Enlarge قديسون من الكنيسة
 

تعيّد الكنيسة تذكار القديسين ...

 
 
1
وجوه آمنت بحقيقة الله والمسيح

 

        القديس ميخائيل رئيس الملائكة (8 تشرين الثاني)

        هو رئيس الملائكة الذي رآه يوحنا الرسول في رؤياه في قتال مع التنين-الشيطان وجنوده حتى انتصر عليهم وطردهم من السماء، فصار اسمه" ميخائيل" اي " من مثل الله"! (رؤيا 12/7), يسميه دانيال النبي "الرئيس العظيم"        ( دانيال12/1).

        ظهرالملاك ميخائيل محامياً وناصراً لشعب الله في العهد القديم، وليسوع ورسله في العهد الجديد، وهو ما يزال ناصراً للكنيسة في جهادها من اجل نشر انجيل الحقيقة والعدالة والسلام.

 

        القديس مينا المصري الشهيد ( 11 تنشرين الثاني)

        من مواليد الاسكندرية في القرن الثالث، تكلل باكليل الشهادة بقطع رأسه سنة 303. ولد في عائلة مسيحية وانخرط في الجندية. ثم تركها ليتجند ليسوع المسيح منفرداً في البرية للصوم والصلاة والتقشف. قاسى الاضطهاد بسبب ايمانه وثبت فيه بالرغم من مرّ العذابات التي انزلها به الوالي الروماني الوثني، وهو يردد: " حياتي هي للمسيح ربي، وكل مجدي وسعادتي به وحده".

 

        ورفعت الكنيسة على المذابح مسؤولين سياسيين معاصرين شهدوا لحقيقة المسيح وطبعوا بقيم الانجيل الشؤون الزمنية، نذكر منهم:

        الطوباوي الملك شارل النمساوي  Charles d'Autride( 1880-1922)

        هو آخر امبراطور وملك على النمسا. اعلنه البابا يوحنا بولس الثاني طوباوياً في 3 تشرين الاول 2004. انه ملك ورب عائلة اراد ان يضع ذاته في خدمة ارادة الله، فكان الايمان بالله المقياس لمسؤولياته والموجه لحياته.

 

        القديس بيار- جورجيو فراساتي، Piergiorgo Frassati (1901-1925)

        هو مهندس ومسيحي ملتزم ورجل سياسة مناضل. اعلنه البابا يوحنا بولس الثاني طوباوياً في 20 ايار 1990. والده عضو في مجلس شيوخ ايطاليا ومؤسس جريدة لاستامبا ( La Stampa) وسفير لبلاده في برلين: منذ عمر 13 سنة بدأ بيار-جورجيو ( piergiorgio) يتناول القربان يومياً، وراح مدى حياته يجد غذاءه اليومي في قراءة الانجيل وفي الافخارستيا. فجمع بين الصلاة والعمل. انتسب الى الحزب الشعبي الايطالي واصبح فيه مناضلاً، وكرس اوقاته الحرة لخدمة البؤساء والفقراء، كعضو في جمعية مار منصور دي بول. مات بعمر 24 سنة. رسالته هي نداء الى توطيد العلاقة بين الايمان والاعمال على جميع المستويات، والى اعلان الحقيقة والدفاع عنها.

   
2

 وجوه عاونت في تصميم الخلاص وعاشت روحانية المعمدان

 

من بين القديسين الجدد نذكر الطوباويين الزوجين الايطالين: Luigi Beltrami Quattrocchi ( 1880-1951) وزوجته Maria Corsini ( 1884-1965)، اعلن تطويبهما البابا يوحنا بولس الثاني في 21 تشرين الاول 2001. هما اول زوجين يرفعان معاً في الكنيسة للتكريم على المذابح. عاشا بشكل خارق كزوجين ووالدين، وقد ارتبطا ارتباطاً وثيقاً " بمعبد سيدة الحب الالهي" في روما. اثناء الحرب الكونية الثانية زارت السيدة ماريا معبد السيدة وسلمت العذراء اولادها الاربعة، فنجوا باعجوبة من حادثة حرب. كان لويجي محامياً وزوجته ماريا مثقفة وكاتبة. تزوجا في روما سنة 1905، وانجبا اربعة اولاد: ابنين وابنتين ما بين سنة 1906 و1914، اعتنقوا كلهم الحياة الرهبانية والكهنوت بسبب جو العائلة المقدس، المفعم بالصلاة وعبادة قلب يسوع، والمشاركة اليومية بالقداس الالهي في بازليك مريم الكبرى في روما، وبالنشاط الرسولي في حركة النهضة المسيحية، وحركة " من اجل عالم افضل". كانت الزوجة ممرضة متطوعة في الصليب الاحمر، ومعلمة تعليم مسيحي للسيدات في الرعية، ومنظمة دورات اعدادية للزواج، ومساهمة في انشاء جامعة قلب يسوع الكاثوليكية، وعضواً في المجلس المركزي للاتحاد النسائي الكاثوليكي الايطالي. كانت الحياة الزوجية والعائلية لهذين الزوجين طريقاً الى القداسة، وسيراً الى الله بعيش الحب. فالقداسة هي ان تحب، والحب ممكن للجميع، ولذلك الجميع مدعوون الى القداسة.

