الاحد الثاني بعد ارتفاع الصليب
1 كورنتس 15: 19-34
متى 24: 1-14
قيامة المسيح اساس قيامتنا
زمن الصليب هو زمن مسيرة الحج الفردي والجماعي على وجه
الارض، وسط المحن والصعوبات، بجهاد السعي الى احلال ملكوت الله
في الذات وفي المجتمع. وفيما الصليب ثابت، العالم ينطوي يوماً
بعد يوم سائراً نحو نهايته. ان مسيرة الحج تفتح آفاق النهايات.
هذا هو زمن الصليب. والكنيسة، يقول القديس اغسطينوس،
"تسير
بين اضطهادات العالم وتعزيات الله".
القراءات تتكلم في هذا الاحد عن النهايات: القيامة من
الموت على مثال المسيح، ومجيء الرب يسوع الثاني بالمجد، ونهاية
العالم.
اولاً، القراءات المقدسة
1.
انجيل القديس متى: 24/ 1-14 – مجيء المسيح الثاني ونهاية العالم.
وخَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الـهَيْكَلِ ومَضَى. فَدَنَا مِنهُ
تَلامِيذُهُ يُلْفِتُونَ نَظَرَهُ إِلى أَبْنِيَةِ الـهَيْكَل.
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: "أَلا تَنْظُرونَ هـذَا كُلَّهُ؟
أَلـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلى
حَجَرٍ إِلاَّ ويُنْقَض". وفيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلى جَبَلِ
الزَّيتُون، دَنَا مِنْهُ التَّلامِيذُ على انْفِرَادٍ
قَائِلين:" قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هـذَا، ومَا هِيَ عَلامَةُ
مَجِيئِكَ ونِهَايَةِ العَالَم؟".
فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: "إِحْذَرُوا أَنْ
يُضِلَّكُم أَحَد! فكَثِيرُونَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي
قَائِلين: "أَنَا هُوَ الـمَسِيح! ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين
وسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وبِأَخْبَارِ حُرُوب، أُنْظُرُوا،
لا تَرْتَعِبُوا! فلا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ هـذَا. ولـكِنْ
لَيْسَتِ النِّهَايَةُ بَعْد! سَتَقُومُ أُمَّةٌ عَلى أُمَّة،
ومَمْلَكَةٌ عَلى مَمْلَكَة، وتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وزَلازِلُ في
أَمَاكِنَ شَتَّى، وهـذَا كُلُّه أَوَّلُ الـمَخَاض. حِينَئِذٍ
يُسْلِمُونَكُم إِلى الضِّيق، ويَقْتُلُونَكُم، ويُبْغِضُكُم
جَمِيعُ الأُمَمِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وحِينَئِذٍ يَرْتَدُّ
الكَثِيْرُونَ عَنِ الإِيْمَان، ويُسْلِمُ بَعْضُهُم بَعْضًا،
ويُبْغِضُ بَعْضُهُم بَعْضًا. ويَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ
كَثِيرُونَ ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين. ولِكَثْرَةِ الإِثْمِ
تَفْتُرُ مَحَبَّةُ الكَثِيْرين. ومَنْ يَصْبِرْ إِلى النِّهَايَةِ يَخْلُصْ.
ويُكْرَزُ بِإِنْجيلِ الـمَلَكُوتِ هـذا في الـمَسْكُونَةِ
كُلِّهَا شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَم، وحينَئِذٍ تَأْتِي
النِّهَايَة.
عندما تنبأ يسوع عن خراب مدينة اورشليم وهيكل سليمان، وقد حصل
فعلاً على يد الرومان سنة 70 بعد المسيح، ولم يعد ممكناً اعادة
بنائه الى اليوم، فهم التلاميذ ان هذا الحدث يعني مجيء الرب
الثاني ونهاية العالم. فكان سؤالهم: " قل لنا متى يكون هذا، وما
هي علامة مجيئك ونهاية العالم؟" (متى24/3).
لم يجب يسوع مباشرة على هذا السؤال حول الحدثين، بل تحدث عن
علامات الضيق والمصاعب والمحن التي تعترض مسيرة المؤمنين
والكنيسة فدعاهم الى امرين:
الاول،
بشأن مجيئه الثاني المسمّى باللاتينية واليونانية
parusia،
ان يتنبّهوا الى ظهور "مسحاء كذبة" يدّعون انهم المسيح الآتي من
السماء (الآيتان 4 و5)، والى عدم الخلط بينه وبينهم. ولم يقل اي
شيء عن مجيئه الثاني، لان المهم عدم الانزلاق في الاضاليل،
والثبات على ما تعلّم الكنيسة، حامية التعليم الصحيح والانجيل.
