مكانٍ
مُرتَفِـعٍ؟ 22فما مِنْ خَفِـيٍّ إلاَّ سَيظهَرُ، وما
مِنْ
مكتومِ إلاَّ سيُعلَنُ. 23مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ
تَسمَعانِ، فليَسمَعْ!«
مثل الكيل
24وقالَ لهُم: «اَنتَبِهوا لِما تَسمَعونَ! بالكيلِ
الذي تَكيلونَ يُكالُ لكُم وتُزادونَ، 25لأنَّ مَنْ
لَه شيءٌ يُزادُ. ومَنْ لا شيءَ لَه، يُؤخذُ مِنهُ حتى
الذي لَه«.
مثل الزرع الذي ينمو
26وقالَ: «يُشبِهُ مَلكوتُ الله رجُلاً يَبذُرُ
الزَّرعَ في حَقلِهِ. 27فيَنامُ في الليلِ ويَقومُ في
النَّهارِ، والزَّرعُ يَنبُتُ ويَنمو، وهوَ لا يَعرِفُ
كيفَ كانَ ذلِكَ. 28فالأرضُ مِنْ ذاتِها تُنبِتُ
العُشبَ أوَّلاً، ثُمَّ السُّنبُلَ، ثُمَّ القَمحَ
الذي يَملأُ السُنبُلَ. 29حتى إذا نَضجَ القَمحُ،
حمَلَ الرَّجُلُ مِنجَلَهُ في الحالِ، لأنَّ الحَصادَ
جاءَ«.
مثل حبة الخردل
30وقالَ: «كيفَ نُشبِّهُ مَلكوتَ الله؟ أو بأيِّ
مَثَلٍ نُوَضِّحُهُ؟ 31هوَ مِثلُ حَبَّةٍ مِنْ
خَردَلٍ، تكونُ عِندَ زَرعِها في الأرضِ أصغَرَ كُلِّ
ما في الأرضِ مِنَ الحُبوبِ، 32ولكنَّها بَعدَ
الزَّرعِ تَرتَفِـعُ وتَصيرُ أكبَرَ النَّباتِ،
وتمُدُّ غُصونًا كبـيرةً، حتى إنَّ طُيورَ السَّماءِ
تَجيءُ وتُعشِّشُ في ظِلِّها«.
33وكانَ يَسوعُ يُكثِرُ مِنْ هذِهِ الأمثالِ
ليُعَلِّمَ النـاسَ كلامَ الله على قَدْرِ ما
يَفهَمونَ. 34وما كَلَّمَهُم إلاَّ بأمثالٍ، ولكِنَّه
متى اَنفَرَدَ بِتلاميذِهِ فسَّرَ لَهُم كُلَ شيءٍ.
يسوع يهدئ العاصفة
35وفي مساءِ ذلِكَ اليومِ، قالَ لهُم: «تعالَوا
نَعبُرُ إلى الشـاطئِ المُقابِلِ«.
36فتركوا
الجُموعَ وساروا بـيَسوعَ في القارِبِ الذي كانَ فيهِ،
وكانَت معَهُ قوارِبُ أُخرى. 37فهَبّت عاصِفَةِ
شَديدةِ وأخذَتِ الأمواجُ تَضرِبُ القارِبَ حتى كادَ
يَمتلِـئْ. 38وكانَ يَسوعُ نائِمًا في مُؤخَّرِ
القارِبِ، ورأسُهُ على مِخَدَّةٍ. فأيقظوهُ وقالوا
لَه: «يا مُعلِّمُ، أما يَهمُّكَ أنَّنا نهلِكُ؟«
39فقامَ واَنتهَرَ الرِّيحَ وقالَ للبحرِ: «أُصمُتْ!
إخرَسْ!«
فسكَنَتِ الرِّيحُ وسادَ هُدوءٌ تامٌ.
40وقالَ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «ما لكُم خائِفينَ؟ أما
عندَكُم إيمانِ بَعدُ؟«
41ولكنَّهُم كانوا في فزَعِ شديدٍ، وقالَ بَعضُهُم
لبَعضٍ: «مَنْ هذا؟ حتى الرِّيحُ والبحرُ يُطيعانِهِ!«