
اَلأَصْحَاحُ
الأَوَّلُ
1اَلْكَلاَمُ
الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ عَنْ جَمِيعِ مَا
ابْتَدَأَ
يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ 2إِلَى
الْيَوْمِ الَّذِي
ارْتَفَعَ
فِيهِ بَعْدَ مَا أَوْصَى بِالرُّوحِ
الْقُدُسِ الرُّسُلَ
الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ.
3اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضاً نَفْسَهُ حَيّاً بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ
بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْماً
وَيَتَكَلَّمُ عَنِ
الْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ
اللهِ.
4وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ
أُورُشَلِيمَ بَلْ يَنْتَظِرُوا «مَوْعِدَ
الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ
مِنِّي 5لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ وَأَمَّا أَنْتُمْ
فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ
الْقُدُسِ لَيْسَ بَعْدَ هَذِهِ
الأَيَّامِ
بِكَثِيرٍ». 6أَمَّا هُمُ
الْمُجْتَمِعُونَ فَسَأَلُوهُ: «يَا رَبُّ هَلْ
فِي هَذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ
الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟» 7فَقَالَ
لَهُمْ: «لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا
الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ
الَّتِي جَعَلَهَا
الآبُ فِي سُلْطَانِهِ 8لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ
قُوَّةً مَتَى حَلَّ
الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي
شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ
الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ
وَإِلَى أَقْصَى
الأَرْضِ». 9وَلَمَّا قَالَ هَذَا
ارْتَفَعَ وَهُمْ
يَنْظُرُونَ وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. 10وَفِيمَا كَانُوا
يَشْخَصُونَ إِلَى
السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ
وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ 11وَقَالاَ: «أَيُّهَا
الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ
مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى
السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ
هَذَا الَّذِي
ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى
السَّمَاءِ سَيَأْتِي هَكَذَا
كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقاً إِلَى
السَّمَاءِ». 12حِينَئِذٍ رَجَعُوا
إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنَ
الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ
الزَّيْتُونِ
الَّذِي هُوَ بِالْقُرْبِ مِنْ أُورُشَلِيمَ عَلَى سَفَرِ سَبْتٍ.
13وَلَمَّا دَخَلُوا صَعِدُوا إِلَى
الْعِلِّيَّةِ
الَّتِي كَانُوا
يُقِيمُونَ فِيهَا: بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ
وَفِيلُبُّسُ وَتُومَا وَبَرْثُولَمَاوُسُ وَمَتَّى وَيَعْقُوبُ بْنُ
حَلْفَى وَسِمْعَانُ
الْغَيُورُ وَيَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ. 14هَؤُلاَءِ
كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى
الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ
مَعَ النِّسَاءِ وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ وَمَعَ إِخْوَتِهِ.
15وَفِي
تِلْكَ الأَيَّامِ قَامَ بُطْرُسُ فِي وَسَطِ
التَّلاَمِيذِ وَكَانَ
عِدَّةُ أَسْمَاءٍ مَعاً نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ. فَقَالَ: 16«أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِخْوَةُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هَذَا
الْمَكْتُوبُ
الَّذِي سَبَقَ
الرُّوحُ الْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ عَنْ يَهُوذَا
الَّذِي صَارَ دَلِيلاً لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ 17إِذْ كَانَ
مَعْدُوداً بَيْنَنَا وَصَارَ لَهُ نَصِيبٌ فِي هَذِهِ
الْخِدْمَةِ.
18فَإِنَّ هَذَا
اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ
الظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ
عَلَى وَجْهِهِ
انْشَقَّ مِنَ
الْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ
كُلُّهَا. 19وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ
أُورُشَلِيمَ حَتَّى دُعِيَ ذَلِكَ
الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقْلَ
دَمَا» (أَيْ: حَقْلَ دَمٍ). 20لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ
الْمَزَامِيرِ: لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَاباً وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ
وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آَخَرُ. 21فَيَنْبَغِي أَنَّ
الرِّجَالَ الَّذِينَ
اجْتَمَعُوا مَعَنَا كُلَّ
الزَّمَانِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ إِلَيْنَا
الرَّبُّ يَسُوعُ وَخَرَجَ 22مُنْذُ مَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا إِلَى
الْيَوْمِ الَّذِي
ارْتَفَعَ فِيهِ عَنَّا يَصِيرُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ
شَاهِداً مَعَنَا بِقِيَامَتِهِ». 23فَأَقَامُوا
اثْنَيْنِ: يُوسُفَ
الَّذِي يُدْعَى بَارْسَابَا
الْمُلَقَّبَ يُوسْتُسَ وَمَتِّيَاسَ.
24وَصَلَّوْا قَائِلِينَ: «أَيُّهَا
الرَّبُّ الْعَارِفُ قُلُوبَ
الْجَمِيعِ عَيِّنْ أَنْتَ مِنْ هَذَيْنِ
الاِثْنَيْنِ أَيّاً
اخْتَرْتَهُ
25لِيَأْخُذَ قُرْعَةَ هَذِهِ
الْخِدْمَةِ وَالرِّسَالَةِ
الَّتِي
تَعَدَّاهَا يَهُوذَا لِيَذْهَبَ إِلَى مَكَانِهِ». 26ثُمَّ أَلْقَوْا
قُرْعَتَهُمْ فَوَقَعَتِ
الْقُرْعَةُ عَلَى مَتِّيَاسَ فَحُسِبَ مَعَ
الأَحَدَ عَشَرَ رَسُولاً.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّانِي
1وَلَمَّا
حَضَرَ يَوْمُ
الْخَمْسِينَ كَانَ
الْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ
2وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ
السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ
عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ
الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ 3وَظَهَرَتْ
لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ
عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4وَامْتَلأَ
الْجَمِيعُ مِنَ
الرُّوحِ
الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا
أَعْطَاهُمُ
الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا. 5وَكَانَ يَهُودٌ رِجَالٌ
أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ
السَّمَاءِ سَاكِنِينَ فِي
أُورُشَلِيمَ. 6فَلَمَّا صَارَ هَذَا
الصَّوْتُ اجْتَمَعَ
الْجُمْهُورُ
وَتَحَيَّرُوا لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ يَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ
بِلُغَتِهِ. 7فَبُهِتَ
الْجَمِيعُ وَتَعَجَّبُوا قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ: «أَتُرَى لَيْسَ جَمِيعُ هَؤُلاَءِ
الْمُتَكَلِّمِينَ
جَلِيلِيِّينَ؟ 8فَكَيْفَ نَسْمَعُ نَحْنُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لُغَتَهُ
الَّتِي وُلِدَ فِيهَا: 9فَرْتِيُّونَ وَمَادِيُّونَ وَعِيلاَمِيُّونَ وَالسَّاكِنُونَ
مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ وَالْيَهُودِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَبُنْتُسَ
وَأَسِيَّا 10وَفَرِيجِيَّةَ وَبَمْفِيلِيَّةَ وَمِصْرَ وَنَوَاحِيَ
لِيبِيَّةَ الَّتِي نَحْوَ
الْقَيْرَوَانِ وَالرُّومَانِيُّونَ
الْمُسْتَوْطِنُونَ يَهُودٌ وَدُخَلاَءُ 11كِرِيتِيُّونَ وَعَرَبٌ
نَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا بِعَظَائِمِ
اللهِ؟».
12فَتَحَيَّرَ
الْجَمِيعُ وَارْتَابُوا قَائلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:
«مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟». 13وَكَانَ آخَرُونَ يَسْتَهْزِئُونَ
قَائِلِينَ: «إِنَّهُمْ قَدِ
امْتَلأُوا سُلاَفَةً». 14فَوَقَفَ بُطْرُسُ
مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا
الرِّجَالُ الْيَهُودُ وَالسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ أَجْمَعُونَ
لِيَكُنْ هَذَا مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ وَأَصْغُوا إِلَى كَلاَمِي 15لأَنَّ
هَؤُلاَءِ لَيْسُوا سُكَارَى كَمَا أَنْتُمْ تَظُنُّونَ لأَنَّهَا
السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ مِنَ
النَّهَارِ. 16بَلْ هَذَا مَا قِيلَ
بِيُوئِيلَ النَّبِيِّ. 17يَقُولُ
اللهُ: وَيَكُونُ فِي
الأَيَّامِ
الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ
بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ
أَحْلاَماً. 18وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي
فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ. 19وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي
السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَآيَاتٍ عَلَى
الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ: دَماً
وَنَاراً وَبُخَارَ دُخَانٍ. 20تَتَحَوَّلُ
الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ وَالْقَمَرُ
إِلَى دَمٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ
الرَّبِّ الْعَظِيمُ
الشَّهِيرُ.
21وَيَكُونُ كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ
الرَّبِّ يَخْلُصُ». 22«أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ
اسْمَعُوا هَذِهِ
الأَقْوَالَ: يَسُوعُ
النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ
اللهِ بِقُوَّاتٍ
وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا
اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا
أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. 23هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً
بِمَشُورَةِ
اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ
السَّابِقِ وَبِأَيْدِي
أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. 24اَلَّذِي أَقَامَهُ
اللهُ
نَاقِضاً أَوْجَاعَ
الْمَوْتِ إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ
مِنْهُ. 25لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى
الرَّبَّ أَمَامِي
فِي كُلِّ حِينٍ أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ.
26لِذَلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضاً
سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ. 27لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي
الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَاداً. 28عَرَّفْتَنِي
سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُوراً مَعَ وَجْهِكَ. 29أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِخْوَةُ يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَاراً عَنْ رَئِيسِ
الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى
هَذَا الْيَوْمِ. 30فَإِذْ كَانَ نَبِيّاً وَعَلِمَ أَنَّ
اللهَ حَلَفَ
لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ
الْمَسِيحَ حَسَبَ
الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ 31سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ
قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي
الْهَاوِيَةِ
وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً. 32فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ
اللهُ
وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ. 33وَإِذِ
ارْتَفَعَ بِيَمِينِ
اللهِ
وَأَخَذَ مَوْعِدَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ
الآبِ سَكَبَ هَذَا
الَّذِي
أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ. 34لأَنَّ دَاوُدَ لَمْ
يَصْعَدْ إِلَى
السَّمَاوَاتِ. وَهُوَ نَفْسُهُ يَقُولُ: قَالَ
الرَّبُّ
لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي 35حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً
لِقَدَمَيْكَ. 36فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ
اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هَذَا
الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ رَبّاً
وَمَسِيحاً». 37فَلَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ وَسَأَلُوا
بُطْرُسَ وَسَائِرَ
الرُّسُلِ: «مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا
الرِّجَالُ
الإِخْوَةُ؟» 38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ
وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى
اسْمِ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ
الْخَطَايَا
فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ. 39لأَنَّ
الْمَوْعِدَ هُوَ
لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِكُلِّ
الَّذِينَ عَلَى بُعْدٍ كُلِّ مَنْ
يَدْعُوهُ الرَّبُّ إِلَهُنَا». 40وَبِأَقْوَالٍ أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَانَ
يَشْهَدُ لَهُمْ وَيَعِظُهُمْ قَائِلاً: «اخْلُصُوا مِنْ هَذَا
الْجِيلِ
الْمُلْتَوِي». 41فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ وَاعْتَمَدُوا وَانْضَمَّ
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ. 42وَكَانُوا
يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ
الرُّسُلِ وَالشَّرِكَةِ وَكَسْرِ
الْخُبْزِ
وَالصَّلَوَاتِ. 43وَصَارَ خَوْفٌ فِي كُلِّ نَفْسٍ. وَكَانَتْ عَجَائِبُ
وَآيَاتٌ كَثِيرَةٌ تُجْرَى عَلَى أَيْدِي
الرُّسُلِ. 44وَجَمِيعُ
الَّذِينَ
آمَنُوا كَانُوا مَعاً وَكَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكاً.
45وَالأَمْلاَكُ وَالْمُقْتَنَيَاتُ كَانُوا يَبِيعُونَهَا
وَيَقْسِمُونَهَا بَيْنَ
الْجَمِيعِ كَمَا يَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ
احْتِيَاجٌ.
46وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي
الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ.
وَإِذْ هُمْ يَكْسِرُونَ
الْخُبْزَ فِي
الْبُيُوتِ كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ
الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ 47مُسَبِّحِينَ
اللهَ وَلَهُمْ
نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ
الشَّعْبِ. وَكَانَ
الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ
إِلَى الْكَنِيسَةِ
الَّذِينَ يَخْلُصُونَ.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّالِثُ
1وَصَعِدَ
بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً إِلَى
الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ
الصَّلاَةِ
التَّاسِعَةِ. 2وَكَانَ رَجُلٌ أَعْرَجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يُحْمَلُ
كَانُوا يَضَعُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ بَابِ
الْهَيْكَلِ
الَّذِي
يُقَالُ لَهُ «الْجَمِيلُ» لِيَسْأَلَ صَدَقَةً مِنَ
الَّذِينَ يَدْخُلُونَ
الْهَيْكَلَ. 3فَهَذَا لَمَّا رَأَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا مُزْمِعَيْنِ
أَنْ يَدْخُلاَ
الْهَيْكَلَ سَأَلَ لِيَأْخُذَ صَدَقَةً. 4فَتَفَرَّسَ
فِيهِ بُطْرُسُ مَعَ يُوحَنَّا وَقَالَ: «انْظُرْ إِلَيْنَا!»
5فَلاَحَظَهُمَا مُنْتَظِراً أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمَا شَيْئاً. 6فَقَالَ
بُطْرُسُ: «لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ وَلَكِنِ
الَّذِي لِي
فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ».
7وَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ
الْيُمْنَى وَأَقَامَهُ فَفِي
الْحَالِ تَشَدَّدَتْ
رِجْلاَهُ وَكَعْبَاهُ 8فَوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي وَدَخَلَ
مَعَهُمَا إِلَى
الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ
اللهَ
9وَأَبْصَرَهُ جَمِيعُ
الشَّعْبِ وَهُوَ يَمْشِي وَيُسَبِّحُ
اللهَ.
10وَعَرَفُوهُ أَنَّهُ هُوَ
الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ لأَجْلِ
الصَّدَقَةِ
عَلَى بَابِ
الْهَيْكَلِ
الْجَمِيلِ فَامْتَلأُوا دَهْشَةً وَحَيْرَةً
مِمَّا حَدَثَ لَهُ. 11وَبَيْنَمَا كَانَ
الرَّجُلُ الأَعْرَجُ
الَّذِي
شُفِيَ مُتَمَسِّكاً بِبُطْرُسَ وَيُوحَنَّا تَرَاكَضَ إِلَيْهِمْ جَمِيعُ
الشَّعْبِ إِلَى
الرِّوَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «رِوَاقُ سُلَيْمَانَ»
وَهُمْ مُنْدَهِشُونَ. 12فَلَمَّا رَأَى بُطْرُسُ ذَلِكَ قَالَ
لِلْشَّعْبَ: «أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مَا بَالُكُمْ
تَتَعَجَّبُونَ مِنْ هَذَا وَلِمَاذَا تَشْخَصُونَ إِلَيْنَا كَأَنَّنَا
بِقُوَّتِنَا أَوْ تَقْوَانَا قَدْ جَعَلْنَا هَذَا يَمْشِي؟ 13إِنَّ
إِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ إِلَهَ آبَائِنَا مَجَّدَ
فَتَاهُ يَسُوعَ
الَّذِي أَسْلَمْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَأَنْكَرْتُمُوهُ
أَمَامَ وَجْهِ بِيلاَطُسَ وَهُوَ حَاكِمٌ بِإِطْلاَقِهِ. 14وَلَكِنْ
أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ
الْقُدُّوسَ
الْبَارَّ وَطَلَبْتُمْ أَنْ يُوهَبَ
لَكُمْ رَجُلٌ قَاتِلٌ. 15وَرَئِيسُ
الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ
الَّذِي
أَقَامَهُ اللهُ مِنَ
الأَمْوَاتِ وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذَلِكَ.
16وَبِالإِيمَانِ بِاسْمِهِ شَدَّدَ
اسْمُهُ هَذَا
الَّذِي تَنْظُرُونَهُ
وَتَعْرِفُونَهُ وَالإِيمَانُ
الَّذِي بِوَاسِطَتِهِ أَعْطَاهُ هَذِهِ
الصِّحَّةَ أَمَامَ جَمِيعِكُمْ. 17«وَالآنَ أَيُّهَا
الإِخْوَةُ أَنَا
أَعْلَمُ أَنَّكُمْ بِجَهَالَةٍ عَمِلْتُمْ كَمَا رُؤَسَاؤُكُمْ أَيْضاً.
18وَأَمَّا اللهُ فَمَا سَبَقَ وَأَنْبَأَ بِهِ بِأَفْوَاهِ جَمِيعِ
أَنْبِيَائِهِ أَنْ يَتَأَلَّمَ
الْمَسِيحُ قَدْ تَمَّمَهُ هَكَذَا.
19فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ
الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ
الرَّبِّ. 20وَيُرْسِلَ يَسُوعَ
الْمَسِيحَ
الْمُبَشَّرَ بِهِ لَكُمْ قَبْلُ. 21الَّذِي يَنْبَغِي أَنَّ
السَّمَاءَ
تَقْبَلُهُ إِلَى أَزْمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيْءٍ
الَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا
اللهُ بِفَمِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ
الْقِدِّيسِينَ مُنْذُ
الدَّهْرِ.
22فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيّاً مِثْلِي سَيُقِيمُ
لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ
مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ. 23وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ نَفْسٍ لاَ تَسْمَعُ
لِذَلِكَ النَّبِيِّ تُبَادُ مِنَ
الشَّعْبِ. 24وَجَمِيعُ
الأَنْبِيَاءِ
أَيْضاً مِنْ صَمُوئِيلَ فَمَا بَعْدَهُ جَمِيعُ
الَّذِينَ تَكَلَّمُوا
سَبَقُوا وَأَنْبَأُوا بِهَذِهِ
الأَيَّامِ. 25أَنْتُمْ أَبْنَاءُ
الأَنْبِيَاءِ وَالْعَهْدِ
الَّذِي عَاهَدَ بِهِ
اللهُ آبَاءَنَا قَائِلاً
لِإِبْراهِيمَ: وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ
الأَرْضِ.
26إِلَيْكُمْ أَوَّلاً إِذْ أَقَامَ
اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ أَرْسَلَهُ
يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ».
1وَبَيْنَمَا
هُمَا يُخَاطِبَانِ
الشَّعْبَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمَا
الْكَهَنَةُ وَقَائِدُ
جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالصَّدُّوقِيُّونَ 2مُتَضَجِّرِينَ مِنْ
تَعْلِيمِهِمَا
الشَّعْبَ وَنِدَائِهِمَا فِي يَسُوعَ بِالْقِيَامَةِ مِنَ
الأَمْوَاتِ. 3فَأَلْقَوْا عَلَيْهِمَا
الأَيَادِيَ وَوَضَعُوهُمَا فِي
حَبْسٍ إِلَى
الْغَدِ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَارَ
الْمَسَاءُ. 4وَكَثِيرُونَ
مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا
الْكَلِمَةَ آمَنُوا وَصَارَ عَدَدُ
الرِّجَالِ
نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفٍ. 5وَحَدَثَ فِي
الْغَدِ أَنَّ رُؤَسَاءَهُمْ
وَشُيُوخَهُمْ وَكَتَبَتَهُمُ
اجْتَمَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 6مَعَ
حَنَّانَ رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ وَقَيَافَا وَيُوحَنَّا وَالإِسْكَنْدَرِ
وَجَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ عَشِيرَةِ رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ.
7وَلَمَّا أَقَامُوهُمَا فِي
الْوَسَطِ جَعَلُوا يَسْأَلُونَهُمَا:
«بِأَيَّةِ قُوَّةٍ وَبِأَيِّ
اسْمٍ صَنَعْتُمَا أَنْتُمَا هَذَا؟»
8حِينَئِذٍ امْتَلأَ بُطْرُسُ مِنَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ وَقَالَ لَهُمْ:
«يَا رُؤَسَاءَ
الشَّعْبِ وَشُيُوخَ إِسْرَائِيلَ 9إِنْ كُنَّا نُفْحَصُ
الْيَوْمَ عَنْ إِحْسَانٍ إِلَى إِنْسَانٍ سَقِيمٍ بِمَاذَا شُفِيَ هَذَا
10فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِكُمْ وَجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ
أَنَّهُ بِاسْمِ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ
الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ
أَنْتُمُ الَّذِي أَقَامَهُ
اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِذَاكَ وَقَفَ هَذَا
أَمَامَكُمْ صَحِيحاً. 11هَذَا هُوَ
الْحَجَرُ الَّذِي
احْتَقَرْتُمُوهُ
أَيُّهَا الْبَنَّاؤُونَ
الَّذِي صَارَ رَأْسَ
الزَّاوِيَةِ. 12وَلَيْسَ
بِأَحَدٍ غَيْرِهِ
الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ
اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ
السَّمَاءِ
قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ
النَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ». 13فَلَمَّا
رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا
إِنْسَانَانِ عَدِيمَا
الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ تَعَجَّبُوا.
فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ. 14وَلَكِنْ إِذْ نَظَرُوا
الإِنْسَانَ
الَّذِي شُفِيَ وَاقِفاً مَعَهُمَا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ شَيْءٌ
يُنَاقِضُونَ بِهِ. 15فَأَمَرُوهُمَا أَنْ يَخْرُجَا إِلَى خَارِجِ
الْمَجْمَعِ وَتَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ 16قَائِلِينَ: «مَاذَا نَفْعَلُ
بِهَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ؟ لأَنَّهُ ظَاهِرٌ لِجَمِيعِ سُكَّانِ
أُورُشَلِيمَ أَنَّ آيَةً مَعْلُومَةً قَدْ جَرَتْ بِأَيْدِيهِمَا وَلاَ
نَقْدِرُ أَنْ نُنْكِرَ. 17وَلَكِنْ لِئَلاَّ تَشِيعَ أَكْثَرَ فِي
الشَّعْبِ لِنُهَدِّدْهُمَا تَهْدِيداً أَنْ لاَ يُكَلِّمَا أَحَداً مِنَ
النَّاسِ فِيمَا بَعْدُ بِهَذَا
الاِسْمِ». 18فَدَعُوهُمَا وَأَوْصُوهُمَا
أَنْ لاَ يَنْطِقَا
الْبَتَّةَ وَلاَ يُعَلِّمَا بِاسْمِ يَسُوعَ.
19فَأَجَابَهُمْ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا: «إِنْ كَانَ حَقّاً أَمَامَ
اللهِ
أَنْ نَسْمَعَ لَكُمْ أَكْثَرَ مِنَ
اللهِ فَاحْكُمُوا. 20لأَنَّنَا نَحْنُ
لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا».
21وَبَعْدَمَا هَدَّدُوهُمَا أَيْضاً أَطْلَقُوهُمَا إِذْ لَمْ يَجِدُوا
الْبَتَّةَ
كَيْفَ يُعَاقِبُونَهُمَا بِسَبَبِ
الشَّعْبِ لأَنَّ
الْجَمِيعَ كَانُوا
يُمَجِّدُونَ
اللهَ عَلَى مَا جَرَى 22لأَنَّ
الإِنْسَانَ
الَّذِي صَارَتْ
فِيهِ آيَةُ
الشِّفَاءِ هَذِهِ كَانَ لَهُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِينَ
سَنَةً. 23وَلَمَّا أُطْلِقَا أَتَيَا إِلَى رُفَقَائِهِمَا
وَأَخْبَرَاهُمْ بِكُلِّ مَا قَالَهُ لَهُمَا رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ.
24فَلَمَّا سَمِعُوا رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتاً إِلَى
اللهِ
وَقَالُوا: «أَيُّهَا
السَّيِّدُ أَنْتَ هُوَ
الإِلَهُ الصَّانِعُ
السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا 25الْقَائِلُ بِفَمِ
دَاوُدَ فَتَاكَ: لِمَاذَا
ارْتَجَّتِ الْأُمَمُ وَتَفَكَّرَ
الشُّعُوبُ
بِالْبَاطِلِ؟ 26قَامَتْ مُلُوكُ
الأَرْضِ وَاجْتَمَعَ
الرُّؤَسَاءُ مَعاً
عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ. 27لأَنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ
اجْتَمَعَ
عَلَى فَتَاكَ
الْقُدُّوسِ يَسُوعَ
الَّذِي مَسَحْتَهُ هِيرُودُسُ
وَبِيلاَطُسُ
الْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ
28لِيَفْعَلُوا كُلَّ مَا سَبَقَتْ فَعَيَّنَتْ يَدُكَ وَمَشُورَتُكَ أَنْ
يَكُونَ. 29وَالآنَ يَا رَبُّ
انْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ وَامْنَحْ
عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ 30بِمَدِّ
يَدِكَ لِلشِّفَاءِ وَلْتُجْرَ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ بِاسْمِ فَتَاكَ
الْقُدُّوسِ يَسُوعَ». 31وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ
الْمَكَانُ الَّذِي
كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ وَامْتَلأَ
الْجَمِيعُ مِنَ
الرُّوحِ
الْقُدُسِ وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ
اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ.
32وَكَانَ لِجُمْهُورِ
الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ
وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئاً مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ بَلْ
كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكاً. 33وَبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ كَانَ
الرُّسُلُ يُؤَدُّونَ
الشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ
الرَّبِّ يَسُوعَ
وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ كَانَتْ عَلَى جَمِيعِهِمْ 34إِذْ لَمْ يَكُنْ
فِيهِمْ أَحَدٌ مُحْتَاجاً لأَنَّ كُلَّ
الَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ
حُقُولٍ أَوْ بُيُوتٍ كَانُوا يَبِيعُونَهَا وَيَأْتُونَ بِأَثْمَانِ
الْمَبِيعَاتِ 35وَيَضَعُونَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ
الرُّسُلِ فَكَانَ
يُوزَّعُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ كَمَا يَكُونُ لَهُ
احْتِيَاجٌ. 36وَيُوسُفُ
الَّذِي دُعِيَ مِنَ
الرُّسُلِ بَرْنَابَا
الَّذِي يُتَرْجَمُ
ابْنَ
الْوَعْظِ وَهُوَ لاَوِيٌّ قُبْرُسِيُّ
الْجِنْسِ 37إِذْ كَانَ لَهُ حَقْلٌ
بَاعَهُ وَأَتَى بِالدَّرَاهِمِ وَوَضَعَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ
الرُّسُلِ.
1وَرَجُلٌ
اسْمُهُ حَنَانِيَّا وَامْرَأَتُهُ سَفِّيرَةُ بَاعَ مُلْكاً 2وَاخْتَلَسَ
مِنَ الثَّمَنِ وَامْرَأَتُهُ لَهَا خَبَرُ ذَلِكَ وَأَتَى بِجُزْءٍ
وَوَضَعَهُ عِنْدَ أَرْجُلِ
الرُّسُلِ. 3فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا
حَنَانِيَّا لِمَاذَا مَلأَ
الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى
الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ
الْحَقْلِ؟ 4أَلَيْسَ وَهُوَ
بَاقٍ كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟
فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هَذَا
الأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ
عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى
اللهِ». 5فَلَمَّا سَمِعَ حَنَانِيَّا هَذَا
الْكَلاَمَ وَقَعَ وَمَاتَ. وَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ
الَّذِينَ
سَمِعُوا بِذَلِكَ. 6فَنَهَضَ
الأَحْدَاثُ وَلَفُّوهُ وَحَمَلُوهُ خَارِجاً
وَدَفَنُوهُ. 7ثُمَّ حَدَثَ بَعْدَ مُدَّةِ نَحْوِ ثَلاَثِ سَاعَاتٍ أَنَّ
امْرَأَتَهُ دَخَلَتْ وَلَيْسَ لَهَا خَبَرُ مَا جَرَى. 8فَسَأَلَهَا
بُطْرُسُ: «قُولِي لِي أَبِهَذَا
الْمِقْدَارِ بِعْتُمَا
الْحَقْلَ؟»
فَقَالَتْ: «نَعَمْ بِهَذَا
الْمِقْدَارِ». 9فَقَالَ لَهَا بُطْرُسُ: «مَا
بَالُكُمَا اتَّفَقْتُمَا عَلَى تَجْرِبَةِ رُوحِ
الرَّبِّ؟ هُوَذَا
أَرْجُلُ الَّذِينَ دَفَنُوا رَجُلَكِ عَلَى
الْبَابِ وَسَيَحْمِلُونَكِ
خَارِجاً». 10فَوَقَعَتْ فِي
الْحَالِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَمَاتَتْ.
فَدَخَلَ الشَّبَابُ وَوَجَدُوهَا مَيْتَةً فَحَمَلُوهَا خَارِجاً
وَدَفَنُوهَا بِجَانِبِ رَجُلِهَا. 11فَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ
الْكَنِيسَةِ وَعَلَى جَمِيعِ
الَّذِينَ سَمِعُوا بِذَلِكَ. 12وَجَرَتْ
عَلَى أَيْدِي
الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي
الشَّعْبِ.
وَكَانَ الْجَمِيعُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ.
13وَأَمَّا الآخَرُونَ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَجْسُرُ أَنْ
يَلْتَصِقَ بِهِمْ لَكِنْ كَانَ
الشَّعْبُ يُعَظِّمُهُمْ. 14وَكَانَ
مُؤْمِنُونَ يَنْضَمُّونَ لِلرَّبِّ أَكْثَرَ جَمَاهِيرُ مِنْ رِجَالٍ
وَنِسَاءٍ 15حَتَّى إِنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ
الْمَرْضَى خَارِجاً فِي
الشَّوَارِعِ وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى فُرُشٍ وَأَسِرَّةٍ حَتَّى إِذَا جَاءَ
بُطْرُسُ يُخَيِّمُ وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ. 16وَاجْتَمَعَ
جُمْهُورُ الْمُدُنِ
الْمُحِيطَةِ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَامِلِينَ مَرْضَى
وَمُعَذَّبِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ وَكَانُوا يُبْرَأُونَ
جَمِيعُهُمْ. 17فَقَامَ رَئِيسُ
الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ
الَّذِينَ مَعَهُ
الَّذِينَ
هُمْ شِيعَةُ
الصَّدُّوقِيِّينَ وَامْتَلأُوا غَيْرَةً 18فَأَلْقَوْا
أَيْدِيَهُمْ عَلَى
الرُّسُلِ وَوَضَعُوهُمْ فِي حَبْسِ
الْعَامَّةِ.
19وَلَكِنَّ مَلاَكَ
الرَّبِّ فِي
اللَّيْلِ فَتَحَ أَبْوَابَ
السِّجْنِ
وَأَخْرَجَهُمْ وَقَالَ: 20«اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا
الشَّعْبَ فِي
الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هَذِهِ
الْحَيَاةِ». 21فَلَمَّا سَمِعُوا
دَخَلُوا الْهَيْكَلَ نَحْوَ
الصُّبْحِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ. ثُمَّ
جَاءَ رَئِيسُ
الْكَهَنَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَعَوُا
الْمَجْمَعَ
وَكُلَّ مَشْيَخَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَرْسَلُوا إِلَى
الْحَبْسِ
لِيُؤْتَى بِهِمْ. 22وَلَكِنَّ
الْخُدَّامَ لَمَّا جَاءُوا لَمْ
يَجِدُوهُمْ فِي
السِّجْنِ فَرَجَعُوا وَأَخْبَرُوا 23قَائِلِينَ:
«إِنَّنَا وَجَدْنَا
الْحَبْسَ مُغْلَقاً بِكُلِّ حِرْصٍ وَالْحُرَّاسَ
وَاقِفِينَ خَارِجاً أَمَامَ
الأَبْوَابِ وَلَكِنْ لَمَّا فَتَحْنَا لَمْ
نَجِدْ فِي الدَّاخِلِ أَحَداً». 24فَلَمَّا سَمِعَ
الْكَاهِنُ وَقَائِدُ
جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَرُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ هَذِهِ
الأَقْوَالَ
ارْتَابُوا
مِنْ جِهَتِهِمْ: مَا عَسَى أَنْ يَصِيرَ هَذَا؟ 25ثُمَّ جَاءَ وَاحِدٌ
وَأَخْبَرَهُمْ قَائِلاً: «هُوَذَا
الرِّجَالُ الَّذِينَ وَضَعْتُمُوهُمْ
فِي السِّجْنِ هُمْ فِي
الْهَيْكَلِ وَاقِفِينَ يُعَلِّمُونَ
الشَّعْبَ».
