فصل
76
الْمَزْمُورُ السَّادِسُ
وَالسَّبْعُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ.
عَلَى الآلاَتِ الْوَتَرِيَّةِ. مَزْمُورٌ لآسَافَ. تَسْبِيحَةٌ.
1-
اللهُ مَعْرُوفٌ فِي
يَهُوذَا وَاسْمُهُ مُعَظَّمٌ فِي إِسْرَائِيلَ.
2-
خَيْمَتُهُ فِي أُورُشَلِيمَ
وَمَسْكَنُهُ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ.
3-
هُنَاكَ حَطَّمَ السِّهَامَ
الْبَارِقَةَ، وَالتُّرْسَ وَالسَّيْفَ وَكُلَّ أَسْلِحَةِ الْحَرْبِ.
4-
أَنْتَ أَمْجَدُ وَأَعْظَمُ
جَلاَلاً مِنَ الْجِبَالِ الْخَالِدَةِ
5-
سَلَبْتَ أَبْطَالَهُمْ، فَنَامُوا
نَوْمَ الْمَوْتِ، وَلَمْ تَنْفَعْهُمْ قُدْرَاتُهُمْ.
6-
مِنْ زَجْرِكَ
يَاإِلَهَ يَعْقُوبَ تُصْرَعُ الْفُرْسَانُ وَالْخُيُولُ.
7-
إِنَّمَا أَنْتَ
مَهُوبٌ، فَمَنْ يَقِفُ أَمَامَكَ فِي غَضَبِكَ؟
8-
مِنَ السَّمَاءِ
أَصْدَرْتَ حُكْماً فَلَمَّا سَمِعَتْهُ الأَرْضُ فَزِعَتْ وَصَمَتَتْ.
9-
كَانَ ذَلِكَ عِنْدَمَا قُمْتَ لِلْقَضَاءِ لِتُخَلِّصَ وُدَعَاءَ
الأَرْضِ كُلَّهُمْ.
10-
حَقّاً يَحْمَدُكَ غَضَبُ الإِنْسَانِ، وَمَا
تَبَقَّى مِنَ الْغَضَبِ تَتَمَنْطَقُ أَنْتَ بِهِ.
11-
انْذِرُوا وَأَوْفُوا
لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ. يَاجَمِيعَ مَنْ حَوْلَهُ قَدِّمُوا هَدِيَّةً
لِلْمَهُوبِ،
12-
فَهُوَ يَسْتَأْصِلُ أَرْوَاحَ رُؤَسَاءِ الأَرْضِ،
وَيُرْهِبُ مُلُوكَهَا الْعُظَمَاءَ.
فصل 77
الْمَزْمُورُ السَّابِعُ
وَالسَّبْعُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى يَدُوثُونَ. لآسَافَ. مَزْمُورٌ
1-
إِلَى اللهِ أَرْفَعُ
صَوْتِي، إِلَى اللهِ أَصْرُخُ فَيُصْغِي إِلَيَّ.
2-
فِي يَوْمِ ضِيقِي
طَلَبْتُ الرَّبَّ. انْبَسَطَتْ يَدِي طُولَ اللَّيْلِ فَلَمْ تَكِلَّ.
أَبَتْ نَفْسِي الْعَزَاءَ.
3-
أَذْكُرُ الرَّبَّ فَأَتَنَهَّدُ، أُنَاجِي
نَفْسِي فَيُغْشَى عَلَى رُوحِي.
4-
أَمْسَكْتَ أَجْفَانِي عَنِ
النَّوْمِ. اعْتَرَانِي الْقَلَقُ فَعَجَزْتُ عَنِ الْكَلاَمِ.
5-
فَكَّرْتُ
فِي الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ وَفِي السِّنِينَ السَّحِيقَةِ.
6-
فِي
اللَّيْلِ أَتَذَكَّرُ تَرْنِيمِي، وَأُنَاجِي قَلْبِي، وَتَجِدُّ فِي
الْبَحْثِ نَفْسِي.
7-
هَلْ إِلَى الأَبَدِ يَرْفُضُنَا الرَّبُّ وَلاَ
يَرْضَى عَنَّا أَبَداً؟
8-
هَلِ انْتَهَتْ رَحْمَتُهُ إِلَى الأَبَدِ؟ هَلِ
انْقَطَعَتْ عَنَّا مَوَاعِيدُهُ؟
9-
أَلَعَلَّ اللهَ نَسِيَ رَأْفَتَهُ؟
أَمْ حَبَسَ بِغَضَبٍ مَرَاحِمَهُ؟
10-
ثُمَّ قُلْتُ: «هَذَا
يُسْقِمُنِي: أَنَّ يَمِينَ اللهِ الْعَلِيِّ قَدْ تَحَوَّلَتْ (عَنَّا)»
11-
أَذْكُرُ أَعْمَالَكَ يَارَبُّ. أَذْكُرُ عَجَائِبَكَ الَّتِي
عَمِلْتَهَا فِي الْقَدِيمِ،
12-
وَأَتَأَمَّلُ جَمِيعَ أَفْعَالِكَ
وَأُنَاجِي بِكُلِّ مَا صَنَعْتَهُ.
13-
يَااللهُ ، إِنَّ طَرِيقَكَ
هِيَ الْقَدَاسَةُ، فَأَيُّ إِلَهٍ عَظِيمٌ مِثْلُ اللهِ؟
14-
أَنْتَ الإِلَهُ الصَّانِعُ الْعَجَائِبَ، وَقَدْ أَعْلَنْتَ قُوَّتَكَ
بَيْنَ الشُّعُوبِ.
15-
بِذِرَاعِكَ القَدِيرَةِ افْتَدَيْتَ شَعْبَكَ بَنِي
يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ.
16-
رَأَتْكَ الْمِيَاهُ يَااللهُ فَارْتَجَفَتْ
وَاضْطَرَبَتْ أَعْمَاقُهَا أَيْضاً.
17-
سَكَبَتِ الْغُيُومُ مَاءً
وَأَرْعَدَتِ السُّحُبُ، وَتَطَايَرَتْ سِهَامُكَ.
18-
(زَأَرَ) صَوْتُ
رَعْدِكَ فِي الزَّوْبَعَةِ، فَأَضَاءَتِ الْبُرُوقُ الْمَسْكُونَةَ،
وَارْتَعَدَتِ الأَرْضُ وَاهْتَزَّتْ.
19-
إِنَّمَا فِي الْبَحْرِ طَرِيقُكَ،
وَمَسَالِكُكَ فِي الْمِيَاهِ الْغَامِرَةِ، وَآثَارُ خُطُوَاتِكَ لاَ
تُتَقَصَّى.
20-
هَدَيْتَ شَعْبَكَ كَقَطِيعٍ عَلَى يَدِ مُوسَى وَهَارُونَ.
فصل 78
الْمَزْمُورُ الثَّامِنُ
وَالسَّبْعُونَ
مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ
لآسَافَ
1-
اصْغَ يَاشَعْبِي إِلَى
شَرِيعَتِي، أَرْهِفُوا آذَانَكُمْ إِلَى أَقْوَالِ فَمِي.
2-
أَفْتَحُ فَمِي
بِمَثَلٍ وَأَنْطِقُ بِأَلْغَازٍ قَدِيمَةٍ جِدّاً،
3-
سَمِعْنَاهَا
وَعَرَفْنَاهَا وَحَدَّثَنَا بِهَا آبَاؤُنَا.
4-
لاَ نَكْتُمُهَا عَنْ
أَبْنَائِنَا بَلْ نُخْبِرُ الْجِيلَ الْقَادِمَ: عَنْ قُوَّةِ الرَّبِّ
وَعَجَائِبِهِ الَّتِي صَنَعَ.
5-
فَإِنَّهُ أَعْطَى شَرَائِعَ لِبَنِي
إِسْرَائِيلَ وَأَوَامِرَ لِذُرِّيَّةِ يَعْقُوبَ، أَوْصَى فِيهَا
آبَاءَنَا أَنْ يُعَرِّفُوا بِهَا أَبْنَاءَهُمْ.
6-
لِكَيْ يَعْرِفَهَا
الْجِيلُ الْقَادِمُ، الْبَنُونَ الَّذِينَ لَمْ يُوْلَدُوا بَعْدُ،
فَيُعَلِّمُوهَا أَيْضاً لأَعْقَابِهِمْ.
7-
فَيَضَعُونَ عَلَى اللهِ
اتِّكَالَهُمْ وَلاَ يَنْسَوْنَ أَعْمَالَهُ، بَلْ يَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ.
8-
وَلاَ يَكُونُونَ مِثْلَ آبَائِهِمْ، جِيلاً عَنِيداً مُتَمَرِّداً،
جِيلاً لَمْ يُثَبِّتْ قَلْبَهُ وَلاَ كَانَتْ رُوحُهُ أَمِينَةً لِلهِ.
9-
رُمَاةُ الْقَوْسِ، بَنُو أَفْرَايِمَ تَقَهْقَرُوا فِي يَوْمِ
الْمَعْرَكَةِ.
10-
لأَنَّهُمْ لَمْ يُرَاعُوا عَهْدَ اللهِ، وَرَفَضُوا
السُّلُوكَ فِي شَرِيعَتِهِ.
11-
نَسُوا أَفْعَالَهُ وَعَجَائِبَهُ الَّتِي
أَظْهَرَهَا لَهُمُ،
12-
الْعَجَائِبَ الَّتِي رَآهَا آبَاؤُهُمْ فِي سَهْلِ
صُوعَنَ فِي أَرْضِ مِصْرَ.
13-
شَقَّ الْبَحْرَ وَأَجَازَهُمْ، وَجَعَلَ
الْمِيَاهَ تَقِفُ كَجِدَارٍ.
14-
أَرْشَدَهُمْ بِالسَّحَابِ نَهَاراً
وَبِنُورِ نَارٍ اللَّيْلَ كُلَّهُ.
15-
شَقَّ صُخُوراً فِي الْبَرِّيَّةِ
وَسَقَاهُمْ مَاءً غَزِيراً كَأَنَّهُ مِنَ اللُّجَجِ.
16-
أَخْرَجَ مِنَ
الصَّخْرَةِ سَوَاقِيَ، أَجْرَى مِيَاهَهَا كَأَنْهَارٍ.
17-
لَكِنَّهُمْ
أَوْغَلُوا فِي غَيِّهِمْ مُسْتَثِيرِينَ غَضَبَ الْعَلِيِّ فِي
الصَّحْرَاءِ.
18-
وَجَرَّبُوا اللهَ فِي قُلُوبِهِمْ، طَالِبِينَ طَعَاماً
اشْتَهَتْهُ نُفُوسُهُمْ
19-
وَتَذَمَّرُوا عَلَى اللهِ قَائِلِينَ:
أَيَقْدِرُ اللهُ أَنْ يَبْسُطَ لَنَا مَائِدَةً فِي الْبَرِّيَّةِ؟
20-
هَا
هُوَ قَدْ ضَرَبَ الصَّخْرَةَ فَتَفَجَّرَتْ مِنْهَا الْمِيَاهُ وَفَاضَتِ
الأَنْهَارُ، فَهَلْ يَقْدِرُ أَيْضاً أَنْ يُقَدِّمَ الْخُبْزَ أَوْ
يُوَفِّرَ اللَّحْمَ لِشَعْبِهِ؟
21-
فَلَمَّا سَمِعَ اللهُ ذَلِكَ ثَارَ
غَضَبُهُ، وَانْدَلَعَتِ النَّارُ فِي يَعْقُوبَ، وَاشْتَدَّ السَّخَطُ
عَلَى إِسْرَائِيلَ،
22-
لأَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ وَلَمْ
يَتَّكِلُوا عَلَى خَلاَصِهِ.
