
اَلأَصْحَاحُ
الأَوَّلُ
1اَللهُ،
بَعْدَ مَا كَلَّمَ
الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ
وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، 2كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ
الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي
ابْنِهِ
- الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ،
الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ
الْعَالَمِينَ. 3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ،
وَحَامِلٌ كُلَّ
الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ
بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ
الْعَظَمَةِ فِي
الأَعَالِي، 4صَائِراً أَعْظَمَ مِنَ
الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا
وَرِثَ اسْماً أَفْضَلَ مِنْهُمْ. 5لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ
الْمَلاَئِكَةِ
قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ
ابْنِي أَنَا
الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضاً:
«أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ
ابْناً»؟ 6وَأَيْضاً مَتَى
أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى
الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ
مَلاَئِكَةِ
اللهِ». 7وَعَنِ
الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ
مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ». 8وَأَمَّا عَنْ
الاِبْنِ: «كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ
الدُّهُورِ. قَضِيبُ
اسْتِقَامَةٍ
قَضِيبُ مُلْكِكَ. 9أَحْبَبْتَ
الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ
الإِثْمَ. مِنْ
أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ
اللهُ إِلَهُكَ بِزَيْتِ
الاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ
مِنْ شُرَكَائِكَ». 10وَ«أَنْتَ يَا رَبُّ فِي
الْبَدْءِ أَسَّسْتَ
الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. 11هِيَ تَبِيدُ وَلَكِنْ
أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، 12وَكَرِدَاءٍ تَطْوِيهَا
فَتَتَغَيَّرُ. وَلَكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى». 13ثُمَّ
لِمَنْ مِنَ
الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى
أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟» 14أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ
أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ
الْعَتِيدِينَ أَنْ
يَرِثُوا الْخَلاَصَ!
الأَصْحَاحُ
الثَّانِي
1لِذَلِكَ
يَجِبُ أَنْ نَتَنَبَّهَ أَكْثَرَ إِلَى مَا سَمِعْنَا لِئَلاَّ نَفُوتَهُ،
2لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ
الْكَلِمَةُ
الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ
قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً
عَادِلَةً، 3فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا
مِقْدَارُهُ، قَدِ
ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ
تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ
الَّذِينَ سَمِعُوا، 4شَاهِداً
اللهُ مَعَهُمْ
بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَّوِعَةٍ وَمَوَاهِبِ
الرُّوحِ
الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ؟ 5فَإِنَّهُ لِمَلاَئِكَةٍ لَمْ يُخْضِعِ
«الْعَالَمَ الْعَتِيدَ»
الَّذِي نَتَكَلَّمُ عَنْهُ. 6لَكِنْ شَهِدَ
وَاحِدٌ فِي مَوْضِعٍ قَائِلاً: «مَا هُوَ
الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ،
أَوِ ابْنُ الإِنْسَانِ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟ 7وَضَعْتَهُ قَلِيلاً عَنِ
الْمَلاَئِكَةِ. بِمَجْدٍ وَكَرَامَةٍ كَلَّلْتَهُ، وَأَقَمْتَهُ عَلَى
أَعْمَالِ يَدَيْكَ. 8أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ».
لأَنَّهُ إِذْ أَخْضَعَ
الْكُلَّ لَهُ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً غَيْرَ
خَاضِعٍ لَهُ - عَلَى أَنَّنَا
الآنَ لَسْنَا نَرَى
الْكُلَّ بَعْدُ
مُخْضَعاً لَهُ - 9وَلَكِنَّ
الَّذِي وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ
الْمَلاَئِكَةِ،
يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ
أَلَمِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ
اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ
كُلِّ وَاحِدٍ. 10لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ
الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ
الْكُلُّ
وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى
الْمَجْدِ أَنْ
يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ. 11لأَنَّ
الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ
جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهَذَا
السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ
يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً، 12قَائِلاً: «أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي، وَفِي
وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ». 13وَأَيْضاً: «أَنَا أَكُونُ
مُتَوَكِّلاً عَلَيْهِ». وَأَيْضاً: «هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ
الَّذِينَ
أَعْطَانِيهِمِ
اللهُ». 14فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ
الأَوْلاَدُ فِي
اللَّحْمِ
وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ
بِالْمَوْتِ ذَاكَ
الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ
الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ،
15وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ
الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ
الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً
كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ
الْعُبُودِيَّةِ. 16لأَنَّهُ حَقّاً لَيْسَ
يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ، بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ. 17مِنْ ثَمَّ
كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ
يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى
يُكَفِّرَ خَطَايَا
الشَّعْبِ. 18لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ
مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ
الْمُجَرَّبِينَ.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّالِثُ
1مِنْ
ثَمَّ أَيُّهَا
الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ، شُرَكَاءُ
الدَّعْوَةِ
السَّمَاوِيَّةِ، لاَحِظُوا رَسُولَ
اعْتِرَافِنَا وَرَئِيسَ كَهَنَتِهِ
الْمَسِيحَ يَسُوعَ، 2حَالَ كَوْنِهِ أَمِيناً لِلَّذِي أَقَامَهُ، كَمَا
كَانَ مُوسَى أَيْضاً فِي كُلِّ بَيْتِهِ. 3فَإِنَّ هَذَا قَدْ حُسِبَ
أَهْلاً لِمَجْدٍ أَكْثَرَ مِنْ مُوسَى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي
الْبَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ أَكْثَرَ مِنَ
الْبَيْتِ. 4لأَنَّ كُلَّ بَيْتٍ
يَبْنِيهِ إِنْسَانٌ مَا، وَلَكِنَّ بَانِيَ
الْكُلِّ هُوَ
اللهُ.
5وَمُوسَى كَانَ أَمِيناً فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ، شَهَادَةً
لِلْعَتِيدِ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ. 6وَأَمَّا
الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى
بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ
الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ
ثَابِتَةً إِلَى
النِّهَايَةِ. 7لِذَلِكَ كَمَا يَقُولُ
الرُّوحُ
الْقُدُسُ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ 8فَلاَ تُقَسُّوا
قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي
الإِسْخَاطِ، يَوْمَ
التَّجْرِبَةِ فِي
الْقَفْرِ
9حَيْثُ جَرَّبَنِي آبَاؤُكُمُ.
