فصل
1
الْمَزْمُورُ الأَوَّلُ
1طُوبَى لِلإِنْسَانِ
الَّذِي لاَ يَتْبَعُ مَشُورَةَ الأَشْرَارِ، ولاَ يَقِفُ فِي طَرِيقِ
الْخَاطِئِينَ، وَلاَ يُجَالِسُ الْمُسْتَهْزِئِينَ. 2بَلْ فِي شَرِيعَةِ
الرَّبِّ بَهْجَتُهُ، يَتَأَمَّلُ فِيهَا نَهَاراً وَلَيْلاًَ. 3فَيَكُونُ
كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي
حِينِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ، وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يُفْلِحُ.
4لَيْسَ كَذَلِكَ حَالُ
الأَشْرَارِ، بَلْ إنَّهُمْ مِثْلُ ذَرّاتِ التِّبْنِ الَّتي تُبَدِّدُهَا
الرِّيحُ. 5لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ لَهُمْ قَائِمَةٌ فِي يَوْمِ الْقَضَاءِ،
وَلاَ يَكُونُ لِلْخُطَاةِ مَكَانٌ بَيْنَ جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ، 6لأَنَّ
الرَّبَّ يَحْفَظُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ
فَمَصِيرُهَا الهَلاَكُ.
فصل
2
الْمَزْمُورُ الثَّانِي
1لِمَاذَا ضَجَّتِ الأُمَمُ؟
وَلِمَاذَا تَتَآمَرُ الشُّعُوبُ بَاطِلاًَ؟ 2اجْتَمَعَ مُلُوكُ الأَرْضِ
وَرُؤَسَاؤُهَا، وَتَحَالَفُوا لِيُقَاوِمُوا الرَّبَّ وَمَسِيحَهُ،
قَائِلِينَ: 3«لِنُحَطِّمْ عَنَّا قُيُودَهُمَا، وَنَتَحَرَّرْ مِنْ نِيرِ
عُبُودِيَّتِهِمَا». 4لَكِنَّ الْجَالِسَ عَلَى عَرْشِهِ فِي السَّمَاوَاتِ
يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِيءُ بِهِمْ. 5عِنْدَئِذٍ يُنْذِرُهُمْ فِي
حُمُوِّ غَضَبِهِ، وَيُرَوِّعُهُمْ بِشِدَّةِ سَخَطِهِ، 6قَائِلاًَ:
«أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي، وَأَجْلَسْتُهُ عَلَى صِهْيَوْنَ،
جَبَلِي الْمُقَدَّسِ».
7وَهَا أَنَا أُعْلِنُ مَا
قَضَى بِهِ الرَّبُّ: قَالَ لِيَ الرَّبُّ: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا اليَوْمَ
وَلَدْتُكَ. 8اطْلُبْ مِنِّي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثاً، وَأَقَاصِيَ
الأَرْضِ مُلْكاً لَكَ. 9فَتُكَسِّرَهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ،
وَتُحَطِّمَهُمْ كَآنِيَةِ الْفَخَّارِ».
10وَالآنَ تَعَقَّلُوا
أَيُّهَا الْمُلُوكُ، وَاحْذَرُوا يَاحُكَّامَ الأَرْضِ. 11اعْبُدُوا
الرَّبَّ بِخَوْفٍ، وَابْتَهِجُوا بِرِعْدَةٍ. 12قَبِّلُوا الابْنَ
لِئَلاَّ يَغْضَبَ، فَتَهْلِكُوا فِي الطَّرِيقِ، لِئَلاَّ يَتَوَهَّجَ
غَضَبُهُ سَرِيعاً. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ.
فصل
3
الْمَزْمُورُ الثَّالِثُ
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
بِمُنَاسَبَةِ فِرَارِهِ مِنِ ابْنِهِ أَبْشَالُومَ
1رَبُّ مَا أَكْثَرَ
خُصُومِي! كَثِيرُونَ يَتَأَلَّبُونَ عَلَيَّ. 2كَثِيرُونَ يَقُولُونَ
عَنِّي: لاَ خَلاَصَ لَهُ بِإِلَهِهِ... 3وَلَكِنَّكَ أَنْتَ يَارَبُّ
تُرْسِي. إِنَّكَ مَجْدِي وَرَافِعُ رَأْسِي. 4بِمِلْءِ صَوْتِي أَدْعُو
إِلَى الرَّبِّ فَيُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِهِ الْمُقَدَّسِ.
5رَقَدْتُ فَنِمْتُ، ثُمَّ
اسْتَيْقَظْتُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُصِيبَنِي شَرٌّ، لأَنَّ الرَّبَّ
يَسْنِدُنِي. 6لَنْ أَخْشَى عَشَرَاتِ الأُلُوفِ مِنَ البَشَرِ
الْمُلْتَفِّينَ حَوْلِي، الْمُحْتَشِدِينَ لِمُحَارَبَتِي. 7قُمْ
يَارَبُّ. خَلِّصْنِي يَاإِلَهِي! فَإِنَّكَ قَدْ ضَرَبْتَ جَمِيعَ
أَعْدَائِي عَلَى فُكُوكِهِمْ، فَهَشَّمْتَ أَسْنَانَ الأَشْرَارِ. 8أَنْتَ
وَحْدَكَ الْمُخَلِّصُ يَارَبُّ. فَلْتَفِضْ بَرَكَتُكَ عَلَى شَعْبِكَ.
فصل
4
الْمَزْمُورُ الرَّابِعُ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى الآلاَتِ الْوَتَرِيَّةِ.
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1اسْتَجِبْ لِي عِنْدَمَا
أَدْعُوكَ يَاإِلَهَ بِرِّي، فَقَدْ أَفْرَجْتَ لِي دَوْماً فِي الضِّيقِ،
فَأَنْعِمْ عَلَيَّ وَأَصْغِ إِلَى صَلاَتِي. 2إِلَى مَتَى يَابَنِي
الْبَشَرِ تُحَوِّلُونَ مَجْدِي عَاراً؟ وَإِلَى مَتَى تُحِبُّونَ
الأُمُورَ البَاطِلَةَ، وَتَسْعَوْنَ وَرَاءَ الأَكَاذِيبِ؟ 3اعْلَمُوا
أَنَّ الرَّبَّ قَدْ مَيَّزَ لِنَفْسِهِ تَقِيَّهُ؛ الرَّبُّ يَسْمَعُ
عِنْدَمَا أَدْعُوهُ. 4ارْتَعِدُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. فَكِّرُوا فِي
قُلُوبِكُمْ عَلَى مَضَاجِعِكُمْ مُعْتَصِمِينَ بِالصَّمْتِ. 5قَدِّمُوا
ذَبَائِحَ الْبِرِّ، وَاتَّكِلُوا عَلَى الرَّبِّ.
6مَا أَكْثَرَ
الْمُتَسَائِلِينَ: «مَنْ يُرِينَا خَيْراً؟» أَشْرِقْ عَلَيْنَا أَيُّهَا
الرَّبُّ بِنُورِ وَجْهِكَ. 7غَرَسْتَ فِي قَلْبِي فَرَحاً أَعْظَمَ مِنْ
فَرَحِ مَنِ امْتَلَأَتْ بُيُوتُهُمْ وَأَجْرَانُهُمْ بِالْحِنْطَةِ
وَالْخَمْرِ الْجَدِيدَةِ. 8بِسَلاَمٍ أَضْطَجِعُ وَأَنَامُ، لأَنَّكَ
أَنْتَ وَحْدَكَ يَارَبُّ تُنْعِمُ عَلَيَّ بِالطُّمَأْنِينَةِ
وَالسَّلاَمِ.
فصل
5
الْمَزْمُورُ الْخَامِسُ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى آلاَتِ النَّفْخِ
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1رَبُّ أَصْغِ إِلَى
كَلاَمِي وَأَنْصِتْ إِلَى تَنَهُّدِي، 2اسْمَعْ إِلَى نِدَاءِ
اسْتِغَاثَتِي يَامَلِكِي وَإِلَهِي، فَإِنِّي إِلَيْكَ أُصَلِّي. 3فِي
بَوَاكِيرِ الصَّبَاحِ تُصْغِي إِلَى صَوْتِي يَارَبُّ، وَفِي الصَّبَاحِ
أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ مُنْتَظِراً إِيَّاكَ. 4فَإِنَّكَ إِلَهٌ لاَ يُسَرُّ
بِالشَّرِّ. وَلَيْسَ لِلشِّرِّيرِ أَنْ يُقِيمَ فِي حَضْرَتِك. 5لاَ
يَمْثُلُ الْمُتَغَطْرِسُونَ أَمَامَكَ، فَإِنَّكَ تُبْغِضُ جَمِيعَ
فَاعِلِي الإِثْمِ، 6وَتُهْلِكُ النَّاطِقِينَ بِالْكَذِبِ، لأَنَّكَ
تَمْقُتُ سَافِكَ الدِّمَاءِ وَالْمَاكِرَ 7أَمَّا أَنَا فَبِفَضْلِ
رَحْمَتِكَ الْعَظِيمَةِ أَدْخُلُ بَيْتَكَ. أَسْجُدُ فِي خُشُوعٍ
وَرِعْدَةٍ فِي هَيْكَلِكَ الْمُقَدَّسِ.
