Pure Software code

Humanities Institute

 
www.puresoftwarecode.com

SOFTWARE Institute
Teach YourSelf
100 Software Programming Training Courses
For Free Download


CHRISTIANITY Institute
HUMANITIES Institute
more the 400 Subjects, All for Free Download.
Lebanon  

تاريخ الموارنة، تاريخ تسلسلي، من عام 350م الى 2018

 
 
مارونيات
 تاريخ الموارنة  مقدمة  

1- جزء اول

2- جزء ثاني

3- جزء ثالث

4- جزء رابع

5- جزء خامس

6- جزء سادس

Home
  Home, Humanities Institute, History of the Maronites, Part 3,3

this Page: www.puresoftwarecode.com/maro33.htm

    <<<  حمل كتاب: تاريخ الموارنة، جزء ثالث

Download the Maronite History, Part 3-  (1 zip file, 1.75 MB)    download

المارونية تاريخ
فصل:   1  2  3  4  5   6 تاريخ الموارنة، جزء ثالث، 
1 .3-  فصل اول; الموارنة والاحتلال العثماني،  ( 1516 - 1697) www.puresoftwarecode.com/maro31.htm
2 .3-  فصل ثاني; الموارنة والاحتلال العثماني، (1697 - 1788) www.puresoftwarecode.com/maro32.htm
3 .3 -  فصل ثالث; الموارنة والاحتلال العثماني، (1788 - 1860)  - تحرر ومجازر www.puresoftwarecode.com/maro33.htm
4 .3 -  فصل رابع; الموارنة والمتصرفية، (1861 - 1919) www.puresoftwarecode.com/maro34.htm
5 .3 -  فصل خامس; الموارنة والاغتراب، (1861 - 1919) www.puresoftwarecode.com/maro35.htm
6 .3 -   فصل سادس; الموارنة وصناعة ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ العربية ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ www.puresoftwarecode.com/maro36.htm

 
تاريخ الموارنة، جزء ثالث، فصل ثالث: الموارنة والاحتلال العثماني، (1788 - 1860)  - تحرر ومجازر
 
الإمارة المعنية وزمن التحرر الاول
الامير فخر الدين المعني الثاني،
 
1585-1635
فخر الدين المعني الثاني، وبعد وفاة والده قرقماز، وفي سن الثانية عشرة نقل من قبل والدته الى كسروان ونشا عند عائلة ال الخازن المارونية.
ولاجقا عندما عهد الى فخر الدين حكم إقطاعية الشوف،
ازهر حلم مرحلة طفولة فخرالدين تحقيق استقلال لبنان عن العثمانيين.
استثمر فخر الدين كل السبل لتحقيق قيام دولة لبنان المستقل، ان عن طريق الزواج، والرشوة، والتآمر والمعاهدات والحرب.
فعلى الصعيد الداخلي،  كان لفخر الدين ثلاثة أهداف لمشروعه الاستقلالي: الأمن والازدهار والوحدة. 

ملاحظة:
وفي هذا العهد المعني سيكتسب لبنان وضعاً خاصاً بامتياز من حيث ازالة العوائق التي فرضتها السلطة الإسلامية على التجنيد. بحيث تمكن فخر الدين من جمع معظم اللبنانيين في بوتقة واحدة مرسياً بذور وطن له معالمه الخاصة، بدليل أن الحرب العثمانية الثانية على لبنان جرت على الأرض اللبنانية وليس خارجها على رغم وسع الرقعة الجغرافية التي كان يحكمها الأمير اللبناني، وكان سقوطه على الأرض اللبنانية.

لهذا بنى فخر الدين جيش من 40،000 جندي، مدربين تدريبا جيدا، وبنى محطات حمية جيدة واستورد المدفعية من أوروبا. 
 أحبّ الموارنة هذه الإمارة ، وشاركوا في إعلاء شأنها، وارتقوا في مؤسساتها أعلى المراتب مدنيا وعسكريا، لاسيّما المدبريّة التي تسلمها آل الخازن،
وتلاقت مصالحهم مع مصالح سائر ساكني الجبل من دروز وسنة، وعملوا معًا على تنظيم تراتبية حزبية وطبقية هامة
مع العلم، ان فخر الدين احتل كسروان بمؤازرة الموارنة، قاضيًا بذلك على نفوذ آل سيفا حكام طرابلس، وتحولت كسروان إلى مقاطعة يديرها آل الخازن.
فتوطّدت علاقة الامير بالموارنة وتجند العديد من الموارنة في جيشه حيث اصبحوامصدراً كبيراً من مصادر قوة هذا الجيش.
 فالحلف مع الموارنة وانتشارهم السكاني في الشوف، ادى الى مشاركة الكنيسة المارونية في رسم السياسة الخارجية للإمارة، فكان الموارنة هم صلة الاتصال بالخارج الغرب، خصوصا مع الإمارات الإيطالية
انتهج فخر الدين المعني الثاني سياسة تسامحيّة
 
للتاريخ ،
مع المماليك خصل ابادة وتهجبر للموارنة من كسروان وحلت مكانهم قبائل شيعية،
  اما مع فخر الدين وتحالفه مع الموارنة كانت النتيجة:
  • استعاد الموارنة كسروان بعد التهجير زمن المماليك، بشراء الأراض من الشيعة. ويقال ان الانتـقل كان باعداد كبيرة من الموارنة من الشمال والشوف، وبالرغم من الاحتكاكات والمنافسة مع الشيعة استمرت عودة الموارنة إلى كسروان التي أصبحت ، خلا بضع القرى ، تحت سيطرتهم التامة في القرن الثامن عشر.
  • كما انتقل العديد من الموارنة جنوباً إلى الشوف ووادي البقاع حيث استقروا كمزارعين أكفاء. وسرعان ما انخرط الموارنة في صناعة الحرير التي أدخلها المعني إلى لبنان. وكانت مصدر للازدهار الاقتصادي العام والمناطقي.

بولاء الموارنة لفخر الدين، تفعّلت زعامة الامير فخرالدين السياسيّة، نتيجة لمصالح الفريقين المشتركةٍ أهمّها: الاستقلال والسيادة، والانفتاح على أوروپا والنموّ الاقتصاديّ.
وحّد فخر الدين، تحت سلطانه المطلق، كلّ المناطق اللبنانيّة، مُحرِّرًا إمارته مِن كلِّ ولايةٍ، فمهّد لنشأة الكيان اللبنانيّ.

إن الاتصال مع الغرب سرّع النهضة الفكرية من حيث إدخال التقويم الغريغوري  بطلب من اليطريرك يوسف الرزي حوالي  سنة
1608
وإدخال أول مطبعةٍ إلى الشرق سنة 1610 في دير مار أنطونيوس قزحيا.
و
يقول  الدويهي: "في دولة فخر الدين ارتفع رأس النصارى، عمّروا الكنائس وركبوا الخيل بسروج ولفّوا شاشات وكرور، لبسوا طوامين وزنانير مستقـطة، وحملوا القاص والبندق المجوهرة. وقدموا المرسلين من بلاد الفرنج وأخذوا السكنة في جبل لبنان. لكون غالب عسكره كانوا نصارى، وكواخيه وخدامه موارنة".

لكن عام 1610 وللحد من حلم فخر الدين الاستقلالي، جند العثمانيون حملة على فخر الدين، فكانت حكمة الامير، ان  هرب على متن سفينة فرنسية.
وهناك لقيا فخر الدين ترحيبا حارا من محكمة ميديسيس. والتقى الحليف كوزمو الثاني من توسكانا. ومن هناك كتب فخر الدين لقومه:
"وبعد أن وضعنا أمام أعيننا هدفا نعمل هلى تحقيقه وهو الاستقلال الكامل لبلادنا وسيادتها كاملة. لهذا عقدنا العزم ان لا بثنينا على الاقل،
  لا وعد بالمكافأة أو تهديد بالعقاب ".

عام 1618، عاد فخر الدين إلى لبنان واستقبل بكثير من الابتهاج والترحاب.
لكنه، اي فخر الدين، وجد ان مقره في دير القمر قد تعرض للاعتداء على يد منافسه يوسف سيفا. فأقسم فخر الدين على الانتقام. فوجه حملة من رجاله فهدموا قصور ال سيفا في عكار وطرابلس، ونقلت حجارة القصور لإعادة بناء دير آلقمر. 
وفي معركة عنجر، انتصر جيش فخر الدين على جيش والي دمشق على باشا
حتى غدا لبنان وسوريا وفلسطين، الآن، تحت حكم فخر الدين الثاني. فاعلن  فخر الدين المعني الثاني نفسه "أمير جبل لبنان وصيدا والجليل".
ففرح الاستقلال بلبنان لم يثني فخر الدين على المضي قدما في برنامجه الاقتصادي الذي كان فيه فوائد كبيرة على شعبه.


عام 1621، سيطر فخر الدين على جبيل والبترون وبشري  وأوكل إدارتها لآل الخازن،
 إبتداءً من سنة 1625 ، توافد المرسلون الغربيون إلى بلاد الشرق وخاصةً إلى مدينة حلب ، حيث سيكون لهذه الإرساليات ولجهود القنصلية الفرنسية الأثر الفعّال في اتحاد الكنائس الشرقية مع روما خلال  القرن الثامن عشر،

كان لميول فخر الدين للمسيحية وتعامله مع اوروبا، السبب المباشر لغضب السلطان العثماني،
عام 1633، شن العثمانيين هجوما بريا وبحريا ضد فخر الدين،  بعد الانتصارات الأولية لفخر الدين،  تم بحيلة تم القبض على فخر الدين المعني الثاني وإرسال إلى القسطنطينية. 
 في 13 اذار\ابريل  1635، أعدم العثمانيون فخر الدين المعني الثاني جنبا الى جنب مع ثلاثة من أبنائه

   
  1788 - 1860  الاحتلال العثماني، زمن التحرر والمجازر
   
 الأمير بشير الثاني بن قاسم شهاب  1788 - 1840
   
عام 1788 بعد وفاة الأمير يوسف، تقلد الأمير بشير الشهابي الثاني السلطة عام 1788، وفي خدم الصراع بين الموارنة والدروز بصورة خاصة
كان الأمير بشير الثاني ليبرالي، صورة للعاهل الشرقي المثالي، يفرض احترامه بفضل دهائه وهيبته، حكم منطقته بقبضة من حديد، قصره يحتوي على مسجد ومصلى، في وقت هو كان مسيحيا مارونيا بالمعمودية، مسلم قبل الزواج، ودرزيا في الشكل.
اعتمد اليشير سياسة قمْع وتصفية مُعارِضيه واسترضاء الولاة وفرْض الضرائب الباهظة والتنعّم بمظاهر الأبّهة.
فصادر اليشيرأملاك بعضهم وُضيّق من صلاحيات بعضهم الآخر.
 اما البطريرك يوسف التيّان (1796 – 1808)، المشهور بعِلمه وزهده وحُسن إدارته، فجابه البشير وهدّده بالحرم إن استمرّ بنهجه.  فما كان مِن الأمير إلاّ أن استعمل نفوذه، لدى الكرسيّ الرسوليّ، لإرغام البطريرك التيان على الاستقالة، فنجح.  وتم انتُخب يوحنّا الحلو (1808 – 1823) خلفـًا للتيّان، فكان دبلوماسيـًّا ماهرًا؛ لطّف الأمور وانصرف إلى إصلاح ما أمكَن.

