تحت
عنوان " من هو جورج بك زوين وما
هي اسباب تعمد المتصرف الايقاع
به" عرفت جريدة النصير
عدد 613 تاريخ 21 شباط 1910 قرائها
بهذا النائب الشريف عبر نشرها
كتابا مفتوحا وجهه جورج بك
زوين الى المتصرف رستم باشا من
مكان اعتقاله في سجن بعبدا تاريخ
3 شباط 1910 يتهمه بصراحة
بالجبن والقتل والتزوير
والاختلاس متوعدا مهددا
وبهذه العبارة افتتح جورج بك
زوين كتابه الى المتصرف: اما ان
تكون طاهر الذيل فلا تخف واما ان
تكون مرتكبا خائفا فلا نخافك
بعدها يتابع
اى نعم ايها المتصرف "المحبوب"
كثيرا ما طالبتك بصفتي عضو مجلس
ادارة لبنان ونائب قضاء وضع
كل ثقته واماله في، بان تجيبني
عن تزوير وجد في قيود مجلس
الادارة نتج عنه اختلاس من مال
اهالي
لبنان يقال انك استبحته، وعن قبض
مرتبات جنود لا وجود لهم. وعن
كيفية استيفائك تخصيصات - "الخرج
راه" المعروفة بالدورية وانت لم
تتحرك في انحاء الجبل ولم تتفقد
احواله المختلة بل لم تذهب ناد
با ونائحا
على اضرحة قتلى ايامك السعيدة
الذين لا يحصون عدا. على اضرحة
تلك الضحايا العزيزة الثمينة
المسببة
عن اختلال الامن وسقوط هيبة
الحكومة بوجودك
ثم طالبتك وانا عضو ادارة
ولبناني بان تحترم حقوق مجلس
الادارة وتوافقه على خفض
المرتبات التي
استبديت بزيادتها زيادة غير
عادلة وان تبتدى بالرضوخ لانزال
مرتبك اسوة بوكلاء الدولة
وولاتها فنقمت
علي
ثم طالبتك بان تسمع صراخ
فقراء لبنان الذين لا يقدرون
على دفع الضرائب
وطالبتك بان تكف عن الانتقام من
احرار اللبنانين الذين وقفوا
نفوسهم وخاطروا بها في زمن لا
اعاده
الله الينا وارسلك اليه
وافهمتك انه لا يليق بك ان تكلف
ماموريك وهم اذيالك بان يثيروا
الخواطر ضد مجلس الادارة الساعي
لازالة سؤ التفاهم الذي احدثه
سؤ سياستك بين اللبنانين وبين
دولتهم
وطالبتك بوضع حد للتهريب في
سواحل الجبل استجلابا لثقة
الدولة بنا ودفعا لسؤ ظنها
باللبنانيين الذين
ويعلم الله والبشر، برهنوا على
تفانيهم في خدمة الدولة
الدستورية وشدة حبهم لها.
*1
وما
ابديناه بالرغم منك يوم اعلان
الدستور يويد اخلاصنا. كما ان
تصريحاتك بعد م الرضا بالانقلاب
قد اثبتت
ما ينطوي عليه قلبك الطاهر
طالبتك بكل هذا فلاقيت منك اذنا
صماء وعينا عمياء
هذا وبينما المجلس يجري بنشاط
قياما بواجب النيابة لوضع حد
للاختلاس وللتحقيق عن المسروقات
واخذ
التدابير لارجاعها بلغنا انك
منعت بعد وجوه اللبنانيين
المدعوين رسميا بمعرفتك من دخول
المجلس لانجاز
بعض المشاريع الوطنية المفيدة
طلبنا الى وكيلك الذي يمثلك في
المجلس، ان تحترم حقوقنا وتحترم
الحرية الشخصية باسم الدستورفابلغتنا ان الدستور لاحكم له
حيث انت موجود فاستغربت هذا
الجواب ولم اصدق بان الحقد يوصلك
الى
مثل هذه الجسارة وهذا التصريح.