26حِينَئِذٍ مَضَى قَائِدُ
الْجُنْدِ مَعَ
الْخُدَّامِ فَأَحْضَرَهُمْ لاَ
بِعُنْفٍ لأَنَّهُمْ كَانُوا يَخَافُونَ
الشَّعْبَ لِئَلاَّ يُرْجَمُوا.
27فَلَمَّا أَحْضَرُوهُمْ أَوْقَفُوهُمْ فِي
الْمَجْمَعِ. فَسَأَلَهُمْ
رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: 28«أَمَا أَوْصَيْنَاكُمْ وَصِيَّةً أَنْ لاَ
تُعَلِّمُوا بِهَذَا
الاِسْمِ؟ وَهَا أَنْتُمْ قَدْ مَلَأْتُمْ
أُورُشَلِيمَ بِتَعْلِيمِكُمْ وَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْلِبُوا عَلَيْنَا دَمَ
هَذَا الإِنْسَانِ». 29فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَالرُّسُلُ: «يَنْبَغِي أَنْ
يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ
النَّاسِ. 30إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ
الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ.
31هَذَا رَفَّعَهُ
اللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيساً وَمُخَلِّصاً لِيُعْطِيَ
إِسْرَائِيلَ
التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ
الْخَطَايَا. 32وَنَحْنُ شُهُودٌ
لَهُ بِهَذِهِ
الْأُمُورِ وَالرُّوحُ
الْقُدُسُ أَيْضاً
الَّذِي أَعْطَاهُ
اللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ». 33فَلَمَّا سَمِعُوا حَنِقُوا وَجَعَلُوا
يَتَشَاوَرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُمْ. 34فَقَامَ فِي
الْمَجْمَعِ رَجُلٌ
فَرِّيسِيٌّ
اسْمُهُ غَمَالاَئِيلُ مُعَلِّمٌ لِلنَّامُوسِ مُكَرَّمٌ
عِنْدَ جَمِيعِ
الشَّعْبِ وَأَمَرَ أَنْ يُخْرَجَ
الرُّسُلُ قَلِيلاً.
35ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: « أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ
احْتَرِزُوا
لأَنْفُسِكُمْ مِنْ جِهَةِ هَؤُلاَءِ
النَّاسِ فِي مَا أَنْتُمْ
مُزْمِعُونَ أَنْ تَفْعَلُوا. 36لأَنَّهُ قَبْلَ هَذِهِ
الأَيَّامِ قَامَ
ثُودَاسُ قَائِلاً عَنْ نَفْسِهِ إِنَّهُ شَيْءٌ
الَّذِي الْتَصَقَ بِهِ
عَدَدٌ مِنَ
الرِّجَالِ نَحْوُ أَرْبَعِمِئَةٍ
الَّذِي قُتِلَ وَجَمِيعُ
الَّذِينَ
انْقَادُوا إِلَيْهِ تَبَدَّدُوا وَصَارُوا لاَ شَيْءَ. 37بَعْدَ هَذَا
قَامَ يَهُوذَا
الْجَلِيلِيُّ فِي أَيَّامِ
الاِكْتِتَابِ وَأَزَاغَ
وَرَاءَهُ شَعْباً غَفِيراً. فَذَاكَ أَيْضاً هَلَكَ وَجَمِيعُ
الَّذِينَ انْقَادُوا
إِلَيْهِ تَشَتَّتُوا. 38وَالآنَ أَقُولُ لَكُمْ: تَنَحَّوْا عَنْ
هَؤُلاَءِ النَّاسِ وَاتْرُكُوهُمْ! لأَنَّهُ إِنْ كَانَ هَذَا
الرَّأْيُ
أَوْ هَذَا الْعَمَلُ مِنَ
النَّاسِ فَسَوْفَ يَنْتَقِضُ 39وَإِنْ كَانَ
مِنَ اللهِ فَلاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنْقُضُوهُ لِئَلاَّ تُوجَدُوا
مُحَارِبِينَ لِلَّهِ أَيْضاً». 40فَانْقَادُوا إِلَيْهِ. وَدَعُوا
الرُّسُلَ وَجَلَدُوهُمْ وَأَوْصُوهُمْ أَنْ لاَ يَتَكَلَّمُوا بِاسْمِ
يَسُوعَ ثُمَّ أَطْلَقُوهُمْ. 41وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ
أَمَامِ الْمَجْمَعِ لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا
مِنْ أَجْلِ
اسْمِهِ. 42وَكَانُوا لاَ يَزَالُونَ كُلَّ يَوْمٍ فِي
الْهَيْكَلِ وَفِي
الْبُيُوتِ مُعَلِّمِينَ وَمُبَشِّرِينَ بِيَسُوعَ
الْمَسِيحِ.
1وَفِي
تِلْكَ الأَيَّامِ إِذْ تَكَاثَرَ
التَّلاَمِيذُ حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ
الْيُونَانِيِّينَ عَلَى
الْعِبْرَانِيِّينَ أَنَّ أَرَامِلَهُمْ كُنَّ
يُغْفَلُ عَنْهُنَّ فِي
الْخِدْمَةِ
الْيَوْمِيَّةِ. 2فَدَعَا
الاِثْنَا
عَشَرَ جُمْهُورَ
التَّلاَمِيذِ وَقَالُوا: «لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ
نَحْنُ كَلِمَةَ
اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ. 3فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا
الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَالٍ مِنْكُمْ مَشْهُوداً لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ
مِنَ الرُّوحِ
الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هَذِهِ
الْحَاجَةِ. 4وَأَمَّا نَحْنُ فَنُواظِبُ عَلَى
الصَّلاَةِ وَخِدْمَةِ
الْكَلِمَةِ». 5فَحَسُنَ هَذَا
الْقَوْلُ أَمَامَ كُلِّ
الْجُمْهُورِ
فَاخْتَارُوا
اسْتِفَانُوسَ رَجُلاً مَمْلُوّاً مِنَ
الإِيمَانِ وَالرُّوحِ
الْقُدُسِ وَفِيلُبُّسَ وَبُرُوخُورُسَ وَنِيكَانُورَ وَتِيمُونَ
وَبَرْمِينَاسَ وَنِيقُولاَوُسَ دَخِيلاً أَنْطَاكِيّاً. 6اَلَّذِينَ
أَقَامُوهُمْ أَمَامَ
الرُّسُلِ فَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمِ
الأَيَادِيَ. 7وَكَانَتْ كَلِمَةُ
اللهِ تَنْمُو وَعَدَدُ
التَّلاَمِيذِ
يَتَكَاثَرُ جِدّاً فِي أُورُشَلِيمَ وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ
الْكَهَنَةِ
يُطِيعُونَ الإِيمَانَ. 8وَأَمَّا
اسْتِفَانُوسُ فَإِذْ كَانَ مَمْلُوّاً
إِيمَاناً وَقُوَّةً كَانَ يَصْنَعُ عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَظِيمَةً فِي
الشَّعْبِ. 9فَنَهَضَ قَوْمٌ مِنَ
الْمَجْمَعِ
الَّذِي يُقَالُ لَهُ
مَجْمَعُ اللِّيبَرْتِينِيِّينَ وَالْقَيْرَوَانِيِّينَ وَالإِسْكَنْدَرِيِّينَ
وَمِنَ الَّذِينَ مِنْ كِيلِيكِيَّا وَأَسِيَّا يُحَاوِرُونَ
اسْتِفَانُوسَ.
10وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُقَاوِمُوا
الْحِكْمَةَ وَالرُّوحَ
الَّذِي
كَانَ يَتَكَلَّمُ بِهِ. 11حِينَئِذٍ دَسُّوا لِرِجَالٍ يَقُولُونَ:
«إِنَّنَا سَمِعْنَاهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ تَجْدِيفٍ عَلَى مُوسَى
وَعَلَى اللهِ». 12وَهَيَّجُوا
الشَّعْبَ وَالشُّيُوخَ وَالْكَتَبَةَ
فَقَامُوا وَخَطَفُوهُ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى
الْمَجْمَعِ 13وَأَقَامُوا
شُهُوداً كَذَبَةً يَقُولُونَ: «هَذَا
الرَّجُلُ لاَ يَفْتُرُ عَنْ أَنْ
يَتَكَلَّمَ تَجْدِيفاً ضِدَّ هَذَا
الْمَوْضِعِ
الْمُقَدَّسِ وَالنَّامُوسِ
14لأَنَّنَا سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنَّ يَسُوعَ
النَّاصِرِيَّ هَذَا
سَيَنْقُضُ هَذَا
الْمَوْضِعَ وَيُغَيِّرُ
الْعَوَائِدَ
الَّتِي سَلَّمَنَا
إِيَّاهَا مُوسَى». 15فَشَخَصَ إِلَيْهِ جَمِيعُ
الْجَالِسِينَ فِي
الْمَجْمَعِ وَرَأَوْا وَجْهَهُ كَأَنَّهُ وَجْهُ مَلاَكٍ.
1فَسَأَلَ
رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَتُرَى هَذِهِ
الْأُمُورُ هَكَذَا هِيَ؟»
2فَأَجَابَ: «أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ
اسْمَعُوا. ظَهَرَ
إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ
النَّهْرَيْنِ قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ 3وَقَالَ لَهُ:
اخْرُجْ مِنْ
أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَهَلُمَّ إِلَى
الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ
4فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ
الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي
حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ إِلَى هَذِهِ
الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ
الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا. 5وَلَمْ يُعْطِهِ
فِيهَا مِيرَاثاً وَلاَ وَطْأَةَ قَدَمٍ وَلَكِنْ وَعَدَ أَنْ يُعْطِيَهَا
مُلْكاً لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَعْدُ
وَلَدٌ. 6وَتَكَلَّمَ
اللهُ هَكَذَا: أَنْ يَكُونَ نَسْلُهُ مُتَغَرِّباً
فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ فَيَسْتَعْبِدُوهُ وَيُسِيئُوا إِلَيْهِ أَرْبَعَ
مِئَةِ سَنَةٍ 7وَالْأُمَّةُ
الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا سَأَدِينُهَا
أَنَا يَقُولُ
اللهُ. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ وَيَعْبُدُونَنِي فِي
هَذَا الْمَكَانِ. 8وَأَعْطَاهُ عَهْدَ
الْخِتَانِ وَهَكَذَا وَلَدَ
إِسْحَاقَ وَخَتَنَهُ فِي
الْيَوْمِ الثَّامِنِ. وَإِسْحَاقُ وَلَدَ
يَعْقُوبَ وَيَعْقُوبُ وَلَدَ رُؤَسَاءَ
الآبَاءِ الاِثْنَيْ عَشَرَ.
9وَرُؤَسَاءُ
الآبَاءِ حَسَدُوا يُوسُفَ وَبَاعُوهُ إِلَى مِصْرَ وَكَانَ
اللهُ مَعَهُ 10وَأَنْقَذَهُ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِ وَأَعْطَاهُ نِعْمَةً
وَحِكْمَةً أَمَامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ فَأَقَامَهُ مُدَبِّراً عَلَى
مِصْرَ وَعَلَى كُلِّ بَيْتِهِ. 11ثُمَّ أَتَى جُوعٌ عَلَى كُلِّ أَرْضِ
مِصْرَ وَكَنْعَانَ وَضِيقٌ عَظِيمٌ فَكَانَ آبَاؤُنَا لاَ يَجِدُونَ
قُوتاً. 12وَلَمَّا سَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّ فِي مِصْرَ قَمْحاً أَرْسَلَ
آبَاءَنَا أَوَّلَ مَرَّةٍ. 13وَفِي
الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ
اسْتَعْرَفَ
يُوسُفُ إِلَى إِخْوَتِهِ وَاسْتَعْلَنَتْ عَشِيرَةُ يُوسُفَ لِفِرْعَوْنَ.
14فَأَرْسَلَ يُوسُفُ وَاسْتَدْعَى أَبَاهُ يَعْقُوبَ وَجَمِيعَ
عَشِيرَتِهِ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ نَفْساً. 15فَنَزَلَ يَعْقُوبُ إِلَى
مِصْرَ وَمَاتَ هُوَ وَآبَاؤُنَا 16وَنُقِلُوا إِلَى شَكِيمَ وَوُضِعُوا
فِي الْقَبْرِ
الَّذِي اشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ بِثَمَنٍ فِضَّةٍ مِنْ
بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ. 17وَكَمَا كَانَ يَقْرُبُ وَقْتُ
الْمَوْعِدِ
الَّذِي أَقْسَمَ
اللهُ عَلَيْهِ لِإِبْرَاهِيمَ كَانَ
الشَّعْبُ يَنْمُو
وَيَكْثُرُ فِي مِصْرَ 18إِلَى أَنْ قَامَ مَلِكٌ آخَرُ لَمْ يَكُنْ
يَعْرِفُ يُوسُفَ. 19فَاحْتَالَ هَذَا عَلَى جِنْسِنَا وَأَسَاءَ إِلَى
آبَائِنَا حَتَّى جَعَلُوا أَطْفَالَهُمْ مَنْبُوذِينَ لِكَيْ لاَ
يَعِيشُوا. 20«وَفِي
ذَلِكَ الْوَقْتِ وُلِدَ مُوسَى وَكَانَ جَمِيلاً جِدّاً فَرُبِّيَ هَذَا
ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي بَيْتِ أَبِيهِ. 21وَلَمَّا نُبِذَ
اتَّخَذَتْهُ
ابْنَةُ
فِرْعَوْنَ وَرَبَّتْهُ لِنَفْسِهَا
ابْناً. 22فَتَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ
حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ وَكَانَ مُقْتَدِراً فِي
الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ.
23وَلَمَّا كَمِلَتْ لَهُ مُدَّةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً خَطَرَ عَلَى بَالِهِ
أَنْ يَفْتَقِدَ إِخْوَتَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 24وَإِذْ رَأَى وَاحِداً
مَظْلُوماً حَامَى عَنْهُ وَأَنْصَفَ
الْمَغْلُوبَ إِذْ قَتَلَ
الْمِصْرِيَّ. 25فَظَنَّ أَنَّ إِخْوَتَهُ يَفْهَمُونَ أَنَّ
اللهَ عَلَى
يَدِهِ يُعْطِيهِمْ نَجَاةً وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا. 26وَفِي
الْيَوْمِ الثَّانِي ظَهَرَ لَهُمْ وَهُمْ يَتَخَاصَمُونَ فَسَاقَهُمْ
إِلَى السَّلاَمَةِ قَائِلاً: أَيُّهَا
الرِّجَالُ أَنْتُمْ إِخْوَةٌ.
لِمَاذَا تَظْلِمُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً؟ 27فَالَّذِي كَانَ يَظْلِمُ
قَرِيبَهُ دَفَعَهُ قَائِلاً: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً وَقَاضِياً
عَلَيْنَا؟ 28أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ أَمْسَ
الْمِصْرِيَّ؟ 29فَهَرَبَ مُوسَى بِسَبَبِ هَذِهِ
الْكَلِمَةِ وَصَارَ
غَرِيباً فِي أَرْضِ مَدْيَانَ حَيْثُ وَلَدَ
ابْنَيْنِ.
30«وَلَمَّا
كَمِلَتْ أَرْبَعُونَ سَنَةً ظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ
الرَّبِّ فِي بَرِّيَّةِ
جَبَلِ سِينَاءَ فِي لَهِيبِ نَارِ عُلَّيْقَةٍ. 31فَلَمَّا رَأَى مُوسَى
ذَلِكَ تَعَجَّبَ مِنَ
الْمَنْظَرِ. وَفِيمَا هُوَ يَتَقَدَّمُ
لِيَتَطَلَّعَ صَارَ إِلَيْهِ صَوْتُ
الرَّبِّ: 32أَنَا إِلَهُ آبَائِكَ
إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ. فَارْتَعَدَ
مُوسَى وَلَمْ يَجْسُرْ أَنْ يَتَطَلَّعَ. 33فَقَالَ لَهُ
الرَّبُّ:
اخْلَعْ نَعْلَ رِجْلَيْكَ لأَنَّ
الْمَوْضِعَ
الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ
عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ. 34إِنِّي رَأَيْتُ مَشَقَّةَ شَعْبِي
الَّذِينَ
فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ أَنِينَهُمْ وَنَزَلْتُ لِأُنْقِذَهُمْ. فَهَلُمَّ
الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَى مِصْرَ.
35«هَذَا
مُوسَى الَّذِي أَنْكَرُوهُ قَائِلِينَ: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً
وَقَاضِياً؟ هَذَا أَرْسَلَهُ
اللهُ رَئِيساً وَفَادِياً بِيَدِ
الْمَلاَكِ
الَّذِي ظَهَرَ لَهُ فِي
الْعُلَّيْقَةِ. 36هَذَا أَخْرَجَهُمْ صَانِعاً
عَجَائِبَ وَآيَاتٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَفِي
الْبَحْرِ الأَحْمَرِ وَفِي
الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
37«هَذَا
هُوَ مُوسَى
الَّذِي قَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: نَبِيّاً مِثْلِي
سَيُقِيمُ لَكُمُ
الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ
تَسْمَعُونَ. 38هَذَا هُوَ
الَّذِي كَانَ فِي
الْكَنِيسَةِ فِي
الْبَرِّيَّةِ مَعَ
الْمَلاَكِ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُ فِي جَبَلِ
سِينَاءَ وَمَعَ آبَائِنَا.
الَّذِي قَبِلَ أَقْوَالاً حَيَّةً
لِيُعْطِيَنَا إِيَّاهَا. 39الَّذِي لَمْ يَشَأْ آبَاؤُنَا أَنْ يَكُونُوا
طَائِعِينَ لَهُ بَلْ دَفَعُوهُ وَرَجَعُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى مِصْرَ
40قَائِلِينَ لِهَارُونَ:
اعْمَلْ لَنَا آلِهَةً تَتَقَدَّمُ أَمَامَنَا
لأَنَّ هَذَا مُوسَى
الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ
مَاذَا أَصَابَهُ. 41فَعَمِلُوا عِجْلاً فِي تِلْكَ
الأَيَّامِ
وَأَصْعَدُوا ذَبِيحَةً لِلصَّنَمِ وَفَرِحُوا بِأَعْمَالِ أَيْدِيهِمْ.
42فَرَجَعَ اللهُ وَأَسْلَمَهُمْ لِيَعْبُدُوا جُنْدَ
السَّمَاءِ كَمَا
هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ
الأَنْبِيَاءِ: هَلْ قَرَّبْتُمْ لِي ذَبَائِحَ
وَقَرَابِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي
الْبَرِّيَّةِ يَا بَيْتَ
إِسْرَائِيلَ؟ 43بَلْ حَمَلْتُمْ خَيْمَةَ مُولُوكَ وَنَجْمَ إِلَهِكُمْ
رَمْفَانَ التَّمَاثِيلَ
الَّتِي صَنَعْتُمُوهَا لِتَسْجُدُوا لَهَا.
فَأَنْقُلُكُمْ إِلَى مَا وَرَاءَ بَابِلَ.
44«وَأَمَّا
خَيْمَةُ الشَّهَادَةِ فَكَانَتْ مَعَ آبَائِنَا فِي
الْبَرِّيَّةِ كَمَا
أَمَرَ الَّذِي كَلَّمَ مُوسَى أَنْ يَعْمَلَهَا عَلَى
الْمِثَالِ الَّذِي
كَانَ قَدْ رَآهُ 45الَّتِي أَدْخَلَهَا أَيْضاً آبَاؤُنَا إِذْ
تَخَلَّفُوا عَلَيْهَا مَعَ يَشُوعَ فِي مُلْكِ
الْأُمَمِ الَّذِينَ
طَرَدَهُمُ اللهُ مِنْ وَجْهِ آبَائِنَا إِلَى أَيَّامِ دَاوُدَ 46الَّذِي
وَجَدَ نِعْمَةً أَمَامَ
اللهِ وَالْتَمَسَ أَنْ يَجِدَ مَسْكَناً لِإِلَهِ
يَعْقُوبَ. 47وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ بَنَى لَهُ بَيْتاً. 48لَكِنَّ
الْعَلِيَّ لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَةٍ بِالأَيَادِي كَمَا
يَقُولُ النَّبِيُّ: 49السَّمَاءُ كُرْسِيٌّ لِي وَالأَرْضُ مَوْطِئٌ
لِقَدَمَيَّ. أَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي يَقُولُ
الرَّبُّ وَأَيٌّ هُوَ
مَكَانُ رَاحَتِي؟ 50أَلَيْسَتْ يَدِي صَنَعَتْ هَذِهِ
الأَشْيَاءَ
كُلَّهَا؟ 51«يَا
قُسَاةَ الرِّقَابِ وَغَيْرَ
الْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَالآذَانِ
أَنْتُمْ دَائِماً تُقَاوِمُونَ
الرُّوحَ الْقُدُسَ. كَمَا كَانَ
آبَاؤُكُمْ كَذَلِكَ أَنْتُمْ. 52أَيُّ
الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ
آبَاؤُكُمْ وَقَدْ قَتَلُوا
الَّذِينَ سَبَقُوا فَأَنْبَأُوا بِمَجِيءِ
الْبَارِّ الَّذِي أَنْتُمُ
الآنَ صِرْتُمْ مُسَلِّمِيهِ وَقَاتِلِيهِ
53الَّذِينَ أَخَذْتُمُ
النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ
تَحْفَظُوهُ؟».
54فَلَمَّا
سَمِعُوا هَذَا حَنِقُوا بِقُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ
عَلَيْهِ. 55وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى
السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ
مِنَ الرُّوحِ
الْقُدُسِ فَرَأَى مَجْدَ
اللهِ وَيَسُوعَ قَائِماً عَنْ
يَمِينِ اللهِ. 56فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ
السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً
وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِماً عَنْ يَمِينِ
اللهِ». 57فَصَاحُوا بِصَوْتٍ
عَظِيمٍ وَسَدُّوا آذَانَهُمْ وَهَجَمُوا عَلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ
58وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ
الْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ. وَالشُّهُودُ خَلَعُوا
ثِيَابَهُمْ عِنْدَ رِجْلَيْ شَابٍّ يُقَالُ لَهُ شَاوُلُ. 59فَكَانُوا
يَرْجُمُونَ
اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: «أَيُّهَا
الرَّبُّ
يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي». 60ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ
بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا رَبُّ لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ
الْخَطِيَّةَ».
وَإِذْ قَالَ هَذَا رَقَدَ.
(ص 8: 1) وَكَانَ شَاوُلُ
رَاضِياً بِقَتْلِهِ.
وَحَدَثَ
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ
اضْطِهَادٌ عَظِيمٌ عَلَى
الْكَنِيسَةِ
الَّتِي فِي
أُورُشَلِيمَ فَتَشَتَّتَ
الْجَمِيعُ فِي كُوَرِ
الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ
مَا عَدَا الرُّسُلَ. 2وَحَمَلَ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ
اسْتِفَانُوسَ
وَعَمِلُوا عَلَيْهِ مَنَاحَةً عَظِيمَةً. 3وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ
يَسْطُو عَلَى
الْكَنِيسَةِ وَهُوَ يَدْخُلُ
الْبُيُوتَ وَيَجُرُّ رِجَالاً
وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى
السِّجْنِ.
4فَالَّذِينَ
تَشَتَّتُوا جَالُوا مُبَشِّرِينَ بِالْكَلِمَةِ. 5فَانْحَدَرَ فِيلُبُّسُ
إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ
السَّامِرَةِ وَكَانَ يَكْرِزُ لَهُمْ بِالْمَسِيحِ.
6وَكَانَ الْجُمُوعُ يُصْغُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِلَى مَا يَقُولُهُ
فِيلُبُّسُ عِنْدَ
اسْتِمَاعِهِمْ وَنَظَرِهِمُ
الآيَاتِ الَّتِي صَنَعَهَا
7لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ
الَّذِينَ بِهِمْ أَرْوَاحٌ نَجِسَةٌ كَانَتْ
تَخْرُجُ صَارِخَةً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَكَثِيرُونَ مِنَ
الْمَفْلُوجِينَ وَالْعُرْجِ
شُفُوا. 8فَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ فِي تِلْكَ
الْمَدِينَةِ.
9وَكَانَ
قَبْلاً فِي
الْمَدِينَةِ رَجُلٌ
اسْمُهُ سِيمُونُ يَسْتَعْمِلُ
السِّحْرَ
وَيُدْهِشُ شَعْبَ
السَّامِرَةِ قَائِلاً: «إِنَّهُ شَيْءٌ عَظِيمٌ!».
10وَكَانَ الْجَمِيعُ يَتْبَعُونَهُ مِنَ
الصَّغِيرِ إِلَى
الْكَبِيرِ
قَائِلِينَ: «هَذَا هُوَ قُوَّةُ
اللهِ الْعَظِيمَةُ». 11وَكَانُوا
يَتْبَعُونَهُ لِكَوْنِهِمْ قَدِ
انْدَهَشُوا زَمَاناً طَوِيلاً
بِسِحْرِهِ. 12وَلَكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ
بِالْأُمُورِ
الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ
اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً. 13وَسِيمُونُ أَيْضاً نَفْسُهُ
آمَنَ. وَلَمَّا
اعْتَمَدَ كَانَ يُلاَزِمُ فِيلُبُّسَ وَإِذْ رَأَى آيَاتٍ
وَقُوَّاتٍ عَظِيمَةً تُجْرَى
انْدَهَشَ.
14وَلَمَّا
سَمِعَ الرُّسُلُ
الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ
السَّامِرَةَ قَدْ
قَبِلَتْ كَلِمَةَ
اللهِ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا
15اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا
الرُّوحَ الْقُدُسَ 16لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ
مِنْهُمْ - غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ
الرَّبِّ
يَسُوعَ. 17حِينَئِذٍ وَضَعَا
الأَيَادِيَ عَلَيْهِمْ فَقَبِلُوا
الرُّوحَ
الْقُدُسَ. 18وَلَمَّا رَأَى سِيمُونُ أَنَّهُ بِوَضْعِ أَيْدِي
الرُّسُلِ
يُعْطَى الرُّوحُ
الْقُدُسُ قَدَّمَ لَهُمَا دَرَاهِمَ 19قَائِلاً:
«أَعْطِيَانِي أَنَا أَيْضاً هَذَا
السُّلْطَانَ حَتَّى أَيُّ مَنْ
وَضَعْتُ عَلَيْهِ يَدَيَّ يَقْبَلُ
الرُّوحَ الْقُدُسَ». 20فَقَالَ لَهُ
بُطْرُسُ: «لِتَكُنْ فِضَّتُكَ مَعَكَ لِلْهَلاَكِ لأَنَّكَ ظَنَنْتَ أَنْ
تَقْتَنِيَ مَوْهِبَةَ
اللهِ بِدَرَاهِمَ. 21لَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ وَلاَ
قُرْعَةٌ فِي هَذَا
الأَمْرِ لأَنَّ قَلْبَكَ لَيْسَ مُسْتَقِيماً أَمَامَ
اللهِ. 22فَتُبْ مِنْ شَرِّكَ هَذَا وَاطْلُبْ إِلَى
اللهِ عَسَى أَنْ
يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ 23لأَنِّي أَرَاكَ فِي مَرَارَةِ
الْمُرِّ
وَرِبَاطِ الظُّلْمِ». 24فَأَجَابَ سِيمُونُ: «اطْلُبَا أَنْتُمَا إِلَى
الرَّبِّ مِنْ أَجْلِي لِكَيْ لاَ يَأْتِيَ عَلَيَّ شَيْءٌ مِمَّا
ذَكَرْتُمَا». 25ثُمَّ إِنَّهُمَا بَعْدَ مَا شَهِدَا وَتَكَلَّمَا
بِكَلِمَةِ الرَّبِّ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَبَشَّرَا قُرىً
كَثِيرَةً لِلسَّامِرِيِّينَ.
26ثُمَّ
إِنَّ مَلاَكَ
الرَّبِّ قَالَ لِفِيلُبُّسَ: «قُمْ وَاذْهَبْ نَحْوَ
الْجَنُوبِ عَلَى
الطَّرِيقِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى
غَزَّةَ» الَّتِي هِيَ بَرِّيَّةٌ. 27فَقَامَ وَذَهَبَ. وَإِذَا رَجُلٌ
حَبَشِيٌّ خَصِيٌّ وَزِيرٌ لِكَنْدَاكَةَ مَلِكَةِ
الْحَبَشَةِ كَانَ عَلَى
جَمِيعِ خَزَائِنِهَا - فَهَذَا كَانَ قَدْ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ
لِيَسْجُدَ. 28وَكَانَ رَاجِعاً وَجَالِساً عَلَى مَرْكَبَتِهِ وَهُوَ
يَقْرَأُ النَّبِيَّ إِشَعْيَاءَ. 29فَقَالَ
الرُّوحُ لِفِيلُبُّسَ:
«تَقَدَّمْ وَرَافِقْ هَذِهِ
الْمَرْكَبَةَ». 30فَبَادَرَ إِلَيْهِ
فِيلُبُّسُ وَسَمِعَهُ يَقْرَأُ
النَّبِيَّ إِشَعْيَاءَ فَسَأَلَهُ:
«أَلَعَلَّكَ تَفْهَمُ مَا أَنْتَ تَقْرَأُ؟» 31فَأَجَابَ: «كَيْفَ
يُمْكِنُنِي إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَدٌ؟». وَطَلَبَ إِلَى فِيلُبُّسَ
أَنْ يَصْعَدَ وَيَجْلِسَ مَعَهُ. 32وَأَمَّا فَصْلُ
الْكِتَابِ الَّذِي
كَانَ يَقْرَأُهُ فَكَانَ هَذَا: «مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى
الذَّبْحِ
وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ
الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ
فَاهُ. 33فِي تَوَاضُعِهِ
انْتَزَعَ قَضَاؤُهُ وَجِيلُهُ مَنْ يُخْبِرُ
بِهِ لأَنَّ حَيَاتَهُ تُنْتَزَعُ مِنَ
الأَرْضِ؟» 34فَسَأَلَ
الْخَصِيُّ
فِيلُبُّسَ: «أَطْلُبُ إِلَيْكَ: عَنْ مَنْ يَقُولُ
النَّبِيُّ هَذَا؟ عَنْ
نَفْسِهِ أَمْ عَنْ وَاحِدٍ آخَرَ؟» 35فَابْتَدَأَ فِيلُبُّسُ مِنْ هَذَا
الْكِتَابِ يُبَشِّرَهُ بِيَسُوعَ.
36وَفِيمَا
هُمَا سَائِرَانِ فِي
الطَّرِيقِ أَقْبَلاَ عَلَى مَاءٍ فَقَالَ
الْخَصِيُّ: «هُوَذَا مَاءٌ. مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟» 37فَقَالَ
فِيلُبُّسُ: «إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يَجُوزُ».
فَأَجَابَ: «أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ
الْمَسِيحَ هُوَ
ابْنُ اللهِ».
38فَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ
الْمَرْكَبَةُ فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى
الْمَاءِ
فِيلُبُّسُ وَالْخَصِيُّ فَعَمَّدَهُ. 39وَلَمَّا صَعِدَا مِنَ
الْمَاءِ
خَطَفَ رُوحُ
الرَّبِّ فِيلُبُّسَ فَلَمْ يُبْصِرْهُ
الْخَصِيُّ أَيْضاً
وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحاً. 40وَأَمَّا فِيلُبُّسُ فَوُجِدَ فِي
أَشْدُودَ. وَبَيْنَمَا هُوَ مُجْتَازٌ كَانَ يُبَشِّرُ جَمِيعَ
الْمُدُنِ
حَتَّى جَاءَ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ.
