Pure Software code

Humanities Institute

 
www.puresoftwarecode.com

SOFTWARE Institute
Teach YourSelf
100 Software Programming Training Courses
For Free Download


CHRISTIANITY Institute
HUMANITIES Institute
more the 400 Subjects, All for Free Download.
Lebanon  

تاريخ الموارنة، تاريخ تسلسلي، من عام 350م الى 2018

 
 
مارونيات
 تاريخ الموارنة  مقدمة  

1- جزء اول

2- جزء ثاني

3- جزء ثالث

4- جزء رابع

5- جزء خامس

6- جزء سادس

Home
  Home, Humanities Institute, History of the Maronites, Part 3.4

this Page: www.puresoftwarecode.com/maro34.htm

    <<<  حمل كتاب: تاريخ الموارنة، جزء ثالث

Download the Maronite History, Part 3 -  (1 zip file, 1.75 MB)    download

المارونية تاريخ
فصل:   1  2  3  5  6  تاريخ الموارنة، جزء ثالث، 
1 .3-  فصل اول; الموارنة والاحتلال العثماني،  ( 1516 - 1697) www.puresoftwarecode.com/maro31.htm
2 .3-  فصل ثاني; الموارنة والاحتلال العثماني، (1697 - 1788) www.puresoftwarecode.com/maro32.htm
3 .3 -  فصل ثالث: الموارنة والاحتلال العثماني، (1788 - 1860)  - تحرر ومجازر www.puresoftwarecode.com/maro33.htm
4 .3 -  فصل رابع; الموارنة والمتصرفية، (1861 - 1919) www.puresoftwarecode.com/maro34.htm
5 .3 -  فصل خامس: الموارنة والاغتراب، (1861 - 1919) www.puresoftwarecode.com/maro35.htm
6 .3 -   فصل سادس; الموارنة وصناعة ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ العربية ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ www.puresoftwarecode.com/maro36.htm

 
تاريخ الموارنة، جزء ثالث، فصل رابع : الموارنة والمتصرفية، (1861 - 1919)
نظام المتصرفية، المتصرفين الشرعيين وغير الشرعيين، حتى 1919  اي نهاية الاحتلال العثمانني
 
   1- متصرفية جبل لبنان  نظام المتصرّفيّة من 1861 الى 1918
مقدمة
  • هو  نظام حكم الغى الاستقلال الذاتي لجبل لبنان،
    وجعل جبل لبنان سياسيا اكثر مراقبا وارتيطا بمركزية سلطة الاحتلال العثماني. حتى انه فصل اداريا عن باقي بلاد الشام.
    راس المتصرفية، يحكم جبل لبنان متصرف أجنبي مسيحي عثماني غير تركي وغير لبناني تعينه الدولة العثمانية بموافقة الدول الأوروبية العظمى الست: بريطانيا وفرنسا وبروسيا وروسيا والنمسا وإيطاليا. وعُمل بهذا النظام من عام 1861 وحتى عام 1918
  • من اسباب قيام هكذا نظام هي:
     
    1. تقهقر قدرات السلطنة العتمانية، وانحصار احتلالها للدول، يعني مساحة الارضي المحتلة . الذي كان سببه ثلاث:
      1. للاسف،  السيف هو حضارة العثماني. ومع الزمن، الدم اباخ لمعان السيف فتغلغل الصدا ينهش حديد هذا السيف. 
      2. فشل العثمانيون في فرض التتريك، وسببه لانحطاط الثقافة العثمانية القائمة على هدر الدم والسطو، فدفع الشعوب المحتلة الى مقاومة  هذه الثقافة برصانة
      3. بعد فشل التتريك ( اي فرض اللغة التركية على الشعوب المحتلة من العثماننين، كلغة اولى ومتداول بها )، جاهر العثماني بالاسلمة كثقافة وكغريزة. فكان ان فطرد العثماني من  المجتمعات المتجانسة غير الاسلامية. اما في المجتمعات المتعددة دينيا، استثمر العثماني  غريزة الاسلمة لتاجيج النفوس وهدر الدم، كغطاء للسلطة العثمانية للادعاء ان حضورها صمام الامان. اما واقعا، فسياستها كان جوهرها مبدا "فرق تسد" 
    2. ضاق العثمانيون ذرعا من الحكم الذاتي في جبل لبنان، وخصوصا بعد حركتي الاستقلال:
      الاولى مع الامير فخر الدين الكبير(1590-1635) والثانية مع الامير يشير شهاب (1767-1850). 
       فارتى العثمانيون الحل من يومها الغاء الحكم الذاتي الدرزي-الماروني في جبل لبنان، كيف ما كان. بتفعيل روح الاسلمة وتحريض اللبنانيون، ليتظهر ان اي صراع في لبنان طابعه ديني، اسلامي- مسيحي
       
    3. من بين بعض الفرص التي استثمرها العثماني للانقضاض على جبل لبنان، بالتحريض على مبداء "فرق تسد". جينا ياسم الشرعنة وحينا اخر باسم الاسلمة :
      • الامير يشير شهاب الكبير كان قد اعتنق المسيحية-المارونية، مما يعني انه مرتد .
      • وكان الامير يشير شهاب الكبير قد اوكل الى الموارنة الادارة الخارجية لامارته، بهدف السعي لاستحصال على الدعم الاوروبي لمشروع البشير الاستقلالي للبنان
      • منذ الثورة الفرنسية (1789-1799) والعلمنة في فرنسا، فقدت الاقليات، وخصوصا الموارنة، الحماية من الملكية الفرنسية .
      • مع تراجع قوة الامبروطورية الروسية والمشاكل الداخلية في روسيا منذ 1800، فقدت الاقليات، وخصوصا المسيحية الاورتودكسية، الحماية. من الامبروطورية الروسية والكنيسة الاورتودكسية الروسية
      • عام 1831، دخل الجيش المصري بلاد الشام طاردًا العثمانيين، بمساعدة الامير بشير الثاني وانصاره (قسم من الانصار كانوا موارنة). فاتت المكافأة بأعادة الامير بشير لمكانته السابقة في إمارته. وكما في السابق، كذلك استمر الامير بشير في سياسة القضى على نفوذ خصومه .
        ولمّا كان أغلب الإقطاعيين من الدروز في جبل لبنان الجنوبي، فكان البشير قد جردهم من النفوذ والسلاح ليغدوا بعد هجرة الى مناطقهم كانهم قابعين في وسط بحر مسيحي ماروني، فتحركت في الدروز الكراهية تجاه المسيحيين وفقدوا الثقة بالمسيحيين.
         اضف ان إبراهيم باشا كان قد أدخل الموارنة في حاشيته، كمكافأة منه على مساعدته.
      • لكن بعد 9 سنيين وفي بلاد الشام، هزم وانسحب الجيش المصري على يد حلف دولي  مع الدولة العثمانية، وحصل نُفي للأمير بشير الثاني  إلى الآستانة، فعاد قسم من هاجر من زعماء الدروز وإقطاعييهم إلى لبنان، وانتقموا من المسيحيين - الموارنة.
      • منذ سنة 1840 اشتد تدخل بريطانيا وفرنسا في الشؤون اللبنانية والسورية.
        حتى  الخلاف المسيحي الاوروبي، الكاثوليكي - البروتستانتي، اسثتثمر في تغذية الأحقاد الطائفية، فالبريطانيون ولعجز بعثاتهم التبشيرية الپروتستانتية عن كسب جمهور واسع من المسيحيين، دعموا الدروز بالمال والسلاح، وكذلك فعل الفرنسيون بالنسبة للموارنة. فتعاظم الحقد والكراهية بين الموارنة والدروز، لدرجة الانفجار ...
      • سنة 1841، تحول الحقد المتبادل بين الدروز والمسيحيين، إلى نزاع دموي في عهد الامير يشير الثالث بين فلاحين دروز وموارنة،  ثم انتقل الى البقاع، وبلغ ذروته عندما قبض الدروز على الأمير وأساؤا معاملته، فانتهز العثمانيون هذه الفرصة ونفوا الامير الى  الآستانة.
         
      • سنة 1842، عين العثمانيون أحد كبار  موظفيهم حاكمًا مباشرًا على جبل لبنان، والأخير كان مسلمًا سنيًا ذا أصول نمساوية يُدعى عمر باشا، فرحب به الدروز ورفضه المسيحيون.
      • سنة 1843، عزل عمر ياشا، وبومها توصل الباب العالي وممثلو الدول الأوروبية في الآستانة إلى مشروع القائمقاميّـتـين كحل لمشكلة المسيحيين والدروز معاً ، فـحكم جبل لبنان مقسما إلى  قائمقاميّـتـين: شماليّةٌ يُديرها مارونيٌّ وقاعدتها بكفيّا، مدعومةٌ مِن فرنسا، واخرى جنوبيّةٌ يُديرها درزيٌّ وقاعدتها بيت الدين، مدعومةٌ مِن إنكلترا لحكم جبل لبنان.
        لكن الفتن الطائفية استمرت في ظل نظام  القائمقاميّـتـين، وتكَرَّس الانقسام الطائفي، ناهيك عن صراع جديد عامله طبقي بين الإقطاعيين وعامّة الشعب،
      • سنة 1845،
        تطورت الازمة باللجوء الى عنف شامل بين الدروز والموارنة واندلاع حرب أهلية.
      • سنة 1856، فرمان السلطان العثماني عبد المجيد الأول (اسم الفرمان:"خط الهمايوني"
        ) ، الذي ساوى فيه بين جميع الرعايا العثمانيين مهما اختلفت عقيدتهم الدينية، وألغى  جميع  الامتيازات السياسية والاجتماعية ... (وقبله فرمان 1838)
      • بين 1859 و1860 موجة من العنف الطائفي، موارنة ودروز وسنة و...، اجتاحت جبل لبنان وسهل البقاع وجبل عامل وصيدا، وحاصبيا، وراشيا، ودير القمر، وزحلة، ودمشق. اكثر من 12,000 قتيل واكثر من أربعة ملايين جنيه استرليني ذهبي خسائر في الممتلكات
      • يجب الاشارة الى ان طول احتلال العثماني للبنان، كان كافيا لعثماني لجمع كم من العملاء ليخدموا مخطاطته. اما الطبيعة الاجتماعية لهولا العملاء كانت متنوغة، من الاقطاعيين وعامة الشعب.
        وان غالبية الفتن كانت تشتعل بيد هولاء العملاء. فالالقاب من افندي وبك وباشا واغا، وما شابهها، هي اصدق دليل على ذلك.
        ودون اغفال  ان جوهر الازمات هي السلطة والصراعات عليها، ناهيك عن الغرائيزية الدينية والاديولوجية والغاء الاخر لانه مختلف
        صحيح هذا حدث ويحدثوسيحدث. لكن بعد اي ظلمة يكون نور،كما ان اهل الظلمة هم اقلية نسبة لاهل النور. اما اكثر،فاي انسان قد طالب بحق في اي زمان، هو حاضر في اي مكان يشارك اخوته في الانسانية مطالباتهم ودفاعتهم عن الحق.
   
ملاحظة اقتصادية في هذا القرن - 19 بعض العوامل الخارجيّة والداخليّة التي تفاعلت في مجتمعنا، ففَكَّكتِ الأطرَ التقليديّة على الصعيد السياسيِّ والقتصاديِّ والثقافيّ، وأدّتْ إلى ما دعوناه تحوُّلاً في التاريخ الماروني (اللبنانيّ)
فعلى الصعيد السياسيّ، تفجّرت الصراعات الأُوروبيّة في مناطقنا،  ورتَّبتْ هذه الدول لجبل لبنان أنظمةً سياسيّةً هزيلة، أالحكم العثمانيُّ العسكريُّ المباشر، والقائمقاميّتان، ونظام شكيب أفندي.فنظام المتصرفيّة .
ناهيك اقتصاديا، غزت الثورة الصناعيّة مناطقنا ، وربطتها بشبكة التبادل التجاريِّ العالميّة. فغَرقتِ الأسواق المحليّة بالسلع الأُوروبيّة المتنوِّعة،
تَزعزعتْ أُسُسُ الاقتصاد الريفيّ. وحَدَّدَتِ المعاهداتُ التجاريّة، ،سُبُلَ التبادل الاقتصاديّ. وفَرضتْ رسوماً على النقل والجمارك لا تتناسب هي وإمكانياتُ القوى المحليّة المنتجة وأسعارُ إنتاجها.
وولَّد حاجةً ماسّة إلى التعامل بالنقود. وسعى مختلف الناس إلى توفير المال، تلبيةً لرغائب نمط المعيشة الجديد، وتطوّر قطاع زراعة شجر التوت، وتربية دود القزّ، واستطاع أن يؤمّنوا السيولة التي  تعوز لمتطلّبات المعيشة، لكن سرعة عطب هذا القطاع من أمراض وتقلبات السياسة والاقتصاد، كانت تخَنقَ احياناالمُنتِج والإنتاج. عدى غيرها من زراعات ...
وظَهرتْ طبقة اجتماعيّة جديدة تألّفت من المقاولين والسماسرة، كمثلا ضبطوا مواسم الحرير، واستفادوا من تقهقر الطبقة الأرستقراطيّة الاقطاعية، فحقَّق أولئك أرباحاً هائلة، واآتسبوا مكانة اجتماعيّة مرموقة. فعوَّل عليهم
 وبوجود ِ الإرساليّات الأجنبيّة البروتستانتيّة والكاثوليكيّة والأرثوذوآسيّة عترقّت العلوم في بلادنا منذ سنة 1830 .وغدا العِلْمُ مطلباً عامّاً لكلّ فئات الشعب
   
الاسلمة، مراجعة وجدانية لحلم ... في هذا الزمن، كان العرف ان سوريا ولبنان وفلسطين (فلسطين= فلسطين واسرائيل) كانوا يوالفون وحدة تعرف تحت اسم بلاد الشام.
ففي الفرن الاول والثاني لزمن الغزو والاحتلال العثماني لعدد من بلاد الارض، حاول العثماني تتريك شعوب هذه البلاد. اما ما خص شعب بلاد الشام، فلقد فشلت حضارة التتريك هنا، لان شعب بلاد الشام كان يعتبر نفسه شع
با عربيا واحدا.
وامام معضلة رفض التتريك لم يستسلم العثماني، بل طرح وروج وشجع سياسة تعويضية لفشل التتريك، ومرغوبة من شريحة كبيرة من شعب بلاد اشام وقابلة للتحقيق وتمنح العثماني الريادة في قيادة هذه البلاد. فشعب بلاد الشام واقعا، هو خليط ديني نعددي اسلامي ومسيحي ويهودي، مع فارق هو ان الغلبية الساحقة من شعب بلاد الشام هم اسلام سنة. من هنا كانت الاسلمة هي سياسة العثماني التعويضية والبديلة عن التتريك.
ومع سياسة الاسلمة هذه، الهب العثماني غريزة  اسلاميو بلاد الشام، فتكاتفوا وكلفوا العثماني القيادة والامرة والطاعة على امل تحقق رغباتهم باسلمة جميع جماعات شعب بلاد الشام من غير المسلمين حين تدعوا الظروف.
في المقابل كانت الجماعات المسيحية في بلاد الشام خلال فترة من الاحتلال العثماني اي لغاية 1800 تقريبا ، محمية بمظلات دول اوروبية مسيحية، فكان العثماني يحتسب لها تجنبا للمواجهة. فالامبروطورية الروسية كانت حامية للمسيحيين الارثوذكس في بلاد الشام, اما فرنسا فكانت حامية للمسيحيين الموارنة وخصوصا في لبنان.
لكن بعد الثورة الفرنسية  1750 ضعفت الحماية الفرنسية للموارنة، وكذلك بعد الحربين الاخيرتين بين الروس والعثمانيين، حرب القرم (1856-1853) وحرب الثلاث والتسعين (1676-1877)، ضعفت الحماية الروسية للمسيحيين الارتودكس. ناهيك عتى ذللك، رات السلطنة العثمانية يومها ضرورة احداث تغير ما لمجارات أورروبا غي مبادى حقوق العدالة والمساواة بين المواطنين فاصدرت على دفعتين قوانين، سميت بالتنظيمات، فحواها أقامت المساواة الكاملة بين كافة مواطني السلطنة من مسلمين وغير مسلمين، ثقافيا واجتماغيا وتحصيلا علميا. يحيث أصبح يحق لغير المسلم أن يتوظف في دوائر الدولة ويخدم في الجيش وغيره.
رفض الإسلاميون المحافظون من مواطني دمشق كل هذه القوانين واعتبروها أنها معادية للشريعة الإسلامية وتخالف كلام الله وخاصة القسم المتعلق بمساواة غير المسلمين بالمسلمين. خلال كل هذا، لعب العثمانيون دور المتفرج او المحرض او الداعم حتى بالسلاح للفتن والمجازر والابادات التي ارتكبت  في النصف الثاني من القرن الاخير من الاحتلال العثماني.
فكانت مجازر سيفو بحق 500 الف اشوري وسرياني ، ومجازر 1860 وامتدداتها بحق الموارنة حيث بجبل لبنان وحده من اصل 540 الف انسان ماروني قتل 200 الف  انسان وهجر اضطهادا 200 الف انسان والابادة الارمنية بحق مليون ونصف انسان ارمني قتلوا عدا الذين شردوا وهجروا من منمناطق الانضول  وتركيا. دون ذكر الكم من من اسلموا تحت الضغظ.
بالرغم من كل ذلك، فشل الاسلام تكرارا في فرض الاسلمة. وبعد فترة كانت تزهر المسيحية وتزهو في هذا الشرق برعاية شهداء من السماء تحتضن احياء المسيحية على الارض. فها هي احداث 1958 وحرب 1975 الا شاهد على محاولة الاسلمة وفشلها بالرغم من محاولات اللعب بالتعداد الديموغرافي من خلال التجنيس وتعدد الزوجات والانجاب.
لكن المحفزالاكبر على فشل اسلمة لبنان، هو ان لبنان  اصبح 5 لبنانات: لبنان في الشرق ولبنان في اميركا الجنوبية ولبنان قي اميركا الشمالية، ولبنان في اوروبا ولبنان في استراليا.
تقديريا، فان لبنان الذي اصبح  5 لبنانات، تعداده السكاني بحدود 14 مليون نسمة مع نسبة 90% منهم موارنة.