اخْتَبَرُونِي وَأَبْصَرُوا أَعْمَالِي
أَرْبَعِينَ سَنَةً. 10لِذَلِكَ مَقَتُّ ذَلِكَ
الْجِيلَ، وَقُلْتُ
إِنَّهُمْ دَائِماً يَضِلُّونَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ
يَعْرِفُوا سُبُلِي. 11حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي لَنْ يَدْخُلُوا
رَاحَتِي». 12اُنْظُرُوا أَيُّهَا
الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي
أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي
الاِرْتِدَادِ عَنِ
اللهِ الْحَيِّ، 13بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ
الْوَقْتُ يُدْعَى
الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ
بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ. 14لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ
الْمَسِيحِ،
إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ
الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى
النِّهَايَةِ،
15إِذْ قِيلَ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا
قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي
الإِسْخَاطِ». 16فَمَنْ هُمُ
الَّذِينَ إِذْ
سَمِعُوا أَسْخَطُوا؟ أَلَيْسَ جَمِيعُ
الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ
بِوَاسِطَةِ مُوسَى؟ 17وَمَنْ مَقَتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ أَلَيْسَ
الَّذِينَ
أَخْطَأُوا،
الَّذِينَ جُثَثُهُمْ سَقَطَتْ فِي
الْقَفْرِ؟ 18وَلِمَنْ
أَقْسَمَ لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ، إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟
19فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ
الإِيمَانِ.
اَلأَصْحَاحُ
الرَّابِعُ
1فَلْنَخَفْ،
أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ
مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ! 2لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً قَدْ
بُشِّرْنَا كَمَا أُولَئِكَ، لَكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ
الْخَبَرِ
أُولَئِكَ. إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي
الَّذِينَ
سَمِعُوا. 3لأَنَّنَا نَحْنُ
الْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ
الرَّاحَةَ، كَمَا
قَالَ: «حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي!» مَعَ
كَوْنِ الأَعْمَالِ قَدْ أُكْمِلَتْ مُنْذُ تَأْسِيسِ
الْعَالَمِ.
4لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ
السَّابِعِ: «وَاسْتَرَاحَ
اللهُ فِي
الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ». 5وَفِي هَذَا أَيْضاً:
«لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي». 6فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْماً يَدْخُلُونَهَا،
وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ
الْعِصْيَانِ،
7يُعَيِّنُ أَيْضاً يَوْماً قَائِلاً فِي دَاوُدَ: «الْيَوْمَ» بَعْدَ
زَمَانٍ هَذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ
صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ». 8لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ
أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ. 9إِذاً
بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ
اللهِ! 10لأَنَّ
الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ
اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا
اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ.
11فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ
الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ
أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ
الْعِصْيَانِ هَذِهِ عَيْنِهَا. 12لأَنَّ كَلِمَةَ
اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ،
وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ
النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ،
وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ
الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. 13وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ
غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ
لِعَيْنَيْ ذَلِكَ
الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا. 14فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ
كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ
اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ
ابْنُ اللهِ،
فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. 15لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ
غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ
شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. 16فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى
عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْناً فِي
حِينِهِ.
اَلأَصْحَاحُ
الْخَامِسُ
1لأَنَّ
كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ مَأْخُوذٍ مِنَ
النَّاسِ يُقَامُ لأَجْلِ
النَّاسِ
فِي مَا لِلَّهِ، لِكَيْ يُقَدِّمَ قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ عَنِ
الْخَطَايَا، 2قَادِراً أَنْ يَتَرَفَّقَ بِالْجُهَّالِ وَالضَّالِّينَ،
إِذْ هُوَ أَيْضاً مُحَاطٌ بِالضُّعْفِ. 3وَلِهَذَا
الضُّعْفِ يَلْتَزِمُ
أَنَّهُ كَمَا يُقَدِّمُ عَنِ
الْخَطَايَا لأَجْلِ
الشَّعْبِ هَكَذَا
أَيْضاً لأَجْلِ نَفْسِهِ. 4وَلاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ هَذِهِ
الْوَظِيفَةَ
بِنَفْسِهِ، بَلِ
الْمَدْعُّوُ مِنَ
اللهِ، كَمَا هَارُونُ أَيْضاً.
5كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ
كَهَنَةٍ، بَلِ
الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ
ابْنِي أَنَا
الْيَوْمَ
وَلَدْتُكَ». 6كَمَا يَقُولُ أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ
إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ». 7الَّذِي، فِي أَيَّامِ
جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ
وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ
الْمَوْتِ، وَسُمِعَ
لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ، 8مَعَ كَوْنِهِ
ابْناً تَعَلَّمَ
الطَّاعَةَ
مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ. 9وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ
الَّذِينَ
يُطِيعُونَهُ سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ، 10مَدْعُّواً مِنَ
اللهِ رَئِيسَ
كَهَنَةٍ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ. 11اَلَّذِي مِنْ جِهَتِهِ
الْكَلاَمُ كَثِيرٌ عِنْدَنَا، وَعَسِرُ
التَّفْسِيرِ لِنَنْطِقَ بِهِ،
إِذْ قَدْ صِرْتُمْ مُتَبَاطِئِي
الْمَسَامِعِ. 12لأَنَّكُمْ إِذْ كَانَ
يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ
الزَّمَانِ،
تَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ مَا هِيَ أَرْكَانُ بَدَاءَةِ
أَقْوَالِ اللهِ، وَصِرْتُمْ مُحْتَاجِينَ إِلَى
اللَّبَنِ لاَ إِلَى
طَعَامٍ قَوِيٍّ. 13لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ
اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ
الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ
الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، 14وَأَمَّا
الطَّعَامُ
الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ،
الَّذِينَ بِسَبَبِ
التَّمَرُّنِ قَدْ
صَارَتْ لَهُمُ
الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى
التَّمْيِيزِ بَيْنَ
الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.
