الإنجيل اليوميّ - يا
ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68) |
التقويم
الماروني | |
|
|
|
|
|
31 |
عيد الشهداء 350 من رهبان دير ما مارون
- إنجيل القدّيس لوقا 54-49:11
| |
مار إغناطيوس دي لويولا المعترف
(1493-1556) , تذكار رُهْبانُ القِدِّيسِ مارُونَ القِدِّيسونَ
الثَلاثِمِئَةٍ والخَمْسِون - (31 تموز) |
إنجيل القدّيس لوقا 54-49:11 |
|
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «لِهذَا قَالَتْ حِكْمَةُ الله: أُرْسِلُ
إِلَيْهِم أَنْبِياءَ وَرُسُلاً، فَيَقْتُلُونَ مِنْهُم
وَيَضطَهِدُون، |
لِكَي يُطْلَبَ مِنْ هذا الجِيلِ دَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاء، أَلَّذي
سُفِكَ مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم، |
مِنْ دَمِ هَابيلَ إِلى دَمِ زَكَرِيَّا، الَّذي قُتِلَ بَيْنَ
المَذْبَحِ وَالهَيكَل. نَعَم، أَقُولُ لَكُم، إِنَّهُ سَيُطْلَبُ
مِنْ هذَا الجِيل. |
أَلوَيْلُ لَكُم، يَا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم حَمَلْتُم
مِفْتَاحَ المَعْرِفَة، فَأَنْتُم مَا دَخَلْتُم، وَمَنَعْتُمُ
الَّذينَ يَدْخُلُون». |
وَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاك، بَدَأَ الكَتَبَةُ
وَالفَرِّيسِيُّونَ يُضْمِرُونَ لَهُ حِقْدًا شَدِيدًا،
وَيَسْتَدْرِجُونَهُ إِلى الكَلامِ عَلَى أُمُورٍ كَثِيرَة، |
وَيَتَرقَّبُونَهُ لِيَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ مِنْ فَمِهِ. |
بما أنّنا نحتفل اليوم بعيد شهيد، أيّها الإخوة، دعونا نمعن النظر في
أشكال الصبر الذي اتّبعه. لأنّنا إذا سعينا بمعونة الربّ إلى
المحافظة على هذه الفضيلة، سنحظى لا محالة بإكليل الشهادة، حتّى وإن
كنّا نعيش في سلام الكنيسة. ذلك أنّ الشهداء نوعان: أحدهما يمتاز
باستعداد النّفس، بينما الآخر يجمع استعداد النفس مع الأعمال
الخارجيّة. لذلك يمكننا أن نكون شهداء حتّى وإن لم نمت بحدّ سيف
الجلاّد. فالموت على أيدي المضطهدين، هو الشهادة بالفعل، بشكلها
المرئيّ؛ أمّا مَن يتحمّل الشتائم، ويظهر المحبّة لمَن يكنّ له
الكراهيّة، فهو الشهيد بالرُّوح، بشكله المتخفّي. |
يشهد الحقّ إذًا على وجود نوعين من الشهداء، أوّلهما متخفٍّ والآخر
معروف، من خلال السؤال الموجّه إلى ابنيّ زبدى: "أَتستطيعانِ أَن
تَشرَبا الكأَسَ الَّتي سَأَشرَبُها؟ قالا لَه: نَستَطيع. فقالَ
لَهما: أَمَّا كَأَسي فسَوفَ تَشرَبانِها، وأَمَّا الجُلوسُ عن
يَميني وعن شِمالي، فلَيسَ لي أَن أَمنَحَه، بل هو لِلَّذِينَ
أَعدَّه لَهم أَبي" (مت 20: 22-23). وماذا تعني هذه الكأس غير معاناة
الآلام التي يقول عنها في مكان آخر: "يا أَبتِ، إِن أَمكَنَ الأَمْرُ،
فَلتَبتَعِدْ عَنِّي هذهِ الكَأس" (مت 26: 39). إنّ ابنيّ زبدى أي
يعقوب ويوحنّا لم يموتا كلاهما ميتة الشهداء، ولكن مع ذلك، قيل لهما
إنّهما سيشربان الكأس. لم يمت يوحنّا شهيدًا، ومع ذلك فقد كان شهيدًا،
لأنّ الآلام التي لم يعانِها بجسده قد ألمّت بنفسه. يجب علينا إذًا
أن نستنتج من هذا المثل أنّه بإمكاننا نحن أيضًا أن نكون شهداء من
دون أن نمرّ تحت حدّ سيف الجلاّد، إذا حافظنا على الصبر في نفسنا. |
|
|
|
30 |
الأحد العاشر من زمن العنصرة: يسوع وبعل
زبول
- إنجيل القدّيس متّى 32-22:12
| |
|
إنجيل القدّيس متّى 32-22:12 |
|
حِينَئِذٍ قَدَّمُوا إِلى يَسُوعَ مَمْسُوسًا أَعْمَى وأَخْرَس،
فَشَفَاه، حَتَّى تَكَلَّمَ وأَبْصَر. |
فَدَهِشَ الجُمُوعُ كُلُّهُم وقَالُوا: «لَعَلَّ هذَا هُوَ ٱبْنُ
دَاوُد؟». |
وسَمِعَ الفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «إِنَّ هذَا الرَّجُلَ لا
يُخْرِجُ الشَّيَاطِيْنَ إِلاَّ بِبَعْلَ زَبُول، رئِيسِ
الشَّيَاطِين». |
وعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُم فَقَالَ لَهُم: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ
تَنْقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدِينَةٍ أَو بَيْتٍ
يَنْقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَثْبُت. |
فَإِنْ كانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَان، يَكُونُ قَدِ
ٱنْقَسَمَ عَلى نَفْسِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ |
وإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطين،
فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخْرِجُونَهُم؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم
سَيَحْكُمُونَ عَلَيْكُم. |
أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطين، فَقَدْ
وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله. |
أَمْ كَيْفَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ القَوِيِّ
ويَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبُطِ القَوِيَّ أَوَّلاً،
وحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟ |
مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ. ومَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ
يُبَدِّد. |
لِذلِكَ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ خَطِيئَةٍ سَتُغْفَرُ لِلنَّاس، وكُلُّ
تَجْدِيف، أَمَّا التَّجْدِيفُ عَلى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَر. |
مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ سَيُغْفَرُ لَهُ. أَمَّا
مَنْ قَالَ عَلى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لا في هذَا
الدَّهْر، ولا في الآتِي. |
لا يستطيع أحدٌ أن يجعلَ من الله أبًا له إن لم يجعلْ من الكنيسة
أمًّا له... وقد حذّرَنا الربّ من هذا الأمر حين قالَ: "مَن لم يَكُنْ
مَعي كانَ علَيَّ، ومَن لم يَجمَعْ مَعي كانَ مُبَدِّداً"(لو 11:
23). فمَن يكسرُ سلام الرّب يسوع المسيح ووحدتَه، إنّما يعملُ ضدّ
المسيح؛ ومَن يجمعُ خارج الكنيسة، إنّما يُبَدّدُ كنيسة الرّب يسوع
المسيح. |
قالَ الربّ: "أنا والآب واحدٌ" (يو10: 30). ومكتوب أيضًا عن الآب
والابن والروح القدس: "الذين يَشهدونَ ثلاثة" (1يو5: 7). فمَن يصدّق
بعد كلّ هذه الأقوال أنّه يُمكن لهذه الوحدة المُنبثقة من هذا
التناغم الإلهيّ، والمرتبطة بهذا السرّ السماويّ أن تتجزّأ داخل
الكنيسة... وبسبب صراعات مُتعمَّدة؟ فكلّ مَن لا يلتزمُ بهذه الوحدة،
إنّما يتجاهلُ شريعة الله، والإيمان بالآب وبالابن؛ كما أّنه لا
يحتفظُ لنفسه لا بالحياة ولا بالخلاص. |
إنّ سرّ الوحدة هذا، أو هذا الرباط من التناغم الكامل، ظهرَ لنا في الإنجيل من
خلال ثوب الرّب يسوع المسيح. هذا الثوب لا يمكن توزيعُه أو تمزيقُه،
بل سيُقتَرع عليه (يو19: 24)، لمعرفة مَن سيَرتدي... هذا الثوب هو
رمز الوحدة الآتية من العُلى. |
|
|
|
29 |
السبت التاسع من زمن العنصرة -
إنجيل القدّيس متّى 12-1:23
| |
|
إنجيل القدّيس متّى 12-1:23 |
|
كَلَّمَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وتَلامِيْذَهُ |
قَائِلاً: «على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. |
فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ
مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا. فَهُم يَقُولُونَ ولا يَعْمَلُون. |
إِنَّهُم يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَة، ويَضَعُونَها عَلى
أَكْتَافِ النَّاس، وهُم لا يُرِيْدُون أَنْ يُحَرِّكُوهَا
بِإِصْبَعِهِم. |
وجَمِيْعُ أَعْمَالِهِم يَعْمَلُونَها لِيَرَاهُمُ النَّاس:
يُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُم، ويُطَوِّلُونَ أَطْرَافَ ثِيَابِهِم، |
ويُحِبُّونَ مَقَاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِم، وصُدُورَ المَجَالِسِ
في المَجَامِع، |
والتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات، وأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ :
رَابِّي! |
أَمَّا أَنْتُم فلا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ: رَابِّي!
لأَنَّ مُعَلِّمَكُم وَاحِد، وَأَنْتُم جَمِيعُكُم إِخْوَة. |
ولا تَدْعُوا لَكُم على الأَرْضِ أَبًا، لأَنَّ أَبَاكُم وَاحِد،
وهُوَ الآبُ السَّمَاوِيّ. |
ولا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ مُدَبِّرين، لأَنَّ
مُدَبِّرَكُم وَاحِد، وهُوَ المَسِيح. |
وَلْيَكُنِ الأَعْظَمُ بَينَكُم خَادِمًا لَكُم. |
فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يُوَاضَع، ومَنْ يُوَاضِعْ نَفْسَهُ
يُرْفَع. |
"مَن وَضَع نَفسَه رُفِع". لم يكتفِ الرّب يسوع المسيح بالطلب من
تلاميذه ألا يدعوا أحدًا يدعوهم (رابي) وألاّ يحبّوا المقاعد الأولى
في المآدب ولا أيّ شرف آخر، بل أعطى بنفسه، بشخصه، نموذجًا عن
التواضع ومثالاً له. ففي حين لم يُطلَق عليه اسم المعلّم من باب
الإطراء، بل من باب حقّ الطبيعة، لأنّ "بِه قِوامُ كُلِّ شيَء" (كول
1: 17)، وبتجسّده أوصل إلينا تعليمًا يقودنا جميعًا إلى الحياة
الحقيقيّة، ولأنّه أكبر منّا، ولكونه "صالحنا مع الله" (رو 5: 10).
وكأنّه يقول لنا: لا تحبّوا التشريفات الأولى، لا ترغبوا في أن
يدعوكم أحد (رابي)، كما أنّني "لا أَطلُبُ مَجدي فهُناكَ مَن يطلُبُه"
(راجع يو 8: 50). حدّقوا إليّ، "لأنّ ابنُ الإِنسانِ لم يأتِ
لِيُخدَم، بَل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفسِه جَماعَةَ النَّاس" (مت
20: 28). |
بكلّ تأكيد، في هذا المقطع من الإنجيل، لا
يُعَلِّم الربّ تلاميذه فقط، بل أيضًا رؤساء الكنائس، موصيًا إيّاهم
جميعًا بعدم الانجرار خلف الجشع بحثًا عن الأمجاد. بل على العكس، "مَن
أَرادَ أَن يكونَ كبيراً فيكُم"، فليصبح مثله "لكم خادِمًا" (مت 20:
26-27). |
|
|
|
28 |
يوم الجمعة التاسع من
زمن العنصرة
- إنجيل القدّيس لوقا 54-52:11 | |
المجمع المسكونيّ السادس،
عقد في القسطنطينية سنة 681 ضد القائلين بالمشيئة الواحدة
- (28 تموز) |
إنجيل القدّيس لوقا 54-52:11 |
|
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَلوَيْلُ لَكُم، يَا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة!
لأَنَّكُم حَمَلْتُم مِفْتَاحَ المَعْرِفَة، فَأَنْتُم مَا دَخَلْتُم،
وَمَنَعْتُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون». |
وَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاك، بَدَأَ الكَتَبَةُ
وَالفَرِّيسِيُّونَ يُضْمِرُونَ لَهُ حِقْدًا شَدِيدًا،
وَيَسْتَدْرِجُونَهُ إِلى الكَلامِ عَلَى أُمُورٍ كَثِيرَة، |
وَيَتَرقَّبُونَهُ لِيَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ مِنْ فَمِهِ. |
"يا شَعْبي ماذا صَنَعتُ بِكَ وبمَ أَسأَمتُكَ؟ أَجِبْني" (مي 6: 3). |
أيّها الشعب الضائع من المرارة، أيّها الشعب ذو القلب المنغلق، تذكّر!