لكن ال
بشيربحنكته السياسية ودهائه تمكن على الدوام من امتصاص النقمة، فاستمر الدروز والمسيحيين على حد سواء يخضعون له عن طيب خاطر
مع الوقت، ادت سياسة الامير بشير إلى تأجيج الصّراعات الطائفيّة، خصوصًا بين الموارنة والدروز
في عهد الإمارة الشهابيّة، كان الموارنة هم صلة الاتصال بالخارج اي باوروبا
عام 1798 استغل الأمير بشير الثاني انشغال الحكومة العثمانية بحربها مع  الفرنسيين، الذين كانوا قد احتلوا مصر بقيادة نابليون عام 1798، ليصبح أكثر استقلالاً عن السلطة العثمانية.
كما قام الموارنة بمساندة الأمير بشير الثاني الذي كان مارونياً مهتدياً باعتباره أميرهم.
عام 1799 سنة  1799، عندما حاصر نابليون عكا، وهي مدينة ساحلية محصنة بشكل جيد في فلسطين، وتقع على بعد حوالى أربعين كيلومترا إلى الجنوب من مدينة صور. 
طلب كل من نابليون والجزار حاكم عكا، المساعدة من الامير بشير شهاب. 
لكن البشير،بقي محايدا، وامتنع عن المساعدة بأي مقاتل. 
فعاد نابليون غير قادر على قهر عكا، إلى مصر، حتى وفاة الجزار
   
عام 1799 سنة  1799، عندما حاصر نابليون عكا، وهي مدينة ساحلية محصنة بشكل جيد في فلسطين، وتقع على بعد حوالى أربعين كيلومترا إلى الجنوب من مدينة صور. 
طلب كل من نابليون والجزار حاكم عكا، المساعدة من الامير بشير شهاب. 
لكن البشير،بقي محايدا، وامتنع عن المساعدة بأي مقاتل. 
فعاد نابليون غير قادر على قهر عكا، إلى مصر، حتى وفاة الجزار
   
منذعام 1804 ومنذ أوائل عهده الامير بشير وبالأخص منذ 1804، راح يحاول إعادة بناء دولة فخر الدين الكبير. فكان يناضل في سبيل إستقلال لبنان. وسهر على تأمين العدالة للجميع، بصرف النظر عن الفوارق في العقائد الدينية. وشيد، بالقرب من دير القمر بيت الدين.

ففي عهد الأمير بشير، كما في عهد الأمير فخر الدين الثاني، يمكننا أن نسمي المجتمع السياسي اللبناني، الذي بدأ يعي وحدة مصيره، “إتحاد طوائف مذهبية”.  
بحيث كانت جميع هذه الطوائف  متحالفة سياسياً، مع إحتفاظ كل واحدة منها بذاتيتها الجغرافيا والطائفية وبخواصها المحلية وبتنظيمها الإجتماعي والثقافي وبعاداتها وتقاليدها الخاصة. إن هذا التجزؤ الطائفي والسياسي لللبنانيين، انما هو أحد الثوابت التاريخية لهذا البلد، منذ العهود الفينيقية.

   
عام 1820 عامية انطلياس، الثورة
توفي سليمان باشا، والي عكا، سنة 1818، وخلفه عبد الله باشا الذي كان في عهد سابقه على علاقة طيبة بالأمير بشير، وبعد أن حكم عكا، سأله الأمير اللبناني أمر تثبيته في إمارة الجبل، فرد عبد الله باشا بطلب مبالغ طائلة من المال تفوق الضريبة العاديّة، من غير أن يسأل كيف تُجمع.فاضطر الأمير إلى أن يضغط على الشعب ويزيد عليه الضرائب، ولكن الشعب لم يعد يحتمل، فاشتدت النقمة: ففي سنة 1820 رفض أهالي المتن زيادة الضرائب، وانضم إليهم أهالي كسروان، واجتمع الناس في أنطلياس، ودعوا سائر المناطق إلى التحرك ضد الأمير، فأصبحت الحركة عامّة وسُميت "عاميّة أنطلياس". فترك الأمير البلاد إلى حوران، ثم عاد بعد أن هدأت الحالة.

عامية \ ثورة لحفد
وبعد عودته أرسل ابنه قاسما إلى منطقة جبيل ليجبي الضرائب، فرفض أهالي بلدة لحفد الدفع، وأيدتهم القرى المجاورة، ثم انتقلت الحركة إلى كسروان، فسار الأمير بنفسه إلى بلاد جبيل حيث وقعت عدّة معارك هاجم فيها آلاف القرويين معسكر الأمير وهزموه شرّ هزيمة، ولولا استماتة الأمير في الدفاع عن نفسه ووصول الشيخ بشير جنبلاط، حليفه القديم والوفي، مع 3 آلاف رجل، في اللحظة المناسبة، لما استطاع الأمير بشير حتى النجاة بنفسه، حيث أن القسم الأكبر من قواته سقط ضحية الغضب الشعبي، ولم يبق في خدمته بذلك الوقت سوى ما يُقارب 300 شخص. وقد دعيت هذه الحركة "عاميّة لحفد".
   
التبشير البروتستانتي  التبشير لبروتستانتي
   
سنة 1821 اشتعلت في اليونان الحرب التحريرية الوطنية ضد الحكم التركي الطاغي. فسارع عدد كبير من الأحرار المناضلين في أوربة والولايات المتحدة الأمريكية للالتحاق بصفوف جبهة التحرير لدعم الشعب اليوناني في كفاحه.
في ذلك الزمن اقتفى أثر المتطوعين الأحرار عدد لا يحصى من المبشرين الانجيليين الأمريكان الذين حملوا معهم أموالا طائلة متوجهين ليس فقط الى المدن والجزر اليونانية، بل وإلى آسيا الصغرى وساحل المشرق العربي. وقد تركزت مهماتهم الأساسية في الجمع بين التعاطف مع اليونان وبين نشر تعاليم المذهب الإنجيلي (البروتستانتي) بين طوائف الروم الأرثوذكس العربية والأرمنية وغيرهم من أبناء المنطقة العربية بهدف احتوائهم داخل الحظيرة البروتستانتية.
إن مصادر التاريخ البروتستانتي تقيم اللقاء بين المبشرين الأمريكان ورجال الدين الأرمن بأنه "حدث عظيم الأهمية". لقد برر اللاهوتيون الأرمن اعتناقهم المذهب الإنجيلي بقولهم انهم لم يبغوا من ذلك المقايضة بين ايمانهم وجنسيتهم (ملتهم) بالبروتستانتية، بل "قايضنا بين الولاء للأتراك وبين التفاني في خدمة المسيحية.
 
خلال سنتي 1829-1830 وبعد العودة إلى صيدا خلال سنتي 1829-1830 سعى المبشرون البروتستانت بمعونة مريديهم الأرمن لادخال قوافل جديدة من أبناء البلاد في مذهبهم، ولاسيما أنهم كانوا يخصصوا منحة شهرية قردها خمسة دولارات أو جنيه استرليني لكل من يعتنق المذهب الإنجيلي. من المعروف أن أوائل الجاحدين كانوا يتعرضون للاضطهاد والقتل من قبل خصومهم الدينيين – المذهبيين، فالتعصب للمذهب كان من الظواهر المألوفة السائدة في الشرق
   
 1821- 1853
        التبشير البروتستانتي في المشرق العربي ، انطلاق - تفاعل -نهضة   (1821- 1853)
   
منذ عام 1830 وبإيعاز من السلطات العثمانية، بغية تحويل لبنان إلى ولاية كسائر الولايات العثمانية، حصلت مجازر في دير القمر والشوف والمتن، وامتدت إلى البقاع وزحلة وغير أماكن، قتل فيها ألوف المسيحيين، وبالأخص من الموارنة. فجاءت، على اثرها، قوات عسكرية فرنسية، برية وبحرية، اعادت السلم وأمن إلى البلاد. ثم تدخلت سياسياً الدول الأروبية العظمى، بالتفاهم مع فرنسا، فاضطرت الدولة العثمانية إلى الإعتراف إستقلال جبل لبنان إستقلالاً ذاتياً، إدارياً، داخلياً، بموجب نظام أساسي. وقعه سنة 1861، مندوبو الدولة العثمانية وفرنسا وانكلترا وروسيا والنمسا وبروسيا وإيطاليا،
   
عام 1832  بعد انسحاب نابوليون من مصر، ولى العثمانيون محمد علي واليا على مصر، لكن محمد علي رغب بتوسيع ولايته، كما كان يحلم الامبر بشير بتوسيع امارته.
وفي 27 مايو 1832، اي بعد 7 اشهر من الحصار، وقعت مدينة عكا . بيد  الجيش المصري، بمساعدة من قوات البشير.
عام 1834 تضعضعت السلطة العثمانية، واستغلت دولة محمد علي باشا المصرية الوضع، فدخلت بلاد الشام في العام 1834 بالتعاون مع الأمير بشير،
عام 1839 في سنة 1839، أصدر السلطان محمود الثاني حزمة من القوانين، سميت (التنظيمات)، شرعة المساوات بين المواطني في السلطنة بالحقوق والواجبات بصرف النظر عن دينهم أو عرقهم أو قوميتهم. بحيث أصبح بإمكان غير المسلم أن يشارك في الحياة الثقافية والإقتصادية، والدخول إلى المدارس وتعلم اللغة العربية (التي كانت حصراً على المسلمين) واللغات الأجنبية.

على أثر ذلك، نشأت علاقات تجارية متميزة بين الأوروبيين من جهة ومسيحيي ويهود سوريا من جهة أخرى. وبرزت بيروت كميناء هام للتجارة مع الأوروبيين. وباعتماد الدول الأوروبية على المسيحيين واليهود في التجارة مما اكسبهم الغنى وبعضهم الحصانة الدبلوماسية بحصولهم على جنسيات أوروبية.

فكان ذلك على حساب التجار المسلمين وخاصة صغار الكسبة. ناهيك تأثر صناعات النسيج والحرير المحلية مع إزدياد الواردات الأوروبية والمنافسة في السوق المحلية. فانخفض الإنتاج المحلي إلى الربع تقريباً وأغلق العديد من الورشات.

   
1831 - 1841
المصريون  يحتلون المشرق
الاصلاحات والسلبيات المصرية
كان محمد علي قد أنفق أموالاً طائلة في الحملة العسكرية لإخماد الحركة اليونانية، وبعد موقعة فانارون، طلب محمد علي من الباب العالي أن يعوض مصر خسائرها الفادحة في العتاد والرجال، وأن يمنحه ولاية سورية بدل اليونان التي أصبحت بعيدة المنال، وأمام رفض الباب العالي للمطلب المصري الذي اعتبر تمرداً على إرادة الدولة العلية، هاجم الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا فلسطين عام 1831 لأخذ ما أراده محمد علي بالقوة، وكان المصريون ينظرون إلى المشرق كمنطقة نفوذ تاريخي اغتصبها منهم الأتراك عام 1516.

ولارتباط الأمير بشير بالمخططات المصرية في المشرق، أدى دخول الجيش المصري فلسطين إلى ثورة درزية ضد الأمير حيث نشب القتال بين القتال بين الموارنة والدروز في دير القمر والمتن والبقاع، فدخل الجيش المصري إلى الشوف لحفظ الأمن.

