القدّيس نعمةالله كسّاب الحرديني
كــما شهد مـعاصـروه

إعداد الأب حنّا اسكندر

الاساس

خاتمة

   

القدّيس الحرديني
كــما شهد مـعاصـروه
إعداد الأب حنّا اسكندر

 
  مقدمة
 
  الفصل الأوّل: أوّل المشوار
  الفصل الثاني: جهود الحياة
  الفصل الثالث: طريق المجد
 
  خاتمة
 
  الشهود
  الأصول
 
  ملحق: صلوات
 
  المراجع
 
 
     
  دفن يسوع   قيامة يسوع  
 

لقد أعاد الحرديني وهج القداسة إلى الشرق المسيحي والطائفة المارونيّة والرهبانيّة. سبقه كثر، لكنّ نجمه لمع، فكان أعجوبة عصره.

عاش في كنف عائلة مقدّسة، فكان الولد الأبرز فيها. دخل الرهبانيّة ليتمّم مشروع القداسة، فالتقى بالصالح والطالح، في عصر مضطرب سياسيّا ورهبانيّا، فوضع يده على المحراث ولم يلتفت إلى الوراء، وشقّ طريقا كانت مدرسة قداسة، تخرّج منها الكثيرون، تحت شعار: "الشاطر اللي بيخلّص نفسو".

عمل في إدارة الشأن العام في الرهبانيّة، فما استهواه الجاه، بل بقي متواضعا ومثالا حيّا لإخوته الرهبان. انشقّت الرهبانيّة في حياته، وتكلّم الكثيرون بحقّه... فوحدّها بعد مماته. وفاح عبير فضائله، فأنعش الإيمان في كلّ شرقنا.

 
  تامل :

أَيُّها المَسيحُ، النُّورُ البَهيّ، لقد أَنَرتَ في بِيعَتِكَ المُقَدَّسَةِ مَصَابِيحَ مَعْرِفَةٍ وقَداسَة، أَمثالَ أَبينا "نعمةالله"، فكانَ المُعَلِّمَ الأَمِين، والرَّاهِبَ الزَّاهِدَ المُتَحَصِّنَ في دَيْرِهِ، الرَّاغِبَ في العُزْلَةِ لِلتَّأَمُّلِ والصَّلاة، يُرَدِّدُ على إِخْوَتِهِ حِكَماً سامِيَة، وتَشابِيهَ جَمِيلَة، أَمْلاها عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُس، ويَقُول: "الرَّاهِبُ في دَيْرِهِ مَلِكٌ في قَصْرِهِ، دَوْلَتُهُ رَهْبانِيَّتُهُ، وجُنُودُهُ إِخْوَتُهُ، وَمَجْدُهُ فَضِيلَتُهُ، وتاجُهُ مَحَبَّتُهُ، وَصَوْلَجانُهُ عِفَّتُهُ، وَسِلاحُهُ فَقْرُهُ وَطاعَتُهُ وَصَلاتُهُ، وَبِرْفِيرُهُ تَواضُعُهُ". هَبْ لَنا، رَبِّ، أَنْ نَتَفَهَّمَ تِلْكَ الحِكَم، وَنَعْمَلَ بها كُلَّ أَيَّامِ حَياتِنا، فَنَكونَ لَكَ جَماعَةً مُخَلَّصَةً تَشْهَدُ لِحُبِّكَ الكَبِير، وَتَجْذِبُ النَّاسَ وَتُرْشِدُهُم إِلى طَرِيقِ الخَلاصِ والحَياة، يا رَبَّنا وَإِلهنا لك المَجْدُ إِلى الأَبد.
 
 

pure software code