 

تنظر الكنيسة حالياً في دعوى تطويب رجلي دولة متزوجين وربيّ عائلة. الاول هو رئيس وزراء ايطاليا  الشيدي دي غاسبري  Alcide de Gasperi (1881-1954)، الذي قيل فيه انه مسيحي متواضع، مخلص، وملتزم، اعطى الشهادة الكاملة لايمانه في حياته الخاصة والعامة، وعرف كيف يجمع معاً الفضائل الدينية والفضائل المدنية، ويضعها في خدمة الالتزام السياسي. كتب مرة الى زوجته Francesca: "يوجد رجال غنيمة، ورجال سلطة، ورجال ايمان. اودّ ان اُذكر بين هؤلاء الاخيرين". والثاني هو الفرنسي  Robert Schuman( 1886-1963) رئيس وزراء ووزير المالية واخيراً رئيس البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ لقد لقّبوه "بأبي اوروبا" وبالمسيحي الملتزم من اجل اوروبا مسيحية جديدة. مع زميله  Gasperi  لقد جمع بين الالتزام المسيحي والعمل السياسي المتفاني. وسلكا هكذا الطريق الى القداسة من خلال الالتزام السياسي، عائشين ابعاد المعمودية. هذا ما نرجوه لرجال السياسة عندنا.

   
3

 اعياد الاسبوع

 

اجمل عيدين تحتفل بهما الكنيسة عيد تقدمة العذراء مريم الى الهيكل وعيد والديها يواكيم وحنه.

تقدمة العذراء مريم للهيكل ( 21 تشرين الثاني)

عندما بلغت الطفلة مريم ثلاث سنوات من عمرها قدّمها ابواها الى الهيكل لتتربى فيه وتخدم، حسب التقليد الرسولي والكنسي، وذلك  وفاء لنذر قطعته امها حنة، التي كانت عاقراً. فطلبت من الله ان يعطيها ولداً لتكرسه لخدمته، فرزقها ابنة " ممتلئة نعمة". فقدمها ابواها للرب عن يد الكاهن زكريا. هذه التي قدمت الى الهيكل اصبحت هيكل الثالوث القدوس" الآب الذي ملأها بحبه، والابن الذي استقر في حشاها، والروح القدس الذي حلّ عليها وفيها.

تفرّغت مريم في الهيكل للصلاة والتأمل والخدمة، وتعلمت مطالعة الكتب المقدسة. واقامت فيه حتى بلغت الخامسة عشرة من عمرها. ثم عادت الى الناصرة، حيث بلغتها البشارة الملاك، وكانت مخطوبة ليوسف. وبعد ثلاثة اشهر اخذها يوسف الى بيته بعد بيان الملاك له، فانتقلت الى البيت الزوجي حسب العادة اليهودية، وكرّس الزوجان بتولتهما لله من اجل خدمة ابن الله المتجسد وملكوت الله البادىء مع الكنيسة الناشئة في بيتهما.

مريم المكرّسة هي شفيعة المكرسين والمكرسات سواء في الحياة الرهبانية المنظمة ام في العالم واقفين ذواتهم على خدمة الله والكنيسة على خطى المسيح وامه مريم.

 

عيد القديسين يواكيم وحنه ( 22 تشرين الثاني)

هما والدا امنا مريم العذراء وجدّا سيدنا يسوع المسيح. يواكيم من الناصرة من ذرية داود الملك، وحنه من بيت لحم من عشيرة يهوذا. كانا بارّين وسائرين في شريعة الرب، متحدين قلباً واحداً، مضطرمين بمحبة الله والناس، عائشين بالصلاة والتأمل، منتظرين مجيء مخلص العالم.

