المسيحية تاريخيا في الجزيرة العربية، في الحجاز ومحيطه
المسيحية اي كنيسة المشرق
 
يسوع المسيح الله
 
 

   مقدمة

جغرافيا، كانت  الجزيرة العربية، في زمانه، خمسة أقسام هي:
  • الحجاز
  • تهامة
  • نجد
  • اليمن
  • العروض. ومن أقسام العروض شبه جزيرة قطر التي تمتد من عُمان إلى حدود الأحساء.
نشأت في الجزيرة العربية دويلات صغيرة،
فوق هضبة الحجاز الواسعة، وفي نجران وعُمان وحضرموت والبحرين والأحساء وحتى في قلب الجزيرة العربية، وفوق الجبال اليمنية وعلى السواحل الجنوبية منها:
  • ممالك اليمن مثل المملكة المعينية، تلتها المملكة السبئية، ثم المملكة الحميرية التي ظهرت منذ القرن الثالث قبل الميلاد.
  • دخلت مكة التاريخ بعد انحطاط مملكة حمير، فغذت جمهورية تجارية نظمتها قبيلة قريش القوية، واحتلت مركزاً تجارياً خطيراً، جعلها نقطة انطلاق إلى بلاد الشام.
  • في الشمال قامت مملكة الأنباط وعاصمتها البتراء،
  • ومملكة اللخميين المناذرة وعاصمتهم الحيرة،
  • ومملكة الغساسنة وعاصمتهم بصرى
  • وعلى الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية أو السواحل الغربية للخليج العربي قامت حضارة بحرية عرفت في مصادر كنيسة المشرق " بيث قطرايي او القطر البحري". وامتدت هذه الحضارة من الكويت شمالاً وحتى أقصى عُمان جنوباً.

 

مريم العذراء والطفل يسوع.

 - كلمة جثالقة جمع لكلمة جاثليق، جاثليق يعني اسقف مشرف على عدد من الاساقفة. جثالقة المشرق اي اساقفة مسؤولين تابعينلكنيسة المشرق. للشرح اكثر،  جاثليق: متقدم‌ الأساقفة او مسؤول عن عدد من الاساقفة او البطريق او الرئيس‌ الديني‌ الاعلي‌ عند الكلدان‌ النساطرة ‌في‌ ايام‌ الملوك‌ الساسانيين‌ و الخلفاء العباسيين‌ او (احيانا يقابله‌ ‌في‌ وقتنا ‌هذا‌ "البطريرك‌" و"كاتوليكوس‌" ومتروبوليت)  جمعه‌ جثالقة
 - كنيسة المشرق او  كنيسة النسطورية او كنيسة المشرق القدبمة او كنيسة الاشورية
 
  المسيحية في الجزيرة العربية في الحجاز ومحيطه
  • في مملكة المناذرة وعاصمتها الحيرة،
    •  مدينة الحيرة تاريخية قديمة وتقع في جنوب وسط العراق وأنقاضها على مسافة 7 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من مدينتي النجف والكوفة ولأنقاضها الى قرب "مطار النجف" حتى "ناحية الحيرة" التابعة لقضاء المناذرة (أبوصخير) ويزال جزء من مدينة الحيرة القديمة مأهولة بالسكان وسنية عربستان تحت الاحتلال الفارسي الساساني.
      سعى جثالقة (تعني اسقف مشرف على عدد من الاساقفة) كنيسة المشرق إلى نشر الإنجيل في الحيرة عاصمة المناذرة،
      وتنصر بعض ملوكها، منهم امرؤ القيس الذي تنصر سنة 288 م، والنعمان الأول الذي زهد ولبس المسوح، والنعمان الثاني الذي زهد هو الآخر بمشورة وزيره عدي بن زيد نحو سنة 469 م، والنعمان الرابع الملقب بأبي قابوس نحو 594 م. أما هند ومريم أختاه فكانتا قد تنصرتا قبل أخيهما وترهبتا.
      في مطلع القرن الخامس، انتظمت المسيحية في المملكة تحت رئاسة أسقف، ويذكر كتاب المجامع الشرقية بعضاً من أساقفتها الذين شاركوا في مجامع كنيسة المشرق وهم:
      1. هوشاع سنة 410 م.
      2. شمعون سنة 424 م.
      3. شمعون سنة 486 م.
      4. إيليا سنة 497.
      5. نرساي سنة 524 م.
      6. أفرام الذي كان معاصراً لهند الكبرى امرأة المنذر الأول سنة 540 م.
      7. يوسف سنة 585 م.
      8. شمعون بن جابر سنة 594 م.
      9. يوئيل سنة 790 م.
      10. بالإضافة إلى عدد من الأساقفة الذين كانوا من أصل حيري أمثال يوحنا الأزرق وسبريشوع وخوداهوي وإيشوعداد
    • للتاريخ،  لقد انتشرت النصرانية في هذه الاصقاع منذ عهد الرسل، حيث ان تلميذين من تلامذة السيد المسيح السبعين (مار ادي) و(مار ماري) توجها الى العراق وبشرا بالرسالة السماوية بين الناس، فدخلت حاضرة المناذرة وتنصر بعض ملوكهم... وارتد البعض الآخر... وبقي بعض الحيريين على جاهلية العرب والبعض منهم من اليهود.
      فالمنذر بن أمرئ القيس المعروف (بأبن ماء السماء) الذي عاش عام (514-563) ميلادية كان قد اعتنق النصرانية واعتمذ وبنى في مملكته الكنائس الجميلة...
       وكان عمروالثالث بن المنذر الثالث نصرانيا ً، تنصرعلى يد امه (هند الكبرى)...
      وتنصر النعمان ايضا ً واعتمذ نحو سنة (593) ميلادية هو واهل بيته مع عدد غفير من اهل مدينته، وفتح قصره للفقراء والمساكين والتجأ اليه البطريرك (ايشوع يابالارزني) عام 595ميلادية، اذ كان هاربا ً من غضب كسرى ابرويزالفارسي ومن ظلم المجوس وجورهم... فمات في قرية صغيرة من قرى الحيرة، ولما وصل خبر وفاته الى اهل الحيرة خرجت الاميرة هند ابنة النعمان بن المنذر مع الكهنة والشمامسة وعموم الشعب وادخلوا جثمانه الى المدينة باحتفال مهيب ودفن في وسط المذبح بديرها المعروف باسمها (دير هند الصغرى).