اَلأَصْحَاحُ
السَّادِسُ
1لِذَلِكَ
وَنَحْنُ تَارِكُونَ كَلاَمَ بَدَاءَةِ
الْمَسِيحِ لِنَتَقَدَّمْ إِلَى
الْكَمَالِ، غَيْرَ وَاضِعِينَ أَيْضاً أَسَاسَ
التَّوْبَةِ مِنَ
الأَعْمَالِ
الْمَيِّتَةِ، وَالإِيمَانِ بِاللهِ، 2تَعْلِيمَ
الْمَعْمُودِيَّاتِ، وَوَضْعَ
الأَيَادِي، قِيَامَةَ
الأَمْوَاتِ، وَالدَّيْنُونَةَ
الأَبَدِيَّةَ - 3وَهَذَا سَنَفْعَلُهُ إِنْ أَذِنَ
اللهُ. 4لأَنَّ
الَّذِينَ
اسْتُنِيرُوا مَرَّةً، وَذَاقُوا
الْمَوْهِبَةَ
السَّمَاوِيَّةَ وَصَارُوا
شُرَكَاءَ الرُّوحِ
الْقُدُسِ، 5وَذَاقُوا كَلِمَةَ
اللهِ الصَّالِحَةَ
وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ
الآتِي، 6وَسَقَطُوا، لاَ يُمْكِنُ تَجْدِيدُهُمْ
أَيْضاً لِلتَّوْبَةِ، إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمُِ
ابْنَ اللهِ
ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ. 7لأَنَّ أَرْضاً قَدْ شَرِبَتِ
الْمَطَرَ
الآتِيَ عَلَيْهَا مِرَاراً كَثِيرَةً، وَأَنْتَجَتْ عُشْباً صَالِحاً
لِلَّذِينَ فُلِحَتْ مِنْ أَجْلِهِمْ، تَنَالُ بَرَكَةً مِنَ
اللهِ.
8وَلَكِنْ إِنْ أَخْرَجَتْ شَوْكاً وَحَسَكاً، فَهِيَ مَرْفُوضَةٌ
وَقَرِيبَةٌ مِنَ
اللَّعْنَةِ،
الَّتِي نِهَايَتُهَا لِلْحَرِيقِ.
9وَلَكِنَّنَا قَدْ تَيَقَّنَّا مِنْ جِهَتِكُمْ أَيُّهَا
الأَحِبَّاءُ
أُمُوراً أَفْضَلَ، وَمُخْتَصَّةً بِالْخَلاَصِ، وَإِنْ كُنَّا نَتَكَلَّمُ
هَكَذَا. 10لأَنَّ
اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ
وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ
الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ
اسْمِهِ، إِذْ قَدْ
خَدَمْتُمُ الْقِدِّيسِينَ وَتَخْدِمُونَهُمْ. 11وَلَكِنَّنَا نَشْتَهِي
أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يُظْهِرُ هَذَا
الاِجْتِهَادَ عَيْنَهُ
لِيَقِينِ الرَّجَاءِ إِلَى
النِّهَايَةِ، 12لِكَيْ لاَ تَكُونُوا
مُتَبَاطِئِينَ بَلْ مُتَمَثِّلِينَ بِالَّذِينَ بِالإِيمَانِ وَالأَنَاةِ
يَرِثُونَ الْمَوَاعِيدَ. 13فَإِنَّهُ لَمَّا وَعَدَ
اللهُ إِبْرَاهِيمَ،
إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْظَمُ يُقْسِمُ بِهِ، أَقْسَمَ بِنَفْسِهِ،
14قَائِلاً: «إِنِّي لَأُبَارِكَنَّكَ بَرَكَةً وَأُكَثِّرَنَّكَ
تَكْثِيراً». 15وَهَكَذَا إِذْ تَأَنَّى نَالَ
الْمَوْعِدَ. 16فَإِنَّ
النَّاسَ يُقْسِمُونَ بِالأَعْظَمِ، وَنِهَايَةُ كُلِّ مُشَاجَرَةٍ
عِنْدَهُمْ لأَجْلِ
التَّثْبِيتِ هِيَ
الْقَسَمُ. 17فَلِذَلِكَ إِذْ
أَرَادَ اللهُ أَنْ يُظْهِرَ أَكْثَرَ كَثِيراً لِوَرَثَةِ
الْمَوْعِدِ
عَدَمَ تَغَيُّرِ قَضَائِهِ، تَوَسَّطَ بِقَسَمٍ، 18حَتَّى بِأَمْرَيْنِ
عَدِيمَيِ التَّغَيُّرِ، لاَ يُمْكِنُ أَنَّ
اللهَ يَكْذِبُ فِيهِمَا،
تَكُونُ لَنَا تَعْزِيَةٌ قَوِيَّةٌ، نَحْنُ
الَّذِينَ الْتَجَأْنَا
لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ
الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، 19الَّذِي هُوَ لَنَا
كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا
دَاخِلَ الْحِجَابِ، 20حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِقٍ لأَجْلِنَا،
صَائِراً عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى
الأَبَدِ.
اَلأَصْحَاحُ
السَّابِعُ
1لأَنَّ
مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ
اللهِ الْعَلِيِّ،
الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعاً مِنْ كَسْرَةِ
الْمُلُوكِ
وَبَارَكَهُ، 2الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ
شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ
الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً «مَلِكَ
سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ
السَّلاَمِ 3بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ.
لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ
بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى
الأَبَدِ. 4ثُمَّ
انْظُرُوا
مَا أَعْظَمَ هَذَا
الَّذِي أَعْطَاهُ إِبْرَاهِيمُ رَئِيسُ
الآبَاءِ
عُشْراً أَيْضاً مِنْ رَأْسِ
الْغَنَائِمِ. 5وَأَمَّا
الَّذِينَ هُمْ مِنْ
بَنِي لاَوِي،
الَّذِينَ يَأْخُذُونَ
الْكَهَنُوتَ، فَلَهُمْ وَصِيَّةٌ
أَنْ يُعَشِّرُوا
الشَّعْبَ بِمُقْتَضَى
النَّامُوسِ - أَيْ إِخْوَتَهُمْ،
مَعَ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا مِنْ صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ. 6وَلَكِنَّ
الَّذِي لَيْسَ لَهُ نَسَبٌ مِنْهُمْ قَدْ عَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارَكَ
الَّذِي لَهُ
الْمَوَاعِيدُ! 7وَبِدُونِ كُلِّ مُشَاجَرَةٍ:
الأَكْبَرُ
يُبَارِكُ الأَصْغَرَ. 8وَهُنَا أُنَاسٌ مَائِتُونَ يَأْخُذُونَ عُشْراً،
وَأَمَّا هُنَاكَ فَالْمَشْهُودُ لَهُ بِأَنَّهُ حَيٌّ. 9حَتَّى أَقُولُ
كَلِمَةً: إِنَّ لاَوِي أَيْضاً
الآخِذَ الأَعْشَارَ قَدْ عُشِّرَ
بِإِبْرَاهِيمَ! 10لأَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ
اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادِقَ. 11فَلَوْ كَانَ بِالْكَهَنُوتِ
اللاَّوِيِّ
كَمَالٌ - إِذِ
الشَّعْبُ أَخَذَ
النَّامُوسَ عَلَيْهِ - مَاذَا كَانَتِ
الْحَاجَةُ بَعْدُ إِلَى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ عَلَى رُتْبَةِ
مَلْكِي صَادِقَ، وَلاَ يُقَالُ «عَلَى رُتْبَةِ هَارُونَ»؟ 12لأَنَّهُ
إِنْ تَغَيَّرَ
الْكَهَنُوتُ فَبِالضَّرُورَةِ يَصِيرُ تَغَيُّرٌ
لِلنَّامُوسِ أَيْضاً. 13لأَنَّ
الَّذِي يُقَالُ عَنْهُ هَذَا كَانَ
شَرِيكاً فِي سِبْطٍ آخَرَ لَمْ يُلاَزِمْ أَحَدٌ مِنْهُ
الْمَذْبَحَ.
14فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا،
الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ عَنْهُ مُوسَى شَيْئاً مِنْ جِهَةِ
الْكَهَنُوتِ.
15وَذَلِكَ أَكْثَرُ وُضُوحاً أَيْضاً إِنْ كَانَ عَلَى شِبْهِ مَلْكِي
صَادِقَ يَقُومُ كَاهِنٌ آخَرُ، 16قَدْ صَارَ لَيْسَ بِحَسَبِ نَامُوسِ
وَصِيَّةٍ جَسَدِيَّةٍ، بَلْ بِحَسَبِ قُوَّةِ حَيَاةٍ لاَ تَزُولُ.
17لأَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّكَ «كَاهِنٌ إِلَى
الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ
مَلْكِي صَادِقَ». 18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ
الْوَصِيَّةِ
السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ
النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ
أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى
اللهِ. 20وَعَلَى قَدْرِ مَا إِنَّهُ
لَيْسَ بِدُونِ قَسَمٍ - 21لأَنَّ أُولَئِكَ بِدُونِ قَسَمٍ قَدْ صَارُوا
كَهَنَةً، وَأَمَّا هَذَا فَبِقَسَمٍ مِنَ
الْقَائِلِ لَهُ: «أَقْسَمَ
الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ، أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى
الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ
مَلْكِي صَادِقَ». 22عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ قَدْ صَارَ يَسُوعُ ضَامِناً
لِعَهْدٍ أَفْضَلَ. 23وَأُولَئِكَ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً كَثِيرِينَ لأَنَّ
الْمَوْتَ مَنَعَهُمْ مِنَ
الْبَقَاءِ، 24وَأَمَّا هَذَا فَلأَنَّهُ
يَبْقَى إِلَى
الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ. 25فَمِنْ ثَمَّ
يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى
التَّمَامِ الَّذِينَ
يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى
اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ
لِيَشْفَعَ فِيهِمْ. 26لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ
مِثْلُ هَذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ
انْفَصَلَ عَنِ
الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ
السَّمَاوَاتِ 27الَّذِي لَيْسَ لَهُ
اضْطِرَارٌ
كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ
أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا
الشَّعْبِ، لأَنَّهُ
فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ. 28فَإِنَّ
النَّامُوسَ يُقِيمُ أُنَاساً بِهِمْ ضُعْفٌ رُؤَسَاءَ كَهَنَةٍ. وَأَمَّا
كَلِمَةُ الْقَسَمِ
الَّتِي بَعْدَ
النَّامُوسِ فَتُقِيمُ
ابْناً
مُكَمَّلاً إِلَى
الأَبَدِ.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّامِنُ
1وَأَمَّا
رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ أَنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِثْلَ هَذَا ،قَدْ
جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ
الْعَظَمَةِ فِي
السَّمَاوَاتِ 2خَادِماً
لِلأَقْدَاسِ وَالْمَسْكَنِ
الْحَقِيقِيِّ
الَّذِي نَصَبَهُ
الرَّبُّ لاَ
إِنْسَانٌ. 3لأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ يُقَامُ لِكَيْ يُقَدِّمَ
قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ. فَمِنْ ثَمَّ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ لِهَذَا
أَيْضاً شَيْءٌ يُقَدِّمُهُ. 4فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ عَلَى
الأَرْضِ لَمَا
كَانَ كَاهِناً، إِذْ يُوجَدُ
الْكَهَنَةُ
الَّذِينَ يُقَدِّمُونَ
قَرَابِينَ حَسَبَ
النَّامُوسِ، 5الَّذِينَ يَخْدِمُونَ شِبْهَ
السَّمَاوِيَّاتِ وَظِلَّهَا، كَمَا أُوحِيَ إِلَى مُوسَى وَهُوَ مُزْمِعٌ
أَنْ يَصْنَعَ
الْمَسْكَنَ. لأَنَّهُ قَالَ: «انْظُرْ أَنْ تَصْنَعَ كُلَّ
شَيْءٍ حَسَبَ
الْمِثَالِ الَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي
الْجَبَلِ».
6وَلَكِنَّهُ
الآنَ قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ بِمِقْدَارِ مَا
هُوَ وَسِيطٌ أَيْضاً لِعَهْدٍ أَعْظَمَ، قَدْ تَثَبَّتَ عَلَى مَوَاعِيدَ
أَفْضَلَ. 7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ
الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا
طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ. 8لأَنَّهُ يَقُولُ لَهُمْ لاَئِماً: «هُوَذَا
أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ
الرَّبُّ، حِينَ أُكَمِّلُ مَعَ بَيْتِ
إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْداً جَدِيداً. 9لاَ كَالْعَهْدِ
الَّذِي عَمِلْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُ بِيَدِهِمْ
لِأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي
عَهْدِي، وَأَنَا أَهْمَلْتُهُمْ يَقُولُ
الرَّبُّ. 10لأَنَّ هَذَا هُوَ
الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ
الأَيَّامِ يَقُولُ
الرَّبُّ: أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ،
وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ
يَكُونُونَ لِي شَعْباً. 11وَلاَ يُعَلِّمُونَ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ
وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً:
اعْرِفِ الرَّبَّ، لأَنَّ
الْجَمِيعَ
سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ. 12لأَنِّي أَكُونُ
صَفُوحاً عَنْ آثَامِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ
فِي مَا بَعْدُ». 13فَإِذْ قَالَ «جَدِيداً» عَتَّقَ
الأَوَّلَ. وَأَمَّا
مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ
الاِضْمِحْلاَلِ.