 اضاف الى ذلك حقيقة سياسية اقتصادية،  التداول فيها خجول، وللزمن كفيل باظهار اي حقبة نجحة او فشلة في بناء او تدمير لبنان:
  • المارونية السياسية (1975-1943)، عرفت ازدهار اقتصادي، اما دين الدولة العام - كان صفر،
     لكن هذا لم يرضي الشريك المسلم في لبنان. فادعى الغبن. لماذا؟ لانه لم يتصور ان المسيحي غبي لدرجة انه  باسم الحرية احتضن المسلم وتكفل باهواء شريعته الاسلامية التي تسمح بتعدد الزوجات الى 4 وانجاب الاولاد. (سبب لاهتزاز العدالة الديموغرافية للمكونات الكانية المختلفة في لبنان )  
  • حقبة الحرب اللبنانية (1989-1975)، ضد الاحتلالات الفلسطينية والسورية والاسرائيلية وبينهم حروب اهلية لبنانية
  • السنية السياسية (2005-1990)، قامت في لبنان خلال الاحتلال السوري للبنان  بعد خروج الاحتلال  الفلسطيني من لبنان، اقتصاديا دين الدولةاللبنانية العام  حوالي 35 مليار دولار
  • الشيعية السياسية (2018-2006)، قامت في لبنان خلال الاحتلال ايران ممثلا بحزب الله اللبنانين، اقتصاديا دين الدولة اللبنانية العام  حوالي 90 مليار دولار

من هنا فالارقام الاقتصادية، تشهد لنجاح او فشل تاريخ لبنان 

   
احداث 1860، دمشق  احداث 1860، دمشق
قتل في المذبحة ما بين 5,000 – 11,000 وبعضهم قضوا بسبب الحرائق واغتصبت أكثر من 400 امرأة و ونهبت كل البيوت والمحلات والكنائس والأديرة والمدارس والبعثات التبشيرية واحرقت جميعها. وتحول حوالي 1,500 – 3,000 بيت و200 محل إلى ركام. وسَلِم حوالي 200 – 300 بيت من الحريق لأنها كانت قربية من بيوت المسلمين، لكنها لم تسلم من النهب. ودُمِرت 11 كنيسة و3 أديرة. وقتل حوالي 30 كاهناً و10 مبشرين.

أما من بقي منهم على قيد الحياة فقد جُمِعوا في القلعة، حيث نصبت لهم بعض الخيام وبقي معظمهم في العراء لكثافة العدد. كانوا معظمهم من النساء والأطفال وكانوا في أشد حالات البؤس والجوع. ولم يتوقف خوفهم، خاصة وأنهم لم ينسوا ما فعله الجنود العثمانيون في الجبل عندما ادعوا حماية الهاربين قبل أن يقدموهم لقمة سائغة للمهاجمين. وكذلك لم يغادر الدروز المنطقة بعد، فهم ما زالوا يتربصون خارج أسوار المدينة.

لم يعد المسيحيون يشعرون بالأمان في دمشق رغم تطمينات القناصلة الأوروبيين وشرفاء المدينة. وبعد اسبوع بدأ نقل معظمهم إلى بيروت على دفعات وتحت حماية مشددة من رجال عبد القادر، ومن هناك هاجر العديد إلى فرنسا وأوروبا. وكانت بيروت من المدن التي لم يتعرض مسحيوها للإبادة بسبب وجود سفن الإمبراطوريات الأوروبية على شواطئها والتي حمتهم من هجمات دروز الجبل. ولم يبقَ في دمشق إلا بضعة آلاف فقط، بعد أن كان عددهم يفوق ال 30,000.

   
الفتنة  الكبرى لعام 1860
بين 1859 و1860
 ابتدأت أحداث هذه الحركة في صيف سنة 1859،
 (الرواية: بخلاف بسيط على لعبة گلّة بين ولدين درزي وماروني في بلدة بيت مري، ثم اشترك في هذا الخصام أهل كل منهما)،
وتحوّل الخصام إلى معركة دموية، اشترك فيها أبناء الطائفتين من بيت مري، ثم من سائر قرى المتن. وفي ربيع عام 1860 تجدد القتال، عندما قامت مجموعة صغيرة من الموارنة بإطلاق النار على مجموعة من الدروز عند مدخل بيروت، لتقتل درزيًا وتصيب اثنين.
الحادث كان بمثابة الشرارة التي أشعلت موجة من العنف اجتاحت جبل لبنان وسهل البقاع وجبل عامل ودمشق، ففي غضون ثلاثة أيام، من 29 إلى 31 مايو/أيار سنة 1860، تم تدمير 60 قرية حول بيروت، كما لقي 33 مسيحيًا و48 درزيًا مصرعهم، وبحلول حزيران/يونيو كانت الاضطرابات قد انتشرت إلى القرى والبلدات المختلطة في جنوب لبنان وجبال لبنان الشرقية، حتى صيدا، وحاصبيا، وراشيا، ودير القمر، وزحلة، ودمشق. وقام الفلاحون الدروز بمحاصرة الأديرة والإرساليات الكاثوليكية، سواء الفرنسية أو اللبنانية، وحرقوها وقتلوا الرهبان.
بلغ عدد القتلى اثني عشر ألفًا، وكان الدروز أعنف قتالاً وأشد بأسًا، فقيل بأنه من أصل 12,000 قتيل، شكّل القتلى المسيحيون حوالي 10,000 منهم. وقُدّرت الخسائر في الممتلكات بأربعة ملايين جنيه استرليني ذهبي، وقد وقعت الفتنة في موسم الحرير الذي كان دعامة الاقتصاد الشامي عمومًا والجبلي اللبناني خصوصًا، فأتلفته وقضت عليه، وهاجر كثير من الحرفيين المسيحيين من دمشق خوفًا على حياتهم، فتراجعت صناعة الصلب الدمشقي الشهير تراجعًا كبيرًا. ولم يخفف من شر الفتنة إلا مروءة ذوي النفوس الشريفة، فقد دافع بنو تلحوق الدروز عن الرهبان وآووهم في بيوتهم، وظل بعض النصارى في حمى مشايخ الدروز في أمان من أيّ أذى يصيبهم، وفي دمشق حمى الأمير عبد القادر الجزائري المسيحيين فآواهم في بيته وفي القلعة، واستغل ما كان له من نفوذ في بيروت لحمايتهم كذلك الأمر. وفي بيروت أيضًا فتح رجال الدين المسلمون وعدد من وجهاء المدينة بيوتهم للمنكوبين من الموارنة، وكذلك فعل زعماء الشيعة في جبل عامل.

وقدر المؤرخ جيمس لويس فارلي ، أن الأضرار بلغت حوالي 326 قرية و560 كنيسة و28 مدرسة، و42 ديراً و-9 مؤسسات دينية

 لمّا خشي السلطان عبد المجيد الأول أن تؤدي هذه الفتنة إلى تدخل الدول الأجنبية العسكري في الشؤون العثمانية، أوعز إلى المسؤولين العثمانيين في بيروت ودمشق بوجوب إخمادها حالاً، وأوفد في الوقت ذاته وزير الخارجية فؤاد باشا الذي عُرف بالدهاء والحزم، وخوله سلطات مطلقة لمعالجة الموقف، فقام بمهمته خير قيام وأعدم معظم الذين تسببوا بالمذابح وسجن الباقين ونفى بعضهم وأعاد بعض المسلوبات إلى أصحابها من المنكوبين المسيحيين، وجمع تبرعات كثيرة أنفقها على ترميم القرى. وكانت الدول الأوروبية الكبرى قد ضغطت على السلطان وحملته على القبول بتشكيل لجنة دولية يوكل إليها إعادة الهدوء إلى جبل لبنان، وتصفية ذيول الفتنة، ووضع نظام جديد للحكم.
   
قيام المتصرفية
منذ اكتوبر سنة 1860
على ضوء الفاجعة، تألّفت اللجنة الدوليّة التي كُلفت بتسوية المشكلة اللبنانية، من خمس دول أوروبية هي فرنسا وبريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا، ومن الدولة العثمانية أيضًا. وبدأت اجتماعاتها في الخامس من أكتوبر سنة 1860 في بيروت. وكان من أبرز أعضائها رئيسها فؤاد باشا مندوب السلطان ووزير الخارجية العثماني، والأستاذ دوفرين مندوب بريطانيا. وكانت مهمة اللجنة تشمل ثلاثة حقول هي: إقرار الأمن ومعاقبة المذنبين، وإغاثة المنكوبين والتعويض عليهم، ووضع نظام جديد للحكم في لبنان. ولكن فؤاد باشا لم يترك للجنة مجالاً واسعًا للعمل في الحقلين الأولين، لأنه كان قد وطّد الأمن وعاقب المذنبين وقدّم بعض الإغاثة للمنكوبين قبل وصول المندوبين الدوليين إلى بيروت. لذلك صرفت اللجنة بعض الوقت على هذه الأمور، ثم انتقلت إلى موضوع نظام الحكم الذي استأثر إعداده بمعظم جهود المندوبين ووقتهم.
كان كل مندوب في اللجنة الدولية يسعى إلى جعل مقررات اللجنة تخدم مصالح بلاده في لبنان، فقد حاول فؤاد باشا أن يُضيّق مجال التدخل الأوروبي ويُبعد جميع الحلول التي تُضعف السيادة العثمانية على لبنان. وكان مندوب فرنسا يطلب تشديد العقوبات وزيادة قيمة التعويضات للمسيحيين وتوسيع حدود لبنان، لاستقطاب وداد الموارنة وتأييدهم لفرنسا. أما مندوب بريطانيا فكان، بعكس المندوب الفرنسي، يسعى إلى تخفيف الأحكام وتضييق رقعة لبنان خوفًا من توسع النفوذ الفرنسي في الشام. وبعد جلسات عديدة دامت بضعة أشهر، اتفقت الدول الست المشتركة في اللجنة على جعل جبل لبنان "متصرفيّة"، وعلى تضييق حدوده بإخراج مدن بيروت وطرابلس وصيدا وصور ومناطق عكار والبقاع ومرجعيون وجبل عامل، وعلى أن يحكمه متصرف مسيحي عثماني غير لبناني وغير تركي يُعينه الباب العالي بموافقة الدول الخمس.
  • يتولّى إدارة جبل لبنان متصرف مسيحي عثماني غير تركي وغير لبناني تُنصّبه الحكومة العثمانية ويكون مرجعه الباب العالي رأسًا، أي ليس تابعًا لوالي صيدا أو عكا أو بيروت أو دمشق كما كان الأمراء المعنيون والشهابيون والقائمقامون السابقون. وعليه أن يحفظ الأمن ويُعيّن القضاة ويجبي الضرائب.
  • يكون للجبل مجلس إدارة من اثني عشر عضوًا على الشكل التالي: 4 عن الموارنة، 3 عن الدروز، 2 عن الروم الأرثوذكس، وواحد عن كل من السنّة والشيعة والروم الملكيين الكاثوليك.  وتكون مهمته توزيع الضرائب وتنظيم الواردات وإبداء الرأي في القضايا التي يعرضها عليه المتصرف.
  • يُقسم الجبل إلى سبعة أقضية هي: جزين والشوف والمتن وكسروان والبترون والكورة وزحلة بالإضافة إلى مديريتين ممتازتين هما دائرة الهرمل ودائرة دير القمر، وتُقسم الأقضية إلى نواح.
  • تُلغى جميع الامتيازات الإقطاعيّة، وتُعلن المساواة بين الجميع أمام القانون. وتنص سائر مواد النظام الأساسي على أنظمة المحاكم على اختلافها، وطريقة تعيين القضاة، وغير ذلك. وتنص المادرة الرابعة عشرة على أن يحفظ الأمن جنود لبنانيون، أما طريق بيروت - دمشق، وطريق الساحل بين صيدا وطرابلس، فيُحافظ عليها الجند العثماني. هذا وكان علم المتصرفية هو العلم العثماني نفسه، كما كان النقد المتداول هو النقد العثماني أيضًا.
عام 1861 انتهى عهد القائممقاميتين في سنة 1861 بعد أن دام تسعة عشر عامًا

في النظام الأساسي لل9 يونيو 1861 -

تم فصل لبنان من الإدارة السورية وجمع شملهم تحت متصرفية المسيحي غير لبناني (محافظ) يعينه السلطان العثماني، بموافقة القوى الأوروبية. كان متصرفية لأن يساعده مجلس إداري من اثني عشر عضوا من مختلف الطوائف الدينية في لبنان.اعترضت القوميين الماروني بقوة لحاكم غير اللبنانيين وأصرت على الحكم الذاتي. -

أُقِرّ نظام "المتصرّفيّة" الجديد، بتدخّلٍ عثمانيّ - أوروبيّ.

رَفض البطريرك بولس مسعد مبدأ تعيين حاكمٍ أجنبيّ على "لبنان الصّغير" وِفق النظام الجديد، نظام المتصرفي.
وقاد يوسف بك كرم،عصيانًا، ساهم في نَفيه قَبْل إسقاط المتصرِّف، بضغطٍ مِن قناصل الدول مع حمايةٍ فرنسيّة.
 بعد فشل التحرّك، عمّ شعور الاستياء في نفوس موارنة الشّمال طوال عهد المتصرّفيّة،
لكنّ الأساقفة الموارنة، لعبوا دورًا كبيرًا في الدفاع عن كرامة الطائفة وحقوق اللبنانيّين.

   
عهد المتصرفية  
  نظام المتصرفية، كان قد أٌقرّ بعد الفتنة الطائفية الكبرى لعام 1860 وما نجم عنها من مذابح مؤلمة في جبل لبنان ودمشق وسهل البقاع وجبل عامل بين المسلمين والمسيحيين عمومًا، والدروز والموارنة خصوصًا؛ تلك الفتنة التي استغلتها الدول الأوروبية كي تضغط على السلطان بشكل يحقق مصالحها الاقتصادية والأيديولوجية في الشرق العربي.

يتميز عهد المتصرفية بانتشار الوعي والعلم والثقافة بين اللبنانيين، وذلك لأسباب عديدة منها: انتشار المدارس في جميع القرى والبلدات والمدن، وافتتاح جامعتين كبيرتين ما تزالان من أقدم جامعات الشرق الأوسط وأعرقها، ألا وهي الكليّة السورية الإنجيلية، التي أصبحت الجامعة الأمريكية في بيروت، وجامعة القديس يوسف. كذلك يتميز عهد المتصرفية ببداية الهجرة اللبنانية إلى مصر ودول أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية والجنوبية، حيث أصاب عدد من المهاجرين نجاحًا كبيرًا لم يعرفه في وطنه الأم، وقد ساهم كثير من هؤلاء المهاجرين بإحياء اللغة العربية والأدب العربي بعد جمود استمر سنين طويلة، وساهموا في إذكاء الروح القومية العربية والوعي السياسي لدى العرب سواء في لبنان أو في دول الجوار.

