Pure Software code

Humanities Institute

 
www.puresoftwarecode.com

SOFTWARE Institute
Teach YourSelf
100 Software Programming Training Courses
For Free Download


CHRISTIANITY Institute
HUMANITIES Institute
more the 400 Subjects, All for Free Download.
Lebanon  

تاريخ الموارنة، تاريخ تسلسلي، من عام 350م الى 2018

 
 
مارونيات
 تاريخ الموارنة  مقدمة  

1- جزء اول

2- جزء ثاني

3- جزء ثالث

4- جزء رابع

5- جزء خامس

6- جزء سادس

Home
  Home : Humanities Institute, the Maronite History

this Page: www.puresoftwarecode.com/maro61.htm

    <<<  حمل كتاب: تاريخ الموارنة، جزء سادس

Download the Maronite History, Part 6 -  (1 zip file, 1.75 MB)    download

المارونية تاريخ

تاريخ الموارنة، جزء سادس، فصل اول :  بطاركة الموارنة السبعة والسبعين (77)، من 1 الى 57
من البطريرك مار يوحنا مارون الأول الى البطريرك اسطفانوس الثاني الدويهي
0   مقدمة
1  البطاركة الموارنة في القرون الأولى
2  من القرن الثاني عشر وحتى القرن الرابع عشر - البطاركة الموارنة من الترتيب 24 الى الترتيب 43
3  من القرن الخامس عشر وحتى القرن السابع عشر - البطاركة الموارنة من الترتيب 44 الى الترتيب 57
   0- مقدمة
واقع، الكنيسة المارونية
تتنوع مؤسسات الكنيسة المارونية، فهي ليست الرعايا والكنائس فقط، بل تمتد لتشمل المجتمع بكامله، فعلى سبيل المثال يتبع البطريركيّة المارونية مركز إحصاء ومركز آخر للدراسات والبحوث يصدر في كل عام عددًا كبيرًا من التقارير والدوريات التي تلقي الضوء على مشاكل الرعايا ليسعى إلى حلها قبل تفاقمهما. 
وتهتم الكنيسة بالتراث والتاريخ، فمكتبة بكركي تحوي العديد من الوثائق والمخطوطات النادرة، وتدير جامعة الروح القدس الحبريّة في الكسليك الموسوعة المارونية التي لا تنفك تصدر عددًا كبيرًا من الدراسات والدوريات التي تلقي الضوء على التاريخ والطقوس ومراجعتها وتطويرها، بالشكل الأمثل.
بل إن جامعة الروح القدس نفسها تعتبر واحدة من أهم الجامعات في المشرق ولا تعتبر منفردة في مجالها هذا فهناك العديد من الجامعات المارونية الأخرى: جامعة القديس يوسف والجامعة الأنطونية والحكمة واللويزة وغيرهم على صعيد التعليم الجامعي.
أما على صعيد التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي فتدير الرهبانيات عددًا كبيرًا من المدارس التي تتبع للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان والشرق الأوسط،.
ولا تعاني الكنيسة من النقص في الدعوات الكهنوتية والرهبانية كما هو حاصل في الغرب، ولهذه الرهبنات دور متنامي ومتصاعد في الآونة الأخيرة إثر قرار المجمع البطريركي الماروني الشهير والخاص بالاغتراب، إذ إن عددًا كبيرًا من المغتربين الموارنة قد تحوّل إلى الطقوس السائدة في بلد الاغتراب، وهو في الأغلب الطقس اللاتيني، نتيجة لعدم قدرة الكنيسة على الوصول إلى كل بقعة في بلدان الانتشار ولأنه حتى لو استطاعت الوصول إلى العواصم والمدن الكبرى فإنها تبقى عاجزة عن الوصول إلى كل مدينة تحوي اغتراب ماروني، الأمر الذي بات ممكنًا الآن.
مزار سيدة لبنان حريصا، افتتح يوم 4 مايو سنة  مقدمة904
ويشهد المغتربون من مختلف الأصول الشرقية عودة إلى جذورهم ومنابعهم، ولا شك أن للإعلام دور كبير في هذه الحملة لذلك يتبع الكنيسة أدواتها الإعلامية الخاصة، مثل فضائية نور سات ومحطة تيلي - لوميار، وعدد من المجلات والدوريات على رأسها "المجلة البطريركيّة"، وتتوحد إدارة مختلف أجهزة الإعلام الكنسية تحت إدارة "المركز الكاثوليكي للإعلام" والذي أنشأ بناءً على توصيات المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني.
كما تشرف الكنيسة على عدد من المزارات وأماكن الحج والعبادة الهامة على رأسها مزار سيدة لبنان في حريصا، الذي شيّد بجهود البطريرك إلياس الحويك عام 1904مكرسًا بذلك العذراء "سلطانة للبنان".
   
يعيش الموارنة تطرف الحرية بالواقع يعيش الموارنة تطرف الحرية في كل شيء من قدرة القداسة إلى قدر الحرب ولعل أصدق ما قيل فيهم إنهم قديسو هذا الشرق وهم أيضا شياطينه.
المبدأ الوحيد الذي لم يخالفوه يوماً ولم يستعملوا ملكة الحرية خاصتهم لمقاومته هو تمسكهم بإيمانهم الخلقيدوني، وإرتباطهم بكرسي روما. من أجل هذا الإيمان دمّرت ديارهم، وأحرقت أديارهم منذ سنة 517، ولأجل هذا الإيمان أيضاً إضطهدوا وتهجروا. تركوا وحدهم في هذا الشرق بين من ضاقت صدورهم عن القبول بالآخر المغاير. على مدى وجودهم، تحملوا القتل والتعذيب والإفناء لأجل هويتهم المسيحية الإنطاكية.
كل هذا بينما لم تكن روما تعرف عنهم شيئاً على مدى حوالي الأربعة عقود وإعتقدت أنهم زالوا. حتى متى عادت عاصمة الكثلكة مع الصليبيين وجدتهم كما تركتهم، واقفين شامخين، ما أركعهم إلا الصلاة وكانت في أغلبها مطانية أي بالأربع. بالرغم من كل ذلك، لم تكن دائماً رحيمة بحقهم فقبلت عليهم الشكاوى وإتهامات الهرطقة. وقبلوا القصاص على مضض رغم علمهم بعدم صواب التهمة. ثم أتى الموفدون وأحرقوا المكتبات وفرضوا كتاب القداس على غبطة سركيس الرزي الغاضب ، وآخرون حدوا من سلطة البطريرك ، ومن ثم ليتنوا الطقوس كما في مجمع اللويزة سنة 1736. نعم لقد قبل الموارنة إتلاف مخطوطات كنائسهم فقط كرمى لعيون روما ولتأكيد تعلقهم بكرسي بطرس الثاني، هم المؤتمنون على كرسيه الأول في انطاكية.

ومن إحدى الشهادات المتجددة لهذا التعلق، عفوية  احد الطلاب الموارنة في الولايات المتحدة  سنة 1992، عندما أحدهم في جامعته سخر من إدعاء عصمة البابا لدى الكاثوليك بعد ردّ إعتبار العالم المحروم غاليلليو الذي إكتشف دائرية الأرض. فما كان من هذا الشاب الماروني الا الإنتفاض مدافعاً عن روما ببرهان طريف، "إن الكنيسة لم تخطئ بحرمان غاليلليو عصر ذاك، لأن الأرض في سنة 1600 كانت مسطحـة ! "

إن الموارنة لم يتوقفوا أبداً عن إعتناق مسيحييتهم إذ إن عدداً من اللاهوتيين ورجال الإكليروس إدعوا أنهم هم من أرجع الموارنة الى الكثلكة، قيل عنهم إنهم مونوفيزيين ومنهم من إتهمهم بالنسطورية. وخلط بين بطريركهم الأول وبين يوحنا السرومي اليعقوبي. وبالرغم من دفاع شرس لمفكريهم كإبن القلاعي والدويهي عن عقيدتهم وكاثوليكيتهم فقد قبلوا كل هذه الإتهامات عيشاً لمسيحيتهم التي هي حالة مستمرة يكتشفونها ويتبنونها ويجددونها كل ساعة وعلى كل مفترق تاريخ .

