Pure Software code
 
www.puresoftwarecode.com

SOFTWARE Institute
Teach YourSelf
100 Software Programming Training Courses
For Free Download


CHRISTIANITY Institute
HUMANITIES Institute
more the 400 Subjects, All for Free Download.
Lebanon  
Humanities Institute
المسيحية حاضرا، مذابح سيفو العثمانية التركية        
 
 
 

Menu, Sayfo Genocide 1915 - (Arabic)

  Home: Humanities Institute: المجازر العثمانية بحق الآشوريين والسريان والكلدان
Home
مذابح الآشورية أو مذابح السريان او المجازر العثمانية بحق الشعب الآشوري والسرياني والكلداني
Sayfo Genocide
 
 
  1- المقدمة ...

مذابح سيفو او المذابح الآشورية أو مذابح السريان او "مجازر الشعب الآشوري/السرياني" او  "التطهير العرقي" او حسب المصادر الغربية مجازر "Seyfo" و"Assyrian Genocide":  
اما "
سيفو" ، هي لفظة سريانية غربية تعني "السيف"  في إشارة إلى طريقة قتل معظم الضحايا.
هذا الاسم، اطلق على سلسلة من المجازر  التي شنتها قوات الدولة العثمانية بمساعدة مجموعات مسلحة كردية غير نظامية استهدفت مدنيين آشوريين/سريان/كلدان أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى. أدت هذه العمليات إلى مقتل مئات الآلاف منهم كما نزح آخرون من مناطق سكناهم الأصلية بجنوب شرق تركيا الحالية وشمال غرب إيران

لا إحصائيات دقيقة للعدد الضحايا، التقديرات لأعداد الضحايا السريان/الآشوريين بما بين 250,000 إلى 500,000.لم يكن هناك اهتمام دولي بمجازر سيفو، فلا كيان سياسي يمثل الآشوريين في المحافل الدولية.
تنكر تركيا رسميا بحدوث عمليات إبادة مخطط لها.
ناهيك إلى هذا العدد حوالي مليوني أرمني ويوناني بنطي قتلوا في مذابح مشابهة معروفة بمذابح الأرمن ومذابح اليونانيين البونتيك..

بدأت المجازر في سهل أورميا بإيران عندما قامت عشائر كردية بتحريض من العثمانيين بالهجوم على قرى آشورية به،
 اشتدت وطأة المجازر بسيطرة العثمانيين عليه في كانون الثاني 1915. غير أن عمليات الإبادة لم تبدأ حتى صيف 1915 عندما دفعت جميع آشوريي جبال حكاري إلى النزوح إلى أورميا كما تمت إبادة وطرد جميع الآشوريين/السريان/الكلدان من ولايات وان وديار بكر ومعمورة العزيز.

 ادت المجازر بحق السريان/الآشوريين والمجازر الأرمنية وعمليات التبادل السكاني مع اليونان، إلى تقلص نسبة المسيحيين في تركيا من حوالي 33% قبيل الحرب إلى 0.9 حاليا. هذه لاحصائيات، تواكد ان جميع المجازر التي تمت في اواخر عهد الدولة العثمانية ضد اقلياتها المسيحية، في خانة واحدة على أساس أنها لم تكن تفرق بين مسيحييها في انتماءاتهم العرقية.

 للعجب،
أنّ النمسا المسيحية ارتضت بقتل المسيحيين، والمانيا لم تفعل شيئاً لمنع المجازر عن المسيحيين. فتشجّع العثمانيون واتفقوا مع الاكراد على إبادة المسيحيين.
كما استغل الالمان الحقد والشرالتركي بحق المسيحيين فاججوه عبر جواسيسهم. وللشهادة، ففي 13 تموز 1915 أرسلت ألمانيا الى منطقة (دورتيول) أربعة جواسيس بشكل إنكليز الى الارمن، فغشّوهم وكتب السكان عبرهم رسائل يعبّرون فيها عن التذمر من التركي ويطلبون عوناً من الانكليز. 


صورة مؤالمة،
ابان الحرب العالمية الاولى، راح الضباط الاتراك يسوقون المسيحيين الى الجندية. وراحت الدولة التركية تطالب من مؤمني كل دين وخاصة المسيحيين مساعدات وتبرعات تفوق طاقتهم. وكان مشهد المجندين مذري، عسكر بدون مؤونة ومعظمه حفاة الاقدام.
في 12 آب من تلك السنة صدر أمر ان تذهب القوّات الى بغداد فقاموا بمصادرة كل الحمير والبغال والاحصنة من القرى المسيحية وأرسلوها الى بغداد.
من الاحداث، ففي مدينة ماردين كانوا يسجّلون موجودات  الحوانيت وما يملكه التجار بغية مصادرتها فيما بعد.  الى وقت صدر فرمان، الحرب والاضطهاد بإذن من السلطة ضد المسيحيين، فوضعت إشارات على ابواب الكنائس.
فكان الاتراك كل يوم احد، يقصدون الكنائس ويسوقون الرجال الى الحرب، ويجمعون القمح والحنطة من المسيحيين.

من ذاكرة التاريخ،
هذا الشعب السرياني الكلداني الآشوري هو جماعة عرقية تسكن في شمال ما بين النهرين في العراق وسوريا وتركيا وبأعداد أقل في إيران، وأعداد أخرى في المهجر في الولايات المتحدة ودول أوروبا وخاصة بالسويد وألمانيا.
كما يتميز هذا الشعب بلغته الأم السريانية وهي لغة سامية شمالية شرقية نشأت كإحدى لهجات الآرامية في مدينة الرها، وينحدر من عدة حضارات قديمة في الشرق الأوسط أهمها الآشورية والآرامية.
يعتبر الشعب السرياني الكلداني الآشوري من أقدم الشعوب التي اعتنقت المسيحية وذلك ابتداءً من القرن الأول الميلادي، فساهموا في تطوير المسيحية لاهوتيا ونشرها في مناطق آسيا الوسطى والهند والصين.
ينتمي أفراد هذه المجموعة العرقية إلى كنائس مسيحية سريانية متعددة ككنيسة السريان الأرثوذكس والكاثوليك والكنيسة الكلدانية وكنيسة المشرق.  وكان للانقسامات الكنسية دورعلى انفصالهم إلى شرقيين (آشوريون وسريان ارثودكس) وغربيين (سريان كاتوليك وكلدان)
ساهموا في ازدهار الحضارة العربية الإسلامية في بلاد المشرق وخاصة في عهد الدولة الأموية والعباسية.
غير أن المجازر التي حلت بهم ابتداءا بتيمورلنك في القرن الرابع عشر مرورا ببدر خان بداية القرن التاسع عشر أدت إلى تناقص أعدادهم. ولحقا المذابح على يد اللعثمانيين الاتراك خلال الحرب العالمية الأولى، تقلص عددهم بأكثر من النصف.
ومع النصف الثاني من القرن العشرين، هاجر العديد منهم إلى دول أوروبا وأمريكا. وكان لحرب الخليج الثالثة اثر في تقلص أعدادهم كثيرا في العراق والنزوح إلى دول الجوار وخاصة سوريا

 
  2- بالسريانية،  موجز عن هذه المجازر
مخطوط سرياني ينقل للاجيال فظاعة الاجرام العثماني بحق السريان/الآشوريين/الكلدان - 1915
Click Picture to Enlarge         
 
  3- اسباب الابادة

أعطى الباحثون عدة أسباب لعمليات الإبادة التي نفذها العتمانيون بحق الأقليات المسيحية بالأناضول ابتداء من أواخر القرن التاسع عشر. غير أن معظمهم يتفق على يقين القادة العسكريين بأن أي ثورة أو حرب ستؤدي إلى انفصال أجزاء واسعة من الإمبراطورية مثلما حدث في دول البلقان بمنتصف القرن التاسع عشر حين نالت معظم تلك الدول استقلالها.
كما أدت محاولات تتريك الشعوب القاطنة ضمن الدولة إلى ردود فعل معارضة أدت إلى انتشار الفكر القومي المعارض لهذه السياسة كالعربي والأرمني والآشوري،  ما أدى إلى أستعمال العثمانيين للعنف في محاولة لدمج تلك الشعوب في بوتق تركي.
بدأت أولى عمليات الإبادة على نطاق واسع سنة 1895 أثناء ما سمي بالمجازر الحميدية عندما قتل مئات الآلاف من الأرمن والآشوريين في مدن جنوب تركيا وخاصة بأضنة وآمد وذلك بعد اتهام الأرمن بمحاولة اغتيال السلطان عبد الحميد الثاني. غير أن السبب الرئيسي من وراء المجازر التي حلت بالآشوريين/السريان هي خشية العثمانيين من انضمامهم إلى الروس والثوار الأرمن وخصوصا بعد فشل حملة القوقاز الأولى في شتاء 1914.

