Pure Software code
 
www.puresoftwarecode.com

SOFTWARE Institute
Teach YourSelf
100 Software Programming Training Courses
For Free Download


CHRISTIANITY Institute
HUMANITIES Institute
more the 400 Subjects, All for Free Download.
Lebanon  
Humanites institute
المسيحية بالامس وحاضرا في تركيا، 2015     
 
 
 

Menu, Christianity in Turkey - (Arabic)

 Home: Humanities Institute المسيحية بالامس وحاضرا في تركيا، 2015
Home
في بداية القرن العشرين، شكّل المسيحيون حوالي 33% من سكان أراضي تركيا الحالية.
لكن اقتراف الدولة التركية الابادات بحق المسيحيين
، يتظهر اليوم جليا بعدد المسيحيين في تركيا بحسب الإحصاءات الرسمية ما بين 0.6%-0.9%
   للتاريخ، سرد مختصر للواقع المسيحي في تركبا، في السنوات الماوية الاخيرة، نقلا عن الاعلام المنشور بهذا الخصوص. وللامانة، ان هذا السرد هو القليل من الكثير مما نشر في العالم.
  اسف و
رجاء،
  • للاسف الى متى، شريعة السن بالسن والعين بالعين ستستمر متحكمة ومكبلة الفكر الانساني عموما وخصوصا عند المسلمين واليهود ومن لف لفهم او شابههم.
  • رجاونا هو يوم تنمو فيه الانسانية فتصل الى حضارة المحبة، حضارة يسوح المسيح، التي بها ستلبس البشرية حلة سلام وانسانية!!!
 

نبذة تاريخية عن المسيحية فى تركيا حاليا | القسطنطينية سابقا
لدى المسيحية في تركيا تاريخٌ طويل وحافل في الأناضول، تُعتبر تركيا الحاليّة مسقط رأس العديد من الرسل والقديسين المسيحيين، مثل بولس الطرسوسي، تيموثي، القديس نقولاوبوليكاربوس من سميرنا وغيرهم من الشخصيات المسيحيّة البارزة. وتعتبر البلاد مركزًا للعديد من المواقع المسيحيّة التاريخيّة والتراثيّة منها بطريركية القسطنطينية المسكونية وبطريركية أنطاكية تاريخيًا. وفيها عدد من الأماكن المقدسة المسيحية مثل أنطاكية وأفسس وهي من أكثر مدن العالم المسيحي قداسةً إذ تحظى أنطاكية أهمية كبيرة لدى المسيحيين في الشرق، فهي أحد الكراسي الرسولية إضافة إلى روما والقسطنطينية والقدس وفيها أطلق على المسيحيين لقب مسيحيين أول مرة. أما أفسس فقد كانت مركزاً للمسيحية، واستخدمها بولس كقاعدة له. حيث كان بولس يٌجادل الحرفيين الذين كانوا في هيكل آرتميس وهناك كتب الرسول بولس رسالة كورنثوس الأولى من أنطاكية وأفسس. وتشتهر أفسس بوجود منزل العذراء مريم فيها، الذي يٌعتقد بأنه آخر بيت سكنت فيه مريم العذراء، وهو الآن مكان للحج.
في عام 330 قام الإمبراطور قسطنطين بنقل العاصمة من روما إلى القسطنطينية، والتي أصبحت مركز المسيحية الشرقية ومركز حضاري عالمي، فأضحت أعظم مدن العالم في ذلك العصر وعلى الأراضي التركية الحاليّة امتدت الإمبراطورية البيزنطية والتي لعبت دور هام وأساسي في تاريخ المسيحية وتركت أثرًا هامًا على الحضارة المسيحية الأرثوذكسية. أدّت الحروب الأهلية المتعاقبة في القرن الرابع عشر إلى استنزاف المزيد من قوة الإمبراطورية، وفقدت معظم أراضيها المتبقية في الحروب البيزنطية العثمانية، والتي بلغت ذروتها في سقوط القسطنطينية والاستيلاء على الأراضي المتبقية من قبل الدولة العثمانية في القرن الخامس عشر. وقد سمح العثمانيون للمسيحيين أن يمارسوا شعائرهم الدينية بحرية تحت حماية الدولة، وفقًا لما تنص عليه الشريعة الإسلامية، وبهذا فإن أهل الكتاب من غير المسلمين كانوا يعتبرون رعايا عثمانيين لكن دون أن يُطبق عليهم قانون الدولة، أي أحكام الشريعة الإسلامية، وفرض العثمانيون، كجميع الدول الإسلامية من قبلهم، الجزية على الرعايا غير المسلمين مقابل إعفائهم من الخدمة في الجيش. كانت الملّة الأرثوذكسية أكبر الملل غير الإسلامية في الدولة العثمانية، وقد انقسم أتباعها إلى عدّة كنائس أبرزها كنيسة الروم، والأرمن.
شكّل المسيحيون حوالي 33% من سكان أراضي تركيا الحالية وذلك في بداية القرن العشرين، لكن النسبة انخفضت عقب المذابح ضد الأرمن وضد الطوائف المسيحية الأخرى، فضلًا عن عملية التبادل السكاني لليونانيين الأرثوذكس وبوغروم إسطنبول عام 1955 والتي ادت إلى هجرة أغلبية مسيحيين إسطنبول.
اليوم تتراوح أعداد المسيحيين في تركيا بحسب الإحصاءات الرسمية ما بين 0.6%-0.9% اي 120,000-310,000،منهم 80,000 من أتباع كنيسة الأرمن الأرثوذكس، 40,000 أتباع الكنيسة الكاثوليكية(منهم 5,000 شخص ينتمي إلى الكنائس الكاثوليكية الشرقية)،و22,000 من أتباع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية (منهم 18,000 روم أنطاكي و4,000 يوناني أرثوذكسي) فضلًا عن 17,000 من أتباع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية.

كنيسة القديس جورج، في مدينة إسطنبول، مركز بطريركية القسطنطينية المسكونية

وحسب رئاسة الشؤون الدينية التركية هناك 349 كنيسة تتواجد في أراضي الجمهورية التركيّة منها 140 كنيسة لليونانيين و58 للسريان و54 للأرمن
هذا الوجود المسيحي كان انخفض عقب قيام الدولة العثمانية مذابح ضد الأرمن وضد الطوائف المسيحية الأخرى والتي ادت إلى حدوث المذابح الاشورية ومذابح اليونانيون وقد تمت المذابح في شرق الأناضول وجنوبه وفي شمال العراق، وقد فاق عدد ضحاياها المليون ونصف مليون ارمني و250,000 إلى 750,000 آشوريين/سريان/كلدان ونصف مليون يوناني على يد الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى. فبدأ تهجير أعداد كبيرة من الأرمن إلى سوريا ولبنان والموصل، وكان التهجير يتم بطريقة بدائية مما أدى إلى موت حوالى 300 ألف من المهاجرين في الطريق من الجوع والبرد والمرض إضافة لتعرضهم لهجومات مستمرة من السكان المحليين.
وقامت تركيا بعملية التبادل السكاني لليونانيين الأرثوذكس وعقب بوغروم إسطنبول عام 1955 والتي ادت إلى هجرة أغلبية مسيحيين اسطنبول، بسبب نهب الكنائس وقتل السكان المحليين من المسيحيين، فقد حرقت خلال هذه الأعمال بطريركية القسطنطينية مركز الكنيسة الأرثوذكسية والعديد من المنازل والمشاغل والمصالح التي يملكها يونانيون وارمن، ما أدى إلى هجرات كثيفة مسيحية ويهودية.
أكبر الطوائف المسيحية اليوم في تركيا كنيسة الأرمن الأرثوذكس مع 70,000 ثم الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ويأتي بعدها الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ثم الروم الأرثوذكس ويتوزعون بين يونانيين ويتواجد أغلبهم في اسطنبول وازمير ومسيحيون عرب يقطنون في انطاكية والاسكندرونة في محافظة هتاي وفي اسطنبول وينتمون إلى بغالبيتهم إلى بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس عددهم حوالي 18,000.
بالإضافة إلى أقليات بروتستانتية أغلبهم من أصول إسلامية؛ هناك جالية كاثوليكية من أصول فرنسية وإيطالية يسكنون في إسطنبول وأضنة يعود أصولهم إلى الحملة الصليبية الرابعة ومنذ أيام الإمبراطورية اللاتينية

فسيفساء ليوحنا المعمدان في المعرض الشرقي لآيا صوفيا باسطنبول

صورة، مدينة القسطنطينية، اسطنبول، كانت إحدى أهم مراكز العالم المسيحي سابقًا

كنيسة القديس بطرس في أنطاكية، وهي إحدى أقدم كنائس العالم المسيحي

 

الحقبات التاريخية
بشر كل من القديس بطرس وبولس في تركيا وأسسوا الكنائس الأولى والجماعات المسيحية الأولى في العالم. مكث بولس لفترة من الزمن في مدينته طرسوس ومن ثم انضم إلى برنابا وذهبا معاً إلى أنطاكية حيث وعظا فيها سنة كاملة، ومن هناك انحدروا إلى منطقة اليهودية حاملين معهم مساعدات من كنيسة أنطاكية وبعد أن أكملا مهمتهما غادرا أورشليم يرافقهما مرقس . من أنطاكية بدأ بولس رحلته التبشيرية الأولى رافقه فيها برنابا وفي قسم منها ابن أخت هذا الأخير مرقس. فعبروا البحر إلى قبرص وبعد ذلك إلى جنوب تركيا (بيرجة، بيسيدية، أيقونية، لسترة، دربة). كان بولس ورفاقه يتبعون أسلوباً معيناً في الدعوة، فقد كانوا يتنقلون من مدينة إلى أخرى ينادون بالخلاص بيسوع المسيح في مجامع اليهود وفي الأسواق والساحات العامة حيث أوجدوا جماعات مسيحية جديدة وأقاموا لها رعاة وقساوسة. انقسم اليهود من سامعيهم بين مؤيد ومعارض، وأما بولس فقد حول وجهه صوب الوثنيين ليتلمذهم هم أيضاً على ما يؤمن به.
في عهود المسيحية المبكرة حوت كبادوكيا على العديد من المدن تحت الأرض، استخدمت أغلبها كأماكن للإختباء قبل تحوّل المسيحية إلى ديانة مقبولة. وتمتلك هذه المدن التي تقع تحت الأرض على شبكات دفاعية وأشراك في العديد من طبقاتها السفلية. وبعض من هذه الأشراك معقدة وإبداعية للغاية، ومن هذه الأشراك عدد مكونة من صخور دائرية كبيرة لإغلاق الأبواب والمعابر وأشراك مؤلفة من ثقوب في الأسقف يتمكن المدافع من إسقاطها على المهاجم من الأسفل. وكانت هذه الأنظمة الدفاعية تستخدم بشكل أساسي ضد الرومان. وكانت منظومة الأنفاق هذه قد بنيت بممرات ضيقة، لمواجهة الأسلوب القتالي الروماني الذي اعتمد على القتال الجماعي، لإجبارهم على المرور فرادىً لتسهيل عملية اصطيادهم. وكان الآباء الكبادوكيون في القرن الرابع من الركائز الأساسية للفلسفة المسيحية آنذاك. كما برز من بين أبنائها رجال احتلوا بطريركية القسطنطينية ومنهم يوحنا الكابودوكي  الذي احتل هذا المنصب بين 517-520. ولأغلب الفترة البيزنطية بقيت في أمان نسبي عن منطقة المواجهات الدائرة بينهاوبين الإمبراطورية الساسانية، لكنها كانت منطقة حدودية مهمة لاحقاً خلال فترة الفتوحات الإسلامية. ومع القرن السابع الميلادي، قسمت كبادوكيا بين ثيمتا أناتوليك وأرمينياك. وخلال القرنين التاسع والحادي عشر الميلادي، شكلت المنطقة ثيمتا خرسيانون وكبادوكيا.