فالمارونبة هي نبع حرية، حتى قال احدهم فيها: "لا تطرح قضية الحرية على لبنان فقط، لا بل، إن لبنان بمجرد وجوده، يطرح قضية الحرية على نفسه، كما يطرحها على المجتمعات العربية كلها، انطلاقا من إختباره السابق وخبرته القائمة : أيريد العرب، كل العرب، أفرادا وجماعات، دولا ومجتمعات، أن يدخلوا زمن الحرية وعصر الحريات والديمقراطيات الحرة؟ كما دخل هو، وكما لا يزال يصارع في سبيلها، لا باسمه لوحده، ولا من أجل نفسه وحسب بل باسم العرب ومن اجلهم وبديلا عنهم إلى أن يستنهضهم فيحضروا إلى حضرة الحرية، ويأتوا إلى الحضارة التي طلعوا بها ذات يوم. بأخلاقية الحرية تكون قيامة المشرق وبأدوات السلام يقوم نعيمه. العل المهمة هذه حلما مستحيلا؟ نعم إنها الحلم المستحيل، نريد حفنة من الحالمين الشعراء، عشاق الحرية ليجعلوا من هذا المستحيل حقيقة"
   
الموارنة والحرية  محاضرة للدكتور ناجي الحايك، الموارنة والحرية - إنطلياس في 14 آذار 2011
 

لم يبق الكثير من قديم النصوص عن تاريخ الموارنة، الذي نعيّد هذه السنة يوبيله الألف والستماية. الأسباب الأهم هي شظف العيش منذ نشأتهم من القرن الخامس وحتى سنة 685، سنة أقامة أول بطريرك لهم، في إثر شغور كرسي انطاكية، ومن ثم تمدد الفتوحات الإسلامية وويلاتها، الى سلسلة من الغزوات والإجتياحات والإحتلالات لم تنقطع وتيرتها الى اليوم. كل ذلك، تكفل بضياع الكثير ونحل ونسب العديد من النصوص عن آباء هذه الكنيسة. ومن المرجح وجود كتابات تم إتلافها على مر السنين على أيدي المتنازعين حول ناسوت المسيح ولاهوته ومخالفي المجمع الخلقيدوني. كما ويجب ألا ننسى عدد المخطوطات القيمة التي جمعت من أديارهم وكنائسهم على يد الموفد البابوي إليانو سنة 1578 الذي أجهز على أكثرها بطريقة إستفزازية وفوقية، زاعماً بأنه صاحب صلاحية تصحيح المسار الماروني، هذه المحرقة أضاعت بكل أسف تاريخاً قيماً إن من الناحية الليتورجية أو الإنسانية .
بالواقع، لم يحفظ التاريخ، الى الآن، مما يكون قد كتب عن مار مارون التي تنتسب الكنيسة المارونية اليه إلا رسالة يوحنا فم الذهب ووصف تيودوريطس القورشي له. حتى عدد البطاركة الذين تعاقبوا لخلافة مار يوحنا مارون لا ضمانة علمية حاسمة فيه. فهناك من يعتقد، مثلاً، بأن يوحنا مارون لا وجود تاريخياً له. وقد يكون إبن القلاعي هو أول من ذكره في أواخر القرن الخامس عشر.
لقد ألصقت بهذا الشعب كل أنواع التهم. قيل عنه الكثير وسلب منه الأكثر ومرت عليه ظروف وصروف شتى، ولم يكن له غير ثابتة واحدة منذ 1600 سنة، هي ثابتة الحرية. هذه القيمة – الفضيلة، الدافع والغاية، لازمته منذ البدء. بالرغم من كل الخطوب والذنوب، وبالرغم من الترهيب وإعمال حد السيف، لم يستطع عناترة الشرق وزيران الغرب فك الإرتباط بين الموارنة والحرية. هناك زواج ماروني مع الحرية لا ينفصم. لذلك لا تستطيع طبيعة الماروني إلا أن تجنح نحو فطرته الأولى وهي فطرة الحرية. الحرية هي علة الشعب الماروني، هي دافع وجوده الوطني، ومسوغ حضوره السياسي ومبرر شهادته الإنسانية وهدف رسالته الحضارية المشرقية. بالحرية الكيانية الشخصية يتأنسن، ويساهم في تحضير المجتمعات المشرقية وبها يستنهض شعوب دولها صوب الديموقراطية. وكأن الأرض الفينيقية كانت تتحضر على مدى تاريخها وميتولوجيتها القديمة الوثنية الحلولية لإستقبال القادمين، وها هي أسطورة الفينيق القائم من رماده والمنبعث حياً تمهًد لحضور المسيحيين الموارنة الذين عرفوا أنهم ولدوا من فعل حرية من الرب وأن الحياة لا تتنتهي مع الموت، هم الذين يعيشون ويموتون على رجاء القيامة.

بدأت المارونية في الأساس حركة روحية نسكية رهبانية ومع تطورها لتصبح مؤسسة كنسية، إستقرت في لبنان وكان سكان الجبل أول من إعتنقوها. لقد كانت منذ البدء على صورة المسيح الذي ساوى بين السيد والعبد، وآخى بين الناس والأجناس.
ما إدعت يوماً، كغيرها بأنها خير أمة أو تطلعت للتكاثر كنجوم السماء أو حبوب الرمل على الشاطئ. ومن الأنموذج الروحي الرهباني، تسلمت نزعة التحرر وعشق الحرية. فالراهب في أصل دعوته هو من يلبي نداء الحرية الباطنية الروحية.
المارونية جمعت عشاق الحرية في شرق لم يكف يوماً عن أن يكون مسرح قهر ومظالم وطغيان. فكانت البوتقة التي إنصهر فيها كل من قدّر له أن يكون حراً. على خطى المسيح عاش مارون الناسك وكان أباً لفلسفة التحرر التي تجلت بعيشه في العراء وفي الهواء الطلق. على قمم الجبال تحرر من كل مادة ومن كل غطاء، لا تقهره حرارة الشمس، ولا صقيع الشتاء، ولا عتي الرياح العنيفة، ولا ضعف الطبيعة البشرية.
روحيا كانوا على عكس الشرق الذي تبع بعضه أمبراطور بيزنطيا وتقلب تفسير عقيدته الإيمانية وإرتضى الآخر بأطوار الخلفاء. لم يتقبلوا لا بل قاوموا كل المشاريع القومية والشمولية لأنهم ما إعتادوا لا على بيزنطيا الأمبراطورية ولا على أممية الخلافة. كانوا يمشون عكس السير بالطلوع تماماً كما النهر العاصي الذي شربوا من مياهه وصلوا على ضفافه.
ما من قضية إلا وتمايز فيها الموارنة، بدافع مقاومة الإنصهار وإثبات حق المغايرة:
إنهم سريان ولكن لا يعاقبة،
هم إنطاكيون لا بيزنطيون،
أراميون لا يونانيون،
هم خلقيدونيون لا ملكيون،
شرقيون لا أروام،
كاثوليك لا لاتينيون،
هم عرب لا مسلمون...