8يَارَبُّ أَرْشِدْنِي
لِعَمَلِ بِرِّكَ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ أَعْدَائِي لِي، وَسَهِّلْ أَمَامِي
طَرِيقَكَ. 9إذْ لَيْسَ فِي أَفْوَاهِهِمْ صِدْقٌ وَدَاخِلُهُمْ مَفَاسِدُ،
حَنَاجِرُهُمْ قُبُورٌ مَفْتُوحَةٌ وَأَلْسِنَتُهُمْ أَدَوَاتٌ لِلْمَكْرِ.
10احْكُمْ عَلَيْهِمِ اللهُمَّ، وَلْتَكُنْ مُؤَامَرَاتُهُمْ فَخّاً لَهُمْ
يَسْقُطُونَ فِيهِ. طَوِّحْ بِهِمْ لِكَثْرَةِ مَعَاصِيهِمْ فَإِنَّهُمْ
قَدْ تَمَرَّدُوا عَلَيْكَ.
11وَيَبْتَهِجُ جَمِيعُ
الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ. إِلَى الأَبَدِ يَتَرَنَّمُونَ، لأَنَّكَ
تُظَلِّلُهُمْ بِحِمَايَتِكَ، فَيَفْرَحُ بِكَ الَّذِينَ يُحِبُّونَ
اسْمَكَ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ يَارَبُّ تُبَارِكُ الْبَارَّ وَتُطَوِّقُهُ
بِتُرْسِ رِضَاكَ.
فصل
6
الْمَزْمُورُ السَّادِسُ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى الآلاَتِ الْوَتَرِيَّةِ
(الدَّرَجَةُ الثَّامِنَةُ).
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1يَارَبُّ لاَ تُوَبِّخْنِي
فِي إبَّانِ غَضَبِكَ، وَلاَ تُؤَدِّبْنِي فِي احْتِدَامِ سَخَطِكَ.
2ارْحَمْنِي يَارَبُّ لأَنِّي ضَعِيفٌ. اشْفِنِي يَارَبُّ لأَنَّ عِظَامِي
رَاجِفَةٌ، 3وَنَفْسِي مُرْتَعِدَةٌ جِدّاً. وَأَنْتَ يَارَبُّ فَإِلَى
مَتَى (تَنْتَظِرُ)؟ 4ارْجِعْ يَارَبُّ وَحَرِّرْ نَفْسِي، أَنْقِذْنِي
بِفَضْلِ رَحْمَتِكَ. 5إِذْ لَيْسَ فِي عَالَمِ الْمَوْتِ مَنْ يَذْكُرُكَ،
أَوْ فِي مَقَرِّ الأَمْوَاتِ مَنْ يُسَبِّحُكَ. 6لَقَدْ أَرْهَقَنِي
تَنَهُّدِي، فَأُغْرِقُ سَرِيرِي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ بِدُمُوعِي
وَأُبَلِّلُ بِهَا فِرَاشِي. 7وَهَنَتْ عَيْنَايَ مِنْ فَرْطِ الْغَمِّ،
وَكَلَّتَا بِسَبَبِ جَمِيعِ خُصُومِي.
8ابْتَعِدُوا عَنِّي
يَاجَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْمِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ
بُكَائِي. 9سَمِعَ الرَّبُّ تَضَرُّعِي. الرَّبُّ يَتَقَبَّلُ صَلاَتِي.
10لِيَخْزَ جَمِيعُ أَعْدَائِي وَيَرْتَاعُوا جِدّاً، وَلْيَتَرَاجَعُوا
إِذْ لَحِقَ بِهِمِ الْعَارُ فَجْأَةً.
فصل
7
الْمَزْمُورُ السَّابِعُ
قَصِيدَةُ حُزْنٍ نَظَمَهَا
دَاوُدُ وَرَنَّمَهَا لِلرَّبِّ
رَدّاً لِلتُّهْمَةِ الَّتِي
رَمَاهُ بِهَا كُوشُ الْبَنْيَامِينِيُّ
1أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي،
إِلَيْكَ الْتَجَأْتُ، فَأَنْقِذْنِي وَنَجِّنِي مِنْ جَمِيعِ
مُطَارِدِيَّ، 2لِئَلاَّ يَفْتَرِسَ الْعَدُوُّ نَفْسِي كَالأَسَدِ، وَلاَ
مَنْ يُنْقِذُنِي.
3أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي،
إِنْ كُنْتُ قَدِ اقْتَرَفْتُ هَذِهِ الإِسَاءَةَ، وَكَانَتْ يَدَايَ قَدِ
ارْتَكَبَتَا هَذَا الإِثْمَ، 4إِنْ كُنْتُ قَدْ أَسَأْتُ لِمَنْ أَحْسَنَ
إِلَيَّ وَسَلَبْتُ عَدُوِّي مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ، 5إِذَنْ فَلْيُطَارِدِ
الْعَدُوُّ نَفْسِي ويَنْزِعْهَا مِنِّي، وَلْيَدُسْ فِي الأَرْضِ
حَيَاتِي، وَيُعَفِّرْ فِي التُّرَابِ شَرَفِي.
6انْهَضْ يَارَبُّ فِي
احْتِدَامِ غَضَبِكَ، وَانْتَصِبْ فِي وَجْهِ سَخَطِ خُصُومِي، يَامَنْ
أَوْصَيْتَ بِالْعَدْلِ. 7لِتُحِطْ بِكَ جَمَاعَةُ الشُّعُوبِ
فَتَحْكُمَهَا مِنْ مِنَصَّةِ الْقَضَاءِ الْعَالِيَةِ. 8إِنَّ الرَّبَّ
يَدِينُ الأُمَمَ. اقضِ لِي يَارَبُّ كَحَقِّي، بِحَسَبِ مَا فِيَّ مِنْ
كَمَالٍ. 9ضَعْ حَدّاً لِشَرِّ الأَشْرَارِ، وَأَثْبِتْ بَرَاءَةَ
الأَبْرَارِ، أَيُّهَا الإِلَهُ الْعَادِلُ فَاحِصُ الْقُلُوبِ
وَالدَّخَائِلِ. 10مَلْجَإِي عِنْدَ اللهِ مُخَلِّصِ مُسْتَقِيمِي
الْقُلُوبِ.
11اللهُ قَاضٍ عَادِلٌ،
وَهُوَ إِلَهٌ يَسْخَطُ عَلَى الأَشْرَارِ فِي كُلِّ يَوْمٍ. 12صَقَلَ
سَيْفَهُ لِيَضْرِبَ بِهِ الشِّرِّيرَ الَّذِي لاَ يَتُوبُ. وَتَّرَ
قَوْسَهُ وَهَيَّأَهَا. 13أَعَدَّ لَهُ الأَسْلِحَةَ الْقَتَّالَةَ،
وَجَعَلَ سِهَامَهُ مُحْرِقَةً.
14هُوَذَا الْعَدُوُّ
يَتَمَخَّضُ بِالإِثْمِ، يَحْبَلُ بِالأَذَى، وَيَلِدُ كَذِباً. 15حَفَرَ
بِئْراً وَعَمَّقَهَا، فَسَقَطَ فِيهَا. 16شَرُّهُ يَرْتَدُّ عَلَى
رَأْسِهِ، وَظُلْمُهُ يَهْبِطُ عَلَى هَامَتِهِ. 17إِنِّي أَحْمَدُ
الرَّبَّ مِنْ أَجْلِ عَدَالَتِهِ، وَأَتَرَنَّمُ لاَِسْمِ الرَّبِّ
العَلِيِّ.
فصل
8
الْمَزْمُورُ الثَّامِن
إِلَى قَائِدِ
الْمُنْشِدِينَ عَلَى الْجَتِّيَّةِ.
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1أَيُّهَا الرَّبُّ
سَيِّدُنَا، مَا أَعْظَمَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ، بِهِ بَسَطْتَ
جَلاَلَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ. 2مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ
أَسَّسْتَ حَمْداً، لإِفْحَامِ خُصُومِكَ، وَإِسْكَاتِ عَدُوٍّ
وَمُنْتَقِمٍ.
3عِنْدَمَا أَتَأَمَّلُ
سَمَاوَاتِكَ الَّتِي أَبْدَعَتْهَا أَصَابِعُكَ، وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ
الَّتِي رَتَّبْتَ مَدَارَاتِهَا 4أُسَائِلُ نَفْسِي: مَنْ هُوَ
الإِنْسَانُ حَتَّى تَهْتَمَّ بِهِ؟ أَوِ «ابْنُ الإِنْسَانِ» حَتَّى
تَعْتَبِرَهُ؟ 5جَعَلْتَهُ أَدْنَى قَلِيلاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلَى
حِينٍ، ثُمَّ كَلَّلْتَهُ بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ 6وَأَعْطَيْتَهُ
السُّلْطَةَ عَلَى كُلِّ مَا صَنَعَتْهُ يَداكَ. أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ
تَحْتَ قَدَمَيْهِ. 7الْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَجَمِيعَ الْمَوَاشِي،
وَوُحُوشَ الْبَرِّيَّةِ أَيْضاً، 8وَالطُّيُورَ والأَسْمَاكَ وَجَمِيعَ
الْحَيَوَانَاتِ الْمَائِيَّةِ. 9أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا
أَعْظَمَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ!
