فصل
1
أبهة الملك أحشويروش وغناه
وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ
أَحَشْوِيرُوشَ، الَّذِي امْتَدَّ حُكْمُهُ مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشٍ،
فَمَلَكَ عَلَى مِئَةٍ وَسَبْعَةٍ وَعِشْرِينَ إِقْلِيماً، 2أَنَّهُ جَلَسَ
ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى عَرْشِ مُلْكِهِ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، 3فِي السَّنَةِ
الثَّالِثَةِ مِنْ عَهْدِهِ، وَأَقَامَ مَأْدُبَةً لِجَمِيعِ رُؤَسَاءِ
جَيْشِ مَادِي وَفَارِسَ وَقَادَتِهِ، وَمَثَلَ أَمَامَهُ نُبَلاَءُ
الْمَمْلَكَةِ وَعُظَمَاؤُهَا. 4وَظَلَّتِ الْوَلاَئِمُ قَائِمَةً طَوَالَ
مِئَةٍ وَثَمَانِينَ يَوْماً، أَظْهَرَ فِيهَا الْمَلِكُ كُلَّ بَذَخٍ مِنْ
غِنَى مُلْكِهِ وَعِزَّةِ جَلاَلِ عَظَمَتِهِ. 5وَبَعْدَ أَنِ انْقَضَتْ
هَذِهِ الأَيَّامُ، صَنَعَ الْمَلِكُ وَلِيمَةً لِجَمِيعِ الشَّعْبِ
الْمُقِيمِ فِي شُوشَنَ الْعَاصِمَةِ، كِبَارِهِمْ وَصِغَارِهِمْ،
اسْتَمَرَّتْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي دَارِ حَدِيقَةِ الْقَصْرِ. 6الَّتِي
زُيِّنَتْ بِأَنْسِجَةٍ بَيْضَاءَ وَخَضْرَاءَ وَزَرْقَاءَ، عُلِّقَتْ
بِحِبَالٍ كَتَّانِيَّةٍ مُلَوَّنَةٍ فِي حَلَقَاتٍ فِضِّيَّةٍ
وَأَعْمِدَةٍ رُخَامِيَّةٍ وَأَرَائِكَ ذَهَبِيَّةٍ وَفِضِّيَّةٍ، عَلَى
أَرْضِيَّةٍ مَرْصُوفَةٍ بِجَزْعٍ مِنْ بَهْتٍ وَمَرْمَرٍ وَدُرٍّ
وَرُخَامٍ أَسْوَدَ. 7وَكَانَتِ الأَقْدَاحُ الَّتِي تُقَدَّمُ فِيهَا
الْخُمُورُ مِنْ ذَهَبٍ، وَآنِيَةُ الْمَوَائِدِ مُخْتَلِفَةَ الأَشْكَالِ،
أَمَّا الْخُمُورُ الْمَلَكِيَّةُ فَكَانَتْ وَفِيرَةً بِفَضْلِ كَرَمِ
الْمَلِكِ. 8وَأَصْدَرَ الْمَلِكُ أَمْرَهُ إِلَى كِبَارِ رِجَالِ قَصْرِهِ
أَنْ يُقَدِّمُوا الْخُمُورَ حَسَبَ رَغْبَةِ كُلِّ مَدْعُوٍّ مِنْ غَيْرِ
قُيُودٍ، 9وَأَقَامَتْ وَشْتِي الْمَلِكَةُ وَلِيمَةً أُخْرَى لِلنِّسَاءِ
فِي
قَصْرِ الْمَلِكِ
أَحَشْوِيرُوشَ.
عزل الملكة وشتي
10وَفِي الْيَوْمِ
السَّابِعِ عِنْدَمَا دَارَتِ الْخَمْرُ بِرَأْسِ الْمَلِكِ، أَمَرَ
خِصْيَانَهُ السَّبْعَةَ مَهُومَانَ وَبِزْثَا وَحَرْبُونَا وَبِغْثَا
وَأَبَغْثَا وَزِيثَارَ وَكَرْكَسَ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدُمُونَ فِي
حَضْرَتِهِ، 11أَنْ يَأْتُوا بِالْمَلِكَةِ وَشْتِي لِتَمْثُلَ فِي
حَضْرَتِهِ، وَعَلَى رَأْسِهَا تَاجُ الْمُلْكِ، لِيَرَى الْحَاضِرُونَ
مِنَ الشَّعْبِ وَالْعُظَمَاءِ جَمَالَهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ رَائِعَةَ
الْفِتْنَةِ. 12فَأَبَتِ الْمَلِكَةُ أَنْ تُطِيعَ أَمْرَ الْمَلِكِ
الَّذِي نَقَلَهُ إِلَيْهَا الْخِصْيَانُ. فَاسْتَشَاطَ الْمَلِكُ غَيْظاً
وَاشْتَعَلَ غَضَبُهُ فِي دَاخِلِهِ. 13وَكَانَتْ عَادَةُ الْمَلِكِ أَنْ
يَسْتَشِيرَ الْحُكَمَاءَ الْعَارِفِينَ بِالأَزْمِنَةِ وَالشَّرَائِعِ
وَالْقَوَانِينِ، فَسَأَلَ 14كَرْشَنَا وَشِيثَارَ وَأَدْمَاثَا
وَتَرْشِيشَ وَمَرَسَ وَمَرْسَنَا وَمَمُوكَانَ، وَهُمْ سَبْعَةُ حُكَمَاءَ
مُقَرَّبُونَ إِلَيْهِ مِنْ رُؤَسَاءِ مَادِي وَفَارِسَ، مِمَّنْ
يَمْثُلُونَ دَائِماً أَمَامَ الْمَلِكِ، وَيَحْتَلُّونَ الْمَرَاتِبَ
الأُولَى فِي الْمَمْلَكَةِ: 15«أَيُّ شَيْءٍ تُعَاقَبُ بِهِ الْمَلِكَةُ،
حَسَبَ نَصِّ الْقَانُونِ، لأَنَّهَا لَمَ تَصْدَعْ لأَمْرِ الْمَلِكِ
الَّذِي نَقَلَهُ إِلَيْهَا الْخِصْيَانُ؟» 16فَأَجَابَهُ مَمُوكَانُ فِي
حَضْرَةِ الْعُظَمَاءِ: «إِنَّ الْمَلِكَةَ وَشْتِي لَمْ تُذْنِبْ فِي
حَقِّ الْمَلِكِ وَحْدَهُ، بَلْ أَسَاءَتْ إِلَى جَمِيعِ الرُّؤَسَاءِ
وَالأُمَمِ الْمُقِيمِينَ فِي تُخُومِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، 17فَمَا
إِنْ يَذِيعُ خَبَرُ تَصَرُّفِ الْمَلِكَةِ بَيْنَ جَمِيعِ النِّسَاءِ،
حَتَّى يَحْتَقِرْنَ أَزْوَاجَهُنَّ، إِذْ يَقُلْنَ: إِنَّ الْمَلِكَ
أَحَشْوِيرُوشَ أَمَرَ أَنْ تَمْثُلَ الْمَلِكَةُ وَشْتِي أَمَامَهُ
وَلَكِنَّهَا لَمْ تَصْدَعْ بِأَمْرِهِ. 18فَتَحْذُو فِي هَذَا الْيَوْمِ
سَيِّدَاتُ فَارِسَ وَمَادِي، اللَّوَاتِي بَلَغَهُنَّ خَبَرُ الْمَلِكَةِ،
حَذْوَهَا، مَعَ
جَمِيعِ رُؤَسَاءِ الْمَلِكِ. وَمِثْلُ هَذَا يُثِيرُ كَثْرَةً مِنَ
الاحْتِقَارِ وَالْغَضَبِ. 19فَإِذَا رَاقَ لِلْمَلِكِ فَلْيُصْدِرْ
أَمْراً مَلَكِيّاً، يُسَجَّلُ ضِمْنَ مَرَاسِيمِ مَادِي وَفَارِسَ الَّتِي
لاَ تَتَغَيَّرُ، يُحَظَّرُ فِيهِ عَلَى وَشْتِي الْمُثُولُ فِي حَضْرَةِ
الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. وَلْيُنْعِمِ الْمَلِكُ بِمُلْكِهَا عَلَى مَنْ
هِيَ خَيْرٌ مِنْهَا. 20وَهَكَذَا يَذِيعُ أَمْرُ الْمَلِكِ الصَّادِرُ
عَنْهُ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ مَمْلَكَتِهِ الشَّاسِعَةِ، فَتُعَامِلُ
جَمِيعُ النِّسَاءِ أَزْوَاجَهُنَّ صِغَاراً وَكِبَاراً بِاحْتِرَامٍ».