لقد حرّرك المعلّم. فهل يبقى كلّ هذا الحبّ بلا جواب، كلّ هذا الحبّ
من إله مصلوب؟ |
أنا أعدَدتُ حاضرك منذ فجر العالمين؛ وأنت ترفض الحياة الحقيقيّة
التي تعطي الفرح بدون ظلال: أجِبني يا شعبي! |
أنا كسرتُ قيود عبوديّتك وأغرقتُ أعداءك؛ وأنت تُسلمني للعدوّ،
وتحضّر لي فصحًا آخر: أجِبني يا شعبي! |
أنا شاركتُك في خروجك، وقدتُك بواسطة الغمام؛ وأنت تحبسني في ليلك،
لم تعدْ تعرف إلى أين يصل مجدي: أجِبني يا شعبي! |
أنا أرسلتُ الأنبياء، لقد صرخوا في منفاك؛ وأنت لا تريد أن تعود،
وتصبح أصمًّا حين أناديك: أجِبني يا شعبي! |
|
|
|
27 |
الخميس التاسع من زمن العنصرة
- إنجيل القدّيس لوقا 51-47:11 | |
مار بنديلايمون أو أسيا الشهيد (305)
- (27 تموز) |
إنجيل القدّيس لوقا 51-47:11 |
|
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الفَرِّيسِيُّون!
لأَنَّكُم تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاء، وَآبَاؤُكُم هُمُ
الَّذِينَ قَتَلُوهُم. |
فَأَنْتُم إِذًا شُهُود! وَتُوَافِقُونَ عَلَى أَعْمَالِ آبَائِكُم،
لأَنَّهُم هُمْ قَتَلُوهُم وَأَنْتُم تَبْنُونَ قُبُورَهُم. |
وَلِهذَا قَالَتْ حِكْمَةُ الله: أُرْسِلُ إِلَيْهِم أَنْبِياءَ
وَرُسُلاً، فَيَقْتُلُونَ مِنْهُم وَيَضطَهِدُون، |
لِكَي يُطْلَبَ مِنْ هذا الجِيلِ دَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاء، أَلَّذي
سُفِكَ مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم، |
مِنْ دَمِ هَابيلَ إِلى دَمِ زَكَرِيَّا، الَّذي قُتِلَ بَيْنَ
المَذْبَحِ وَالهَيكَل. نَعَم، أَقُولُ لَكُم، إِنَّهُ سَيُطْلَبُ
مِنْ هذَا الجِيل. |
"الوَيلُ لكم يا عُلماءَ الشريعَة، قَدِ استَولَيْتم على مِفتاحِ
المعرفة!" كلمة "الوَيلُ لكم"، التي تعلنُ عن آلام لا تُحتَمل،
تُطبَّقُ على أولئك الذين كانوا سيُسلَمون قريبًا إلى العقاب المريع.
مفتاح المعرفة هو الشريعة بحدّ ذاتها التي كانت طيفًا لعدالة يسوع
المسيح ووجهًا لها. إذًا، كان واجبًا على علماء الشريعة أن يتمعّنوا
بشريعة موسى وبأقوال الأنبياء، وبالتالي أن يفتَحوا أبواب معرفة
الرّب يسوع المسيح أمام الشعب اليهودي. |
لكن بعيدًا عن القيام بذلك، كانوا يشّككونَ في ألوهّية معجزاته،
ويعترضونَ على تعليمه قائلين للشعب: "لماذا تُصغونَ إليه؟" هكذا،
أخذوا مفتاح المعرفة أو سرقوه. ثّم أضافَ ربّنا يسوع المسيح: "فلَم
تدخلوا أنتم، والذينَ أرادوا الدخولَ منَعتُموهم". الإيمان هو أيضًا
مفتاح المعرفة، لأنّ الإيمان يؤدّي إلى معرفة الحقيقة، وفقًا لكلام
النبيّ أشعيا: "إن كنتم لا تؤمنونَ، لن تفهَموا شيئًا". |
إذًا، إستولى علماء الشريعة على مفتاح المعرفة، حين مَنعوا البشر من
الإيمان بالرّب يسوع المسيح. مفتاح المعرفة هو تواضع الرّب يسوع
المسيح الذي رفضَ علماء الشريعة أن يفهَموه بأنفسهم أو أن يدَعوا
أحدًا يفهمُ ذلك. تحت اسم اليهود، أدانَ المُخلِّص أولئكَ الذين
كانوا يستأثرونَ عن غير حقّ بتعليم معرفة الله، أولئكَ الذين كانوا
يمنعونَ الآخرين من الدخول، أولئكَ الذينَ كانوا يجهلونَ تمامًا ما
كانوا يعلِّمونَه. |
|
|
|
26 |
الأربعاء التاسع من زمن
العنصرة
- إنجيل القدّيس لوقا 46-42:11 | |
|
إنجيل القدّيس لوقا 46-42:11 |
|
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الفَرِّيسِيُّون!
لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ وَالسَّذَابِ وَكُلِّ
البُقُول، وَتُهْمِلُونَ العَدْلَ وَمَحَبَّةَ ٱلله. وَكانَ
عَلَيْكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهذِهِ وَلا تُهْمِلُوا تِلْكَ. |
أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الفَرِّيسِيُّون! يَا مَنْ تُحِبُّونَ
صُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع، وَالتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات. |
أَلوَيْلُ لَكُم، لأَنَّكُم مِثْلُ القُبُورِ المَخْفِيَّة،
وَالنَّاسُ يَمْشُونَ عَلَيْها وَلا يَعْلَمُون». |
فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عُلَمَاءِ التَّوْرَاةِ وَقَالَ لَهُ: «يا
مُعَلِّم، بِقَوْلِكَ هذَا، تَشْتُمُنا نَحْنُ أَيْضًا». |
فَقَال: «أَلوَيْلُ لَكُم، أَنْتُم أَيْضًا، يا عُلَمَاءَ
التَّوْرَاة! لأَنَّكُم تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً مُرهِقَة،
وَأَنْتُم لا تَمَسُّونَ هذِهِ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُم. |
توجد أشكالٌ من الغَيْرَة السيئة الّتي تتّخذ مظهرَ الغَيْرَة
الجيّدة، كمثلِ غيرة الفرّيسيّين الّذين يطبّقون بصرامةٍ الشريعة
الخارجيّة. منبعُ هذه الغَيْرَة "المرّة" (...) ليس حبّ الله والقريب،
بل الكبرياء. والمُصابون بها ممتلئون من التقدير غير المنتظم لكمالهم
الخاص وهم لا يتصوّرون مثالاً أعلى آخر إلا النموذج الخاصّ بهم، وكلّ
ما لا يتوافق معه يُلقى عليه اللّوم حكمًا. فهم يريدون أن يُخضعوا كلّ
شيء لطريقتِهم في الرؤية والفعل ومن هنا تأتي الانشقاقات؛ فهذه
الغيرة تؤدّي إلى الكراهيّة. |
انظروا بأيّة مرارة كان الفرّيسيّون الّذين تحرّكهم هذه الغيرة
يلاحقون الربّ ويطرحون عليه أسئلة خبيثة وينصبون له الفخاخ والشراك،
مفتّشين لا عن معرفة الحقيقة، بل ليقبضوا على الربّ بسوع بالجرم
المشهود. انظروا كيف يحثّونه ويستفزّونه للحكم على المرأة الزانية: "قد
أَوصانا مُوسى في الشَّريعَةِ بِرَجْمِ أَمثالِها، فأَنتَ ماذا تقول؟"
(يو 8: 5). انظروا كيف كانوا يشكونه على صنع المعجزات يوم السبت (راجع
لو 6: 7)، وكيف لاموا التلاميذ الذين كانوا "يَقلَعونَ السُّنبُلَ (يوم
السبت) ويَأكُلونه" (راجع مت 12: 2)، وكيف أصيبوا بالصدمة لرؤية
المعلّم الإلهيّ يتناول طعامه مع الخطأة والجُباة (راجع مت 9:
10-11). كمٌّ كبير من مظاهر هذه "الغَيْرَة المرّة" الّتي غالبًا ما
يدخلُ الخبث فيها... |
|
|
|
25 |
الثلاثاء التاسع من زمن العنصرة
- إنجيل القدّيس لوقا 41-37:11 | |
القديسة حنه والدة مريم العذراء
- (27 تموز) |
إنجيل القدّيس لوقا 41-37:11 |
|
فيمَا يَسُوعُ يَتَكَلَّم، سَأَلَهُ فَرِّيسيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى
عِنْدَهُ. فَدَخَلَ وَٱتَّكأ. |
وَرَأَى الفَرِّيسِيُّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَغْتَسِلْ قَبْلَ
الغَدَاء، فَتَعَجَّب. |
فَقَالَ لَهُ الرَّبّ: «أَنْتُمُ الآن، أيُّها الفَرِّيسِيُّون،
تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ
نَهْبًا وَشَرًّا. |
أَيُّها الجُهَّال، أَلَيْسَ الَّذي صَنَعَ الخَارِجَ قَدْ صَنَعَ
الدَّاخِلَ أَيْضًا؟ |
أَلا تَصَدَّقُوا بِمَا في دَاخِلِ الكَأْسِ وَالوِعَاء، فَيَكُونَ
لَكُم كُلُّ شَيءٍ طَاهِرًا. |
|
|
24 |
عيد الشهيدة كرستينا من صور
- إنجيل القدّيس يوحنّا 16-9:15 | |
القدّيسة كريستينا من صور الشهيدة
(295) - (24 تموز) |
إنجيل القدّيس يوحنّا 16-9:15 |
|
قالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ :«كَمَا أَحَبَّنِي الآب، كَذلِكَ
أَنَا أَحْبَبْتُكُم. أُثْبُتُوا في مَحَبَّتِي. |
إِنْ تَحْفَظُوا وصَايَايَ تَثْبُتُوا في مَحَبَّتِي، كَمَا حَفِظْتُ
وَصَايَا أَبِي وأَنَا ثَابِتٌ في مَحَبَّتِهِ. |
كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ فَرَحِي فِيكُم، فَيَكْتَمِلَ
فَرَحُكُم. |
هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا
أَحْبَبْتُكُم. |
لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ
الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ. |
أَنْتُم أَحِبَّائِي إِنْ تَعْمَلُوا بِمَا أُوصِيكُم بِهِ. |
لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا
يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي
أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي. |
لَمْ تَخْتَارُونِي أَنْتُم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، وأَقَمْتُكُم
لِتَذْهَبُوا وتَحْمِلُوا ثَمَرًا، ويَدُومَ ثَمَرُكُم، فَيُعطيَكُمُ
الآبُ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي. |
إنّ وسيلة احترام قانونكنّ هي العيش بمَودّة ومحبّة كبيرة تجاه بعضكنّ
البعض. إذ يجب أن يكون الأشخاص الذين تمّ اختيارهم لنفس العمليّة
متّحدين في كلّ شيء. لقد تمّ اختيار هؤلاء الفتيات لتحقيق هدف؛ ولكنّ
المبنى لن يدوم إذا كنتنّ لا تُحبِننَ بعضكنّ بعضًا، ورابط المحبّة
هذا سوف يمنعه من أن ينهار. قال ربّنا لرسله: "أنتم يا رُسُلي، إن
كنتم تريدون الهدف الذي كان لي منذ الأزل، كونوا في محبّة كبيرة"... |
يا بناتي، أنتنّ عاجزات، هذا صحيح، ولكن احتملن عيوب بعضكنّ البعض.
إن لم تقمن بذلك، سينهار المبنى، وسيتمّ وضع أخريات في أماكنكنّ.
