الأسباب
تبنّت الأرجنتين فتح أبواب الهجرة إليها في القرن التاسع عشر، ورَغِبت في
استثمار أرأضيها الزراعية، وتحولت إلى بلد استقبل أغلبية المهاجرين الأوروبيين
بعد الولايات المتحدة. أما اللبنانيون فقد هاجروا إليها على أنها بلاد الوعود
والثروة، في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كجزء من موجة الهجرة
اللبنانية- السورية خلال الحكم العثماني
قدِم بعض المهاجرين بدعوة من أقربائهم الذين سبقوهم. وما لبثوا أن نظموا أنفسهم
ودعموا القادمين الجدد مادياً أو تشاركوا معهم تجارياً. ومن الأسباب التي سهّلت
الهجرة إلى الأرجنتين والتي قامت بها بعض المبادرات الفرديّة هي ترجمة القانون
الصادر العام 1876 إلى العربية وقوانين أخرى متعلّقة بالنشاط الزراعي وبمنشورات
تُعرّف بعادات الأرجنتين. كما تم ترجمة جميع القوانين المتعلّقة بالهجرة،
وإصدار كتبًا مبسّطة بالإسبانبة والعربية تتضمّن قواعد اللغة الإسبانبة وتوجيه
المغتربين. وفي العام 1910 أُنشِئت قنصليّة للسلطنة العثمانيّة في الأرجنتين،
مما فتح أعين المهاجرين أكثر فأكثر على الهجرة إليها
أما فيما يتعلّق بأماكن تواجد المتحدّرين من بعبدات في الأرجنتين، فهم في
أكثريّتهم متواجدون في الولايات التالية
Buenos Aires, Jujuy, Salta, Santiago del Estero,
Catamarca, La Rioja, San Juan, Cordoba, Santa Fé, Entre Rios, Mendoza,
Tucuman,
San Luis, Santa Cruz, Tierra del Fuego, Corrientes, Rio Negro, Chubut,
Chaco...
الوصول
ركب اللبنانيون البحار سائرين مع كلّ ريح، فقصدت أفواج منهم الأرجنتين. وكان
المغترب اللبناني يبحث أوّلاً عن ابن قريته، ثمّ عن أبناء القرى القريبة منها
عند وصوله إلى المهجر. وظلّ المغتربون الأوّلون محافظين على هذه الطريقة في
حياتهم الاجتماعية والتجارية، ونظّموها على أساس الأقرب فالأقرب. أبناء القرية
أوّلاً، فأبناء القرى المجاورة ثانيًا، ثم أبناء بقية القرى ثالثًا.
|
مثلا، بلدة
Guemes
في ولايةSalta
هي أكبر مثال على ذلك، حيث تواجد فيها بعبداتيّون كُثر حتى عُرفت ببعبدات
الصغيرة -
la chica Baabdat
|
كان اللبنانيّون يدخلون الأرجنتين أحيانًا بصورة غير شرعية عبر الأوروغواي، غير
أنه لم يسمح لهم بدخولها رسمياً إلا عام 1896، بعد أن صدر قانون خاص بذلك.
وهكذا بدأ الأوروبيون الذهاب إلى الأرجنتين وتبعهم اللبنانيون، مع أنّه لم يكن
مرغوبًا بهم في بادئ الأمر، بدليل إنهم قوبلوا بالإضطهاد، وأطلق عليهم لقب
تيركوس -Turcos
أي أتراك، وعانوا التمييز العنصري شعبياً ورسمياً، والدليل على ذلك، أن الحكومة
الأرجنتينية عندما قرّرت الإتيان بمهاجرين أوروبيين لتحضير البلاد، منعت
اللبنانيين من الإقامة في الفنادق المعدَّة لإستقبال الأوروبيين. ولم يُسمح لهم
بإستخدام التسهيلات المعطاة لهؤلاء إلا عام 1939 عندما خفّت الهجرة إلى
الأرجنتين
|