رحلة بولس الأولى في آسيا الصغرى.

جبل أكتيبي غوريم في كبادوكيا تضم المنطقة على العديد من المواقع المسيحية المقدسة ذات الأهمية التاريخية والتراثية في التقاليد المسيحية

الامبراطورية البيزنطية

في عام 324 اختار الإمبراطور الروماني قسطنطين بيزنطة لتكون العاصمة الجديدة للإمبراطورية الرومانية وأطلق عليها اسم روما الجديدة (التي أصبح اسمها القسطنطينية لاحقًا وبعد ذلك إسطنبول). وأصبحت القسطنطينية مركز المسيحية الشرقية ومركز حضاري عالمي. بعد سقوط الامبراطورية الرومانية الغربية، أصبحت القسطنطينيّة عاصمة الإمبراطورية البيزنطية (الامبراطورية الرومانية الشرقية). وعُقدت في تركيا أغلب المجامع المسكونية بحكم كونها مركز الإمبراطورية ولعلّ أهمها مجمع نيقية ومجمع أفسس ومجمع خلقيدونية.
خلال العصر الذهبي للإمبراطورية البيزنطية وخاصًة تحت حكم الأسرة المقدونية والكومنينيون مرّت الإمبراطورية البيزنطيّة نهضة ثقافيّة وعلميّة وكانت القسطنطينية في عهدهم المدينة الرائدة في العالم المسيحي من حيث الحجم والثراء والثقافة. خلال الحروب الصليبية، تأسست مملكة قونية في جنوب تركيا الحاليّة إلى جانب إمارة أنطاكية، وتحالفت الإمبراطورية البيزنطيّة مع الوافدين غير مرّة لعل أشهرها مع مملكة بيت المقدس بهدف احتلال مصر، غير أن الحملة فشلت. يذكر أن الحملة الصليبية الرابعة قد اتجهت صوب القسطنطينية نفسها واحتلتها عام 1261 غير أن الدولة لم تعمّر طويلاً، ورغم إعادة تكوّن الإمبراطوريّة البيزنطيّة في القرن الرابع عشر لم تكن دولة قويّة ولم تكتسب مجددًا مجدها السابق، أما داخل تركيا الحالي أيْ الأناضول، كان مقسمًا إلى دويلات ومقاطعات إسلاميّة صغيرة متناحرة طوال القرنين الرابع عشر والخامس عشر، إلى أن سطع نجم عثمان الأول محاربًا البيزنطيين ومحتلاً مدنًا وحصونًا تحت سيطرتهم، ثم قام وخلفاؤه بالاستدارة صوب الممالك الصغيرة المجاورة قاضمًا إياها الواحدة تلو الأخرى مؤسسًا بذلك الدولة العثمانية.

 

كاتدرائية آيا صوفيا في اسطنبول، تعد من أهم مآثر العمارة البيزنطية والمسيحية الشرقية، وهي اليوم متحف.

الدولة العثمانية

شعار أسرة جيكا وهي من الاسر الأرثوذكسية التي لعبت دور سياسي واقتصادي في الدولة العثمانية.
استطاعت الدولة العثمانية فتح القسطنطينية سنة 1453 وسقطت الإمبراطورية البيزنطية وتحول ثقل الكنيسة الأرثوذكسية إلى روسيا، سمح العثمانيون لليهود والمسيحيين أن يمارسوا شعائرهم الدينية بحرية تحت حماية الدولة، وفقًا لما تنص عليه الشريعة الإسلامية، وبهذا فإن أهل الكتاب من غير المسلمين كانوا يعتبرون رعايا عثمانيين لكن دون أن يُطبق عليهم قانون الدولة، أي أحكام الشريعة الإسلامية، وفرض العثمانيون، كجميع الدول الإسلامية من قبلهم، الجزية على الرعايا غير المسلمين مقابل إعفائهم من الخدمة في الجيش. كانت الملّة الأرثوذكسية أكبر الملل غير الإسلامية في الدولة العثمانية، وقد انقسم أتباعها إلى عدّة كنائس أبرزها كنيسة الروم، والأرمن، والأقباط، والبلغار، والصرب، والسريان، وكانت هذه الكنائس تُطبق قانون جستنيان في مسائل الأحوال الشخصية. خصّ العثمانيون المسيحيين الأرثوذكس بعدد من الامتيازات في مجاليّ السياسة والتجارة، وكانت هذه في بعض الأحيان بسبب ولاء الأرثوذكسيين للدولة العثمانية.
ظهر في هذه الفترة نفوذ يونان الفنار وهم أبناء عائلات يونانية أرستقراطية سكنت في حي الفنار في مدينة إسطنبول الحاليّة، ويعتبر حي الفنار مركز بطريركية القسطنطينية المسكونية، أي بالتالي مركز الأرثوذكسية الشرقية العالميّ. وكان لهذه العائلات نفوذ سياسي داخل الدولة العثمانية ونفوذ ديني في تعيين البطريرك، الزعيم المسيحي في الدولة العثمانية. عائلات حي الفنار كانت عائلات يونانية فارتبطت بالحضارة الهلنستية والحضارة الغربية فشكلّت الطبقة المتعلمة والمثقفة في الدولة العثمانية مما افسح لها نقوذ سياسي وثقافي. اشتغل افراد هذه العائلات في التجارة والصيرفة وفي السياسة والتعليم، وينتمي غالبيتهم إلى عائلات من اصول النبلاء البيزنطيين. كان المسيحيين خاصة الأرمن واليونانيين عماد النخبة المثقفة والثرية في عهد الدولة العثمانية، وكانوا أكثر الجماعات الدينية تعليمًا،ولعبوا أدوارًا في تطوير العلم والتعليم واللغة والحياة الثقافية والاقتصادية.

بطاقة بريدية عثمانية من أوائل القرن العشرين تُظهر كنيسة القديس أسطفان البلغارية في الآستانة.
خلال القرن التاسع عشر تحسنت أوضاع الملّة الأرمنيّة الأرثوذكسيّة لتُصبح أكثر طوائف الدولة العثمانية تنظيمًا وثراءً وتعليمًا، وعاشت النخبة من الأرمن في عاصمة الإمبراطورية العثمانية حيث تميزوا بالغناء الفاحش وعلى وجه الخصوص العائلات الكبيرة المعروفة آنذاك كعائلة دوزيان وباليان ودادايان حيث كان لهم نفوذ اقتصادي كبير في الدولة. إلى جانب الإستفادة من تطور بنية المدراس الأرمنية التابعة للكنيسة عمل الأرمن في التجارة والمهن الحرة مما أدى إلى تحسن أوضاعهم الإجتماعية، وظهر أشخاص شغلوا مناصب هامة مثل المُحسن ورجل الأعمال كالوست كولبنكيان الذي لعب دورًا رئيسيًا في جعل احتياطي النفط في الشرق الأوسط متاحًا للتنمية الغربية.
أنشأ الأرمن الصحافة الأولى في الدولة العثمانية ولعّل دريان كليكيان الصحفي ومؤسسس أولى الصحف في تركيا والبروفسور في جامعة اسطنبول العثمانيّة أبرز هؤلاء ولعب أرمن تركيا دورًا في تطوير الأدب الأرمني، وبرزت أسرة باليان الأرمنيّة في مجال العمارة والهندسة ولمدة خمسة أجيال صممت سلالة باليان عدد هام من المباني الرئيسية في الدولة العثمانية بما في ذلك القصور والأكشاك والحمامات العامة والمساجد والكنائس والمباني العامة المختلفة، ومعظمها في الآساتنة. خدم تسعة من أعضاء العائلة ستة سلاطين في سياق قرن تقريبًا وكانوا مسؤولين عن الهندسة المعمارية للعاصمة. نظم الأرمن أنفسهم فأنشاؤوا النوادي، الأحزاب السياسية، والجمعيات الخيرية بالإضافة إلى المدارس والكنائس والمستشفيات.