       
    • وبسبب ازدهار المسيحية في المملكة، أصبحت الحيرة مركزاً مهماً للعلوم والآداب. اما جغرافيا فالحيرة مدينه كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف. ولروابي النجف المطلة على الأودية والسهول،  واعتدال مناخها وتطرفها في الصحراء أثر كبير في انتشار الأديرة المسيحية فيها

      وفيها عقد بعض مجامع كنيسة المشرق، وفي كنائسها وأديارها دفن عدد من جثالقة هذه الكنيسة.  ويفال  انه كان فيها كم هائل من الأديار، قد تجاوز الخمسين حسب ما ورد ذكرهم لدى المؤرخين.
      ووصفت هذه الاديار  بالحسن وجمال الطبيعة لأنها اكثر ما تكون بين الرياض والحدائق. وفي قمم الجبال والروابي المطلة على الأودية والسهول الفسيحة.
      ناهيك،  فقد كانت على جانب عظيم من النفاسة وجليل العمارة تعلوها قباب وقورة تلوح بالأبهة والهيبة والجلال من بعيد وقريب. ويزينها البهاء والرواء من الداخل فهي مزوقة بانواع الفصوص وأشكال النقوش والأبداع في الدهان والأصباغ بفرش ارضيها بالرخام المجزع وكل بلاطاتها مرمر مسنون تراه كأنه ممرد تزلق عليه الأقدام، وفي شقوق عماراتها الفسيفساء واللآزورد.
      وعلقت فيها القناديل والصلبان من ذهب، وقد رسم على جدرانها وحيطانها صور الحور الملونة بازهى اللوان تتقدم تلك الصور صورة السيد المسيح وعلى رأسه إكليل الشوك وصورة مريم في نفاسة صنع وابداع في الوضع بحيث ترى تلك الصورة حيثما اتجهت.
       كانت النصارى يقصدون هذه الأديرة ، ايام الاحاد والأعياد فتكون موضع تجمع ولقاء  للتقرب الى الله والصلاة اليه. وليزوروا اضرحة وقبور موتاهم المدفونون في هذه الأمكنة.
      وللأديرة تاثير عظيم لتعريف التجار العرب وسكان البوادي من الأعراب بالديانة النصرانية فقد وجدوا في الأديرة ملاجئ يرتاحون فيها ومحلات يتجهزون منها بالماء . عرف هؤلاء الضيوف شيئا عن ديانتهم وعما كانوا يؤدونه من شعائر وطقوس .
      وكما كان للأديرة دور صحي اذ اشتهر اساقفة الحيرة في مزاولة الطب ومعالجة المرضى وكانت اديرتهم هذه مستشفيات يلجأ اليها المرضى طلبا للشفاء والعلاج.
      اما الدور الثقافي الذي كانت تؤديه الأديرة فيتمثل بما كانت تحفل به من نوادر المخطوطات والكتب والتصانيف فإن كل دير كان يختص بخزانة كتب مفتوحة لرواد الدير وزواره . ومن ضمن المخطوطات الكتب المقدسة بنقوشها وزخارفها الملونة وتضم ايضا كتب الفلسفة واللآهوت والفلك والأدب والشعر والعلوم الدينية.

