
اَلأَصْحَاحُ
الأَوَّلُ
1إِذْ
كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي
الأُمُورِ
الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا
الَّذِينَ كَانُوا
مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا
أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ
الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ
أَنْ أَكْتُبَ عَلَى
التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا
الْعَزِيزُ
ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ
الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.
5كَانَ فِي
أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ
الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ
اسْمُهُ زَكَرِيَّا
مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا
أَلِيصَابَاتُ. 6وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ
اللهِ سَالِكَيْنِ
فِي جَمِيعِ وَصَايَا
الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ. 7وَلَمْ يَكُنْ
لَهُمَا وَلَدٌ إِذْ كَانَتْ أَلِيصَابَاتُ عَاقِراً. وَكَانَا كِلاَهُمَا
مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا.
8فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ
اللهِ 9حَسَبَ
عَادَةِ الْكَهَنُوتِ أَصَابَتْهُ
الْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى
هَيْكَلِ الرَّبِّ وَيُبَخِّرَ. 10وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ
الشَّعْبِ
يُصَلُّونَ خَارِجاً وَقْتَ
الْبَخُورِ. 11فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ
الرَّبِّ
وَاقِفاً عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ
الْبَخُورِ. 12فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا
اضْطَرَبَ
وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ. 13فَقَالَ لَهُ
الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَا
زَكَرِيَّا لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ
سَتَلِدُ لَكَ
ابْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا. 14وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ
وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ 15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً
أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ
أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ. 16وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى
الرَّبِّ إِلَهِهِمْ. 17وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ
بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ لِيَرُدَّ قُلُوبَ
الآبَاءِ إِلَى
الأَبْنَاءِ وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ
الأَبْرَارِ لِكَيْ يُهَيِّئَ
لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً». 18فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ:
«كَيْفَ أَعْلَمُ هَذَا لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ
فِي أَيَّامِهَا؟» 19فَأَجَابَ
الْمَلاَكُ: «أَنَا جِبْرَائِيلُ
الْوَاقِفُ
قُدَّامَ اللهِ وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهَذَا. 20وَهَا
أَنْتَ تَكُونُ صَامِتاً وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ إِلَى
الْيَوْمِ
الَّذِي يَكُونُ فِيهِ هَذَا لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي
الَّذِي
سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ». 21وَكَانَ
الشَّعْبُ مُنْتَظِرِينَ زَكَرِيَّا
وَمُتَعّجِّبِينَ مِنْ إِبْطَائِهِ فِي
الْهَيْكَلِ. 22فَلَمَّا خَرَجَ
لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ فَفَهِمُوا أَنَّهُ قَدْ رَأَى رُؤْيَا
فِي الْهَيْكَلِ. فَكَانَ يُومِئُ إِلَيْهِمْ وَبَقِيَ صَامِتاً.
23وَلَمَّا
كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ. 24وَبَعْدَ تِلْكَ
الأَيَّامِ حَبِلَتْ أَلِيصَابَاتُ
امْرَأَتُهُ وَأَخْفَتْ نَفْسَهَا
خَمْسَةَ أَشْهُرٍ قَائِلَةً: 25«هَكَذَا قَدْ فَعَلَ بِيَ
الرَّبُّ فِي
الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا نَظَرَ إِلَيَّ لِيَنْزِعَ عَارِي بَيْنَ
النَّاسِ».
26وَفِي
الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ
الْمَلاَكُ مِنَ
اللهِ إِلَى
مَدِينَةٍ مِنَ
الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ 27إِلَى عَذْرَاءَ
مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ
اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ
الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. 28فَدَخَلَ إِلَيْهَا
الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ
لَكِ أَيَّتُهَا
الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ
أَنْتِ فِي النِّسَاءِ». 29فَلَمَّا رَأَتْهُ
اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ
وَفَكَّرَتْ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ
التَّحِيَّةُ! 30فَقَالَ لَهَا
الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً
عِنْدَ اللهِ. 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ
ابْناً
وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ
الْعَلِيِّ
يُدْعَى وَيُعْطِيهِ
الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ
33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى
الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ
لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».
34فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ
أَعْرِفُ رَجُلاً؟» 35فَأَجَابَ
الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ
الْقُدُسُ يَحِلُّ
عَلَيْكِ وَقُوَّةُ
الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً
الْقُدُّوسُ
الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى
ابْنَ اللهِ. 36وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ
نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا وَهَذَا هُوَ
الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ
الْمَدْعُوَّةِ عَاقِراً 37لأَنَّهُ لَيْسَ
شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى
اللهِ». 38فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا
أَنَا أَمَةُ
الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا
الْمَلاَكُ.
39فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ
الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى
الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا 40وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا
وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. 41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ
سَلاَمَ مَرْيَمَ
ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا وَامْتَلَأَتْ
أَلِيصَابَاتُ مِنَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ 42وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ
وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي
النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ
ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! 43فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي
إِلَيَّ؟ 44فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ
ارْتَكَضَ
الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. 45فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ
يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ
الرَّبِّ».
46فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي
الرَّبَّ 47وَتَبْتَهِجُ رُوحِي
بِاللَّهِ مُخَلِّصِي 48لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى
اتِّضَاعِ أَمَتِهِ.
فَهُوَذَا مُنْذُ
الآنَ جَمِيعُ
الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي 49لأَنَّ
الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ 50وَرَحْمَتُهُ إِلَى
جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. 51صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ.
شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ. 52أَنْزَلَ
الأَعِزَّاءَ
عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ
الْمُتَّضِعِينَ. 53أَشْبَعَ
الْجِيَاعَ
خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ
الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ. 54عَضَدَ إِسْرَائِيلَ
فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً 55كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا. لِإِبْراهِيمَ
وَنَسْلِهِ إِلَى
الأَبَدِ». 56فَمَكَثَتْ مَرْيَمُ عِنْدَهَا نَحْوَ
ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا.
57وَأَمَّا
أَلِيصَابَاتُ فَتَمَّ زَمَانُهَا لِتَلِدَ فَوَلَدَتِ
ابْناً. 58وَسَمِعَ
جِيرَانُهَا وَأَقْرِبَاؤُهَا أَنَّ
الرَّبَّ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا
فَفَرِحُوا مَعَهَا. 59وَفِي
الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا
الصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60فَقَالَتْ أُمُّهُ:
«لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا». 61فَقَالُوا لَهَا: «لَيْسَ أَحَدٌ فِي
عَشِيرَتِكِ تَسَمَّى بِهَذَا
الاِسْمِ». 62ثُمَّ أَوْمَأُوا إِلَى أَبِيهِ
مَاذَا يُرِيدُ أَنْ يُسَمَّى. 63فَطَلَبَ لَوْحاً وَكَتَبَ: «ﭐسْمُهُ
يُوحَنَّا». فَتَعَجَّبَ
الْجَمِيعُ. 64وَفِي
الْحَالِ انْفَتَحَ فَمُهُ
وَلِسَانُهُ وَتَكَلَّمَ وَبَارَكَ
اللهَ. 65فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى كُلِّ
جِيرَانِهِمْ. وَتُحُدِّثَ بِهَذِهِ
الأُمُورِ جَمِيعِهَا فِي كُلِّ
جِبَالِ الْيَهُودِيَّةِ 66فَأَوْدَعَهَا جَمِيعُ
السَّامِعِينَ فِي
قُلُوبِهِمْ قَائِلِينَ: «أَتَرَى مَاذَا يَكُونُ هَذَا
الصَّبِيُّ؟»
وَكَانَتْ يَدُ
الرَّبِّ مَعَهُ.
67وَﭐمْتَلأَ
زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَنَبَّأَ قَائِلاً:
68«مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ
افْتَقَدَ وَصَنَعَ
فِدَاءً لِشَعْبِهِ 69وَأَقَامَ لَنَا قَرْنَ خَلاَصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ
فَتَاهُ. 70كَمَا تَكَلَّمَ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ
الْقِدِّيسِينَ
الَّذِينَ
هُمْ مُنْذُ
الدَّهْرِ. 71خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي
جَمِيعِ مُبْغِضِينَا. 72لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ
عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ. 73ﭐلْقَسَمَ
الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ
أَبِينَا: 74أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ مُنْقَذِينَ مِنْ
أَيْدِي أَعْدَائِنَا نَعْبُدُهُ 75بِقَدَاسَةٍ وَبِرٍّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ
أَيَّامِ حَيَاتِنَا. 76وَأَنْتَ أَيُّهَا
الصَّبِيُّ نَبِيَّ
الْعَلِيِّ
تُدْعَى لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ
الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ.
77لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ
الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ
78بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلَهِنَا
الَّتِي بِهَا
افْتَقَدَنَا
الْمُشْرَقُ
مِنَ الْعَلاَءِ. 79لِيُضِيءَ عَلَى
الْجَالِسِينَ فِي
الظُّلْمَةِ
وَظِلاَلِ الْمَوْتِ لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ
السَّلاَمِ».
80أَمَّا
الصَّبِيُّ فَكَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ وَكَانَ فِي
الْبَرَارِي إِلَى يَوْمِ ظُهُورِهِ لِإِسْرَائِيلَ.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّانِي
1وَفِي
تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ
يُكْتَتَبَ كُلُّ
الْمَسْكُونَةِ. 2وَهَذَا
الاِكْتِتَابُ
الأَوَّلُ جَرَى
إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. 3فَذَهَبَ
الْجَمِيعُ
لِيُكْتَتَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. 4فَصَعِدَ يُوسُفُ
أَيْضاً مِنَ
الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ
النَّاصِرَةِ إِلَى
الْيَهُودِيَّةِ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ
الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ
لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ 5لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ
امْرَأَتِهِ
الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. 6وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ
تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. 7فَوَلَدَتِ
ابْنَهَا الْبِكْرَ
وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي
الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا
مَوْضِعٌ فِي
الْمَنْزِلِ.
8وَكَانَ
فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ
اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ 9وَإِذَا مَلاَكُ
الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ
وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً.
10فَقَالَ لَهُمُ
الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ
بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ
الشَّعْبِ: 11أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ
الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ
الْمَسِيحُ الرَّبُّ.
12وَهَذِهِ لَكُمُ
الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطاً مُضْجَعاً
فِي مِذْوَدٍ». 13وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ
الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ
الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ
اللهَ وَقَائِلِينَ: 14«ﭐلْمَجْدُ
لِلَّهِ فِي
الأَعَالِي وَعَلَى
الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ
الْمَسَرَّةُ».
15وَلَمَّا
مَضَتْ عَنْهُمُ
الْمَلاَئِكَةُ إِلَى
السَّمَاءِ قَالَ
الرُّعَاةُ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَذْهَبِ
الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ
هَذَا الأَمْرَ
الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ
الرَّبُّ».
16فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ
مُضْجَعاً فِي
الْمِذْوَدِ. 17فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ
الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هَذَا
الصَّبِيِّ. 18وَكُلُّ
الَّذِينَ سَمِعُوا
تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ
الرُّعَاةِ. 19وَأَمَّا مَرْيَمُ
فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا
الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي
قَلْبِهَا. 20ثُمَّ رَجَعَ
الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ
اللهَ
وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ
لَهُمْ.
21وَلَمَّا
تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا
الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ
كَمَا تَسَمَّى مِنَ
الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي
الْبَطْنِ.
22وَلَمَّا
تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ
إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ 23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي
نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً
لِلرَّبِّ. 24وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ
الرَّبِّ زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.
25وَكَانَ
رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ
اسْمُهُ سِمْعَانُ كَانَ بَارّاً تَقِيّاً
يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ وَالرُّوحُ
الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ.
26وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ
الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى
الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ
الرَّبِّ. 27فَأَتَى بِالرُّوحِ إِلَى
الْهَيْكَلِ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ
لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ عَادَةِ
النَّامُوسِ 28أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ
وَبَارَكَ اللهَ وَقَالَ: 29«ﭐلآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ
قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ 30لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ
31ﭐلَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ
الشُّعُوبِ. 32نُورَ
إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ وَمَجْداً لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ». 33وَكَانَ
يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ. 34وَبَارَكَهُمَا
سِمْعَانُ وَقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: «هَا إِنَّ هَذَا قَدْ وُضِعَ
لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ.
35وَأَنْتِ أَيْضاً يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ
قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ».
36وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ
وَهِيَ مُتَقّدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ
سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا. 37وَهِيَ أَرْمَلَةٌ نَحْوَ
أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً لاَ تُفَارِقُ
الْهَيْكَلَ عَابِدَةً
بِأَصْوَامٍ وَطِلْبَاتٍ لَيْلاً وَنَهَاراً. 38فَهِيَ فِي تِلْكَ
السَّاعَةِ وَقَفَتْ تُسَبِّحُ
الرَّبَّ وَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ
الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ.
39وَلَمَّا
أَكْمَلُوا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ نَامُوسِ
الرَّبِّ رَجَعُوا إِلَى
الْجَلِيلِ إِلَى مَدِينَتِهِمُ
النَّاصِرَةِ. 40وَكَانَ
الصَّبِيُّ
يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ
اللهِ عَلَيْهِ.
41وَكَانَ
أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ
الْفِصْحِ. 42وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ
اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا
إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ
الْعِيدِ. 43وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا
الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا
الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي
أُورُشَلِيمَ وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا. 44وَإِذْ ظَنَّاهُ
بَيْنَ الرُّفْقَةِ ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَكَانَا يَطْلُبَانِهِ
بَيْنَ الأَقْرِبَاءِ وَالْمَعَارِفِ. 45وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا
إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ. 46وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ
وَجَدَاهُ فِي
الْهَيْكَلِ جَالِساً فِي وَسْطِ
الْمُعَلِّمِينَ
يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. 47وَكُلُّ
الَّذِينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ
فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ. 48فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ
انْدَهَشَا. وَقَالَتْ
لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا
أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!» 49فَقَالَ لَهُمَا:
«لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي
أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟». 50فَلَمْ يَفْهَمَا
الْكَلاَمَ الَّذِي
قَالَهُ لَهُمَا. 51ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى
النَّاصِرَةِ
وَكَانَ خَاضِعاً لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذِهِ
الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا. 52وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي
الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ
اللهِ وَالنَّاسِ.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّالِثُ
1وَفِي
السَّنَةِ الْخَامِسَةِ عَشْرَةَ مِنْ سَلْطَنَةِ طِيبَارِيُوسَ قَيْصَرَ
إِذْ كَانَ بِيلاَطُسُ
الْبُنْطِيُّ وَالِياً عَلَى
الْيَهُودِيَّةِ
وَهِيرُودُسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى
الْجَلِيلِ وَفِيلُبُّسُ أَخُوهُ
رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى إِيطُورِيَّةَ وَكُورَةِ تَرَاخُونِيتِسَ
وَلِيسَانِيُوسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى
الأَبِلِيَّةِ 2فِي أَيَّامِ رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ حَنَّانَ وَقَيَافَا كَانَتْ كَلِمَةُ
اللهِ عَلَى يُوحَنَّا
بْنِ زَكَرِيَّا فِي
الْبَرِّيَّةِ 3فَجَاءَ إِلَى جَمِيعِ
الْكُورَةِ
الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ يَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ
التَّوْبَةِ
لِمَغْفِرَةِ
الْخَطَايَا 4كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ إِشَعْيَاءَ
النَّبِيِّ: «صَوْتُ صَارِخٍ فِي
الْبَرِّيَّةِ أَعِدُّوا طَرِيقَ
الرَّبِّ
اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً. 5كُلُّ وَادٍ يَمْتَلِئُ وَكُلُّ جَبَلٍ
وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ وَتَصِيرُ
الْمُعْوَجَّاتُ مُسْتَقِيمَةً وَالشِّعَابُ
طُرُقاً سَهْلَةً 6وَيُبْصِرُ كُلُّ بَشَرٍ خَلاَصَ
اللهِ».
7وَكَانَ
يَقُولُ لِلْجُمُوعِ
الَّذِينَ خَرَجُوا لِيَعْتَمِدُوا مِنْهُ: «يَا
أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ
الْغَضَبِ
الآتِي؟ 8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. ولاَ تَبْتَدِئُوا
تَقُولُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ
لَكُمْ إِنَّ
اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ
الْحِجَارَةِ
أَوْلاَداً لِإِبْرَاهِيمَ. 9وَﭐلآنَ قَدْ وُضِعَتِ
الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ
الشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ
وَتُلْقَى فِي
النَّارِ». 10وَسَأَلَهُ
الْجُمُوعُ: «فَمَاذَا نَفْعَلُ؟»
11فَأَجَابَ: «مَنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ وَمَنْ
لَهُ طَعَامٌ فَلْيَفْعَلْ هَكَذَا». 12وَجَاءَ عَشَّارُونَ أَيْضاً
لِيَعْتَمِدُوا وَسَأَلُوهُ: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا نَفْعَلُ؟»
13فَأَجَابَ: «لاَ تَسْتَوْفُوا أَكْثَرَ مِمَّا فُرِضَ لَكُمْ».
14وَسَأَلَهُ جُنْدِيُّونَ أَيْضاً: «وَمَاذَا نَفْعَلُ نَحْنُ؟» فَأجَابَ:
«لاَ تَظْلِمُوا أَحَداً وَلاَ تَشُوا بِأَحَدٍ وَاكْتَفُوا
بِعَلاَئِفِكُمْ».
15وَإِذْ
كَانَ الشَّعْبُ يَنْتَظِرُ وَالْجَمِيعُ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ
عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ
الْمَسِيحُ 16قَالَ يُوحَنَّا لِلْجَمِيعِ:
«أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ وَلَكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي
الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ
سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ
الْقُدُسِ وَنَارٍ. 17ﭐلَّذِي رَفْشُهُ فِي
يَدِهِ وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ وَيَجْمَعُ
الْقَمْحَ إِلَى مَخْزَنِهِ
وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ». 18وَبِأَشْيَاءَ
أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَانَ يَعِظُ
الشَّعْبَ وَيُبَشِّرُهُمْ. 19أَمَّا
هِيرُودُسُ رَئِيسُ
الرُّبْعِ فَإِذْ تَوَبَّخَ مِنْهُ لِسَبَبِ
هِيرُودِيَّا
امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ وَلِسَبَبِ جَمِيعِ
الشُّرُورِ
الَّتِي كَانَ هِيرُودُسُ يَفْعَلُهَا 20زَادَ هَذَا أَيْضاً عَلَى
الْجَمِيعِ أَنَّهُ حَبَسَ يُوحَنَّا فِي
السِّجْنِ.
21وَلَمَّا
اعْتَمَدَ جَمِيعُ
الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ
يُصَلِّي انْفَتَحَتِ
السَّمَاءُ 22وَنَزَلَ عَلَيْهِ
الرُّوحُ الْقُدُسُ
بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ
السَّمَاءِ
قَائِلاً: «أَنْتَ
ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!».
23وَلَمَّا
ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا
كَانَ يُظَنُّ
ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي 24بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي
بْنِ مَلْكِي بْنِ يَنَّا بْنِ يُوسُفَ 25بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ عَامُوصَ
بْنِ نَاحُومَ بْنِ حَسْلِي بْنِ نَجَّايِ 26بْنِ مَآثَ بْنِ مَتَّاثِيَا
بْنِ شِمْعِي بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَهُوذَا 27بْنِ يُوحَنَّا بْنِ رِيسَا
بْنِ زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ بْنِ نِيرِي 28بْنِ مَلْكِي بْنِ
أَدِّي بْنِ قُصَمَ بْنِ أَلْمُودَامَ بْنِ عِيرِ 29بْنِ يُوسِي بْنِ
أَلِيعَازَرَ بْنِ يُورِيمَ بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي 30بْنِ شِمْعُونَ
بْنِ يَهُوذَا بْنِ يُوسُفَ بْنِ يُونَانَ بْنِ أَلِيَاقِيمَ 31بْنِ
مَلَيَا بْنِ مَيْنَانَ بْنِ مَتَّاثَا بْنِ نَاثَانَ بْنِ دَاوُدَ 32بْنِ
يَسَّى بْنِ عُوبِيدَ بْنِ بُوعَزَ بْنِ سَلْمُونَ بْنِ نَحْشُونَ 33بْنِ
عَمِّينَادَابَ بْنِ آرَامَ بْنِ حَصْرُونَ بْنِ فَارِصَ بْنِ يَهُوذَا
34بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ تَارَحَ بْنِ
نَاحُورَ 35بْنِ سَرُوجَ بْنِ رَعُو بْنِ فَالَجَ بْنِ عَابِرَ بْنِ
شَالَحَ 36بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ بْنِ
لاَمَكَ 37بْنِ مَتُوشَالَحَ بْنِ أَخْنُوخَ بْنِ يَارِدَ بْنِ
مَهْلَلْئِيلَ بْنِ قِينَانَ 38بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيتِ بْنِ آدَمَ
ابْنِ
اللهِ.
اَلأَصْحَاحُ
الرَّابِعُ
1أَمَّا
يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ
الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ
وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي
الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً
يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ
الأَيَّامِ.
وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ
ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا
الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ
يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا
الإِنْسَانُ
بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ
اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى
جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ
الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ
مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا
السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا
أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ
الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «ﭐذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ
مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ
الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ
ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ
مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي
مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ
يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ
يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ
الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا
أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.
14وَرَجَعَ
يَسُوعُ بِقُوَّةِ
الرُّوحِ إِلَى
الْجَلِيلِ وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي
جَمِيعِ الْكُورَةِ
الْمُحِيطَةِ. 15وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ
مُمَجَّداً مِنَ
الْجَمِيعِ. 16وَجَاءَ إِلَى
النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ
قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ
الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ
السَّبْتِ
وَقَامَ لِيَقْرَأَ 17فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ
النَّبِيِّ.
وَلَمَّا فَتَحَ
السِّفْرَ وَجَدَ
الْمَوْضِعَ
الَّذِي كَانَ مَكْتُوباً
فِيهِ: 18«رُوحُ
الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ
الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ
الْمُنْكَسِرِي
الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ
لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ
الْمُنْسَحِقِينَ
فِي الْحُرِّيَّةِ 19وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ
الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ».
20ثُمَّ طَوَى
السِّفْرَ وَسَلَّمَهُ إِلَى
الْخَادِمِ وَجَلَسَ. وَجَمِيعُ
الَّذِينَ فِي
الْمَجْمَعِ كَانَتْ عُيُونُهُمْ شَاخِصَةً إِلَيْهِ.
21فَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ: «إِنَّهُ
الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هَذَا
الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ». 22وَكَانَ
الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ
وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ
النِّعْمَةِ
الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ
وَيَقُولُونَ: «أَلَيْسَ هَذَا
ابْنَ يُوسُفَ؟» 23فَقَالَ لَهُمْ: «عَلَى
كُلِّ حَالٍ تَقُولُونَ لِي هَذَا
الْمَثَلَ: أَيُّهَا
الطَّبِيبُ اشْفِ
نَفْسَكَ. كَمْ سَمِعْنَا أَنَّهُ جَرَى فِي كَفْرِنَاحُومَ فَافْعَلْ
ذَلِكَ هُنَا أَيْضاً فِي وَطَنِكَ 24وَقَالَ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ
إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولاً فِي وَطَنِهِ. 25وَبِالْحَقِّ أَقُولُ
لَكُمْ إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ
إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ
السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ
أَشْهُرٍ لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي
الأَرْضِ كُلِّهَا 26وَلَمْ
يُرْسَلْ إِيلِيَّا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا إِلاَّ إِلَى أَرْمَلَةٍ إِلَى
صِرْفَةِ صَيْدَاءَ. 27وَبُرْصٌ كَثِيرُونَ كَانُوا فِي إِسْرَائِيلَ فِي
زَمَانِ أَلِيشَعَ
النَّبِيِّ وَلَمْ يُطَهَّرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ
نُعْمَانُ السُّرْيَانِيُّ». 28فَامْتَلَأَ غَضَباً جَمِيعُ
الَّذِينَ فِي
الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هَذَا 29فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ
الْمَدِينَةِ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَِ
الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ
مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ.
30أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى.
31وَﭐنْحَدَرَ
إِلَى كَفْرِنَاحُومَ مَدِينَةٍ مِنَ
الْجَلِيلِ وَكَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي
السُّبُوتِ. 32فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّ كَلاَمَهُ كَانَ
بِسُلْطَانٍ. 33وَكَانَ فِي
الْمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ
نَجِسٍ فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: 34«آهِ مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ
النَّاصِرِيُّ! أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ:
قُدُّوسُ اللهِ». 35فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «ﭐخْرَسْ وَاخْرُجْ
مِنْهُ». فَصَرَعَهُ
الشَّيْطَانُ فِي
الْوَسَطِ وَخَرَجَ مِنْهُ وَلَمْ
يَضُرَّهُ شَيْئاً. 36فَوَقَعَتْ دَهْشَةٌ عَلَى
الْجَمِيعِ وَكَانُوا
يُخَاطِبُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ: «مَا هَذِهِ
الْكَلِمَةُ!
لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ يَأْمُرُ
الأَرْوَاحَ
النَّجِسَةَ
فَتَخْرُجُ». 37وَخَرَجَ صِيتٌ عَنْهُ إِلَى كُلِّ مَوْضِعٍ فِي
الْكُورَةِ
الْمُحِيطَةِ.
38وَلَمَّا
قَامَ مِنَ الْمَجْمَعِ دَخَلَ بَيْتَ سِمْعَانَ. وَكَانَتْ حَمَاةُ
سِمْعَانَ قَدْ أَخَذَتْهَا حُمَّى شَدِيدَةٌ. فَسَأَلُوهُ مِنْ أَجْلِهَا.
39فَوَقَفَ فَوْقَهَا وَانْتَهَرَ
الْحُمَّى فَتَرَكَتْهَا! وَفِي
الْحَالِ
قَامَتْ وَصَارَتْ تَخْدِمُهُمْ. 40وَعِنْدَ غُرُوبِ
الشَّمْسِ جَمِيعُ
الَّذِينَ
كَانَ عِنْدَهُمْ سُقَمَاءُ بِأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَةٍ قَدَّمُوهُمْ
إِلَيْهِ فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَشَفَاهُمْ.
41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ
وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ
ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ
يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ
الْمَسِيحُ.
42وَلَمَّا صَارَ
النَّهَارُ خَرَجَ وَذَهَبَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ
وَكَانَ الْجُمُوعُ يُفَتِّشُونَ عَلَيْهِ. فَجَاءُوا إِلَيْهِ
وَأَمْسَكُوهُ لِئَلاَّ يَذْهَبَ عَنْهُمْ. 43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ
يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ
الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ
اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ
الْجَلِيلِ.
اَلأَصْحَاحُ
الْخَامِسُ
1وَإِذْ
كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ
اللهِ كَانَ
وَاقِفاً عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ. 2فَرَأَى سَفِينَتَيْنِ
وَاقِفَتَيْنِ عِنْدَ
الْبُحَيْرَةِ وَالصَّيَّادُونَ قَدْ خَرَجُوا
مِنْهُمَا وَغَسَلُوا
الشِّبَاكَ. 3فَدَخَلَ إِحْدَى
السَّفِينَتَيْنِ
الَّتِي كَانَتْ لِسِمْعَانَ وَسَأَلَهُ أَنْ يُبْعِدَ قَلِيلاً عَنِ
الْبَرِّ. ثُمَّ جَلَسَ وَصَارَ يُعَلِّمُ
الْجُمُوعَ مِنَ
السَّفِينَةِ.
4وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ
الْكَلاَمِ قَالَ لِسِمْعَانَ: «ﭐبْعُدْ إِلَى
الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ». 5فَأَجَابَ سِمْعَانُ: «يَا
مُعَلِّمُ قَدْ تَعِبْنَا
اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئاً.
وَلَكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي
الشَّبَكَةَ». 6وَلَمَّا فَعَلُوا
ذَلِكَ أَمْسَكُوا سَمَكاً كَثِيراً جِدّاً فَصَارَتْ شَبَكَتُهُمْ
تَتَخَرَّقُ. 7فَأَشَارُوا إِلَى شُرَكَائِهِمُِ
الَّذِينَ فِي
السَّفِينَةِ
الأُخْرَى أَنْ يَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُمْ. فَأَتَوْا
وَمَلَأُوا السَّفِينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا فِي
الْغَرَقِ. 8فَلَمَّا
رَأَى سِمْعَانُ بُطْرُسُ ذَلِكَ خَرَّ عِنْدَ رُكْبَتَيْ يَسُوعَ
قَائِلاً: «ﭐخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ».
9إِذِ اعْتَرَتْهُ وَجمِيعَ
الَّذِينَ مَعَهُ دَهْشَةٌ عَلَى صَيْدِ
السَّمَكِ الَّذِي أَخَذُوهُ. 10وَكَذَلِكَ أَيْضاً يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا
ابْنَا زَبْدِي
اللَّذَانِ كَانَا شَرِيكَيْ سِمْعَانَ. فَقَالَ يَسُوعُ
لِسِمْعَانَ: «لاَ تَخَفْ! مِنَ
الآنَ تَكُونُ تَصْطَادُ
النَّاسَ!»
11وَلَمَّا جَاءُوا بِالسَّفِينَتَيْنِ إِلَى
الْبَرِّ تَرَكُوا كُلَّ
شَيْءٍ وَتَبِعُوهُ.
12وَكَانَ
فِي إِحْدَى
الْمُدُنِ. فَإِذَا رَجُلٌ مَمْلُوءٌ بَرَصاً. فَلَمَّا رَأَى
يَسُوعَ خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ
إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». 13فَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ
قَائِلاً: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». وَلِلْوَقْتِ ذَهَبَ عَنْهُ
الْبَرَصُ.
14فَأَوْصَاهُ أَنْ لاَ يَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ «ﭐمْضِ وَأَرِ نَفْسَكَ
لِلْكَاهِنِ وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ كَمَا أَمَرَ مُوسَى شَهَادَةً
لَهُمْ». 15فَذَاعَ
الْخَبَرُ عَنْهُ أَكْثَرَ. فَاجْتَمَعَ جُمُوعٌ
كَثِيرَةٌ لِكَيْ يَسْمَعُوا وَيُشْفَوْا بِهِ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ.
16وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي
الْبَرَارِي وَيُصَلِّي.
17وَفِي
أَحَدِ الأَيَّامِ كَانَ يُعَلِّمُ وَكَانَ فَرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمُونَ
لِلنَّامُوسِ جَالِسِينَ وَهُمْ قَدْ أَتَوْا مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ مِنَ
الْجَلِيلِ وَالْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ. وَكَانَتْ قُوَّةُ
الرَّبِّ
لِشِفَائِهِمْ. 18وَإِذَا بِرِجَالٍ يَحْمِلُونَ عَلَى فِرَاشٍ إِنْسَاناً
مَفْلُوجاً وَكَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا بِهِ وَيَضَعُوهُ
أَمَامَهُ. 19وَلَمَّا لَمْ يَجِدُوا مِنْ أَيْنَ يَدْخُلُونَ بِهِ
لِسَبَبِ الْجَمْعِ صَعِدُوا عَلَى
السَّطْحِ وَدَلَّوْهُ مَعَ
الْفِرَاشِ
مِنْ بَيْنِ
الأَجُرِّ إِلَى
الْوَسَطِ قُدَّامَ يَسُوعَ. 20فَلَمَّا رَأَى
إِيمَانَهُمْ قَالَ لَهُ: «أَيُّهَا
الإِنْسَانُ مَغْفُورَةٌ لَكَ
خَطَايَاكَ». 21فَابْتَدَأَ
الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يُفَكِّرُونَ
قَائِلِينَ: «مَنْ هَذَا
الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ
أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ
اللهُ وَحْدَهُ؟» 22فَشَعَرَ يَسُوعُ
بِأَفْكَارِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «مَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِكُمْ؟
23أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ
يُقَالَ قُمْ وَامْشِ. 24وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ
الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى
الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ
الْخَطَايَا» - قَالَ
لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى
بَيْتِكَ». 25فَفِي
الْحَالِ قَامَ أَمَامَهُمْ وَحَمَلَ مَا كَانَ
مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ يُمَجِّدُ
اللهَ.
26فَأَخَذَتِ
الْجَمِيعَ حَيْرَةٌ وَمَجَّدُوا
اللهَ وَامْتَلَأُوا خَوْفاً
قَائِلِينَ: «إِنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا
الْيَوْمَ عَجَائِبَ!».
27وَبَعْدَ
هَذَا خَرَجَ فَنَظَرَ عَشَّاراً
اسْمُهُ لاَوِي جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ
الْجِبَايَةِ فَقَالَ لَهُ: «ﭐتْبَعْنِي». 28فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ
وَتَبِعَهُ. 29وَصَنَعَ لَهُ لاَوِي ضِيَافَةً كَبِيرَةً فِي بَيْتِهِ. وَالَّذِينَ
كَانُوا مُتَّكِئِينَ مَعَهُمْ كَانُوا جَمْعاً كَثِيراً مِنْ عَشَّارِينَ
وَآخَرِينَ. 30فَتَذَمَّرَ كَتَبَتُهُمْ وَالْفَرِّيسِيُّونَ عَلَى
تَلاَمِيذِهِ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ
عَشَّارِينَ وَخُطَاةٍ؟» 31فَأَجَابَ يَسُوعُ: «لاَ يَحْتَاجُ
الأَصِحَّاءُ
إِلَى طَبِيبٍ بَلِ
الْمَرْضَى. 32لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ
خُطَاةً إِلَى
التَّوْبَةِ».
33وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا كَثِيراً
وَيُقَدِّمُونَ طِلْبَاتٍ وَكَذَلِكَ تَلاَمِيذُ
الْفَرِّيسِيِّينَ أَيْضاً
وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ؟» 34فَقَالَ لَهُمْ:
«أَتَقْدِرُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي
الْعُرْسِ يَصُومُونَ مَا دَامَ
الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ 35وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ
الْعَرِيسُ عَنْهُمْ فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ
الأَيَّامِ».
36وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ رُقْعَةً مِنْ
ثَوْبٍ جَدِيدٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ وَإِلاَّ فَالْجَدِيدُ يَشُقُّهُ وَالْعَتِيقُ
لاَ تُوافِقُهُ
الرُّقْعَةُ
الَّتِي مِنَ
الْجَدِيدِ. 37وَلَيْسَ أَحَدٌ
يَجْعَلُ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ لِئَلاَّ تَشُقَّ
الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ
الزِّقَاقَ فَهِيَ تُهْرَقُ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ.
38بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ
جَمِيعاً. 39وَلَيْسَ أَحَدٌ إِذَا شَرِبَ
الْعَتِيقَ يُرِيدُ لِلْوَقْتِ
الْجَدِيدَ لأَنَّهُ يَقُولُ:
الْعَتِيقُ أَطْيَبُ».
اَلأَصْحَاحُ
السَّادِسُ
1وَفِي
السَّبْتِ الثَّانِي بَعْدَ
الأَوَّلِ اجْتَازَ بَيْنَ
الزُّرُوعِ. وَكَانَ
تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ
السَّنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ وَهُمْ
يَفْرُكُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ. 2فَقَالَ لَهُمْ قَوْمٌ مِنَ
الْفَرِّيسِيِّينَ:
«لِمَاذَا تَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي
السُّبُوتِ؟»
3فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ وَلاَ هَذَا
الَّذِي فَعَلَهُ
دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ 4كَيْفَ دَخَلَ
بَيْتَ اللهِ وَأَخَذَ خُبْزَ
التَّقْدِمَةِ وَأَكَلَ وَأَعْطَى
الَّذِينَ
مَعَهُ أَيْضاً
الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ؟»
5وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ
ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ
السَّبْتِ أَيْضاً».
6وَفِي
سَبْتٍ آخَرَ دَخَلَ
الْمَجْمَعَ وَصَارَ يُعَلِّمُ. وَكَانَ هُنَاكَ
رَجُلٌ يَدُهُ
الْيُمْنَى يَابِسَةٌ 7وَكَانَ
الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ
يُرَاقِبُونَهُ: هَلْ يَشْفِي فِي
السَّبْتِ لِكَيْ يَجِدُوا عَلَيْهِ
شِكَايَةً. 8أَمَّا هُوَ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ وَقَالَ لِلرَّجُلِ
الَّذِي يَدُهُ يَابِسَةٌ: «قُمْ وَقِفْ فِي
الْوَسَطِ». فَقَامَ وَوَقَفَ.
9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَسْأَلُكُمْ شَيْئاً: هَلْ يَحِلُّ فِي
السَّبْتِ فِعْلُ
الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ
الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ
إِهْلاَكُهَا؟». 10ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى جَمِيعِهِمْ وَقَالَ
لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا. فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً
كَالأُخْرَى. 11فَامْتَلَأُوا حُمْقاً وَصَارُوا يَتَكَالَمُونَ فِيمَا
بَيْنَهُمْ: مَاذَا يَفْعَلُونَ بِيَسُوعَ؟
12وَفِي
تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى
الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى
اللَّيْلَ
كُلَّهُ فِي
الصَّلاَةِ لِلَّهِ.
13وَلَمَّا
كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ وَاخْتَارَ مِنْهُمُ
اثْنَيْ عَشَرَ
الَّذِينَ
سَمَّاهُمْ أَيْضاً «رُسُلاً»: 14سِمْعَانَ
الَّذِي سَمَّاهُ أَيْضاً
بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ. يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فِيلُبُّسَ
وَبَرْثُولَمَاوُسَ. 15مَتَّى وَتُومَا. يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى
وَسِمْعَانَ
الَّذِي يُدْعَى
الْغَيُورَ. 16يَهُوذَا بْنَ يَعْقُوبَ
وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ
الَّذِي صَارَ مُسَلِّماً أَيْضاً.
17وَنَزَلَ
مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْلٍ هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ
وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ
الشَّعْبِ مِنْ جَمِيعِ
الْيَهُودِيَّةِ
وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدَاءَ
الَّذِينَ جَاءُوا
لِيَسْمَعُوهُ وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ 18وَﭐلْمُعَذَّبُونَ مِنْ
أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ. وَكَانُوا يَبْرَأُونَ. 19وَكُلُّ
الْجَمْعِ طَلَبُوا
أَنْ يَلْمِسُوهُ لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي
الْجَمِيعَ.
20وَرَفَعَ
عَيْنَيْهِ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «طُوبَاكُمْ أَيُّهَا
الْمَسَاكِينُ لأَنَّ لَكُمْ مَلَكُوتَ
اللهِ. 21طُوبَاكُمْ أَيُّهَا
الْجِيَاعُ الآنَ لأَنَّكُمْ تُشْبَعُونَ. طُوبَاكُمْ أَيُّهَا
الْبَاكُونَ
الآنَ لأَنَّكُمْ سَتَضْحَكُونَ. 22طُوبَاكُمْ إِذَا أَبْغَضَكُمُ
النَّاسُ
وَإِذَا أَفْرَزُوكُمْ وَعَيَّرُوكُمْ وَأَخْرَجُوا
اسْمَكُمْ كَشِرِّيرٍ
مِنْ أَجْلِ
ابْنِ الإِنْسَانِ. 23ﭐِفْرَحُوا فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ
وَتَهَلَّلُوا فَهُوَذَا أَجْرُكُمْ عَظِيمٌ فِي
السَّمَاءِ. لأَنَّ
آبَاءَهُمْ هَكَذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ. 24وَلَكِنْ
وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا
الأَغْنِيَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمْ
عَزَاءَكُمْ. 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا
الشَّبَاعَى لأَنَّكُمْ
سَتَجُوعُونَ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا
الضَّاحِكُونَ
الآنَ لأَنَّكُمْ
سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُونَ. 26وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ
النَّاسِ حَسَناً. لأَنَّهُ هَكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ
بِالأَنْبِيَاءِ
الْكَذَبَةِ.
27«لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا
السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا
أَعْدَاءَكُمْ أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ 28بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ
وَصَلُّوا لأَجْلِ
الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ. 29مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى
خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَهُ
الآخَرَ أَيْضاً وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ
تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضاً. 30وَكُلُّ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ
أَخَذَ الَّذِي لَكَ فَلاَ تُطَالِبْهُ. 31وَكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ
يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ
افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ هَكَذَا.
32وَإِنْ أَحْبَبْتُمُ
الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟
فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يُحِبُّونَ
الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ.
33وَإِذَا أَحْسَنْتُمْ إِلَى
الَّذِينَ يُحْسِنُونَ إِلَيْكُمْ فَأَيُّ
فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ
الْخُطَاةَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا. 34وَإِنْ
أَقْرَضْتُمُ
الَّذِينَ تَرْجُونَ أَنْ تَسْتَرِدُّوا مِنْهُمْ فَأَيُّ
فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ
الْخُطَاةَ أَيْضاً يُقْرِضُونَ
الْخُطَاةَ لِكَيْ
يَسْتَرِدُّوا مِنْهُمُ
الْمِثْلَ. 35بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ
وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ
أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي
الْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ
عَلَى غَيْرِ
الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ. 36فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا
أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ.
37وَلاَ
تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى
عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ. 38أَعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلاً
جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ.
لأَنَّهُ بِنَفْسِ
الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ».
39وَضَرَبَ
لَهُمْ مَثَلاً: «هَلْ يَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟ أَمَا
يَسْقُطُ الاِثْنَانِ فِي حُفْرَةٍ؟ 40لَيْسَ
التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنْ
مُعَلِّمِهِ بَلْ كُلُّ مَنْ صَارَ كَامِلاً يَكُونُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ.
41لِمَاذَا تَنْظُرُ
الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ وَأَمَّا
الْخَشَبَةُ
الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 42أَوْ كَيْفَ
تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَا أَخِي دَعْنِي أُخْرِجِ
الْقَذَى
الَّذِي فِي عَيْنِكَ وَأَنْتَ لاَ تَنْظُرُ
الْخَشَبَةَ
الَّتِي فِي
عَيْنِكَ. يَا مُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلاً
الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ
وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ
الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ
أَخِيكَ.
43لأَنَّهُ
مَا مِنْ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً رَدِيّاً وَلاَ شَجَرَةٍ
رَدِيَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً. 44لأَنَّ كُلَّ شَجَرَةٍ تُعْرَفُ
مِنْ ثَمَرِهَا. فَإِنَّهُمْ لاَ يَجْتَنُونَ مِنَ
الشَّوْكِ تِيناً وَلاَ
يَقْطِفُونَ مِنَ
الْعُلَّيْقِ عِنَباً. 45اَلإِنْسَانُ
الصَّالِحُ مِنْ
كَنْزِ قَلْبِهِ
الصَّالِحِ يُخْرِجُ
الصَّلاَحَ وَالإِنْسَانُ
الشِّرِّيرُ
مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ
الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ
الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ
فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ.
46وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ وَأَنْتُمْ لاَ
تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟ 47كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ
كَلاَمِي وَيَعْمَلُ بِهِ 48يُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتاً وَحَفَرَ
وَعَمَّقَ وَوَضَعَ
الأَسَاسَ عَلَى
الصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ
صَدَمَ النَّهْرُ ذَلِكَ
الْبَيْتَ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ
لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى
الصَّخْرِ. 49وَأَمَّا
الَّذِي يَسْمَعُ
وَلاَ يَعْمَلُ فَيُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتَهُ عَلَى
الأَرْضِ مِنْ
دُونِ أَسَاسٍ فَصَدَمَهُ
النَّهْرُ فَسَقَطَ حَالاً وَكَانَ خَرَابُ
ذَلِكَ الْبَيْتِ عَظِيماً».
اَلأَصْحَاحُ
السَّابِعُ
1وَلَمَّا
أَكْمَلَ أَقْوَالَهُ كُلَّهَا فِي مَسَامِعِ
الشَّعْبِ دَخَلَ
كَفْرَنَاحُومَ. 2وَكَانَ عَبْدٌ لِقَائِدِ مِئَةٍ مَرِيضاً مُشْرِفاً
عَلَى الْمَوْتِ وَكَانَ عَزِيزاً عِنْدَهُ. 3فَلَمَّا سَمِعَ عَنْ يَسُوعَ
أَرْسَلَ إِلَيْهِ شُيُوخَ
الْيَهُودِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَشْفِيَ
عَبْدَهُ. 4فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى يَسُوعَ طَلَبُوا إِلَيْهِ بِاجْتِهَادٍ
قَائِلِينَ: «إِنَّهُ مُسْتَحِقٌّ أَنْ يُفْعَلَ لَهُ هَذَا 5لأَنَّهُ
يُحِبُّ أُمَّتَنَا وَهُوَ بَنَى لَنَا
الْمَجْمَعَ». 6فَذَهَبَ يَسُوعُ
مَعَهُمْ. وَإِذْ كَانَ غَيْرَ بَعِيدٍ عَنِ
الْبَيْتِ أَرْسَلَ إِلَيْهِ
قَائِدُ الْمِئَةِ أَصْدِقَاءَ يَقُولُ لَهُ: «يَا سَيِّدُ لاَ تَتْعَبْ.
لأَنِّي لَسْتُ مُسْتَحِقّاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي. 7لِذَلِكَ لَمْ
أَحْسِبْ نَفْسِي أَهْلاً أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ. لَكِنْ قُلْ كَلِمَةً
فَيَبْرَأَ غُلاَمِي. 8لأَنِّي أَنَا أَيْضاً إِنْسَانٌ مُرَتَّبٌ تَحْتَ
سُلْطَانٍ لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. وَأَقُولُ لِهَذَا:
اذْهَبْ فَيَذْهَبُ
وَلِآخَرَ: ائْتِ فَيَأْتِي وَلِعَبْدِي:
افْعَلْ هَذَا فَيَفْعَلُ».
9وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ هَذَا تَعَجَّبَ مِنْهُ وَالْتَفَتَ إِلَى
الْجَمْعِ الَّذِي يَتْبَعُهُ وَقَالَ: «أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ
فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَاناً بِمِقْدَارِ هَذَا». 10وَرَجَعَ
الْمُرْسَلُونَ
إِلَى الْبَيْتِ فَوَجَدُوا
الْعَبْدَ الْمَرِيضَ قَدْ صَحَّ.
11وَفِي
الْيَوْمِ التَّالِي ذَهَبَ إِلَى مَدِينَةٍ تُدْعَى نَايِينَ وَذَهَبَ
مَعَهُ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٌ كَثِيرٌ. 12فَلَمَّا
اقْتَرَبَ
إِلَى بَابِ
الْمَدِينَةِ إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ
ابْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ
وَهِيَ أَرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ
الْمَدِينَةِ. 13فَلَمَّا
رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا وَقَالَ لَهَا: «لاَ تَبْكِي».
14ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ
النَّعْشَ فَوَقَفَ
الْحَامِلُونَ. فَقَالَ:
«أَيُّهَا الشَّابُّ لَكَ أَقُولُ قُمْ». 15فَجَلَسَ
الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ
يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. 16فَأَخَذَ
الْجَمِيعَ خَوْفٌ
وَمَجَّدُوا
اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ
اللهُ شَعْبَهُ». 17وَخَرَجَ هَذَا
الْخَبَرُ عَنْهُ فِي كُلِّ
الْيَهُودِيَّةِ وَفِي جَمِيعِ
الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ.