21فَاسْتَصْوَبَ الْمَلِكُ وَعُظَمَاؤُهُ هَذَا الرَّأْيَ، وَعَمِلَ
بِمَشُورَةِ مَمُوكَانَ، 22فَبَعَثَ رَسَائِلَ إِلَى كُلِّ أَرْجَاءِ
الْمَمْلَكَةِ، مَكْتُوبَةً بِلُغَةِ أَقَالِيمِهَا وَبِلَهْجَةِ
شُعُوبِهَا، يَأْمُرُ فِيهَا أَنْ يَكُونَ كُلُّ رَجُلٍ السَّيِّدَ
الْمُطَاعَ فِي بَيْتِهِ وَأَوْصَى أَنْ يُذَاعَ هَذَا الأَمْرُ حَسَبَ
لُغَةِ كُلِّ شَعْبٍ.
فصل
2
البحث عن ملكة جديدة
وَبَعْدَ ذَلِكَ خَمَدَتْ
جَذْوَةُ غَضَبِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، فَذَكَرَ وَشْتِي وَمَا
فَعَلَتْهُ، وَالْقَرَارَ الَّذِي صَدَرَ ضِدَّهَا. 2فَقَالَ لَهُ
رِجَالُهُ الْقَائِمُونَ عَلَى خِدْمَتِهِ: «لِيُجْرَ بَحْثٌ عَنْ
فَتَيَاتٍ عَذَارَى بَارِعَاتِ الْجَمَالِ مِنْ أَجْلِ الْمَلِكِ،
3وَلْيَعْهَدِ الْمَلِكُ إِلَى وُكَلاَئِهِ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ
مَمْلَكَتِهِ حَتَّى يَجْمَعُوا كُلَّ الْفَتَيَاتِ الْعَذَارَى
الْفَاتِنَاتِ إِلَى جَنَاحِ الْحَرِيمِ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، لِيَكُنَّ
تَحْتَ إِشْرَافِ هَيْجَايَ خَصِيِّ الْمَلِكِ وَحَارِسِ النِّسَاءِ،
حَيْثُ تُقَدَّمُ إِلَيْهُنَّ الدُّهُونُ الْمُعَطَّرَةُ. 4وَالْفَتَاةُ
الَّتِي تَرُوقُ لِلْمَلِكِ تُصْبِحُ مَلِكَةً مَحَلَّ وَشْتِي».
فَاسْتَحْسَنَ الْمَلِكُ هَذَا الْكَلاَمَ وَعَمِلَ بِهِ.
سيرة أستير
5وَكَانَ يُقِيمُ فِي
شُوشَنَ الْقَصْرِ رَجُلٌ يَهُودِيٌّ يُدْعَى مُرْدَخَايَ بْنَ يَائِيرَ
بْنِ شَمْعِي بْنِ قَيْسٍ، مِنْ سِبْطِ بَنْيَامِينَ، 6قَدْ سُبِيَ مِنْ
أُورُشَلِيمَ مَعَ جُمْلَةِ الْمَسْبِيِّينَ الَّذِينَ أَسَرَهُمْ
نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ، مَعَ يَكُنْيَا مَلِكِ يَهُوذَا. 7هَذَا
أَشْرَفَ عَلَى تَرْبِيَةِ ابْنَةِ عَمِّهِ أَسْتِيرَ الْمَدْعُوَّةَ
هَدَسَّةَ، لأَنَّهَا كَانَتْ يَتِيمَةَ الأَبَوَيْنِ. وَكَانَتِ
الْفَتَاةُ رَائِعَةَ الْجَمَالِ، جَمِيلَةَ الطَّلْعَةِ تَبَنَّاهَا
مُرْدَخَايُ عِنْدَ وَفَاةِ وَالِدَيْهَا. 8فَلَمَّا بَلَغَهُ أَمْرُ
الْمَلِكِ وَحُكْمُهُ، وَشَرَعُوا فِي جَمْعِ فَتَيَاتٍ كَثِيرَاتٍ إِلَى
شُوشَنَ الْقَصْرِ حَيْثُ عُهِدَ بِهِنَّ إِلَى هَيْجَايَ، أُخِذَتْ
أَسْتِيرُ إِلَى قَصْرِ الْمَلِكِ إِلَى هَيْجَايَ حَارِسِ الْحَرِيمِ،
9فَحَظِيَتِ الْفَتَاةُ بِإِعْجَابِ هَيْجَايَ وَنَالَتْ رِضَاهُ،
فَأَسْرَعَ يُقَدِّمُ إِلَيْهَا نَصِيبَهَا مِنَ الْعُطُورِ
وَالأَطْعِمَةِ، وَخَصَّصَ لِخِدْمَتِهَا سَبْعَ فَتَيَاتٍ مِنْ قَصْرِ
الْمَلِكِ، وَنَقَلَهَا مَعَ وَصِيفَاتِهَا إِلَى أَفْضَلِ مَكَانٍ فِي
جَنَاحِ النِّسَاءِ. 10وَكَتَمَتْ أَسْتِيرُ أَصْلَهَا وَجِنْسَهَا لأَنَّ
مُرْدَخَايَ أَوْصَاهَا بِذَلِكَ. 11وَرَاحَ مُرْدَخَايُ يَتَمَشَّى كُلَّ
يَوْمٍ أَمَامَ فِنَاءِ جَنَاحِ النِّسَاءِ، لِيَتَحَرَّى عَنْ سَلاَمَةِ
أَسْتِيرَ وَمَا يَحْدُثُ لَهَا.
احشويروش يختار أستير
12وَكَانَ يَحِقُّ لِكُلِّ
فَتَاةٍ جَاءَ دَوْرُهَا لِلْمُثُولِ أَمَامَ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ،
بَعْدَ أَنْ يَكُونَ قَدِ انْقَضَى عَلَيْهَا اثْنَا عَشَرَ شَهْراً،
حَسَبَ سُنَّةِ النِّسَاءِ، أَنْفَقَتْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ مِنْهَا فِي
التَّعَطُّرِ بِزَيْتِ الْمُرِّ، وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ بِالأَطْيَابِ
وَالْعُطُورِ، وَهَكَذَا تَكْمُلُ أَيَّامُ تَعَطُّرِهِنَّ، 13أَنْ يُعْطَى
لَهَا عِنْدَمَا تَدْخُلُ لِلْمُثُولِ فِي حَضْرَةِ الْمَلِكِ كُلُّ مَا
تَطْلُبُهُ مِنْ جَنَاحِ النِّسَاءِ لِتَنْقُلَهُ مَعَهَا إِلَى قَصْرِ
الْمَلِكِ. 14وَكَانَتِ الْفَتَاةُ تَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ فِي
الْمَسَاءِ، ثُمَّ تَرْجِعُ فِي الصَّبَاحِ إِلَى جَنَاحِ النِّسَاءِ
الثَّانِي الَّذِي عُهِدَ بِهِ إِلَى شَعْشَغَازَ الْخَصِيِّ حَارِسِ
الْمَحْظِيَّاتِ، وَتَمْكُثُ هُنَاكَ لاَ تَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ
ثَانِيَةً إِلاَّ إِذَا حَظِيَتْ بِمَسَرَّتِهِ، وَدُعِيَتْ
بِاسْمِهَا.
15وَلَمَّا جَاءَ دَوْرُ
أَسْتِيرَ ابْنَةِ أَبِيحَائِلَ عَمِّ مُرْدَخَايَ الَّذِي تَبَنَّاهَا
لِلْمُثُولِ فِي حَضْرَةِ الْمَلِكِ، لَمْ تَطْلُبْ شَيْئاً إِلاَّ مَا
أَشَارَ بِهِ عَلَيْهَا هَيْجَايُ خَصِيُّ الْمَلِكِ وَحَارِسُ الْحَرِيمِ.
وَكَانَتْ أَسْتِيرُ تَحْظَى بِإِعْجَابِ كُلِّ مَنْ رَآهَا. 16وَأُخِذَتْ
أَسْتِيرُ إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ فِي قَصْرِهِ فِي شَهْرِ
طِيبِيتَ (أَيْ كَانُونَ الثَّانِي يَنَايِرَ)، فِي السَّنَةِ
السَّابِعَةِ لِحُكْمِهِ، 17فَأَحَبَّ الْمَلِكُ أَسْتِيرَ أَكْثَرَ مِنْ
سَائِرِ النِّسَاءِ، وَحَظِيَتْ بِرِضَاهُ وَبِإِعْجَابِهِ أَكْثَرَ مِنْ
بَقِيَّةِ الْعَذَارَى، حَتَّى إِنَّهُ وَضَعَ تَاجَ الْمُلْكِ عَلَى
رَأْسِهَا، وَمَلَّكَهَا بَدَلاً مِنْ وَشْتِي. 18وَأَقَامَ الْمَلِكُ
مَأْدُبَةً عَظِيمَةً دَعَا إِلَيْهَا جَمِيعَ قَادَتِهِ وَرِجَالِهِ،
احْتِفَاءً بِأَسْتِيرَ، وَأَعْفَى الْبِلاَدَ مِنَ الْجِزْيَةِ، وَوَزَّعَ
الْهَدَايَا بِسَخَاءٍ مَلَكِيٍّ.
