اعياد هذا الاسبوع
تحتفل الكنيسة بعيد الحبل بلا دنس ( 8 كانون الاول)
عندما تكونت مريم في حشا امها حنه بعد ان حبلت بها من زوجها يواكيم، عصمها الله
منذ اللحظة الاولى من خطيئة آدم التي يرثها كل مولود لامرأة، والمعروفة
بالخطيئة الاصلية. ثم في حياتها الخاصة " عصمت" نفسها من اي خطيئة فعلية.
هذه العقيدة اعلنها الطوباوي البابا بيوس التاسع في 8 كانون الاول 1854،
وايّدتها مريم الكلية القداسة لبرناديت في ظهورات لورد، بعد اربع سنوات، في 11
شباط 1858، فلما سألت الصبية هذه " المرأة الفائقة الجمال" عن اسمها، أجابت: "
انا الحبل البريء من الدنس".
من
سفر التكوين الى رؤيا يوحنا يظهر " سر المرأة"، التي هي مريم، سرّ شخصها
ورسالتها، ومعه ينكشف تصميم الله الخلاصي تجاه البشرية (ام الفادي،47).
في سفر التكوين
تظهر المرأة، رمز العذراء مريم، في عداوتها للحية- الشيطان، وفي اتحادها
بالمسيح الفادي ونسله: " واجعل عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها: فهو
يسحق رأسك وانت تصيبين عقبه" ( تك 3/15). وفي رؤيا يوحنا تظهر المرأة
في شخصها ورسالتها: " وظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة ملتحفة بالشمس والقمر
تحت قدميها، وعلى رأسها اكليل من اثني عشر كوكباً، حاملٌ تصرخ من ألم المخاض،
وضعت ابناً ذكراً فخُطف الى حضرة الله من وجه التنين العظيم الذي ألقي الى
الارض (بموت المسيح وقيامته)، فغضب على المرأة ومضى يجارب سائر نسلها الذين
يحفظون وصايا الله، وعندهم شهادة يسوع المسيح، واقفاً على رمل البحر" (رؤيا12).
مريم هي، وفق هذه الرؤيا، ممتلئة نعمة بالتحافها الشمس، وباسطة ملكها على الخلق
اجمع بارتفاعها فوق القمر، واسمى من الملائكة باكليلها المرصّع وشريكة الفداء
بالآم المخاض، وقاهرة الشيطان- التنين العظيم، وتشفع باخوة ابنها على شط هذا
العالم.
عند
دخول مريم بيت اليصابات، وابن الله المتجسد جنين في حشاها، تقدس يوحنا
وغّسل من الخطيئة الاصلية، وامتلأت اليصابات من الروح القدس وتنبأت عن الام
والجنين الذي في حشاها (لو1/39-45)، وعندما ولد يوحنا، ومريم ما زالت هناك،
امتلأ زكريا ابوه من الروح القدس وتنبأ بدوره عن ابنه الذي ارسله الرب الاله
افتقاداً لشعبه، وقياماً لعهد خلاص معه من جميع الاعداء والمبغضين، واداة رحمة،
وفقاً لوعده لأبي الشعوب ابراهيم (لو 1/68-74).
الحدث الاساس
كان
انتصار المرأة، مريم حواء الجديدة، على الشيطان . وهو انتصار تحقق يوم تكونت
مريم في حشا امها معصومة من الخطيئة، استباقاً لاستحقاقات من سيكون
ابنها،الفادي الالهي، وتدشيناً لهذا الانتصار الدائم الذي سيحققه المخلص في
الجنس البشري بواسطة مريم. في الواقع كان يوحنا اول المنتصرين وهو في بطن امه.
وهو بدوره، كاول رسول في العهد الجديد المسيحاني، عهد انتصار النعمة، سيبدأ منذ
مولده بأن " ينمو ويتقوى بالروح القدس" ( لو1/80).
بفضل امتلاء مريم من النعمة والروح القدس، اصبحت " بريئة من دنس الخطيئة
الاصلية، وبالتالي شريكة الفداء بانتصارها على الحية ( تك 13/5) وعلى
التنين (رؤيا12)، ووسيطة الخلاص التي تحمل يسوع الى البشر وتحملهم
اليه، وفي كل ذلك هي " ايقونة الروح القدس"، وصورة الكنيسة الشاهدة للرحمة
والممارسة لها في اسرار الخلاص، ولاسيما في المعمودية والتوبة والقربان.
وتضع الكنيسة تذكار قديسين شهدوا لانجيل يسوع المسيح، انجيل الرحمة
والمحبة.
القديسة برباره الشهيدة
( 4
كانون الاول)
اسشهدت سنة 235 بقطع رأسها في عهد الوالي الروماني مركيانوس. هي في الاصل وثنية
من عائلة غنية، اهتدت للايمان بالمسيح واعتمدت وامرت خدّام بيتها بتحطيم تماثيل
الالهة الاصنام، ونذرت بتوليتها للرب يسوع، وراحت تشهد له، وتتحمل ما انزل بها
والدها الوثني والوالي الروماني من آلام، وكان المسيح يشفيها ويبدد جراحها
وآثارها عن وجهها.
القديس سابا
(5
كانون الاول)
راهب ناسك وكاهن رقد بالرب سنة 532 في ضواحي اورشليم. امتاز بممارسة التقشف
والصلاة والتسامي بالفضائل. اقبل عليه الرهبان والنساك فبنى لهم ديراً وانشأ
مناسك وبيوتاً لخدمة المرضى والفقراء بفضل ما سلّمته امه من مال بعد موت والده.
انتدبه بطريرك اورشليم الى الملك البيزنطي في القسطنطينية للتوسط ورفع الظلم،
فكان يلقى كل تجاوب وتكريم بفضل مهابته ووقاره.
القديس امبروسيوس اسقف ميلانو (7
كانون الاول)
ولد
في فرنسا حيث كان والده والياً. وعادت به امه الى روما حيث ربّته تبية مسيحية
صالحة مع شقيقته وشقيقه. دخل سلك الكهنوت وحاز ثقافة فلسفية ولاهوتية رفيعة
واصبح اسقف ميلانو فرعى شؤونها بالعدل والاستقامة. على يده ارتدّ اغسطينوس الى
التوبة. جمع بين فضيلتي التواضع والشجاعة، ولم يكن يهاب احداً من عظماء الدنيا
اياً كان في الدفاع عن الحق والعدل.
منع
الملك تيودوسيوس دخول الكنيسة وحضور القداس بسبب قتله ابرياء في تسالونيكي
قائلاً له: " لا يجوز لك، ايها الملك، ان تدخل بيت الله بيدين ملطختين بدم
الابرياء، ما لم تتقدم من سرّ التوبة وتعوّض عن الضحايا وعن اثمك".
ولما تحقق الاسقف توبته مدة ثمانية اشهر في قصره محروماً، اذن له بدخول الكنيسة
وحضور الذبيحة الالهية، فكان التاأثر العميق بادياً على وجه الملك والشعب.
وامتاز امبروسيوس بمحبته للفقراء والمحتاجين، وكان شغوفاً بالعبادة للعذ1راء
مريم. فألف نشائد عديدة بمديحها. |