يعتقد المؤرخون أن السبب الرئيسي وراء التورط الكردي في المجازر هو الانسياق وراء حزب تركيا الفتاة الذين حاولوا إقناع الأكراد أن المسيحيين الموجودين في تلك المناطق قد يهددون وجودهم.
وكانت سياسة الترحيب والترغيب التركية دعت معظم العشائر الكردية إلى التحالف مع الأتراك. كما استغلت ميليشيات كردية شبه نظامية فرصة الفوضى في المنطقة لفرض هيمنتها وهاجمت قرى آشورية وسريانية من أجل الحصول على غنائم. صورة لبعض المجازر:
  •  مجزرة مدينة سعرت سكانها سريان وكلدان وأرمن عانوا من الاضطهاد وقد حوّل الاكراد كنيسة الكلدان الى مسجد دعوه (مسجد الخليلي).

  • مجزرة نصيبين مدينة شهيرة بقدمها يقسمها نهرها الشهير هرمس (جقجق)، وكان سكانها من السريان وبعض اليهو، أذاق الاكراد سكان نصيبين مرّ العذاب والاضطهاد. اما محمد رئيس عشيرة (طي) فأمر جميع أبناء عشيرته أن يحافظوا على المسيحيين ويحموهم. أما مطران الارمن فقد صبّوا عليه زيتاً حامياً ونفطاً مغلياً واحرقوه حياً وجرّوا جثته والقوها في المزبلة. كما ربطوا حبلاً بأعناق الكهنة الخمسة وظلوا يشدونها حتى ماتوا جميعاً.أما النساء فيقودونهن الى بئر عميقة ويعرّوهن من ثيابهن ويقتلونهن ويلقونهن في الجبّ. ومن لم يمت من التعذيب فقد مات من الجوع والعطش والبرد والوباء (الكوليرا) وكانوا ينهبون ممتلكات المسيحيين فيبيعونها بأسعار رخيصة ويضعونها في خزانة الدولة العثمانية.

  • مذبحة ماردين فقد بدأت عندما كانت المانيا حليفة للامبراطورية العثمانية وكان الاتراك منذ امدٍ بعيد ينوون تدمير الاقتصاد الارمني في ديار بكر. حاولوا مراراً منذ عام 1910 الاستحواذ على تجارة الولاية والسيطرة عليها، فكانت تصادر البضائع التابعة للارمن لصالح الجيش التركي. ثم احرقوا البازار الارمني الذي كان يضم 1800 متجراً. وبعد اعلان التعبئة العامة في البلاد عام 1914 رفض 2000 من الشباب الارمن في ديار بكر الانصياع له واعتصموا فوق سطوح منازلهم مدة خمسة اشهر وسميت هذه المجموعة “كتيبة السطوح”.

     
 
اخلاقيات، الاستمتاع بالمجازر   قوافل مهجرة
 
  4- وصف للحال قبل الحرب العالمية الاولى

شكل الآشوريون/السريان/الكلدان إحدى الأقليات الدينية والعرقية الهامة ضمن الدولة العثمانية، وبالرغم من تواجدهم في مراكز عواصم الولايات العثمانية كالموصل وحلب وآمد إلا أن معظمهم عاش في قرى عديدة في منطقة تمتد من أورميا شرقا إلى ماردين غربا. حيث عاشوا جنبا إلى جنب مع الأكراد والأرمن. ويقدر الباحثين أن عدد المشارقة (الآشوريين والكلدان) تراوح مع بين 400,000 - 500,000 نسمة. كما شكل السريان المغاربة (السريان الأرثوذكس والكاثوليك) عددا مماثلا. ما يجعل عددهم الكلي 700,000 - 1,000,000. وقد انقسموا بحسب مناطق تواجدهم إلى ثلاثة أقسام:

  4.1- أورميا

تقع هذه شمال غرب إيران حاليا، بالرغم من كونها اسميا تتبع القاجاريون إلى أنها كانت تقع بشكل فعلي تحت نفوذ الإمبراطورية الروسية. أصبحت مدينة أورميا إحدى أكثر المناطق تطورا حيث شهدت تأسيس جريدة "زهريرا دبهرا"، سنة 1849 والتي تعتبر أول جريدة ناطقة بالسريانية. كما نشط في تلك المنطقة عدة إرساليات مسيحية منذ عشرينات القرن التاسع عشر عملت على إنشاء المطابع ونشر الصحف بهدف تحويل سكانها المسيحيين والذين تبعوا كنيستي المشرق الآشورية والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية إلى الأرثوذكسية الشرقية والبروتستانتية. وبالرغم من تحول أعداد ضئيلة جدا إلى تلك الطوائف إلا أن تأثير تلك الإرساليات كان عميقا جدا في المنطقة أدت لحدوث نهضة ثقافية بانتشار الصحافة والتعليم بين سكانها المسيحيين

 
  4.2- حكاري

اعتبرت هذه المنطقة من أكثر المناطق وعورة في الدولة العثمانية وتمتد من دهوك جنوبا حتى وان شمالا، وتمتعت بحكم ذاتي بحكم وعورتها وصعوبة اجتياحها من قبل جيوش نظامية. معظم سكانها كانوا من أتباع كنيسة المشرق الآشورية، واتصف سكانها بنزعة عشائرية وكان يقود كل عشيرة شخص يدعى "مالك" وهؤلاء بدورهم يدينون بالولاء لزعيمهم الروحي بطريرك كنيسة المشرق الذي ينحدر من عائلة شمعون ويتخذ من "كنيسة مار شليطا" ببلدة قدشانس بجنوب تركيا مركزا له.

بحلول القرن التاسع عشر بدأت الإمارات الكردية تحاول فرض سيطرتها على هذه المنطقة فقام الأمير الكردي محمد الراوندوزي بعدة مجازر استهدفت المسيحيين واليزيديين في مناطق برواري وسنجار كما حاول فرض الديانة الإسلامية بالقوة على المناطق التي استولى عليها، كما قام بمجازر استهدفت غير المسلمين من المسيحيين واليزيديين في مناطق برواري وحكاري وبوهتان، كما تعاظمت سلطته واستولى على مناطق الجزيرة الفراتية في وقت كان فيه العثمانيون مشغولين بحملة محمد على باشا في سوريا. غير أن السلطان العثماني سرعان مع أرسل جيوشه فأسقط إمارة سوران الكردية وفرض السيطرة العثمانية على تلك المناطق.

أثار نشاط الإرساليات البروتستانية في المنطقة في اربعينات القرن التاسع عشر ريبة القبائل الكردية فشهدت مناطق سهل نينوى وبرواري سلسة من المجازر بقيادة أمير إمارة بوهتان الكردية بدر خان أدت لمقتل عشرات الآلاف من المسيحيين وتدمير العديد من القرى في مناطق العشائر الآشورية. أدى ضغط القوة الغربية من أجل وقف المذابح إلى تدخل الباب العالي على مضض فسقطت فبذلك آخر الإمارات الكردية

مقر سكن بطاركة كنيسة المشرق في قدشانيس بحكاري.
 
  4.3- طور عابدين

كانت هذه المنطقة أهم مراكز تجمع السريان الأرثوذكس كما شهدت تحول البعض منهم إلى الكثلكة فانتشر السريان الكاثوليك كذلك وخصوصا في ماردين. بعكس آشوريي حكاري، لم يكن للسريان في طور عابدين نزعات استقلالية غير أن ما أقلق السلطات العثمانية هو الفرق الكبير في مستويات التعليم بين مسيحيي تلك المناطق ومسلميها ما حذا بالعثمانيين إلى إصدار قرارات تقضي بإغلاق المدارس المسيحية ما لم تكن مفتوحة بفرمان رسمي. وصل المطاف بالسلطات العثمانية في سنة 1884 إلى إصدار قانون يقضي بكون الباب العالي هو من يقرر فتح مدارس في المناطق من عدمها.

تعرضت ولاية ديار بكر بأكملها إلى سلسلة من المجازر سنة 1895 قلصت عدد مسيحييها. وبلغ عدد سكان سنجق ماردين قبيل بداية الحرب العالمية الأولى حوالي 200،000، شكل المسيحيون حوالي خمسي عدد سكانه. كما أصبحت نسبة الأكراد حوالي 50% من عدد سكان طور عابدين البالغ حوالي 45,000.

 
  5- المجازر في ...

