كبادوكيا في تركيا،ومدينتها المسيحية تحت الأرض | ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
كبادوكيا
التاريخ منذ العصور الأولى للمسيحية، لجأ المسيحيون إلى المغاور للاحتماء من الاضطهادات، باعتبار أنها توفر شبكة دفاعية مهمة تقيهم من نيران الهجمات التي تشنها عليهم الجيوش المتعاقبة… وقد انتشرت هذه المغاور في البلاد التي تتوافر فيها الصخور والأراضي الكلسية، كما في فلسطين ولبنان، واللافت أن السكن في هذه المغاور لم يتوقف على مدى أزمنة التاريخ وصولا إلى اليوم. لم يكتف المسيحيون الأوائل بالسكن في المغاور بل نحتوا الصخر وبنوا فيه الكنائس، وحفروا عميقاً تحت الأرض وشيدوا مدناً، مستمدين قوتهم من إيمان لا يتزعزع وتصميم على دحر المعتدي، مهما عظمت أسلحته واشتدت نيرانه… صمدت هذه المدن عبر التاريخ وما زالت جدرانها تردد صدى البطولات التي خطها المسيحيون بأحرف من نور. وامتدادا في منطقة كابادوكيا التركية، هناك ايضا مدينة تحت الأرض بعمق يصل إلى ثمانية طوابق في مدينة Derinkuyu، والى جانبها مدينة اخرى تحت الأرض هي بمساحة 2.5 كيلو متر مربع فى مدينة Kaymakli . وحديثا اكتشفت مدينة كاملة تحت الأرض، في منطقة كابادوكيا التركية، الأكبر في العالم، اسمها بيتريا، تشغل موقعًا جبليًا فريدًا، ويصل عمقها إلى ستين متراً. وفي هذا السياق، يقال ان هذه المدينة الأثرية العظيمة قد أحرقها الملك كرويسوس حاكم ليديا قبل 2500 سنة، بعد معركة فاصلة ضد الميديين عُرفت في التاريخ باسم معركة الكسوف. ذُكرت بيتريا في مدونات آشورية وإغريقية قديمة، ولكن لا يُعرف إلا القليل عن سكانها الميديين وثقافتهم، نظرًا إلى ندرة الوثائق المدونة التي تتحدّث عنهم. "ومنها ان سكان بيتريا (الميديون) ينتمون إلى مناطق شمال غرب فارس، وتمكّنوا بالتحالف مع البابليين من مقارعة الآشوريين وهزيمتهم في شمال العراق الحالي عام 612 ق.م، ثم توسّعوا غربًا وأسّسوا مدينة حصينة لهم على جبل كيركينيس سمّوها بيتريا، تحوّلت إلى مناطق لهم لغزو مناطق أخرى من الأناضول، بعد ذلك دخلوا في حرب مع مملكة ليديا الواقعة في الغرب استمرت خمس سنوات وانتهت بخسارة فادحة لهم. | ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
كبّادوكيّة
إقليم في آسية الصُّغرى يقع غربي أرمينية كان محميّة رومانيّة في القرن الأول
قبل الميلاد، ثمّ ولايةً رومانية في القرن الثاني؛ وفي ما بعد مركز إشعاع
مسيحيّ كان له أثر واسع في انتشار المسيحيّة. وفي القرن الرابع للميلاد لمعت
أسماء ثلاثة في كنيسة كبَّادوكية: القدّيس باسيليوس الكبير، أسقف قيصريّة († 379) - سياسيّاً كنسيّاً لامعاً، وشقيقه الأصغر لقدّيس غريغوريوس النّيصيّ († 394) - مفكّراً وفيلسوفا، وزميله في الدراسة وصديقه القدّيس غريغوريوس النازينازي († 390) - خطيباً ولاهوتيّا، هم عظام هذه الحقبة لما كان لهم من أثر فريد في اللاهوت وفي الكنيسة. كانوا من النُّخبة الذين قاموا بإدارة شؤون الكنيسة المتجدّدة في القرن الرابع. وكانوا ويتمتّعون بثقافة عالية وعميقة كانت تؤهّلهم لمناصب الخطابة والمحاماة والحُكم. تخلّى هؤلاء عن المناصب وانقطعوا إلى حياة النُّسك وقد دُعوا إلى الأسقفية. وكانوا مع يوحنّا الذهبيّ الفم، "أعظم ملافنة الكنيسة الشرقيّة الأربعة"، منذ سنة 1568. كذلك برز فرمليانوس أسقف قيصرية كبادوكيا الذي تولي رعاية قيصرية كبادوكيا خمساً وثلاثين سنة ونيف (232 – 268 م). اشتهر بالتقوى والورع واستقامة الرأي. أعجب بعلم العلامة أوريجينوس، وزاره في قيصرية فلسطين. تعاون مع القديس غريغوريوس العجائبي في معالجة هرطقة بولس السومسطائي، فرأس مجمع إنطاكية الأول عام 264 م، وتوفي وهو في طريقه للاشتراك في أعمال مجمع إنطاكية الثاني. وظل المسيحيون يقطنونها حتى سنة 1923، تاريخ قيام الدولة التركية. | ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
يعود ذكر
كبادوكيا إلى نهاية القرن السادس ق م، عندما ظهر اسمها الفارسي كتباتوكا (أرض
الخيول الجميلة) في نقوش اثنين من الملوك الأخمينيين، دارا الأول وخشایارشا