ولأنّه قد يكون هناك نفور، سيكون من الجيّد بالنسبة لكنّ التغيير،
بإذن من الرؤساء والرّئيسات. لقد كان بين القدّيس بطرس وبولس وبرنابا
خلافات. لهذا فإنّه ليس من المستغرب أن تكون هناك خلافات بين فتيات
فقيرات عاجزات. يجب أن يكون لديكنّ الاستعداد للذهاب أينما يُطلَب
منكنّ، لا بل تطلبنه وتقلنَ: "أنا لست من هنا أو هناك، ولكن من أينما
كان يرضي الله أن أكون". |
|
|
|
23 |
الأحد التاسع من زمن العنصرة: يسوع في مجمع
الناصرة - إنجيل
القدّيس لوقا 21-14:4 | |
مار شربل المعترف (1898)
- (27 تموز) |
إنجيل القدّيس لوقا 21-14:4 |
|
عَادَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلى الجَلِيل، وذَاعَ خَبَرُهُ في
كُلِّ الجِوَار. |
وكانَ يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهِم، والجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ. |
وجَاءَ يَسُوعُ إِلى النَّاصِرَة، حَيْثُ نَشَأ، ودَخَلَ إِلى
المَجْمَعِ كَعَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْت، وقَامَ لِيَقْرَأ. |
وَدُفِعَ إِلَيهِ كِتَابُ النَّبِيِّ آشَعْيا. وفَتَحَ يَسُوعُ
الكِتَاب، فَوَجَدَ المَوْضِعَ المَكْتُوبَ فِيه: |
«رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين،
وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ
إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا، |
وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ.» |
ثُمَّ طَوَى الكِتَاب، وأَعَادَهُ إِلى الخَادِم، وَجَلَس. وكَانَتْ
عُيُونُ جَمِيعِ الَّذِينَ في المَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْه. |
فبَدَأَ يَقُولُ لَهُم: «أَليَوْمَ تَمَّتْ هذِهِ الكِتَابَةُ الَّتي
تُلِيَتْ على مَسَامِعِكُم». |
عندما تقرؤون: "وكانَ يُعَلِّمُ في مَجامِعِهم فيُمَجِّدونَه جَميعاً"،
لا تعتبروا أنّ المستمعين إلى الرّب يسوع المسيح كانوا وحدهم سعداء،
ولا تعتقدوا أنّكم محرومون من تعاليمه. فإن كان الكتاب المقدّس هو
الحقيقة، فإنّ الله لم يتكلّم فقط فيما مضى وسط الجماعات اليهوديّة،
لكنّه يتكلّم اليوم أيضًا وسط جماعتنا. وليس وسط جماعتنا فقط، بل وسط
جماعاتٍ أخرى وفي العالم أجمع، يقوم الرّب يسوع بالتّعليم والبحث عن
أدوات لنشر تعليمه. صلّوا إذًا كي يجدَني أيضًا مستعدًّا وأهلاً
للإشادة به. |
كما أنّ الله الكلّي القدرة، كان يبحث عن الأنبياء في وقتٍ حيث كانت
النبوّة مفقودة بين البشر، تمكّن من إيجاد إشعيا، وإرميا، وحزقيال
ودانيال، كذلك يبحث الرّب يسوع عن رسل لنشر كلمته، كي يعلّموا الشعب
"في مَجامِعِهم فيُمَجِّدونَه جَميعاً". إنّ الرّب يسوع هو "ممجّد من
الجميع" اليوم أكثر ممّا كان عليه حين كان معروفًا في منطقة واحدة. |
|
|
|
22 |
السبت الثامن من زمن العنصرة
- إنجيل القدّيس لوقا 32-27:11 | |
مار نهرا الشهيد , القدّيسة مريم
المجدليّة الشهيدة
- (27 تموز) |
إنجيل القدّيس لوقا 32-27:11 |
|
فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ
صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ،
وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا». |
أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ
كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!». |
وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ
هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى
آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان. |
فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ
الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل. |
مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا
الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ
لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ
سُلَيْمَان. |
رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ
وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا
أَعْظَمُ مِنْ يُونَان. |
"عَلى كُلِّ إِنسانٍ أَن يَكونَ سَريعًا إِلى الاِستِماعِ بَطيئًا
عَنِ الكَلام" (يع 1: 19). نعم يا إخوتي، أنا أعلنها على الملأ...
أنا الذي أخاطبكم باستمرار بناءً على طلبكم: لا يمكنني أن أصف الفرحة
التي تنتابني عندما أكون في صفوف المستمعين، ففرحي لا يوصف عندما
أستمع، لا عندما أتكلّم. فحينها أتذوّق الكلمة بكل ثقة وحينها لا
يكون فرحي مهدّداً بالمجد الباطل. فعندما نكون جالسين على صخرة
الحقيقة الصلبة، كيف يمكن لنا أن نخشى الوقوع في منحدر الكبرياء؟
ويُكمل صاحب المزامير: "تسمِعْني سُرورًا وفَرَحًا فتَبتَهِجَ
العِظامُ الَّتي حَطَّمتَها." (مز 51[50]: 10). فكلّما استمعت كلّما
ازداد فرحي بطريقة لا توصف، إذ ان دورنا كمستمعين هو الذي يحفظنا في
حالة التواضع. |
وبالعكس فإذا تكلّمت... أُصبح بحاجة الى ضوابط، وحتى لو لم أرضخ
للفخر فإني أخاف من أن أفعل. ولكن إن استمعت في المقابل، فلا يمكن
لأحد أن ينتزع فرحي مني (راجع يو 16: 22) لأن لا أحد يشهد عليه. أنا
أتكلّم عن فرح صديق العريس الذي ذكره القديس يوحنا وهو "يقف ويسمَعُه"
وهو يقف لأنه يستمع. حاله حال الرجل الأول الذي كان واقفًا لأنه
يستمع الى الله ولكنه ما أن استمع الى الأفعى حتى سقط أرضًا. أما
صديق العريس فـ "يفرح فرحًا بصوت العريس"، إذ ان سبب فرحه الحقيقي
ليس صوته الخاص كمبشّر أو كنبي بل صوت العريس بحدّ ذاته. |
|
|
|
21 |
يوم الجمعة الثامن من زمن العنصرة
- إنجيل القدّيس لوقا 26-24:11 | |
|
إنجيل القدّيس لوقا 26-24:11 |