تلقى مار شمعون الحادي والعشرون بنيامين الزعيم الروحي لكنيسة المشرق الآشورية وبطريركها وعودا قبيل دخول الدولة العثمانية إلى الحرب العالمية الأولى بفتح مدارس وتطوير مناطق تركز الآشوريين في حكاري في حالة موافقته على الوقوف حيادا في أي حرب مستقبلية ضد روسيا. وفعلا لم ينضم الآشوريون إلى الروس والثوار الأرمن خلال بدء العمليات العسكرية خريف 1914, حتى أن بطريرك كنيسة المشرق أرسل رسائل إلى رعاياه طلب فيها منهم الولاء لحكامهم المحليين العثمانين وعدم مجابهة الميليشيات التابعة لها. وبفشل الهجوم الأول للعثمانيين في جبهة القوقاز باتجاه باطومي، قرر هؤلاء أن الطريقة الوحيدة في تحقيق انتصارات في تلك الجبهة تكمن في تغيير الواقع الديمغرافي في المرتفعات الأرمنية وذلك بإبادة وترحيل سكانها الأرمن. غير أن عمليات التصفية لم تشمل الأرمن فحسب ففي 12 تشرين الثاني 1914 أعلن السلطان محمد الخامس الجهاد على "أعداء الإسلام"، وصادق شيخ الإسلام العثماني على هذه الدعوة بإعلان فتوة الجهاد في 14 تشرين الثاني. وبالرغم من فشل العثمانيون الأولي غير أنهم تمكنوا في يوم رأس السنة 1915 من اختراق الدفاعات الروسية في إيران دون مقاومة تذكر والسيطرة على تبريز وأورميا.

في نفس هذه الفترة في حكاري بدأت المليشيات الكردية العاملة بأمرة العثمانيين بعمليات إبادة شملت قرى أرمنية وآشورية على حد سواء، وخلالها تم نهب وقتل سكان القرى الآشورية/الكلدانية في مقاطعتي ألباق وغاوار الواقعتين جنوب بحيرة وان. كما قام العثمانيون باعتقال أعيان السريان في مناطق "بشكالي" شمالي حكاري وأجبروهم على العمل كحمالين لدى الجيش العثماني كما قاموا بقتلهم بعد انتهاء المهمة الموكلة لهم. في 15 نيسان 1915 بعث السفير الألماني "فانغنهايم" ببرقية إلى المستشار الألماني يخبره فيها أن مسيحيي وان تعرضوا ل-"إبادة شاملة" بتواطؤ من السلطات المدنية المحلية.

غير أن العامل الذي حسم دخول الآشوريين الحرب كان اعتقال أخ البطريرك، هرمز شمعون، أثناء دراسته في إسطنبول حيث نقل إلى الموصل واستعمل كرهينة فطلب الأتراك من البطريرك عدم تلبية دعوات زعماء العشائر الآشورية بالتحالف مع الروس فرد عليهم بأن حياة رعيته أهم من حياة أخوه. فأعدم هرمز شمعون بالموصل، ورد البطريرك بالرضوخ لضغوط رؤساء العشائر وأعلن الحرب على الدولة العثمانية في 10 أيار 1915
 

مار شمعون بنيامين، الزعيم الروحي للآشوريين خلال فترة المجازر.
  5.1- العمليات في ولاية وان (حكاري)

بالرغم من وعود الروس بدعم آشوريي حكاري إلا أنهم لم يرسلوا سوى 400 من الخيالة القوساق الذين أبيدوا من قبل الميليشيات الكردية قبل وصولهم إلى جبال حكاري. فالتجأ الآشوريون بقيادة شمعون بنيامين إلى أعالي الجبال على ارتفاع أكثر من 3,000 كيلومتر حيث كان من الصعب على الجيوش النظامية اختراقها.غير أن الأتراك أبقوا قواتهم في المناطق المحيطة بها لعلمهم أن ثلوج تشرين سترغم الآشوريين على النزول.

يروي البطريرك في رسالة موجهة إلى القيادة الروسية الوضع في جبال حكاري : "
بعد شهر من المعارك مع الأكراد، أرسل مهدي باشا حاكم الموصل العثماني وحدات عثمانية مدونة بمدافع ثقيلة. فقاموا باحتلال قرانا وحرقها... يعيش الآشوريون الآن في قمم الجبال ب-"تياري" و"تخوما" مرورا ب-"ديز"، وهم يموتون بسبب نقص الغذاء. ليست لدينا أي عتاد والأتراك يحاصروننا، لقد نفذت خياراتنا. "

 
  5.2- المسيرة إلى أورميا

علم شمعون بنيامين أن حلول الشتاء سيعني الإبادة الشاملة لرعيته، فسافر إلى إيران حيث حاول إقناع الروس بإرسال قوة ثانية لمساندة المحاصرين الآشوريين، غير أن هؤلاء أعلموه باستحالة الأمر ونصحوه بعدم العودة إلى حكاري لأن هذا سيعني مقتله، غير أنه سرعان ما عاد وتمكن من قيادة معظم المحاصرين في طريق وعر لم يحسب العثمانيون حسابه إلى أورميا فوصل حوالي 50,000 منهم إلى سهل أورميا واستقروا في بلدات سالماس وأورميا، وهلك الآلاف جوعا وتعبا أثناء عبورهم الجبال الممتدة بين حكاري وأورميا.

بعد أن اتضح للعثمانيين أن سكان الجبال تمكنوا من الفرار قاموا بالهجوم على القرى المسيحية الواقعة في السهل الفاصل بين مرتفعات حكاري وبحيرة وان غير أنهم انسحبوا غربا بعد أن ثبت الروس سيطرتهم على مدينة وان في صيف 1915.

 
  5.3- المجازر في سعرت

بالرغم من فرار العديد من سكان قرى حكاري الجبلية، لقى سكان المدن والسهول الواقعة في مرتفعات أرمينيا مصيرا مختلفا. فبعد هزيمتهم أمام الروس في وان بنيسان 1915, انسحبت الخيالة الحميدية المكونة من ميليشيات كردية شبه نظامية إلى سعرت حيث قامت في حزيران 1915 باعتقال جميع الرجال الكلدان في البلدة وسلب بيوتهم بأمر من حاكمها حلمي باشا. ويروي شهود عيان كيف قام المهاجمون بتعرية المعتقلين من من ملابسهم وقتلهم بالسلاح الأبيض. بعد عدة أيام صدرت أوامر بترحيل ما تبقى من نساء وأطفال من سعرت وسبعين قرية مسيحية بتلك المنطقة، فسيروا مسافة 100 كلم بصحبة خيالة كردية إلى ماردين وقبل وصولهم إليها أرسل حاكمها بدري باشا برقية طلب فيها من الخيالة تصفية جميع من معهم من الأطفال والنساء. فجلبوا إلى وادي يعرف باسم واويلا حيث قام الخيالة معززين بمئات الرجال والنساء الأكراد من القرى المجاورة بقتل معظمهم بالسيوف والخناجر والحجارة ولم يسلم منهم إلا من تضاهر بالموت.

وفي نفس الوقت توجهت قوات جودت باشا ‏ وخليل باشا التي كانت متمركزة في حكاري إلى قرى سنجق سعرت حيث تواجد حوالي 60,000 مسيحي معظمهم من الكلدان والسريان الأورثوذكس وقاموا بإبادة جميع سكان القرى المسيحية.

ويروي رافايل دي نوغاليس مينديز ، وهو ضابط فنزويلي كان يحارب بإمرة العثمانيين كيف أن المجازر كان قد خطط لها مسبقا من قبل السلطات العثمانية
ومن سعرت روي دي نوغاليس ما شاهده: " كان بالإمكان مشاهدة آثار المجازر في التلال المطلة على الطريق الرئيسي، والتي غطت سفوحها الكئيبة آلاف الجثث شبه العارية والمدمية، ملقية في كوم أو متعانقة خلال شهقات الموت الأخيرة. تمكنت مع رجالي من دخول سعرت بصعوبة لتراكم الجثث التي اعترضت سبيلنا في الطريق. وهناك شاهدنا كيف قام بعض سكانها بمرافقة الشرطة المحلية بسلب بيوت المسيحيين. لدى وصولنا إلى السراي التقينا بالحكام المحليين الذين كانوا مجتمعين بجودت باشا ومن حديثهم استنتجت أن المجزرة تم التخطيط لها البارحة من قبل جودت باشا شخصيا".   

تخطيط للرسام الإيطالي ليوناردو دي مانغو يظهر فيه عملية تصفية نساء وأطفال سعرت.
 
  5.4- مجازر ولاية ديار بكر

يزكر جوزيف نعيم، وهو قسيس كلداني نجى في مجازر الرها في كتابه "هل ستفنى هذه الأمة؟" أن عمليات الترحيل القسرية بدأت خلال آذار 1915, حين وصلت المدينة قوافل المرحلين الأرمن من الأرياف المحيطة بها وهم في حالة مزرية. بينما بدأت عمليات الإبادة بالشهر اللاحق وطالت جميع المسيحيين بدون أستثناء.حيث قاموا بجمع بعض الذكور الآشوريين/السريان ابتداء من عمر السادسة عشر وقاموا بتعذيبهم وقتلهم في ساحات المدينة. ثم قاموا بتصويرهم على أساس أنهم أتراك تم قتلهم من قبل المسيحيين.