المؤامرة على حياة أحشويروش
19وَعِنْدَمَا جُمِعَتِ
الْعَذَارَى لِلْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ. كَانَ مُرْدَخَايُ فِي ذَلِكَ
الْوَقْتِ قَدْ صَارَ حَاجِبَ الْمَلِكِ. 20وَلَمْ تَكُنْ أَسْتِيرُ قَدْ
كَشَفَتْ عَنْ جِنْسِهَا وَشَعْبِهَا كَمَا أَوْصَاهَا مُرْدَخَايُ،
وَظَلَّتْ تَعْمَلُ بِوَصَايَا مُرْدَخَايَ وَكَأَنَّهَا مَا بَرِحَتْ فِي
بَيْتِهِ تَحْتَ إِشْرَافِهِ.
21وَذَاتَ يَوْمٍ تَآمَرَ
بِغْثَانُ وَتَرَشُ خَصِيَّا الْمَلِكِ وَحَاجِبَاهُ لاِغْتِيَالِهِ
لأَنَّهُمَا غَضِبَا مِنْهُ. وَكَانَ مُرْدَخَايُ آنَئِذٍ جَالِساً عِنْدَ
بَابِ الْمَلِكِ، 22فَعَرَفَ مُرْدَخَايُ الأَمْرَ وَأَبْلَغَ بِهِ
أَسْتِيرَ الْمَلِكَةَ الَّتِي أَخْبَرَتِ الْمَلِكَ بِدَوْرِهَا، بَعْدَ
أَنْ عَزَتِ الْخَبَرَ إِلَى مُرْدَخَايَ. 23وَبَعْدَ تَقَصِّي الأَمْرِ
وَالتَّحَقُّقِ مِنْ صِحَّتِهِ صُلِبَ الْخَصِيَّانِ عَلَى خَشَبَةٍ،
وَتَمَّ تَسْجِيلُ وَقَائِعِ الْحَادِثِ فِي سِجِلّ َاتِ الْمَمْلَكَةِ
فِي حُضُورِ الْمَلِكِ.
فصل
3
ترقية هامان
وَبَعْدَ ذَلِكَ رَفَّعَ
الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ مِنْ مَقَامِ هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا
الأَجَاجِيِّ وَعَظَّمَهُ، وَجَعَلَ مَرْتَبَتَهُ فَوْقَ مَرَاتِبِ جَمِيعِ
رُؤَسَائِهِ الآخَرِينَ، 2فَصَارَ جَمِيعُ رِجَالِ الْمَلِكِ الْوَاقِفِينَ
عِنْدَ بَابِ الْمَلِكِ يَنْحَنُونَ وَيسْجُدُونَ لِهَامَانَ بِمُوْجِبِ
أَمْرِ الْمَلِكِ. أَمَّا مُرْدَخَايُ فَأَبَى أَنْ يَنْحَنِيَ أَمَامَهُ
وَيَسْجُدَ لَهُ. 3فَسَأَلَ رِجَالُ الْمَلِكِ الْوَاقِفُونَ بِبَابِ
مُرْدَخَايَ: «لِمَاذَا تَتَمَرَّدُ عَلَى أَمْرِ الْمَلِكِ؟» 4وَلَكِنَّهُ
أَصَرَّ عَلَى رَفْضِهِ بِالرَّغْمِ مِنْ إِلْحَاحِهِمِ الْيَوْمِيِّ
عَلَيْهِ، فَأَخْبَرُوا هَامَانَ بِأَمْرِهِ لِيَرَوْا إِنْ كَانَ
تَصَرُّفُ مُرْدَخَايَ يُمْكِنُ تَبْرِيرُهُ، لأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ
إِنَّهُ يَهُودِيٌّ. 5وَعِنْدَمَا تَثَبَّتَ هَامَانُ مِنْ أَنَّ
مُرْدَخَايَ لاَ يَنْحَنِي وَلاَ يَسْجُدُ لَهُ اسْتَشَاطَ غَضَباً،
6وَاسْتَصْغَرَ أَنْ يُعَاقِبَ مُرْدَخَايَ وَحْدَهُ، بَعْدَ أَنْ
أَخْبَرُوهُ عَنْ شَعْبِ مُرْدَخَايَ. فَعَزَمَ أَنْ يُفْنِيَ جَمِيعَ
الْيَهُودِ، شَعْبِ مُرْدَخَايَ، الْمُقِيمِينَ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ
مَمْلَكَةِ أَحَشْوِيرُوشَ.
مؤامرة هامان
7وَفِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ،
أَيْ شَهْرِ نِيسَانَ، مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ لِحُكْمِ
الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، أَخَذُوا فِي إِلْقَاءِ الْقُرْعَةِ أَمَامَ
هَامَانَ، يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ، وَشَهْراً بَعْدَ شَهْرٍ حَتَّى
الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ، وَكَانُوا يَدْعُونَ
الْقُرْعَةَ «فُوراً». 8فَقَالَ هَامَانُ لِلْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ:
«هَنَاكَ شَعْبٌ مَا مُتَشَتِّتٌ وَمُتَفَرِّقٌ بَيْنَ الشُّعُوبِ فِي
كُلِّ أَرْجَاءِ مَمْلَكَتِكَ، تُغَايِرُ شَرَائِعُهُمْ شَرَائِعَ جَمِيعِ
الأُمَمِ، وَهُمْ لاَ يُنَفِّذُونَ سُنَنَ الْمَلِكِ. فَلاَ يَجْدُرُ
بِالْمَلِكِ إِغْفَالُ أَمْرِهِمْ. 9فَإِنْ طَابَ لِلْمَلِكِ، فَلْيُصْدِرْ
أَمْراً بِإِبَادَتِهِمْ، وَأَنَا أَدْفَعُ عَشَرَةَ آلافِ وَزْنَةٍ مِنَ
الْفِضَّةِ (نَحْوَ ثَلاَثِ مِئَةِ أَلْفِ كِيلُوجَرَامٍ) لِلْخَزِينَةِ
الْمَلَكِيَّةِ لِتَغْطِيَةِ نَفَقَاتِ ذَلِكَ». 10فَنَزَعَ الْمَلِكُ
خَاتَمَهُ مِنْ أُصْبُعِهِ، وَأَعْطَاهُ لِهَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا
الأَجَاجِيِّ عَدُوِّ الْيَهُودِ، إِعْرَاباً عَنْ مُوَافَقَتِهِ،
11وَقَالَ لَهُ: «لَقَدْ وَهَبْتُكَ الْفِضَّةَ وَالشَّعْبَ أَيْضاً،
فَافْعَلْ بِهِمْ مَا يَحْلُو لَكَ».
إعلان أوامر هامان
12وَفِي الْيَوْمِ
الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ اسْتُدْعِيَ كُتَّابُ
الْمَلِكِ وَأُمْلِيَتْ عَلَيْهِمْ أَوَامِرُ هَامَانَ إِلَى وُلاَةِ
الْمَلِكِ وَإِلَى حُكَّامِ كُلِّ إِقْلِيمٍ بِإِقْلِيمِهِ، وَإِلَى
رُؤَسَاءِ كُلِّ شَعْبٍ بِشَعْبِهِ، حَسَبَ لُغَةِ كُلِّ إِقْلِيمٍ
وَلَهْجَةِ أَهْلِهَا، وَوَقَّعَ تِلْكَ الرَّسَائِلَ بِاسْمِ الْمَلِكِ
أَحَشْوِيرُوشَ وَخَتَمَهَا بِخَاتَمِهِ. 13وَحَمَلَ السُّعَاةُ
الرَّسَائِلَ إِلَى جَمِيعِ أَقَالِيمِ الْمَمْلَكَةِ، وَفِيهَا أَمْرٌ
بِإِبَادَةِ وَقَتْلِ وَإِهْلاَكِ جَمِيعِ الْيَهُودِ، شُبَّاناً
وَشُيُوخاً وَأَطْفَالاً وَنِسَاءً فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، هُوَ الثَّالِثَ
عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ،
وَالاسْتِيلاَءِ عَلَى غَنَائِمِهِمْ.