أما إجتماعيا فإن التنسك في الجبال حرية، وإلتحاف النجوم والسماء حرية. عدم التردد في ملء كرسي انطاكي فارغ بالإنتخاب لا بالتعيين، إنها الحرية. بإسم الحرية رفض الموارنة المهانة وقاوموا بني أمية في البقاع، وبني العباس في جبة المنيطرة والمماليك في جبة بشري وسلاطين بني عثمان في بنشعي، حتى فرنسا أمهم الحنون لم تسلم من فعل مقاومتهم. إنتفاضات على البطركة والمشيخة طمعاً بالحرية . على إسم الحرية إلتقوا تباعاً، عبر التاريخ، مع من سوف يكونون مواطنيهم في لبنان ليبتنوا معاً ديموقراطية تشاركية فذة، أثبتت مناعتها وعصيّها على الحروب والنزاعات المستمرّة في تهشيم جسد لبنان منذ 13 نيسان 1975، حتى ولو لم يتمكن اللبنانيون بعد، من حسن إدارتها.
نعرف من عبر الحرب اللبنانية أن هناك نوعين قاتلوا وتقاتلوا على أرضنا. نوع أتى يمارس هنا بحرية فعل حرية لم تتقبله أي من البلدان المجاورة، فاتانا الكردي والأحمر الياباني والمتطرف الديني والماوي، والنوع الآخر أتى لقتالنا خوفاً من إنفتاحنا ومن تمايزنا ورفضاً لتعددية كنا أول من أدخل قيمها وثقافتها ورقيها إلى هذا الشرق. "الموارنة أكثر الناس تقدمية إذا آمنوا وأكثرهم رجعية إذا فزعوا". هم الذين إنطلقوا من هذا الشاطئ الضيق إلى العالم الوسيع حتى تكاد لا تجد مدينة إلا وللموارنة فيها وجود فاعل. ولكن في مسيرتهم كطلاب حرية كان الصليب هو النصيب. فكثيراً ما إعتدي عليهم ليتحولوا إلى أكبر المنكفئين. ما إنعزلوا، لقد إعتزلوا في جبالهم على مدى مئات السنين محافظين على تراثهم الأنطاكي وعقيدتهم الخلقيدونية .
حالة الإباء هذه التي عاشوها هي التي سوغت لقياداتهم الروحية عدم طلب فرامانات المحتل وإلتماس حمايته وأدت برهبانهم إما إلى الشهادة، من أيام دير مار مارون على العاصي إلى لوقا البنهراني إلى جبرائيل حجولا الى الأخوة المسابكيين إلى الأبوين أبو خليل وشرفان... وإما إلى عدم التردد بإستعمال السوط كما حصل مع بعض رهبان دير مار قزحيا البلديين الذين يقال إنهم أذاقوا المتصرف طعم زنانيرهم الجلدية رداً على تعنيفه إياهم بكلام جارح .
لا يعتبر الأب حايك الموارنة فئة عرقية ذات أصل واحد ولا أمة من رحم واحد غير أرحام أهل هذا الشرق. الموارنة هم عصارة من أراد إعتناق الحرية، الجهر بالحرية، وممارسة جسارة الحرية في هذه المنطقة من العالم. لذلك يخطئ من يقول أن أصلهم من سوريا وهم ليسوا كذلك، وما هم إن صحّ أن بطريركهم الأول هو إبن اخت ملك الإفرنج أو أنه سكن سوريا لإن ما يجمعهم هو الروح وليس العرق. لقد وفرّت أرض لبنان لهم هذا الحصن المنيع الذي يتناسب مع هواهم فتعلقوا بها تعلقاً لا حدود له وإنتسبوا إلى أعلى جبالها وقعر وديانها. طبعت طبيعة الأرض أطباعهم.

يقول الأب حايك :" الشعب الماروني لا يتعرف حقاً إلى ذاته إلا في ممارسة التطرف، ولا يدرك قياسه الحقيقي إلا في حالات الإحراج، لدى الأزمات القصوى. إنه ابن الجبل وقد ورث من الجبل كل البأس والشدّة. على الجبل ولد أو في الوادي (إي الجبل المقلوب)، هناك نشأ وإلى هناك معاده. لقد عرفه الآخرون هكذا إبن جبل. وهذا ما يطرح بينه وبين معظم أهل الشرق تلك الجدلية المخصّبة والخطيرة معاً التي تقوم بين رجل الجبل الصارم وبين رجل الصحراء والسهل إبن السهولة والرخصة ".
بالواقع يعيش الموارنة تطرف الحرية في كل شيء من قدرة القداسة إلى قدر الحرب ولعل أصدق ما قيل فيهم إنهم قديسو هذا الشرق وهم أيضا شياطينه.
المبدأ الوحيد الذي لم يخالفوه يوماً ولم يستعملوا ملكة الحرية خاصتهم لمقاومته هو تمسكهم بإيمانهم الخلقيدوني، وإرتباطهم بكرسي روما. من أجل هذا الإيمان دمّرت ديارهم، وأحرقت أديارهم منذ سنة 517، ولأجل هذا الإيمان أيضاً إضطهدوا وتهجروا. تركوا وحدهم في هذا الشرق بين من ضاقت صدورهم عن القبول بالآخر المغاير. على مدى وجودهم، تحملوا القتل والتعذيب والإفناء لأجل هويتهم المسيحية الإنطاكية.
كل هذا بينما لم تكن روما تعرف عنهم شيئاً على مدى حوالي الأربعة عقود وإعتقدت أنهم زالوا. حتى متى عادت عاصمة الكثلكة مع الصليبيين وجدتهم كما تركتهم، واقفين شامخين، ما أركعهم إلا الصلاة وكانت في أغلبها مطانية أي بالأربع. بالرغم من كل ذلك، لم تكن دائماً رحيمة بحقهم فقبلت عليهم الشكاوى وإتهامات الهرطقة. وقبلوا القصاص على مضض رغم علمهم بعدم صواب التهمة. ثم أتى الموفدون وأحرقوا المكتبات وفرضوا كتاب القداس على غبطة سركيس الرزي الغاضب ، وآخرون حدوا من سلطة البطريرك ، ومن ثم ليتنوا الطقوس كما في مجمع اللويزة سنة 1736. نعم لقد قبل الموارنة إتلاف مخطوطات كنائسهم فقط كرمى لعيون روما ولتأكيد تعلقهم بكرسي بطرس الثاني، هم المؤتمنون على كرسيه الأول في انطاكية.
ومن إحدى الشهادات المتجددة لهذا التعلق، ما أخبرني به الأب ميشال عن أحد الطلاب الموارنة في الولايات المتحدة الذي كان شاهداً في سنة 1992 على أحدهم يسخر من إدعاء عصمة البابا لدى الكاثوليك بعد ردّ إعتبار العالم المحروم غاليلليو الذي إكتشف دائرية الأرض. قال الأب حايك إن هذا الشاب الماروني إنتفض مدافعاً عن روما ببرهان طريف، "إن الكنيسة لم تخطئ بحرمان غاليللي وعصر ذاك، لأن الأرض في سنة 1600 كانت مسطحـة ! "
إن الموارنة لم يتوقفوا أبداً عن إعتناق مسيحييتهم إذ إن عدداً من اللاهوتيين ورجال الإكليروس إدعوا أنهم هم من أرجع الموارنة الى الكثلكة، قيل عنهم إنهم مونوفيزيين ومنهم من إتهمهم بالنسطورية. وخلط بين بطريركهم الأول وبين يوحنا السرومي اليعقوبي. وبالرغم من دفاع شرس لمفكريهم كإبن القلاعي والدويهي عن عقيدتهم وكاثوليكيتهم فقد قبلوا كل هذه الإتهامات عيشاً لمسيحيتهم التي هي حالة مستمرة يكتشفونها ويتبنونها ويجددونها كل ساعة وعلى كل مفترق تاريخ .
لم اجد لأختم كلامي به إجمل مما قيل في محاضرة الصوم لسنة 2001 في كتدرائية مار جرجس: "لا تطرح قضية الحرية على لبنان فقط، لا بل، إن لبنان بمجرد وجوده، يطرح قضية الحرية على نفسه، كما يطرحها على المجتمعات العربية كلها، انطلاقا من إختباره السابق وخبرته القائمة : أيريد العرب، كل العرب، أفرادا وجماعات، دولا ومجتمعات، أن يدخلوا زمن الحرية وعصر الحريات والديمقراطيات الحرة؟ كما دخل هو، وكما لا يزال يصارع في سبيلها، لا باسمه لوحده، ولا من أجل نفسه وحسب بل باسم العرب ومن اجلهم وبديلا عنهم إلى أن يستنهضهم فيحضروا إلى حضرة الحرية، ويأتوا إلى الحضارة التي طلعوا بها ذات يوم. بأخلاقية الحرية تكون قيامة المشرق وبأدوات السلام يقوم نعيمه. العل المهمة هذه حلما مستحيلا؟ نعم إنها الحلم المستحيل، نريد حفنة من الحالمين الشعراء، عشاق الحرية ليجعلوا من هذا المستحيل حقيقة".