فقمت عندئذ باحترام وقصدت (المابين
الحميدي) فبادرني خادمك
بلفظة -" يسق"
فانكرت عليك وعليه منع عضو مجلس
الادارة من مقابلة رئيسه في
اثناء المامورية. وظننت انني استطيع
مداومة المسير فهجم علي اثنان من
ياورانك وستة او اكثر من حرسك،
فامسكني هذا بيدي وذاك برجلي
وذلك بثوبي وبعضهم دفعني وبعضهم
لطمني فلم ابال بكثرة عديدهم
واردت ان اموت على بابك ايفاءا
لواجبات وظيفتي وضنا بكرامة
مركزي فحملت جيشك وحملني الى ان
فتحت دفة بابك " الواطي "
فرايتك
مهرولا الى المكان مرتجفا
ارتجافا امام الحقيقة، فجاءت
النجدات واجتمع الجند فادخلوني
مجلس لادارة
واحاطت بنا البنادق والحراس
وسمعت احد ياورانك يقول لجنوده
" كل ... من اعضاء مجلس الادارة
يوجه
نظره الى هنا د وسوه بارجلكم "
فكبرت علي هذه القحة وهان علي
الموت ولا احتمال تجديف كهذا
بحقنا
وحق البلاد التي انابتنا عنها
فعدت اطلب مقابلتك لسوالك عن
مثل هذه الاعمال فلم اخط خطوتين
حتى تجدد
الهجوم فضرب البوق بوق طلب القوة
فرفعت البنادق والحراب الى صدري
والى صدور زملائي الذين بفخر
شاطروني هذه المخاطرة فكانت
خسارتي هذه المرة اكثر من الاولى
لان بعض الزمرة الحامية سلبوا
مني 11 ليرة انكليزية و6 عثمانيات
وسلسلة ساعتي وخاتم زمرد اثري
ومسدس صغير واقتحم قائد الجند
المجلس وبكل قوته
ولما رايت مقابلتك لا يمكن شرف
الحصول عليها قلت لا حول ولا على
اقامة الدعوى بالتزوير
والاختلاس
والاهانة ونظمت العرائض
لمراجعها وذهبت اقصد متابعتها
حتى الى الاستانة العلية فاد
ركني الضباط
والجنود وقالوا " بامر دولته
انت موقوف" فلم استغرب منك
الانتقام الحقود ولكنني استغربت
طيش
مستشاريك وجهلهم وقد كنت اعهد
ببعضهم الحكمة اذ قلدتني
بتوقيفي اكبر فخر يكسبني ثقة
بلادي ويعطيني
فرصة لكشف المستورات والاسرار
1
صورة لا حقيقة
اعترضت على هذه الجسارة بتوقيف
عضو ادارة قبل صدور حكم. فرفعت
الى منارة سعتها
طول وعرضا متر ونصف يزرب فيها
عادة المجرمون المصابون
بالامراض الوبيئة في زاويتها
الشرقية
مستودع الاقذار والاوساخ وفي
الثانية بركة ماء ينبعث منها
روائح النتانة، لها شباك مكسور
الزجاج
والباب محد د بعوارض متينة وفي
الارض القشور المتعفنة والصحون
المكسرة. وهناك يا دولة المتصرف
شئ حتى الفت نظرك الكريم اليه
وهو تنكة صغيرة كانت ذات فائدة
لي انا المجرم
اصدقك الخبر ايها الوزير اني
لما سمعت احد ماموري العدلية
يهمس في اذن الميرالاى عن امر
افندينا
ضعوه في سجن صغير مظلم، ضحكت
ضحكا شهده جميع من تجمهر حولي
وعلى وجوههم سيماء الكابة
والحزن لا على حالي، فان كل ابي
النفس شريفها حسد ني على كبر
نفسي، بل على صغارتك
ان كثيرين يتشفون بي اليوم لانني
كنت علة عدم خلعك ايام كان الشعب
يخلع زمرة الاشرار
انني اعترف بخطاي بل بجنايتي على
وطني فقد خدعت بدموعك وصدقت
ايمانك المغلظة لانني طيب القلب
فظننت ان عفونا عنك قد يكون
داعيا لاصلاحك فتكفر عن ماضيك
فخاب الرجاء
ها انا في السجن ولا اخرج منه ما
لم استحصل امرا بمحاكمتك وانا
يقين من ان البلاد والشعب
والحكومة
الدستورية العادلة تاخذ بناصري
ولا بد من ان تقيا ما اكلته
وضحكت ثانية في سجني لما قصدت
ركوب عربتك فوضعت على باب سجني
الجنود والضباط ليحجبوك عن
نظري ولكن بعض الانفار الشرفاء
علموا انه يجب ان اراك لاودعك
بما يليق بك فافسحوا لي المجال
ولفظت لك كلمة الوداع ولا شك في
ان كل من راك قال مسكين انت يا
لبنان وتعس انت ايها الشيخ يا من
ربى في ظله اولئك الاجداد
الاعاظم أالى الدركة تنحط ؟
وضحكت ثالثة لما اوعزت الى ياورك
بان يقيم علي دعوى اشهار السلاح
بقصد القتل تخلصا من دعواي
عليك وسترا لجورك وظلمك
سترى ايها الباشا ان العدلية لا
تهابك وسوف يشهد اعضاء الادارة
على قولك لهم لا دخل لكم في الامر فان العداوة شخصية حادثة بيني
وبين جورج بك منذ ايام
قوة الحق الذي لي وقوة مصلحة
الشعب ستكون قاضية لي عليك وسترى
على اني لا انتظر الايقاع ولا الاضرار بك فانني لست حقودا مثلك
ويكفيني انك اذا استطعت استشهاد
بعض الناس بطرق انت تعرفها وهم يعرفونها وانك وان استطعت ان
تلبسني الجناية. انني اشعر براحة
الضمير لاخلاصي في خدمة وطني وانني اعتبر كل اضطهاد يقع علي
شرفا لي وفخرا فانني دائما على
تمام الاستعداد لتقديم ضحية
اعظم من سجن ايام من اجل بلادي .
فحياتي وقف على شعب انا منه وهو
مني، فليحي الشعب، فلتحي الحرية فليحي الوطن
عن سجن بعبدا في 3 شباط سنة 1910
جرجي زوين |
|