14وَكَانَ لاَبُدَّ مِنْ
إِذَاعَةِ نُسْخَةٍ مِنْ نَصِّ هَذَا الْمَرْسُومِ فِي كُلِّ إِقْلِيمٍ
لِتُصْبِحَ قَانُوناً يُعْمَلُ بِهِ، كَيْ يَتَأَهَّبَ الشَّعْبُ
اسْتِعْدَاداً لِذَلِكَ الْيَوْمِ. 15وَهَكَذَا انْطَلَقَ السُّعَاةُ
مُسْرِعِينَ تَلْبِيَةً لأَمْرِ الْمَلِكِ، بَعْدَ أَنْ صَدَرَ الأَمْرُ
فِي شُوشَنَ الْعَاصِمَةِ. وَجَلَسَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ يَتَنَادَمَانِ
عَلَى الشَّرَابِ. أَمَّا أَهْلُ شُوشَنَ فَقَدِ اعْتَرَتْهُمُ الْحَيْرَةُ!
فصل
4
مردخاي يقنع أستير بمساعدة
شعبها
وَعِنْدَمَا عَلِمَ
مُرْدَخَايُ بِكُلِّ مَا حَدَثَ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَارْتَدَى مِسْحاً،
وَعَفَّرَ رَأْسَهُ بِالرَّمَادِ، وَقَصَدَ إِلَى وَسَطِ الْمَدِينَةِ، لاَ
يَكُفُّ عَنِ الْعَوِيلِ وَالصُّرَاخِ الْمَرِيرِ، 2وَوَقَفَ أَمَامَ
مَدْخَلِ بَابِ الْمَلِكِ، إِذْ يُحَظَّرُ عَلَى أَيِّ وَاحِدٍ دُخُولُ
بَابِ الْمَلِكِ وَهُوَ مُرْتَدٍ مُسُوحاً. 3وَعَمَّتِ الْمَنَاحَةُ
الْعَظِيمَةُ يَهُودَ كُلِّ إِقْلِيمٍ ذَاعَ فِيهِ أَمْرُ الْمَلِكِ،
فَأَخَذَ الْيَهُودُ فِي الصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّحِيبِ،
وَافْتِرَاشِ الْمُسُوحِ وَذَرِّ الرَّمَادِ عَلَى الرُّؤُوسِ.
4وَدَخَلَتْ وَصِيفَاتُ
أَسْتِيرَ وَخِصْيَانُهَا وَأَخْبَرُوهَا بِأَمْرِ مُرْدَخَايَ،
فَسَاوَرَهَا الْغَمُّ الشَّدِيدُ وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ ثِيَاباً
لِيَرْتَدِيَهَا بَدَلَ الْمُسُوحِ، فَلَمْ يَقْبَلْ. 5فَاسْتَدْعَتْ
أَسْتِيرُ هَتَاخَ، أَحَدَ خِصْيَانِ الْمَلِكِ الَّذِي كَلَّفَهُ
الْمَلِكُ بِخِدْمَتِهَا، وَطَلَبَتْ إِلَيْهِ أَنْ يَذْهَبَ
لِلاِسْتِخْبَارِ عَمَّا يُزْعِجُ مُرْدَخَايَ. 6فَانْطَلَقَ هَتَاخُ إِلَى
سَاحَةِ الْمَدِينَةِ الوَاقِعَةِ أَمَامَ بَابِ الْمَلِكِ إِلَى
مُرْدَخَايَ، وَسَأَلَهُ عَنْ أَمْرِهِ. 7فَأَخْبَرَهُ مُرْدَخَايُ بِكُلِّ
مَا أَصَابَهُ، وَعَنْ مَبْلَغِ الْفِضَّةِ الَّذِي وَعَدَ هَامَانُ
بِدَفْعِهِ إِلَى خَزِينَةِ الْمَلِكِ لِقَاءَ إِبَادَةِ الْيَهُودِ،
8وَأَعْطَاهُ نُسْخَةً مِنَ الأَمْرِ الصَّادِرِ عَنِ الْعَاصِمَةِ
بِإِفْنَاءِ الْيَهُودِ لِكَيْ يُطْلِعَ أَسْتِيرَ عَلَيْهَا،
وَيُخْبِرَهَا بِمَا جَرَى، وَيُوْصِيَهَا أَنْ تَمْثُلَ أَمَامَ الْمَلِكِ
وَتَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ أَنْ يَعْفُوَ عَنْ شَعْبِهَا. 9فَعَادَ هَتَاخُ
إِلَى أَسْتِيرَ وَنَقَلَ إِلَيْهَا كَلاَمَ مُرْدَخَايَ.
رسالة أستير إلى مردخاي
10فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ
مَعَ هَتَاخَ ثَانِيَةً قَائِلَةً: 11«إِنَّ كُلَّ حَاشِيَةِ الْمَلِكِ
وَشُعُوبِ أَقَالِيمِ الْمَلِكِ يَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ رَجُلٍ أَوِ
امْرَأَةٍ يَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ فِي مُخْدَعِهِ الدَّاخِلِيِّ، مِنْ
غَيْرِ دَعْوَةٍ، فَجَزَاؤُهُ حَتْماً الْمَوْتُ، إِلاَّ الَّذِي يَمُدُّ
لَهُ الْمَلِكُ قَضِيبَ الذَّهَبِ فَإِنَّهُ يَحْيَا. وَأَنَا لَمْ أُدْعَ
لِلْمُثُولِ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ هَذِهِ الثَّلاَثِينَ يَوْماً».
جواب مردخاي
12فَأُبْلِغَ مُرْدَخَايُ
بِكَلاَمِ أَسْتِيرَ. 13فَطَلَبَ أَنْ يُجِيبُوهَا: «لاَ يَخْطُرَنَّ
بِبَالِكِ أَنَّكِ سَتَنْجِينَ مِنَ الْعَاقِبَةِ مِنْ دُونِ سَائِرِ
الْيَهُودِ، لأَنَّكِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ. 14لأَنَّكِ إِنْ لَزِمْتِ
الصَّمْتَ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ، فَإِنَّ الْفَرَجَ وَالنَّجَاةَ
لاَبُدَّ أَنْ يَأْتِيَا لِلْيَهُودِ مِنْ مَصْدَرٍ آخَرَ، وَأَمَّا أَنْتِ
وَبَيْتُ أَبِيكِ فَتَفْنَوْنَ. وَمَنْ يَدْرِي، فَلَرُبَّمَا قَدْ
وَصَلْتِ إِلَى عَرْشِ الْمُلْكِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هَذَا!»
رسالة أستير الثانية لمردخاي
15عِنْدَئِذٍ طَلَبَتْ مِنْ
مُبْلِغِيهَا أَنْ يَحْمِلُوا جَوَابَهَا إِلَى مُرْدَخَايَ: 16«امْضِ
اجْمَعْ كُلَّ الْيَهُودِ الْمُقِيمِينَ فِي شُوشَنَ، وَصُومُوا مِنْ
أَجْلِي وَلاَ تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلاً
وَنَهَاراً، وَسَأَصُومُ أَنَا وَوَصِيفَاتِي أَيْضاً مِثْلَكُمْ. ثُمَّ
أَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ مُخَالِفَةً الْعُرْفَ الْمُتَّبَعَ، فَإِذَا
هَلَكْتُ، هَلَكْتُ». 17فَانْصَرَفَ مُرْدَخَايُ وَنَفَّذَ كُلَّ مَا
أَوْصَتْهُ بِهِ أَسْتِيرُ.
فصل
5
مأدبة أستير
وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ
ارْتَدَتْ أَسْتِيرُ ثِيَاباً مَلَكِيَّةً، وَوَقَفَتْ فِي الْقَاعَةِ
الدَّاخِلِيَّةِ أَمَامَ الْبَهْوِ الْمَلَكِيِّ، الَّذِي يَجْلِسُ فِيهِ
الْمَلِكُ عَلَى عَرْشِهِ. 2فَعِنْدَمَا شَاهَدَ الْمَلِكُ أَسْتِيرَ
وَاقِفَةً فِي الْقَاعَةِ، سَرَّهُ مَرْآهَا، وَمَدَّ لَهَا صَوْلَجَانَ
الذَّهَبِ، فَاقْتَرَبَتْ مِنْهُ وَلَمَسَتْ رَأْسَ الصَّوْلَجَانِ،
3فَسَأَلَهَا: «مَا لَكِ أَيَّتُهَا الْمَلِكَةُ أَسْتِيرُ، وَمَا هِيَ
طِلْبَتُكِ فَأَهَبَكِ إِيَّاهَا، حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ نِصْفَ
الْمَمْلَكَةِ؟» 4فَأَجَابَتْ أَسْتِيرُ: «إِنْ طَابَ لِلْمَلِكِ
فَلْيَأْتِ الْيَوْمَ، وَفِي صُحْبَتِهِ هَامَانُ، إِلَى الْمَأْدُبَةِ
الَّتِي أَقَمْتُهَا لَهُ». 5فَقَالَ الْمَلِكُ: «هَيَّا أَسْرِعُوا
بِهَامَانَ كَيْ يُلَبِّيَ دَعْوَةَ أَسْتِيرَ». وَهَكَذَا جَاءَ الْمَلِكُ
وَهَامَانُ إِلَى الْمَأْدُبَةِ الَّتِي أَقَامَتْهَا أَسْتِيرُ. 6وَفِيمَا
كَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ قَالَ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ: «مَا هِيَ
رَغْبَتُكِ، وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ فَأُلَبِّيَهَا، حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ
نِصْفَ الْمَمْلَكَةِ؟»
طلبة أستير الثانية
7فَأَجَابَتْ أَسْتِيرُ:
«إِنَّ رَغْبَتِي وَطِلْبَتِي هِيَ: 8إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَى
الْمَلِكِ، وَإِنْ طَابَ لِلْمَلِكِ أَنْ يَقْضِيَ لِي طِلْبَتِي،
فَلْيَأْتِ غَداً وَفِي صُحْبَتِهِ هَامَانُ إِلَى الْمَأْدُبَةِ الَّتِي
أُقِيمُهَا لَهُمَا، وَمِنْ ثَمَّ أَرْفَعُ لَهُ طِلْبَتِي بِمُوْجِبِ
أَمْرِهِ».
