فصل
26
الْمَزْمُورُ السَّادِسُ
وَالْعِشْرُونَ
لِدَاوُدَ
1رَبُّ أَظْهِرْ بَرَاءَتِي
لأَنِّي قَدْ سَلَكْتُ بِكَمَالِي، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ فَلاَ
أَتَزَعْزَعُ 2افْحَصْنِي أَيُّهَا الرَّبُّ وَاخْتَبِرْنِي. امْتَحِنْ
دَخَائِلِي وَقَلْبِي، 3لأَنَّ رَحْمَتَكَ نُصْبَ عَيْنَيَّ، وَقَدْ
سَلَكْتُ فِي حَقِّكَ. 4لَمْ أُجَالِسْ أَهْلَ الْبَاطِلِ وَمَعَ
الْمُنَافِقِينَ لاَ أَشْتَرِكُ. 5بَلْ أَبْغَضْتُ مَعْشَرَ فَاعِلِي
الإِثْمِ، وَلَمْ أَجْلِسْ مَعَ الأَشْرَارِ. 6أَغْسِلُ يَدَيَّ عُرْبُونَ
بَرَاءَتِي وَأَنْضَمُّ إِلَى الْمُجْتَمِعِينَ حَوْلَ مَذْبَحِكَ
يَارَبُّ. 7مُتَرَنِّماً بِصَوْتِ الْحَمْدِ وَأُحَدِّثُ بِأَعْمَالِكَ
الْعَجِيبَةِ كُلِّهَا. 8رَبُّ، قَدْ أَحْبَبْتُ الإِقَامَةَ فِي بَيْتِكَ،
حَيْثُ يَحِلُّ مَجْدُكَ.
9فَلاَ تَجْمَعْ نَفْسِي
مَعَ الْخَاطِئِينَ، وَلاَ حَيَاتِي مَعَ سَافِكِي الدَّمِ، 10الَّذِينَ
أَيْدِيهِمْ مُلَوَّثَةٌ بِالسُّوءِ، وَيَمِينُهُمْ مَلأَى بِالرِّشْوَةِ.
11أَمَّا أَنَا فَبِكَمَالِي أَسْلُكُ، فَافْدِنِي وَتَحَنَّنْ عَلَيَّ.
12قَدَمَايَ مُنْتَصِبَتَانِ عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَوِيَةٍ، وَأُرَنِّمُ
لِلرَّبِّ جَهْراً فِي مَحَافِلِ الْعِبَادَةِ.
فصل
27
الْمَزْمُورُ السَّابِعُ
وَالْعِشْرُونَ
لِدَاوُدَ
1الرَّبُّ نُورِي
وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي مِمَّنْ
أَرْتَعِبُ؟ 2عِنْدَمَا هَجَمَ فَاعِلُو الإِثْمِ، خُصُومِي وَأَعْدَائِي،
لِيَلْتَهِمُوا لَحْمِي، تَعَثَّرُوا وَسَقَطُوا. 3إِنِ اصْطَفَّ ضِدِّي
جَيْشٌ، لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إنْ نَشَبَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ، أَظَلُّ فِي
ذَلِكَ مُطْمَئِنّاً. 4أَمْراً وَاحِداً طَلَبْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهُ
فَقَطْ أَلْتَمِسُ: أَنْ أُقِيمَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ
حَيَاتِي، لأُشَاهِدَ جَمَالَ الرَّبِّ وَأَتَأَمَّلَ فِي هَيْكَلِهِ.
5لأَنَّهُ يَحْمِينِي فِي يَوْمِ الشَّرِّ تَحْتَ سَقْفِ بَيْتِهِ
وَيَحْرُسُنِي آمِناً فِي خِبَاءِ خَيْمَتِهِ. إِذْ عَلَى صَخْرَةٍ
عَالِيَةٍ يَرْفَعُنِي. 6حِينَئِذٍ أَفْتَخِرُ عَلَى أَعْدَائِي
الْمُحِيطِينَ بِي، وَأُقَدِّمُ لَهُ فِي خَيْمَتِهِ ذَبَائِحَ هُتَافٍ،
فَأُغَنِّي بَلْ أُرَنِّمُ حَمْداً لِلرَّبِّ.
7اسْمَعْ يَارَبُّ نِدَائِي
لأَنِّي بِمِلْءِ صَوْتِي أَدْعُوكَ! ارْحَمْنِي وَاسْتَجِبْ لِي. 8قُلْتَ:
اطْلُبُوا وَجْهِي! فَوَجْهَكَ يَارَبُّ أَطْلُبُ. 9لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ
عَنِّي. لاَ تَطْرُدْ بِغَضَبٍ عَبْدَكَ،
فَطَالَمَا كُنْتَ
عَوْنِي. لاَ تَرْفُضْنِي وَلاَ تَهْجُرْنِي يَااللهُ مُخَلِّصِي. 10إِنَّ
أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي، لَكِنَّ الرَّبَّ يَتَعَهَّدُنِي
بِرِعَايَتِهِ. 11عَلِّمْنِي يَارَبُّ طَرِيقَكَ، وَقُدْنِي فِي طَرِيقٍ
مُسْتَقِيمَةٍ لِئَلاَّ يَشْمَتَ بِي أَعْدَائِي. 12لاَ تُسَلِّمْنِي إِلَى
مَرَامِ مُضَايِقِيَّ، لأَنَّهُ قَدْ قَامَ عَلَيَّ شُهُودُ زُورٍ
يَنْفُثُونَ الظُّلْمَ فِي وَجْهِي. 13غَيْرَ أَنِّي قَدْ آمَنْتُ بِأَنْ
أَرَى جُودَ الرَّبِّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. 14انْتَظِرِ الرَّبَّ.
تَقَوَّ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ. وَانْتَظِرِ الرَّبَّ دَائِماً.
فصل
28
الْمَزْمُورُ الثَّامِنُ
وَالْعِشْرُونَ
لِدَاوُدَ
1يَارَبُّ إِلَيْكَ
أَصْرُخُ، فَلاَ تَتَصَامَمْ عَنِّي يَاصَخْرَتِي، لِئَلاَّ أَكُونَ، إِذَا
سَكَتَّ عَنِّي، مِثْلَ الْمُنْحَدِرِينَ إِلَى الْهَاوِيَةِ. 2اسْتَمِعْ
صَوْتَ تَضَرُّعِي عِنْدَمَا أَسْتَغِيثُ بِكَ، رَافِعاً يَدَيَّ نَحْوَ
مِحْرَابِ قَدَاسَتِكَ. 3لاَ تَطْرَحْنِي مَعَ الأَشْرَارِ وَفَاعِلِي
الإِثْمِ، الَّذِينَ يُظْهِرُونَ الْوُدَّ لأَصْحَابِهِمْ، وَهُمْ
يَكُنُّونَ لَهُمُ الشَّرَّ فِي قُلُوبِهِمْ. 4جَازِهِمْ وَفْقاً
لِفِعْلِهِمْ وَشَرِّ أَعْمَالِهِمْ. أَعْطِهِمْ مَا يَسْتَحِقُّ صَنِيعُ
أَيْدِيهِمْ، وَرُدَّ عَلَيْهِمْ جَزَاءَهُمْ. 5وَلأَنَّهُمْ لاَ
يُبَالُونَ بِأَفْعَالِ الرَّبِّ وَلاَ بِصَنِيعِ يَدَيْهِ، فَإِنَّهُ
يُدَمِّرُهُمْ وَلاَ يُعِيدُ بِنَاءَهُمْ.
6مُبَارَكٌ الرَّبُّ فَقَدْ
سَمِعَ صَوْتَ تَضَرُّعِي. 7الرَّبُّ قُوَّتِي وَتُرْسِي. عَلَيْهِ
اتَّكَلَ قَلْبِي، فَنِلْتُ الْغَوْثَ. لِذَلِكَ يَبْتَهِجُ قَلْبِي
وَأَحْمَدُهُ بِنَشِيدِي. 8الرَّبُّ قُوَّةُ شَعْبِهِ، وَهُوَ حِصْنُ
خَلاَصِ مَسِيحِهِ. 9خَلِّصْ يَارَبُّ شَعْبَكَ وَبَارِكْ مِيرَاثَكَ. كُنْ
رَاعِياً لَهُمْ وَاحْمِلْهُمْ إِلَى الأَبَدِ.
فصل
29
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ
وَالْعِشْرُونَ
لِدَاوُدَ
1قَدِّمُوا لِلرَّبِّ
يَاأَبْنَاءَ اللهِ، قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَعِزّاً. 2قَدِّمُوا
لِلرَّبِّ مَجْداً لاَِسْمِهِ. اسْجُدُوا لِلرَّبِّ بِثَوْبِ الإِجْلاَلِ
وَالْقَدَاسَةِ.
3هُوَذَا صَوْتُ الرَّبِّ
يُدَوِّي فَوْقَ الْمِيَا هِ. إِلَهُ الْمَجْدِ أَرْعَدَ. مَجْدُ الرَّبِّ
فَوْقَ الْمِيَاهِ الْغَزِيرَةِ. 4صَوْتُ الرَّبِّ قَوِيٌّ جِدّاً. صَوْتُ
الرَّبِّ يَفِيضُ بِالْجَلاَلِ. 5صَوْتُ الرَّبِّ يُكَسِّرُ شَجَرَ
الأَرْزِ. نَعَمْ، إِنَّ الرَّبَّ يُكَسِّرُ أَرْزَ لُبْنَانَ. 6فَيَجْعَلُ
لُبْنَانَ يَفِرُّ كَالْعِجْلِ، وَجَبَلَ حَرْمُونَ يَقْفِزُ كَالثَّوْرِ
الْوَحْشِيِّ الْفَتِيِّ. 7صَوْتُ الرَّبِّ يَقْدَحُ وَمِيضَ بَرْقٍ،
8صَوْتُ الرَّبِّ يُزَلْزِلُ الْبَرِّيَّةَ، وَيُزَلْزِلُ الرَّبُّ
بَرِّيَّةَ قَادِشَ، 9صَوْتُ الرَّبِّ يَجْعَلُ الْوُعُولَ تَلِدُ قَبْلَ
الأَوَانِ، وَيُحَوِّلُ الْغَابَاتِ إِلَى عَرَاءٍ، وَفِي هَيْكَلِهِ
الْكُلُّ يَهْتِفُ: مَجْداً. 10جَلَسَ الرَّبُّ مَلِكاً فَوْقَ
الطُّوفَانِ، وَيَتَرَبَّعُ عَلَى عَرْشِهِ إِلَى الأَبَدِ. 11الرَّبُّ
يُعْطِي شَعْبَهُ عِزّاً. الرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِالسَّلاَمِ.
فصل
30
الْمَزْمُورُ الثَّلاَثُونَ
مَزْمُورٌ نَشِيدٌ
بِمُنَاسَبَةِ تَدْشِينِ الْبَيْتِ. لِدَاوُدَ
1أُمَجِّدُكَ يَارَبُّ
لأَنَّكَ انْتَشَلْتَنِي وَلَمْ تَجْعَلْ أَعْدَائِي يَشْمَتُونَ بِي.