فصل
9
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى الْمِزْمَارِ
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1أَحْمَدُ الرَّبَّ بِكُلِّ
قَلْبِي. أُحَدِّثُ بِجَمِيعِ مُعْجِزَاتِكَ. 2أَفْرَحُ بِكَ وَأَبْتَهِجُ.
أُرَنِّمُ لاَِسْمِكَ أَيُّهَا العَلِيُّ. 3عِنْدَمَا يَتَقَهْقَرُ
أَعْدَائِي إِلَى الْوَرَاءِ، يَتَعَثَّرُونَ وَيَهْلِكُونَ أَمَامَ
وَجْهِكَ، 4لأَنَّكَ بَرَّأْتَنِي وَدَافَعْتَ عَنْ قَضِيَّتِي، إِذْ
جَلَسْتَ عَلَى عَرْشِكَ لِتَقْضِيَ بِالْعَدْلِ. 5زَجَرْتَ الشُّعُوبَ
وَأَهْلَكْتَ الشِّرِّيرَ، مَحَوْتَ اسْمَهُمْ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ.
6أَفْنَيْتَ الْعَدُوَّ إِفْنَاءً. دَمَّرْتَ مُدُنَهُمْ حَتَّى بَادَ
ذِكْرُهُمْ. 7أَمَّا الرَّبُّ فَإِلَى الأَبَدِ يَمْلِكُ. ثَبَّتَ عَرْشَهُ
لِلْقَضَاءِ. 8يَدِينُ الْعَالَمَ بِالْعَدْلِ وَيَقْضِي بَيْنَ الشُّعُوبِ
بِالإِنْصَافِ. 9وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلْجَأً لِلْمَظْلُومِ، حِصْناً فِي
أَزْمِنَةِ الضِّيقِ. 10وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ
اسْمَكَ، لأَنَّكَ يَارَبُّ لَمْ تَخْذُلْ طَالِبِيكَ.
11أَشِيدُوا بِالْحَمْدِ
لِلرَّبِّ الْمُتَوَّجِ فِي صِهْيَوْنَ، أَذِيعُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ
أَعْمَالَهُ الْعَظِيمَةَ. 12فَهُوَ الَّذِي يَثْأَرُ لِلدِّمَاءِ. لاَ
يَنْسَى وَلاَ يَتَجَاهَلُ صُرَاخَ الْمُتَضَايِقِينَ.
13ارْحَمْنِي يَارَبُّ.
انْظُرْ مَذَلَّتِي الَّتِي يَسُومُنِي إِيَّاهَا مُبْغِضِيَّ،
يَامُنْقِذِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ، 14لِكَيْ أُحَدِّثَ بِجَمِيعِ
تَسَابِيحِكَ فِي أَبْوَابِ سَاكِنِي صِهْيَوْنَ، مُبْتَهِجاً بِخَلاَصِكَ.
15لَقَدْ هَوَتِ الشُّعُوبُ
فِي أَعْمَاقِ الحُفْرَةِ الَّتِي حَفَرُوهَا، وَأَطْبَقَ الْفَخُّ الَّذِي
نَصَبُوهُ عَلَى أَرْجُلِهِمْ. 16الرَّبُّ مَعْرُوفٌ بِعَدْلِهِ، قَضَى
أَنْ يَقَعَ الشِّرِّيرُ فِي شَرَكِ أَعْمَالِهِ. 17مَآلُ الأَشْرَارِ
إِلَى الْجَحِيمِ. وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الأُمَمِ النَّاسِينَ اللهَ .
18أَمَّا الْمُحْتَاجُ الْمُتَضَايِقُ فَلَنْ يُنْسَى إِلَى الأَبَدِ.
وَرَجَاءُ الْمَسَاكِينِ لَنْ يَخِيبَ إِلَى الدَّهْرِ. 19قُمْ يَارَبُّ.
لاَ تَدَعِ الإِنْسَانَ يَسُودُ، وَلْتُحَاكَمِ الأُمَمُ أَمَامَ
حَضْرَتِكَ. 20أَلْقِ فِي قُلُوبِهِمِ الرُّعْبَ فَتَعْلَمَ الأُمَمُ
أَنَّهُمْ لَيْسُوا سِوَى بَشَرٍ.
فصل
10
الْمَزْمُورُ الْعَاشِرُ
1رَبُّ، لِمَاذَا تَقِفُ
بَعِيداً وَتَحْتَجِبُ فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ؟ 2الشِّرِّيرُ،
بِعَجْرَفَةٍ، يَجِدُّ فِي تَعَقُّبِ الْمِسْكِينِ، غَيْرَ أَنَّ
الأَشْرَارَ يَسْقُطُونَ فِي مُؤَامَرَتِهِمِ الَّتِي فَكَّرُوا فِيهَا.
3الشِّرِّيرُ يَفْتَخِرُ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ، وَالرَّجُلُ الطَّمَّاعُ
يَلْعَنُ وَيُجَدِّفُ عَلَى اللهِ. 4فِي تَكَبُّرِهِ وَتَشَامُخِهِ لاَ
يَلْتَمِسُ اللهَ ، وَلاَ مَكَانَ لِلهِ فِي أَفْكَارِهِ كُلِّهَا، 5وَمَعْ
ذَلِكَ فَإِنَّ مَسَاعِيَهُ تَبْدُو نَاجِحَةً، وَيَسْتَخِفُّ بِجَمِيعِ
أَعْدَائِهِ. وَلَكِنَّ أَحْكَامَكَ عَالِيَةٌ أَسْمَى مِنْهُ 6قَالَ فِي
نَفْسِهِ: «لَنْ يُزَحْزِحَنِي شَيْءٌ، وَلَنْ يَنَالَنِي مَكْرُوهٌ
قَطُّ». 7فَمُهُ مَمْلُوءٌ لَعْنَةً وَغِشّاً وَظُلْماً. تَحْتَ لِسَانِهِ
الأَذَى وَالإِثْمُ. 8يَتَرَبَّصُ فِي كَمَائِنِ الدِّيَارِ لِيَقْتُلَ
الْبَرِيءَ. عَيْنَاهُ تَتَرَصَّدَانِ الْمِسْكِينَ. 9يَكْمُنُ فِي
الْخَفَاءِ، كَأَسَدٍ فِي عَرِينِهِ لِيَخْطَفَ الْمِسْكِينَ وَيَجُرَّهُ
فِي شَبَكَتِهِ. 10يَسْحَقُ الْمَسَاكِينَ وَيَدُوسُهُمْ حِينَ يَسْقُطُونَ
بَيْنَ مَخَالِبِهِ الْقَوِيَّةِ. 11يَقُولُ فِي قَلْبِهِ: اللهُ غَافِلٌ.
قَدْ حَجَبَ وَجْهَهُ، وَلَنْ يَرَى مَا يَجْرِي 12قُمْ يَارَبُّ، ارْفَعْ
يَدَكَ يَااللهُ ، لاَ تَنْسَ الْمَسَاكِينَ. 13لِمَاذَا يَسْتَهِينُ
الشِّرِّيرُ بِاللهِ قَائِلاً فِي قَلْبِهِ: إِنَّكَ لاَ تُحَاسِبُهُ؟
14وَلَكِنَّكَ قَدْ رَأَيْتَ. عَايَنْتَ مَا أَصَابَ الْمَسَاكِينَ مِنَ
الْمَشَقَّةِ وَالْغَمِّ، فَتُجَازِي الشِّرِّيرَ بِيَدِكَ. يُسَلِّمُ
إِلَيْكَ الْمِسْكِينُ أَمْرَهُ، فَأَنْتَ دَائِماً مُعِينُ الْيَتِيمِ.
15حَطِّمْ ذِرَاعَ الشِّرِّيرِ وَالْفَاجِرِ. حَاسِبْهُ عَلَى شَرِّهِ،
حَتَّى إذَا طَلَبْتَهُ لاَ تَجِدُهُ. 16الرَّبُّ مَلِكٌ إِلَى أَبَدِ
الدُّهُورِ، قَدْ بَادَتْ مِنْ أَرْضِهِ الأُمَمُ (الَّتِي تَعْبُدُ
آلِهَةً سِوَاهُ) 17أَنْتَ يَارَبُّ تَسْتَجِيبُ طِلْبَةَ الْوُدَعَاءِ،
تُشَدِّدُ قُلُوبَهُمْ إِذْ تُصْغِي (إِلَى تَأَوُّهَاتِهِمْ). 18تُنْصِفُ
الْيَتِيمَ وَالْمَقْهُورَ، فَلاَ يَعُودُ إِنْسَانٌ فِي الأَرْضِ
يُرْعِبُهُمْ.
فصل
11
الْمَزْمُورُ الْحَادِي
عَشَرَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ .
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1إِلَى الرَّبِّ
الْتَجَأْتُ، فَكَيْفَ تَقُولُونَ لِنَفْسِي: «اهْرُبُوا إِلَى جِبَالِكُمْ
كَعُصْفُورٍ؟» 2هُوَذَا الأَشْرَارُ يَشُدُّونَ أَقْوَاسَهُمْ، فَوَّقُوا
سِهَاماً فِي أَوْتَارِهَا، لِيُطْلِقُوهَا فِي الظَّلاَمِ عَلَى ذَوِي
الْقُلُوبِ الْمُسْتَقِيمَةِ. 3إِذَا تَقَوَّضَتِ الأَسَاسَاتُ، فَمَاذَا
يَعْمَلُ الصِّدِّيقُ؟
4مَازَالَ الرَّبُّ فِي
هَيْكَلِهِ الْمُقَدَّسِ. الرَّبُّ فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ. تُبْصِرُ
عَيْنَاهُ بَنِي آدَمَ، وَتَتَقَصَّاهُمْ أَجْفَانُهُ. 5يَمْتَحِنُ
الرَّبُّ الصِّدِّيقَ، وَلَكِنَّ نَفْسَهُ تَمْقُتُ الشِّرِّيرَ وَمُحِبَّ
الظُّلْمِ. 6يُمْطِرُ عَلَى الأَشْرَارِ جَمْراً وَكِبْرِيتاً وَتَكُونُ
الرِّيحُ الْمُحْرِقَةُ نَصِيبَهُمْ. 7لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ، وَيُحِبُّ
الإِنْصَافَ، وَيُبْصِرُ الْمُسْتَقِيمُونَ وَجْهَهُ.
فصل
12
الْمَزْمُورُ الثَّانِي
عَشَرَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى الْقَرَارِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1أَغِثْ يَارَبُّ لأَنَّهُ
قَدِ انْقَرَضَ التَّقِيُّ، وَاخْتَفَى الأُمَنَاءُ مِنْ بَيْنِ بَنِي
الْبَشَرِ. 2كُلُّ إِنْسَانٍ يُخَاطِبُ صَاحِبَهُ بِالْبَاطِلِ: بِشِفَاهٍ
مَلِقَةٍ وَقُلُوبٍ مُنَافِقَةٍ يَتَحَادَثُونَ. 3يَقْطَعُ الرَّبُّ كُلَّ
الشِّفَاهِ الْمَلِقَةِ، وَكُلَّ لِسَانٍ مُتَبَجِّحٍ. 4الَّذِينَ قَالُوا:
أَلْسِنَتُنَا لَنَا وَبِهَا نَسُودُ. فَمَنْ يَتَحَكَّمُ فِينَا؟
5وَلَكِنَّ الرَّبَّ
يَقُولُ: إِنْقَاذاً لِلْمَسَاكِينِ، وَاسْتِجَابَةً لِتَنَهُّدَاتِ
الْمَظْلُومِينَ، أَهُبُّ الآنَ لأُفَرِّجَ كُرْبَةَ الْمُتَضَايِقِينَ.
6أَقْوَالُ الرَّبِّ
خَالِصَةٌ لاَ شَائِبَةَ فِيهَا، كالْفِضَّةِ الْمُنَقَّاةِ الْمُصَفَّاةِ
سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي بُوتَقَةٍ مُحَمَّاةٍ. 7أَنْتَ يَارَبُّ تَحْفَظُ
الأَبْرَارَ، وَتَقِيهِمْ إِلَى الأَبَدِ مِنْ جِيلِ الأَشْرَارِ.
8يَتَجَوَّلُ الأَشْرَ ارُ أَحْرَاراً فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ، عِنْدَمَا
يَتَبَوَّأُ أَرَاذِلُ النَّاسِ الْمَقَامَاتِ الرَّفِيعَةَ.
فصل
13
الْمَزْمُورُ الثَّالِثَ
عَشَرَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ .
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1إِلَى مَتَى يَارَبُّ
تَنْسَانِي؟ أَإِلَى الأَبَدِ؟ 2إِلَى مَتَى أَرْعَى هُمُوماً فِي نَفْسِي
وَحُزْناً فِي قَلْبِي كُلَّ يَوْمٍ؟ إِلَى مَتَى يَتَشَامَخُ عَدُوِّي
عَلَيَّ؟ 3انْظُرْ إِلَيَّ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِى وَاسْتَجِبْ لِي.
أَنِرْ عَيْنَيَّ لِئَلاَّ أَنَامَ نَوْمَةَ الْمَوْتِ، 4فَيَقُولَ
عَدُوِّي: قَدْ قَهَرْتُهُ؛ وَيَبْتَهِجَ خُصُومِي بِسُقُوطِي. 5غَيْرَ
أَنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى رَحْمَتِكَ، فَيَبْتَهِجُ قَلْبِي حَقّاً
بِخَلاَصِكَ. 6أُرَنِّمُ لِلرَّبِّ لأَنَّهُ غَمَرَنِي بِإِحْسَانِهِ
الْعَمِيمِ.
فصل
14
الْمَزْمُورُ الرَّابِعَ
عَشَرَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ.
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
قَالَ الْجَاهِلُ فِي
قَلْبِهِ: لاَ يُوجَدُ إِلَهٌ! قَدْ فَسَدَ الْبَشَرُ وَارْتَكَبُوا
الْمُوبِقَاتِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ مَنْ يَعْمَلُ الصَّلاَحَ. 2أَشْرَفَ
الرَّبُّ عَلَى بَنِي آدَمَ لِيَرَى هَلْ هُنَاكَ أَيُّ فَاهِمٍ يَطْلُبُ
اللهَ ؟ 3فَإِذَا الْجَمِيعُ قَدْ ضَلُّوا عَلَى السَّوَاءِ. كُلُّهُمْ
فَسَدُوا، وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ مَنْ يَعْمَلُ الصَّلاَحَ، وَلاَ وَاحِدٌ.
4أَلَيْسَ لَدَى جَمِيعِ
فَاعِلِي الإِثْمِ مَعْرِفَةٌ؟ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ شَعْبِي
كَمَا يَأْكُلُونَ خُبْزاً، وَالرَّبَّ لاَ يَطْلُبُونَ. 5هُنَاكَ
اسْتَوْلَى عَلَيْهِمْ خَوْفٌ عَظِيمٌ، لأَنَّ اللهَ فِي جَمَاعَةِ
الأَبْرَارِ. 6تُسَفِّهُونَ رَأْيَ الْمِسْكِينِ، لأَنَّهُ جَعَلَ اللهَ
مَلْجَأَهُ. 7لَيْتَ مِنْ صِهْيَوْنَ خَلاَصَ إِسْرَائِيلَ. عِنْدَمَا
يَرُدُّ الرَّبُّ سَبْيَ شَعْبِهِ، يَبْتَهِجُ يَعْقُوبُ، وَيَفْرَحُ بَنُو
إِسْرَائِيلَ.
فصل
15
الْمَزْمُورُ الخَامِسَ
عَشَرَ
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1يَارَبُّ مَنْ يُقِيمُ فِي
مَسْكِنِكَ؟ وَمَنْ يَأْوِي إِلَى جَبَلِكَ الْمُقَدَّسِ؟ 2السَّالِكُ
بِالاسْتِقَامَةِ، الصَّانِعُ الْبِرَّ، والصَّادِقُ الْقَلْبِ. 3الَّذِي
لاَ يُشَوِّهُ سُمْعَةَ الآخَرِينَ، وَلاَ يُسِيءُ إِلَى صَاحِبِهِ، وَلاَ
يُلْحِقُ بِقَرِيبِهِ عَاراً. 4يَحْتَقِرُ الأَرَاذِلَ وَيُكْرِمُ خَائِفِي
الرَّبِّ. لاَ يَنْقُضُ حَلْفَهُ وَلَوْ فِيهِ أَذًى لَهُ. 5لاَ
يَسْتَثْمِرُ مَالَهُ بِالرِّبَا،
وَلاَ يَقْبِضُ
رِشْوَةً لِلإِيقَاعِ بِالْبَرِيءِ. الَّذِي يَصْنَعُ هَذَا لاَ
يَتَزَعْزَعُ أَبَداً.
فصل
16
الْمَزْمُورُ السَّادِسَ
عَشَرَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ.
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1احْفَظْنِي يَااَللهُ ،
فَإِنِّي مُتَوَكِّلٌ عَلَيْكَ. 2قُلْتُ لِلرَّبِّ: أَنْتَ سَيِّدِي، وَلاَ
خَيْرَ لِي بِمَعْزِلٍ عَنْكَ. 3كُلُّ بَهْجَتِي فِي قِدِّيسِي الأَرْضِ
وَأَفَاضِلِهَا. 4تَتَكَاثَرُ أَوْجَاعُ الْمُتَهَافِتِينَ وَرَاءَ
غَيْرِكَ. أَمَّا أَنَا فَتَقْدِمَاتُ سَكَائِبِهِمِ الدَّمَوِيَّةِ لاَ
أُقَدِّمُ، وَلاَ أَذْكُرُ أَسْمَاءَ أَوْثَانِهِمْ بِشَفَتَيَّ. 5الرَّبُّ
نَصِيبِي وَمِيرَاثِي وَكَأْسُ ارْتِوَائِي. أَنْتَ حَافِظُ قِسْمَتِي.
6فِي أَرْضٍ بَهِيجَةٍ وَقَعَتْ قِسْمَةُ حِصَّتِي. فَمَا أَفْضَلَ هذَا
الْمِيرَاثَ عِنْدِي!