23-
وَمَعَ ذَلِكَ أَمَرَ السَّحَابَ وَفَتَحَ
أَبْوَابَ السَّمَاوَاتِ،
24-
فَأَمْطَرَ عَلَيْهِمِ الْمَنَّ لِيَأْكُلُوا،
وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمْ حِنْطَةَ السَّمَاوَاتِ.
25-
فَأَكَلَ الإِنْسَانُ
خُبْزَ الْمَلاَئِكَةِ، إِذْ أَرْسَلَ لَهُمْ زَاداً حَتَّى شَبِعُوا.
26-
أَثَارَ رِيحاً شَرْقِيَّةً فِي السَّمَاوَاتِ، وَبِقُوَّتِهِ سَاقَ
رِيحاً جَنُوبِيَّةً.
27-
فَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ لَحْماً كَثِيراً
كَالتُّرَابِ، وَطُيُوراً كَرَمْلِ الْبَحْرِ،
28-
جَعَلَهَا تَتَسَاقَطُ فِي
وَسَطِ خِيَامِهِمْ حَوْلَ مَسَاكِنِهِمْ.
29-
فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا
جِدّاً، وَأَعْطَاهُمْ مُشْتَهَاهُمْ.
30-
وَقَبْلَ أَنْ يَفْرُغُوا مِنَ
الطَّعَامِ الَّذِي اشْتَهَوْهُ، وَهُوَ بَعْدُ فِي أَفْوَاهِهِمْ،
31-
ثَارَ
عَلَيْهِمْ غَضَبُ اللهِ، فَقَتَلَ أَسْمَنَهُمْ وَصَرَعَ نُخْبَتَهُمْ.
32-
وَمَعَ هَذَا ظَلُّوا يُخْطِئُونَ، وَبِالرَّغْمِ مِن عَجَائِبِهِ لَمْ
يُؤْمِنُوا،
33-
فَأَفْنَى أَيَّامَهُمْ بِالْبَاطِلِ وَسِنِيهِمْ فِي
الرُّعْبِ.
34-
وَعِنْدَمَا قَتَلَ بَعْضَهُمْ، رَجَعُوا بِحَرَارَةٍ
تَائِبِينَ يَلْتَمِسُونَ اللهَ
.
35-
تَذَكَّرُوا
أَنَّ اللهَ صَخْرَتُهُمْ وَالإِلَهَ الْعَلِيَّ فَادِيهِمْ.
36-
وَلَكِنَّهُمْ خَادَعُوهُ بِأَفْوَاهِهِمْ، وَنَافَقُوهُ
بِأَلْسِنَتِهِمْ.
37-
لَمْ يَكُونُوا مُخْلِصِينَ لَهُ، وَلاَ كَانُوا
أَوْفِيَاءَ لِعَهْدِهِ.
38-
لَكِنَّهُ كَانَ رَحِيماً،
فَعَفَا عَنِ الإِثْمِ وَلَمْ يُهْلِكْهُمْ. وَكَثِيراً مَا كَبَحَ
غَضَبَهُ عَنْهُمْ وَلَمْ يُضْرِمْ كُلَّ سَخَطِهِ.
39-
ذَكَرَ أَنَّهُمْ
بَشَرٌ كَالرِّيحِ الَّتِي تَذْهَبُ وَلاَ تَعُودُ.
40-
كَمْ تَمَرَّدُوا
عَلَيْهِ فِي الْبَرِّيَّةِ وَأَحْزَنُوهُ فِي الصَّحْرَاءِ.
41-
ثُمَّ
عَادُوا يُجَرِّبُونَ اللهَ وَيُغِيظُونَ قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ.
42-
لَمْ
يَذْكُرُوا قُوَّتَهُ يَوْمَ أَنْقَذَهُمْ مِنْ طَالِبِيهِمْ،
43-
كَيْفَ
أَجْرَى آيَاتِهِ فِي مِصْرَ وَعَجَائِبَهُ فِي سُهُولِ صُوعَنَ.
44-
إِذْ
حَوَّلَ أَنْهَارَهُمْ وَسَوَاقِيَهُمْ دَماً حَتَّى لاَ يَشْرَبُوا.
45-
أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ بَعُوضاً فَأَكَلَهُمْ، وَضَفَادِعَ
فَأَهْلَكَتْهُمْ.
46-
أَسْلَمَ غَلَّتَهُمْ لِلْيَسَارِعِ وَمَحَاصِيلَهُمْ
لِلْجَرَادِ لِيُدَمِّرَهَا.
47-
أَتْلَفَ كُرُومَهُمْ بِالْبَرَدِ
وَجُمَّيْزَهُمْ بِالصَّقِيعِ،
48-
وَدَفَعَ بَهَائِمَهُمْ إِلَى الْبَرَدِ،
وَمَوَاشِيَهُمْ إِلَى نَارِ الْبُرُوقِ.
49-
أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ حِمَمَ
غَضَبِهِ، وَسَخَطِهِ وَغَيْظِهِ، وَأَطْلَقَ عَلَيْهِمْ حَمْلَةً مِنْ
مَلاَئِكَةِ الْهَلاَكِ.
50-
أَفْلَتَ عِنَانَ غَضَبِهِ، وَلَمْ يَحْفَظْهُمْ
مِنَ الْمَوْتِ، بَلْ أَهْلَكَهُمْ بِالْوَبَإِ،
51-
وَأَبَادَ كُلَّ
أَبْكَارِ مِصْرَ، طَلاَئِعَ ثِمَارِ الرُّجُولَةِ فِي خِيَامِ حَامٍ.
52-
ثُمَّ سَاقَ شَعْبَهُ كَالْغَنَمِ وَاقْتَادَهُمْ مِثْلَ الْقَطِيعِ فِي
الصَّحْرَاءِ.
53-
هَدَاهُمْ آمِنِينَ فَلَمْ يَفْزَعُوا. أَمَّا
أَعْدَاؤُهُمْ فَطَغَى الْبَحْرُ عَلَيْهِمْ وَغَمَرَهُمْ.
54-
وَأَدْخَلَهُمْ إِلَى تُخُومِ أَرْضِهِ الْمُقَدَّسَةِ، إِلَى الْجَبَلِ
الَّذِي امْتَلَكَتْهُ يَمِينُهُ.
55-
ثُمَّ طَرَدَ الأُمَمَ مِنْ
أَمَامِهِمْ وَقَسَمَ أَرْضَهُمْ بِالْحَبْلِ لِيَجْعَلَهَا مِيرَاثاً
لِشَعْبِهِ، وَأَسْكَنَ فِي خِيَامِهِمْ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ.
56-
غَيْرَ أَنَّهُمْ جَرَّبُوا
اللهَ الْعَلِيَّ وَتَمَرَّدُوا عَلَيْهِ، وَلَمْ يُرَاعُوا شَهَادَاتِهِ.
57-
بَلِ ارْتَدُّوا عَنْهُ وَغَدَرُوا كَمَا فَعَلَ
آبَاؤُهُمْ، وَانْحَرَفُوا كَقَوْسٍ مُخْطِئَةٍ.
58-
وَأَغَاظُوهُ
بِمَعَابِدِ مُرْتَفَعَاتِهِمْ وَأَثَارُوا غَيْرَتَهُ بِأَصْنَامِهِمْ.
59-
سَمِعَ اللهُ فَغَضِبَ، وَعَافَتْ نَفْسُهُ إِسْرَائِيلَ جِدّاً.
60-
هَجَرَ مَسْكِنَهُ فِي شِيلُوهَ، تِلْكَ الْخَيْمَةَ الَّتِي نَصَبَهَا
مَسْكَناً لَهُ بَيْنَ النَّاسِ.
61-
وَأَسْلَمَ تَابُوتَ عَهْدِ عِزَّتِهِ
إِلَى السَّبْيِ وَجَلاَلَهُ إِلَى يَدِ الْعَدُوِّ.
62-
وَدَفَعَ شَعْبَهُ
إِلَى السَّيْفِ وَصَبَّ نِقْمَتَهُ عَلَى مِيْرَاثِهِ.
63-
فَالْتَهَمَتِ
النَّارُ فِتْيَانَهُمْ، وَلَمْ تُنْشَدْ لِعَذَارَاهُمْ أُغْنِيَةُ
زَوَاجٍ.
64-
سَقَطَ
كَهَنَتُهُمْ صَرْعَى السَّيْفِ، وَأَرَامِلُهُمْ لَمْ يَنْدُبْنَ
عَلَيْهِمْ.
65-
ثُمَّ اسْتَيْقَظَ الرَّبُّ
كَمَا يَسْتَيْقِظُ النَّائِمُ، مِثْلَ جَبَّارٍ يَصْرُخُ عَالِياً مِنَ
الْخَمْرِ.
66-
فَضَرَبَ أَعْدَاءَهُ وَقَهَرَهُمْ،
وَجَعَلَهُمْ عَاراً مَدَى الدَّهْرِ.
67-
رَفَضَ السُّكْنَى فِي خَيْمَةِ
يُوسُفَ وَلَمْ يَخْتَرْ سِبْطَ أَفْرَايِمَ.
68-
بَلِ اصْطَفَى سِبْطَ
يَهُوذَا، جَبَلَ صِهْيَوْنَ الَّذِي أَحَبَّهُ.
69-
فَشَيَّدَ هَيْكَلَهُ،
(كَمَسْكِنِهِ) فِي السَّمَاوَاتِ العُلَى. جَعَلَهُ (ثَابِتاً) مِثْلَ
الأَرْضِ الَّتِي أَسَّسَهَا إِلَى الأَبَدِ.
70-
وَاصْطَفَى دَاوُدَ
عَبْدَهُ، وَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ حَظَائِرِ الْغَنَمِ.
71-
مِنْ خَلْفِ
النِّعَاجِ الْمُرْضِعَةِ أَتَى بِهِ، لِيَرْعَى يَعْقُوبَ شَعْبَهُ
وَإِسْرَائِيلَ مِيرَاثَهُ.
72-
فَرَعَاهُمْ بِقَلْبٍ مُسْتَقِيمٍ،
وَهَدَاهُمْ بِيَدَيْهِ الْمَاهِرَتَيْنِ.
فصل 79
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ
وَالسَّبْعُونَ
مَزْمُورٌ لآسَافَ
1-
يَااللهُ ، إِنَّ الأُمَمَ
قَدْ دَخَلَتْ مِيرَاثَكَ وَنَجَّسَتْ هَيْكَلَكَ الْمُقَدَّسَ وَجَعَلَتْ
أُورُشَلِيمَ أَكْوَاماً.
2-
جَعَلُوا جُثَثَ عَبِيدِكَ مَأْكَلاً لِطُيُورِ
السَّمَاءِ، وَلُحُومَ قِدِّيسِيكَ لِوُحُوشِ الأَرْضِ.