      ومن هذه الأديار
      وموقعها وبعض حوادثها:
      1. دير الأساقف(جمع الأسقف) في النجف تضم بين دفتيها بعض الأديرة والقبب والقصور ... وموقعها لا يتجاوز موضع (الطارات) الشاخص الآن غربي النجف.
      2. دير اسكول أو ( الاسكون ): ولهذا الدير سور حصين عال وعليه باب حديد ومنه يهبط الهابط الى غدير بالحيرة ارضه رضراض ورمل ابيض وله مشرعة لها ماء إذ اقطع النهر كان منها شراب اهل الحيرة. ويوصف موضعه إنه راكب على النجف
         
      3. دير الأعور: من اديرة الحيرة،  يقع هذا الدير بظاهر الكوفة، بناه رجل من إياد من بني اُمية بن حُذاقة بن زهر بن إياد، وكان يدعى بالأعور. وقد ذاع اسم هذا الدير في موقعة القادسة عندما اتخذه رستم قائد الفرس مقرا له ولجنوده. وأقام به معسكرا اربعة اشهر. 
      4. دير ابلح: ويعتقد ان كلمة ابلح من الالفاظ الآرامية التي استعملها نصارى الحيرة.
         
      5. دير ابن براق: من اديرة الحيرة يقع في ظاهرها. وفي النجف اليوم محلة قديمة تعرف بمحلة البراق.
      6. دير آدرمنج: ذكره يشوعدناح مطران البصرة في نهاية الجيل الثامن حيث قال: والطوباوية آذرمنج بنت ديرا في مدينة الحيرة. 
         
      7. دير ابن وضاح- مار عبدا- معري:من اديرة الحيرة، يقع في ذات الأكيراح والى جواره حنة. ومن ترجم لمار عبدا – يشوع عدناح قال: إنه من دير المغائر، اصله من بيت أراماي وتجوار مدينة عاقولا التي عند الحيرة (الكوفة) وكان مجوسيا وفي احد الايام ذهب الى دير مار سركيس وكان يوم السبت ليله احد القيامة وفي هذا اليوم يعتمد جم غفير في ذلك الدير، وابصر نورا مشرقا على المعتمدين فانطلق الى المدرسة وتعلم الكتب وقصد مار تاتاي الكاتب فخوله الاسكيم فمكث زمانا ولما اراد التحول قيل له في الحلم: لا تتحرك هوذا عندك ابن الحيريين ابدل اسمه واودعه مار عبدا فهو عتيد ان يتمجد بالرؤى وكان كما اوصى له. ولما توفي دفنه مار عبدا الصغير في المغارة نفسها وان تلميذه اقام ديرا فدعى دير الأنبا مار عبدا الى هذا اليوم. 
      8. دير الحريق: من اديرة الحيرة يقع قرب دير ابن مزعوق ويجاور قبتي السنيق وغصين بناه النعمان بن المنذربناه على ولد كان له أحرق فيه .
      9. دير قبة الشتيق.
         
      10. دير ابن مزعوق: يقع وسط الحيرة، وقيل في ظاهرها، وهو قريب من دير الحريق وبحذاء قصر عبد المسيح.
      11. دير ابي موسى: وورد ذكره في وقعة صفين، بعد ان خرج الإمام علي من الكوفة وهو يريد صفين ، حتى إذا قطع النهر أقام الصلاة مع جيشه ثم خرج حتى الى دير أبي موسى وهو في الكوفة على فرسخين فصلى بها العصر... ثم خرج حتى نزل على شاطئ نَرْس... 
         
      12. دير عبد الرحمن او عبد الرحمن بن يلكم الحكم:ي عد عبد الرحمن بن ام الحكم، من كبار قواد بني امية في الشام، تولى الكوفة من قبل معاوية سنة 57هجرية-676 ميلادية.
      13. دير بني صرنيارة: عده أدي من جملة الديارات في اطراف الحيرة عند ذكره لها معتمداً في ذلك على كتابات ايشو عياب الحديابي ورسائله. 
      14. ير بوَنَا : دير يقع في تل بونا من ضواحي الكوفة.
         