مدرسة القديس جورج قرب البطريركية فقد كان يونانيون الفنار النخبة المتعلمة في إسطنبول.
كان الأرمن في الإمبراطورية العثمانية خاضعين في كثير من الأحيان إلى جيرانهم الأتراك والأكراد الذين أرهقوهم بالضرائب التي رافقتها في كثير من الأحيان حالات الإختطاف والتهديد والسرقة وفي بعض الأحيان كانوا يرغمونهم على اعتناق الإسلام وفي حال الرفض كان يتم القضاء عليهم مع نوع من التجاهل وعدم التدخل لهذه الحالات من قبل الحكومة المركزية أو السلطات المحلية في الولاية.
كان الأرمن في الإمبراطورية يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية رغم بعض الحريات المحدودة التي أعطيت لهم كحق العبادة ولكن بقي يطلق عليهم بالتركية "Gavours" أي الكفار أو عديمي الإيمان
بالإضافة إلى المضايقات السابقة فقد تعرض المسيحيون بشكل عام والأرمن بشكل خاص إلى مضايقات من نوع آخر تتمثل في رفض شهادتهم في المحاكم وحرمانهم من حمل السلاح أو ركوب الخيل، كما ومنع الأرمني أن تكون شرفة بيته مطلة على بيوت الأتراك المسلمين وتم التضييق على ممارساتهم الدينية ومثال ذلك حرمان الكنائس الأرمنية من دق الأجراس، وكل من لا يتقيد بهذ القوانين تتراوح عقوبته بين الغرامات المالية والإعدام.
في القرن التاسع عشر ومع حركة الإصلاح العثمانية التي تتوجت في التنظيمات العثمانية، ازدهرت أحوال الملل المسيحية القاطنة في السلطنة العثمانية اقتصاديًا واجتماعيًا، رافق هذا الإزدهار عصر التنوير والنهضة الثقافية داخل المجتمع اليوناني الأرثوذكسي.وتمخض عنها تأسيس المدارس والجامعات اليونانية والمسرح والصحافة اليونانية وتجديد أدبي ولغوي وشعري مميز، رافقها ميلاد فكرة القومية القومية الهيلينية ثم بروز فكرة الاستقلال عن الدولة العثمانية ما أدى إلى حرب الاستقلال اليونانية عندما وصلت أنباء الثورة إلى السلطان أمر بشنق بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسي غريغوريوس الخامس المقيم في أسطنبول بعد أن اتهمه بالفشل بضبط المسيحيين اليونانيين في طاعة السلطات العثمانية، وذلك بحسب المهمة التي كان من المفترض أن ينفذها، وتم ذلك مباشرة بعد احتفال البطريرك بقداس عيد الفصح عام 1821 وأعدم وهو مرتدٍ كمال زيه الديني، وإكراماً لذكراه تم إغلاق بوابة المجمع البطريركي منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا. كما وتمخض عن حركة التنوير في الأوساط اليونانية الأرثوذكسيّة ظهور طبقة برجوازية نافذة وذات شأن،تمركزت بشكل خاص في كل من إزمير وإسطنبول وجزيرة خيوس. أسست البرجوازية المسيحية جنبًا إلى جنب المبشرين والإرساليات التبشيرية شبكة واسعة من المدارس (منها كليّة روبرت العريقة) والجامعات والمستشفيات.

مدّرس وطالبات في مدرسة يونانية أرثوذكسية في مدينة طرابزون أوائل القرن العشرين.
في عام 1910 وصلت نسبة المسيحيين في البنطس حوالي 27% من السكان. أبرز المجموعات المسيحية كانت اليونانيين الأرثوذكس البنطيين والأرمن وتمركزت الجماعات المسيحية في البنطس في طرابزون وقارص. يشير عدد من الباحثين أن نسب وأعداد المسيحيين قد تكون أكثر وذلك بسبب تحول عدد من اليونانيين البنطيين إلى الإسلام شكلًا هربًا من الضرائب والإضطهادات في حين ظلوا يمارسون الشعائر المسيحية في السر.عشية الحرب العالمية الأولى وصلت أعداد الملّة اليونانية الأرثوذكسية حوالي 1.8 مليون نسمة. في حين ترواحت أعداد الملّة الأرمنية الأرثوذكسية بين 1.7-2.3 مليون نسمة. وعاشت جماعات يونانية أرثوذكسية كبيرة في منطقة الأناضول خصوصًا في كبادوكيا تحدثت اللغة التركية كلغة أم وتبنت القومية التركية منذ القرن السابع عشر بعدما تعرضت لحملات تتريك. وبقت هذه الجماعة في تبعية دينية تحت نفوذ بطريركية القسطنطينية المسكونية.عشية الحرب العالمية الأولى عاشت في مدينة إزمير جماعات مسيحة ضخمة ومزدهرة شكلت أكثر من نصف سكان المدينة، منهم 150,000 يوناني أرثوذكسي و25,000 أرمني أرثوذكسي و20,000 من الشوام الكاثوليك. وكان عماد من الشوام الكاثوليك من التجار والصناعيين والبرجوازيين. وكانت منطقة طور عابدين من المعاقل الرئيسية للطوائف المسيحية السريانية وكانت مدينة مديات عاصمة هذا الإقليم، من حيث الحجم والتواجد السرياني. وتمركزت في عاصمة السلطنة العثمانية جماعات مسيحية كبيرة منها اليونانيين الذين شكلوا نسبة 31% سنة 1919، فضلًا عن الأرمن والشوام الكاثوليك والبروتستانت والكلدان والبلغار والجورجيين الكاثوليك فضلًا عن جماعات مسيحية ناطقة باللغة التركية.

شعار أسرة جيكا وهي من الاسر الأرثوذكسية التي لعبت دور سياسي واقتصادي في الدولة العثمانية.

بطاقة بريدية عثمانية من أوائل القرن العشرين تُظهر كنيسة القديس أسطفان البلغارية في الآستانة.

مدرسة القديس جورج قرب البطريركية فقد كان يونانيون الفنار النخبة المتعلمة في إسطنبول.

مدّرس وطالبات في مدرسة يونانية أرثوذكسية في مدينة طرابزون أوائل القرن العشرين

 

المذابح بحق المسيحين من ارمن وآشوريين وسريان وكلدان ويونانيين في تركية

يوم 24 نيسان في عام 1914 فيه تم اعتقال أكثر من 250 من أعيان الأرمن في إسطنبول. وبعد ذلك، طرد الجيش العثماني الأرمن من ديارهم، وأجبرهم على المسير لمئات الأميال إلى الصحراء من ما هو الآن سوريا، وتم حرمانهم من الغذاء والماء، المجازر كانت عشوائية وتم مقتل العديد بغض النظر عن العمر أو الجنس، وتم اغتصاب والإعتداء الجنسي على العديد من النساء.اليوم أغلبية مجتمعات الشتات الارمني نتيجة الإبادة الجماعية.
قامت الدولة العثمانية في قتل متعمد والمنهجي للسكان الأرمن خلال وبعد الحرب العالمية الأولى،وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين. يقدّر الباحثين ان اعداد الضحايا الأرمن تتراوح ما بين 1 مليون و1.5 مليون نسمة.. كذلك تعرضت مجموعات عرقية مسيحية بالمهاجمة والقتل من قبل الإمبراطورية العثمانية منهم آشوريين/سريان/كلدان وذلك عن طريق سلسلة من العمليات الحربية التي شنتها قوات نظامية تابعة للدولة عثمانية بمساعدة مجموعات مسلحة كردية شبه نظامية استهدفت مدنيين آشوريين/سريان/كلدان أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى. أدت هذه العمليات إلى مقتل مئات الآلاف منهم كما نزح آخرون من مناطق سكناهم الأصلية بجنوب شرق تركيا الحالية وشمال غرب إيران سميت هذه المذابح التي استهدفت السريان باسم مذابح سيفو وتعرف كذلك بالمذابح الآشورية ويقدر الدارسون أعداد الضحايا السريان/الآشوريين بما بين 250,000 إلى 500,000، وضد اليونانيين حيث قامت حكومة تركيا الفتاة الوريثة للإمبراطورية العثمانية بتحريض أعمال العنف ضد الأقليّة اليونانية البنطية في البنطس وغيرها من المناطق التي تقطنها الأقليات الإغريقية. تضمنمت الحملة مذبحة، نفي من المناطق يتضمن حملات قتل الواسعة ضد هذه الأقليات. كان عدد الضحايا وفقاً للمصادر حوالي النصف مليون.
يرى عدد من الباحثين أنّ هذه الأحداث، تعتبر جزء من نفس سياسية الإبادة التي انتهجتها الإمبراطورية العثمانية ضد الطوائف المسيحية.
 

صورة تعود لأوائل القرن العشرين خلال مذابح الأرمن تظهر مجموعة من الأرمن القتلى

 

 اتفاقية التبادل السكاني بين اليونان وتركية 1923، طرد مليون ونصف مسيحي يوناني

وفقاً لصحيفة التايمز اللندنية: «قالت السلطات التركية صراحة بأن نيتهم المتعمدة التخلص من جميع اليونانيين، ودعمت أعمالهم أقوالهم»، بينما كتبت صحيفة بلفاست الإخبارية: «إن الحكاية المروعة من الوحشية والبربرية التي يمارسها الأتراك الآن هي جزء من سياسة منهجية لإبادة الأقليات المسيحية في آسيا الصغرى». وفقاً لصحيفة كريسشان ساينس مونيتور، شعر الأتراك بالحاجة إلى قتل الأقليات المسيحية بسبب التفوق المسيحي من حيث الاجتهاد وبالتالي الشعور التركي بالغيرة والدونية، كتبت الصحيفة:
«كانت النتيجة تولد مشاعر القلق والغيرة في نفوس الأتراك مما دفع بهم في السنوات اللاحقة إلى الشعور الاحباط، حيث يعتقدون انهم لا يستطيعون التنافس مع رعاياهم المسيحيين في فنون السلام وبأن المسيحيين واليونانيين خاصة مجتهدون ناجحون ومتعلمون مقارنة بمنافسيهم، لذلك من وقت لآخر يحاولون جاهدين على تصحيح التوازن عن طريق الطرد والمذابح، كان هذا حال الأجيال السابقة في تركيا ولكن القوى العظمى قاسية وعديمة الحكمة ما يكفي لمحاولة تكريس سوء الحكم التركي تجاه المسيحيين.»
في عام 1923 قانت اتفاقية التبادل السكاني بين اليونان وتركية وهي مرتكزة على أساس الهويّة الدينية، وتتضمن نقل المسيحيين اليونانيين الذين يعيشون في تركيا إلى اليونان ونقل المواطنين المسلمين الذي يعيشون في اليونان إلى تركية، هو كان تبادل السكانيّ الإلزامي الأول الواسع النطاق في القرن العشرين.
اتفاقية التبادل السكاني بين اليونان وتركية 1923 وقّعت بين الحكومتين التركيّة واليونانيّة في مدينة لوزان السويسريّة في الثلاثين من كانون الأول 1923، تتضمن تقريباً نقل مليوني شخص مليون ونصف منهم مسيحيين كانوا يعيشون في تركيا ونصف مليون مسلم كانوا يعيشون في اليونان، أغلبهم هُجّر بالقوّة وبشكل قانوني من أوطانهم. يذكر أن تبادل السكان اثر بشكل سلبي على الطبقة البرجوازية في تركيا، حيث شكل المسيحيين نسبة هامة من الطبقة البرجوازية

ثورة، إعلان دستور عام 1909؛ من قبل قادة مسلمين، يونانيين وأرمن.

