كان القديس يعقوب الكبير واحدا من
أصدقاء يسوع المقربين كما كان كلّ من بطرس و يوحنا. هو ابن
زبدي و سالومة و شقيق القديس يوحنا الرسول و قد يكون ابن خالة
يسوع. لقد سميّ الكبير لأنّه أصبح رسولا قبل القديس يعقوب
الصغير. بعد الجمعة العظيمة، القيامة، و صعود يسوع إلى
السماء و حلول الروح القدس يوم العنصرة. بدأ يعقوب
تبشيره. و نشر البشرى السارة في أرجاء إسرائيل و بعد ذلك بفترة
وجيزة في الامبراطورية الرومانية. ثم سافر إلى أيبيريا و وصل
إليها في السنة 40م إلى قرية سرقسطة في شمال شرق إسبانيا
و رافقه ثمانية أشخاص آخرين في رحلته. و اسم القديس يعقوب
في اسبانيا هو سانت لاغو. و لم يكن البلد الذي اختاره
مشجعا على نشر الإنجيل مما أصابه بالحزن الشديد. في أحد الأيام
فيما كان يصلي ظهرت له السيدة العذراء و أعطته تمثالا خشبيا لها و عمودا مصنوعا من
حجر اليشب و أخبرته أن يبني كنيسة إكراما لها و أن يضع
العمود و التمثال عند الهيكل و بذلك يكون اسم الكنيسة "سيدة
العمود الطوباوية"

بنى القديس يعقوب الكنيسة في ذلك المكان إكراماً
للعذراء الطوباوية و وضع التمثال على العمود. و بعد ذلك
بفترة، عاد القديس يعقوب إلى أورشليم حيث قطع هيرودس رأسه
عام 44 للميلاد. و لأنّه لم يكن مسموحا أن يتم دفنه، أخذت جميع
رفات القديس يعقوب الكبير بعد استشهاده إلى كومبوستيلا في
إسبانيا من قبل أتباعه و وجدوا هناك مكانا مناسبا للدفن. و بعد
عدة قرون شقّ المور طريقهم إلى إبيزا و استولوا على كامل
إسبانيا في عام 711 و لم يعد أحد يفكر في رفات أو في قبر
القديس يعقوب حتى القرن التاسع عندما انتشرت الشائعات عن
وجود قبر القديس يعقوب الرسول في شمال إسبانيا و هزم
شارلمان المسلمين و أمر بحج كبير إلى كومبوستيلا و بنيت كنيسة
صغيرة فوق رفات القديس و بعد ذلك بفترة قصيرة بنيت كنيسة
كبيرة مكانها و كرّست عام 889 و بقيت قائمة قرابة قرن من
الزمان حتى عام 997 عندما قام موس بإحراق الكنيسة و هدمها.
أصبح قبر القديس يعقوب الرسول مركز مدينة صغيرة و هي مدينة
سانتياغو دي كومبوستيلا في فلافيا و كان أسقف آريا يقيم
هناك في فترة إجازته الصيفية مما أفاد كومبوستيلا كثيرا
لأنه كان قد حان الوقت لبناء كاتدرائية جديدة و هي ما تزال
قائمة حتى الآن، كاتدرائية سانتياغو و التي كرّست عام
1211.
الكاتدرائية:
يوجد المدخل الرئيسي على
البلازا ديل أوربادوريو و يتم الوصول إليه عبر درج ضخم و
توجد أيقونة القديس يعقوب في الوسط و هو متكئ على عصى
المشي. و يطلق على العمود الرئيسي للباب اسم "عمود الحجاج" لأنّ
كلّ حاج يدخل الكاتدرائية يضع يده هناك كأنّه يقول: "لقد
وصلت إلى هنا سالما". و فوق المذبح الرئيسي في الزاوية
الجنوبية البعيدة للمبنى يمكن للزائر رؤية تمثال القديس
يعقوب. يوجد قبر يعقوب الرسول في السرداب خلف المذبح الرئيسي و
ينهي الحاج رحلته بتقبيل حاشية العباءة المرصعة بالجواهر و
التي تكسو التمثال. و هناك متحف يعرض بقية كنوز
الكاتدرائية.
رموز
القديس يعقوب الرسول:
كان القديس يعقوب يصوّر على هيئة رجل مسنّ و
رسول. حتى القرن الثاني عشر كان يميّز بصفات الرسول العامة
فقط "الإنجيل". و كان السيف هو الإضافة التالية لتذكرنا
بأنّ رأسة قد قطع و ليكون لاحقا كرمز لشفيع المحاربين، الفرسان،
و الرجال المقاتلين. و يشاهد هذا السيف عادة كصليب القديس
يعقوب و هو سيف بشكل صليب أحمر اللون ذراعاه قصيران و
تنتهي كلّ منهما بخنجر داخل زنبقة و القديس يعقوب في
الوسط. منذ العصور الوسطى يتم تصويره ككاهن حاج مسافر و معه عصا
كبيرة للمشي، قارورة مياه، و القارب المعروف باسمه. تخبرنا
إحدى الأساطير كيف أنّ فارسا سقط في البحر مع حصانه الهارب
و طلب مساعدة القديس يعقوب فبقي طافيا و عندما وصل إلى
الشاطئ وجد نفسه مغطى بالأصداف. و يمكن إيجاد أصداف القديس
يعقوب عند الساحل الشمالي الغربي لإسبانيا عند
غاليسيا.
شفاعة
القديس يعقوب الرسول:
هو شفيع إسبانيا، الحجاج، العمال، الكيميائيين،
بائعي اللوازم الصغيرة، و الجنود. و تطلب شفاعته للمصابين
بالروماتيزم (التهاب المفاصل) كما و أنّه القديس شفيع
مدينة لاهاي في هولندا.
هناك ثلاثة أمور استثنائية تتعلق بسيدة
العمود:
1- حدث هذا الظهور فيما كانت السيدة العذراء ما
تزال على قيد الحياة قبل انتقالها إلى السماء بالنفس و
الجسد.
2- ظهرت
السيدة العذراء مع تمثال لها و عمود و قد استخدم كلاهما
لبناء الهيكل في أول كنيسة مكرسة للسيدة العذراء في
التاريخ.
3- قادت الروابط بين السيدة العذراء و القديس
يعقوب إلى أمرين في غاية الأهمية و هما مدينتا سرقسطة و
القديس يعقوب دي كومبوستيلا و اللذين يشكلان الآن أساس
الإيمان الإسباني.
|