أما في مركز الولاية آمد (دياربكر) فقد قامت السلطات بداية باعتقال وإعدام الآلاف من أعيانها الأرمن والسريان على يد واليها محمد رشيد باشا قبل أن يقوموا بتصفية وترحيل البقية. ويقدر عدد القتلى بها من السريان بما بين 70,000 إلى 100,000

ويروي دي نوغالس، "أنه لدى حديثه مع محمد رشيد باشا والي ديار بكر، ابلغه الأخير أنه استلم أوامر الإبادة من خلال برقية من طلعت باشا وزير الحرب تحتوي على ثلاث كلمات: أحرق - دمر - أقتل ".

 رافايل دي نوغاليس مينديز ،  مرتزق فنزويلي خدم كضابط في الجيش العثماني. وصف مجازر الأرمن والآشوريين بأنها إبادة مدبرة  >>>
رافايل دي نوغاليس مينديز بلباس عسكري عثماني، وهو مرتزقة فنزويلي
 
  5.5- مجازر طور عابدين

 شهر حزيران 1915 بدأت القوات العثمانية بالهجوم على القرى السريانية بمنطقة الجزيرة الفراتية.
في 10 حزيران وقعت مذبحة ماردين وما حولها.
في 14 حزيران هوجمت نصيبين. أما في نصيبين فقد رفض حاكمها التركي نوري باشا دخول الجيش بها لعلمه أن هذا سيؤدي لوقوع مذبحة. عندها أمر محمد رشيد باشا والي دياربكر باغتياله، فوقعت بعدها في الحادي والعشرون من نفس الشهر مجزرة بمديات.

وبعد عودته من سعرت التقى خليل باشا ببعثة يقودها ناجي باشا ومدعومة بمستشارين عسكريين ألمان لعل أهمهم شوبنر-ريختر، والذي أصبح لاحقا أحد مؤسسي الحزب النازي بألمانيا، كانت مهمة هذه البعثة تنسيق العمليات في طور عابدين. بالرغم من أفكاره العنصرية إلا أن شوبنر-ريختر غالبا ما اعترض على سياسة الإبادة التي اتخذها القادة الأتراك، كما تبين من مراسلاته مع القيادة العليا ببرلين. لاقت هذه البعثة مقاومة شديدة لدى محاولتها دخول بلدات آزخ وعين وردو وباصبرين السريانية، ما دعا القادة العثمانيين إلى تسميتها  "بانتفاضة مديات". وبالرغم من حشد أعداد متزايدة من القوات العثمانية في محاولة دخول تلك البلدات إلى أن فشلها المستمر في ذلك جلب إليها انتباه كبرى القيادات العسكرية ومنها الجنرال الألماني فون در غولتز أهم القادة الألمان الناشطين في الدولة العثمانية. فأرسله أنور باشا على رأس فيلق من الجيش الثالث العثماني لإخضاع المنطقة، وبعد عدة معارك فشل العثمانيون والألمان في دخول كلا من آزخ وعين وردو. فتم الاتفاق على وقف لإطلاق النار بين الطرفين.

في 29 تشرين الأول أرسل ناجي باشا برقية جاء فيها أن السريان في الجزيرة وديار بكر ومديات ثاروا وبدأوا بمذابح ضد المسلمين. كما طلب تزويده بفيلق إضافي ومدفعية ثقيلة. وخلال الاسابيع اللاحقة التقى بأعيان آزخ وطلب منهم تسليم اسلحتهم وترك ممتلكاتهم لترحيلهم. كما طلب من شوبنر-ريختر الضغط على الألمان من أجل إرسال المزيد من القوات لحصار البلدات السريانية. غير أن الأخير لم يقتنع بالحجج التي ساقها ناجي باشا بل أنه لم ينظر إلى الوضع القائم كعصيان بل "كمحاولة شرعية" من السريان لحماية أنفسهم من المصير الذي لاقه الأرمن. ولكي لا يتم اتهام الألمان بارتكاب مجازر بحق المسيحيين العثمانيين، طلب من جميع القادة الألمان الانسحاب من طور عابدين ووضع رجالهم تحت تصرف قادة أتراك

طلعت باشا وزير الحرب العثماني.
 أرسل برقية مقتضبة إلى والي دياربكر ذكر فيها:"أحرق-دمر-أقتل".
 
  5.6- معركة آزخ

في 7 تشرين الثاني رفض ناجي باشا مقابلة وفد أعيان آزخ وامر قواته المعززة بالخيالة والمدفعية الثقيلة بالهجوم على البلدة. وخلال الهجوم الأولي فشل الأتراك في اقتحام القرية وقتل ضابط تركي بالإضافة إلى العديد من الجنود أثناء محاولتهم تسلق أسوارها. كما لم ينجح قصف البلدة بالمدفعية في إخضاعها، وباءت محاولات حفر خنادق تحت أسوارها بالفشل.

في رسالة موجهة إلى المستشار الألماني بتمان هولفيغ يشرح فيها الوضعية في منطقة طور عابدين، عبر السفير الألماني في إسطنبول عن قناعة قائد القوات الألمانية في الدولة العثماني بأن ما يحدث ليس انتفاضة بل محاولة من السريان الذين تحصنوا بمناطق جبلية وعرة بين ماردين ومديات لتجنب مصير الأرمن. كما نقل عن القنصل الألماني في الموصل رغبة واليها بوقف العمليات العسكرية ضدهم.

استمر الحصار على آزخ وقام الأتراك باستدعاء الآلاف من قواتهم المتمركزة في الموصل وسوريا لإخضاع البلدة. غير أن نقطة التحول في المعركة كانت في ليلة 13-14 تشرين الثاني، عندما تسللت مجموعة من "فدائيي يسوع"، وهي مجموعة قتالية شكلها سريان آزخ، إلى معسكر الأتراك وبدأوا بقتل الجنود وهم نائمون فدب الذعر بينهم وسارعوا بإطلاق النار على بعضهم بعضا في خضم الفوضى التي وفرت أعداد كبيرة منهم تاركة أسلحتها الثقيلة غنيمة لأهالي البلدة، فسارع ناجي باشا إلى عقد الصلح معهم.

 
   6- المجازر والمقاومة في أورميا

بالرغم من كون منطقة أورميا تحت حكم القاجاريين إلا أن وقوعها في منطقة النفوذ الروسي وقربها من الحدود العثمانية جعلها من أهم الأهداف التي حاول العثمانيون الأستحواذ عليها خلال شتاء 1914. فشلت هذه الحملة في البداية غير هجوما ثانيا في رأس السنة حقق نتائج غير متوقعة فتمكن العثمانيون من التغلغ بشمال إيران وسيطروا على أورميا وتبريز. شن الروس هجوما مضادا في ربيع 1915 تمكنوا خلاله من استعادة تلك المناطق إضافة حتى أنهم وصلوا إلابحيرة وان بحلول الصيف.

تعرضت القرى الآشورية المحيطة شرقي بحيرة أورميا إلى مجازر من قبل العثمانيين خلال فترة سيطرتهم عليها،
ففي كانون الثاني 1915 دخلت قوة عثمانية بقيادة "كشلي خان" بلدة غولباشان، والتي كانت إحدى أكثر بلدات المنطقة ازدهارا، وقاموا بتدميرها ولم ينج من سكانها سوى المئات.
وفي خوسروفا قام العثمانيون بجمع حوالي 7,000 نسمة من سكان القرى المجاورة وذبحوا مع سكان البلدة،
وفي "حفتفان" تم قطع رأس 750 من الرجال بعدها قام الأكراد بترحيل 5,000 من نساء البلدة معهم. وتم حرق 200 شخصا في "كنجار".
كما حدثت مجازر في كل من "غيوغتابي" و"آدا"، بالإضافة إلى قرى آشورية/كلدانية أخرى, كما قام العثمانيون قبيل انسحابهم بجمع الذكور الآشوريين في بلدة سلماس بحجة أحصائهم، حيث قاموا بقطع رؤوسهم.

بحلول صيف 1915 بدأت قوافل آشوريي جبال حكاري تتقاطر على أورميا. وبالرغم من قيامهم بعمليات سلب منفردة في قرى كردية في المنطقة غير أن أغلب الباحثين يتفقون أنهم تصرفوا بطريقة أفضل من المتوقع بالنظر إلى المذابح التي تعرضوا لها خلال الشهور الماضية.
حتى أنه
خلال المجاعة التي شملت أجزاءا من الدولة العثمانية في اواخر الحرب، بدأ الأكراد يتوجهون شرقا إلى القرى الآشورية في سهل أورميا، فقام سكانها بإيوائهم وتقديم المأكل لهم. ويروي أعضاء جمعية الإغاثة الأمريكية دهشتهم عندما تقدم رجال دين آشوريون بطلب إغاثة جميع النازحين الأكراد بدون أستثناء، بغض النظر عن كونهم أعداء أم أصدقاء.