 كان للانفتاح على اوروبا عموما، ان تجلى في هذه الفترة نهضة الثقافية في ابهى مظاهرها

حتى العام 1915 شهدت فترة المتصرفية  حكما منظما تحقق في ظله تقدم اجتماعي ملموس وقد قيل في ذلك الوقت ” هنيئا لمن له مرقد عنزة في جبل لبنان “.عصور جهل وانحطاط، من قال غير ذلك. ولبنان االتعددي، واقع في جزيرة في محيط اسلامي بشريعته الغاء كل انسان ليس بلونه او تخفيفا بفرض الذمة عليه. شريعة اخطبوطية تتلطى بالكلمات الرنانة للقضمي. فاللبنانيون الذين بلونها يبخرون التعددية ظاهرا، وفي الخفاء يبنون التحالفات مع المحيط للقدم والالغاء:
  • شريعتهم تحثهم وتمدهم، اين وجدوا على اي ارض، هم عليهم ان يكونوا الحاكمين بشريعتهم مباشرة او تخفيفا بدستور مستمد من شريعتهم. -
  • يستوطنون في بلدان ليست من لونهم، لكن يفرضون في هذه البلدان التي تتقيد بحقوق الانسان، عاداتهم المستمدة من الشريعة، فقط للاعلان عن لونهم. وللجهوزية لزمن ما لفرض اسلامهم. -
  • تصرفهم في البلدان التي يستوطنوها، حلال. ام من يعيش من غير لونهم في بلدانهم ممنوع عليه التنفس. والا حكمته الشريعة بالحرام، وما الحرام في شريعتهم، الا اثنين لا ثالث لهما، اما القتل او الاسلمة. -
  • صحيح ان الاقتصاد الزمهم للاعتدال قليلا ، لكن شريعتهم تعود وتحثهم على التطرف. -
  • شريعتهم تحلل لهم تعددية الزوجات والانجاب. فيستغلونها في البلدان التعددية. لتحطيم الواقع الديموغرافي. على امل بالديموقرطية يحققون مغازي شريعتهم. باسلامهم ينجبون الاولاد والمكونات الاخرى يفرض عليها ان تربي. وباسلوب اخر، المكونات الاخر تدفع الضرائب وهم باسلامهم وشريعتهم يحصدون دون ان يزرعوا  .
  • في وقت في البلدان التعددية، وديمقراطيا ان يحسب شرعي كل انسان ولد من المراة الاولى. اما الباقون من الاولاد لتتحمل الشريعة الاسلامية ايجاد لهم جنسيات من لونهم تحتضنهم. وعكس ذلك، الابادة جلية.
   
جمال باشا السفاح من هو جمال باشا، كردي الاصل كان والده يعمل جلاّدا في خدمة السلطان محمود الثاني.  عرف بذكائه وبشخصيته القوية ، كما عرف بالشدة والعنف والفظاظة وسرعة الانفعال والغطرسة . كان يتمتع بقدرة على اخفاء نواياه. تسلّم ادارة فرع الجاسوسية والفدائيين في جمعية الاتحاد والترقي التركية ، وهو على صلة وثيقة بمذابح اضنه بحق الشعب الارمني سنة 1909 - عن كتاب د توفيق برّو

بلاغ جمال باشا لاهالي لبنان: السلام عليكم يا اهل لبنان المعدودة من اثمن اجزاء الوطن العثماني. اني ادعوكم الى الالتفاف حول العرش العثماني للمدافعة عن الوطن المهدد بخطر غارات العدو الخارجي. وبما ان وجود الاداره العرفيه في جميع انحاء الممالك العثمانية يشمل لبنان ايضا وبما ان وجود الادارة العرفية يستدعي تأجيل بعض احكام القوانين العدلية والملكية موقتا ما دامت الادارة العرفية. أود ان اعلن لكم هذه الحقيقة بكل صراحة واخلاص منعا لحدوث أقلّ سوء تفاهم. واني لادعو اهل لبنان في ما اذا حاول العدو القيام باي مسعى ضد سواحل لبنان وبيروت للانضواء تحت العلم الممثل للجيش الهمايوني . ان كل من يحاول من اللبنانيين كائنا من كان الاخلال يسلامة المملكة والامن العام بأقلّ حركة وكل من أبدى اقلّ مظهر من مظاهر العطف والمحبة نحو اعدائنا الفرنسيس والانكليز والروس يحاكم فورا امام ديوان حرب عرفي ليلقى جزاءه من العقاب ..التوقيع  احمد جمال  قائد الجيش الهمايوني الرابع وناظر البحرية .
   
الناشطون اللبنانيون ان الوطن الذي شربنا ماءه وتنشقنا هواءه وترعرعنا في ربوعه الفيحاء وتنسمنا نسيم الحرية على جباله الشمّاء.  يتوقّع منا تضحيات عظيمة ، للذود عن حياضه ، والذبّ عن حوزته ، وتهيئة مستقبل مجيد له…فهيا ايها المواطنون الكرام ؛ هبّوا لنصرته فهو يستنجدكم ويستصرخكم. وحققوا الامال التي يعلّقها عليكم. وبرهنوا للملأ كله ان اللبنانيين المهاجرين قوم لا ينسون وطنهم ولا يضّنون بدمائهم في سبيل اعلاء شأنه ورفع منزلته  
                   نعوم مكرزل
تطلع الناشطون اللبنانيون الى مصير الوطن اثناء الحرب الكبرى وبعدها. فقامت جمعيات واحزاب وبرز ناشطون لبنانيون يدافعون عن القضية اللبنانية ويطالبون الدول العظمى باغاثة اللبنايين المنكوبين من جهة، وباعادة حدود لبنان التاريخية اليه وضمان استقلاله من جهة اخرى.
ومن اوائل هؤلاء نعوم مكرزل 1932-1864. الذي ندّد بقوة من على صفحات جريدته “الهدى” النيويوركية بالسلطنة العثمانية التي اطاحت باستقلال لبنان غير مكترثة بالمواثيق الدولية الضامنة لاستقلاله، مستغلّة ظروف الحرب واعلان الاحكام العرفية في البلاد، للتنكيل باللبنانيين الاحرار وتجويعهم واذلالهم.
فدبّج المقالات النارية محتجّا ضد المظالم الحاصلة. وكان لذلك  اصداء فاعلة في لفت انظار سفراء الدول وفي تحريك مشاعر المجتمع الدولي.
فتأسست الجمعيات الاميركية لاغاثة المنكوبين. وهبّ المهاجرون اللبنانيون يؤلفون الجمعيات الوطنية ويعملون لنصرة لبنان ومساعدته في الخلاص من محنته.
وقد شرح مكرزل مفهومه للاستقلال اللبناني الذاتي وكيفية نقضه من الدولة العثمانية بقوله “منذ العصور الاولى، تمتع لبنان بنوع من الحكم يختلف عن انواع الحكومات التي رضخت لها بقية سوريا. واضحى لبنان بعد الفتح الاسلامي لسوريا ملجأ  للنصارى. وظل اللبنانيون مدة سبعة قرون تقريبا يصدّون غارات متناوبة من الولايات المجاورة ويذودون عن استقلالهم ومعتقدهم الديني لكنهم فقدوا استقلالهم المطلق بانقراض امراء المردة قبل الفتح العثماني…
واكتفت الحكومة العثمانية على عهد المعنيين والشهابيين بتقاضي ضريبة سنوية خفيفة من لبنان. وبعد ان اخلى المصريون سوريا في سنة 1840 ، رأى الاتراك ان الفرصة سانحة لهم لنشر سيطرتهم على لبنان. فشرع عمّالهم بزرع بذور الشقاق بين المسيحيين والمحمديين انتهت بمذابح 1860.
وفي حزيران 1861 وقع ممثلو الدول بروتوكولا يقضي باقامة شكل حكومة جديدة في لبنان تحت مراقبة دول اوروبا الضامنة استقلال لبنان النوعي. فضمن له حكومة ثابتة خالية من تدخل الاتراك. أن الحقائق التاريخية المذكورة آنفا تبرهن ان لبنان لم يكن في وقت من الاوقات مقاطعة عثمانية. بل كان في جميع اطواره حائزا على حكم ذاتي او حكم يشبه الاستقلال المطلق.
اما وان الحكومة التركية باحتلالها لبنان بالقوة المسلّحة وضمها اياه الى املاكها. قد نكست بعهودها. فنحن نرضخ للقوة القاهرة ولكننا نرفع صوتنا احتجاجا. حتى اذا ما كان وقت التسوية نلنا تسوية حقوقنا المهضومة.
وكانت لجنة من لبنانيي الخارج في مصر قد انشأت “الاتحاد اللبناني سنة 1909. بهدف اثارة رأي عام لبناني في الوطن والمهجر، يدعو الى الحفاظ على استقلال لبنان وعدم الانضمام الى الدولة العثمانية. 
ومع تفاقم المجاعة في لبنان وتوالي اخبار النفي والاعدام بحق اللبنانيين الاحرار ارسل رئيس الاتحاد مذكرة الى الدول الكبرى في 26 شباط 1917 وقعها المطران يوسف دريان العشقوتي، ممثلا البطريركية المارونية في القاهرة، للاحتجاج على الدولة التركية لاقدامها على الغاء نظام لبنان الاستقلالي الذي ضمنته الدول الاوروبية والذي تمسّك به اللبنانيون وما انفكوا يطالبون بصوت جمعياتهم في مصر واوروبا واميركا بالمحافظة عليه.
وقد اعلن يومئذ رئيس الاتحاد يوسف السودا "نحن اليوم امام معاهدة دولية تكفل لنا الاستقلال النوعي بضمانة الدول، وان غاية ما نطلبه هوالاعتراف لنا بالاستقلال التام الذي لم يسعدنا الحظ بالحصول عليه سنة 1861 ضمن حدود بلادنا التاريخية".
وقد رفع الاتحاد اللبناني الى الدول مذكرة باماني الشعب اللبناني الوطنية في كانون الثاني سنة 1918 جاء فيها :” ما دام تقسيم الولايات العثمانية المنتظر يشمل سوريا ولبنان، فالمسألة اللبنانية هي منفصلة عن المسألة السورية، فلبنان كان في عهد الامبراطورية العثمانية امارة تتمتع باستقلالها الداخلي. وقد جعلت معاهدة 1861 ذلك الاستقلال بضمانة الدول الاوروبية الكبرى.
كما ارتفع صوت داود بركات سنة 1918 قائلا: ن اجمل ما يملأ القلب حبورا رؤية الاخوة في الوطنية مجتمعين لنداء وطنهم مترابطين باسباب محبته. فباسمه يكونون كالشخص الواحد وبذلك الاسم ينسون الفوارق والفواصل.
فكلنا لبناني واذا ما قيل لبناني احس كل واحد منا انه المراد بهذا الاسم ،
فهو اسم الكبير منا والصغير والغني والفقير هو اسمنا جميعا.
وبهذا الاسم تمحى الفوارق وتزول الفواصل فلا مسيحي ولا درزي ولا مسلم ولا يهودي بل لبناني فقط. فلنجتمع ولنتحد لنقوى
".
وكانت قد تألّفت في باريس سنة 1908 رابطة من اللبنانيين هدفها السعي لتحقيق استقلال لبنان الناجز. وانتخبت شكري غانم رئيسا لها وخيرالله خيرالله امينا عاما. وقد طالبت هذه اللجنة باسترجاع لبنان لسهل البقاع وتعديل سائر حدوده بما يتفق والحدود الطبيعية التاريخية. وفيما كان شكري غانم يؤكد ان لبنان يشكل برأيه جزءا من سورية الطبيعية، وانه مع وصاية فرنسية على سورية بكاملها بقي خيرالله خيرالله الصحافي في جريدة Le  Temps  الفرنسية يطالب  باستقلال لبنان التام وحقه في الحياة الحرّة. ويعقد لهذه الغاية ندوات في المحافل السياسية والاكادمية لطرح القضية اللبنانية
   
1867 هذا النظام الأساسي الذي تم تعديله في سبتمبر 6،1864، وكذلك الالتزام بها من قبل إيطاليا in1867 معترف بها ومضمونة استقلالية لبنان، ولكن ليس لبنان فخر الدين وبشير، ولكن واحدة تجريده من السهول البحرية وبين الجبال مع مدنهم وتخفيضها إلى المنطقة الجبلية لها. فقط كان جبل لبنان لتكون بعيدة عن قبضة العثمانيين. الموقعة الرائدة، تركيا، يعتز الاقتناع بأن لبنان، دون في الموانئ والمدن والسهول كانت غير قادرة على البقاء ولا يمكن البقاء على قيد الحياة. وكانت تركيا خاطئة، على الرغم من mutasarrifs يجري غير كفء تماما وخاضعة تماما إلى القسطنطينية، لبنان، وذلك بفضل جهود سكانها، وليس على قيد الحياة فقط، ولكنها مسجلة رقما قياسيا من الرخاء والأمن والتقدم الذي جعلها موضع حسد من محافظات الدولة العثمانية. لبنان
   
المتصرفين الشرعيين (1861-1915)  جبل لبنان المسيحي-الماروني الموجود في هكذا
  للاسف في حقبات عدة، يلعب التاريخ دور مقبرة الحقيقة. فهل من عاقل ينتفض ويثور في ظل العدل والاحترام. طبعا لا.
ففي جبل لبنان المشكلة ثلاث: في اختلاف الحضارات. فالمحيط اسلامي عربي او مملوكي او عثماني، لن يتكيف ثقافيا 
  1. سكان الجبل في الغالبية مسيحيين موارنة،
  2. قلة من سكان الجبل من اصحاب
  3. محيط اسلامي، عربي او مملوكي او عثماني، حضارته السن بالسن والعين بالعين. شرعه يحلل له التعدي على ارادة الله الخالق وذلك بانهام حياة اي انسان يخالفه باسلمته
  4. اضطهاد رفاق يوسف كرم
  5. وساد الفساد وانتشرت الرشوة
المتصرفين الشرعيين
1- داود باشا
(1861-1864)
أرمني الأصل، كان مدير البريد والتلغراف في  الآستانة. عين 1861  متصرفًا  لمدة ثلاث سنوات.  رحّب به رجال الدين الروم الكاثوليك و الروم الأرثوذكس. إلا أن  الطائفة المارونية لم ترحب به
ما تسلم منصبه في  دير القمر حتى قامت في وجهه معارضة مارونية من بعض الإقطاعيين ورجال الدين، فاستطاع إرضاء بعضهم  بتعيينهم في مناصب كبيرة في حكومة جبل لبنان.
اما اخرين كيوسف بك كرم وحلفائه، وقفوا في وجهه بعناد وقاومه بشدّة الى رفض المناصب التي عرضها عليه. فوعده أعضاء اللجنة الدولية بإعادة النظر في مطالبه، وأقنعوه بالإخلاد إلى الهدوء ريثما تنتهي ولاية داود باشا، واصطحبه وزير الخارجية فؤاد باشا معه منفيًا إلى تركيا.
2- داود باشا
(1864-1869)
 
سنة 1864  عُدّلت بعض مواد النظام الأساسي، للمتصرفية شكليا، وجُددت ولاية داود باشا خمس سنوات.
 
وخلافًا لما كان يتوقع يوسف بك كرم  من التعديل كما وعد، فعاد  إلى إهدن وأعلن معارضته لحكومة المتصرفية حتى اسقاطها. فدارت بين رجال المقاومة وبين جنود المتصرف معارك عديدة، كان النصر حليف يوسف بك كرم دائما.
وأخيرًا توجه يوسف بك كرم على رأس قوة إلى  بيت الدين لإسقاط حكومة المتصرفية، وفي طريقه تدخل قنصل  فرنسا وأقنعه بوجوب الكف عن المقاومة، وإلا اضطرت الدول الموقعة على النظام الأساسي إلى مساعدة المتصرف عليه. عندئذ رأى يوسف بك كرم أن يُغادر  لبنان، فسافر إلى  فرنسا  وبلجيكا، واستقر أخيرًا في  إيطاليا حيث توفي عام 1889، وقد نُقل جثمانه  محنطًا إلى بلدة إهدن حيث لا يزال محفوظًا في كنيستها ضمن صندوق من الزجاج.
 
في عهد داود باشا تحقق الأمن والاستقرار في البلاد، وُنظم أجهزة الحكم وفقًا لنص النظام الأساسي، بكفاءة وسرعة. فعيّن الموظفين وأجرى انتخابات مشايخ الصلح وأعضاء مجلس إدارة المتصرفية، ومسح الأراضي، وتولّى تحصيل إيرادت الخزينة اللبنانية، وألّف قوّة وطنية من ألف جندي لبناني، وأنشأ جريدة "لبنان" الرسمية، بالعربية  وبالفرنسية، وأسس مطبعة في  دير القمر، وأقام عدّة مدارس مجانيّة و ...
 
عام 1864
اضطهاد رفاق يوسف كرم
3-
فرانكو نصري باشا
 (1868-1873)
حلبي الأصل. يفال من جهة انه كان عادل ونزيه ومتواضع اما من جهة اخر فادارته للمالية اللبنانية كانت سيئة ونتيجتها انتشرت الرشوة بين الموظفين .
 ويقال انه حرّج الأراضي الجرداء وأنشأ المدارس  ووأوفد فريقًا من الشباب إلى أوروبا لإتمام دروسهم العالية.
مدفون في محلّة  الحازمية. وقبره معروفًا  بقبر الباشا.
     