 

الجمهورية التركية

بعد تأسسيس الجمهورية التركية وفي عام 1942 تم فرض ضرائب باهظة على المواطنين الأثرياء والتي استهدفت بشكل خاص المسيحيين واليهود الذين كانوا يسيطرون على جزء كبير من الإقتصاد التركي،بمقدار عشرة في المئة على الفرد الواحد، وتم مصادرة عدد من مؤسساتهم واقفال مدارسهم ممنا أدى لهجرة عدد كبير من المسيحيين واليهود.
ثمة من المحللين من يربطون بين اضطهاد الأقليات الدينية، في العقود الأولى للجمهورية الوليدة، والوضع الإقتصادي المأساوي لتركيا الخارجة من حرب استمرت سنوات. فقد أمنت المقتلة ضد الأرمن وتهجيرهم القسري مع يونانيي تركيا، نوعاً من التراكم الأولي للرأسمال الناشئ في تركيا الجمهورية، بفعل الاستيلاء على ممتلكات المهجّرين المسيحيين، وكانوا عمومًا أكثر ثراءً من الأتراك. ثم صدر قانون الضريبة على الممتلكات في العام 1942، وكان 87 في المئة من المكلفين بها من الطوائف غير المسلمة، وكان على التجار الأرمن أن يسددوا هذه الضريبة بنسبة 232 في المئة من رأسمالهم، واليهود بنسبة 179 في المئة، واليونانيين بنسبة 156 في المئة، والأتراك المسلمين بنسبة 5 في المئة. وتم سوق العاجزين عن تسديدها إلى معسكرات الاعتقال

أتراك يهاجمون مجمعات يونانية خلال بوغروم إسطنبول.

يوم 06-07 سبتمبر 1955 حدث بوغروم إسطنبول وهي أعمال شغب كانت بالدرجة الأولى ضد الأقلية اليونانية في اسطنبول. ودبرت أعمال شغب من قبل مجموعة من الجيش التركي. واندلعت أحداث بعد انباء تفيد بأن القنصلية التركية في مدينة سالونيك شمال اليونان والبيت الذي ولد فيه مصطفى كمال أتاتورك في عام 1881، كان قد قصفت في اليوم السابق. وبعد ذلكتبين ان القنبلة زرعت من قبل الحاجب التركي في القنصلية، الذي ألقي القبض في وقت لاحق، واعترف، حرضت الأحداث. كانت الصحافة التركية تنقل الأخبار في تركيا صامتة عن اعتقال الحاجب وبدلًا من ذلك لمحت إلى أن اليونانيون قد فجروا القنبلة. ما أدى إلى هجوم من قبل غوغاء اترك، ومعظمه كان داخل شاحنات دخلوا فيها إلى داخل المدينة في وقت مبكر، للتحضير إلى لاعتداء في إسطنبول ضد المجتمع اليوناني خاصة في حي الفنار حيث استمرت الاعتداءات لمدة تسع ساعات. خلال الاعتداءات أكثر من عشرة أشخاص لقوا مصرعهم خلال أو بعد المذبحة نتيجة الضرب والحرق. تضررت أيضا احياء وأماكن سكن وعمل اليهود والأرمن.المذبحة سببت تسارع هجرة اليونانيين (بالتركية : Rumlar) من تركيا، واسطنبول على وجه الخصوص. السكان اليونانيين في تركيا انخفض عددهم من 119,822 شخصا في 1927، إلى حوالي 7,000 في عام 1978. في اسطنبول وحدها، انخفض عدد السكان اليونانيين من 65,108 إلى 49,081 بين 1955 و1960. وتُقدر الأرقام لعام 2008 الصادرة عن وزارة الخارجية التركية العدد الحالي من المواطنين الاتراك من أصل يوناني بين 3,000-4,000. ولكن وفقا ل هيومن رايتس ووتش، يقدر عدد السكان اليونانيين في تركيا بنحو 2,500 وذلك في عام 2006. وقالت ديليك جوين المؤرخة ومؤلفة كتاب صادر عام 2005 عن الواقعة ان المقابر دنست والكنائس نهبت وقتل نحو 12 شخصا واغتصبت مئات النساء وقد حرقت بطريركية القسطنيطنية مركز الكنيسة الأرثوذكسية والعديد من المنازل والمشاغل والمصالح التي يملكها يونانيون.وقدرت قيمة الأضرار بنحو 50 مليون دولار أي ما قيمته الآن نحو 400 مليون دولار. وأغلب الهجمات كانت ضد أهداف يملكها يونانيون لكن نحو ثلث الهجمات استهدف ممتلكات الارمن واليهود. وتم اعتقال أكثر من 5,000 شخص تمت تبرئة أغلبهم في وقت لاحق.
خلال سنوات التسعين عقب المواجهات بين الجيش التركي والأكراد هاجر الآلاف من المسيحيين من منطقة طور عبدين وهي معقل تاريخي للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، حيث تمركزت بطريركيتها إلى أن ارتفعت حدة التوترات مع الجمهورية التركية، ما دفعها إلى الانتقال إلى سوريا عام 1933.
كان عدد سكان هذه المنطقة نحو 200,000 مسيحي، وفقاً للاتحاد الأوروبي للسريانية، وهي منظمة في الشتات. ونجا نحو 50,000 شخص من مذابح المسيحيين في الاناضول خلال الحرب العالمية الأولى، حيث لقي الشعب السرياني والأرمن المصير ذاته. أما اليوم، لم يبق في طور عبدين سوى 4,500 مسيحي سرياني، من الذين يتكلمون اللهجة المحلية من اللغة الآرامية، فضلاً عن العربية والتركية والكردية. ويتمركز اليوم نحو 80 ألف سرياني من الذي كان يعيشون في طور عبدين في ألمانيا، إضافة إلى 60 ألف في السويد، و10 آلاف في كل من بلجيكا وسويسرا وهولندا، وفقاً لتقديرات الاتحاد السرياني الأوروبي.

كنيسة سريانية أرثوذكسية في مدينة مديات. المدينة الرئيسية قي طور عبدين وتشكّل عاصمة هذا الإقليم، من حيث الحجم والتواجد السرياني.

 

الوضع الراهن، توزيع المسيحيين
تعتبر جمهورية تركيا دولة علمانية، تعترف الدولة بناءً على معاهدة لوزان باليونانيين والارمن كأقليات معترف بها.

اليونانيين

يتوزّع اليونانيين بغالبيتهم في إسطنبول، مع وجود عدد قليل في أزمير، على ساحل بحر إيجه، وأنقرة وطرابزون. وفي إسطنبول يقطن معظم اليونانيين في منطقـة "غلطة" المطلة على "الخليج"، وفي "باي اوغلو" المحاذيـة لها وفي جزر الأمراء، وبورغاز وبويوك أضه وهيبلي السياحية الأرستقراطية، فضلاً عن وجود بضعة آلاف في جزر تركيا مقابل الجزر اليونانية، مثل تشاناق قاله وغوكجيه أضة وبوزجا أضة. وما زال اليونانيون يقومون بدور مهم في الحركة التجارية في إسطنبول رغم تضاؤل أعدادهم في السنوات الأخيرة، وعلى وطأة ضريبة الثروات لم تحل دون دور مركزي لليونانيين الأتراك في الاقتصاد التركي. فقد كانت لهم اليد الطولى منذ الأربعينات، في صناعات القماش والكاوتشوك والجوارب والحرير والمظلات والجزمات والدباغة. وكان اليونانيين الأرثوذكس رواداً لصناعة السيارات والكيميائيات والصيدلة وفي قطاع الإعلان وفي الألبسة الجاهزة. وما زال هذا الدور مستمراً حتى الآن.وينتمي اليونانيون الأتراك مذهبياً إلى الكنيسة الأرثوذكسية التي مقرها الرئيسي في العالم كله في حي الفنار في إسطنبول، مع وجود أقلية صغيرة جداً تنتمي للكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية.

كنيسة القديس أنطوينو البادواني الكاثوليكية في اسطنبول.

الأرمن

جراء تفريغ الأناضول الشرقي من السكـان الأرمن، تحوّل من تبقى منهم إلى المدن الكبرى، ولا سيمّا إسطنبول، وممارسة نشاطات تجارية وحرفية في نطاق ضيق. وقد خلقت الروابط بين الشتات الارمني في العالم وأفراد الطائفة الأرمنيّة في تركيـا، شكوكاً لدى السلطات التركية التي كانت تتخذ إجراءات من وقت لآخر لتضييق نشاط السكان الأرمن.
اليوم، من أصل مئات الآلاف من الأرمن كانوا يسكنون في تركيا عشية الحرب العالمية الأولى، وبعد موجات الهجرة الكثيفة خلال الحرب وبعدها، لم يبقَ في تركيا الآن سوى بضعة آلاف تتفاوت التقديرات حول عددهم من 60 إلى 80 ألفاً، تعيش أكثريتهم الساحقـة في إسطنبول حيث يوجد المقر الرئيسي لبطريركيَّتهم في منطقة "كوم قابي" في مقر فرعي في منطقـة "رومللي حصار"، وفروع أخرى في محافظات: قيصري، ديار بكر والإسكندرونة. وما يزال يوجد حوالى الألف شخص في مدينة أنقرة، فضلاً عن القرية الأرمنية الوحيدة في تركيا فاكيفلي.ويتحدث هؤلاء جميعاً اللغة الأرمنية، فيما يتوزعون مذهبياً على ثلاث كنائس: كنيسة الأرمن الأرثوذكس، والكنيسة الكاثوليكية والكنيسة البروتستانتية. وباستثناء حالات قليلة جداً، فإن مشاركة الأرمن في الحياة السياسية التركية معدوم تقريباً.
 

المشفى الأرمني في حي بوابة الرمال، إسطنبول.