2يَارَبُّ إِلَهِي اسْتَغَثْتُ بِكَ فَشَفَيْتَنِي 3يَارَبُّ، أَنْتَ
انْتَشَلْتَ نَفْسِي مِنْ شَفَا الْهَاوِيَةِ. وَأَنْقَذْتَنِي مِنْ بَيْنِ
الْمُنْحَدِرِينَ إِلَى عَالَمِ الأَمْوَاتِ. 4يَاأَتْقِيَاءَ الرَّبِّ
رَنِّمُوا لَهُ، وَارْفَعُوا الشُّكْرَ لاِسْمِهِ الْمُقَدَّسِ، 5فَإِنَّ
غَضَبَهُ يَدُومُ لِلَحْظَةٍ، أَمَّا رِضَاهُ فَمَدَى الْحَيَاةِ. يَبْقَى
الْبُكَاءُ لِلَيْلَةٍ، أَمَّا فِي الصَّبَاحِ فَيَعُمُّ الابْتِهَاجُ.
6وَأَنَا قُلْتُ فِي
أَثْنَاءِ طُمَأْنِينَتِي: لاَ أَتَزَعْزَعُ أَبَداً. 7أَنْتَ يَارَبُّ
قَدْ وَطَّدْتَ بِرِضَاكَ قُوَّتِي كَالْجَبَلِ الرَّاسِخِ، لَكِنْ حِينَ
حَجَبْتَ وَجْهَكَ عَنِّي ارْتَعَبْتُ. 8يَارَبُّ إِلَيْكَ صَرَخْتُ،
وَإِلَيْكَ يَاسَيِّدِي تَضَرَّعْتُ. 9مَاذَا يُجْدِيكَ مَوْتِي وَنُزُولِي
إِلَى الْقَبْرِ؟ أَيَسْتَطِيعُ تُرَابِي أَنْ يَحْمَدَكَ أَوْ يُحَدِّثَ
بِأَمَانَتِكَ؟ 10اسْمَعْنِي يَارَبُّ، وَارْحَمْنِي. كُنْ مُعِيناً لِي.
11حَوَّلْتَ نَوْحِي إِلَى رَقْصٍ. خَلَعْتَ عَنِّي مِسْحَ الْحِدَادِ
وَكَسَوْتَنِي رِدَاءَ الْفَرَحِ. 12لِتَتَرَنَّمْ لَكَ نَفْسِي وَلاَ
تَسْكُتْ، يَارَبُّ إِلَهِي إِلَى الأَبَدِ أَحْمَدُكَ.
فصل
31
الْمَزْمُورُ الْحَادِي
وَالثَّلاَثُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ،
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1يَارَبُّ، إِلَيْكَ
الْتَجَأْتُ فَلاَ تَدَعْنِي أَخِيبُ مَدَى الدَّهْرِ. بِعَدْلِكَ
نَجِّنِي. 2أَدِرْ أُذُنَكَ نَحْوِي وَأَنْقِذْنِي سَرِيعاً. كُنْ لِي
صَخْرَةً تَحْمِينِي وَمَعْقِلاً حَصِيناً يُخَلِّصُنِي، 3إِذْ إِنَّكَ
صَخْرَتِي وَقَلْعَتِي. وَمِنْ أَجْلِ اسْمِكَ تَقُودُنِي وَتَهْدِينِي.
4أَطْلِقْنِي مِنَ الشَّبَكَةِ الَّتِي أَخْفَاهَا الأَشْرَارُ لِي،
لأَنَّكَ أَنْتَ مَلْجَأِي. 5فِي يَدِكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. فَدَيْتَنِي
أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهَ الْحَقِّ. 6لَقَدْ أَبْغَضْتُ الْمُتَعَبِّدِينَ
لِلأَصْنَامِ الْبَاطِلَةِ. أَمَّا أَنَا فَعَلَى الرَّبِّ تَوَكَّلْتُ.
7أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ بِرَحْمَتِكَ لأَنَّكَ قَدْ نَظَرْتَ إِلَى
مَذَلَّتِي، وَعَرَفْتَ أَلَمَ نَفْسِي الْمُبَرِّحَ. 8لَمْ تُسَلِّمْنِي
إِلَى قَبْضَةِ الْعَدُوِّ بَلْ أَوْقَفْتَنِي فِي أَرْضٍ فَسِيحَةٍ.
9ارْحَمْنِي يَارَبُّ
فَأَنَا فِي ضِيقٍ: كَلَّتْ عَيْنَايَ غَمّاً، وَاعْتَلَّتْ نَفْسِي
وَدَخِيلَتِي أَيْضاً. 10لأَنَّ حَيَاتِي قَدْ فَنِيَتْ بِالْحُزْنِ
وَسِنِي حَيَاتِي بِالتَّنَهُّدِ. خَارَتْ قُوَايَ مِنْ قَصَاصِ إِثْمِي.
11صِرْتُ مُحْتَقَراً مِنْ كُلِّ أَعْدَائِي وَمَصْدَرَ رُعْبٍ
لِجِيرَانِي. الَّذِينَ يَرَوْنَنِي فِي الشَّارِعِ يَتَهَرَّبُونَ مِنِّي.
12صِرْتُ مَنْسِيّاً كَمَا لَوْ كُنْتُ مَيْتاً، وَأَصْبَحْتُ كَإِنَاءٍ
مُحَطَّمٍ، 13لأَنِّي سَمِعْتُ الْمَذَمَّةَ مِنْ كَثِيرِينَ، حَتَّى بَاتَ
الْخَوْفُ يُطَوِّقُنِي، إذْ يَتَآمَرُونَ جَمِيعاً عَلَيَّ، عَازِمِينَ
عَلَى قَتْلِي.
14غَيْرَ أَنِّي يَارَبُّ
عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَقُلْتُ: أَنْتَ إِلَهِي، 15آجَالِي فِي يَدِكَ.
نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَعْدَائِي وَمِنْ مُطَارِدِيَّ. 16لِيُشْرِقْ وَجْهُكَ
عَلَى عَبْدِكَ وَخَلِّصْنِي بِرَحْمَتِكَ. 17لاَ تَدَعْنِي يَارَبُّ
أَخْزَى، فَإِنِّي دَعَوْتُكَ. لِيَخْزَ الأَشْرَ ارُ وَلْيَنْزِلُوا إِلَى
هُوَّةِ الْمَوْتِ وَيَسْكُتُوا إِلَى الأَبَدِ. 18لِتَخْرَسِ الشِّفَاهُ
الْكَاذِبَةُ، النَّاطِقَةُ بِكِبْرِيَاءٍ وَازْدِرَاءٍ وَوَقَاحَةٍ عَلَى
الصِّدِّيقِ.
19يَارَبُّ، مَا أَعْظَمَ
صَلاَحَكَ الَّذِي ذَخَرْتَهُ لِخَائِفِيكَ، وَأَظْهَرْتَهُ لِلْوَاثِقِينَ
بِكَ عَلَى مَرْأَى جَمِيعِ الْبَشَرِ، 20فَإِنَّكَ تَصُونُهُمْ فِي
خِبَاءِ حَضْرَتِكَ، فِي مَأْمَنٍ مِنْ مُؤَامَرَاتِ النَّاسِ. فِي
خَيْمَةٍ وَاقِيَةٍ تَحْرُسُهُمْ مِنْ لَدْغَاتِ أَلْسُنِ خُصُومِهِمْ.
21مُبَارَكٌ الرَّبُّ لأَنَّهُ أَحَاطَنِي بِرَحْمَتِهِ الْعَجِيبَةِ
وَكَأَنِّي فِي مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ. 22تَسَرَّعْتُ فِي رُعْبِي
وَقُلْتُ: «قَدْ تَخَلَّى الرَّبُّ عَنِّي» وَلَكِنَّكَ سَمِعْتَ صَوْتَ
تَضَرُّعِي عِنْدَمَا اسْتَغَثْتُ بِكَ.
23أَحِبُّوا الرَّبَّ
يَاجَمِيعَ أَتْقِيَائِهِ، فَإِنَّ الرَّبَّ يَحْفَظُ الأُمَنَاءَ،
وَيُجَازِي بِعَدْلِهِ الْمُتَكَبِّرِينَ أَشَدَّ الْجَزَاءِ.
24لِتَتَقَوَّ وَلْتَتَشَجَّعْ قُلُوبُكُمْ يَاجَمِيعَ الْمُنْتَظِرِينَ
الرَّبَّ.
فصل
32
الْمَزْمُورُ الثَّانِي
وَالثَّلاَثُونَ
لِدَاوُدَ . مَزْمُورٌ
تَعْلِيمِيٌّ.
1طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَتْ
آثَامُهُ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُ. 2طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَحْسِبُ
لَهُ الرَّبُّ خَطِيئَةً، وَلَيْسَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ. 3حِينَ سَكَتُّ عَنِ
الاعْتِرَافِ بِالذَّنْبِ بَلِيَتْ عِظَامِي فِي تَأَوُّهِي النَّهَارَ
كُلَّهُ، 4فَقَدْ كَانَتْ يَدُكَ ثَقِيلَةَ الْوَطْأَةِ عَلَيَّ نَهَاراً
وَلَيْلاً، حَتَّى تَحَوَّلَتْ نَضَارَتِي إِلَى جَفَافِ حَرِّ الصَّيْفِ
5أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيئَتِي، وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ:
أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِمَعَاصِيَّ، حَقّاً صَفَحْتَ عَنْ إِثْمِ
خَطِيئَتِي 6لِهَذَا لِيَعْتَرِفْ لَكَ كُلُّ تَقِيٍّ بِخَطَايَاهُ
وَقْتَمَا يَجِدُكَ فلاََ تَبْلُغَ إِلَيْهِ سُيُولُ التَّجَارِبِ
الطَّامِيَةِ. 7أَنْتَ سِتْرٌ لِي، فِي الضِّيقِ تَحْرُسُنِي. بِتَرَانِيمِ
بَهْجَةِ النَّجَاةِ تُطَوِّقُنِي.
8يَقُولُ
الرَّبُّ: أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا.
أَنْصَحُكَ. عَيْنِي تَرْعَاكَ. 9لاَ تَكُونُوا بِلاَ عَقْلٍ كَالْحِصَانِ
وَالْبَغْلِ؛ الَّذِي لاَ يُطِيعُ إلاَّ إذَا ضُبِطَ بِاللِّجَامِ
وَقُيِّدَ بِالْحَبْلِ. 10كَثِيرَ ةٌ هِيَ أَوْجَاعُ الأَشْرَارِ. أَمَّا
الْوَاثِقُ بِالرَّبِّ فَالرَّحْمَةُ تُحِيطُ بِهِ.
11افْرَحُوا بِالرَّبِّ
أَيُّهَا الأَبْرَارُ وَابْتَهِجُوا. اهْتِفُوا يَاجَمِيعَ الْمُسْتَقِيمِي
الْقُلُوبِ.
فصل
33
الْمَزْمُورُ الثَّالِثُ
وَالثَّلاَثُونَ
1سَبِّحُوا الرَّبَّ
أَيُّهَا الأَبْرَارُ، فَإِنَّ الْحَمْدَ يَلِيقُ بِالْمُسْتَقِيمِينَ.
2اشْكُرُوا الرَّبَّ عَلَى الْعُودِ، رَنِّمُوا لَهُ بِرَبَابَةٍ ذَاتِ
عَشَرَةِ أَوْتَارٍ. 3اعْزِفُوا أَمْهَرَ عَزْفٍ مَعَ الْهُتَافِ،
رَنِّمُوا لَهُ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. 4فَإِنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ
مُسْتَقِيمَةٌ وَهُوَ يَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ بِالأَمَانَةِ. 5يُحِبُّ
الْبِرَّ وَالْعَدْلَ. وَرَحْمَتُهُ تَغْمُرُ الأَرْضَ. 6بِكَلِمَةٍ مِنَ
الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ وَبِنَسْمَةِ فَمِهِ كُلُّ مَجْمُوعَاتِ
الْكَوَاكِبِ. 7يَجْمَعُ الْبِحَارَ كَكَوْمَةٍ وَالْلُّجَجَ فِي
أَهْرَاءٍ. 8لِتَخَفِ الرَّبَّ الأَرْضُ كُلُّهَا، وَلْيُوَقِّرْهُ جَمِيعُ
سُكَّانِ الْعَالَمِ. 9قَالَ كَلِمَةً فَكَانَ. وَأَمَرَ فَصَارَ!