18فَأَخْبَرَ يُوحَنَّا تَلاَمِيذُهُ بِهَذَا كُلِّهِ. 19فَدَعَا يُوحَنَّا
اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَأَرْسَلَ إِلَى يَسُوعَ قَائِلاً: «أَنْتَ
هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 20فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ
الرَّجُلاَنِ قَالاَ: «يُوحَنَّا
الْمَعْمَدَانُ قَدْ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ
قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ
الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 21وَفِي تِلْكَ
السَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ
شِرِّيرَةٍ وَوَهَبَ
الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ. 22فَأَجَابَ
يَسُوعُ: «ﭐذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا
وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ
الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ وَالْبُرْصَ
يُطَهَّرُونَ وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينَ
يُبَشَّرُونَ. 23وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».
24فَلَمَّا
مَضَى رَسُولاَ يُوحَنَّا
ابْتَدَأَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا:
«مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى
الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً
تُحَرِّكُهَا
الرِّيحُ؟ 25بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟
أَإِنْسَاناً لاَبِساً ثِيَاباً نَاعِمَةً؟ هُوَذَا
الَّذِينَ فِي
اللِّبَاسِ الْفَاخِرِ وَالتَّنَعُّمِ هُمْ فِي قُصُورِ
الْمُلُوكِ. 26بَلْ
مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيّاً؟ نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ
وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ! 27هَذَا هُوَ
الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا
أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي
الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ
قُدَّامَكَ! 28لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ بَيْنَ
الْمَوْلُودِينَ
مِنَ النِّسَاءِ لَيْسَ نَبِيٌّ أَعْظَمَ مِنْ يُوحَنَّا
الْمَعْمَدَانِ
وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ
اللهِ أَعْظَمُ مِنْهُ». 29وَجَمِيعُ
الشَّعْبِ إِذْ سَمِعُوا وَالْعَشَّارُونَ بَرَّرُوا
اللهَ مُعْتَمِدِينَ
بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا. 30وَأَمَّا
الْفَرِّيسِيُّونَ وَالنَّامُوسِيُّونَ
فَرَفَضُوا مَشُورَةَ
اللهِ مِنْ جِهَةِ أَنْفُسِهِمْ غَيْرَ مُعْتَمِدِينَ
مِنْهُ.
31ثُمَّ
قَالَ الرَّبُّ: «فَبِمَنْ أُشَبِّهُ أُنَاسَ هَذَا
الْجِيلِ وَمَاذَا
يُشْبِهُونَ؟ 32يُشْبِهُونَ أَوْلاَداً جَالِسِينَ فِي
السُّوقِ يُنَادُونَ
بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَيَقُولُونَ: زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَرْقُصُوا.
نُحْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَبْكُوا. 33لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا
الْمَعْمَدَانُ لاَ يَأْكُلُ خُبْزاً وَلاَ يَشْرَبُ خَمْراً فَتَقُولُونَ:
بِهِ شَيْطَانٌ. 34جَاءَ
ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ
فَتَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ مُحِبٌّ
لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. 35وَﭐلْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ جَمِيعِ
بَنِيهَا».
36وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنَ
الْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ
فَدَخَلَ بَيْتَ
الْفَرِّيسِيِّ وَاتَّكَأَ. 37وَإِذَا
امْرَأَةٌ فِي
الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي
بَيْتِ الْفَرِّيسِيِّ جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ 38وَوَقَفَتْ عِنْدَ
قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ
بِالدُّمُوعِ وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا وَتُقَبِّلُ
قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ. 39فَلَمَّا رَأَى
الْفَرِّيسِيُّ
الَّذِي دَعَاهُ ذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ: «لَوْ كَانَ هَذَا نَبِيّاً
لَعَلِمَ مَنْ هَذِهِ
الْمَرْأَةُ
الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا
خَاطِئِةٌ». 40فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا سِمْعَانُ عِنْدِي شَيْءٌ أَقُولُهُ
لَكَ». فَقَالَ: «قُلْ يَا مُعَلِّمُ». 41«كَانَ لِمُدَايِنٍ مَدْيُونَانِ.
عَلَى الْوَاحِدِ خَمْسُ مِئَةِ دِينَارٍ وَعَلَى
الآخَرِ خَمْسُونَ.
42وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ سَامَحَهُمَا جَمِيعاً.
فَقُلْ: أَيُّهُمَا يَكُونُ أَكْثَرَ حُبّاً لَهُ؟» 43فَأَجَابَ سِمْعَانُ:
«أَظُنُّ الَّذِي سَامَحَهُ بِالأَكْثَرِ». فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ
حَكَمْتَ». 44ثُمَّ
الْتَفَتَ إِلَى
الْمَرْأَةِ وَقَالَ لِسِمْعَانَ:
«أَتَنْظُرُ هَذِهِ
الْمَرْأَةَ؟ إِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَكَ وَمَاءً لأَجْلِ
رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ. وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ
بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا. 45قُبْلَةً لَمْ
تُقَبِّلْنِي وَأَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ
رِجْلَيَّ. 46بِزَيْتٍ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ
دَهَنَتْ بِالطِّيبِ رِجْلَيَّ. 47مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَقُولُ لَكَ: قَدْ
غُفِرَتْ خَطَايَاهَا
الْكَثِيرَةُ لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيراً. وَالَّذِي
يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَلِيلاً». 48ثُمَّ قَالَ لَهَا:
«مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ». 49فَابْتَدَأَ
الْمُتَّكِئُونَ مَعَهُ
يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ: «مَنْ هَذَا
الَّذِي يَغْفِرُ خَطَايَا
أَيْضاً؟». 50فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ! اِذْهَبِي
بِسَلاَمٍ».
اَلأَصْحَاحُ
الثَّامِنُ
1وَعَلَى
أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ
وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ
اللهِ وَمَعَهُ
الاِثْنَا عَشَرَ. 2وَبَعْضُ
النِّسَاءِ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ:
مَرْيَمُ الَّتِي تُدْعَى
الْمَجْدَلِيَّةَ
الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا
سَبْعَةُ شَيَاطِينَ 3وَيُوَنَّا
امْرَأَةُ خُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ
وَسُوسَنَّةُ وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدِمْنَهُ مِنْ أَمْوَالِهِنَّ.
4فَلَمَّا
اجْتَمَعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ أَيْضاً مِنَ
الَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهِ مِنْ
كُلِّ مَدِينَةٍ قَالَ بِمَثَلٍ: 5«خَرَجَ
الزَّارِعُ لِيَزْرَعَ زَرْعَهُ.
وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى
الطَّرِيقِ فَانْدَاسَ
وَأَكَلَتْهُ طُيُورُ
السَّمَاءِ. 6وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى
الصَّخْرِ
فَلَمَّا نَبَتَ جَفَّ لأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ رُطُوبَةٌ. 7وَسَقَطَ
آخَرُ فِي وَسَطِ
الشَّوْكِ فَنَبَتَ مَعَهُ
الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ.
8وَسَقَطَ آخَرُ فِي
الأَرْضِ الصَّالِحَةِ فَلَمَّا نَبَتَ صَنَعَ ثَمَراً
مِئَةَ ضِعْفٍ». قَالَ هَذَا وَنَادَى: «مَنْ لَهُ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ
فَلْيَسْمَعْ!».
9فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا
الْمَثَلُ؟».
10فَقَالَ: «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ
اللهِ وَأَمَّا لِلْبَاقِينَ فَبِأَمْثَالٍ حَتَّى إِنَّهُمْ مُبْصِرِينَ
لاَ يُبْصِرُونَ وَسَامِعِينَ لاَ يَفْهَمُونَ. 11وَهَذَا هُوَ
الْمَثَلُ:
الزَّرْعُ هُوَ كَلاَمُ
اللهِ 12وَﭐلَّذِينَ عَلَى
الطَّرِيقِ هُمُ
الَّذِينَ
يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ
الْكَلِمَةَ مِنْ
قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. 13وَﭐلَّذِينَ عَلَى
الصَّخْرِ هُمُ
الَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ
الْكَلِمَةَ
بِفَرَحٍ. وَهَؤُلاَءِ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ
وَفِي وَقْتِ
التَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ. 14وَﭐلَّذِي سَقَطَ بَيْنَ
الشَّوْكِ هُمُ
الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ
مِنْ هُمُومِ
الْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا وَلاَ يُنْضِجُونَ
ثَمَراً. 15وَﭐلَّذِي فِي
الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ هُوَ
الَّذِينَ
يَسْمَعُونَ
الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ
وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ.
16«وَلَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجاً وَيُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ
تَحْتَ سَرِيرٍ بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ لِيَنْظُرَ
الدَّاخِلُونَ
النُّورَ. 17لأَنَّهُ لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ
يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ. 18فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْمَعُونَ! لأَنَّ مَنْ لَهُ
سَيُعْطَى وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي يَظُنُّهُ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ».
19وَجَاءَ
إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ
لِسَبَبِ الْجَمْعِ. 20فَأَخْبَرُوهُ: «أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ
خَارِجاً يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْكَ». 21فَأَجَابَ: «أُمِّي وَإِخْوَتِي
هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ
اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا».
22وَفِي
أَحَدِ الأَيَّامِ دَخَلَ سَفِينَةً هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ فَقَالَ لَهُمْ:
«لِنَعْبُرْ إِلَى عَبْرِ
الْبُحَيْرَةِ». فَأَقْلَعُوا. 23وَفِيمَا هُمْ
سَائِرُونَ نَامَ. فَنَزَلَ نَوْءُ رِيحٍ فِي
الْبُحَيْرَةِ وَكَانُوا
يَمْتَلِئُونَ مَاءً وَصَارُوا فِي خَطَرٍ. 24فَتَقَدَّمُوا وَأَيْقَظُوهُ
قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ يَا مُعَلِّمُ إِنَّنَا نَهْلِكُ!». فَقَامَ وَانْتَهَرَ
الرِّيحَ وَتَمَوُّجَ
الْمَاءِ فَانْتَهَيَا وَصَارَ هُدُوءٌ. 25ثُمَّ
قَالَ لَهُمْ: «أَيْنَ إِيمَانُكُمْ؟» فَخَافُوا وَتَعَجَّبُوا قَائِلِينَ
فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ هُوَ هَذَا؟ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ
الرِّيَاحَ
أَيْضاً وَالْمَاءَ فَتُطِيعُهُ!».
26وَسَارُوا إِلَى كُورَةِ
الْجَدَرِيِّينَ
الَّتِي هِيَ مُقَابِلَ
الْجَلِيلِ. 27وَلَمَّا خَرَجَ إِلَى
الأَرْضِ اسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنَ
الْمَدِينَةِ كَانَ فِيهِ شَيَاطِينُ مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ وَكَانَ لاَ
يَلْبَسُ ثَوْباً وَلاَ يُقِيمُ فِي بَيْتٍ بَلْ فِي
الْقُبُورِ.
28فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ صَرَخَ وَخَرَّ لَهُ وَقَالَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ:
«مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ
ابْنَ اللهِ الْعَلِيِّ! أَطْلُبُ مِنْكَ أَنْ
لاَ تُعَذِّبَنِي». 29لأَنَّهُ أَمَرَ
الرُّوحَ النَّجِسَ أَنْ يَخْرُجَ
مِنَ الإِنْسَانِ. لأَنَّهُ مُنْذُ زَمَانٍ كَثِيرٍ كَانَ يَخْطَفُهُ
وَقَدْ رُبِطَ بِسَلاَسِلٍ وَقُيُودٍ مَحْرُوساً وَكَانَ يَقْطَعُ
الرُّبُطَ وَيُسَاقُ مِنَ
الشَّيْطَانِ إِلَى
الْبَرَارِي. 30فَسَأَلَهُ
يَسُوعُ: «مَا
اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «لَجِئُونُ». لأَنَّ شَيَاطِينَ
كَثِيرَةً دَخَلَتْ فِيهِ. 31وَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَأْمُرَهُمْ
بِالذَّهَابِ إِلَى
الْهَاوِيَةِ. 32وَكَانَ هُنَاكَ قَطِيعُ خَنَازِيرَ
كَثِيرَةٍ تَرْعَى فِي
الْجَبَلِ فَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَأْذِنَ لَهُمْ
بِالدُّخُولِ فِيهَا فَأَذِنَ لَهُمْ. 33فَخَرَجَتِ
الشَّيَاطِينُ مِنَ
الإِنْسَانِ وَدَخَلَتْ فِي
الْخَنَازِيرِ فَانْدَفَعَ
الْقَطِيعُ مِنْ
عَلَى الْجُرْفِ إِلَى
الْبُحَيْرَةِ وَاخْتَنَقَ. 34فَلَمَّا رَأَى
الرُّعَاةُ مَا كَانَ هَرَبُوا وَذَهَبُوا وَأَخْبَرُوا فِي
الْمَدِينَةِ
وَفِي الضِّيَاعِ 35فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى. وَجَاءُوا إِلَى
يَسُوعَ فَوَجَدُوا
الإِنْسَانَ
الَّذِي كَانَتِ
الشَّيَاطِينُ قَدْ
خَرَجَتْ مِنْهُ لاَبِساً وَعَاقِلاً جَالِساً عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ
فَخَافُوا. 36فَأَخْبَرَهُمْ أَيْضاً
الَّذِينَ رَأَوْا كَيْفَ خَلَصَ
الْمَجْنُونُ. 37فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ جُمْهُورِ كُورَةِ
الْجَدَرِيِّينَ
أَنْ يَذْهَبَ عَنْهُمْ لأَنَّهُ
اعْتَرَاهُمْ خَوْفٌ عَظِيمٌ. فَدَخَلَ
السَّفِينَةَ وَرَجَعَ. 38أَمَّا
الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ
الشَّيَاطِينُ فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ وَلَكِنَّ يَسُوعَ
صَرَفَهُ قَائِلاً: 39«ﭐرْجِعْ إِلَى بَيْتِكَ وَحَدِّثْ بِكَمْ صَنَعَ
اللهُ بِكَ». فَمَضَى وَهُوَ يُنَادِي فِي
الْمَدِينَةِ كُلِّهَا بِكَمْ
صَنَعَ بِهِ يَسُوعُ.
40وَلَمَّا
رَجَعَ يَسُوعُ قَبِلَهُ
الْجَمْعُ لأَنَّهُمْ كَانُوا جَمِيعُهُمْ
يَنْتَظِرُونَهُ. 41وَإِذَا رَجُلٌ
اسْمُهُ يَايِرُسُ قَدْ جَاءَ - وَكَانَ
رَئِيسَ الْمَجْمَعِ - فَوَقَعَ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَطَلَبَ إِلَيْهِ
أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ 42لأَنَّهُ كَانَ لَهُ بِنْتٌ وَحِيدَةٌ لَهَا
نَحْوُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَكَانَتْ فِي حَالِ
الْمَوْتِ. فَفِيمَا
هُوَ مُنْطَلِقٌ زَحَمَتْهُ
الْجُمُوعُ. 43وَﭐمْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ
مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَقَدْ أَنْفَقَتْ كُلَّ مَعِيشَتِهَا
لِلأَطِبَّاءِ وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تُشْفَى مِنْ أَحَدٍ 44جَاءَتْ مِنْ
وَرَائِهِ وَلَمَسَتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ. فَفِي
الْحَالِ وَقَفَ نَزْفُ
دَمِهَا. 45فَقَالَ يَسُوعُ: «مَنِ
الَّذِي لَمَسَنِي!» وَإِذْ كَانَ
الْجَمِيعُ يُنْكِرُونَ قَالَ بُطْرُسُ وَالَّذِينَ مَعَهُ: «يَا مُعَلِّمُ
الْجُمُوعُ يُضَيِّقُونَ عَلَيْكَ وَيَزْحَمُونَكَ وَتَقُولُ مَنِ
الَّذِي
لَمَسَنِي!» 46فَقَالَ يَسُوعُ: «قَدْ لَمَسَنِي وَاحِدٌ لأَنِّي عَلِمْتُ
أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي». 47فَلَمَّا رَأَتِ
الْمَرْأَةُ
أَنَّهَا لَمْ تَخْتَفِ جَاءَتْ مُرْتَعِدَةً وَخَرَّتْ لَهُ
وَأَخْبَرَتْهُ قُدَّامَ جَمِيعِ
الشَّعْبِ لأَيِّ سَبَبٍ لَمَسَتْهُ
وَكَيْفَ بَرِئَتْ فِي
الْحَالِ. 48فَقَالَ لَهَا: «ثِقِي يَا
ابْنَةُ.
إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ».
49وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جَاءَ وَاحِدٌ مِنْ دَارِ رَئِيسِ
الْمَجْمَعِ قَائِلاً لَهُ: «قَدْ مَاتَتِ
ابْنَتُكَ. لاَ تُتْعِبِ
الْمُعَلِّمَ». 50فَسَمِعَ يَسُوعُ وَأَجَابَهُ: «لاَ تَخَفْ. آمِنْ فَقَطْ
فَهِيَ تُشْفَى». 51فَلَمَّا جَاءَ إِلَى
الْبَيْتِ لَمْ يَدَعْ أَحَداً
يَدْخُلُ إِلاَّ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَأَبَا
الصَّبِيَّةِ
وَأُمَّهَا. 52وَكَانَ
الْجَمِيعُ يَبْكُونَ عَلَيْهَا وَيَلْطِمُونَ.
فَقَالَ: «لاَ تَبْكُوا. لَمْ تَمُتْ لَكِنَّهَا نَائِمَةٌ». 53فَضَحِكُوا
عَلَيْهِ عَارِفِينَ أَنَّهَا مَاتَتْ. 54فَأَخْرَجَ
الْجَمِيعَ خَارِجاً
وَأَمْسَكَ بِيَدِهَا وَنَادَى قَائِلاً: «يَا صَبِيَّةُ قُومِي».
55فَرَجَعَتْ رُوحُهَا وَقَامَتْ فِي
الْحَالِ. فَأَمَرَ أَنْ تُعْطَى
لِتَأْكُلَ. 56فَبُهِتَ وَالِدَاهَا. فَأَوْصَاهُمَا أَنْ لاَ يَقُولاَ
لأَحَدٍ عَمَّا كَانَ.
اَلأَصْحَاحُ
التَّاسِعُ
1وَدَعَا
تَلاَمِيذَهُ
الاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ قُوَّةً وَسُلْطَاناً عَلَى
جَمِيعِ الشَّيَاطِينِ وَشِفَاءِ أَمْرَاضٍ 2وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا
بِمَلَكُوتِ
اللهِ وَيَشْفُوا
الْمَرْضَى. 3وَقَالَ لَهُمْ: «لاَ
تَحْمِلُوا شَيْئاً لِلطَّرِيقِ لاَ عَصاً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ خُبْزاً
وَلاَ فِضَّةً وَلاَ يَكُونُ لِلْوَاحِدِ ثَوْبَانِ. 4وَأَيَُّ بَيْتٍ
دَخَلْتُمُوهُ فَهُنَاكَ أَقِيمُوا وَمِنْ هُنَاكَ
اخْرُجُوا. 5وَكُلُّ
مَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ فَاخْرُجُوا مِنْ تِلْكَ
الْمَدِينَةِ وَانْفُضُوا
الْغُبَارَ أَيْضاً عَنْ أَرْجُلِكُمْ شَهَادَةً عَلَيْهِمْ». 6فَلَمَّا
خَرَجُوا كَانُوا يَجْتَازُونَ فِي كُلِّ قَرْيَةٍ يُبَشِّرُونَ
وَيَشْفُونَ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ.
7فَسَمِعَ
هِيرُودُسُ رَئِيسُ
الرُّبْعِ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْهُ وَارْتَابَ
لأَنَّ قَوْماً كَانُوا يَقُولُونَ: «إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ
الأَمْوَاتِ». 8وَقَوْماً: «إِنَّ إِيلِيَّا ظَهَرَ». وَآخَرِينَ: «إِنَّ
نَبِيّاً مِنَ
الْقُدَمَاءِ قَامَ». 9فَقَالَ هِيرُودُسُ: «يُوحَنَّا أَنَا
قَطَعْتُ رَأْسَهُ. فَمَنْ هُوَ هَذَا
الَّذِي أَسْمَعُ عَنْهُ مِثْلَ
هَذَا!» وَكَانَ يَطْلُبُ أَنْ يَرَاهُ.
10وَلَمَّا
رَجَعَ الرُّسُلُ أَخْبَرُوهُ بِجَمِيعِ مَا فَعَلُوا فَأَخَذَهُمْ وَانْصَرَفَ
مُنْفَرِداً إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ لِمَدِينَةٍ تُسَمَّى بَيْتَ صَيْدَا.
11فَالْجُمُوعُ إِذْ عَلِمُوا تَبِعُوهُ فَقَبِلَهُمْ وَكَلَّمَهُمْ عَنْ
مَلَكُوتِ اللهِ وَالْمُحْتَاجُونَ إِلَى
الشِّفَاءِ شَفَاهُمْ.
12فَابْتَدَأَ
النَّهَارُ يَمِيلُ. فَتَقَدَّمَ
الاِثْنَا عَشَرَ وَقَالُوا
لَهُ: «ﭐصْرِفِ
الْجَمْعَ لِيَذْهَبُوا إِلَى
الْقُرَى وَالضِّيَاعِ
حَوَالَيْنَا فَيَبِيتُوا وَيَجِدُوا طَعَاماً لأَنَّنَا هَهُنَا فِي
مَوْضِعٍ خَلاَءٍ». 13فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ
لِيَأْكُلُوا». فَقَالُوا: «لَيْسَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ
أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ إِلاَّ أَنْ نَذْهَبَ وَنَبْتَاعَ طَعَاماً
لِهَذَا الشَّعْبِ كُلِّهِ». 14لأَنَّهُمْ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ
رَجُلٍ. فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «أَتْكِئُوهُمْ فِرَقاً خَمْسِينَ
خَمْسِينَ». 15فَفَعَلُوا هَكَذَا وَأَتْكَأُوا
الْجَمِيعَ. 16فَأَخَذَ
الأَرْغِفَةَ
الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ
السَّمَاءِ وَبَارَكَهُنَّ ثُمَّ كَسَّرَ وَأَعْطَى
التَّلاَمِيذَ
لِيُقَدِّمُوا لِلْجَمْعِ. 17فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا جَمِيعاً. ثُمَّ رُفِعَ
مَا فَضَلَ عَنْهُمْ مِنَ
الْكِسَرِ: اثْنَتَا عَشْرَةَ قُفَّةً.
18وَفِيمَا
هُوَ يُصَلِّي عَلَى
انْفِرَادٍ كَانَ
التَّلاَمِيذُ مَعَهُ. فَسَأَلَهُمْ:
«مَنْ تَقُولُ
الْجُمُوعُ إِنِّي أَنَا؟» 19فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا
الْمَعْمَدَانُ. وَآخَرُونَ إِيلِيَّا. وَآخَرُونَ إِنَّ نَبِيّاً مِنَ
الْقُدَمَاءِ قَامَ». 20فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ
إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «مَسِيحُ
اللهِ». 21فَانْتَهَرَهُمْ
وَأَوْصَى أَنْ لاَ يَقُولُوا ذَلِكَ لأَحَدٍ 22قَائِلاً: «إِنَّهُ
يَنْبَغِي أَنَّ
ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيراً وَيُرْفَضُ مِنَ
الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلُ وَفِي
الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».
23وَقَالَ
لِلْجَمِيعِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ
نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَتْبَعْنِي. 24فَإِنَّ مَنْ
أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ
مِنْ أَجْلِي فَهَذَا يُخَلِّصُهَا. 25لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ
الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ
الْعَالَمَ كُلَّهُ وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ
خَسِرَهَا؟ 26لأَنَّ مَنِ
اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فَبِهَذَا يَسْتَحِي
ابْنُ الإِنْسَانِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِهِ وَمَجْدِ
الآبِ وَالْمَلاَئِكَةِ
الْقِدِّيسِينَ. 27حَقّاً أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ
الْقِيَامِ هَهُنَا
قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ
الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ
اللهِ».