آشوريون/سريان/كلدان

لا يزال يعيش في تركيا السريان وهم أقلية غير معترف فيها ويدين أغلبهم بالأرثوذكسية السريانية، ويقطنون، تبعاً لذلك، في مناطق قريبة من الحدود السورية ولا سيما في ماردين، ونصيبين وميديات وسافور وقيلليت وايديل وديار بكر. غير أن معظمهم هاجر إلى إسطنبول، حيث يقدر عدد القاطنين منهم فيها حوالى 20 ألفًا. كما أن أعداداً كبيرة منهم غادرت إلى أوروبا. ويتحدث السريان الأتراك اللغة السريانية، ولهجات أخرى مشتقة من اللغة الآرامية. أما الكلدان، فيقارب عددهم العشرة آلاف نسمة. يقطنون المناطق المحاذية للحدود السورية - العراقيـة في تركيا ولا سيما في ماردين (مدينتا ايديل وسيلوبي) وفي حقّاري (مدينتا اولوديري وبيت الشباب) وفي سعرت (مدينتـا برفاري وشيرناك). كذلك يوجد البعض منهم في ديار بكر وميديات وإسطنبول، يتحدثون اللغة الكلدانية ويتبعون الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، فيما توجد مطرانيتهم في إسطنبول وبطريركهم الأكبر في الموصل في العراق

.مسيحيون عرب

يعيش أيضًا مسيحيون عرب أغلبهم ينتمي إلى بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وكانوا جزءًا من المجتمع السوري حتى معاهدة لوزان عندما اقتُطع لواء اسكندرون السوري ذو الغالبية العربية وضمّ إلى تركيا عام 1939. وبلغ عددهم في عام 1995 حوالي 10,000 نسمة، ويعيش أغلبهم في إسطنبول الإسكندرونة ومرسين، ويتحدثون باللغة العربيّة والتركيّة.

الكاثوليك

الكاثوليك الشوام وهم كاثوليك من خلفية إيطالية وفرنسية، يعود وجودهم إلى تجار الجمهوريات البحرية جنوة والبندقية الإيطاليين والممالك الصليبية بالإضافة إلى الفرنسيين الذين يعود وجودهم خلال إلى الحملة الصليبية الرابعة والإمبراطورية اللاتينية. سكن الشوام الكاثوليك في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط،لا يزال يعيش أغلبهم في إسطنبول (ومعظمهم في أحياء بورنوفا وبوجا، حيث قطنوا في الأحياء الأرستقراطية والبرجوازيّة راجع قصور الشوام في ازمير ، ومرسين كان لهم كدور مؤثرة في التجارة وإنشاء البنوك والعلوم وفي خلق وإحياء تقاليد الأوبرا التركية.بالإضافة إلى التجارة والإقتصاد. تاريخيًا كان الشوام من أشد المؤيدين للبابوية الكاثوليكية، إضافة هناك كاثوليك أتراك عرقيًا وهم من معتنقي المسيحية (منهم متزوجين للشوام).
 

البلغار

تاريخيًا كان المجتمع البلغاري من المجتمعات البارزة في الدولة العثمانية. أغلبهم كان من أتباع الكنيسة البلغارية الأرثوذكسية إلى جانب أقلية بارزة من أتباع الكنيسة البلغارية اليونانية الكاثوليكية وهي كنيسة بيزنطية شرقية متحدة مع روما.

خلال الحكم العثماني تشكلت جالية بلغارية بشكل خاص في العاصمة الأسِتانة أو إسطنبول. كان في معظهم من الحرفيين والتجّار. خلال النهضة الوطنية البلغارية، كانت اسطنبول مركزًا رئيسيا للصحافة البلغارية والتنوير. كانت كنيسة القديس ستيفن في إسطنبول، التي تعرف أيضا باسم كنيسة الحديد البلغارية، مقر الإكسرخسية البلغارية بعد 1870. كما تشكلت جالية من بلغار الأناضول، كان معظمهم من أتباع الكنيسة البلغارية الأرثوذكسية الذين استقروا خلال الحكم العثماني في شمال غرب الأناضول، في بداية القرن الثامن عشر عام 1914.

وفقًا لبعض التقديرات، ترواحت أعداد البلغار في العاصمة بين 30,000-100,000 نسمة في منتصف القرن التاسع عشر؛ اليوم لا يزال هناك مجتمع بلغاري مسيحي صغير مكوّن من 300-400، وهم جزء صغير من المجتمع البلغاري في إسطنبول.

الجورجيون

تشير التقديرات إلى أن هناك نحو 10,000 من السكان الجورجيين إثنيًا والكاثوليك مذهبيًا في مدينة اسطنبول في عام 1955، ويعود تواجد المجتمع الجورجي المنتمي الى الكنيسة الجورجية البيزنطية وهي كنيسة كاثوليكية شرقية إلى أواخر القرن الثامن عشر. تأثر المجتمع الجورجي الكاثوليكي سلبًا على خلفية بوغروم إسطنبول عام 1955 حيث هاجر معظم الجورجيين الى أستراليا وكندا وأوروبا والولايات المتحدة في أعقاب المذبحة. اعتبارًا من عام 1994، لم يتبقى في إسطنبول سوى نحو 200 جورجي كاثوليكي وحفنة من العائلات اليهودية الجورجية.

البروتستانت
غالبيّة البروتستانت هم من الأتراك عرقيًا ومن أصول إسلامية، ويتواجدون في كافة أنحاء تركيا، وينشط البروتستانت في التبشير مقارنة بالطوائف المسيحية الأخرى، وتتعرضت عدد من كنائسهم إلى أعمال تخريب وهجوم بقذف زجاجات حارقة، وانتقدت وسائل الاعلام التركية النشاط التبشيري البروتستانتي بشكل مكثف.

رهبان أرثوذكس يصلون في كنيسة القديس جرجس.

 
 
 

 

رج غلطة في إسطنبول، بناه الجنويين وهم من الكاثوليك الشوام.

 

أوضاع اجتماعية للمسيحية، في اسطنبول وانطاكية

على الرغم من علمانية تركيا، إذ أنّ حرية العبادة مكفولة وحرية التبشير، فقد تعرض عرض المسيحيين الآونة الأخيرة لعدد من الهجمات، كذلك تنتشر صور نمطية سلبية ازاء المسيحيين تعززه وسائل الإعلام مثل كونهم فاحشي الثراء وطابور خامس وغير وطنيين،كما وينظر العديد من الأتراك إلى المسيحية والمسيحيين نظرة سلبية ففي سنة 2010 وحسب دراسة لمعهد بيو فقط 6% من الاتراك لديهم نظرة إيجابية للمسيحية مقارنة ب16% سنة 2006، وأيضًا فقط 4% من الأتراك لهم نظرة إيجابية لليهودية. وفي دراسة قامت بها برنامج المسح الاجتماعي الدولي عام 2010 وجدت أن ثلث الأتراك ليس لديهم أي أستعداد لأن يكون لهم جار، وأن أكثر من نصف الأتراك يرفضون أن يتحدث المسيحيين عن معتقداتهم في الإجتماعات العامة وفي المناشير المطبوعة، كما أن أكثر من نصف الأتراك يعارضون خدمة المسيحيين في الجيش والأجهزة الأمنية، وقوات الشرطة، والأحزاب السياسية. في حين أن فقط أقل من نصف الأتراك يرفض نشاط ومشاركة المسيحيين في تقديم الخدمات الصحيّة.

مقبرة تعود لطائفة السريان الأرثوذكس في مدينة إسطنبول.

البطريرك برثلماوس الأول، بطريرك مسكوني ورئيس أساقفة القسطنطينة وهو الزعيم الروحي لـ300 مليون مسيحي أرثوذكسي حول العالم.

دير مار كبرئيل، يتعرض الدير بين الحين والآخر لمضايقات من الحكومة التركية.


في عام 2006 تم قتل قس كاثوليكي إيطالي يدعى أندريا سانتورو، راعي كنيسة كاثوليكية في مدينة طرابزون، على خلفيّة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لمحمد في صحيفة يولاندس بوستن.وفي عام 2007 تم هجوم على دار نشر مسيحية في ملاطية، قتل فيها قتل 3 مسيحيين، وهم نيساتي عيدين واوغور يوكسيل، وهم مسلمين أتراك تحولوا إلى المسيحية وتيلمان جيسكي وهو مواطن ألماني. وفي 2007 اغتيل الصحفي والكاتب هرانت دينك. كما وأشارت تقارير إلى تعرض المدافن المسيحية إلى أعمال تخريبة. وقتل هرانت دينك الصحافي المسيحي والذي على الرغم من دافعه على الدوام عن انتمائه إلى الهوية التركية, تعرض لغضب القوميين الاتراك لتنديده بابادة الارمن التي وقعت بين 1915 و1917 والتي تنفي تركيا بشكل قاطع حصولها.
وبحسب دراسة قامت بها مجموعة بروتستانتية ونشرتها وكالة الأنباء المسيحية فإن المسيحيين الأتراك ما زالوا يعانون من هجمات المواطنين العاديين، وبعض التمييز من قبل شخصيات حكومية، والتشهير بهم في الكتب المدرسيّة ووسائل الإعلام على حد سواء.
في عام 2010 في مقابلة برنامج "ستون دقيقة" في محطة "سي بي أس"، صرّح البطريرك برثلماوس الأول أن المسيحيين يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، وهو ما انتقتده الحكومة التركية، إذ ترفض الحكومة التركية الاعتراف بالطابع المسكوني للبطريركية القسطنطينية، وتعتبر البطريرك المسكوني رئيسًا لطائفة الروم الأرثوذكس في تركيا فقط، وتشكل أيضًا قضية اقفال معهد خالكي في العام 1971، وعدم السماح للبطريركية باعادة فتحه إحدى القضايا الخلافية.
كما وتعتبر قضية حقوق الإقليات واحدة من معوقات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، فمثلًا البرلمان الألماني يدعو تركيا إلى حماية حقوق الأقليات،وإلى احترام حرية الدين والمعتقد، وضمان حقوق السريان الأتراك، وذلك على خلفية نزاع دير مار كبرئيل في مديات والحكومة التركية، قررت المحكمة العليا التركية في 27 كانون الثاني 2011 منح معظم أراضي الدير، والتي امتلكها الدير لمدة 16 قرن، للحكومة التركية بحجة كونها باشجار تخضع لقانون حماية التشجير. ويعتقد أن الحكومة ستقوم بتوزيعها على مستوطنين أكراد كانوا قد استولوا عليها منذ سنة 2008. كما طالب برلمانييون اوربييون يشددون على ضرورة اعتراف تركيا بالإبادة الجماعية ضد المسيحيين الأرمن والسريان واليونانيين قبل انضمامها للإتحاد الأوربيّ.وكان قد طالب أيضًا مجلس النواب الأمريكي تركيا إلى إعادة الكنائس والأديرة المسيحية إلى أصحابها والتي تم الاستيلاء عليها.في السنوات الأخيرة شهدت تحسنات في حقوق المسيحيين منها استرجاع املاك الكنيسة اليونانية والرمنية الأرثوذكسية من أراضي ومستشفيات ومدارس، بالإضافة إلى الكنائس وتم ترميم واعادة افتتاح عدد من الكنائس التاريخية.