|
قالَ الربُّ يَسوعُ: «إِنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذَا خَرَجَ مِنَ
الإِنْسَان، يَطُوفُ في أَمَاكِنَ لا مَاءَ فِيها، يَطلُبُ الرَّاحَةَ
فَلا يَجِدُهَا، فَيَقُول: سَأَعُودُ إِلى بَيْتِي الَّذي خَرَجْتُ
مِنْهُ. |
وَيَعُودُ فَيَجِدُهُ مَكْنُوسًا، مُزَيَّنًا. |
حِينَئِذٍ يَذْهَبُ وَيَجْلُبُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ آخَرِينَ
أَكْثَرَ مِنْهُ شَرًّا، وَيَدْخُلُون، وَيَسْكُنُونَ في ذلِكَ
ٱلإِنْسَان، فَتَكُونُ حَالَتُهُ الأَخِيرَةُ أَسْوَأَ مِنْ حَالَتِهِ
الأُولى. |
إنّ ساحة الصّراع بين الله والشيطان هي النفس البشريّة، في كّل لحظة
من الحياة. لذا، من الضروريّ أن تَمنَحَ النفس حريّة الحركة للربّ كي
يقوّيها من النواحي كلّها وبكافّة أنواع الأسلحة. هكذا، يمكن لنوره
أن ينوّرها كي تقاتل ظلمات الخطيئة بطريقة أفضل. فبعد أن تلبسَ
النّفس الرّب يسوع المسيح (راجع غل 3: 27) وحقيقته وعدالته، وبعد أن
تصبحَ محميّة بدرع الإيمان وبكلام الله، ستتمكّن النفس من الانتصار
على أعدائها، مهما كانوا أقوياء (راجع أف 6: 13 وما يليها). لكن، لكي
تتمكّن النفس من لبس الرّب يسوع المسيح، يجب أن تُميتَ ذاتها أوّلاً. |
|
|
|
20 |
عيد مار إلياس (إيليّا) النبي
- إنجيل القدّيس لوقا 30-22:4
| |
|
إنجيل القدّيس لوقا 30-22:4 |
|
كانَ جَمِيعُ الَّذين في المَجْمَع يَشْهَدُونَ لَيَسُوع،
ويَتَعَجَّبُونَ مِن كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ،
ويَقُولُون: «أَلَيْسَ هذَا ٱبنَ يُوسُف؟». |
فقَالَ لَهُم: «لا شَكَّ أَنَّكُم تَقُولُونَ لي هذَا المَثَل:
أَيُّها الطَّبيب، إِشْفِ نَفسَكَ. وكُلُّ ما سَمِعْنا أَنَّكَ
صَنَعْتَهُ في كَفَرْنَاحُوم، إِصْنَعْهُ أَيْضًا هُنَا في وَطَنِكَ!». |
ثُمَّ قَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لا يُقْبَلُ نَبِيٌّ في
وَطَنِهِ. |
وَبِٱلحَقِّ أَقُولُ لَكُم: أَرَامِلُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ في
إِسْرائِيل، أَيَّامَ إِيلِيَّا، حِينَ أُغلِقَتِ السَّماءُ ثَلاثَ
سِنِينَ وسِتَّةَ أَشْهُر، وحَدَثَتْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ في كُلِّ
البِلاد، |
ولَمْ يُرسَلْ إِيليَّا إِلى أَيٍّ مِنهُنَّ، بَلْ أُرسِلَ إِلى
ٱمْرَأَةٍ أَرمَلَةٍ في صَرْفَتِ صَيْدَا. |
وبُرْصٌ كَثِيرُونَ كانُوا في إِسرائِيل، أَيَّامَ إِلِيشَعَ النَّبيّ،
فَلَمْ يَطْهُرْ أَيٌّ مِنْهُم، بَلْ طَهُرَ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيّ
». |
فٱمْتَلأَ جَمِيعُ الَّذِينَ في المَجْمَعِ غَضَبًا، حِينَ سَمِعُوا
ذلِكَ. |
وقَامُوا فَأَخْرَجُوهُ إِلى خَارِجِ المَدِينَة، وٱقْتَادُوهُ إِلى
حَرْفِ الجَبَل، المَبْنِيَّةِ عَلَيْهِ مَدِينَتُهُم، لِيَطْرَحُوهُ
عَنْهُ. |
أَمَّا هُوَ فَجَازَ في وَسَطِهِم وَمَضَى. |
ها أنا أقف في وحدتي... أفتح شفتاي نحوك، يا رب، وأبحث عن النَفَس.
وأحيانًا يا ربّي تضع شيئًا في فم قلبي، ولكنك لا تسمح لي بمعرفة
ماهيته. طبعًا، أتذوق طعمًا عذبًا، عَطِرًا ومريحًا، لدرجة أتوقف
فيها عن البحث عن أي أمرٍ آخر؛ وحين يحصل هذا، فإنّك لا تسمح لي
بمعرفة ماذا أتذوّق... ولكن حين أتذّوق هذا الطعم، أريد أن أحتفظ به
وأن أجتره، أن أتذوّقه ولكن الطعم يزول سريعًا... |
سَمَحَت لي الخبرة بإدراك ما تقوله عن الرُّوح في الإنجيل:
"لا تَدْري مِن أَينَ يَأتي وإِلى أَينَ يَذهَب" (يو 3: 8). في
الواقع، كل ما عملتُ على تخزينه في ذاكرتي، حتى أتمكّن من العودة
إليه وإرضاخه لإرادتي، أجده الآن زائلاً ولا طعم له. أسمع هذه
الكلمات "الروح يهبّ حيث يشاء"، وأكتشف أن الرّوح يهبّ فيّ متى يشاء
هو لا متى أشاء أنا... |
"إلَيكَ رَفَعتُ عَينَيَّ يا ساكِنَ السَّموات" (مز 123[122]: 1) ...
كم تراك ستنتظر بعد؟ "إِلامَ أُودِعُ نَفْسي الهُموم ولَيلَ نهارَ
قَلبِيَ الغُموم؟ إِلامَ علَيَّ يَتَغلَبُ عَدُوَي؟" (مز13[12]: 2).
أتوسّل إليك يا ربّي أن تخبئني في أسرار وجهك، بعيدًا عن مكائد البشر،
احمني، فإنّك "في سِتْرِ وَجهِكَ تَسترهم مِنَ الناسِ ودَسائِسِهم
وفي خَيمَةٍ تَصوُنهم مِن مُخاصَمةِ الأَلسِنَة" (مز 31[30]: 21). |
|
|
|
19 |
الأربعاء الثامن من زمن العنصرة
- إنجيل القدّيس لوقا 13-9:11 | |
|
إنجيل القدّيس لوقا 13-9:11 |
|
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «إِسْأَلُوا تُعْطَوا، أُطْلُبوا تَجِدُوا،
إِقْرَعُوا يُفتَحْ لَكُم. |
فَمَنْ يَسْأَلْ يَنَلْ، وَمَنْ يَطلُبْ يَجِدْ، وَمَنْ يَقرَعْ
يُفتَحْ لَهُ. |
وَأَيُّ أَبٍ مِنْكُم يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ سَمَكةً فَيُعْطِيَهُ بَدَلَ
السَّمَكَةِ حَيَّة؟ |
أَوْ يَسْأَلُهُ بَيْضَةً فَيُعْطِيَهُ عَقْرَبًا؟ |
فَإِذَا كُنْتُم أَنْتُمُ الأَشْرارَ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا
أَوْلادَكُم عَطَايَا صَالِحَة، فَكَم بِالأَحْرَى الآبُ الَّذي
يَمْنَحُ الرُّوحَ القُدُسَ مِنَ السَّمَاءِ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟». |
قالَ الرّب يسوع المسيح لعلماء الشريعة: "الويلُ لكم يا علماء
الشريعة، قد استَولَيتم على مفتاح المعرفة" (لو11: 52). ومفتاح
المعرفة ليس إلاّ نعمة الرُّوح القدس التي يمنَحُها الإيمان الذي
يعطي المعرفة الكاملة بواسطة الإلهام، والذي يفتحُ عقلنا المُغلق
والمُغطّى بالوشاح... وأذهب أبعد من ذلك، لأقولَ إنّ الباب هو الابن
إذ قالَ الرّب يسوع المسيح: "أَنا بابُ الخِراف"(يو 10: 7 + 9).