وفي حين التحق مقاتلو الدروز بالقوات العثمانية الزاحفة لمواجهة المصريين، اعتبر الموارنة ونصارى المشرق الجيش المصري صديقاً لهم، خاصة بعد وعد إبراهيم باشا بإلغاء القيود عن الأقليات وإعلان مساواتها مع المسلمين، وأصدر محمد علي أمراً صريحاً إلى بشير بالإنضواء في الحملة المصرية وتنفيذ خططها العسكرية، في حين اتجهت وحدات عسكرية مصرية لبنانية مشتركة لاحتلال مدن الساحل.

كان بشير ينفذ تعليمات إبراهيم باشا طيلة فترة الاحتلال المصري، مشاركاً في الزحف على دمشق وحمص حتى أكمل المصريون احتلالهم للمشرق وهزموا الجيش العثماني بمشاركة فعالة من عسكر الأمير، مطاردين فلول الأتراك إلى داخل آسيا الصغرى، وتقديراً لدعمه وصداقته رغب إبراهيم باشا قائد الحملة المصرية في تعيين بشير والياً باسم محمد علي على سائر المشرق، ما يجعل إمارته أكبر من إمارة فخر الدين في أوجها، إلا أن بشير رفض ذلك مفضلاً احتفاظه بإمارة الجبل ومناطقها المحيطة.

استمرت السيطرة المصرية عشر سنوات، وكان حكم إبراهيم باشا متنوراً باصلاحاته الإدارية العديدة المستوحاة من النظام المصري آنذاك المتأثر بالنفوذ الفرنسي مبادئ الثورة الفرنسية التي جلبتها حملة نابليون إلى القاهرة، وفيما يقلل البعض من أثر الحملة الفرنسية على مصر نظراً إلى قصرها، إلا أن النفوذ الفرنسي استمر بازدياد مطولا مع حكم محمد علي الذي وثق تحالفه مع باريس وسعى إلى الاسترشاد بنصح الفرنسيين وأرسل بعثات للتدريب العلمي والعسكري إلى فرنسا أحدثت أعمق الأثر في نهضة مصر في تلك الفترة.

وقام المصريون بإزالة معالم السلطنة العثمانية كنظام الملل الذي كان يعترف المذاهب والديانات ولكنه يميز فيما بينها مانحاً امتيازات لبعضها ومضطهداً البعض الآخر من الأقليات المسيحية، فجلب الإصلاح المصري الخلاص من العبودية والاضطهاد تحت النير التركي وزود الإدارة بأسلوب دولة عصرية مقارنة بسلطة الاقطاعيين العشوائية والظالمة، واعتبرت الإصلاحات المصرية من أسباب انطلاقة التحرر المسيحي في المشرق في التجارة والسياسة بشكل غير مسبوق فزالت معالم الذمية والذل.

وعلى صعيد الأحوال المدنية استقدم المصريون قانوناً مدنياً فرنسيا جعل مسيحيي المشرق مساوين للمسلمين في الحقول والواجبات وليس ذميين كما كان حالهم في ظل الأتراك، ولم يرض الكثير من المسلمين هذا الإصلاح، الذي سيترك أثراً سلبياً جداً خاصة على مسيحيي سورية، وفيما ساهمت هذه الإصلاحات في تحسين وضع المسيحيين اشتد غضب الدروز الذين فقدوا الكثير من نفوذهم بسبب الأمير بشير في حين تدهور وضعهم أكثر في ظل المصريين.

في مقابل الإصلاحات التي قام بها المصريون حدثت ممارسات سلبية في ما خص الضرائب والتجنيد الإجباري، ففيما اعتاد اللبنانيون على حكم ذاتي نسبي وسددوا الضرائب للوالي العثماني، فرض المصريون سلطتهم المباشرة في كافة الشؤون، وطلبوا استعمال عملتهم بدل العملة العثمانية المتمثلة بالعملة الذهبية "الليرة وأصلها إيطالي LIBRA" والفضية "ريال وأصلها فرنسي ROYAL" والنحاسية "الغرش أو القرش وأصلها ألماني GROSHEN" وتعني عملة معدنية سميكة.

فاستمر اللبنانيون في استعمال العملة العثمانية ولكنهم استعملوا العملة المصرية أيضاً وأطلقوا عليها تسمية مصاري أو مصريات، وفي حين اكتفى الأتراك من اللبنانيين بالولاء الإسمي وتركوا الأهالي تحت سلطة الوالي المحلي وأمير الجبل، جلب الحكم المصري سياسات أكثر وطأة، منها فرض الضرائب الفادحة لتمويل المجهود الحربي، وتجنيد الأهالي في صفوف الجيش.

عام 1834
فرض المصريون التجنيد الإجباري

عام 1834 فرض المصريون التجنيد الإجباري على سكان الجبل، وهذا ما لم يفعله الأتراك سابقاً، وطلب إبراهيم باشا من بشير، الذي بات عميلاً لمصر، تطبيق نظام التجنيد على الموارنة والدروز وتم اعتقال 1200 شاب درزي بغية إرسالهم إلى السودان لمساعدة الجيش المصري في قمع ثورة كردفان في ذلك الوقت، ورأى الشيعة والدروز في سياسة المصريين انحيازاً ضدهم لمصلحة الموارنة، فاشتد كرههم للحكم المصري، رغم وحدة اللغة والتقاليد، واستعادت الجماعتان ذكرى الحملات المصرية ضد الشيعة عام 1305 وضد الدروز عام 1585.

ولم ينج الموارنة من هذه السياسة، حيث سعى إبراهيم باشا إلى تجنيد 1500 شاب من المسيحيين، في حين بدأت نقمة مشايخ الموارنة تزداد ضد ضرائب المصريين وضد بشير الخاضع لمشيئتهم، وتدخل البطريرك لدى قناصل أوروبا لثني إبراهيم باشا عن تجنيد المسيحيين، في حين كان جواسيس الإنكليز، وعلى رأسهم ريتشاد وود، يحضرون الأهالي ضد المصريين، وكان وود قد وعد باسم الباب العالي بإمارة يحكمها الموارنة في جبل لبنان تتمتع بحكم ذاتي وجزية قليلة إذا ما انقلب الموارنة على الحكم المصري.

   
عام 1837
انتفض الدروز
أمام سعي المصريين لتجنيد المزيد من الشبان وخاصة من الدروز في حوران والسنة في العمق السوري عام 1837 انتفض الدروز مجدداً ضد الحكم المصري وانتشرت ثورتهم إلى دمشق ووادي التيم ومناطق من لبنان بقيادة الاقطاعيين شبلي العريان وحسن جنبلاط وناصر الدين العماد
عام 1838
تجنيد قوة من الموارتة لضرب الدروز

جند إبراهيم باشا بمساعدة الأمير قوة مارونية من 400 رجل عام 1838 بهدف ضرب الدروز، وكان عدد سكان الجبل الموارنة في تلك الفترة مائتي ألف.

ونفذ الموارنة الأوامر وشاركوا مع مسلمي فلسطين في حملة الجيش المصري ضد الدروز الذين أبدوا مقاومة شرسة وقتلوا الكثير من المهاجمين إلا أن الدروز كانوا قليلي العدد والعتاد فهزموا في قرية شبعا في سفح جبل الشيخ

خريف 1839
عصيان شيعة جبل عامل
 أعلن شيعة جبل عامل العصيان ضد المصريين في خريف 1839، فأخضعهم هؤلاء بمعونة بشير.
1839عام
الغضب الشعبي على المصريين
لكن الوضع تغير عام 1839 إذ تزايد الغضب الشعبي على المصريين في حين بدأ الباب العالي يحصل على دعم مادي وديبلوماسي من الدول الأوروبية، وأخذ الأتراك المبادرة فشنوا حملة على الجيش المصري في شمال سورية عام 1839، ولكن الحملة التركية فشلت وهزم الجيش المصري الأتراك في نصيبين في تموز 1839، ووقع الآلاف في الأسر ثم استسلم الأسطول العثماني في البحر واقتيد إلى مرفأ الإسكندرية ولاحق المصريون فلول الجيش التركي في آسيا الصغرى "الجزء الغربي من تركيا الحديثة" حيث سقطت قونيا وكوتاهية، ما جعل الطريق إلى اسطنبول مفتوحاً والتفكير بحل يرضي المصريين مطروحاً لدى الباب العالي.
27 تموز 1839 في تلك الاثناء كان الانكليز يتابعون التقدم المصري ويخشون الانهيار التركي، فوجهوا إنذاراً فورياً إلى إبراهيم باشا في 27 تموز /يوليو بضرورة وقف التقدم والانسحاب من سورية ولبنان مع الموافقة باحتفاظ المصريين بفلسطين، ولما يستجب المصريون للإنذار، بدعم قوي من فرنسا، بدأ الإنكليز الاستعداد للحرب.
   
من بداية 1840

في بداية العام 1840 بدأ محمد علي يستعد للمواجهة الدولية، فزاد حجم جيشه وأعطى أوامر بتجنيد المزيد من اللبنانيين من جميع الطوائف وأرسل لهذه الغاية بذات عسكرية  ومعدات إلى مرفأي بيروت وطرابلس، وبدأ إبراهيم باشا بتجريد سلاح الموارنة تمهيداً لتجنيدهم فخاف هؤلاء وفروا إلى قراهم واحتفظوا بأسلحتهم وفي نيتهم المقاومة.

ونظر الشيعة والدروز إلى الموقف الماروني بعين الرضى ما سمح بتقارب بين الجماعات الثلاث ضد الأمير بشير وأسياده المصريين

من ايار 1840

 

في أيار /مايو حاول بشير تجريد سلاح الدروز والموارنة في دير القمر، فاجتمع هؤلاء ورفضوا إلقاء السلاح وقرروا المقاومة، وبعد أسبوع حصل اجتماع موسع شمل كل الطوائف في انطلياس شمال بيروت واتفقوا على الثورة.

فانطلق العصيان المسلح من الشوف وكسروان والتحق به شيعة بعلبك وسنة طرابلس ومسيحيو الشمال، وأمام فشل بشير في قمع الثورة تدخل الجيش المصري وكاد ينجح في ضرب العصاة لولا وصول الأسطول الأوروبي إلى بيروت، إذ انطلقت إلى شرق المتوسط حملة انكليزية نمساوية مشتركة من 31 سفينة حربية تحمل 18000 جندي، وفي آب /أغسطس أحكمت الطوق على الساحل وقطعت خطوط المواصلات مع مصر، قم توقفت بمواجهة بيروت حيث تمركز آلاف الجنود المصريين المجهزين بالمدفعية الفرنسية الثقيلة.

ايلول 1840 بدأ الإنكيز توزيع الأسلحة الفردية على السكان المحليين لمحاربة المصريين وبشير، حيث منحوا ثلاثين ألف بندقية للدورز والموارنة "استعملت فيما بعد في النزاع الأهلي" واستمر الحصار حتى فتحت مدافع الأسطول نيرانها في 10 ايلول /سبتمبر وأنزل الحلفاء 8000 جندي في جونيه "شمال بيروت" فالتحقت بهم فئات لبنانية مسلحة تعارض الوجود المصري وحكم البشير الذي قضى على الاقطاعيين المحليين وأنهك الأهالي بالضرائب والتجنيد.
تشرين الأول 1840 بدأ الجيش المصري ينسحب من مدن الساحل في حين أدت هزيمة الأسطول المصري إلى إضعاف الدفاعات الساحلية وصمدت بيروت شهراً آخر حتى سقطت في تشرين الأول/ أكتوبر 1840 وكان سقوط بيروت بمثابة المسار الأخير في نعشحقبة الإمارة اللبنانية، وخضع الجبل للحكم التركي المباشر، حيث نقل الإنكليز بشير بحراً إلى المنفى.
   