في السنوات الأخيرة نحولت أعداد من الأتراك المسلمين في تركيا وقبرص الشمالية إلى الديانة المسيحية. في تقرير نشرته صحفية ميليت أشارت إلى أن 35,000 تركي تحول للمسيحية سنة 2008 خاصًة إلى المذهب البروتستانتي الانجيلي. وينضوي تحت رابطة الكنائس البروتستانتية في تركيا وحدها بين 4,000-5,000 مسيحي من العرقية التركية. وذكرت تقارير تعود لسنة 2010 أن نحو 300 عائلة تركية تعيش في قبرص التركية قد ارتدت عن الإسلام واعتنقت المسيحية.

يشمل المجتمع المسيحي التركي تاريخيًا الجماعات اليونانية الأرثوذكسية الكبيرة في منطقة الأناضول خصوصًا في كبادوكيا والتي تحدثت اللغة التركية كلغة أم وتبنت القومية التركية منذ القرن السابع عشر بعدما تعرضت لحملات تتريك. أبناء هذه الجماعة أعتبرت نفسها تركيّة منها "كارامانليدس" الذين عرفوّا عن أنفسهم أنهم أرثوذكس وأتراك.  فضلًا عن الكاكوز وهم شعب تركي يعتنق المسيحية على مذهب الأرثوذكسية الشرقية. أنضوى بقايا هذا المجتمع في الجمهورية التركية إلى البطريركية الأرثوذكسية التركية المستقلة وهي كنيسة أرثوذكسية شرقية غير معترف بها. أتباع الكنيسة هم بشكل خاص مسيحيين من الإثنيّة والعرقيّة التركيّة ومن دعاة القومية التركيّة، والكنيسة متأثرة بشكل كبير في القومية التركية.

اتفاقية التبادل السكاني بين اليونان وتركية 1923 هي اتفاقية مرتكز على أساس الهويّة الدينية، وتتضمن نقل المسيحيين اليونانيين الذين يعيشون في تركيا إلى اليونان ونقل المواطنين المسلمين الذي يعيشون في اليونان إلى تركية، هو كان تبادل السكانيّ الإلزامي الأول الواسع النطاق في القرن العشرينهذه الاتفاقية، وقّعت بين الحكومتين التركيّة واليونانيّة في مدينة لوزان السويسريّة في الثلاثين من كانون الأول 1923، تتضمن تقريباً نقل مليوني شخص مليون ونصف منهم مسيحيين كانوا يعيشون في تركيا ونصف مليون مسلم كانوا يعيشون في اليونان، أغلبهم هُجّر بالقوّة وبشكل قانوني من أوطانهم. يذكر أن تبادل السكان اثر بشكل سلبي على الطبقة البرجوازية في تركيا، حيث شكل المسيحيين نسبة هامة من الطبقة البرجوازية.

في إنتخابات سنة 2015 تم تمثيل المسيحيين من خلال أربعة نواب في البرلمان التركي، اثنان من حزب الشعوب الديموقراطي وثالث عن حزب الشعب الجمهوري والرابع من حزب العدالة والتنمية. وكان دور المسيحيون دورهم محدوداً في الحياة السياسية في تركيا بعد عصر الجمهورية. وعام 2011 كان محام من الطائفة السريانية النائب المسيحي الأول في البرلمان منذ نصف قرن.

مقر البطريركية التركية الأرثوكسية، أتباع الكنيسة هم بشكل خاص مسيحيين من الإثنيّة والعرقيّة التركيّة ومن دعاة القومية التركيّة.

المسيحية في إسطنبول

يقع الكرسي البطريركي لبطريرك القسطنطينية، وهو الزعيم الروحي لكنيسة الروم الأرثوذكس والبطريرك الأول للكنائس الأرثوذكسية الشرقية، يقع في حي "الفنار" بالمدينة. ويتخذ من إسطنبول مقرًا أيضًا رئيس أساقفة الجالية التركية الأرثوذكسية ورئيس أساقفة الأرمن الأرثوذكس في تركيا. كانت المدينة أيضًا مقر بطريركية القسطنطينية المسكونية منذ القرن الرابع، وكذلك مقر بطريرك البلغار قبل اعتراف باقي الكنائس الأرثوذكسية بصلحياته.
تغيّر نمط الحياة اليومية للمسيحيين في إسطنبول، وبشكل خاص اليونان والأرمن منهم، بعد النزاعات المريرة التي حصلت بينهم وبين الأتراك خلال عهد انحلال الدولة العثمانية، بدأً من عقد العشرينات من القرن التاسع عشر، ودامت قرابة القرن. وصلت هذه النزاعات إلى أوجها في العقد الممتد من سنة 1912 حتى سنة 1922؛ أي خلال حروب البلقان، الحرب العالمية الأولى، وحرب الاستقلال التركية، فتضائل عدد المسيحيين من 450,000 نسمة إلى 240,000 شخص من سنة 1914 حتى سنة 1927. يقطن اليوم ما تبقى من الأرمن واليونان في تركيا داخل إسطنبول وضواحيها بصورة رئيسية. يُقدّر عدد الأرمن في المدينة بحوالي 45,000 شخص،[108] وهذا لا يشمل الأربعين ألف أرمني الذين أتوا من أرمينيا بعد عام 1991 للعمل في إسطنبول والسكن فيها.
أما اليونانين الذين يصل عددهم إلى 4,000 شخص حاليًا،فقد كانوا يبلغون قرابة 150,000 نسمة في سنة 1924.كذلك هناك حوالي 60,000 يوناني إسطنبولي يسكن اليونان حاليًا، إلا أنهم ما زالوا يحتفظون بجنسيتهم التركية. كذلك يعيش الكاثوليك ذووي الاصول الفرنسية والإيطالية ويطلق عليهم الشوام بعض الأحياء في ناحتيّ "المرمى" و"باي أوغلو". وويسكن أيضًا مسيحيين عرب يتبعون بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وأصولهم من الاسكندرونة وانطاكية، وإسطنبول مركز الكنيسة الأرثوذكسية التركية والتي يتكون أعضائها من أسرة افتيم.
وقد تبيّن وفقًا لإحصاء من سنة 2000 أن هناك 123 كنيسة مفتوحًة للعموم في المدينة؛ كذلك فهناك 57 مقبرة لغير المسلمين. كانت بعض الأحياء والنواحي تأوي أعدادًا كبيرة من غير المسلمين من سكان إسطنبول، مثل حي "بوابة الرمال" (بالتركية: Kumkapı) وحي ساماتيا الذي كان يسكنه عدد كبير من الأرمن الأرثوذكس، وحي "بلاط" ذو النسبة المرتفعة من اليهود، وحي "الفنار" الذي سكنه عدد من اليونان، وأيضًا بعض الأحياء في ناحتيّ "المرمى" و"بأي أوغلو" حيث سكن عدد كبير من الشوام اللاتين. أما الآن فإن قليلاً من هؤلاء السكان بقي في تلك المناطق، إذ أن كثيرًا منهم هاجر إلى خارج تركيا أو نزح إلى نواح وأقاليم أخرى. وفي بعض الأحياء، مثل حي "كوزگونسوك" يمكن رؤية كنيسة للأرمن الأرثوذكس إلى جانب كنيس، وفي الجانب المقابل من الشارع يوجد كنيسة للروم الأرثوذكس إلى جانبها مسجد.

كنيسة آيا تريدا للروم الأرثوذكس في باي أوغلو.

 

مدرسة القديسة بنويت الكاثوليكية؛ وهي من مدارس إسطنبول المرموقة.

المسيحية في أنطاكيا

تقع مدينة أنطاكيا في لواء إسكندرون تحت السيادة التركية. عند انقضاء الحرب العالمية الأولى عادت أنطاكية إلى سوريا ليحكمها السوريون بعد أن خرج الحكم العثماني التركي من الوطن العربي، ولكن سلطات انتداب فرنسي على سوريا بين 1920 و1946 تخلت عن منطقة لواء الإسكندرون لتركيا ومن ضمنها مدينة أنطاكية سنة 1939.
لأنطاكية أهمية كبيرة لدى المسيحيين في الشرق، فهي أحد الكراسي الرسولية إضافة إلى روما والإسكندرية والقسطنطينية والقدس وبطاركة الطوائف التالية يلقبون ببطريرك أنطاكية: السريان الأرثوذكس، الأرثوذكس الشرقيين، السريان الكاثوليك، الروم الكاثوليك، السريان الموارنة.
كانت أنطاكية وتلقب "تاج الشرق الجميل" و"أروع مدن الشرق" ملتقى أهم الطرق التجارية، ولم تكن عاصمة إدارية وثقافية وعسكرية فحسب، بل أيضًا برزت أهميتها المسيحية باكرًا على ما يذكر سفر الأعمال.كانت الجماعات المسيحية الأولى تتواجد في المدن الكبرى، يرأسها أسقف هو أحد تلامذة المسيح أو أحد من انتدبهم التلامذة، ومع تزايد عدد المسيحيين أقام الأساقفة معاونين لهم ذوي صلاحيات رعائية هم القسس، غير أنهم يمثلون الأسقف ويتحدون معه.