اَلأَصْحَاحُ
التَّاسِعُ
1أَمَّا
شَاوُلُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ يَنْفُثُ تَهَدُّداً وَقَتْلاً عَلَى
تَلاَمِيذِ الرَّبِّ فَتَقَدَّمَ إِلَى رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ 2وَطَلَبَ
مِنْهُ رَسَائِلَ إِلَى دِمَشْقَ إِلَى
الْجَمَاعَاتِ حَتَّى إِذَا وَجَدَ
أُنَاساً مِنَ
الطَّرِيقِ رِجَالاً أَوْ نِسَاءً يَسُوقُهُمْ مُوثَقِينَ
إِلَى أُورُشَلِيمَ. 3وَفِي ذَهَابِهِ حَدَثَ أَنَّهُ
اقْتَرَبَ إِلَى
دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ
السَّمَاءِ 4فَسَقَطَ
عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتاً قَائِلاً لَهُ: «شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا
تَضْطَهِدُنِي؟» 5فَسَأَلَهُ: «مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ
الرَّبُّ: «أَنَا يَسُوعُ
الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ
أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ». 6فَسَأَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ:
«يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟»فَقَالَ لَهُ
الرَّبُّ: «قُم وَادْخُلِ
الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ». 7وَأَمَّا
الرِّجَالُ الْمُسَافِرُونَ مَعَهُ فَوَقَفُوا صَامِتِينَ يَسْمَعُونَ
الصَّوْتَ وَلاَ يَنْظُرُونَ أَحَداً. 8فَنَهَضَ شَاوُلُ عَنِ
الأَرْضِ
وَكَانَ وَهُوَ مَفْتُوحُ
الْعَيْنَيْنِ لاَ يُبْصِرُ أَحَداً.
فَاقْتَادُوهُ بِيَدِهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى دِمَشْقَ. 9وَكَانَ ثَلاَثَةَ
أَيَّامٍ لاَ يُبْصِرُ فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ.
10وَكَانَ
فِي دِمَشْقَ تِلْمِيذٌ
اسْمُهُ حَنَانِيَّا فَقَالَ لَهُ
الرَّبُّ فِي
رُؤْيَا: «يَا حَنَانِيَّا». فَقَالَ: «هَأَنَذَا يَا رَبُّ». 11فَقَالَ
لَهُ الرَّبُّ: «قُمْ وَاذْهَبْ إِلَى
الزُّقَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ
الْمُسْتَقِيمُ وَاطْلُبْ فِي بَيْتِ يَهُوذَا رَجُلاً طَرْسُوسِيّاً
اسْمُهُ شَاوُلُ - لأَنَّهُ هُوَذَا يُصَلِّي. 12وَقَدْ رَأَى فِي رُؤْيَا
رَجُلاً اسْمُهُ حَنَانِيَّا دَاخِلاً وَوَاضِعاً يَدَهُ عَلَيْهِ لِكَيْ
يُبْصِرَ». 13فَأَجَابَ حَنَانِيَّا: «يَا رَبُّ قَدْ سَمِعْتُ مِنْ
كَثِيرِينَ عَنْ هَذَا
الرَّجُلِ كَمْ مِنَ
الشُّرُورِ فَعَلَ
بِقِدِّيسِيكَ فِي أُورُشَلِيمَ. 14وَهَهُنَا لَهُ سُلْطَانٌ مِنْ
رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُوثِقَ جَمِيعَ
الَّذِينَ يَدْعُونَ
بِاسْمِكَ». 15فَقَالَ لَهُ
الرَّبُّ: «اذْهَبْ لأَنَّ هَذَا لِي إِنَاءٌ
مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ
اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي
إِسْرَائِيلَ. 16لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ
أَجْلِ اسْمِي». 17فَمَضَى حَنَانِيَّا وَدَخَلَ
الْبَيْتَ وَوَضَعَ
عَلَيْهِ يَدَيْهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا
الأَخُ شَاوُلُ قَدْ أَرْسَلَنِي
الرَّبُّ يَسُوعُ
الَّذِي ظَهَرَ لَكَ فِي
الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ
لِكَيْ تُبْصِرَ وَتَمْتَلِئَ مِنَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ». 18فَلِلْوَقْتِ
وَقَعَ مِنْ عَيْنَيْهِ شَيْءٌ كَأَنَّهُ قُشُورٌ فَأَبْصَرَ فِي
الْحَالِ
وَقَامَ وَاعْتَمَدَ. 19وَتَنَاوَلَ طَعَاماً فَتَقَوَّى. وَكَانَ شَاوُلُ
مَعَ التَّلاَمِيذِ
الَّذِينَ فِي دِمَشْقَ أَيَّاماً. 20وَلِلْوَقْتِ
جَعَلَ يَكْرِزُ فِي
الْمَجَامِعِ بِالْمَسِيحِ «أَنْ هَذَا هُوَ
ابْنُ
اللهِ». 21فَبُهِتَ جَمِيعُ
الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ وَقَالُوا:
«أَلَيْسَ هَذَا هُوَ
الَّذِي أَهْلَكَ فِي أُورُشَلِيمَ
الَّذِينَ
يَدْعُونَ بِهَذَا
الاِسْمِ وَقَدْ جَاءَ إِلَى هُنَا: لِيَسُوقَهُمْ
مُوثَقِينَ إِلَى رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ؟». 22وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ
يَزْدَادُ قُوَّةً وَيُحَيِّرُ
الْيَهُودَ السَّاكِنِينَ فِي دِمَشْقَ
مُحَقِّقاً «أَنَّ هَذَا هُوَ
الْمَسِيحُ».
23وَلَمَّا
تَمَّتْ أَيَّامٌ كَثِيرَةٌ تَشَاوَرَ
الْيَهُودُ لِيَقْتُلُوهُ 24فَعَلِمَ
شَاوُلُ بِمَكِيدَتِهِمْ. وَكَانُوا يُرَاقِبُونَ
الأَبْوَابَ أَيْضاً
نَهَاراً وَلَيْلاً لِيَقْتُلُوهُ. 25فَأَخَذَهُ
التَّلاَمِيذُ لَيْلاً
وَأَنْزَلُوهُ مِنَ
السُّورِ مُدَلِّينَ إِيَّاهُ فِي سَلٍّ.
26وَلَمَّا
جَاءَ شَاوُلُ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَاوَلَ أَنْ يَلْتَصِقَ بِالتَّلاَمِيذِ
وَكَانَ الْجَمِيعُ يَخَافُونَهُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ أَنَّهُ تِلْمِيذٌ.
27فَأَخَذَهُ بَرْنَابَا وَأَحْضَرَهُ إِلَى
الرُّسُلِ وَحَدَّثَهُمْ
كَيْفَ أَبْصَرَ
الرَّبَّ فِي
الطَّرِيقِ وَأَنَّهُ كَلَّمَهُ وَكَيْفَ
جَاهَرَ فِي دِمَشْقَ بِاسْمِ يَسُوعَ. 28فَكَانَ مَعَهُمْ يَدْخُلُ
وَيَخْرُجُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُجَاهِرُ بِاسْمِ
الرَّبِّ يَسُوعَ.
29وَكَانَ يُخَاطِبُ وَيُبَاحِثُ
الْيُونَانِيِّينَ فَحَاوَلُوا أَنْ
يَقْتُلُوهُ. 30فَلَمَّا عَلِمَ
الإِخْوَةُ أَحْدَرُوهُ إِلَى
قَيْصَرِيَّةَ وَأَرْسَلُوهُ إِلَى طَرْسُوسَ.
31وَأَمَّا
الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ
الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ
فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ
الرَّبِّ
وَبِتَعْزِيَةِ
الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ.
32وَحَدَثَ
أَنَّ بُطْرُسَ وَهُوَ يَجْتَازُ بِالْجَمِيعِ نَزَلَ أَيْضاً إِلَى
الْقِدِّيسِينَ
السَّاكِنِينَ فِي لُدَّةَ 33فَوَجَدَ هُنَاكَ إِنْسَاناً
اسْمُهُ إِينِيَاسُ مُضْطَجِعاً عَلَى سَرِيرٍ مُنْذُ ثَمَانِي سِنِينَ
وَكَانَ مَفْلُوجاً. 34فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «يَا إِينِيَاسُ يَشْفِيكَ
يَسُوعُ الْمَسِيحُ. قُمْ وَافْرُشْ لِنَفْسِكَ». فَقَامَ لِلْوَقْتِ.
35وَرَآهُ جَمِيعُ
السَّاكِنِينَ فِي لُدَّةَ وَسَارُونَ
الَّذِينَ
رَجَعُوا إِلَى
الرَّبِّ.
36وَكَانَ
فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ
اسْمُهَا طَابِيثَا
الَّذِي تَرْجَمَتُهُ
غَزَالَةُ. هَذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً
وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا. 37وَحَدَثَ فِي تِلْكَ
الأَيَّامِ
أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي عِلِّيَّةٍ.
38وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا وَسَمِعَ
التَّلاَمِيذُ
أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ
لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ. 39فَقَامَ بُطْرُسُ
وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى
الْعِلِّيَّةِ
فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ
الأَرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً
وَثِيَاباً مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ.
40فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ
الْجَمِيعَ خَارِجاً وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ
وَصَلَّى ثُمَّ
الْتَفَتَ إِلَى
الْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا
قُومِي!» فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ
41فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا. ثُمَّ نَادَى
الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ
وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً. 42فَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُوماً فِي يَافَا كُلِّهَا
فَآمَنَ كَثِيرُونَ بِالرَّبِّ. 43وَمَكَثَ أَيَّاماً كَثِيرَةً فِي يَافَا
عِنْدَ سِمْعَانَ رَجُلٍ دَبَّاغٍ.
1وَكَانَ
فِي قَيْصَرِيَّةَ رَجُلٌ
اسْمُهُ كَرْنِيلِيُوسُ قَائِدُ مِئَةٍ مِنَ
الْكَتِيبَةِ
الَّتِي تُدْعَى
الإِيطَالِيَّةَ. 2وَهُوَ تَقِيٌّ وَخَائِفُ
اللهِ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ يَصْنَعُ حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً لِلشَّعْبِ
وَيُصَلِّي إِلَى
اللهِ فِي كُلِّ حِينٍ. 3فَرَأَى ظَاهِراً فِي رُؤْيَا
نَحْوَ السَّاعَةِ
التَّاسِعَةِ مِنَ
النَّهَارِ مَلاَكاً مِنَ
اللهِ
دَاخِلاً إِلَيْهِ وَقَائِلاً لَهُ: «يَا كَرْنِيلِيُوسُ». 4فَلَمَّا
شَخَصَ إِلَيْهِ وَدَخَلَهُ
الْخَوْفُ قَالَ: «مَاذَا يَا سَيِّدُ؟»
فَقَالَ لَهُ: «صَلَوَاتُكَ وَصَدَقَاتُكَ صَعِدَتْ تَذْكَاراً أَمَامَ
اللهِ. 5وَالآنَ أَرْسِلْ إِلَى يَافَا رِجَالاً وَاسْتَدْعِ سِمْعَانَ
الْمُلَقَّبَ بُطْرُسَ. 6إِنَّهُ نَازِلٌ عِنْدَ سِمْعَانَ رَجُلٍ دَبَّاغٍ
بَيْتُهُ عِنْدَ
الْبَحْرِ. هُوَ يَقُولُ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ
تَفْعَلَ». 7فَلَمَّا
انْطَلَقَ الْمَلاَكُ
الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُ
كَرْنِيلِيُوسَ نَادَى
اثْنَيْنِ مِنْ خُدَّامِهِ وَعَسْكَرِيّاً تَقِيّاً
مِنَ الَّذِينَ كَانُوا يُلاَزِمُونَهُ 8وَأَخْبَرَهُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ
وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى يَافَا.
9ثُمَّ
فِي الْغَدِ فِيمَا هُمْ يُسَافِرُونَ وَيَقْتَرِبُونَ إِلَى
الْمَدِينَةِ
صَعِدَ بُطْرُسُ عَلَى
السَّطْحِ لِيُصَلِّيَ نَحْوَ
السَّاعَةِ
السَّادِسَةِ. 10فَجَاعَ كَثِيراً وَاشْتَهَى أَنْ يَأْكُلَ. وَبَيْنَمَا
هُمْ يُهَيِّئُونَ لَهُ وَقَعَتْ عَلَيْهِ غَيْبَةٌ 11فَرَأَى
السَّمَاءَ
مَفْتُوحَةً وَإِنَاءً نَازِلاً عَلَيْهِ مِثْلَ مُلاَءَةٍ عَظِيمَةٍ
مَرْبُوطَةٍ بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ وَمُدَلاَّةٍ عَلَى
الأَرْضِ.
12وَكَانَ فِيهَا كُلُّ دَوَابِّ
الأَرْضِ وَالْوُحُوشِ وَالزَّحَّافَاتِ
وَطُيُورِ السَّمَاءِ. 13وَصَارَ إِلَيْهِ صَوْتٌ: «قُمْ يَا بُطْرُسُ
اذْبَحْ وَكُلْ». 14فَقَالَ بُطْرُسُ: «كَلاَّ يَا رَبُّ لأَنِّي لَمْ
آكُلْ قَطُّ شَيْئاً دَنِساً أَوْ نَجِساً». 15فَصَارَ إِلَيْهِ أَيْضاً
صَوْتٌ ثَانِيَةً: «مَا طَهَّرَهُ
اللهُ لاَ تُدَنِّسْهُ أَنْتَ!»
16وَكَانَ هَذَا عَلَى ثَلاَثِ مَرَّاتٍ ثُمَّ
ارْتَفَعَ الإِنَاءُ أَيْضاً
إِلَى السَّمَاءِ.
17وَإِذْ
كَانَ بُطْرُسُ يَرْتَابُ فِي نَفْسِهِ: مَاذَا عَسَى أَنْ تَكُونَ
الرُّؤْيَا الَّتِي رَآهَا؟ إِذَا
الرِّجَالُ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ
كَرْنِيلِيُوسُ كَانُوا قَدْ سَأَلُوا عَنْ بَيْتِ سِمْعَانَ وَوَقَفُوا
عَلَى الْبَابِ 18وَنَادَوْا يَسْتَخْبِرُونَ: هَلْ سِمْعَانُ
الْمُلَقَّبُ
بُطْرُسَ نَازِلٌ هُنَاكَ؟ 19وَبَيْنَمَا بُطْرُسُ مُتَفَكِّرٌ فِي
الرُّؤْيَا قَالَ لَهُ
الرُّوحُ: «هُوَذَا ثَلاَثَةُ رِجَالٍ
يَطْلُبُونَكَ. 20لَكِنْ قُمْ وَانْزِلْ وَاذْهَبْ مَعَهُمْ غَيْرَ
مُرْتَابٍ فِي شَيْءٍ لأَنِّي أَنَا قَدْ أَرْسَلْتُهُمْ». 21فَنَزَلَ
بُطْرُسُ إِلَى
الرِّجَالِ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ إِلَيْهِ كَرْنِيلِيُوسُ
وَقَالَ: «هَا أَنَا
الَّذِي تَطْلُبُونَهُ. مَا هُوَ
السَّبَبُ الَّذِي
حَضَرْتُمْ لأَجْلِهِ؟» 22فَقَالُوا: «إِنَّ كَرْنِيلِيُوسَ قَائِدَ مِئَةٍ
رَجُلاً بَارّاً وَخَائِفَ
اللهِ وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ كُلِّ أُمَّةِ
الْيَهُودِ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِمَلاَكٍ مُقَدَّسٍ أَنْ يَسْتَدْعِيَكَ
إِلَى بَيْتِهِ وَيَسْمَعَ مِنْكَ كَلاَماً». 23فَدَعَاهُمْ إِلَى دَاخِلٍ
وَأَضَافَهُمْ. ثُمَّ فِي
الْغَدِ خَرَجَ بُطْرُسُ مَعَهُمْ وَأُنَاسٌ مِنَ
الإِخْوَةِ الَّذِينَ مِنْ يَافَا رَافَقُوهُ.
24وَفِي
الْغَدِ دَخَلُوا قَيْصَرِيَّةَ. وَأَمَّا كَرْنِيلِيُوسُ فَكَانَ
يَنْتَظِرُهُمْ وَقَدْ دَعَا أَنْسِبَاءَهُ وَأَصْدِقَاءَهُ
الأَقْرَبِينَ.
25وَلَمَّا دَخَلَ بُطْرُسُ
اسْتَقْبَلَهُ كَرْنِيلِيُوسُ وَسَجَدَ
وَاقِعاً عَلَى قَدَمَيْهِ. 26فَأَقَامَهُ بُطْرُسُ قَائِلاً: «قُمْ أَنَا
أَيْضاً إِنْسَانٌ». 27ثُمَّ دَخَلَ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ مَعَهُ وَوَجَدَ
كَثِيرِينَ مُجْتَمِعِينَ. 28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ
هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ
أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي
اللهُ
أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ.
29فَلِذَلِكَ جِئْتُ مِنْ دُونِ مُنَاقَضَةٍ إِذِ
اسْتَدْعَيْتُمُونِي.
فَأَسْتَخْبِرُكُمْ: لأَيِّ سَبَبٍ
اسْتَدْعَيْتُمُونِي؟». 30فَقَالَ
كَرْنِيلِيُوسُ: «مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ إِلَى هَذِهِ
السَّاعَةِ
كُنْتُ صَائِماً. وَفِي
السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ كُنْتُ أُصَلِّي فِي
بَيْتِي وَإِذَا رَجُلٌ قَدْ وَقَفَ أَمَامِي بِلِبَاسٍ لاَمِعٍ 31وَقَالَ:
يَا كَرْنِيلِيُوسُ سُمِعَتْ صَلاَتُكَ وَذُكِرَتْ صَدَقَاتُكَ أَمَامَ
اللهِ. 32فَأَرْسِلْ إِلَى يَافَا وَاسْتَدْعِ سِمْعَانَ
الْمُلَقَّبَ
بُطْرُسَ. إِنَّهُ نَازِلٌ فِي بَيْتِ سِمْعَانَ رَجُلٍ دَبَّاغٍ عِنْدَ
الْبَحْرِ. فَهُوَ مَتَى جَاءَ يُكَلِّمُكَ. 33فَأَرْسَلْتُ إِلَيْكَ
حَالاً. وَأَنْتَ فَعَلْتَ حَسَناً إِذْ جِئْتَ. وَالآنَ نَحْنُ جَمِيعاً
حَاضِرُونَ أَمَامَ
اللهِ لِنَسْمَعَ جَمِيعَ مَا أَمَرَكَ بِهِ
اللهُ».
34فَقَالَ
بُطْرُسُ: «بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ
اللهَ لاَ يَقْبَلُ
الْوُجُوهَ.
35بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ
الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ
الْبِرَّ
مَقْبُولٌ عِنْدَهُ. 36الْكَلِمَةُ
الَّتِي أَرْسَلَهَا إِلَى بَنِي
إِسْرَائِيلَ يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ بِيَسُوعَ
الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ
رَبُّ الْكُلِّ. 37أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
الأَمْرَ الَّذِي صَارَ فِي كُلِّ
الْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئاً مِنَ
الْجَلِيلِ بَعْدَ
الْمَعْمُودِيَّةِ
الَّتِي كَرَزَ بِهَا يُوحَنَّا. 38يَسُوعُ
الَّذِي مِنَ
النَّاصِرَةِ
كَيْفَ مَسَحَهُ
اللهُ بِالرُّوحِ
الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ
الَّذِي جَالَ
يَصْنَعُ خَيْراً وَيَشْفِي جَمِيعَ
الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ
لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ. 39وَنَحْنُ شُهُودٌ بِكُلِّ مَا فَعَلَ فِي
كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَفِي أُورُشَلِيمَ.
الَّذِي أَيْضاً قَتَلُوهُ
مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. 40هَذَا أَقَامَهُ
اللهُ فِي
الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِراً 41لَيْسَ لِجَمِيعِ
الشَّعْبِ بَلْ لِشُهُودٍ سَبَقَ
اللهُ فَانْتَخَبَهُمْ. لَنَا نَحْنُ
الَّذِينَ
أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ
الأَمْوَاتِ.
42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ وَنَشْهَدَ بِأَنَّ هَذَا هُوَ
الْمُعَيَّنُ مِنَ
اللهِ دَيَّاناً لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ. 43لَهُ
يَشْهَدُ جَمِيعُ
الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ
بِاسْمِهِ غُفْرَانَ
الْخَطَايَا».
44فَبَيْنَمَا
بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ
الْأُمُورِ حَلَّ
الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى
جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ
الْكَلِمَةَ. 45فَانْدَهَشَ
الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ
الْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ
بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ
انْسَكَبَتْ عَلَى
الْأُمَمِ أَيْضاً - 46لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ
بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ
اللهَ. حِينَئِذٍ قَالَ بُطْرُسُ: 47«أَتُرَى
يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ
الْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ
هَؤُلاَءِ الَّذِينَ قَبِلُوا
الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضاً؟»
48وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ
الرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ
يَمْكُثَ أَيَّاماً.
1فَسَمِعَ
الرُّسُلُ وَالإِخْوَةُ
الَّذِينَ كَانُوا فِي
الْيَهُودِيَّةِ أَنَّ
الْأُمَمَ أَيْضاً قَبِلُوا كَلِمَةَ
اللهِ. 2وَلَمَّا صَعِدَ بُطْرُسُ
إِلَى أُورُشَلِيمَ خَاصَمَهُ
الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ
الْخِتَانِ
3قَائِلِينَ: «إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَى رِجَالٍ ذَوِي غُلْفَةٍ وَأَكَلْتَ
مَعَهُمْ». 4فَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يَشْرَحُ لَهُمْ بِالتَّتَابُعِ
قَائِلاً: 5«أَنَا كُنْتُ فِي مَدِينَةِ يَافَا أُصَلِّي فَرَأَيْتُ فِي
غَيْبَةٍ رُؤْيَا: إِنَاءً نَازِلاً مِثْلَ مُلاَءَةٍ عَظِيمَةٍ مُدَلاَّةٍ
بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ مِنَ
السَّمَاءِ فَأَتَى إِلَيَّ. 6فَتَفَرَّسْتُ
فِيهِ مُتَأَمِّلاً فَرَأَيْتُ دَوَابَّ
الأَرْضِ وَالْوُحُوشَ وَالزَّحَّافَاتِ
وَطُيُورَ السَّمَاءِ. 7وَسَمِعْتُ صَوْتاً قَائِلاً لِي: قُمْ يَا
بُطْرُسُ اذْبَحْ وَكُلْ. 8فَقُلْتُ: كَلاَّ يَا رَبُّ لأَنَّهُ لَمْ
يَدْخُلْ فَمِي قَطُّ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ. 9فَأَجَابَنِي صَوْتٌ ثَانِيَةً
مِنَ السَّمَاءِ: مَا طَهَّرَهُ
اللهُ لاَ تُنَجِّسْهُ أَنْتَ. 10وَكَانَ
هَذَا عَلَى ثَلاَثِ مَرَّاتٍ ثُمَّ
انْتُشِلَ الْجَمِيعُ إِلَى
السَّمَاءِ
أَيْضاً. 11وَإِذَا ثَلاَثَةُ رِجَالٍ قَدْ وَقَفُوا لِلْوَقْتِ عِنْدَ
الْبَيْتِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ مُرْسَلِينَ إِلَيَّ مِنْ قَيْصَرِيَّةَ.
12فَقَالَ لِي
الرُّوحُ أَنْ أَذْهَبَ مَعَهُمْ غَيْرَ مُرْتَابٍ فِي
شَيْءٍ. وَذَهَبَ مَعِي أَيْضاً هَؤُلاَءِ
الإِخْوَةُ السِّتَّةُ.
فَدَخَلْنَا بَيْتَ
الرَّجُلِ 13فَأَخْبَرَنَا كَيْفَ رَأَى
الْمَلاَكَ فِي
بَيْتِهِ قَائِماً وَقَائِلاً لَهُ: أَرْسِلْ إِلَى يَافَا رِجَالاً وَاسْتَدْعِ
سِمْعَانَ الْمُلَقَّبَ بُطْرُسَ 14وَهُوَ يُكَلِّمُكَ كَلاَماً بِهِ
تَخْلُصُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِكَ. 15فَلَمَّا
ابْتَدَأْتُ أَتَكَلَّمُ
حَلَّ الرُّوحُ
الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ كَمَا عَلَيْنَا أَيْضاً فِي
الْبَدَاءَةِ.
16فَتَذَكَّرْتُ كَلاَمَ
الرَّبِّ كَيْفَ قَالَ: إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ
بِمَاءٍ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتُعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ
الْقُدُسِ.
17فَإِنْ كَانَ
اللهُ قَدْ أَعْطَاهُمُ
الْمَوْهِبَةَ كَمَا لَنَا أَيْضاً
بِالسَّوِيَّةِ مُؤْمِنِينَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ فَمَنْ أَنَا؟
أَقَادِرٌ أَنْ أَمْنَعَ
اللهَ؟». 18فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ سَكَتُوا
وَكَانُوا يُمَجِّدُونَ
اللهَ قَائِلِينَ: «إِذاً أَعْطَى
اللهُ الْأُمَمَ
أَيْضاً التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ!».
19أَمَّا
الَّذِينَ تَشَتَّتُوا مِنْ جَرَّاءِ
الضِّيقِ الَّذِي حَصَلَ بِسَبَبِ
إِسْتِفَانُوسَ فَاجْتَازُوا إِلَى فِينِيقِيَةَ وَقُبْرُسَ
وَأَنْطَاكِيَةَ وَهُمْ لاَ يُكَلِّمُونَ أَحَداً بِالْكَلِمَةِ إِلاَّ
الْيَهُودَ فَقَطْ. 20وَلَكِنْ كَانَ مِنْهُمْ قَوْمٌ وَهُمْ رِجَالٌ
قُبْرُسِيُّونَ وَقَيْرَوَانِيُّونَ
الَّذِينَ لَمَّا دَخَلُوا
أَنْطَاكِيَةَ كَانُوا يُخَاطِبُونَ
الْيُونَانِيِّينَ مُبَشِّرِينَ
بِالرَّبِّ يَسُوعَ. 21وَكَانَتْ يَدُ
الرَّبِّ مَعَهُمْ فَآمَنَ عَدَدٌ
كَثِيرٌ وَرَجَعُوا إِلَى
الرَّبِّ.
22فَسُمِعَ
الْخَبَرُ عَنْهُمْ فِي آذَانِ
الْكَنِيسَةِ
الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ
فَأَرْسَلُوا بَرْنَابَا لِكَيْ يَجْتَازَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ. 23الَّذِي
لَمَّا أَتَى وَرَأَى نِعْمَةَ
اللهِ فَرِحَ وَوَعَظَ
الْجَمِيعَ أَنْ
يَثْبُتُوا فِي
الرَّبِّ بِعَزْمِ
الْقَلْبِ 24لأَنَّهُ كَانَ رَجُلاً
صَالِحاً وَمُمْتَلِئاً مِنَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ وَالإِيمَانِ. فَانْضَمَّ
إِلَى الرَّبِّ جَمْعٌ غَفِيرٌ.
25ثُمَّ
خَرَجَ بَرْنَابَا إِلَى طَرْسُوسَ لِيَطْلُبَ شَاوُلَ. وَلَمَّا وَجَدَهُ
جَاءَ بِهِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ. 26فَحَدَثَ أَنَّهُمَا
اجْتَمَعَا فِي
الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ
التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.
27وَفِي
تِلْكَ الأَيَّامِ
انْحَدَرَ أَنْبِيَاءُ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى
أَنْطَاكِيَةَ. 28وَقَامَ وَاحِدٌ مِنْهُمُ
اسْمُهُ أَغَابُوسُ وَأَشَارَ
بِالرُّوحِ أَنَّ جُوعاً عَظِيماً كَانَ عَتِيداً أَنْ يَصِيرَ عَلَى
جَمِيعِ الْمَسْكُونَةِ -
الَّذِي صَارَ أَيْضاً فِي أَيَّامِ كُلُودِيُوسَ
قَيْصَرَ. 29فَحَتَمَ
التَّلاَمِيذُ حَسْبَمَا تَيَسَّرَ لِكُلٍّ مِنْهُمْ
أَنْ يُرْسِلَ كُلُّ وَاحِدٍ شَيْئاً خِدْمَةً إِلَى
الإِخْوَةِ
السَّاكِنِينَ فِي
الْيَهُودِيَّةِ. 30فَفَعَلُوا ذَلِكَ مُرْسِلِينَ إِلَى
الْمَشَايِخِ بِيَدِ بَرْنَابَا وَشَاوُلَ.
1وَفِي
ذَلِكَ الْوَقْتِ مَدَّ هِيرُودُسُ
الْمَلِكُ يَدَيْهِ لِيُسِيئَ إِلَى
أُنَاسٍ مِنَ
الْكَنِيسَةِ 2فَقَتَلَ يَعْقُوبَ أَخَا يُوحَنَّا
بِالسَّيْفِ. 3وَإِذْ رَأَى أَنَّ ذَلِكَ يُرْضِي
الْيَهُودَ عَادَ
فَقَبَضَ عَلَى بُطْرُسَ أَيْضاً. وَكَانَتْ أَيَّامُ
الْفَطِيرِ.
4وَلَمَّا أَمْسَكَهُ وَضَعَهُ فِي
السِّجْنِ مُسَلِّماً إِيَّاهُ إِلَى
أَرْبَعَةِ أَرَابِعَ مِنَ
الْعَسْكَرِ لِيَحْرُسُوهُ نَاوِياً أَنْ
يُقَدِّمَهُ بَعْدَ
الْفِصْحِ إِلَى
الشَّعْبِ. 5فَكَانَ بُطْرُسُ
مَحْرُوساً فِي
السِّجْنِ وَأَمَّا
الْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا
صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى
اللهِ مِنْ أَجْلِهِ.
6وَلَمَّا
كَانَ هِيرُودُسُ مُزْمِعاً أَنْ يُقَدِّمَهُ كَانَ بُطْرُسُ فِي تِلْكَ
اللَّيْلَةِ نَائِماً بَيْنَ عَسْكَرِيَّيْنِ مَرْبُوطاً بِسِلْسِلَتَيْنِ
وَكَانَ قُدَّامَ
الْبَابِ حُرَّاسٌ يَحْرُسُونَ
السِّجْنَ. 7وَإِذَا
مَلاَكُ الرَّبِّ أَقْبَلَ وَنُورٌ أَضَاءَ فِي
الْبَيْتِ فَضَرَبَ جَنْبَ
بُطْرُسَ وَأَيْقَظَهُ قَائِلاً: «قُمْ عَاجِلاً». فَسَقَطَتِ
السِّلْسِلَتَانِ مِنْ يَدَيْهِ. 8وَقَالَ لَهُ
الْمَلاَكُ: «تَمَنْطَقْ وَالْبَسْ
نَعْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا. فَقَالَ لَهُ: «الْبَسْ رِدَاءَكَ وَاتْبَعْنِي».
9فَخَرَجَ يَتْبَعُهُ - وَكَانَ لاَ يَعْلَمُ أَنَّ
الَّذِي جَرَى
بِوَاسِطَةِ
الْمَلاَكِ هُوَ حَقِيقِيٌّ بَلْ يَظُنُّ أَنَّهُ يَنْظُرُ
رُؤْيَا. 10فَجَازَا
الْمَحْرَسَ
الأَوَّلَ وَالثَّانِيَ وَأَتَيَا إِلَى
بَابِ الْحَدِيدِ
الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى
الْمَدِينَةِ فَانْفَتَحَ لَهُمَا
مِنْ ذَاتِهِ فَخَرَجَا وَتَقَدَّمَا زُقَاقاً وَاحِداً وَلِلْوَقْتِ
فَارَقَهُ الْمَلاَكُ.