      15. دير ما توما: من الأعلام التاريخة التي اختصت بالنصارى وهو من اصل سرياني ويفيد (التؤام) وهو دير من اديرة الحيرة لتوما النصراني، اشار اليه ياقوت الحموي. 
      16. دير الجرعة – دير عبد المسيح بن بقيلة: عرف هذا الدير بدير الجرعة او الجرعات نسبة الى موضع يعرف بهذا الإسم قرب الكوفة بين النجف والحيرة، ويعرف ايضا بإسم مؤسسه عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة الغساني شيخ العباديين في عصره، وكبير اهل الحيرة في اخريات ايامها قابل خالد بن الوليد إبان الفتح الإسلامي للحيرة سنة 12 هجرية. 
         
      17. دير الجماجم: هو من الأمكنة الكوفية المشهورة ، يقع على مسافة سبعة فراسخ شمالي الكوفة ويشرف على طريق البر الذي يسلك الى البصرة وبإزائه دير قرة وقريب منه دير الأعور. 
      18.  دير حنة الكبير – الثوية: بناه حي من تنوخ يقال لهم بنو ساطع فيه منارة عالية كالمرقب تسمى القائم لبني اوس ابن عمرو بن عامر.ويقال ان سبايا الحسين مر بها الجيش الأموي بموضع (حنة)ومكثوا فيه برهة من الزمن للأستراحة ووضعوا عنده دون شك ما كانوا يحملونه من رؤوس الحسين وأصحابه وهذا ماجعل الناس يقدسون الموضع الى اليوم وأغلب الظن ان الدير المذكور تحول الى مسجد بمرور الزمن وصُحف اسمه الى الحنانة والشواهد على هذا التحول كثيرة في التاريخ الإسلامي.
         
      19. دير حنة الصغير – الأكيراح: منطقة الأكيراح من رساتيق الكوفة الجميلة وأماكنها النضرة وكانت قبل الفتح الإسلامي ملحقة بالحيرة .
      20. دير حنظلة: بناه حنظلة بن عبد المسيح بن مالك بن ربي بن نمارة بن عدي بن الحارث ابن مروة بن ادد. وقد وجد في صدر الدير مكتوب بالرصاص في ساج محفور " بني هذا الهيكل المقدس محبة لولاية الحق والأمانة. حنظلة بن عبد المسيح يكون مع بقاء الدنيا وتقديسه، وكما يذكر اولياءه بالعصمة، يكون ذكر الخاطي حنظلة ". وهناك دير لآخر باسم حنظلة منسوب الى حنظلة بن ابي عفراء بن النعمان وهو عم إياس بن قبيصة وكان من رهط ابي زبيدة الطائي ومن شعراء الجاهلية. ويقع ديره بالجزيرة على شاطئ الفرات في الجانب الشرقي بين الدالية والبهنسة اسفل من رحبة مالك بن طوق. 
         
      21. دير داد يشوع: عمر داد يشوع الماحوزي هذا الدير في نواحي الحيرة.
      22. دير دندا: من اديرة النساء ، انشأته الطوباوية دندا.
         
      23. دير دودي: بنته الطوباوية الحيرية دودي بنت العهد، قال يشوعدناح : هيلانة بنت العهد أخت شمعون رئيس دير ربان يوزاداق في بلد قردو ... بقيت من اسبوع باعوث نينوى الى احد القيامة بلا طعام. 
      24. دير الخصيب: دير يقع قرب بابل عند بزيقيا ( وهي قرية قرب حلة بني مزيد من اعمال الكوفة) وهو حصن . 
         
      25. دير زرارة: من اشهر ديارات الكوفة ، اشتهر الى زرارة بن يزيد بن عمرو بن عُدس ، من بني البكاء بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. 
      26. دير الزرنوق: من ديارات طيزناباذ، بين الكوفة والقادسية على وجه الطريق بينه وبين القادسية ميل. 
         
      27. دير الشاه او الشاء: بارض الكوفة على رأس فرسخ وميل من النخيلة. 
      28. دير سرجس وبكس او سركيس وباخوس: من اديرة طيزناباذ على ميل من القادسية .
         
      29. دير سلسلة:ذكر بعض المؤرخين ان العرب الفاتحين حين ارادوا اختطاف الكوفة شاهدوا فيها ثلاثة اديار وهي: دير الحرقة، ودير ام عمرو وهو دير الهند الكبرى ودير السلسلة. فهو من اديرة الكوفة القديمة. .
      30. دير السوا أو العدل: من اديرة الحيرة الضاربة في القدم.
         