3-
سَفَكُوا
دِمَاءَهُمْ كَالْمَاءِ حَوْلَ أُورُشَلِيمَ، وَلَيْسَ هُنَاكَ مَنْ
يَدْفِنُهُمْ.
4-
قَدْ صِرْنَا عَاراً عِنْدَ جِيرَانِنَا، وَمَثَارَ هُزْءٍ
وَأُضْحُوكَةً لِمَنْ حَوْلَنَا.
5-
إِلَى مَتَى يَدُومُ هَذَا يَارَبُّ؟
أَتَبْقَى غَاضِباً تَتَّقِدُ غَيْرَتُكَ كَالنَّارِ إِلَى الأَبَدِ؟
6-
صُبَّ غَضَبَكَ عَلَى الأُمَمِ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوكَ، وَعَلَى
الْمَمَالِكِ الَّتِي لَمْ تَدْعُ بِاسْمِكَ،
7-
فَإِنَّهُمْ قَدِ
افْتَرَسُوا يَعْقُوبَ وَقَوَّضُوا مَسْكِنَهُ.
8-
لاَ تَذْكُرْ عَلَيْنَا
آثَامَ أَجْدَادِنَا، بَلْ دَعْ مَرَاحِمَكَ تُوَافِينَا سَرِيعاً،
لأَنَّنَا قَدْ تَذَلَّلْنَا جِدّاً.
9-
أَغِثْنَا أَيُّهَا الإِلَهُ
مُخَلِّصُنَا مِنْ أَجْلِ مَجْدِكَ. أَنْقِذْنَا وَاغْفِرْ لَنَا
خَطَايَانَا مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ.
10-
لِمَاذَا تَسْأَلُنَا الأُمَمُ: أَيْنَ
إِلَهُكُمْ؟ دَعْنَا نَرَى كَيْفَ يَذِيعُ بَيْنَ الأُمَمِ خَبَرُ
انْتِقَامِكَ لِدِمَاءِ عَبِيدِكَ الْمَسْفُوكَةِ.
11-
لِيَتَصَاعَدْ
أَمَامَكَ أَنِينُ الْمَأْسُورِ. حَافِظْ بِعَظَمَةِ قُوَّتِكَ عَلَى
الْمَحْكُومِ عَلَيْهِمْ بِالْمَوْتِ.
12-
رُدَّ يَارَبُّ عَلَى الأُمَمِ
سَبْعَ مَرَّاتٍ مَا عَيَّرُوكَ وَأَهَانُوكَ بِهِ،
13-
فَنَحْمَدَكَ نَحْنُ
شَعْبَكَ وَغَنَمَ مَرْعَاكَ إِلَى الأَبَدِ وَنُذِيعَ تَسْبِيحَكَ مِنْ
جِيلٍ إِلَى جِيلٍ.
فصل 80
الْمَزْمُورُ الثَّمَانُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ.
عَلَى السُّوسَنِّ.
1-
اصْغَ يَارَاعِيَ
إِسْرَائِيلَ، يَامَنْ قُدْتَ (قَوْمَ) يُوسُفَ كَالْقَطِيعِ. تَجَلَّ
يَامَنْ بِنِعْمَتِكَ تَجْلِسُ عَلَى عَرْشِكَ فَوْقَ الْكَرُوبِيمِ
2-
اسْتَثِرْ قُوَّتَكَ الْعَظِيمَةَ أَمَامَ أَفْرَايِمَ وَبَنْيَامِينَ
وَمَنَسَّى، وَتَعَالَ لإِنْقَاذِنَا.
3-
يَااللهُ رُدَّنَا إِلَيْكَ
وَأَنِرْ بِوَجْهِكَ عَلَيْنَا فَنَخْلُصَ.
4-
يَارَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ،
إِلَى مَتَى تَظَلُّ غَاضِباً عَلَى صَلاَةِ شَعْبِكَ.
5-
لَقَدْ
أَطْعَمْتَهُمْ خُبْزَ الدُّمُوعِ وَسَقَيْتَهُمْ كُؤُوساً طَافِحَةً
بِالْعَبَرَاتِ
6-
جَعَلْتَنَا مَصْدَرَ نِزَاعٍ لِجِيرَانِنَا وَمَثَارَ
هُزْءٍ لأَعْدَائِنَا.
7-
يَاإِلَهَ الْجُنُودِ رُدَّنَا إِلَيْكَ، وَأَنِرْ
بِوَجْهِكَ عَلَيْنَا فَنَخْلُصَ.
8-
نَقَلْتَ كَرْمَةً (أَيْ الشَّعْبَ)
مِنْ مِصْرَ. طَرَدْتَ أُمَماً وَغَرَسْتَهَا مَكَانَهُمْ.
9-
أَوْسَعْتَ
لَهَا فَتَأَصَّلَتْ جُذُورُهَا فِي الْعُمْقِ وَمَلأَتِ الأَرْضَ.
10-
غَطَّى الْجِبَالَ ظِلُّهَا، وَشَابَهَتْ أَغْصَانُهَا الأَرْزَ
الْعَظِيمَ،
11-
مَدَّتْ قُضْبَانَهَا إِلَى الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ
وَفُرُوعَهَا إِلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ.
12-
لِمَاذَا هَدَمْتَ سِيَاجَهَا
فَيَقْطِفَهَا كُلُّ عَابِرِي الطَّرِيقِ؟
13-
يُتْلِفُهَا الْخِنْزِيرُ
الطَّالِعُ مِنَ الْغَابَةِ، وَيَرْعَاهَا وَحْشُ الْبَرَارِي.
14-
يَاإِلَهَ الْجُنُودِ
ارْجِعَنَّ. تَطَلَّعْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَانْظُرْ إِلَى هَذِهِ
الْكَرْمَةِ وَتَعَهَّدْهَا بِنِعْمَتِكَ.
15-
(تَفَقَّدْ) هَذِهِ الكَرْمَةَ
الَّتِي غَرَسَتْهَا يَمِينُكَ، وَابْنَ آدَمَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ
لِنَفْسِكَ.
16-
لَقَدْ أَحْرَقَهَا أَعْدَاؤُنَا بِالنَّارِ. لَيْتَهُمْ
مِنْ زَجْرِ طَلْعَتِكَ يَبِيدُونَ.
17-
لِتَكُنْ يَدُكَ عَلَى الإِنْسَانِ
الْجَالِسِ عَنْ يَمِينِكَ، عَلَى ابْنِ آدَمَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ
لِنَفْسِكَ،
18-
فَلاَ نَرْتَدَّ عَنْكَ. أَحْيِنَا فَنَدْعُوَ بِاسْمِكَ.
19-
يَارَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ رُدَّنَا إِلَيْكَ، وَأَنِرْ بِوَجْهِكَ
عَلَيْنَا فَنَخْلُصَ.
فصل 81
الْمَزْمُورُ الْحَادِي
وَالثَّمَانُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى الْجَتِّيَّةِ. لآسَافَ
1-
رَنِّمُوا بِفَرَحٍ لِلهِ
قُوَّتِنَا، اهْتِفُوا عَالِياً لإِلَهِ يَعْقُوبَ.
2-
أَنْشِدُوا نَشِيداً،
وَانْقُرُوا عَلَى الدُّفِّ وَاعْزِفُوا عَلَى الْعُودِ الْمُطْرِبِ،
وَعَلَى الرَّبَابِ.
3-
انْفُخُوا بِالْبُوقِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، فِي
الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لِيَوْمِ عِيدِنَا،
4-
لأَنَّ هَذَا فَرِيضَةٌ
مَرْسُومَةٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَحُكْمٌ يُوْجِبُهُ إِلَهُ يَعْقُوبَ.
5-
جَعَلَهُ شَهَادَةً لَهُ بَيْنَ (قَوْمِ) يُوسُفَ، عِنْدَمَا ضَرَبَ
مِصْرَ، حَيْثُ سَمِعْنَا لُغَةً لَمْ نَعْرِفْهَا تَقُولُ:
6-
«أَزَحْتُ
كَتِفَهُ مِنْ تَحْتِ الأَحْمَالِ الثَّقِيلَةِ، وَسَلِمَتْ يَدَاهُ مِنْ
حَمْلِ السِّلاَلِ.
7-
دَعَوْتَنِي فِي الضِّيقِ فَنَجَّيْتُكَ. اسْتَجَبْتُ
لَكَ مِنْ مَكْمَنِ الرَّعْدِ. جَرَّبْتُكَ عِنْدَ مِيَاهِ مَرِيبَةَ.
8-
اسْمَعْ يَاشَعْبِي
فَأُحَذِّرَكَ، يَاإِسْرَائِيلُ هَلاَّ سَمِعْتَ لِي؟
9-
لاَ تَكُنْ فِيكَ
عِبَادَةٌ لإِلَهٍ غَرِيبٍ، وَلاَ تَسْجُدْ لإِلَهٍ أَجْنَبِيٍّ.
10-
أَنَا
الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي أَنْقَذَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ: افْتَحْ فَمَكَ
وَاسِعاً فَأَمْلأَهُ خَيْراً.
11-
غَيْرَ أَنَّ شَعْبِي لَمْ يَسْمَعْ لِي،
وَإِسْرَائِيلَ لَمْ يَرْضَ بِي.
12-
لِذَلِكَ أَسْلَمْتُهُمْ إِلَى عِنَادِ
قُلُوبِهِمْ. وَسَلَكُوا وَفْقاً لِمَشُورَاتِ أَنْفُسِهِمْ.
13-
لَوْ سَمِعَ
لِي شَعْبِي وَسَلَكَ إِسْرَائِيلُ فِي طُرُقِي،
14-
لَكُنْتُ أَخْضَعْتُ
أَعْدَاءَهُمْ سَرِيعاً، وَحَوَّلْتُ يَدِي نَحْوَ خُصُومِهِمْ،
15-
وَلَكَانَ مُبْغِضِيَّ يَتَمَلَّقُونَنِي، وَلَطَالَتْ حِقْبَةُ
عِقَابِهِمْ إِلَى الأَبَدِ.
16-
وَلَكُنْتُ أُطْعِمُ شَعْبِي أَفْخَرَ
الْحِنْطَةِ، وَأُشْبِعُهُمْ عَسَلاً مِنَ الصَّخْرَةِ».
فصل 82
الْمَزْمُورُ الثَّانِي
وَالثَّمَانُونَ
مَزْمُورٌ لآسَافَ.
1-
اللهُ يَتَرَأَّسُ سَاحَةَ
قَضَائِهِ، وَعَلَى القُضَاةِ يُصْدِرُ حُكْماً.
2-
حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ
بِالظُّلْمِ وَتَنْحَازُونَ إِلَى الأَشْرَارِ؟
3-
احْكُمُوا لِلذَّلِيلِ
وَالْيَتِيمِ. وَأَنْصِفُوا الْمِسْكِينَ وَالْبَائِسَ.
4-
أَنْقِذُوا
الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ؛ أَنْقِذُوهُمَا مِنْ قَبْضَةِ الأَشْرَارِ.
5-
هُمْ مِنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ
وَفَهْمٍ، يَتَمَشَّوْنَ فِي الظُّلْمَةِ وَتَتَزَعْزَعُ أُسُسُ الأَرْضِ
مِنْ كَثْرَةِ الْجَوْرِ.