 

القديس مار مارون الناسك، اب الشعب الماروني (الكنيسة المارونية)
قيل بالبطاركة الموارنة: "عصيهم من خشب وقلوبهم من ذهب"
 
  1- البطاركة الموارنة في القرون الأولى
ان المعلومات حول البطاركة الموارنة حتى القرن الحادي عشر معلومات هزيلة، وما زاد من هزالها ضياع عدد كبير من الوثائق، وإحراق قسم آخر منها،  خلال فترة الاجتياح المملوكي أواخر العهد الصليبي؛
ليس هناك من معلومات تتحدث عن بطاركة القرون الأربعة الأولى سوى أسمائهم وبعض الملاحظات الجانبية التي كان البطريرك الدويهي أول من اعلنها، مستندًا بذلك إلى مخطوط كرشوني وجده في كنيسة دمشق المارونية، دون تبيان أصل هؤلاء البطاركة أو فتراتهم الزمنية أو الأعمال التي قاموا بها، وقائمة الدويهي تشمل:

الترتيب

البطريرك

ملاحظات

1 مار يوحنا مارون الأول:  685 – 707
سكن، دير سيدة يانوح في منطقة ساحل البترون، دفن في كفرحي
الثالث والستون بعد القديس بطرس.
 انتخب رهبان دير مار مارون على العاصي البطريرك يوحنا مارون على كرسي انطاكية عندما كان خالياً من بطريرك كاثوليكي مقيم في كرسي بطرس الاول قبل انشاء كرسي روما. كان انتخابه حسب البطريرك الدويهي سنة 686. وقد كتب التّلمحري بطريرك اليعاقبة سنة 746: " لا يزال الموارنة، كما هو اليوم، يرسمون بطريركاً واساقفة من ديرهم". وذلك في بدايات العهد الاموي ( 660-750).
كان يوحنا مارون قبل انتخابه اسقفاً على البترون. وبسبب اشتداد المضايقات من الملك البيزنطي يوستنيانوس الثاني، غادر انطاكية الى جبل لبنان واستوطن ديره في كفرحي، وقاد الامّة المارونية محافظاً على عقيدتها الكاثوليكية وفقاً لمجمعي افسس المنعقد سنة 431 عن امومة السيدة العذراء لابن الله المتجسد، وخلقيدونية سنة 451 عن طبيعتي السيد المسيح الالهية والانسانية؛ وحفظ استقلاليتها بحكم ذاتي في جبل لبنان، فكانت جماعة متماسكة عقائدياً وعسكرياً، ما ضمن لها نموها. استطاع الموارنة، بقيادة البطريرك يوحنا مارون وبفضل تماسكهم، من العيش بتفاهم وانسجام مع الدولة الاموية التي كانت تهاب وحدتهم وقدرتهم الدفاعية في القتال. البطريرك اسطفانوس الدويهي يعطي الشواهد التاريخية ويصف خوض المعارك بوجه الغارات البيزنطية التي كانت تُشن عليهم في منطقتي الكورة والبترون (الشرح المختصر في اصل الموارنة وثباتهم في الامانة وصيانتهم من كل بدعة وكهانة الذي نشره الاباتي بطرس فهد سنة 1974، صفحة 117-118).
لقد جاهد البطريرك يوحنا مارون جهاداً كبيراً ومستمراً في تنظيم الكنيسة المارونية بحفظ عقيدتها وسط الاضطهادات، وحسن سيرها الكنسي والليتورجي والقانوني، ورسم اساقفة وكهنة في جبل لبنان، ثم رقد بالرب في اوائل سنة 707 ودفن بكثير من المهابة في الدير الحامل اسمه في كفرحي
2 قوروش
سكن، دير سيدة يانوح
وهو ابن أخت مار يوحنا مارون.
3 جبرائيل الأول
سكن، دير سيدة يانوح
آخر من سكن في دير كفرحي.
4 يوحنا مارون الثاني
سكن،
دير سيدة يانوح
في منطقة جبيل، جرد  منطقة جبيل قرب العاقورة
انتقال البطريركيّة إلى يانوح في جبيل.
حاول العودة إلى إنطاكيا لإعادة ملء كرسيها الشاغر، لكن العرب المسيطرين على تلك النواحي حالوا دون ذلك، فعاد إلى جبل لبنان ولم يسكن دير كفرحي بل صعد إلى دير سيدة يانوح، فانتقلت البطريركية المارونية إلى هناك. أما سبب انتقاله إلى يانوح فمرده إلى بعدها عن المناطق الساحلية المسيطر عليها من قبل العرب، ومن الصعب جداً على الخيول العربية الصعود إلى قمم جبل لبنان، على عكس كفرحي الممكن إقتحامها من قبل الجيوش الاسلامية.
5 يوحنا الأول
سكن،
دير سيدة يانوح
كان من مدينة جبيل الساحلية. (يوحنا الدملصي: من بلدة دملصا في قضاء جبيل.)
6 غريغوريوس الأول
سكن،
دير سيدة يانوح
المعاصر لهارون الرشيد الخليفة العباسي الخامس الذي حكم ما بين عامي 786 و809 ميلادية
7 اسطفانوس الأول
سكن،
دير سيدة يانوح
-
8 مرقس
سكن،
دير سيدة يانوح
-
9 أوسابيوس
سكن،
دير سيدة يانوح
يدعى أيضًا حوشب.
10 يوحنا الثاني
سكن،
دير سيدة يانوح
انعقد في عهده  وشارك بالمجمع القسطنطيني عام 869
11 يشوع الأول
سكن،
دير سيدة يانوح
استغرب الدويهي وجود بطريرك ماروني باسم يشوع، لأن الموارنة لم يسموا يشوع،
"حرمة لمن فدانا بموته"، إلا أنه عاد فأوضح أنّ اسمه عيسى، والذي يعني بالسريانية يشوع
12 داوود الأول
سكن،
دير سيدة يانوح
-
13 غريغوريوس الثاني
سكن،
دير سيدة يانوح
-
14 ثاوفيلكتوس أو توافيلقطوس
سكن،
دير سيدة يانوح
والذي يدعى أيضًا حبيب.
15 يشوع الثاني
سكن،
دير سيدة يانوح
دعي أيضاً عيسى
16 ضوميطيوس أو ضوميط
ترتيب، 
سكن،
دير سيدة يانوح
أي ضوميط.
17 اسحق
سكن،
دير سيدة يانوح
-
18 يوحنا الثالث
سكن،
دير سيدة يانوح
الخامس بهذا الإسم، وفي أيامه ظهر المطران داوود مترجم كتاب الهدى
19 شمعون الأول
سكن،
دير سيدة يانوح
وتعني بالعربية سمعان.
20 إرميا الأول
سكن،
دير سيدة يانوح
-
21 يوحنا الرابع
سكن،
دير سيدة يانوح
-
22 شمعون الثاني
سكن،
دير سيدة يانوح
-
23 شمعون الثالث
سكن،
دير سيدة يانوح
-
     