والرُّوح القدس هو مفتاح هذا الباب إذ قالَ أيضًا: " خُذوا الرُّوحَ
القُدُس... مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم
عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم"(يو 20: 22-23). والمنزل هو الآب: "في
بَيتِ أَبي مَنازِلُ كثيرة"(يو 14: 2). لكن علينا أن نَنتَبهَ جيّدًا
إلى المعنى الروحيّ الذي تحملُه هذه العبارات... إن لم يُفتَح الباب
لا يستطيع أحدٌ أن يدخلَ إلى منزل الآب، لأنّه كما قالَ الرّب يسوع
المسيح: "لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي"(يو 14: 6). |
وهو أيضًا مَن قال إنّ الروح القدس سيفتحُ عقولنا ويُطلعُنا على كلّ
ما يتعلّق بالآب والابن: "ومَتى جاءَ المُؤَيِّدُ الَّذي أُرسِلُه
إِلَيكُم مِن لَدُنِ الآب رُوحُ الحَقِّ المُنبَثِقُ مِنَ الآب فهُو
يَشهَدُ لي... وَمتى جاءَ هوَ، أَي رُوحُ الحَقّ، أَرشَدكم إِلى
الحَقِّ كُلِّه" (يو 15: 26 + 16: 13). هل رأيتم كيف أنّه بواسطة
الرُّوح القدس، لا بل في الرُّوح القدس نفسه يُصبح الآب والابن
واحدًا في المعرفة؟ |
في الواقع، إن كنّا نحن ندعو الرُّوح القدس "المفتاح"، فلأنّ به وحده
تُفتَح عقولنا وتُنَقّى. فنور المعرفة النازل من فوق يُلهمُنا
ويعمّدُنا ويُجدّدُنا ويُعيدُنا أبناء الله. كما قالَ بولس الرسول: "لكِنَّ
الرُّوحَ نَفسَه يَشفَعُ لَنا بأَنَّاتٍ لا تُوصَف"(رو 8: 26)، وأضافَ
أيضًا: "إِنَّ اللهَ أَرسَلَ رُوحَ ابنِه إِلى قُلوبِنا، الرُّوحَ
الَّذي يُنادي: أَبَّا، يا أَبتِ" (غل 4: 6) إذًا، إنّه هو مَن
يدلّنا على الباب، باب نور يعلّمُنا أنّ مَن يسكنُ في هذا البيت يكون
هو أيضًا نورًا لا يمكن الوصول إليه. |
|
|
|
18 |
الثلاثاء الثامن من زمن
العنصرة
- إنجيل القدّيس لوقا 8-5:11 | |
|
إنجيل القدّيس لوقا 8-5:11 |
|
قالَ الربُّ يَسوعُ: «مَنْ مِنْكُم يَكُونُ لَهُ صَدِيق، وَيَذْهَبُ
إِلَيهِ في نِصْفِ ٱللَّيل، وَيَقُولُ لَهُ: يَا صَدِيقِي،
أَقْرِضْنِي ثَلاثَةَ أَرْغِفَة، |
لأَنَّ صَدِيقًا لي قَدِمَ عَلَيَّ مَنْ سَفَر، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا
أُقَدِّمُهُ لَهُ؛ |
فَيُجِيبُهُ صَدِيقُهُ مِنَ الدَّاخِلِ ويَقُول: لا تُزْعِجْنِي!
فَٱلبَابُ الآنَ مُغْلَق، وَأَوْلادِي مَعِي في الفِرَاش، فَلا
أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ لأُعْطِيَكَ؟ |
أَقُولُ لَكُم: إِنْ كَانَ لا يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لأَنَّهُ صَدِيقُهُ،
فإِنَّهُ مِنْ أَجْلِ لَجَاجَتِهِ يَنْهَضُ وَيُعْطِيهِ كُلَّ مَا
يَحْتَاجُ إِلَيْه. |
|
|
|
17 |
عيد القدّيسة مارينا راهبة قنّوبين
- إنجيل القدّيس متّى 13-1:25 | |
القدّيسة مارينا راهبة قنّوبين المعترفة - (17 تموز) |
إنجيل القدّيس متّى 13-1:25 |
|
قالَ الربُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ
عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وخَرَجْنَ إِلى لِقَاءِ العَريس، |
خَمْسٌ مِنْهُنَّ جَاهِلات، وخَمْسٌ حَكِيمَات. |
فَالجَاهِلاتُ أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ ولَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ
زَيْتًا. |
أَمَّا الحَكِيْمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا في آنِيَةٍ مَعَ
مَصَابِيْحِهِنَّ. |
وأَبْطَأَ العَريسُ فَنَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ، ورَقَدْنَ. |
وفي مُنْتَصَفِ اللَّيل، صَارَتِ الصَّيحَة: هُوَذَا العَريس!
أُخْرُجُوا إِلى لِقَائِهِ! |
حينَئِذٍ قَامَتْ أُولئِكَ العَذَارَى كُلُّهُنَّ، وزَيَّنَّ
مَصَابِيحَهُنَّ. |
فقَالَتِ الجَاهِلاتُ لِلحَكيمَات: أَعْطِينَنا مِنْ زَيتِكُنَّ،
لأَنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئ. |
فَأَجَابَتِ الحَكيمَاتُ وقُلْنَ: قَدْ لا يَكْفِينَا ويَكْفِيكُنَّ.
إِذْهَبْنَ بِالأَحْرَى إِلى البَاعَةِ وٱبْتَعْنَ لَكُنَّ. |
ولَمَّا ذَهَبْنَ لِيَبْتَعْنَ، جَاءَ العَريس، ودَخَلَتِ
المُسْتَعِدَّاتُ إِلى العُرْس، وأُغْلِقَ البَاب. |
وأَخيرًا جَاءَتِ العَذَارَى البَاقِيَاتُ وقُلْنَ: يَا رَبُّ، يَا
رَبُّ، ٱفْتَحْ لَنَا! |
فَأَجَابَ وقَال: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ، إِنِّي لا أَعْرِفُكُنَّ! |
إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ اليَوْمَ ولا السَّاعَة. |
في الحال بعد عمادك، ستقف أمام المعبد الكبير، دلالةً منك على مجد
العالم الآتي. إنّ نشيد المزامير الذي سيستقبلك هو بمثابة تمهيد
للتسابيح السماوية. والمصابيح التي ستُشعلها تُنبئ بموكب الأنوار هذا
الذي سيقود إلى حاضرة العَريس نفوسَنا العذراء والمتألّقة، وهي
مزوّدة بمصابيح الإيمان المتلألئة. |
فلْنَحذر ألّا نستسلم للنّعاس، بدافع الطّيش، خوفًا من أنّ الذي
ننتظره يحضر على حين غفلة، من دون أن نكون قد رأيناه آتيًا. ولا نبقى
من دون مؤونة زيت وأعمال حسنة، خشية أن يتمّ إقصاؤنا من ردهة العرس...
فالعريس سوف يدخل بعجلة كبيرة. والنّفوس العاقلة سوف تدخل معه.