6-
أَنَا قُلْتُ: «إِنَّكُمْ آلِهَةٌ،
وَجَمِيعَكُمْ بَنُو الْعَلِيِّ.
7-
لَكِنَّكُمْ سَتَمُوتُونَ كَالْبَشَرِ،
وَتَنْتَهِي حَيَاتُكُمْ مِثْلَ كُلِّ الرُّؤَسَاءِ».
8-
قُمْ يَااللهُ قُمْ.
دِنِ الأَرْضَ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَمْتَلِكُ الأُمَمَ بِأَسْرِهَا.
فصل 83
الْمَزْمُورُ الثَّالِثُ
وَالثَّمَانُونَ
تَسْبِيحَةٌ: مَزْمُورٌ
لآسَافَ
1-
يَااللهُ لاَ تَصْمُتْ. لاَ
تَسْكُتْ وَلاَ تَهْدَأْ يَااللهُ .
2-
هُوَذا أَعْدَاؤُكَ ثَائِرُونَ،
وَمُبْغِضُوكَ يَشْمَخُونَ بِرُؤُوسِهِمْ.
3-
يَتَآمَرُونَ بِالْمَكْرِ عَلَى
شَعْبِكَ، وَيَكِيدُونَ لِلإِيقَاعِ بِمَنْ تَحْمِيهِمْ.
4-
يَقُولُونَ:
«هَلُمَّ نَسْتَأْصِلْهُمْ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، فَلاَ يُذْكَرَ اسْمُ
إِسْرَائِيلَ فِيمَا بَعْدُ».
5-
فَإِنَّهُمْ قَدْ تَآمَرُوا
مَعاً بِقَلْبٍ وَاحِدٍ، وَعَقَدُوا حِلْفاً ضِدَّكَ.
6-
عَشَائِرُ أَدُومَ
وَبَنُو إِسْمَاعِيلَ، نَسْلُ مُوآبَ وَبَنُو هَاجَرَ.
7-
جِبَالُ وَعَمُّونُ
وَعَمَالِيقُ، الفَلَسْطِينِيُّونَ وَأَهْلُ صُورَ،
8-
وَقَوْمُ أَشُّورَ
أَيْضاً انْضَمُّوا إِلَيْهِمْ، صَارُوا عَوْناً لِبَنِي لُوطٍ.
9-
افْعَلْ بِهِمْ كَمَا
فَعَلْتَ بِمِدْيَانَ وَسِيسَرَا وَيَابِينَ فِي نَهْرِ قِيشُونَ.
10-
بَادُوا فِي عَيْنِ دُورٍ،
وصَارُوا زِبْلاً للأَرْضِ.
11-
اجْعَلْ مَصِيرَ
أَشْرَافِهِمْ كَمَصِيرِ غُرَابٍ وَذِئْبٍ، وَجَمِيعَ أُمَرَائِهِمْ مِثْلَ
زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ،
12-
الَّذِينَ قَالُوا:
لِنَسْتَوْلِ عَلَى مَسَاكِنِ اللهِ.
13-
يَاإِلَهِي، بَدِّدْهُمْ
كَالْقَشِّ الْمُتَطَايِرِ، وَكَالتِّبْنِ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ.
14-
كَمَا
تَحْرِقُ النَّارُ الْغَابَةَ، وَكَمَا يُشْعِلُ لَهِيبُهَا الْجِبَالَ،
15-
هَكَذَا طَارِدْهُمْ بِعَاصِفَتِكَ، وَأَفْزِعْهُمْ بِزَوْبَعَتِكَ.
16-
امْلاَءْ وُجُوهَهُمْ خِزْياً فَيَلْتَمِسُوا اسْمَكَ يَارَبُّ.
17-
لِيَحُلَّ بِهِمِ الْعَارُ وَالرُّعْبُ إِلَى الأَبَدِ، وَلْيَخْزَوْا
وَيَهْلِكُوا.
18-
وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ، يَهْوَه الْعَلِيُّ
عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا.
فصل 84
الْمَزْمُورُ الرَّابِعُ
وَالثَّمَانُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى الْجَتِّيَّةِ
مَزْمُورٌ لِبَنِي قُورَحَ
1-
مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ
يَارَبَّ الْجُنُودِ!
2-
تَتُوقُ بَلْ تَحِنُّ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ
الرَّبِّ. قَلْبِي وَجِسْمِي يُرَنِّمَانِ بِفَرَحٍ لِلإِلَهِ الْحَيِّ.
3-
الْعُصْفُورُ أَيْضاً وَجَدَ لَهُ وَكْراً، وَالْيَمَامَةُ عَثَرَتْ
لِنَفْسِهَا عَلَى عُشٍّ تَضَعُ فِيهِ فِرَاخَهَا، بِجِوَارِ مَذَابِحِكَ
يَارَبَّ الْجُنُودِ، يَامَلِكِي وَإِلَهِي.
4-
طُوبَى لِمَنْ يَسْكُنُونَ
فِي بَيْتِكَ، فَإِنَّهُمْ يُسَبِّحُونَكَ دَائِماً.
5-
طُوبَى لأُنَاسٍ أَنْتَ
قُوَّتُهُمْ. الْمُتَلَهِّفُونَ لاتِّبَاعِ طُرُقِكَ الْمُفْضِيَةِ إِلَى
بَيْتِكَ المُقَدَّسِ.
6-
وَإِذْ يَعْبُرُونَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ
الْجَافِّ، يَجْعَلُونَهُ يَنَابِيعَ مَاءٍ، وَيَغْمُرُهُمُ الْمَطَرُ
الْخَرِيفِيُّ بِالْبَرَكَاتِ.
7-
يَنْمُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ،
إِذْ يَمْثُلُ كُلُّ وَاحِدٍ أَمَامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ.
8-
يَارَبُّ
إِلَهَ الْجُنُودِ اسْمَعْ صَلاَتِي، وَاصْغَ إِلَيَّ يَاإِلَهَ يَعْقُوبَ.
9-
يَااللهُ مِجَنَّنَا، انْظُرْ بِعَيْنِ الرَّحْمَةِ إِلَى مَنْ مَسَحْتَهُ
مَلِكاً.
10-
إِنَّ يَوْماً وَاحِداً أَقْضِيهِ دَاخِلَ دِيَارِكَ خَيْرٌ
مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ خَارِجَهَا. اخْتَرْتُ أَنْ أَكُونَ بَوَّاباً فِي
بَيْتِ إِلَهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ.
11-
لأَنَّ
الرَّبَّ الإِلَهَ شَمْسٌ وَتُرْسٌ. الرَّبُّ يُعْطِي نِعْمَةً وَمَجْداً؛
لاَ يَمْنَعُ أَيَّ خَيْرٍ عَنِ السَّالِكِينَ بِالاسْتِقَامَةِ.
12-
يَارَبَّ الْجُنُودِ، طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ.
فصل 85
الْمَزْمُورُ الْخَامِسُ
وَالثَّمَانُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ.
مَزْمُورٌ لِبَنِي قُورَحَ
1-
يَارَبُّ، قَدْ رَضِيتَ عَنْ
أَرْضِكَ، وَأَرْجَعْتَ سَبْيَ يَعْقُوبَ.
2-
إِذْ غَفَرْتَ لِشَعْبِكَ
إِثْمَهُمْ، وَسَتَرْتَ خَطَايَاهُمْ كُلَّهَا.
3-
سَكَّنْتَ كُلَّ سَخَطِكَ.
رَجَعْتَ عَنْ غَضَبِكَ الرَّهِيبِ.
4-
رُدَّنَا إِلَيْكَ يَااللهُ
مُخَلِّصَنَا، وَاصْرِفْ غَيْظَكَ عَنَّا.
5-
أَتَسْخَطُ عَلَيْنَا إِلَى
الأَبَدِ؟ أَتُطِيلُ غَضَبَكَ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ؟
6-
أَمَا تُحْيِينَا مِنْ
جَدِيدٍ فَيَفْرَحَ بِكَ شَعْبُكَ؟
7-
أَظْهِرْ لَنَا رَحْمَتَكَ
يَارَبُّ، وَامْنَحْنَا خَلاَصَكَ.
8-
إِنِّي أَسْمَعُ مَا
يَتَكَلَّمُ بِهِ اللهُ الرَّبُّ، فَإِنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ
لِشَعْبِهِ وَلأَتْقِيَائِهِ، فَلاَ يَرْجِعُونَ إِلَى الْجَهَالَةِ.
9-
حَقّاً إِنَّ خَلاَصَهُ قَرِيبٌ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَهُ، لِكَيْ
يُقِيمَ الْمَجْدُ فِي أَرْضِنَا.
10-
الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ تَلاَقَيَا،
الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَعَانَقَا.
11-
يَنْبُتُ الْحَقُّ مِنَ الأَرْضِ،
وَيُشْرِفُ الْبِرُّ مِنَ السَّمَاءِ.
12-
أَيْضاً يُعْطِي الرَّبُّ
الْخَيْرَ، فَتُنْتِجُ الأَرْضُ غَلاَتِهَا الْوَافِرَةَ.
13-
يَتَقَدَّمُهُ
الْبِرُّ، وَيُمَهِّدُ الطَّرِيقَ لِخَطَوَاتِهِ.
فصل 86
الْمَزْمُورُ السَّادِسُ
وَالثَّمَانُونَ
صَلاَةٌ رَفَعَهَا دَاوُدُ
1-
أَرْهِفْ يَارَبُّ إِلَيَّ
أُذُنَكَ، اسْتَجِبْ لِي، فَإِنِّي مِسْكِينٌ وَبَائِسٌ.
2-
احْفَظْ نَفْسِي
فَإِنِّي تَقِيٌّ يَاإِلَهِي، خَلِّصْ أَنْتَ عَبْدَكَ الْوَاثِقَ بِكَ.
3-
ارْحَمْنِي يَارَبُّ فَإِنِّي بِكَ أَسْتَغِيثُ طَوَالَ النَّهَارِ.
4-
فَرِّحْ نَفْسَ عَبْدِكَ، فَإِنِّي إِلَيْكَ أَيُّهَا السَّيِّدُ أَرْفَعُ
نَفْسِي.
5-
لأَنَّكَ أَنْتَ يَارَبُّ طَيِّبٌ وَغَفُورٌ، وَكَثِيرُ
الرَّحْمَةِ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَكَ.
6-
يَارَبُّ اصْغَ إِلَى
صَلاَتِي وَاسْتَمِعْ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي.
7-
فِي يَوْمِ ضِيقِي
أَدْعُوكَ لأَنَّكَ تَسْتَجِيبُنِي.
8-
لاَ نَظِيرَ لَكَ بَيْنَ الآلِهَةِ
يَارَبُّ، وَلَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ كَأَعْمَالِكَ.
9-
تُقْبِلُ جَمِيعُ
الأُمَمِ الَّتِي صَنَعْتَهَا
لِتَسْجُدَ أَمَامَكَ
يَارَبُّ وَتُمَجِّدَ اسْمَكَ.
10-
فَإِنَّكَ عَظِيمٌ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ.
أَنْتَ اللهُ وَحْدَكَ.
11-
يَارَبُّ عَلِّمْنِي
طَرِيقَكَ فَأَسْلُكَ بِمُوجِبِ حَقِّكَ. وَحِّدْ قَلْبِي لِيَخَافَ
اسْمَكَ.