7أُبَارِكُ الرَّبَّ
نَاصِحِي، وَفِي اللَّيْلِ أَيْضاً يُرْشِدُنِي ضَمِيرِي. 8جَعَلْتُ
الرَّبَّ أَمَامِي دَائِماً فَإِنَّهُ عَنْ يَمِينِي لِئَلاَّ
أَتَزَعْزَعَ. 9لِذَلِكَ فَرِحَ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي حَتَّى إِنَّ
جَسَدِي سَيَرْقُدُ عَلَى رَجَاءٍ، 10لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي
هُوَّةِ الأَمْوَاتِ وَلَنْ تَدَعَ وَحِيدَكَ الْقُدُّوسَ يَنَالُ مِنْهُ
الْفَسَادُ. 11هَدَيْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ: فَإِنَّ مِلْءَ الْبَهْجَةِ
فِي حَضْرَتِكَ، وَفِي يَمِينِكَ مَسَرَّاتٌ أَبَدِيَّةٌ.
فصل
17
الْمَزْمُورُ السَّابِعَ
عَشَرَ
صَلاَةٌ رَفَعَهَا دَاوُدُ
1اسْمَعْ يَارَبُّ دَعْوَى
الْحَقِّ. أَنْصِتْ إِلَى صُرَاخِي، وَأَصْغِ إِلَى صَلاَتِي الصَّاعِدَةِ
مِنْ شَفَتَيْنِ صَادِقَتَيْنِ. 2لِيَخْرُجْ مِنْ أَمَامِكَ قَضَائِي،
وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ اسْتِقَامَتِي. 3اخْتَبَرْتَ قَلْبِي إِذِ
افْتَقَدْتَنِي لَيْلاً،
وَامْتَحَنْتَنِي فَلَمْ
تَجِدْ فِيَّ سُوءاً. لَمْ تُخَالِفْ أَقْوَالِي أَفْكَارِي. 4مَا شَأْنِي
بِأَعْمَالِ النَّاسِ الشِّرِّيرَةِ؟ فَبِفَضْلِ كَلاَمِ شَفَتَيْكَ
تَفَادَيْتُ مَسَالِكَ الْعَنِيفِ. 5ثَبَّتُّ خُطُوَاتِي فِي طُرُقِكَ
فَلَمْ تَزِلَّ قَدَمَايَ.
6إِلَيْكَ دَعَوْتُ
اللهُمَّ، لأَنَّكَ تَسْتَجِيبُ، فَأَرهِفْ إِلَيَّ أُذُنَكَ وَأَصْغِ
لِكَلاَمِي. 7أَظْهِرْ رَوْعَةَ مَرَاحِمِكَ يَامَنْ تُخَلِّصُ بِيَمِينِكَ
مَنْ يَلْتَجِئُونَ إِلَيْكَ مِنْ مُطَارِدِيهِمْ. 8احْفَظْنِي كَحَدَقَةِ
عَيْنِكَ، وَاسْتُرْنِي بِظِلِّ جَنَاحَيْكَ. 9احْفَظْنِي مِنَ الأَشْرَارِ
الَّذِينَ يُخْرِبُونَنِي، مِنْ أَعْدَائِي الْقَتَلَةِ الْمُحْدِقِينَ
بِي. 10عَوَاطِفُهُمْ مُتَحَجِّرَةٌ لاَ تُشْفِقُ. أَفْوَاهُهُمْ تَنْطِقُ
بِالْكِبْرِيَاءِ. 11حَاصَرُونَا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَوَطَّدُوا العَزْمَ
عَلَى طَرْحِنَا أَرْضاً. 12الشِّرِّيرُ كَأَسَدٍ مُتَلَهِّفٍ
لِلاِفْتِرَاسِ، وَكَالشِّبْلِ الْكَامِنِ فِي مَخْبَئِهِ. 13قُمْ يَارَبُّ
تَصَدَّ لَهُ. اصْرَعْهُ. وَبِسَيْفِكَ نَجِّ نَفْسِي مِنَ الشِّرِّيرِ.
14أَنْقِذْنِي بِيَدِكَ يَارَبُّ مِنَ النَّاسِ. مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا
الَّذِينَ نَصِيبُهُمْ هُوَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ. أَنْتَ تَمْلَأُ
بُطُونَهُمْ مِنْ خَيْرَاتِكَ الْمَخْزُونَةِ، فَيَشْبَعُ أَبْنَاؤُهُمْ،
وَيُوَرِّثُونَ أَوْلاَدَهُمْ مَا يَفْضُلُ عَنْهُمْ. 15أَمَّا أَنَا
فَبِالْبِرِّ أُشَاهِدُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ، إِذَا اسْتَيْقَظْتُ، مِنْ
بَهَاءِ طَلْعَتِكَ.
فصل
18
الْمَزْمُورُ الثَّامِنَ
عَشَرَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ.
لِعَبْدِ الرَّبِّ دَاوُدَ . قَصِيدَةٌ خَاطَبَ بِهَا الرَّبَّ يَوْمَ
أَنْقَذَهُ مِنْ قَبْضَةِ كُلِّ أَعْدَائِهِ وَمِنْ يَدِ شَاوُلَ. فَقَالَ:
1أُحِبُّكَ يَارَبُّ، يَا
قُوَّتِي. 2الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلَهِي صَخْرَتِي
بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَرُكْنُ خَلاَصِي، وَقَلْعَتِي الْحَصِينَةُ.
3أَدْعُو الرَّبَّ الْجَدِيرَ بِكُلِّ حَمْدٍ فَيُخَلِّصُنِي مِنْ
أَعْدَائِي. 4قَدْ أَحْدَقَتْ بِي حِبَالُ الْمَوْتِ، وَأَفْزَعَتْنِي
سُيُولُ الْهَلاَكِ. 5حَاقَتْ بِي حِبَالُ الْهَاوِيَةِ، وَأَطْبَقَتْ
عَلَيَّ فِخَاخُ الْمَوْتِ. 6فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ وَصَرَخْتُ
إِلَى إِلَهِي، فَسَمِعَ صَوْتِي مِنْ هَيْكَلِهِ، وَصَعِدَ صُرَاخِي
أَمَامَهُ، بَلْ دَخَلَ أُذُنَيْهِ. 7عِنْدَئِذٍ ارْتَجَّتِ الأَرْضُ
وَتَزَلْزَلَتْ. ارْتَجَفَتْ أَسَاسَاتُ الْجِبَالِ وَاهْتَزَّتْ، لأَنَّ
الرَّبَّ غَضِبَ. 8نَفَثَ أَنْفُهُ دُخَاناً، وَانْقَذَفَتْ نَارٌ آكِلَةٌ
مِنْ فَمِهِ، وَكَأَنَّهَا جَمْرٌ مُلْتَهِبٌ. 9طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ
وَنَزَلَ، فَكَانَتِ الْغُيُومُ الْمُتَجَهِّمَةُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ.
10امْتَطَى مَرْكَبَةً مِنْ مَلاَئِكَةِ الْكَرُوبِيمِ، وَطَارَ مُسْرِعاً
عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيْاحِ. 11جَعَلَ الظُّلْمَةَ سِتَاراً لَهُ، وَصَارَ
ضَبَابُ الْمِيَاهِ وَسُحُبُ الْسَّمَاءِ الدَّاكِنَةُ مِظَلَّتَهُ
الْمُحِيطَةَ بِهِ. 12مِنْ بَهَاءِ طَلْعَتِهِ عَبَرَتِ السُّحُبُ
أَمَامَهُ. حَدَثَتْ عَاصِفَةُ بَرَدٍ وَبَرْقٍ كَالْجَمْرِ الْمُلْتَهِبِ.
13أَرْعَدَ الرَّبُّ فِي السَّمَاوَاتِ، أَطْلَقَ الْعَلِيُّ صَوْتَهُ
فَانْهَمَرَ بَرَدٌ، وَانْدَلَعَتْ نَارُ! 14أَطْلَقَ سِهَامَهُ فَبَدَّدَ
أَعْدَائِي، وَأَرْسَلَ بُرُوقَهُ فَأَزْعَجَهُمْ. 15ظَهَرَتْ مَجَارِي
الْمِيَاهِ الْعَمِيقَةِ، وَانْكَشَفَتْ أُسُسُ الْمَسْكُونَةِ مِنْ
زَجْرِكَ يَارَبُّ، وَمِنْ أَنْفِكَ اللاَّفِحَةِ. 16مَدَّ الرَّبُّ يَدَهُ
مِنَ الْعُلَى وَأَمْسَكَنِي، وَانْتَشَلَنِي مِنَ السُّيُولِ
الْغَامِرَةِ. 17أَنْقَذَنِي مِنْ عَدُوِّي الْقَويِّ، وَمِنَ مُبْغِضِيَّ،
لأَنَّهُمْ كَانُوا أَقْوَى مِنِّي. 18تَصَدَّوْا لِي فِي يَوْمِ
بَليَّتِي، فَكَانَ الرَّبُّ سَنَدِي، 19وَا قْتَادَنِي إِلَى مَكَانٍ
رَحِيبٍ. أَنْقَذَنِي لأَنَّهُ سُرَّ بِي. 20يُكَافِئُنِي الرَّبُّ
بِمُقْتَضَى بِرِّي وَيُعَوِّضُنِي حَسَبَ طَهَارَةِ يَدَيَّ، 21لأَنِّي
سَلَكْتُ دَائِماً فِي طُرُقِ الرَّبِّ وَلَمْ أَعْصَ إِلَهِي. 22جَعَلْتُ
أَحْكَامَهُ دَائِماً نُصْبَ عَيْنَيَّ، وَلَمْ أَحِدْ عَنْ فَرَائِضِهِ.