      31. دير مار عبد يشوع:وهو اول دير اسس في الحيرة ، وكان بناء الدير سنة 410 م في عهد النعمان الأول. وكان بينما هذا القديس يدرس في الدير ذهب الى دجلة ليأخذ الماء فلاقى هناك نسوة استحلفنه على ان يملئ جرارهن، ولما تأخر عن الرجوع قص على رئيسه ماجرى له فأمره ان يدخل تنورا، ورسم عبد يشوع على جسمه وعلى النار علامة الصليب ودخله على مشهد من اهل الدير. فانفرجت عنه النار ، وكي يتخلص من الإحترام الذي استوجبته هذه المعجزة انسل ليلا الى الفرات وبنى ديرا فاجتمع اليه بعض المتعلمين وتلمذ اهل متوث وميسان واتصل خبره بتومرصا الجاثليق(المتوفي سنة 721 يونانية) فجعله اسقفا على دير محراق ولكنه لم قليل حتى ذهب الى جزيرة اليمامة في البحرين(في شرقي جزيرة العرب) وقضى هناك حياة عزلة وعمد سكانها وبنى ديرا. ثم طرد شيطانا وامره ان يحمل حجرا الى بادية بني اسماعيل فانجز الشيطان هذا الأمر ورجع الى القديس قائلا: قد حملت الحجر الى الموضع الذي عينته لي ووضعته الليلة على بعد ثلاثة اميال من مدينة الحيرة الواقعة على مدخل البادية، فرأى القديس حلما قرر على اثره الذهاب الى الحيرة وبنى بها ديرا في موضع الحجر.
         
      32. دير العذارى : بين سامراء والحظيرة بجانب العلث على دجلة ودير العذارى آخر بين الموصل وباجرمي من اعمال الرقة.
      33. دير علقمة: من الأديرة الحيرية، منسوب الى علقمة بن عدي بن الذّ ميل بن ثوب ابن اسس بن ربي بن نمارة بن لخم.
         
      34. دير قرة: اسس هذا الدير ايام الملك الحيري المنذر بن ماء السماء 563 م بناه رجل من اياد يقال له قرة من نسل بني امية بن حذاقة بن زهر بن إياد.
      35. دير كعب: قيل من اديرة إياد، وقيل لغيرهم وهو من جملة ديارات الكوفة. 
         
      36. دير اللج: دير في ظاهر الحيرة، بني بأمر من الملك النعمان بن المنذر ابو قابوس.607 م.
      37. دير مار آبا الكبير: من العلماء الأفاضل يرجع نسبه الى اصل فارسي ومن عائلة مجوسية ، اعتنق النصرانية، ولما علم ملك فارس خسرو الأول بذلك طلب منه الرجوع الى المجوسية فأبى ونتيجة لذلك أمر بهدم الكنيسة النسطورية في سلوقيا ونفى مار ابا الى اذربيجان سبع سنين، فعاد من منفاه بلا إذن فألقى في السجن. مات فيه متأثراً من مرض القولنج في 29 فبراير 552 م . الموافق لليلة الجمعة الثانية من الصوم الماراني في سنة 21 لنوشروان وسنة 863 يونانية ودفن بالحيرة وبنى عليه ديرا وقيل ان الذي بنى عليه ديراً تلميذه – قوري – ويومذاك كانت الحيرة قلعة نسطورية منيعة. وكانت مدة رئاسة مار أبا ستة عشر سنة ، وفي أيامه عُرفت قوانين الرهبنة في بلاد فارس وخالف زي الرهبان والهراطقة واهتم بالاعمار والقلالي وغيرها من سائر الديرة. 
         
      38. دير المسالح من اديرة (كوثي) من توابع الكوفة الإدارية وهي من ارض بابل القديمة.
      39. دير مار باباي الكاتب أو المعري: وهو قديس من بلد – بهقباذ – القريب من الحيرة.
         
      40. دير مار بثيون او مار فاثيون: وهو من اشراف (بلاشبار) وقد دان بالنصرانية على عمه –يزدن- واخذ يبشر بالإنجيل وقتل في 25 تشرين الأول 446م.
      41. دير مارت مريم: وهو دير قديم بالحيرة من بناء المنذر.
         
      42. دير يزدفنة او ميزدقنة: ذكره نصري في حديثه عن الجاثليق إبراهيم قال: انه توفى بالحيرة سنة 853 م ودفن في ميزدقنة.
      43. دير هند الكبرى او هند الأقدم: ويقع على طرف النجف أو على طف النجف، شادته هند بنت الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار الكندي. وهي زوج الملك النعمان الثالث (514-563م) المعروف بابن ماء السماء، وام عمرو بن هند الذي قتل في عقر داره بالحيرة ودفن في دير امه. .
         