10الرَّبُّ أَحْبَطَ مُؤَامَرَةَ الأُمَمِ. أَبْطَلَ أَفْكَارَ الشُّعُوبِ.
11أَمَّا مَقَاصِدُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ، وَأَفْكَارُ
قَلْبِهِ تَدُومُ مَدَى الدُّهُورِ.
12طُوبَى لِلأُمَّةِ الَّتِي
الرَّبُّ إِلَهُهَا، وَلِلشَّعْبِ الَّذِي اخْتَارَهُ مِيرَاثاً لَهُ:
13يَنْظُرُ الرَّبُّ مِنَ السَّموَاتِ فَيَرَى بَنِي الْبَشَرِ
أَجْمَعِينَ. 14وَمِنْ مَقَامِ سُكْنَاهُ يُرَاقِبُ جَمِيعَ سُكَّانِ
الأَرْضِ. 15فَهُوَ جَابِلُ قُلُوبِهِمْ جَمِيعاً وَالْعَلِيمُ بِكُلِّ
أَعْمَالِهِمْ. 16لاَ يَخْلُصُ الْمَلِكُ بِالْجَيْشِ الْعَظِيمِ، وَلاَ
الْجَبَّارُ بِشِدَّةِ الْقُوَّةِ. 17بَاطِلاً يَرْجُو النَّصْرَ مَنْ
يَتَّكِلُ عَلَى الْخَيْلِ، فَإِنَّهَا لاَ تُنَجِّي رَغْمَ قُوَّتِهَا.
18هُوَذَا عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ، الْمُتَّكِلِينَ عَلَى
رَحْمَتِهِ، 19لِيُنْقِذَ نُفُوسَهُمْ مِنَ الْمَوْتِ وَيَسْتَحْيِيَهُمْ
فِي الْمَجَاعَةِ. 20أَنْفُسُنَا تَنَتَظِرُ الرَّبَّ. عَوْنُنَا
وَتُرْسُنَا هُوَ. 21بِهِ تَفْرَحُ قُلُوبُنَا، لأَنَّنَا عَلَى اسْمِهِ
الْقُدُّوسِ تَوَكَّلْنَا. 22لِتَكُنْ يَارَبُّ رَحْمَتُكَ عَلَيْنَا
بِمُقْتَضَى رَجَائِنَا فِيكَ.
فصل
34
الْمَزْمُورُ الرَّابِعُ
وَالثَّلاَثُونَ
لِدَاوُدَ عِنْدَمَا
ادَّعَى الْجُنُونَ أَمَامَ أَبِيمَالِكَ، فَصَرَفَهُ عَنْهُ، فَمَضَى
آمِناً .
1أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي
كُلِّ حِينٍ. تَسْبِيحُهُ دَائِماً فِي فَمِي. 2تَفْتَخِرُ نَفْسِي
بِالرَّبِّ، فَيَسْمَعُنِي الْوُدَعَاءُ وَيَفْرَحُونَ. 3مَجِّدُوا
الرَّبَّ مَعِي، وَلْنُعَظِّمِ اسْمَهُ مَعاً.
4الْتَمَسْتُ الرَّبَّ
فَأَجَابَنِي، وأَنْقَذَنِي مِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي. 5الَّذِينَ تَطَلَّعُوا
إِلَيْهِ اسْتَنَارُوا، وَلَمْ تَخْجَلْ وُجُوهُهُمْ قَطُّ. 6هَذَا
الْمِسْكِينُ اسْتَغَاثَ، فَسَمِعَهُ الرَّبُّ وَأَنْقَذَهُ مِنْ جَمِيعِ
ضِيقَاتِهِ. 7مَلاَكُ الرَّبِّ يُخَيِّمُ حَوْلَ خَائِفِيهِ،
وَيُنَجِّيهِمْ. 8ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ. طُوبَى
لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ.
9اتَّقُوا الرَّبَّ
يَاقِدِّيسِيهِ، لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ. 10تَحْتَاجُ
الأَشْبَالُ وَتَجُوعُ، وَأَمَّا طَالِبُو الرَّبِّ فَلاَ يُعْوِزُهُمْ
شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ.
11تَعَالَوْا أَيُّهَا
الْبَنُونَ وَأَصْغُوا إِلَيَّ، فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ الرَّبِّ.
12فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ وَأَيَّامٍ
طَيِّبَةٍ، 13فَلْيَمْنَعْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْهِ عَنْ
كَلاَمِ الْغِشِّ 14لِيَتَحَوَّلْ عَنِ الشَّرِّ وَيَفْعَلِ الْخَيْرَ.
لِيَطْلُبِ السَّلاَمَ وَيَسْعَ لِلْوُصُولِ إِلَيْهِ 15لأَنَّ الرَّبَّ
يَرْعَى الأَبْرَارَ بِعِنَايَتِهِ وَيَسْتَجِيبُ إِلَى دُعَائِهِمْ.
16وَلَكِنْ يَقِفُ ضِدَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ لِيَسْتَأْصِلَ
مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ. 17يَسْتَغِيثُ الأَبْرَارُ، فَيَسْمَعُ لَهُمُ
الرَّبُّ وَيُنْقِذُهُمْ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِمْ. 18الرَّبُّ قَرِيبٌ
مِنْ كَسِيرِي الْقَلْبِ، وَيُخَلِّصُ مَسْحُوقِي الرُّوحِ. 19مَا أَكْثَرَ
مَصَائِبَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنْ مِنْ جَمِيعِهَا يُنْقِذُهُ الرَّبُّ.
20يَحْفَظُ عِظَامَهُ كُلَّهَا، فَلاَ تُكْسَرُ وَاحِدَةٌ مِنْهَا.
21الشَّرُّ يُمِيتُ الشِّرِّيرَ، وَالَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصِّدِّيقَ
يُعَاقَبُونَ. 22الرَّبُّ يَفْدِي نُفُوسَ عَبِيدِهِ، وَكُلُّ مَنِ
اعْتَصَمَ بِهِ يَنْجُو.
فصل
35
الْمَزْمُورُ الْخَامِسُ
وَالثَّلاَثُونَ
لِدَاوُدَ
1يَارَبُّ كُنْ خَصْماً
لِمَنْ يُخَاصِمُونَنِي، وَحَارِبِ الَّذِينَ يُحَارِبُونَنِي. 2تَقَلَّدِ
التُّرْسَ وَالدِّرْعَ وَهُبَّ لِنَجْدَتِي. 3جَرِّدْ رُمْحاً وَتَصَدَّ
لِمُطَارِدِيَّ، وَقُلْ لِنَفْسِي: خَلاَصُكِ أَنَا. 4لِيَخْزَ
وَلْيَخْجَلِ السَّاعُونَ إِلَى قَتْلِي. لِيَنْهَزِمْ وَيَخْجَلِ
الْمُتَوَاطِئُونَ عَلَى أَذِيَّتِي. 5لِيَكُونُوا مِثْلَ ذَرَّاتِ
التِّبْنِ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ. وَلْيَدْحَرْهُمْ مَلاَكُ الرَّبِّ.
6لِتَكُنْ طَرِيقُهُمْ مُظْلِمَةً وَزَلِقَةً، وَلْيَتَعَقَّبْهُمْ مَلاَكُ
الرَّبِّ. 7فَإِنَّهُمْ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ أَخْفَوْا لِي شَبَكَةً فَوْقَ
الْهُوَّةِ، وَمِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ حَفَرُوا لِي حُفْرَةً. 8لِيُطْبِقِ
الْهَلاَكُ فَجْأَةً عَلَى عَدُوِّي، وَلْتُمْسِكْ بِهِ الشَّبَكَةُ
الَّتِي أَخْفَاهَا، فَيَهْلِكَ فِيهَا. 9أَمَّا نَفْسِي فَتَفْرَحُ
بِالرَّبِّ وَتَبْتَهِجُ بِخَلاَصِهِ. 10جَمِيعُ عِظَامِي تَقُولُ:
يَارَبُّ مَنْ مِثْلُكَ، المُخَلِّصُ الْمِسْكِينَ مِمَّنْ هُوَ أَقْوَى
مِنْهُ وَمُنْقِذُ الْفَقِيرِ وَالْبَائِسِ مِنْ يَدِ نَاهِبِهِ؟
11يَقُومُ عَلَيَّ شُهُودُ
زُورٍ يَتَّهِمُونَنِي ظُلْماً بِمَا لاَ أَعْلَمُ. 12يُجَازُونَنِي عَنِ
الْخَيْرِ شَرّاً إِتْعَاساً لِنَفْسِي. 13أَمَّا أَنَا فَقَدْ لَبِسْتُ
الْمِسْحَ حُزْناً عَلَى مَرَضِهِمْ، وَأَذْلَلْتُ نَفْسِي بِالصَّوْمِ،
وَلَكِنَّ صَلاَتِي كَانَتْ تَرْتَدُّ إِلَى صَدْرِي مِنْ غَيْرِ
اسْتِجَابَةٍ. 14لَقَدْ عَامَلْتُ كُلاًّ مِنْهُمْ كَأَنَّهُ صَدِيقِي
وَأَخِي، وَأَطْرَقْتُ حُزْناً كَمَنْ يَنْدُبُ أُمَّهُ. 15وَأَمَّا هُمْ
فَشَمِتُوا فَرَحاً عِنْدَ سَقْطَتِي، وَتَجَمَّعُوا عَلَيَّ شَاتِمِينَ،
وَشَرَعَ غُرَبَاءُ لاَ أَعْرِفُهُمْ يَضْرِبُونَنِي. مَزَّقُونِي وَلَمْ
يَرْتَدِعُوا. 16كَفُجَّارٍ مَاجِنِينَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلَ وَلِيمَةٍ
حَرَّقُوا عَلَيَّ أَسْنَانَهُمْ.