28وَبَعْدَ
هَذَا الْكَلاَمِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ أَخَذَ بُطْرُسَ
وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلٍ لِيُصَلِّيَ. 29وَفِيمَا
هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً وَلِبَاسُهُ
مُبْيَضّاً لاَمِعاً. 30وَإِذَا رَجُلاَنِ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ وَهُمَا
مُوسَى وَإِيلِيَّا 31اَللَّذَانِ ظَهَرَا بِمَجْدٍ وَتَكَلَّمَا عَنْ
خُرُوجِهِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ.
32وَأَمَّا بُطْرُسُ وَاللَّذَانِ مَعَهُ فَكَانُوا قَدْ تَثَقَّلُوا
بِالنَّوْمِ. فَلَمَّا
اسْتَيْقَظُوا رَأَوْا مَجْدَهُ وَالرَّجُلَيْنِ
الْوَاقِفَيْنِ مَعَهُ. 33وَفِيمَا هُمَا يُفَارِقَانِهِ قَالَ بُطْرُسُ
لِيَسُوعَ: «يَا مُعَلِّمُ جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هَهُنَا. فَلْنَصْنَعْ
ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةً وَلِمُوسَى وَاحِدَةً وَلِإِيلِيَّا
وَاحِدَةً». وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَقُولُ. 34وَفِيمَا هُوَ يَقُولُ
ذَلِكَ كَانَتْ سَحَابَةٌ فَظَلَّلَتْهُمْ. فَخَافُوا عِنْدَمَا دَخَلُوا
فِي السَّحَابَةِ. 35وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ
السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا
هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ
اسْمَعُوا». 36وَلَمَّا كَانَ
الصَّوْتُ
وُجِدَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَأَمَّا هُمْ فَسَكَتُوا وَلَمْ يُخْبِرُوا
أَحَداً فِي تِلْكَ
الأَيَّامِ بِشَيْءٍ مِمَّا أَبْصَرُوهُ.
37وَفِي
الْيَوْمِ التَّالِي إِذْ نَزَلُوا مِنَ
الْجَبَلِ اسْتَقْبَلَهُ جَمْعٌ
كَثِيرٌ. 38وَإِذَا رَجُلٌ مِنَ
الْجَمْعِ صَرَخَ: «يَا مُعَلِّمُ أَطْلُبُ
إِلَيْكَ. اُنْظُرْ إِلَى
ابْنِي فَإِنَّهُ وَحِيدٌ لِي. 39وَهَا رُوحٌ
يَأْخُذُهُ فَيَصْرُخُ بَغْتَةً فَيَصْرَعُهُ مُزْبِداً وَبِالْجَهْدِ
يُفَارِقُهُ مُرَضِّضاً إِيَّاهُ. 40وَطَلَبْتُ مِنْ تَلاَمِيذِكَ أَنْ
يُخْرِجُوهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا». 41فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا
الْجِيلُ
غَيْرُ الْمُؤْمِنِ وَالْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ
وَأَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمِ
ابْنَكَ إِلَى هُنَا». 42وَبَيْنَمَا هُوَ آتٍ
مَزَّقَهُ الشَّيْطَانُ وَصَرَعَهُ فَانْتَهَرَ يَسُوعُ
الرُّوحَ النَّجِسَ
وَشَفَى الصَّبِيَّ وَسَلَّمَهُ إِلَى أَبِيهِ. 43فَبُهِتَ
الْجَمِيعُ مِنْ
عَظَمَةِ اللهِ.
وَإِذْ
كَانَ الْجَمِيعُ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلَ يَسُوعُ قَالَ
لِتَلاَمِيذِهِ: 44«ضَعُوا أَنْتُمْ هَذَا
الْكَلاَمَ فِي آذَانِكُمْ:
إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي
النَّاسِ».
45وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا هَذَا
الْقَوْلَ وَكَانَ مُخْفىً
عَنْهُمْ لِكَيْ لاَ يَفْهَمُوهُ وَخَافُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ هَذَا
الْقَوْلِ.
46وَدَاخَلَهُمْ فِكْرٌ: مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ أَعْظَمَ فِيهِمْ؟
47فَعَلِمَ يَسُوعُ فِكْرَ قَلْبِهِمْ وَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ
عِنْدَهُ 48وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ قَبِلَ هَذَا
الْوَلَدَ بِاسْمِي
يَقْبَلُنِي وَمَنْ قَبِلَنِي يَقْبَلُ
الَّذِي أَرْسَلَنِي لأَنَّ
الأَصْغَرَ فِيكُمْ جَمِيعاً هُوَ يَكُونُ عَظِيماً» 49فَقَالَ يُوحَنَّا:
«يَا مُعَلِّمُ رَأَيْنَا وَاحِداً يُخْرِجُ
الشَّيَاطِينَ بِاسْمِكَ
فَمَنَعْنَاهُ لأَنَّهُ لَيْسَ يَتْبَعُ مَعَنَا». 50فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:
«لاَ تَمْنَعُوهُ لأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا».
51وَحِينَ
تَمَّتِ الأَيَّامُ لاِرْتِفَاعِهِ ثَبَّتَ وَجْهَهُ لِيَنْطَلِقَ إِلَى
أُورُشَلِيمَ 52وَأَرْسَلَ أَمَامَ وَجْهِهِ رُسُلاً فَذَهَبُوا وَدَخَلُوا
قَرْيَةً لِلسَّامِرِيِّينَ حَتَّى يُعِدُّوا لَهُ. 53فَلَمْ يَقْبَلُوهُ
لأَنَّ وَجْهَهُ كَانَ مُتَّجِهاً نَحْوَ أُورُشَلِيمَ. 54فَلَمَّا رَأَى
ذَلِكَ تِلْمِيذَاهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا قَالاَ: «يَا رَبُّ أَتُرِيدُ
أَنْ نَقُولَ أَنْ تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ
السَّمَاءِ فَتُفْنِيَهُمْ كَمَا
فَعَلَ إِيلِيَّا أَيْضاً؟» 55فَالْتَفَتَ وَانْتَهَرَهُمَا وَقَالَ:
«لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا! 56لأَنَّ
ابْنَ
الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ
النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ».
فَمَضَوْا إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى.
57وَفِيمَا
هُمْ سَائِرُونَ فِي
الطَّرِيقِ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «يَا سَيِّدُ
أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي». 58فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ
أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ
السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا
ابْنُ الإِنْسَانِ
فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ». 59وَقَالَ لِآخَرَ:
«ﭐتْبَعْنِي». فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ
ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً
وَأَدْفِنَ أَبِي». 60فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «دَعِ
الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ
مَوْتَاهُمْ وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ
اللهِ».
61وَقَالَ آخَرُ أَيْضاً: «أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ وَلَكِنِ
ائْذِنْ لِي
أَوَّلاً أَنْ أُوَدِّعَ
الَّذِينَ فِي بَيْتِي». 62فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:
«لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى
الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى
الْوَرَاءِ
يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ
اللهِ».
اَلأَصْحَاحُ
الْعَاشِرُ
1وَبَعْدَ
ذَلِكَ عَيَّنَ
الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضاً وَأَرْسَلَهُمُ
اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ
حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعاً أَنْ يَأْتِيَ. 2فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ
الْحَصَادَ كَثِيرٌ وَلَكِنَّ
الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ
رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ. 3اِذْهَبُوا.
هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ. 4لاَ تَحْمِلُوا
كِيساً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ
فِي الطَّرِيقِ. 5وَأَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَقُولُوا أَوَّلاً:
سَلاَمٌ لِهَذَا
الْبَيْتِ. 6فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ
ابْنُ السَّلاَمِ
يَحِلُّ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُمْ.
7وَأَقِيمُوا فِي ذَلِكَ
الْبَيْتِ آكِلِينَ وَشَارِبِينَ مِمَّا
عِنْدَهُمْ لأَنَّ
الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ. لاَ تَنْتَقِلُوا
مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. 8وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا
وَقَبِلُوكُمْ فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُمْ 9وَﭐشْفُوا
الْمَرْضَى الَّذِينَ
فِيهَا وَقُولُوا لَهُمْ: قَدِ
اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ
اللهِ
10وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَلَمْ يَقْبَلُوكُمْ فَاخْرُجُوا
إِلَى شَوَارِعِهَا وَقُولُوا: 11حَتَّى
الْغُبَارُ الَّذِي لَصِقَ بِنَا
مِنْ مَدِينَتِكُمْ نَنْفُضُهُ لَكُمْ. وَلَكِنِ
اعْلَمُوا هَذَا أَنَّهُ
قَدِ اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ
اللهِ. 12وَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ
يَكُونُ لِسَدُومَ فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ حَالَةٌ أَكْثَرُ
احْتِمَالاً
مِمَّا لِتِلْكَ
الْمَدِينَةِ.
13«وَيْلٌ
لَكِ يَا كُورَزِينُ! وَيْلٌ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا! لأَنَّهُ لَوْ
صُنِعَتْ فِي صُورَ وَصَيْدَاءَ
الْقُوَّاتُ
الْمَصْنُوعَةُ فِيكُمَا
لَتَابَتَا قَدِيماً جَالِسَتَيْنِ فِي
الْمُسُوحِ وَالرَّمَادِ.
14وَلَكِنَّ صُورَ وَصَيْدَاءَ يَكُونُ لَهُمَا فِي
الدِّينِ حَالَةٌ
أَكْثَرُ احْتِمَالاً مِمَّا لَكُمَا. 15وَأَنْتِ يَا كَفْرَنَاحُومُ
الْمُرْتَفِعَةُ إِلَى
السَّمَاءِ سَتُهْبَطِينَ إِلَى
الْهَاوِيَةِ.
16اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ
يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ
الَّذِي أَرْسَلَنِي».
17فَرَجَعَ
السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: «يَا رَبُّ حَتَّى
الشَّيَاطِينُ
تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ». 18فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ
الشَّيْطَانَ
سَاقِطاً مِثْلَ
الْبَرْقِ مِنَ
السَّمَاءِ. 19هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ
سُلْطَاناً لِتَدُوسُوا
الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ
الْعَدُّوِ وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ. 20وَلَكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهَذَا
أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ بَلِ
افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ
أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي
السَّمَاوَاتِ».
21وَفِي
تِلْكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ
أَيُّهَا الآبُ رَبُّ
السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ
عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ
أَيُّهَا الآبُ لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ
الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ».
22وَﭐلْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ
إِلَيَّ مِنْ أَبِي. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ
الاِبْنُ إِلاَّ
الآبُ وَلاَ مَنْ هُوَ
الآبُ إِلاَّ
الاِبْنُ وَمَنْ أَرَادَ
الاِبْنُ أَنْ
يُعْلِنَ لَهُ». 23وَﭐلْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ عَلَى
انْفِرَادٍ
وَقَالَ: «طُوبَى لِلْعُيُونِ
الَّتِي تَنْظُرُ مَا تَنْظُرُونَهُ
24لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ كَثِيرِينَ وَمُلُوكاً
أَرَادُوا أَنْ يَنْظُرُوا مَا أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَلَمْ يَنْظُرُوا
وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا».
25وَإِذَا
نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ
لأَرِثَ الْحَيَاةَ
الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ
فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» 27فَأَجَابَ: «تُحِبُّ
الرَّبَّ
إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ
قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». 28فَقَالَ
لَهُ: «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا». 29وَأَمَّا هُوَ
فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ سَأَلَ يَسُوعَ: «وَمَنْ هُوَ
قَرِيبِي؟» 30فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ
أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ فَعَرَّوْهُ
وَجَرَّحُوهُ وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ. 31فَعَرَضَ
أَنَّ كَاهِناً نَزَلَ فِي تِلْكَ
الطَّرِيقِ فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ.
32وَكَذَلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ
الْمَكَانِ جَاءَ
وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. 33وَلَكِنَّ سَامِرِيّاً مُسَافِراً جَاءَ
إِلَيْهِ وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ 34فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ
وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ
وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَاعْتَنَى بِهِ. 35وَفِي
الْغَدِ لَمَّا
مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ
الْفُنْدُقِ وَقَالَ
لَهُ: اعْتَنِ بِهِ وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي
أُوفِيكَ. 36فَأَيُّ هَؤُلاَءِ
الثَّلاَثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيباً لِلَّذِي
وَقَعَ بَيْنَ
اللُّصُوصِ؟» 37فَقَالَ: «ﭐلَّذِي صَنَعَ مَعَهُ
الرَّحْمَةَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ﭐذْهَبْ أَنْتَ أَيْضاً وَاصْنَعْ
هَكَذَا».
38وَفِيمَا
هُمْ سَائِرُونَ دَخَلَ قَرْيَةً فَقَبِلَتْهُ
امْرَأَةٌ اسْمُهَا مَرْثَا
فِي بَيْتِهَا. 39وَكَانَتْ لِهَذِهِ أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَمَ
الَّتِي
جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَكَانَتْ تَسْمَعُ كَلاَمَهُ.
40وَأَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ
فَوَقَفَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبُّ أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ
تَرَكَتْنِي أَخْدِمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُعِينَنِي!» 41فَأَجَابَ
يَسُوعُ: «مَرْثَا مَرْثَا أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ
أُمُورٍ كَثِيرَةٍ 42وَلَكِنَّ
الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ
مَرْيَمُ النَّصِيبَ
الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».
اَلأَصْحَاحُ
الْحَادِي عَشَرَ
1وَإِذْ
كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعٍ لَمَّا فَرَغَ قَالَ وَاحِدٌ مِنْ
تَلاَمِيذِهِ: «يَا رَبُّ عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ
يُوحَنَّا أَيْضاً تَلاَمِيذَهُ». 2فَقَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ
فَقُولُوا: أَبَانَا
الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ
اسْمُكَ
لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي
السَّمَاءِ كَذَلِكَ
عَلَى الأَرْضِ. 3خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ 4وَﭐغْفِرْ
لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ
يُذْنِبُ إِلَيْنَا وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ
الشِّرِّيرِ».
5ثُمَّ
قَالَ لَهُمْ: «مَنْ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ صَدِيقٌ وَيَمْضِي إِلَيْهِ
نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُولُ لَهُ: يَا صَدِيقُ أَقْرِضْنِي ثَلاَثَةَ
أَرْغِفَةٍ 6لأَنَّ صَدِيقاً لِي جَاءَنِي مِنْ سَفَرٍ وَلَيْسَ لِي مَا
أُقَدِّمُ لَهُ. 7فَيُجِيبَ ذَلِكَ مِنْ دَاخِلٍ وَيَقُولَ: لاَ
تُزْعِجْنِي! اَلْبَابُ مُغْلَقٌ
الآنَ وَأَوْلاَدِي مَعِي فِي
الْفِرَاشِ.
لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ وَأُعْطِيَكَ. 8أَقُولُ لَكُمْ: وَإِنْ كَانَ
لاَ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لِكَوْنِهِ صَدِيقَهُ فَإِنَّهُ مِنْ أَجْلِ
لَجَاجَتِهِ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ قَدْرَ مَا يَحْتَاجُ. 9وَأَنَا أَقُولُ
لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا.
اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ
لَكُمْ. 10لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ
وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. 11فَمَنْ مِنْكُمْ وَهُوَ أَبٌ يَسْأَلُهُ
ابْنُهُ خُبْزاً أَفَيُعْطِيهِ حَجَراً؟ أَوْ سَمَكَةً أَفَيُعْطِيهِ
حَيَّةً بَدَلَ
السَّمَكَةِ؟ 12أَوْ إِذَا سَأَلَهُ بَيْضَةً أَفَيُعْطِيهِ
عَقْرَباً؟ 13فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ
تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ
الآبُ
الَّذِي مِنَ
السَّمَاءِ يُعْطِي
الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ
يَسْأَلُونَهُ».
14وَكَانَ
يُخْرِجُ شَيْطَاناً وَكَانَ ذَلِكَ أَخْرَسَ. فَلَمَّا أُخْرِجَ
الشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ
الأَخْرَسُ فَتَعَجَّبَ
الْجُمُوعُ. 15وَأَمَّا
قَوْمٌ مِنْهُمْ فَقَالُوا: «بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ
الشَّيَاطِينِ
يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ». 16وَآخَرُونَ طَلَبُوا مِنْهُ آيَةً مِنَ
السَّمَاءِ يُجَرِّبُونَهُ. 17فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ:
«كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ وَبَيْتٍ
مُنْقَسِمٍ عَلَى بَيْتٍ يَسْقُطُ. 18فَإِنْ كَانَ
الشَّيْطَانُ أَيْضاً
يَنْقَسِمُ عَلَى ذَاتِهِ فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُمْ
تَقُولُونَ: إِنِّي بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ
الشَّيَاطِينَ. 19فَإِنْ
كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ
الشَّيَاطِينَ فَأَبْنَاؤُكُمْ
بِمَنْ يُخْرِجُونَ؟ لِذَلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ. 20وَلَكِنْ
إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ
اللهِ أُخْرِجُ
الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ
عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ
اللهِ. 21حِينَمَا يَحْفَظُ
الْقَوِيُّ دَارَهُ
مُتَسَلِّحاً تَكُونُ أَمْوَالُهُ فِي أَمَانٍ. 22وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ
مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَإِنَّهُ يَغْلِبُهُ وَيَنْزِعُ سِلاَحَهُ
الْكَامِلَ الَّذِي
اتَّكَلَ عَلَيْهِ وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ. 23مَنْ
لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ.
24مَتَى خَرَجَ
الرُّوحُ النَّجِسُ مِنَ
الإِنْسَانِ يَجْتَازُ فِي
أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً وَإِذْ لاَ يَجِدُ
يَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي
الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ 25فَيَأْتِي
وَيَجِدُهُ مَكْنُوساً مُزَيَّناً. 26ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ سَبْعَةَ
أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ فَتَصِيرُ
أَوَاخِرُ ذَلِكَ
الإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ!»
27وَفِيمَا
هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا رَفَعَتِ
امْرَأَةٌ صَوْتَهَا مِنَ
الْجَمْعِ
وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ
الَّذِي حَمَلَكَ وَالثَّدْيَيْنِ
اللَّذَيْنِ رَضَعْتَهُمَا». 28أَمَّا هُوَ فَقَالَ: «بَلْ طُوبَى
لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ
اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ».
29وَفِيمَا
كَانَ الْجُمُوعُ مُزْدَحِمِينَ
ابْتَدَأَ يَقُولُ: «هَذَا
الْجِيلُ
شِرِّيرٌ. يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةُ يُونَانَ
النَّبِيِّ. 30لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوَى
كَذَلِكَ يَكُونُ
ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضاً لِهَذَا
الْجِيلِ. 31مَلِكَةُ
التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي
الدِّينِ مَعَ رِجَالِ هَذَا
الْجِيلِ
وَتَدِينُهُمْ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي
الأَرْضِ لِتَسْمَعَ
حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا.
32رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي
الدِّينِ مَعَ هَذَا
الْجِيلِ
وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا
أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا!
33«لَيْسَ
أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجاً وَيَضَعُهُ فِي خُفْيَةٍ وَلاَ تَحْتَ
الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى
الْمَنَارَةِ لِكَيْ يَنْظُرَ
الدَّاخِلُونَ
النُّورَ. 34سِرَاجُ
الْجَسَدِ هُوَ
الْعَيْنُ فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ
بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً
فَجَسَدُكَ يَكُونُ مُظْلِماً. 35اُنْظُرْ إِذاً لِئَلاَّ يَكُونَ
النُّورُ
الَّذِي فِيكَ ظُلْمَةً. 36فَإِنْ كَانَ جَسَدُكَ كُلُّهُ نَيِّراً لَيْسَ
فِيهِ جُزْءٌ مُظْلِمٌ يَكُونُ نَيِّراً كُلُّهُ كَمَا حِينَمَا يُضِيءُ
لَكَ السِّرَاجُ بِلَمَعَانِهِ».
37وَفِيمَا
هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ
وَاتَّكَأَ. 38وَأَمَّا
الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ
أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ
الْغَدَاءِ. 39فَقَالَ لَهُ
الرَّبُّ: «أَنْتُمُ
الآنَ أَيُّهَا
الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ
الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ
اخْتِطَافاً
وَخُبْثاً. 40يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ
الَّذِي صَنَعَ
الْخَارِجَ صَنَعَ
الدَّاخِلَ أَيْضاً؟ 41بَلْ أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً فَهُوَذَا
كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيّاً لَكُمْ. 42وَلَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا
الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ
النَّعْنَعَ وَالسَّذَابَ
وَكُلَّ بَقْلٍ وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ
الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ
اللهِ. كَانَ
يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ! 43وَيْلٌ
لَكُمْ أَيُّهَا
الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ
الْمَجْلِسَ
الأَوَّلَ فِي
الْمَجَامِعِ وَالتَّحِيَّاتِ فِي
الأَسْوَاقِ. 44وَيْلٌ
لَكُمْ أَيُّهَا
الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ
الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ
مِثْلُ الْقُبُورِ
الْمُخْتَفِيَةِ وَالَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَيْهَا لاَ
يَعْلَمُونَ!».
45فَقَالَ
لَهُ وَاحِدٌ مِنَ
النَّامُوسِيِّينَ: «يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا
تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً». 46فَقَالَ: «وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ
أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُحَمِّلُونَ
النَّاسَ أَحْمَالاً
عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَأَنْتُمْ لاَ تَمَسُّونَ
الأَحْمَالَ بِإِحْدَى
أَصَابِعِكُمْ. 47وَيْلٌ لَكُمْ لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ
الأَنْبِيَاءِ وَآبَاؤُكُمْ قَتَلُوهُمْ. 48إِذاً تَشْهَدُونَ وَتَرْضَوْنَ
بِأَعْمَالِ آبَائِكُمْ لأَنَّهُمْ هُمْ قَتَلُوهُمْ وَأَنْتُمْ تَبْنُونَ
قُبُورَهُمْ. 49لِذَلِكَ أَيْضاً قَالَتْ حِكْمَةُ
اللهِ: إِنِّي أُرْسِلُ
إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلاً فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ وَيَطْرُدُونَ -
50لِكَيْ يُطْلَبَ مِنْ هَذَا
الْجِيلِ دَمُ جَمِيعِ
الأَنْبِيَاءِ
الْمُهْرَقُ
مُنْذُ إِنْشَاءِ
الْعَالَمِ 51مِنْ دَمِ هَابِيلَ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا
الَّذِي أُهْلِكَ بَيْنَ
الْمَذْبَحِ وَالْبَيْتِ. نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّهُ يُطْلَبُ مِنْ هَذَا
الْجِيلِ! 52وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا
النَّامُوسِيُّونَ
لأَنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِفْتَاحَ
الْمَعْرِفَةِ. مَا دَخَلْتُمْ أَنْتُمْ
وَالدَّاخِلُونَ مَنَعْتُمُوهُمْ».