      44. دير هند الصغرى: وهي هند بنت النعمان بن المنذر بن امرئ القيس النعمان بن امرئ القيس ابن عمر بن عدي بن نصربن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك ابن غنم بن نمارة بن لخم.وديرها من اكبر اديرة الحيرة واعمرها واشهرها ويقع مما يلي خندق كري سعد، مقاربا لخطة بني عبد الله بن دارم بالكوفة، اي بين النجف والكوفة.
      45. دير نجران: يقع بارض الكوفة لما اجلى عمر نصارى اليمن عن جزيرة العرب فيمن أجلى قدموا الكوفة وابتنوا هناك ديرا ومنازل وسموها دير نجران باسم نجرانهم باليمن.
         
      46. دير بني مرينا: يقع في حفر الأملاك بجانب الكوفة عند النخيلة، واشتهر أمر هذا الدير في حوادث معركة قامت بين اهل الكوفة والخوارج في يوم النهروان أيام خلافة الإمام على بالكوفة.
      47. دير خوداهوي.
      48. دير بيث حالي.
      49. دير كمري.
      50. دير الصوامع.
      51. دير شمعون بن جابر.
      52. دير القصير أو الأقيصر.
      53. دير البردويل
    •  وشيدت في مدينة الحيرة كنائس عديدة فخمة حسب الريازة الشرقية المتجهة الى الشرق حسب تقاليدنا، وفي صدرها قدس الاقداس حيث ينتصب المذبح، ويغلق هذا المكان المهيب باب او ستار من القماش الثمين لا يفتح الا في اوقات ومناسبات معينة في الطقوس البيعية... وأمامه موضع مرتفع بعض الشيء لوقوف الشمامسة في فرقتيين او جوقتيين حيث يتناوبون الصلوات والمزامير والتراتيل وفي وسط البيعة موضع مرتفع كان يعرف بأسم (البيم) حيث يجلس راعي الشعب اي الاسقف، يحيط به القسس والشمامسة حسب ترتيب اقدميتهم في الخدمة، وينتصب امامهم الانجيل المقدس على (دكة) قليلة الارتفاع. ويتم في ذلك المكان القرآءات في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.
      كانت الكنائس مبنية باللبن وأعمدتها بالآجر، وكانت مزخرفة بالنقوش والفسيفساء ومجملة بالصور وبقناديل الذهب والفضة وفيها حنايا تضم رفات الشهداء والقديسين وتكون هذه الحنايا مغطاة بقماش من الحرير...
      ومن هذه الكنائس في الحيرة:
      1.  البيعة الكبرى او الكنيسة الكبرى، في بني الخيان وهي الاولى لأنها بيعة الكرسي وتسمى (بيعة الملائكة) لانه كان يرى عند بنائها رجلان يبنيان مع العمال وهما في لباس ابيض ناصع كالثلج...
      2.  وبيعة شيدت على اسم مار توما الرسول
      3. وبيعة بني مازن
      4. وبيعة السيدة العذراء مريم
      5. وبيع او كنائس أخرى كثيرة...
    • كما اشتهرت منطقة النجف بكثرة القصور والقلاع. وأصبح لها طراز خاص يعرف بالطراز الحيري. لما تتمتع به من موقع جغرافي ومناخ معتدل ، وتربة حسنة وعذوبة الهواء، حيث أصبح يقصدها الناس على أختلاف طبقاتهم للتنزه والراحة والإستجمام.ومن هذه القصور:
      1. قصر الأبيض : وهو أحد قصور الحيرة، ويعرف أيضاً بأبيض النعمان. ويقع هذا القصر في منطقة النجف، قرب الغريين من جهة النجف.
         
      2. قصر بني بقيلة : الذي ينسب لعبد المسيح الغساني وقد بقي هذا القصر ماثلاً للوجود حتى أواخر القرن الرابع الهجري، وذلك حسبما ذكره الشابشتي المتوفى عام 388هـ ، أن هذا القصر وقصور أخرى كانت باقية إلى عصره.
         

      3. قصر الخورنق : هو من أهم القصور التي عرفت بها منطقة النجف وأبعدها صيتاً، وقد نسجت الكثير من القصص والأساطير حول سبب بناء هذا القصر وبانيه.
        ويقع قصر الخورنق حسبما ذكر الجغرافيون والمؤرخون في منطقة الظهر، ظهر الحيرة – ظهر الكوفة. لكن هناك إشارات تقرب الخورنق من أرض النجف، حيث يقول اليعقوبي: "والخورنق بالقرب منها – النجف – مما يلي الشرق وبينه وبين الحيرة ثلاثة أميال".
        وقد أجرت الهيئة العامة للآثار والتراث في العراق عام 1947م سلسلة من الحفائر في تل الخورنق وقد لاحظت بعض بقاياه.
         