17يَاسَيِّدُ، حَتَّى مَتَى
تَظَلُّ مُتَفَرِّجاً؟ نَجِّ نَفْسِي مِنْ مَهَالِكِهِمْ وَخَلِّصْ
حَيَاتِي مِنْ بَيْنِ الأَشْبَالِ. 18أَشْكُرُكَ فِي جَمَاعَةِ
الْعَابِدِينَ، وَأَحْمَدُكَ فِي وَسَطِ حُشُودٍ كَثِيرَةٍ. 19لاَ يَشْمَتْ
بِي أَعْدَائِي بِحُجَّةٍ بَاطِلَةٍ، وَلاَ يَتَغَامَزْ مُبْغِضِيَّ
عَلَيَّ، بِغَيْرِ عِلَّةٍ. 20فَإِنَّهُمْ لاَ يَتَكَلَّمُونَ
بِالسَّلاَمِ، وَلَكِنَّهُمْ يَتَآمَرُونَ بِمَكْرٍ لِلإِيقَاعِ
بِالْمُسَالِمِينَ السَّاكِنِينَ فِي الأَرْضِ. 21فَغَرُوا علَيَّ
أَفْوَاهَهُمْ عَلَى وِسْعِهَا، وَقَالُوا: «هَهْ! هَهْ! قَدْ رَأَيْنَا
بِأَعْيُنِنَا (مَا فَعَلْتَ)» 22قَدْ رَأَيْتَ يَارَبُّ ذَلِكَ. لاَ
تَسْكُتْ وَلاَ تَبْتَعِدْ عَنِّي. 23انْهَضْ يَاإِلَهِي وَسَيِّدِي
وَاسْتَيْقِظْ لإِحْقَاقِ حَقِّي وَإِنْصَافِ دَعْوَايَ. 24احْكُمْ
بِبَرَاءَتِي يَارَبُّ إِلَهِي حَسَبَ عَدْلِكَ، وَلاَ تَدَعْهُمْ
يَشْمَتُونَ بِي. 25لِئَلاَّ يَقُولُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: «هَهْ! قَدْ
ظَفِرْنَا بِهِ» أَوْ يَقُولُوا: «قَدِ ابْتَلَعْنَاهُ!» 26لِيَخْزَ
وَيَخْجَلْ جَمِيعُ الشَّامِتِينَ بِي فِي مُصِيبَتِي. لِيَرْتَدِ
الْمُتَعَظِّمُونَ عَلَيَّ لِبَاسَ الْخِزْيِ وَالْعَارِ. 27وَلْيَهْتِفِ
الْمَسْرُورُونَ بِبِرِّي بِهُتَافِ الْفَرَحِ وَالابْتِهَاجِ، قَائِلِينَ
فِي كُلِّ حِينٍ: «لِيَتَمَجَّدِ الرَّبُّ الَّذِي يَبْتَهِجُ بِنَجَاحِ
عَبْدِهِ». 28فَيُذِيعَ لِسَانِي عَدْلَكَ، وَيَتَرَ نَّمَ بِحَمْدِكَ
النَّهَارَ كُلَّهُ.
فصل
36
الْمَزْمُورُ السَّادِسُ
وَالثَّلاَثُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ،
لِعَبْدِ الرَّبِّ دَاوُدَ
1يُنْبِئُنِي قَلْبِي فِي
دَاخِلِي بِمَعْصِيَةِ الشِّرِّيرِ، الَّذِي لاَ يَرْتَدِعُ خَوْفاً مِنَ
اللهِ. 2فَإِنَّهُ يَتَمَلَّقُ نَفْسَهُ (لِيُقْنِعَهَا) أَنَّ خَطِيئَتَهُ
الْمَمْقُوتَةَ لَنْ تُكْتَشَفَ وَتُدَانَ. 3كَلاَمُ فَمِهِ إِثْمٌ
وَنِفَاقٌ، وَقَدْ كَفَّ عَنِ التَّعَقُّلِ لأَجْلِ عَمَلِ الْخَيْرِ.
4يَتَفَكَّرُ فِي الْبَاطِلِ عَلَى سَرِيرِه لَيْلاً. وَيَسْلُكُ فِي
سَبِيلِ السُّوءِ لاَ يَسْتَنْكِرُ الشَّرَّ.
5يَارَبُّ، إِنَّ رَحْمَتَكَ
فِي السَّمَاوَاتِ، وَأَمَانَتَكَ تَبْلُغُ الْغُيُومَ. 6عَدْلُكَ ثَابِتٌ
مِثْلُ الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ، وَأَحْكَامُكَ كَالْغَوْرِ السَّحِيقِ.
وَأَنْتَ يَارَبُّ تَحْفَظُ النَّاسَ وَالْبَهَائِمَ جَمِيعاً. 7اللهُمَّ،
مَا أَثْمَنَ رَحْمَتَكَ، فَإِنَّ بَنِي الْبَشَرِ يَحْتَمُونَ فِي ظِلِّ
جَنَاحَيْكَ. 8يَرْتَوُونَ مِنْ خَيْرَاتِ بَيْتِكَ، وَمِنْ نَهْرِ
نِعَمِكَ تَسْقِيهِمْ. 9لأَنَّ عِنْدَكَ نَبْعَ الْحَيَاةِ، وَبِنُورِكَ
نَرَى النُّورَ. 10أَدِمْ رَحْمَتَكَ لِعَارِفيِكَ، وَعَدْلَكَ لِذَوِي
الْقُلُوبِ الْمُسْتَقِيمَةِ. 11لاَ تَدَعْ قَدَمَ الْمُتَكَبِّرِ
تَبْلُغُنِي، وَيَدَ الأَشْرَارِ تُزَحْزِحُنِي. 12هُنَاكَ سَقَطَ فَاعِلُو
الإِثْمِ، طُرِحُوا، عَجَزُوا عَنِ النُّهُوضِ.
فصل
37
الْمَزْمُورُ السَّابِعُ
وَالثَّلاَثُونَ
لِدَاوُدَ
لاَ يُقْلِقْكَ أَمْرُ
الأَشْرَارِ، وَلاَ تَحْسِدْ فَاعِلِي الإِثْمِ، 2فَإِنَّهُمْ مِثْلَ
الْحَشِيشِ سَرِيعاً يَذْوُونَ، وَكَالْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ.
3تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ وَاصْنَعِ الْخَيْرَ. اسْكُنْ فِي الأَرْضِ
(مُطْمَئِنّاً) وَرَاعِ الأَمَانَةَ. 4ابْتَهِجْ بِالرَّبِّ فَيَمْنَحَكَ
بُغْيَةَ قَلْبِكَ. 5سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ
فَيَتَوَلَّى أَمْرَكَ. 6يُظْهِرُ بَرَاءَتَكَ كَالنُّورِ، وَحَقَّكَ
ظَاهِراً كَشَمْسِ الظَّهِيرَةِ. 7اسْكُنْ أَمَامَ الرَّبِّ وَانْتَظِرْهُ
بِصَبْرٍ، وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي مَسْعَاهُ، بِفَضْلِ
مَكَائِدِهِ. 8كُفَّ عَنِ الْغَضَبِ، وَانْبُذِ السَّخَطَ، وَلاَ
تَتَهَوَّرْ لِئَلاَّ تَفْعَلَ الشَّرَّ. 9لأَنَّ فَاعِلِي الشَّرِّ
يُسْتَأْصَلُونَ. أَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَإِنَّهُمْ يَرِثُونَ
خَيْرَاتِ الأَرْضِ. 10فَعَمَّا قَلِيلٍ (يَنْقَرِضُ) الشِّرِّيرُ، إِذْ
تَطْلُبُهُ وَلاَ تَجِدُهُ. 11أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ خَيْرَاتِ
الأَرْضِ وَيَتَمَتَّعُونَ بِفَيْضِ السَّلاَمِ.
12يَكِيدُ الشِّرِّيرُ
كَثِيراً لِلصِّدِّيقِ وَيَصِرُّ عَلَيْهِ بِأَسْنَانِهِ. 13وَلَكِنَّ
الرَّبَّ يَضْحَكُ مِنْهُ لأَنَّهُ يَرَى أَنَّ يَوْمَ عِقَابِهِ آتٍ.
14قَدْ سَلَّ الأَشْرَارُ سُيُوفَهُمْ وَوَتَّرُوا أَقْوَاسَهُمْ
لِيَصْرَعُوا الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ، لِيَقْتُلُوا السَّالِكِينَ
طَرِيقاً مُسْتَقِيمَةً. 15لَكِنَّ سُيُوفَهُمْ سَتَخْتَرِقُ قُلُوبَهُمْ
وتَتَكَسَّرُ أَقْوَاسُهُمْ.
16الْخَيْرُ الْقَلِيلُ
الَّذِي يَمْلِكُهُ الصِّدِّيقُ أَفْضَلُ مِنْ ثَرْوَةِ أَشْرَارٍ
كَثِيرِينَ، 17لأَنَّ سَوَاعِدَ الأَشْرَارِ سَتُكْسَرُ، أَمَّا
الأَبْرَارُ فَالرَّبُّ يَسْنِدُهُمْ. 18الرَّبُّ عَلِيمٌ بِأَيَّامِ
الْكَامِلِينَ، وَمِيرَاثُهُمْ يَدُومُ إِلَى الأَبَدِ. 19لاَ يُخْزَوْنَ
فِي زَمَانِ السُّوءِ، وَفِي أَيَّامِ الْجُوعِ يَشْبَعُونَ. 20أَمَّا
الأَشْرَارُ فَيَهْلِكُونَ وَأَعْدَاءُ الرَّبِّ كَبَهَاءِ الْمَرَاعِي
بَادُوا، انْتَهَوْا؛ كَالدُّخَانِ تَلاَشَوْا. 21يَقْتَرِضُ الشِّرِّيرُ
وَلاَ يَفِي، أَمَّا الصِّدِّيقُ فَيَتَرََّأفُ وَيُعْطِي بِسَخَاءٍ.
22فَالَّذِينَ يُبَارِكُهُمُ الرَّبُّ يَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ،
وَالَّذِينَ يَلْعَنُهُمْ يُسْتَأْصَلُونَ.
23الرَّبُّ يُثَبِّتُ
خَطَوَاتِ الإِنْسَانِ الَّذِي تَسُرُّهُ طَرِيقُهُ. 24إِنْ تَعَثَّرَ لاَ
يَسْقُطُ، لأَنَّ الرَّبَّ يَسْنِدُهُ بِيَدِهِ. 25كُنْتُ صَبِيّاً،
وَأَنَا الآنَ شَيْخٌ، وَمَا رَأَيْتُ صِدِّيقاً مَتْرُوكاً، وَلاَ
ذُرِّيَّةً لَهُ تَسْتَجْدِي خُبْزاً. 26يَتَرََّأفُ الْيَوْمَ كُلَّهُ،
وَيُقْرِضُ الآخَرِينَ. وَتَكُونُ ذُرِّيَّتُهُ بَرَكَةً لِغَيْرِهِمْ.
27حِدْ عَنِ الشَّرِّ
وَاصْنَعِ الْخَيْرَ، فَتَسْكُنَ مُطْمَئِنّاً إِلَى الأَبَدِ. 28لأَنَّ
الرَّبَّ يُحِبُّ الْعَدْلَ، وَلاَ يَتَخَلَّى عَنْ أَتْقِيَائِهِ، بَلْ
يَحْفَظُهُمْ إِلَى الأَبَدِ. أَمَّا ذُرِّيَّةُ الأَشْرَارِ فَتَفْنَى.
29الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ وَيَسْكُنُونَ فِيهَا إِلَى
الأَبَدِ. 30فَمُ الصِّدِّيقِ يَنْطِقُ دَائِماً بِالْحِكْمَةِ،
وَيَتَفَوَّهُ بِكَلاَمِ الْحَقِّ 31شَرِيعَةُ إِلَهِهِ ثَابِتَةٌ فِي
قَلْبِهِ، فَلاَ تَتَقَلْقَلُ خَطَوَاتُهُ. 32يَتَرَبَّصُ الشِّرِّيرُ
بِالصِّدِّيقِ وَيَسْعَى إِلَى قَتْلِهِ. 33لَكِنَّ الرَّبَّ لاَ يَدَعُهُ
يَقَعُ فِي قَبْضَتِهِ، وَلاَ يَدِينُهُ عِنْدَ مُحَاكَمَتِهِ. 34انْتَظِرِ
الرَّبَّ وَاسْلُكْ دَائِماً فِي طَرِيقِهِ، فَيَرْفَعَكَ لِتَمْتَلِكَ
الأَرْضَ، وَتَشْهَدَ انْقِرَاضَ الأَشْرَارِ.