4- رستم باشا
(1873-1883)
ذا جذور ايطالية، كان سفيرً الدولة العثمانية في  موسكو. عُرف بحزمه وشدّته في تطبيق  القانون، ومحاربة  الرشوة.
يقال انه فتح المدارس، وشق الطرقات، وبنى الجسور، وإنشاء المخافر لتوطيد الأمن.
اما من جهة اخرى، عمد إلى زيادة الضرائب. فارتفعت الاحتجاجات من اللبنانيين، فكان انتقامه  بإلغاء المدارس، واضطهاد رجال الدين.
    ما المقاومة العنيفة لهذا النظام فقد جاءت من الموارنة في شمال لبنان الذين كانوا يطمحون الى حكم انفسهم بانفسهم تحت قيادة يوسف بك كرم “كانت الطائفية بضاعة رائجة في العصور المتعاقبة في لبنان. وهي مجمل العصبيات العتيقة : من طائفية واقطاعية واقليمية واستعمارية وهي من مخلّفات عصور الجهل والانحطاط . وعرف الناس ان الطائفية اصبحت عيبا . فالاقطاعي يدرك اليوم ان الطائفية عيب مثل الاقطاعية لذلك يخفي طائفيته مثلما يخفي اقطاعيته . وعملاء الاستعمار يخافون اعلان طائفيتهم مثلما يخافون اطلاع الشعب على تآمرهم. وخجل رجل السياسة المنغمس في مصالحه ورجل الدين المتحجّر من اعلان طائفيتهما. والطائفية لم تنته لان المتلاعبين بها عثروا على طريقة اخرى يحققون بها طائفيتهم فمارسوها في الخفاء. وحوّلوا الطائفية الى عقيدة. عقيدة كلمات وبرامج ونظريات ودراسات تخفي حقيقة الطائفية في حجب مصطنعة ومزورة . واصبح الطائفي يعرف نفسه بانه رجل عقائد وليس طائفيا . اما عقائده فهي طائفية مستترة فتاكة تفوق باضرارها الطائفية الاقطاعية او الاستعمارية او المذهبية او الاقليمية ”. 
5-
واصه باشا
(1883-1892)
ألباني الأصل، في السنوات الأولى من ولايته حكم بحزم ونزاهة وعدل، فحافظً على الاستقلال الذاتي لجبل لبنان وكرامة أبنائه.
قام ببعض الأعمال العمرانية، وشقّ الطرقات وبنى الجسور، وأوّل من اهتم بالتنقيب عن الآثار.
في السنوات الأخيرة من ولايته عمّت الفوضى وساد الفساد وانتشرت الرشوة وازداد التدخل الأوروبي في شؤون المتصرفية أكثر.
 توفي سنة 1892، قبل انتهاء ولايته بأحد عشر شهرًا، فدُفن في  الحازمية.
     
6-
نعّوم باشا
(1892-1902)
حلبي الأصل، وابن أخت اول متصرف (فرانكو)، كان عفيفًا نزيهًا حازمًا، اصلح الإدارة، نظيم ماليّة الجبل. أصلح الجسور، وشق ما يزيد عن 480 كيلومترًا من الطرق.
امتاز عهده بالأمن والهدوء والاستقرار.كان محبوبا لعمله بجدّ وإخلاص لخير لبنان وأبنائه دون تمييز بين مسلم ومسيحي،
     
7-
مظفّر باشا
(1902-1907)
بولوني الأصل، بدأ بداية حسنة، فرض ضرائب جديدة، وعبث بحقوق مجلس الإدارة. قام بينه وبين رجال الدين المسيحيين صراع.
الذي  زاد في فساد عهده تدخّل ابنه وامرأته في شؤون الدولة.
     
8-
يوسف فرانكو باشا
 (1907-1912)
حلبي الأصل، بدأ كسلفه بداية حسنة، خرق النظام الأساسي، وتدخل في شؤون القضاء، واعتدى على صلاحيات المجلس الإداري مع نزاع دائم مع أعضاء المجلس الإداري. ألغى بعض صحف المعارضة.
حاول تتريك لبناني الجبل اي بأخذ بطاقة هوية عثمانية.
حاول مع بعض الفئات اللبتانية بضم المتصرفية إلى ولاية سوريا وإرسال عضوين يمثلانها في البرلمان العثماني . لكن المقاومة الشديدة التي نشأت ضد هذه الفكرة لم تسمح بأن تظهر إلى حيّز الوجود.
     
9-
 أوهانس قيومجيان باشا

1913-1914
أرمني الأصل، كان مستشارًا في وزارة الخارجية العثمانية.
تضمن فرمان تعيينه بعض التعديلات للنظام الأساسي،:
       أولاً، عدم حصر انتخاب أعضاء المجلس الإداري بشيوخ الصلح كالسابق، وإشراك الشعب في هذا الانتخاب
       ثانيًا، السماح بإنشاء ثلاثة مرافئ في لبنان، افي جونية، وفي النبي يونس، وفي شكا.
كان أوهانس باشا عادلاً، كريم الأخلاق، عفيف النفس، يحب لبنان،  لم يتمكن من تحقيق أي عمل مهم بسب الحرب العالمية الاولى
   
عام 1866
نظام "الباسبورطات"، جوازات السفر
عمد المتصرّف مظفر باشا إلى "تنظيم" الهجرة عبر وضعه سلسلة من الشروط على مغادري أرض المتصرفيّة. فألزم المهاجر أن يحمل "جواز سفر"، والمسافر "تذكرة سفر". وكانت الدولة العثمانية قد وضعت عام 1866 نظام "الباسبورطات". وحصر مظفر باشا أمر الموافقة بالهجرة أو السفر بـ "الحكومة اللبنانية" وحدها، كما حدّد شروط الانتقال إلى الخارج على الشكل الآتي:
  1. "العلم والخبر" يأخذه كلّ مسافر من شيخ قريته ويتضمّن إقراراً بعدم وجود دعاوى بحقّه (يشبه اليوم السجل العدلي).
  2. "الكفالة" يقدّم كلّ مسافر كفالة إلى حكومته بمعرفة شيخ صلح قريته (تشبه الكفالة المصرفيّة).
  3. "العريضة"، وهي أشبه بالطلب، تُرفع إلى مقام المتصرفيّة للحصول على باسبورط أو تذكرة سفر.
  4. "الرسم القانوني" البالغ عشرة غروش صاغ، واليوم يستوفى رسم مماثل يعتمد فيه رسم الطوابع.
  5. "الرقيم" وهو الاذن بالسفر، الذي يحصل عليه المسافر أو المهاجر من المتصرفيّة، فيقدّمه إلى "قومسيون بيروت" فيسهل سفره. و"الرقيم" يشبه اليوم الباسبور.

وعيّن مظفر باشا لجنة خاصّة مهمّتها التصديق على الكفالات المقدّمة من قبل الراغبين بالسفر. وطلب من شركات السفر العالميّة في مرفأ بيروت أن تعيّن لها وكيلاً في جبل لبنان لقطع التذاكر (اليوم تتولّى هذه المهمّة مكاتب السفر)، على أن تدفع هذه المكاتب رسماً مقداره خمسة فرنكات عن كلّ مهاجر أو مسافر لصندوق "الحكومة اللبنانيّة"، وعُيّن لهذا الغرض مندوب لشركة السفر الفرنسيّة "فابر" مقيم في مركز المتصرفيّة وهو اسكندر جلخ، ومندوب لشركة السفر في قائمقاميتي كسروان وجونية.

كما أقدم المتصرّف مظفر باشا على اتّخاذ قرار يقضي بأن يرافق المسافرين ضابط من شرطته، يساعدهم على إنجاز معاملاتهم في المرفأ وإيصالهم إلى السفينة واستقبال العائدين منهم، وذلك من أجل حمايتهم من التعدّيات عليهم في مرفأ بيروت

   
تاريخ دير بكركي، الكرسي البطريركي
  • سنة 1703 بنى الشيخ خطّار الخازن دير بكركي، وكان كنيسة صغيرة وبقربها بيت للكاهن.  
  • سنة 1730 تسلّمه الرهبان الأنطونيون.  
  • سنة 1750 تسلّمه المطران جرمانوس صقر والراهبة هنديّة عجيمي ليكون مقرّاً لأخوية قلب يسوع.  
  • سنة 1779 صدرت براءة رسوليّة ألغت رهبانيّة قلب يسوع، وقضت بأن يتحوّل دير بكركي لخير الطائفة المارونيّة.  
  • سنة 1786 اعتبره المجمع الماروني تابعاً لكرسي قنّوبين.  
  • سنة 1823 أصبح كرسيّاً بطريركيّاً لفصل الشتاء.  
  • سنة 1890 رمّمه البطريرك يوحنا الحاج وأضاف إليه قسماً من الطابق السفلي والطابق العلوي بكامله، وهو من تصميم الأخ ليونار اللعازاري.  
  • سنة 1970 رمّمه من جديد البطريرك بولس المعوشي.  
  • سنة 1982 بنى البطريرك انطونيوس خريش البوّابة الخارجيّة.  
  • سنة 1995 أضاف إليه البطريرك نصر الله صفير جناحاً ليحفظ فيه الأرشيف ويكون متحفاً خاصاً بالكرسي البطريركي، كما أنشأ مدافن للبطاركة وزيّن الكنيسة بشبابيك مزخرفة.  

تعاقب على الكرسي البطريركي في الديمان صيفاً وبكركي شتاءً تسعة بطاركة هم:  

يوسف حبيش من ساحل علما (1823 – 1845)، يوسف راجي الخازن من عجلتون (1845 – 1854)، بولس مسعد من عشقوت (1854 – 1890)، يوحنا الحاج من دلبتا (1890 – 1898)، الياس الحويّك من حلتا ( 1899 – 1931)، انطون عريضه من بشري (1932 – 1955)، بولس المعوشي من جزين (1955 – 1975)، انطونيوس خريش من عين ابل (1975 – 1986)، نصر الله صفير من ريفون (1986).

   
يوسف بك كرم،  1832 - 1889  يوسف بك كرم
عام 1832 ولد يوسف بك كرم في إهدن، في جبل لبنان في 5 مايو 1823. والده الشيخ بطرس كرم، من إهدن 
يقال انه في سن 7 سنوات كان ضليعا باللغة الآرامية والعربية والفرنسية والإيطالية. 
درس فنون القتال الأعزل، الفروسية، الرماية والمبارزة. وكان ماروني ورع.
عام  1840 في عام 1840، وفي سن 17  قاتل بجانب والده وشقيقه الأكبر ضد الجيوش المصرية.وأظهر يوسف المهارات الرائعة كمقاتل وقائد
عام 1845 في سن 23، حصلت مع يوسف كرم حادثة تدل على شهامته وشجاعته وإيمانه. فقد تصدى كرم لعسكر الدولة العثمانية الذي أراد نزع سلاح الأهالي في الشمال بالقوة وألحق بالعسكر شر هزيمة، وغنم منه كمية كبيرة من السلاح والذخائر، فوضعت الدولة العثمانية مكافأة قيمة لمن يأتي بكرم حيا أو ميتا. فلما علم كرم بذلك، قام ونزل بنفسه إلى طرابلس ودخل مقر القائد العثماني. ووسط ذهول القائد، وقف كرم يعرف عن نفسه قائلا : "بلغني أ ن دولتك وضعت جائزة لمن يأتيك برأسي أو يأتي بي إليك حيا، فها أنا بين يديك فافعل ما تشاء على أن تأمر بتوزيع الجائزة على الفقراء. فسأله القائد: "ما الذي دفعك إلى العصيان؟" رد كرم: "علمت أن العسكر قادم إلينا لجمع السلاح بالقوة القاهرة، وإنه سيفعل ببلدي ما قام به بغير أماكن من البلد حيث اعتدى على الأهالي وعاملهم بوحشية وأهان الكهنة والكنائس. فحملني حب بلدي وشعبي والنفور من الجور والظلم على أن أفعل ما فعلت. "عندها أعجب القائد بجرأة كرم وحرية ضميره وقرر العفو عنه وصرفه مكرما.
عام 1846 في عام 1846، توفي والده، يوسف. بينما استمرت سمعته كجندي وسياسي على النمو والانتشار.
1861  سنة 1861 صدر قرار تعيين داود باشا.متصرفًا على  جبل لبنان لمدة ثلاث سنوات.
رحّب به كبار رجال الدين الروم الكاثوليك وكذلك رجال الدين الروم الأرثوذكس. إلا أن  الطائفة المارونية لم ترحب به طوال فترة خدمته.
ما ان تسلم  داود باشا منصبه في  دير القمر حتى قامت في وجهه معارضة بعض الإقطاعيين ورجال الدين، فاستطاع إرضائهم بتعيينهم في مناصب كبيرة في حكومة جبل لبنان.
لكن  يوسف بك كرم، أحد شيوخ شباب بلدة  إهدن والزعماء الوطنيين، الذي كان يُطالب بإعادة الحكم الوطني، وقف في وجهه بعناد وقاومه بشدّة، ورفض المناصب التي عرضها عليه. فوعده أعضاء اللجنة الدولية بإعادة النظر في مطالبه، وأقنعوه بالإخلاد إلى الهدوء ريثما تنتهي ولاية داود باشا، وقد اصطحبه وزير الخارجية فؤاد باشا معه منفيًا إلى تركيا.
1864 سنة 1864 عندما عُدّلت بعض مواد نظام المتصرفية الأساسي، وجُددت ولاية داود باشا خمس سنوات، خلافًا لما كان يتوقع يوسف بك كرم،
غادر كرم تركيا وعاد إلى  إهدن - لبنان، و استقبال كبطل وطني
وأعلن معارضته لحكومة المتصرفية وتحالف في سبيل ذلك مع الأمير  سلمان بن ملحم الحرفوشي، وجمع حوله الرجال للمقاومة، ودارت بينه وبين جنود المتصرف معارك عديدة.
1866 المواجهة الأولى قرب جونيه، 6 يناير 1866. في وقت كان كرم يشارك في القداس في كنيسة القديس ضومط. هاجمت القوات التركية النظامية رجاله المتمركزين خارج الكنيسة. وبعد معركة شرسة، وبمساعدة أهل القرى المجاورة، هزمت القوات التركية. وكتب كرم على الفور الى اسطنبول والحكومات الأوروبية تفاصيل أسباب الصراع، ومناصرته حق شعبه في الدفاع عن أنفسهم.
وتجددت المعارك بين كرم ورجاله من جهة والعثمانيين من جهة اخرى، حيث كان النصر دائما وحاسما لكرم.
من انتصارات كرم : بنشعي 28 يناير 1866 وسبعل الاولى مارس 1866، و إهمج 14 مارس 1866، وادي الصليب 22 مارس 1866، ايتو 5 مايو 1866، وغيرها

وأخيرًا توجه على رأس قوة إلى  بيت الدين لإسقاط حكومة المتصرفية،  وفيما كان في طريقه إلى بيت الدين، تدخل قنصل  فرنسا وأقنعه بوجوب الكف عن المقاومة، وإلا اضطرت الدول الموقعة على النظام الأساسي إلى مساعدة المتصرف عليه. عندئذ رأى يوسف بك كرم أن يُغادر  لبنان،
وفي اجتماع عقد في بكركي، دعى السفير الفرنسي، يوسف يك كرم، باسم نابليون الثالث، إلى مغادرة لبنان في مقابل ضمانات فرنسية لسلامة رجاله والشعب وتنفيذ جميع مطالب كرم الوطنية مع تحذير شديد ضاغط
1867  يوم الخميس 3 يناير 1867، غادر كرم لبنان على متن سفينة فرنسية متجهة الى الجزائر. ومن الجزائر سافر الى فرنسا  إيطاليا.
لكن لم تتحقق مطالب كرم واستمرت محنة الشعب اللبناني ورغبته في دولة ذات سيادة ومستقلة.
1889 في 7 أبريل 1889، توفي كرم لأسباب طبيعية  في رازين قرب نابولي بإيطاليا. 
وكانت كلماته الأخيرة: "الله ... لبنان"
وقيل انه دفن ببساطة وكتب على حجر القبر "هذا هو المكان الذي دفن فيه يوسف بطرس كرم، أمير لبنان". في سبتبر 1889.
وفي ايلول 1932، نُقل جثمانه  محنطًا إلى بلدة إهدن حيث لا يزال محفوظًا ضمن صندوق من الزجاج في كنيستها، كنيسة القديس جرجس.
شيد تمثال لكرم على حصان خارج الكنيسة، كنصب تذكاري لرجل كرس حياته للحرية، أفعالا وفلسفة،
وأصبح كرم مصدر إلهام للأجيال القادمة في السعي لتحقيق لبنان حر مستقل. ومن اقواله: " يجب التضحية بنفسي، لكي يعيش  لبنان".
   
1- انحطاط تركماني منذ 1860
  1. ااما المفارقة ان الاقطاع الكسرواني خاصتا وبعد عودته الى ارضه، بعد ثلاث سنين على ثورة الفلاحيين وبوساطة الكنيسة ، غدا  اكثر اقطاعيتا وحقدا وانتقاما. متحيزا الفرص للانقداض.
  2. حتى سلطة الكنيسة المارونية غدت رهن اهواء اقطاعها، هل يسمح او لا يسمح ... وهذا يظهر جليا ليومنا ، فغالبية اساقفة الكنيسة المارونبة وصلوا الى الاسقفية بدعم من اقطاعي او زعيم ماروني ما.
  3. صحيح ان السلطة في الجسم الماروني ليومنا، ظاهريا شكلها شراكة بين الاقطاع، واساقفة الكنيسة المارونية، وموظفي الدرجة الاولى الموارنة. لكن  تضارب مصالحهم، وغنى الشعب الماروني بالحرية وبالتعددية حرم ويحرم على احد مصادرة احدية السلطة في الجسم الماروني. فالمارونية هي نهج نمو وتطور
     
  4. فاستطاع إرضاء بعضهم  بتعيينهم في مناصب كبيرة في حكومة جبل لبنان.
  5. اضطهاد رفاق يوسف كرم
  6. وساد الفساد وانتشرت الرشوة
  7. حاول بعض المتصرفين الانتقام من جبل لبنان،
    بإلغاء المدارس
    حينا او محاولة تتريك لبناني الجبل اي بمنحهم بطاقة هوية عثمانية
  8. لعب الميسر
   
زمن الحرب العالمية الأولى
1914- 1918
1914-1915 اوجدت الحرب العالمية الأولى وضعًا سياسيًا جديدًا في جبل لبنان مشحونًا بالخطر.
 فالضمانة الدولية التي كانت متوفرة لجبل لبنان بموجب پروتوكول سنة 1861 فقدت قيمتها العملية بانقسام الدول الموقعة عليه إلى معسكرين متحاربين: معسكر الحلفاء ويضم بريطانيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا، ومعسكر دول المحور المركزي ويضم ألمانيا والنمسا وبلغاريا والدولة العثمانية،
فدخول الدولة العثمانية الحرب جعل جميع الأراضي التابعة لها في حالة حرب مع الحلفاء، ومنها جبل لبنان .
فكانت تلك نهاية عهد المتصرفون الشرعيّون، وابتدأ عهد المتصرفون الأتراك.