53وَفِيمَا
هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهَذَا
ابْتَدَأَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ
يَحْنَقُونَ جِدّاً وَيُصَادِرُونَهُ عَلَى أُمُورٍ كَثِيرَةٍ 54وَهُمْ
يُرَاقِبُونَهُ طَالِبِينَ أَنْ يَصْطَادُوا شَيْئاً مِنْ فَمِهِ لِكَيْ
يَشْتَكُوا عَلَيْهِ.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّانِي عَشَرَ
1وَفِي
أَثْنَاءِ ذَلِكَ إِذِ
اجْتَمَعَ رَبَوَاتُ
الشَّعْبِ حَتَّى كَانَ
بَعْضُهُمْ يَدُوسُ بَعْضاً
ابْتَدَأَ يَقُولُ لِتَلاَمِيذِهِ: «أَوَّلاً
تَحَرَّزُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَمِيرِ
الْفَرِّيسِيِّينَ
الَّذِي هُوَ
الرِّيَاءُ 2فَلَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ
يُعْرَفَ. 3لِذَلِكَ كُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ فِي
الظُّلْمَةِ يُسْمَعُ فِي
النُّورِ وَمَا كَلَّمْتُمْ بِهِ
الأُذُنَ فِي
الْمَخَادِعِ يُنَادَى بِهِ
عَلَى السُّطُوحِ. 4وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ يَا أَحِبَّائِي: لاَ
تَخَافُوا مِنَ
الَّذِينَ يَقْتُلُونَ
الْجَسَدَ وَبَعْدَ ذَلِكَ لَيْسَ
لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ. 5بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ:
خَافُوا مِنَ
الَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي
جَهَنَّمَ. نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ: مِنْ هَذَا خَافُوا! 6أَلَيْسَتْ
خَمْسَةُ عَصَافِيرَ تُبَاعُ بِفَلْسَيْنِ وَوَاحِدٌ مِنْهَا لَيْسَ
مَنْسِيّاً أَمَامَ
اللهِ؟ 7بَلْ شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضاً جَمِيعُهَا
مُحْصَاةٌ! فَلاَ تَخَافُوا. أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!
8وَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنِ
اعْتَرَفَ بِي قُدَّامَ
النَّاسِ يَعْتَرِفُ
بِهِ ابْنُ الإِنْسَانِ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ
اللهِ. 9وَمَنْ أَنْكَرَنِي
قُدَّامَ النَّاسِ يُنْكَرُ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ
اللهِ. 10وَكُلُّ مَنْ
قَالَ كَلِمَةً عَلَى
ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ
جَدَّفَ عَلَى
الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلاَ يُغْفَرُ لَهُ. 11وَمَتَى
قَدَّمُوكُمْ إِلَى
الْمَجَامِعِ وَالرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فَلاَ
تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَحْتَجُّونَ أَوْ بِمَا تَقُولُونَ
12لأَنَّ الرُّوحَ
الْقُدُسَ يُعَلِّمُكُمْ فِي تِلْكَ
السَّاعَةِ مَا
يَجِبُ أَنْ تَقُولُوهُ».
13وَقَالَ
لَهُ وَاحِدٌ مِنَ
الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ
يُقَاسِمَنِي
الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ
أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» 15وَقَالَ لَهُمُ:
«ﭐنْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ
الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ
كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ». 16وَضَرَبَ لَهُمْ
مَثَلاً قَائِلاً: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ 17فَفَكَّرَ
فِي نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ
أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ 18وَقَالَ: أَعْمَلُ هَذَا: أَهْدِمُ
مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَلاَّتِي
وَخَيْرَاتِي 19وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ
مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي.
20فَقَالَ لَهُ
اللهُ: يَا غَبِيُّ هَذِهِ
اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ
مِنْكَ فَهَذِهِ
الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ 21هَكَذَا
الَّذِي
يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيّاً لِلَّهِ».
22وَقَالَ
لِتَلاَمِيذِهِ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا
لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَلاَ لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ.
23اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ
الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ
اللِّبَاسِ. 24تَأَمَّلُوا
الْغِرْبَانَ: أَنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ
تَحْصُدُ وَلَيْسَ لَهَا مَخْدَعٌ وَلاَ مَخْزَنٌ وَاللهُ يُقِيتُهَا. كَمْ
أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ
الطُّيُورِ! 25وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا
اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعاً وَاحِدَةً؟
26فَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَقْدِرُونَ وَلاَ عَلَى
الأَصْغَرِ فَلِمَاذَا
تَهْتَمُّونَ بِالْبَوَاقِي؟ 27تَأَمَّلُوا
الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو!
لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ وَلاَ
سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.
28فَإِنْ كَانَ
الْعُشْبُ الَّذِي يُوجَدُ
الْيَوْمَ فِي
الْحَقْلِ
وَيُطْرَحُ غَداً فِي
التَّنُّورِ يُلْبِسُهُ
اللهُ هَكَذَا فَكَمْ
بِالْحَرِيِّ يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي
الإِيمَانِ؟ 29فَلاَ
تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ تَقْلَقُوا
30فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا أُمَمُ
الْعَالَمِ. وَأَمَّا
أَنْتُمْ فَأَبُوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ.
31بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ
اللهِ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.
32«لاَ
تَخَفْ أَيُّهَا
الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ
يُعْطِيَكُمُ
الْمَلَكُوتَ. 33بِيعُوا مَا لَكُمْ وَأَعْطُوا صَدَقَةً.
اِعْمَلُوا لَكُمْ أَكْيَاساً لاَ تَفْنَى وَكَنْزاً لاَ يَنْفَدُ فِي
السَّمَاوَاتِ حَيْثُ لاَ يَقْرَبُ سَارِقٌ وَلاَ يُبْلِي سُوسٌ 34لأَنَّهُ
حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُمْ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكُمْ أَيْضاً.
35لِتَكُنْ
أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً 36وَأَنْتُمْ مِثْلُ
أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ مَتَى يَرْجِعُ مِنَ
الْعُرْسِ حَتَّى
إِذَا جَاءَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ لِلْوَقْتِ. 37طُوبَى لأُولَئِكَ
الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ.
اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ
وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدِمُهُمْ. 38وَإِنْ أَتَى فِي
الْهَزِيعِ الثَّانِي
أَوْ أَتَى فِي
الْهَزِيعِ الثَّالِثِ وَوَجَدَهُمْ هَكَذَا فَطُوبَى
لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ. 39وَإِنَّمَا اعْلَمُوا هَذَا: أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ
رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي
السَّارِقُ لَسَهِرَ وَلَمْ
يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ. 40فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذاً مُسْتَعِدِّينَ
لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي
ابْنُ الإِنْسَانِ».
41فَقَالَ
لَهُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ أَلَنَا تَقُولُ هَذَا
الْمَثَلَ أَمْ
لِلْجَمِيعِ أَيْضاً؟» 42فَقَالَ
الرَّبُّ: «فَمَنْ هُوَ
الْوَكِيلُ
الأَمِينُ الْحَكِيمُ
الَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ
لِيُعْطِيَهُمُ
الْعُلُوفَةَ فِي حِينِهَا؟ 43طُوبَى لِذَلِكَ
الْعَبْدِ
الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هَكَذَا! 44بِالْحَقِّ
أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ. 45وَلَكِنْ
إِنْ قَالَ ذَلِكَ
الْعَبْدُ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ قُدُومَهُ
فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ
الْغِلْمَانَ وَالْجَوَارِيَ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ
وَيَسْكَرُ. 46يَأْتِي سَيِّدُ ذَلِكَ
الْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لاَ
يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا فَيَقْطَعُهُ وَيَجْعَلُ
نَصِيبَهُ مَعَ
الْخَائِنِينَ. 47وَأَمَّا ذَلِكَ
الْعَبْدُ الَّذِي
يَعْلَمُ إِرَادَةَ سَيِّدِهِ وَلاَ يَسْتَعِدُّ وَلاَ يَفْعَلُ بِحَسَبِ
إِرَادَتِهِ فَيُضْرَبُ كَثِيراً. 48وَلَكِنَّ
الَّذِي لاَ يَعْلَمُ
وَيَفْعَلُ مَا يَسْتَحِقُّ ضَرَبَاتٍ يُضْرَبُ قَلِيلاً. فَكُلُّ مَنْ
أُعْطِيَ كَثِيراً يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ وَمَنْ يُودِعُونَهُ كَثِيراً
يُطَالِبُونَهُ بِأَكْثَرَ.
49«جِئْتُ
لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى
الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ
اضْطَرَمَتْ؟
50وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟
51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى
الأَرْضِ؟ كَلاَّ
أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ
انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ
الآنَ خَمْسَةٌ
فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى
اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ
عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ
الأَبُ عَلَى
الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى
الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى
الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى
الأُمِّ وَالْحَمَاةُ
عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».
54ثُمَّ
قَالَ أَيْضاً لِلْجُمُوعِ: «إِذَا رَأَيْتُمُ
السَّحَابَ تَطْلُعُ مِنَ
الْمَغَارِبِ فَلِلْوَقْتِ تَقُولُونَ: إِنَّهُ يَأْتِي مَطَرٌ. فَيَكُونُ
هَكَذَا. 55وَإِذَا رَأَيْتُمْ رِيحَ
الْجَنُوبِ تَهُبُّ تَقُولُونَ:
إِنَّهُ سَيَكُونُ حَرٌّ. فَيَكُونُ. 56يَا مُرَاؤُونَ تَعْرِفُونَ أَنْ
تُمَيِّزُوا وَجْهَ
الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ وَأَمَّا هَذَا
الزَّمَانُ
فَكَيْفَ لاَ تُمَيِّزُونَهُ؟ 57وَلِمَاذَا لاَ تَحْكُمُونَ بِالْحَقِّ
مِنْ قِبَلِ نُفُوسِكُمْ؟ 58حِينَمَا تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلَى
الْحَاكِمِ ابْذُلِ
الْجَهْدَ وَأَنْتَ فِي
الطَّرِيقِ لِتَتَخَلَّصَ
مِنْهُ لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلَى
الْقَاضِي وَيُسَلِّمَكَ
الْقَاضِي إِلَى
الْحَاكِمِ فَيُلْقِيَكَ
الْحَاكِمُ فِي
السِّجْنِ. 59أَقُولُ لَكَ: لاَ
تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ
الْفَلْسَ الأَخِيرَ».
اَلأَصْحَاحُ
الثَّالِثُ عَشَرَ
1وَكَانَ
حَاضِراً فِي ذَلِكَ
الْوَقْتِ قَوْمٌ يُخْبِرُونَهُ عَنِ
الْجَلِيلِيِّينَ
الَّذِينَ خَلَطَ بِيلاَطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ. 2فَقَالَ يَسُوعُ
لَهُمْ: «أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَؤُلاَءِ
الْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً
أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ
الْجَلِيلِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هَذَا؟
3كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ. بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ
تَهْلِكُونَ. 4أَوْ أُولَئِكَ
الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ
الَّذِينَ سَقَطَ
عَلَيْهِمُ الْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُمْ أَتَظُنُّونَ أَنَّ
هَؤُلاَءِ كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ
النَّاسِ
السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ؟ 5كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلْ إِنْ لَمْ
تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ».
6وَقَالَ
هَذَا الْمَثَلَ: «كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي
كَرْمِهِ فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَراً وَلَمْ يَجِدْ. 7فَقَالَ
لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَراً فِي هَذِهِ
التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا. لِمَاذَا تُبَطِّلُ
الأَرْضَ
أَيْضاً؟ 8فَأَجَابَ: يَا سَيِّدُ
اتْرُكْهَا هَذِهِ
السَّنَةَ أَيْضاً
حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. 9فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَراً
وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا».
10وَكَانَ
يُعَلِّمُ فِي أَحَدِ
الْمَجَامِعِ فِي
السَّبْتِ 11وَإِذَا
امْرَأَةٌ
كَانَ بِهَا رُوحُ ضُعْفٍ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً وَكَانَتْ
مُنْحَنِيَةً وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ
الْبَتَّةَ. 12فَلَمَّا
رَآهَا يَسُوعُ دَعَاهَا وَقَالَ لَهَا: «يَا
امْرَأَةُ إِنَّكِ
مَحْلُولَةٌ مِنْ ضُعْفِكِ». 13وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ فَفِي
الْحَالِ
اسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ
اللهَ. 14فَرَئِيسُ
الْمَجْمَعِ وَهُوَ مُغْتَاظٌ
لأَنَّ يَسُوعَ أَبْرَأَ فِي
السَّبْتِ قَالَ لِلْجَمْعِ: «هِيَ سِتَّةُ
أَيَّامٍ يَنْبَغِي فِيهَا
الْعَمَلُ فَفِي هَذِهِ
ائْتُوا وَاسْتَشْفُوا
وَلَيْسَ فِي يَوْمِ
السَّبْتِ» 15فَأَجَابَهُ
الرَّبُّ: «يَا مُرَائِي
أَلاَ يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي
السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ
حِمَارَهُ مِنَ
الْمِذْوَدِ وَيَمْضِي بِهِ وَيَسْقِيهِ؟ 16وَهَذِهِ وَهِيَ
ابْنَةُ إِبْرَهِيمَ قَدْ رَبَطَهَا
الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ
سَنَةً أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هَذَا
الرِّبَاطِ فِي
يَوْمِ السَّبْتِ؟» 17وَإِذْ قَالَ هَذَا أُخْجِلَ جَمِيعُ
الَّذِينَ
كَانُوا يُعَانِدُونَهُ وَفَرِحَ كُلُّ
الْجَمْعِ بِجَمِيعِ
الأَعْمَالِ
الْمَجِيدَةِ
الْكَائِنَةِ مِنْهُ.
18فَقَالَ:
«مَاذَا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ
اللهِ وَبِمَاذَا أُشَبِّهُهُ؟ 19يُشْبِهُ
حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَأَلْقَاهَا فِي بُسْتَانِهِ
فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَةً كَبِيرَةً وَتَآوَتْ طُيُورُ
السَّمَاءِ فِي
أَغْصَانِهَا».
20وَقَالَ
أَيْضاً: «بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ
اللهِ؟ 21يُشْبِهُ خَمِيرَةً
أَخَذَتْهَا
امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيقٍ
حَتَّى اخْتَمَرَ
الْجَمِيعُ».
22وَﭐجْتَازَ
فِي مُدُنٍ وَقُرًى يُعَلِّمُ وَيُسَافِرُ نَحْوَ أُورُشَلِيمَ 23فَقَالَ
لَهُ وَاحِدٌ: «يَا سَيِّدُ أَقَلِيلٌ هُمُ
الَّذِينَ يَخْلُصُونَ؟»
فَقَالَ لَهُمُ: 24«ﭐجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ
الْبَابِ الضَّيِّقِ
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا
وَلاَ يَقْدِرُونَ 25مِنْ بَعْدِ مَا يَكُونُ رَبُّ
الْبَيْتِ قَدْ قَامَ
وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَابْتَدَأْتُمْ تَقِفُونَ خَارِجاً وَتَقْرَعُونَ
الْبَابَ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ
افْتَحْ لَنَا يُجِيبُكُمْ: لاَ
أَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ! 26حِينَئِذٍ تَبْتَدِئُونَ تَقُولُونَ:
أَكَلْنَا قُدَّامَكَ وَشَرِبْنَا وَعَلَّمْتَ فِي شَوَارِعِنَا.
27فَيَقُولُ: أَقُولُ لَكُمْ لاَ أَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ!
تَبَاعَدُوا عَنِّي يَا جَمِيعَ فَاعِلِي
الظُّلْمِ. 28هُنَاكَ يَكُونُ
الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ
الأَسْنَانِ مَتَى رَأَيْتُمْ إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَمِيعَ
الأَنْبِيَاءِ فِي مَلَكُوتِ
اللهِ
وَأَنْتُمْ مَطْرُوحُونَ خَارِجاً. 29وَيَأْتُونَ مِنَ
الْمَشَارِقِ وَمِنَ
الْمَغَارِبِ وَمِنَ
الشِّمَالِ وَالْجَنُوبِ وَيَتَّكِئُونَ فِي مَلَكُوتِ
اللهِ. 30وَهُوَذَا آخِرُونَ يَكُونُونَ أَوَّلِينَ وَأَوَّلُونَ
يَكُونُونَ آخِرِينَ».
31فِي
ذَلِكَ الْيَوْمِ تَقَدَّمَ بَعْضُ
الْفَرِّيسِيِّينَ قَائِلِينَ لَهُ:
«ﭐخْرُجْ وَاذْهَبْ مِنْ هَهُنَا لأَنَّ هِيرُودُسَ يُرِيدُ أَنْ
يَقْتُلَكَ». 32فَقَالَ لَهُمُ: «ﭐمْضُوا وَقُولُوا لِهَذَا
الثَّعْلَبِ:
هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ وَأَشْفِي
الْيَوْمَ وَغَداً وَفِي
الْيَوْمِ الثَّالِثِ أُكَمَّلُ. 33بَلْ يَنْبَغِي أَنْ أَسِيرَ
الْيَوْمَ
وَغَداً وَمَا يَلِيهِ لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ
خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ. 34يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا
قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ
الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ
مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ
الدَّجَاجَةُ
فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. 35هُوَذَا بَيْتُكُمْ
يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! وَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ
تَرَوْنَنِي حَتَّى يَأْتِيَ وَقْتٌ تَقُولُونَ فِيهِ: مُبَارَكٌ
الآتِي
بِاسْمِ الرَّبِّ».
اَلأَصْحَاحُ
الرَّابِعُ عَشَرَ
1وَإِذْ
جَاءَ إِلَى بَيْتِ أَحَدِ رُؤَسَاءِ
الْفَرِّيسِيِّينَ فِي
السَّبْتِ
لِيَأْكُلَ خُبْزاً كَانُوا يُرَاقِبُونَهُ. 2وَإِذَا إِنْسَانٌ مُسْتَسْقٍ
كَانَ قُدَّامَهُ. 3فَسَأَلَ يَسُوعُ
النَّامُوسِيِّينَ وَالْفَرِّيسِيِّينَ:
«هَلْ يَحِلُّ
الإِبْرَاءُ فِي
السَّبْتِ؟» 4فَسَكَتُوا. فَأَمْسَكَهُ
وَأَبْرَأَهُ وَأَطْلَقَهُ. 5ثُمَّ سَأَلَ: «مَنْ مِنْكُمْ يَسْقُطُ
حِمَارُهُ أَوْ ثَوْرُهُ فِي بِئْرٍ وَلاَ يَنْشِلُهُ حَالاً فِي يَوْمِ
السَّبْتِ؟» 6فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُجِيبُوهُ عَنْ ذَلِكَ.
7وَقَالَ
لِلْمَدْعُوِّينَ مَثَلاً وَهُوَ يُلاَحِظُ كَيْفَ
اخْتَارُوا
الْمُتَّكَآتِ
الأُولَى: 8«مَتَى دُعِيتَ مِنْ أَحَدٍ إِلَى عُرْسٍ فَلاَ
تَتَّكِئْ فِي
الْمُتَّكَإِ
الأَوَّلِ لَعَلَّ أَكْرَمَ مِنْكَ يَكُونُ
قَدْ دُعِيَ مِنْهُ. 9فَيَأْتِيَ
الَّذِي دَعَاكَ وَإِيَّاهُ وَيَقُولَ
لَكَ: أَعْطِ مَكَاناً لِهَذَا. فَحِينَئِذٍ تَبْتَدِئُ بِخَجَلٍ تَأْخُذُ
الْمَوْضِعَ
الأَخِيرَ. 10بَلْ مَتَى دُعِيتَ فَاذْهَبْ وَاتَّكِئْ فِي
الْمَوْضِعِ
الأَخِيرِ حَتَّى إِذَا جَاءَ
الَّذِي دَعَاكَ يَقُولُ لَكَ:
يَا صَدِيقُ
ارْتَفِعْ إِلَى فَوْقُ. حِينَئِذٍ يَكُونُ لَكَ مَجْدٌ
أَمَامَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَكَ. 11لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ
يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ».
12وَقَالَ
أَيْضاً لِلَّذِي دَعَاهُ: «إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً فَلاَ
تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ وَلاَ إِخْوَتَكَ وَلاَ أَقْرِبَاءَكَ وَلاَ
الْجِيرَانَ
الأَغْنِيَاءَ لِئَلاَّ يَدْعُوكَ هُمْ أَيْضاً فَتَكُونَ لَكَ
مُكَافَاةٌ. 13بَلْ إِذَا صَنَعْتَ ضِيَافَةً فَادْعُ
الْمَسَاكِينَ:
الْجُدْعَ الْعُرْجَ
الْعُمْيَ 14فَيَكُونَ لَكَ
الطُّوبَى إِذْ لَيْسَ
لَهُمْ حَتَّى يُكَافُوكَ لأَنَّكَ تُكَافَى فِي قِيَامَةِ
الأَبْرَارِ».
15فَلَمَّا
سَمِعَ ذَلِكَ وَاحِدٌ مِنَ
الْمُتَّكِئِينَ قَالَ لَهُ: «طُوبَى لِمَنْ
يَأْكُلُ خُبْزاً فِي مَلَكُوتِ
اللهِ». 16فَقَالَ لَهُ: «إِنْسَانٌ صَنَعَ
عَشَاءً عَظِيماً وَدَعَا كَثِيرِينَ 17وَأَرْسَلَ عَبْدَهُ فِي سَاعَةِ
الْعَشَاءِ لِيَقُولَ لِلْمَدْعُوِّينَ: تَعَالَوْا لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ
قَدْ أُعِدَّ. 18فَابْتَدَأَ
الْجَمِيعُ بِرَأْيٍ وَاحِدٍ يَسْتَعْفُونَ.
قَالَ لَهُ الأَوَّلُ: إِنِّي
اشْتَرَيْتُ حَقْلاً وَأَنَا مُضْطَرٌّ أَنْ
أَخْرُجَ وَأَنْظُرَهُ. أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْفِيَنِي. 19وَقَالَ آخَرُ:
إِنِّي اشْتَرَيْتُ خَمْسَةَ أَزْوَاجِ بَقَرٍ وَأَنَا مَاضٍ
لأَمْتَحِنَهَا. أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْفِيَنِي. 20وَقَالَ آخَرُ: إِنِّي
تَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ فَلِذَلِكَ لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَجِيءَ. 21فَأَتَى
ذَلِكَ الْعَبْدُ وَأَخْبَرَ سَيِّدَهُ بِذَلِكَ. حِينَئِذٍ غَضِبَ رَبُّ
الْبَيْتِ وَقَالَ لِعَبْدِهِ:
اخْرُجْ عَاجِلاً إِلَى شَوَارِعِ
الْمَدِينَةِ وَأَزِقَّتِهَا وَأَدْخِلْ إِلَى هُنَا
الْمَسَاكِينَ وَالْجُدْعَ
وَالْعُرْجَ وَالْعُمْيَ. 22فَقَالَ
الْعَبْدُ: يَا سَيِّدُ قَدْ صَارَ
كَمَا أَمَرْتَ وَيُوجَدُ أَيْضاً مَكَانٌ. 23فَقَالَ
السَّيِّدُ
لِلْعَبْدِ:
اخْرُجْ إِلَى
الطُّرُقِ وَالسِّيَاجَاتِ وَأَلْزِمْهُمْ
بِالدُّخُولِ حَتَّى يَمْتَلِئَ بَيْتِي 24لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ
لَيْسَ وَاحِدٌ مِنْ أُولَئِكَ
الرِّجَالِ الْمَدْعُوِّينَ يَذُوقُ
عَشَائِي».