35قَدْ رَأَيْتُ الشِّرِّيرَ
مُزْدَهِراً وَارِفاً كَالشَّجَرَةِ الْخَضْرَاءِ الْمُتَأَصِّلَةِ فِي
تُرْبَةِ مَوْطِنِهَا، 36ثُمَّ عَبَرَ وَمَضَى، لَمْ يُوجَدْ. فَتَّشْتُ
عَنْهُ فَلَمْ أَعْثُرْ لَهُ عَلَى أَثَرٍ. 37لاَحِظِ الْكَامِلَ وَانْظُرِ
الْمُسْتَقِيمَ، فَإِنَّ نِهَايَةَ ذَلِكَ الإِنْسَانِ تَكُونُ سَلاَماً.
38أَمَّا الْعُصَاةُ فَيُبَادُونَ جَمِيعاً. وَنِهَايَةُ الأَشْرَارِ
انْدِثَارُهُمْ، 39لَكِنَّ خَلاَصَ الأَبْرَارِ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ،
فَهُوَ حِصْنُهُمْ فِي زَمَانِ الضِّيقِ. 40يُعِينُهُمُ الرَّبُّ حَقّاً،
وَيُنْقِذُهُمْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَيُخَلِّصُهُمْ لأَنَّهُمُ احْتَمَوْا
بِهِ.
فصل
38
الْمَزْمُورُ الثَّامِنُ
وَالثَّلاَثُونَ
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
لِلتَّذْكِيرِ
1يَارَبُّ لاَ تُوَبِّخْنِي
بِغَضَبِكَ، وَلاَ تُؤَدِّبْنِي بِسَخَطِكَ، 2لأَنَّ سِهَامَكَ قَدْ
أَصَابَتْنِي وَضَرَبَاتِكَ قَدْ ثَقُلَتْ عَلَيَّ. 3اعْتَلَّ جَسَدِي
لِفَرْطِ غَضَبِكَ عَلَيَّ. وَبَلِيَتْ عِظَامِي بِسَبَبِ خَطِيئَتِي.
4طَمَتْ آثَامِي فَوْقَ رَأْسِي. وَصَارَتْ كَعِبْءٍ ثَقِيلٍ لاَ طَاقَةَ
لِي عَلَى حَمْلِهِ. 5أَنْتَنَتْ جِرَاحِي وَسَالَ صَدِيدُهَا بِسَبَبِ
جَهَالَتِي. 6انْحَنَيْتُ وَالْتَوَيْتُ. وَدَامَ نَحِيبِي طُولَ
النَّهَارِ. 7امْتلأَ دَاخِلِي بِأَلَمٍ حَارِقٍ، فَلاَ صِحَّةَ فِي
جَسَدِي. 8أَنَا وَاهِنٌ وَمَسْحُوقٌ إِلَى الْغَايَةِ، وَأَئِنُّ مِنْ
أَوْجَاعِ قَلْبِي الدَّفِينَةِ.
9أَمَامَكَ يَارَبُّ كُلُّ
تَأَوُّهِي، وَتَنَهُّدِي مَكْشُوفٌ لَدَيْكَ. 10خَفَقَ قَلْبِي
وَفَارَقَتْنِي قُوَّتِي، وَاضْمَحَلَّ فِيَّ نُورُ عَيْنَيَّ. 11وَقَفَ
أَحِبَّائِي وَأَصْحَابِي مُسْتَنْكِفِينَ مِنِّي بِسَبَبِ مُصِيبَتِي،
وَتَنَحَّى أَقَارِبِي عَنِّي. 12نَصَبَ السَّاعُونَ لِقَتْلِي الْفِخَاخَ،
وَطَالِبُو أَذِيَّتِي تَوَعَّدُوا بِدَمَارِي، وَتَآمَرُوا طُولَ
النَّهَارِ لِلإِيقَاعِ بِي.
13أَمَّا أَنَا فَقَدْ
كُنْتُ كَأَصَمَّ، لاَ يَسْمَعُ، وَكَأَخْرَسَ لاَ يَفْتَحُ فَاهُ.
14كُنْتُ كَمَنْ لاَ يَسْمَعُ، وَكَمَنْ لَيْسَ فِي فَمِهِ حُجَّةٌ.
15لأَنِّي قَدْ وَضَعْتُ فِيكَ رَجَائِي، وَأَنْتَ تَسْتَجِيبُنِي يَارَبُّ
إِلَهِي. 16قُلْتُ: «لاَ تَدَعْهُمْ يَشْمَتُونَ بِي فَحَالَمَا زَلَّتْ
قَدَمِي تَغَطْرَسُوا عَلَيَّ» 17لأَنِّي أَكَادُ أَتَعَثَّرُ، وَوَجَعِي
دَائِماً أَمَامَ نَاظِرِي. 18أَعْتَرِفُ جَهْراً بِإِثْمِي، وأَحْزَنُ
مِنْ أَجْلِ خَطِيئَتِي. 19أَمَّا أَعْدَائِي فَيَفِيضُونَ حَيَوِيَّةً.
تَجَبَّرُوا وَكَثُرَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي ظُلْماً. 20وَالَّذِينَ
يُجَازُونَ الْخَيْرَ بِالشَّرِّ يُقَاوِمُونَنِي لأَنِّي أَتْبَعُ
الصَّلاَحَ. 21لاَ تَنْبِذْنِي يَارَبُّ. يَاإِلَهِي لاَ تَبْعُدْ عَنِّي.
22أَسْرِعْ لِنَجْدَتِي يَارَبُّ يَامُخَلِّصِي.
فصل
39
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ
والثَّلاَثُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ،
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1قُلْتُ: «أَحْرِصُ عَلَى
حُسْنِ الْمَسْلَكِ فَلاَ يُخْطِيءُ لِسَانِي الْقَوْلَ. سَأَكُمُّ فَمِي
عَنِ الْكَلاَمِ مَادَامَ الشِّرِّيرُ أَمَامِي». 2صَمَتُّ صَمْتاً.
أَمْسَكْتُ حَتَّى عَنِ الْخَيْرِ، فَثَارَ وَجَعِي. 3الْتَهَبَ قَلْبِي
فِي دَاخِلِي، وَفِي تَأَمُّلِي اشْتَعَلَتْ فِيَّ النَّارُ، فَأَطْلَقْتُ
لِسَانِي بِالْكَلاَمِ. 4يَارَبُّ عَرِّفْنِي مَتَى تَكُونُ نِهَايَتِي،
وَكَمْ تَطُولُ أَيَّامِي فَأُدْرِكَ أَنَّنِي إِنْسَانٌ زَائِلٌ. 5هُوَذَا
قَدْ جَعَلْتَ حَيَاتِي قَصِيرَةً، وَعُمْرِي كَلاَ شَيْءَ أَمَامَكَ.
كُلُّ إِنْسَانٍ حَيٍّ لَيْسَ سِوَى نَفْخَةٍ! 6إِنَّمَا كَخَيَالٍ
يَتَمَشَّى الإِنْسَانُ، فَعَبَثاً يُكَافِحُ النَّاسُ. يَجْمَعُ
الْوَاحِدُ مِنْهُمْ ثَرْوَةً وَلاَ يَدْرِي مَنْ يَرِثُهَا مِنْ بَعْدِهِ.
7وَالآنَ،
فَأَيُّ شَيْءٍ أَنْتَظِرُ يَارَبُّ؟ إِنَّمَا فِيكَ رَجَائِي. 8نَجِّنِي
مِنْ جَمِيعِ مَعَاصِيَّ، وَلاَ تَجْعَلْنِي عَاراً عِنْدَ الأَحْمَقِ.
9صَمَتُّ. لاَ أَفْتَحُ فَمِي، لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا. 10ارْفَعْ
عَنِّي ضَرْبَتَكَ فَقَدْ فَنِيْتُ مِنْ صَفْعَةِ يَدِكَ. 11عِنْدَمَا
تُؤَدِّبُ الإِنْسَانَ بِالتَّوْبِيخِ عَلَى الإِثْمِ، تُتْلِفُ بَهَاءَهُ
إِتْلاَفَ الْعُثِّ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ نَفْخَةٌ. 12يَارَبُّ
اسْمَعْ صَلاَتِي. وَاصْغَ إِلَى صُرَاخِي، وَلاَ تَسْكُتْ أَمَامَ
دُمُوعِي، لأَنِّي غَرِيبٌ عِنْدَكَ وَعَابِرُ سَبِيلٍ كَجَمِيعِ آبَائِي.
13حَوِّلْ غَضَبَكَ عَنِّي فَأَنْتَعِشَ، قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ وَيَخْتَفِيَ
أَثَرِي.
فصل
40
الْمَزْمُورُ الأَرْبَعُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ،
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1انْتَظَرْتُ الرَّبَّ
صَابِراً، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخَ اسْتِغَاثَتِي،
2وَانْتَشَلَنِي مِنْ هُوَّةِ الْهَلاَكِ، مِنْ طِينِ الْمُسْتَنْقَعِ.
وَأَوْقَفَ قَدَمَيَّ عَلَى أَرْضٍ صَخْرِيَّةٍ، فَصِرْتُ أَمْشِي
بِخُطُوَاتٍ ثَابِتَةٍ. 3وَضَعَ فِي فَمِي تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً،
قَصِيدَةَ تَسْبِيحٍ لإِلَهِنَا. يَرَى ذَلِكَ كَثِيرُونَ فَيَخَافُونَ
الرَّبَّ.
4طُوبَى لِرَجُلٍ وَضَعَ فِي
الرَّبِّ ثِقَتَهُ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى الْمُتَكَبِّرِينَ
وَالْمُنْحَرِفِينَ إِلَى الْكَذِبِ. 5أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، مَا
أَكْثَرَ أَعْمَالَكَ الْعَجِيبَةَ. إِنْ تَحَدَّثْتُ عَنْ خُطَطِكَ
الرَّائِعَةِ لَنَا فَلَنْ أَقْدِرَ أَنْ أُحْصِيَهَا. زَادَتْ عَنْ أَنْ
تُعَدَّ. 6لَمْ تُرِدْ أَوْ تَطْلُبْ ذَبَائِحَ وَمُحْرَ قَاتٍ عَنِ
الْخَطِيئَةِ، لَكِنَّكَ وَهَبْتَنِي أُذُنَيْنِ صَاغِيَتَيْنِ
مُطِيعَتَيْنِ. 7عِنْدَئِذٍ قُلْتُ: «هَا أَنَا أَجِيءُ، كَمَا هُوَ
مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي دَرْجِ الْكِتَابِ: 8إِنَّ مَسَرَّتِي أَنْ أَعْمَلَ
مَشِيئَتَكَ الصَّالِحَةَ يَاإِلَهِي، وَشَرِيعَتُكَ فِي صَمِيمِ قَلْبِي.
9أَعْلَنْتُ بِرَّكَ وَسَطَ جَمَاعَةِ شَعْبِكَ الْعَظِيمِ، وَأَنْتَ
يَارَبُّ عَلِمْتَ أَنَّنِي لَمْ أُلْجِمْ شَفَتَيَّ. 10لَمْ أُخْفِ
بِرَّكَ دَاخِلَ قَلْبِي، بَلْ أَعْلَنْتُ أَمَانَتَكَ وَخَلاَصَكَ. لَمْ
أَكْتُمْ رَحْمَتَكَ وَحَقَّكَ عَنْ جَمَاعَةِ شَعْبِكَ الْعَظِيمِ».