الثاني، بشأن نهاية العالم،
ان يصبروا الى النهاية (الأية 13)، وألاّ يخافوا من الحروب
والاضطهاد، او يتأثروا من الاحقاد وجحود الايمان وفتور المحبة.
ولكن ليست النهاية بعد، بل البداية لمسيرة طويلة يلتزم فيها
المؤمنون بناء ملكوت الله في العالم، وهو الاتحاد بالله عمودياً،
والوحدة بين جميع الناس افقياً، والكل على اساس القداسة والحقيقة
والعدالة والمحبة وحرية القلب والضمير.
أكدّ الرب يسوع ان حقيقة الحدثين تقتضي ان "يُكرز بانجيل
الملكوت في المسكونة كلها، شهادة لجميع الامم، وحينئذ تأتي
النهاية" (الآية 14).
تُعنى الكنيسة، جيلاً بعد جيل، بالكرازة بانجيل الشركة مع الله
بالاتحاد الايماني والروحي به، بواسطة كلمة الحياة ونعمة الاسرار،
والشركة مع الناس بوحدة الجنس البشري القائمة على رباط المحبة
التي يسكبها الله بالروح القدس في قلوب البشر. فيما تكرز
بالانجيل تعلّم الكنيسة، بما لها من سلطان تعليمي الهي، الحقائق
التي يهديها اليها الروح القدس، على مستوى الايمان والحياة
الاخلاقية؛ وتحكم على صلاح الافعال البشرية، الشخصية والجماعية،
وشرها؛ وتقرأ علامات الازمنة، باحثة عن ارادة الله في احداث
الحياة اليومية وظروفها، وتعطي اجوبة على تساؤلات الانسان
والجماعات، وتصوغ برامج راعوية لتلبية الحاجات المطروحة.
2. رسالة القديس بولس الرسول الاولى الى اهل كورنتس: 15/ 19-34:
قيامة الاموات.
إِنْ كُنَّا نَرْجُو الـمَسِيحَ في هـذِهِ الـحَيَاةِ وحَسْبُ، فَنَحْنُ
أَشْقَى النَّاسِ أَجْمَعِين! وَالـحَالُ أَنَّ الـمَسِيحَ قَامَ
مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وهُوَ بَاكُورَةُ الرَّاقِدِين. فَبِمَا
أَنَّ الـمَوْتَ كَانَ بِوَاسِطَةِ إِنْسَان، فَبِوَاسِطَةِ
إِنْسَانٍ أَيْضًا تَكُونُ قِيَامَةُ الأَمْوَات. فَكَمَا
أَنَّهُ في آدَمَ يَمُوتُ الـجمِيع، كَذ,لِكَ في الـمَسِيحِ
سيَحْيَا الـجَمِيع، كُلُّ وَاحِدٍ في رُتْبَتِه: الـمَسِيحُ
أَوَّلاً، لأَنَّهُ البَاكُورَة، ثُمَّ الَّذِينَ هُمْ
لِلمَسِيح، عِنْدَ مَجِيئِهِ. وَبَعْدَ ذـلِكَ تَكُونُ
النِّهَايَة، حِيْنَ يُسَلِّمُ الـمَسِيحُ الـمُلْكَ إِلى اللهِ
الآب، بَعْدَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَبْطَلَ كُلَّ رِئَاسَةٍ وكُلَّ
سُلْطَانٍ وَقُوَّة، لأَنَّهُ لا بُدَّ لِلمَسِيحِ أَنْ يَمْلِك،
إِلى أَنْ يَجْعَلَ اللهُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ تَحْتَ قَدَمَيه.
وآخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الـمَوْت. أقسِمُ، أَيُّهَا
الإِخْوَة، بِمَا لي مِنْ فَخْرٍ بِكُم في الـمَسِيحِ يَسُوعَ
رَبِّنَا، أَنِّي أُوَاجِهُ الـمَوْتَ كُلَّ يَوْم. إِنْ كُنْتُ
صَارَعْتُ الوُحُوشَ في أَفَسُس، لِغَايَةٍ بَشَرِيَّة، فأَيُّ
نَفْعٍ لي؟ وإِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لا يَقُومُون، فَلْنَأْكُلْ
وَنَشْرَب، لأَنَّنَا غَدًا سَنَمُوت! لا تَضِلُّوا! إِنَّ
الـمُعَاشَرَاتِ السَّيِّئَةَ تُفْسِدُ الأَخْلاقَ السَّلِيمَة!