الأخرى، وهي منهمكة كل الانهماك في تجهيز مصابيحها، لن تجد وقتًا
للدّخول وتُترَك خارجًا وسط النّحيب. فهي ستدرك بعد فوات الأوان ماذا
خسرته بطيشها... |
وهذه النّفوس سوف تشبه أيضًا أولئك المدعوّين الآخَرين إلى حفل عرس
يقيمه أب نبيل على شرف عريس نبيل، وهم يرفضون المشاركة فيه: الواحد،
لأنّه اتّخذ زوجة للتّو؛ والآخَر، لأنّه اشترى حقلًا للتّو؛ والثالث
لأنّه اقتنى زوجًا من الثيران (راجع لو 14: 18 وما يليها)... إذ إنّه
ما من مكان في السّماء للمتكبّر والطّائش، للإنسان الّذي لا يضع عليه
لباسً لائقًا، ولا يرتدي لباس العرس (راجع مت 22: 11)، حتى لو ظنّ
نفسه، على الأرض، أهلًا للرّوعة السماويّة، وأدخل نفسه خلسةً في
مجموعة المؤمنين متوهّمًا بآمال زائفة. |
ماذا سيحدث فيما بعد؟ يعرف العريس ما سوف يعلِّمُنا إيّاه عندما نصبح
في السّماء، وهو يعرف أي علاقات يبنيها مع النّفوس التي تكون قد دخلت
معه إليها. أعتقد أنّه سيعيش برفقتها، وأنّه سيعلّمها الأسرار الأكثر
كمالًا والأكثر طهارة. |
|
|
|
16 |
الخميس االثامن من زمن العنصرة
- إنجيل القدّيس لوقا 23-14:11 | |
|
إنجيل القدّيس لوقا 23-14:11 |
|
كانَ يَسُوعُ يُخْرِجُ شَيْطَانًا أَخْرَس. فَلَمَّا أَخْرَجَ
الشَّيْطَانَ تَكَلَّمَ الأَخْرَس، فَتَعَجَّبَ الجُمُوع. |
وَقالَ بَعْضُهُم: «إِنَّهُ بِبَعْلَ زَبُول، رَئِيسِ الشَّيَاطِين،
يُخْرِجُ الشَّيَاطِين». |
وَكانَ آخَرُونَ يَطْلُبُونَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ
لِيُجَرِّبُوه. |
أَمَّا يَسُوعُ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُم وَقَالَ لَهُم: «كُلُّ
مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ عَلى نَفْسِها تَخْرَبْ، فَيَسْقُطُ بَيْتٌ
عَلَى بَيْت. |
وَإِنِ ٱنْقَسَمَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا عَلَى نَفْسِهِ، فَكَيْفَ
تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُم تَقُولُون: إِنِّي بَبَعْلَ
زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين. |
وَإِنْ كُنْتُ أَنا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين،
فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخرِجُونَهُم؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم
سَيَحْكُمُونَ عَلَيكُم. |
أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِإِصْبَعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين،
فَقَدْ وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله. |
عِنْدَمَا يَحْرُسُ القَوِيُّ دَارَهُ وَهُوَ بِكَامِلِ سِلاحِهِ،
تَكُونُ مُقْتَنَيَاتُهُ في أَمَان. |
أَمَّا إِذَا فَاجَأَهُ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَغَلَبَهُ،
فَإِنَّهُ يُجَرِّدُهُ مِنْ كَامِلِ سِلاحِهِ، الَّذي كَانَ
يَعْتَمِدُ عَلَيْه، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ. |
مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ
يُبَدِّد. |
توصَّلَ عصرُنا الحاضرُ إلى التفكير في رجاءِ إقامةِ عالمٍ كاملٍ،
يبدو أنه قابلٌ للتحقيقِ بفضلِ معارف العلمِ والسياسةِ المؤسَّسةِ
عليهِ. هكذا استُبدِلَ رجاءُ الكتاب المقدّس في ملكوتِ اللهِ برجاءِ
ملكوت الإنسان، برجاءِ عالمٍ أفضل قد اعتُبِرَ "ملكوتَ الله"
الحقيقيّ. لقد بدا هذا في آخر الأمر وكأنّه الرجاءُ الكبيرُ
والواقعيّ الذي كان الإنسانُ بحاجةٍ إليه. كان هذا الرجاءُ قادرًا
على تحريك جميع قوى البشريّة لوقتٍ معيَّنٍ... لكن مع مرور الوقت،
ظهرَ واضحًا أنّ هذا الرجاء كان يهرب بعيدًا بشكلٍ دائم. لقد غدا
جليًّا – قبل كلّ شيء – أن رجاءً كهذا هو لأناسِ ما بعد الغدِ وليس
لي. وبالرغم من أنّ فكرة "لأجل الجميع" هي
جزءٌ من هذا الرجاء – ذاكَ
أنّه لا يمكنني أن أصبح سعيدًا ضدّ الآخرينَ أو من دونهم
– يبقى صحيحًا أنّ الرجاءَ إنْ لَمْ يخصّني أنا شخصيًّا هو ليسَ
رجاءً حقيقيًّا. وأصبحَ واضحًا أنّ هذا كانَ رجاءٌ ضدّ الحريّة... |
نحنُ بحاجةٍ للآمال – صغيرة كانت أم كبيرة – لأنّها تدفَعنا لمواصلةِ
السير يومًا بعد الآخر. لكنّها لا تكفي وحدها إن لم يكن هناكَ
الرجاءُ الأعظمُ الذي يفوقها جميعًا. هذا الرجاءُ الأعظَم هو الله
وحده، هو الذي يُعانِقُ الكون بأسره وهو القادرُ أن يقترحَ علينا
ويهبنا ما لا نستطيعُ نحنُ بمفردنا أن نصلَ إليه. والواقع أن هبَتَهُ
التي تشبعنا هي جزءٌ من الرجاء. إنّ الله هو
أساسُ الرجاء، وهنا لا نتكلم عن إلهٍ مجهولٍ، بل عن ذاكَ الإله ذي
الوجهِ الإنسانيِّ، ذاك الذي أحبّنا إلى المنتهى:
أحبَّ كلَّ فردٍ كما أحبَّ البشريّةَ جمعاء. ملكوتُه ليس بعيدًا وليس
هو بخيالاتٍ في مستقبلٍ لن يتحقّق أبدًا؛ ملكوته حاضرٌ حيثُ هو
محبوبٌ وحيثُ تصِلُنا محبّته. |
|
|
|
فهرس نصف شهري،
2022-2023، للانجيل اليوي بحسب التقويم
الماروني |
|
|
|
|
|
النصوص مأخوذة من الترجمة
الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة
الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية –
2007) |
© pure
software code - Since
2003 | |