11فَأَنْتَ يَارَبُّ لَنْ
تَمْنَعَ مَرَاحِمَكَ عَنِّي. تَنْصُرُنِي دَائِماً رَحْمَتُكَ وَحَقُّكَ.
12إِنَّ شُرُوراً لاَ تُحْصَى قَدْ أَحَاطَتْ بِي، وَآثَامِي قَدْ
أَطْبَقَتْ عَلَيَّ فَأَعْمَتْنِي لأَنَّهَا أَكْثَرُ مِنْ شَعْرِ رَأْسِي،
وَقَلْبِي قَدْ خَذَلَنِي. 13يَارَبُّ، ارْتَضِ أَنْ تُنَجِّيَنِي.
أَسْرِعْ يَارَبُّ لإِغَاثَتِي. 14لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلْ مَعاً الَّذِينَ
يَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي. لِيُدْبِرْ وَلْيَخْزَ الْمَسْرُورُونَ
بِأَذِيَّتِي. 15لِيَذْهَلْ خِزْياً السَّاخِرُونَ مِنِّي. 16وَلْيَفْرَحْ
وَيَبْتَهِجْ بِكَ جَمِيعُ طَالِبِيكَ، وَلْيَقُلْ كُلَّ حِينٍ مُحبُّو
خَلاَصِكَ: «يَتَعَظَّمُ الرَّبُّ». 17أَمَّا أَنَا فَمِسْكِينٌ وَبَائِسٌ.
الرَّبُّ يَهْتَمُّ بِي. عَوْنِي وَمُنْقِذِي أَنْتَ. فَلاَ تَتَوَانَ
يَاإِلَهِي.
فصل
41
الْمَزْمُورُ الْحَادِي
وَالأَرْبَعُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ،
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1طُوبَى لِلْمُتَرَفِّقِ
بِالْمِسْكِينِ، فَإِنَّ الرَّبَّ يُنْقِذُهُ فِي يَوْمِ الشَّرِّ.
2الرَّبُّ يَحْفَظُهُ وَيُحْيِيهِ وَيُسْعِدُهُ فِي الأَرْضِ، وَلاَ
يُسَلِّمُهُ إِلَى مَقَاصِدِ أَعْدَائِهِ. 3يَعْضُدُهُ الرَّبُّ عَلَى
فِرَاشِ الأَلَمِ، وَيَرُدُّ عَافِيَتَهُ.
4وَأَنَا قُلْتُ: يَارَبُّ
ارْحَمْنِي! أَبْرِيءْ نَفْسِي لأَنِّي قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ.
5أَعْدَائِي يَتَآمَرُونَ عَلَيَّ بِالشَّرِّ وَيَقُولُونَ: «مَتَى يَمُوتُ
وَيَنْقَرِضُ اسْمُهُ؟» 6إِنْ أَقْبَلَ لِيَرَانِي، يُبْدِي لِي نِفَاقاً
وَيُضْمِرُ فِي قَلْبِهِ شَرّاً يُشِيعُهُ عَنِّي حَالَمَا يُفَارِقُنِي.
7جَمِيعُ مُبْغِضِيَّ يَتَهَامَسُونَ عَلَيَّ، وَيَتَآمَرُونَ عَلَى
إِيذَائِي 8قَائِلِينَ: «قَدِ اعْتَرَاهُ دَاءٌ عُضَالٌ، وَلَنْ يَقُومَ
مِنْ فِرَاشِهِ أَبَداً». 9حَتَّى صَدِيقِي الْمُلاَزِمُ لِي الَّذِي
وَثِقْتُ بِهِ، الآكِلُ مِنْ طَعَامِي قَدِ انْقَلَبَ عَلَيَّ، وَرَفَعَ
عَلَيَّ عَقِبَهُ.
10أَمَّا أَنْتَ يَارَبُّ
فَارْحَمْنِي وَاشْفِنِي، فَأُجَازِيَهُمْ. 11قَدْ أَدْرَكْتُ أَنِّي
حَظِيتُ بِرِضَاكَ حِينَ (نَصَرْتَنِي) فَلَمْ يُطْلِقْ عَلَيَّ عَدُوِّي
هُتَافَ الظَّفَرِ 12فَإِنَّكَ تَدْعَمُنِي فِي كَمَالِي، وَتُقِيمُنِي فِي
مَحْضَرِكَ إِلَى الأَبَدِ. 13تَبَارَكَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ،
مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. آمِين فَآمِين.
فصل
42
الْمَزْمُورُ الثَّانِي
وَالأَرْبَعُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ.
مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ لِبَنِي قُورَحَ
1مِثْلَمَا تَشْتَاقُ
الْغِزْلاَنُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ، هَكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي
إِلَيْكَ يَااَللهُ . 2نَفْسِي عَطْشَى إِلَى اللهِ الإِلَهِ الْحَيِّ،
فَمَتَى أَجِيءُ وَأَمْثُلُ أَمَامَ اللهِ؟ 3قَدْ صَارَتْ دُمُوعِي
طَعَامِي الْوَحِيدَ نَهَاراً وَلَيْلاً، إِذْ قِيلَ لِي كُلَّ يَوْمٍ:
«أَيْنَ إِلَهُكَ»؟ 4حِينَ أَتَأَمَّلُ فِي نَفْسِي تُعَاوِدُنِي هَذِهِ
الذِّكْرَى: كَيْفَ كُنْتُ أُرَافِقُ حُشُودَ الْعَابِدِينَ
الْمُحْتَفِلِينَ بِالْعِيدِ وَأَقُودُهُمْ فِي الْحُضُورِ إِلَى بَيْتِ
اللهِ، هَاتِفاً مَعَهُمْ فَرَحاً وَحَمْداً. 5لِمَاذَا أَنْتِ
مُكْتَئِبَةٌ يَانَفْسِي؟ وَلِمَاذَا أَنْتِ قَلِقَةٌ فِي دَاخِلِي؟
تَرَجَّيِ اللهَ، فَإِنِّي سَأَظَلُّ أَحْمَدُهُ، لأَنَّهُ عَوْنِي
وَإِلَهِي.
6إِلَهِي، إِنَّ نَفْسِي
مُكْتَئِبَةٌ فِيَّ، لِذَلِكَ أَذْكُرُكَ مِنْ وَادِي الأُرْدُنِّ، وَمِنْ
جِبَالِ حَرْمُونَ، وَمِنْ جَبَلِ مِصْعَرَ. 7أَمْوَاجُ النَّكَبَاتِ
تَوَالَتْ عَلَيَّ كَمَا تَتَوَالَى مِيَاهُ شَلاَلاَتِكَ. 8يُبْدِي
الرَّبُّ لِي رَحْمَتَهُ فِي النَّهَارِ، وَفِي اللَّيْلِ تُرَافِقُنِي
تَرْنِيمَتُهُ، صَلاَةٌ لإِلَهِ حَيَاتِي. 9أَقُولُ لِلهِ صَخْرَتِي:
«لِمَاذَا نَسِيْتَنِي؟» لِمَاذَا أَطُوفُ نَائِحاً مِنْ مُضَايَقَةِ
الْعَدُوِّ؟ 10لَقَدْ عَيَّرَنِي مُضَايِقِيَّ وَسَحَقُوا عِظَامِي، إِذْ
يَقُولُونَ لِي طُولَ النَّهَارِ: أَيْنَ إِلَهُكَ؟» 11لِمَاذَا أَنْتِ
مُكْتَئِبَةٌ يَانَفْسِي، وَلِمَاذَا أَنْتِ قَلِقَةٌ؟ تَرَجَّيِ اللهَ ،
فَإِنِّي سَأَظَلُّ أَحْمَدُهُ، لأَنَّهُ عَوْنِي وَإِلَهِي.
فصل
43
الْمَزْمُورُ الثَّالِثُ
وَالأَرْبَعُونَ
1يَااللهُ احْكُمْ
بِبَرَاءَتِي، وَدَافِعْ عَنْ قَضِيَّتِي ضِدَّ شَعْبٍ لاَ يَرْحَمُ.
أَنْقِذْنِي مِنَ الْغَشَّاشِ وَالظَّالِمِ. 2لأَنَّكَ أَنْتَ حِصْنِي.
لِمَاذَا رَفَضْتَنِي؟ لِمَاذَا أَطُوفُ نَائِحاً مِنْ مُضَايَقَةِ
الْعَدُوِّ؟ 3أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ فَيُرْشِدَانِي، وَيَأْتِيَا بِي
إِلَى جَبَلِكَ الْمُقَدَّسِ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ، 4فَأُقْبِلَ إِلَى
مَذْبَحِ اللهِ، إِلَى اللهِ فَرَحِي وَأُسَبِّحُكَ
بِالعُودِ
يَاإِلَهِي. 5لِمَاذَا أَنْتِ مُكْتَئِبَةٌ يَانَفْسِي؟ لِمَاذَا أَنْتِ
قَلِقَةٌ فِي دَاخِلِي؟ تَرَجَّيِ اللهَ فَإِنِّي سَأَظَلُّ أَحْمَدُهُ،
لأَنَّهُ عَوْنِي وَإِلَهِي.
فصل
44
الْمَزْمُورُ الرَّابِعُ
وَالأَرْبَعُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ،
مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ لِبَنِي قُورَحَ
1يَااللهُ ، بِآذَانِنَا
قَدْ سَمِعْنَا، وَآبَاؤُنَا أَخْبَرُونَا بِمَا عَمِلْتَهُ فِي
أَيَّامِهِمِ الْقَدِيمَةِ. 2بِيَدِكَ اقْتَلَعْتَ الأُمَمَ، وَغَرَسْتَ
آبَاءَنَا. حَطَّمْتَ الشُّعُوبَ وَأَنْمَيْتَهُمْ. 3لَمْ يَمْتَلِكُوا
الأَرْضَ بِسَيْفِهِمْ وَلاَ بِذِرَاعِهِمْ خَلُصُوا، وَلَكِنْ بِفَضْلِ
يُمْنَاكَ وَذِرَاعِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ، لأَنَّكَ رَضِيتَ عَنْهُمْ.
4أَنْتَ هُوَ مَلِكِي يَااللهُ ، فَأْمُرْ بِخَلاَصِ شَعْبِكَ. 5بِعَوْنِكَ
نَطْرَحُ خُصُومَنَا أَرْضاً، وَبِاسْمِكَ نَدُوسُ الْقَائِمِينَ
عَلَيْنَا. 6فَإِنِّي لَنْ أَتَّكِلَ عَلَى قَوْسِي وَلَنْ يُخَلِّصَنِي
سَيْفِي. 7فَأَنْتَ أَنْقَذْتَنَا مِنْ مُضَايِقِينَا وَأَلْحَقْتَ
الْعَارَ بِمُبْغِضِينَا. 8بِاللهِ نَفْتَخِرُ الْيَوْمَ كُلَّهُ،
وَنَحْمَدُ اسْمَكَ إِلَى الأَبَدِ.
9غَيْرَ أَنَّكَ قَدْ
رَذَلْتَنَا وَأَخْجَلْتَنَا، وَلَمْ تَعُدْ تُرَافِقُ جُنُودَنَا إِلَى
الْحَرْبِ. 10جَعَلْتَنَا نَتَقَهْقَرُ أَمَامَ عَدُوِّنَا. أَمَّا
مُبْغِضُونَا فَيَغْنَمُونَ لأَنْفُسِهِمْ. 11أَسْلَمْتَنَا كَغَنَمٍ
مُعَدَّةٍ لِلذَّبْحِ، وَبَدَّدْتَنَا بَيْنَ الأُمَمِ. 12بِعْتَ شَعْبَكَ
بِلاَ مَالٍ وَبِثَمَنِهِمْ لَمْ تَرْبَحْ. 13تَجْعَلُنَا عَاراً عِنْدَ
جِيرَانِنَا، وَمَثَارَ هُزْءٍ وَسُخْرِيَةٍ لِمَنْ حَوْلَنَا.
