وجوه عاشت الامانة ليسوع
المسيح
الشهيدان قبريانوس ويوستينا (2 تشرين الثاني)
يوستينا فتاة مسيحية من
انطاكية، رفضت الزواج من شاب وثني، وكانت تجيب على الحاحه بزواجها: " انا
مخطوبة ليسوع المسيح". فلجأ الى قبريانوس، وهو شاب وثني يتعاطى السحر،
ليستعمل اساليبه السحرية عليها واغوائها بالزواج من الشاب الوثني، فباء سحره
بالفشل. بل استمالته يوستينا الى الايمان المسيحي، فتاب وارتدّ واعتمد واحرق
امام الاسقف كل كتبه السحرية وادواته. واقتدى بها ايضاً الشاب طالب زواجها وآمن
بالمسيح. هذا ما ذكره قبريانوس في كتاب اعترافاته، حيث يخبر ايضاً عن العديد من
الوثنيين الانطاكيين الذين اعتنقوا الدين المسيحي، وقد استمالتهم يوستينا
بصلاتها وشهادة حياتها.
بعد
تعذيب متنوع انزله الامبراطور ديوكلتيانوس بقبريانوس ويوستينا من دون جدوى، امر
بقطع رأسيهما سنة 304. نقلت ذخائرهما الى روما ودفنت في بازيليك مار يوحنا
اللاتران.
القديس فرنسيس الاسيزي ( 4 تشرين الثاني)
ولد
في اسيزي بايطاليا سنة 1181 ومات سنة 1226 عن 45 سنة من العمر متفانياً في
التقشف والعمل الرسولي وشهادة الحياة. والده تاجر حرير غني. عاش فتوته وشبابه
في البذخ والطيش والهوى. بعد أسر دام سنة وهو بعمر 21 سنة اصابه مرض عضال،
اعاده الى نفسه، فاجرى تحولاً عميقاً في حياته. وفيما كان يزور ذات يوم كنيسة
القديس دميانوس في اسيزي، وهو راكع امام المصلوب يصلي، سمعه يقول له: " رمم
كنيستي فانها تتهدم". ففهم الكنيسة الحجرية، وراح يجمع المال واخذ
بترميمها. لكن الرب كان يعني " كنيسته البشرية".
وهذا
ما جرى. بدأ يعتني بالفقراء من ثروة والده واقمشة متجره، ما اغضب الوالد فشكاه
الى مطران المدينة. اما فرنسيس، عندما حضر امام الاسقف ووالده والشعب، خلع كل
ثيابه وسلمها لوالده وصرخ امام الجمع كله: " اردّ لك، يا ابي، كل شيء منك.
والآن انا اكبر انسان حرّ من حطام هذه الدنيا. انا حرّ انا حرّ". وغادر ليلبي
دعوة الله الى التكرّس له في الحياة الرهبانية، معتنقاً الفقر الانجيلي الكامل
مادياً ومعنوياً.
تأثر
به عدد من شبان اسيزي وتبعوه، ومن بينهم كلارا، الفتاة الثرية التي نهجت نهجه
ومعه اسست راهبات الكلاريس. عاش مع الشباب حياة مسيحية فقيرة وكرزوا بالانجيل
في المدينة بشهادة حياتهم. تطورت هذه الجماعة حتى اصبحت رهبانية اسسها ونظم
قوانينها، فثبّتها البابا اونوريوس، بعد ان راى في الحلم الكنيسة بشبه مدينة
متداعية ومهددة بالسقوط، وفرنسيس يسندها بكتفه. وهكذا تبلور معنى صوت الرب: "
يا فرنسيس رمم كنيستي، فانها تتهدم".
تآخى
مع الطبيعة والحيوانات والوحوش وعاشهم في برية
Alverna
في ايطاليا حيث كان يختلي ويعيش وحيث نال آثار الصلب في يديه ورجليه. وهناك وضع
نشيد الطبيعة ووحوشها التي تسبّح الرب، ونشيد " يا رب استعملني لسلامك!".
انطلق الى الرسالة بين المسلمين في بلدان افريقيا الشمالية ومصر. ومات منهوك
القوى وفاقد البصر سنة 1226. وبعد سنة اعلن قداسته البابا غريغوريوس التاسع،
وجعله البابوات شفيع ايطاليا، وشفيع التجار، وشفيع البيئة والمؤسسات المعنية
بالحيوانات. ترك من بعده العائلة الفرنسيسكانية الكبيرة المؤلفة من ثلاث
رهبانيات: الفرنسيسكان والكبوشيين والديريين، ونشأت على اسمه رهبانية مار
فرنسيس للعلمانيين.
الشهيدان سركيس وباخوس
(7 تشرين الثاني)
هما
جنديان مسيحيان من اشراف المملكة الرومانية، حازا رتبة عالية من الملك
مكسيميانوس بعد الانتصار في الحرب على الفرس سنة 297. عندما دعاهما الملك
لتقديم البخور الى الآلهة رفضا، وصرّحا انهما مسيحيان. فغضب عليهما ونزع عنهما
شارات الشرف وألبسهما ثياباً نسائية للهزء والسخرية، وسلمهما الى القائد
انطيوخوس الذي كان يأتمر بامرهما، من عهد قريب. فانزل بهما أشدّ العذابات وهما
صابران متمسكان بالايمان بالمسيح. وقتل اولاً باخوس بالجلد الوحشي الذي ظهر في
الحلم لسركيس يشجعه على الثبات، فنال بدوره اكليل الشهادة بقطع الرأس سنة 307. |