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ. 11فَلَمَّا سَمِعَ أُولَئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ
وَقَدْ نَظَرَتْهُ لَمْ يُصَدِّقُوا.
12وَبَعْدَ
ذَلِكَ ظَهَرَ بِهَيْئَةٍ أُخْرَى لاِثْنَيْنِ مِنْهُمْ وَهُمَا
يَمْشِيَانِ مُنْطَلِقَيْنِ إِلَى
الْبَرِّيَّةِ. 13وَذَهَبَ هَذَانِ
وَأَخْبَرَا
الْبَاقِينَ فَلَمْ يُصَدِّقُوا وَلاَ هَذَيْنِ.
14أَخِيراً
ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ وَوَبَّخَ عَدَمَ
إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا
الَّذِينَ
نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ. 15وَقَالَ لَهُمُ: «ﭐذْهَبُوا إِلَى
الْعَالَمِ
أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. 16مَنْ آمَنَ
وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. 17وَهَذِهِ
الآيَاتُ
تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ
الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي
وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. 18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ وَإِنْ
شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى
الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ».
19ثُمَّ
إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ
ارْتَفَعَ إِلَى
السَّمَاءِ وَجَلَسَ
عَنْ يَمِينِ
اللَّهِ. 20وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ
مَكَانٍ وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ
الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ
التَّابِعَةِ. آمِينَ.
|