لم يطعما ثمرة البنين، وظلاّ برجاء وطيد يلتمسان ولداً من الله مع الوعد الصادق بتكريسه لله. فكانت مريم التي عصمها الله، منذ اللحظة الاولى لتكوبنها في حشى امها، من الخطيئة الاصلية الموروثة من ابوينا الاولين، وملأها نعمة القداسة، وارادها اماً لابنه مخلص العالم.

يتضح جلياً ان الازواج هم معاونو الله في صنع تاريخ الخلاص، وان كل ولد يولد لامرأة يريده الله ويحبه لذاته ويقسم له دوراً خاصاً في التصميم الخلاصي، وان الجنين كائن بشري منذ اللحظة الاولى لتكوينه، وان الزواج والابوة والامومة دعوة الى القداسة.

   
4
وجود نساء تقدسن في الامومتين الدموية والروحية

 

        من بين القديسات اللواتي تقدسن في آن في الحياة الزوجية المزدانة بالامومة الدموية والامومة الروحية، نذكر قديستين ايطاليتين اعلن قداستهما البابا يوحنا بولس الثاني مع اعلان قداسة مار نعمة الله الحرديني.

 

1.    القديسة جنّا بريتّا مولاّ( Gianna Beretta Molla) ( 1922-1962)

 

هي زوجة وام وطبيبة اطفال. أعلن قداستها البابا يوحنا بولس الثاني في 14 ايار 2004. هي العاشرة بين 13 ولداً، تزوجت سنة 1955 المهندس بياترو مولاّ (Pietro Molla) الذي ما زال حياً وقد حضر الاحتفالين بإعلانها طوباوية سنة 1994 وقديسة سنة 2004، انجبت ابناً وابنتين ما بين سنة 1956-1959. في الحبل الرابع بالابنة إمنويلا- جنّا ( Emanuela Gianna) سنة 1961 بدأ الخطر يهدد حياتها. فطلبت من الطبيب الجرّاح أن يخلّص الحياة التي تحملها في بطنها، وسلمت أمرها للعناية الالهية وللصلاة. قالت للاطباء: اذا كان لا بدّ من اتخاذ القرار بيني وبين الطفلة، فلا تترددوا: اختاروا، وهذا ما اريد، الطفلة وخلّصوها. ولدت الطفلة في 21 نيسان 1962، وبعد اسبوع ماتت الام وهي تردد: " يا يسوع انا احبك، وكان عمرها 39 سنة. لكن القديسة جنّا عاشت في القداسة منذ طفولتها، عندما قبلت المناولة الاولى بعمر خمس سنوات وتربّت في عائلتها تربية مسيحية عميقة، والتزمت في صباها بمنظمة العمل الكاثوليكي، واستمرت في حياتها الجامعية والطبية والزوجية تمارس سرّي التوبة والافخارستيا. وأعطت الكثير من  وقتها للخدمة الرسولية والطبية المجانية في المستوصفات والمستشفيات.

 

2. الطوباوية بولا اليزابيتّا شيريولي (Paola Elisabetta Cerioli) (1816-1965) من شمال ايطاليا، متزوجة وأم لاربعة اولاد. أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني طوباوية في 16 ايار 2004. ترملت ولها من العمر 29 سنة، وفقدت ثلاثة من اولادها بعمر الطفولة، والرابع كارلو بعمر 16 سنة. على فراش النزاع قال لها كلمة نبوية: " ماما، لا تبكي بسبب موتي القريب، لان الله سيعطيك اولاداً آخرين كثيرين". بعد الصلاة والاسترشاد وشرب كأس المرارة كاملاً، فتحت بيتها الكبير الذي ورثته من زوجها، وراحت تتفانى في خدمة المحتاجين والمرضى في محيطها. وفيما كانت تتأمل يوماً وهي تنظر الى صورة العذراء المتألمة، ادركت ان كلمات ابنها النبوية قد تحققت في العائلة المقدسة، عائلة الناصرة، حيث ساهمت مريم ويوسف بشكل عجيب في تصميم الاب الخلاصي، بالامومة والابوة الروحية الشاملة. فانصرفت الى الاعتناء بالاطفال المهملين، بهدف تأمين مستقبل للذين هم بدون مستقبل، بسبب حرمانهم من عائلة كريمة. فأسست مع زميلاتها الخمس جمعية راهبات العائلة المقدسة، وأنشأت دوراً للأيتام والاولاد المهملين ومدارس ومستشفيات، ودورات تعليم مسيحي ورياضات روحية ومخيمات صيفية. وهكذا تمّت نبؤة ابنها كارلو بامومتها الروحية. ماتت ليلة الميلاد سنة 1865 بعمر 49 سنة.