ومع انتشار المسيحية نحو الأرياف والمدن الأصغر حجمًا، لم يعد القسس أو الكهنة في ذات المدينة، بل أصبحت ولاية الأسقف تشمل رقعة جغرافية معينة، ومع تزايد عدد المسيحيين، لم يعد باستطاعة أسقف واحد أن يقوم بإدارة جميع الرعايا، فظهرت أسقفيات جديدة، أي يقوم أسقف أو أكثر بتعيين أسقف على ولاية جغرافية جديدة شرط أن تحوي كنائس ذات حجم كاف، غير أن الأسقف الجديد يظلّ في القضايا الخطيرة وفي الروابط الثقافية يرتبط بالكنيسة الأم التي تفرّع عنها، وهكذا ظهرت علاقة بين أسقفيات أم - أسقفيات بنت.
لا تزال تعيش في المدينة واحدة من أقدم الجماعات المسيحيّة في العالم، وهم الروم الأنطاكيون وهم مسيحيون عرب أعضاء في ذات الطقس البيزنطي ويتبعون طقسيًا بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، ويقيمون في أراضي محافظة هتاي في تركيا المعاصرة، وتعتبر البلدة القديمة في مدينة أنطاكية نواة ومهد هذه الجماعة، بسبب الهجرة المسيحية الكثيفة يعيش عدد كبير من أبناء هذه الجماعة في المهجر خصوصًا في الأمريكتين. يتحدت يتحدث الروم الأنطاكيون اليوم اللغة التركية في تركيا. اللغة الطقسيّة هي غالبًا اللغة اليونانية بجانب اللغة التركية أو العربية. يعيش اليوم في تركيا حوالي 18,000 نسمة (2008) مسيحي عرب (رومي أنطاكي)،يعيش أغلبهم في إسطنبول الإسكندرونة ومرسين، ويتحدثون باللغة العربية والتركية.

كنيسة الروم الكاثوليك في مدينة أنطاكيا في علم تركيا تركيا؛ مهد الروم الأنطاكيون.
جرسيّة كنيسة الروم الأرثوذكس في مدينة أنطاكيا.
 

العودة واعتناق المسيحية

لا يوجد قانون في تركيا يمنع التبشير أو التحول إلى المسيحية، فتركيا دولة علمانية. في حين قد يتعرض أحيانًا المسيحيين، أو المبشرين، أو حتى المتحولين إلى المسيحية إلى أعمال عنف وقتل من قبل القوميين أو الإسلاميينوتشهد البطريركية الأرمنية بإسطنبول تحول مسلمين إلى المسيحية بمعدل 20 شخصًا في السنة، منهم من تقدم في العمر وشهد المذابح حينما كان صغيرًا وأراد أن يعود إلى ديانته التي اضطر إلى تغييرها. ومنهم من أراد أن يعود إلى ديانة أجداده التي اضطر إلى إخفائها أو اكتشف أصوله الأرمنية حديثًا.
وتشير عدد من التقارير إلى إحياء البلدات المسيحية في تركيا، بعد أن تعرض سكانها للقمع وفروا إلى المهجر خوفاً على حياتهم. ورجوع عدد من المسيحيين السريان من المهجر.
كذلك ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة اعتناق الديانة المسيحية من قبل المسلمين الأتراك، ففي تركيا بين كل 10 حالات تغيير دين 6 حالات تكون للمسيحية،وفي تقرير في صحفية ميليت أشارت إلى أن 35,000 تركي تحول للمسيحية سنة 2008 خاصًة إلى المذهب البروتستانتي الإنجيليّ.

 

 
 

الايام ستوضح واقع الحقيقة التركية ...

تشهد تركيا منذ عشر سنوات نشاطا كنسيا منظما و ملفتا للأنظار، حيث نشطت الأقليات المسيحية في تركيا في إعادة تعمير العديد من الكنائس القديمة، و فتح بعض المدارس لتأطير الرهبان والقسس أهمها مدرسة هيبة لادة التي كانت تركيا ترفض فتحها منذ سنوات لكنها رضخت مؤخرا للضغوط الأوروبية و سمحت بفتحها، و هي تحتضن اليوم شبابا نصارى من تركيا و دول البلقان خاصة لتهيئتهم للمشاركة في خطة تنصير تركيا و البلقان التي انطلقت في تنفيذها الكنائس الأرثوذكسية بمعاونة الكنائس الأخرى الكاثوليكية و البروتستانية. و تؤكد بعض المصادر التركية أن خطة تنصير تركيا و البلقان قد اتضحت معالمها في المؤتمر الكنسي الذي عقدته قبل خمس سنوات الكنائس الأرثوذكسية في اسطنبول حينما انتخبت البطريرك برتليموس زعيما روحيا للعالم الأرثوذكسي، و تلا ذلك المؤتمر العديد من الملتقيات المسيحية عقدت معظمها في مدينة اسطنبول (باعتبارها العاصمة المقدسة لهم) كان آخرها في شهر أغسطس الماضي حيث احتضن فندق الهيلتون باسطنبول تجمعا نصرانيا ضم مختلف الفرق المسيحية من تركيا و خارجها، وركز تحديدا على مناقشة دور المرأة المسيحية عامة و الراهبة خاصة في خطة تنصير تركيا و البلقان. مـلامـح الخـطـة :
- إعادة إحياء الكنائس و المدارس القديمة في تركيا و البلقان: لا يخفى على أحد الجهود التي تقوم بها مختلف الكنائس في تركيا بدعم من الدول و المنظمات الأوروبية لإعادة بناء الكنائس القديمة و صيانة بعضها و فتحها من جديد للعبادة أمام النصارى في أنحاء تركيا، و قد نجحت الكنيسة الأرثوذكسية باسطنبول في تنظيم حملة داخل أوروبا لجمع التبرعات لهذا الغرض بل و جندت وسائل الإعلام الغربية للضغط على الحكومة التركية من أجل إجبارها على السماح بفتح الكنائس و المدارس النصرانية القديمة، بل تطالب الأقلية الأرثوذكسية في تركيا وبدعم صريح من اليونان وروسيا تطالب باستعادة ما تصفه بأملاك الدولة البيزنطية خاصة المؤسسات الدينية النصرانية في تركيا، حيث تعلن هذه الأقلية نفسها كوريث شرعي للإمبراطورية البيزنطية، فإضافة لمدرسة الرهبان باسطنبول التي نجحت الكنيسة الأرثوذكسية في فتحها من جديد لتحولها إلى مركز لتخريج المنصرين، فقد نجحت أيضا في إعادة فتح مجمع كنسي للراهبات في مدينة طرابزون التركية، و لا تزال تجتهد في إعادة فتح العديد من الكنائس و المدارس الأخرى.
- العمل على استعادة آياصوفيا، وإعطاء صفة الدولة الدينية لبطريقية الروم الأرثوذكس ( على غرار الفاتيكان): تحتل آياصوفيا أولى اهتمامات الكنيسة الأرثوذكسية، فلا تزال تنظم الحملات الدعائية في أوروبا من أجل استعادة آياصوفيا باسطنبول و تحويلها إلى كنسية، و تستغلها في دعايتها لإبراز ما تصفه بتعصب السلاطين العثمانيين الذين حولوا آياصوفيا من كنيسة إلى جامع صلى فيه محمد الفاتح أول صلاة جمعة بعد فتحه لمدينة اسطنبول، ورغم أن آيا صوفيا حولها الكماليون في تركيا إلى متحف في محاولة لامتصاص غضب الأوروبيين إلا ان ذلك لم يرضهم، وقد تحركت مؤخرا الكنائس المختلفة في أوروبا في حملة منظمة لإدراج ملف آياصوفيا و إعطاء صفة الدولة الدينية لبطريقية الروم الأرثوذكس باسطنبول ضمن الشروط الأوروبية للقبول بعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، لكن ذلك يزعج الأتراك الآن و خاصة التيارات القومية و الإسلامية ، غير ان المراقبين يرون أن حماس أنقرة للانضمام للاتحاد الأوروبي سيدفعها لتقديم العديد من التنازلات خاصة فيما يتعلق بما يعرف بالمؤسسات النصرانية و النشاط الكنسي عموما في تركيا، وإذا كانت تركيا ترفض اليوم إعطاء صفة الدولة الدينية لبطريقية الروم الأرثوذكس باسطنبول، فإن الظروف الدولية خلال السنوات القادمة و اندفاعها القوي في سياسة الاندماج السياسي والاقتصادي مع الدول الأوروبية سيجبرانها على القبول بهذا المطلب وغيره من الشروط الأوروبية .
 - تشجيع السياحة الدينية النصرانية إلى تركيا: تستقبل تركيا خلال السنوات الأخيرة أفواجا كبيرة من السياح الأوروبيين في إطار برامج سياحية تعرف بالسياحة الدينية حيث تتوجه هذه الأفواج إلى زيارة المجمعات الكنسية والهيئات الدينية المسيحية في تركيا، و تقوم بتنظيم هذه الرحلات شركات يمتلكها النصارى الأتراك، و تجد هذه الأفواج ترحيبا كبيرا من قبل السلطات التركية التي تهدف لاستقطاب المزيد من السياح الأوروبيين خاصة، بل ويعلن المسؤولون في قطاع السياحة التركي عن سعادتهم بأن تتحول الكنائس في تركيا إلى مركز للجذب السياحي، و تشكل هذه الأفواج السياحية دعما ماليا كبيرا للأقلية المسيحية في تركيا، و تؤكد مصادر مطلعة ان خطة تنصير تركيا والبلقان تقتضي تقوية القدرات المالية للأقلية المسيحية حيث تعمل هذه الأقلية على احتلال موقع اقتصادي هام في تركيا بدعم من المنظمات و الهيئات الأوروبية، بل و نجحت أيضا في تجنيد بعض وسائل الإعلام التركية المرئية و المكتوبة لخدمة أغراضها تحت شعارات التسامح و حقوق الإنسان.
- النصرانية وفرق الضلالة! و ينظر بعض المراقبين ياستغراب شديد للتعاون المطرد بين الكنائس المسيحية و الحركة البهائية النشطة في تركيا و غيرها من الفرق الضالة، لكن المطلع على روح توصيات المؤتمر الكنسي الأخير المنعقد في اسطنبول يقرأ حقيقة هذا التعاون و خفاياه، حيث يلتقيان على شعارات واحدة هي التسامح الديني و حقوق الإنسان ، و الغريب ان بعض الهيئات الإسلامية التركية تنجرف أحيانا نحو مؤتمراتهم ربما دون إدراك لأهدافهم،
في الوقت الذي تستخدم فيه الكنيسة مشاركة أي طرف إسلامي في دعاياتهم الإعلامية، بل و يجتهدون في كل مرة إلى تأكيد حرصهم على علمانية الدولة في تركيا واعتزازهم بالفكر الكمالي، و يبدأون مؤتمراتهم دوما بالنشيد الوطني التركي. لماذا تنصـير تركـيا و البلـقان ؟ لا يخفي النصارى الأرثوذكس هدفهم لتنصير تركيا و البلقان، بل و آسيا الوسطى أيضا، حيث تعتبر الكنيسة الأرثوذكسية المسلمين في تركيا أو العثمانيين مغتصبين لدولتهم البيزنطية ولحقوقهم الدينية، ويرون أن الوقت قد حان لاستعادة إرثهم البيزنطي، لذلك فقد سعت الكنيسة الأرثوذكسية رغم خلافها العقائدي مع الكنائس الكاثوليكية و البروتستانية إلى التعاون معهم لدفع النشاط التنصيري في تركيا و البلقان وآسيا الوسطى، ونجحت هذه الكنائس في إرسال أفواج من البعثات التنصيرية،و دعمتها بكل الوسائل حتى أنها استطاعت أن تفتح بعض المستوصفات و المدارس و مراكز الرعاية الاجتماعية و تنظم حملات صحية مجانية لأبناء المسلمين في مدارسهم، وتقدم لهم و لمدارسهم الدعم المالي، بل و نجحت بعض البعثات التنصيرية في تأسيس عدد من المحطات الإذاعية لنشر الأفكار المسيحية في تلك المناطق . و يبدو ان اتفاق الكنائس المسيحية الرئيسية في تركيا على خطة تنصير تركيا و البلقان قد شجع مختلف الفرق النصرانية رغم تمرد بعضها على الكنائس كشهود يهوه و غيرهم إلى المشاركة في هذه الخطة التي تغازل عواطف جميع النصارى مهما كانت مشاربهم و مذاهبهم.