 
  ان أقدم الوثائق في مكتبة البطريركية المارونية، تعود إلى عهد البطريرك يوسف الجرجسي بدايات القرن الثاني عشر، تزامنًا مع العهد الصليبي، وبدءًا من هذا التاريخ، يمكن وضع سجل دقيق عن البطريركيّة المارونيّة
 ملاحظة: احيانا هناك تضارب زمني قليل في تاتريخ حدث ما, اما السبب يعود لان البعض اعتمد التقيوم البيزنطي اما الاخر اعتمد التقويم الروماني 
 
    في عهد الفرنج (1089-1291)
  • هو عهد الصليبيين المعروفين عربياً بالفرنج. بدأ مع سقوط انطاكية سنة 1098 في يدهم. بعدها احتلوا طرابلس سنة 1102 بموآزرة المقاتلين الموارنة، ثم البترون وجبيل. عاونهم الموارنة لانهم اخوة لهم في الايمان. وساعدوهم عسكرياً في  الاستيلاء على الاراضي المقدسة في اورشليم وسائر فلسطين وسواها من المدن الساحلية.
  • رسّخ الموارنة في هذا العهد عقيدتهم الكاثوليكية ووحدتهم مع رومية، وامتلكوا اراضي، وتمتّعوا باميازات وحافظوا على دورهم السياسي والعسكري بقيادة بطريركهم المقدّمين.
  • في عهد الفرنج توطدت العلاقة مع رومية على يد البطريرك ارميا العمشيتي (1199-1230) الذي شارك في اعمال المجمع اللاتراني الرابع ( سنة 1213)، حيث جرت في قداسه بحضور آباء المجمع معجزة القربان: فعندما رفع القربان هاتفاً: " الاقداس للقديسين" توقفت القربانة فوق رأسه. وكان هذا البطريرك معروفاً بالقديس.
  • ثم دبّ خلاف مع الفرنج في طرابلس بسبب بعض التدابير الادارية التي حاول حكام المدينة فرضها عن طريق التنظيم الاقطاعي، وبسبب الاخطاء التي ارتكبوها في حق المسيحيين الشرقيين عموماً.
  • انتشر الموارنة ، بعد جبل لبنان، في جزيرة قبرس، وانشأوا فيها دير مار يوحنا كوزبند.
  • وسيتزايد عدد الموارنة في قبرس بعد انكسار الفرنج، وبداعي الظلم والاضطهاد في عهد المماليك، حتى انهم بنوا في جبالها 72 قرية. فلم يختلطوا بسكان الجزيرة، اذ كانوا يخشون حياة المدن التي لم يألفوها من قبل. انصرفوا الى الزراعة وحافظوا على تقاليدهم العائلية والكنسية.
  • وبسبب اخلاصهم للفرنج ومساعدتهم عسكرياً في حملاتهم. ارسل اليهم ملك فرنسا لويس التاسع، الذي أعلن قديساً سنة 1298، رسالة بتاريخ 21 ايار 1250، يضع فيها الموارنة تحت حماية فرنسا، معتبراً الامّة المارونية جزءاً من الامّة الفرنسية. واعطى سببين لهذه الحماية: الاول، مساعدته بارسال 25 الفاً من الجنود تحت امرة سمعان ابن امير الجبل لملاقاته عندما كان في قبرس، تعبيراً عن محبة الموارنة للفرنسيين؛ الثاني، تعلّق السيد البطريرك والمطارنة والاكليروس والشعب والامير تعلقاً ثابتاً بالدين الكاثوليكي.
 
   2- من القرن الثاني عشر وحتى القرن الرابع عشر - البطاركة الموارنة من الترتيب 24 الى الترتيب 43
     

الترتيب

البطريرك

ملاحظات

24 يوسف الجرجسي
من 1100 الى 1120
سكن، دير سيدة
يانوح في منطقة جبيل
حصول الاتصال الأول مع الصليبيين
كان بطريركاً عند قدوم الصليبيين سنة 1098 وفي عهده ابتدأ الموارنة بدق الأجراس بدلاً من نواقيس الخشب.
هكذا يكون دير سيدة يانوح مقراً بطريركياً مارونياً لنحو 370 سنة متتالية.
25 بطرس الأول
من 1120 الى 1130
سكن، دير سيدة
إيليج،
يقع على الحدود الفاصلة ما بين جرد منطقة البترون وجرد منطقة جبيل، ويتبع إدارياً حالياً منطقة جبيل
اانتخب سنة 1120 في دير سيدة يانوح، لكنه نقل مقره إلى دير سيدة إيليج، وبقي فيه حتى وفاته سنة 1130
26 غريغوريوس الأول
من 1130 الى 1141
مسقط  :رأسه
حالات، جبيل
سكن، دير سيدة
إيليج
من بلدة حالات عند ساحل جبيل وأقام فيه حتى وفاته سنة 1141
27 يعقوب الأول
من 1141 الى 1151
مسقط  :رأسه
رامات، جبيل
سكن، دير سيدة
إيليج
من رامات، ورامات بلدة إندثرت كانت موجودة شرق بلدة جران في وسط منطقة البترون.
28 يوحنا الخامس
من 1151 الى 1154
مسقط  :رأسه
لحفد، جبيل
سكن، دير سيدة
إيليج
 او يوحنا السابع: المعروف بيوحنا اللحفدي، المنتخب سنة 1151 واننقل للاقامة في دير مار الياس في بلدته لحفد في وسط منطقة جبيل مسقط رأس الطوباوي الأخ إسطفان نعمه، ومن ثم أقام لبعض الوقت في بلدة هابيل عند ساحل منطقة جبيل، لكنه عاد إلى دير سيدة إيليج وتوفي فيه سنة 1154.
29 بطرس الثاني
من 1154 الى 1173
سكن، دير سيدة
إيليج
-
30 بطرس الثالث
من 1173 الى 1189
سكن، دير سيدة
إيليج
-
31 بطرس الرابع
من 1189 الى 1199
سكن، دير سيدة
إيليج
-
32 إرميا الثاني العمشيتي
من 1199 الى 1230
مسقط  :رأسه
عمشيت، جبيل
سكن، دير سيدة
إيليج
هو عبدالله خيرالله عبيد من عمشيت، وقد انتخب بطريركاً على الموارنة سنة 1199، وفي سنة 1202 تلقى دعوة لحضور مجمع لاتران في روما التي وصلها سنة 1215 ولدى وصوله استقبله البابا زخيا وثبّته بطريركًا على كرسي إنطاكيا وأقرًّه في كرسي يانوح الذي كان مقر البطاركة آنذاك.
خلال إقامته في روما، دخل البطريرك إرميا العمشيتي لإقامة القداس على مذبح مار بطرس هامة الرسل، ولما قام برفع القربان، انفَلَتَ من يديه ووقف فوق رأسه وظهر فيه جسد الرب، وقد كان ذلك بحضور البابا زخيا وكهنته، وإذ رأى البابا هذا، تعجب وصدّق كرازته وأعطاه التاج والخاتم.
وفي رسالة التثبيت إلى البطريرك إرميا العمشيتي، يقول البابا زخيا: “إننا نثبّت كراسي المطارنة والأساقفة الآتي ذكرهم بسلطاننا الرسولي ونأمرهم بالخضوع لكرسي يانوح كنيستك وأن يطيعوك لك ولخلفائك أيها الأخ البطريرك المتولي رئاستها من الله تعالى”.
فإعجاب البابا والحاضرين كان لان  الغاية من عقد مجمع اللاتران كانت تحديد عقيدة تحوّل جوهر الخبز والخمر في القداس إلى جسد ودم المسيح .
ويقول إبن القلاعي بخصوص هذه الأعجوبة : " أذهل البطريرك إرميا الناظرين وصار عندهم بمنزلة قديس منذ ذاك الحين. وأنعم عليه البابا بكل ما طلب . وصورة البطريرك يقدّس والقربان فوق رأسه رسمت في كنيسة مار يوحنا اللاتران في روما ولا تزال ظاهرة للعيان حتى يومنا هذا.
وهذه الأعجوبة أيضاً مذكورة في محضر اللاتران الذي نشره "مانسيي" في مجموعة المجامع.
لاحقاً، عاد البطريرك الماروني أرميا العمشيتي من روما إلى لبنان حاملاً معه من البابا بركة خاصة، كانت عبارة عن رسالة غفران للموارنة وموقعة بتاريخ 1216، وهي تُعتبر أقدم وثيقة معروفة تتّصل بتاريخ الطائفة المارونية ككنيسة قائمة في ذاتها.
 