   
5

اعياد هذا الاسبوع

 

تحتفل الكنيسة بعيد الحبل بلا دنس ( 8 كانون الاول)

عندما تكونت مريم في حشا امها حنه بعد ان حبلت بها من زوجها يواكيم، عصمها الله منذ اللحظة الاولى من خطيئة آدم التي يرثها كل مولود لامرأة، والمعروفة بالخطيئة الاصلية. ثم في حياتها الخاصة " عصمت" نفسها من اي خطيئة فعلية. هذه العقيدة اعلنها الطوباوي البابا بيوس التاسع في 8 كانون الاول 1854، وايّدتها مريم الكلية القداسة لبرناديت في ظهورات لورد، بعد اربع سنوات، في 11 شباط 1858، فلما سألت الصبية هذه " المرأة الفائقة الجمال" عن اسمها، أجابت: " انا الحبل البريء من الدنس".

 من سفر التكوين الى رؤيا يوحنا يظهر " سر المرأة"، التي هي مريم، سرّ شخصها ورسالتها، ومعه ينكشف تصميم الله الخلاصي تجاه البشرية (ام الفادي،47).

في سفر التكوين تظهر المرأة، رمز العذراء مريم، في عداوتها للحية- الشيطان، وفي اتحادها بالمسيح الفادي ونسله: " واجعل عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها: فهو يسحق رأسك وانت تصيبين عقبه" ( تك 3/15). وفي رؤيا يوحنا تظهر المرأة في شخصها ورسالتها: " وظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة ملتحفة بالشمس والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها اكليل من اثني عشر كوكباً، حاملٌ تصرخ من ألم المخاض، وضعت ابناً ذكراً فخُطف الى حضرة الله من وجه التنين العظيم الذي ألقي الى الارض (بموت المسيح وقيامته)، فغضب على المرأة ومضى يجارب سائر نسلها الذين يحفظون وصايا الله، وعندهم شهادة يسوع المسيح، واقفاً على رمل البحر" (رؤيا12). مريم هي، وفق هذه الرؤيا، ممتلئة نعمة بالتحافها الشمس، وباسطة ملكها على الخلق اجمع بارتفاعها فوق القمر، واسمى من الملائكة باكليلها المرصّع وشريكة الفداء بالآم المخاض، وقاهرة الشيطان- التنين العظيم، وتشفع باخوة ابنها على شط هذا العالم.

عند دخول مريم بيت اليصابات، وابن الله المتجسد جنين في حشاها، تقدس يوحنا وغّسل من الخطيئة الاصلية، وامتلأت اليصابات من الروح القدس وتنبأت عن الام والجنين الذي في حشاها (لو1/39-45)، وعندما ولد يوحنا، ومريم ما زالت هناك، امتلأ زكريا ابوه من الروح القدس وتنبأ بدوره عن ابنه الذي ارسله الرب الاله افتقاداً لشعبه، وقياماً لعهد خلاص معه من جميع الاعداء والمبغضين، واداة رحمة، وفقاً لوعده لأبي الشعوب ابراهيم (لو 1/68-74).

الحدث الاساس كان انتصار المرأة، مريم حواء الجديدة، على الشيطان . وهو انتصار تحقق يوم تكونت مريم في حشا امها معصومة من الخطيئة، استباقاً لاستحقاقات من سيكون ابنها،الفادي الالهي، وتدشيناً لهذا الانتصار الدائم الذي سيحققه المخلص في الجنس البشري بواسطة مريم. في الواقع كان يوحنا اول المنتصرين وهو في بطن امه. وهو بدوره، كاول رسول في العهد الجديد المسيحاني، عهد انتصار النعمة، سيبدأ منذ مولده بأن " ينمو ويتقوى بالروح القدس" ( لو1/80).

بفضل امتلاء مريم من النعمة والروح القدس، اصبحت " بريئة من دنس الخطيئة الاصلية، وبالتالي شريكة الفداء بانتصارها على الحية ( تك 13/5) وعلى التنين (رؤيا12)، ووسيطة الخلاص التي تحمل  يسوع الى البشر وتحملهم اليه، وفي كل ذلك هي " ايقونة الروح القدس"، وصورة الكنيسة الشاهدة للرحمة والممارسة لها في اسرار الخلاص، ولاسيما في المعمودية والتوبة والقربان.

 

وتضع الكنيسة تذكار قديسين شهدوا لانجيل يسوع المسيح، انجيل الرحمة والمحبة.