 
كنبسة سيدة البير الأثرية سن الفيل . 1840
   
عام 1840
 
عرض تسلسلي لا احداث، ولو تكرارا:
في أواخر عهد بشير الثاني، دخل الجيش المصري  بلاد الشام طاردًا العثمانيين منها، وكان بشيرًا قد تحالف مع والي مصر  محمد علي باشا قبل ذلك،
وساعد البشير أنصاره في الجيش المصري بحماسة وحاربوا وخاضوا المعارك معا
 إبراهيم باشا ابن محمد علي حليفه بشيرًا الثاني على المساعدات التي قدمها إليه أنصاره، فأعاد إليه مكانته السابقة وترك له حرية التصرف في إمارته،
فتابع البشير ملاحقة خصومه من الإقطاعيين وقضى على نفوذهم وصادر أملاكهم وشرّدهم، وأقام على إقطاعاتهم بعض أنصاره وأقاربه،
وقام إبراهيم باشا بتحسين وضع  المسيحيين وقرّبهم إليه واستعان بهم في أعماله وأدخلهم في حاشيته
اما بلاد الشام المحتلة حديثا من المصريين، كانت محكومة بقسوة وبالضرائب العالية. 
 في  ايار 1840،  فقد إبراهيم باشا والامير بشير السلطة، نتيجة لاحداث عدة وتفاعلاتها:
  • ، فالموارنة والدروز وحدوا قواهم ضد المصريين،
  •  بالرغم من جهود البشير
  • نذذكر انه بعد تبوّئه السُدّة البطريركيّة، وجّه يوسف حبيش (1823 – 1845) نداءً دعا فيه الموارنة إلى مقاومة الاحتلال المصريّ المدعوم مِن الأمير بشير،
    ويومها كان البطريرك قد دعم ندائه بان هدّد الموارنة بإلقاء الحُرم على كلّ مَن لا يستجيب،.
     فكان للنداء اثر جيد في تضامن طوائف أُخرى، مُعلنِين ثورة ً دَحَرت المصريِّين وأزالت حُكْم المصري
     
  • القوى الرئيسية الأوروبية (بريطانيا والنمسا وبروسيا وروسيا)، كانوا معارضين للسياسات المصرية-الفرنسية،
  • لندن كانت قد وقعت معاهدة مع الباب العالي (الحاكم العثماني) في 15 يوليو 1840، بموجبها يطلب من محمد علي  مغادرة سوريا.
  • عندما رفض محمد  الطلب قامت وحدات بحرية عثمانية بريطانية بقصف بيروت . وانزل جنود على الساحل اللبناني في 10 سبتمبر 1840. 
    وخلال المواجهة مع القوة المشتركة، تراجع محمد علي، في 14 أكتوبر 1840،
     
  • كما لاحقا حصل تصدّى للسياسة الأنكلو - عثمانيّة السّاعية للقضاء على الإمارة اللبنانيّة. في هذا العام 1840،
  • تميّزت هذه الحقبة بحركة هجرةٍ لموارنة الجبل باتجاه مصر والأميركيّـتين وأفريقيا الغربيّة وأستراليا، لينتقل الإبداع اللبنانيّ ويُزهر في جميع أقطار،  العالَم.
  • ومع انسحب الجيش المصري، تم  نُفي الأمير بشير الثاني إلى  الآستانة، فعاد الى لبنان بعض من كان قد هاجر من زعماء الدروز وإقطاعييهم، هربًا من بطش الأمير السابق والمصريين.
 
برهن الأمير بشير الثاني الشهابي في حياته السياسية على أنه خير وريث لفخر الدين المعني الثاني، فإن طموحه وأهدافه، والسبل التي سلكها من أجل تحقيقها، صورة طبق الأصل لحياة سلفه السياسية. إنما كان يختلف عنه جسما وهيئة: كان المعني رجلا قصير القامة لا يفرض على الناس هيبته، بينما كان الشهابي يبعث في نفوس الناس الهيبة والاحترام. كان أشبه برجل دين جليل وقور ذي حاجبين غليظين متدليين فوق عينين براقتين، تنبعث منهما نظرات نافذة. وكان له لحية عظيمة متموجة تبعث على الاحترام. وقد رُوي عنه أنه أراد عندما كان في منفاه المثول أمام السلطان، فأمر السلطان جلساءه أن يظلوا جالسين عندما يدخل هذا العامل الذي خالف الأوامر السّنيّة. ولكنه عندما دخل عليهم وجدوا أنفسهم، بدافع لا شعوري، واقفين هيبة وإجلالا


للتذكير:
سنة 1840 عُقدت معاهدة التحالف الرباعي في مؤتمر لندن، أصبحت عبارة "نشر السلام في الشرق" التي وردت في هذه المعاهدة، ذريعة تلوح بها الدول الأوروبية للتدخل في شؤون الشرق العربي.
وهكذا منذ سنة 1840 اشتد تدخل بريطانيا وفرنسا في الشؤون اللبنانية والسورية، حتى أصبح هذا التدخل "تقليدا" في الأحداث التي تلت عهد بشير الثاني

في يوم 3 سبتمبر 1840عين السلطان العثماني عبد المجيد الأول، الامير بشير الثالث كأمير على جبل لبنان وليغدو الامير الشهابي الاخير.
وهكذا،مثلت "إمارة لبنان" جغرافيا الجزء الأوسط من لبنان المعاصر، وكان أغلب سكانه تاريخيا من الموارنة والدروز
ضعيف الإرادة، سهل التوجيه من العثمانيين دون اعتراض.  وتحت سلطة الأمير الجديد، بشير الثالث، بدأت الصراعات المريرة بين المسيحيين والدروز بالظهور. في حين ان حدتها كانت قد تصاعدت بالخفاء بدا مع حكم إبراهيم باشا المصري على الشام

وبالتفصيل فالاحوال لم تكن مساعدة لنجاح حاكم من نوع بشير الثالث، فقد تركت السنوات التسع من الحكم المصري جوًا من الشك بين الدروز والموارنة.لم يكن من السهل نسيانه،

  • فالدروز بإقطاعيهم كانوا قد أخذوا يطالبون الأمير الجديد بالعودة إلى النظام القديم أيام الأمير السابق، أي ذاك النظام الذي يضمن بقاء سلاحهم بيدهم وعودة أراضيهم إليهم،
  • بينما طالب الموارنة بالإبقاء على النظام الجديد الذي أقامه المصريون، والمتمثل بتقليص سلطة الإقطاعيين ونزع سلاحهم وعدم خضوع الفلاّح لسلطة صاحب الأرض
عام 1841 لم يحفل بشير الثالث بمطالب الدروز، بل جرّد عددًا آخر من الإقطاعيين مما تبقى لهم من امتيازات في جباية الضرائب والمحافظة على الأمن في مناطقهم وممارسة السلطة القضائية البدائية،
ناهيك ان هذا الأمير كان من ضمن الأمراء الشهابيين الذين اعتنقوا  المسيحية، فقد اعتبره الدروز مرتدًا خائنًا  للإسلام  وللطائفة الدرزية بالذات،
فازاداد الحقد المتبادل، وتحوّل الحفد 1841 إلى نزاع دموي بين فلاحين دروز وموارنة بسبب خلاف تافه على أحقية عبور ماروني وصيده  حجلاً في أرض يملكها شخص درزي
ولعدم او لضعف معالجة النزاع، تفاقم الوضع. فانتقل النزاع إلى بعض المناطق في  البقاع. واطاح بالبشير ...
يقال ان الاصطداماتٍ بين الدروز والموارنة في جبل لبنلن، كانت بتحريضٍ خارجي.
انتهز العثمانيون، مهاجمة بعض الدروز دير القمر مقر الامير البشير الثالث، و في 13 ديسمبر سنة 1841 القوا القبض على الأمير بشير الثالث ونقلوه من دير القمر إلى بيروت، ومنها نقلته باخرة عثمانية إلى  الاستانة
عام 1842 وبعد عزل  الأمير بشير الثالث انهارت الإمارة الشهابية اللبنانية، التي كانت صمام الأمان للبلاد والعباد طيلة سنوات.
على اثره،  أرسلت الحكومة العثمانية الجنرال مصطفى نوري باشا للتحقيق في الاحداث.  فوضع لبنان تحت حكم الحكومة العثمانية المباشر، بتعيين أحد كبار الموظفيين حاكمًا على الجبل، وكان مسلمًا سنيًا ذا أصول  نمساوية يُدعى عمر باشا،
فرحب به الدروز ورفضه الموارنة.  
عام 1842 طالبت الكنيسة والطائفة المارونيتين وخاصة البطريرك يوسف حبيش بإعادة الحكم إلى الشهابيين.، ورفضهم التعاون مع أي حاكم غير لبناني أو أي حاكم لا يختاره اللبنانيون أنفسهم.


لكن الحكومة العثمانية رفضت ذلك بحجة أن الشهابيين ، وخاصة الأمير بشير الثالث ، قد آثروا (الشهابيون) الموارنة وعادوا الدروز.

عمد الباشا الى استأجر عملاءً لتحرير عرائض الى الاستانة لتُظهر تأييد الشعب له، لقاء رشوة أو تهديد، ومنهم من وقعها راضيًا،
لكن أمر العرائض افتضح في الباب العالي، ادى الى إقالة النمساوي،
كما ان الباشا حاول استمالة الدروز إليه وإقناعهم بقتال المسيحيين، لكن الدروز شعروا باستغلال الباشا، فتكاتفوا عليه وكادوا يقتحمون قصره، لولا أن أنقذته كتيبة من الجند العثماني ،ثم  أقيل من منصبه.
   
   نظام القائمقاميّتين 1842-1860  
 مطلع عام 1843 وفي اليوم نفسه الذي اقيل فيه عمر ياشا، توصل الباب العالي وممثلو الدول الأوروبية في الآستانة إلى مشروع القائمقاميّـتـين كحل لمشكلة المسيحيين والدروز معاً ، فعمد النظام إلى تـقسيم لبنان إلى  قائمقاميّـتـين: الأولى شماليّةٌ يُديرها مارونيٌّ وقاعدتها بكفيّا، مدعومةٌ مِن فرنسا، والثانية جنوبيّةٌ يُديرها درزيٌّ وقاعدتها بيت الدين، مدعومةٌ مِن إنكلترا.لحكم جبل لبنان، على أن يُباشر بتنفيذه في مطلع عام 1843.
لكن الحكومة العثمانية  حاولت المماطلة، بتعين مكان عمر باشا النمساوي حاكمين عثمانيين غير لبنانيين، أحدهما على جنوب الجبل، أي على الدروز، والآخر على شمال الجبل، أي على المسيحيين، ويكون مرجعهما والي بيروت العثماني،

لكن الأوروبيين وقفوا في وجه الخطة العثمانية لما كانت تنطوي عليه من تقوية القبضة العثمانية "الإسلامية" على  جبل لبنان،
 ولمّا كانت  الدولة العثمانية شديدة الوهن ولا تقوى على مقارعة أوروبا القوية، فقد قبل  السلطان اقتراحات ممثلي الدول العظم ىبتقسيم الجبل اللبناني

وفي 1 ديسمبر سنة 1843، طلب السلطان من أسعد باشا، والي  بيروت، أن يقسم جبل لبنان، إلى قائممقاميتين : مقاطعة شمالية يحكمها قائممقام مسيحي ومقاطعة جنوبية يحكمها قائممقام درزي، على اعتبر طريق بيروت-دمشق الخط الفاصل بين هاتين القائممقاميتين.
على ان ي
كون كل قائمقام مختار من كبار أعيان قائمقاميته، ويخضعان لوالي بيروت، وقد عُرف هذا النظام فيما بعد باسم  نظام القائممقاميتين.