25وَكَانَ
جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ
كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ
وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ
يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً. 27وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ
وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً. 28وَمَنْ
مِنْكُمْ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بُرْجاً لاَ يَجْلِسُ أَوَّلاً
وَيَحْسِبُ النَّفَقَةَ هَلْ عِنْدَهُ مَا يَلْزَمُ لِكَمَالِهِ؟
29لِئَلاَّ يَضَعَ
الأَسَاسَ وَلاَ يَقْدِرَ أَنْ يُكَمِّلَ فَيَبْتَدِئَ
جَمِيعُ النَّاظِرِينَ يَهْزَأُونَ بِهِ 30قَائِلِينَ: هَذَا
الإِنْسَانُ
ابْتَدَأَ
يَبْنِي وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُكَمِّلَ. 31وَأَيُّ مَلِكٍ إِنْ ذَهَبَ
لِمُقَاتَلَةِ مَلِكٍ آخَرَ فِي حَرْبٍ لاَ يَجْلِسُ أَوَّلاً
وَيَتَشَاوَرُ: هَلْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُلاَقِيَ بِعَشَرَةِ آلاَفٍ
الَّذِي
يَأْتِي عَلَيْهِ بِعِشْرِينَ أَلْفاً؟ 32وَإِلاَّ فَمَا دَامَ ذَلِكَ
بَعِيداً يُرْسِلُ سَفَارَةً وَيَسْأَلُ مَا هُوَ لِلصُّلْحِ. 33فَكَذَلِكَ
كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لاَ يَتْرُكُ جَمِيعَ أَمْوَالِهِ لاَ يَقْدِرُ
أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.
34اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلَكِنْ إِذَا فَسَدَ
الْمِلْحُ فَبِمَاذَا
يُصْلَحُ؟ 35لاَ يَصْلُحُ لأَرْضٍ وَلاَ لِمَزْبَلَةٍ فَيَطْرَحُونَهُ
خَارِجاً. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ!».
اَلأَصْحَاحُ
الْخَامِسُ عَشَرَ
1وَكَانَ
جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ.
2فَتَذَمَّرَ
الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: «هَذَا يَقْبَلُ
خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ». 3فَكَلَّمَهُمْ بِهَذَا
الْمَثَلِ: 4«أَيُّ
إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ وَأَضَاعَ وَاحِداً مِنْهَا أَلاَ
يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي
الْبَرِّيَّةِ وَيَذْهَبَ لأَجْلِ
الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟ 5وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ
فَرِحاً 6وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو
الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ
قَائِلاً لَهُمُ:
افْرَحُوا مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي
الضَّالَّ.
7أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي
السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ
وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ
يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ».
8«أَوْ
أَيَّةُ امْرَأَةٍ لَهَا عَشْرَةُ دَرَاهِمَ إِنْ أَضَاعَتْ دِرْهَماً
وَاحِداً أَلاَ تُوقِدُ سِرَاجاً وَتَكْنِسُ
الْبَيْتَ وَتُفَتِّشُ
بِاجْتِهَادٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟ 9وَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو
الصَّدِيقَاتِ
وَالْجَارَاتِ قَائِلَةً:
افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ
الدِّرْهَمَ
الَّذِي أَضَعْتُهُ. 10هَكَذَا أَقُولُ لَكُمْ يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ
مَلاَئِكَةِ
اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ».
11وَقَالَ:
«إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ
ابْنَانِ. 12فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا
أَبِي أَعْطِنِي
الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ
الْمَالِ. فَقَسَمَ
لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. 13وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ
الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ
وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. 14فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ
شَيْءٍ حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ
الْكُورَةِ فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ.
15فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ
الْكُورَةِ
فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. 16وَكَانَ يَشْتَهِي
أَنْ يَمْلَأَ بَطْنَهُ مِنَ
الْخُرْنُوبِ
الَّذِي كَانَتِ
الْخَنَازِيرُ
تَأْكُلُهُ فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. 17فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ:
كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ
الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ
جُوعاً! 18أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي
أَخْطَأْتُ إِلَى
السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ 19وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ
أَنْ أُدْعَى لَكَ
ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. 20فَقَامَ
وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ
فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. 21فَقَالَ لَهُ
الاِبْنُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى
السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ
مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ
ابْناً. 22فَقَالَ
الأَبُ
لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا
الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ وَاجْعَلُوا
خَاتَماً فِي يَدِهِ وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ 23وَقَدِّمُوا
الْعِجْلَ
الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ 24لأَنَّ
ابْنِي هَذَا
كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا
يَفْرَحُونَ. 25وَكَانَ
ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي
الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ
وَقَرُبَ مِنَ
الْبَيْتِ سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصاً 26فَدَعَا
وَاحِداً مِنَ
الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟
27فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ
الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ
لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِماً. 28فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ.
فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. 29فَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا
أَخْدِمُكَ سِنِينَ هَذَا عَدَدُهَا وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ
وَجَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. 30وَلَكِنْ
لَمَّا جَاءَ
ابْنُكَ هَذَا
الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ
الزَّوَانِي
ذَبَحْتَ لَهُ
الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ. 31فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ
مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. 32وَلَكِنْ كَانَ
يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ لأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتاً
فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ».
اَلأَصْحَاحُ
السَّادِسُ عَشَرَ
1وَقَالَ
أَيْضاً لِتَلاَمِيذِهِ: «كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيلٌ فَوُشِيَ
بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ. 2فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ:
مَا هَذَا الَّذِي أَسْمَعُ عَنْكَ؟ أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ لأَنَّكَ
لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً بَعْدُ. 3فَقَالَ
الْوَكِيلُ فِي
نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ لأَنَّ سَيِّدِي يَأْخُذُ مِنِّي
الْوَكَالَةَ.
لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْقُبَ وَأَسْتَحِي أَنْ أَسْتَعْطِيَ. 4قَدْ
عَلِمْتُ مَاذَا أَفْعَلُ حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ عَنِ
الْوَكَالَةِ
يَقْبَلُونِي فِي بُيُوتِهِمْ. 5فَدَعَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَدْيُونِي
سَيِّدِهِ وَقَالَ لِلأَوَّلِ: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدِي؟ 6فَقَالَ: مِئَةُ
بَثِّ زَيْتٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاجْلِسْ عَاجِلاً وَاكْتُبْ
خَمْسِينَ. 7ثُمَّ قَالَ لِآخَرَ: وَأَنْتَ كَمْ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: مِئَةُ
كُرِّ قَمْحٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاكْتُبْ ثَمَانِينَ. 8فَمَدَحَ
السَّيِّدُ وَكِيلَ
الظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ فَعَلَ لأَنَّ أَبْنَاءَ
هَذَا الدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ
النُّورِ فِي جِيلِهِمْ. 9وَأَنَا
أَقُولُ لَكُمُ:
اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ
الظُّلْمِ حَتَّى
إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي
الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ.
10اَلأَمِينُ فِي
الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضاً فِي
الْكَثِيرِ وَالظَّالِمُ
فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضاً فِي
الْكَثِيرِ. 11فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا
أُمَنَاءَ فِي مَالِ
الظُّلْمِ فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى
الْحَقِّ؟
12وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَا هُوَ لِلْغَيْرِ فَمَنْ
يُعْطِيكُمْ مَا هُوَ لَكُمْ؟ 13لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ
سَيِّدَيْنِ لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ
الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ
الآخَرَ
أَوْ يُلاَزِمَ
الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ
الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ
تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ».
14وَكَانَ
الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضاً يَسْمَعُونَ هَذَا كُلَّهُ وَهُمْ مُحِبُّونَ
لِلْمَالِ فَاسْتَهْزَأُوا بِهِ. 15فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمُ
الَّذِينَ
تُبَرِّرُونَ أَنْفُسَكُمْ قُدَّامَ
النَّاسِ! وَلَكِنَّ
اللهَ يَعْرِفُ
قُلُوبَكُمْ. إِنَّ
الْمُسْتَعْلِيَ عِنْدَ
النَّاسِ هُوَ رِجْسٌ قُدَّامَ
اللهِ.
16«كَانَ
النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ إِلَى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذَلِكَ
الْوَقْتِ
يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ
اللهِ وَكُلُّ وَاحِدٍ يَغْتَصِبُ نَفْسَهُ
إِلَيْهِ. 17وَلَكِنَّ زَوَالَ
السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ
تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ
النَّامُوسِ. 18كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ
امْرَأَتَهُ
وَيَتَزَوَّجُ بِأُخْرَى يَزْنِي وَكُلُّ مَنْ يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ
مِنْ رَجُلٍ يَزْنِي.
19«كَانَ
إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ
الأَُرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ
يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهاً. 20وَكَانَ مِسْكِينٌ
اسْمُهُ
لِعَازَرُ الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوباً بِالْقُرُوحِ
21وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ
الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ
الْغَنِيِّ بَلْ كَانَتِ
الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ.
22فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ
الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ
إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ
الْغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفِنَ 23فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ
فِي الْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي
الْعَذَابِ وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ
وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ 24فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ
ارْحَمْنِي
وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ
لِسَانِي لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا
اللهِيبِ. 25فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ:
يَا ابْنِي اذْكُرْ أَنَّكَ
اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ
وَكَذَلِكَ لِعَازَرُ
الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ
تَتَعَذَّبُ. 26وَفَوْقَ هَذَا كُلِّهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ
عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ حَتَّى إِنَّ
الَّذِينَ يُرِيدُونَ
الْعُبُورَ
مِنْ هَهُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ وَلاَ
الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ
يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا. 27فَقَالَ: أَسْأَلُكَ إِذاً يَا أَبَتِ أَنْ
تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي 28لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ حَتَّى
يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِ
الْعَذَابِ هَذَا. 29قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ.
لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. 30فَقَالَ: لاَ يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ. بَلْ إِذَا
مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ
الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. 31فَقَالَ لَهُ:
إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَلاَ إِنْ
قَامَ وَاحِدٌ مِنَ
الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ».
اَلأَصْحَاحُ
السَّابِعُ عَشَرَ
1وَقَالَ
لِتَلاَمِيذِهِ: «لاَ يُمْكِنُ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَ
الْعَثَرَاتُ وَلَكِنْ
وَيْلٌ لِلَّذِي تَأْتِي بِوَاسِطَتِهِ! 2خَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ
عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحىً وَطُرِحَ فِي
الْبَحْرِ مِنْ أَنْ يُعْثِرَ أَحَدَ
هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ. 3اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ. وَإِنْ أَخْطَأَ
إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ. 4وَإِنْ
أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي
الْيَوْمِ وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ
مَرَّاتٍ فِي
الْيَوْمِ قَائِلاً: أَنَا تَائِبٌ فَاغْفِرْ لَهُ». 5فَقَالَ
الرُّسُلُ لِلرَّبِّ: «زِدْ إِيمَانَنَا». 6فَقَالَ
الرَّبُّ: «لَوْ كَانَ
لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذِهِ
الْجُمَّيْزَةِ
انْقَلِعِي وَانْغَرِسِي فِي
الْبَحْرِ فَتُطِيعُكُمْ.
7«وَمَنْ
مِنْكُمْ لَهُ عَبْدٌ يَحْرُثُ أَوْ يَرْعَى يَقُولُ لَهُ إِذَا دَخَلَ
مِنَ الْحَقْلِ: تَقَدَّمْ سَرِيعاً وَاتَّكِئْ. 8بَلْ أَلاَ يَقُولُ لَهُ:
أَعْدِدْ مَا أَتَعَشَّى بِهِ وَتَمَنْطَقْ وَاخْدِمْنِي حَتَّى آكُلَ
وَأَشْرَبَ وَبَعْدَ ذَلِكَ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ أَنْتَ. 9فَهَلْ لِذَلِكَ
الْعَبْدِ فَضْلٌ لأَنَّهُ فَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ؟ لاَ أَظُنُّ.
10كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ
فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ. لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا
مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا».
11وَفِي
ذَهَابِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ
اجْتَازَ فِي وَسَطِ
السَّامِرَةِ وَالْجَلِيلِ.
12وَفِيمَا هُوَ دَاخِلٌ إِلَى قَرْيَةٍ
اسْتَقْبَلَهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ
بُرْصٍ فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ 13وَصَرَخُوا: «يَا يَسُوعُ يَا مُعَلِّمُ
ارْحَمْنَا». 14فَنَظَرَ وَقَالَ لَهُمُ: «ﭐذْهَبُوا وَأَرُوا أَنْفُسَكُمْ
لِلْكَهَنَةِ». وَفِيمَا هُمْ مُنْطَلِقُونَ طَهَرُوا. 15فَوَاحِدٌ
مِنْهُمْ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ رَجَعَ يُمَجِّدُ
اللهَ بِصَوْتٍ
عَظِيمٍ 16وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ شَاكِراً لَهُ.
وَكَانَ سَامِرِيّاً. 17فَقَالَ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ
الْعَشَرَةُ قَدْ
طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ
التِّسْعَةُ؟ 18أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَرْجِعُ
لِيُعْطِيَ مَجْداً لِلَّهِ غَيْرُ هَذَا
الْغَرِيبِ الْجِنْسِ؟» 19ثُمَّ
قَالَ لَهُ: «قُمْ وَامْضِ. إِيمَانُكَ خَلَّصَكَ».
20وَلَمَّا
سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ
اللهِ؟»
أَجَابَهُمْ: «لاَ يَأْتِي مَلَكُوتُ
اللهِ بِمُرَاقَبَةٍ 21وَلاَ
يَقُولُونَ: هُوَذَا هَهُنَا أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ لأَنْ هَا مَلَكُوتُ
اللهِ دَاخِلَكُمْ».
22وَقَالَ
لِلتَّلاَمِيذِ: «سَتَأْتِي أَيَّامٌ فِيهَا تَشْتَهُونَ أَنْ تَرَوْا
يَوْماً وَاحِداً مِنْ أَيَّامِ
ابْنِ الإِنْسَانِ وَلاَ تَرَوْنَ.
23وَيَقُولُونَ لَكُمْ:هُوَذَا هَهُنَا أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ. لاَ
تَذْهَبُوا وَلاَ تَتْبَعُوا 24لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ
الْبَرْقَ الَّذِي
يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ
السَّمَاءِ يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ
السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً
ابْنُ الإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ.
25وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلاً أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً وَيُرْفَضَ مِنْ
هَذَا الْجِيلِ. 26وَكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ كَذَلِكَ يَكُونُ
أَيْضاً فِي أَيَّامِ
ابْنِ الإِنْسَانِ. 27كَانُوا يَأْكُلُونَ
وَيَشْرَبُونَ وَيُزوِّجُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ إِلَى
الْيَوْمِ الَّذِي
فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ
الْفُلْكَ وَجَاءَ
الطُّوفَانُ وَأَهْلَكَ
الْجَمِيعَ.
28كَذَلِكَ أَيْضاً كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ لُوطٍ كَانُوا يَأْكُلُونَ
وَيَشْرَبُونَ وَيَشْتَرُونَ وَيَبِيعُونَ وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُونَ.
29وَلَكِنَّ الْيَوْمَ
الَّذِي فِيهِ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُومَ أَمْطَرَ
نَاراً وَكِبْرِيتاً مِنَ
السَّمَاءِ فَأَهْلَكَ
الْجَمِيعَ. 30هَكَذَا
يَكُونُ فِي
الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ
ابْنُ الإِنْسَانِ. 31فِي
ذَلِكَ الْيَوْمِ مَنْ كَانَ عَلَى
السَّطْحِ وَأَمْتِعَتُهُ فِي
الْبَيْتِ
فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَهَا وَالَّذِي فِي
الْحَقْلِ كَذَلِكَ لاَ
يَرْجِعْ إِلَى
الْوَرَاءِ. 32اُذْكُرُوا
امْرَأَةَ لُوطٍ! 33مَنْ طَلَبَ
أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ أَهْلَكَهَا يُحْيِيهَا.
34أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ فِي تِلْكَ
اللَّيْلَةِ يَكُونُ
اثْنَانِ عَلَى
فِرَاشٍ وَاحِدٍ فَيُؤْخَذُ
الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ
الآخَرُ. 35تَكُونُ
اثْنَتَانِ
تَطْحَنَانِ مَعاً فَتُؤْخَذُ
الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ
الأُخْرَى.
36يَكُونُ اثْنَانِ فِي
الْحَقْلِ فَيُؤْخَذُ
الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ
الآخَرُ». 37فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ يَا رَبُّ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «حَيْثُ
تَكُونُ الْجُثَّةُ هُنَاكَ تَجْتَمِعُ
النُّسُورُ».
اَلأَصْحَاحُ
الثَّامِنُ عَشَرَ
1وَقَالَ
لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ
وَلاَ يُمَلَّ: 2«كَانَ فِي مَدِينَةٍ قَاضٍ لاَ يَخَافُ
اللهَ وَلاَ
يَهَابُ إِنْسَاناً. 3وَكَانَ فِي تِلْكَ
الْمَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ.
وَكَانَتْ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَةً: أَنْصِفْنِي مِنْ خَصْمِي. 4وَكَانَ
لاَ يَشَاءُ إِلَى زَمَانٍ. وَلَكِنْ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ:
وَإِنْ كُنْتُ لاَ أَخَافُ
اللهَ وَلاَ أَهَابُ إِنْسَاناً 5فَإِنِّي
لأَجْلِ أَنَّ هَذِهِ
الأَرْمَلَةَ تُزْعِجُنِي أُنْصِفُهَا لِئَلاَّ
تَأْتِيَ دَائِماً فَتَقْمَعَنِي». 6وَقَالَ
الرَّبُّ: «ﭐسْمَعُوا مَا
يَقُولُ قَاضِي
الظُّلْمِ. 7أَفَلاَ يُنْصِفُ
اللهُ مُخْتَارِيهِ
الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَاراً وَلَيْلاً وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ؟
8أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعاً! وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ
ابْنُ الإِنْسَانِ أَلَعَلَّهُ يَجِدُ
الإِيمَانَ عَلَى
الأَرْضِ؟».
9وَقَالَ
لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ وَيَحْتَقِرُونَ
الآخَرِينَ هَذَا
الْمَثَلَ: 10«إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى
الْهَيْكَلِ
لِيُصَلِّيَا وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ. 11أَمَّا
الْفَرِّيسِيُّ
فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هَكَذَا: اَللَّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ
أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي
النَّاسِ الْخَاطِفِينَ
الظَّالِمِينَ
الزُّنَاةِ وَلاَ مِثْلَ هَذَا
الْعَشَّارِ. 12أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي
الأُسْبُوعِ وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. 13وَأَمَّا
الْعَشَّارُ
فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ
السَّمَاءِ بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً:
اللهُمَّ ارْحَمْنِي
أَنَا الْخَاطِئَ. 14أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هَذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ
مُبَرَّراً دُونَ ذَاكَ لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ
وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ».
15فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ
الأَطْفَالَ أَيْضاً لِيَلْمِسَهُمْ فَلَمَّا
رَآهُمُ التَّلاَمِيذُ
انْتَهَرُوهُمْ. 16أَمَّا يَسُوعُ فَدَعَاهُمْ
وَقَالَ: «دَعُوا
الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ
لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ
اللهِ. 17اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ
اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ».
18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا
الْمُعَلِّمُ
الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ
لأَرِثَ الْحَيَاةَ
الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا
تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ
اللهُ.
20أَنْتَ تَعْرِفُ
الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ.
لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». 21فَقَالَ: «هَذِهِ
كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». 22فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ
ذَلِكَ قَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ أَيْضاً شَيْءٌ. بِعْ كُلَّ مَا لَكَ
وَوَزِّعْ عَلَى
الْفُقَرَاءِ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي
السَّمَاءِ
وَتَعَالَ اتْبَعْنِي». 23فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ حَزِنَ لأَنَّهُ كَانَ
غَنِيّاً جِدّاً. 24فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ قَدْ حَزِنَ قَالَ: «مَا
أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي
الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ
اللهِ! 25لأَنَّ
دُخُولَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ
إِلَى مَلَكُوتِ
اللهِ!». 26فَقَالَ
الَّذِينَ سَمِعُوا: «فَمَنْ
يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟» 27فَقَالَ: «غَيْرُ
الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ
النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ
اللهِ».
28فَقَالَ
بُطْرُسُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ».
29فَقَالَ لَهُمُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ
بَيْتاً أَوْ وَالِدَيْنِ أَوْ إِخْوَةً أَوِ
امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً
مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ
اللهِ 30إِلاَّ وَيَأْخُذُ فِي هَذَا
الزَّمَانِ
أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَفِي
الدَّهْرِ الآتِي
الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ».
31وَأَخَذَ
الاِثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى
أُورُشَلِيمَ وَسَيَتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ بِالأَنْبِيَاءِ عَنِ
ابْنِ الإِنْسَانِ 32لأَنَّهُ يُسَلَّمُ إِلَى
الأُمَمِ وَيُسْتَهْزَأُ
بِهِ وَيُشْتَمُ وَيُتْفَلُ عَلَيْهِ 33وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ
وَفِي الْيَوْمِ
الثَّالِثِ يَقُومُ». 34وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا
مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً وَكَانَ هَذَا
الأَمْرُ مُخْفىً عَنْهُمْ وَلَمْ
يَعْلَمُوا مَا قِيلَ.
35وَلَمَّا
اقْتَرَبَ مِنْ أَرِيحَا كَانَ أَعْمَى جَالِساً علَى
الطَّرِيقِ
يَسْتَعْطِي. 36فَلَمَّا سَمِعَ
الْجَمْعَ مُجْتَازاً سَأَلَ: «مَا عَسَى
أَنْ يَكُونَ هَذَا؟» 37فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ يَسُوعَ
النَّاصِرِيَّ
مُجْتَازٌ. 38فَصَرَخَ: «يَا يَسُوعُ
ابْنَ دَاوُدَ
ارْحَمْنِي!».
39فَانْتَهَرَهُ
الْمُتَقَدِّمُونَ لِيَسْكُتَ أَمَّا هُوَ فَصَرَخَ
أَكْثَرَ كَثِيراً: «يَا
ابْنَ دَاوُدَ
ارْحَمْنِي». 40فَوَقَفَ يَسُوعُ
وَأَمَرَ أَنْ يُقَدَّمَ إِلَيْهِ. وَلَمَّا
اقْتَرَبَ سَأَلَهُ: 41«مَاذَا
تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟» فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ أَنْ أُبْصِرَ».
42فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَبْصِرْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». 43وَفِي
الْحَالِ أَبْصَرَ وَتَبِعَهُ وَهُوَ يُمَجِّدُ
اللهَ. وَجَمِيعُ
الشَّعْبِ
إِذْ رَأَوْا سَبَّحُوا
اللهَ.
اَلأَصْحَاحُ
التَّاسِعُ عَشَرَ
1ثُمَّ
دَخَلَ وَاجْتَازَ فِي أَرِيحَا. 2وَإِذَا رَجُلٌ
اسْمُهُ زَكَّا وَهُوَ
رَئِيسٌ لِلْعَشَّارِينَ وَكَانَ غَنِيّاً 3وَطَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ
مَنْ هُوَ وَلَمْ يَقْدِرْ مِنَ
الْجَمْعِ لأَنَّهُ كَانَ قَصِيرَ
الْقَامَةِ. 4فَرَكَضَ مُتَقَدِّماً وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ
يَرَاهُ لأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ. 5فَلَمَّا
جَاءَ يَسُوعُ إِلَى
الْمَكَانِ نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ وَقَالَ لَهُ:
«يَا زَكَّا أَسْرِعْ وَانْزِلْ لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ
الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ». 6فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحاً.
7فَلَمَّا رَأَى
الْجَمِيعُ ذَلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ
دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئٍ». 8فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ
لِلرَّبِّ: «هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ
وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ».
9فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ﭐلْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهَذَا
الْبَيْتِ إِذْ
هُوَ أَيْضاً
ابْنُ إِبْرَاهِيمَ 10لأَنَّ
ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ
لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ».
11وَإِذْ
كَانُوا يَسْمَعُونَ هَذَا عَادَ فَقَالَ مَثَلاً لأَنَّهُ كَانَ قَرِيباً
مِنْ أُورُشَلِيمَ وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَلَكُوتَ
اللهِ عَتِيدٌ
أَنْ يَظْهَرَ فِي
الْحَالِ.