11فَقَالَ
بُطْرُسُ وَهُوَ قَدْ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ: «الآنَ عَلِمْتُ يَقِيناً
أَنَّ الرَّبَّ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ هِيرُودُسَ
وَمِنْ كُلِّ
انْتِظَارِ شَعْبِ
الْيَهُودِ». 12ثُمَّ جَاءَ وَهُوَ
مُنْتَبِهٌ إِلَى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا
الْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ
حَيْثُ كَانَ كَثِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ. 13فَلَمَّا
قَرَعَ بُطْرُسُ بَابَ
الدِّهْلِيزِ جَاءَتْ جَارِيَةٌ
اسْمُهَا رَوْدَا
لِتَسْمَعَ. 14فَلَمَّا عَرَفَتْ صَوْتَ بُطْرُسَ لَمْ تَفْتَحِ
الْبَابَ
مِنَ الْفَرَحِ بَلْ رَكَضَتْ إِلَى دَاخِلٍ وَأَخْبَرَتْ أَنَّ بُطْرُسَ
وَاقِفٌ قُدَّامَ
الْبَابِ. 15فَقَالُوا لَهَا: «أَنْتِ تَهْذِينَ!».
وَأَمَّا هِيَ فَكَانَتْ تُؤَكِّدُ أَنَّ هَكَذَا هُوَ. فَقَالُوا:
«إِنَّهُ مَلاَكُهُ!». 16وَأَمَّا بُطْرُسُ فَلَبِثَ يَقْرَعُ. فَلَمَّا
فَتَحُوا وَرَأَوْهُ
انْدَهَشُوا. 17فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ
لِيَسْكُتُوا وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَخْرَجَهُ
الرَّبُّ مِنَ
السِّجْنِ.
وَقَالَ: «أَخْبِرُوا يَعْقُوبَ وَالإِخْوَةَ بِهَذَا». ثُمَّ خَرَجَ
وَذَهَبَ إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ.
18فَلَمَّا
صَارَ النَّهَارُ حَصَلَ
اضْطِرَابٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ بَيْنَ
الْعَسْكَرِ:
تُرَى مَاذَا جَرَى لِبُطْرُسَ؟ 19وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا طَلَبَهُ
وَلَمْ يَجِدْهُ فَحَصَ
الْحُرَّاسَ وَأَمَرَ أَنْ يَنْقَادُوا إِلَى
الْقَتْلِ. ثُمَّ نَزَلَ مِنَ
الْيَهُودِيَّةِ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ
وَأَقَامَ هُنَاكَ.
20وَكَانَ
هِيرُودُسُ سَاخِطاً عَلَى
الصُّورِيِّينَ وَالصَّيْدَاوِيِّينَ فَحَضَرُوا
إِلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَاسْتَعْطَفُوا بَلاَسْتُسَ
النَّاظِرَ عَلَى
مَضْجَعِ الْمَلِكِ ثُمَّ صَارُوا يَلْتَمِسُونَ
الْمُصَالَحَةَ لأَنَّ
كُورَتَهُمْ تَقْتَاتُ مِنْ كُورَةِ
الْمَلِكِ. 21فَفِي يَوْمٍ مُعَيَّنٍ
لَبِسَ هِيرُودُسُ
الْحُلَّةَ الْمُلُوكِيَّةَ وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ
الْمُلْكِ وَجَعَلَ يُخَاطِبُهُمْ. 22فَصَرَخَ
الشَّعْبُ: «هَذَا صَوْتُ
إِلَهٍ لاَ صَوْتُ إِنْسَانٍ!» 23فَفِي
الْحَالِ ضَرَبَهُ مَلاَكُ
الرَّبِّ
لأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ
الْمَجْدَ لِلَّهِ فَصَارَ يَأْكُلُهُ
الدُّودُ
وَمَاتَ. 24وَأَمَّا
كَلِمَةُ اللهِ فَكَانَتْ تَنْمُو وَتَزِيدُ. 25وَرَجَعَ بَرْنَابَا
وَشَاوُلُ مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَا كَمَّلاَ
الْخِدْمَةَ وَأَخَذَا
مَعَهُمَا يُوحَنَّا
الْمُلَقَّبَ مَرْقُسَ.
1وَكَانَ
فِي أَنْطَاكِيَةَ فِي
الْكَنِيسَةِ هُنَاكَ أَنْبِيَاءُ وَمُعَلِّمُونَ:
بَرْنَابَا وَسِمْعَانُ
الَّذِي يُدْعَى نِيجَرَ وَلُوكِيُوسُ
الْقَيْرَوَانِيُّ وَمَنَايِنُ
الَّذِي تَرَبَّى مَعَ هِيرُودُسَ رَئِيسِ
الرُّبْعِ وَشَاوُلُ. 2وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ
الرَّبَّ وَيَصُومُونَ
قَالَ الرُّوحُ
الْقُدُسُ: «أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ
لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ». 3فَصَامُوا حِينَئِذٍ
وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا
الأَيَادِيَ ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا.
4فَهَذَانِ
إِذْ أُرْسِلاَ مِنَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ
انْحَدَرَا إِلَى سَلُوكِيَةَ
وَمِنْ هُنَاكَ سَافَرَا فِي
الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ. 5وَلَمَّا صَارَا
فِي سَلاَمِيسَ نَادَيَا بِكَلِمَةِ
اللهِ فِي مَجَامِعِ
الْيَهُودِ.
وَكَانَ مَعَهُمَا يُوحَنَّا خَادِماً. 6وَلَمَّا
اجْتَازَا الْجَزِيرَةَ
إِلَى بَافُوسَ وَجَدَا رَجُلاً سَاحِراً نَبِيّاً كَذَّاباً يَهُودِيّاً
اسْمُهُ بَارْيَشُوعُ 7كَانَ مَعَ
الْوَالِي سَرْجِيُوسَ بُولُسَ وَهُوَ
رَجُلٌ فَهِيمٌ. فَهَذَا دَعَا بَرْنَابَا وَشَاوُلَ وَالْتَمَسَ أَنْ
يَسْمَعَ كَلِمَةَ
اللهِ. 8فَقَاوَمَهُمَا عَلِيمٌ
السَّاحِرُ لأَنْ
هَكَذَا يُتَرْجَمُ
اسْمُهُ طَالِباً أَنْ يُفْسِدَ
الْوَالِيَ عَنِ
الإِيمَانِ. 9وَأَمَّا
شَاوُلُ الَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضاً فَامْتَلأَ مِنَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ
وَشَخَصَ إِلَيْهِ 10وَقَالَ: «أَيُّهَا
الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ
خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرٍّ! أَلاَ تَزَالُ
تُفْسِدُ سُبُلَ
اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟ 11فَالآنَ هُوَذَا يَدُ
الرَّبِّ
عَلَيْكَ فَتَكُونُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ
الشَّمْسَ إِلَى حِينٍ». فَفِي
الْحَالِ سَقَطَ عَلَيْهِ ضَبَابٌ وَظُلْمَةٌ فَجَعَلَ يَدُورُ مُلْتَمِساً
مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ. 12فَالْوَالِي حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى مَا جَرَى
آمَنَ مُنْدَهِشاً مِنْ تَعْلِيمِ
الرَّبِّ. 13ثُمَّ أَقْلَعَ بُولُسُ
وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بَافُوسَ وَأَتَوْا إِلَى بَرْجَةَ بَمْفِيلِيَّةَ.
وَأَمَّا يُوحَنَّا فَفَارَقَهُمْ وَرَجَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 14وَأَمَّا
هُمْ فَجَازُوا مِنْ بَرْجَةَ وَأَتَوْا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ بِيسِيدِيَّةَ
وَدَخَلُوا الْمَجْمَعَ يَوْمَ
السَّبْتِ وَجَلَسُوا. 15وَبَعْدَ قِرَاءَةِ
النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ رُؤَسَاءُ
الْمَجْمَعِ
قَائِلِينَ: «أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِخْوَةُ إِنْ كَانَتْ عِنْدَكُمْ
كَلِمَةُ وَعْظٍ لِلشَّعْبِ فَقُولُوا». 16فَقَامَ بُولُسُ وَأَشَارَ
بِيَدِهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَالَّذِينَ
يَتَّقُونَ اللهَ
اسْمَعُوا. 17إِلَهُ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ هَذَا
اخْتَارَ
آبَاءَنَا وَرَفَعَ
الشَّعْبَ فِي
الْغُرْبَةِ فِي أَرْضِ مِصْرَ
وَبِذِرَاعٍ مُرْتَفِعَةٍ أَخْرَجَهُمْ مِنْهَا. 18وَنَحْوَ مُدَّةِ
أَرْبَعِينَ سَنَةً
احْتَمَلَ عَوَائِدَهُمْ فِي
الْبَرِّيَّةِ. 19ثُمَّ
أَهْلَكَ سَبْعَ أُمَمٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَقَسَمَ لَهُمْ أَرْضَهُمْ
بِالْقُرْعَةِ. 20وَبَعْدَ ذَلِكَ فِي نَحْوِ أَرْبَعِمِئَةٍ وَخَمْسِينَ
سَنَةً أَعْطَاهُمْ قُضَاةً حَتَّى صَمُوئِيلَ
النَّبِيِّ. 21وَمِنْ ثَمَّ
طَلَبُوا مَلِكاً فَأَعْطَاهُمُ
اللهُ شَاوُلَ بْنَ قَيْسٍ رَجُلاً مِنْ
سِبْطِ بِنْيَامِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. 22ثُمَّ عَزَلَهُ وَأَقَامَ
لَهُمْ دَاوُدَ مَلِكاً
الَّذِي شَهِدَ لَهُ أَيْضاً إِذْ قَالَ: وَجَدْتُ
دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي
الَّذِي سَيَصْنَعُ كُلَّ
مَشِيئَتِي. 23مِنْ نَسْلِ هَذَا حَسَبَ
الْوَعْدِ أَقَامَ
اللهُ
لِإِسْرَائِيلَ مُخَلِّصاً يَسُوعَ. 24إِذْ سَبَقَ يُوحَنَّا فَكَرَزَ
قَبْلَ مَجِيئِهِ بِمَعْمُودِيَّةِ
التَّوْبَةِ لِجَمِيعِ شَعْبِ
إِسْرَائِيلَ. 25وَلَمَّا صَارَ يُوحَنَّا يُكَمِّلُ سَعْيَهُ جَعَلَ
يَقُولُ: «مَنْ تَظُنُّونَ أَنِّي أَنَا؟ لَسْتُ أَنَا إِيَّاهُ لَكِنْ
هُوَذَا يَأْتِي بَعْدِي
الَّذِي لَسْتُ مُسْتَحِقّاً أَنْ أَحُلَّ حِذَاءَ
قَدَمَيْهِ. 26«أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِخْوَةُ بَنِي جِنْسِ إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ بَيْنَكُمْ
يَتَّقُونَ اللهَ إِلَيْكُمْ أُرْسِلَتْ كَلِمَةُ هَذَا
الْخَلاَصِ.
27لأَنَّ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَرُؤَسَاءَهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا
هَذَا. وَأَقْوَالُ
الأَنْبِيَاءِ
الَّتِي تُقْرَأُ كُلَّ سَبْتٍ
تَمَّمُوهَا إِذْ حَكَمُوا عَلَيْهِ. 28وَمَعْ أَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا
عِلَّةً وَاحِدَةً لِلْمَوْتِ طَلَبُوا مِنْ بِيلاَطُسَ أَنْ يُقْتَلَ.
29وَلَمَّا تَمَّمُوا كُلَّ مَا كُتِبَ عَنْهُ أَنْزَلُوهُ عَنِ
الْخَشَبَةِ وَوَضَعُوهُ فِي قَبْرٍ. 30وَلَكِنَّ
اللهَ أَقَامَهُ مِنَ
الأَمْوَاتِ. 31وَظَهَرَ أَيَّاماً كَثِيرَةً لِلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ
مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى أُورُشَلِيمَ
الَّذِينَ هُمْ شُهُودُهُ عِنْدَ
الشَّعْبِ. 32وَنَحْنُ نُبَشِّرُكُمْ بِالْمَوْعِدِ
الَّذِي صَارَ
لِآبَائِنَا 33إِنَّ
اللهَ قَدْ أَكْمَلَ هَذَا لَنَا نَحْنُ أَوْلاَدَهُمْ
إِذْ أَقَامَ يَسُوعَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَيْضاً فِي
الْمَزْمُورِ
الثَّانِي: أَنْتَ
ابْنِي أَنَا
الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. 34إِنَّهُ أَقَامَهُ
مِنَ الأَمْوَاتِ غَيْرَ عَتِيدٍ أَنْ يَعُودَ أَيْضاً إِلَى فَسَادٍ
فَهَكَذَا قَالَ: إِنِّي سَأُعْطِيكُمْ مَرَاحِمَ دَاوُدَ
الصَّادِقَةَ.
35وَلِذَلِكَ قَالَ أَيْضاً فِي مَزْمُورٍ آخَرَ:لَنْ تَدَعَ قُدُّوسَكَ
يَرَى فَسَاداً. 36لأَنَّ دَاوُدَ بَعْدَ مَا خَدَمَ جِيلَهُ بِمَشُورَةِ
اللهِ رَقَدَ وَانْضَمَّ إِلَى آبَائِهِ وَرَأَى فَسَاداً. 37وَأَمَّا
الَّذِي أَقَامَهُ
اللهُ فَلَمْ يَرَ فَسَاداً. 38فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً
عِنْدَكُمْ أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِخْوَةُ أَنَّهُ بِهَذَا يُنَادَى
لَكُمْ بِغُفْرَانِ
الْخَطَايَا 39وَبِهَذَا يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ
يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَتَبَرَّرُوا مِنْهُ
بِنَامُوسِ مُوسَى. 40فَانْظُرُوا لِئَلاَّ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ مَا قِيلَ
فِي الأَنْبِيَاءِ: 41اُنْظُرُوا أَيُّهَا
الْمُتَهَاوِنُونَ وَتَعَجَّبُوا
وَاهْلِكُوا لأَنَّنِي عَمَلاً أَعْمَلُ فِي أَيَّامِكُمْ عَمَلاً لاَ
تُصَدِّقُونَ إِنْ أَخْبَرَكُمْ أَحَدٌ بِهِ».
42وَبَعْدَمَا
خَرَجَ الْيَهُودُ مِنَ
الْمَجْمَعِ جَعَلَ
الْأُمَمُ يَطْلُبُونَ
إِلَيْهِمَا أَنْ يُكَلِّمَاهُمْ بِهَذَا
الْكَلاَمِ فِي
السَّبْتِ
الْقَادِمِ. 43وَلَمَّا
انْفَضَّتِ الْجَمَاعَةُ تَبِعَ كَثِيرُونَ مِنَ
الْيَهُودِ وَالدُّخَلاَءِ
الْمُتَعَبِّدِينَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا
اللَّذَيْنِ كَانَا يُكَلِّمَانِهِمْ وَيُقْنِعَانِهِمْ أَنْ يَثْبُتُوا
فِي نِعْمَةِ
اللهِ. 44وَفِي السَّبْتِ
التَّالِي اجْتَمَعَتْ كُلُّ
الْمَدِينَةِ تَقْرِيباً لِتَسْمَعَ كَلِمَةَ
اللهِ. 45فَلَمَّا رَأَى
الْيَهُودُ الْجُمُوعَ
امْتَلأُوا غَيْرَةً وَجَعَلُوا يُقَاوِمُونَ مَا
قَالَهُ بُولُسُ مُنَاقِضِينَ وَمُجَدِّفِينَ. 46فَجَاهَرَ بُولُسُ
وَبَرْنَابَا وَقَالاَ: «كَانَ يَجِبُ أَنْ تُكَلَّمُوا أَنْتُمْ أَوَّلاً
بِكَلِمَةِ اللهِ وَلَكِنْ إِذْ دَفَعْتُمُوهَا عَنْكُمْ وَحَكَمْتُمْ
أَنَّكُمْ غَيْرُ مُسْتَحِقِّينَ لِلْحَيَاةِ
الأَبَدِيَّةِ هُوَذَا
نَتَوَجَّهُ إِلَى
الْأُمَمِ. 47لأَنْ هَكَذَا أَوْصَانَا
الرَّبُّ: قَدْ
أَقَمْتُكَ نُوراً لِلْأُمَمِ لِتَكُونَ أَنْتَ خَلاَصاً إِلَى أَقْصَى
الأَرْضِ». 48فَلَمَّا سَمِعَ
الْأُمَمُ ذَلِكَ كَانُوا يَفْرَحُونَ
وَيُمَجِّدُونَ كَلِمَةَ
الرَّبِّ وَآمَنَ جَمِيعُ
الَّذِينَ كَانُوا
مُعَيَّنِينَ لِلْحَيَاةِ
الأَبَدِيَّةِ 49وَانْتَشَرَتْ كَلِمَةُ
الرَّبِّ
فِي كُلِّ الْكُورَةِ. 50وَلَكِنَّ
الْيَهُودَ حَرَّكُوا
النِّسَاءَ
الْمُتَعَبِّدَاتِ
الشَّرِيفَاتِ وَوُجُوهَ
الْمَدِينَةِ وَأَثَارُوا
اضْطِهَاداً
عَلَى بُولُسَ وَبَرْنَابَا وَأَخْرَجُوهُمَا مِنْ تُخُومِهِمْ. 51أَمَّا
هُمَا فَنَفَضَا غُبَارَ أَرْجُلِهِمَا عَلَيْهِمْ وَأَتَيَا إِلَى
إِيقُونِيَةَ. 52وَأَمَّا
التَّلاَمِيذُ فَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مِنَ
الْفَرَحِ وَالرُّوحِ
الْقُدُسِ.
1وَحَدَثَ
فِي إِيقُونِيَةَ أَنَّهُمَا دَخَلاَ مَعاً إِلَى مَجْمَعِ
الْيَهُودِ
وَتَكَلَّمَا حَتَّى آمَنَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ
الْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ.
2وَلَكِنَّ الْيَهُودَ غَيْرَ
الْمُؤْمِنِينَ غَرُّوا وَأَفْسَدُوا نُفُوسَ
الْأُمَمِ عَلَى
الإِخْوَةِ. 3فَأَقَامَا زَمَاناً طَوِيلاً يُجَاهِرَانِ
بِالرَّبِّ الَّذِي كَانَ يَشْهَدُ لِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ وَيُعْطِي أَنْ
تُجْرَى آيَاتٌ وَعَجَائِبُ عَلَى أَيْدِيهِمَا. 4فَانْشَقَّ جُمْهُورُ
الْمَدِينَةِ فَكَانَ بَعْضُهُمْ مَعَ
الْيَهُودِ وَبَعْضُهُمْ مَعَ
الرَّسُولَيْنِ. 5فَلَمَّا حَصَلَ مِنَ
الْأُمَمِ وَالْيَهُودِ مَعَ
رُؤَسَائِهِمْ هُجُومٌ لِيَبْغُوا عَلَيْهِمَا وَيَرْجُمُوهُمَا 6شَعَرَا
بِهِ فَهَرَبَا إِلَى مَدِينَتَيْ لِيكَأُونِيَّةَ: لِسْتِرَةَ وَدَرْبَةَ
وَإِلَى الْكُورَةِ
الْمُحِيطَةِ. 7وَكَانَا هُنَاكَ يُبَشِّرَانِ.
8وَكَانَ
يَجْلِسُ فِي لِسْتِرَةَ رَجُلٌ عَاجِزُ
الرِّجْلَيْنِ مُقْعَدٌ مِنْ
بَطْنِ أُمِّهِ وَلَمْ يَمْشِ قَطُّ. 9هَذَا كَانَ يَسْمَعُ بُولُسَ
يَتَكَلَّمُ فَشَخَصَ إِلَيْهِ وَإِذْ رَأَى أَنَّ لَهُ إِيمَاناً
لِيُشْفَى 10قَالَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «قُمْ عَلَى رِجْلَيْكَ مُنْتَصِباً».
فَوَثَبَ وَصَارَ يَمْشِي. 11فَالْجُمُوعُ لَمَّا رَأَوْا مَا فَعَلَ
بُولُسُ رَفَعُوا صَوْتَهُمْ بِلُغَةِ لِيكَأُونِيَّةَ قَائِلِينَ: «إِنَّ
الآلِهَةَ تَشَبَّهُوا بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا». 12فَكَانُوا
يَدْعُونَ بَرْنَابَا «زَفْسَ» وَبُولُسَ «هَرْمَسَ» إِذْ كَانَ هُوَ
الْمُتَقَدِّمَ فِي
الْكَلاَمِ. 13فَأَتَى كَاهِنُ زَفْسَ
الَّذِي كَانَ
قُدَّامَ الْمَدِينَةِ بِثِيرَانٍ وَأَكَالِيلَ عِنْدَ
الأَبْوَابِ مَعَ
الْجُمُوعِ وَكَانَ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَ. 14فَلَمَّا سَمِعَ
الرَّسُولاَنِ بَرْنَابَا وَبُولُسُ مَزَّقَا ثِيَابَهُمَا وَانْدَفَعَا
إِلَى الْجَمْعِ صَارِخَيْنِ: 15«أَيُّهَا
الرِّجَالُ لِمَاذَا تَفْعَلُونَ
هَذَا؟ نَحْنُ أَيْضاً بَشَرٌ تَحْتَ آلاَمٍ مِثْلُكُمْ نُبَشِّرُكُمْ أَنْ
تَرْجِعُوا مِنْ هَذِهِ
الأَبَاطِيلِ إِلَى
الإِلَهِ الْحَيِّ
الَّذِي
خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا 16الَّذِي
فِي الأَجْيَالِ
الْمَاضِيَةِ تَرَكَ جَمِيعَ
الْأُمَمِ يَسْلُكُونَ فِي
طُرُقِهِمْ - 17مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ -
وَهُوَ يَفْعَلُ خَيْراً يُعْطِينَا مِنَ
السَّمَاءِ أَمْطَاراً
وَأَزْمِنَةً مُثْمِرَةً وَيَمْلأُ قُلُوبَنَا طَعَاماً وَسُرُوراً».
18وَبِقَوْلِهِمَا هَذَا كَفَّا
الْجُمُوعَ بِالْجَهْدِ عَنْ أَنْ
يَذْبَحُوا لَهُمَا. 19ثُمَّ أَتَى يَهُودٌ مِنْ أَنْطَاكِيَةَ
وَإِيقُونِيَةَ وَأَقْنَعُوا
الْجُمُوعَ فَرَجَمُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ
خَارِجَ الْمَدِينَةِ ظَانِّينَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ. 20وَلَكِنْ إِذْ
أَحَاطَ بِهِ
التَّلاَمِيذُ قَامَ وَدَخَلَ
الْمَدِينَةَ وَفِي
الْغَدِ
خَرَجَ مَعَ بَرْنَابَا إِلَى دَرْبَةَ. 21فَبَشَّرَا فِي تِلْكَ
الْمَدِينَةِ وَتَلْمَذَا كَثِيرِينَ ثُمَّ رَجَعَا إِلَى لِسْتِرَةَ
وَإِيقُونِيَةَ وَأَنْطَاكِيَةَ 22يُشَدِّدَانِ أَنْفُسَ
التَّلاَمِيذِ
وَيَعِظَانِهِمْ أَنْ يَثْبُتُوا فِي
الإِيمَانِ وَأَنَّهُ بِضِيقَاتٍ
كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ
اللهِ. 23وَانْتَخَبَا لَهُمْ
قُسُوساً فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَاسْتَوْدَعَاهُمْ
لِلرَّبِّ الَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ. 24وَلَمَّا
اجْتَازَا فِي
بِيسِيدِيَّةَ أَتَيَا إِلَى بَمْفِيلِيَّةَ 25وَتَكَلَّمَا بِالْكَلِمَةِ
فِي بَرْجَةَ ثُمَّ نَزَلاَ إِلَى أَتَّالِيَةَ 26وَمِنْ هُنَاكَ سَافَرَا
فِي الْبَحْرِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ حَيْثُ كَانَا قَدْ أُسْلِمَا إِلَى
نِعْمَةِ اللهِ لِلْعَمَلِ
الَّذِي أَكْمَلاَهُ. 27وَلَمَّا حَضَرَا
وَجَمَعَا الْكَنِيسَةَ أَخْبَرَا بِكُلِّ مَا صَنَعَ
اللهُ مَعَهُمَا
وَأَنَّهُ فَتَحَ لِلْأُمَمِ بَابَ
الإِيمَانِ. 28وَأَقَامَا هُنَاكَ
زَمَاناً لَيْسَ بِقَلِيلٍ مَعَ
التَّلاَمِيذِ.
اَلأَصْحَاحُ
الْخَامِسُ
عَشَرَ
1وَانْحَدَرَ
قَوْمٌ مِنَ
الْيَهُودِيَّةِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ
الإِخْوَةَ أَنَّهُ
«إِنْ لَمْ تَخْتَتِنُوا حَسَبَ عَادَةِ مُوسَى لاَ يُمْكِنُكُمْ أَنْ
تَخْلُصُوا». 2فَلَمَّا حَصَلَ لِبُولُسَ وَبَرْنَابَا مُنَازَعَةٌ
وَمُبَاحَثَةٌ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ مَعَهُمْ رَتَّبُوا أَنْ يَصْعَدَ
بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَأُنَاسٌ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى
الرُّسُلِ وَالْمَشَايِخِ
إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ
الْمَسْأَلَةِ. 3فَهَؤُلاَءِ بَعْدَ
مَا شَيَّعَتْهُمُ
الْكَنِيسَةُ
اجْتَازُوا فِي فِينِيقِيَةَ وَالسَّامِرَةِ
يُخْبِرُونَهُمْ بِرُجُوعِ
الْأُمَمِ وَكَانُوا يُسَبِّبُونَ سُرُوراً
عَظِيماً لِجَمِيعِ
الإِخْوَةِ. 4وَلَمَّا حَضَرُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ
قَبِلَتْهُمُ
الْكَنِيسَةُ وَالرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ فَأَخْبَرُوهُمْ
بِكُلِّ مَا صَنَعَ
اللهُ مَعَهُمْ. 5وَلَكِنْ قَامَ أُنَاسٌ مِنَ
الَّذِينَ
كَانُوا قَدْ آمَنُوا مِنْ مَذْهَبِ
الْفَرِّيسِيِّينَ وَقَالُوا: «إِنَّهُ
يَنْبَغِي أَنْ يُخْتَنُوا وَيُوصَوْا بِأَنْ يَحْفَظُوا نَامُوسَ مُوسَى».
6فَاجْتَمَعَ
الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ لِيَنْظُرُوا فِي هَذَا
الأَمْرِ. 7فَبَعْدَ مَا
حَصَلَتْ مُبَاحَثَةٌ كَثِيرَةٌ قَامَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِخْوَةُ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنْذُ أَيَّامٍ
قَدِيمَةٍ اخْتَارَ
اللهُ بَيْنَنَا أَنَّهُ بِفَمِي يَسْمَعُ
الْأُمَمُ
كَلِمَةَ الإِنْجِيلِ وَيُؤْمِنُونَ. 8وَاللَّهُ
الْعَارِفُ الْقُلُوبَ
شَهِدَ لَهُمْ مُعْطِياً لَهُمُ
الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا لَنَا أَيْضاً.
9وَلَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بِشَيْءٍ إِذْ طَهَّرَ
بِالإِيمَانِ قُلُوبَهُمْ. 10فَالآنَ لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ
اللهَ بِوَضْعِ
نِيرٍ عَلَى عُنُقِ
التَّلاَمِيذِ لَمْ يَسْتَطِعْ آبَاؤُنَا وَلاَ نَحْنُ
أَنْ نَحْمِلَهُ؟ 11لَكِنْ بِنِعْمَةِ
الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ
نُؤْمِنُ أَنْ نَخْلُصَ كَمَا أُولَئِكَ أَيْضاً». 12فَسَكَتَ
الْجُمْهُورُ
كُلُّهُ. وَكَانُوا يَسْمَعُونَ بَرْنَابَا وَبُولُسَ يُحَدِّثَانِ
بِجَمِيعِ مَا صَنَعَ
اللهُ مِنَ الآيَاتِ وَالْعَجَائِبِ فِي
الْأُمَمِ
بِوَاسِطَتِهِمْ.
13وَبَعْدَمَا
سَكَتَا قَالَ يَعْقُوبُ: «أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِخْوَةُ
اسْمَعُونِي.
14سِمْعَانُ قَدْ أَخْبَرَ كَيْفَ
افْتَقَدَ اللهُ أَوَّلاً
الْأُمَمَ
لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْباً عَلَى
اسْمِهِ. 15وَهَذَا تُوافِقُهُ
أَقْوَالُ الأَنْبِيَاءِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: 16سَأَرْجِعُ بَعْدَ هَذَا
وَأَبْنِي أَيْضاً خَيْمَةَ دَاوُدَ
السَّاقِطَةَ وَأَبْنِي أَيْضاً
رَدْمَهَا وَأُقِيمُهَا ثَانِيَةً 17لِكَيْ يَطْلُبَ
الْبَاقُونَ مِنَ
النَّاسِ الرَّبَّ وَجَمِيعُ
الْأُمَمِ الَّذِينَ دُعِيَ
اسْمِي عَلَيْهِمْ
يَقُولُ الرَّبُّ
الصَّانِعُ هَذَا كُلَّهُ. 18مَعْلُومَةٌ عِنْدَ
الرَّبِّ
مُنْذُ الأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ. 19لِذَلِكَ أَنَا أَرَى أَنْ لاَ
يُثَقَّلَ عَلَى
الرَّاجِعِينَ إِلَى
اللهِ مِنَ الْأُمَمِ 20بَلْ يُرْسَلْ
إِلَيْهِمْ أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْ نَجَاسَاتِ
الأَصْنَامِ وَالزِّنَا وَالْمَخْنُوقِ
وَالدَّمِ. 21لأَنَّ مُوسَى مُنْذُ أَجْيَالٍ قَدِيمَةٍ لَهُ فِي كُلِّ
مَدِينَةٍ مَنْ يَكْرِزُ بِهِ إِذْ يُقْرَأُ فِي
الْمَجَامِعِ كُلَّ
سَبْتٍ». 22حِينَئِذٍ
رَأَى الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ مَعَ كُلِّ
الْكَنِيسَةِ أَنْ يَخْتَارُوا
رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ فَيُرْسِلُوهُمَا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ مَعَ بُولُسَ
وَبَرْنَابَا: يَهُوذَا
الْمُلَقَّبَ بَرْسَابَا وَسِيلاَ رَجُلَيْنِ
مُتَقَدِّمَيْنِ فِي
الإِخْوَةِ. 23وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ هَكَذَا:
«اَلرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ وَالإِخْوَةُ يُهْدُونَ سَلاَماً إِلَى
الإِخْوَةِ الَّذِينَ مِنَ
الْأُمَمِ فِي أَنْطَاكِيَةَ وَسُورِيَّةَ
وَكِيلِيكِيَّةَ: 24إِذْ قَدْ سَمِعْنَا أَنَّ أُنَاساً خَارِجِينَ مِنْ
عِنْدِنَا أَزْعَجُوكُمْ بِأَقْوَالٍ مُقَلِّبِينَ أَنْفُسَكُمْ
وَقَائِلِينَ أَنْ تَخْتَتِنُوا وَتَحْفَظُوا
النَّامُوسَ -
الَّذِينَ
نَحْنُ لَمْ نَأْمُرْهُمْ. 25رَأَيْنَا وَقَدْ صِرْنَا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ
أَنْ نَخْتَارَ رَجُلَيْنِ وَنُرْسِلَهُمَا إِلَيْكُمْ مَعَ حَبِيبَيْنَا
بَرْنَابَا وَبُولُسَ 26رَجُلَيْنِ قَدْ بَذَلاَ نَفْسَيْهِمَا لأَجْلِ
اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ
الْمَسِيحِ - 27فَقَدْ أَرْسَلْنَا يَهُوذَا
وَسِيلاَ وَهُمَا يُخْبِرَانِكُمْ بِنَفْسِ
الْأُمُورِ شِفَاهاً.
28لأَنَّهُ قَدْ رَأَى
الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ أَنْ لاَ نَضَعَ
عَلَيْكُمْ ثِقْلاً أَكْثَرَ غَيْرَ هَذِهِ
الأَشْيَاءِ
الْوَاجِبَةِ:
29أَنْ تَمْتَنِعُوا عَمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَعَنِ
الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ
وَالزِّنَا الَّتِي إِنْ حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا فَنِعِمَّا
تَفْعَلُونَ. كُونُوا مُعَافَيْنَ».