أرسلت الحكومة الاتحادية العثمانية وزير بحريتها أحمد جمال باشا إلى الشام على رأس الجيش العثماني الرابع، لاخراج البريطانيين من مصر، والاستيلاء على قناة السويس لمنع الإمدادات الحربية إلى الحلفاء من أستراليا وآسيا وأفريقيا ... خشي جمال باشا أن يغزو البريطانيون والفرنسيون جبل لبنان من البحر لضرب مؤخرة جيشه. فاحتل جبل لبنان بأسره وحاصره غذائيا وفرض الاحكام العرفية : من  تجنبد عسكري اجباري، ومصادرة القدرات ذوي الاختصاص من اطباء وما شابه للعمل لصالح الجيش على الجبهة، ومصادرة الادوية والغلال والحطب وحيوانات النقل  للجيش وما شابه
بهذا الاجراء غدا جمال باشا صاحب السلطة الحقيقية، وأنشأ "الديوان العرفي العسكري" في عاليه، وصادر بعض أملاك، وحوّل بعض المنشآت اللبنانية إلى ثكنات عسكرية وتدخل حتى في الأمور الداخلية الخاصة بالطوائف خصوصا المسيحية لتقويض استقلالها الذاتي وفرض تبعيتها للسلطنة العثمانية.
   
مشروع ابادة جبل لبنان الماروني ولم يكن الأطباء متوفرين لأنهم جنّدوا للعناية بصحة الجيش، كما لم يكن الحصول على الأدوية متيسرًا لعامّة الناس
  بعد الثورة الفرنسية العلمانية 1700، انهارة الحماية الفرنسية للموارنة استغل العثماني الظرف وخطط ونفذ في لبنان وسوريا مجازر مختلفة. كان هدف العثماني منها اسلمة مسيحيي المنطقة وخصوصا موارنتهم، وذلك بعد فشل العثماني بتتريك المنطقة.   
فبين 1861 و1919 في جبل لبنان وحده حصلت ابادات قتل واضطهاد حتى التهجير. من اصل 540 الف انسان ماروني في جبل لبنان:
  • 200 الف انسان ماروني ماتوا جوعا، اي قتلوا جراء الجوع (نتيجة شراء المانيا غالبية انتاج قمح لبنان وسوريا وفلسطين لسنتين متتاليتين، غزو الجراد بطريقة مفتعلة جبل لبنان، انتشار امراض معدية في جبل لبنان دون مكافحتها من العثمانيين والارجح كان العثمانيون مفتعلي انتشارها،وانتشار حصارين غذائي على جبل لبنان من حدود البر من قبل العثمانيين وعلى حدود البحر منقبل الفرنسيين والانكليز )
  • 200 الف انسان ماروني اضطهدواوهجروا من لبنان الى اميركا الجنوبية والشمالية والى اوروبا والى مصر والى  ...
  •  70 الف  انسان ماروني اقله، كانوا كعملاء للسلطة العثمانية في جبل لبنان، (في الوشايات، في الاضطهاد، في المجاعة والاحتكارات وغيرها). وليومنا هذه الجماعة بالقابها تشهد لعمالتها للعثماني. فلقب بك وباشا واغا وما شابه هم الدللة ليومنا
  • 70 الف  انسان ماروني حفظوا جبل لبنان على الارض برعاية جمهور ماروني من السماء مات جوعا واضطهاد ليبقى لبنان
هناك مسايرة في التاريخ لتركيبة البلد والتركيبة السياسية. التاريخ لا ينقل الحقيقة، فمثلاً إنّ الفكرة السائدة عند الجميع عن سبب المجاعة الرئيسي في لبنان خلال الحرب العالمية الأولى هو الجراد، إلّا أنّ التجويع كان مبرمَجاً وساهم فيه كل من:  العثمانيون بحصارٍ بري، والانكليز والفرنسيون بحصارٍ بحري، اما اللالمان فكانوا على سنتين متتاليتين قد اشتروا جميع انتاج القمح والحبوب من سوريا ولبنان وتركيا باسعار غالية».

و
تقول قصة أُغنية الروزانا أن ولايات بلاد الشام تعرضت لمجاعة كبرى “مجاعة سفر برلك” خلال فترة الحرب العالمية الأولى 1914-1918.
فالحصار الاقتصادي الكبير الذي فرضه الحلفاء على شواطئ الولايات العثمانية في بلاد الشام …  ناهيك على الحصار العثماني لولايات بلاد الشام من البر وخصوصا جبل لبنان، بمنع  هذه الولايات من استيراد أو تصدير أي من السلع والمنتجات الغذائية، وسخرت جميع موارد تلك الولايات في خدمة الجيش العثماني … وبسبب ندرة القمح في متصرفية جبل لبنان (لبنان الصغير) فقد عانى أهله من مجاعة حقيقية لعدم توفر الخبز، كما عانوا من كساد لبضائعهم من العنب والتفاح … حتى قضى عشرات الألوف جوعاً ومنهم أعداد كبيرة جداً من أبناء بيروت وجبل لبنان على الأرصفة من كل صوب ...
ويذكر أن سفينة ايطالية تدعى (الروزانا) حاولت كسر هذا الحصار وحملت مادة القمح الشامي لأخذه إلى متصرفية جبل لبنان وميناء بيروت: إلا أن الباخرة لم تصل إلى ميناء بيروت بسبب تحولها إلى سفينة للحلفاء الرابضين على الشواطئ الشامية …

عام 2017 تقريبا، وبعد 100 عام على المجاعة هناك موافقة من بلدية ومحافظ بيروت لوضع نصب على طريق الشام قرب السفارة الفرنسية، كتذكارٍ لشهداء المجاعة، (لكن للاسف لغاية اليوم لايتذكار لـ200 ألف شخص توفّوا خلال المجاعة».
النصب سيكون مبدئياً عبارة عن شجرة أوراقها ذابلة تحتها هياكل بشرية وعندما تتمّ إضاءتها تظهر وراءها كلمات تعبّر عن المجاعة.
   
الابادة الارمنية على يد العثماني

تحية الى الارمن اللذين لم ولن ينسوا شهداء مجازر 1915 رغم كل القهر والغربة والتشتت في أصقاع الارض... شعب فخور يحق له ان يفاخر بتضحياته من أجل الوطن والارض والحرية والانسان...
منذ القدم كانت تعتبر ارمينيا بشعبها وارضها الخط الدفاع الاول عن الامبروطورية الروسية، لذا كانت روسيا هي الضامن امن الشعب الارمني وامتدادا حماية الشعب المسيحي الارثوذكسي في السلطنة العثمانية. لكن الشرخ بسبب الفقر الذي حصل في روسيا منذ القرن الثامن عشر بين الامبروطورية (امبراطور وامراء وجيش) وراسة الكنيسة الروسية الارثوزكسية (بطريركية ومطارين ) من جهة والشعب المزارع الفقير الروسي الارثوزكسي في الريف وبعض الحركات التي تدعو الى تطوير المجتمع من جهة اخرى. فكان هذا دافع بالعثماني وبواسطة قبائل كردية شن ابادة على الارمن، راح ضحيتها اكثر من مليون ونصف ارمني قتلوا في مناطق ارمنية وعثمانية مختلفة ، وبحجم هؤلاء  تم تهجير ارمن اخريين الى سوريا ولبنان و... . للاسف كانت غالبية الممتلكات العينية لهولاء الضحايا من نصيب القبائل الكردية بحسب الاتفاق مع السلطنة العثمانية ما الممتلكات من الاراضي فصادرتها السلطنة العثمانية .

في مثل ذلك التاريخ 1915 ارتكب العثمانيون أيضاً ابادة أخرى في لبنان...

نعم ثمة ابادة كاملة قام بها الحاكم العرفي العثماني جمال باشا السفاح ضد المسيحيين في جبل لبنان وأينما وجدوا على أرض لبنان، عقاباً لهم على الحرية القليلة التي كانوا يتنعمون بها في ظل متصرفية جبل لبنان ومن أجل التخلص من هذا العنصر اللبناني المطالب دائماً بالاستقلال والحرية والادارة الذاتية بعيداً عن ولاة السلطة العثمانية منذ أيام أمارة فخر الدين المعني الكبير، الى أمارة بشير الشهابي وكل الامراء اللذين حفظوا لهذا الجبل استقلالية وتمايزاً عن سلاطين بني عثمان اللذين جردوا الحملات العسكرية والجيوش من أجل اخضاع لبنان والسيطرة عليه، في حين كانت كل ولايات السلطنة العثمانية هانئة وخانعة وراضية لحكم الخليفة في اسطنبول...11 جرت ابادة كاملة، تؤكدها عشرات الوثائق والابحاث التاريخية والدراسات، وافضل توصيف لتلك الايام السوداء هو ما أورده أديب لبنان الكبير الراحل توفيق يوسف عواد في كتابه "الرغيف" عن الاهل اللذين ماتوا وقطعوا الطعام من افواههم من أجل أن يطعموا اولادهم القليل من الشعير والزوان وهي أكل الدواب. ولا ينسى اخبار "السفربرلك" أو أقتياد الشباب الى السخرة والتجنيد الاجباري حيث اختفى عشرات الالاف من الشبان والرجال دون أي أثر...
قدم الرحابنة في فيلم "سفربرلك" لمحة سريعة وفنية عما ارتكبه العثمانيون من حصار وتجويع لأهل لبنان، ومثلهم كتب كثر من المؤلفين والمؤرخين عن معاناتهم وقهرهم، وأكوام جثث الجائعين اللذين كانوا يتكدسون في شوارع بيروت وصيدا وطرابلس لكن احداً لم يكلف نفسه عناء رفع الصوت والمطالبة بحقوق من قتلهم جوعاً العثمانيون واكتفى كتاب التاريخ بتبرير ما جرى بحصار الحلفاء للشواطئ اللبنانية واسراب الجراد "التي أكلت الاخضر واليابس"...
لا ليس صحيحاً ان الجراد قتل الالاف من اللبنانيين في 1915 ، بل قرار سياسي عثماني بتدمير جبل لبنان وتهجير أهله، ومن قتل السريان والاشوريين في طورعابدين وذبح الارمن في ارمينيا الغربية وسهول سوريا أنما كان يدرك ما يفعل جيداً في جبل لبنان... لكن ما العمل أمام هذه الذاكرة المثقوبة لدى اللبنانيين، وتلك العقلية المركنتلية – التجارية – الفاسدة التي تجد تبريراً لكل الجرائم حتى ولو كان اللبنانيون الضحية...
هذه هي الحقيقة ولماذا "اللف والدوران".
 

  • ابادة الارمن  1915، مليون ونصف انسان استشهدوا
  • مجازر سيفو 1915، نصف مليون انسان استشهدوا
  • مجازر المجاعة في جبل لبنان 1918-1860، مئتي الف انسان استشهدوا جوعا و مئتي الف انسان هاجروا 

تحية الى الارمن في ذكرى مئوية الابادة
أنهم شعب لا يموت...

   
واقع اليهود في السلطنة العثمانية

فمنذ عام 1908 استطاع حزب الاتحاد والترقي فرض سيطرته على الدولة العثمانية، وكان إحدى أعضاء هذا الحرب ممول ومرشد مصرفي من يهود سالونيك، يدعى إيمانيول كارسوا، وهو الذي أبلغ السلطان عبد الحميد الثاني بقرار خلعه عن العرش، كما كان يعتبر الصديق المقرب من طلعت باشا الذي أمر بتهجير الأرمن.

وسعي اليهود عام 1821، وتزامنًا مع التمرد اليوناني، للحصول على امتيازات أكثر ليكونوا أهم طائفة من غير المسلمين في الدولة والتي كان الأرمن في ذاك الوقت ينافسهم على ذلك بسبب اجتهادهم في إتقان العديد من الحرف المختلفة والتي زادتهم ثراء إلا إن قرار تهجيرهم نزع هذه المكانة من بين أيديهم.

مع إعلان الجمهورية في تركيا اختلف وضع اليهود في البلاد ولم تعد الراحة والحرية هي السمة البارزة في وضعهم المعيشي، خاصة بعد حكم السلطات التي اتبعت سياسة معاداة السامية، إضافة إلى هجرة معظم اليهود في تركيا إلى "إسرائيل" بعد تأسيسها عام 1948. حيث يعيش في الوقت الحاضر في تركيا نحو 30 ألف يهودي معظمهم من الذين يعملون بالتجارة.

وعلى الرغم من الامتيازات التي منحتها الدولة العثمانية للجماعات اليهودية التي لجأت لها في ذلك العصر، يروي التاريخ العثماني أن اليهود والمحافل التابعة لهم كانوا سببًا بارزًا في إضعاف الإمبراطورية العثمانية عام 1909والتي كانت قد بدأت تتداعى لأسباب عدة.

   
المتصرفين غير الشرعيين  1914 - 1918
 
1-
1914-1917
 علي منيف بك
     في ايلول 1914، تم تعيينه كمتصرف أصيل على جبل لبنان وذلك بإرادة سلطانية. إلغى نظام جبل لبنان وامتيازاته. ونظم دوائر المتصرفية كما هو في الولايات العثمانية الأخرى. عين في الوظائف حتى الثانوية أفرادًا من غير أبناء الجبل بعضهم لبنانيون وبعضهم  أتراك.
علق العمل بمجلس الادارة المنتخب في جبل لبنان، وعين هذا المتصرّف الأمير حارس شهاب والأمير عادل أرسلان ورشيد بك الرامي نوابًا ليمثلوا لبنان في  مجلس المبعوثان في الآستانة،، فقاموا بهذه المهمة حتى نهاية الحرب.
في زمن هذا المتصرف سجل التاريخ 3 ابادات ثقيلة لكن فاشلة اقترفتها السلطنة العثمانية: 
  • ابادة الارمن  1915، مليون ونصف انسان استشهدوا
  • مجازر سيفو 1915، نصف مليون انسان استشهدوا
  • مجازر المجاعة في جبل لبنان 1915-1918، مئتي الف انسان استشهدوا جوعا و مئتي الف انسان هاجروا 
لكن المفارقة ان ضحايا هذه المجازر قد ماتوا، واصحاب يد الاجرام فد ماتوا. مما يعني لا نتيجة.
وهل صحيح؟ الكلامٍ الغير المؤاثق المنسوبَ إلى أنور باشا أثناء مروره بسورية في شباط عام 1916،  ومفاده: "ينبغي تنظيف الإمبراطورية من الأرمن واللبنانيين. قضينا على الأرمن بحد السيف، وسندمّر اللبنانيين من خلال المجاعة" !
نعم صحبح الكلام، وللاسف الجريمة نفذت كما خطط لها، اما نتيجة فشلها لم تكن محتسبة.