ظهرت عيوب نظام القائممقاميتين عندما استمرت الفتن الطائفية في ظلّه، وسبب ذلك أن هذا النظام فشل في معالجة السبب الطائفي للخلاف بين سكان الجبل فحسب، بل إنه أضاف إليها عاملاً جديدًا هو عامل الصراع الطبقي بين الإقطاعيين وعامّة الشعب، لان هذا النظام كان قد انتزع من الزعماء الإقطاعيين الدروز والمسيحيين سلطاتهم القضائية والمالية، وجعلها من اختصاص القائممقام ومجلس القائممقامية.

عام 1845 وبهذا تكَرَّس الانقسام الطائفيّ.
وتجلى في احتج البطريرك حبيش لدى الحكومة العثمانية على هذا التدبير الجديد بحجة أن القرى المارونية والمزارعين الموارنة في الجنوب (الشوف) قد وضعوا تحت رحمة إقطاعييهم من الدروز.
فكان بالنتيجة ان وافقت الحكومة العثمانية على تعيين وكيل ماروني على كل قرية من القرى للعمل مع الحاكم في حل مشاكل الموارنة .
وبالرغم من هذا التدبير ، رفض الموارنة في الجنوب أن يكونوا تحت سلطة حاكم درزي. وقد حرضهم على ذلك الكهنة الذين أيقظوا فيهم شعوراً دفيناً من الكراهية حيال الدروز.
فما كان من الدروز والموارنة الاّ اللجوء إلى العنف، والى اندلاع الحرب الأهلية في نيسان 1845 ، عندما هاجم مقاتلون موارنة قرية درزية وأحرقوها .
فوقفت الحكومة العثمانية إلى جانب الدروز في هذا الصراع ونزعت الأسلحة عن السكان بشكل جزئي. كما أجرى العثمانيون بعض التغييرات في الجهاز الإداري أملاً في الحد من سلطة الإقطاعيين وضامني الضريبة .
لكن هشاشة التقسيم ، قد زادت العداوات وتشعبت من طبقية الى دينية طائفية، مارونية - درزية.، ناهيك عن دور القوى اللخارجية. فالفرنسيون دعموا المسيحيين، في حين أيد البريطاني الدروز، كماغذى العثمانيون الصراع لزيادة سيطرتهم على الولاية المقسمة.
فكان ان  طلبت القوى الأوروبية من السلطان العثماني إعادة النظام الى جبل لبنان. فحاول إنشاء مجالس جديدة في كلتا المقاطعتين. بحيث كان كل مجلس مؤلفا من أعضاء يمثلون المجتمعات الدينية المختلفة، يهدف مساعدة نائب الحاكم.

يذكر التاريخ ان اشتباكات طائفية أقل حدة حصلت عامي 1840 و1845 بين الموارنة والدروز أيضًا.
   
قانون السلطنة العثمانية الجديد  
  1- فرمان 1838 - "خط كلخانة"
  2- فرمان 1856 - "خط الهمايوني"
 مجاراتا للتطور والمساوات في اوروبا، صدر في  السلطنة العثمانية قانون جديد لمجارات  الحداية والتمدن بشكل فرمانين:
  1. عام 1838، اصدر السلطان محمود خان الثاني فرمان تحت اسم "خط كلخانة"، الذي منح مواطني الدولة العثمانية الأمان على النفس، والأملاك، والعرض؛ وضمان الحرية الشخصية؛ ومنع المصادرة والسخرة، ضمان حق مواطني الدولة بالمحاكمة قبل تنفيذ أي حكم قضائي، تحديد طريقة الجندية الإجبارية،...
  2. عام 1856، اصدر  السلطان عبد المجيد الأول فرمان فرمان تحت اسم "خط الهمايوني"، أعاد فيه السلطان التأكيد على ما ورد في خط كلخانة من المساواة في الحقوق المدنيّة وقال بأن جميع المذاهب والطوائف "ترتبتط بالروابط القلبية المتساوية الماهية في نظر شخصنا الملوكية"،
    ومحافظًا على الامتيازات التقليدية لغير المسلمين، وحرية ممارسة الشعائر الدينية في العلن، وبناء الكنائس والمعابد والمؤسسات الدينية الأخرى أي المقابر والمدارس والمشافي والأديرة، دون العودة إلى الباب العالي في المناطق المسيحية، وبموافقة السلطان في حال التجديد أو استحداث هذه الأبنية في المناطق المختلطة. 
    والمساواة في المعاملة بين جميع الطوائف، ومنع استعمال الألفاظ التي تحطّ من قيمة الانسان او مسّ الشرف أو يستوجب العار،
    والمساواة بين رعايا السلطان في تولي الوظائف العامة، والاستفادة من خدمات الدولة التعليمية، وإنشاء محاكم للفصل في القضايا الجنائية المختلفة،  أما القضايا المختصة بالأحوال الشخصية استمرت إحالتها إلى المحاكم المختصة بكل مذهب على حدا؛ ...
   
عام 1847 حضرت بعثة الحكومية العثمانية المولجة بالإحصاء إلى لبنان عام 1847 وغادرت بعد ثلاث سنوات دون أن تحقق ذلك،
عام 1850

 قبل عام 1850 بقليل، رويداً عادت سلطة المشايخ في المناطق الدرزية والمارونية، في حين اشتد نفوذ القناصل الأجانب، حتى أن أصغر أمور لبنان كانت موضع اهتمام وتدخل الأوروبيين، وتشير إلى ذلك رسالة من أحد الاقطاعيين إلى البطريرك الماروني: لقد أصبحت أمورنا في هذه الأيام تابعة لانكلترا وفرنسا، وأنه إذا ضرب أحدهم رفيقه تصير المسألة انكليزية وفرنسوية.

وربما قامت انكلترا وفرنسا من أجل فنجان قهوة يهرق على الأرض، وتوزع الاقطاعيون الموارنة من الشمال حتى كسروان كالتالي: آل الضاهر في الزاوية (فيما انحسر نفوذ آل حمادة الشيعة الذين احتفظوا بجبة المنيطرة) وآل أبي صعب في القويطع وآل الدحداح في الفتوح وآل خازن في كسروان وآل حبيش على غزير، والاقطاعيون في الجبل الجنوبي كالتالي: آل أبي اللمع "وهم موارنة من أصل درزي" في المتن والشوف البياضي، وآل شهاب في ساحل بيروت "وكانوا موارنة من أصل سني" أما الشوف ومناطق أخرى فكانت تحت آل جنبلاط وأرسلان وتلحوق ونكد وعبد الملك وعماد وكلهم من الدروز ويعتبرون "المشايخ الكبار".

1854
انتخاب البطريرك بولس مبارك مسعد

 عام 1854، وكان البطريرك بولس مبارك مسعد يدعم مسعى الفلاحين إلى تحسين ظروفهم بمواجهة المقاطعجية أكانوا موارنة أم دروزاً وكان شديد الإيمان ومن أصول عائلية متواضعة يشعر مع الناس العاديين ويشاهد ظلم المشايخ، تولى البطريركية في عمر 49 سنة، وأعلن عداءه للإقطاع، فانحاز رجال الكنيسة إلى جانب الفلاحين ضد أسر الاقطاعيين.

وكان أكثر الأعمال عنفاً تلك التي قامت بها حركة العامية بقيادة طانيوس شاهين "شيخ شباب" ريفون، ووقف البطريرك مع الثورة ضد آل الخازن الذين أساؤوا معاملته، في حين وفرت الكنيسة المارونية دعماً كاملاً لانتفاضة الفلاحين وشارك الخوارنة في صياغة مطالب الثورة.

   

  ثورة الفلاحين ...

 
 1- 1858، طلب الغاء امتيازالاقطاع
  2- كانون الثاني 1859، الشرارة
  3- عام 1860، لبنان حمام دم


 

جوهر الفرمان، انه ساوى بين جميع الرعايا العثمانيين مهما اختلفت عقيدتهم الدينية، وألغى بمقتضاه الامتيازات السياسية والاجتماعية التي كان يتمتع بها فريق دون فريق أو طائفة دون طائفة،
فزاد هذا الفرمان العامّة إصرارًا على نيل حقوقهم كاملة، وبطبيعة الحال كان المسيحيون في مقدمة المتمسكين ببنود هذا الفرمان كونهم فلاحين، أكثرية  الطبقة الكادحة.

فقام الفلاحون في المناطق المسيحية بثورة على الإقطاعيين وأحرقوا قصورهم وسلبوا غلالهم، ثم امتدت روح الثورة إلى جنوب جبل لبنان حيث الفلاحون خليط من الدروز  والنصارى، وكانت الثقة مفقودة بين الطرفين، لذلك لم يكن بالإمكان توحيد كلمة الفلاحين من أبناء الطائفتين من أجل مصلحتهم المشتركة ضد زعمائهم الإقطاعيين.   
واستغل الزعماء الإقطاعيون الدروز الروابط الدينية، فأقنعوا فلاحيهم الدروز بأن النزاع بينهم وبين المسيحيين قائم، وحثوهم على تأييد زعمائهم والالتفاف حولهم للدفاع عن إخوانهم بالدين،
بالمقابل المسيحيين ظنوا، بأن الدروز يريدون بهم شرًا