23وَأَكُونُ مَعَهُ كَامِلاً وَأَصُونُ نَفْسِي مِنْ إِثْمِي.
24فَيُكَافِئُنِي الرَّبُّ وَفْقاً لِبِرِّي، بِحَسَبِ طَهَارَةِ يَدَيَّ
أَمَامَ عَيْنَيْهِ.
25مَعَ الرَّحِيمِ تَكُونُ
رَحِيماً، وَمَعَ الْكَامِلِ تَكُونُ كَامِلاً، 26وَمَعَ الطَّاهِرِ
تَكُونُ طَاهِراً، وَمَعَ الْمُعْوَجِّ تَكُونُ مُعْوَجّاً. 27لأَنَّكَ
أَنْتَ تُخَلِّصُ الشَّعْبَ الْمُتَضَايِقَ، أَمَّا الْمُتَرَفِّعُونَ
فَتَخْفِضُ عُيُونَهُمْ. 28لأَنَّكَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي تَضِيءُ
مِصْبَاحِي، وَتُحَوِّلُ ظَلاَمِي نُوراً 29لأَنِّي بِكَ اقْتَحَمْتُ
جَيْشاً، وَبِمَعُونَةِ إِلَهِي اخْتَرَقْتُ أَسْوَاراً. 30مَا أَكْمَلَ
طَرِيقَ الرَّبِّ! إِنَّ كَلِمَتَهُ نَقِيَّةٌ، وَهُوَ تُرْسٌ يَحْمِي
جَمِيعَ الْمُلْتَجِئِينَ إِلَيْهِ. 31فَمَنْ هُوَ إِلْهٌ غَيْرُ الرَّبِّ؟
وَمَنْ هُوَ صَخْرَةٌ سِوَى إِلَهِنَا؟ 32يَشُدُّنِي اللهُ بِحِزامٍ مِنَ
الْقُوَّةِ، وَيَجْعَلُ طَرِيقِي كَامِلاً، 33يُثَبِّتُ قَدَمَيَّ
كَأَقْدَامِ الإيَّلِ وَيُصْعِدُنِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي الْوَعِرَةِ.
34يُدَرِّبُ يَدَيَّ عَلَى فَنِّ الْحَرْبِ، فَتَشُدُّ ذِرَاعَايَ قَوْساً
مِنْ نُحَاسٍ. 35تَجْعَلُ أَيْضاً خَلاَصَكَ تُرْساً لِي، فَتُعَضِّدُنِي
بِيَمِينِكَ، وَيُعَظِّمُنِي لُطْفُكَ. 36وَسَّعْتَ طَرِيقِي تَحْتَ
قَدَمَيَّ، فَلَمْ تَتَقَلْقَلْ عَقِبَايَ.
37أُطَارِدُ أَعْدَائِي
فَأُدْرِكُهُمْ، وَلاَ أَرْجِعُ حَتَّى أُبِيدَهُمْ. 38أَسْحَقُهُمْ فَلاَ
يَسْتَطِيعُونَ النُّهُوضَ. يَسْقُطُونَ تَحْتَ قَدَمَيَّ. 39تُمَنْطِقُنِي
بِحِزَامٍ مِنَ الْقُوَّةِ تَأَهُّباً لِلْقِتَالِ. تُخْضِعُ لِسُلْطَانِي
الْمُتَمَرِّدِينَ عَلَيَّ. 40يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ هَرَباً أَمَامِي.
وَأُفْنِي الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي. 41يَسْتَغِيثُونَ وَلاَ مُخَلِّصَ.
يُنَادُونَ الرَّبَّ فَلاَ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ. 42فَأَسْحَقُهُمْ
كَالْغُبَارِ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ، وَأَطْرَحُهُمْ مِثْلَ الطِّينِ فِي
الشَّوَارِعِ. 43تُنْقِذُنِي مِنْ ثَوْرَاتِ الشَّعْبِ، وَتَجْعَلُنِي
سَيِّداً لِلأُمَمِ، حَتَّى صَارَ شَعْبٌ لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ عَبْداً
يَخْدِمُنِي. 44فَمَا إِنْ يَسْمَعُوا أَمْرِي حَتَّى يُلَبُّوهُ.
الْغُرَبَاءُ يَتَذَلَّلُونَ لِي 45الْغُرَبَاءُ يَخُورُونَ، يَخْرُجُونَ
مِنْ حُصُونِهِمْ مُرْتَعِدِينَ. 46حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَمُبَارَكٌ
صَخْرَتِي، وَمُتَعَالٍ إِلَهُ خَلاَصِي، 47الإِلَهُ الْمُنْتَقِمُ لِي،
يُخْضِعُ الشُّعُوبَ لِسُلْطَانِي، 48مُنْقِذِي مِنْ أَعْدَائِي، رَافِعِي
عَلَى الْمُتَمَرِّدِينَ عَلَيَّ، وَمِنَ الرَّجُلِ الطَّاغِي
تُخَلِّصُنِي. 49لِهَذَا أَعْتَرِفُ لَكَ بَيْنَ الأُمَمِ وَأُرَتِّلُ
لاَِسْمِكَ. 50يَامَانِحَ الْخَلاَصِ الْعَظِيمِ لِمَلِكِهِ، وَصَانِعَ
الرَّحْمَةِ لِمَسِيحِهِ، لِدَاوُدَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ.
فصل
19
الْمَزْمُورُ التَّاسِعَ
عَشَرَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ.
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
السَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ
بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ 2بِذَلِكَ
تَتَحَادَثُ الأَيَّامُ أَبْلَغَ حَدِيثٍ، وَتَتَخَاطَبُ بِهِ اللَّيَالِي.
3لاَ يَصْدُرُ عَنْهَا كَلاَمٌ، لَكِنَّ صَوْتَهَا يُسمَعُ وَاضِحاً.
4انْطَلَقَ صَوْتُهُمْ إِلَى الأَرْضِ كُلِّهَا وَكَلاَمُهُمْ إِلَى
أَقَاصِي الْعَالَمِ. جَعَلَ لِلشَّمْسِ مَسْكَناً فِيهَا، 5وَهِيَ مِثْلُ
الْعَرِيسِ الْخَارِجِ مِنْ مُخْدَعِهِ، كَالْعَدَّاءِ الْمُبْتَهِجِ
لِلسِّبَاقِ فِي الطَّرِيقِ. 6تَنْطَلِقُ مِنْ أَقْصَى السَّمَوَاتِ،
وَتَدُورُ إِلَى أَقَاصِيهَا، وَلاَ شَيْءَ يَحْتَجِبُ مِنْ حَرِّهَا.
7شَرِيعَةُ الرَّبِّ
كَامِلَةٌ تُنْعِشُ النَّفْسَ. شَهَادَةُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تَجْعَلُ
الْجَاهِلَ حَكِيماً. 8وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ
الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ نَقِيٌّ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. 9مَخَافَةُ
الرَّبِّ طَاهِرَةٌ ثَابِتَةٌ إِلَى الأَبَدِ، وَأَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ
وَعَادِلَةٌ كُلُّهَا. 10إِنَّهَا أَشْهَى مِنَ الذَّهَبِ النَّقِيِّ،
وَهِيَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ بَلِ الْقَطْرِ السَّائِلِ مِنْ أَقْرَاصِ
الشَّهْدِ. 11عَبْدُكَ يَهْتَدِي بِهَا، وَفِي صَوْنِهَا ثَوَابٌ عَظِيمٌ.
12مَنْ يَتَنَبَّهُ إِلَى سَهَوَاتِهِ؟ مِنَ الْخَطَايَا الْخَفِيَّةِ
خَلِّصْنِي، 13وَمِنَ الْكَبَائِرِ أَيْضاً احْفَظْ عَبْدَكَ، وَلاَ
تَدَعْهَا تَتَسَلَّطُ عَلَيَّ. عِنْدَئِذٍ أَكُونُ كَامِلاً وَأَتَبَرَّأُ
مِنْ ذَنْبٍ عَظِيمٍ. 14لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَخَوَاطِرُ قَلْبِي
مَقْبُولَةً لَدَيْكَ يَارَبُّ، يَاصَخْرَتِي وَفَادِيَّ.
فصل
20
الْمَزْمُورُ الْعِشْرُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ.
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1لِيَسْتَجِبْ لَكَ الرَّبُّ
فِي يَوْمِ ضِيقِكَ. لِيَحْرُسْكَ اسْمُ إِلَهِ يَعْقُوبَ. 2لِيُرْسِلْ
لَكَ عَوْناً مِنْ مَقْدِسِهِ، وَأَزْراً مِنْ صِهْيَوْنَ. 3لِيَتَذَكَّرْ
جَمِيعَ تَقْدِمَاتِكَ، وَيَتَقَبَّلْ مُحْرَقَاتِكَ. 4لِيُعْطِكَ بُغْيَةَ
قَلْبِكَ، وَيُتَمِّمْ لَكَ كُلَّ مَقَاصِدِكَ. 5نَهْتِفُ مُبْتَهِجِينَ
بِخَلاَصِكَ، وَبِاسْمِ إِلَهِنَا نَرْفَعُ رَايَتَنَا، لِيُحَقِّقْ لَكَ
الرَّبُّ كُلَّ مُلْتَمَسِكَ.