في مكان اخر من الصفحة (
www.puresoftwarecode.com/HumanitiesB.htm) دراسات عن هذه المجازر، والتحميل مجاني 
 
  منذ عام 1915 حصل
  •  حصار بري لجبل لبنان، فرضه الحاكم العثماني العسكري جمال باشا، هدفه خنق سكان جبل لبنان جوعا
  • هروب الشباب إلى الاغتراب هربًا من التجنيد الإجباري العثماني وعمل السخرة
  • قيام انفار لبنانيين موارنة بالعمل مع العثمانيين كعملاء وشاية لتهجير شرفاء القوم من اللبنانيين.
  • معظم الاحكام العرفية العثمانية يومها، صدرت نتبجة وشاية لتهجير شرفاء القوم من اللبنانيين.
  • نشر وانعاش العثماني لثقافة الفساد، والبرطيل، والميسر، ولمفاعيل مقولة: "فرق تسد"
  • حصار بحري فرضه الحلفاء على البحر الابيض المتوسط لقطع الامدادات عن العثمانيين.
  • وبرضى العثمانيون، اشتر الالمان غالبية الحنطة والحبوب من بلاد الشام وباسعار مرتفعة دون قراءة حاجات السوق المحلي.
  • يروى : في بداية عهد علي منيف حلّت كارثة طبيعية بجبل لبنان، فقد ظهرت أسراب الجراد الكثيفة في سماء الشام خلال مطلع شهر نيسان/أبريل سنة 1915، بما أن الدولة العثمانية لم تعمل على مكافحته قبل أن يتكاثر بعد أن صُرف اهتمام السلطات عن هذه الناحية بفعل نشوب الحرب العالمية الأولى، فباض الجراد وفقّس وتكاثر دون عائق، ثم زحف شمالاً، ولمّا ظهر في سماء جبل لبنان، حجب الشمس عن العيون عدّة أيام. ولمّا حطت الأسراب على الأرض فتكت بالنباتات والمزروعات وتركت الأشجار عارية جرداء من غير ورق أو ثمر. ولم يلبث قسم كبير من هذه الأشجار أن يبس أو تعطّل عن الإنتاج مدة طويلة. فحُرم جبل لبنان بسبب الجراد من معظم إنتاجه الزراعي طيلة سنوات الحرب.
  •  الامراض التي ضربت جبل لبنان.
  • الملكيات العينية  والغير العينية، للمئتي الف ضحية استشهدوا في المجاعة، هل كانت حلال لمن ضمها الى املاكه. هل التغيب والتناسي لجريمة المجاعة خلفيته طمس حقيقة الاملاك وضمها. وتورط العلمانيين والاكليروس بذلك
  • كثيرا من الزعماء والوجهاء وكبار السلطة بلغوا هذه المراكز بعد المجاعة، نتيجة هجرة ثلث سكان الجبل ومن بينهم ذو شان. فخوفا من ان يعود المهاجر وينحيهم عن نفوذهم. تضامنت هذه النخبة لطي الماساة ودفنها في ظلمة النسيان
  • شارك المسلم في لبنان شريكه المسيحي في التعتيم لمصلحة في نفسه،  "شرعه يشرع له تعدد الزوجات، ومع تراكم الزمن يصبح المسلم ديموغرافيا متفوق عدديا، فيحكم بعدده.
    وكما يقال المسلم ينجب الاطفال والمسيحي يربيهم. ولزمنه نطرد المسيحي اونهجره او ناسلمه. هذا هو خبث المشاركة والمصلحة في طي ونسيان الماساة
  عام 1916
خلال عهد المتصرفين الأتراك، اشتدت مقاومة اللبنانيين لسياسة التتريك التي انتهجها الاتحاديون،
وكان اللبنانيون كمعظم العرب قبل الحرب ، كانزا يقاومون هذه السياسة بكل ما تيسّر.
فشكّل بعض الشباب المثقف الوطني جمعيات سريّة دعت إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي في الدولة العثمانية. وكانت هذه الجمعيات تتستر بالأهداف العلمية والأدبية والدينية لتنجو من المراقبة والتنكيل بها:
  • قسم طالب بالاستقلال الذاتي ضمن الرابطة العثمانية،
  • وقسم آخر يريد الاستقلال الكامل والانفصال التام عن العثمانيين
كمثل "جمعية بيروت الإصلاحية" ، التي تكوّنت بشكل مساو من المسلمين والمسيحيين، وعضوين يهوديين، كانت تهدف إلى الإبقاء على وحدة الدولة العثمانية مع إجراء بعض الإصلاحات الإدارية والاجتماعية فيها.

من جهة اخرى، يقال ان  بعض الوثائق كشفت أن عددًا من أعضاء، أبرزهم پترو طراد الذي أصبح لاحقًا رئيسًا للجمهورية زمن الانتداب الفرنسي، مع بضعة أعضاء مسيحيين آخرين قد وقعوا مذكرة سريّة تحت عنوان "أوضاع النصارى في سوريا" سلموها للقنصل الفرنسي في بيروت، تحدثوا فيها عن الواقع المسيحي الأليم وما يتعرضون له من اضطهاد، وانتهت المذكرة السريّة بمطالبة فرنسا بضرورة احتلال لبنان وباقي الولايات السوريّة لانقاذ مسيحيي الشرق،
عند نشوب الحرب ، انسحب القنصل الفرنسي من بيروت دون أن يحرق الأوراق السياسية المهمة، بل أودعها مخبأً سريًا في جدار إحدى الغرف، ولدى تفتيش المكان اكتشف الجنود العثمانيون هذه الأوراق وعليها توقيع 40 شخصًا لبنانيًا وسوريًا.

اعتُقل جميع الموقعين على المضبطة الموجودين في سوريا ولبنان وأُحيلوا إلى الديوان العرفي في عاليه حيث اتهموا بالخيانة العظمى وصدرت بحق عدد كبير منهم أحكامًا بالإعدام. وقد بلغ عدد أحكام الإعدام ثمانية وخمسين حكمًا، إلى جانب أحكام أخرى بالنفي أو السجن مدى الحياة. وكانت كبرى قوافل الإعدام يوم 6 مايو سنة 1916 حين أقدم جمال باشا على إعدام أربع عشرة شخصًا من وجهاء بيروت في ساحة البرج وسط المدينة، وسبعة من وجهاء دمشق في ساحة المرجة، وأصبح هؤلاء يُعرفون باسم شهداء السادس من أيار، وأصبحت الحكومتين السورية واللبنانية تُحيي ذكراهم في كل عام.
  عام 1917 نتيجة هذه الإعدامات  وسياسة التتريك،  رأى الوطنيين أنه لا سبيل لنجاح حركتهم إلا عن طريق الاعتماد على سند خارجي.
  • فبعضهم رأى أن يتعاون مع الثورة العربية التي أعلنها الشريف حسين بن علي في الحجاز ضد العثمانيين،  وقد انضم فريق من اللبنانيين إلى الجيش العربي بقيادة الأمير فيصل بن الحسين، وكان هذا الجيش يُحارب مع الحلفاء لقاء وعدهم العرب بالاستقلال
  • ورأى البعض الآخر من اللبنانيين أن يعتمد على فرنسا، وقد تطوّع عدد كبير من المغتربين اللبنانيين في جيوش الحلفاء وخصوصًا في الجيش الفرنسي.
2-
1917-1918
إسماعيل حقي بك
 
إسماعيل حقي بك

 
في عهد هذا المتصرف نفس القواعد السياسية  للحكم العثماني التي ارسيت في عهد سلفه استمرت في جبل لبنان .
لكن هذا المتصرف كان متدينًا ملتزمًا كريم الأخلاق والتسامح، اتصف بالتفهم لموقف اللبنانيين وظروفهم، كان ميال نحو تحسين أحوال جبل لبنان والنهوض به من مختلف النواحي، فكان يغض النظر عن تهريب المواد الغذائية إلى أبناء الجبل الذين عصفت بهم المجاعة في عهده، وحاول أن يُخفف عبئ الحياة على أولئك الذين حلّت عليهم المصائب خلال الحرب، وشجع الميسورين على إنشاء جمعيات لإغاثة المحتاجين.لذلك أحبّ أبناء الجبل هذا المتصرف.

لكن عهده كان امتدادا لعهد لمتصرف الاسبق لمعاناة السكّان من مجازر المجاعة، معاناة شديدة، لم يسبق لهم أن ذاقوها. فما أن حلّت السنة 1917 حتى كانت الأزمة الاقتصادية قد بلغت ذروتها، والحياة كانت  قد تغيّرت تغيرًا كليًا.
وبالصورة، كثيرون من اللبنانيين كانو يتدثرون بالأسمال البالية لستر أبدانهم ودرء البرد عنهم،
اختفت المواد الغذائية او غدا من العجز الحصول عليها،
 لم يجد الكثير من اللبنانيين ما يسدّون به رمقهم. فهجروا بيوتهم وقراهم في الجبل، وتشتتوا في مختلف الأنحاء، منهم من وصل إلى مضارب البدو في البادية السورية، اما الغالبية نزل إلى المدن الساحلية مثل بيروت وطرابلس وصيدا، وانطلقوا في شوارعها يُفتشون في المزابل وأكوام النفايات قرب قصور الأغنياء عن فضلات الطعام، وذهب بعضهم لصيد القطط والكلاب الشاردة، أو أكل الميتة منها حتى. بل يقال ان الجوع دفع بعضهم إلى ما هو أبشع هولاً، كخطف الأطفال وذبحهم وأكلهم، بناءا لحوادث قيل انها وقعت خلال الحرب العالمية الأولى في جبل لبنان والمناطق القريبة منه.
ومن الويلات، العودة إلى استعمال السرُج الفخّارية التي تُضاء بزيت الزيتون لسبب تعذّر الحصول على المحروقات . كما عمد البعض الى تحميّص الشعير ويصنعون منه القهوة عوضًا عن قهوة البن. وسيطر القلق على أفكار الناس فانقطعت الزيارات وأهملت حفلات الأنس والسمر، وفقدت الأعياد بهجتها، وأصبحت الحياة قاسية رتيبة تثير الخوف
وكأن الجوع لم يكف الفقراء، فحلّت بهم الأوبئة والأمراض. فقلّة الغذاء والكساء أضعفت مناعة الأجسام، وعدم العناية بالنظافة ساعد على انتشار الأوبئة والأمراض التي فتكت فتكًا ذريعًا بالسكان، فقرائهم وأغنيائهم على السواء. فكان الذباب ينقل حمّى التيفوئيد، والقمل ينقل حمّى التيفوس، والجرذان تنقل وباء الطاعون، ومياه الشرب الملوثة تنشر مرض الزحار. ولم يكن الأطباء متوفرين لأنهم جنّدوا للعناية بصحة الجيش، كما لم يكن الحصول على الأدوية متيسرًا لعامّة الناس.
 بسبب الجوع والمرض كان الناس يموتون بالمئات والألوف، حتى أن كثيرين منهم لم يتيسّر لهم من يصلي عليهم أو يتولى دفنهم.
كانت الجثث تُجمع من الشوراع والطرقات في عربات خاصّة وتُرمى في حفر كبيرة جُعلت قبورًا للمشردين التعساء.
وما أن انتهت الحرب يروى:
 من جهة، كان الموت قد حصد مئة ألف نسمة ونكب جبل لبنان بما يقرب من ربع سكانه.
اما من جهة اخرى ، كان الموت قد حصد 200 ألف نسمة ونكب جبل لبنان بما يقرب من ثلثي سكانه.
  كانون الأول  1917 وبشهادة حية، يصف الدكتور جورج حنّا، وهو طبيب من بلدة الشويفات خدم في الجيش الرابع أثناء الحرب العالمية الأولى، حالة البؤس التي وجدها في اجبل لبنان عند عودته في شهر كانون الأول/ديسمبر سنة 1917 في إجازة قصيرة لتفقد الأهل، فيقول:
في الثلاثة أيام التي أمضيتها في لبنان... شاهدت ما لم أكن أتصوّر أني سأشاهده، في بلد كلبنان، هو جنّة الشرق. شاهدت سحنًا صفراء كقشرة الليمونة الحلوة، وعيونًا غاب منها النور، وأقدامًا متورمة ومنتفخة، وثيابًا على الأجسام مهلهلة وقذرة، وهزالاً في الأبدان، هو نذير الموت. شاهدت ولدانًا، يعضّون ثدي أمهاتهم، وقد جف منها الحليب، يمتصّون ويمتصّون، دون أن يدرّ لهم ثدي أمهاتهم نقطة حليب. وشاهدت أمّهات تستجدي القوت لأولادهن، فعزّ عليهنّ القوت... الحنطة تُباع بالتقنين على أجحف شكل... كيلو الأرز أو السكر، إذا وُجد، ثمنه ثلاثون ليرة. اللحم مأكول الأغنياء فقط، البن غاب من الأسواق... كان الناس كيفما راحوا وكيفما جاءوا لا يتحدثون إلا بالخبز... كان في لبنان حينذاك شيء واحد رخيص، هذا الشيء هو الموت... كانت التيفوس تفتك بالكبار والصغار. وكانت الملاريا ضيفًا ثقيلاً عند كل عائلة. وكان شبح عزرائيل يرفرف فوق كل بيت. كان الأموات يُدفنون بالجملة. الفقراء منهم، وما أكثرهم، يُكدّسون في الطنابر، ويُدفنون بعضًا فوق بعض في الحفر، لا تابوت، ولا كفن، ولا مُشيعون ولا من يُصلّي عليهم صلاة الموت.
     
3-
ممتاز بك، 1918
 
ممتاز بك
 
ممتاز بك
في 31 يوليو سنة 1918 تولّى منصب المتصرفيّة،
وفي 30 سبتمبر سنة 1918 ترك المتصرف بعبدا هاربًا مع  فلول الجيش العثماني المتراجعة، والمهزومةا أمام الجيوش الحليفة الزاحفة من مصر وفلسطين. .
فانتهى عهد المتصرفين الاستثنائيين الأتراك، والحكم العثماني في جبل لبنان وباقي الشام، بعد أن دام أكثر من أربعة قرون بقليل،
وبدأ الانتداب الفرنسي والبريطاني على بلدان المنطقة.
   
   بين ايلول وكانون الاول 1918
  • انهيار الحكم العثماني امام الحلفاء
  • قيام حكم عربي في لبنان
  • الفرنسي، يحل الحكم العربي
  • الفرنسي، يعين حاكم عسكري
انهار الحكم العثماني في بيروت ودمشق وبعبدا في يوم واحد،
والي بيروت، سلّم مقاليد حكم الولاية إلى عمر بك الداعوق رئيس البلدية، الذي أعلن انضمامهم الى الحكومة العربية  في دمشق
ممتاز بك، متصرّف جبل لبنان، كان قد سلم شؤون الإدارة في جبل لبنان إلى رئيس بلدية بعبدا حبيب فيّاض، وبعد يومين اجتمع موظفو الحكومة في بعبدا وانتخبوا الأميرين مالك شهاب وعادل أرسلان لإدارة الحكومة المؤقتة.

في 7 أكتوبر 1918،  حضر إلى بيروت  اللواء شكري الأيوبي حاكمًا عامًا على ولاية بيروت وجبل لبنان من قبل حكومة الأمير فيصل العربية في دمشق،

في شهر أكتوبر عام 1918 وصل الجيش البريطاني الزاحف من فلسطين إلى بيروت عن طريق الساحل، ومعه مفرزة فرنسية، ومن البحر أنزل الأسطول الفرنسي في بيروت فرقة من الجنود الفرنسيين. وبناءً على احتجاج فرنسي إنزال العلم العربي، وعاد اللواء شكري الأيوبي إلى دمشق، وحلّت الحكومات العربية في بيروت وبعبدا والمدن الساحلية الأخرى وعيّن حكامًا عسكريين فرنسيين فيها. وهكذا انتهى الحكم العربي في هذه المناطق بعد بضعة أيام فقط على قيامه
   
للشهادة ...،
 منذ 1915 الى 1918
التاريخ ليس بدمعة، التاريخ هو وثيقة فخر او اهانة لصاحبها.
مجموعة صغيرة محدودة من اللبنانين الموارنة صمدة، فتعثر مشروع اتعثماني بابادة والغاء جبل لبنان من الوجود. فلحظتها اغتاظ الجبار العثماني ودمر نفسه بنفسه. فسجل التاريخ هذه الوثيقة  في خانات اصحابها.
اما صخر جبل لبنان فحفر على جسده: " ثلث مات وثلث هاجر  وثلث تسمّر بالأرض... ليبقى لبنان"
حلم العثماني من المجاعة في جبل لبنان حيث الغالبية السكنية من المسيحين الموارنة الذين افشلوا سياستي التتريك والاسلمة العثمانية.
فشل العثماني المحتل لجبل لبنان على طول 400 سنة من تدجين اللبناني عموما والماروني خصوصا. فكان حلم جمال باشا السفاح الحاكم امل العثماني الوحيد في اخراج سلطنته من هذا العار، هما وراء المجاعة في لبنان. فخطط ونفذ وشارك في جريمة ابادة اللبنانيين.لكن حصاد جمال، لم يكن فشل اخر بل انتحار ونهاية ذاتية لسلطنته العثمانية.
لكن الفخر بما تعبر عنه هذه المقولة الشعبية
التي تمخضت من رحم هذا الضرر:" ثلث مات وثلث هاجر  وثلث تسمّر بالأرض... ليبقى لبنان". مع العلم ان جبل لبنان يومها كان  يعد 450 الف انسان غالبيتهم مسيحيين موارنة
صورة لمسار الابادة جوعا لجبل لبنان:
  •  حصار بري لجبل لبنان، فرضه الحاكم العثماني العسكري جمال باشا، هدفه خنق سكان جبل لبنان الذين كانوا بمعظمهم من المسيحيين الموارنة. وبحسب ادعاء هذا الحاكم ان الحصار هو احترازي لخوفه من الموارنة بدعم حملة الحلفاء. لذا كان الزاما تجويعهم قبل ان يتسلحوا.
    فصادر العثمانيون المحاصيل والأملاك حتى الحيوانات التي كانت تستخدم في النقل وانتاج المحاصيل وغيره، لخدمة المجهود الحربي العثماني
  • هروب الشباب من الأراضي الزراعية في الريف إلى الاغتراب هربًا من التجنيد الإجباري العثماني وعمل السخرة
  • قيام انفار لبنانيين موارنة بالعمل مع العثمانيين كعملاء واذرع للعثمانيين في الوشاية او اضطهاد اشقائهم في جبل لبنان. وبالمناسبة وللاسف وليومنا، عدد كبير من حاملي القاب مثل: اغا او بك او باشا او شيخ اوما شابه، كانوا عملاء للعثماني
     معظم الاحكام العرفية العثمانية يومها، صدرت نتبجة وشاية لتهجير شرفاء القوم من اللبنانيين.