      4. قصر السدير: ويقع بالقرب من قصر الخورنق وهو أيضاً من قصور النجف المهمة وينسب بناء هذا القصر إلى النعمان بن أمرىء القيس، 403 – 430م.
         

      5. قصر العذيب وقصر الضجر: وهي واقعة أيضاً في منطقة النجف، ينسب بناؤها إلى أمرىء القيس بن النعمان بن أمرىء القيس والتي كانت تحيط بمنطقة النجف.

    • وللشهادة، كان في مدينة الحيرة كنائس واديرة ومدارس،
       وذلك من الرسالة الايمانية التي بعثها القديس سويريوس البطريرك الانطاكي الكبير سنة(519) ميلادبة الى القسوس ورؤساء الاديرة يوناثان وصموئيل ويوحنا في بيعتي الانبار (فيروز شابور) وحيرة النعمان...
       وكان في الحيرة كرسيا ً اسقفيا ً للعرب التغالبة، وبنو تغلب قبائل كبيرة عربية هم اولاد عم بنو ربيعة وبنو بكر الذين يسكنون الجزيرة مابين دجلة والفرات من الموصل والخابور والى تكريت وعنه والحيرة والانبار
      وكانت ايضا ً كنائس كثيرة في الكوفة وعانه والسن منذ القرون الاولى... وقد خربت معظم هذه الكنائس والاديرة في اواسط القرن السابع الميلادي.

       
    • عام 810 ميلادية في الحيرة، ولد نابغة زمانه (حنين بن اسحق العبادي) وهو الملقب (ابو زيد حنين بن اسحق)، درس اللغة العربية وبرع فيها، ثم عكف على دراسة صناعة الطب كما كان والده الصيدلاني (المسيحي النسطوري) ثم سافر الى بلاد الروم... وهناك احكم اللغة اليونانية والرومانية، فأنكب على دراسة الطب والتشريح وترجمة الكتب النادرة... ثم عاد الى بغداد... وقد عاصر الخليفة العباسي المأمون وترجم له العديد من الكتب اليونانية والسريانية الى اللغة العربية... توفي عام (873م) بعد ان قدم للبشرية وللعالم العربي نور المعرفة من الحكمة والفلسفة والطب قرون عديدة... ولا يزال يذكره التأريخ حتى يومنا هذا.

  • منذ عهد مبكر جداً، قد دخلت المسيحية الجزيرة العربية:
    1. المناطق الواقعة على ضفاف المحيط الهندي،
    2. وعلى ضفاف الخليج العربي،
    3. وعند مصب الرافدين،
    4. وفي الكويت وقطر وجزر البحرين،
    5. وفي عُمان والأحساء،
    6. وفي أقصى الجنوب أي اليمن،
    7. وحضرموت وتوابعها، أي منطقة المهرة وجزيرة سقطرى.
    فنجد آثاراً للمسيحية فيها قبل مجيء الإسلام
    فبشارة الإنجيل لاقة تقبلاً منقطع النظير في كل أقطار شبه الجزيرة العربية، وتغلغلت في أعماقها ومناطقها الحدودية. ويشهد على ذلك المؤرخون وكتاب السير.
    ابن قتيبة يقول: " أن النصرانية كانت في ربيعة وغسان وبعض بني قضاعة "
    ويقر اليعقوبي بتنصر كل من" تميم وربيعة وبني تغلب وطي ومذحج وبهراء وسليح وتنوخ ولخم "
    ويقول الجاحظ: " كانت النصرانية قد أوجدت سبيلها بين تغلب وشيبان وعبد القيس وغسان وقضاعة وسليخ والعباد وتنوخ ولخم وعاملة وجذام وكثير بن بلحاث بن كعب "
     
  • في اليمامة الواقعة في الجنوب الشرقي من نجد والحجاز، كان للمسيحية أنصار عديدون في قبيلة بني حنيفة القوية، والتيارات المسيحية نفسها القادمة من سوريا ومن ما بين النهرين، كانت قد نقلت الأفكار المسيحية إلى قلب البلاد العربية، أي إلى نجد حيث كانت تحكمها قبيلة كندة التي أنجبت امرؤ القيس حليف الملك يوستيانوس البيزنطي (527 _ 565 م). ويذهب المؤرخون إلى أن المسيحية كانت عريقة في الحجاز، فهم يشيرون إلى أن برثلماوس الرسول هو الذي دعا إلى المسيحية في بلاد الحجاز وحمير. وقد نصر خلقاً من سكانها الذين ترك لهم نسخة من إنجيل متى باللغة الآرامية الفلسطينية.
     