هامان يعد خشبة لصلب مردخاي
9فَخَرَجَ هَامَانُ فِي
ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ لَدُنِهَا بِقَلْبٍ يَفِيضُ فَرَحاً وَانْشِرَاحاً،
وَلَكِنْ عِنْدَمَا شَاهَدَ مُرْدَخَايَ فِي بَابِ الْمَلِكِ لاَ يَقِفُ
أَوْ يَنْحَنِي أَمَامَهُ، تَفَجَّرَ بِالْغَيْظِ عَلَى مُرْدَخَايَ،
10إِلاَّ أَنَّهُ تَجَلَّدَ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ، حَيْثُ اسْتَدْعَى
الْمُقَرَّبِينَ إِلَيْهِ وَزَرَشَ زَوْجَتَهُ، 11وَرَاحَ يُعَدِّدُ
أَمَامَهُمْ مَا يَمْلِكُ مِنْ ثَرْوَاتٍ وَمِنْ بَنِينَ، وَكُلَّ مَا
أَنْعَمَ عَلَيْهِ الْمَلِكُ بِهِ مِنْ عَظَمَةٍ وَجَاهٍ، حَتَّى صَارَتْ
مَرْتَبَتُهُ فَوْقَ مَرْتَبَةِ جَمِيعِ رُؤَسَاءِ الْمَلِكِ وَرِجَالِهِ!
12وَأَضَافَ: «حَتَى أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ لَمْ تَدْعُ مَعَ الْمَلِكِ
إِلَى الْمَأْدُبَةِ الَّتِي أَقَامَتْهَا سِوَايَ، وَأَنَا مَدْعُوٌّ
غَداً مَعَ الْمَلِكِ لِحُضُورِ مَأْدُبَةٍ ثَانِيَةٍ. 13وَلَكِنَّ هَذَا
كُلَّهُ لاَ قِيمَةَ لَهُ عِنْدِي حِينَ أَرَى مُرْدَخَايَ الْيَهُودِيَّ
جَالِساً أَمَامَ بَابِ الْمَلِكِ». 14عِنْدَئِذٍ قَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ
زَرَشُ وَسَائِرُ الْمُقَرَّبِينَ إِلَيْهِ: «لِيُجَهِّزُوا خَشَبَةً
ارْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعاً (خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ مِتْراً)،
وَاطْلُبْ
مِنَ الْمَلِكِ فِي
الصَّبَاحِ أَنْ يَأْمُرَ بِصَلْبِ مُرْدَخَايَ عَلَيْهَا، ثُمَّ اذْهَبْ
مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْمَأْدُبَةِ سَعِيداً». فَاسْتَصْوَبَ هَامَانُ
الرَّأْيَ، وَأَمَرَ بِتَجْهِيزِ الْخَشَبَةِ!
فصل
6
تكريم مردخاي
فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ
أَرِقَ الْمَلِكُ، فَأَمَرَ أَنْ يَأْتُوا إِلَيْهِ بِكِتَابِ تَاريِخِ
أَيَّامِ الْمَمْلَكَةِ، فَقُرِيءَ عَلَى الْمَلِكِ، 2وَإِذَا مَكْتُوبٌ
فِيهِ مَا كَشَفَهُ مُرْدَخَايُ عَنْ مُؤَامَرَةِ بِغْثَانَا وَتَرَشَ
خَصِيَّيِ الْمَلِكِ وَحَاجِبَيِ الْبَابِ اللَّذَيْنِ خَطَّطَا
لاِغْتِيَالِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. 3فَسَأَلَ الْمَلِكُ: «أَيَّةُ
مُكَافَأَةٍ وَإِكْرَامٍ أَجْزَلْتُهُمَا لِمُرْدَخَايَ مِنْ أَجْلِ
هَذَا؟» فَأَجَابَهُ رِجَالُهُ الْقَائِمُونَ عَلَى خِدْمَتِهِ: «لَمْ
يُكَافَأْ بِشَيْءٍ». 4فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَنْ فِي سَاحَةِ الْقَصْرِ؟»
وَكَانَ هَامَانُ قَدْ دَخَلَ سَاحَةَ قَصْرِ الْمَلِكِ الْخَارِجِيَّةَ
لِيَطْلُبَ مِنَ الْمَلِكِ أَنْ يَأْمُرَ بِصَلْبِ مُرْدَخَايَ عَلَى
الْخَشَبَةِ الَّتِي أَعَدَّهَا لَهُ. 5فَأَجَابَ رِجَالُ الْمَلِكِ: «هَا
هُوَ هَامَانُ وَاقِفٌ فِي السَّاحَةِ». فَقَالَ الْمَلِكُ: «لِيَدْخُلْ».
6وَعِنْدَمَا مَثَلَ هَامَانُ أَمَامَهُ سَأَلَهُ الْمَلِكُ: «أَيَّةُ
مُكَافَأَةٍ يَمْنَحُهَا الْمَلِكُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْرِزُ
مَسَرَّتَهُ؟» فَقَالَ هَامَانُ فِي نَفْسِهِ: «مَنْ يَرْغَبُ الْمَلِكُ
أَنْ يُكْرِمَهُ أَكْثَرَ مِنِّي؟» 7ثُمَّ أَجَابَ الْمَلِكَ: «تُخْلَعُ
عَلَى الرَّجُلِ الَّذِي يَرْغَبُ الْمَلِكُ فِي إِكْرَامِهِ 8الثِّيَابُ
الْمَلَكِيَّةُ الَّتِي يَرْتَدِيهَا الْمَلِكُ، وَيُؤْتَى بِالْفَرَسِ
الَّذِي يَرْكَبُهُ الْمَلِكُ، وَالتَّاجِ الَّذِي يَضَعُهُ الْمَلِكُ
عَلَى رَأْسِهِ، 9وَلْيُعْهَدْ بِهَا جَمِيعِهَا إِلَى أَحَدِ أَشْرَافِ
أُمَرَاءِ الْمَلِكِ فَيُلْبِسَهَا هَذَا الرَّجُلَ وَيُرْكِبَهُ عَلَى
فَرَسِ الْمَلِكِ وَيَقُودَ مَوْكِبَهُ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ الْمَدِينَةِ
وَهُوَ يَهْتِفُ: «هَكَذَا يُكَافَأُ الرَّجُلُ الَّذِي يَرْغَبُ الْمَلِكُ
فِي إِكْرَامِهِ».
إذلال هامان
10عِنْدَئِذٍ قَالَ
الْمَلِكُ لِهَامَانَ: «حَسَناً، أَسْرِعْ وَخُذْ هَذِهِ الثِّيَابَ
الْمَلَكِيَّةَ وَفَرَسِي وَافْعَلْ كُلَّ مَا اقْتَرَحْتَهُ لِمُرْدَخَايَ
الْيَهُودِيِّ حَاجِبِ الْمَلِكِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَغْفَلَ شَيْئاً».
11فَأَخَذَ هَامَانُ الثِّيَابَ الْمَلَكِيَّةَ وَأَلْبَسَهَا
لِمُرْدَخَايَ وَأَرْكَبَهُ عَلَى فَرَسِ الْمَلِكِ، وَقَادَ مَوْكِبَهُ
عَبْرَ شَوَارِعِ الْمَدِينَةِ هَاتِفاً: «هَكَذَا يُكَافِئُونَ الرَّجُلَ
الَّذِي يَرْغَبُ الْمَلِكُ فِي إكْرَامِهِ».