     
  • نشر وانعاش العثماني لثقافة الفساد، والبرطيل، والميسر، ولمفاعيل مقولة: "فرق تسد" 
  • حصار بحري فرضه الحلفاء على البحر الابيض المتوسط لقطع الامدادات عن العثمانيين. من المضحك المبكي، ظهر الحلفاء كمساهمين في جريمة الابدة جوعا لجبل لبنان. وشهادة على جرم الحلفاء، منع ثلاث سفن طعام ارسلها المغتربين اللبنانين لاهلهم في جبل لبنان لانقاذهم من الجوع 
  • وبرضى العثمانيون، اشتر الالمان غالبية الحنطة والحبوب من بلاد الشام وباسعار مرتفعة دون قراءة حاجات السوق المحلي.
    الشراء تم على مرحلتين، بكمية حجمها نصف مليون كيس في كل مرحلة 
    لماذا هذا الجشع حليف العثمانيين الشريك المانيا، لهذا الشراء اللامحدود للمواد الاولية والحبوب وباسعار مرتفعة، التي كان وراء ذلك التدهور الاقتصادي وجشع التجار والاحتكار واختفى الحبوب من الاسواق وارتفاع اسعارها الجنوني  حتى كانت المجاعة.
     
  • غزو الجراد جبل لبنان، اما هو جريمة عن سابق تصور وتصميم نفذها العثمانيون بجلب بيض الجراد ونشره في جبل لبنان ففقس وتطور في تدمير حياة الجبل. سؤال ينتظر تحقيقا؟
    يروى :
    في بداية عهد علي منيف حلّت كارثة طبيعية بجبل لبنان، فقد ظهرت أسراب الجراد الكثيفة في سماء الشام خلال مطلع شهر نيسان/أبريل سنة 1915، بما أن الدولة العثمانية لم تعمل على مكافحته قبل أن يتكاثر بعد أن صُرف اهتمام السلطات عن هذه الناحية بفعل نشوب الحرب العالمية الأولى، فباض الجراد وفقّس وتكاثر دون عائق، ثم زحف شمالاً، ولمّا ظهر في سماء جبل لبنان، حجب الشمس عن العيون عدّة أيام. ولمّا حطت الأسراب على الأرض فتكت بالنباتات والمزروعات وتركت الأشجار عارية جرداء من غير ورق أو ثمر. ولم يلبث قسم كبير من هذه الأشجار أن يبس أو تعطّل عن الإنتاج مدة طويلة. فحُرم جبل لبنان بسبب الجراد من معظم إنتاجه الزراعي طيلة سنوات الحرب.
  •  الامراض التي ضربت جبل لبنان، هل هي بافتعال عثماني او طبيعية، يجب على التحقيق ان يصوب الامور
  • الملكيات العينية  والغير العينية، للمئتي الف ضحية استشهدوا في المجاعة، هل كانت حلال لمن ضمها الى املاكه. هل التغيب والتناسي لجريمة المجاعة خلفيته طمس حقيقة الاملاك وضمها. وتورط العلمانيين والاكليروس بذلك
     
  • كثيرا من الزعماء والوجهاء وكبار السلطة بلغوا هذه المراكز بعد المجاعة، نتيجة هجرة ثلث سكان الجبل ومن بينهم ذو شان. فخوفا من ان يعود المهاجر وينحيهم عن نفوذهم. تضامنت هذه النخبة لطي الماساة ودفنها في ظلمة النسيان
  • شارك المسلم في لبنان شريكه المسيحي في التعتيم لمصلحة في نفسه،  "شرعه يشرع له تعدد الزوجات، ومع تراكم الزمن يصبح المسلم ديموغرافيا متفوق عدديا، فيحكم بعدده.
    وكما يقال المسلم ينجب الاطفال والمسيحي يربيهم. ولزمنه نطرد المسيحي اونهجره او ناسلمه. هذا هو خبث المشاركة والمصلحة في طي ونسيان الماساة
   
قبيل وخلال الحرب العالمية الأولى
اقتصاد المتصرفية
  • كان اقتصاد متصرفية جبل لبنان  يستند إلى ثلاث ركائز أساسية هي: زراعة الزيتون وإنتاج الحرير وأموال المغتربين.
    غير أن هذه العناصر الثلاثة لم تكن كافية لجعل اقتصاد الجبل قويًا سليمًا متكاملاً، فقد كان ضعف اقتصاد لبنان يبرز في  ضعف إنتاج الحبوب وتخلّف الصناعة والقيود على التجارة. واكثر ومع
    تتدفق
    البضائع الأوروبية المصنوعة بالآلات إلى إضعاف الصناعة المحلية اليدوية وزوالها التدريجي
  • كان معظم سكّان المتصرفية فلاحين يمارسون الزراعة بأساليب قديمة وبطابع خاص مميز لجبل لبنان ينسجم مع طبيعة الأرض الجبلية وسطحها والتربة وفصول السنة. صحيح كان هناك تنوع في الزراعة لكن ضعيفة
  • مع نشوب الحرب وتوقف الحركة الانمائية في ا
    لمتصرفية،
    تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان بشكل سريع وخطير، لأن أساطيل الحلفاء ضربت حصارًا بحريًا على طول الشواطئ العثمانية،  فتوقفت  أعمال التصدير والاستيراد، وفرغت الأسواق من السلع الأجنبية، وارتفعت الأسعار ارتفاعًا فاحشًا،. فانقطع ا وصول الأموال من المغتربين إلى ذويهم.  ناهيكعن حصار بري عثماني على جبل لبنان وناعيك عن مصادرة العثمانيين كل شيء من اختصاصين لبنانيين وغلال وحيوانات نقل حتى وصلت الى قطع الاشجار المثمرة والحرجية طلبا للخشب واعظم الجرائم كان قيام المانيا ىشراء وشحن كل انتاج حبوب بلاد الشام لفترتين مما افرغ الاسواق من الحبوب وخيمة مجاعات
    ومع إنفاق الدولة العثمانية مبالغًا طائلة على الحرب، فاضطرت أن تصدر أوراقًا نقدية لأوّل مرة في تاريخ البلاد وبكميات هائلة، فهبطت قيمة هذه العملة الورقية بالنسبة للنقد الذهبي والفضي هبوطًا كبيرًا
    .فأضاع جزءًا من اللبنانيين ثروته، وأحدث ركودًا في حركة البيع والشراء
  • اللبنانيين وخصوصا اهل جبل لبنان جياع ومضطهادين، والنتجة من اصل 450 الف انسان سكان جبل لبنان/ 200الف ماتوا جوعا و200 الف هاجروا و140 الف صمدوا بطريقة ما (طبعا نصفهم اي 70 الف كانواعملاء للعثمانيين). صحيح انها ابادة، لكن بعد ظلمة اي ابادة للموارنة كان النور يشرق نهضة مارونية برعاية اعين من تقدسوا بالام الابادة.
  •  كان لاتصال لبنان وموارنته منذ  القديم بالغرب أثر كبير في خلق نهضة لبنان الحديثة
    ، فكان كجسر طبيعي تلتقي فيه الشعوب، وتتفاعل الحضارات
    .
  • وكان للإرساليات الأجنبية التي نزلت لبنان لأهداف دينية أثر بعيد في تطوّر الحياة الفكرية. فقد رأى المرسلون أن خير الوسائل لنشر مذاهبهم الدينية هي إنشاء المدارس والجامعات
  • وقد رافق هذا النشاط الثقافي، قيام بعثات العلميّة لارسال بعد طلابها للتخصص خارج لبنان.
  • فتبوأ لبنان مركز الصدارة في عالم الصحافة، و
    ظهرت الجمعيات الأدبية والعلمية
  • رغم ان اللبنانيين كانوا يزرحون تحت كابوس الفقر والعوز، كان يترامى إلى أسماعهم أن في الخارج بلدانًا غنية، يستطيعون فيها تحقيق مطامعهم في وقت قصير. فما كان منهم إلا أن فكروا في الهجرة إليها، فابدعوا وخدموا بلدانهم الجديدة بكل صدق وتفاني وتضحية
    ليقدر يومنا تعداد ان اللبنانيين وغالبتهم موارنة بثلالثة عشر مليون مغترب منتشرين في العالم.وكما هم غنى لبلدانهم التي احتضنتهم، هم غنى لبنان وللبنان

   
مختصر لاثار الهجرة كان للهجرة عدّة نتائج، منها الحسن ومنها السيء. حقق أكثر المهاجرين ما أرادوا من هجرتهم، فقد أثري الفقير، وتحرر المضطهد، ووجد المغامرون ما يُغذي طموحهم ويقربهم من أهدافهم. وكان من نتيجة ذلك أن تدفقت الأموال على المقيمين من أبنائهم وأقربائهم المغتربين. وكانت أسر عديدة تعيش على ما يرد إليها من بلاد الغربة.[ وبذلك تحسنت حياة بعض الجماعات، فاستطاعوا أن يُنشئوا بما جناه أبناؤهم من الأموال المشروعات الصناعية والتجارية والزراعية، فخدموا الوطن ونشطوا حياته الاقتصادية. ومن الطبيعي أن الأموال الغزيرة ما كانت لتصل إلى لبنان لو لم يكن هؤلاء المهاجرون قد حققوا لأنفسهم ثروة كبيرة ومكانة مرموقة في البلاد التي هاجروا إليها، وقد تبوأ الكثير من اللبنانيين منزلة عالية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية وشغلوا مناصب كبيرة في الإدارة والقضاء والجيش والسياسة.

وكان للمغتربين من رجال الأدب أثر كبير في نهضة الأدب العربي وتطوره. فقد أصبح لهم مدرسة أدبية ذات طابع خاص هو مزيج من إيحاء الشرق وفكر الغرب. وقد برز في هذا المجال في أواخر عهد المتصرفية عدد كبير من الأدباء منهم على سبيل المثال: جبران خليل جبران، وأمين الريحاني، وميخائيل نعيمة، وإيليّا أبو ماضي في الولايات المتحدة،وخليل مطران وأنطوان الجميّل في مصر. على أن هذه المدرسة الأدبية المهجرية قد بلغت ذروة مجدها بعد عهد المتصرفية. وإذا كانت الهجرة قد أتاحت لفريق من أبناء جبل لبنان أن يتبوأ أعلى المناصب ويُصيب حظًا وافرًا من النجاح والثروة، فإن المنطقة كانت تخسر بهجرة هؤلاء نفوسًا طامحة وسواعد قويّة وشبابًا قادرًا على بناء الوطن والنهوض به في الوطن نفسه لا في بلاد الغربة. وقد أصبح عدد المهاجرين من أبناء لبنان اليوم، سواء المهاجرين حديثًا أو المتحدرين من أصول لبنانية، يفوق عدد اللبنانيين أنفسهم.
   
اقتصاد متصرفية جبل لبنان   مختصر دراسة محدودة في اقتصاد متصرفية جبل لبنان من 1861 الى 1918
 
اقتصاد كان اقتصاد متصرفية جبل لبنان قبيل الحرب العالمية الأولى يستند إلى ثلاث ركائز أساسية هي: زراعة الزيتون وإنتاج الحرير وأموال المغتربين. غير أن هذه العناصر الثلاثة لم تكن كافية لجعل اقتصاد الجبل قويًا سليمًا متكاملاً، فقد كان ضعف اقتصاد لبنان يبرز في عدد من النواحي أهمها ضعف إنتاج الحبوب وتخلّف الصناعة والقيود على التجارة.
زراعة كان معظم سكّان المتصرفية فلاحين يمارسون الزراعة بأساليب قديمة وبطابع خاص مميز لجبل لبنان ينسجم مع طبيعة الأرض الجبلية وسطحها والتربة وفصول السنة. كانت بساتين الزيتون المنتشرة بكثرة على السواحل وسفوح سلسلة جبال لبنان الغربية، تؤمن عملاً للعمّال ودخلاً محترمًا لأصحابها. ويُشكّل الزيتون عنصرًا مهمًا في غذاء الجبليين ومادة أوليّة لإنتاج الزيت وصناعة الصابون. وكان القسم الأكبر من إنتاج الزيتون ومشتقاته يُستهلك في لبنان، أما الفائض منه فيُصدّر إلى الخارج ويدرّ على البلاد ربحًا ماديًا مهمًا. وكان اللبنانيون يعتبرون شجرة الزيتون شجرة مقدسة وزيتها مقدس، لكثرة ذكرها في أسفار الكتاب المقدس وفي القرآن، وكانوا يُنتجون منه أنواع مختلفة أبرزها: الصوري، والبلدي، والشتوي، والبستاني. وفي أيام الربيع كانت أغلبية اللبنانيين تنصرف إلى تربية دود القز الذي يتغذى على ورق أشجار التوت. وكانت زراعة التوت منتشرة في جميع أنحاء لبنان ساحلاً وجبلاً. وأنشئت في جبل لبنان عدّة مصانع لاستخراج الخيوط الحريرية من الفيالج، وكانت ربّات المنازل تعمل على الأنوال وتحوّل بعض هذه الخيوط إلى منسوجات حريرية جميلة صالحة لصنع الملبوسات والمفروشات. ولكن القسم الأكبر من الخيوط الحريرية كان يُصدّر إلى البلدان الأوروبية، وخصوصًا إلى فرنسا التي كانت تشتري معظم الإنتاج اللبناني
  الإضافة إلى ذلك، كان العنب وما يُستخرج منه من المواسم الرئيسيّة، التي اعتمد عليها قسم كبير من فلاحي القرى. وصناعة الخمر قديمة في لبنان، فقد ورد ذكر خمور لبنان في العهد القديم، وجاء في بعض النقوش القديمة أنه كان جزية، قدمه السكّان للفاتحين، وجودة الخمر اللبناني المعتّق في الأديرة مشهورة. وكانت معظم إنتاجات العنب من قطاف ونبيذ وعرق وزبيب وخلّ للاستهلاك المحلي، وكذلك الحال بالنسبة للتين، الذي كان شجرة معروفة ومرغوبة. تعاطى بعض الفلاحين الجبليين تربية أشجار الصنوبر، إذ كان لتلك الأشجار فائدة اقتصادية كبيرة، وكان أغنى فلاحي الجبل هم الذين يملكون أحراج الصنوبر، فهي إلى جانب كون ثمرها غالي الثمن، تمد الفلاح بحطبه وبأخشاب لسقف بيته، وبألواح خشبية لأثاثه ومقاعده، وغير ذلك من الأمور الضرورية لحياته. وكان أكثر استهلاك الصنوبر محلّي، وتصديره إلى الخارج قليل جدًا. للقمح والحنطة والحبوب، فقد كان إنتاجها ضعيفًا جدًا في أراضي المتصرفية، وذلك لضيق الأراضي وقسوة المناخ، فبعد أن فصل پروتوكول سنة 1861 عن جبل لبنان سهول عكار والبقاع والجنوب، أصبح إنتاج الجبل من القمح ضئيلاً لا يسدّ غير قسم صغير جدًا من حاجة أهله إلى هذه المادة الأساسية في غذائهم اليومي. لذلك اضطروا إلى شراء القمح من حوران ودرعا ومن مناطق أخرى لتأمين قوتهم الضروري. يقول الدكتور أنيس فريحة، وهو من المؤرخين اللبنانيين الذين عاصروا عهد المتصرفية:  
صناعة وتجارة كانت الصناعة في متصرفية جبل لبنان بدائية متخلفة محصورة في القرى للاستهلاك المحلي. وكان في كل بيت تقريبًا نول لحياكة ما يحتاجون إليه من صناعة وتجارة الأقمشة. باستثناء صناعة الزيت والصابون والحرير، لم يكن في لبنان صناعة متقدمة تستطيع أن تؤمن حاجات السكان. وكان لا بد للآهلين من استيراد السلع الضرورية مثل السكر والأرز والأدوية والألبسة والأدوات المنزلية والآلات وغيرها من المصنوعات الحديثة. ولمّا كانت المرافئ خارج حدود المتصرفية، فقد ازدهرت التجارة بعيدًا عن الجبل، وبتقدم وسائل النقل البحري والبري بدأت البضائع الأوروبية تتدفق على هذه المرافئ. وقد أدّى وصول البضائع الأوروبية المصنوعة بالآلات إلى إضعاف الصناعة المحلية اليدوية وزوالها، ولم يبق منها سوى الأقمشة الجميلة التي تُصنع في بلدة ذوق مكايل وبعض الأماكن القليلة الأخرى، من أغطية للموائد وثياب وفرش وستائر وغيرها. حاول المتصرّف أوهانس باشا في سنة 1913 إنشاء 3 مرافئ تجارية تابعة للمتصرفية في سبيل إنعاش حركة الاستيراد والتصدير، لكن نشوب الحرب العالمية الأولى بعد ذلك بسنة حال دون ذلك. ولمّا دخلت الدولة العثمانية الحرب في شهر أكتوبر من عام 1914 تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان بشكل سريع وخطير، لأن أساطيل الحلفاء ضربت حصارًا بحريًا على طول الشواطئ العثمانية، ومنها الساحل الشامي، فمنعت السفن من الدخول أو الخروج، فتوقفت بذلك أعمال التصدير والاستيراد، وماتت الحركة التجارية، وفرغت الأسواق المحليّة من السلع الأجنبية، فارتفعت الأسعار ارتفاعًا فاحشًا، وتعذّر على الفقراء ومتوسطي الحال أن يؤمنوا حاجاتهم الضرورية منها. وبانقطاع المواصلات البحرية انقطع وصول الأموال من المغتربين إلى ذويهم. ولمّا كانت بعض الأسر تعيش على المساعدات المالية التي كانت تردها من بلاد الاغتراب، فقد أصبحت في حالة يُرثى لها من العوز والفقر. وأثّر انقطاع هذا المورد المالي المهمّ على الحالة الاقتصادية العامة في لبنان، فأدّى إلى اشتداد الأزمة الاقتصادية وتعقيدها.
عملة كان اللبنانيون يتعاملون بالعملة العثمانية منذ بداية عهد المتصرفية، ويسمونها "الليرة العثمليّة" أو "العثمليّة" اختصارًا، وكانت الليرة العثمانية تُسك من الذهب والفضة وتُقسم إلى مئة واثنين وستين قرشًا. كذلك تعامل السكان بالعملة المصرية، ومنها اكتسبت النقود لفظة "مصاري" و"مصريات" اللتان لا تزالان تُستعملان في بلاد الشام بمعنى "عملة".
وكانت العملة التركية تُقسم أيضًا إلى متاليك وبشالك، والمتليك يُسك من الحديد أو النحاس أو البرونز، والبشلك عملة نحاسية برونزية، وهو يساوي 10 متاليك أو 3 قروش