30فَهَؤُلاَءِ
لَمَّا أُطْلِقُوا جَاءُوا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ وَجَمَعُوا
الْجُمْهُورَ
وَدَفَعُوا الرِّسَالَةَ. 31فَلَمَّا قَرَأُوهَا فَرِحُوا لِسَبَبِ
التَّعْزِيَةِ. 32وَيَهُوذَا وَسِيلاَ إِذْ كَانَا هُمَا أَيْضاً
نَبِيَّيْنِ وَعَظَا
الإِخْوَةَ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ وَشَدَّدَاهُمْ. 33ثُمَّ
بَعْدَ مَا صَرَفَا زَمَاناً أُطْلِقَا بِسَلاَمٍ مِنَ
الإِخْوَةِ إِلَى
الرُّسُلِ. 34وَلَكِنَّ سِيلاَ رَأَى أَنْ يَلْبَثَ هُنَاكَ. 35أَمَّا
بُولُسُ وَبَرْنَابَا فَأَقَامَا فِي أَنْطَاكِيَةَ يُعَلِّمَانِ
وَيُبَشِّرَانِ مَعَ آخَرِينَ كَثِيرِينَ أَيْضاً بِكَلِمَةِ
الرَّبِّ.
36ثُمَّ
بَعْدَ أَيَّامٍ قَالَ بُولُسُ لِبَرْنَابَا: «لِنَرْجِعْ وَنَفْتَقِدْ
إِخْوَتَنَا فِي كُلِّ مَدِينَةٍ نَادَيْنَا فِيهَا بِكَلِمَةِ
الرَّبِّ
كَيْفَ هُمْ». 37فَأَشَارَ بَرْنَابَا أَنْ يَأْخُذَا مَعَهُمَا أَيْضاً
يُوحَنَّا الَّذِي يُدْعَى مَرْقُسَ 38وَأَمَّا بُولُسُ فَكَانَ
يَسْتَحْسِنُ أَنَّ
الَّذِي فَارَقَهُمَا مِنْ بَمْفِيلِيَّةَ وَلَمْ
يَذْهَبْ مَعَهُمَا لِلْعَمَلِ لاَ يَأْخُذَانِهِ مَعَهُمَا. 39فَحَصَلَ
بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُمَا
الآخَرَ. وَبَرْنَابَا
أَخَذَ مَرْقُسَ وَسَافَرَ فِي
الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ. 40وَأَمَّا
بُولُسُ فَاخْتَارَ سِيلاَ وَخَرَجَ مُسْتَوْدَعاً مِنَ
الإِخْوَةِ إِلَى
نِعْمَةِ اللهِ. 41فَاجْتَازَ فِي سُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ يُشَدِّدُ
الْكَنَائِسَ.
اَلأَصْحَاحُ
السَّادِسُ
عَشَرَ
1ثُمَّ
وَصَلَ إِلَى دَرْبَةَ وَلِسْتِرَةَ وَإِذَا تِلْمِيذٌ كَانَ هُنَاكَ
اسْمُهُ تِيمُوثَاوُسُ
ابْنُ امْرَأَةٍ يَهُودِيَّةٍ مُؤْمِنَةٍ وَلَكِنَّ
أَبَاهُ يُونَانِيٌّ 2وَكَانَ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ
الإِخْوَةِ الَّذِينَ
فِي لِسْتِرَةَ وَإِيقُونِيَةَ. 3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا
مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ
الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ
الأَمَاكِنِ لأَنَّ
الْجَمِيعَ كَانُوا يَعْرِفُونَ أَبَاهُ أَنَّهُ
يُونَانِيٌّ. 4وَإِذْ كَانُوا يَجْتَازُونَ فِي
الْمُدُنِ كَانُوا
يُسَلِّمُونَهُمُ
الْقَضَايَا
الَّتِي حَكَمَ بِهَا
الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ
الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ لِيَحْفَظُوهَا. 5فَكَانَتِ
الْكَنَائِسُ
تَتَشَدَّدُ فِي
الإِيمَانِ وَتَزْدَادُ فِي
الْعَدَدِ كُلَّ يَوْمٍ.
6وَبَعْدَ مَا
اجْتَازُوا فِي فِرِيجِيَّةَ وَكُورَةِ غَلاَطِيَّةَ
مَنَعَهُمُ الرُّوحُ
الْقُدُسُ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِالْكَلِمَةِ فِي
أَسِيَّا. 7فَلَمَّا أَتَوْا إِلَى مِيسِيَّا حَاوَلُوا أَنْ يَذْهَبُوا
إِلَى بِثِينِيَّةَ فَلَمْ يَدَعْهُمُ
الرُّوحُ. 8فَمَرُّوا عَلَى
مِيسِيَّا وَانْحَدَرُوا إِلَى تَرُوَاسَ. 9وَظَهَرَتْ لِبُولُسَ رُؤْيَا
فِي اللَّيْلِ: رَجُلٌ مَكِدُونِيٌّ قَائِمٌ يَطْلُبُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ:
«اعْبُرْ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ وَأَعِنَّا!». 10فَلَمَّا رَأَى
الرُّؤْيَا
لِلْوَقْتِ طَلَبْنَا أَنْ نَخْرُجَ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ مُتَحَقِّقِينَ
أَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَانَا لِنُبَشِّرَهُمْ.
11فَأَقْلَعْنَا
مِنْ تَرُوَاسَ وَتَوَجَّهْنَا بِالاِسْتِقَامَةِ إِلَى سَامُوثْرَاكِي
وَفِي الْغَدِ إِلَى نِيَابُولِيسَ. 12وَمِنْ هُنَاكَ إِلَى فِيلِبِّي
الَّتِي هِيَ أَوَّلُ مَدِينَةٍ مِنْ مُقَاطَعَةِ مَكِدُونِيَّةَ وَهِيَ
كُولُونِيَّةُ. فَأَقَمْنَا فِي هَذِهِ
الْمَدِينَةِ أَيَّاماً. 13وَفِي
يَوْمِ السَّبْتِ خَرَجْنَا إِلَى خَارِجِ
الْمَدِينَةِ عِنْدَ نَهْرٍ
حَيْثُ جَرَتِ
الْعَادَةُ أَنْ تَكُونَ صَلاَةٌ فَجَلَسْنَا وَكُنَّا
نُكَلِّمُ النِّسَاءَ
اللَّوَاتِي
اجْتَمَعْنَ. 14فَكَانَتْ تَسْمَعُ
امْرَأَةٌ
اسْمُهَا لِيدِيَّةُ بَيَّاعَةُ أُرْجُوانٍ مِنْ مَدِينَةِ ثَيَاتِيرَا
مُتَعَبِّدَةٌ لِلَّهِ فَفَتَحَ
الرَّبُّ قَلْبَهَا لِتُصْغِيَ إِلَى مَا
كَانَ يَقُولُهُ بُولُسُ. 15فَلَمَّا
اعْتَمَدَتْ هِيَ وَأَهْلُ بَيْتِهَا
طَلَبَتْ قَائِلَةً: «إِنْ كُنْتُمْ قَدْ حَكَمْتُمْ أَنِّي مُؤْمِنَةٌ
بِالرَّبِّ فَادْخُلُوا بَيْتِي وَامْكُثُوا». فَأَلْزَمَتْنَا.
16وَحَدَثَ
بَيْنَمَا كُنَّا ذَاهِبِينَ إِلَى
الصَّلاَةِ أَنَّ جَارِيَةً بِهَا رُوحُ
عِرَافَةٍ اسْتَقْبَلَتْنَا. وَكَانَتْ تُكْسِبُ مَوَالِيَهَا مَكْسَباً
كَثِيراً بِعِرَافَتِهَا. 17هَذِهِ
اتَّبَعَتْ بُولُسَ وَإِيَّانَا
وَصَرَخَتْ قَائِلَةً: «هَؤُلاَءِ
النَّاسُ هُمْ عَبِيدُ
اللهِ الْعَلِيِّ
الَّذِينَ يُنَادُونَ لَكُمْ بِطَرِيقِ
الْخَلاَصِ». 18وَكَانَتْ تَفْعَلُ
هَذَا أَيَّاماً كَثِيرَةً. فَضَجِرَ بُولُسُ وَالْتَفَتَ إِلَى
الرُّوحِ
وَقَالَ: «أَنَا آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ
مِنْهَا». فَخَرَجَ فِي تِلْكَ
السَّاعَةِ.
19فَلَمَّا
رَأَى مَوَالِيهَا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ رَجَاءُ مَكْسَبِهِمْ أَمْسَكُوا
بُولُسَ وَسِيلاَ وَجَرُّوهُمَا إِلَى
السُّوقِ إِلَى
الْحُكَّامِ.
20وَإِذْ أَتَوْا بِهِمَا إِلَى
الْوُلاَةِ قَالُوا: «هَذَانِ
الرَّجُلاَنِ
يُبَلْبِلاَنِ مَدِينَتَنَا وَهُمَا يَهُودِيَّانِ 21وَيُنَادِيَانِ
بِعَوَائِدَ لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْبَلَهَا وَلاَ نَعْمَلَ بِهَا إِذْ
نَحْنُ رُومَانِيُّونَ». 22فَقَامَ
الْجَمْعُ مَعاً عَلَيْهِمَا وَمَزَّقَ
الْوُلاَةُ ثِيَابَهُمَا وَأَمَرُوا أَنْ يُضْرَبَا بِالْعِصِيِّ.
23فَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا ضَرَبَاتٍ كَثِيرَةً وَأَلْقُوهُمَا فِي
السِّجْنِ وَأَوْصُوا حَافِظَ
السِّجْنِ أَنْ يَحْرُسَهُمَا بِضَبْطٍ.
24وَهُوَ إِذْ أَخَذَ وَصِيَّةً مِثْلَ هَذِهِ أَلْقَاهُمَا فِي
السِّجْنِ
الدَّاخِلِيِّ وَضَبَطَ أَرْجُلَهُمَا فِي
الْمِقْطَرَةِ.
25وَنَحْوَ
نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ
اللهَ وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا. 26فَحَدَثَ بَغْتَةً زَلْزَلَةٌ
عَظِيمَةٌ حَتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ
السِّجْنِ فَانْفَتَحَتْ فِي
الْحَالِ الأَبْوَابُ كُلُّهَا وَانْفَكَّتْ قُيُودُ
الْجَمِيعِ.
27وَلَمَّا اسْتَيْقَظَ حَافِظُ
السِّجْنِ وَرَأَى أَبْوَابَ
السِّجْنِ
مَفْتُوحَةً
اسْتَلَّ سَيْفَهُ وَكَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ
ظَانّاً أَنَّ
الْمَسْجُونِينَ قَدْ هَرَبُوا. 28فَنَادَى بُولُسُ بِصَوْتٍ
عَظِيمٍ قَائِلاً: «لاَ تَفْعَلْ بِنَفْسِكَ شَيْئاً رَدِيّاً لأَنَّ
جَمِيعَنَا هَهُنَا». 29فَطَلَبَ ضَوْءاً وَانْدَفَعَ إِلَى دَاخِلٍ
وَخَرَّ لِبُولُسَ وَسِيلاَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ 30ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا
وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ
أَخْلُصَ؟» 31فَقَالاَ: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ
أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ». 32وَكَلَّمَاهُ وَجَمِيعَ مَنْ فِي بَيْتِهِ
بِكَلِمَةِ الرَّبِّ. 33فَأَخَذَهُمَا فِي تِلْكَ
السَّاعَةِ مِنَ
اللَّيْلِ وَغَسَّلَهُمَا مِنَ
الْجِرَاحَاتِ وَاعْتَمَدَ فِي
الْحَالِ
هُوَ وَالَّذِينَ لَهُ أَجْمَعُونَ. 34وَلَمَّا أَصْعَدَهُمَا إِلَى
بَيْتِهِ قَدَّمَ لَهُمَا مَائِدَةً وَتَهَلَّلَ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ
إِذْ كَانَ قَدْ آمَنَ بِاللَّهِ.
35وَلَمَّا
صَارَ النَّهَارُ أَرْسَلَ
الْوُلاَةُ الْجَلاَّدِينَ قَائِلِينَ:
«أَطْلِقْ ذَيْنِكَ
الرَّجُلَيْنِ». 36فَأَخْبَرَ حَافِظُ
السِّجْنِ
بُولُسَ أَنَّ
الْوُلاَةَ قَدْ أَرْسَلُوا أَنْ تُطْلَقَا فَاخْرُجَا
الآنَ
وَاذْهَبَا بِسَلاَمٍ. 37فَقَالَ لَهُمْ بُولُسُ: «ضَرَبُونَا جَهْراً
غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْنَا وَنَحْنُ رَجُلاَنِ رُومَانِيَّانِ
وَأَلْقَوْنَا فِي
السِّجْنِ - أَفَالآنَ يَطْرُدُونَنَا سِرّاً؟ كَلاَّ!
بَلْ لِيَأْتُوا هُمْ أَنْفُسُهُمْ وَيُخْرِجُونَا». 38فَأَخْبَرَ
الْجَلاَّدُونَ
الْوُلاَةَ بِهَذَا
الْكَلاَمِ فَاخْتَشَوْا لَمَّا
سَمِعُوا أَنَّهُمَا رُومَانِيَّانِ. 39فَجَاءُوا وَتَضَرَّعُوا
إِلَيْهِمَا وَأَخْرَجُوهُمَا وَسَأَلُوهُمَا أَنْ يَخْرُجَا مِنَ
الْمَدِينَةِ. 40فَخَرَجَا مِنَ
السِّجْنِ وَدَخَلاَ عِنْدَ لِيدِيَّةَ
فَأَبْصَرَا
الإِخْوَةَ وَعَزَّيَاهُمْ ثُمَّ خَرَجَا.
اَلأَصْحَاحُ
السَّابِعُ
عَشَرَ
1فَاجْتَازَا
فِي أَمْفِيبُولِيسَ وَأَبُولُونِيَّةَ وَأَتَيَا إِلَى تَسَالُونِيكِي
حَيْثُ كَانَ مَجْمَعُ
الْيَهُودِ. 2فَدَخَلَ بُولُسُ إِلَيْهِمْ حَسَبَ
عَادَتِهِ وَكَانَ يُحَاجُّهُمْ ثَلاَثَةَ سُبُوتٍ مِنَ
الْكُتُبِ
3مُوَضِّحاً وَمُبَيِّناً أَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ
الْمَسِيحَ
يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ
الأَمْوَاتِ وَأَنَّ هَذَا هُوَ
الْمَسِيحُ
يَسُوعُ الَّذِي أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ. 4فَاقْتَنَعَ قَوْمٌ مِنْهُمْ
وَانْحَازُوا إِلَى بُولُسَ وَسِيلاَ وَمِنَ
الْيُونَانِيِّينَ
الْمُتَعَبِّدِينَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ وَمِنَ
النِّسَاءِ الْمُتَقَدِّمَاتِ
عَدَدٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ. 5فَغَارَ
الْيَهُودُ غَيْرُ
الْمُؤْمِنِينَ وَاتَّخَذُوا
رِجَالاً أَشْرَاراً مِنْ أَهْلِ
السُّوقِ وَتَجَمَّعُوا وَسَجَّسُوا
الْمَدِينَةَ وَقَامُوا عَلَى بَيْتِ يَاسُونَ طَالِبِينَ أَنْ
يُحْضِرُوهُمَا إِلَى
الشَّعْبِ. 6وَلَمَّا لَمْ يَجِدُوهُمَا جَرُّوا
يَاسُونَ وَأُنَاساً مِنَ
الإِخْوَةِ إِلَى حُكَّامِ
الْمَدِينَةِ
صَارِخِينَ: «إِنَّ هَؤُلاَءِ
الَّذِينَ فَتَنُوا
الْمَسْكُونَةَ حَضَرُوا
إِلَى هَهُنَا أَيْضاً. 7وَقَدْ قَبِلَهُمْ يَاسُونُ. وَهَؤُلاَءِ
كُلُّهُمْ يَعْمَلُونَ ضِدَّ أَحْكَامِ قَيْصَرَ قَائِلِينَ إِنَّهُ
يُوجَدُ مَلِكٌ آخَرُ: يَسُوعُ!» 8فَأَزْعَجُوا
الْجَمْعَ وَحُكَّامَ
الْمَدِينَةِ إِذْ سَمِعُوا هَذَا. 9فَأَخَذُوا كَفَالَةً مِنْ يَاسُونَ
وَمِنَ الْبَاقِينَ ثُمَّ أَطْلَقُوهُمْ.
10وَأَمَّا
الإِخْوَةُ فَلِلْوَقْتِ أَرْسَلُوا بُولُسَ وَسِيلاَ لَيْلاً إِلَى
بِيرِيَّةَ. وَهُمَا لَمَّا وَصَلاَ مَضَيَا إِلَى مَجْمَعِ
الْيَهُودِ.
11وَكَانَ هَؤُلاَءِ أَشْرَفَ مِنَ
الَّذِينَ فِي تَسَالُونِيكِي
فَقَبِلُوا الْكَلِمَةَ بِكُلِّ نَشَاطٍ فَاحِصِينَ
الْكُتُبَ كُلَّ
يَوْمٍ: هَلْ هَذِهِ
الْأُمُورُ هَكَذَا؟ 12فَآمَنَ مِنْهُمْ كَثِيرُونَ
وَمِنَ النِّسَاءِ
الْيُونَانِيَّاتِ
الشَّرِيفَاتِ وَمِنَ
الرِّجَالِ
عَدَدٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ.
13فَلَمَّا
عَلِمَ الْيَهُودُ
الَّذِينَ مِنْ تَسَالُونِيكِي أَنَّهُ فِي بِيرِيَّةَ
أَيْضاً نَادَى بُولُسُ بِكَلِمَةِ
اللهِ جَاءُوا يُهَيِّجُونَ
الْجُمُوعَ
هُنَاكَ أَيْضاً. 14فَحِينَئِذٍ أَرْسَلَ
الإِخْوَةُ بُولُسَ لِلْوَقْتِ
لِيَذْهَبَ كَمَا إِلَى
الْبَحْرِ وَأَمَّا سِيلاَ وَتِيمُوثَاوُسُ
فَبَقِيَا هُنَاكَ. 15وَالَّذِينَ صَاحَبُوا بُولُسَ جَاءُوا بِهِ إِلَى
أَثِينَا. وَلَمَّا أَخَذُوا وَصِيَّةً إِلَى سِيلاَ وَتِيمُوثَاوُسَ أَنْ
يَأْتِيَا إِلَيْهِ بِأَسْرَعِ مَا يُمْكِنُ مَضَوْا.
16وَبَيْنَمَا
بُولُسُ يَنْتَظِرُهُمَا فِي أَثِينَا
احْتَدَّتْ رُوحُهُ فِيهِ إِذْ رَأَى
الْمَدِينَةَ مَمْلُوءَةً أَصْنَاماً. 17فَكَانَ يُكَلِّمُ فِي
الْمَجْمَعِ
الْيَهُودَ الْمُتَعَبِّدِينَ وَالَّذِينَ يُصَادِفُونَهُ فِي
السُّوقِ
كُلَّ يَوْمٍ. 18فَقَابَلَهُ قَوْمٌ مِنَ
الْفَلاَسِفَةِ
الأَبِيكُورِيِّينَ
وَالرِّوَاقِيِّينَ وَقَالَ بَعْضٌ: «تُرَى مَاذَا يُرِيدُ هَذَا
الْمِهْذَارُ أَنْ يَقُولَ؟» وَبَعْضٌ: «إِنَّهُ يَظْهَرُ مُنَادِياً
بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ» - لأَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُهُمْ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ.
19فَأَخَذُوهُ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى أَرِيُوسَ بَاغُوسَ قَائِلِينَ: «هَلْ
يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هُوَ هَذَا
التَّعْلِيمُ
الْجَدِيدُ الَّذِي
تَتَكَلَّمُ بِهِ. 20لأَنَّكَ تَأْتِي إِلَى مَسَامِعِنَا بِأُمُورٍ
غَرِيبَةٍ فَنُرِيدُ أَنْ نَعْلَمَ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ».
21أَمَّا الأَثِينِيُّونَ أَجْمَعُونَ وَالْغُرَبَاءُ
الْمُسْتَوْطِنُونَ
فَلاَ يَتَفَرَّغُونَ لِشَيْءٍ آخَرَ إِلاَّ لأَنْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ
يَسْمَعُوا شَيْئاً حَديثاً.
22فَوَقَفَ
بُولُسُ فِي وَسَطِ أَرِيُوسَ بَاغُوسَ وَقَالَ: «أَيُّهَا
الرِّجَالُ
الأَثِينِيُّونَ أَرَاكُمْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ كَأَنَّكُمْ مُتَدَيِّنُونَ
كَثِيراً 23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى
مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ:
«لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ
هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ. 24الإِلَهُ
الَّذِي خَلَقَ
الْعَالَمَ
وَكُلَّ مَا فِيهِ هَذَا إِذْ هُوَ رَبُّ
السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ
يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَةٍ بِالأَيَادِي 25وَلاَ يُخْدَمُ
بِأَيَادِي النَّاسِ كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ إِذْ هُوَ يُعْطِي
الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْساً وَكُلَّ شَيْءٍ. 26وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ
وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ
النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ
الأَرْضِ وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ
الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ
27لِكَيْ يَطْلُبُوا
اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ مَعَ
أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيداً. 28لأَنَّنَا بِهِ
نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ
أَيْضاً: لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ. 29فَإِذْ نَحْنُ ذُرِّيَّةُ
اللهِ لاَ يَنْبَغِي أَنْ نَظُنَّ أَنَّ
اللاَّهُوتَ شَبِيهٌ بِذَهَبٍ أَوْ
فِضَّةٍ أَوْ حَجَرٍ نَقْشِ صِنَاعَةِ وَاخْتِرَاعِ إِنْسَانٍ. 30فَاللَّهُ
الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ
النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا
مُتَغَاضِياً عَنْ أَزْمِنَةِ
الْجَهْلِ. 31لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ
فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ
الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ
عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ
الأَمْوَاتِ».
32وَلَمَّا
سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ
الأَمْوَاتِ كَانَ
الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ
وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!».
33وَهَكَذَا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ وَسَطِهِمْ. 34وَلَكِنَّ أُنَاساً
الْتَصَقُوا
بِهِ وَآمَنُوا مِنْهُمْ دِيُونِيسِيُوسُ
الأَرِيُوبَاغِيُّ وَامْرَأَةٌ
اسْمُهَا دَامَرِسُ وَآخَرُونَ مَعَهُمَا.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّامِنُ
عَشَرَ
1وَبَعْدَ
هَذَا مَضَى بُولُسُ مِنْ أَثِينَا وَجَاءَ إِلَى كُورِنْثُوسَ 2فَوَجَدَ
يَهُودِيّاً
اسْمُهُ أَكِيلاَ بُنْطِيَّ
الْجِنْسِ كَانَ قَدْ جَاءَ
حَدِيثاً مِنْ إِيطَالِيَا وَبِرِيسْكِلاَّ
امْرَأَتَهُ - لأَنَّ
كُلُودِيُوسَ كَانَ قَدْ أَمَرَ أَنْ يَمْضِيَ جَمِيعُ
الْيَهُودِ مِنْ
رُومِيَةَ. فَجَاءَ إِلَيْهِمَا. 3وَلِكَوْنِهِ مِنْ صِنَاعَتِهِمَا
أَقَامَ عِنْدَهُمَا وَكَانَ يَعْمَلُ لأَنَّهُمَا كَانَا فِي
صِنَاعَتِهِمَا خِيَامِيَّيْنِ. 4وَكَانَ يُحَاجُّ فِي
الْمَجْمَعِ كُلَّ
سَبْتٍ وَيُقْنِعُ يَهُوداً وَيُونَانِيِّينَ. 5وَلَمَّا
انْحَدَرَ سِيلاَ
وَتِيمُوثَاوُسُ مِنْ مَكِدُونِيَّةَ كَانَ بُولُسُ مُنْحَصِراً بِالرُّوحِ
وَهُوَ يَشْهَدُ لِلْيَهُودِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. 6وَإِذْ كَانُوا
يُقَاوِمُونَ وَيُجَدِّفُونَ نَفَضَ ثِيَابَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «دَمُكُمْ
عَلَى رُؤُوسِكُمْ. أَنَا بَرِيءٌ. مِنَ
الآنَ أَذْهَبُ إِلَى
الْأُمَمِ».
7فَانْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ رَجُلٍ
اسْمُهُ يُوسْتُسُ
كَانَ مُتَعَبِّداً لِلَّهِ وَكَانَ بَيْتُهُ مُلاَصِقاً لِلْمَجْمَعِ.
8وَكِرِيسْبُسُ رَئِيسُ
الْمَجْمَعِ آمَنَ بِالرَّبِّ مَعَ جَمِيعِ
بَيْتِهِ وَكَثِيرُونَ مِنَ
الْكُورِنْثِيِّينَ إِذْ سَمِعُوا آمَنُوا وَاعْتَمَدُوا.
9فَقَالَ
الرَّبُّ لِبُولُسَ بِرُؤْيَا فِي
اللَّيْلِ: «لاَ تَخَفْ بَلْ تَكَلَّمْ
وَلاَ تَسْكُتْ 10لأَنِّي أَنَا مَعَكَ وَلاَ يَقَعُ بِكَ أَحَدٌ
لِيُؤْذِيَكَ لأَنَّ لِي شَعْباً كَثِيراً فِي هَذِهِ
الْمَدِينَةِ».
11فَأَقَامَ سَنَةً وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ يُعَلِّمُ بَيْنَهُمْ بِكَلِمَةِ
اللهِ. 12وَلَمَّا
كَانَ غَالِيُونُ يَتَوَلَّى أَخَائِيَةَ قَامَ
الْيَهُودُ بِنَفْسٍ
وَاحِدَةٍ عَلَى بُولُسَ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى كُرْسِيِّ
الْوِلاَيَةِ
13قَائِلِينَ: «إِنَّ هَذَا يَسْتَمِيلُ
النَّاسَ أَنْ يَعْبُدُوا
اللهَ
بِخِلاَفِ النَّامُوسِ». 14وَإِذْ كَانَ بُولُسُ مُزْمِعاً أَنْ
يَتَكَلَّمَ قَالَ غَالِيُونُ لِلْيَهُودِ: «لَوْ كَانَ ظُلْماً أَوْ
خُبْثاً رَدِيّاً أَيُّهَا
الْيَهُودُ لَكُنْتُ بِالْحَقِّ قَدِ
احْتَمَلْتُكُمْ.
15وَلَكِنْ إِذَا كَانَ مَسْأَلَةً عَنْ كَلِمَةٍ وَأَسْمَاءٍ
وَنَامُوسِكُمْ فَتُبْصِرُونَ أَنْتُمْ. لأَنِّي لَسْتُ أَشَاءُ أَنْ
أَكُونَ قَاضِياً لِهَذِهِ
الْأُمُورِ». 16فَطَرَدَهُمْ مِنَ
الْكُرْسِيِّ.
17فَأَخَذَ جَمِيعُ
الْيُونَانِيِّينَ سُوسْتَانِيسَ رَئِيسَ
الْمَجْمَعِ
وَضَرَبُوهُ قُدَّامَ
الْكُرْسِيِّ وَلَمْ يَهُمَّ غَالِيُونَ شَيْءٌ مِنْ
ذَلِكَ. 18وَأَمَّا بُولُسُ فَلَبِثَ أَيْضاً أَيَّاماً كَثِيرَةً ثُمَّ
وَدَّعَ الإِخْوَةَ وَسَافَرَ فِي
الْبَحْرِ إِلَى سُورِيَّةَ وَمَعَهُ
بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ بَعْدَمَا حَلَقَ رَأْسَهُ فِي كَنْخَرِيَا -
لأَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ نَذْرٌ. 19فَأَقْبَلَ إِلَى أَفَسُسَ
وَتَرَكَهُمَا هُنَاكَ. وَأَمَّا هُوَ فَدَخَلَ
الْمَجْمَعَ وَحَاجَّ
الْيَهُودَ. 20وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ
زَمَاناً أَطْوَلَ لَمْ يُجِبْ. 21بَلْ وَدَّعَهُمْ قَائِلاً: «يَنْبَغِي
عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ أَعْمَلَ
الْعِيدَ الْقَادِمَ فِي أُورُشَلِيمَ.
وَلَكِنْ سَأَرْجِعُ إِلَيْكُمْ أَيْضاً إِنْ شَاءَ
اللهُ». فَأَقْلَعَ
مِنْ أَفَسُسَ. 22وَلَمَّا نَزَلَ فِي قَيْصَرِيَّةَ صَعِدَ وَسَلَّمَ
عَلَى الْكَنِيسَةِ ثُمَّ
انْحَدَرَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ. 23وَبَعْدَمَا
صَرَفَ زَمَاناً خَرَجَ وَاجْتَازَ بِالتَّتَابُعِ فِي كُورَةِ
غَلاَطِيَّةَ وَفِرِيجِيَّةَ يُشَدِّدُ جَمِيعَ
التَّلاَمِيذِ.
24ثُمَّ
أَقْبَلَ إِلَى أَفَسُسَ يَهُودِيٌّ
اسْمُهُ أَبُلُّوسُ إِسْكَنْدَرِيُّ
الْجِنْسِ رَجُلٌ فَصِيحٌ مُقْتَدِرٌ فِي
الْكُتُبِ. 25كَانَ هَذَا
خَبِيراً فِي طَرِيقِ
الرَّبِّ. وَكَانَ وَهُوَ حَارٌّ بِالرُّوحِ
يَتَكَلَّمُ وَيُعَلِّمُ بِتَدْقِيقٍ مَا يَخْتَصُّ بِالرَّبِّ. عَارِفاً
مَعْمُودِيَّةَ يُوحَنَّا فَقَطْ. 26وَابْتَدَأَ هَذَا يُجَاهِرُ فِي
الْمَجْمَعِ. فَلَمَّا سَمِعَهُ أَكِيلاَ وَبِرِيسْكِلاَّ أَخَذَاهُ
إِلَيْهِمَا وَشَرَحَا لَهُ طَرِيقَ
الرَّبِّ بِأَكْثَرِ تَدْقِيقٍ.
27وَإِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَجْتَازَ إِلَى أَخَائِيَةَ كَتَبَ
الإِخْوَةُ إِلَى
التَّلاَمِيذِ يَحُضُّونَهُمْ أَنْ يَقْبَلُوهُ. فَلَمَّا
جَاءَ سَاعَدَ كَثِيراً بِالنِّعْمَةِ
الَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا
28لأَنَّهُ كَانَ بِاشْتِدَادٍ يُفْحِمُ
الْيَهُودَ جَهْراً مُبَيِّناً
بِالْكُتُبِ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ
الْمَسِيحُ.
اَلأَصْحَاحُ
التَّاسِعُ
عَشَرَ
1فَحَدَثَ
فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا
اجْتَازَ
فِي النَّوَاحِي
الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ
تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ
الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا
آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ
الرُّوحُ
الْقُدُسُ». 3فَسَأَلَهُمْ: «فَبِمَاذَا
اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا:
«بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا». 4فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ
بِمَعْمُودِيَّةِ
التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا
بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». 5فَلَمَّا
سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ
الرَّبِّ يَسُوعَ. 6وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ
يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ
الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا
يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ. 7وَكَانَ جَمِيعُ
الرِّجَالِ
نَحْوَ اثْنَيْ عَشَرَ.