12ثُمَّ عَادَ مُرْدَخَايُ
إِلَى عَمَلِهِ. أَمَّا هَامَانُ فَأَسْرَعَ إِلَى بَيْتِهِ يَجُرُّ
وَرَاءَهُ أَذْيَالَ الْخِزْيِ 13وَعِنْدَمَا سَرَدَ عَلَى زَوْجَتِهِ
زَرَشَ وَعَلَى الْمُقَرَّبِينَ إِلَيْهِ مَا حَدَثَ لَهُ قَالَ لَهُ
مُشِيرُوهُ وَزَوْجَتُهُ: «إِنْ كَانَ مُرْدَخَايُ الَّذِي أَخَذَ يَغْلِبُ
عَلَيْكَ يَنْتَمِي إِلَى الْجِنْسِ اليَهُودِيِّ فَإِنَّكَ لَنْ
تَتَمَكَّنَ مِنَ الْقَضَاءِ عَلَيْهِ بَلْ لاَبُدَّ أَنْ تَهْلِكَ
أَمَامَهُ». 14وَفِيمَا هُمْ يَتَدَاوَلُونَ فِي الأَمْرِ أَقْبَلَ رُسُلُ
الْمَلِكِ يَسْتَدْعُونَ هَامَانَ لِيُسْرِعَ فِي الْحُضُورِ إِلَى
المَأْدُبَةِ الَّتِي أَقَامَتْهَا أَسْتِيرُ.
فصل
7
سقوط هامان
وَحَضَرَ الْمَلِكُ
وَهَامَانُ مَأْدُبَةَ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ. 2وَبَيْنَمَا كَانَا
يَشْرَبَانِ الْخَمْرَ سَأَلَ الْمَلِكُ أَسْتِيرَ: «مَا هِيَ طِلْبَتُكِ
يَاأَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ فَتُوْهَبَ لَكِ؟ مَا هُوَ سُؤْلُكِ وَلَوْ إِلَى
نِصْفِ الْمَمْلَكَةِ؟» 3فَأَجَابَتِ الْمَلِكَةُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ
حَظِيتُ بِرِضَاكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ وَإِنْ طَابَ لِلْمَلِكِ فَإِنَّ
طِلْبَتِي أَنْ تَحْفَظَ حَيَاتِي، وَسُؤْلِي أَنْ تُنْقِذَ شَعْبِي،
4لأَنَّهُ قَدْ تَمَّ بَيْعِي أَنَا وَشَعْبِي لِلْهَلاَكِ وَالْقَتْلِ
وَالإِبَادَةِ. وَلَوْ أَنَّهُمْ بَاعُونَا عَبِيداً وَإِمَاءً لَكُنْتُ
سَكَتُّ، لأَنَّ هَذَا الأَمْرَ لاَ يُبَرِّرُ إِزْعَاجَ الْمَلِكِ».
5فَقَالَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ لِلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ: «مَنْ هُوَ
هَذَا الَّذِي يَجْرُؤُ أَنْ يَرْتَكِبَ مِثْلَ هَذَا؟ أَيْنَ هُوَ؟»
صلب هامان
6فَأَجَابَتْ: «إِنَّ هَذَا
الْخَصْمَ وَالْعَدُوَّ هُوَ هَامَانُ الشِّرِّيرُ». 7فَارْتَاعَ هَامَانُ
أَمَامَ الْمَلِكِ وَالْمَلِكَةِ. وَانْصَرَفَ الْمَلِكُ عَنِ الشُّرْبِ
مُغْتَاظاً، وَمَضَى إِلَى حَدِيقَةِ الْقَصْرِ. وَوَقَفَ هَامَانُ
يَتَوَسَّلُ إِلَى أَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ حِفَاظاً عَلَى حَيَاتِهِ،
لأَنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ الْمَلِكَ قَدْ قَرَّرَ مَصِيرَهُ الرَّهِيبَ.
8وَعِنْدَمَا رَجَعَ الْمَلِكُ مِنْ حَدِيقَةِ الْقَصْرِ إِلَى قَاعَةِ
الْمَأْدُبَةِ، وَجَدَ هَامَانَ مُنْطَرِحاً عَلَى الأَرِيكَةِ الَّتِي
كَانَتْ أَسْتِيرُ تَجْلِسُ عَلَيْهَا. فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَيَتَحَرَّشُ
أَيْضاً بِالْمَلِكَةِ وَهِيَ مَعِي، وَفِي الْقَصْرِ؟» وَمَا إِنْ نَطَقَ
الْمَلِكُ بِهَذِهِ الْعِبَارَةِ حَتَّى غَطَّوْا وَجْهَ هَامَانَ.
9فَقَالَ حَرْبُونَا أَحَدُ الْخِصْيَانِ الْمَاثِلِينَ فِي حَضْرَةِ
الْمَلِكِ: «هَا هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي أَعَدَّهَا هَامَانُ لِصَلْبِ
مُرْدَخَايَ، الَّذِي أَسْدَى لِلْمَلِكِ خَيْراً، مَنْصُوبَةٌ فِي بَيْتِ
هَامَانَ، وَارْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعاً». فَقَالَ الْمَلِكُ:
«اصْلِبُوهُ عَلَيْهَا». 10فَصَلَبُوا هَامَانَ عَلَى الْخَشَبَةِ الَّتِي
أَعَدَّهَا لِمُرْدَخَايَ. ثُمَّ هَدَأَتْ سَوْرَةُ غَضَبِ الْمَلِكِ.
فصل
8
ترقية مردخاي
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَهَبَ
الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ لِلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ بَيْتَ هَامَانَ عَدُوِّ
الْيَهُودِ. وَمَثَلَ مُرْدَخَايُ أَمَامَ الْمَلِكِ لأَنَّ أَسْتِيرَ
أَطْلَعَتْهُ عَلَى قَرَابَتِهِ مِنْهَا، 2فَنَزَعَ الْمَلِكُ خَاتَمَهُ
الَّذِي اسْتَرَدَّهُ مِنْ هَامَانَ وَأَعْطَاهُ لِمُرْدَخَايَ، وَطَلَبَتْ
أَسْتِيرُ مِنْ مُرْدَخَايَ أَنْ يُشْرِفَ عَلَى مُمْتَلَكَاتِ هَامَانَ.
طلبة أستير
3ثُمَّ عَادَتْ أَسْتِيرُ
وَكَلَّمَتِ الْمَلِكَ، وَانْطَرَحَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ، وَتَوَسَّلَتْ
إِلَيْهِ بَاكِيَةً لِيُبْطِلَ مُؤَامَرَةَ هَامَانَ الأَجَاجِيِّ
وَتَدْبِيرَاتِهِ الَّتِي خَطَّطَهَا ضِدَّ الْيَهُودِ، 4فَمَدَّ الْمَلِكُ
لأَسْتِيرَ صَوْلَجَانَ الذَّهَبِ، فَنَهَضَتْ وَوَقَفَتْ أَمَامَهُ
5وَقَالَتْ: «إِذَا طَابَ لِلْمَلِكِ وَحَظِيتُ بِرِضَاهُ، وَاسْتَصْوَبَ
الْمَلِكُ الرَّأْيَ، وَرُقْتُ أَنَا فِي عَيْنَيْهِ، فَلْيُصْدِرِ
الْمَلِكُ أَوَامِرَ تُلْغِي رَسَائِلَ تَدْبِيرَاتِ هَامَانَ بْنِ
هَمَدَاثَا الأَجَاجِيِّ، الَّتِي بَعَثَ بِهَا لإِبَادَةِ الْيَهُودِ
الْمُقِمِينَ فِي كُلِّ أَقَالِيمِ الْمَلِكِ، 6إِذْ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ
أَرَى الشَّرَّ يَحِيقُ بِشَعْبِي؟ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ أَشْهَدَ
هَلاَكَ أَبْنَاءِ جِنْسِي؟»
7فَقَالَ الْمَلِكُ
أَحَشْوِيرُوشُ لِلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ وَلِمُرْدَخَايَ الْيَهُودِيِّ:
«لَقَدْ أَعْطَيْتُ مُمْتَلَكَاتِ هَامَانَ لأَسْتِيرَ، وَصَلَبْتُهُ هُوَ
عَلَى خَشَبَةٍ، لأَنَّهُ حَاوَلَ أَنْ يَمُسَّ الْيَهُودَ بِسُوءٍ.
8فَاكْتُبَا أَنْتُمَا إِلَى الْيَهُودِ بِكُلِّ مَا تَرَيَانِهِ
مُنَاسِباً بِاسْمِ الْمَلِكِ، وَاخْتُمَاهُ بِخَاتَمِهِ، لأَنَّ
الْمَرَاسِيمَ الَّتِي تُسَنُّ بِاسْمِ الْمَلِكِ وَتُخْتَمُ بِخَاتَمِهِ
لاَ تُبْطَلُ».