6الآنَ أَدْرَكْتُ أَنَّ
الرَّبَّ يُخَلِّصُ مَسِيحَهُ، وَيَسْتَجِيبُ مِنْ سَمَاوَاتِهِ
الْمُقَدَّسَةِ، بِقُدْرَةِ يَمِينِهِ الْمُخَلِّصَةِ. 7يَتَّكِلُ
هَؤُلاَءِ عَلَى مَرْكَبَاتِ الْحَرْبِ، وَأُولَئِكَ عَلَى الْخَيْلِ.
أَمَّا نَحْنُ فَنَتَّكِلُ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ إِلَهِنَا. 8هُمْ خَرُّوا
وَسَقَطُوا، أَمَّا نَحْنُ فَنَهَضْنَا وَانْتَصَبْنَا. 9خَلِّصْ يَارَبُّ!
لِيَسْتَجِبِ الْمَلِكُ حِينَ نَدْعُوهُ.
فصل
21
الْمَزْمُورُ الْحَادِي
وَالْعِشْرُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
مِنْ نَظْمِ دَاوُدَ
1رَبُّ بِقُوَّتِكَ يَفْرَحُ
الْمَلِكُ، وَمَا أَعْظَمَ بَهْجَتَهُ بِخَلاَصِكَ! 2لَقَدْ وَهَبْتَهُ
بُغْيَةَ قَلْبِهِ وَلَمْ تَحْرِمْهُ مِنْ طِلْبَةِ شَفَتَيْهِ.
3بَادَرْتَهُ بِبَرَكَاتِ الْخَيْرِ، وَوَضَعْتَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجاً
مِنَ الذَّهَبِ النَّقِيِّ! 4طَلَبَ مِنْكَ الْحَيَاةَ فَوَهَبْتَهَا لَهُ،
إِذْ أَطَلْتَ عُمْرَهُ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ. 5عَظِيمٌ مَجْدُهُ
بِفَضْلِ خَلاَصِكَ، بِالْعِزَّةِ وَالْبَهَاءِ كَلَّلْتَهُ. 6لأَنَّكَ
جَعَلْتَهُ أَكْثَرَ الْمُبَارَكِينَ إِلَى الأَبَدِ. تَغْمُرُهُ بِفَيْضِ
الْفَرَحِ فِي حَضْرَتِكَ. 7لأَنَّ الْمَلِكَ يَتَوَكَّلُ عَلَى الرَّبِّ،
وَبِنِعْمَةِ الْعَلِيِّ لاَ يَتَزَعْزَعُ.
8يَدُكَ حَتْماً تَنَالُ
جَمِيعَ أَعْدَائِكَ، وَيُمْنَاكَ حَقّاً تَظْفَرُ بِمُبْغِضِيكَ. 9حِينَ
يَتَجَلَّى وَجْهُكَ تُحْرِقُهُمْ كَمَا بِتَنُّورٍ مُشْتَعِلٍ.
تَلْتَهِمُهُمْ فِي غَضَبِكَ فَتَأْكُلُهُمُ النَّارُ. 10تُبِيدُ
ذُرِّيَّتَهُمْ مِنَ الأَرْضِ وَنَسْلَهُمْ مِنْ بَيْنِ بَنِي آدَمَ.
11لَقَدْ تَآمَرُوا لِلإِسَاءَةِ إِلَيْكَ، وَدَبَّرُوا مَكِيدَةً
شِرِّيرَةً لَمْ يُفْلِحُوا فِيهَا. 12لأَنَّكَ تَجْعَلُهُمْ يُدْبِرُونَ
لِلْهَرَبِ، عِنْدَمَا تَشُدُّ وَتَرَ الْقَوْسِ نَحْوَ وُجُوهِهِمْ.
13ارْتَفِعْ يَارَبُّ بِقُوَّتِكَ، فَنَتَرَنَّمَ وَنَتَغَنَّى
بِقُدْرَتِكَ.
فصل
22
الْمَزْمُورُ الثَّانِي
وَالْعِشْرُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ،
عَلَى أَيِّلَةِ الصَّبَاحِ
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا
تَرَكْتَنِي؟ لِمَاذَا تَبَاعَدْتَ عَنْ خَلاَصِي وَعَنْ سَمَاعِ صَوْتِ
تَنَهُّدَاتِي؟ 2إِلَهِي، أَصْرُخُ إِلَيْكَ مُسْتَغِيثاً فِي النَّهَارِ
فَلاَ تُجِيبُنِي، وَفِي اللَّيْلِ فَلاَ رَاحَةَ لِي، 3مَعْ أَنَّكَ
أَنْتَ الْقُدُّوسُ الَّذِي أَقَمْتَ عَرْشَكَ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ الَّذِي
يُسَبِّحُكَ. 4عَلَيْكَ اتَّكَلَ آبَاؤُنَا، وَبِكَ وَثِقُوا، وَأَنْتَ
قَدْ نَجَّيْتَهُمْ. 5إِلَيْكَ صَرَخُوا فَنَجَوْا، وَعَلَيْكَ اتَّكَلُوا
فَلَمْ يَخْزَوْا. 6أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ فِي
نَظَرِ الْبَشَرِ، وَمَنْبُوذٌ فِي عَيْنَيْ شَعْبِي. 7جَمِيعُ الَّذِينَ
يَرَوْنَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي، يَفْتَحُونَ شِفَاهَهُمْ عَلَيَّ
بِالْبَاطِلِ، وَيَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ قَائِلِينَ:
8سَلَّمَ إِلَى الرَّبِّ
أَمْرَهُ، فَلْيُنْجِدْهُ. لِيُنْقِذْهُ مَادَامَ قَدْ سُرَّ بِهِ».
9أَنْتَ أَخْرَجْتَنِي مِنَ الرَّحِمِ. أَنْتَ جَعَلْتَنِي أَنَامُ
مُطْمَئِنّاً وَأَنَا مَازِلْتُ عَلَى صَدْرِ أُمِّي. 10أَنْتَ مُتَّكَلِي
مِنْ قَبْلِ مِيلاَدِي، فَأَنْتَ إِلَهِي مُنْذُ كُنْتُ جَنِيناً. 11لاَ
تَقِفْ بَعِيداً عَنِّي، لأَنَّ الضِّيقَ قَرِيبٌ وَلاَ مُعِينَ لِي.
12حَاصَرَنِي أَعْدَاءٌ
أَقْوِيَاءُ، كَأَنَّهُمْ ثِيرَانُ بَاشَانَ الْقَوِيَّةُ. 13فَغَرُوا
عَلَيَّ أَشْدَاقَهُمْ كَأَنَّهُمْ أُسُودٌ مُفْتَرِسَةٌ مُزَمْجِرَةٌ.
14صَارَتْ قُوَّتِي كَالْمَاءِ، وَانْحَلَّتْ عِظَامِي. صَارَ قَلْبِي
كَالشَّمْعِ، وَذَابَ فِي دَاخِلِي. 15جَفَّتْ نَضَارَتِي كَقِطْعَةِ
الْفَخَّارِ، وَالْتَصَقَ لِسَانِي بِحَنَكِي. إِلَى تُرَابِ الأَرْضِ
تَضَعُنِي. 16أَحَاطَ بِي الأَدْنِيَاءُ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ
طَوَّقَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. 17صِرْتُ لِهُزَالِي أُحْصِي
عِظَامِي، وَهُمْ يُرَاقِبُونَنِي وَيُحْدِقُونَ فِيَّ. 18يَتَقَاسَمُونَ
ثِيَابِي فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يُلْقُونَ قُرْعَةً.
19يَارَبُّ، لاَ تَتَبَاعَدْ
عَنِّي. يَاقُوَّتِي أَسْرِعْ إِلَى نَجْدَتِي. 20أَنْقِذْ مِنَ السَّيْفِ
نَفْسِي، وَمِنْ مَخَالِبِ الأَدْنِيَاءِ حَيَاتِي. 21خَلِّصْنِي مِنْ فَمِ
الأَسَدِ، وَمِنْ بَيْنِ قُرُونِ اَلثِّيرَانِ الْوَحْشِيَّةِ اسْتَجِبْ
لِي.