اَلأَصْحَاحُ
التَّاسِعُ
1ثُمَّ
الْعَهْدُ الأَوَّلُ كَانَ لَهُ أَيْضاً فَرَائِضُ خِدْمَةٍ وَالْقُدْسُ
الْعَالَمِيُّ، 2لأَنَّهُ نُصِبَ
الْمَسْكَنُ
الأَوَّلُ الَّذِي يُقَالُ
لَهُ «الْقُدْسُ»
الَّذِي كَانَ فِيهِ
الْمَنَارَةُ، وَالْمَائِدَةُ،
وَخُبْزُ التَّقْدِمَةِ. 3وَوَرَاءَ
الْحِجَابِ الثَّانِي
الْمَسْكَنُ
الَّذِي يُقَالُ لَهُ «قُدْسُ
الأَقْدَاسِ» 4فِيهِ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ،
وَتَابُوتُ الْعَهْدِ مُغَشًّى مِنْ كُلِّ جِهَةٍ بِالذَّهَبِ،
الَّذِي
فِيهِ قِسْطٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ
الْمَنُّ، وَعَصَا هَارُونَ
الَّتِي
أَفْرَخَتْ، وَلَوْحَا
الْعَهْدِ. 5وَفَوْقَهُ كَرُوبَا
الْمَجْدِ
مُظَلِّلَيْنِ
الْغِطَاءَ. أَشْيَاءُ لَيْسَ لَنَا
الآنَ أَنْ نَتَكَلَّمَ
عَنْهَا بِالتَّفْصِيلِ. 6ثُمَّ إِذْ صَارَتْ هَذِهِ مُهَيَّأَةً هَكَذَا،
يَدْخُلُ الْكَهَنَةُ إِلَى
الْمَسْكَنِ
الأَوَّلِ كُلَّ حِينٍ، صَانِعِينَ
الْخِدْمَةَ. 7وَأَمَّا إِلَى
الثَّانِي فَرَئِيسُ
الْكَهَنَةِ فَقَطْ
مَرَّةً فِي
السَّنَةِ، لَيْسَ بِلاَ دَمٍ يُقَدِّمُهُ عَنْ نَفْسِهِ
وَعَنْ جَهَالاَتِ
الشَّعْبِ، 8مُعْلِناً
الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَذَا أَنَّ
طَرِيقَ الأَقْدَاسِ لَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ، مَا دَامَ
الْمَسْكَنُ
الأَوَّلُ لَهُ إِقَامَةٌ، 9الَّذِي هُوَ رَمْزٌ لِلْوَقْتِ
الْحَاضِرِ،
الَّذِي فِيهِ تُقَدَّمُ قَرَابِينُ وَذَبَائِحُ لاَ يُمْكِنُ مِنْ جِهَةِ
الضَّمِيرِ أَنْ تُكَمِّلَ
الَّذِي يَخْدِمُ، 10وَهِيَ قَائِمَةٌ
بِأَطْعِمَةٍ وَأَشْرِبَةٍ وَغَسَلاَتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَفَرَائِضَ
جَسَدِيَّةٍ فَقَطْ، مَوْضُوعَةٍ إِلَى وَقْتِ
الإِصْلاَحِ. 11وَأَمَّا
الْمَسِيحُ، وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِلْخَيْرَاتِ
الْعَتِيدَةِ، فَبِالْمَسْكَنِ
الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ، غَيْرِ
الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ
الَّذِي لَيْسَ مِنْ هَذِهِ
الْخَلِيقَةِ.
12وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ
مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى
الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً.
13لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ
مَرْشُوشٌ عَلَى
الْمُنَجَّسِينَ يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ
الْجَسَدِ،
14فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ
الْمَسِيحِ،
الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ
قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ
أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا
اللهَ الْحَيَّ! 15وَلأَجْلِ هَذَا هُوَ
وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ
الْمَدْعُّوُونَ - إِذْ صَارَ
مَوْتٌ لِفِدَاءِ
التَّعَدِّيَاتِ
الَّتِي فِي الْعَهْدِ
الأَوَّلِ -
يَنَالُونَ وَعْدَ
الْمِيرَاثِ
الأَبَدِيِّ. 16لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ
وَصِيَّةٌ يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ
الْمُوصِي. 17لأَنَّ
الْوَصِيَّةَ
ثَابِتَةٌ عَلَى
الْمَوْتَى، إِذْ لاَ قُوَّةَ لَهَا
الْبَتَّةَ مَا دَامَ
الْمُوصِي حَيّاً. 18فَمِنْ ثَمَّ
الأَوَّلُ أَيْضاً لَمْ يُكَرَّسْ بِلاَ
دَمٍ، 19لأَنَّ مُوسَى بَعْدَمَا كَلَّمَ جَمِيعَ
الشَّعْبِ بِكُلِّ
وَصِيَّةٍ بِحَسَبِ
النَّامُوسِ، أَخَذَ دَمَ
الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ،
مَعَ مَاءٍ وَصُوفاً قِرْمِزِيّاً وَزُوفَا، وَرَشَّ
الْكِتَابَ نَفْسَهُ
وَجَمِيعَ الشَّعْبِ، 20قَائِلاً: «هَذَا هُوَ دَمُ
الْعَهْدِ الَّذِي
أَوْصَاكُمُ
اللهُ بِهِ». 21وَالْمَسْكَنَ أَيْضاً وَجَمِيعَ آنِيَةِ
الْخِدْمَةِ رَشَّهَا كَذَلِكَ بِالدَّمِ. 22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً
يَتَطَهَّرُ حَسَبَ
النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ
تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ! 23فَكَانَ يَلْزَمُ أَنَّ أَمْثِلَةَ
الأَشْيَاءِ
الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تُطَهَّرُ بِهَذِهِ، وَأَمَّا
السَّمَاوِيَّاتُ
عَيْنُهَا فَبِذَبَائِحَ أَفْضَلَ مِنْ هَذِهِ. 24لأَنَّ
الْمَسِيحَ لَمْ
يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ
الْحَقِيقِيَّةِ،
بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ
الآنَ أَمَامَ وَجْهِ
اللهِ
لأَجْلِنَا. 25وَلاَ لِيُقَدِّمَ نَفْسَهُ مِرَاراً كَثِيرَةً، كَمَا
يَدْخُلُ رَئِيسُ
الْكَهَنَةِ إِلَى
الأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمِ
آخَرَ. 26فَإِذْ ذَاكَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَاراً كَثِيرَةً
مُنْذُ تَأْسِيسِ
الْعَالَمِ، وَلَكِنَّهُ
الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً
عِنْدَ انْقِضَاءِ
الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ
الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ
نَفْسِهِ. 27وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ
ذَلِكَ الدَّيْنُونَةُ، 28هَكَذَا
الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ
مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ
خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ.