أَيْقِظُوا قُلُوبَكُم بِالتَّقْوَى، ولا تَخْطَأُوا، فَإِنَّ
بَعْضًا مِنْكُم يَجْهَلُونَ الله! أَقُولُ هـذَا لإِخْجَالِكُم!
يؤكد بولس الرسول ان بعد الموت توجد القيامة، واساسها قيامة
المسيح. ذلك ان في كل جيل، يتساءل الناس حول المصير بعد الموت.
ويخالج الشك والريبة نفوسهم مع كثير من القلق. ويتساءلون: هل
الموت يقود الى العدم ام الى حياة جديدة؟ وهل الحياة بعد الموت
هي عودة من جديد الى الارض بنوع من التقمّص؟ وما هو اساس الرجاء
بحياة ابدية؟ أهو وعد الله بالمسيح ام مخلص آخر ينبغي انتظاره؟
وتكثر الاسئلة ويزداد الشك في النفوس بسبب عدم الاكتراث الديني،
والروح الدنيونة والمادّية والاستهلاكية، وتيّار النسبية.
فالمسيح القائم من الموت هو رجاء قيامتنا، لانه " القيامة
والحياة"، كما قال لمرتا اخت لعازر (يو11:25)، واعطى البرهان
باقامته لعازر من الموت بعد ثلاثة ايام. فيؤكد بولس ان " المسيح
قام من بين الموات، وهو باكورة الراقدين"، ويضيف ان كل انسان
انما يموت بآدم الانسان الاول، ويقوم بالمسيح آدم الثاني (الآيات
20-22).
وهو نموذج قيامتنا " لانه الباكورة" ( الآية 23). ما يعني
ان على مثاله يقوم الجميع. وكونه رأس الجسد، والبشرية المفتداة
اعضاء فيه، فاذا قام رأس الجسد، ينبغي حتماً ان تقوم الاعضاء
كذلك. حيث يمرّ الرأس، يمرّ الجسد ايضاً.
وهو سبب قيامتنا، وبرهان بولس هو: " بما ان الموت كان
بواسطة انسان، فبواسطة انسان ايضاً تكون قيامة الاموات" (الآية
21). والمسيح مات وقام، ليبطل الموت ويقيمنا. ويقول بولس ان "
آخر عدّو يبطله المسيح بقيامته هو الموت" (الآية 26).
في رسائل اخرى، يؤكد بولس الرسول ان القيامة بدأت فينا
اسرارياً بالمعمودية: "لقد دُفنتم مع المسيح في المعمودية،
وفيها ايضاً اُقمتم معه، لانكم آمنتم بقدرة الله الذي أقامه من
بين الاموات" ( كول2: 12). ان قيامتنا من الموت تشكّل ذروة السّر
الذي بدأ في المعمودية، وتدخلنا في الشركة الكبرى مع المسيح ومع
سائر اخوتنا البشر، وتصبح الموضوع الارفع لرجائنا، وهو " اننا
سنكون مع المسيح على الدوام" ( اتس 4: 17). على هذا الاساس
تكون قيامة الاموات حدثاً كنسياً، بحيث ان المسيح الكلي او
السرّي الذي هو الكنيسة، يقوم على مثال المسيح التاريخي.
فلأننا ابناء القيامة العتيدة، ينبغي ان نعيش دوماً قيامتنا
الاسرارية، التي هي قيامة القلوب، يتكلم عنها بولس في
القسم الاخير من هذه الرسالة. انها:
·
مصارعة الشر ومواجهة الموت الحسي بالاستشهاد،
لاننا سنقوم.
·
اعطاء معنى لحياتنا، فلا تقتصر على الاكل
والشرب.
·
المحافظة على الاخلاق السليمة بتجنّب العشرات
السيئة.
·
ايقاظ القلب بتقوى الله ومعرفته (الآيات
32-34).
ثانياً، السنة الكهنوتية - خدمة سرّ التوبة والمصالحة على مثال
القديس خوري آرس
ان
غاية تجسّد ابن الله وفداء الجنس البشري، بموته على الصليب
وقيامته، هي مصالحة الانسان مع الله والذات والناس، وحدها نعمة
الفداء تشفيه من خطيئته وضعفه، وبها ينال الخلاص الابدي وينجو
من الهلاك. فاسس الرب سرّ التوبة وأعطى كهنة العهد الجديد سلطان
الحلّ من الخطايا بقوة الروح القدس الذي يحقق ثمار الفداء في كل
تائب: " خذوا الروح القدس! من غفرتم خطاياه غفرت، ومن امسكتم
خطاياه اُمسكت" ( يو20: 23).