ناهيك ان الدول الأجنبية لعبت دورًا كبيرًا في تغذية الأحقاد الطائفية، فقام البريطانيون، بعد أن عجزت بعثاتهم التبشيرية  الپروتستانتية عن كسب جمهور واسع من المسيحيين، بدعم الدروز وتشجيعهم وإمدادهم بالمال والسلاح،
وكذلك فعل الفرنسيون بالنسبة للموارنة،
وكان معظم عملاء بريطانيا  وفرنسا من  المستشرقين الذين تتلمذوا فن التفرقة لسنوات طوال في  الشام. فغدا الجو في جبل لبنان مشحونًا بالحقد والكراهية بين الموارنة والدروز، وقابلاً للانفجار في أية لحظة ولأقل الأسباب
  • اما في القائمقاميّة المارونية، قام الفلاحون بثورة، " ثورة الفلاحين او ثورة طانيوس شاهين"، على الظلم والطغيان والعبوديّة الاقطاعية، فطردوا واحتلوا قصور الاقطاع وارضهم، بمباركة اولية من كهنة وارساليات،
    " الصورة:
     بعد ان أثقلت فلاحي كسروان الضرائب المتزايدة، والممارسات الإقطاعية التي كانت سائدة في لبنان. ففي 1858 طالب طانيوس شاهين، أحد قادة الفلاحين الموارنة، بإلغاء الامتيازات التي تميزت بها الطبقة الإقطاعية. وعندما تم رفض هذا الطلب، بدأ الفلاحون الفقراء للتحضير للثورة. وحدث ذلك في كانون الثاني 1859، عندما ترأس شاهين انتفاضة مسلحة. واستهدفت الانتفاضة مشايخ جبل لبنان، فنهبت أراضيهم وحرقت منازلهم. بعد هزيمتهم وطردهم الإقطاعيين الموارنة سيطر الفلاحون المتمردون على معظم أرضي كسروان وأسسوا بها حكمهم."
     لكن لاسباب عدة فشلت الثورة:
    •  ناهيك عن التدخل الاجنبي. فالمحتل العثماني كان يجهد لخنق اي حركة تحرر، كيف ولا ان بعضا من هؤلاء الاقطاع كان مكلف بجمع الضرائب للعثمانيين او يمثل مصالح كفرنسا او بريطانيا ... 
    • وحلم الاكليروس ان يغدو مع الثورة هم البورجوازية الجدبدة.
    • واكثر، قام الاقطاع بتوجيه عتب شديد اللهجة لغدر الكنيسة المارونية وبطريركيتها بهم، هم الاقطاع اصحاب الايادي البيضاء عطاءا للكنيسة.
      فما كان من الكنيسة، وبعد ثلاث سنين على الثورة، الا ان تنجح وساطتها عند الفلاحين بعودة الاقطاع الى قصورهم وارضهم.
      اما المفارقة ان الاقطاع الكسرواني خاصتا، عاد  اكثر اقطاعيتا وحقدا وانتقاما. ويقال ان الاقطاع، خرج من الباب وعاد من الشباك.
    • كانت لانتفاضة كسروان، آثار ثورية على مناطق أخرى في لبنان. فانتشرت الاضطرابات إلى اللاذقية ووسط لبنان. وبدأ الفلاحون الموارنة، بدعم من جانب رجال الدين، بالتحضير لانتفاضة على الإقطاعيين الدروز. وبالمقابل بدأ هؤلاء بدورهم بتسليح رعاياهم من الدروز، وذلك بدعم من الوالي العثماني خورشيد باشا
  • ففي القائمقاميّة الدرزيّة، تجدد الاقتتالً بين الدروز والموارنة، بشراسة لا مثيل لها، فدَفَع ثمنه الموارنة تشريدًا وتدميرًا وتجويعًا وذبحا.
    لعب العثمانيون دور في تاجيج الاجرام، فنزعوا السلاح من أيدي المسيحيين (الموارنة) وشجعوا الدورز على قتلهم. وبالحصيبة، لاقى على الأقل عشرة آلاف ماروني حتفهم في تلك المذابح.
" الصورة:
ففي المجتماعات المتعددة دينيا،تعتقد كل جماعة بالغريزة من السهل الغاء الاخر او تطويعه، لكن دائما كما بقول المثل: "حساب الحفل غير حساب البيدر". لهذا ياتي استثمار الانسان غريزته بدل عقله بالنتائج الكارثية.
فمنذ اكثر من قرنين ونيف، والصراع المصلحي والوجودي الغرائزي، الماروني-الماروني والماروني-الدرزي، قائم يعنف حينا ويهدا حينا اخر. الى الانفجار   الكبير 1860 بحسب الرواية:
  • تصاعدت التوترات عندما هدد البطريرك الماروني بولس بطرس مسعد، الأمير الدرزي مصطفى باشا، بطرد الدروز من لبنان بقوة قوامها 300,000 رجل.
  • بدأت الحرب بين الطائفتين بحسب رواية تقليدية بعد نزاع بين طفلين درزي وماروني من دير القمر، فتدخلت عائلتيهما ومن ثم طائفتيهما.
وأشعلت هذه الخلافات سيلا من أعمال العنف اجتاحت لبنان. دمرت خلالها 60 قرية بالقرب من بيروت في ثلاثة أيام، من 29 إلى 31 أيار، 1860. قتل خلالها 33 مسيحي و48 درزي.

بحلول حزيران امتدت الاضطرابات إلى الأحياء المختلطة من جنوب لبنان، وجبال لبنان الشرقية، وحتى صيدا وحاصبيا وراشيا و دير القمر وزحلة. أقام خلالها الفلاحين الدروز حصارا حول الأديرة الكاثوليكية والبعثات وحرقوها وقتلوا رهبانها.

امتدت المجازر إلى زحلة واللاذقية في 8 تموز و-9 تموز. وفي دمشق نظمت جماعات شبه عسكرية درزية ومسلمة المذابح بالتواطؤ من السلطات العسكرية العثمانية، استمرت ثلاثة أيام (9-11 تموز)، قتل خلالها 25,000 مسيحي بما في ذلك بعض أفراد البعثات الأجنبية بها كالقنصل الأمريكي والهولندي. تم في هذه الفترة حرق الكنائس والمدارس التبشيرية. وقام بعض المتنفذين من المسلمين بإنقاذ العديد من المسيحيين من أبرزهم عبد القادر الجزائري الذي أواهم في مقر إقامته وفي قلعة دمشق. دمرت خلال هذه المجازر حارة النصارى في دمشق القديمة والتي كان يسكنها الكاثوليك وكانت تُقيم فيه الطبقة البرجوازية الصناعية التجارية بشكل كامل، بما في ذلك عدد من الكنائس القديمة، بينما نجا سكان حي الميدان الفقير خارج الأسوار والذي شكل الأرثوذكس معظم سكانه بسبب حماية جيرانهم المسلمين لهم.
 
  • تقدر معظم المصادر عدد القتلى في لبنان بين 7,000 إلى 11,000 بينما تصل أخرى إلى 20,000 أو أكثر.
    وشملت 2600 نسمة في دير القمر و1500 نسمة في جزين و1000 في حاصبيا من الروم الأرثوذكس وفي راشيا 800 نسمة،
  •  وكانت الخسارة في الأملاك أربعة ملايين جنيه إسترليني ذهبي إ
    الى جانب اعتناق قرى بأكملها للإسلام في الجليل الأعلى وصيدا وصور هربًا من الإبادة
    كما فتحت الأحداث باب الهجرة المسيحية من الشرق.
  • وتذكر صحيفة ديلي نيوز الإنكليزية في تموز 1860 بهذا الصدد أن بين 7,000 و8،000 قتلوا ،
    و 5,000 امرأة تارملت،
    و16,000 طفلاً.تيتموا
  •  قدر المؤرخ جيمس لويس فارلي ، أن الأضرار بلغت حوالي 326 قرية و560 كنيسة و28 مدرسة، و42 ديراً و-9 مؤسسات دينية.
  •  ويضع شارلز تشرشل أعداد القتلى ب- 11,000 بالإضافة إلى 000 100 لاجئ وحوالي 20,000 أرملة ويتيم،
    كما دمر حوالي 3,000 مسكن وقضى 4,000 نحبه جراء الفقر المدقع الذي تسببت به المجازر.
     كما تكبد الدروز والمسلمين خسائر كبيرة كذلك.
  • أما صناعتا الغزل والنسيج اللتان كانتا مزدهرتين في ذلك الوقت، وكان يعمل فيهما في دمشق ما يقرب من 20,000 شخص، فقد أصيبتا بالكساد؛ إذ كان المسيحيون حصراً هم الذين يديرون كلتا الصناعتين؛
  • حوادث 1860 سبَّبت أيضاً حركة هجرة مكثفة لعدد كبير من المسيحيين إلى بيروت والإسكندرية والقاهرة.
    لقد كان أكثر هؤلاء المهاجرين يمثلون يداً عاملة ثمينة في أعمال وصناعات وحرف مختلفة يختص بها المسيحيون حصراً في دمشق،
  • وللحق لقد سمحت "التنظيمات الاصلاحية" العثمانية الصادرة عام 1839 لبعض الفئات المسيحية المميزة أن تشارك مشاركة فعالة في أكثر المجالات الإدارية والاقتصادية والثقافية.
  • ولكن حوادث 1860، إضافة لما سببته من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، فقد أفسحت المجال للتدخل الأوروبي في الشؤون الداخلية للبلاد ولوضع يده على مرافق اقتصادية هامة،
  • وكانت إحدى نتائج "التنظيمات الاصلاحية العثمانية " أيضًا السماح للأقلية المسيحية بإنشاء مدارس خاصة للتعليم ونشر الثقافة العربية والأجنبية.
    وقد ظهرت نتيجة لذلك طبقة مسيحيّة مثقفة تتميز بمعرفتها الممتازة للغة العربية الفصحى.
    كما أن تعلم اللغات الأجنبية في معظم هذه المدارس سمح لاحقاً بترجمة الكثير من المؤلفات الأدبية الكلاسيكية من الفرنسية والإنكليزية إلى اللغة العربية"
وبالنتيجة انتهت محنة عام 1860 بإقامة إدارة جديدة للمتصرفية ، وهو نوع من التسوية بين جميع الأطراف المعنية .
ومن يومها غدت سلطة الكنيسة المارونية رهن اهواء اقطاعها، هل يسمح او لا يسمح ... وهذا يظهر جليا ليومنا ، ان غالبية اساقفة الكنيسة وصلوا الى الاسقفية بدعم من اقطاعي او زعيم ماروني ما.
ففي قراءة للسلطة في الجسم الماروني ليومنا، صحيح في الظاهر شكلها شركة بين الاقطاع-السياسيين، واساقفة الكنيسة المارونية، والموظفين الموارنة ذوي الدرجة الاولى. صحيح المفارقة ان هذه السلطة تتناغم في ابداء مصالحها الخاصة على مصالح الشعب الماروني.لكن غنى الشعب الماروني بالحرية وبالتعددية حرم ويحرم السطة المارونية قيام احدية السلطة.
لكن هناك  شكر خاص للفاتيكان، لدوره الرقابي  وضبط ايقاع اي منح شاذ للسلطة المارونبة.
 

عام 1858

وفوق كل هذا جاء الكساد الإقتصادي الذي أصاب أوروبا في عامي 1857-1858 ليزيد الطين بلة، فكثرت جرائم السرقة ولم تسلم حتى قوافل الحج القادمة من بغداد. ولجأ الكثير من التجار الدمشقيين المسلمين إلى الإقتراض من التجار ورجال الأعمال المسيحيين واليهود في دمشق وبيروت. حتى أن المسيحيين واليهود أصبحوا دائنين للحاكمين العثمانيين

وفي عام 1858 وضعت السلطنة قانوناً يسمح للأوروبيين وأعوانهم في سوريا بشراء الأراضي من نبلاء دمشق المسلمين ليخفف عنهم عبء الديون. كل هذه التغيرات الإقتصادية لعبت دوراً في زيادة غنى الأغنياء (خصوصًا من المسيحيين واليهود) وفقر الفقراء (بشكل خاص من المسلمين) وكان اللوم كله ينصب على الأوروبيين وحلفائهم في المدينة من الأقليات الدينية.