الأَصْحَاحُ
الْعَاشِرُ
1لأَنَّ
النَّامُوسَ، إِذْ لَهُ ظِلُّ
الْخَيْرَاتِ
الْعَتِيدَةِ لاَ نَفْسُ
صُورَةِ الأَشْيَاءِ، لاَ يَقْدِرُ أَبَداً بِنَفْسِ
الذَّبَائِحِ كُلَّ
سَنَةٍ، الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا عَلَى
الدَّوَامِ، أَنْ يُكَمِّلَ
الَّذِينَ
يَتَقَدَّمُونَ. 2وَإِلاَّ، أَفَمَا زَالَتْ تُقَدَّمُ؟ مِنْ أَجْلِ أَنَّ
الْخَادِمِينَ، وَهُمْ مُطَهَّرُونَ مَرَّةً، لاَ يَكُونُ لَهُمْ أَيْضاً
ضَمِيرُ خَطَايَا. 3لَكِنْ فِيهَا كُلَّ سَنَةٍ ذِكْرُ خَطَايَا. 4لأَنَّهُ
لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا. 5لِذَلِكَ
عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى
الْعَالَمِ يَقُولُ: «ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً لَمْ
تُرِدْ، وَلَكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَداً. 6بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ
لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُسَرَّ. 7ثُمَّ قُلْتُ: هَئَنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ
الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي، لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». 8إِذْ
يَقُولُ آنِفاً: «إِنَّكَ ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً وَمُحْرَقَاتٍ
وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُرِدْ وَلاَ سُرِرْتَ بِهَا».
الَّتِي
تُقَدَّمُ حَسَبَ
النَّامُوسِ. 9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ
مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ
الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ
الثَّانِيَ.
10فَبِهَذِهِ
الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً. 11وَكُلُّ كَاهِنٍ يَقُومُ كُلَّ يَوْمٍ
يَخْدِمُ وَيُقَدِّمُ مِرَاراً كَثِيرَةً تِلْكَ
الذَّبَائِحَ عَيْنَهَا،
الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ
الْبَتَّةَ أَنْ تَنْزِعَ
الْخَطِيَّةَ.
12وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ
الْخَطَايَا ذَبِيحَةً
وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى
الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ
اللهِ، 13مُنْتَظِراً
بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى تُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْهِ.
14لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى
الأَبَدِ
الْمُقَدَّسِينَ. 15وَيَشْهَدُ لَنَا
الرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضاً. لأَنَّهُ
بَعْدَمَا قَالَ سَابِقاً: 16«هَذَا هُوَ
الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ
مَعَهُمْ بَعْدَ تِلْكَ
الأَيَّامِ، يَقُولُ
الرَّبُّ، أَجْعَلُ
نَوَامِيسِي فِي قُلُوبِهِمْ وَأَكْتُبُهَا فِي أَذْهَانِهِمْ» 17وَ: «لَنْ
أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ». 18وَإِنَّمَا
حَيْثُ تَكُونُ مَغْفِرَةٌ لِهَذِهِ لاَ يَكُونُ بَعْدُ قُرْبَانٌ عَنِ
الْخَطِيَّةِ. 19فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا
الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ
إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، 20طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً
حَيّاً، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ، 21وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ
اللهِ، 22لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ
الإِيمَانِ،
مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً
أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ. 23لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ
الرَّجَاءِ
رَاسِخاً، لأَنَّ
الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ. 24وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا
بَعْضاً لِلتَّحْرِيضِ عَلَى
الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ
الْحَسَنَةِ،
25غَيْرَ تَارِكِينَ
اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ
وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ
الْيَوْمَ يَقْرُبُ، 26فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا
بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ
الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ
عَنِ الْخَطَايَا، 27بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ
عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ
الْمُضَادِّينَ. 28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى
فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.
29فَكَمْ عِقَاباً أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقّاً مَنْ
دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ
الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِساً،
وَازْدَرَى بِرُوحِ
النِّعْمَةِ؟ 30فَإِنَّنَا نَعْرِفُ
الَّذِي قَالَ:
«لِيَ الاِنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ
الرَّبُّ». وَأَيْضاً:
«الرَّبُّ يَدِينُ شَعْبَهُ». 31مُخِيفٌ هُوَ
الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ
اللهِ
الْحَيِّ! 23وَلَكِنْ تَذَكَّرُوا
الأَيَّامَ السَّالِفَةَ
الَّتِي فِيهَا
بَعْدَمَا أُنِرْتُمْ صَبِرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ.
33مِنْ جِهَةٍ مَشْهُورِينَ بِتَعْيِيرَاتٍ وَضِيقَاتٍ، وَمِنْ جِهَةٍ
صَائِرِينَ شُرَكَاءَ
الَّذِينَ تُصُرِّفَ فِيهِمْ هَكَذَا. 34لأَنَّكُمْ
رَثَيْتُمْ لِقُيُودِي أَيْضاً، وَقَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ
بِفَرَحٍ، عَالِمِينَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَنَّ لَكُمْ مَالاً أَفْضَلَ فِي
السَّمَاوَاتِ وَبَاقِياً. 35فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ
الَّتِي لَهَا
مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ. 36لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى
الصَّبْرِ، حَتَّى
إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ
اللهِ تَنَالُونَ
الْمَوْعِدَ. 37لأَنَّهُ
بَعْدَ قَلِيلٍ جِدّاً «سَيَأْتِي
الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. 38أَمَّا
الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ
ارْتَدَّ لاَ تُسَرَُّ بِهِ
نَفْسِي». 39وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ
الاِرْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ،
بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاِقْتِنَاءِ
النَّفْسِ.
الأَصْحَاحُ
الْحَادِي
عَشَرَ
1وَأَمَّا
الإِيمَانُ فَهُوَ
الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ
تُرَى. 2فَإِنَّهُ فِي هَذَا شُهِدَ لِلْقُدَمَاءِ. 3بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ
أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ
اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ
مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ. 4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ
ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ،
إِذْ شَهِدَ
اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ
بَعْدُ! 5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى
الْمَوْتَ،
وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ
اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ
بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى
اللهَ. 6وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ
إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ
الَّذِي يَأْتِي إِلَى
اللهِ يُؤْمِنُ
بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي
الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ.
7بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ
بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكاً لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ
الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثاً لِلْبِرِّ
الَّذِي حَسَبَ
الإِيمَانِ.
8بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى
الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثاً، فَخَرَجَ
وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. 9بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي
أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِناً فِي خِيَامٍ مَعَ
إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهَذَا
الْمَوْعِدِ
عَيْنِهِ. 10لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ
الْمَدِينَةَ
الَّتِي لَهَا
الأَسَاسَاتُ،
الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا
اللهُ. 11بِالإِيمَانِ
سَارَةُ نَفْسُهَا أَيْضاً أَخَذَتْ قُدْرَةً عَلَى إِنْشَاءِ نَسْلٍ،
وَبَعْدَ وَقْتِ
السِّنِّ وَلَدَتْ، إِذْ حَسِبَتِ
الَّذِي وَعَدَ
صَادِقاً. 12لِذَلِكَ وُلِدَ أَيْضاً مِنْ وَاحِدٍ، وَذَلِكَ مِنْ مُمَاتٍ،
مِثْلُ نُجُومِ
السَّمَاءِ فِي
الْكَثْرَةِ، وَكَالرَّمْلِ
الَّذِي عَلَى
شَاطِئِ الْبَحْرِ
الَّذِي لاَ يُعَدُّ. 13فِي
الإِيمَانِ مَاتَ هَؤُلاَءِ
أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا
الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ
نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ
وَنُزَلاَءُ عَلَى
الأَرْضِ. 14فَإِنَّ
الَّذِينَ يَقُولُونَ مِثْلَ هَذَا
يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ وَطَناً. 15فَلَوْ ذَكَرُوا ذَلِكَ
الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلرُّجُوعِ. 16وَلَكِنِ
الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَناً أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيّاً. لِذَلِكَ لاَ
يَسْتَحِي بِهِمِ
اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلَهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ
مَدِينَةً. 17بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ
مُجَرَّبٌ - قَدَّمَ
الَّذِي قَبِلَ
الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ 18الَّذِي
قِيلَ لَهُ: «إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». 19إِذْ حَسِبَ
أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى
الإِقَامَةِ مِنَ
الأَمْوَاتِ أَيْضاً،
الَّذِينَ
مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضاً فِي مِثَالٍ. 20بِالإِيمَانِ إِسْحَاقُ بَارَكَ
يَعْقُوبَ وَعِيسُو مِنْ جِهَةِ أُمُورٍ عَتِيدَةٍ. 21بِالإِيمَانِ
يَعْقُوبُ عِنْدَ مَوْتِهِ بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ
ابْنَيْ يُوسُفَ،
وَسَجَدَ عَلَى رَأْسِ عَصَاهُ. 22بِالإِيمَانِ يُوسُفُ عِنْدَ مَوْتِهِ
ذَكَرَ خُرُوجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَوْصَى مِنْ جِهَةِ عِظَامِهِ.
23بِالإِيمَانِ مُوسَى، بَعْدَمَا وُلِدَ، أَخْفَاهُ أَبَوَاهُ ثَلاَثَةَ
أَشْهُرٍ، لأَنَّهُمَا رَأَيَا
الصَّبِيَّ جَمِيلاً، وَلَمْ يَخْشَيَا
أَمْرَ الْمَلِكِ. 24بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى
ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، 25مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ
شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ،
26حَاسِباً عَارَ
الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ،
لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى
الْمُجَازَاةِ. 27بِالإِيمَانِ تَرَكَ
مِصْرَ غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ غَضَبِ
الْمَلِكِ، لأَنَّهُ تَشَدَّدَ،
كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لاَ يُرَى. 28بِالإِيمَانِ صَنَعَ
الْفِصْحَ وَرَشَّ
الدَّمَ لِئَلاَّ يَمَسَّهُمُ
الَّذِي أَهْلَكَ
الأَبْكَارَ.
29بِالإِيمَانِ
اجْتَازُوا فِي
الْبَحْرِ الأَحْمَرِ كَمَا فِي
الْيَابِسَةِ،
الأَمْرُ الَّذِي لَمَّا شَرَعَ فِيهِ
الْمِصْرِيُّونَ
غَرِقُوا. 30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ
حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 31بِالإِيمَانِ رَاحَابُ
الزَّانِيَةُ لَمْ
تَهْلِكْ مَعَ
الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ
الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ.
32وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضاً؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي
الْوَقْتُ إِنْ
أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ،
وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ، 33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ
قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا
أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ
النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ
السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي
الْحَرْبِ،
هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ، 35أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ
بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا
النَّجَاةَ لِكَيْ
يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ. 36وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ
وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ. 37رُجِمُوا، نُشِرُوا،
جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ
وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، 38وَهُمْ لَمْ
يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقّاً لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ
وَجِبَالٍ وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ
الأَرْضِ. 39فَهَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ،
مَشْهُوداً لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا
الْمَوْعِدَ، 40إِذْ
سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئاً أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا
بِدُونِنَا.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّانِي
عَشَرَ
1لِذَلِكَ
نَحْنُ أَيْضاً إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ
الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ
مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ وَالْخَطِيَّةَ
الْمُحِيطَةَ
بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي
الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ
أَمَامَنَا، 2نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ
الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ،
الَّذِي مِنْ أَجْلِ
السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ
احْتَمَلَ
الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ
اللهِ.
3فَتَفَكَّرُوا فِي
الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ
الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً
لِنَفْسِهِ مِثْلَ هَذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ.
4لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى
الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ
الْخَطِيَّةِ،
5وَقَدْ نَسِيتُمُ
الْوَعْظَ الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ: «يَا
ابْنِي
لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ
الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ. 6لأَنَّ
الَّذِي يُحِبُّهُ
الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ
ابْنٍ
يَقْبَلُهُ». 7إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ
التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ
اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ
ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ 8وَلَكِنْ
إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ
الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ،
فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ. 9ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ
أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ
بِالأَوْلَى جِدّاً لأَبِي
الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟ 10لأَنَّ أُولَئِكَ
أَدَّبُونَا أَيَّاماً قَلِيلَةً حَسَبَ
اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هَذَا
فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. 11وَلَكِنَّ
كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي
الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ
لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيراً فَيُعْطِي
الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ
ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ. 12لِذَلِكَ قَّوِمُوا
الأَيَادِيَ
الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ
الْمُخَلَّعَةَ، 13وَاصْنَعُوا
لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ
الأَعْرَجُ،
بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى. 14اِتْبَعُوا
السَّلاَمَ مَعَ
الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ
الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ
الرَّبَّ. 15مُلاَحِظِينَ لِئَلاَّ
يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ
اللهِ. لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ
وَيَصْنَعَ انْزِعَاجاً، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ. 16لِئَلاَّ
يَكُونَ أَحَدٌ زَانِياً أَوْ مُسْتَبِيحاً كَعِيسُو،
الَّذِي لأَجْلِ
أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ. 17فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ
أَنَّهُ أَيْضاً بَعْدَ ذَلِكَ، لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرِثَ
الْبَرَكَةَ
رُفِضَ، إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَاناً، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا
بِدُمُوعٍ. 18لأَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَلٍ مَلْمُوسٍ مُضْطَرِمٍ
بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ، 19وَهُتَافِ بُوقٍ
وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ،
اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ
لَهُمْ كَلِمَةٌ، 20لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ، وَإِنْ
مَسَّتِ الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ. 21وَكَانَ
الْمَنْظَرُ هَكَذَا مُخِيفاً حَتَّى قَالَ مُوسَى: «أَنَا مُرْتَعِبٌ
وَمُرْتَعِدٌ!». 22بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى
مَدِينَةِ اللهِ
الْحَيِّ: أُورُشَلِيمَ
السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى
رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، 23وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ
مَكْتُوبِينَ فِي
السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى
اللهِ دَيَّانِ
الْجَمِيعِ،
وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، 24وَإِلَى وَسِيطِ
الْعَهْدِ
الْجَدِيدِ: يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ
هَابِيلَ. 25اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا مِنَ
الْمُتَكَلِّمِ.
لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أُولَئِكَ لَمْ يَنْجُوا إِذِ
اسْتَعْفَوْا مِنَ
الْمُتَكَلِّمِ عَلَى
الأَرْضِ، فَبِالأَوْلَى جِدّاً لاَ نَنْجُو نَحْنُ
الْمُرْتَدِّينَ عَنِ
الَّذِي مِنَ
السَّمَاءِ، 26الَّذِي صَوْتُهُ
زَعْزَعَ الأَرْضَ حِينَئِذٍ، وَأَمَّا
الآنَ فَقَدْ وَعَدَ قَائِلاً:
«إِنِّي مَرَّةً أَيْضاً أُزَلْزِلُ لاَ
الأَرْضَ فَقَطْ بَلِ
السَّمَاءَ
أَيْضاً». 27فَقَوْلُهُ «مَرَّةً أَيْضاً» يَدُلُّ عَلَى تَغْيِيرِ
الأَشْيَاءِ
الْمُتَزَعْزِعَةِ كَمَصْنُوعَةٍ، لِكَيْ تَبْقَى
الَّتِي لاَ
تَتَزَعْزَعُ. 28لِذَلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتاً لاَ يَتَزَعْزَعُ
لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ
اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً،
بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى. 29لأَنَّ إِلَهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّالِثُ
عَشَرَ
1لِتَثْبُتِ
الْمَحَبَّةُ
الأَخَوِيَّةُ. 2لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ
الْغُرَبَاءِ، لأَنْ
بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ. 3اُذْكُرُوا
الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ، وَالْمُذَلِّينَ
كَأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً فِي
الْجَسَدِ. 4لِيَكُنِ
الزِّوَاجُ
مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا
الْعَاهِرُونَ
وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ
اللهُ. 5لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ
مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ
قَالَ: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» 6حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ
وَاثِقِينَ: «الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي
إِنْسَانٌ؟» 7اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ
الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ
اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا
بِإِيمَانِهِمْ. 8يَسُوعُ
الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ
وَإِلَى الأَبَدِ. 9لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَّوِعَةٍ وَغَرِيبَةٍ،
لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ
الْقَلْبُ بِالنِّعْمَةِ، لاَ بِأَطْعِمَةٍ
لَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا
الَّذِينَ تَعَاطَوْهَا. 10لَنَا «مَذْبَحٌ» لاَ
سُلْطَانَ لِلَّذِينَ يَخْدِمُونَ
الْمَسْكَنَ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْهُ.
11فَإِنَّ الْحَيَوَانَاتِ
الَّتِي يُدْخَلُ بِدَمِهَا عَنِ
الْخَطِيَّةِ
إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِيَدِ رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ تُحْرَقُ أَجْسَامُهَا
خَارِجَ الْمَحَلَّةِ. 12لِذَلِكَ يَسُوعُ أَيْضاً، لِكَيْ يُقَدِّسَ
الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ
الْبَابِ. 13فَلْنَخْرُجْ
إِذاً إِلَيْهِ خَارِجَ
الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ. 14لأَنْ لَيْسَ
لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ
الْعَتِيدَةَ.
15فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ لِلَّهِ ذَبِيحَةَ
التَّسْبِيحِ،
أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ. 16وَلَكِنْ لاَ تَنْسُوا
فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هَذِهِ
يُسَرُّ اللهُ. 17أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ
يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً،
لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ
نَافِعٍ لَكُمْ. 18صَلُّوا لأَجْلِنَا، لأَنَّنَا نَثِقُ أَنَّ لَنَا
ضَمِيراً صَالِحاً، رَاغِبِينَ أَنْ نَتَصَرَّفَ حَسَناً فِي كُلِّ شَيْءٍ.
19وَلَكِنْ أَطْلُبُ أَكْثَرَ أَنْ تَفْعَلُوا هَذَا لِكَيْ أُرَدَّ
إِلَيْكُمْ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ. 20وَإِلَهُ
السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ
مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ
الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ
الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ، 21لِيُكَمِّلْكُمْ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ
لِتَصْنَعُوا مَشِيئَتَهُ، عَامِلاً فِيكُمْ مَا يُرْضِي أَمَامَهُ
بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ،
الَّذِي لَهُ
الْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ
الآبِدِينَ.
آمِينَ. 22وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا
الإِخْوَةُ أَنْ تَحْتَمِلُوا
كَلِمَةَ الْوَعْظِ، لأَنِّي بِكَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ.
23اِعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أُطْلِقَ
الأَخُ تِيمُوثَاوُسُ،
الَّذِي مَعَهُ
سَوْفَ أَرَاكُمْ، إِنْ أَتَى سَرِيعاً. 24سَلِّمُوا عَلَى جَمِيعِ
مُرْشِدِيكُمْ وَجَمِيعِ
الْقِدِّيسِينَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ
الَّذِينَ
مِنْ إِيطَالِيَا. 25اَلنِّعْمَةُ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ
(إِلَى
الْعِبْرَانِيِّينَ،
كُتِبَتْ مِنْ إِيطَالِيَا، عَلَى يَدِ تِيمُوثَاوُسَ) |