14تَجْعَلُنَا مَثَلاً بَيْنَ الأُمَمِ وَأُضْحُوكَةً بَيْنَ الشُّعُوبِ.
15الْيَوْمَ كُلَّهُ خَجَلِي مَاثِلٌ أَمَامِي، وَخِزْيُ وَجْهِي قَدْ
غَمَرَنِي 16مِنْ صَوْتِ الْمُعَيِّرِ وَالْمُجَدِّفِ وَمَرْأَى الْعَدُوِّ
الْمُنْتَقِمِ.
17هَذَا كُلُّهُ وَقَعَ
عَلَيْنَا، فَمَا نَسِينَاكَ وَلاَ خُنَّا عَهْدَكَ. 18لَمْ يَرْتَدَّ
قَلْبُنَا إِلَى الْوَرَاءِ، وَلاَ حَادَتْ خُطُوَاتُنَا عَنْ طَرِيقِكَ.
19مَعَ أَنَّكَ سَحَقْتَنَا وَسَطَ الْوُحُوشِ، وَغَمَرْتَنَا بِظِلاَلِ
الْمَوْتِ. 20إِنْ كُنَّا قَدْ نَسِينَا اسْمَ إِلَهِنَا، وَصَلَّيْنَا
إِلَى إِلَهٍ غَرِيبٍ، 21أَلاَ يَعْرِفُ اللهُ ذَلِكَ وَهُوَ عَلاَّمُ
الغُيُوبِ؟ 22أَلاَ أَنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُعَانِي الْمَوْتَ طُولَ
النَّهَارِ، وَقَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ مُعَدَّةٍ لِلذَّبْحِ.
23قُمْ يَارَبُّ. لِمَاذَا
تَتَغَافَى؟ انْتَبِهْ وَلاَ تَنْبِذْنَا إِلَى الأَبَدِ. 24لِمَاذَا
تَحْجُبُ وَجْهَكَ وَتَنْسَى مَذَلَّتَنَا وَضِيقَنَا؟ 25إِنَّ نُفُوسَنَا
قَدِ انْحَنَتْ إِلَى التُّرَابِ، وَبُطُونَنَا لَصِقَتْ بِالأَرْضِ.
26هُبَّ لِنَجْدَتِنَا وَافْدِنَا مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكَ.
فصل
45
الْمَزْمُورُ الْخَامِسُ
وَالأَرْبَعُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ:
عَلَى السُّوسَنِّ.
مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ
لِبَنِي قُورَحَ. تَرْنِيمَةُ مَحَبَّةٍ
1فَاضَ قَلْبِي بِكَلاَمٍ
صَالِحٍ: إِنِّي أُخَاطِبُ الْمَلِكَ بِمَا قَدْ أَنْشَأْتُهُ، وَلِسَانِي
فَصِيحٌ كَقَلَمِ الْكَاتِبِ الْمَاهِرِ. 2أَنْتَ أَبْرَعُ جَمَالاً مِنْ
كُلِّ بَنِي الْبَشَرِ. انْسَكَبَتِ النِّعْمَةُ عَلَى شَفَتَيْكَ،
لِذَلِكَ بَارَكَكَ اللهُ إِلَى الأَبَدِ. 3فِي جَلاَلِكَ وَبَهَائِكَ
تَقَلَّدْ سَيْفَكَ عَلَى فَخْذِكَ أَيُّهَا الْمُقْتَدِرُ، 4وَبِجَلاَلِكَ
ارْكَبْ ظَافِراً لأَجْلِ الْحَقِّ وَالْوَدَاعَةِ وَالْبِرِّ،
فَتَقْتَحِمَ يَمِينُكَ الأَهْوَالَ. 5سِهَامُكَ مَسْنُونَةٌ تَخْتَرِقُ
أَعْمَاقَ قُلُوبِ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ، وَتَسْقُطُ الشُّعُوبُ صَرْعَى
تَحْتَ قَدَمَيْكَ.
6عَرْشُكَ يَااللهُ إِلَى
دَهْرِ الدُّهُورِ، وَصَوْلَجَانُ مُلْكِكَ عَادِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ.
7أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ
اللهُ (مَلِكاً) بِدُهْنِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ
(الْمُلُوكِ). 8ثِيَابُكَ كُلُّهَا مُعَطَّرَةٌ بِالْمُرِّ وَدُهْنِ
اللُّبَانِ. مِنْ قُصُورِ الْعَاجِ صَدَحَتْ مُوسِيقَى الآلاَتِ
الْوَتَرِيَّةِ فَأَطْرَبَتْكَ. 9أَمِيرَاتٌ بَيْنَ حَظِيَّاتِكَ. جَلَسَتِ
الْمَلِكَةُ عَنْ يَمِينِكَ مُزَيَّنَةً بِذَهَبِ أُوفِيرَ . 10اسْمَعِي
يَابِنْتُ وَانْظُرِي، وَأَرْهِفِي إِلَيَّ أُذُنَكِ، وَانْسَيْ شَعْبَكِ
وَبَيْتَ أَبِيكِ 11فَيَشْتَهِيَ الْمَلِكُ جَمَالَكِ، لأَنَّهُ هُوَ
سَيِّدُكِ فَاسْجُدِي لَهُ. 12بِنْتُ صُورٍ أَغْنَى الشُّعُوبِ
تَسْتَرْضِيكِ بِهَدِيَّةٍ.
13كُلُّهَا مَجْدٌ ابْنَةُ
الْمَلِكِ فِي قَصْرِهَا. ثِيَابُهَا مَنْسُوجَةٌ بِذَهَبٍ. 14تُزَفُّ
إِلَى الْمَلِكِ بِحُلَلٍ مُطَرَّزَةٍ، وَوَصِيفَاتُهَا العَذَارَى
يَتْبَعْنَهَا قَادِمَاتٍ إِلَيْكَ فِي مَوْكِبٍ حَافِلٍ. 15يُحْضَرْنَ
بِفَرَحٍ وَابْتِهَاجٍ. يَدْخُلْنَ إِلَى قَصْرِ الْمَلِكِ. 16يُصْبِحُ
أَبْنَاؤُكَ يَوْماً مُلُوكاً كَآبَائِهِمْ فَيَتَرَبَّعُونَ عَلَى عُرُوشٍ
فِي كُلِّ الأَرْضِ. 17أُخَلِّدُ ذِكْرَى اسْمِكَ فِي كُلِّ الأَجْيَالِ،
وَتَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.
فصل
46
الْمَزْمُورُ السَّادِسُ
وَالأَرْبَعُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى أَصْوَاتِ الْعَذَارَى
تَرْنِيمَةٌ لِبَنِي قُورَحَ
1اللهُ لَنَا مَلْجَأٌ
وَقُوَّةٌ، عَوْنُهُ مُتَوَافِرٌ لَنَا دَائِماً فِي الضِّيقَاتِ.
2لِذَلِكَ لاَ نَخَافُ وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ وَانْقَلَبَتِ
الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ. 3تَهِيجُ وَتُزْبِدُ مِيَاهُهَا؛
تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ مِنْ عُنْفِ
جَيَشَانِهَا.
4تَفْرَحُ مَدِينَةُ اللهِ
حَيْثُ مَسَاكِنُ الْعَلِيِّ بِنَهْرٍ دَائِمِ الْجَرَيَانِ. 5اللهُ فِي
وَسَطِ الْمَدِينَةِ فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ. يُعِينُهَا اللهُ فِي الفَجْرِ
المُبَكِّرِ. 6مَاجَتِ الأُمَمُ وَهَاجَتْ، فَتَزَلْزَلَتِ الْمَمَالِكُ،
وَلَكِنْ مَا إِنْ دَوَّى بِصَوْتِهِ حَتَّى ذَابَتِ الأَرْضُ. 7رَبُّ
الْجُنُودِ مَعَنَا، مَلْجَأُنَا إِلَهُ يَعْقُوبَ.
8تَعَالَوْا وَانْظُرُوا
أَعْمَالَ اللهِ الَّذِي صَنَعَ عَجَائِبَ فِي الأَرْضِ 9يَقْضِي عَلَى
الْحُرُوبِ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا. يَكْسِرُ الْقَوْسَ وَيَشُقُّ
الرُّمْحَ، وَيُحْرِقُ الْمَرْكَبَاتِ الْحَرْبِيَّةَ بِالنَّارِ.
10اسْتَكِينُوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ ، أَتَعَالَى بَيْنَ
الأُمَمِ وَأَتَعَالَى فِي الأَرْضِ. 11رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا.
مَلْجَأُنَا إِلَهُ يَعْقُوبَ.
فصل
47
الْمَزْمُورُ السَّابِعُ
وَالأَرْبَعُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
لِبَنِي قُورَحَ. مَزْمُورٌ
1يَاجَمِيعَ الأُمَمِ
صَفِّقُوا بِالأَيَا دِي، وَاهْتِفُوا لِلهِ هُتَافَ الابْتِهَاجِ. 2لأَنَّ
الرَّبَّ عَلِيٌّ مَخُوفٌ، مَلِكٌ عَظِيمٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. 3يُخْضِعُ
الشُّعُوبَ لَنَا، وَيَطْرَحُ الأُمَمَ تَحْتَ أَقْدَامِنَا. 4يَخْتَارُ
لَنَا مِيرَاثَنَا، فَخْرَ يَعْقُوبَ الَّذِي أَحَبَّهُ.
5ارْتَفَعَ اللهُ وَسَطَ
الْهُتَافِ، ارْتَفَعَ الرَّبُّ وَسَطَ دَوِيِّ نَفْخِ الْبُوقِ.
6رَنِّمُوا لِلهِ، رَنِّمُوا. رَنِّمُوا لِمَلِكِنَا، رَنِّمُوا. 7لأَنَّ
اللهَ هُوَ مَلِكُ الأَرْضِ كُلِّهَا. رَنِّمُوا لَهُ قَصِيدَةَ حَمْدٍ.
8مَلَكَ اللهُ عَلَى الأُمَمِ، اللهُ جَلَسَ عَلَى عَرْشِهِ الْمُقَدَّسِ.
9رُؤَسَاءُ الأُمَمِ اجْتَمَعُوا مَعَ شَعْبِ إِلَهِ إِبْرَاهِيمَ. لأَنَّ
لِلهِ حُمَاةَ الأَرْضِ وَهُوَ مُتَعَالٍ جِدّاً.
فصل
48
الْمَزْمُورُ الثَّامِنُ
وَالأَرْبَعُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
لِبَنِي قُورَحَ
1مَا أَعْظَمَ الرَّبَّ
وَمَا أَجْدَرَهُ بِالتَّسْبِيحِ فِي مَدِينَةِ إِلَهِنَا، فِي جَبَلِ
قَدَاسَتِهِ! 2جَبَلُ صِهْيَوْنَ جَمِيلٌ فِي شُمُوخِهِ، (هُوَ) فَرَحُ
كُلِّ الأَرْضِ حَتَّى أَقَاصِي الشَّمَالِ. هُوَ مَدِينَةُ الْمَلِكِ
الْعَظِيمِ. 3اللهُ الْمُقِيمُ فِي قُصُورِهَا مَعْرُوفٌ بِأَنَّهُ حِصْنٌ
مَنِيعٌ.