لم تشهد أورميا خلال الفترة بين صيف 1915 أي تاريخ سيطرة الروس عليها وحتى 1917 عمليات عسكرية تذكر. غير أن الوضع تغير في ربيع 1917 عندما بدأ الروس بالتقهقر تحت وطء القلاقل الداخلية في روسيا نفسها والضغط الألماني على جبهتها الشرقية فقاموا بسحب قواتهم من جبهتها الجنوبية فتبعهم الآلاف من الآشوريين والأرمن مخافة تكرار المجازر العثمانية. وهنا مرة أخرى وجد الآشوريون أنفسهم محاصرين من قبل الأكراد والعثمانيين، بيد أنهم كانوا أكثر تنظيما وعدة هذه المرة.
 فقاموا بالاتصال بالبريطانيين الذين كانوا قد دخلوا بغداد في 8 آذار 1917، في محاولة لفتح خطط إمدادات يمتد من بغداد إلى القوقاز. فشكل جيش آشوري من جناحين: شرقي بقيادة آغا بطرس، وغربي تحت أمرة أخ شمعون بنيامين. وفي حزيران 1917 قاد شمعون بنيامين مقاتليه مخترقا الحدود العثمانية واشتبكوا مع الميليشيات الكردية في "مرغاوار" و"ترغاوار" (سهل غاوار) في حكاري وانتصروا عليهم. ومكثوا في تلك القرى المدمرة عدة أيام قاموا خلالها بجمع عظام ضحايا مجازر 1915 ودفنها.
ومن ثم هاجموا
القائد الكردي "سوتو" في معقله "بأورامار" غير أنه تمكن من الفرار، كما تقدمت البعثة واستولت على "أتروش" و"أربوش". غير أن هدفهم الرئيسي كانت قلعة "شال" المركز الرئيسي" لسوتو" فتمكنوا من السيطرة عليها وإحراقها.
 

أدت ثورة تشرين الأول الروسية إلى انهيار كامل للجيش الروسي الجنوبي، وبعد محاولات فاشلة من قبل شمعون بنيامين للاتصال بالعاهل القاجاري من أجل ملء الفراغ الذي تركه الروس في سهل أورميا، نشبت معارك بين المسيحيين والمسلمين للسيطرة على أورميا انتهت بانتصار الآشوريين في شباط 1918 فشكلوا حكومة مدنية لتسيير أمور تلك المناطق.
 

 
أطلال غولباشان إحدى أهم البلدات الآشورية في سهل أورميا.
 
 
 
 
 
خيالة كردية مع مجموعة من القتلى الآشوريين في أورميا.
 
   6.1- اغتيال شمعون بنيامين

لم تطل سيطرة الآشوريين على الأمور في سهل أورميا، حيث استغل سمكو شيكاك أحد أبرز قادة الأكراد في إيران فرصة اختفاء النفوذ الروسي والتركي بها في محاولة لإرساء سلطته فيها. فدعى البطريرك الآشوري الذي دأب على تفقد أحوال المدن الواقعة تحت سيطرته، إلى زيارته في معقله بسلماس وقام باغتياله.

 ويروي جون جوزيف، أحد مؤرخي تلك الفترة، حادثة اغتياله: "عادت الفوضى إلط.ى المنطقة مرة أخرى. فدعا سمكو بإيعاز من حاكم تبريز مار شمعون إلى مشاورات ودية. فاستقبله برحابة وقبّله لدى مغادرته، ثم أمطر البطريرك ومرافقيه بوابل من الرصاص، هكذا كانت التقاليد في حوليات الغدر في الشرق.
 ادى مقتل الرجل الذي قاد الآشوريين خلال فترة المجازر في حكاري إلى توجيه ضربة معنوية قوية لهم. وانتقم آشوريو حكاري بقتل المسلمين في "دلمان" و"سلماس" وفر "سمكو" بعدها إلى "خوي" مع رجاله فقتلوا مسيحييها.

 
   6.2- النزوح إلى العراق

بعد سقوط وان بيد العثمانين التجأ 20,000 من سكانها الأرمن إلى "سلماس" بعد أن لاحقهم "نوري باشا". وبحلول صيف 1918 بدأ البريطانيون باحتلال شمال بلاد فارس، وطلبوا من الآشوريين والأرمن دعم القوات البريطانية المتواجدة في "ساين قالا". فانطلق آغا بطرس إلى سوج بولاق حيث اشتبك مع قوة كردية وتركية فردها إلى راوندوز. غير أن نشوب خلافات بين جنوده الآشوريين والأرمن وبدلا من وضع رجال لمراقبة سوج بولاق في حالة عودة الأتراك المهزومين، زحف بكامل قوته إلى ساين قالا لملاقاة البريطانيين ليكتشف أن هؤلاء انسحبوا بعد تأخر الآشوريين.

وأثناء غياب بطرس آغا الطويل انتشرت إشاعات أن تلك القوة قد أبيدت من قبل العثمانيين ووصلت أخبار عن تقدم الأتراك والأكراد ما دعا العديد من سكان أورميا الآشوريين إلى النزوح جنوبا باتجاه مناطق سيطرة البريطانيين، فقتل العديد منهم بعد أن لاحقهم الأكراد والأتراك وانتشرت الأوبئة كالتيفوئيد والحصبة والملاريا، وسقط الآف منهم على قارعة الطرق بعد أن انهكهم التعب. بينما أبيد من فضل البقاء في أورميا وعلى رأسهم
توما أودو البطريرك الكلداني بالمدينة.ويقدر عدد الذين قضوا في هذه المسيرة بأكثر من 17,000 آشوري.

قام البريطانيون لاحقا بنقل اللاجئين الآشوريين إلى مخيمات اقيمت لهم في بعقوبة بسبب انتشار مجاعة في إيران ومن ثم الحبانية.

 
آشوريون يحفرون مقابر جماعية للذين سقطوا نتيجة للأمراض لدى وصولهم إلى الإرسالية الأمريكية جنوبي أورميا.
 
   7- التهجيرات اللاحقة وإعادة التوطين

بعد انتصار الأتراك في حرب الأستقلال التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، قاموا بترحيل آخر من تبقى من السريان والأرمن في مناطق الجزيرة العليا وقيليقية.
وقد هاجر معظم هؤلاء إلى مدن سوريا الشمالية وخاصة حلب، فتضخم عدد سكانها. ويروي الشيخ كامل الغازي في كتابه نهر الذهب في تاريخ حلب، أن نسبة الأرمن فيها ارتفعت من بضعة عوائل إلى حوالي ربع سكان حلب كما شكل السريان نسبة كبيرة فارتفعت نسبة المسيحيين فيها إلى أكثر من 40%.
كما قام النازحون السريان/الآشوريين من ماردين ونصيبين بالاستيطان بمدينة القامشلي في الجهة السورية المقابلة لنصيبين.
بالإضافة لذلك نزح أغلب السريان الكاثوليك إلى بيروت فعاشوا بالبداية بمخيمات بالقرب فيما أصبح لاحقا حي السريان ولم يحصلوا على الجنسية اللبنانية حتى سنة 1971.

عاد معظم الآشوريين الذين فروا من أورميا سنة 1918 إلى ديارهم بعد أن استقر الوضع هناك بسيطرة الحكومة الإيرانية عليها وموافقتها بمضض على عودة النازحين إليها.
كما عاد معظم الآشوريين الذين هجروا من مناطق برواري الواقعة ضمن حدود المملكة العراقية إلى قراهم هناك، غير أن هجمات العشائر الكردية المتالية أجبرتهم على الرحيل فاستقروا نهائيا في المدن الكبرى كبغداد والموصل والبصرة.
غير أن معظم النازحين تشكلوا من آشوريي حكاري التي رفضت تركيا دعوات آغا بطرس لاستقبالهم أثناء الاتفاق على معاهدة لوزان.
كما بائت محاولات توطينهم في منطقة "بردوست" بكردستان العراق بالفشل، وتم رفض مقترحات بتوطينهم في كندا. فتم الاتفاق على توطين بعضهم في مناطق جنوبي محافظة دهوك حاليا.
غير أن الجيش العراقي سرعان ما دمر معظم تلك القرى وقتل حوالي 3,000 آشوري فيما عرف بمجزرة سميل سنة 1933 بعد انتشار إشاعات عن رغبتهم بتكوين كيان مستقل. فانتقل حوالي 15,000 إلى سوريا حيث استقروا في عدة قرى على ضفاف نهر الخابور بمحافظة الحسكة.

آغا بطرس، أحد أهم القادة الآشوريين في أورميا، رأس وفد الكلدو-آشوريين في مؤتمر لوزان.
 
