الليتورجيّا الأنطاكيّة السريانيّة
المارونيّة هي مدرسة إيمان، سكبت فيها الكنيسة لاهوتها، واختبرت
روحانيّتها، وجسّدت قيمها الإلهيّة والإنسانيّة، وعكست مسيرتها
الطويلة مع الكتاب المقدّس واللاهوت وآباء الكنيسة. وشكّل
الاختبار الليتورجيّ عند الموارنة أهميّة محوريّة، فنمت فيه
الحياة الكنسيّة وتطوّرت بكلّ أبعادها الرعويّة والنسكيّة
والرساليّة والاجتماعيّة والإنسانيّة.
الليتورجيّا المارونيّة هي بحقّ "بيت
غازو"، "كنـزٌ حيّ"، و"ذخيرة" زيّنت الكنيسة عبر تاريخها
بالقدّيسين، أبطال الشهادة والإستشهاد. وهي، بحقّ، ينبوع أروى
المؤمنين في مسيرتهم نحو أورشليم السماء.
واليوم، وأمام الحاجات الملحّة
والتحدّيّات الكثيرة، فإنّ المطلوب هو ألاّ تفقد هذه الليتورجيّا
روحانيّتها وبساطتها وعمقها، حتّى تبقى للموارنة وللكنيسة
الجامعة الينبوع والغاية، وحتّى تسهم في نشر الروحانيّة
المسيحيّة في العالم الجديد، الّذي يحتاج أكثر فأكثر إلى أن يعلن
فيه سرّ المسيح المتجسّد، والنازل إلى الجحيم، ليحوّل الموت إلى
قيامة وحياة جديدة.