12-
أَحْمَدُكَ يَارَبُّ إِلَهِي بِكَامِلِ قَلْبِي، وَأُمَجِّدُ
اسْمَكَ إِلَى الأَبَدِ.
13-
لأَنَّ رَحْمَتَكَ عَظِيمَةٌ نَحْوِي، وَقَدْ
نَجَّيْتَ نَفْسِي مِنَ الْهَاوِيَةِ السُّفْلَى.
14-
يَااللهُ قَدْ ثَارَ عَلَيَّ
الْمُتَكَبِّرُونَ، وَجَمَاعَةُ الظَّالِمِينَ يَطْلُبُونَ قَتْلِي، غَيْرَ
عَابِئِينَ بِكَ.
15-
إِنَّمَا أَنْتَ يَارَبُّ إِلَهٌ
رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ وَبَطِيءُ الْغَضَبِ وَوَافِرُ الرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ.
16-
الْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي. أَعْطِنِي أَنَا عَبْدَكَ قُوَّتَكَ،
وَخَلِّصْنِي أَنَا ابْنَ أَمَتِكَ.
17-
اصْنَعْ مَعِي آيَةً لِلْخَيْرِ،
فَيَرَاهَا مُبْغِضِيَّ وَيَعْتَرِيَهُمُ الْخِزْيُ، فَإِنَّكَ أَنْتَ
يَارَبُّ قَدْ أَعَنْتَنِي وَعَزَّيْتَنِي.
فصل 87
الْمَزْمُورُ السَّابِعُ
وَالثَّمَانُونَ
مَزْمُورٌ لِبَنِي قُورَحَ.
تَسْبِيحَةٌ
1-
أَسَّسَ اللهُ الْمَدِينَةَ
عَلَى الْجِبَالِ الْمُقَدَّسَةِ.
2-
أَحَبَّ الرَّبُّ أَبْوَابَ صِهْيَوْنَ
أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مَسَاكِنِ بَنِي يَعْقُوبَ.
3-
يَتَحَدَّثُونَ عَنْكِ
بِأُمُورٍ مَجِيدَةٍ يَامَدِينَةَ اللهِ.
4-
أَذْكُرُ مِصْرَ وَبَابِلَ
بَيْنَ الَّذِينَ يَعْرِفُونَنِي، وَكَذَلِكَ فَلَسْطِينَ وَصُورَ مَعَ
الْحَبَشَةِ، فَيَقُولُونَ: هَذَا وُلِدَ فِي صِهْيَوْنَ.
5-
حَقّاً عَنْ
صِهْيَوْنَ يَقُولُونَ: «هَذَا الإِنْسَانُ وَهَذَا الإِنْسَانُ وُلِدَ
فِيهَا، وَالْعَلِيُّ يُثَبِّتُهَا».
6-
يُدَوِّنُ الرَّبُّ فِي سِجِلِّ
إِحْصَاءِ الشُّعُوبِ أَنَّ هَذَا وُلِدَ هُنَاكَ.
7-
الْمُرَنِّمُونَ
وَالْعَازِفُونَ عَلَى السَّوَاءِ يَقُولُونَ: «فِيكِ كُلُّ يَنَابِيعِ
سُرُورِي».
فصل 88
الْمَزْمُورُ الثَّامِنُ
وَالثَّمَانُونَ
تَسْبِيحَةٌ: مَزْمُورٌ
لِبَنِي قُورَحَ. لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى النَّايِ الْحَزِينِ
لِلْغِنَاءِ الْخَافِتِ. قَصِيدَةٌ تَعْلِيمِيَّةٌ
لِهَيْمَانَ الأَزْرَاحِيِّ
1-
يَارَبُّ إِلَهَ خَلاَصِي،
أَمَامَكَ أَصْرُخُ نَهَاراً وَلَيْلاً.
2-
لِتَأْتِ صَلاَتِي أَمَامَكَ،
أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى صَرْخَتِي،
3-
فَإِنَّ نَفْسِي شَبِعَتْ مَصَائِبَ،
وَحَيَاتِي تَقْتَرِبُ مِنَ الْمَوْتِ.
4-
حُسِبْتُ فِي عِدَادِ
الْهَابِطِينَ إِلَى قَعْرِ هُوَّةِ الْمَوْتِ، وَكَرَجُلٍ لاَ قُوَّةَ
لَهُ.
5-
تَرَكُونِي أَمُوتُ كَقَتْلَى الْحَرْبِ الْمُمَدَّدِينَ فِي
الْقَبْرِ، الَّذِينَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُهُمْ وَتَكُفُّ يَدَكَ عَنْ
إِغَاثَتِهِمْ.
6-
قَدْ طَرَحْتَنِي فِي الْهُوَّةِ السُّفْلَى، فِي
الأَمَاكِنِ الْمُظْلِمَةِ وَالْعَمِيقَةِ.
7-
اسْتَقَرَّ علَيَّ غَضَبُكَ،
وَبِأَمْوَاجِكَ الطَّامِيَةِ ذَلَّلْتَنِي.
8-
أَبْعَدْتَ عَنِّي
أَصْحَابِي، وَجَعَلْتَنِي عَاراً عِنْدَهُمْ. قَدْ حُبِسْتُ فَلاَ نَجَاةَ
لِي.
9-
كَلَّتْ عَيْنَايَ مِنْ فَرْطِ البُكَاءِ. إِيَّاكَ يَارَبُّ
دَعَوْتُ كُلَّ يَوْمٍ بَاسِطاً إِلَيْكَ يَدَيَّ.
10-
هَلْ تَصْنَعُ عَجَائِبَ
لِلأَمْوَاتِ، أَمْ تَقُومُ أَشْبَاحُ الْمَوْتَى فَتُمَجِّدَكَ؟
11-
أَفِي
الْقَبْرِ تُعْلَنُ رَحْمَتُكَ، وَفِي الْهَاوِيَةِ أَمَانَتُكَ؟
12-
هَلْ
فِي الظَّلاَمِ تُعْرَفُ عَجَائِبُكَ، وَفِي أَرْضِ النِّسْيَانِ يَظْهَرُ
بِرُّكَ؟
13-
أَمَّا أَنَا فَإِلَيْكَ
أَصْرُخُ مُسْتَغِيثاً يَارَبُّ، وَفِي الصَّبَاحِ تَمْثُلُ صَلاَتِي
أَمَامَكَ.
14-
لِمَاذَا يَارَبُّ تَرْفُضُ نَفْسِي، وَتَحْجُبُ عَنِّي
وَجْهَكَ؟
15-
إِنَّنِي مِسْكِينٌ، وَمُشْرِفٌ عَلَى الْمَوْتِ مُنْذُ
صِبَايَ، وَقَدْ قَاسَيْتُ أَهْوَالَكَ، وَذُهِلْتُ.
16-
اجْتَاحَنِي
غَضَبُكَ الشَّدِيدُ وَأَفْنَتْنِي أَهْوَالُكَ.
17-
أَحَاطَتْ بِي طُولَ
النَّهَارِ كَالْمِيَاهِ وَأَطْبَقَتْ عَلَيَّ كُلُّهَا.
18-
فَرَّقْتَ
عَنِّي الأَصْدِقَاءَ فَصَارَ الظَّلاَمُ مُلاَزِمِي.
فصل 89
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ
وَالثَّمَانُونَ
قَصِيدَةٌ تَعْلِيمِيَّةٌ
لإِيثَانَ الأَزْرَاحِيِّ
1-
أَتَرَنَّمُ بِمَرَاحِمِ
الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ، وَأُعْلِنُ بِفَمِي أَمَانَتَكَ مِنْ جِيلٍ إِلَى
جِيلٍ،
2-
لأَنِّي قُلْتُ إِنَّ مَرَاحِمَكَ ثَابِتَةٌ إِلَى الأَبَدِ،
وَقَدْ ثَبَّتَّ فِي السَّمَاوَاتِ أَمَانَتَكَ.
3-
قَدْ قُلْتَ: إِنِّي
أَقَمْتُ عَهْداً مَعَ الْمَلِكِ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، أَقْسَمْتُ
لِدَاوُدَ عَبْدِي.
4-
أُثَبِّتُ نَسْلَكَ إِلَى الأَبَدِ، وَأُبْقِي
عَرْشَكَ قَائِماً مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ.
5-
السَّمَاوَاتُ نَفْسُهَا
تُشِيدُ بِعَجَائِبِكَ أَيُّهَا الرَّبُّ، وَالْمَلاَئِكَةُ الْقِدِّيسُونَ
بِأَمَانَتِكَ.
6-
فَمَنْ فِي السَّمَاءِ يُعَادِلُ الرَّبَّ؟ لَيْسَ بَيْنَ
الْكَائِنَاتِ السَّمَاوِيَّةِ مَنْ يُمَاثِلُهُ.
7-
إِنَّهُ إِلَهٌ مَهُوبٌ
جِدّاً فِي مَحْفَلِ المَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ، وَمَخُوفٌ كَثِيراً
عِنْدَ جَمِيعِ الْمُحِيطِينَ بِهِ.
8-
مَنْ مِثْلُكَ أَيُّهَا
الرَّبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ، الرَّبُّ الْقَدِيرُ، وَأَمَانَتُكَ مُحِيطَةٌ
بِكَ؟
9-
أَنْتَ مُتَسَلِّطٌ عَلَى هِيَاجِ الْبَحْرِ، فَتُهَدِّيءُ
أَمْوَاجَهُ عِنْدَ ارْتِفَاعِهَا.
10-
أَنْتَ سَحَقْتَ قُوَّةَ مِصْرَ
فَصَارَتْ كَقَتِيلٍ. وَبَدَّدْتَ أَعْدَاءَكَ بِقُدْرَتِكَ الْعَظِيمَةِ.
11-
أَنْتَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَيْضاً. أَنْتَ مُؤَسِّسُ
الْمَسْكُونَةِ وَكُلِّ مَا فِيهَا.
12-
أَنْتَ خَالِقُ الشِّمَالِ
وَالْجَنُوبِ، وَبِاسْمِكَ يَتَرَنَّمُ جَبَلاَ تَابُورَ وَحَرْمُونَ.
13-
أَنْتَ ذُو الْقُدْرَةِ الْعَظِيمَةِ. يَدُكَ قَوِيَّةٌ وَيُمْنَاكَ
رَفِيْعَةٌ.
14-
الْبِرُّ وَالْقَضَاءُ قَاعِدَتَا عَرْشِكَ، الرَّحْمَةُ
وَالْحَقُّ يَتَقَدَّمَانِ حَضْرَتَكَ.
15-
طُوبَى لِلشَّعْبِ الَّذِي
يَسْتَجِيبُ لِهُتَافِ الْبُوقِ فَيَسْلُكُ فِي نُورِ مُحَيَّاكَ أَيُّهَا
الرَّبُّ.
16-
بِاسْمِكَ يَبْتَهِجُونَ طُولَ النَّهَارِ، وَبِبِرِّكَ
يَسْمُونَ.
17-
فَإِنَّكَ أَنْتَ قُوَّتُهُمُ الَّتِي بِهَا يَفْخَرُونَ،
وَبِرِضَاكَ يَعْلُو شَأْنُنَا.
18-
لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ حِمَايَتُنَا،
وَمَلِكُنَا هُوَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ.