إلغاء أمر هامان
9فَاسْتُدْعِيَ كُتَّابُ
الْمَلِكِ عَلَى التَّوِّ، فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ
شَهْرِ سِيوَانَ، (تَمُّوزَ يُولْيُو) وَكَتَبُوا مَا أَمْلاَهُ
عَلَيْهِمْ مُرْدَخَايُ إِلَى الْيَهُودِ وَالْحُكَّامِ وَالْوُلاةِ
وَرُؤَسَاءِ الأَقَالِيمِ، الَّتِي تَمْتَدُّ مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشٍ،
وَالْبَالِغُ عَدَدُهَا مِئَةً وَسَبْعَةً وَعِشْرِينَ إِقْلِيماً إِلَى
كُلِّ إِقْلِيمٍ بِلُغَتِهِ وَلَهْجَةِ شَعْبِهِ، وَإِلَى الْيَهُودِ
بِلُغَتِهِمْ وَلَهْجَتِهِمْ. 10وَهَكَذَا كُتِبَتْ هَذِهِ الْمَرَاسِيمُ
بِاسْمِ الْمَلِكِ، وَخُتِمَتْ بِخَاتَمِهِ، وَحَمَلَهَا رُكَّابُ
الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ عَلَى بَرِيدِ خَيْلِ الْمَلِكِ الأَصِيلَةِ،
11وَفِيهَا خَوَّلَ الْمَلِكُ الْيَهُودَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَنْ
يَتَآزَرُوا لِلدِّفَاعِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ، وَيُهْلِكُوا وَيَقْتُلُوا
وَيَسْتَأْصِلُوا أَيَّةَ قُوَّةٍ مُسَلَّحَةٍ تَابِعَةٍ لأَيِّ شَعْبٍ
أَوْ إِقْلِيمٍ تُهَاجِمُهُمْ مَعَ أَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ، وَأَنْ
يَسْتَوْلُوا عَلَى غَنَائِمِهِمْ، 12فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، هُوَ الْيَوْمُ
الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، (أَذَارَ مَارِسُ)،
وَذَلِكَ فِي جَمِيعِ أَقَالِيمِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. 13وَقَدْ
وُزِّعَتْ نُسَخٌ مِنَ الْمَرْسُومِ الصَّادِرِ عَلَى كُلِّ أَرْجَاءِ
الْبِلاَدِ، وَأُذِيعَتْ بَيْنَ كُلِّ الأُمَمِ، وَكَانَ عَلَى الْيَهُودِ
أَنْ يَتَأَهَّبُوا لِهَذَا الْيَوْمِ لِلانْتِقَامِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ.
14فَحَمَلَ رُكَّابُ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ الْبَرِيدَ وَانْطَلَقُوا
مُسْرِعِينَ يَحُثُّهُمْ أَمْرُ الْمَلِكِ، كَمَا أُذِيعَ الْمَرْسُومُ فِي
الْعَاصِمَةِ شُوشَنَ.
انتصار مردخاي
15وَخَرَجَ مُرْدَخَايُ مِنْ
حَضْرَةِ الْمَلِكِ بِثِيَابٍ مُلَوَّنَةٍ بِأَلْوَانٍ زَرْقَاءَ
وَبَيْضَاءَ، وَعَلَى هَامَتِهِ تَاجٌ ذَهَبِيٌّ عَظِيمٌ، وَعَلَى
كَتِفَيْهِ عَبَاءَةٌ مِنْ كَتَّانٍ وَأَرْجُوَانٍ، وَغَمَرَتِ الْبَهْجَةُ
وَالْفَرْحَةُ مَدِينَةَ شُوشَنَ، 16وَعَمَّتِ الْيَهُودَ الْغِبْطَةُ
وَالسَّعَادَةُ وَنُورُ الْفَرَحِ الْمُتَأَلِّقُ، وَنَالَهُمُ
الإِكْرَامُ. 17وَسَادَ الْفَرَحُ يَهُودَ كُلِّ بِلاَدِ الْمَمْلَكَةِ
وَمُدُنِهَا عِنْدَمَا وَصَلَهُمْ مَرْسُومُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ،
فَأَقَامُوا الْوَلاَئِمَ وَاحْتَفَلُوا. وَكَثِيرُونَ مِنْ أَبْنَاءِ
أُمَمِ الأَقَالِيمِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ الْخَوْفَ مِنَ الْيَهُودِ طَغَى
عَلَيْهِمْ.
فصل
9
انقلاب الموقف
وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ
عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، (أَذَارَ مَارِسَ)، حِينَ آنَ
أَوَانُ تَنْفِيذِ أَمْرِ الْمَلِكِ وَحُكْمِهِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي
كَانَ فِيهِ أَعْدَاءُ الْيَهُودِ يَرْجُونَ التَّسَلُّطَ عَلَيْهِمِ،
انْقَلَبَ المَوْقِفُ ضِدَّهُمْ، فَتَسَلَّطَ الْيَهُودُ عَلَى
أَعْدَائِهِمْ. 2وَتَجَمَّعَ الْيَهُودُ فِي مُدُنِهِمْ فِي كُلِّ
أَرْجَاءِ دِيَارِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ لِيُدَافِعُوا عَنْ
أَنْفُسِهِمْ ضِدَّ السَّاعِينَ لإِيذَائِهِمْ، فَلَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ
عَلَى مُجَابَهَتِهِمْ لأَنَّ الرُّعْبَ مِنْهُمْ هَيْمَنَ عَلَى جَمِيعِ
الأُمَمِ، 3وَقَامَ رُؤَسَاءُ الأَقَالِيمِ وَالْحُكَّامُ وَالْوُلاةُ
وَوُكَلاَءُ الْمَلِكِ بِمُسَاعَدَةِ الْيَهُودِ خَوْفاً مِنْ مُرْدَخَايَ،
4لأَنَّهُ أَصْبَحَ يَتَمَتَّعُ بِنُفُوذٍ عَظِيمٍ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ،
وَذَاعَ صِيتُهُ فِي كُلِّ الأَقَالِيمِ، بَعْدَ أَنْ تَزَايَدَتْ
شُهْرَتُهُ وَعَظَمَتُهُ.
5وَقَهَرَ الْيَهُودُ
جَمِيعَ أَعْدَائِهِمْ وَقَتَلُوهُمْ بِالسَّيْفِ وَأَهْلَكُوهُمْ،
وَفَعَلُوا بِهِمْ مَا شَاءُوا، 6فَأَبَادُوا فِي الْعَاصِمَةِ شُوشَنَ
خَمْسَ مِئَةِ رَجُلٍ.
قتل أبناء هامان ثم صلبهم
7كَمَا قَتَلُوا
فَرْشَنْدَاثَا وَدَلْفُونَ وَأَسْفَاثَا، 8وَفُورَاثَا وَأَدَلْيَا
وَأَرِيدَاثَا، 9وَفَرْمَشْتَا وَأَرِيسَايَ وَأَرِيدَايَ وَيِزَاثَا،
10وَهُمْ عَشَرَةُ أَبْنَاءٍ لِهَامَانَ بْنِ هَمَداثَا عَدُوِّ
الْيَهُودِ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُقْدِمُوا إِطْلاَقاً عَلَى النَّهْبِ.
11فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ
رُفِعَ تَقْرِيرٌ بِعَدَدِ الْقَتْلَى فِي الْعَاصِمَةِ شُوشَنَ إِلَى
الْمَلِكِ، 12فَقَالَ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ: «إنْ كَانَ
الْيَهُودُ قَدْ قَتَلُوا فِي الْعَاصِمَةِ شُوشَنَ وَحْدَهَا خَمْسَ
مِئَةِ رِجُلٍ، فَضْلاً عَنْ أَبْنَاءِ هَامَانَ الْعَشَرَةِ، فَكَمْ
قَتَلُوا فِي بَاقِي أَقَالِيمِ الْمَلِكِ؟ وَالآنَ مَا هُوَ سُؤْلُكِ
فَأُلَبِّيَهُ، وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ فَأَقْضِيَهَا لَكِ؟» 13فَأَجَابَتْ:
«إِنْ طَابَ لِلْمَلِكِ فَلْيُؤْذَنْ لِلْيَهُودِ فِي شُوشَنَ الْعَاصِمَةِ
أَنْ يَفْعَلُوا غَداً مَا فَعَلُوهُ الْيَوْمَ وَيَصْلِبُوا أَبْنَاءَ
هَامَانَ الْعَشَرَةَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14فَأَمَرَ الْمَلِكُ بِتَنْفِيذِ
الطَّلَبِ، وَأَصْدَرَ مَرْسُوماً بِذَلِكَ فِي شُوشَنَ الْعَاصِمَةِ،
وَصَلَبُوا أَبْنَاءَ هَامَانَ الْعَشَرَةَ.
15ثُمَّ اجْتَمَعَ
الْيَهُودُ الْمُقِيمُونَ فِي الْعَاصِمَةِ شُوشَنَ فِي الْيَوْمِ
الرَّابِعَ عَشَرَ أَيْضاً مِنْ شَهْرِ أَذَارَ، وَقَتَلُوا ثَلاَثَ مِئَةِ
رَجُلٍ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُقْدِمُوا عَلَى النَّهْبِ.
