3- رهن أديار الرهبانية لإطعام الجياع:
سنة 1914 نشبت الحرب العالمية الأولى وقد طالت أربع سنوات حتى
دبّت المجاعة باللبنانيين. فما كان من الأب العام اغناطيوس التنوري
إلا أن أمر الرهبان بفتح أبواب الأديار ملاجئ للفقراء وتأمين
الطعام والكسوة لأبناء الوطن المحاصرين من الجيش العثماني ومن
الجراد والذين مات ثلثهم جوعا.
استدعى جمال باشا الأب العام بسبب تعاونه مع دولة فرنسا
وحمايته في الأديار أبناء السعد وسواهم من المطلوبين من الدولة
التركية. وقد خلـّصه الله من هذه المحنة.
وفي أيامه إبان الحرب العالمية الأولى رهنت الرهبانية جميع
ممتلكاتها، بإستثناء الدير في بيروت، إلى الحكومة الفرنسية بواسطة
حاكم جزيرة أرواد الجنرال “ألبير ترابو” بمليون فرنك ذهبا.
وهذا نص السند الذي وقعه الأباتي اغناطيوس التنوري:
“نحن الموقعين أدناه ألأب أغناطيوس التنوري رئيس الرهبانية
اللبنانية المارونية العام نسأل الحكومة الفرنسية قرضا بقيمة مليون
فرنك ذهب لكي يوزع على الفقراء والمحتاجين ونقدّم ضمانة لهذا القرض
أملاك الرهبانية، وبما أنه يتعذّر علينا المخابرة رأسا مع الحكومة
الإفرنسية في الشروط اللازمة لهذا القرض نكلّف جناب المسيو ترابو
حاكم جزيرة أرواد الذي لنا فيه ملء الثقة أن ينوب عنا في هذا الأمر
والضمانة المشار اليها في السند تقع على القيمة التي تصل ونعطي
علما بها.
استقال من الرئاسة العامة سنة 1929. وأمضى بضع سنين في دير
المعونات ثم انتقل إلى دير مار يوسف جربتا حيث كتب مواعظه وقد
طبعها له الأب ليباوس داغر وقد أسماها: “خزانة الواعظين والمتأملين”
وكتيّبين لعبادة العذرا مريم. |