19-
فَبِالرُّؤْيَا كَلَّمْتَ
أَنْبِيَاءَكَ قَدِيماً وَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ الأُمَنَاءِ: هَيَّأْتُ
عَوْناً لِلْجَبَّارِ وَرَفَّعْتُ شَابّاً مِنَ الشَّعْبِ.
20-
وَجَدْتُ
دَاوُدَ عَبْدِي فَمَسَحْتُهُ بِزَيْتِي الْمُقَدَّسِ.
21-
أُثَبِّتُهُ
بِيَدِي، وَأُشَدِّدُهُ بِقُوَّتِي.
22-
لاَ يَبْتَزُّهُ عَدُوٌّ، وَلاَ
يُضَايِقُهُ الإِنْسَانُ الأَثِيمُ.
23-
إِنَّمَا أَسْحَقُ أَعْدَاءَهُ
أَمَامَهُ، وَأَصْرَعُ مُبْغِضِيهِ.
24-
أَمَانَتِي وَرَحْمَتِي
تُرَافِقَانِهِ، وَبِاسْمِي يَعْلُو شَأْنُهُ.
25-
أُطْلِقُ يَدَهُ عَلَى
الْبِحَارِ وَيَمِينَهُ عَلَى الأَنْهَارِ.
26-
هُوَ يَدْعُونِي قَائِلاًَ:
أَنْتَ أَبِي وَإِلَهِي وَصَخْرَةُ خَلاَصِي.
27-
أُقِيمُهُ بِكْراً يَسْمُو
عَلَى مُلُوكِ الأَرْضِ.
28-
أَحْفَظُ رَحْمَتِي لَهُ إِلَى الأَبَدِ،
وَيَثْبُتُ لَهُ عَهْدِي.
29-
أُدِيمُ إِلَى الأَبَدِ نَسْلَهُ وَعَرْشَهُ
دَوَامَ السَّمَاوَاتِ.
30-
إِنِ انْحَرَفَ بَنُوهُ عَنْ طَاعَةِ شَرِيعَتِي
وَلَمْ يَسْلُكُوا وَفْقَ أَحْكَامِي،
31-
إِنْ نَقَضُوا فَرَائِضِي وَلَمْ
يُرَاعُوا وَصَايَايَ،
32-
فَإِنِّي أَفْتَقِدُ مَعْصِيَتَهُمْ بِالْعَصَا
وَإِثْمَهُمْ بِالْبَلاَيَا.
33-
وَلَكِنِّي لاَ أَنْزِعُ رَحْمَتِي عَنْهُ،
وَلاَ أَنْكُثُ وَعْدِي.
34-
عَهْدِي لاَ أَنْقُضُهُ، وَلاَ أُبْدِلُ مَا
نَطَقَ بِهِ فَمِي.
35-
فَقَدْ أَقْسَمْتُ بِقَدَاسَتِي مَرَّةً، وَلاَ
أَكْذِبُ عَلَى دَاوُدَ:
36-
نَسْلُهُ يَدُومُ إِلَى الدَّهْرِ، وَعَرْشُهُ
يَبْقَى أَمَامِي بَقَاءَ الشَّمْسِ.
37-
يَظَلُّ ثَابِتاً إِلَى
الأَبَدِ ثَبَاتَ
الْقَمَرِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ فِي السَّمَاءِ.
38-
لَكِنَّكَ رَفَضْتَ
وَرَذَلْتَ وَغَضِبْتَ عَلَى الْمَلِكِ الَّذِي مَسَحْتَهُ،
39-
وَتَنَكَّرْتَ لِعَهْدِكَ مَعَ عَبْدِكَ، لَطَّخْتَ تَاجَهُ
بِالتُّرَابِ.
40-
هَدَمْتَ كُلَّ أَسْوَارِهِ وَحَوَّلْتَ حُصُونَهُ
خَرَاباً.
41-
نَهَبَهُ كُلُّ عَابِرِي السَّبِيلِ، وَصَارَ هُزْأَةً عِنْدَ
جِيرَانِهِ.
42-
رَفَعْتَ يَمِينَ ظَالِمِيهِ وَأَبْهَجْتَ جَمِيعَ
أَعْدَائِهِ.
43-
رَدَدْتَ حَدَّ سَيْفِهِ، وَلَمْ تَنْصُرْهُ فِي
الْقِتَالِ.
44-
أَبْطَلْتَ بَهَاءَهُ وَطَرَحْتَ عَرْشَهُ أَرْضاً.
45-
قَصَّرْتَ أَيَّامَ شَبَابِهِ وَغَطَّيْتَهُ بِالْخِزْيِ.
46-
حَتَّى مَتَى يَارَبُّ؟ هَلْ
إِلَى الأَْبَدِ تَظَلُّ مُحْتَجِباً عَنِّي، يَتَّقِدُ غَضَبُكَ
كَالنَّارِ؟
47-
اذْكُرْ قِصَرَ عُمْرِي وَأَنَّكَ خَلَقْتَ كُلَّ بَنِي
آدَمَ لِلزَّوَالِ.
48-
أَيُّ إِنْسَانٍ يَحْيَا وَلاَ يَرَى الْمَوْتَ؟
وَمَنْ يُنَجِّي نَفْسَهُ مِنْ قَبْضَةِ الْهَاوِيَةِ؟
49-
أَيْنَ
مَرَاحِمُكَ السَّالِفَةُ يَارَبُّ، الَّتِي أَقْسَمْتَ فِي أَمَانَتِكَ
أَنْ تُظْهِرَهَا لِدَاوُدَ عَبْدِكَ؟
50-
اذْكُرْ يَارَبُّ عَارَ عَبِيدِكَ
الَّذِي تَحَمَّلْتُهُ فِي صَدْرِي مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ،
51-
الْعَارَ
الَّذِي عَيَّرَنَا بِهِ أَعْدَاؤُكَ يَارَبُّ، إذْ عَيَّرُوا خَطَوَاتِ
الْمَلِكِ الَّذِي مَسَحْتَهُ.
52-
تَبَارَكَ الرَّبُّ إِلَى الأَبَدِ.
آمِينَ ثُمَّ آمِين.
فصل 90
الْمَزْمُورٌ التِّسْعُونَ
صَلاَةٌ لِمُوسَى رَجُلِ
اللهِ
1-
يَارَبُّ أَنْتَ كُنْتَ
مَلْجًَأ لَنَا نَلُوذُ بِهِ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ.
2-
قَبْلَ أَنْ أَوْجَدْتَ
الْجِبَالَ أَوْ كَوَّنْتَ الْمَسْكُونَةَ، أَنْتَ اللهُ مِنَ الأَزَلِ
وَإِلَى الأَبَدِ.
3-
تُعِيدُ الإِنْسَانَ إِلَى التُّرَابِ قَائِلاً:
عُودُوا إِلَيْهِ يَابَنِي آدَمَ.
4-
فَإِنَّ أَلْفَ سَنَةٍ فِي عَيْنَيْكَ
كَيَوْمِ أَمْسِ الْعَابِرِ، أَوْ مِثْلُ هَزِيعٍ مِنَ اللَّيْلِ.
5-
تَجْرُفُ الْبَشَرَ كَمَا يَجْرُفُهُمُ الطُّوفَانُ، فَيَزُولُونَ
كَالْحُلْمِ عِنْدَ الصَّبَاحِ مِثْلَ الْعُشْبِ الَّذِي يَنْمُو.
6-
يُزْهِرُ فِي الصَّبَاحِ وَيَنْمُو، وَفِي الْمَسَاءِ يُقْطَعُ وَيَجِفُّ.
7-
إِنَّ غَضَبَكَ قَدْ
أَفْنَانَا وَسَخَطَكَ قَدْ رَوَّعَنَا.
8-
جَعَلْتَ آثَامَنَا أَمَامَكَ
وَخَطَايَانَا الْخَفِيَّةَ ظَاهِرَةً لَدَيْكَ.
9-
لأَنَّ أَيَّامَنَا
كُلَّهَا تَنْقَضِي فِي غَضَبِكَ الشَّدِيدِ، وَأَعْوَامَنَا تَتَلاَشَى
كَزَفْرَةٍ.
10-
قَدْ نَعِيشُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَإِنْ كُنَّا ذَوِي
عَافِيَةٍ فَثَمَانينَ وَأَفْضَلُ أَيَّامِنَا تَعَبٌ وَبَلِيَّةٌ،
لأَنَّهَا سَرْعَانَ مَا تَزُولُ فَنَطِيرُ.
11-
مَنْ يَعْرِفُ شِدَّةَ
غَضَبِكَ؟ إِنَّ سَخَطَكَ هُوَ بِحَسَبِ مَهَابَتِكَ؟
12-
عَلِّمْنَا
إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا، لَعَلَّنَا نَتَعَقَّلُ بِقَلْبٍ حَكِيمٍ.
13-
إِلَى مَتَى يَطُولُ
يَارَبُّ غَضَبُكَ؟ ارْجِعْ وَتَعَطَّفْ عَلَى عَبِيدِكَ.
14-
أَفِضْ
عَلَيْنَا بَاكِراً مِنْ رَحْمَتِكَ، فَنَتَرَنَّمَ فَرَحاً وَنَبْتَهِجَ
طَوَالَ أَعْمَارِنَا.
15-
فَرِّحْنَا بِمِقْدَارِ الأَيَّامِ الَّتِي
بَلَيْتَنَا بِهَا، وَبِمِقْدَارِ السِّنِينَ الَّتِي رَأَيْنَا فِيهَا
الْمَصَائِبَ
16-
لِيَظْهَرَ صَنِيعُكَ أَمَامَ عَبِيدِكَ وَجَلاَلُكَ
أَمَامَ أَبْنَائِهِمْ.
17-
وَلْتَكُنْ نِعْمَةُ الرَّبِّ إِلَهِنَا
عَلَيْنَا. أَنْجِحْ عَمَلَ أَيْدِينَا، نَعَمْ أَنْجِحْ لَنَا عَمَلَ
أَيْدِينَا.
فصل 91
الْمَزْمُورُ الْحَادِي
وَالتِّسْعُونَ
1-
الْمُحْتَمِي بِقُدْسِ
أَقْدَاسِ الْعَلِيِّ، فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ،
2-
أَقُولُ لِلرَّبِّ:
أَنْتَ مَلْجَإِي وَحِصْنِي، إِلَهِي الَّذِي بِهِ وَثِقْتُ
3-
لأَنَّهُ
يُنْقِذُكَ حَقّاً مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَاءِ الْمُهْلِكِ.
4-
بِرِيشِهِ النَّاعِمِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي،
فَتَكُونُ لَكَ وُعُودُهُ الأَمِينَةُ تُرْساً وَمِتْرَاساً،
5-
فَلاَ
تَخَافُ مِنْ هَوْلِ اللَّيْلِ وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ.
6-
وَلاَ مِنْ وَبَاءٍ يَسْرِي فِي الظَّلاَمِ، وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ
فِي الظَّهِيرَةِ.
7-
يَتَسَاقَطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفُ إِنْسَانٍ، وَعَنْ
يَمِينِكَ عَشَرَةُ آلاَفٍ، وَأَنْتَ لاَ يَمَسُّكَ سُوءٌ.
8-
إِنَّمَا
تُشَاهِدُ بِعَيْنَيْكَ مُعَاقَبَةَ الأَشْرَارِ.
