دير القديس برثولماوس هو دير
أرمني يقع في ولاية (واسبونور) التأريخية 23 كلم شمال شرق
مدينة باش قلعة، في الوقت الحاضر محافظة وان، تركيا قرب
الحدود الإيرانية. بني الدير في موقع إستشهاد القديس
برثولماوس أحد تلاميذ المسيح الذي بشر بالمسيحية مع رفيقه
تداوس ويعتبران شفيعي أرمينيا. كان الدير مزاراً أرمنياً
بارزاً قبل مذابح الأرمن. وهو الآن مخرب إلى حد كبير وقبته
مدمرة كلياً.
التأريخ المبكر
طبقاً للحكايات الشعبية فإن الملك "ساناتراك" أحد ملوك
سلالة إرساسيد بنى الدير في القرن الأول الميلادي على قبر
برثولماوس الذي شفاه من مرض الجذام.
بينما تشير مصادر أخرى إلى إن الدير بُني في القرن
الرابع أو السادس الميلادي. على أي حال فإن أول ذكر
للدير ورد في القرن الثالث عشر،
حينما بُني على الأرجح في ذلك التاريخ. كتب هامبكين
إن الدير بُني في القرن الثالث عشر مقابل كنيسة أقدم
منه. ويرى المؤرخ الأرمني مراد
هازريان إن الدير بني في القرن الثالث عشر على أساس دير
قديم متهدم.
بلغ الدير مكانة مرموقة خلال القرن الرابع عشر . حيث
نسخ الكتاب المقدس في الدير أول مرة عام 1339م، ونسخ للمرة
الثانية عام 1487، ومرة ثالثة عام 1490. وكان الدير واحد من الأديرة الأرمنية
الرئيسية في القرون الوسطى .
الأزمنة الحديثة
عام 1647 شكل الدير مع دير فارغافانك المجاور جماعة
مصليين واحدة. أعاد الأب كرياكوس ترميم الدير عام 1651.
عام 1751 دمر زلزال القبة وقوض الأسوار وأعيد ترميم القبة
بين عامي 1755-1760.
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أفتتحت مدرسة في
الدير. تعرضت قبة الدير للتخريب عام 1860 وأعيد ترميمها
عام 1878. وفي أواخر القرن التاسع عشر أصبح الدير مقراً
لابرشية تغطي مناطق شاسعة تضم مناطق آغاباك، غافر،
جيلميرك، سلماست وأرومية. وهذه المناطق تحوي مايقرب من مئة
قرية ومساحات شاسعة من المراعي والحقول والغابات.، وكان الدير مزار بارز للحجاج
الأرمن.العمارة
يقع قبر القديس برثولماوس في غرفة المقدسات في القسم
الشمالي.ونقش على القبر كتابة باللغة الأرمنية "هذا
المقام لراحة الحواري المقدس القديس برثولماوس( الذي كان
أول من نور أرمينيا)".
والدير مصمم على الطراز الأرمني حيث يوجد مدخل وتعلوه
قبة مضلعة تنتهي بسقف مخروطي كما يحتوي الدير على برج
الجرس وهو مضلع وتعلوه قبة مخروطية الشكل أيضاً. وواجهة
الدير مزينة بالنقوش . للدير بوابة كبيرة منقوش عليها نحت
يصور القديس برثولماوس وهو راكب حصان ويقتل تنيناً وأعلى
البوابة يوجد نحت على الحجر يمثل الثالوث المقدس .تعتبر
البوابة مع النقوش التي عليها من أروع أمثلة الفن
الأرمني.
التدمير والحالة الحالية
|
|
 |
 |
الدير أوائل القرن العشرين |
بقايا
الدير عام 2009 |
هجر الدير عام 1915 خلال المذابح الأرمنية. وبقيت قبة
الدير على حالتها الأصلية حتى أوائل عقد 1960، لكن البناء
الآن متضرر بشدة والقبة قد تدمرت كلياً. وتتضارب الروايات
حول سبب دمار القبة فمعهد ومتحف المذابح الأرمنية يقول إن
سبب دمار القبة هو تفجيرها من جانب الجيش التركي .[ بينما يعتقد الأثاري الأرمني مراد
هازريان إن سبب دمار القبة هو زلزال ضرب المنطقة عام
1966.
عام 1990 كان الدير تحت سيطرة قسم شرطة العمليات الخاصة
التركية التي أقامت قاعدة لها حول الدير.
بسبب التمرد الكردي في جنوب شرق تركيا. طبقاً لمعهد
ومتحف المذابح الأرمنية فإن السلطات التركية تمنع بصرامة
تصوير الدير أو الإقتراب منه وتفرض إجرائات أمنية مشددة
حول منطقة الدير.وبقى الدير محظور على الزائرين حتى عام
2013. حينما نقل مركز الشرطة إلى
مكان آخر. بعد إتفاق وقف إطلاق النار
بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني . وتحولت ملكية المكان إلى وزارة الثقافة
التركية عام 2013 زار محافظ
محافظة وان الدير وآمر بترميم الدير . حتى الآن (عام 2015)
لم تتخذ السلطات التركية أي إجرائات لترميم الدير أو لمنعه
من الإنهيار. |