33 دانيال الأول
من 1230 الى 1239
مسقط  :رأسه
شامات، جبيل
سكن، دير سيدة
إيليج
او دانيال الشماتي، من بلدة شامات في منطقة جبيل، وبعد انتخابه في دير سيدة إيليج انتقل إلى دير كفيفان في وسط منطقة البترون، ومنه إلى دير كفرحي المقر البطريركي الأول، وبحسب الدويهي كان سنة 1236 مقيماً في دير مار جرجس الكفر – جبيل، وعاد إلى دير سيدة إيليج ومات ودفن فيه سنة 1239
34 يوحنا السادس
من 1239 الى 1245
مسقط  :رأسه
جاج، جبيل
سكن، دير سيدة
إيليج
او يوحنا بطرس الجاجي، من جاج في قضاء جبيل انتخب في دير سيدة إيليج وأقام فيه لفترة من ثم انتقل إلى دير سيدة يانوح، وعاد إلى دير إيليج ليعود ويموت ويدفن في يانوح.
35 سمعان الرابع
من 1245 الى 1277
سكن، دير سيدة
إيليج
المنتخب سنة 1245 وبعد سنة على انتخابه وصل إلى جبل لبنان الأخ لورنسيوس الفرنسيسكاني زائراً رسولياً متوجهاً إلى الشعب الماروني من قبل البابا إينوشنسيوس الرابع،
وفي عهده قرر ملك فرنسا لويس التاسع عام 1270 قيادة حملة صليبية جديدة إلى الشرق، فاستعد آلاف المقاتلين الموارنة بقيادة الأمير سمعان لملاقاتها، لكن بسبب تفشي وباء قاتل بين الجنود لم تكمل الحملة طريقها إلى القدس. أقام هذا البطريرك لفترة قصيرة في يانوح وتوفي سنة 1277 ودفي في دير سيدة إيليج.
36 يعقوب الثاني
من 1277 الى 1278
سكن، دير سيدة
إيليج
جدد دير سيدة إيليج وأقام ومات فيه
37 دانيال الثاني
من 1278 الى 1282
مسقط  :رأسه
حدشيت، بشري
سكن، دير سيدة
إيليج
البطريرك المقاوم دانيال الحدشيتي قائد المقاومة المسيحية في القرن الثالث عشر . انه من حدشيت في جبة بشري
22 أيار ذكرى استشهاد البطريرك دانيال الحدشيتي .
ثبّت البابا نقولا الثالث، سنة 1280، البطريرك الحدشيتي وأمره أن يتّخذ الميرون من زيت الزيتون ومن دهن البلسم لا غير، وكان الميرون من قبل يُتـّخذ من إثنتي عشرة مادة من أنواع الزيوت والطيوب.
في عهده وصلت حملة المماليك بقيادة الملك الظاهر إلى طرابلس سنة 1264 وفتصدى لها الموارنة الهابطون من جبالهم وأوقفوا تقدم المماليك إلى جبل لبنان.  أعاد  المماليك الكرة سنة 1266 دون أن يحرزوا أي نجاح
من سنة 1280 ابتدأت نهاية الحكم الصليبي وابتدأ حكم المماليك الذي مارس اشدّ الإجراءات التعسفية والتمييز
ووصفا، كانت   الأوضاع متوترة جداً بين الموارنة المتحصنين في الجبال المشرفة على طرابلس والمماليك المتمركزين في طرابلس والخط الساحلي
مطلع سنة 1282 وجه المماليك حملة كبيرة إلى جبل لبنان بقيادة السلطان قلاوون ولاقاه حسام الدين من دمشق وحاصروا جبة بشري واجتاحوا حصرون والحدث وحاصروا الموارنة المتحصنين في إهدن بقيادة البطريرك دانيال الحدشيتي الذي كان يقود المقاتلين الموارنة بنفسه مدة 40 يوماً، ولم يتمكنوا من إقتحام إهدن إلا بالحيلة بعد أن قبضوا على البطريرك  بالحيلة والخيانة وقضوا عليه في أسره. (وكان القبض على البطريرك أعظم من إفتتاح حصن أو قلعة.)
رغم النكبة التي حلت بهم تمكن بعض الموارنة من حمل جثمان بطريركهم سراً وأتوا به الى دير سيدة ايليج حيث دفن، ربيع سنة 1282
     
   
ملاحظة:  عهد المماليك (1291-1515)، مع ذكر مآثر البطاركة على مدى المئة سنة الاولى من حكم المماليك. 
  • وقع لبنان وسوريا عام 1291 تحت سيطرة المماليك، وهم مسلمون من العرق التركي والشركسي. كانوا في الاساس خداماً لدى الايوبيين في مصر، ثم ثاروا على اسيادهم واستولوا على السلطة. هؤلاء عادوا فاحتلوا جميع الاراضي التي كانت تحت سلطة الفرنج.
  • عرف تاريخ الموارنة في عهدهم مأساتهم الكبرى. لكنهم حافظوا على حريتهم واصالتهم، على المستوى الديني والمدني والسياسي. واجه على رأسهم البطريرك لوقا البنهراني، وهو البطريرك الثامن والثلاثون، ما مارس المماليك من ظلم بحقهم. حتى انهم أسروه واعتبروا " امساكه فتحاً عظيماً، أعظم من افتتاح حصن او قلعة"، ووصفه مؤرخ السلطان قلاوون " بطريركاً عتيّأً، قد تجبّر واستطال وتكبّر واخاف والي طرابلس وجميع الفرنجة".
  •  في عهد  هذا البطريرك كانت معركة الفيدار سنة 1291 التي اسهم فيها المقدمون الموارنة الثلاثون ومعهم ثلاثين الف مقاتل الى جانب الفرنج، فكسروا المسلحين. وقد وصف ابن القلاعي تفاصيل هذه المعركة الشهيرة

  • انكافأ الموارنة الى الجبال، وانقطعت امكانية الاتصال بالغرب، لأن الشواطىء اللبنانية أصبحت بيد المسلمين، يرعاهم البطريرك ارميا من دملصا (1282-1297)، وخلفه البطريرك سمعان او شمعون(1297-1339).