 
 لغايات ما، اليوم، مشروع تركي حكومي، يهدف إلى جذب 300 ألف سائح مسيحي لزيارة الكنائس والأديرة السريانية التي ظلت مهملة لعقود؛ وأهمها دير مار قرياقس، ودير مار أفغين، وكنيسة هاه.

أطلق رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، مشروع إعادة ترميم الكنائس التاريخية العائدة لأبناء الطائفة السريانية شرق البلاد؛ بهدف تنشيط السياحة الدينية في أقدم الكنائس المشرقية.
ويهدف مشروع جنوب شرق الأناضول السياحي، إلى جذب 300 ألف سائح مسيحي لزيارة الكنائس والأديرة السريانية التي ظلت مهملة لعقود؛ وأهمها دير مار قرياقس، ودير مار أفغين، وكنيسة هاه.
وذكرت صحف مقربة من حزب “العدالة والتنمية” ذي الجذور الإسلامية الحاكم، إن المشروع يتضمن بناء كنيسة جديدة للسريان الشرقيين (الأرثوذكس).
وسبق أن أعلنت الحكومة الإسلامية المحافظة في تركيا، يوم 3 كانون الثاني/يناير الماضي، عن منح السريان ترخيصاً لبناء كنيسة جديدة في إسطنبول، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ تأسيس الجمهورية الحديثة، على يد مصطفى كمال (أتاتورك) عام 1923.
وفي أكثر من مناسبة قدمت الحكومة التركية -التي يتهمها ناشطون بالسعي إلى أسلمة البلاد على نطاق واسع- بمنح المزيد من الحقوق للأقليات الدينية، وترميم الكنائس والأديرة، والمعابد اليهودية.
وكان ناشطون سريان طالبوا، عبر شبكة “إرم” الإخبارية، في 3 تموز/يوليو 2014، باستعادة الكنائس التاريخية في عموم البلاد بعد إغلاقها وإهمالها لعقودٍ خلت.
وفي ظل غياب الإحصائيات الرسمية حول أعداد الكنائس المهملة في الأراضي التركية، يقدِّر ناشطون مسيحيون أعدادها بالآلاف؛ موزّعة على مناطق، طور عابدين (أي جبل عبّاد الله باللغة السريانية) وماردين، ونصيبين، ومدياد، وآزخ، وجزيرة بوطان، شرق الجمهورية التركية، ومناطق أخرى منها إسطنبول غرباً، وأنطاكيا -مقر الكرسي البطريركي الأول- جنوباً، وغيرها من المدن التركية.
ومن الكنائس المغلقة ما دُمِّر بالكامل، ومنها ما لم يبقَ منه سوى الأطلال، ومنها ما يستعمله سكان القرى المجاورة لأغراضهم الشخصية، كما أن عدداً كبيراً من الكنائس التاريخية تتخذه السُّلطات التركية كمعالم سياحية، شأنها في ذلك كشأن عدد كبير من المساجد التي حوّلها مؤسس الدولة (أتاتورك) إلى متاحف.
أما الكنائس التابعة لأوقاف السريان، فتقدّر أعدادها بنحو 60 كنيسة مع أراضيها الملحقة بها كوقف، وبضعة أديرة، وفقاً لمصادر “إرم” في دير “مار كبرئيل” للسريان الأرثوذكس، وهو من أعرق الأديرة عالمياً، ويزوره الكثير من أنحاء العالم بقصد السياحة الدينية.
وبحسب ناشطين سريان، فإن عدد الكنائس الخاضعة لأوقاف المسيحيين، في عموم تركيا، تصل إلى نحو 394 كنيسة.
وقال الناشط السرياني، أفرام جورج، في حديث خاص لـ “إرم” إن “هناك أكثر من 10 آلاف كنيسة مفقود أو مدمّرة في عموم تركيا، كما أن هناك الكثير من الكنائس التي تم تحويلها إلى مساجد؛ ومنها “جامع أولوجاميا” أكبر مساجد “ديار بكر/آمد” شرق البلاد، بعد أن كان كنيسة تحمل اسم “مار توما”.
وأضاف إن “الكثير من الكنائس التابعة للروم، تقع تحت الأرض، ولم يتم التنقيب عنها حتى الآن، كما وقامت الحكومة بترميم بعض الكنائس بقصد السياحة.
وتابع إن “القانون التركي يمنع بناء الكنائس منذ تأسيس الجمهورية”.ولم يتسنَّ لـ “إرم” التأكد من صحة أعداد الكنائس المهملة في ظل شح المعلومات الرسمية، وغياب الإحصائيات الحكومية، والأهلية.
وخلال الأعوام القليلة الماضية؛ تم استعادة كنيسة الكلدان في قرية “بوتة” شرق البلاد، بعد 12 عاماً من تحويلها إلى مسجد، كما استعادت طائفة البروتستانت إحدى كنائسها في مدينة “مدياد” بعد تشكيل هيئة للمطالبة بها، وتمكن كهنة دير مار كبرئيل من استرجاع بعض الأراضي التابعة للدير التاريخي، في حين ما تزال قضايا استرداد الباقي من أراضي الدير عالقة في أروقة المحاكم، بالإضافة إلى استرداد بضعة كنائس وأديرة وأوقاف، تابعة للأرمن واليونان والروم، في إسطنبول -كبرى المدن التركية - عبر المحاكم.
ووفقاً للقانون التركي، فإن السُّلطات تعيد أي وقف ديني، في حال تم إثبات ملكيته للكنيسة، ما يعتبره ناشطون شرطاً غير منصف، بسبب تحوّل الكثير من الأوقاف إلى أنقاض، وضياع مستندات الملكية على خلفية السرقات والإهمال الذي أعقب المذابح بحق الأرمن والسريان، إبان الحرب العالمية الأولى.

 
جدرانيات في كنيسة اثرية تحت الارض في كبادوكيا في تركيا، تعود لاكثر من 1500سنة
 
 
 
 
 
 
 
 
 
تركيا ترمم كنائس السريان لتنشيط السياحة
 
 
 www.puresoftwarecode.com  :    HUMANITIES Institute  ART Institute & Others
 SOFTWARE Institute  CHRISTIANITY Institute    
   "Free, 100 Software Programming Training Courses"       Le HANDICAP c'est quoi ?   (in French)  Basilica Architecture, in the Shape of a Cross
 VISUAL STUDIO 2010 in English  Holy BIBLE in 22 Languages and Studies ...  Drugs and Treatment in English, french, Arabic  Old Traditional Lebanese houses
 VISUAL STUDIO .NET, Windows & ASP in English  220 Holy Christian ICONS  Classification of Wastes from the Source in Arabic  5 DRAWING Courses & 3 Galleries
 VISUAL STUDIO 6.0 in English  Catholic Syrian MARONITE Church    Meteora, Christianity Monasteries - En, Ar, Fr
 Microsoft ACCESS in English  HOLY MASS of  Maronite Church - Audio in Arabic  Christianity in the Arabian Peninsula in Arabic  Monasteries of Mount Athos & Pilgrimage
 PHP & MySQL in English  VIRGIN MARY, Mother of JESUS CHRIST GOD  Summary of the Lebanese history in Arabic  Carved Rock Churches, in Lalibela, Ethiopia
 SOFTWARE GAMES in English  SAINTS of the Church  LEBANON EVENTS 1840 & 1860, in Arabic  
 WEB DESIGN in English  Saint SHARBEL - Sharbelogy in 10 languages, Books  Great FAMINE in LEBANON 1916,  in Arabic  my PRODUCTS, and Statistiques ...
 JAVA SCRIPT in English  Catholic RADIO in Arabic, Sawt el Rab  Great FAMINE and Germny Role 1916,  in Arabic  
 FLASH - ANIMATION in English  Читать - БИБЛИЯ и Шарбэль cвятой, in Russe  Armenian Genocide 1915  in Arabic  4 Different STUDIES
 PLAY, 5 GAMES  Apparitions of  Virgin Mary - Ar   Sayfo or Assyrian Genocide 1915 in Arabic  SOLAR Energy & Gas Studies
     Christianity in Turkey in Arabic  WELCOME to LEBANON
 SAADEH BEJJANE Architecture      YAHCHOUCH, my Lebanese Village
 CARLOS SLIM HELU Site.  new design    Prononce English and French and Arabic Letters  ZOUEIN, my Family - History & Trees
       Chucri Simon Zouein, Computer engineer
     
echkzouein@gmail.com
© pure software code - Since 2003