4هُوَذَا الْمُلُوكُ قَدِ
احْتَشَدُوا وَعَبَرُوا مَعاً. 5رَأَوْا بَيْتَ اللهِ فَذُهِلُوا.
ارْتَاعُوا وَفَرُّوا. 6هُنَاكَ اعْتَرَتْهُمْ رِعْدَةٌ فَتَوَجَّعُوا
كَامْرَأَةٍ فِي مَخَاضِهَا. 7تُحَطِّمُ سُفُنَ تَرْشِيشَ بِرِيحٍ
شَرْقِيَّةٍ. 8كَمَا سَمِعْنَا رَأَيْنَا فِي مَدِينَةِ رَبِّ الْجُنُودِ،
مَدِينَةِ إِلَهِنَا. حَقّاً إِنَّ اللهَ يُثَبِّتُهَا إِلَى الأَبَدِ.
9تَأَمَّلْنَا يَااللهُ فِي
رَحْمَتِكَ فِي وَسَطِ هَيْكَلِكَ. 10تَسْبِيحُكَ يَااللهُ مِثْلُ اسْمِكَ
يَبْلُغُ أَقَاصِي الأَرْضِ. يَمِينُكَ مَلآنَةٌ صَلاَحاً. 11لِيَفْرَحْ
جَبَلُ صِهْيَوْنَ وَلْتَبْتَهِجْ بَنَاتُ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ أَحْكَامِ
قَضَائِكَ.
12جُولُوا فِي صِهْيَوْنَ
وَدُورُوا حَوْلَهَا. عُدُّوا أَبْرَاجَهَا. 13تَفَرَّسُوا فِي
مَتَارِيسِهَا وَتَأَمَّلُوا قُصُورَ هَا لِتُخْبِرُوا بِهَا الأَجْيَالَ
الْقَادِمَةَ. 14لأَنَّ اللهَ هَذَا هُوَ إِلَهُنَا إِلَى الدَّهْرِ
وَالأَبَدِ، وَهُوَ هَادِينَا حَتَّى الْمَوْتِ.
فصل
49
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ
وَالأَرْبَعُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ.
مَزْمُورٌ لِبَنِي قُورَحَ
1اسْمَعُوا هَذَا يَاجَمِيعَ
الشُّعُوبِ، أَصْغُوا يَاجَمِيعَ سُكَّانِ الْعَالَمِ. 2(اسْمَعُوا)
إِلَيَّ أَيُّهَا الْعُظَمَاءُ، الأَغْنِيَاءُ وَالْفُقَرَاءُ عَلَى
السَّوَاءِ. 3يَنْطِقُ فَمِي بِالْحِكْمَةِ، وَخَوَاطِرُ قَلْبِي
بِالْفَهْمِ. 4أُعِيرُ أُذُنِي لأَسْمَعَ مَثَلاً، وَعَلَى عَزْفِ الْعُودِ
أَشْرَحُ لُغْزِي.
5لِمَاذَا أَخَافُ فِي
أَيَّامِ الْخَطَرِ عِنْدَمَا يُحِيطُ بِي شَرُّ مُطَارِدِيَّ؟ 6أُولَئِكَ
الْمُتَّكِلُونَ عَلَى ثَرْوَتِهِمْ، وَبِوَفْرَةِ غِنَاهُمْ
يَفْتَخِرُونَ. 7لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَبَداً أَنْ يَفْتَدِيَ أَخَاهُ أَوْ
يُقَدِّمَ لِلهِ كَفَّارَةً عَنْهُ. 8لأَنَّ فِدْيَةَ النُّفُوسِ بَاهِظَةٌ
يَتَعَذَّرُ دَفْعُهَا مَدَى الْحَيَاةِ 9طَلَباً لِلْخُلُودِ عَلَى
الأَرْضِ وَتَفَادِياً لِرُؤْيَةِ الْقَبْرِ. 10لَكِنَّ الْحُكَمَاءَ
يَمُوتُونَ كَمَا يَمُوتُ الْجَاهِلُ وَالْغَبِيُّ، تَارِكِينَ
ثَرْوَتَهُمْ لِغَيْرِهِمْ. 11يَتَوَهَّمُونَ أَنَّ بُيُوتَهُمْ خَالِدَةٌ،
وَأَنَّ مَسَاكِنَهُمْ بَاقِيَةٌ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ، فَأَطْلَقُوا
أَسْمَاءَهُمْ عَلَى أَرَاضِيهِمْ (تَخْلِيداً لِذِكْرِهِمْ). 12وَلَكِنَّ
الإِنْسَانَ لاَ يَخْلُدُ فِي أُبَّهَتِهِ. إِنَّهُ يُمَاثِلُ الْبَهَائِمَ
الَّتِي تُبَادُ. 13هَذَا هُوَ مَصِيرُ الْجُهَّالِ الْوَاثِقِينَ
بِأَنْفُسِهِمْ، وَمَصِيرُ أَعْقَابِهِمِ الَّذِينَ يَسْتَحْسِنُونَ
أَقْوَالَهُمْ. 14يُسَاقُونَ لِلْمَوْتِ كَالأَغْنَامِ، وَيَكُونُ
الْمَوْتُ رَاعِيَهُمْ وَيَسُودُ الْمُسْتَقِيمُونَ عَلَيْهِمْ. تَبْلَى
صُورَتُهُمْ، وَتَصِيرُ الْهَاوِيَةُ مَسْكِنَهُمْ. 15إِنَّمَا اللهُ
يَفْتَدِي نَفْسِي مِنْ قَبْضَةِ الْهَاوِيَةِ إذْ يَأْخُذُنِي إِلَيْهِ.
16لاَ تَخْشَ إِذَا اغْتَنَى
إِنْسَانٌ، وَزَادَ مَجْدُ بَيْتِهِ. 17فَإِنَّهُ عِنْدَ مَوْتِهِ لاَ
يَأْخُذُ مَعَهُ شَيْئاً، وَلاَ يَلْحَقُ بِهِ مَجْدُهُ إِلَى قَبْرِهِ.
18وَمَعَ أَنَّهُ يُنَعِّمُ نَفْسَهُ بِالْبَرَكَاتِ فِي أَثْنَاءِ
حَيَاتِهِ وَيُطْرِيهِ النَّاسُ إذْ أَحْسَنَ إِلَى نَفْسِهِ، 19إلاَّ
أَنَّ نَفْسَهُ سَتَلْحَقُ بِآبَائِهِ، الَّذِينَ لاَ يَرَوْنَ النُّورَ
إِلَى الأَبَدِ. 20فَالإِنْسَانُ الْمُتَمَتِّعُ بِالْكَرَامَةِ مِنْ
غَيْرِ فَهْمٍ، يُمَاثِلُ الْبَهَائِمَ البَائِدَةَ.
فصل
50
الْمَزْمُورُ الْخَمْسُونَ
مَزْمُورٌ لآسَافَ
1الرَّبُّ الإِلَهُ
الْقَدِيرُ تَكَلَّمَ، وَدَعَا الأَرْضَ لِلْمُحَاكَمَةِ مِنْ مَشْرِقِ
الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا. 2مِنْ صِهْيَوْنَ الْكَامِلَةِ الْجَمَالِ
أَشْرَقَ مَجْدُ اللهِ. 3يَأْتِي إِلَهُنَا وَلاَ يَصْمُتُ، تُحِيطُ بِهِ
النَّارُ الآكِلَةُ وَالْعَوَاصِفُ الثَّائِرَةُ. 4يُنَادِي السَّمَاوَاتِ
مِنَ الْعُلَى، وَالأَرْضَ أَيْضاً مِنْ تَحْتُ لِكَيْ يَدِينَ شَعْبَهُ،
قَائِلاً: 5«اجْمَعُوا إِلَيَّ أَتْقِيَائِي الَّذِينَ قَطَعُوا مَعِي
عَهْداً عَلَى ذَبِيحَةٍ». 6فَتُذِيعُ السَّمَاوَاتُ عَدْلَهُ لأَنَّ اللهَ
هُوَ الدَّيَّانُ.
7اسْمَعْ يَاشَعْبِي
فَأَتَكَلَّمَ. يَاإِسْرَائِيلُ إِنِّي أَشْهَدُ عَلَيْكَ: «أَنَا اللهُ
إِلَهُكَ. 8لَسْتُ أُوَبِّخُكَ عَلَى ذَبَائِحِكَ فَإِنَّ مُحْرَقَاتِكَ
هِيَ دَائِماً قُدَّامِي. 9فَمَا كُنْتُ لِآخُذَ مِنْ بَيْتِكَ ثَوْراً
وَلاَ مِنْ حَظَائِرِكَ تَيْساً. 10لأَنَّ جَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْغَابَةِ
مِلْكِي، وَكَذَلِكَ الْبَهَائِمَ الْمُنْتَشِرَةَ عَلَى أُلُوفِ
الْجِبَالِ. 11أَنَا عَالِمٌ بِجَمِيعِ طُيُورِ الْجِبَالِ، وَكُلُّ
مَخْلُوقَاتِ الْبَرَارِي هِيَ لِي. 12إِنْ جُعْتُ لاَ أَلْتَمِسُ مِنْكَ
حَاجَتِي لأَنَّ لِيَ الْمَسْكُونَةَ وَكُلَّ مَا فِيهَا. 13هَلْ آكُلُ
لَحْمَ الثِّيرَانِ، أَوْ أَشْرَبُ دَمَ التُّيُوسِ؟ 14قَدِّمْ لِلهِ
ذَبَائِحَ الْحَمْدِ وَأَوْفِ الْعَلِيَّ عُهُودَكَ. 15ادْعُنِي فِي يَوْمِ
ضِيقِكَ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي».
16وَقَالَ اللهُ
لِلشِّرِّيرِ: «بِأَيِّ حَقٍّ تُحَدِّثُ بِأَحْكَامِي، وَلِمَاذَا
تَتَكَلَّمُ عَنْ عَهْدِي، 17وَأَنْتَ تَمْقُتُ التَّأْدِيبَ وَلاَ
تَكْتَرِثُ لِكَلاَمِي؟ 18تَرَى سَارِقاً فَتُوَافِقُهُ، وَمَعَ الزُّنَاةِ
نَصِيبُكَ. 19أَطْلَقْتَ فَمَكَ بِالشَّرِّ وَلِسَانُكَ يَخْتَرِعُ غِشّاً.
20تَجْلِسُ تُشَهِّرُ بِأَخِيكَ، وَعَلَى ابْنِ أُمِّكَ تَفْتَرِي.
21هَذِهِ كُلَّهَا فَعَلْتَ وَأَنَا سَكَتُّ، فَظَنَنْتَ أَنِّي مِثْلُكَ.
غَيْرَ أَنِّي أُوَبِّخُكَ وَأَصُفُّ إِثْمَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ.
22وَالآنَ تَنَبَّهُوا أَيُّهَا النَّاسُونَ اللهَ ، لِئَلاَّ
أُمَزِّقَكُمْ وَلَيْسَ مَنْ يُنْقِذُكُمْ. 23أَمَّا مَنْ يُقَدِّمُ لِي
ذَبِيحَةَ حَمْدٍ فَهُوَ يُمَجِّدُنِي، وَمَنْ يُقَوِّمُ طَرِيقَهُ أُرِيهِ
خَلاَصَ اللهِ».
|