الأول، كإحدى بلدان الإمبراطورية الفارسية، المعروفة بتربيتها للخيول. في العصور المسيحية الأولى، استخدمت المدن تحت الأرض كأماكن للاختباء من الرومان قبل تحوّل المسيحية إلى ديانة مقبولة. تضمنت هذه المدن شبكات دفاعية وأشراكاً في طبقاتها السفلية، بعضها مكوّن من صخور دائرية لإغلاق الأبواب والمعابر، وبعضها مؤلف من ثقوب في الأسقف، بالإضافة إلى ممرات ضيقة، لمواجهة الأسلوب القتالي الروماني الذي اعتمد على القتال الجماعي. على مر تاريخها، شاطرت كبادوكيا جارتها أرمينيا ( كانت إقليماً من الامبراطورية) في التاريخ والتبادل الحضاري. كتب المؤرّخ العربي أبو الفرج الأصفهاني في هذا السياق: “غلب الأرمن على سيواس في كبادوكيا، وقد تعاظمت أعدادهم فيها حتى أصبحوا جزءًا كبيراً يسود جيوش الروم. وقد استُخدم هؤلاء الأرمن كحاميات لاحتلال المعاقل المنتزعة من العرب. ميزوا أنفسهم كجنود مشاة محنكين متمرسين في الجيش الإمبراطوري، قاتلوا بشجاعة وإقدام إلى جانب الرومان أو بكلمات أخرى البيزنطيين”. نتيجة للحملات العسكرية البيزنطية واحتلال السلاجقة لأرمينيا، انتشر الأرمن في كبادوكيا من قيليقية والمناطق الجبلية في سوريا وبلاد الرافدين، ومنها تشكلت المملكة الأرمنية القيليقية. وقد تضاعفت هجرتهم بعد تراجع نفوذ الإمبراطورية البيزنطية وتأسيس الممالك الصليبية بعد الحملة الصليبية الرابعة. بالنسبة إلى الصليبيين عرفت كبادوكيا بـ”بلاد الأرمن”، بسبب سعة استيطانهم فيها. خلال العصور الوسطى، غزت القبائل التركية المنطقة واستوطنت فيها. ومنذ عام 1915، شكلت القوميات التركية الغالبية العظمى من سكان هذه المنطقة. تعرف كبادوكيا بالأرض الساحرة. تتميّز بمناظرها الخلابة وتزيد من جمالها القلاع التاريخية والأعمدة الجيرية المسماة “الأعمدة الساحرة” المنتصبة منذ مئات السنين، وهي آهلة بالسكان منذ العصر الحجري. من بين المدن التي تقع تحت الأرض، ديرينكويو، كايماكلي وغازي أمير وأوزكاناك. أفضل القصور التاريخية والبيوت الكهفية موجودة في أورغوپ وغوريم (كانت مركزاً رهبانياً بين عامي 300-1200) وغوزليورت وأوج حصار. تشكلت الصخور الرسوبية، تحت كبادوكيا، في البحيرات والمجاري المائية ورواسب البرقعان (Ignimbrite) التي انفجرت من البراكين القديمة قبل حوالي 3 إلى 9 ملايين سنة. أما صخور كبادوكيا بالقرب من غوريم فقد تآكلت لتصبح مئات من الأعمدة العجيبة في أشكال المنارات. وقد نحت الذين استوطنوا كبادوكيا البيوت والكنائس والأديرة من رواسب الطوفة البركانية الخفيفة. | ||||||||||||||||||||||||||||
اكتشاف كنيسة منحوتة تحت الأرض تحتوي جدارنيات نادرة في كبادوكيا التركية، 2016شهدت منطقة كابادوكيا السياحية بولاية
نوشهير التركية، اكتشافا أثريّا جديدا، تمثّل في العثور على كنيسة منحوتة في
الصخر تحت الأرض، تحتوي على جداريات، يعتقد أنها تعود للقرن الخامس الميلادي،
تصوّر مشاهد من حياة يسوع المسيح.
ومن المعلومات الأولية، تشير إلى أن الكنيسة، بنيت في القرن الخامس
الميلادي، وتتميز عن الكنائس الأثرية الأخرى في كابادوكيا، بكونها أكبر حجما،
ومحفورة في الصخر تحت الأرض، وبجدارياتها التي حافظت على حالتها
الأصلية. كما أن بعض الجداريات التي تم
اكتشافها “تضم مشاهد تصور صلب المسيح، وأخرى تصور الحواريين والقديسين،
والنبييْن موسى، وإلياس”.
صور من الكنيسة المنحوتة تحت الارض، المكتشفة حديثا، وبعض جدرانياتها | ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
صورمن بعض كنائس كابادوكيا المحفورة في الصخر | ||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ||||||||||||||||||||||||||||
على جدران الكنائس القديمة في الصخر، تشهد لآثار المسيحيين البيزنطيين الذين لجأوا إليها واضحة | ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
صور من كابادوكيا المحفورة في الصخر | ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
صور من بيتريا، المدينة الاخيرة تحت الأرض المكتشفة، في منطقة كابادوكيا التركية، ذات الثقافة الميدية | ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
© pure software code - 2016 |