22أُعْلِنُ اسْمَكَ
لإِخْوَتِي، وَأُسَبِّحُكَ فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ. 23سَبِّحُوا الرَّبَّ
يَاخَائِفِيهِ. مَجِّدُوهُ يَاجَمِيعَ نَسْلِ يَعْقُوبَ، واخْشَوْهُ
يَاجَمِيعَ ذُرِّيَّةِ إِسْرَائِيلَ. 24فَإِنَّهُ لَمْ يَحْتَقِرْ بُؤْسَ
الْمِسْكِينِ، وَلاَ حَجَبَ عَنْهُ وَجْهَهُ، بَلِ اسْتَجَابَ لَهُ
عِنْدَمَا صَرَخَ إِلَيْهِ. 25أَنْتَ تُلْهِمُنِي تَسْبِيحَكَ فِي وَسَطِ
الْجَمَاعَةِ الْعَظِيمَةِ، فَأُوْفِي بِنُذُورِي أَمَامَ جَمِيعِ
خَائِفِيهِ. 26يَأْكُلُ الْوُدَعَاءُ وَيَشْبَعُونَ، وَطَالِبُو الرَّبِّ
يُسَبِّحُونَهُ. تَحْيَا قُلُوبُكُمْ إِلَى الأَبَدِ. 27تَتَذَكَّرُ
جَمِيعُ أَقَاصِي الأَرْضِ وَتَرْجِعُ إِلَى الرَّبِّ، وَتَتَعَبَّدُ
أَمَامَكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأُمَمِ. 28لأَنَّ الْمُلْكَ لِلرَّبِّ،
وَهُوَ يَتَسَلَّطُ عَلَى الأُمَمِ. 29جَمِيعُ عُظَمَاءِ الأَرْضِ
يَحْتَفِلُونَ وَيَسْجُدُونَ. يَنْحَنِي أَمَامَهُ الْهَابِطُونَ إِلَى
التُّرَابِ وَالْفَانُونَ، 30يَتَعَبَّدُ نَسْلُهُمْ لِلهِ،
وَيَتَحَدَّثُونَ عَنِ الرَّبِّ لِلْجِيلِ الآتِي.
31يَأْتُونَ
وَيُخْبِرُونَ بِبِرِّهِ وَبِمُعْجِزَاتِهِ شَعْباً لَمْ يُولَدْ بَعْدُ.
فصل
23
الْمَزْمُورُ الثَّالِثُ
وَالْعِشْرُونَ
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلَسْتُ
أَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ. 2فِي مَرَاعٍ خَضْرَاءَ يُرْبِضُنِي، وَإِلَى
مِيَاهٍ هَادِئَةٍ يَقُودُنِي. 3يُنْعِشُ نَفْسِي وَيُرْشِدُنِي إِلَى
طُرُقِ الْبِرِّ إِكْرَاماً لاَِسْمِهِ. 4حَتَّى إِذَا اجْتَزْتُ وَادِي
ظِلاَلِ الْمَوْتِ، لاَ أَخَافُ سُوءاً لأَنَّكَ تُرَافِقُنِي. عَصَاكَ
وَعُكَّازُكَ هُمَا مَعِي يُشَدِّدَانِ عَزِيمَتِي. 5تَبْسُطُ أَمَامِي
مَأْدُبَةً عَلَى مَرًْأى مِنْ أَعْدَائِي. مَسَحْتَ بِالزَّيْتِ رَأْسِي،
وَأَفَضْتَ كَأْسِي. 6إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي طَوَالَ
حَيَاتِي، وَيَكُونُ بَيْتُ الرَّبِّ مَسْكَناً لِي مَدَى الأَيَّامِ.
فصل
24
الْمَزْمُورُ الرَّابِعُ
وَالْعِشْرُونَ
لِدَاوُدَ
1لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَكُلُّ
مَا فِيهَا. لَهُ الْعَالَمُ، وَجَمِيعُ السَّاكِنِينَ فِيهِ. 2لأَنَّهُ
هُوَ أَسَّسَ الأَرْضَ عَلَى الْبِحَارِ، وَثَبَّتَهَا عَلَى الأَنْهَارِ.
3مَنْ يَحِقُّ لَهُ أَنْ
يَصْعَدَ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، وَيَقِفَ فِي بَيْتِهِ الْمُقَدَّسِ؟
4إِنَّهُ صَاحِبُ الْيَدَيْنِ الطَّاهِرَتَيْنِ وَالْقَلْبِ النَّقِيِّ.
ذَاكَ الَّذِي لاَ يَحْمِلُ نَفْسَهُ عَلَى الْبَاطِلِ، وَلاَ يَحْلِفُ
مُنَافِقاً. 5يَتَلَقَّى الْبَرَكَةَ مِنَ الرَّبِّ، وَالْبِرَّ مِنْ
عِنْدِ اللهِ مُخَلِّصِهِ. 6هَذَا هُوَ الْجِيلُ السَّاعِي وَرَاءَ
الرَّبِّ، الطَّالِبُ وَجْهَكَ يَاإِلَهَ يَعْقُوبَ.
7ارْفَعِي رُؤُوسَكِ
أَيَّتُهَا الأَبْوَابُ، وَارْتَفِعِي أَيَّتُهَا الْمَدَاخِلُ
الأَبَدِيَّةُ، فَيَدْخُلَ مَلِكُ الْمَجْدِ. 8مَنْ هُوَ مَلِكُ الْمَجْدِ
هَذَا؟ إِنَّهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ، الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي
الْقِتَالِ. 9ارْفَعِي رُؤُوسَكِ أَيَّتُهَا الأَبْوَابُ، ارْفَعِيهَا
أَيَّتُهَا الْمَدَاخِلُ الأَبَدِيَّةُ، فَيَدْخُلَ مَلِكُ الْمَجْدِ
10مَنْ هُوَ مَلِكُ الْمَجْدِ هَذَا؟ إِنَّهُ رَبُّ الْجُنُودِ، هُوَ
مَلِكُ الْمَجْدِ.
فصل
25
الْمَزْمُورُ الْخَامِسُ
وَالْعِشْرُونَ
لِدَاوُدَ
1إِلَيْكَ أَيُّهَا الرَّبُّ
أَرْفَعُ نَفْسِي. 2عَلَيْكَ يَاإِلَهِي تَوَكَّلْتُ فَلاَ تُخْزِنِي،
وَلاَ تَدَعْ أَعْدَائِي يَشْمَتُونَ بِي. 3فَإِنَّ كُلَّ مَنْ يَرْجُوكَ
لَنْ يَخِيبَ. أَمَّا الْغَادِرُونَ بِغَيْرِهِمْ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ،
فَسَيَخْزَوْنَ. 4يَارَبُّ عَرِّفْنِي طُرُقَكَ، عَلِّمْنِي سُبُلَكَ.
5دَرِّبْنِي فِي حَقِّكَ وَعَلِّمْنِي، فَإِنَّكَ أَنْتَ الإِلَهُ
مُخَلِّصِي، وَإِيَّاكَ أَرْجُو طَوَالَ النَّهَارِ. 6رَبُّ، اذْكُرْ
مَرَاحِمَكَ وَإِحْسَانَاتِكَ لأَنَّهَا مُنْذُ الأَزَلِ. 7لاَ تَذْكُرْ
خَطَايَا صِبَايَ الَّتِي ارْتَكَبْتُهَا، وَلاَ مَعَاصِيَّ، بَلِ
اذْكُرْنِي وَفْقاً لِرَحْمَتِكَ وَمِنْ أَجْلِ جُودَتِكَ يَارَبُّ.
8الرَّبُّ صَالِحٌ
وَمُسْتَقِيمٌ لِذَلِكَ يَهْدِي الضَّالِّينَ الطَّرِيقَ. 9يُدَرِّبُ
الْوُدَعَاءَ فِي سُبُلِ الْحَقِّ وَيُعَلِّمُهُمْ طَرِيقَهُ. 10مَسَالِكُ
الرَّبِّ كُلُّهَا رَحْمَةٌ وَحَقٌّ لِمَنْ يَحْفَظُونَ عَهْدَهُ
وَشَهَادَاتِهِ. 11فَمِنْ أَجْلِ اسْمِكَ أَيُّهَا الرَّبُّ اصْفَحْ عَنْ
إِثْمِي فَإِنَّهُ عَظِيمٌ. 12مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذِي يَخَافُ
الرَّبَّ؟ إِيَّاهُ يُدَرِّبُ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي يَخْتَارُهَا لَهُ،
13فَتَنْعَمُ نَفْسُهُ فِي الْخَيْرِ وَتَمْتَلِكُ ذُرِّيَّتُهُ الأَرْضَ.
14يُطْلِعُ الرَّبُّ خَائِفِيهِ عَلَى مَقَاصِدِهِ الْخَفِيَّةِ،
وَيَتَعَهَّدُ تَعْلِيمَهُمْ. 15تَتَّجِهُ عَيْنَايَ دَائِماً نَحْوَ
الرَّبِّ، لأَنَّهُ يُحَرِّرُ رِجْلَيَّ مِنْ فَخِّ الشِّرِّيرِ.
16الْتَفِتْ نَحْوِي
وَارْحَمْنِي، فَأَنَا وَحِيدٌ وَمِسْكِينٌ. 17قَدْ تَكَاثَرَتْ مَتَاعِبُ
قَلْبِي، فَأَنْقِذْنِي مِنْ شَدَائِدِي. 18انْظُرْ إِلَى مَذَلَّتِي
وَمُعَانَاتِي، وَاصْفَحْ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَايَ. 19انْظُرْ كَيْفَ
تَكَاثَرَ عَلَيَّ أَعْدَائِي وَهُمْ يُبْغِضُونَنِي ظُلْماً. 20صُنْ
نَفْسِي وَأَنْقِذْنِي، وَلاَ تَدَعْنِي أَخِيبُ، فَإِنِّي
عَلَيْكَ
تَوَكَّلْتُ. 21يَحْفَظُنِي الْكَمَالُ وَالاسْتِقَامَةُ، لأَنِّي إِيَّاكَ
انْتَظَرْتُ. 22افْدِ إِسْرَائِيلَ يَااللهُ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِ.
|