 

القديسة برباره الشهيدة ( 4 كانون الاول)

اسشهدت سنة 235 بقطع رأسها في عهد الوالي الروماني مركيانوس. هي في الاصل وثنية من عائلة غنية، اهتدت للايمان بالمسيح واعتمدت وامرت خدّام بيتها بتحطيم تماثيل الالهة الاصنام، ونذرت بتوليتها للرب يسوع، وراحت تشهد له، وتتحمل ما انزل بها والدها الوثني والوالي الروماني من آلام، وكان المسيح يشفيها ويبدد جراحها وآثارها عن وجهها.

 

القديس سابا (5 كانون الاول)

راهب ناسك وكاهن رقد بالرب سنة 532 في ضواحي اورشليم. امتاز بممارسة التقشف والصلاة والتسامي بالفضائل. اقبل عليه الرهبان والنساك فبنى لهم ديراً وانشأ مناسك وبيوتاً لخدمة المرضى والفقراء بفضل ما سلّمته امه من مال بعد موت والده. انتدبه بطريرك اورشليم الى الملك البيزنطي في القسطنطينية للتوسط ورفع الظلم، فكان يلقى كل تجاوب وتكريم بفضل مهابته ووقاره.

 

القديس امبروسيوس اسقف ميلانو (7 كانون الاول)

ولد في فرنسا حيث كان والده والياً. وعادت به امه الى روما حيث ربّته تبية مسيحية صالحة مع شقيقته وشقيقه. دخل سلك الكهنوت وحاز ثقافة فلسفية ولاهوتية رفيعة واصبح اسقف ميلانو فرعى شؤونها بالعدل والاستقامة. على يده ارتدّ اغسطينوس الى التوبة. جمع بين فضيلتي التواضع والشجاعة، ولم يكن يهاب احداً من عظماء الدنيا اياً كان في الدفاع عن الحق والعدل.

منع الملك تيودوسيوس دخول الكنيسة وحضور القداس بسبب قتله ابرياء في تسالونيكي قائلاً له: " لا يجوز لك، ايها الملك، ان تدخل بيت الله بيدين ملطختين بدم الابرياء، ما لم تتقدم من سرّ التوبة وتعوّض عن الضحايا وعن اثمك".

ولما تحقق الاسقف توبته مدة ثمانية اشهر في قصره محروماً، اذن له بدخول الكنيسة وحضور الذبيحة الالهية، فكان التاأثر العميق بادياً على  وجه الملك والشعب.

وامتاز امبروسيوس بمحبته للفقراء والمحتاجين، وكان شغوفاً بالعبادة للعذ1راء مريم. فألف نشائد عديدة بمديحها.

   
6

 وجوه عاشت في الحكمة ومخافة الله

 

        من بين القديسين المعاصرين الجدد، نذكر وجهين من العلمانيين المؤمنين بالمسيح، بلغا الى القداسة من خلال نشاطهما الزمني في الطب والادارة المدنية، وعززا ثقافة السلام.

        القديس جوزبّي موسكاتي (Giuseppe Moscati) (1880-1927)

        اعلنه قديساً البابا يوحنا بولس الثاني. هو طبيب ورئيس قسم في مستشفى مدينة نابولي. تربّى في عائلة مسيحية حقة، اختبر الألم الخلاصي بوفاة الوالد عندما كان طالباً جامعياً، وبوفاة  شقيق له بعمر 32 سنة بداعي المرض. عاش الدعوة الى القداسة في حياته العلمانية، وقال عنه البابا يوحنا بولس الثاني ان هذا القديس يدعو العلمانيين الى اعتبار دعوتهم الى القداسة كأبناء للكنيسة.

 

        الطوباوي البرتو مارفيلّي (Alberto Marvelli) (1918-1946)

        أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني طوباوياً في 5 ايلول 2004. تربى في عائلة من ستة اولاد، وانتمى الى منظمة العمل الكاثوليكي فإلى الحزب الديموقراطي المسيحي في ايطاليا وانتخب عضواً في مجلس بلدية مدينة ريميني(Rimini). خدم المحبة اثناء الحرب الكونية الثانية واتخذ مواقف إيمانية وجعل من القداس اليومي ينبوع نشاطه الكنسي والاجتماعي والسياسي مقتنعاً بضرورة العيش بشكل كامل كإبن لله في التاريخ. توفي بحادث سير وهو بعمر 28 سنة.

   
   بقلم  بشاره الراعي    مطران جبيل
 
 

 Screen resolution: 1024 x 768 pixels

www.puresoftwarecode.com