يترك القديس جان ماري فيانيه، خوري آرس، مثالاً
ونهجاً للكهنة في سماع اعتراف المؤمنين والبلوغ بهم الى التوبة.
بفضل تماهي خوري آرس مع ذبيحة الصليب، كان ينتقل عفوياً
ويومياً من المذبح الى كرسي الاعتراف. كان معتاداً، عند احتفاله
بالقداس اليومي، ان يقدّم ذاته ذبيحة لله في كل صباح.
سعى خوري آرس بالكرازة والتوجيه الى اقناع ابناء رعيته
باكتشاف مفهوم التوبة الاسرارية وجمالها، مبيّناً انها ثمرة حضور
المسيح في سرّ القربان. وبسجوده الطويل امام بيت القربان، راح
يجتذب الناس الى الاقتداء به، وزيارة الرب يسوع، وهم على يقين من
انهم يجدون هناك كاهنهم، جاهزاً لسماع اعترافهم ومنحهم الغفران.
وسريعاً ما زاع صيته، فكان يتوافد اليه المؤمنون من كل انحاء
فرنسا، وكانت الجماهير تأسره في كرسي الاعتراف حتى الساعة
الرابعة بعد الظهر. وشاع القول ان " آرس اصبحت المستشفى الكبير
للنفوس".
لقد نال
خوري آرس نعمة التوبة عن الخطيئة، هذه النعمة التي كانت تبحث عن
الخطأة. كان يقول: " ليس الخاطىء هو الذي يرجع الى الله ليطلب
الغفران؛ بل الله نفسه هو الذي يبحث عنه ويلاحقه ليرجعه الى
الغفران. هذا المخلص الصالح هو مملؤ حباً لنا، حتى انه يبحث عنا
في كل مكان. ويكلّف كهنته ليعلنوا انه مستعد دائماً لاستقبال
الخطأة، وان رحمته لا متناهية".
القديس جان ماري فيانيه هو مثال للكهنة في جعل سرّ
التوبة اول اهتماماتهم الرعوية، وترك لهم اسلوباً لحوار الخلاص
مع مختلف التائبين:
فمن يأتيه بحاجة عميقة ومتواضعة الى الغفران، كان يجد
لديه التشجيع على ان يغطس في تيار الرحمة الذي يجرف معه كل شيء.
ومن يأتيه متألماً من ضعفه وخائفاً من العودة الى
سقطاته السابقة، كان يكشف له سرّ الله بتعبير جميل ومؤثر: " الله
الصالح يعرف كل شيء. ويعرف مسبقاً انك، من بعد الاعتراف، ستخطأ
من جديد. لكنه يغفر لك. ما اعظم حب الله هذا، فيذهب حتى نسيان
المستقبل عمداً، لكي يغفر لنا".
ومن يأتيه شاكياً نفسه بالفتور وبشيء من عدم الاكتراث،
كان يقدّم له، من خلال دموعه، البرهان عن الألم والخطورة اللذين
يحدثهما هذا المسلك المقيت. ويقول له: "انا ابكي ما لا تبكيه انت.
فلا يجوز ان يكون الانسان بربرياً مع الله كلي الجودة والصلاح".
واذ كان يظهر ألم الله على وجه الكاهن القديس، كانت الندامة تولد
في قلب الفاترين.
ومن يأتيه بشوق واعٍ الى حياة روحية اكثر عمقاً، كان
يُدخله في اعماق الحب، وسعادة العيش في الاتحاد مع الله
واستحضاره. وكان يعلمه ان يصلي: " اعطني يا الهي النعمة لاحبك
بمقدار ما استطيع".
***
ثالثاً، الخطة الراعوية لتطبيق المجمع البطريركي الماروني
تختم الخطة الراعوية تقبّل النص السبع عشر: "
الكنيسة المارونية والتعليم العالي"، في القسم الاخير من
التوصيات والاقتراحات المختصة بأولياء الطلاب، والطلاب
انفسهم، والاساتذة، والانتشار..
1.
على صعيد اولياء الطلاب
(الفقرتان 87-88).