   8- كيف نفّذت عمليات الابادة؟
  • تم استخدام العديد من الطرق في قتل المدنيين، وقد كان استخدام السلاح الأبيض الأكثر شيوعا لكونه غير مكلف ومنه انحدر اسم المجازر بالسريانية. ويروى أنه في بداية المجازر في آمد (ديار بكر) أعتقل حوالي الألف من أعيان البلدة من الأرمن والسريان/الكلدان بتهمة حيازة أسلحة وبعد أن جمع مبلغ مالي مقابل إطلاق سراحهم قرأ عليهم المفتي خبر الصفح عنهم.
    وبعد أن سيقوا في شوارع البلدة وضعوا في عوامات خشبية (كلك) على نهر دجلة ليتم إيقافهم في ملتقى نهر بطمان بدجلة جنوبي المدينة حيث عروا من ملابسهم وذبحوا ورمت جثثهم بالنهر.
    كما قامت السلطات بأخبار أهاليهم بوصولهم سالمين إلى الموصل. وقد قام العثمانيون بهذه العملية عدة مرات حتى أنه يروى أن أهالي الموصل كانوا يشاهدون وصول العوامات الخشبية الفارغة متبوعة بجثث المقتولين طافية على النهر، فقام القنصل الألماني هناك بالاحتجاج لدى والي الموصل غير أن الأخير ألقى اللوم على والي ديار بكر جودت باشا.
    حاولت السلطات بعدها
    إجبار بطريرك المدينة على الأرمن توقيع وثيقة تواكد وفات الأعيان لأسباب طبيعية غير أنه رفض، فقاموا بقلع سنونه ونتف لحيته وتم اغتصاب زوجته وقتلها ثم فقأوا عينيه ودقوا مسمارا بجبينه.
     

  • أثناء مجازر نصيبين وجزيرة ابن عمر الثانية في آب 1915 اقتيد الرجال إلى وادي بعيد وتم ذبحهم بعد تخييرهم بين الموت ودخول الإسلام. فقتلوا خلال يومين 800 رجلا.. بعد يومين أرسلت بقية العوائل في عوامات خشبية، وبأعالي النهر تم التقاطهم في قرية كردية وتم اغتصاب النسوة وقتلهن ورمي جثثهن بالنهر.
     

  • تعتبر قرية قرة باش شمال شرق آمد من أولى القرى السريانية التي تم إبادة سكانها بشكل شبه كامل.
    اولا، تم تجميع جميع قطع الأسلحة فيها.
    ثانيا، دخلها مجموعة من خمسين رجلا وقاموا بجمع الرجال بها وقتلهم.
    ثالثا،  بعدها قام مسؤولان من حركة تركيا الفتاة بتحريض سكان قرية كردية مجاورة بالهجوم على قرة باش واعدين إياهم بالغنائم مقابل إبادة سكانها. وبالفعل هوجمت القرية في أيار 1915 فنهبت المنازل وأحرقت كما قام المهاجمون باغتصاب النسوة وقتلهن.[
    ويروي الدكتور "فلويد سميث" الذي كان عاملا بالأرسالية الأمريكية بآمد ما شاهده :
    "في 21 أيار استقبل مجمعنا ثالثة أو أربعة أشخاص وفي اليوم التالي وصلت مجاميع من النساء والأطفال الأرمن والسريان. وقد أخبرني القرويون أن الأكراد هاجموهم قبل ثلاث ليالي كما قام العسكر بسد الطريق إلى آمد، غير أن البعض تمكن من التسلل إليها.
    يمكن تصنيف أنواع الجروح التي تكبدوها إلى التالي:

    • جروح من جراء سيوف أو سكاكين على فروة الرأس والوجه والعنق الأكتاف والضهر والأطراف.

    • ثقب ناتجة عن طلقات نارية على الأطراف.

    • جروح ناتجة عن آلات قطع ثقيلة كالفئوس."

  • لاحقا، تم استهداف قرية "قابية"، فالتجأ سكانها إلى كنيسة "مور قرياقوس"، فتم جمع الرجال وربطهم وحرقهم في حضائر بينما اغتصبت النسوة في الكنيسة وقتلن بالفئوس. وبحسب إحدى الناجيات فقد تمكنت من الهرب بعد أن اختبأت بين جثث أقاربها، كما يعتبر فتى آخر الذكر الوحيد الناجي من البلدة بعد أن إختبأ في كرمة.
     

  • كما وبالرغم من صدور قرار يعفو عن جميع غير الأرمن من المسيحيين. فإنه لدى ترحيل قافلة من النساء والأطفال باتجاه ماردين قام رشيد باشا بإيقافها في قرية "غوليكه" وجمع 800 طفل في أحد المباني وقام بإشعال النار فيهم شخصيا.

  • من الاحداث، كانت تدفع الفدية مقابل انقاذ الاطفال فيتم استردادهم مقابل مبالغ طائلة يدفعها رجال الكنيسة والاعوان المسيحيين الاثرياء، ليتم توزيعهم على اسر للاعتناء بهم. ومنهم من خطف على يد الاكراد فاندمجوا كلياً في العائلات المسلمة لدرجة لم يعد بالامكان تحديد هويتهم، ومنهم لم يكن يرغب بالتخلي عن هويته الجديدة.
     

  •  آذار 1915 صدر قرار عثماني في ولاية ديار بكر ان يسلّم المسيحيين سلاحهم، وقادوهم ليعبّدوا الطرقات ويكسروا الحجارة. وكانوا يجمعون العمال من المسيحيين حتى بلغ عددهم ألف ومئة عامل. وكان المراقبون يرفضون ان يطعموهم ويفرضون عليهم الجوع حتّى لم يعد لسانهم يتحرك لينطقوا وكانوا ينامون على الارض فأصابتهم الأمراض القاسية ولكن لم يسمح لهم ان يتوقفوا عن العمل. وكانوا يدعونهم كفّار ويميتونهم بالضرب بالعصا والهراوات وسكاكين وأسياخ الحديد. ولا ينفكون عنهم حتى يذيقوهم أنواع العذاب، فيسقطون موتى وشهداء.
    وفي مكان آخر كان عدد العمال مئتين واثنا عشر شخصاً ففرزوا الارمن بينهم فبلغ عددهم مئة وشخصان فاخرجوهم وعرّوهم من ثيابهم وقتلوهم جميعاً. وكانوا إذا تأخر احد العمال عشر دقائق عن العمل يقتلونه بدون رحمة.
    كما ألقوا القبض على وجهاء المسيحيين ونقلوهم الى شاطئ النهر وبعد ان عرّوهم من ثيابهم وكل ما كانوا يحملون قتلوهم ببنادقهم واحرقوا جثثهم.
    وفي ديار بكر كانوا يسوقون أربعين أو خمسين عائلة ارمنية ويقودوهم الى مدينة دارا ويقتلونهم ويلقون بجثثهم في الآبار. ومنهم من يقتلونهم بالفؤوس وغيرهم بالسيوف وكثيرين كثيرين بالمطارق والمكالب والمنشار فكان البعض يلقون بنفسهم في الآبار حتّى يتخلّصوا من هذا العذاب.
    كانوا يهجمون على القوافل الهاربة فيجرّدوهم من الثياب والمال ويقتلوهم. وكانوا يأخذون النساء والبنات الجميلات لانفسهم. وبحسب أوامر القادة كان مفروضاً ان يُقتل كل يوم ألفا شخص.
    وكانت إذا ما تأخرت بعض النساء الحوامل في السير يقومون بقتلهن. وللشهادة نقول كان من بين المسلمين رجال رفيعي الاخلاق من بينهم رجل يدعى حجّي مصطفى فهذا قال للمسيحيين إن حياتي فداء لحياتكم وساعدهم كثيراً.

  • في سعرت وحدها تم تدمير كلّي لـ 36 قرية كلدانية، لم يبق فيها حجر على حجر، ومن تبقى منهم تم طليهم بالنفط واحراقهم جميعاً.
    طالت مذبحة سيفو 1914-1915 مدن وقرى اورفا (الرها)، ديار بكر، ديريكه ويران شهر، رأس العين، دير الزور، سنجار، الجزيرة (جزيرة ابن عمر وتعرف ببازابدى) بلدة على ضفة الدجلة، سعلات، كربوران، دير العمر، دير الصليب، باسبرينا، مدياد، وصُلُح، عين ورد، كفرجوزة، وباتّه، قلّث وحصن كيفا، الصَور، نصيبين، دارا، قلعة المرا (قلعة مرا)، معصرتا، بافاوا، بنابيل، منصورية، القصور (الكولية)، تل أرمن، شذرات.
     