تأسيس عيد الفوريم
16كَمَا تَآزَرَ الْيَهُودُ
الْبَاقُونَ الْمُنْتَشِرُونَ فِي أَقَالِيمِ الْمَلِكِ وَدَافَعُوا عَنْ
أَنْفُسِهِمْ وَاسْتَرَاحُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ، بَعْدَ أَنْ قَتَلُوا
خَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفاً مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُقْدِمُوا
عَلَى النَّهْبِ. 17حَدَثَ هَذَا فِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ
شَهْرِ أَذَارَ، وَاسْتَراحُوا فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْهُ،
حَيْثُ احْتَفَلُوا فِيهِ شَارِبِينَ فَرِحِينَ. 18أَمَّا يَهُودُ شُوشَنَ
الْعَاصِمَةِ فَقَدِ اجْتَمَعُوا لِلدِّفَاعِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ فِي
الْيَوْمَيْنِ الثَّالِثَ عَشَرَ وَالرَّابِعَ عَشَرَ مِنْهُ، ثُمَّ
اسْتَرَاحُوا فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ، حَيْثُ احْتَفَلُوا فِيهِ
شَارِبينَ فَرِحِينَ. 19لِهَذَا يَحْتَفِلُ الْيَهُودُ الْمُقِيمُونَ فِي
مُدُنِ الْمَنَاطِقِ الرِّيفِيَّةِ بِالْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ
أَذَارَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، فَيُقِيمُونَ الْوَلاَئِمَ وَيَبْتَهِجُونَ
وَيَتَبَادَلُونَ الْهَدَايَا.
20وَدَوَّنَ مُرْدَخَايُ
هَذِهِ الأَحْدَاثَ، وَبَعَثَ بِرَسَائِلَ إِلَى جَمِيعِ الْيَهُودِ
الْقَرِيبِينَ مِنْهُ وَالْبَعِيدِينَ، الْمُنْتَشِرِينَ فِي كُلِّ
أَنْحَاءِ مَمْلَكَةِ فَارِسَ، 21يَحُثُّهُمْ عَلَى الاحْتِفَالِ فِي كُلِّ
سَنَةٍ فِي الْيَوْمَيْنِ الرَّابِعَ عَشَرَ وَالْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ
شَهْرِ أَذَارَ. 22وَهُمَا الْيَوْمَانِ اللَّذَانِ اسْتَراحَ فِيهِمَا
الْيَهُودُ مِنْ أَعْدَائِهِمْ، وَهُوَ الشَّهْرُ الَّذِي تَحَوَّلَ
عِنْدَهُمْ مِنْ شَهْرِ حُزْنٍ إِلَى شَهْرِ فَرَحٍ، وَمِنْ نُوَاحٍ إِلَى
احْتِفَالٍ، فَيَجْعَلُونَهُمَا يَوْمَيْ شُرْبٍ وَفَرَحٍ وَتَبَادُلِ
هَدَايَا وَإِحْسَانٍ إِلَى الْفُقَرَاءِ. 23فَقَبِلَ الْيَهُودُ مَا
عَرَضَهُ عَلَيْهِمْ مُرْدَخَايُ، وَاسْتَمَرُّوا يَحْتَفِلُونَ بِذَلِكَ
الْيَوْمِ فِي كُلِّ سَنَةٍ، 24تَذْكَاراً لِمُؤَامَرَةِ هَامَانَ بْنِ
هَمَدَاثَا الأَجَاجِيِّ عَدُوِّ الْيَهُودِ، الَّذِي سَعَى
لإِبَادَتِهِمْ، وَأَلْقَى الْقُرْعَةَ، أَيْ الْفُورَ لإِفْنَائِهِمْ
وَإِهْلاَكِهِمْ. 25وَلَكِنْ حَالَمَا لَفَتَتْ أَسْتِيرُ انْتِبَاهَ
الْمَلِكِ إِلَى الْمُؤَامَرَةِ أَصْدَرَ مَرْسُوماً ارْتَدَّ فِيهِ كَيْدُ
هَامَانَ الَّذِي كَادَهُ لِلْيَهُودِ عَلَى رَأْسِهِ، وَتَمَّ صَلْبُهُ
مَعَ أَبْنَائِهِ عَلَى خَشَبَةٍ. 26لِهَذَا دُعِيَ هَذَانِ الْيَوْمَانِ
فُورِيمَ عَلَى اسْمِ «الْفُورِ» مِنْ أَجْلِ مَا وَرَدَ فِي هَذِهِ
الرِّسَالَةِ وَمِنْ جَرَّاءِ مَا شَاهَدُوهُ مِنْ ذَلِكَ وَمَا أَحْدَقَ
بِهِمْ مِنْ خَطَرٍ، 27وَوَافَقَ الْيَهُودُ عَلَى مُمَارَسَةِ هَذَا
الاحْتِفَالِ فِي حَيَاتِهِمْ، وَإِحْيَائِهِ فِي ذُرِّيَّتِهِمْ وَفِي
جَمِيعِ الْمُلْتَصِقِينَ بِهِمْ، لِيَظَلَّ تَذْكَاراً لاَ يَزُولُ،
فَيُعَيِّدُوا هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ وَفْقاً لِمَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَفِي
مَوْعِدِهُمَا الْمُحَدَّدِ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ. 28وَهَكَذَا يَخْلُدُ
هَذَانَ الْيَوْمَانِ وَيُحْتَفَلُ بِهِمَا مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ، فِي
كُلِّ عَشِيرَةٍ وَفِي كُلِّ إِقْلِيمٍ وَمَدِينَةٍ عَلَى مَرِّ
الأَيَّامِ، فَلاَ يَزُولُ ذِكْرُهُمَا مِنْ بَيْنِ الْيَهُودِ وَلاَ
يَفْنَى مِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ.
موافقة الملكة أستير
29ثُمَّ كَتَبَتِ
الْمَلِكَةُ أَسْتِيرُ ابْنَةُ أَبِيحَائِلَ وَمُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ
بِكُلِّ سُلْطَانٍ رِسَالَةً ثَانِيَةً إِثْبَاتاً لِرِسَالَةِ
الْفُورِيمِ، 30وَبَعَثَتِ الرَّسَائِلَ إِلَى جَمِيعِ الْيَهُودِ
الْمُقِيمِينَ فِي أَقَالِيمِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ الْمِئَةِ
وَالسَّبْعِ وَالْعِشْرِينَ، مُحَمَّلَةً بِالسَّلاَمِ وَالصِّدْقِ،
31وَفِيهَا حَضٌّ عَلَى الاحْتِفَالِ بِهَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ فِي
مَوْعِدَيْهِمَا الْمُقَرَّرَيْنِ، كَمَا أَوْجَبَ عَلَيْهِمْ مُرْدَخَايُ
الْيَهُودِيُّ وَالْمَلِكَةُ أَسْتِيرُ، وَكَمَا تَعَهَّدُوا هُمْ
وَأَلْزَمُوا نَسْلَهُمْ بِمَوَاعِيدِ الصَّوْمِ وَالنُّوَاحِ،
32فَأَوْجَبَ أَمْرُ أَسْتِيرَ مُمَارَسَةَ هَذِهِ الْمَرَاسِيمِ، وَتَمَّ
تَدْوِينُهَا فِي دَرْجٍ.
فصل
10
نفوذ مردخاي وعظمته
وَفَرَضَ الْمَلِكُ
أَحَشْوِيرُوشُ جِزْيَةً عَلَى الأَرْضِ وَجُزُرِ الْبَحْرِ، 2أَمَّا
مُنْجَزَاتُهُ وَمَآثِرُهُ وَمَا أَغْدَقَ عَلَى مُرْدَخَايَ مِنْ
تَكْرِيمٍ حَتَّى ذَاعَ صِيتُهُ أَلَيْسَتْ هِيَ مُدَوَّنَةً فِي كِتَابِ
تَارِيخِ أَخْبَارِ أَيَّامِ مُلُوكِ مَادِي وَفَارِسَ؟ 3فَقَدِ احْتَلَّ
مُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ الْمَرْتَبَةَ الثَّانِيَةَ بَعْدَ الْمَلِكِ
أَحَشْوِيرُوشَ، وَتَمَتَّعَ بِمَكَانَةٍ مَرْمُوقَةٍ بَيْنَ الْيَهُودِ،
وَكَانَ يَحْظَى بِرِضَى أَغْلَبِيَّةِ أَبْنَاءِ قَوْمِهِ، فَهُوَ لَمْ
يَدَّخِرْ جَهْداً مِنْ أَجْلِ خَيْرِ شَعْبِهِ والدِّفَاعِ عَنْ مَصَالِحِ
أُمَّتِهِ.
|