يشجع المجمع باسم الكنيسة الاهل على دفع اولادهم بهمّة
واندفاع وكثافة الى طلب التعليم العالي بانواعه الثلاثة:
الاكاديمي والتكنولوجي والمهني، وفقاً لكفاءات الشباب ومواهبهم
وتطلعاتهم وحاجات المجتمع.
كما يشجع المدارس والرعايا على انشاء مراكز معلومات
وتوجيه وارشاد، لكي يتمكن الطلاب وأهلهم من اختيار ما يتلاءم مع
تطلعاتهم وامكاناتهم من الاختصاصات الاكاديمية والتقنية
والمهنية، ومن اختيار مؤسسة التعليم العالي التي تناسبهم، عملاً
بحرية التعليم وديموقراطيته.
2.
على صعيد الطلاب
(الفقرات 89-92)
يدعو المجمع الى توجيه اختصاص الطلاب وتوزيعهم على
المؤسسات الجامعية، انطلاقاً من احصاءات دقيقة وشاملة عن انواع
التعليم العالي والجامعات والمعاهد، تقوم بها مراكز او لجان
متخصصة.
ويطالب المجمع بالحدّ من هجرة الادمغة، طلباً للعلم او
للعمل، بمعالجة اسبابها الامنية والاقتصادية والسياسية.
ويدعو الى انشاء صندوق قروض ومنح جامعية، يستفيد منها
الطلاب لكي يتمكنوا من اختيار الجامعة التي يريدون والاختصاص
الذي يرغبون فيه.
3.
على صعيد الاساتذة الجامعيين
( الفقرات 93-98)
تسهر الكنيسة وتعمل عل ان يتحلّى الاساتذة الجامعيون
بالمعارف والمهارات وبالثقافة الايمانية، والروح الوطنية،
والاخلاقية والالتزام الروحي. فانهم مسؤولون امام الله والوطن
والكنيسة عن الرسالة المنوطة بهم تجاه اعداد اجيالنا الطالعة في
خدمة العائلة والوطن والمجتمع البشري.
تعمل الكنيسة على انشاء رابطات بين الاساتذة الجامعيين
من اجل تبادل الخبرات والمشاركة في التفكير، ومواجهة التحديات،
وتعزيز روح التعاون والتضامن فيما بينهم.
ومن الضرورة ان تتعاون الكنيسة مع الاساتذة الجامعيين
في وضع الدراسات التي تحتاج اليها في عملها الراعوي والرسولي
والاداري، وفي ما تحتاج اليه من مشورة ورأي وقرار في الشؤون
الرعوية والاجتماعية والوطنية.
4.
على صعيد الانتشار
(الفقرة 99).
يوصي المجمع بانشاء روابط للاساتذة وللطلاب في بلدان
الانتشار، وبتقصّي الاشخاص المجلّين في العلوم، في بلدان
الانتشار، والافادة من معارفهم ومهارتهم في جامعات لبنان، وتنظيم
مؤتمرات يشارك فيها اساتذة وطلاب الانتشار، وتخصيص منح جامعية
للطلاب، والسعي الى ادراج اللغة العربية بين اللغات الاختيارية
في جامعات الانتشار.
***
صلاة
ايها الرب يسوع، نبّهنا بواسطة رعاة الكنيسة، المؤتمنين
على وديعة الايمان السليم والتعليم الصحيح، الى تمييز " المسحاء
الكذبة" وعدم الانزلاق في اضاليلهم، فنثبت على تعليمك معطي
الحقيقة والخلاص. قوّنا بالصبر على المحن والصعوبات في مسيرة
الدنيا التي نوظفها في بناء ملكوت الله بحيث يعيش الناس اتحادهم
بالله والوحدة فيما بينهم. إبعث ايها المسيح، بقوة قيامتك، قيامة
القلوب الاسرارية الى حياة جديدة فنصارع الشر، ونعطي معنى
وجودنا للحياة، ونحافظ على الاخلاق السليمة، ونوقظ قلوبنا بتقوى
الله ومرضاته. اعضد الكهنة في خدمتهم لسرّ التوبة، لكي يضعوها،
على مثال القديس جان ماري فيانيه، في اولى اهتماماتهم، ضمانة
لخلاص النفوس الموكولة الى عنايتهم. ساعد القيّمين على مؤسسات
التعليم العالي لاتخاذ التدابير التي تؤول لخير الطلاب واوليائهم
واساتذتهم، الذي منه خير الاسرة البشرية والاوطان. فنرفع المجد
والشكران للآب والابن والروح القدس، الآن والى الابد، آمين.
|