  • في اول سنة من عهد بطريركية هذا الاخير كان هجوم على كسروان على يد سبعماية فارس من الشام بامر السلطان برقوق، فاستنجد الكسروانيون بمقدمي الجرد، وهم الدروز، ففتكوا بهم. ثم هاجم المسلمون كسروان من جديد سنة 1305 واحتلوا جبالها وخرّبوا قراها وقتلوا واسروا   من فيها من الكسروانيين والدروز وغيرهم. كان الموارنة يقطنون المنطقة الشمالية من نهر ابراهيم حتى جبّة بشري. وكان البطريرك شمعون يحضّهم على الهدوء وضبط النفس.

  • وفي سنة ال 13 من عهد المماليك (1291-1515)،  انعمت الملكة قسطنسية، زوجة ملك صقليه، على الموارنة بمغارة الصليب في القدس مع اربعة مذابح في أربع كنائس. وفي عهده قام الفرنج بثلاث غارات على السواحل اللبنانية من دون جدوى في السنوات 1302 و1306 و1333.
     
38 لوقا الأول
من 1282 الى ؟
مسقط  :رأسه
بنهران، الكورة
الانقسام الخطير في رئاسة الكنيسة حيث انتخب الموارنة بطريركان. (رقم 38 ورقم 39)
تسلم السدة البطريركية البطريرك لوقا البنهراني (من بلدة بنهران في قضاء الكورة) المنتخب سنة 1282 في دير إيليج، وبحسب الدويهي تنقل في إقامته ما بين إيليج وبلدته بنهران ودير سيدة ديرونا في أعالي بلدة بلا في جبة بشري صيفاً، كما سكن لفترة في دير مار قوزما ودميانوس قرب بلدة برحليون في جبة بشري، ولم تعرف سنة وفاته ومكانها،
        روايات واستنتاجات في الانقسام  في رئاسة الكنيسة المارونية

قصة ابن الصبحا والبطريركين ...

بعد هزيمة الافرنج على يد المماليك ،عينوا البطريرك أرميا، بينما انتخب اكليروس الجبل البطريرك لوقا البنهراني . غضب الافرنج من البطريرك لوقا الذي كان يحكم ناحية حدث الجبة .فتآمروا مع السلطان قلاوون للقبض على البطريرك فأعطوه صندوقا مملؤا من الذهب وخارطة اهدن بان حصرون حدث الجبة .
تحرك المماليك ناحية اهدن صيف 1283 فسقطت القلعة في وسط الضيعة (الكتلة) فالتجأ الاهالي الى قلعة سيدة الحصن وبعد حصار اربعين يوم سقطت القلعة و ذبح كل من التجأ اليها .ومن بعدها هاجموا بقوفا واحرقوا البيوت قبل ان يتوجهوا الى حصرون حيث ارتكبوا مذبحة في حق المؤمنين .
التجأ الاهالي والبطريرك الى مغارة عاصي الحدث وعبثاً حاول المماليك الوصول اليها لوعورة المسالك المؤدية اليها .وبعد سبعة اشهر من الحصار الشديد اراد البطريرك الاستسلام وطلب من الاهالي الانتقال الى المغارة المقابلة اي مغارة حوقا .حاول المماليك لعدة اشهر احتلال المغارة لكن عبثاً ...واذ بقروي يدعى ابن الصبحا من قرية كفرصغاب، كان والده مدير شؤون البطريرك لوقا الذي طرده البطريرك لوقا من دون سبب واراد ابن الصبحا الثأر لوالده فألتقى المماليك وعرض عليهم خطة بتحويل مجرى ساقية مار سمعان التي تنبع من بشري الى المغارة. و بالفعل تم حفر قنوات لمدة يومين تصب مباشرة في اعالي مغارة حوقا التي غمرتها المياه فخرج الجميع فأطبق عليهم المماليك و ذبحوا الجميع ...
  تموز 1987 اعلن فريق من البحاثة في علم المغاور التالي: اكتشفت هذه المغارة الموجودة في شير صخري على ارتفاع 1400 متر عن سطح البحر،ومع التنقيب وجد الفريق 4 موميا لاطفال بعمر العشر سنوات تقريبا حفظتهم الطبيعة وهم معروضين في المتحف الوطني اللبناني.

39 إرميا الثالث
من 1283 الى 1297
مسقط  :رأسه
دملصا، جبيل
أرميا الدملصاوي: من بلدة دملصا في قضاء جبيل، وهو البطريرك الثالث بهذا الاسم. انتخب في دير حالات عند ساحل جبيل وسافر إلى روما،
وفي عهده جرت نحو سنة 1290 معركة استرداد جبيل من المماليك، فحاول الموارنة اقتحام المدينة من جهتي وادي الفيدار ووادي المدفون، وكانت مهمة مقاتلي الموارنة المتحصنين في وادي المدفون بقيادة مقدم كفركده، قطع طريق الامداد القادم من طرابلس لنجدة حامية جبيل، وجرت في الوادي معركة رهيبة قتل خلالها مقدم كفركده، ومن يومها أصبح وادي المدفون يعرف بهذا الإسم لكثرة ما دفن فيه من قتلى المماليك، بعد أن كان يعرف بوادي حربا أي وادي الحرب في اللغة السريانية،
وكان إسم وادي حربا أخذ من المعركة التي جرت نحو 693 بين الموارنة المتحصنين في قلعة سمار جبيل والجيش البيزنطي.
في عهد هذا البطريرك أنهى المماليك الوجود الصليبي نهائياً في جميع مدن الشرق ما عدا جزيرتي قبرص وأرواد. توفي سنة 1297 ودفن في دير إيليج
علن فريق منالبحاثة شمعون الخامس
من 1297 الى 1339
كان
أسقف قبرص
شمعون أو سمعان: الخامس بهذا الإسم، وفي عهده بدأت أفظع حملة تنكيل جردها المماليك ضد الموارنة وبشكل لم يعرفه التاريخ الماروني من قبل،
وسنة 1302 وجّه المماليك حملة إلى جبل لبنان فواجههم الموارنة بقيادة مقدميهم: خالد مقدم مشمش وسنان وأخوه سليمان مقدما إيليج وسعاده وسركيس مقدما لحفد وعنتر مقدم العاقورة وبنيامين مقدم حردين. وعند مدخل جبيل كانت الموقعة الرهيبة التي قتل فيها حمدان قائد جيوش المماليك.
فانكفأ المماليك الى باقي المناطق المارونية حيث قاموا بأفظع حملة تنكيل ضد الموارنة وبشكل لم يعرفه التاريخ الماروني من قبل.
41 يوحنا السابع
من 1339 الى 1357
مسقط  :رأسه
العاقورة، جبيل
يوحنا العاقوري: انتخب سنة 1339 وهو الخامس بهذا الاسم، عاش وتوفي ودفن في دير إيليج.
42 جبرائيل الثاني
من 1357 الى 1367
مسقط  :رأسه
حجولا، جبيل
جبرائيل، من حجولا انتخب سنة 1357 وحجولا بلدة تقع في جرود بلاد جبيل وفي نيسان 1367 أحرقه المماليك عند مدخل طرابلس
يقول اليطريرك الدويهي قام امير قبرص الصليبي بمهاجمة الاسكندرية، وعبث فيها تدميرا وسرقتا، دون تميز بين مسلم ومسيحي قبطي، وقيل ان الموارنة شاركوا بالحملة بادعى المماليك. والحقيقة ان موارنة قبرص هم المشاركين ولا علم لموارنة لبنان بذلك.

