الهَيكَلِ: «أنتُم تَعرِفوني وتَعرِفونَ مِنْ أينَ
أنا، لكنِّي ما جِئتُ مِنْ عِندي. ذاكَ الذي
أرسَلَني هوَ حقُّ، وأنتُم لا تَعرِفونَهُ. 29وأمَّا
أنا فأعرِفُهُ، لأنِّي مِنْ عِندِهِ جِئتُ، وهوَ
الذي أرسَلَني«.
30فأرادوا أنْ يُمسِكوهُ، فما مَدَّ أحدٌ يدًا
علَيهِ، لأنَّ ساعَتَهُ ما جاءَتْ بَعدُ. 31ولكنَّ
كثيرينَ مِنَ الجَمعِ آمنوا بِه وقالوا: «أيَعمَلُ
المَسيحُ مِنَ الآياتِ حينَ يَجيءُ أكثرَ مِمَّا
عَمِلَ هذا الرَّجُلُ؟«
32وسَمِعَ الفَرِّيسيُّونَ أنَّ النـاسَ
يَتَهامَسونَ بِهذِهِ الأُمورِ على يَسوعَ، فأرسلوا
هُم ورُؤساءُ الكَهنَةِ حَرَسًا ليُمسِكوهُ. 33فقالَ
يَسوعُ: «سأبقى مَعكُم وَقتًا قليلاً، ثُمَّ أمضي
إلى الذي أرسَلَني. 34سَتَطلُبوني فَلا تَجدوني،
وحَيثُ أكونُ أنا لا تَقدِرونَ أنتُم أنْ تَجيئوا«.
35فقالَ اليَهودُ في ما بَينَهُم: «إلى أينَ يذهَبُ
هذا، فلا نَقدِرُ أنْ نَجِدَهُ؟ أيذهَبُ إلى
اليَهودِ المُشتَّتينَ بَينَ اليونانيّـينَ
لِـيُعَلِّمَ اليونانيّـينَ؟ 36ما مَعنى قولِهِ:
ستَطلُبوني ولا تَجدُوني، وحيثُ أكونُ أنا لا
تَقدِرونَ أنتُم أنْ تَجيئوا؟«
أنهار ماء حي
37ووقَفَ يَسوعُ في آخرِ يومِ مِنَ العيدِ وهوَ
أعظَمُ أيّامِهِ، فقالَ بأعلى صوتِهِ: «إنْ عَطِشَ
أحَدٌ، فليَجئ إليَّ ليَشرَبَ. 38ومَنْ آمنَ بـي،
كما قالَ الكِتابُ، تَفيضُ مِنْ صَدرِهِ أنهارُ ماءٍ
حيٍّ«.
39وعَنى بِكلامِهِ الرُّوحَ الذي سَينالُهُ
المُؤمِنونَ بِه، فما كانَ الرُّوحُ أُعطِـيَ حتى
الآنَ، لأنَّ يَسوعَ ما تَمجَّدَ بَعدُ.
انقسام الرأي في يسوع
40فقالَ كَثيرونَ مِمَّنْ سَمِعوا كلامَ يَسوعَ:
«بالحقيقةِ هذا هوَ النَّبـيُّ«.
41وقالَ غيرُهُم: «هذا هوَ المَسيحُ!
«
وقالَ آخرونَ: «أمِنَ الجليلِ يَجيءُ المَسيحُ؟
42أما قالَ الكِتابُ إنَّ المَسيحَ يَجيءُ مِنْ
نَسلِ داودَ، ومِنْ بَيتَ لحمَ مدينةِ داودَ؟«
43فاَنقَسَمَ رأيُ النـاسِ فيهِ. 44وأرادَ بَعضُهُم
أنْ يُمسكوهُ، فما مَدَّ أحَدٌ يَدًا علَيهِ.
45ورجَعَ الحرَسُ إلى رُؤساءِ الكَهنَةِ
والفَرِّيسيّـينَ، فقالَ لهُم هَؤُلاءِ: «لماذا ما
جِئتُمْ بِه؟«
46فأجابَ الحرَسُ: «ما تكَلَّمَ إنسانِ مِنْ قَبلُ
مِثلَ هذا الرَّجُلِ!
«
47فقالَ لهُمُ الفَرِّيسيُّونَ: «أخَدَعكُم أنتُم
أيضًا؟ 48أرأيتُم واحدًا مِنَ الرُؤساءِ أوِ
الفَرِّيسيّـينَ آمنَ بِه؟ 49أمَّا هَؤُلاءِ العامةُ
مِنَ النـاسِ الذينَ يَجهَلونَ الشَّريعةَ، فهُم
مَلعونونَ«.
50فقالَ نيقوديموسُ، وكانَ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ،
وهوَ الذي جاءَ قَبْلاً إلى يَسوعَ:
»51أتحكُمُ
شَريعتُنا على أحَدٍ قَبلَ أنْ تَسمَعَهُ وتَعرِفَ
ما فَعَلَ؟«
52فأجابوهُ: «أتكونُ أنتَ أيضًا مِنَ الجليلِ؟
فَتِّشْ تَجِدْ أنَّ لا نَبِـيَّ يَظهَرُ مِنَ
الجليلِ«.
}53ثُمَّ
اَنصَرَفَ كُلُّ واحدٍ مِنهُم إلى بَيتِهِ{.