  • فلم يتم محاكمة المخططين والمنفذين للابادة الجماعية بالشكل الصحيح فتم تقديمهم كمجرمي حرب وليس جرائم ضد الانسانية او ابادة جماعية وافلتوا من يد العدالة.
    اعتبر هؤلاء المجرمون انفسهم قد قاموا بعمل وطني في غاية الكمال وهم مقتنعون بالابادة، معتبرين الارمن خونة للوطن. وطبعاً انكروا الجرائم والابادات بحق الشعوب المسيحية الاخرى وحتى انه لم يتم ذكر اي من السريان وباقي المسيحين في كثير من المرافعات والمحاكم.
    وقد اعتقل فقط اربعة مذنبين لم يتم محاكمتهم ابداً وتم مقايضة بعض معتقلين آخرين باسرى انكليز وآخرون فرّوا، وآخيراً اطلق سراح البقية دون محاكمة. علماً ان هؤلاء الرجال الاربعة تمت ادانتهم المباشرة في المجازر ومنهم:
    عارف فيضي بك، احد مدبري المجازر (نائب ديار بكر في البرلمان العثماني)، بعدما القي القبض عليه سجن في مصر، والقيت التهمة على غيره.
    فيلي نجدت بك Viliكان ايطالي الاصل: منسّق المجازر على المستوى الاقليمي. كان رئيس الشرطة فسُلّم الى السلطات الانكليزية، ولم تتم محاكمته.

    بدر الدين (الامين العام لديار بكر): المشرف على اعمال القتل وتنفيذ الابادة في ماردين، اعتقل في مالطا. كانت استراتيجيته تجويع المسيحيين حتى الموت.

    يوسف بن نوري البدليسي: رئيس ميليشيا ماردين (كان مجرّد منفّذ) والمسؤول المباشر عن مذابح السريان في الغولية بالاتفاق مع الاكراد. سجن في مالطا

 
  9- من الإيديولوجية الطورانية استمدّت الإبادة للأرمن وللسريان وللأكراد ...
ومنذ سيطرة الضباط الأحرار على تركيا الفتاة، اتخذوا مواقف عنصرية متشددة من جميع الأقوام، ولضمان سلطتهم وهيمنتهم اتّبعوا سياسة «فرّق تسد» في ضرب الشعوب والجماعات بعضها ببعض، وبهذا أغرقوا البلاد في بحر من الدماء.

وفي هذا الصدد تنبغي الإشارة إلى قوات «الفرسان الحميدية» التي شكّلها السلطان عبد الحميد في نهاية القرن التاسع عشر، والتي كانت عبارة عن تجمّع لقوات المتطوعين من الإقطاعيين الأكراد، وقد حقّقت الحكومة التركية فتنتها هدفها الأول عندما شاركت هذه القوات أنصار تركيا الفتاة بمذابح الأرمن عام 1915. وفي الحرب ضد روسيا، إلا أن هذه القوات لم تبق على عهدها مع السلطان، إذ إن عدداً كبيراً من قطعات «الحميدية» انتقلت أثناء الحرب العالمية الأولى إلى جانب القوات الروسية وحملت السلاح ضد الحكومة العثمانية.

لم يلغ كمال أتاتورك مؤسسة «فرسان الحميدية»، بل خطط إلى استخدام هذه القوات في حرب عدوانية ضد أرمينيا وشعوب ما وراء القفقاس وكذلك في «تهدئة» الانتفاضات الكردية على أتاتورك ومؤسسته.

وحين نشبت الحرب العالمية الأولى عملت الإمبراطورية العثمانية على تصوير النزاع بأنه صراع بين النزعة الوحدوية الإسلامية المحمدية والقوى المسيحية في التفاهم الثلاثي الحلفاء . ومالت غالبية الرعايا العثمانيين بصرف النظر عن الخلفية العرقية، إلى قبول هذا التصنيف على علاّته إلا أن موقف شريف مكة المتحالف مع البريطانيين كان استثناءً في ذلك الوقت قضى على الزعم العثماني بأن الحرب هي صراع بين الإسلام ودار الحرب.

وبعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، اشتدت نزعة التعصّب التركي الداعية إلى تتريك وصهر «الأقليات» الإثنية بالقوة

مختصر للسلوك التركي «الديمقراطي» تجاه «الأقليات» الإثنية والمذهبية:
  • 15 ـ 9 ـ 1916، رسالة طلعت بك وزير الداخلية التركي، عبرت عن الإيديولوجية العنصرية الطورانية الفطرية المتأصلة في الأتراك تجاه الشعوب التي من غير عرقها ومن دينها: «هذه الشعوب ليست من بني البشر في حقوقها بل هي دواب فقط… يجب أن يدمّروا من دون شفقة»، لعلنا لا نستطيع التمييز بين هذا النص والنصوص التلمودية التي تدعو إلى إبادة الجنس البشري.
  • شن المجلس التركي، بلسان نائب أردهان - خالد بك، حملة مسعورة ضده الارمن وسط تصفيق أعضاء مجلس الأمة: «مستقبل وسعادة الأمة الأرمنية هو في أيدي الأتراك. ولو أخذنا في الاعتبار قتل مجموعة من الشهداء الأتراك… وقتل جمال باشا وغيره من الأبرياء… لكان علينا أن نقضي على الشعب الأرمني ونبقى حاقدين على الأرمن.
  • حزيران 1934 أصدر المجلس قانون الاستيطان رقم 2510،  الذي بموجبه نفذت الحكومة برنامجاً للهجرة وتوزيع الأقليات.وفقاً لخريطة وضعتها وزارة الداخلية، قسمت أراضي تركيا على الشكل التالي:.

    1- تضم المناطق التي يجب أن يتمركز فيها الأتراك.
    2- تتكون من المناطق المخصصة لتوزيع المهاجرين الذين يجب أن يتشرّبوا الثقافة التركية.
    3- تضم المناطق التي يجب إخلاؤها لأسباب اقتصادية وصحية وثقافية وسياسية وعسكرية، ويمنع التنقل أو السكن فيها… ونظراً لأن الأكراد والأرمن كانوا يعيشون بصورة رئيسية في هذه المناطق، فإن مسألة تهجيرهم قد أصبحت أمراً مفروغاً منه.
     
  • كتب أول سفير سوفياتي في تركيا «س.ي. أرلوف» يقول: «إن كمال أتاتورك كان يدافع عن حق الأتراك في الاستقلال، في حين أنه كان يرفض مثل هذا الحق للأرمن والأكراد».
  • للتاريخ، بعد ثورة لنين البولشفية 1917، لينين وحزبه اباد جميع القادة من حلفائه، خوفا ان يطالبوا بحصصهم من انتصار 1917، مع العلم ان حلفائه كانوا الفلاحين في الريف الروسي، اي ابناء الكنيسة الارتودكسية الفلاحين الذين ثاروا على القيصر الروسي والاقطاع الروسي والبرجوازية من رؤوساء الكنيسة الارثودكسية الظالمين والمتقيصرين - اي رجال الدين الذين كانوا  عملاء القيصر.  
وخلاصة، ثمة رأي عام يؤكّد أن مشاريع إبادة الأرمن والسريان والأكراد. استمدّت جذورها من الأيديولوجية العنصرية لتركيا الطورانية. التي على رغم رفضها تحمل مسؤولية عمل قامت به جمعية الاتحاد والترقّي، منذ قرن، إلا أنها تدرك جيداً أن اعترافاً من هذا النوع يعني استعادة الأراضي السليبة التي هُجّر منها الأرمن والسريان والأكراد.

 
  10- الاعتراف الدولي والانكار التركي
أن الشعب السرياني الكلداني الآشوري ظُلم مرتين، مرة لأنه ذُبح وأُبيد وشُردت بقيته الباقية من موطنها التاريخي، ومرة ثانية لأن التاريخ والعالم اللذان كانا شاهدين حيينها على تلك المجازر البربرية لم يعترفا له بتلك التضحية الجسيمة على مذبح الإنسانية فتم التنكر لها وكأنها لم تكن.

المجزرة الدموية بحق شعبنا جرح جائر ودائم يلاحق الحكومة التركية خلال قرن بعد فشل جهودها لطمسها. ومع اصرار هذه الشعوب بعدم التخلي عن حقوقه، تتزايد الدول والمؤسسات الإنسانية العالمية التي تعترف بها وتطالب بتصفية آثارها

  الاعتراف الدولي

 في ديسمبر 2007، قامت المؤتمر الدولي لدارسي المذابح، وهي المنظمة الأولى في شؤون المذابح، قامت بالمقارنة
 بين مذابح السريان والاشوررين مذابح اليونانيين البونتيك وكانت فضلاً النتيجة 83%. واعلنت وثيقة صوت عليها بالإجماع تدعوا إلى الاعتراف بالمجازر الآشورية، وذلك:
  1-  أن المؤتمر الدولي لدارسي المذابح يعتبر الحملات العثمانية ضد الأقليات المسيحية في الإمبراطورية ضمن عامي 1914 و1923 جرائم إبادة جماعية ضد الأرمن والآشوريين واليونانيين الأناضوليين والبنطيين.
  2-  أن المؤتمر يطالب الحكومة التركية بالاعتراف بالإبادات الجماعية ضد هذه الأقليات، كما يطالب المؤتمر بنشر اعتذار رسمي والقيام بخطوات جدية من أجل تعويض المتضررين.