خلال الحرب العالمية الأولى، أصدرت الحكومة الاتحادية نقدًا ورقيًا وأرغمت الشعب على التداول به. ذلك أن إنفاق الدولة العثمانية مبالغًا طائلة على الحرب، أدّى إلى اضطرارها أن تصدر أوراقًا نقدية لأوّل مرة في تاريخ البلاد، وأن تُكثر من الكميّات التي أنزلتها إلى السوق، فهبطت قيمة هذه العملة الورقية بالنسبة للنقد الذهبي والفضي هبوطًا كبيرًا، ولكن الحكومة كانت تصرّ على اعتبار الليرة الورقية مساوية لليرة الذهبية، وكانت تجبر الناس على قبضها والتعامل بها. وكانت نكبة البلاد بهذا النقد مزدوجة، فقد أضاع جزءًا من ثروة اللبنانيين، وأحدث ركودًا في حركة البيع والشراء، لأن الناس كانوا يتهربون من قبضه ويُفضلون أن يحتفظوا بما عندهم من بضائع وغلال بدلاً من أن يبيعوها بأوراق صادرة عن دولة مرهقة بنفقات الحرب الباهظة.
تقبم اقتصادي الوضع الاقتصادي أثناء الحرب العالمية الأولى، ازدادت الحالة الاقتصادية سوءًا في جبل لبنان خلال الحرب العالمية الأولى بفعل التدابير التي اتخذتها السلطات العسكرية العثمانية، فقد منعت قيادة الجيش الرابع في بدء الحرب نقل الحبوب على اختلاف أنواعها إلى جبل لبنان، وبما أن الجبل لم يكن ينتج كفايته من الحبوب ويعتمد على البقاع وحوران وجوارها لتأمين حاجته، فقد اختفت الحبوب من الأسواق وارتفعت أسعارها ارتفاعًا فاحشًا، حتى بلغ ثمن رطل الخبز ليرة ذهبية، وتعذّر على الفقراء ومتوسطي الحال الحصول عليه، وبدأوا يموتون من الجوع. وكان الناس يتحملون المشقّات والأخطار من أجل تهريب كميّات قليلة من القمح من عكار أو البقاع أو حوران ليردوا بها الموت عن أهلهم وذويهم، ولكن عيون المراقبين كانت يقظة ساهرة لمنع تهريب الحبوب ومعاقبة المهرّبين.

وبعد مراجعات كثيرة ومداولات مستفيضة، سمح جمال باشا لعدد من الوجهاء البيروتيين بتأسيس شركة لاستيراد الحبوب وتوزيعها بأسعار معتدلة تحت إشراف القادة العسكريين. وفي مطلع سنة 1917 باشرت مراكز الإعاشة أعمالها في جميع الأقضية اللبنانية، فكانت تعطي مئتين وخمسين غرامًا من القمح لكل شخص يوميًا بسعر سبعة قروش للرطل الواحد، في حين وصل سعر الرطل إلى مئة قرش في السوق السوداء. ولكن تواطؤ القوّاد العسكريين مع أركان الشركة ومُحتكري بيع القمح في السوق الحرّة السوداء، عطّل أعمال الإعاشة وجعلها قليلة الفائدة. مثال ذلك، أنهم كانوا يتذرعون بمختلف الحيل والأعذار للتهرّب من تسليم مخصصات الإعاشة إلى أصحابها، وعندما كانوا يضطرّون إلى تسليمها كانوا يغشّون القمح بالحصى والتراب والكرسنّة والزوان
التركيبة السكانية شكّل المسيحيون أغلبية سكّان متصرفية جبل لبنان، وأغلب هؤلاء كان يتبع الملّة السريانية المارونية، وقد تمركز الموارنة منذ أن استوطنوا جبل لبنان في شماله، وفي عهد المتصرفية كان الموارنة ينتشرون في شمالها، أي في أقضية كسروان والبترون والكورة وزحلة وفي دائرة دير القمر، وما زالت هذه المناطق حتى اليوم تقطنها أغلبية مارونية.

 أما في باقي الأقضية، فقد اختلط الموارنة مع الطوائف المسيحية الأخرى ومع الدروز، الذين شكلوا ثاني أكبر طائفة في الجبل، وأغلبية سكان قضائيّ الشوف والمتن. كذلك كان هناك وجود ملحوظ للروم الأرثوذكس في كلا القسمين من الجبل، أما الشيعة والسنّة فكان وجودهما، وما زال، قليل جدًا، فقد انتشر الشيعة في بضع قرى في المتن وكسروان، وعاش السنّة على ساحل الشوف وفي زحلة. وكان من نتيجة هذا التقارب والتجاور أن اعتنق عدد من اللبنانيين ديانة جيرانهم أو مذهبهم الطائفي، وأصبحت ألقاب العائلات ألقابًا مشتركة عند المسيحيين والمسلمين. كانت منطقة بكركي تُشكل مقر الكرسي البطريركي الماروني منذ عام 1823، وقد استمرت كذلك طيلة عهد المتصرفية حتى الآن، وتعني كلمة بكركي بالعربية "مكان حفظ الوثائق والكتب".
كانت اللغة العربية هي اللغة المتداولة يوميًا بين السكان، وقد طُعّمت لهجة الجبليين بكثير من الكلمات السريانية، بسبب شيوع تلك اللغة بينهم في السابق. وقد استمرت اللغة السريانية لغة طقسيّة فقط تُستخدم في التراتيل الدينية المارونية.
مختصر لاثار الهجرة
(تكرار)
كان للهجرة عدّة نتائج، منها الحسن ومنها السيء. حقق أكثر المهاجرين ما أرادوا من هجرتهم، فقد أثري الفقير، وتحرر المضطهد، ووجد المغامرون ما يُغذي طموحهم ويقربهم من أهدافهم. وكان من نتيجة ذلك أن تدفقت الأموال على المقيمين من أبنائهم وأقربائهم المغتربين. وكانت أسر عديدة تعيش على ما يرد إليها من بلاد الغربة. وبذلك تحسنت حياة بعض الجماعات، فاستطاعوا أن يُنشئوا بما جناه أبناؤهم من الأموال المشروعات الصناعية والتجارية والزراعية، فخدموا الوطن ونشطوا حياته الاقتصادية. ومن الطبيعي أن الأموال الغزيرة ما كانت لتصل إلى لبنان لو لم يكن هؤلاء المهاجرون قد حققوا لأنفسهم ثروة كبيرة ومكانة مرموقة في البلاد التي هاجروا إليها، وقد تبوأ الكثير من اللبنانيين منزلة عالية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية وشغلوا مناصب كبيرة في الإدارة والقضاء والجيش والسياسة.

وكان للمغتربين من رجال الأدب أثر كبير في نهضة الأدب العربي وتطوره. فقد أصبح لهم مدرسة أدبية ذات طابع خاص هو مزيج من إيحاء الشرق وفكر الغرب. وقد برز في هذا المجال في أواخر عهد المتصرفية عدد كبير من الأدباء منهم على سبيل المثال: جبران خليل جبران، وأمين الريحاني، وميخائيل نعيمة، وإيليّا أبو ماضي في الولايات المتحدة،[ وخليل مطران وأنطوان الجميّل في مصر. على أن هذه المدرسة الأدبية المهجرية قد بلغت ذروة مجدها بعد عهد المتصرفية. وإذا كانت الهجرة قد أتاحت لفريق من أبناء جبل لبنان أن يتبوأ أعلى المناصب ويُصيب حظًا وافرًا من النجاح والثروة، فإن المنطقة كانت تخسر بهجرة هؤلاء نفوسًا طامحة وسواعد قويّة وشبابًا قادرًا على بناء الوطن والنهوض به في الوطن نفسه لا في بلاد الغربة. وقد أصبح عدد المهاجرين من أبناء لبنان اليوم، سواء المهاجرين حديثًا أو المتحدرين من أصول لبنانية، يفوق عدد اللبنانيين أنفسهم.

فبين 1861 و1919 في جبل لبنان وحده حصلت ابادات قتل واضطهاد حتى التهجير. من اصل 540 الف انسان ماروني في جبل لبنان:
  • 200 الف انسان ماروني ماتوا جوعا، اي قتلوا جراء الجوع (نتيجة شراء المانيا غالبية انتاج قمح لبنان وسوريا وفلسطين لسنتين متتاليتين، غزو الجراد بطريقة مفتعلة جبل لبنان، انتشار امراض معدية في جبل لبنان دون مكافحتها من العثمانيين والارجح كان العثمانيون مفتعلي انتشارها،وانتشار حصارين غذائي على جبل لبنان من حدود البر من قبل العثمانيين وعلى حدود البحر منقبل الفرنسيين والانكليز )
  • 200 الف انسان ماروني اضطهدواوهجروا من لبنان الى اميركا الجنوبية والشمالية والى اوروبا والى مصر والى  ...
  •  70 الف  انسان ماروني اقله، كانوا كعملاء للسلطة العثمانية في جبل لبنان، (في الوشايات، في الاضطهاد، في المجاعة والاحتكارات وغيرها). وليومنا هذه الجماعة بالقابها تشهد لعمالتها للعثماني. فلقب بك وباشا واغا وما شابه هم الدللة ليومنا
  • 70 الف  انسان ماروني حفظوا جبل لبنان على الارض برعاية جمهور ماروني من السماء مات جوعا واضطهاد ليبقى لبنا

قصة المجاعة
التاريخ لا ينقل الحقيقة، فمثلاً إنّ الفكرة السائدة عند الجميع عن سبب المجاعة الرئيسي في لبنان خلال الحرب العالمية الأولى هو الجراد، إلّا أنّ التجويع كان مبرمَجاً وساهم فيه كل من:  العثمانيون بحصارٍ بري، والانكليز والفرنسيون بحصارٍ بحري، اما اللالمان فكانوا على سنتين متتاليتين قد اشتروا جميع انتاج القمح والحبوب من سوريا ولبنان وتركيا باسعار غالية».

الفكرة اللبنانية أفسحت هذه الكارثة المجال أمام فرنسا للتدخل، وأدت محادثاتها مع السلطة العثمانية إلى قيام كيان ممتاز للبنان يرأسه متصرف مسيحي كاثوليكي غير لبناني يعيّنه السلطان من بين رعاياه. هكذا ولدت الفكرة اللبنانية وترعرعت في كنف الكنيسة المارونية، وتحققت مع نهاية العهد العثماني. في اليوم الأول من أيلول 1920، ظهر الجنرال غورو وسط بطريرك الموارنة والمفتي الكبير في قصر الصنوبر، وأعلن في خطاب طويل قيام "لبنان الكبير" أمام كبار أعيان البلاد، وتزامن هذا الإعلان مع القضاء على استقلال "الدولة العربية" في سوريا. خطب المتصرّف نجيب بيه أبو صوان يومذاك في بدء الاحتفال، وقال مرحّباً بالجنرال الفرنسي: "في هذه الساعة المهيبة التي تدخل التاريخ لتدوين حقبة غير قابلة للانمحاء، بيروت زهرة سوريا، عاصمة لبنان الكبير، مستعيدة أنفاسها الحرة، تحيي فيكم راعيها وتحيي بشخصكم فرنسا المجيدة".
تمّ إعلان دولة لبنان الكبير كدولة مستقلة تحت الانتداب الفرنسي، وتم بعدها إقرار الدستور، وتحققت بذلك الدعوة التي نادى بها الموارنة منذ عهد المتصرفية. رفضت الحركة الوطنية السورية وأنصارها في لبنان الاعتراف بالكيان اللبناني الناشئ، ودخلت المنطقة في صراع داخلي استمر حتى مطلع الثلاثينات، حين اشترطت فرنسا على الحركة الوطنية السورية الاعتراف بالكيان اللبناني قبل توقيع معاهدة تقرّ فيها باستقلال دولتي سوريا ولبنان. ولد الميثاق اللبناني في خضم هذا الصراع، وجاء بمثابة صيغة توفيقية تجمع بين الولاء القومي العربي والاعتراف بالكيان اللبناني.
استقلت الدولة الناشئة عن فرنسا في العام 1943، وتسلّم الموارنة الحكم في الجمهورية التي كان لهم الدور الأساسي في تأسيسها. تعرّض هذا الكيان منذ نشوئه لسلسلة من الهزات، أكثرها ضراوةً هذه التي يعيشها اليوم، وفيها يعاني "شعب مارون" الذي شبّهه البابا لاوون العاشر بـ"الوردة بين الأشواك"، ما تعانيه الوردة التي تتعرّض لأخطار الذبول!
   
  البطاركة الموارنة في هده الفترة
1918-1861
البطاركة الموارنة في هده الفترة
  بولس الأول مسعد، من عشقوت، كسروان 1854-1890
  يوحنا الثاني عشر الحاج، من  دلبتا، البترون 1890-1898
  الياس الحويك، من حلتا، البترون 1898-1931
 
فصل:   1  2  3  5  6     تاريخ الموارنة، جزء ثالث، 
 www.puresoftwarecode.com  :    HUMANITIES Institute  ART Institute & Others
 SOFTWARE Institute  CHRISTIANITY Institute    
"Free, 100 Software Programming Training Courses"       History of the MARONITES in Arabic  Basilica Architecture, in the Shape of a Cross
 VISUAL STUDIO 2010 in English  Holy BIBLE in 22 Languages and Studies ...  Le HANDICAP c'est quoi ?   (in French)  Old Traditional Lebanese houses
 VISUAL STUDIO .NET, Windows & ASP in En  220 Holy Christian ICONS  Drugs and Treatment in English, french, Arabic  5 DRAWING Courses & 3 Galleries
 VISUAL STUDIO 6.0 in English  Catholic Syrian MARONITE Church  Classification of Wastes from the Source in Arabic  Meteora, Christianity Monasteries - En, Ar, Fr
 Microsoft ACCESS in English  HOLY MASS of  Maronite Church - Audio in Arabic  Christianity in the Arabian Peninsula in Arabic  Monasteries of Mount Athos & Pilgrimage
 PHP & MySQL in English  VIRGIN MARY, Mother of JESUS CHRIST GOD  Summary of the Lebanese history in Arabic  Carved Rock Churches, Lalibela - Ethiopia
 SOFTWARE GAMES in English  SAINTS of the Church  LEBANON EVENTS 1840 & 1860, in Arabic  
 WEB DESIGN in English  Saint SHARBEL - Sharbelogy in 10 languages, Books  Great FAMINE in LEBANON 1916,  in Arabic  my PRODUCTS, and Statistiques ...
 JAVA SCRIPT in English  Catholic RADIO in Arabic, Sawt el Rab  Great FAMINE and Germny Role 1916,  in Arabic  
 FLASH - ANIMATION in English  Читать - БИБЛИЯ и Шарбэль cвятой, in Russe  Armenian Genocide 1915  in Arabic  4 Different STUDIES
 PLAY, 5 GAMES    Sayfo or Assyrian Genocide 1915 in Arabic  SOLAR Energy & Gas Studies
     Christianity in Turkey in Arabic  WELCOME to LEBANON
 SAADEH BEJJANE Architecture  Andree Zouein Foundation    YAHCHOUCH, my Lebanese Village
 CARLOS SLIM HELU Site, new design
 REPORT, Cyber Attack Attacks the Current Site
 Prononce English and French and Arabic Letters  ZOUEIN, my Family - History & Trees
       Chucri Simon Zouein, Computer engineer
     
echkzouein@gmail.com
© pure software code - Since 2003