12فَقَالَ:
«إِنْسَانٌ شَرِيفُ
الْجِنْسِ ذَهَبَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ لِيَأْخُذَ
لِنَفْسِهِ مُلْكاً وَيَرْجِعَ. 13فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ
وَأَعْطَاهُمْ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ وَقَالَ لَهُمْ: تَاجِرُوا حَتَّى آتِيَ.
14وَأَمَّا أَهْلُ مَدِينَتِهِ فَكَانُوا يُبْغِضُونَهُ فَأَرْسَلُوا
وَرَاءَهُ سَفَارَةً قَائِلِينَ: لاَ نُرِيدُ أَنَّ هَذَا يَمْلِكُ
عَلَيْنَا. 15وَلَمَّا رَجَعَ بَعْدَمَا أَخَذَ
الْمُلْكَ أَمَرَ أَنْ
يُدْعَى إِلَيْهِ أُولَئِكَ
الْعَبِيدُ الَّذِينَ أَعْطَاهُمُ
الْفِضَّةَ
لِيَعْرِفَ بِمَا تَاجَرَ كُلُّ وَاحِدٍ. 16فَجَاءَ
الأَوَّلُ قَائِلاً:
يَا سَيِّدُ مَنَاكَ رَبِحَ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ. 17فَقَالَ لَهُ: نِعِمَّا
أَيُّهَا الْعَبْدُ
الصَّالِحُ لأَنَّكَ كُنْتَ أَمِيناً فِي
الْقَلِيلِ
فَلْيَكُنْ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى عَشْرِ مُدُنٍ. 18ثُمَّ جَاءَ
الثَّانِي
قَائِلاً: يَا سَيِّدُ مَنَاكَ عَمِلَ خَمْسَةَ أَمْنَاءٍ. 19فَقَالَ
لِهَذَا أَيْضاً: وَكُنْ أَنْتَ عَلَى خَمْسِ مُدُنٍ. 20ثُمَّ جَاءَ آخَرُ
قَائِلاً: يَا سَيِّدُ هُوَذَا مَنَاكَ
الَّذِي كَانَ عِنْدِي مَوْضُوعاً
فِي مِنْدِيلٍ 21لأَنِّي كُنْتُ أَخَافُ مِنْكَ إِذْ أَنْتَ إِنْسَانٌ
صَارِمٌ تَأْخُذُ مَا لَمْ تَضَعْ وَتَحْصُدُ مَا لَمْ تَزْرَعْ. 22فَقَالَ
لَهُ: مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ أَيُّهَا
الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ. عَرَفْتَ
أَنِّي إِنْسَانٌ صَارِمٌ آخُذُ مَا لَمْ أَضَعْ وَأَحْصُدُ مَا لَمْ
أَزْرَعْ 23فَلِمَاذَا لَمْ تَضَعْ فِضَّتِي عَلَى مَائِدَةِ
الصَّيَارِفَةِ فَكُنْتُ مَتَى جِئْتُ أَسْتَوْفِيهَا مَعَ رِباً؟ 24ثُمَّ
قَالَ لِلْحَاضِرِينَ: خُذُوا مِنْهُ
الْمَنَا وَأَعْطُوهُ لِلَّذِي
عِنْدَهُ الْعَشَرَةُ
الأَمْنَاءُ. 25فَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ عِنْدَهُ
عَشَرَةُ أَمْنَاءٍ. 26لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ
يُعْطَى وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. 27أَمَّا
أَعْدَائِي أُولَئِكَ
الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ
فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».
28وَلَمَّا
قَالَ هَذَا تَقَدَّمَ صَاعِداً إِلَى أُورُشَلِيمَ. 29وَإِذْ قَرُبَ مِنْ
بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا عِنْدَ
الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ
الزَّيْتُونِ أَرْسَلَ
اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 30قَائِلاً: «اِذْهَبَا
إِلَى الْقَرْيَةِ
الَّتِي أَمَامَكُمَا وَحِينَ تَدْخُلاَنِهَا تَجِدَانِ
جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ
النَّاسِ قَطُّ.
فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ. 31وَإِنْ سَأَلَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا
تَحُلاَّنِهِ؟ فَقُولاَ لَهُ: إِنَّ
الرَّبَّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ».
32فَمَضَى الْمُرْسَلاَنِ وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا. 33وَفِيمَا هُمَا
يَحُلاَّنِ الْجَحْشَ قَالَ لَهُمَا أَصْحَابُهُ: «لِمَاذَا تَحُلاَّنِ
الْجَحْشَ؟» 34فَقَالاَ: «ﭐلرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ». 35وَأَتَيَا بِهِ
إِلَى يَسُوعَ وَطَرَحَا ثِيَابَهُمَا عَلَى
الْجَحْشِ وَأَرْكَبَا
يَسُوعَ. 36وَفِيمَا هُوَ سَائِرٌ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي
الطَّرِيقِ.
37وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ
الزَّيْتُونِ
ابْتَدَأَ كُلُّ
جُمْهُورِ التَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ
اللهَ بِصَوْتٍ
عَظِيمٍ لأَجْلِ جَمِيعِ
الْقُوَّاتِ
الَّتِي نَظَرُوا 38قَائِلِينَ:
«مُبَارَكٌ الْمَلِكُ
الآتِي بِاسْمِ
الرَّبِّ! سَلاَمٌ فِي
السَّمَاءِ
وَمَجْدٌ فِي
الأَعَالِي!». 39وَأَمَّا بَعْضُ
الْفَرِّيسِيِّينَ مِنَ
الْجَمْعِ فَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ
انْتَهِرْ تَلاَمِيذَكَ».
40فَأَجَابَ: «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هَؤُلاَءِ
فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!».
41وَفِيمَا
هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى
الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا 42قَائِلاً:
«إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضاً حَتَّى فِي يَوْمِكِ هَذَا مَا هُوَ
لِسَلاَمِكِ. وَلَكِنِ
الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ. 43فَإِنَّهُ
سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ وَيُحْدِقُونَ
بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ 44وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ
فِيكِ وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَراً عَلَى حَجَرٍ لأَنَّكِ لَمْ
تَعْرِفِي زَمَانَ
افْتِقَادِكِ».
45وَلَمَّا
دَخَلَ الْهَيْكَلَ
ابْتَدَأَ يُخْرِجُ
الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ
وَيَشْتَرُونَ فِيهِ 46قَائِلاً لَهُمْ: «مَكْتُوبٌ أَنَّ بَيْتِي بَيْتُ
الصَّلاَةِ. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ».
47وَكَانَ
يُعَلِّمُ كُلَّ يَوْمٍ فِي
الْهَيْكَلِ وَكَانَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ
مَعَ وُجُوهِ
الشَّعْبِ يَطْلُبُونَ أَنْ يُهْلِكُوهُ 48وَلَمْ يَجِدُوا
مَا يَفْعَلُونَ لأَنَّ
الشَّعْبَ كُلَّهُ كَانَ مُتَعَلِّقاً بِهِ
يَسْمَعُ مِنْهُ.
اَلأَصْحَاحُ
الْعِشْرُونَ
1وَفِي
أَحَدِ تِلْكَ
الأَيَّامِ إِذْ كَانَ يُعَلِّمُ
الشَّعْبَ فِي
الْهَيْكَلِ
وَيُبَشِّرُ وَقَفَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ مَعَ
الشُّيُوخِ
2وَقَالُوا لَهُ: «قُلْ لَنَا بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هَذَا أَوْ مَنْ
هُوَ الَّذِي أَعْطَاكَ هَذَا
السُّلْطَانَ؟» 3فَأَجَابَ: «وَأَنَا أَيْضاً
أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً فَقُولُوا لِي: 4مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا
مِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ
النَّاسِ؟» 5فَتَآمَرُوا فِيمَا
بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا مِنَ
السَّمَاءِ يَقُولُ: فَلِمَاذَا
لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ 6وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ
النَّاسِ فَجَمِيعُ الشَّعْبِ
يَرْجُمُونَنَا لأَنَّهُمْ وَاثِقُونَ بِأَنَّ يُوحَنَّا نَبِيٌّ».
7فَأَجَابُوا أَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ. 8فَقَالَ لَهُمْ
يَسُوعُ: «وَلاَ أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هَذَا».
9وَﭐبْتَدَأَ
يَقُولُ لِلشَّعْبِ هَذَا
الْمَثَلَ: «إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْماً
وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ زَمَاناً طَوِيلاً. 10وَفِي
الْوَقْتِ أَرْسَلَ إِلَى
الْكَرَّامِينَ عَبْداً لِكَيْ يُعْطُوهُ مِنْ
ثَمَرِ الْكَرْمِ فَجَلَدَهُ
الْكَرَّامُونَ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغاً.
11فَعَادَ وَأَرْسَلَ عَبْداً آخَرَ. فَجَلَدُوا ذَلِكَ أَيْضاً
وَأَهَانُوهُ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغاً. 12ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ ثَالِثاً.
فَجَرَّحُوا هَذَا أَيْضاً وَأَخْرَجُوهُ. 13فَقَالَ صَاحِبُ
الْكَرْمِ:
مَاذَا أَفْعَلُ؟ أُرْسِلُ
ابْنِي الْحَبِيبَ. لَعَلَّهُمْ إِذَا رَأَوْهُ
يَهَابُونَ! 14فَلَمَّا رَآهُ
الْكَرَّامُونَ تَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ
قَائِلِينَ: هَذَا هُوَ
الْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ لِكَيْ يَصِيرَ
لَنَا الْمِيرَاثُ. 15فَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ
الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ.
فَمَاذَا يَفْعَلُ بِهِمْ صَاحِبُ
الْكَرْمِ؟ 16يَأْتِي وَيُهْلِكُ
هَؤُلاَءِ الْكَرَّامِينَ وَيُعْطِي
الْكَرْمَ لِآخَرِينَ». فَلَمَّا
سَمِعُوا قَالُوا: «حَاشَا!» 17فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «إِذاً مَا
هُوَ هَذَا الْمَكْتُوبُ:
الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ
الْبَنَّاؤُونَ هُوَ
قَدْ صَارَ رَأْسَ
الزَّاوِيَةِ. 18كُلُّ مَنْ يَسْقُطُ عَلَى ذَلِكَ
الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ؟»
19فَطَلَبَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ أَنْ يُلْقُوا
الأَيَادِيَ
عَلَيْهِ فِي تِلْكَ
السَّاعَةِ وَلَكِنَّهُمْ خَافُوا
الشَّعْبَ
لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ هَذَا
الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ.
20فَرَاقَبُوهُ وَأَرْسَلُوا جَوَاسِيسَ يَتَرَاءَوْنَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ
لِكَيْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ حَتَّى يُسَلِّمُوهُ إِلَى حُكْمِ
الْوَالِي
وَسُلْطَانِهِ. 21فَسَأَلُوهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ
بِالاِسْتِقَامَةِ تَتَكَلَّمُ وَتُعَلِّمُ وَلاَ تَقْبَلُ
الْوُجُوهَ بَلْ
بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ
اللهِ. 22أَيَجُوزُ لَنَا أَنْ نُعْطِيَ
جِزْيَةً لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 23فَشَعَرَ بِمَكْرِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ:
«لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ 24أَرُونِي دِينَاراً. لِمَنِ
الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟»
فَأَجَابُوا: «لِقَيْصَرَ». 25فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا
لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ». 26فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ
يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ قُدَّامَ
الشَّعْبِ وَتَعَجَّبُوا مِنْ جَوَابِهِ
وَسَكَتُوا.
27وَحَضَرَ
قَوْمٌ مِنَ
الصَّدُّوقِيِّينَ
الَّذِينَ يُقَاوِمُونَ أَمْرَ
الْقِيَامَةِ
وَسَأَلُوهُ: 28«يَا مُعَلِّمُ كَتَبَ لَنَا مُوسَى: إِنْ مَاتَ لأَحَدٍ
أَخٌ وَلَهُ
امْرَأَةٌ وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ يَأْخُذُ أَخُوهُ
الْمَرْأَةَ
وَيُقِيمُ نَسْلاً لأَخِيهِ. 29فَكَانَ سَبْعَةُ إِخْوَةٍ. وَأَخَذَ
الأَوَّلُ امْرَأَةً وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ 30فَأَخَذَ
الثَّانِي الْمَرْأَةَ
وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ 31ثُمَّ أَخَذَهَا
الثَّالِثُ وَهَكَذَا
السَّبْعَةُ. وَلَمْ يَتْرُكُوا وَلَداً وَمَاتُوا. 32وَآخِرَ
الْكُلِّ
مَاتَتِ الْمَرْأَةُ أَيْضاً. 33فَفِي
الْقِيَامَةِ لِمَنْ مِنْهُمْ
تَكُونُ زَوْجَةً؟ لأَنَّهَا كَانَتْ زَوْجَةً لِلسَّبْعَةِ!» 34فَأَجَابَ
يَسُوعُ: «أَبْنَاءُ هَذَا
الدَّهْرِ يُزَوِّجُونَ وَيُزَوَّجُونَ
35وَلَكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذَلِكَ
الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ
الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ
يُزَوَّجُونَ 36إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً لأَنَّهُمْ
مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ
اللهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ
الْقِيَامَةِ. 37وَأَمَّا أَنَّ
الْمَوْتَى يَقُومُونَ فَقَدْ دَلَّ
عَلَيْهِ مُوسَى أَيْضاً فِي أَمْرِ
الْعُلَّيْقَةِ كَمَا يَقُولُ:
اَلرَّبُّ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ.
38وَلَيْسَ هُوَ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ لأَنَّ
الْجَمِيعَ
عِنْدَهُ أَحْيَاءٌ». 39فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ
الْكَتَبَةِ: «يَا مُعَلِّمُ
حَسَناً قُلْتَ!». 40وَلَمْ يَتَجَاسَرُوا أَيْضاً أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ
شَيْءٍ.
41وَقَالَ
لَهُمْ: «كَيْفَ يَقُولُونَ إِنَّ
الْمَسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ 42وَدَاوُدُ
نَفْسُهُ يَقُولُ فِي كِتَابِ
الْمَزَامِيرِ: قَالَ
الرَّبُّ لِرَبِّي:
اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي 43حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً
لِقَدَمَيْكَ. 44فَإِذاً دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً. فَكَيْفَ يَكُونُ
ابْنَهُ؟».
45وَفِيمَا
كَانَ جَمِيعُ
الشَّعْبِ يَسْمَعُونَ قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: 46«ﭐحْذَرُوا
مِنَ الْكَتَبَةِ
الَّذِينَ يَرْغَبُونَ
الْمَشْيَ بِالطَّيَالِسَةِ
وَيُحِبُّونَ
التَّحِيَّاتِ فِي
الأَسْوَاقِ وَالْمَجَالِسَ
الأُولَى فِي
الْمَجَامِعِ وَالْمُتَّكَآتِ
الأُولَى فِي
الْوَلاَئِمِ. 47اَلَّذِينَ
يَأْكُلُونَ بُيُوتَ
الأَرَامِلِ وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ
الصَّلَوَاتِ.
هَؤُلاَءِ يَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ!».
اَلأَصْحَاحُ
الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ
1وَتَطَلَّعَ فَرَأَى
الأَغْنِيَاءَ يُلْقُونَ قَرَابِينَهُمْ فِي
الْخِزَانَةِ 2وَرَأَى أَيْضاً أَرْمَلَةً مِسْكِينَةً أَلْقَتْ هُنَاكَ
فَلْسَيْنِ. 3فَقَالَ: «بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هَذِهِ
الأَرْمَلَةَ
الْفَقِيرَةَ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنَ
الْجَمِيعِ 4لأَنَّ
هَؤُلاَءِ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا فِي قَرَابِينِ
اللهِ وَأَمَّا
هَذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ
الْمَعِيشَةِ
الَّتِي لَهَا».
5وَإِذْ
كَانَ قَوْمٌ يَقُولُونَ عَنِ
الْهَيْكَلِ إِنَّهُ مُزَيَّنٌ بِحِجَارَةٍ
حَسَنَةٍ وَتُحَفٍ قَالَ: 6«هَذِهِ
الَّتِي تَرَوْنَهَا سَتَأْتِي أَيَّامٌ
لاَ يُتْرَكُ فِيهَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ». 7فَسَأَلُوهُ:
«يَا مُعَلِّمُ مَتَى يَكُونُ هَذَا ومَا هِيَ
الْعَلاَمَةُ عِنْدَمَا
يَصِيرُ هَذَا؟» 8فَقَالَ: «ﭐنْظُرُوا! لاَ تَضِلُّوا. فَإِنَّ كَثِيرِينَ
سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: إِنِّي أَنَا هُوَ وَالزَّمَانُ قَدْ
قَرُبَ. فَلاَ تَذْهَبُوا وَرَاءَهُمْ. 9فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ
وَقَلاَقِلٍ فَلاَ تَجْزَعُوا لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ هَذَا
أَوَّلاً وَلَكِنْ لاَ يَكُونُ
الْمُنْتَهَى سَرِيعاً». 10ثُمَّ قَالَ
لَهُمْ: «تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ
11وَتَكُونُ زَلاَزِلُ عَظِيمَةٌ فِي أَمَاكِنَ وَمَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ.
وَتَكُونُ مَخَاوِفُ وَعَلاَمَاتٌ عَظِيمَةٌ مِنَ
السَّمَاءِ. 12وَقَبْلَ
هَذَا كُلِّهِ يُلْقُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ
وَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَامِعٍ وَسُجُونٍ وَتُسَاقُونَ أَمَامَ
مُلُوكٍ وَوُلاَةٍ لأَجْلِ
اسْمِي. 13فَيَؤُولُ ذَلِكَ لَكُمْ شَهَادَةً.
14فَضَعُوا فِي قُلُوبِكُمْ أَنْ لاَ تَهْتَمُّوا مِنْ قَبْلُ لِكَيْ
تَحْتَجُّوا 15لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَماً وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ
جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا. 16وَسَوْفَ
تُسَلَّمُونَ مِنَ
الْوَالِدِينَ وَالإِخْوَةِ وَالأَقْرِبَاءِ وَالأَصْدِقَاءِ
وَيَقْتُلُونَ مِنْكُمْ. 17وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ
الْجَمِيعِ مِنْ
أَجْلِ اسْمِي. 18وَلَكِنَّ شَعْرَةً مِنْ رُؤُوسِكُمْ لاَ تَهْلِكُ.
19بِصَبْرِكُمُ
اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ. 20وَمَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ
مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ فَحِينَئِذٍ
اعْلَمُوا أَنَّهُ قَدِ
اقْتَرَبَ
خَرَابُهَا. 21حِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ
الَّذِينَ فِي
الْيَهُودِيَّةِ إِلَى
الْجِبَالِ وَالَّذِينَ فِي وَسَطِهَا فَلْيَفِرُّوا خَارِجاً وَالَّذِينَ
فِي الْكُوَرِ فَلاَ يَدْخُلُوهَا 22لأَنَّ هَذِهِ أَيَّامُ
انْتِقَامٍ
لِيَتِمَّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ. 23وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ
فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لأَنَّهُ يَكُونُ ضِيقٌ عَظِيمٌ عَلَى
الأَرْضِ
وَسُخْطٌ عَلَى هَذَا
الشَّعْبِ. 24وَيَقَعُونَ بِالسَّيْفِ وَيُسْبَوْنَ
إِلَى جَمِيعِ
الأُمَمِ وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مَدُوسَةً مِنَ
الأُمَمِ
حَتَّى تُكَمَّلَ أَزْمِنَةُ
الأُمَمِ.
25«وَتَكُونُ عَلاَمَاتٌ فِي
الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ وَعَلَى
الأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ بِحَيْرَةٍ. اَلْبَحْرُ وَالأَمْوَاجُ تَضِجُّ
26وَﭐلنَّاسُ يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنْ خَوْفٍ وَانْتِظَارِ مَا يَأْتِي
عَلَى الْمَسْكُونَةِ لأَنَّ قُوَّاتِ
السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ.
27وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ
ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي سَحَابَةٍ
بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. 28وَمَتَى
ابْتَدَأَتْ هَذِهِ تَكُونُ
فَانْتَصِبُوا وَارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ».
29وَقَالَ
لَهُمْ مَثَلاً: «اُنْظُرُوا إِلَى شَجَرَةِ
التِّينِ وَكُلِّ
الأَشْجَارِ.
30مَتَى أَفْرَخَتْ تَنْظُرُونَ وَتَعْلَمُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَنَّ
الصَّيْفَ قَدْ قَرُبَ. 31هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً مَتَى رَأَيْتُمْ
هَذِهِ الأَشْيَاءَ صَائِرَةً فَاعْلَمُوا أَنَّ مَلَكُوتَ
اللهِ قَرِيبٌ.
32اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يَمْضِي هَذَا
الْجِيلُ حَتَّى
يَكُونَ الْكُلُّ. 33اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي
لاَ يَزُولُ.
34فَاحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ فِي خُمَارٍ
وَسُكْرٍ وَهُمُومِ
الْحَيَاةِ فَيُصَادِفَكُمْ ذَلِكَ
الْيَوْمُ بَغْتَةً.
35لأَنَّهُ كَالْفَخِّ يَأْتِي عَلَى جَمِيعِ
الْجَالِسِينَ عَلَى وَجْهِ
كُلِّ الأَرْضِ. 36اِسْهَرُوا إِذاً وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ لِكَيْ
تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هَذَا
الْمُزْمِعِ أَنْ
يَكُونَ وَتَقِفُوا قُدَّامَ
ابْنِ الإِنْسَانِ».
37وَكَانَ
فِي النَّهَارِ يُعَلِّمُ فِي
الْهَيْكَلِ وَفِي
اللَّيْلِ يَخْرُجُ
وَيَبِيتُ فِي
الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ
الزَّيْتُونِ. 38وَكَانَ
كُلُّ الشَّعْبِ يُبَكِّرُونَ إِلَيْهِ فِي
الْهَيْكَلِ لِيَسْمَعُوهُ.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ
1وَقَرُبَ
عِيدُ الْفَطِيرِ
الَّذِي يُقَالُ لَهُ
الْفِصْحُ. 2وَكَانَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ لأَنَّهُمْ
خَافُوا الشَّعْبَ.
3فَدَخَلَ
الشَّيْطَانُ فِي يَهُوذَا
الَّذِي يُدْعَى
الإِسْخَرْيُوطِيَّ وَهُوَ مِنْ
جُمْلَةِ الاِثْنَيْ عَشَرَ. 4فَمَضَى وَتَكَلَّمَ مَعَ رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ
الْجُنْدِ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ إِلَيْهِمْ.
5فَفَرِحُوا وَعَاهَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً. 6فَوَاعَدَهُمْ. وَكَانَ
يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ خِلْواً مِنْ جَمْعٍ.
7وَجَاءَ
يَوْمُ الْفَطِيرِ
الَّذِي كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ
الْفِصْحُ.
8فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «ﭐذْهَبَا وَأَعِدَّا لَنَا
الْفِصْحَ لِنَأْكُلَ». 9فَقَالاَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ؟».
10فَقَالَ لَهُمَا: «إِذَا دَخَلْتُمَا
الْمَدِينَةَ يَسْتَقْبِلُكُمَا
إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ إِلَى
الْبَيْتِ حَيْثُ
يَدْخُلُ 11وَقُولاَ لِرَبِّ
الْبَيْتِ: يَقُولُ لَكَ
الْمُعَلِّمُ: أَيْنَ
الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ
الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ 12فَذَاكَ
يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً. هُنَاكَ أَعِدَّا».
13فَانْطَلَقَا وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا فَأَعَدَّا
الْفِصْحَ.