عام 1859
ثورة لبنان، ثورة الفلاحين التي نسيها التاريخ، جمهورية الفلاحين كعمل أدبي
جمهورية الفلاحين .. ثورة لبنان التي نسيها التاريخ ..
أحد أهم أجزاء الأدب هو قدرته على تجاوز التاريخ الرسمي أو روايات المنتصرين وتحويل إرث الحكايات الشعبية والأساطير إلى أعمال أدبية, هذا مافعله رمزي توفيق سلامة في روايته جمهورية الفلاحين , و التي أراد توفيق من خلالها أن يصور الثورة التي قام الفلاحون بها في جبل لبنان عام 1859 وهو أحد أحفاد الثوار ناقلاً صورة يومية لماقبل الثورة وحتى حدوثها وانتهاءها .
تبدأ الرواية في قرية كفر ذبيان أحد قرى جبل لبنان والتي تقع تحت الحكم الإقطاعي , في فترة كان الجبل يتمتع بحكم ذاتي دون تدخل الدولة العثمانية آنذاك , ووسط تدخلات غربية بغرض حماية الأقليات , تهيمن طائفتان على الديموغرافية السكانية وتتقاسم جغرافية الجبل : المارونية والدرزية.
كفر ذبيان تقع في الجزء الماروني من الجبل حيث ثار الفلاحون على أسيادهم الإقطاعيين والذين ينتمون لنفس طائفتهم المارونية , تصف الرواية منذ البداية مشاهد العنف الطبقي الذي يمارسه الإقطاع على الفلاحيين من خلال سرقة الأراضي و الضرائب المتزايدة , إلى مناظر الإضطهاد اليومية .
تبنى حكاية الرواية من خلال شخصية محورية , هي شخصية إلياس موظف السفارة الفرنسية في بيروت , وهو أحد أبناء حميد أحد البائعين الرحل في كفر ذيبان , لكن الياس يترك عمله في بيروت ويعود إلى القرية إثر حادثة مقتل أخيه وخطيبة أخيه على يد أحد الإقطاعيين ظلماً ودون أي إمكانية للجوء للعدالة , عاد ليكتشف أن أخوه كان قائد مجموعة من شباب الفلاحين في قريته الناقمين على الوضع , وليحل محل أخيه في الحركة المولودة , ووسط صراع آخر تولد بين الإقطاعيين وحاكم الجبل , حيث أراد الإقطاعيون عزل الحاكم للإستيلاء على كامل الضرائب, تمكن الثوار الشباب من شق طريقهم وإقامة علاقات مع القرى الأخرى حيث اكتشفوا أن الكيل فاض على الجميع وأن في كل قرية مجموعة تنتظر الوقت للوثوب وفعلاً تشكل المجلس من قيادات كل قرية وسمي ممثل القرية : شيخ شباب , وظل عمل اللجنة في السر دون أي إعلان .
إندلعت شرارة الثورة في ردة فعل على مافعله أحد الإقطاعيين في السوق من إسائة للبائعين فلم يحتمل الناس وهاجموا الإقطاعي وأصدرت اللجنة قراراً بالتحرك في جميع قرى كسروان ضد هيمنة الإقطاع وفعلاً لم تلبث الثورة أن اندلعت وتم طرد الإقطاعيين من بيوتهم ونفيهم والغاء امتيازتهم والإستيلاء على ممتلكاتهم بعد رفضهم مطالب الفلاحيين الفقراء, و الأسلحة التي استخدمها الثوار كانت بقايا من حملات سابقة أو من أسلحة الإقطاعيين القديمة .
تحكي الرواية عن أن الكنيسة اتخذت مركزاً محايداً في البداية نظراً لأن أغلب الأباء ينتمون إلى طبقة الفلاحين وعموم الشعب, ويروى في الحكايات الشعبية التي نقلتها الرواية أن البطريرك كان يحمل حقداُ على الإقطاعيين بسبب إذلال تعرضت له والدته في الكنيسة من سيدة إقطاعية, عامل مهم آخر جعل الكنيسة تبقى في موضع المراقبة وهو أن الإقطاع كان سلطة لها نفوذ أكثر من الكنيسة .
في بداية الثورة اتخذت كافة الأطراف موقف المراقب, سواء الكنيسة أو الدولة العثمانية , أو السفارات الأجنبية , وجاء انتصار الفلاحين سريعاً وقوياً فلم يعد للإقطاعيين وجود في قرى كسروان .
طانيوس شاهين قائداً للثورة ..
ظهر طانيوس شاهين كقائد حيث استلم قيادة الثورة و وقد بدا طانيوس في الرواية دون شكل محدد لشخصيته وهذا يعكس الروايات التاريخية عنه في الحقيقة فلم تتفق عليه الأقوال, من الذي اعتبروه ثورياً جاء على حذو الثورة الفرنسية إلى الذين اعتبروه مجرد قاطع طريق, استلم قيادة الثورة وقادها إلى الإنتصار على الإقطاعيين معلناً قيام جمهورية الفلاحين في كسروان كأول جمهوريات الشرق .
لكن ما إن تطور الوضع حتى أبدت الكنيسة قلقها من تطور الأوضاع بشكل سئ مما سيحتم تدخل الدولة العثمانية وخسارة الحكم الذاتي للمسيحين الموارنة في الجبل, و أبدت السفارات أيضاً قلقها من تطور الوضع حيث سيؤثر بشكل واضح على السياسة الدولية .
و رغم أن الإقطاعيين هزموا وبدأت الجمهورية الصغيرة تفرض سيطرتها, إلا أن المعركة كانت تدار بشكل أكبر فالإقطاع لم يكن ليسلم بهذه السهولة وعاد محاولا التحالف مع الإقطاع الدرزي في الجهة الأخرى من الجبل وتخويف الدولة العثمانية من أن الجمهورية ستكون مثالاً يحتذى به في باقي الأماكن .
استمرت الجمهورية لعام كامل بين الفوضى التي كان الإقطاع يدعمها من بعيد كشكل من أشكال الثورة المضادة, وكانت عينا الياس تتابع كل هذا بمشاعر متضادة بين شعور الإنتصار الثوري على الإقطاع وشعور مشاهدة الثورة تتجه نحو الهاوية. لكن النهاية كتبت حين اندلعت أحداث طائفية بين الدروز والموارنة في إحدى القرى المشتركة ويروى أن العراك كان في البداية بين طفلين أحدهما درزي والآخر ماروني ثم تطور الوضع إلى تدخل العائلة ثم الطائفة ثم تطور الوضع إلى عراك دموي نتج عنه لجوء الموارنة إلى الأماكن التي تتبع للجمهورية الناشئة لكن الأحداث الطائفية إشتعلت في كل الجبل منهية بهذا حلم الجمهورية الناشئة .
لتطال المجازر البشعة جميع أنحاء الجبل, عرفت لاحقاً بأحداث 1860 والتي نتج عنها فصل لبنان عن سوريا وإرسال قوات مراقبة فرنسية وعرفت الأحداث بأنها كانت علامة فارقة في التاريخ الحديث للمنطقة حيث صار التقسيم الطائفي هو السمة الرسمية للتقسيم السياسي والإجتماعي والطبقي .
 
   
عام 1860
توصيف للحرب الأهلية
إن جذور الحرب الأهلية بين الموارنة والدروز عام 1860 لم تكن لأسباب محض طائفية، بل امتدت داخل القائمقامية المارونية وبين الموارنة أنفسهم، ففي أواخر الخمسينيات تصاعدت حدة الشكوى الاجتماعية في أواسط الفلاحين والفقراء ضد الإقطاعيين وخاصة ضد آل الخازن الذين لم يستجيبوا للمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية في لبنان والمنطقة وأوروبا واستمروا في أسلوبهم الاستبدادي "الذي يعود إلى أيام فخر الدين الذين وكلهم في كسروان من عام 1611"
 قدر ان الاستعداد للحرب الأهلية ، قد بدا من الفترة 1850- 1858، حيث دخل لبنان 120 ألف بندقية و 20 ألف مسدس وتزامنت المناوشات الطائفية مع صعود بطريرك جديد على رأس الكنيسة المارونية له سلطة روحية في الأوساط الشعبية
9 تموز 1860
حركة لإبادة المسيحيين في دمشق
وقعت كارثة كبرى في دمشق هزت الرأي العام العالمي وأدت إلى التحرك الفوري في العواصم الأوروبية، إذ هاجم مسلمو دمشق أحياء المسيحيين يوم 9 تموز / يوليو وارتكبوا مجازر أسفرت عن مقتل ستة آلاف مسيحي

وقف العسكر العثماني في دمشق على الحياد بل ساهم في نهب المسيحيين، سرت إشاعات في أنحاء سورية أن هناك حركة لإبادة المسيحيين، وخلال بضعة أيام بلغ عدد القتلى المسيحيين في سورية 11 ألفاً،
 1858 إ- 1860
نتائج الحرب الأهلية في لبنان
أدت الحرب الأهلية في لبنان من 1858 إلى 1860 إلى نتائج سلبية خطيرة فمن أصل عدد سكان بلغ 400 ألف، سقط 33 ألفاً نتيجة المعارك أو ضحية الجوع والمرض، منهم 17 ألف ماروني و9 آلاف درزي و 5 آلاف أرثوذكس أو كاثوليك و 2000 من المسلمين الشيعة والسنة الذين شاركوا في بعض المعارك في جنوب لبنان والبقاع ومواقع أخرى، منهم 15 ألفاً عام 1860 كما أصبح 100 ألف مواطن من المهجرين، و 10 بالمائة أي 50 ألفاً تركوا لبنان بشكل دائم وهاجروا إلى مصر وأمريكا وبلدان أخرى، وحتى العام 1908 بلغ عدد الذين غادروا لبنان مائة ألف كلهم مسيحيون وأغلبهم موارنة

كما أن مخاض هذه المرحلة قد أصاب الدروز في الصميم حيث تقهقر حجمهم السياسي والاقتصادي وتقلص عددهم إلى 50 ألف نسمة تقريباً بعد هجرة الكثيرين إلى حوران قوتهم المقاتلة
   
1860 - 1861 دعت هذه الأحداث الدامية فرنسا للتدخل بعد الشك باحتمال دعم القوات العثمانية للقوات الدرزية إما بدعم مباشر أو بنزع سلاح القوات المسيحية. أشارت فرنسا، بقيادة نابليون الثالث، إلى دورها التاريخي كحامية للمسيحيين في الإمبراطورية العثمانية بحسب اتفاقية بين الطرفين في 1535. فوافق العثمانيون في 3 آب على إرسال قوة أوربية مؤلفة من 12,000 جندي لإعادة النظام.

في 5 أكتوبر 1860، اجتمعت لجنة دولية مؤلفة من فرنسا والمملكة المتحدة، والنمسا وبروسيا والإمبراطورية العثمانية للتحقيق في أسباب أحداث 1860 والتوصية بنظام إداري وقضائي جديد للبنان يحول دون تكرارها. اتفق أعضاء اللجنة أن تقسيم "إمارة لبنان" في 1842 بين الدروز والمسيحيين كانت السبب الرئيسي وراء المجازر. وبحسب ذلك تم تشكيل نظام جديد عام 1861 فصل لبنان عن سوريا ووحده على هيئة متصرفية تحت سيطرة حكم مسيحي يعين من قبل السلطان العثماني وبموافقة القوى الأوروبية، ويعاونه مجلس إداري مكون من اثني عشر عضواً من مختلف الطوائف الدينية في لبنان.