8ثُمَّ
دَخَلَ الْمَجْمَعَ وَكَانَ يُجَاهِرُ مُدَّةَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ
مُحَاجّاً وَمُقْنِعاً فِي مَا يَخْتَصُّ بِمَلَكُوتِ
اللهِ. 9وَلَمَّا
كَانَ قَوْمٌ يَتَقَسُّونَ وَلاَ يَقْنَعُونَ شَاتِمِينَ
الطَّرِيقَ
أَمَامَ الْجُمْهُورِ
اعْتَزَلَ عَنْهُمْ وَأَفْرَزَ
التَّلاَمِيذَ
مُحَاجّاً كُلَّ يَوْمٍ فِي مَدْرَسَةِ إِنْسَانٍ
اسْمُهُ تِيرَانُّسُ -
10وَكَانَ ذَلِكَ مُدَّةَ سَنَتَيْنِ حَتَّى سَمِعَ كَلِمَةَ
الرَّبِّ
يَسُوعَ جَمِيعُ
السَّاكِنِينَ فِي أَسِيَّا مِنْ يَهُودٍ
وَيُونَانِيِّينَ. 11وَكَانَ
اللهُ يَصْنَعُ عَلَى يَدَيْ بُولُسَ قُوَّاتٍ
غَيْرَ الْمُعْتَادَةِ 12حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ
أَوْ مَآزِرَ إِلَى
الْمَرْضَى فَتَزُولُ عَنْهُمُ
الأَمْرَاضُ وَتَخْرُجُ
الأَرْوَاحُ
الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ.
13فَشَرَعَ
قَوْمٌ مِنَ
الْيَهُودِ الطَّوَّافِينَ
الْمُعَزِّمِينَ أَنْ يُسَمُّوا
عَلَى الَّذِينَ بِهِمِ
الأَرْوَاحُ
الشِّرِّيرَةُ بِاسْمِ
الرَّبِّ
يَسُوعَ قَائِلِينَ: «نُقْسِمُ عَلَيْكَ بِيَسُوعَ
الَّذِي يَكْرِزُ بِهِ
بُولُسُ!» 14وَكَانَ
الَّذِينَ فَعَلُوا هَذَا سَبْعَةَ بَنِينَ لِسَكَاوَا
رَجُلٍ يَهُودِيٍّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ. 15فَقَالَ
الرُّوحُ الشِّرِّيرُ
لَهُمْ: «أَمَّا يَسُوعُ فَأَنَا أَعْرِفُهُ وَبُولُسُ أَنَا أَعْلَمُهُ
وَأَمَّا أَنْتُمْ فَمَنْ أَنْتُمْ؟» 16فَوَثَبَ عَلَيْهِمُ
الإِنْسَانُ
الَّذِي كَانَ فِيهِ
الرُّوحُ الشِّرِّيرُ وَغَلَبَهُمْ وَقَوِيَ
عَلَيْهِمْ حَتَّى هَرَبُوا مِنْ ذَلِكَ
الْبَيْتِ عُرَاةً وَمُجَرَّحِينَ.
17وَصَارَ هَذَا مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِ
الْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ
السَّاكِنِينَ فِي أَفَسُسَ. فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى جَمِيعِهِمْ وَكَانَ
اسْمُ الرَّبِّ يَسُوعَ يَتَعَظَّمُ. 18وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ
الَّذِينَ
آمَنُوا يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ 19وَكَانَ
كَثِيرُونَ مِنَ
الَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ
السِّحْرَ يَجْمَعُونَ
الْكُتُبَ وَيُحَرِّقُونَهَا أَمَامَ
الْجَمِيعِ. وَحَسَبُوا أَثْمَانَهَا
فَوَجَدُوهَا خَمْسِينَ أَلْفاً مِنَ
الْفِضَّةِ. 20هَكَذَا كَانَتْ
كَلِمَةُ الرَّبِّ تَنْمُو وَتَقْوَى بِشِدَّةٍ.
21وَلَمَّا
كَمِلَتْ هَذِهِ
الْأُمُورُ وَضَعَ بُولُسُ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ بَعْدَمَا
يَجْتَازُ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ يَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ
قَائِلاً: «إِنِّي بَعْدَ مَا أَصِيرُ هُنَاكَ يَنْبَغِي أَنْ أَرَى
رُومِيَةَ أَيْضاً». 22فَأَرْسَلَ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ
اثْنَيْنِ مِنَ
الَّذِينَ
كَانُوا يَخْدِمُونَهُ: تِيمُوثَاوُسَ وَأَرَسْطُوسَ وَلَبِثَ هُوَ
زَمَاناً فِي أَسِيَّا. 23وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ
الْوَقْتِ شَغَبٌ لَيْسَ
بِقَلِيلٍ بِسَبَبِ هَذَا
الطَّرِيقِ 24لأَنَّ إِنْسَاناً
اسْمُهُ
دِيمِتْرِيُوسُ صَائِغٌ صَانِعُ هَيَاكِلِ فِضَّةٍ لأَرْطَامِيسَ كَانَ
يُكَسِّبُ الصُّنَّاعَ مَكْسَباً لَيْسَ بِقَلِيلٍ. 25فَجَمَعَهُمْ وَالْفَعَلَةَ
فِي مِثْلِ ذَلِكَ
الْعَمَلِ وَقَالَ: «أَيُّهَا
الرِّجَالُ أَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ أَنَّ سِعَتَنَا إِنَّمَا هِيَ مِنْ هَذِهِ
الصِّنَاعَةِ.
26وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَتَسْمَعُونَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَفَسُسَ
فَقَطْ بَلْ مِنْ جَمِيعِ أَسِيَّا تَقْرِيباً
اسْتَمَالَ وَأَزَاغَ
بُولُسُ هَذَا جَمْعاً كَثِيراً قَائِلاً: إِنَّ
الَّتِي تُصْنَعُ
بِالأَيَادِي لَيْسَتْ آلِهَةً. 27فَلَيْسَ نَصِيبُنَا هَذَا وَحْدَهُ فِي
خَطَرٍ مِنْ أَنْ يَحْصُلَ فِي إِهَانَةٍ بَلْ أَيْضاً هَيْكَلُ
أَرْطَامِيسَ -
الإِلَهَةِ الْعَظِيمَةِ - أَنْ يُحْسَبَ لاَ شَيْءَ وَأَنْ
سَوْفَ تُهْدَمُ عَظَمَتُهَا هِيَ
الَّتِي يَعْبُدُهَا جَمِيعُ أَسِيَّا وَالْمَسْكُونَةِ».
28فَلَمَّا سَمِعُوا
امْتَلأُوا غَضَباً وَطَفِقُوا يَصْرُخُونَ
قَائِلِينَ: «عَظِيمَةٌ هِيَ أَرْطَامِيسُ
الأَفَسُسِيِّينَ».
29فَامْتَلأَتِ
الْمَدِينَةُ كُلُّهَا
اضْطِرَاباً وَانْدَفَعُوا بِنَفْسٍ
وَاحِدَةٍ إِلَى
الْمَشْهَدِ خَاطِفِينَ مَعَهُمْ غَايُوسَ
وَأَرِسْتَرْخُسَ
الْمَكِدُونِيَّيْنِ رَفِيقَيْ بُولُسَ فِي
السَّفَرِ.
30وَلَمَّا
كَانَ بُولُسُ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَ
الشَّعْبِ لَمْ يَدَعْهُ
التَّلاَمِيذُ. 31وَأُنَاسٌ مِنْ وُجُوهِ أَسِيَّا - كَانُوا أَصْدِقَاءَهُ
- أَرْسَلُوا يَطْلُبُونَ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يُسَلِّمَ نَفْسَهُ إِلَى
الْمَشْهَدِ. 32وَكَانَ
الْبَعْضُ يَصْرُخُونَ بِشَيْءٍ وَالْبَعْضُ
بِشَيْءٍ آخَرَ لأَنَّ
الْمَحْفَلَ كَانَ مُضْطَرِباً وَأَكْثَرُهُمْ لاَ
يَدْرُونَ لأَيِّ شَيْءٍ كَانُوا قَدِ
اجْتَمَعُوا! 33فَاجْتَذَبُوا
إِسْكَنْدَرَ مِنَ
الْجَمْعِ وَكَانَ
الْيَهُودُ يَدْفَعُونَهُ. فَأَشَارَ
إِسْكَنْدَرُ بِيَدِهِ يُرِيدُ أَنْ يَحْتَجَّ لِلشَّعْبِ. 34فَلَمَّا
عَرَفُوا أَنَّهُ يَهُودِيٌّ صَارَ صَوْتٌ وَاحِدٌ مِنَ
الْجَمِيعِ
صَارِخِينَ نَحْوَ مُدَّةِ سَاعَتَيْنِ: «عَظِيمَةٌ هِيَ أَرْطَامِيسُ
الأَفَسُسِيِّينَ!».
35ثُمَّ
سَكَّنَ الْكَاتِبُ
الْجَمْعَ وَقَالَ: «أَيُّهَا
الرِّجَالُ الأَفَسُسِيُّونَ
مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ
الَّذِي لاَ يَعْلَمُ أَنَّ مَدِينَةَ
الأَفَسُسِيِّينَ
مُتَعَبِّدَةٌ لأَرْطَامِيسَ
الإِلَهَةِ الْعَظِيمَةِ وَالتِّمْثَالِ
الَّذِي هَبَطَ مِنْ زَفْسَ؟ 36فَإِذْ كَانَتْ هَذِهِ
الأَشْيَاءُ لاَ
تُقَاوَمُ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا هَادِئِينَ وَلاَ تَفْعَلُوا شَيْئاً
اقْتِحَاماً.
37لأَنَّكُمْ أَتَيْتُمْ بِهَذَيْنِ
الرَّجُلَيْنِ وَهُمَا لَيْسَا
سَارِقَيْ هَيَاكِلَ وَلاَ مُجَدِّفَيْنِ عَلَى إِلَهَتِكُمْ. 38فَإِنْ
كَانَ دِيمِتْرِيُوسُ وَالصُّنَّاعُ
الَّذِينَ مَعَهُ لَهُمْ دَعْوَى عَلَى
أَحَدٍ فَإِنَّهُ تُقَامُ أَيَّامٌ لِلْقَضَاءِ وَيُوجَدُ وُلاَةٌ
فَلْيُرَافِعُوا بَعْضُهُمْ بَعْضاً. 39وَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَ
شَيْئاً مِنْ جِهَةِ أُمُورٍ أُخَرَ فَإِنَّهُ يُقْضَى فِي مَحْفِلٍ
شَرْعِيٍّ. 40لأَنَّنَا فِي خَطَرٍ أَنْ نُحَاكَمَ مِنْ أَجْلِ فِتْنَةِ
هَذَا الْيَوْمِ. وَلَيْسَ عِلَّةٌ يُمْكِنُنَا مِنْ أَجْلِهَا أَنْ
نُقَدِّمَ حِسَاباً عَنْ هَذَا
التَّجَمُّعِ». 41وَلَمَّا قَالَ هَذَا
صَرَفَ الْمَحْفَلَ.
اَلأَصْحَاحُ
الْعِشْرُونَ
1وَبَعْدَمَا
انْتَهَى الشَّغَبُ دَعَا بُولُسُ
التَّلاَمِيذَ وَوَدَّعَهُمْ وَخَرَجَ
لِيَذْهَبَ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ. 2وَلَمَّا كَانَ قَدِ
اجْتَازَ فِي
تِلْكَ النَّوَاحِي وَوَعَظَهُمْ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ جَاءَ إِلَى هَلاَّسَ
3فَصَرَفَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ إِذْ حَصَلَتْ مَكِيدَةٌ مِنَ
الْيَهُودِ عَلَيْهِ - وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى سُورِيَّةَ -
صَارَ رَأْيٌ أَنْ يَرْجِعَ عَلَى طَرِيقِ مَكِدُونِيَّةَ. 4فَرَافَقَهُ
إِلَى أَسِيَّا سُوبَاتَرُسُ
الْبِيرِيُّ وَمِنْ أَهْلِ تَسَالُونِيكِي:
أَرِسْتَرْخُسُ وَسَكُونْدُسُ وَغَايُسُ
الدَّرْبِيُّ وَتِيمُوثَاوُسُ.
وَمِنْ أَهْلِ أَسِيَّا: تِيخِيكُسُ وَتُرُوفِيمُسُ. 5هَؤُلاَءِ سَبَقُوا
وَانْتَظَرُونَا فِي تَرُواسَ. 6وَأَمَّا نَحْنُ فَسَافَرْنَا فِي
الْبَحْرِ بَعْدَ أَيَّامِ
الْفَطِيرِ مِنْ فِيلِبِّي وَوَافَيْنَاهُمْ فِي
خَمْسَةِ أَيَّامٍ إِلَى تَرُواسَ حَيْثُ صَرَفْنَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ.
7وَفِي
أَوَّلِ الْأُسْبُوعِ إِذْ كَانَ
التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِيَكْسِرُوا
خُبْزاً خَاطَبَهُمْ بُولُسُ وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمْضِيَ فِي
الْغَدِ
وَأَطَالَ الْكَلاَمَ إِلَى نِصْفِ
اللَّيْلِ. 8وَكَانَتْ مَصَابِيحُ
كَثِيرَةٌ فِي
الْعِلِّيَّةِ
الَّتِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهَا.
9وَكَانَ شَابٌّ
اسْمُهُ أَفْتِيخُوسُ جَالِساً فِي
الطَّاقَةِ
مُتَثَقِّلاً بِنَوْمٍ عَمِيقٍ. وَإِذْ كَانَ بُولُسُ يُخَاطِبُ خِطَاباً
طَوِيلاً غَلَبَ عَلَيْهِ
النَّوْمُ فَسَقَطَ مِنَ
الطَّبَقَةِ
الثَّالِثَةِ إِلَى أَسْفَلُ وَحُمِلَ مَيِّتاً. 10فَنَزَلَ بُولُسُ
وَوَقَعَ عَلَيْهِ وَاعْتَنَقَهُ قَائِلاً: «لاَ تَضْطَرِبُوا لأَنَّ
نَفْسَهُ فِيهِ». 11ثُمَّ صَعِدَ وَكَسَّرَ خُبْزاً وَأَكَلَ وَتَكَلَّمَ
كَثِيراً إِلَى
الْفَجْرِ. وَهَكَذَا خَرَجَ. 12وَأَتُوا بِالْفَتَى حَيّاً
وَتَعَزُّوا تَعْزِيَةً لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ.
13وَأَمَّا
نَحْنُ فَسَبَقْنَا إِلَى
السَّفِينَةِ وَأَقْلَعْنَا إِلَى أَسُّوسَ
مُزْمِعِينَ أَنْ نَأْخُذَ بُولُسَ مِنْ هُنَاكَ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ
رَتَّبَ هَكَذَا مُزْمِعاً أَنْ يَمْشِيَ. 14فَلَمَّا وَافَانَا إِلَى
أَسُّوسَ أَخَذْنَاهُ وَأَتَيْنَا إِلَى مِيتِيلِينِي. 15ثُمَّ سَافَرْنَا
مِنْ هُنَاكَ فِي
الْبَحْرِ وَأَقْبَلْنَا فِي
الْغَدِ إِلَى مُقَابِلِ
خِيُوسَ. وَفِي
الْيَوْمِ الآخَرِ وَصَلْنَا إِلَى سَامُوسَ وَأَقَمْنَا
فِي تُرُوجِيلِيُّونَ ثُمَّ فِي
الْيَوْمِ التَّالِي جِئْنَا إِلَى
مِيلِيتُسَ 16لأَنَّ بُولُسَ عَزَمَ أَنْ يَتَجَاوَزَ أَفَسُسَ فِي
الْبَحْرِ لِئَلاَّ يَعْرِضَ لَهُ أَنْ يَصْرِفَ وَقْتاً فِي أَسِيَّا
لأَنَّهُ كَانَ يُسْرِعُ حَتَّى إِذَا أَمْكَنَهُ يَكُونُ فِي أُورُشَلِيمَ
فِي يَوْمِ الْخَمْسِينَ.
17وَمِنْ
مِيلِيتُسَ أَرْسَلَ إِلَى أَفَسُسَ وَاسْتَدْعَى قُسُوسَ
الْكَنِيسَةِ.
18فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ
أَوَّلِ يَوْمٍ دَخَلْتُ أَسِيَّا كَيْفَ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ
الزَّمَانِ
19أَخْدِمُ الرَّبَّ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ وَبِتَجَارِبَ
أَصَابَتْنِي بِمَكَايِدِ
الْيَهُودِ. 20كَيْفَ لَمْ أُؤَخِّرْ شَيْئاً
مِنَ الْفَوَائِدِ إِلاَّ وَأَخْبَرْتُكُمْ وَعَلَّمْتُكُمْ بِهِ جَهْراً
وَفِي كُلِّ بَيْتٍ 21شَاهِداً لِلْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ
بِالتَّوْبَةِ إِلَى
اللهِ وَالإِيمَانِ
الَّذِي بِرَبِّنَا يَسُوعَ
الْمَسِيحِ. 22وَالآنَ هَا أَنَا أَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّداً
بِالرُّوحِ لاَ أَعْلَمُ مَاذَا يُصَادِفُنِي هُنَاكَ. 23غَيْرَ أَنَّ
الرُّوحَ الْقُدُسَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قَائِلاً: إِنَّ وُثُقاً
وَشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِي. 24وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ
وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ
الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ
الرَّبِّ يَسُوعَ لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ
اللهِ. 25وَالآنَ هَا أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَ وَجْهِي
أَيْضاً أَنْتُمْ جَمِيعاً
الَّذِينَ مَرَرْتُ بَيْنَكُمْ كَارِزاً
بِمَلَكُوتِ
اللهِ. 26لِذَلِكَ أُشْهِدُكُمُ
الْيَوْمَ هَذَا أَنِّي
بَرِيءٌ مِنْ دَمِ
الْجَمِيعِ 27لأَنِّي لَمْ أُؤَخِّرْ أَنْ أُخْبِرَكُمْ
بِكُلِّ مَشُورَةِ
اللهِ. 28اِحْتَرِزُوا
اِذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ
الرَّعِيَّةِ
الَّتِي أَقَامَكُمُ
الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً
لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ
اللهِ الَّتِي
اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. 29لأَنِّي
أَعْلَمُ هَذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ
خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى
الرَّعِيَّةِ. 30وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ
سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا
التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ. 31لِذَلِكَ
اسْهَرُوا مُتَذَكِّرِينَ أَنِّي
ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلاً وَنَهَاراً لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ
بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ. 32وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي
لِلَّهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ
الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ
وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثاً مَعَ جَمِيعِ
الْمُقَدَّسِينَ. 33فِضَّةَ أَوْ
ذَهَبَ أَوْ لِبَاسَ أَحَدٍ لَمْ أَشْتَهِ. 34أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ
حَاجَاتِي وَحَاجَاتِ
الَّذِينَ مَعِي خَدَمَتْهَا هَاتَانِ
الْيَدَانِ.
35فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرَيْتُكُمْ أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنَّكُمْ
تَتْعَبُونَ وَتَعْضُدُونَ
الضُّعَفَاءَ مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ
الرَّبِّ
يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ: مَغْبُوطٌ هُوَ
الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ
الأَخْذِ». 36وَلَمَّا قَالَ هَذَا جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ
جَمِيعِهِمْ وَصَلَّى. 37وَكَانَ بُكَاءٌ عَظِيمٌ مِنَ
الْجَمِيعِ
وَوَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ يُقَبِّلُونَهُ 38مُتَوَجِّعِينَ وَلاَ
سِيَّمَا مِنَ
الْكَلِمَةِ
الَّتِي قَالَهَا: إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا
وَجْهَهُ أَيْضاً. ثُمَّ شَيَّعُوهُ إِلَى
السَّفِينَةِ.
1وَلَمَّا
انْفَصَلْنَا عَنْهُمْ أَقْلَعْنَا وَجِئْنَا مُتَوَجِّهِينَ
بِالاِسْتِقَامَةِ إِلَى كُوسَ وَفِي
الْيَوْمِ التَّالِي إِلَى رُودُسَ
وَمِنْ هُنَاكَ إِلَى بَاتَرَا. 2فَإِذْ وَجَدْنَا سَفِينَةً عَابِرَةً
إِلَى فِينِيقِيَةَ صَعِدْنَا إِلَيْهَا وَأَقْلَعْنَا. 3ثُمَّ
اطَّلَعْنَا
عَلَى قُبْرُسَ وَتَرَكْنَاهَا يَسْرَةً وَسَافَرْنَا إِلَى سُورِيَّةَ
وَأَقْبَلْنَا إِلَى صُورَ لأَنَّ هُنَاكَ كَانَتِ
السَّفِينَةُ تَضَعُ
وَسْقَهَا. 4وَإِذْ وَجَدْنَا
التَّلاَمِيذَ مَكَثْنَا هُنَاكَ سَبْعَةَ
أَيَّامٍ. وَكَانُوا يَقُولُونَ لِبُولُسَ بِالرُّوحِ أَنْ لاَ يَصْعَدَ
إِلَى أُورُشَلِيمَ. 5وَلَكِنْ لَمَّا
اسْتَكْمَلْنَا
الأَيَّامَ خَرَجْنَا
ذَاهِبِينَ وَهُمْ جَمِيعاً يُشَيِّعُونَنَا مَعَ
النِّسَاءِ وَالأَوْلاَدِ
إِلَى خَارِجِ
الْمَدِينَةِ. فَجَثَوْنَا عَلَى رُكَبِنَا عَلَى
الشَّاطِئِ
وَصَلَّيْنَا. 6وَلَمَّا وَدَّعْنَا بَعْضُنَا بَعْضاً صَعِدْنَا إِلَى
السَّفِينَةِ. وَأَمَّا هُمْ فَرَجَعُوا إِلَى خَاصَّتِهِمْ.
7وَلَمَّا
أَكْمَلْنَا
السَّفَرَ فِي
الْبَحْرِ مِنْ صُورَ أَقْبَلْنَا إِلَى
بُتُولِمَايِسَ فَسَلَّمْنَا عَلَى
الإِخْوَةِ وَمَكَثْنَا عِنْدَهُمْ
يَوْماً وَاحِداً. 8ثُمَّ خَرَجْنَا فِي
الْغَدِ نَحْنُ رُفَقَاءَ بُولُسَ
وَجِئْنَا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ فَدَخَلْنَا بَيْتَ فِيلُبُّسَ
الْمُبَشِّرِ
إِذْ كَانَ وَاحِداً مِنَ
السَّبْعَةِ وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ. 9وَكَانَ
لِهَذَا أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى كُنَّ يَتَنَبَّأْنَ. 10وَبَيْنَمَا
نَحْنُ مُقِيمُونَ أَيَّاماً كَثِيرَةً
انْحَدَرَ مِنَ
الْيَهُودِيَّةِ
نَبِيٌّ اسْمُهُ أَغَابُوسُ. 11فَجَاءَ إِلَيْنَا وَأَخَذَ مِنْطَقَةَ
بُولُسَ وَرَبَطَ يَدَيْ نَفْسِهِ وَرِجْلَيْهِ وَقَالَ: «هَذَا يَقُولُهُ
الرُّوحُ الْقُدُسُ:
الرَّجُلُ الَّذِي لَهُ هَذِهِ
الْمِنْطَقَةُ هَكَذَا
سَيَرْبُطُهُ
الْيَهُودُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي
الْأُمَمِ». 12فَلَمَّا سَمِعْنَا هَذَا طَلَبْنَا إِلَيْهِ نَحْنُ وَالَّذِينَ
مِنَ الْمَكَانِ أَنْ لاَ يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 13فَأَجَابَ
بُولُسُ: «مَاذَا تَفْعَلُونَ؟ تَبْكُونَ وَتَكْسِرُونَ قَلْبِي. لأَنِّي
مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُرْبَطَ فَقَطْ بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضاً فِي
أُورُشَلِيمَ لأَجْلِ
اسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ». 14وَلَمَّا لَمْ يُقْنَعْ
سَكَتْنَا قَائِلِينَ: «لِتَكُنْ مَشِيئَةُ
الرَّبِّ». 15وَبَعْدَ تِلْكَ
الأَيَّامِ تَأَهَّبْنَا وَصَعِدْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ. 16وَجَاءَ
أَيْضاً مَعَنَا مِنْ قَيْصَرِيَّةَ أُنَاسٌ مِنَ
التَّلاَمِيذِ ذَاهِبِينَ
بِنَا إِلَى مَنَاسُونَ وَهُوَ رَجُلٌ قُبْرُسِيٌّ تِلْمِيذٌ قَدِيمٌ
لِنَنْزِلَ عِنْدَهُ.
17وَلَمَّا
وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا
الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي
الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ
الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ
شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ
اللهُ بَيْنَ
الْأُمَمِ
بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ
الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا
الأَخُ كَمْ يُوجَدُ
رَبْوَةً مِنَ
الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ
لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ
الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ
الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً
أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ
الْعَوَائِدِ.
22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ
الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ
هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ
نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ
لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ
الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا
أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ.
25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ
الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا
نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ
سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ
وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ
الرِّجَالَ فِي
الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ
الْهَيْكَلَ
مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ
التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ
كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ
الْقُرْبَانُ.
27وَلَمَّا
قَارَبَتِ الأَيَّامُ
السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ
الْيَهُودُ الَّذِينَ
مِنْ أَسِيَّا فِي
الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ
الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا
عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا
الرِّجَالُ
الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ
الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ
الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا
الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى
الْهَيْكَلِ
وَدَنَّسَ هَذَا
الْمَوْضِعَ
الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ
رَأَوْا مَعَهُ فِي
الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ
الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا
يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى
الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ
الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ
الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ
وَجَرُّوهُ خَارِجَ
الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ
الأَبْوَابُ.
31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى
أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ
اضْطَرَبَتْ
32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ.
فَلَمَّا رَأُوا
الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.
33حِينَئِذٍ
اقْتَرَبَ الأَمِيرُ وَأَمْسَكَهُ وَأَمَرَ أَنْ يُقَيَّدَ
بِسِلْسِلَتَيْنِ وَطَفِقَ يَسْتَخْبِرُ: تُرَى مَنْ يَكُونُ وَمَاذَا
فَعَلَ؟ 34وَكَانَ
الْبَعْضُ يَصْرُخُونَ بِشَيْءٍ وَالْبَعْضُ بِشَيْءٍ
آخَرَ فِي الْجَمْعِ. وَلَمَّا لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَعْلَمَ
الْيَقِينَ
لِسَبَبِ الشَّغَبِ أَمَرَ أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلَى
الْمُعَسْكَرِ.
35وَلَمَّا صَارَ عَلَى
الدَّرَجِ اتَّفَقَ أَنَّ
الْعَسْكَرَ حَمَلَهُ
بِسَبَبِ عُنْفِ
الْجَمْعِ 36لأَنَّ جُمْهُورَ
الشَّعْبِ كَانُوا
يَتْبَعُونَهُ صَارِخِينَ: «خُذْهُ!».
37وَإِذْ
قَارَبَ بُولُسُ أَنْ يَدْخُلَ
الْمُعَسْكَرَ قَالَ لِلأَمِيرِ: «أَيَجُوزُ
لِي أَنْ أَقُولَ لَكَ شَيْئاً؟» فَقَالَ: «أَتَعْرِفُ
الْيُونَانِيَّةَ؟
38أَفَلَسْتَ أَنْتَ
الْمِصْرِيَّ
الَّذِي صَنَعَ قَبْلَ هَذِهِ
الأَيَّامِ
فِتْنَةً وَأَخْرَجَ إِلَى
الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعَةَ
الآلاَفِ الرَّجُلِ
مِنَ الْقَتَلَةِ؟». 39فَقَالَ بُولُسُ: «أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ
طَرْسُوسِيٌّ مِنْ أَهْلِ مَدِينَةٍ غَيْرِ دَنِيَّةٍ مِنْ كِيلِيكِيَّةَ.
وَأَلْتَمِسُ مِنْكَ أَنْ تَأْذَنَ لِي أَنْ أُكَلِّمَ
الشَّعْبَ».
40فَلَمَّا أَذِنَ لَهُ وَقَفَ بُولُسُ عَلَى
الدَّرَجِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ
إِلَى الشَّعْبِ فَصَارَ سُكُوتٌ عَظِيمٌ. فَنَادَى بِاللُّغَةِ
الْعِبْرَانِيَّةِ قَائلاً:
1«أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ
اسْمَعُوا احْتِجَاجِي
الآنَ
لَدَيْكُمْ». 2فَلَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ يُنَادِي لَهُمْ بِاللُّغَةِ
الْعِبْرَانِيَّةِ أَعْطُوا سُكُوتاً أَحْرَى. فَقَالَ: 3«أَنَا رَجُلٌ
يَهُودِيٌّ وُلِدْتُ فِي طَرْسُوسَ كِيلِيكِيَّةَ وَلَكِنْ رَبَيْتُ فِي
هَذِهِ الْمَدِينَةِ مُؤَدَّباً عِنْدَ رِجْلَيْ غَمَالاَئِيلَ عَلَى
تَحْقِيقِ النَّامُوسِ
الأَبَوِيِّ. وَكُنْتُ غَيُوراً لِلَّهِ كَمَا
أَنْتُمْ جَمِيعُكُمُ
الْيَوْمَ. 4وَاضْطَهَدْتُ هَذَا
الطَّرِيقَ حَتَّى
الْمَوْتِ مُقَيِّداً وَمُسَلِّماً إِلَى
السُّجُونِ رِجَالاً وَنِسَاءً
5كَمَا يَشْهَدُ لِي أَيْضاً رَئِيسُ
الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ
الْمَشْيَخَةِ
الَّذِينَ إِذْ أَخَذْتُ أَيْضاً مِنْهُمْ رَسَائِلَ لِلإِخْوَةِ إِلَى
دِمَشْقَ ذَهَبْتُ لِآتِيَ بِالَّذِينَ هُنَاكَ إِلَى أُورُشَلِيمَ
مُقَيَّدِينَ لِكَيْ يُعَاقَبُوا. 6فَحَدَثَ لِي وَأَنَا ذَاهِبٌ
وَمُتَقَرِّبٌ إِلَى دِمَشْقَ أَنَّهُ نَحْوَ نِصْفِ
النَّهَارِ بَغْتَةً
أَبْرَقَ حَوْلِي مِنَ
السَّمَاءِ نُورٌ عَظِيمٌ. 7فَسَقَطْتُ عَلَى
الأَرْضِ وَسَمِعْتُ صَوْتاً قَائِلاً لِي: شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا
تَضْطَهِدُنِي؟ 8فَأَجَبْتُ: مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ لِي: أَنَا
يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ
الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. 9وَالَّذِينَ كَانُوا
مَعِي نَظَرُوا
النُّورَ وَارْتَعَبُوا وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا
صَوْتَ الَّذِي كَلَّمَنِي. 10فَقُلْتُ: مَاذَا أَفْعَلُ يَا رَبُّ؟
فَقَالَ لِي
الرَّبُّ: قُمْ وَاذْهَبْ إِلَى دِمَشْقَ وَهُنَاكَ يُقَالُ
لَكَ عَنْ جَمِيعِ مَا تَرَتَّبَ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ. 11وَإِذْ كُنْتُ لاَ
أُبْصِرُ مِنْ أَجْلِ بَهَاءِ ذَلِكَ
النُّورِ اقْتَادَنِي بِيَدِي
الَّذِينَ
كَانُوا مَعِي فَجِئْتُ إِلَى دِمَشْقَ.
12«ثُمَّ
إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيّاً حَسَبَ
النَّامُوسِ وَمَشْهُوداً لَهُ
مِنْ جَمِيعِ
الْيَهُودِ السُّكَّانِ 13أَتَى إِلَيَّ وَوَقَفَ وَقَالَ
لِي: أَيُّهَا
الأَخُ شَاوُلُ أَبْصِرْ! فَفِي تِلْكَ
السَّاعَةِ نَظَرْتُ
إِلَيْهِ 14فَقَالَ: إِلَهُ آبَائِنَا
انْتَخَبَكَ لِتَعْلَمَ مَشِيئَتَهُ
وَتُبْصِرَ الْبَارَّ وَتَسْمَعَ صَوْتاً مِنْ فَمِهِ. 15لأَنَّكَ
سَتَكُونُ لَهُ شَاهِداً لِجَمِيعِ
النَّاسِ بِمَا رَأَيْتَ وَسَمِعْتَ.
16وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ
دَاعِياً بِاسْمِ
الرَّبِّ. 17وَحَدَثَ لِي بَعْدَ مَا رَجَعْتُ إِلَى
أُورُشَلِيمَ وَكُنْتُ أُصَلِّي فِي
الْهَيْكَلِ أَنِّي حَصَلْتُ فِي
غَيْبَةٍ 18فَرَأَيْتُهُ قَائِلاً لِي: أَسْرِعْ وَاخْرُجْ عَاجِلاً مِنْ
أُورُشَلِيمَ لأَنَّهُمْ لاَ يَقْبَلُونَ شَهَادَتَكَ عَنِّي. 19فَقُلْتُ:
يَا رَبُّ هُمْ يَعْلَمُونَ أَنِّي كُنْتُ أَحْبِسُ وَأَضْرِبُ فِي كُلِّ
مَجْمَعٍ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِكَ. 20وَحِينَ سُفِكَ دَمُ
اسْتِفَانُوسَ
شَهِيدِكَ كُنْتُ أَنَا وَاقِفاً وَرَاضِياً بِقَتْلِهِ وَحَافِظاً ثِيَابَ
الَّذِينَ قَتَلُوهُ. 21فَقَالَ لِي:
اذْهَبْ فَإِنِّي سَأُرْسِلُكَ إِلَى
الْأُمَمِ بَعِيداً».
22فَسَمِعُوا
لَهُ حَتَّى هَذِهِ
الْكَلِمَةَِ ثُمَّ صَرَخُوا قَائِلِينَ: «خُذْ مِثْلَ
هَذَا مِنَ الأَرْضِ لأَنَّهُ كَانَ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَعِيشَ». 23وَإِذْ
كَانُوا يَصِيحُونَ وَيَطْرَحُونَ ثِيَابَهُمْ وَيَرْمُونَ غُبَاراً إِلَى
الْجَوِّ 24أَمَرَ
الأَمِيرُ أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلَى
الْمُعَسْكَرِ
قَائِلاً أَنْ يُفْحَصَ بِضَرَبَاتٍ لِيَعْلَمَ لأَيِّ سَبَبٍ كَانُوا
يَصْرُخُونَ عَلَيْهِ هَكَذَا.
25فَلَمَّا
مَدُّوهُ لِلسِّيَاطِ قَالَ بُولُسُ لِقَائِدِ
الْمِئَةِ الْوَاقِفِ:
«أَيَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُوا إِنْسَاناً رُومَانِيّاً غَيْرَ
مَقْضِيٍّ عَلَيْهِ؟» 26فَإِذْ سَمِعَ قَائِدُ
الْمِئَةِ ذَهَبَ إِلَى
الأَمِيرِ وَأَخْبَرَهُ قَائِلاً: «انْظُرْ مَاذَا أَنْتَ مُزْمِعٌ أَنْ
تَفْعَلَ! لأَنَّ هَذَا
الرَّجُلَ رُومَانِيٌّ». 27فَجَاءَ
الأَمِيرُ
وَقَالَ لَهُ: «قُلْ لِي. أَأَنْتَ رُومَانِيٌّ؟» فَقَالَ: «نَعَمْ».
28فَأَجَابَ الأَمِيرُ: «أَمَّا أَنَا فَبِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ
اقْتَنَيْتُ
هَذِهِ الرَّعَوِيَّةَ». فَقَالَ بُولُسُ: «أَمَّا أَنَا فَقَدْ وُلِدْتُ
فِيهَا». 29وَلِلْوَقْتِ تَنَحَّى عَنْهُ
الَّذِينَ كَانُوا مُزْمِعِينَ
أَنْ يَفْحَصُوهُ. وَاخْتَشَى
الأَمِيرُ لَمَّا عَلِمَ أَنَّهُ رُومَانِيٌّ
وَلأَنَّهُ قَدْ قَيَّدَهُ.
30وَفِي
الْغَدِ إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ
الْيَقِينَ: لِمَاذَا يَشْتَكِي
الْيَهُودُ عَلَيْهِ؟ حَلَّهُ مِنَ
الرِّبَاطِ وَأَمَرَ أَنْ يَحْضُرَ
رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَكُلُّ مَجْمَعِهِمْ. فَأَحْضَرَ بُولُسَ
وَأَقَامَهُ لَدَيْهِمْ.
1فَتَفَرَّسَ
بُولُسُ فِي
الْمَجْمَعِ وَقَالَ: «أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِخْوَةُ إِنِّي
بِكُلِّ ضَمِيرٍ صَالِحٍ قَدْ عِشْتُ لِلَّهِ إِلَى هَذَا
الْيَوْمِ».
2فَأَمَرَ حَنَانِيَّا رَئِيسُ
الْكَهَنَةِ
الْوَاقِفِينَ عِنْدَهُ أَنْ
يَضْرِبُوهُ عَلَى فَمِهِ. 3حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ بُولُسُ: «سَيَضْرِبُكَ
اللهُ أَيُّهَا
الْحَائِطُ الْمُبَيَّضُ! أَفَأَنْتَ جَالِسٌ تَحْكُمُ
عَلَيَّ حَسَبَ
النَّامُوسِ وَأَنْتَ تَأْمُرُ بِضَرْبِي مُخَالِفاً
لِلنَّامُوسِ؟» 4فَقَالَ
الْوَاقِفُونَ: «أَتَشْتِمُ رَئِيسَ كَهَنَةِ
اللهِ؟» 5فَقَالَ بُولُسُ: «لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ أَيُّهَا
الإِخْوَةُ
أَنَّهُ رَئِيسُ كَهَنَةٍ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: رَئِيسُ شَعْبِكَ لاَ تَقُلْ
فِيهِ سُوءاً».
6وَلَمَّا
عَلِمَ بُولُسُ أَنَّ قِسْماً مِنْهُمْ صَدُّوقِيُّونَ وَالآخَرَ
فَرِّيسِيُّونَ صَرَخَ فِي
الْمَجْمَعِ: «أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِخْوَةُ
أَنَا فَرِّيسِيٌّ
ابْنُ فَرِّيسِيٍّ. عَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ
الأَمْوَاتِ
أَنَا أُحَاكَمُ». 7وَلَمَّا قَالَ هَذَا حَدَثَتْ مُنَازَعَةٌ بَيْنَ
الْفَرِّيسِيِّينَ
وَالصَّدُّوقِيِّينَ وَانْشَقَّتِ
الْجَمَاعَةُ 8لأَنَّ
الصَّدُّوقِيِّينَ
يَقُولُونَ إِنَّهُ لَيْسَ قِيَامَةٌ وَلاَ مَلاَكٌ وَلاَ رُوحٌ وَأَمَّا
الْفَرِّيسِيُّونَ
فَيُقِرُّونَ بِكُلِّ ذَلِكَ. 9فَحَدَثَ صِيَاحٌ عَظِيمٌ وَنَهَضَ كَتَبَةُ
قِسْمِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَطَفِقُوا يُخَاصِمُونَ قَائِلِينَ: «لَسْنَا
نَجِدُ شَيْئاً رَدِيّاً فِي هَذَا
الإِنْسَانِ! وَإِنْ كَانَ رُوحٌ أَوْ
مَلاَكٌ قَدْ كَلَّمَهُ فَلاَ نُحَارِبَنَّ
اللهَ».
10وَلَمَّا
حَدَثَتْ مُنَازَعَةٌ كَثِيرَةٌ
اخْتَشَى الأَمِيرُ أَنْ يَفْسَخُوا
بُولُسَ فَأَمَرَ
الْعَسْكَرَ أَنْ يَنْزِلُوا وَيَخْتَطِفُوهُ مِنْ
وَسَطِهِمْ وَيَأْتُوا بِهِ إِلَى
الْمُعَسْكَرِ. 11وَفِي
اللَّيْلَةِ
التَّالِيَةِ وَقَفَ بِهِ
الرَّبُّ وَقَالَ: «ثِقْ يَا بُولُسُ لأَنَّكَ
كَمَا شَهِدْتَ بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ
تَشْهَدَ فِي رُومِيَةَ أَيْضاً».
12وَلَمَّا
صَارَ النَّهَارُ صَنَعَ بَعْضُ
الْيَهُودِ اتِّفَاقاً وَحَرَمُوا
أَنْفُسَهُمْ قَائِلِينَ إِنَّهُمْ لاَ يَأْكُلُونَ وَلاَ يَشْرَبُونَ
حَتَّى يَقْتُلُوا بُولُسَ. 13وَكَانَ
الَّذِينَ صَنَعُوا هَذَا
التَّحَالُفَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ. 14فَتَقَدَّمُوا إِلَى رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ وَقَالُوا: «قَدْ حَرَمْنَا أَنْفُسَنَا حِرْماً
أَنْ لاَ نَذُوقَ شَيْئاً حَتَّى نَقْتُلَ بُولُسَ. 15وَالآنَ أَعْلِمُوا
الأَمِيرَ أَنْتُمْ مَعَ
الْمَجْمَعِ لِكَيْ يُنْزِلَهُ إِلَيْكُمْ غَداً
كَأَنَّكُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ تَفْحَصُوا بِأَكْثَرِ تَدْقِيقٍ عَمَّا
لَهُ. وَنَحْنُ قَبْلَ أَنْ يَقْتَرِبَ مُسْتَعِدُّونَ لِقَتْلِهِ».
16وَلَكِنَّ ابْنَ أُخْتِ بُولُسَ سَمِعَ بِالْكَمِينِ فَجَاءَ وَدَخَلَ
الْمُعَسْكَرَ وَأَخْبَرَ بُولُسَ. 17فَاسْتَدْعَى بُولُسُ وَاحِداً مِنْ
قُوَّادِ الْمِئَاتِ وَقَالَ: «اذْهَبْ بِهَذَا
الشَّابِّ إِلَى
الأَمِيرِ
لأَنَّ عِنْدَهُ شَيْئاً يُخْبِرُهُ بِهِ». 18فَأَخَذَهُ وَأَحْضَرَهُ
إِلَى الأَمِيرِ وَقَالَ: «اسْتَدْعَانِي
الأَسِيرُ بُولُسُ وَطَلَبَ أَنْ
أُحْضِرَ هَذَا
الشَّابَّ إِلَيْكَ وَهُوَ عِنْدَهُ شَيْءٌ لِيَقُولَهُ
لَكَ». 19فَأَخَذَ
الأَمِيرُ بِيَدِهِ وَتَنَحَّى بِهِ مُنْفَرِداً وَاسْتَخْبَرَهُ:
«مَا هُوَ الَّذِي عِنْدَكَ لِتُخْبِرَنِي بِهِ؟» 20فَقَالَ: «إِنَّ
الْيَهُودَ تَعَاهَدُوا أَنْ يَطْلُبُوا مِنْكَ أَنْ تُنْزِلَ بُولُسَ
غَداً إِلَى
الْمَجْمَعِ كَأَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَسْتَخْبِرُوا
عَنْهُ بِأَكْثَرِ تَدْقِيقٍ. 21فَلاَ تَنْقَدْ إِلَيْهِمْ لأَنَّ أَكْثَرَ
مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَامِنُونَ لَهُ قَدْ حَرَمُوا
أَنْفُسَهُمْ أَنْ لاَ يَأْكُلُوا وَلاَ يَشْرَبُوا حَتَّى يَقْتُلُوهُ.
وَهُمُ الآنَ مُسْتَعِدُّونَ مُنْتَظِرُونَ
الْوَعْدَ مِنْكَ».
22فَأَطْلَقَ
الأَمِيرُ الشَّابَّ مُوصِياً إِيَّاهُ أَنْ: «لاَ تَقُلْ لأَحَدٍ إِنَّكَ
أَعْلَمْتَنِي بِهَذَا». 23ثُمَّ دَعَا
اثْنَيْنِ مِنْ قُوَّادِ
الْمِئَاتِ
وَقَالَ: «أَعِدَّا مِئَتَيْ عَسْكَرِيٍّ لِيَذْهَبُوا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ
وَسَبْعِينَ فَارِساً وَمِئَتَيْ رَامِحٍ مِنَ
السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ
مِنَ اللَّيْلِ. 24وَأَنْ يُقَدِّمَا دَوَابَّ لِيُرْكِبَا بُولُسَ
وَيُوصِلاَهُ سَالِماً إِلَى فِيلِكْسَ
الْوَالِي». 25وَكَتَبَ رِسَالَةً
حَاوِيَةً هَذِهِ
الصُّورَةَ:
26«كُلُودِيُوسُ
لِيسِيَاسُ يُهْدِي سَلاَماً إِلَى
الْعَزِيزِ فِيلِكْسَ
الْوَالِي.
27هَذَا الرَّجُلُ لَمَّا أَمْسَكَهُ
الْيَهُودُ وَكَانُوا مُزْمِعِينَ
أَنْ يَقْتُلُوهُ أَقْبَلْتُ مَعَ
الْعَسْكَرِ وَأَنْقَذْتُهُ إِذْ
أُخْبِرْتُ أَنَّهُ رُومَانِيٌّ. 28وَكُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَعْلَمَ
الْعِلَّةَ الَّتِي لأَجْلِهَا كَانُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ
فَأَنْزَلْتُهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 29فَوَجَدْتُهُ مَشْكُوّاً عَلَيْهِ
مِنْ جِهَةِ مَسَائِلِ نَامُوسِهِمْ. وَلَكِنَّ شَكْوَى تَسْتَحِقُّ
الْمَوْتَ أَوِ
الْقُيُودَ لَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ. 30ثُمَّ لَمَّا
أُعْلِمْتُ بِمَكِيدَةٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَصِيرَ عَلَى
الرَّجُلِ مِنَ
الْيَهُودِ أَرْسَلْتُهُ لِلْوَقْتِ إِلَيْكَ آمِراً
الْمُشْتَكِينَ
أَيْضاً أَنْ يَقُولُوا لَدَيْكَ مَا عَلَيْهِ. كُنْ مُعَافىً».
31فَالْعَسْكَرُ
أَخَذُوا بُولُسَ كَمَا أُمِرُوا وَذَهَبُوا بِهِ لَيْلاً إِلَى
أَنْتِيبَاتْرِيسَ. 32وَفِي
الْغَدِ تَرَكُوا
الْفُرْسَانَ يَذْهَبُونَ
مَعَهُ وَرَجَعُوا إِلَى
الْمُعَسْكَرِ. 33وَأُولَئِكَ لَمَّا دَخَلُوا
قَيْصَرِيَّةَ وَدَفَعُوا
الرِّسَالَةَ إِلَى
الْوَالِي أَحْضَرُوا بُولُسَ
أَيْضاً إِلَيْهِ. 34فَلَمَّا قَرَأَ
الْوَالِي الرِّسَالَةَ وَسَأَلَ مِنْ
أَيَّةِ وِلاَيَةٍ هُوَ وَوَجَدَ أَنَّهُ مِنْ كِيلِيكِيَّةَ 35قَالَ:
«سَأَسْمَعُكَ مَتَى حَضَرَ
الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكَ أَيْضاً». وَأَمَرَ
أَنْ يُحْرَسَ فِي قَصْرِ هِيرُودُسَ.
1وَبَعْدَ
خَمْسَةِ أَيَّامٍ
انْحَدَرَ حَنَانِيَّا رَئِيسُ
الْكَهَنَةِ مَعَ
الشُّيُوخِ وَخَطِيبٍ
اسْمُهُ تَرْتُلُّسُ. فَعَرَضُوا لِلْوَالِي ضِدَّ
بُولُسَ. 2فَلَمَّا دُعِيَ
ابْتَدَأَ تَرْتُلُّسُ فِي
الشِّكَايَةِ
قَائِلاً: 3«إِنَّنَا حَاصِلُونَ بِوَاسِطَتِكَ عَلَى سَلاَمٍ جَزِيلٍ
وَقَدْ صَارَتْ لِهَذِهِ
الْأُمَّةِ مَصَالِحُ بِتَدْبِيرِكَ. فَنَقْبَلُ
ذَلِكَ أَيُّهَا
الْعَزِيزُ فِيلِكْسُ بِكُلِّ شُكْرٍ فِي كُلِّ زَمَانٍ
وَكُلِّ مَكَانٍ. 4وَلَكِنْ لِئَلاَّ أُعَوِّقَكَ أَكْثَرَ أَلْتَمِسُ أَنْ
تَسْمَعَنَا بِالاِخْتِصَارِ بِحِلْمِكَ. 5فَإِنَّنَا إِذْ وَجَدْنَا هَذَا
الرَّجُلَ مُفْسِداً وَمُهَيِّجَ فِتْنَةٍ بَيْنَ جَمِيعِ
الْيَهُودِ الَّذِينَ
فِي الْمَسْكُونَةِ وَمِقْدَامَ شِيعَةِ
النَّاصِرِيِّينَ 6وَقَدْ شَرَعَ
أَنْ يُنَجِّسَ
الْهَيْكَلَ أَيْضاً أَمْسَكْنَاهُ وَأَرَدْنَا أَنْ
نَحْكُمَ عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِنَا. 7فَأَقْبَلَ لِيسِيَاسُ
الأَمِيرُ
بِعُنْفٍ شَدِيدٍ وَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِينَا 8وَأَمَرَ
الْمُشْتَكِينَ عَلَيْهِ أَنْ يَأْتُوا إِلَيْكَ. وَمِنْهُ يُمْكِنُكَ
إِذَا فَحَصْتَ أَنْ تَعْلَمَ جَمِيعَ هَذِهِ
الْأُمُورِ الَّتِي نَشْتَكِي
بِهَا عَلَيْهِ». 9ثُمَّ وَافَقَهُ
الْيَهُودُ أَيْضاً قَائِلِينَ: «إِنَّ
هَذِهِ الْأُمُورَ هَكَذَا».
10فَأَجَابَ
بُولُسُ إِذْ أَوْمَأَ إِلَيْهِ
الْوَالِي أَنْ يَتَكَلَّمَ: «إِنِّي إِذْ
قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ مُنْذُ سِنِينَ كَثِيرَةٍ قَاضٍ لِهَذِهِ
الْأُمَّةِ
أَحْتَجُّ عَمَّا فِي أَمْرِي بِأَكْثَرِ سُرُورٍ. 11وَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ
تَعْرِفَ أَنَّهُ لَيْسَ لِي أَكْثَرُ مِنِ
اثْنَيْ عَشَرَ يَوْماً مُنْذُ
صَعِدْتُ لأَسْجُدَ فِي أُورُشَلِيمَ. 12وَلَمْ يَجِدُونِي فِي
الْهَيْكَلِ
أُحَاجُّ أَحَداً أَوْ أَصْنَعُ تَجَمُّعاً مِنَ
الشَّعْبِ وَلاَ فِي
الْمَجَامِعِ وَلاَ فِي
الْمَدِينَةِ. 13وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ
يُثْبِتُوا مَا يَشْتَكُونَ بِهِ
الآنَ عَلَيَّ. 14وَلَكِنَّنِي أُقِرُّ
لَكَ بِهَذَا: أَنَّنِي حَسَبَ
الطَّرِيقِ الَّذِي يَقُولُونَ لَهُ
«شِيعَةٌ» هَكَذَا أَعْبُدُ إِلَهَ آبَائِي مُؤْمِناً بِكُلِّ مَا هُوَ
مَكْتُوبٌ فِي
النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ. 15وَلِي رَجَاءٌ بِاللَّهِ فِي
مَا هُمْ أَيْضاً يَنْتَظِرُونَهُ: أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ
لِلأَمْوَاتِ
الأَبْرَارِ وَالأَثَمَةِ. 16لِذَلِكَ أَنَا أَيْضاً
أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِماً ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ
نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ. 17وَبَعْدَ سِنِينَ كَثِيرَةٍ جِئْتُ أَصْنَعُ
صَدَقَاتٍ لِأُمَّتِي وَقَرَابِينَ. 18وَفِي ذَلِكَ وَجَدَنِي مُتَطَهِّراً
فِي الْهَيْكَلِ - لَيْسَ مَعَ جَمْعٍ وَلاَ مَعَ شَغَبٍ - قَوْمٌ هُمْ
يَهُودٌ مِنْ أَسِيَّا 19كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَحْضُرُوا لَدَيْكَ
وَيَشْتَكُوا إِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيَّ شَيْءٌ. 20أَوْ لِيَقُلْ هَؤُلاَءِ
أَنْفُسُهُمْ مَاذَا وَجَدُوا فِيَّ مِنَ
الذَّنْبِ وَأَنَا قَائِمٌ
أَمَامَ الْمَجْمَعِ 21إِلاَّ مِنْ جِهَةِ هَذَا
الْقَوْلِ الْوَاحِدِ
الَّذِي صَرَخْتُ بِهِ وَاقِفاً بَيْنَهُمْ: أَنِّي مِنْ أَجْلِ قِيَامَةِ
الأَمْوَاتِ أُحَاكَمُ مِنْكُمُ
الْيَوْمَ».
22فَلَمَّا
سَمِعَ هَذَا فِيلِكْسُ أَمْهَلَهُمْ إِذْ كَانَ يَعْلَمُ بِأَكْثَرِ
تَحْقِيقٍ أُمُورَ هَذَا
الطَّرِيقِ قَائِلاً: «مَتَى
انْحَدَرَ لِيسِيَاسُ
الأَمِيرُ أَفْحَصُ عَنْ أُمُورِكُمْ». 23وَأَمَرَ قَائِدَ
الْمِئَةِ أَنْ
يُحْرَسَ بُولُسُ وَتَكُونَ لَهُ رُخْصَةٌ وَأَنْ لاَ يَمْنَعَ أَحَداً
مِنْ أَصْحَابِهِ أَنْ يَخْدِمَهُ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ.
24ثُمَّ
بَعْدَ أَيَّامٍ جَاءَ فِيلِكْسُ مَعَ دُرُوسِلاَّ
امْرَأَتِهِ وَهِيَ
يَهُودِيَّةٌ. فَاسْتَحْضَرَ بُولُسَ وَسَمِعَ مِنْهُ عَنِ
الإِيمَانِ
بِالْمَسِيحِ. 25وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ
الْبِرِّ وَالتَّعَفُّفِ
وَالدَّيْنُونَةِ
الْعَتِيدَةِ أَنْ تَكُونَ
ارْتَعَبَ فِيلِكْسُ
وَأَجَابَ: «أَمَّا
الآنَ فَاذْهَبْ وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ
أَسْتَدْعِيكَ». 26وَكَانَ أَيْضاً يَرْجُو أَنْ يُعْطِيَهُ بُولُسُ
دَرَاهِمَ لِيُطْلِقَهُ وَلِذَلِكَ كَانَ يَسْتَحْضِرُهُ مِرَاراً أَكْثَرَ
وَيَتَكَلَّمُ مَعَهُ. 27وَلَكِنْ لَمَّا كَمِلَتْ سَنَتَانِ قَبِلَ
فِيلِكْسُ بُورْكِيُوسَ فَسْتُوسَ خَلِيفَةً لَهُ. وَإِذْ كَانَ فِيلِكْسُ
يُرِيدُ أَنْ يُودِعَ
الْيَهُودَ مِنَّةً تَرَكَ بُولُسَ مُقَيَّداً.
1فَلَمَّا
قَدِمَ فَسْتُوسُ إِلَى
الْوِلاَيَةِ صَعِدَ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ
مِنْ قَيْصَرِيَّةَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 2فَعَرَضَ لَهُ رَئِيسُ
الْكَهَنَةِ وَوُجُوهُ
الْيَهُودِ ضِدَّ بُولُسَ وَالْتَمَسُوا مِنْهُ
3طَالِبِينَ عَلَيْهِ مِنَّةً أَنْ يَسْتَحْضِرَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ
وَهُمْ صَانِعُونَ كَمِيناً لِيَقْتُلُوهُ فِي
الطَّرِيقِ. 4فَأَجَابَ
فَسْتُوسُ أَنْ يُحْرَسَ بُولُسُ فِي قَيْصَرِيَّةَ وَأَنَّهُ هُوَ
مُزْمِعٌ أَنْ يَنْطَلِقَ عَاجِلاً. 5وَقَالَ: «فَلْيَنْزِلْ مَعِي
الَّذِينَ
هُمْ بَيْنَكُمْ مُقْتَدِرُونَ. وَإِنْ كَانَ فِي هَذَا
الرَّجُلِ شَيْءٌ
فَلْيَشْتَكُوا عَلَيْهِ».
6وَبَعْدَ
مَا صَرَفَ عِنْدَهُمْ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ أَيَّامٍ
انْحَدَرَ إِلَى
قَيْصَرِيَّةَ. وَفِي
الْغَدِ جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ
الْوِلاَيَةِ
وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِبُولُسَ. 7فَلَمَّا حَضَرَ وَقَفَ حَوْلَهُ
الْيَهُودُ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ
انْحَدَرُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ
وَقَدَّمُوا عَلَى بُولُسَ دَعَاوِيَ كَثِيرَةً وَثَقِيلَةً لَمْ
يَقْدِرُوا أَنْ يُبَرْهِنُوهَا. 8إِذْ كَانَ هُوَ يَحْتَجُّ: «أَنِّي مَا
أَخْطَأْتُ بِشَيْءٍ لاَ إِلَى نَامُوسِ
الْيَهُودِ وَلاَ إِلَى
الْهَيْكَلِ وَلاَ إِلَى قَيْصَرَ». 9وَلَكِنَّ فَسْتُوسَ إِذْ كَانَ
يُرِيدُ أَنْ يُودِعَ
الْيَهُودَ مِنَّةً قَالَ لِبُولُسَ: «أَتَشَاءُ أَنْ
تَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِتُحَاكَمَ هُنَاكَ لَدَيَّ مِنْ جِهَةِ
هَذِهِ الْأُمُورِ؟» 10فَقَالَ بُولُسُ: «أَنَا وَاقِفٌ لَدَى كُرْسِيِّ
وِلاَيَةِ قَيْصَرَ حَيْثُ يَنْبَغِي أَنْ أُحَاكَمَ. أَنَا لَمْ أَظْلِمِ
الْيَهُودَ بِشَيْءٍ كَمَا تَعْلَمُ أَنْتَ أَيْضاً جَيِّداً. 11لأَنِّي
إِنْ كُنْتُ آثِماً أَوْ صَنَعْتُ شَيْئاً يَسْتَحِقُّ
الْمَوْتَ فَلَسْتُ
أَسْتَعْفِي مِنَ
الْمَوْتِ. وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا
يَشْتَكِي عَلَيَّ بِهِ هَؤُلاَءِ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ
يُسَلِّمَنِي لَهُمْ. إِلَى قَيْصَرَ أَنَا رَافِعٌ دَعْوَايَ».
12حِينَئِذٍ تَكَلَّمَ فَسْتُوسُ مَعَ أَرْبَابِ
الْمَشُورَةِ فَأَجَابَ:
«إِلَى قَيْصَرَ رَفَعْتَ دَعْوَاكَ. إِلَى قَيْصَرَ تَذْهَبُ».
13وَبَعْدَمَا
مَضَتْ أَيَّامٌ أَقْبَلَ أَغْرِيبَاسُ
الْمَلِكُ وَبَرْنِيكِي إِلَى
قَيْصَرِيَّةَ لِيُسَلِّمَا عَلَى فَسْتُوسَ. 14وَلَمَّا كَانَا
يَصْرِفَانِ هُنَاكَ أَيَّاماً كَثِيرَةً عَرَضَ فَسْتُوسُ عَلَى
الْمَلِكِ
أَمْرَ بُولُسَ قَائِلاً: «يُوجَدُ رَجُلٌ تَرَكَهُ فِيلِكْسُ أَسِيراً
15وَعَرَضَ لِي عَنْهُ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَمَشَايِخُ
الْيَهُودِ
لَمَّا كُنْتُ فِي أُورُشَلِيمَ طَالِبِينَ حُكْماً عَلَيْهِ.
16فَأَجَبْتُهُمْ أَنْ لَيْسَ لِلرُّومَانِ عَادَةٌ أَنْ يُسَلِّمُوا
أَحَداً لِلْمَوْتِ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ
الْمَشْكُّوُ عَلَيْهِ مُواجَهَةً
مَعَ الْمُشْتَكِينَ فَيَحْصُلُ عَلَى فُرْصَةٍ لِلاِحْتِجَاجِ عَنِ
الشَّكْوَى. 17فَلَمَّا
اجْتَمَعُوا إِلَى هُنَا جَلَسْتُ مِنْ دُونِ
إِمْهَالٍ فِي
الْغَدِ عَلَى كُرْسِيِّ
الْوِلاَيَةِ وَأَمَرْتُ أَنْ
يُؤْتَى بِالرَّجُلِ. 18فَلَمَّا وَقَفَ
الْمُشْتَكُونَ حَوْلَهُ لَمْ
يَأْتُوا بِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ مِمَّا كُنْتُ أَظُنُّ. 19لَكِنْ كَانَ
لَهُمْ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مِنْ جِهَةِ دِيَانَتِهِمْ وَعَنْ وَاحِدٍ
اسْمُهُ يَسُوعُ قَدْ مَاتَ وَكَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيٌّ.
20وَإِذْ كُنْتُ مُرْتَاباً فِي
الْمَسْأَلَةِ عَنْ هَذَا قُلْتُ:
أَلَعَلَّهُ يَشَاءُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيُحَاكَمَ هُنَاكَ
مِنْ جِهَةِ هَذِهِ
الْأُمُورِ؟ 21وَلَكِنْ لَمَّا رَفَعَ بُولُسُ
دَعْوَاهُ لِكَيْ يُحْفَظَ لِفَحْصِ أُوغُسْطُسَ أَمَرْتُ بِحِفْظِهِ إِلَى
أَنْ أُرْسِلَهُ إِلَى قَيْصَرَ». 22فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِفَسْتُوسَ:
«كُنْتُ أُرِيدُ أَنَا أَيْضاً أَنْ أَسْمَعَ
الرَّجُلَ». فَقَالَ: «غَداً
تَسْمَعُهُ».
23فَفِي
الْغَدِ لَمَّا جَاءَ أَغْرِيبَاسُ وَبَرْنِيكِي فِي
احْتِفَالٍ عَظِيمٍ
وَدَخَلاَ إِلَى دَارِ
الاِسْتِمَاعِ مَعَ
الْأُمَرَاءِ وَرِجَالِ
الْمَدِينَةِ
الْمُقَدَّمِينَ أَمَرَ فَسْتُوسُ فَأُتِيَ بِبُولُسَ.
24فَقَالَ فَسْتُوسُ: «أَيُّهَا
الْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ وَالرِّجَالُ
الْحَاضِرُونَ مَعَنَا أَجْمَعُونَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ هَذَا
الَّذِي
تَوَسَّلَ إِلَيَّ مِنْ جِهَتِهِ كُلُّ جُمْهُورِ
الْيَهُودِ فِي
أُورُشَلِيمَ وَهُنَا صَارِخِينَ أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَعِيشَ
بَعْدُ. 25وَأَمَّا أَنَا فَلَمَّا وَجَدْتُ أَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً
يَسْتَحِقُّ
الْمَوْتَ وَهُوَ قَدْ رَفَعَ دَعْوَاهُ إِلَى أُوغُسْطُسَ
عَزَمْتُ أَنْ أُرْسِلَهُ. 26وَلَيْسَ لِي شَيْءٌ يَقِينٌ مِنْ جِهَتِهِ
لأَكْتُبَ إِلَى
السَّيِّدِ. لِذَلِكَ أَتَيْتُ بِهِ لَدَيْكُمْ وَلاَ
سِيَّمَا لَدَيْكَ أَيُّهَا
الْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ حَتَّى إِذَا صَارَ
الْفَحْصُ يَكُونُ لِي شَيْءٌ لأَكْتُبَ. 27لأَنِّي أَرَى حَمَاقَةً أَنْ
أُرْسِلَ أَسِيراً وَلاَ أُشِيرَ إِلَى
الدَّعَاوِي
الَّتِي عَلَيْهِ».