14وَلَمَّا
كَانَتِ السَّاعَةُ
اتَّكَأَ وَالاِثْنَا عَشَرَ رَسُولاً مَعَهُ 15وَقَالَ
لَهُمْ: «شَهْوَةً
اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هَذَا
الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ
أَنْ أَتَأَلَّمَ 16لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ آكُلُ مِنْهُ
بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ
اللهِ». 17ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْساً
وَشَكَرَ وَقَالَ: «خُذُوا هَذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ 18لأَنِّي
أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ
الْكَرْمَةِ حَتَّى
يَأْتِيَ مَلَكُوتُ
اللهِ». 19وَأَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ وَكَسَّرَ
وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ جَسَدِي
الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ.
اِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». 20وَكَذَلِكَ
الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ
الْعَشَاءِ قَائِلاً: «هَذِهِ
الْكَأْسُ هِيَ
الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي
الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. 21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ
الَّذِي يُسَلِّمُنِي
هِيَ مَعِي عَلَى
الْمَائِدَةِ. 22وَﭐبْنُ
الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ
مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ
الإِنْسَانِ
الَّذِي يُسَلِّمُهُ».
23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ
هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟».
24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ
يَكُونُ أَكْبَرَ. 25فَقَالَ لَهُمْ: «مُلُوكُ
الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْمُتَسَلِّطُونَ
عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ. 26وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هَكَذَا
بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ وَالْمُتَقَدِّمُ
كَالْخَادِمِ. 27لأَنْ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ؟ أَلَّذِي يَتَّكِئُ أَمِ
الَّذِي يَخْدِمُ؟ أَلَيْسَ
الَّذِي يَتَّكِئُ؟ وَلَكِنِّي أَنَا
بَيْنَكُمْ كَالَّذِي يَخْدِمُ. 28أَنْتُمُ
الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي
تَجَارِبِي 29وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتاً
30لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي وَتَجْلِسُوا
عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ
الاِثْنَيْ عَشَرَ».
31وَقَالَ
الرَّبُّ: «سِمْعَانُ سِمْعَانُ هُوَذَا
الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ
يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! 32وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ
لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ».
33فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ
حَتَّى إِلَى
السِّجْنِ وَإِلَى
الْمَوْتِ». 34فَقَالَ: «أَقُولُ لَكَ يَا
بُطْرُسُ لاَ يَصِيحُ
الدِّيكُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ تُنْكِرَ ثَلاَثَ
مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي».
35ثُمَّ
قَالَ لَهُمْ: «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ
أَحْذِيَةٍ هَلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقَالُوا: «لاَ». 36فَقَالَ
لَهُمْ: «لَكِنِ
الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ
كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً.
37لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضاً
هَذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ
جِهَتِي لَهُ
انْقِضَاءٌ». 38فَقَالُوا: «يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا
سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!».
39وَخَرَجَ
وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ
الزَّيْتُونِ وَتَبِعَهُ أَيْضاً
تَلاَمِيذُهُ. 40وَلَمَّا صَارَ إِلَى
الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا
لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». 41وَﭐنْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ
رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا
أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ
الْكَأْسَ. وَلَكِنْ
لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ
السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي
بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى
الأَرْضِ. 45ثُمَّ قَامَ مِنَ
الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ
فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً مِنَ
الْحُزْنِ. 46فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا
أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».
47وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا جَمْعٌ وَالَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا -
أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ - يَتَقَدَّمُهُمْ فَدَنَا مِنْ يَسُوعَ
لِيُقَبِّلَهُ. 48فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا يَهُوذَا أَبِقُبْلَةٍ
تُسَلِّمُ ابْنَ
الإِنْسَانِ؟» 49فَلَمَّا رَأَى
الَّذِينَ حَوْلَهُ مَا
يَكُونُ قَالُوا: «يَا رَبُّ أَنَضْرِبُ بِالسَّيْفِ؟» 50وَضَرَبَ وَاحِدٌ
مِنْهُمْ عَبْدَ رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ
الْيُمْنَى.
51فَقَالَ يَسُوعُ: «دَعُوا إِلَى هَذَا!» وَلَمَسَ أُذْنَهُ
وَأَبْرَأَهَا.
52ثُمَّ
قَالَ يَسُوعُ لِرُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ جُنْدِ
الْهَيْكَلِ وَالشُّيُوخِ
الْمُقْبِلِينَ عَلَيْهِ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ
وَعِصِيٍّ! 53إِذْ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ فِي
الْهَيْكَلِ لَمْ
تَمُدُّوا عَلَيَّ
الأَيَادِيَ. وَلَكِنَّ هَذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ
الظُّلْمَةِ».
54فَأَخَذُوهُ وَسَاقُوهُ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ.
وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ. 55وَلَمَّا أَضْرَمُوا نَاراً
فِي وَسَطِ الدَّارِ وَجَلَسُوا مَعاً جَلَسَ بُطْرُسُ بَيْنَهُمْ.
56فَرَأَتْهُ جَارِيَةٌ جَالِساً عِنْدَ
النَّارِ فَتَفَرَّسَتْ فيهِ
وَقَالَتْ: «وَهَذَا كَانَ مَعَهُ». 57فَأَنْكَرَهُ قَائِلاً: «لَسْتُ
أَعْرِفُهُ يَا
امْرَأَةُ!» 58وَبَعْدَ قَلِيلٍ رَآهُ آخَرُ وَقَالَ:
«وَأَنْتَ مِنْهُمْ!» فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا إِنْسَانُ لَسْتُ أَنَا!»
59وَلَمَّا مَضَى نَحْوُ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ أَكَّدَ آخَرُ قَائِلاً:
«بِالْحَقِّ إِنَّ هَذَا أَيْضاً كَانَ مَعَهُ لأَنَّهُ جَلِيلِيٌّ
أَيْضاً». 60فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا إِنْسَانُ لَسْتُ أَعْرِفُ مَا
تَقُولُ». وَفِي
الْحَالِ بَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ صَاحَ
الدِّيكُ.
61فَالْتَفَتَ
الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ
كَلاَمَ الرَّبِّ كَيْفَ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ
الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». 62فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى
خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً.
63وَﭐلرِّجَالُ
الَّذِينَ كَانُوا ضَابِطِينَ يَسُوعَ كَانُوا
يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ وَهُمْ يَجْلِدُونَهُ 64وَغَطَّوْهُ وَكَانُوا
يَضْرِبُونَ وَجْهَهُ وَيَسْأَلُونَهُ: «تَنَبَّأْ! مَنْ هُوَ
الَّذِي
ضَرَبَكَ؟» 65وَأَشْيَاءَ أُخَرَ كَثِيرَةً كَانُوا يَقُولُونَ عَلَيْهِ
مُجَدِّفِينَ.
66وَلَمَّا
كَانَ النَّهَارُ
اجْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ
الشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ
وَالْكَتَبَةُ وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 67قَائِلِينَ: «إِنْ
كُنْتَ أَنْتَ
الْمسِيحَ فَقُلْ لَنَا». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ قُلْتُ
لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ 68وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ
تُطْلِقُونَنِي. 69مُنْذُ
الآنَ يَكُونُ
ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ
يَمِينِ قُوَّةِ
اللهِ». 70فَقَالَ
الْجَمِيعُ: «أَفَأَنْتَ
ابْنُ اللهِ؟»
فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ». 71فَقَالُوا:
«مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شَهَادَةٍ؟ لأَنَّنَا نَحْنُ سَمِعْنَا مِنْ
فَمِهِ».
اَلأَصْحَاحُ
الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ
1فَقَامَ
كُلُّ جُمْهُورِهِمْ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بِيلاَطُسَ 2وَﭐبْتَدَأُوا
يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا وَجَدْنَا هَذَا يُفْسِدُ
الأُمَّةَ وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ قَائِلاً: إِنَّهُ
هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ». 3فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ: «أَنْتَ مَلِكُ
الْيَهُودِ؟» فَأَجَابَهُ: «أَنْتَ تَقُولُ». 4فَقَالَ بِيلاَطُسُ
لِرُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ وَالْجُمُوعِ: «إِنِّي لاَ أَجِدُ عِلَّةً فِي
هَذَا الإِنْسَانِ». 5فَكَانُوا يُشَدِّدُونَ قَائِلِينَ: «إِنَّهُ
يُهَيِّجُ الشَّعْبَ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي كُلِّ
الْيَهُودِيَّةِ
مُبْتَدِئاً مِنَ
الْجَلِيلِ إِلَى هُنَا». 6فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ
ذِكْرَ الْجَلِيلِ سَأَلَ: «هَلِ
الرَّجُلُ جَلِيلِيٌّ؟» 7وَحِينَ عَلِمَ
أَنَّهُ مِنْ سَلْطَنَةِ هِيرُودُسَ أَرْسَلَهُ إِلَى هِيرُودُسَ إِذْ
كَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْكَ الأَيَّامَ فِي أُورُشَلِيمَ.
8وَأَمَّا
هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدّاً لأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ
مِنْ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَنْ يَرَاهُ لِسَمَاعِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً
وَتَرَجَّى أَنْ يَرَاهُ يَصْنَعُ آيَةً. 9وَسَأَلَهُ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ
فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ. 10وَوَقَفَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ
يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ بِاشْتِدَادٍ 11فَاحْتَقَرَهُ هِيرُودُسُ مَعَ
عَسْكَرِهِ وَاسْتَهْزَأَ بِهِ وَأَلْبَسَهُ لِبَاساً لاَمِعاً وَرَدَّهُ
إِلَى بِيلاَطُسَ. 12فَصَارَ بِيلاَطُسُ وَهِيرُودُسُ صَدِيقَيْنِ مَعَ
بَعْضِهِمَا فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ لأَنَّهُمَا كَانَا مِنْ قَبْلُ فِي
عَدَاوَةٍ بَيْنَهُمَا.
13فَدَعَا
بِيلاَطُسُ رُؤَسَاءَ
الْكَهَنَةِ وَالْعُظَمَاءَ وَالشَّعْبَ 14وَقَالَ
لَهُمْ: «قَدْ قَدَّمْتُمْ إِلَيَّ هَذَا
الإِنْسَانَ كَمَنْ يُفْسِدُ
الشَّعْبَ. وَهَا أَنَا قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي
هَذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. 15وَلاَ
هِيرُودُسُ أَيْضاً لأَنِّي أَرْسَلْتُكُمْ إِلَيْهِ. وَهَا لاَ شَيْءَ
يَسْتَحِقُّ
الْمَوْتَ صُنِعَ مِنْهُ. 16فَأَنَا أُؤَدِّبُهُ
وَأُطْلِقُهُ». 17وَكَانَ مُضْطَرّاً أَنْ يُطْلِقَ لَهُمْ كُلَّ عِيدٍ
وَاحِداً 18فَصَرَخُوا بِجُمْلَتِهِمْ قَائِلِينَ: «خُذْ هَذَا وَأَطْلِقْ
لَنَا بَارَابَاسَ!» 19وَذَاكَ كَانَ قَدْ طُرِحَ فِي
السِّجْنِ لأَجْلِ
فِتْنَةٍ حَدَثَتْ فِي
الْمَدِينَةِ وَقَتْلٍ. 20فَنَادَاهُمْ أَيْضاً
بِيلاَطُسُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُطْلِقَ يَسُوعَ 21فَصَرَخُوا:
«ﭐصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!» 22فَقَالَ لَهُمْ ثَالِثَةً: «فَأَيَّ شَرٍّ
عَمِلَ هَذَا؟ إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِيهِ عِلَّةً لِلْمَوْتِ فَأَنَا
أُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ». 23فَكَانُوا يَلِجُّونَ بِأَصْوَاتٍ عَظِيمَةٍ
طَالِبِينَ أَنْ يُصْلَبَ. فَقَوِيَتْ أَصْوَاتُهُمْ وَأَصْوَاتُ رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ. 24فَحَكَمَ بِيلاَطُسُ أَنْ تَكُونَ طِلْبَتُهُمْ.
25فَأَطْلَقَ لَهُمُ
الَّذِي طُرِحَ فِي
السِّجْنِ لأَجْلِ فِتْنَةٍ
وَقَتْلٍ الَّذِي طَلَبُوهُ وَأَسْلَمَ يَسُوعَ لِمَشِيئَتِهِمْ.
26وَلَمَّا
مَضَوْا بِهِ أَمْسَكُوا سِمْعَانَ رَجُلاً قَيْرَوَانِيّاً كَانَ آتِياً
مِنَ الْحَقْلِ وَوَضَعُوا عَلَيْهِ
الصَّلِيبَ لِيَحْمِلَهُ خَلْفَ
يَسُوعَ. 27وَتَبِعَهُ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ
الشَّعْبِ وَالنِّسَاءِ
اللَّوَاتِي كُنَّ يَلْطِمْنَ أَيْضاً وَيَنُحْنَ عَلَيْهِ. 28فَالْتَفَتَ
إِلَيْهِنَّ يَسُوعُ وَقَالَ: «يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ لاَ تَبْكِينَ
عَلَيَّ بَلِ
ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ
29لأَنَّهُ هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُونَ فِيهَا: طُوبَى
لِلْعَوَاقِرِ وَالْبُطُونِ
الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَالثُّدِيِّ
الَّتِي لَمْ
تُرْضِعْ. 30حِينَئِذٍ يَبْتَدِئُونَ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ:
اسْقُطِي
عَلَيْنَا وَلِلآكَامِ: غَطِّينَا. 31لأَنَّهُ إِنْ كَانُوا بِالْعُودِ
الرَّطْبِ يَفْعَلُونَ هَذَا فَمَاذَا يَكُونُ بِالْيَابِسِ؟». 32وَجَاءُوا
أَيْضاً بِاثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مُذْنِبَيْنِ لِيُقْتَلاَ مَعَهُ.
33وَلَمَّا
مَضَوْا بِهِ إِلَى
الْمَوْضِعِ
الَّذِي يُدْعَى «جُمْجُمَةَ» صَلَبُوهُ
هُنَاكَ مَعَ
الْمُذْنِبَيْنِ وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ
يَسَارِهِ. 34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ
اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ
لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». وَإِذِ
اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ
اقْتَرَعُوا
عَلَيْهَا.
35وَكَانَ
الشَّعْبُ وَاقِفِينَ يَنْظُرُونَ وَالرُّؤَسَاءُ أَيْضاً مَعَهُمْ
يَسْخَرُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «خَلَّصَ آخَرِينَ فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ
إِنْ كَانَ هُوَ
الْمَسِيحَ مُخْتَارَ
اللهِ». 36وَﭐلْجُنْدُ أَيْضاً
اسْتَهْزَأُوا
بِهِ وَهُمْ يَأْتُونَ وَيُقَدِّمُونَ لَهُ خَلاًّ 37قَائِلِينَ: «إِنْ
كُنْتَ أَنْتَ مَلِكَ
الْيَهُودِ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ». 38وَكَانَ عُنْوَانٌ
مَكْتُوبٌ فَوْقَهُ بِأَحْرُفٍ يُونَانِيَّةٍ وَرُومَانِيَّةٍ
وَعِبْرَانِيَّةٍ: «هَذَا هُوَ مَلِكُ
الْيَهُودِ». 39وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ
الْمُذْنِبَيْنِ
الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: «إِنْ
كُنْتَ أَنْتَ
الْمَسِيحَ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!»
40فَانْتَهَرَهُ
الآخَرُ قَائِلاً: «أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ
اللهَ إِذْ
أَنْتَ تَحْتَ هَذَا
الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟ 41أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ
لأَنَّنَا نَنَالُ
اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ
يَفْعَلْ شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ». 42ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ:
«ﭐذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». 43فَقَالَ لَهُ
يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ
الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي
الْفِرْدَوْسِ».
44وَكَانَ
نَحْوُ السَّاعَةِ
السَّادِسَةِ فَكَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى
الأَرْضِ
كُلِّهَا إِلَى
السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. 45وَأَظْلَمَتِ
الشَّمْسُ وَانْشَقَّ
حِجَابُ الْهَيْكَلِ مِنْ وَسَطِهِ. 46وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ:
«يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هَذَا
أَسْلَمَ الرُّوحَ. 47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ
الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ
اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا
الإِنْسَانُ بَارّاً!»
48وَكُلُّ الْجُمُوعِ
الَّذِينَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ لِهَذَا
الْمَنْظَرِ
لَمَّا أَبْصَرُوا مَا كَانَ رَجَعُوا وَهُمْ يَقْرَعُونَ صُدُورَهُمْ.
49وَكَانَ جَمِيعُ مَعَارِفِهِ وَنِسَاءٌ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَهُ مِنَ
الْجَلِيلِ وَاقِفِينَ مِنْ بَعِيدٍ يَنْظُرُونَ ذَلِكَ.
50وَإِذَا
رَجُلٌ اسْمُهُ يُوسُفُ وَكَانَ مُشِيراً وَرَجُلاً صَالِحاً بَارّاً -
51هَذَا لَمْ يَكُنْ مُوافِقاً لِرَأْيِهِمْ وَعَمَلِهِمْ وَهُوَ مِنَ
الرَّامَةِ
مَدِينَةٍ لِلْيَهُودِ. وَكَانَ هُوَ أَيْضاً يَنْتَظِرُ مَلَكُوتَ
اللهِ.
52هَذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ
53وَأَنْزَلَهُ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ مَنْحُوتٍ
حَيْثُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ وُضِعَ قَطُّ. 54وَكَانَ يَوْمُ
الاِسْتِعْدَادِ
وَالسَّبْتُ يَلُوحُ. 55وَتَبِعَتْهُ نِسَاءٌ كُنَّ قَدْ أَتَيْنَ مَعَهُ
مِنَ الْجَلِيلِ وَنَظَرْنَ
الْقَبْرَ وَكَيْفَ وُضِعَ جَسَدُهُ.
56فَرَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطاً وَأَطْيَاباً. وَفِي
السَّبْتِ
اسْتَرَحْنَ حَسَبَ
الْوَصِيَّةِ.
اَلأَصْحَاحُ
الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ
1ثُمَّ فِي
أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَوَّلَ
الْفَجْرِ أَتَيْنَ إِلَى
الْقَبْرِ
حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ
الَّذِي أَعْدَدْنَهُ وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ.
2فَوَجَدْنَ
الْحَجَرَ مُدَحْرَجاً عَنِ
الْقَبْرِ 3فَدَخَلْنَ وَلَمْ
يَجِدْنَ جَسَدَ
الرَّبِّ يَسُوعَ. 4وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي
ذَلِكَ إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ. 5وَإِذْ
كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى
الأَرْضِ قَالاَ
لَهُنَّ: «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ
الْحَيَّ بَيْنَ
الأَمْوَاتِ؟ 6لَيْسَ هُوَ
هَهُنَا لَكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ
فِي الْجَلِيلِ 7قَائِلاً: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ
ابْنُ
الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ وَيُصْلَبَ وَفِي
الْيَوْمِ
الثَّالِثِ يَقُومُ». 8فَتَذَكَّرْنَ كَلاَمَهُ 9وَرَجَعْنَ مِنَ
الْقَبْرِ
وَأَخْبَرْنَ
الأَحَدَ عَشَرَ وَجَمِيعَ
الْبَاقِينَ بِهَذَا كُلِّهِ.
10وَكَانَتْ مَرْيَمُ
الْمَجْدَلِيَّةُ وَيُوَنَّا وَمَرْيَمُ أُمُّ
يَعْقُوبَ وَالْبَاقِيَاتُ مَعَهُنَّ
اللَّوَاتِي قُلْنَ هَذَا لِلرُّسُلِ.
11فَتَرَاءَى كَلاَمُهُنَّ لَهُمْ كَالْهَذَيَانِ وَلَمْ يُصَدِّقُوهُنَّ.
12فَقَامَ بُطْرُسُ وَرَكَضَ إِلَى
الْقَبْرِ فَانْحَنَى وَنَظَرَ
الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً وَحْدَهَا فَمَضَى مُتَعَجِّباً فِي نَفْسِهِ
مِمَّا كَانَ.
13وَإِذَا
اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ إِلَى
قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً
اسْمُهَا «عِمْوَاسُ».
14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ
الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ
اقْتَرَبَ
إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ
أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا
هَذَا الْكَلاَمُ
الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ
عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا
الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ:
«هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ
الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ
الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ
لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «ﭐلْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ
النَّاصِرِيِّ
الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي
الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ
أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ
الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ
الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. 21وَنَحْنُ
كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ
الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ.
وَلَكِنْ مَعَ هَذَا كُلِّهِ
الْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ
حَدَثَ ذَلِكَ. 22بَلْ بَعْضُ
النِّسَاءِ مِنَّا حَيَّرْنَنَا إِذْ كُنَّ
بَاكِراً عِنْدَ
الْقَبْرِ 23وَلَمَّا لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ أَتَيْنَ
قَائِلاَتٍ: إِنَّهُنَّ رَأَيْنَ مَنْظَرَ مَلاَئِكَةٍ قَالُوا إِنَّهُ
حَيٌّ. 24وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ
الَّذِينَ مَعَنَا إِلَى
الْقَبْرِ
فَوَجَدُوا هَكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضاً
النِّسَاءُ وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ
يَرَوْهُ». 25فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا
الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا
الْقُلُوبِ فِي
الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ
الأَنْبِيَاءُ
26أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ
الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهَذَا وَيَدْخُلُ
إِلَى مَجْدِهِ؟» 27ثُمَّ
ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ
الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا
الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي
جَمِيعِ الْكُتُبِ.
28ثُمَّ
اقْتَرَبُوا
إِلَى الْقَرْيَةِ
الَّتِي كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ إِلَيْهَا وَهُوَ
تَظَاهَرَ كَأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ. 29فَأَلْزَمَاهُ
قَائِلَيْنِ: «ﭐمْكُثْ مَعَنَا لأَنَّهُ نَحْوُ
الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ
النَّهَارُ». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. 30فَلَمَّا
اتَّكَأَ
مَعَهُمَا أَخَذَ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا
31فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ
اخْتَفَى عَنْهُمَا
32فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ: «أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً
فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي
الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا
الْكُتُبَ؟» 33فَقَامَا فِي تِلْكَ
السَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى
أُورُشَلِيمَ وَوَجَدَا
الأَحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ هُمْ وَالَّذِينَ
مَعَهُمْ 34وَهُمْ يَقُولُونَ: «إِنَّ
الرَّبَّ قَامَ بِالْحَقِيقَةِ
وَظَهَرَ لِسِمْعَانَ!» 35وَأَمَّا هُمَا فَكَانَا يُخْبِرَانِ بِمَا
حَدَثَ فِي الطَّرِيقِ وَكَيْفَ عَرَفَاهُ عِنْدَ كَسْرِ
الْخُبْزِ.
36وَفِيمَا
هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهَذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ
وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!» 37فَجَزِعُوا وَخَافُوا وَظَنُّوا
أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحاً. 38فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ
مُضْطَرِبِينَ وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟
39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا
فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي».
40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا
هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ
الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ قَالَ لَهُمْ:
«أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ
مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ
قُدَّامَهُمْ.
44وَقَالَ
لَهُمْ: «هَذَا هُوَ
الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ
مَعَكُمْ أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ
عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ». 45حِينَئِذٍ
فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا
الْكُتُبَ. 46وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا
هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ
الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ
وَيَقُومُ مِنَ
الأَمْوَاتِ فِي
الْيَوْمِ الثَّالِثِ 47وَأَنْ يُكْرَزَ
بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ
الْخَطَايَا لِجَمِيعِ
الأُمَمِ
مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ. 49وَهَا
أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ
أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ
الأَعَالِي».
50وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجاً إِلَى بَيْتِ عَنْيَا وَرَفَعَ يَدَيْهِ
وَبَارَكَهُمْ. 51وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ
انْفَرَدَ عَنْهُمْ
وَأُصْعِدَ إِلَى
السَّمَاءِ. 52فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى
أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ 53وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي
الْهَيْكَلِ
يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ
اللهَ. آمِينَ. |