قامت فرنسا، نابليون الثالث، بنشر قوة مؤلفة من 6,000 جندي لحماية النظام بحسب الأتفاق نزلة في بيروت، وقد نص الاتفاق ان قوات من دول أخرى قد ترسال حسب الحاجة.
وقد وصف التدخل الفرنسي واحدا من التدخلات الإنسانية الأولى في تاريخ العالم.  فيما العثمانيون قاموا بتوزيع المساعدات على الضحايا وإلقاء القبض على المجرمين في دمشق وجبل لبنان المشاركين في المجازر ومنهم ضباط عثمانيين. كما قام الفرنسيون بهجوم واسعً على الشوف، معقل الدروز الرئيسي واحتلوه. لم ينتظر الموارنة واقطاعهم استتباب الوضع وتحقيق حد أدنى من التفاهم، بل عادوا فوراً إلى منازلهم في دير القمر وبلدات أخرى في الشوف وامعنوا في إهانة الدروز وسرقتهم انتقاما. 
 اما في سوريا حيث حدثت ايضا مجازر بحق المسيحيين، فقد تمركز فيلق مشاة فرنسي هناك من آب 1860 إلى حزيران 1861.
ووصف المؤرخون هذا التواجد العسكري بكونها إحدى أول قوات حفظ سلام في التاريخ.

عمومًا يتفق المؤرخون أن السلطان قد راعه ما حدث، وأن تواطئ الوالي العثماني لا يعني بالضرورة تورط الدولة، هذا ما يترجم فعليًا بالإجراءات التي اتخذتها الدولة فقد عيّن السلطان عبد المجيد الأول، فؤاد باشا حاكمًا على الشام مخولاً بصلاحيات استثنائية، لرأب الصدع الذي حصل في المجتمع ولتفادي أي تدخل أوروبي، وقد قاد فؤاد باشا حملة اعتقالات بحق المتورطين بالمذابح ضد المسيحيين، فأعدم رميًا بالرصاص 111 شخصًا، وشنق 57 آخرين، وحكم بالأشغال الشاقة على 325 شخصًا ونفى 145؛ وكان بعض المحكومون من كبار موظفي الدولة في الشام
   
يتفق المؤرخون عن مجازر 1860 !! عمومًا يتفق المؤرخون أن السلطان قد راعه ما حدث، وأن تواطئ الوالي العثماني لا يعني بالضرورة تورط الدولة !!
شاهد عيان، 1860 قرارا من السلطان العثماني
 
وُلد ديمتري بن يوسف بن جرجس الدبّاس العام 1837 "بدمشق الشام في حارة بولاد في باب توما". وتوفّي العام 1912.
دوّن ذكرياته (تاريخ حياته) في مخطوط يعود إلى 22 آب 1911 في منطقة ظهور مرحاتا الشوير، في لبنان. هذا المخطوط  محفوظ عند السيّد أنطوان الدبّاس، ويتضمن بالإضافة إلى رحلات ديمتري الدبّاس وتنقّلاته وتجارته وأعماله، سردًا لبعض ما عاينه وعاناه في محنة 1860 التي عصفت بدمشق.
 
قبل القراءة للمذكريات اليكم بعض العبر من مجازر 1860في دمشق:
  1. يبدو جليًّا أنّ الروس تخلّوا عن حماية الأرثوذكس، أو أنّهم لم يقدروا على أن يوفوا بعهودهم تجاه الطائفة الأرثوذكسيّة، وذلك بعدما دفعوا بالأرثوذكس إلى مواقف تؤدّي إلى تأجيج الصراع، وتاليًا، تحميل المسيحيّين مسؤوليّة بدء المشكلات. من هنا، تؤدّي التدخّلات الأجنبيّة دورًا مهمًّا في تزكية النزاعات والحروب الأهليّة، من دون أن ننفي على الإطلاق مسؤوليّة أبناء البلد الواحد عن مساهمتهم في دفع الأمور نحو مزيد من الحقد والكراهية.
  2. على رغم بُعد ديمتري الدبّاس عن مواقع القرار، وعدم تأثيره في مجرى الحوادث التي جرت في عصره، غير أنّ ذكرياته، كشاهد عيان، مهمّة جدًّا، لأنّها شهادة حيّة تنقل الوقائع كما جرت على الأرض، وتمزج بين الجماعيّ والشخصيّ.
  3. على رغم وجود ذوي المصالح وراء إيقاد الفتنة الطائفيّة لدى المسلمين، يقدّم الدبّاس نماذج ثلاثة عن مسلمين (هاشم آغا، آغوات حارة الميدان، الأمير عبد القادر الجزائريّ) وقفوا سدًّا ضدّ ارتكاب المجازر في حقّ المسيحيّين. ولا يتورّع الدبّاس عن وصف هذه النماذج بالعجائب التي أوجدها الله لخلاص المسيحيّين.
  4. نرى عبر هذه الذكريات أنّ الفساد عامل من عوامل اندلاع الحروب الأهليّة، كما أنّه عامل من عوامل استمرارها وديمومتها، لكنّه أيضًا يستمرّ عبر "الكمسيونات" والتعويضات غير المنصفة بعد استتبابها.
 
ويصف السيد ديمتري بن يوسف بن جرجس الدبّاس هروبه مع الكثيرين من دمشق إلى بيروت. فيقول عن هذه الفترة:
"وهذه السنة (1860) سنة الفاجعة العظيمة التي حدثت كما هو معلوم في تواريخها عند العموم، مذابح بدأت بجبل لبنان حتّى وصلت إلى دمشق. وهذه مضت علينا كما دار حينها حرفيًّا، بقدر ما نفتكر به بتلك الأهوال العظيمة التي مضت علينا، والعجائب من الله التي سلّمتنا كما يلي".
يروي الدبّاس أنّ صلحًا عُقد، إثر حرب القرم، "على جملة شروط منها أخذ عسكر من المسيحيّين. وأرادت الدولة أن تلغي الشروط، فأرسلت تطلب بدل العسكريّة من جميع ولايتها. فأجاب جميع بلادها بأنّهم يدفعون متى تدفع الشام. فأرسلت حالاً أحمد باشا سرّعسكر إلى الشام وطلب بدل العسكريّة، فلم تقبل الطوائف أن تدفع حتّى تدفع طائفة الروم الأرثوذكس قبلها. وهذه رفضت أن تدفع مالاً بل عسكرًا بالتسوية. وكانت روسيا تحرّضهم على هذا الطلب بألاّ يدفعوا بدلاً، بل رجالاً بحسب الشروط المعطاة في حرب روسيا. فانغشّت الطائفة وافتكرت روسيا تأخذ بناصرها. فتنازل أحمد باشا عن طلبه من مئة ألف غرش لحدّ عشرة آلاف غرش، ولم تقبل الطائفة، وكانت تقول: لا يوجد عندنا سوى رجال"... تابع في مذكّرات ديمتري الدبّاس
 
         دمشق، حوادث 1860 في مذكّرات ديمتري الدبّاس"، من كتاب للأب جورج مسّوح.
   
1875-1889
القاصدُ الرسوليّ لودوفيكس پياڤي
من وقت الى اخر كانت روما ترسل قاصد رسولي الى الكنيسة المارونية ورهبناتها لحل بعد النزاعات اوللمشاركة ببعض الاصلاح لتطوير الكنيسة، بعض منهم ينجح او...
ثمّ تقلَّد الزيارةَ القاصدُ الرسوليّ لودوفيكس پياڤي - Piavi الإيطاليّ الأصل 1875-1889 .وكان حادَّ المزاج. فلم يحسنِ استعمالَ سلطته لحلِّ النزاعات بعيداً عن العنف. واسترجع النصَّ العربيَّ للمجمع اللبنانيِّ (1736 (الذي صان الكنيسة المارونيَّة وصلاحيّات بطاركتها. واستعاض عنه بترجمة النصِّ اللاتيني. وحاول إخضاع البطاركة والأساقفة الموارنة للفرمان العثمانيّ عند دخولهم في الوظيفة. وعبث بقوانين الرهبانيَّة اللبنانيَّة. وحاول بشكلٍ خاصّ الاتّفاق مع المتصرِّف رستم باشا. وتصاعدتْ مقاومةُ هذا الواقع بدعمٍ من تيّار يوسف بك كرم الوطني، ممّا أزعجَ القاصد الذي قرَّرَ بالاتّفاق مع السلطة القائمة قمع حرية الموارنة في مقاومة  نظام المتصرفية والسعي للاستقلال الماروني الذاتي.

هذا ما عاشه ويعيشه وسيعيشه  الشعب الماروني، رغم كل شيء: "لا تقوم رسالةٌ إلاّ من وحي الصليب. والتضحية بالذات وبالممتلكات ، أَسطع شهادة لأقدس رسالة".
   
  البطاركة الموارنة في هده الفترة
1860-1788
البطاركة الموارنة في هده الفترة
  جوزيف ستيفان من غوسطا 1766-1793
  مايكل فاضل من بيروت 1793-1795
  فيليب الجميل من بكفيا 1795-1796
  جوزيف تيان بيروت 1796-1808
  جون حلو من غوسطا 1808-1823
  يوسف حبيش من ساحل علما 1823-1845
  يوسف الخازن من عجلتون 1845-1854
  بولس مسعد من عشقوت 1854-1890
 
فصل:   1  2  3  4  5   6   تاريخ الموارنة، جزء ثالث، 
 www.puresoftwarecode.com  :    HUMANITIES Institute  ART Institute & Others
 SOFTWARE Institute  CHRISTIANITY Institute    
"Free, 100 Software Programming Training Courses"       History of the MARONITES in Arabic  Basilica Architecture, in the Shape of a Cross
 VISUAL STUDIO 2010 in English  Holy BIBLE in 22 Languages and Studies ...  Le HANDICAP c'est quoi ?   (in French)  Old Traditional Lebanese houses
 VISUAL STUDIO .NET, Windows & ASP in En  220 Holy Christian ICONS  Drugs and Treatment in English, french, Arabic  5 DRAWING Courses & 3 Galleries
 VISUAL STUDIO 6.0 in English  Catholic Syrian MARONITE Church  Classification of Wastes from the Source in Arabic  Meteora, Christianity Monasteries - En, Ar, Fr
 Microsoft ACCESS in English  HOLY MASS of  Maronite Church - Audio in Arabic  Christianity in the Arabian Peninsula in Arabic  Monasteries of Mount Athos & Pilgrimage
 PHP & MySQL in English  VIRGIN MARY, Mother of JESUS CHRIST GOD  Summary of the Lebanese history in Arabic  Carved Rock Churches, Lalibela - Ethiopia
 SOFTWARE GAMES in English  SAINTS of the Church  LEBANON EVENTS 1840 & 1860, in Arabic  
 WEB DESIGN in English  Saint SHARBEL - Sharbelogy in 10 languages, Books  Great FAMINE in LEBANON 1916,  in Arabic  my PRODUCTS, and Statistiques ...
 JAVA SCRIPT in English  Catholic RADIO in Arabic, Sawt el Rab  Great FAMINE and Germny Role 1916,  in Arabic  
 FLASH - ANIMATION in English  Читать - БИБЛИЯ и Шарбэль cвятой, in Russe  Armenian Genocide 1915  in Arabic  4 Different STUDIES
 PLAY, 5 GAMES    Sayfo or Assyrian Genocide 1915 in Arabic  SOLAR Energy & Gas Studies
     Christianity in Turkey in Arabic  WELCOME to LEBANON
 SAADEH BEJJANE Architecture  Andree Zouein Foundation    YAHCHOUCH, my Lebanese Village
 CARLOS SLIM HELU Site, new design
 REPORT, Cyber Attack Attacks the Current Site
 Prononce English and French and Arabic Letters  ZOUEIN, my Family - History & Trees
       Chucri Simon Zouein, Computer engineer
     
echkzouein@gmail.com
© pure software code - Since 2003