9-
لأَنَّكَ قُلْتَ:
الرَّبُّ مَلْجَإِي، وَاتَّخَذْتَ الْعَلِيَّ مَلاَذاً،
10-
فَلَنْ يُصِيبَكَ
شَرٌّ وَلَنْ تَقْتَرِبَ بَلِيَّةٌ مِنْ مَسْكِنِكَ
11-
فَإِنَّهُ يُوْصِي
مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي جَمِيعِ طُرُقِكَ.
12-
عَلَى
أَيْدِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ قَدَمَكَ.
13-
تَطَأُ
عَلَى الأَسَدِ وَالأَفْعَى، تَدُوسُ الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ.
14-
قَالَ
الرَّبُّ: أُنَجِّيهِ لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ
اسْمِي.
15-
يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، أُرَافِقُهُ فِي الضِّيقِ،
أُنْقِذُهُ وَأُكْرِمُهُ
16-
أُطِيلُ عُمْرَهُ، وَأُرِيهِ خَلاَصِي.
فصل 92
الْمَزْمُورُ الثَّانِي
وَالتِّسْعُونَ
مَزْمُورٌ تَسْبِيحَةٌ
لِيَوْمِ السَّبْتِ
1-
مَا أَحْسَنَ تَقْدِيمَ
الشُّكْرِ لَكَ يَارَبُّ وَالتَّرْنِيمَ لاسْمِكَ أَيُّهَا العَلِيُّ!
2-
مَا
أَحْسَنَ أَنْ يُلْهَجَ بِرَحْمَتِكَ فِي الصَّبَاحِ، وَبِأَمَانَتِكَ فِي
اللَّيَالِي،
3-
عَلَى أَنْغَامِ الآلاَتِ الْمُوسِيقِيَّةِ الْوَتَرِيَّةِ،
وَعَلَى الرَّبَابِ وَأَلْحَانِ الْعُودِ الْعَذْبَةِ!
4-
سَأُشِيدُ بِكُلِّ
مَا عَمِلَتْهُ يَدَاكَ لأَنَّكَ يَارَبُّ فَرَّحْتَنِي بِصَنِيعِكَ.
5-
يَارَبُّ مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ! أَفْكَارُكَ عَمِيقَةٌ جِدّاً،
6-
لاَ
يَعْرِفُهَا الْغَبِيُّ وَلاَ يَفْهَمُهَا الْجَاهِلُ.
7-
إِذَا زَهَا
الأَشْرَارُ كَالْعُشْبِ، وَأَزْهَرَ جَمِيعُ فَاعِلِي الإِثْمِ
فَإِنَّهُمْ كَالْعُشْبِ يُبَادُونَ إِلَى الأَبَدِ.
8-
أَمَّا أَنْتَ
يَارَبُّ فَمُتَعَالٍ إِلَى الأَبَدِ.
9-
فَيَارَبُّ، هَا هُمْ أَعْدَاؤُكَ
يَهْلِكُونَ إِلَى الدَّهْرِ، إذْ يَتَبَدَّدُ جَمِيعُ فَاعِلِي الإِثْمِ.
10-
أَمَّا أَنَا فَتَرْفَعُ شَأْنِي كَمَا يَرْتَفِعُ قَرْنُ الثَّوْرِ
الْوَحْشِيِّ، وَأَنْتَعِشُ كَمَنْ تَدَهَّنَ بِزَيْتٍ جَدِيدٍ
11-
وَتَنْظُرُ عَيْنَايَ عِقَابَ أَعْدَائِي الْمُتَرَبِّصِينَ لِي،
وَتَسْمَعُ أُذُنَايَ بِمَصِيرِ فَاعِلِي الشَّرِّ الثَّائِرِينَ عَلَيَّ.
12-
الصِّدِّيقُ يَزْهُو
كَالنَّخْلَةِ وَيَنْمُو كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ.
13-
لأَنَّ
الْمَغْرُوسِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ يَزْدَهِرُونَ فِي دِيَارِ بَيْتِ
إِلَهِنَا
14-
يُثْمِرُونَ أَيْضاً فِي الشَّيْخُوخَةِ، وَيَظَلُّونَ
مَوْفُورِي الْعَافِيَةِ وَالنُّضْرَةِ
15-
لِيَشْهَدُوا أَنَّ الرَّبَّ
مُسْتَقِيمٌ. إِنَّهُ صَخْرَتِي وَلَيْسَ فِيهِ سُوءٌ.
فصل 93
الْمَزْمُورُ الثَّالِثُ
وَالتِّسْعُونَ
1-
الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ
مُرْتَدِياً الْجَلاَلَ. مُتَنَطِّقاً بِحِزَامِ الْقُوَّةِ. الأَرْضُ
تَثَبَّتَتْ فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ.
2-
عَرْشُكَ ثَابِتٌ مُنْذُ الْقَدِيمِ،
لأَنَّكَ اللهُ مُنْذُ الأَزَلِ.
3-
يَارَبُّ قَدْ رَفَعَتِ الأَنْهَارُ
صَوْتَهَا. تَرْفَعُ الأَنْهَارُ صَوْتَ مَوْجِهَا الْهَادِرِ.
4-
الرَّبُّ
فِي الْعَلاَءِ أَعْظَمُ مِنْ صَوْتِ
الْمِيَاهِ
الْغَزِيرَةِ وَمِنْ أَمْوَاجِ الْبَحْرِ الْهَائِلَةِ.
5-
أَقْوَالُكَ
ثَابِتَةٌ إِلَى الأَبَدِ، وَبِبَيْتِكَ أَيُّهَا الرَّبُّ تَلِيقُ
الْقَدَاسَةُ مَدَى الدَّهْرِ.
فصل 94
الْمَزْمُورُ الرَّابِعُ
وَالتِّسْعُونَ
1-
يَارَبُّ أَنْتَ إِلَهُ
الانْتِقَامِ، فَتَجَلَّ بِغَضَبِكَ.
2-
قُمْ يَادَيَّانَ الأَرْضِ وَجَازِ
الْمُتَكَبِّرِينَ عَلَى أَعْمَالِهِمْ.
3-
إِلَى مَتَى يَارَبُّ يَشْمَتُ
الأَشْرَارُ فَرِحِينَ؟
4-
إِلَى مَتَى يَهْذِرُ عُمَّالُ الإِثْمِ
وَيَتَوَاقَحُونَ وَيَتَبَاهَوْنَ بِأَنْفُسِهِمْ؟
5-
يَسْحَقُونَ
شَعْبَكَ يَارَبُّ
وَيَضْطَهِدُونَهُ،
6-
يَقْتُلُونَ الأَرْمَلَةَ وَالْغَرِيبَ وَيَذْبَحُونَ
الْيَتِيمَ.
7-
وَيَقُولُونَ: «الرَّبُّ لاَ يَرَى هَذَا، وَإِلَهُ
إِسْرَائِيلَ لاَ يُبَالِي».
8-
افْهَمُوا يَاأَغْبِيَاءَ
الشَّعْبِ! يَاجُهَّالُ مَتَى تَتَعَقَّلُونَ؟
9-
صَانِعُ الأُذُنِ أَلاَ
يَسْمَعُ؟ جَابِلُ الْعَيْنِ أَلاَ يُبْصِرُ؟
10-
مُؤَدِّبُ الأُمَمِ أَلاَ
يَزْجُرُ وَهُوَ الَّذِي يُعَلِّمُ الإِنْسَانَ الْحِكْمَةَ؟
11-
الرَّبُّ
يَعْلَمُ أَفْكَارَ الإِنْسَانِ وَيَعْرِفُ أَنَّهَا بَاطِلَةٌ.
12-
طُوبَى
لِلإِنْسَانِ الَّذِي تُؤَدِّبُهُ، وَتُعَلِّمُهُ مِنْ شَرِيعَتِكَ
يَارَبُّ!
13-
لِتُرِيحَهُ مِنْ أَيَّامِ السُّوءِ، إِلَى أَنْ يَمُوتَ
الشِّرِّيرُ وَيَتَوَارَى فِي مَثْواهُ.
14-
لاَ يَرْفُضُ اللهُ شَعْبَهُ،
وَلاَ يَنْبِذُ خَاصَّتَهُ.
15-
لأَنَّ القَضَاءَ يُصْبِحُ عَدْلاً
وَيُحِبُّهُ جَمِيعُ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.
16-
مَنْ يَتَوَلَّى عَنِّي
مُحَارَبَةَ الأَشْرَارِ؟ مَنْ يُجَابِهُ عَنِّي فَاعِلِي الإِثْمِ؟
17-
لَوْ
لَمْ يَكُنِ الرَّبُّ مُعِينِي لَسَكَنَتْ نَفْسِي الْقَبْرَ.
18-
قُلْتُ:
قَدْ زَلَّتْ قَدَمِي. وَلَكِنَّ رَحْمَتَكَ يَارَبُّ صَارَتْ لِي سَنَداً.
19-
عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي تَبْتَهِجُ نَفْسِي
بِتَعْزِيَاتِكَ.
20-
أَيُحَالِفُكَ مَلِكُ الشَّرِّ الْمُخْتَلِقُ إثْماً
لِيَجْعَلَ الظُّلْمَ شَرِيعَةً لِلْقَضَاءِ؟
21-
يَجْتَمِعُونَ مَعاً
لِلْقَضَاءِ عَلَى حَيَاةِ الصِّدِّيقِ، وَيَحْكُمُونَ عَلَى الْبَرِيءِ
بِالْمَوْتِ.
22-
وَلَكِنَّ الرَّبَّ هُوَ حِصْنِي الْمَنِيعُ؛ إِلَهِي هُوَ
الصَّخْرَةُ الَّتِي بِهَا أَحْتَمِي.
23-
غَيْرَ أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَنَا
يُعَاقِبُهُمْ عَلَى إِثْمِهِمْ، وَيُبِيدُهُمْ بِشَرِّهِمْ.
فصل 95
الْمَزْمُورُ الْخَامِسُ
وَالتِّسْعُونَ
1-
هَيَّا نُرَنِّمُ عَالِياً
لِلرَّبِّ، وَنَهْتِفُ فَرَحاً لِصَخْرَةِ خَلاَصِنَا.
2-
لِنَتَقَدَّمْ أَمَامَ
حَضْرَتِهِ بِالشُّكْرِ، وَنَهْتِفْ لَهُ بِالتَّرْنِيمِ.
3-
لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهٌ
عَظِيمٌ، وَمَلِكٌ كَبِيرٌ عَلَى جَمِيعِ الآلِهَةِ.
4-
فِي يَدِهِ أَعْمَاقُ
الأَرْضِ، وَقِمَمُ الْجِبَالِ مِلْكٌ لَهُ.
5-
لَهُ الْبَحْرُ، وَهُوَ قَدْ
صَنَعَهُ، وَيَدَاهُ كَوَّنَتَا الْيَابِسَةَ.
6-
تَعَالَوْا نَسْجُدُ
وَنَنْحَنِي، لِنَرْكَعْ أَمَامَ الرَّبِّ صَانِعِنَا،
7-
فَإِنَّهُ هُوَ
إِلَهُنَا، وَنَحْنُ رَعِيَّتُهُ وَقَطِيعُهُ الَّذِي يَقُودُهُ بِيَدِهِ.
الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ،
8-
فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا
حَدَثَ فِي يَوْمِ مَسَّةَ (أَيْ الامْتِحَانِ) فِي الصَّحْرَاءِ،
9-
عِنْدَمَا امْتَحَنَنِي آبَاؤُكُمْ وَاخْتَبَرُونِي وَشَهِدُوا جَمِيعَ
عَجَائِبِي.
10-
أَرْبَعِينَ سَنَةً رَفَضْتُ ذَلِكَ الْجِيلَ، وَقُلْتُ:
«هُمْ شَعْبٌ أَضَلَّتْهُمْ قُلُوبُهُمْ وَلَمْ يَعْرِفُوا قَطُّ طُرُقِي».
11-
فَأَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي قَائِلاً: «إِنَّهُمْ لَنْ يَدْخُلُوا مَكَانَ
رَاحَتِي».
فصل 96
الْمَزْمُورُ السَّادِسُ
وَالتِّسْعُونَ
1-
رَنِّمُوا لِلرَّبِّ
تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. رَنِّمُوا لِلرَّبِّ يَاسَاكِنِي الأَرْضِ
جَمِيعاً.
2-
رَنِّمُوا للرَّبِّ. بَارِكُوا اسْمَهُ. بَشِّرُوا بِخَلاَصِهِ
يَوْماً فَيَوْماً.
3-
أَعْلِنُوا مَجْدَهُ بَيْنَ الأُمَمِ، وَعَجَائِبَهُ
بَيْنَ الشُّعُوبِ كُلِّهَا.
4-
فَإِنَّ الرَّبَّ عَظِيمٌ وَجَدِيرٌ بِكُلِّ
حَمْدٍ؛ هُوَ مَرْهُوبٌ أَكْثَرَ جِدّاً مِنْ جَمِيعِ الآلِهَةِ.
5-
لأَنَّ
كُلَّ آلِهَةِ الشُّعُوبِ أَصْنَامٌ بَاطِلَةٌ أَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ
صَانِعُ السَّمَاوَاتِ.
6-
الْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ أَمَامَهُ، الْقُوَّةُ
وَالْجَمَالُ فِي مَقْدِسِهِ.
7-
قَدِّمُوا لِلرَّبِّ
يَاجَمِيعَ قَبَائِلِ الشُّعُوبِ، قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَقُوَّةً.
8-
قَدِّمُوا لِلرَّبِّ الْمَجْدَ الْوَاجِبَ لاسْمِهِ. أَحْضِرُوا
تَقْدِمَةً وَادْخُلُوا هَيْكَلَهُ وَاعْبُدُوهُ
9-
اسْجُدُوا لِلرَّبِّ
بِزِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ، ارْتَعِدُوا أَمَامَهُ يَاجَمِيعَ سَاكِنِي
الأَرْضِ.
10-
نَادُوا بَيْنَ الأُمَمِ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ مَلَكَ. هُوَذَا
الأَرْضُ قَدِ اسْتَقَرَّتْ مُطْمَئِنَّةً لأَنَّهُ يَدِينُ الشُّعُوبَ
بِالإِنْصَافِ.
11-
لِتَفْرَحِ السَّمَاوَاتُ وَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضُ
وَلْيَهْدِرِ الْبَحْرُ بَهْجَةً بِأَمْوَاجِهِ وَبِكُلِّ مَا يَحْوِيهِ.
12-
لِيَتَهَلَّلِ الْحَقْلُ وَكُلُّ مَا فِيهِ، فَتَتَرَنَّمَ فَرَحاً
جَمِيعُ أَشْجَارِ الْغَابَةِ
13-
فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ لأَنَّهُ آتٍ
لِيَدِينَ الْعَالَمَ بِالْعَدْلِ وَالشُّعُوبَ بِالْحَقِّ.
فصل 97
الْمَزْمُورُ السَّابِعُ
وَالتِّسْعُونَ
1-
الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ،
فَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضُ، وَلْيَفْرَحْ أَهْلُ الْجُزُرِ الْكَثِيرَةِ.
2-
حَوْلَهُ الْغُيُومُ وَالضَّبَابُ، وَالعَدْلُ وَالحَقُّ قَاعِدَةُ
عَرْشِهِ.
3-
تَخْرُجُ مِنْهُ نَارٌ وَتُحْرِقُ خُصُومَهُ الْمُحِيطِينَ
بِهِ.
4-
أَنَارَتْ بُرُوقُهُ الْمَسْكُونَةَ. رَأَتِ الأَرْضُ ذَلِكَ
فَارْتَجَفَتْ.
5-
ذَابَتِ الْجِبَالُ كَالشَّمْعِ مِنْ نَظْرَةِ الرَّبِّ
سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا.
6-
أَذَاعَتِ السَّمَاوَاتُ عَدْلَهُ وَيَرَى
جَمِيعُ الشُّعُوبِ مَجْدَهُ.
7-
يَخْزَى كُلُّ عَابِدِي
التَّمَاثِيلِ الْمَنْحُوتَةِ، الْمُفْتَخِرِينَ بِالأَصْنَامِ. اسْجُدُوا
لَهُ يَاجَمِيعَ الآلِهَةِ.
8-
سَمِعَتْ صِهْيَوْنُ فَفَرِحَتْ،
وَابْتَهَجَتْ بَنَاتُ يَهُوذَا بِأَحْكَامِكَ يَارَبُّ.
9-
لأَنَّكَ أَنْتَ
الْعَلِيُّ فَوْقَ كُلِّ الأَرْضِ، وَالْمُتَسَامِي جِدّاً عَلَى كُلِّ
الآلِهَةِ.
10-
يَامُحِبِّي الرَّبِّ،
أَبْغِضُوا الشَّرَّ. الرَّبُّ حَارِسٌ نُفُوسَ أَتْقِيَائِهِ، وَهُوَ
يُنْقِذُهُمْ مِنْ أَيْدِي الأَشْرَارِ.
11-
قَدْ زُرِعَ نُورٌ لِلصِّدِّيقِ
وَفَرَحٌ لِلْمُسْتَقِيمِي الْقَلْبِ.
12-
افْرَحُوا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ
بِالرَّبِّ، وَارْفَعُوا الشُّكْرَ ِلاسْمِهِ الأَقْدَسِ.
فصل 98
الْمَزْمُورُ الثَّامِنُ
وَالتِّسْعُونَ
1-
رَنِّمُوا لِلرَّبِّ
تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، لأَنَّهُ قَدْ صَنَعَ عَجَائِبَ. وَبِيَمِينِهِ
وَذِرَاعِهِ الْمُقَدَّسَةِ أَحْرَزَ خَلاَصاً.
2-
أَعْلَنَ الرَّبُّ
خَلاَصَهُ؛ أَمَامَ أَنْظَارِ الأُمَمِ كَشَفَ بِرَّهُ.
3-
ذَكَرَ رَحْمَتَهُ
وَأَمَانَتَهُ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ. رَأَتْ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ
خَلاَصَ إِلَهِنَا.
4-
اهْتِفُوا لِلرَّبِّ
يَاسَاكِنِي الأَرْضِ، اهْتِفُوا فَرَحاً وَرَنِّمُوا وَأَنْشِدُوا.
5-
أَنْشِدُوا لِلرَّبِّ بِعَزْفِ عُودٍ وَبِصَوْتِ نَشِيدٍ.
6-
اهْتِفُوا
أَمَامَ الرَّبِّ الْمَلِكِ نَافِخِينَ بِأَبْوَاقٍ نُحَاسِيَّةٍ
وَأَبْوَاقٍ قَرْنِيَّةٍ.
7-
لِيَهْتِفِ الْبَحْرُ بِأَمْوَاجِهِ وَبِكُلِّ
مَا فِيهِ، وَالْمَسْكُونَةُ أَيْضاً وَمَنْ عَلَيْهَا.
8-
لِتُصَفِّقِ
الأَنْهَارُ بِالأَيْدِي، وَتَتَرَنَّمِ الْجِبَالُ مَعاً.
9-
أَمَامَ
الرَّبِّ لأَنَّهُ جَاءَ لِيَدِينَ الأَرْضَ بالْعَدْلِ وَالشُّعُوبَ
بِالإِنْصَافِ.
فصل 99
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ
وَالتِّسْعُونَ
1-
الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ.
فَارْتَعَدَتِ الشُّعُوبُ. جَلَسَ فَوْقَ مَلاَئِكَةِ الْكَرُوبِيمِ
فَاهْتَزَّتِ الأَرْضُ.
2-
مَا أَعْظَمَ الرَّبَّ فِي صِهْيَوْنَ وَهُوَ
مُتَعَالٍ فَوْقَ كُلِّ الشُّعُوبِ.
3-
يَحْمَدُونَ اسْمَكَ الْعَظيِمَ
الْمَرْهُوبَ لأَنَّهُ قُدُّوسٌ!
4-
قُوَّةُ الْمَلِكِ فِي
حُبِّ الحَقِّ. وَأَنْتَ يَارَبُّ ثَبَّتَّ الإِنْصَافَ وَأَجْرَيْتَ
الْحَقَّ وَالْعَدْلَ فِي إِسْرَائِيلَ.
5-
عَظِّمُوا الرَّبَّ
إِلَهَنَا وَاسْجُدُوا عِنْدَ مَوْطِيءِ قَدَمَيْهِ. لأَنَّهُ قُدُّوسٌ!
6-
مُوسَى وَهرُونُ بَيْنَ كَهَنَتِهِ، وَصَمُوئِيلُ بَيْنَ الدَّاعِينَ
بِاسْمِهِ، دَعَوُا الرَّبَّ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ.
7-
خَاطَبَهُمْ فِي
عَمُودِ السَّحَابِ: فَأَطَاعُوا أَقْوَالَهُ وَمَارَسُوا أَحْكَامَهُ
الَّتِي أَعْطَاهُمْ.
8-
أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا، أَنْتَ اسْتَجَبْتَ
لَهُمْ. غَفَرْتَ لَهُمْ إثْمَهُمْ، وَإِنْ كُنْتَ قَدْ عَاقَبْتَهُمْ
جَزَاءَ أَفْعَالِهِمْ.
9-
عَظِّمُوا الرَّبَّ إِلَهَنَا وَاسْجُدُوا فِي
جَبَلِ الْمَقْدِسِ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَنَا قُدُّوسٌ.
فصل 100
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ
مَزْمُورُ اعْتِرَافٍ
بِحَمْدِ الرَّبِّ
1-
اهْتِفُوا لِلرَّبِّ
يَاسُكَّانَ الأَرْضِ جَمِيعاً.
2-
اعْبُدُوا الرَّبَّ بِبَهْجَةٍ،
وَامْثُلُوا أَمَامَهُ مُتَرَنِّمِينَ.
3-
اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ
اللهُ . هُوَ صَنَعَنَا وَنَحْنُ لَهُ، نَحْنُ شَعْبُهُ وَقَطِيعُ
مَرْعَاهُ.
4-
ادْخُلُوا أَبْوَابَهُ حَامِدِينَ، دِيَارَهُ مُسَبِّحِينَ.
اشْكُرُوهُ وَبَارِكُوا اسْمَهُ.
5-
فَإِنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ، إِلَى
الأَبَدِ رَحْمَتُهُ وَأَمَانَتُهُ دَائِمَةٌ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ
|