وفي عام 2008، قرر البرلمان السويدي الإعتراف بالمجزرة، والذي صوتوا ضده، كانوا 37 من 245 فرداً.
كما شخصيات ومؤسسات كردية اعتذرت عن دور الأكراد في مجازر الأرمن والآشوريين واليونان مثل
عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني، وحزب المجتمع الديمقراطي، والبرلمان الكردي في المنفى

الدول الوحيدة التي كانت لها دور في تمييز المذبحة كانت فرنسا، السويد، الولايات المتحدة.
وبالنسبة للسويد فقد كان المجتمع السرياني هناك هو الضاغط الأساسي على الحكومة لعمل نصب تذكاري
وفي استراليا تمكنت الجالية الاشورية مع الاتفاق مع الحكومة على انشاء نصب تذكاري لشهداء المجزرة
ويوجد في الولايات المتحدة نصبان، في شيكاغو وكالفورنيا.
وفي ارمينا تم بناء نصب تذكار للمجزرة في zizernagapert


بأنني بقيت وفياً لأوراقي "الآشورية"، فهذا الوفاء لا يستقوى ويستمر إلا بوحدة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، الكفيل بأن يخفف من معاناة شعبنا الطويلة ويتحقق من خلاله الأهداف التي ناضل أجدادنا من أجلها.

كما يحتفل الشعب الارمني والاشوري والسرياني والكلداني في جميع انحاء العالم بتاريخ 24 نيسان من كل سنة بذكرى هذه المجازر .
فيتذكرون أجدادهم الذين سقطوا شهداء على مذبح شهوة السلطة التي انتابت مجموعة عنصرية تركية رأت أن مجد الأمة التركية لا يتحقق إلا بإبادة جميع المكونات التي لا تتقاطع دينياً أو قومياً مع التعريف الذي وضعوه لهذه الأمة.


 انكار الاتراك المجازر

تعتبر تركيا وأذربيجان الدولتان الوحيدتان اللتان تنكران حدوث مجازر في عهد الدولة العثمانية.  كما تعتبر أن الأعداد مبالغ بها وأن الجيش العثماني لم يكن له يد في قتل المدنيين.
وقد وقع 69 من الأكاديميين الأمريكيين على بيان موجه للكونغرس الأمريكي سنة 1985 يحثه فيه على عدم الأعتراف بالمذابح العثمانية ضد مواطنيها المسيحيين,غير أن 68 منهم سحبوا توقيعاتهم لاحقا بعد أن تبين بعد التحقيق بالأمر أن معظمهم تلقوا منح مالية من الحكومة التركية.

واخيرا، تختصر أسباب نقص أعداد المسيحيين في تركيا بحسب رأي مشككي المجازر في التالي:

  1. الصراع الطائفي والعرقي: كانت للكراهية المتبادلة بين الأرمن والأكراد الدور الأكبر في حدوث مجازر بين المسيحيين والمسلمين في تلك النواحي. كما قام مسلمون باعمال القتل بعد أن رفع مسيحيو الدولة العثمانية شعار "فليسقط الهلال" بحسب ما وردته صحيفة تركية سنة 1896.
  2. المجاعة، العديد من الضحايا سقطوا نتيجة المجاعة التي شملت أجزاء من أوروبا والشرق الأوسط بنهاية الحرب، بسبب الحصار الذي فرضه الحلفاء على واردات القمح إلى الدولة العثمانية وقيام هؤلاء بالاستيلاء على محاصيل الفلاحين في سوريا لاستخدامها في تموين جنودها.

 في 1 حزيران 2005، ادرج قانون بحيث يجعل الاعتراف بحدوث مجازر في عهد الدولة العثمانية جريمة يعاقب عليها القانون.
 في صيف 2011 تم كشف النقاب عن كتاب مدرسي في تركيا عن السريان وفيه يتم إنكار حدوث أي مجازر بحقهم خلال الحرب العالمية الثانية. يذكر الكتاب أن السريان طعنوا تركيا في الظهر وتحالفوا مع الروس
.

نصب المذبحة التذكاري في باريس، فرنسا
 
 
 
 
 
 
نصب المجازر الآشورية بمدينة ترزانا بالولايات المتحدة.
 
  11- صور للذاكرة عن الاجرام العثماني
 
     
الاستمتاع بالضحايا البشرية القتلى القتل ذبحا بعد اغتصاب النسوة، يقتلن بالفئوس
 
 
تم استخدام مثل هذه العوامات الخشبية لإرسال الضحايا إلى أسافل مجرى النهر حيث كان يتم قتلهم.
 
   
صور زيتية لمعارك تخطيط للرسام الإيطالي ليوناردو دي مانغو يظهر فيه عملية تصفية نساء وأطفال سعرت.
ابادات، مقابر جماعية ابادات متسلسلة
 
   
بقايا بشرية لضحايا مقبرة جماعية
الله يرى، بقايا بشرية لضحايا المجازر العثمانية
 

يصف غريغوريوس يوحنّا إبراهيم، مطران حلب للسريان الأرثوذكس، الماساة بحق السريان قائلاً:

أودت مجازر سيفو بحياة نحو مئة ألف سرياني وتركت وراءها عدداً كبيراً من الأيتام والأرامل في مختلف الأبرشيات التي تضعضعت، حتى اختفت بعضها بسبب هجرة أبنائها إلى بلاد الله.
دمّرت كنائس كثيرة وأديرة تاريخية في بلاد ما بين النهرين، كان لها دوراً مهماً في سالف الأزمان في نشر الحضارة والمدنية، الى تبعثر المخطوطات الثمينة والذخائر النفيسة والمكتبات الشهيرة،وخسر السريان كمجموعة وكأفراد ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة، فوالدت جوّاً كئيباً في حياة السريان أينما كانوا،.
وبالتالي تفكّكت وحدة الطائفة الجغرافية بالتقسيمات السياسية التي جاءت كتحصيل حاصل لمخططات الاستعمار.
صحيح أنّ نهضة جديدة قامت في ربوع سورية ولبنان بإعادة تشكيل أبرشيات سريانية في كل منهما، ولكنها كانت على حساب أبرشيات أخرى سريانية زالت من الوجود.

 
 
خريطة لبلاد الاشوريين السريان الكلدان ومسارات تهجيرهم
 
 
 .
 www.puresoftwarecode.com  :    HUMANITIES Institute  ART Institute & Others
 SOFTWARE Institute  CHRISTIANITY Institute    
   "Free, 100 Software Programming Training Courses"       Le HANDICAP c'est quoi ?   (in French)  Basilica Architecture, in the Shape of a Cross
 VISUAL STUDIO 2010 in English  Holy BIBLE in 22 Languages and Studies ...  Drugs and Treatment in English, french, Arabic  Old Traditional Lebanese houses
 VISUAL STUDIO .NET, Windows & ASP in English  220 Holy Christian ICONS  Classification of Wastes from the Source in Arabic  5 DRAWING Courses & 3 Galleries
 VISUAL STUDIO 6.0 in English  Catholic Syrian MARONITE Church    Meteora, Christianity Monasteries - En, Ar, Fr
 Microsoft ACCESS in English  HOLY MASS of  Maronite Church - Audio in Arabic  Christianity in the Arabian Peninsula in Arabic  Monasteries of Mount Athos & Pilgrimage
 PHP & MySQL in English  VIRGIN MARY, Mother of JESUS CHRIST GOD  Summary of the Lebanese history in Arabic  Carved Rock Churches, in Lalibela, Ethiopia
 SOFTWARE GAMES in English  SAINTS of the Church  LEBANON EVENTS 1840 & 1860, in Arabic  
 WEB DESIGN in English  Saint SHARBEL - Sharbelogy in 10 languages, Books  Great FAMINE in LEBANON 1916,  in Arabic  my PRODUCTS, and Statistiques ...
 JAVA SCRIPT in English  Catholic RADIO in Arabic, Sawt el Rab  Great FAMINE and Germny Role 1916,  in Arabic  
 FLASH - ANIMATION in English  Читать - БИБЛИЯ и Шарбэль cвятой, in Russe  Armenian Genocide 1915  in Arabic  4 Different STUDIES
 PLAY, 5 GAMES Apparitions of  Virgin Mary - Ar   Sayfo or Assyrian Genocide 1915 in Arabic  SOLAR Energy & Gas Studies
     Christianity in Turkey in Arabic  WELCOME to LEBANON
 SAADEH BEJJANE Architecture      YAHCHOUCH, my Lebanese Village
 CARLOS SLIM HELU Site.  new design    Prononce English and French and Arabic Letters  ZOUEIN, my Family - History & Trees
       Chucri Simon Zouein, Computer engineer
     
echkzouein@gmail.com
© pure software code - Since 2003