1فَقَالَ
أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ: «مَأْذُونٌ لَكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ لأَجْلِ
نَفْسِكَ». حِينَئِذٍ بَسَطَ بُولُسُ يَدَهُ وَجَعَلَ يَحْتَجُّ:
2«إِنِّي
أَحْسِبُ نَفْسِي سَعِيداً أَيُّهَا
الْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ إِذْ أَنَا
مُزْمِعٌ أَنْ أَحْتَجَّ
الْيَوْمَ لَدَيْكَ عَنْ كُلِّ مَا يُحَاكِمُنِي
بِهِ الْيَهُودُ. 3لاَ سِيَّمَا وَأَنْتَ عَالِمٌ بِجَمِيعِ
الْعَوَائِدِ
وَالْمَسَائِلِ
الَّتِي بَيْنَ
الْيَهُودِ. لِذَلِكَ أَلْتَمِسُ مِنْكَ
أَنْ تَسْمَعَنِي بِطُولِ
الأَنَاةِ. 4فَسِيرَتِي مُنْذُ حَدَاثَتِي
الَّتِي مِنَ
الْبُدَاءَةِ كَانَتْ بَيْنَ أُمَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ
يَعْرِفُهَا جَمِيعُ
الْيَهُودِ 5عَالِمِينَ بِي مِنَ
الأَوَّلِ - إِنْ
أَرَادُوا أَنْ يَشْهَدُوا - أَنِّي حَسَبَ مَذْهَبِ عِبَادَتِنَا
الأَضْيَقِ عِشْتُ فَرِّيسِيّاً. 6وَالآنَ أَنَا وَاقِفٌ أُحَاكَمُ عَلَى
رَجَاءِ الْوَعْدِ
الَّذِي صَارَ مِنَ
اللهِ لِآبَائِنَا 7الَّذِي
أَسْبَاطُنَا
الاِثْنَا عَشَرَ يَرْجُونَ نَوَالَهُ عَابِدِينَ بِالْجَهْدِ
لَيْلاً وَنَهَاراً. فَمِنْ أَجْلِ هَذَا
الرَّجَاءِ أَنَا أُحَاكَمُ مِنَ
الْيَهُودِ أَيُّهَا
الْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ. 8لِمَاذَا يُعَدُّ عِنْدَكُمْ
أَمْراً لاَ يُصَدَّقُ إِنْ أَقَامَ
اللهُ أَمْوَاتاً؟ 9فَأَنَا
ارْتَأَيْتُ
فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أُمُوراً كَثِيرَةً
مُضَادَّةً لاِسْمِ يَسُوعَ
النَّاصِرِيِّ. 10وَفَعَلْتُ ذَلِكَ أَيْضاً
فِي أُورُشَلِيمَ فَحَبَسْتُ فِي سُجُونٍ كَثِيرِينَ مِنَ
الْقِدِّيسِينَ
آخِذاً السُّلْطَانَ مِنْ قِبَلِ رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ. وَلَمَّا كَانُوا
يُقْتَلُونَ أَلْقَيْتُ قُرْعَةً بِذَلِكَ. 11وَفِي كُلِّ
الْمَجَامِعِ
كُنْتُ أُعَاقِبُهُمْ مِرَاراً كَثِيرَةً وَأَضْطَرُّهُمْ إِلَى
التَّجْدِيفِ. وَإِذْ أَفْرَطَ حَنَقِي عَلَيْهِمْ كُنْتُ أَطْرُدُهُمْ
إِلَى الْمُدُنِ
الَّتِي فِي الْخَارِجِ.
12«وَلَمَّا
كُنْتُ ذَاهِباً فِي ذَلِكَ إِلَى دِمَشْقَ بِسُلْطَانٍ وَوَصِيَّةٍ مِنْ
رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ 13رَأَيْتُ فِي نِصْفِ
النَّهَارِ فِي
الطَّرِيقِ
أَيُّهَا الْمَلِكُ نُوراً مِنَ
السَّمَاءِ أَفْضَلَ مِنْ لَمَعَانِ
الشَّمْسِ قَدْ أَبْرَقَ حَوْلِي وَحَوْلَ
الذَّاهِبِينَ مَعِي. 14فَلَمَّا
سَقَطْنَا جَمِيعُنَا عَلَى
الأَرْضِ سَمِعْتُ صَوْتاً يُكَلِّمُنِي
بِاللُّغَةِ
الْعِبْرَانِيَّةِ: شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟
صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ 15فَقُلْتُ أَنَا: مَنْ أَنْتَ
يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ: أَنَا يَسُوعُ
الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ.
16وَلَكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لأَنِّي لِهَذَا ظَهَرْتُ لَكَ
لأَنْتَخِبَكَ خَادِماً وَشَاهِداً بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ
بِهِ 17مُنْقِذاً إِيَّاكَ مِنَ
الشَّعْبِ وَمِنَ
الْأُمَمِ الَّذِينَ
أَنَا الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ 18لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ
يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ وَمِنْ سُلْطَانِ
الشَّيْطَانِ
إِلَى اللهِ حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ
الْخَطَايَا
وَنَصِيباً مَعَ
الْمُقَدَّسِينَ.
19«مِنْ
ثَمَّ أَيُّهَا
الْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ لَمْ أَكُنْ مُعَانِداً لِلرُّؤْيَا
السَّمَاوِيَّةِ 20بَلْ أَخْبَرْتُ أَوَّلاً
الَّذِينَ فِي دِمَشْقَ وَفِي
أُورُشَلِيمَ حَتَّى جَمِيعِ كُورَةِ
الْيَهُودِيَّةِ ثُمَّ
الْأُمَمَ أَنْ
يَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا إِلَى
اللهِ عَامِلِينَ أَعْمَالاً تَلِيقُ
بِالتَّوْبَةِ. 21مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَمْسَكَنِي
الْيَهُودُ فِي
الْهَيْكَلِ وَشَرَعُوا فِي قَتْلِي. 22فَإِذْ حَصَلْتُ عَلَى مَعُونَةٍ
مِنَ اللهِ بَقِيتُ إِلَى هَذَا
الْيَوْمِ شَاهِداً لِلصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ.
وَأَنَا لاَ أَقُولُ شَيْئاً غَيْرَ مَا تَكَلَّمَ
الأَنْبِيَاءُ وَمُوسَى
أَنَّهُ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ: 23إِنْ يُؤَلَّمِ
الْمَسِيحُ يَكُنْ هُوَ
أَوَّلَ قِيَامَةِ
الأَمْوَاتِ مُزْمِعاً أَنْ يُنَادِيَ بِنُورٍ
لِلشَّعْبِ وَلِلْأُمَمِ».
24وَبَيْنَمَا
هُوَ يَحْتَجُّ بِهَذَا قَالَ فَسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَنْتَ تَهْذِي
يَا بُولُسُ!
الْكُتُبُ الْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى
الْهَذَيَانِ».
25فَقَالَ: «لَسْتُ أَهْذِي أَيُّهَا
الْعَزِيزُ فَسْتُوسُ بَلْ أَنْطِقُ
بِكَلِمَاتِ
الصِّدْقِ وَالصَّحْوِ. 26لأَنَّهُ مِنْ جِهَةِ هَذِهِ
الْأُمُورِ عَالِمٌ
الْمَلِكُ الَّذِي أُكَلِّمُهُ جِهَاراً إِذْ أَنَا
لَسْتُ أُصَدِّقُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ لأَنَّ هَذَا
لَمْ يُفْعَلْ فِي زَاوِيَةٍ. 27أَتُؤْمِنُ أَيُّهَا
الْمَلِكُ
أَغْرِيبَاسُ بِالأَنْبِيَاءِ؟ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ تُؤْمِنُ».
28فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ: «بِقَلِيلٍ تُقْنِعُنِي أَنْ أَصِيرَ
مَسِيحِيّاً». 29فَقَالَ بُولُسُ: «كُنْتُ أُصَلِّي إِلَى
اللهِ أَنَّهُ
بِقَلِيلٍ وَبِكَثِيرٍ لَيْسَ أَنْتَ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ
الَّذِينَ
يَسْمَعُونَنِي
الْيَوْمَ يَصِيرُونَ هَكَذَا كَمَا أَنَا مَا خَلاَ هَذِهِ
الْقُيُودَ».
30فَلَمَّا
قَالَ هَذَا قَامَ
الْمَلِكُ وَالْوَالِي وَبَرْنِيكِي وَالْجَالِسُونَ
مَعَهُمْ 31وَانْصَرَفُوا وَهُمْ يُكَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً
قَائِلِينَ: «إِنَّ هَذَا
الإِنْسَانَ لَيْسَ يَفْعَلُ شَيْئاً يَسْتَحِقُّ
الْمَوْتَ أَوِ
الْقُيُودَ». 32وَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِفَسْتُوسَ: «كَانَ
يُمْكِنُ أَنْ يُطْلَقَ هَذَا
الإِنْسَانُ لَوْ لَمْ يَكُنْ قَدْ رَفَعَ
دَعْوَاهُ إِلَى قَيْصَرَ».
1فَلَمَّا
اسْتَقَرَّ الرَّأْيُ أَنْ نُسَافِرَ فِي
الْبَحْرِ إِلَى إِيطَالِيَا
سَلَّمُوا بُولُسَ وَأَسْرَى آخَرِينَ إِلَى قَائِدِ مِئَةٍ مِنْ كَتِيبَةِ
أُوغُسْطُسَ
اسْمُهُ يُولِيُوسُ. 2فَصَعِدْنَا إِلَى سَفِينَةٍ
أَدْرَامِيتِينِيَّةٍ وَأَقْلَعْنَا مُزْمِعِينَ أَنْ نُسَافِرَ مَارِّينَ
بِالْمَوَاضِعِ
الَّتِي فِي أَسِيَّا. وَكَانَ مَعَنَا أَرِسْتَرْخُسُ
رَجُلٌ مَكِدُونِيٌّ مِنْ تَسَالُونِيكِي. 3وَفِي
الْيَوْمِ الآخَرِ
أَقْبَلْنَا إِلَى صَيْدَاءَ فَعَامَلَ يُولِيُوسُ بُولُسَ بِالرِّفْقِ
وَأَذِنَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أَصْدِقَائِهِ لِيَحْصُلَ عَلَى عِنَايَةٍ
مِنْهُمْ. 4ثُمَّ أَقْلَعْنَا مِنْ هُنَاكَ وَسَافَرْنَا فِي
الْبَحْرِ
مِنْ تَحْتِ قُبْرُسَ لأَنَّ
الرِّيَاحَ كَانَتْ مُضَادَّةً. 5وَبَعْدَ مَا
عَبَرْنَا الْبَحْرَ
الَّذِي بِجَانِبِ كِيلِيكِيَّةَ وَبَمْفِيلِيَّةَ
نَزَلْنَا إِلَى مِيرَا لِيكِيَّةَ. 6فَإِذْ وَجَدَ قَائِدُ
الْمِئَةِ
هُنَاكَ سَفِينَةً إِسْكَنْدَرِيَّةً مُسَافِرَةً إِلَى إِيطَالِيَا
أَدْخَلَنَا فِيهَا. 7وَلَمَّا كُنَّا نُسَافِرُ رُوَيْداً أَيَّاماً
كَثِيرَةً وَبِالْجَهْدِ صِرْنَا بِقُرْبِ كِنِيدُسَ وَلَمْ تُمَكِّنَّا
الرِّيحُ أَكْثَرَ سَافَرْنَا مِنْ تَحْتِ كِرِيتَ بِقُرْبِ سَلْمُونِي.
8وَلَمَّا تَجَاوَزْنَاهَا بِالْجَهْدِ جِئْنَا إِلَى مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ
«الْمَوَانِي
الْحَسَنَةُ»
الَّتِي بِقُرْبِهَا مَدِينَةُ لَسَائِيَةَ.
9وَلَمَّا مَضَى زَمَانٌ طَوِيلٌ وَصَارَ
السَّفَرُ فِي
الْبَحْرِ خَطِراً
إِذْ كَانَ الصَّوْمُ أَيْضاً قَدْ مَضَى جَعَلَ بُولُسُ يُنْذِرُهُمْ
10قَائِلاً: «أَيُّهَا
الرِّجَالُ أَنَا أَرَى أَنَّ هَذَا
السَّفَرَ
عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ بِضَرَرٍ وَخَسَارَةٍ كَثِيرَةٍ لَيْسَ لِلشَّحْنِ وَالسَّفِينَةِ
فَقَطْ بَلْ لأَنْفُسِنَا أَيْضاً». 11وَلَكِنْ كَانَ قَائِدُ
الْمِئَةِ
يَنْقَادُ إِلَى رُبَّانِ
السَّفِينَةِ وَإِلَى صَاحِبِهَا أَكْثَرَ مِمَّا
إِلَى قَوْلِ بُولُسَ. 12وَلأَنَّ مَوْقِعَ
الْمِينَا لَمْ يَكُنْ صَالِحاً
لِلْمَشْتَى
اسْتَقَرَّ رَأْيُ أَكْثَرِهِمْ أَنْ يُقْلِعُوا مِنْ هُنَاكَ
أَيْضاً عَسَى أَنْ يُمْكِنَهُمُ
الإِقْبَالُ إِلَى فِينِكْسَ لِيَشْتُوا
فِيهَا. وَهِيَ مِينَا فِي كِرِيتَ تَنْظُرُ نَحْوَ
الْجَنُوبِ وَالشَّمَالِ
الْغَرْبِيَّيْنِ. 13فَلَمَّا نَسَّمَتْ رِيحٌ جَنُوبٌ ظَنُّوا أَنَّهُمْ
قَدْ مَلَكُوا مَقْصَدَهُمْ فَرَفَعُوا
الْمِرْسَاةَ وَطَفِقُوا
يَتَجَاوَزُونَ كِرِيتَ عَلَى أَكْثَرِ قُرْبٍ. 14وَلَكِنْ بَعْدَ قَلِيلٍ
هَاجَتْ عَلَيْهَا رِيحٌ زَوْبَعِيَّةٌ يُقَالُ لَهَا «أُورُوكْلِيدُونُ».
15فَلَمَّا خُطِفَتِ
السَّفِينَةُ وَلَمْ يُمْكِنْهَا أَنْ تُقَابِلَ
الرِّيحَ سَلَّمْنَا فَصِرْنَا نُحْمَلُ. 16فَجَرَيْنَا تَحْتَ جَزِيرَةٍ
يُقَالُ لَهَا «كَلَوْدِي» وَبِالْجَهْدِ قَدِرْنَا أَنْ نَمْلِكَ
الْقَارِبَ. 17وَلَمَّا رَفَعُوهُ طَفِقُوا يَسْتَعْمِلُونَ مَعُونَاتٍ
حَازِمِينَ السَّفِينَةَ وَإِذْ كَانُوا خَائِفِينَ أَنْ يَقَعُوا فِي
السِّيرْتِسِ
أَنْزَلُوا الْقُلُوعَ وَهَكَذَا كَانُوا يُحْمَلُونَ. 18وَإِذْ كُنَّا فِي
نَوْءٍ عَنِيفٍ جَعَلُوا يُفَرِّغُونَ فِي
الْغَدِ. 19وَفِي
الْيَوْمِ
الثَّالِثِ رَمَيْنَا بِأَيْدِينَا أَثَاثَ
السَّفِينَةِ. 20وَإِذْ لَمْ
تَكُنِ الشَّمْسُ وَلاَ
النُّجُومُ تَظْهَرُ أَيَّاماً كَثِيرَةً وَاشْتَدَّ
عَلَيْنَا نَوْءٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ
انْتُزِعَ أَخِيراً كُلُّ رَجَاءٍ فِي
نَجَاتِنَا. 21فَلَمَّا حَصَلَ صَوْمٌ كَثِيرٌ حِينَئِذٍ وَقَفَ بُولُسُ
فِي وَسَطِهِمْ وَقَالَ: «كَانَ يَنْبَغِي أَيُّهَا
الرِّجَالُ أَنْ
تُذْعِنُوا لِي وَلاَ تُقْلِعُوا مِنْ كِرِيتَ فَتَسْلَمُوا مِنْ هَذَا
الضَّرَرِ وَالْخَسَارَةِ. 22وَالآنَ أُنْذِرُكُمْ أَنْ تُسَرُّوا لأَنَّهُ
لاَ تَكُونُ خَسَارَةُ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ إِلاَّ
السَّفِينَةَ.
23لأَنَّهُ وَقَفَ بِي هَذِهِ
اللَّيْلَةَ مَلاَكُ
الإِلَهِ الَّذِي أَنَا
لَهُ وَالَّذِي أَعْبُدُهُ 24قَائِلاً: لاَ تَخَفْ يَا بُولُسُ. يَنْبَغِي
لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ. وَهُوَذَا قَدْ وَهَبَكَ
اللهُ جَمِيعَ
الْمُسَافِرِينَ مَعَكَ. 25لِذَلِكَ سُرُّوا أَيُّهَا
الرِّجَالُ لأَنِّي
أُومِنُ بِاللَّهِ أَنَّهُ يَكُونُ هَكَذَا كَمَا قِيلَ لِي. 26وَلَكِنْ
لاَ بُدَّ أَنْ نَقَعَ عَلَى جَزِيرَةٍ». 27فَلَمَّا كَانَتِ
اللَّيْلَةُ
الرَّابِعَةُ عَشْرَةُ وَنَحْنُ نُحْمَلُ تَائِهِينَ فِي بَحْرِ أَدْرِيَا
ظَنَّ النُّوتِيَّةُ نَحْوَ نِصْفِ
اللَّيْلِ أَنَّهُمُ
اقْتَرَبُوا إِلَى
بَرٍّ. 28فَقَاسُوا وَوَجَدُوا عِشْرِينَ قَامَةً. وَلَمَّا مَضَوْا
قَلِيلاً قَاسُوا أَيْضاً فَوَجَدُوا خَمْسَ عَشْرَةَ قَامَةً. 29وَإِذْ
كَانُوا يَخَافُونَ أَنْ يَقَعُوا عَلَى مَوَاضِعَ صَعْبَةٍ رَمَوْا مِنَ
الْمُؤَخَّرِ أَرْبَعَ مَرَاسٍ وَكَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَصِيرَ
النَّهَارُ. 30وَلَمَّا كَانَ
النُّوتِيَّةُ يَطْلُبُونَ أَنْ يَهْرُبُوا
مِنَ السَّفِينَةِ وَأَنْزَلُوا
الْقَارِبَ إِلَى
الْبَحْرِ بِعِلَّةِ
أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَمُدُّوا مَرَاسِيَ مِنَ
الْمُقَدَّمِ 31قَالَ
بُولُسُ لِقَائِدِ
الْمِئَةِ وَالْعَسْكَرِ: «إِنْ لَمْ يَبْقَ هَؤُلاَءِ
فِي السَّفِينَةِ فَأَنْتُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنْجُوا». 32حِينَئِذٍ
قَطَعَ الْعَسْكَرُ حِبَالَ
الْقَارِبِ وَتَرَكُوهُ يَسْقُطُ. 33وَحَتَّى
قَارَبَ أَنْ يَصِيرَ
النَّهَارُ كَانَ بُولُسُ يَطْلُبُ إِلَى
الْجَمِيعِ
أَنْ يَتَنَاوَلُوا طَعَاماً قَائِلاً: «هَذَا هُوَ
الْيَوْمُ الرَّابِعُ
عَشَرَ وَأَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ لاَ تَزَالُونَ صَائِمِينَ وَلَمْ
تَأْخُذُوا شَيْئاً. 34لِذَلِكَ أَلْتَمِسُ مِنْكُمْ أَنْ تَتَنَاوَلُوا
طَعَاماً لأَنَّ هَذَا يَكُونُ مُفِيداً لِنَجَاتِكُمْ لأَنَّهُ لاَ
تَسْقُطُ شَعْرَةٌ مِنْ رَأْسِ وَاحِدٍ مِنْكُمْ». 35وَلَمَّا قَالَ هَذَا
أَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ
اللهَ أَمَامَ
الْجَمِيعِ وَكَسَّرَ وَابْتَدَأَ
يَأْكُلُ. 36فَصَارَ
الْجَمِيعُ مَسْرُورِينَ وَأَخَذُوا هُمْ أَيْضاً
طَعَاماً. 37وَكُنَّا فِي
السَّفِينَةِ جَمِيعُ
الأَنْفُسِ مِئَتَيْنِ
وَسِتَّةً وَسَبْعِينَ. 38وَلَمَّا شَبِعُوا مِنَ
الطَّعَامِ طَفِقُوا
يُخَفِّفُونَ
السَّفِينَةَ طَارِحِينَ
الْحِنْطَةَ فِي
الْبَحْرِ.
39وَلَمَّا صَارَ
النَّهَارُ لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ
الأَرْضَ
وَلَكِنَّهُمْ أَبْصَرُوا خَلِيجاً لَهُ شَاطِئٌ فَأَجْمَعُوا أَنْ
يَدْفَعُوا إِلَيْهِ
السَّفِينَةَ إِنْ أَمْكَنَهُمْ. 40فَلَمَّا نَزَعُوا
الْمَرَاسِيَ تَارِكِينَ إِيَّاهَا فِي
الْبَحْرِ وَحَلُّوا رُبُطَ
الدَّفَّةِ أَيْضاً رَفَعُوا قِلْعاً لِلرِّيحِ
الْهَابَّةِ وَأَقْبَلُوا
إِلَى الشَّاطِئِ. 41وَإِذْ وَقَعُوا عَلَى مَوْضِعٍ بَيْنَ بَحْرَيْنِ
شَطَّطُوا السَّفِينَةَ فَارْتَكَزَ
الْمُقَدَّمُ وَلَبِثَ لاَ
يَتَحَرَّكُ. وَأَمَّا
الْمؤَخَّرُ فَكَانَ يَنْحَلُّ مِنْ عُنْفِ
الأَمْوَاجِ. 42فَكَانَ رَأْيُ
الْعَسْكَرِ أَنْ يَقْتُلُوا
الأَسْرَى
لِئَلاَّ يَسْبَحَ أَحَدٌ مِنْهُمْ فَيَهْرُبَ. 43وَلَكِنَّ قَائِدَ
الْمِئَةِ
إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يُخَلِّصَ بُولُسَ مَنَعَهُمْ مِنْ هَذَا
الرَّأْيِ وَأَمَرَ أَنَّ
الْقَادِرِينَ عَلَى
السِّبَاحَةِ يَرْمُونَ
أَنْفُسَهُمْ أَوَّلاً فَيَخْرُجُونَ إِلَى
الْبَرِّ 44وَالْبَاقِينَ
بَعْضُهُمْ عَلَى أَلْوَاحٍ وَبَعْضُهُمْ عَلَى قِطَعٍ مِنَ
السَّفِينَةِ.
فَهَكَذَا حَدَثَ أَنَّ
الْجَمِيعَ نَجَوْا إِلَى
الْبَرِّ.
1وَلَمَّا
نَجَوْا وَجَدُوا أَنَّ
الْجَزِيرَةَ تُدْعَى مَلِيطَةَ. 2فَقَدَّمَ
أَهْلُهَا الْبَرَابِرَةُ لَنَا إِحْسَاناً غَيْرَ
الْمُعْتَادِ لأَنَّهُمْ
أَوْقَدُوا نَاراً وَقَبِلُوا جَمِيعَنَا مِنْ أَجْلِ
الْمَطَرِ الَّذِي
أَصَابَنَا وَمِنْ أَجْلِ
الْبَرْدِ. 3فَجَمَعَ بُولُسُ كَثِيراً مِنَ
الْقُضْبَانِ وَوَضَعَهَا عَلَى
النَّارِ فَخَرَجَتْ مِنَ
الْحَرَارَةِ
أَفْعَى وَنَشِبَتْ فِي يَدِهِ. 4فَلَمَّا رَأَى
الْبَرَابِرَةُ
الْوَحْشَ
مُعَلَّقاً بِيَدِهِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لاَ بُدَّ أَنَّ هَذَا
الإِنْسَانَ قَاتِلٌ لَمْ يَدَعْهُ
الْعَدْلُ يَحْيَا وَلَوْ نَجَا مِنَ
الْبَحْرِ». 5فَنَفَضَ هُوَ
الْوَحْشَ إِلَى
النَّارِ وَلَمْ يَتَضَرَّرْ
بِشَيْءٍ رَدِيءٍ. 6وَأَمَّا هُمْ فَكَانُوا يَنْتَظِرُونَ أَنَّهُ عَتِيدٌ
أَنْ يَنْتَفِخَ أَوْ يَسْقُطَ بَغْتَةً مَيْتاً. فَإِذِ
انْتَظَرُوا
كَثِيراً وَرَأَوْا أَنَّهُ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ شَيْءٌ مُضِرٌّ تَغَيَّرُوا
وَقَالُوا: «هُوَ إِلَهٌ!». 7وَكَانَ فِي مَا حَوْلَ ذَلِكَ
الْمَوْضِعِ
ضِيَاعٌ لِمُقَدَّمِ
الْجَزِيرَةِ
الَّذِي اسْمُهُ بُوبْلِيُوسُ. فَهَذَا
قَبِلَنَا وَأَضَافَنَا بِمُلاَطَفَةٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. 8فَحَدَثَ أَنَّ
أَبَا بُوبْلِيُوسَ كَانَ مُضْطَجِعاً مُعْتَرًى بِحُمَّى وَسَحْجٍ.
فَدَخَلَ إِلَيْهِ بُولُسُ وَصَلَّى وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ فَشَفَاهُ.
9فَلَمَّا صَارَ هَذَا كَانَ
الْبَاقُونَ
الَّذِينَ بِهِمْ أَمْرَاضٌ فِي
الْجَزِيرَةِ يَأْتُونَ وَيُشْفَوْنَ. 10فَأَكْرَمَنَا هَؤُلاَءِ
إِكْرَامَاتٍ كَثِيرَةً. وَلَمَّا أَقْلَعْنَا زَوَّدُونَا بِمَا يُحْتَاجُ
إِلَيْهِ. 11وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ أَقْلَعْنَا فِي سَفِينَةٍ
إِسْكَنْدَرِيَّةٍ مَوْسُومَةٍ بِعَلاَمَةِ
الْجَوْزَاءِ كَانَتْ قَدْ
شَتَتْ فِي الْجَزِيرَةِ. 12فَنَزَلْنَا إِلَى سِيرَاكُوسَ وَمَكَثْنَا
ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. 13ثُمَّ مِنْ هُنَاكَ دُرْنَا وَأَقْبَلْنَا إِلَى
رِيغِيُونَ. وَبَعْدَ يَوْمٍ وَاحِدٍ حَدَثَتْ رِيحٌ جَنُوبٌ فَجِئْنَا فِي
الْيَوْمِ الثَّانِي إِلَى بُوطِيُولِي 14حَيْثُ وَجَدْنَا إِخْوَةً
فَطَلَبُوا إِلَيْنَا أَنْ نَمْكُثَ عِنْدَهُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ.
وَهَكَذَا أَتَيْنَا إِلَى رُومِيَةَ. 15وَمِنْ هُنَاكَ لَمَّا سَمِعَ
الإِخْوَةُ بِخَبَرِنَا خَرَجُوا لاِسْتِقْبَالِنَا إِلَى فُورُنِ
أَبِّيُوسَ وَالثَّلاَثَةِ
الْحَوَانِيتِ. فَلَمَّا رَآهُمْ بُولُسُ شَكَرَ
اللهَ وَتَشَجَّعَ. 16وَلَمَّا أَتَيْنَا إِلَى رُومِيَةَ سَلَّمَ قَائِدُ
الْمِئَةِ الأَسْرَى إِلَى رَئِيسِ
الْمُعَسْكَرِ وَأَمَّا بُولُسُ
فَأُذِنَ لَهُ أَنْ يُقِيمَ وَحْدَهُ مَعَ
الْعَسْكَرِيِّ
الَّذِي كَانَ
يَحْرُسُهُ. 17وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ
اسْتَدْعَى بُولُسُ
الَّذِينَ
كَانُوا وُجُوهَ
الْيَهُودِ. فَلَمَّا
اجْتَمَعُوا قَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِخْوَةُ مَعَ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْ شَيْئاً ضِدَّ
الشَّعْبِ
أَوْ عَوَائِدِ
الآبَاءِ أُسْلِمْتُ مُقَيَّداً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى
أَيْدِي الرُّومَانِ 18الَّذِينَ لَمَّا فَحَصُوا كَانُوا يُرِيدُونَ أَنْ
يُطْلِقُونِي لأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِيَّ عِلَّةٌ وَاحِدَةٌ لِلْمَوْتِ.
19وَلَكِنْ لَمَّا قَاوَمَ
الْيَهُودُ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَرْفَعَ دَعْوَايَ
إِلَى قَيْصَرَ - لَيْسَ كَأَنَّ لِي شَيْئاً لأَشْتَكِيَ بِهِ عَلَى
أُمَّتِي. 20فَلِهَذَا
السَّبَبِ طَلَبْتُكُمْ لأَرَاكُمْ وَأُكَلِّمَكُمْ
لأَنِّي مِنْ أَجْلِ رَجَاءِ إِسْرَائِيلَ مُوثَقٌ بِهَذِهِ
السِّلْسِلَةِ». 21فَقَالُوا لَهُ: «نَحْنُ لَمْ نَقْبَلْ كِتَابَاتٍ فِيكَ
مِنَ الْيَهُودِيَّةِ وَلاَ أَحَدٌ مِنَ
الإِخْوَةِ جَاءَ فَأَخْبَرَنَا
أَوْ تَكَلَّمَ عَنْكَ بِشَيْءٍ رَدِيٍّ. 22وَلَكِنَّنَا نَسْتَحْسِنُ أَنْ
نَسْمَعَ مِنْكَ مَاذَا تَرَى لأَنَّهُ مَعْلُومٌ عِنْدَنَا مِنْ جِهَةِ
هَذَا الْمَذْهَبِ أَنَّهُ يُقَاوَمُ فِي كُلِّ مَكَانٍ». 23فَعَيَّنُوا
لَهُ يَوْماً فَجَاءَ إِلَيْهِ كَثِيرُونَ إِلَى
الْمَنْزِلِ فَطَفِقَ
يَشْرَحُ لَهُمْ شَاهِداً بِمَلَكُوتِ
اللهِ وَمُقْنِعاً إِيَّاهُمْ مِنْ
نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ بِأَمْرِ يَسُوعَ مِنَ
الصَّبَاحِ إِلَى
الْمَسَاءِ. 24فَاقْتَنَعَ بَعْضُهُمْ بِمَا قِيلَ وَبَعْضُهُمْ لَمْ
يُؤْمِنُوا. 25فَانْصَرَفُوا وَهُمْ غَيْرُ مُتَّفِقِينَ بَعْضُهُمْ مَعَ
بَعْضٍ لَمَّا قَالَ بُولُسُ كَلِمَةً وَاحِدَةً: «إِنَّهُ حَسَناً كَلَّمَ
الرُّوحُ الْقُدُسُ آبَاءَنَا بِإِشَعْيَاءَ
النَّبِيِّ 26قَائِلاً:
اذْهَبْ إِلَى هَذَا
الشَّعْبِ وَقُلْ: سَتَسْمَعُونَ سَمْعاً وَلاَ
تَفْهَمُونَ وَسَتَنْظُرُونَ نَظَراً وَلاَ تُبْصِرُونَ. 27لأَنَّ قَلْبَ
هَذَا الشَّعْبِ قَدْ غَلُظَ وَبِآذَانِهِمْ سَمِعُوا ثَقِيلاً
وَأَعْيُنُهُمْ أَغْمَضُوهَا. لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِأَعْيُنِهِمْ
وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا
فَأَشْفِيَهُمْ. 28فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ أَنَّ خَلاَصَ
اللهِ
قَدْ أُرْسِلَ إِلَى
الْأُمَمِ وَهُمْ سَيَسْمَعُونَ». 29وَلَمَّا قَالَ
هَذَا مَضَى
الْيَهُودُ وَلَهُمْ مُبَاحَثَةٌ كَثِيرَةٌ فِيمَا بَيْنَهُمْ.
30وَأَقَامَ بُولُسُ سَنَتَينِ كَامِلَتَينِ فِي بَيْتٍ
اسْتَأْجَرَهُ
لِنَفْسِهِ. وَكَانَ يَقْبَلُ جَمِيعَ
الَّذِينَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِ
31كَارِزاً بِمَلَكُوتِ
اللهِ وَمُعَلِّماً بِأَمْرِ
الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ بِلاَ مَانِعٍ. |