  • ويروي الطبري أن مسلة جنائزية اكتشفت قديماً في جبل عقيق القريبة من يثرب " المدينة المنورة "، تحمل حروفاً آرامية كانت تعلو ضريحاً لأحد رسل المسيح. ويذكر ياقوت الحموي أن أيلة (العقبة الأردنية حالياً) كانت مسيحية، وكان أسقف أيلة من بين الذين حضروا مجمع نيقية سنة 325 م. وكانت دومة الجندل كلها مسيحية، وكان لها أسقف. وكان اكيدر بن عبد الملك وهو من قبيلة كندة ملكاً عليها وكان مسيحياً. وكان سكانها من بني سكون من قبيلة قضاعة المسيحية في معظمها، ومن تجمع هام من قبيلة بني كلب.
     
  • ووادي القرى فكانت تسكنه قبيلتا قضاعة وسليح المسيحيتان. وتضم قبيلة بني صخر التي تسكن الآن تلك المنطقة فروعاً عديدة ما تزال تحمل ألقاباً مسيحية مثل: بنو مطران، اليعاقبة، مهابرة " الأحبار "، السماعنة. وكلها تشهد لأصلها المسيحي.
     
  • وتيماء، كانت قبيلة طي العربية المسيحية تسكنها والتي كان فيها حصن الأبلق الشهير، الذي كان يحكمه الأمير السمؤال الذي كان من أصل غساني وينتمي إلى فرقة مسيحية يهودية.
     
  • تبوك، كانت حصناً يسكنه مسيحيي قضاعة، وجاورهم فيه بنو كلب من قبيلة تغلب المسيحية. وفي غزوة تبوك لم يتمكن النبي محمد والمسلمون من اقتحامها لحصانتها، ولسرعة الروم ومسيحيي العرب إلى نجدتها. فحاصروها عشرين يوماً ثم قفلوا عنها راجعين
     
  • في يثرب، بالرغم انها كانت شبه مستعمرة يهودية. اذ فيها كانت قبيلتا الاوس والخزرج القادمتان من اليمن بعد انهيار سد مأرب تقاسمان اليهود السلطة والنفوذ. وورد في تقويم قديم للكنيسة النسطورية. كان في يثرب مطرابوليط أسمه بولس أصله من بيث كرماي " كركوك "، وتحت يده أسقفان هما: موسى أصله من سعرت، وإبراهيم أصله من خراسان العجم، وتحت يدهم 80 قسيساً و 200 شماس، وعدد المؤمنين 4300 عائلة، ولهم ثلاث كنائس على اسم إبراهيم الخليل وموسى كليم الله وأيوب الصديق.
     
  • في مدينة عكاظ، كان فيها مركز أسقف أسمه شليطا أصله من ماردين، وتحت يده 8 قسس و 30 شماساً، وعدد المؤمنين 1800 بيت، ولهم كنيسة على اسم مار بطرس وبولس. هؤلاء جميعهم كانوا خاضعين إلى جاثليق المشرق في المدائن، وفي سنة 1240 م قويت الأمة الإسلامية وضبطت كنائسهم، وقتلت خلقاً كثيراً بحد السيف، وجزء منهم انحازوا إلى الإسلام
     
  • في مكة، كانت المسيحية عريقة، وكان لهذه المدينة أهمية كبيرة بين سكان الجزيرة العربية لوجود الكعبة فيها. وكانت تستقطب القبائل من مختلف أرجاء الجزيرة، ومن ضمنها القبائل المسيحية. فلقد كان هناك شعراء مسيحيون مثل عدي بن زيد والأعشى، كانوا يقسمون أمام الحجر الأسود برب الكعبة وبالصليب في آن واحد. وكان للمسيحيين دور هام في مكة، لكنهم لم يكونوا منظمين. فكانوا من أصل محلي أو من جاليات قدمت من مختلف البلدان، يتكلمون لغة قريشية أو لغة هي مزيج من العربية والآرامية والحبشية. فالمسيحيون في مكة كانوا ينتمون إلى أصول عديدة، أحباش وأقباط وتجار من نجران ورعايا من المناذرة والغساسنة ومن أنباط سوريا، مع بعض رهبان ومرسلين، بالإضافة إلى جماعة من علية القوم الذين اعتنقوا المسيحية أمثال عثمان بن الحويرث وورقة بن نوفل ابن أسد من بني قصي، ابن عم خديجة زوجة محمد رسول الإسلام الأولى
    كانت المسيحية في مكة هي على مذهب المونوفيسية (أصحاب الطبيعة الواحدة)، حيث كانت سائدة في اليمن والحبشة وفي دولة الغساسنة وفي مشارف الشام كلها.
 
©   pure software code 2016