 عندها، هاجم المماليك 1367 معاقل الموارنة الجبليّة وألقوا القبض على رهبان واقارب للبطريرك،
 40 رجلاً مارونياً بعضهم من حجولا قرية البطريرك مرغماً البطريرك الماروني على الاستسلام.  فما كان من البطريرك الا ان سلم نفسه طوعا بعد اطلاق المعتقلين.
 انه البطريرك  جبرائيل الحجولاويّ (1357 - 1367)، المُقيم في دير سيّدة إيليج في ميفوق. الذي اعتقال ونقل البطريرك جبرائيل حجولا بموكب رهيب، من حي منزله الى طرابلس.
وفي  طرابلس
تسلمه نائب طرابلس واحرق المماليك البطريرك وهو على قيد الحياة على المحك، على أبواب طرابلس خارج جامع طيلان في الناحية الجنوبيّة من المدينة. وكان ذلك في الأول من نيسان 1367

ان قبر البطريرك  لا يزال قائما في باب الرمل، طرابلس،لبنان، في ساحة مفابر الجامع، تحت اسم الشيخ مسعود. ويقال ان مدفنه غدا مزار حج
43 داوود الثاني
من 1367 الى 1404
داود الثاني: عرف أيضاً باسم داود يوحنا، انتخب في دير سيدة إيليج وأقام لفترة في بلدة هابيل عند ساحل جبيل، من ثم انتقل إلى دير مار سركيس في حردين في جرود منطقة البترون ليعود إلى إيليج، وتوفي سنة 1404 ودفن في إيليج.
 
في آواخر المئة سنة الاولى من عهد المماليك (1291-1515)، بعد استشهاد البطريرك جبرايل منحجولا سنة 1367 ظل الكرسي البطريركي الماروني شاغراً لبعض السنوات. ثم انتُخب البطريرك داود منجاج الملقب بيوحنا الذي مات سنة 1404، نجهل تاريخ انتخابه. في عهده، وتحديداً في سنة 1382، عرف الموارنة نوعاً جديداً من نظام الحكم الداخلي، وهوحكم "المقدّمين". انهم حكام بعض المقاطعات في الجبل اللبناني يعيّنهم البطريرك ويخضعون له،ويمنحهم درجة الشدياقية، فيحق لهم ان يجلسوا في الكنيسة بعد الكهنة، كونهم يوآزرون البطريرك في الشؤون المدنية للامة المارونية انهم همزة الوصل بين البطريركية ونيابة طرابلس المملوكية. وكان للسيد البطريرك ان يعاقبهم بالحرم الكنسي عندما يرتكبون جرماً، كما حصل بعض الاحيان، ما يشير ىان سلطة البطريرك كانت فوق كل سلطة زمنية .

وعلى الرغم من اشتداد الظلم والاضطهاد من المماليك، ظل البطاركة الموارنة محافظين على استقلاليتهم. ففيما كان البطاركة الاخرون يحصلون بعد تنصيبهم على تثبيت مدني من السلطان المملوكي "بفرمان"، كان البطاركة الموارنة معفون منه، ولم يجد البحاثة والمؤرخون اي وثيقة تثبيت خلاف ذلك

وبسبب الظلم والاضطهاد سكن البطريرك داود في دير مار سركيس قرب قرن حردين.
 
 
فها هي باقة من الصلوات المؤثرة التي لا يزال يحفظها الاقدمون في قرى الجبل، وفيها مختصر الايمان وخلاصة التاريخ الماروني:
  • صلاتهم في الخوف
    «يا ربي، لا تموّتني لا حريق، ولا غريق، ولا مشرحط عا الطريق. لكن موته هيّنة، وقربانة طريّه، وراسي عافراشي، والعذرا، فوق راسي. يا عذرا، يا ام النور، يا شعّالة البخور، عطيني من كتابك مزمور، تا صلّي سبع مرات بالليل، وسبع مرات بالنهار، واخلص من عذاب النار». -
  • صلاة، الرجاء
    «يا قابل الصلا، تدفع عني البلا، اللي بيطلع من الارض، واللي بينزل من الفلا. بفزع من الميزان وميَلْتو، ومن الشيطان وسطوتو، بفزع من الموت وكربتو، ومن القبر وعتمتو».
  • كانوا يصلّون للعذراء ويلوذون به
    «مدّ المسيح يمينو وتفتّحت اناجيلو، وتنوّرت روس الجبال، وطلع منها تلاث رهبان، مار بطرس وبولس ومار يوحنا المعمدان، يحفظونا بالليل والنهار».
 فما من مقر بطريركي اصيل الا وهو على اسم السيدة، من سيدة يانوح الى سيدة ايليج الى سيدة قاديشا الى سيدة بكركي. فيسمون العذراء سيدة الحصن وسيدة النجاة وسيدة المنطرة وسيدة النصر وسيدة المعونات. وكانوا يعتقدون انها استجابت دعاء كلّ من مات على فراشه فلم يهلك «حريق ولا غريق ولا مشرحط عا الطريق». هذه هي «الموته الهنيّة» التي كانوا يحلمون بها، بينما تتتابع عليهم المآسي والمجازر من جيل الى جيل، مع انهم لم يعتدوا على احد ولم يغتصبوا ارض قوم، بل اختاروا عراء الجبال والاودية يقاسمون فيها الوحش مبيته والعقبان اوكارها.
وحيثما ساروا كانوا يحفرون الارض لعمرانها، وبعد خربانها ويعودون الى تعميرها بجهاد وعناد لا يعرف الكلل، وبطاركتهم اول الفلاحين.
 
   3- من القرن الخامس عشر وحتى القرن السابع عشر البطاركة الموارنة من الترتيب 44 الى الترتيب 57

الترتيب

البطريرك

ملاحظات

44 يوحنا الثامن الجاجي
من 1404 الى 1445
مسقط  :رأسهجاج، جبيل
سكن، دير سيدة
 قنوبين، لواقع في جبة بشري
كان نائب بطريركي
يوحنا الجاجي: من بلدة جاج في جرود منطقة جبيل، انتخب في إيليج، ومن ثم انتقل إلى قنوبين، ومعه انتقل مقر البطريركية المارونية إلى وادي قنوبين.
لانتقال البطريركية المارونية إلى قنوبين قصة تقول: عام 1439 وجّه البابا أوجين الرابع إلى البطريرك الماروني دعوة للمشاركة في المجمع الذي سيعقد في فلورنسا والمخصص لتوحيد الكنيستين الشرقية والغربية، فلم يتمكن من المشاركة وانتدب عنه رئيس الرهبان الفرنسيسكان في بيروت الأب فراجون باعثاً معه رسالة تعلن قبول الكنيسة المارونية بكل ما يحدده ويقره المجمع، وتليت الرسالة في المجمع في جلسة 12 شباط 1439 ومطلع تشرين الأول عاد الراهب فراجوان إلى طرابلس حاملاً معه درع التثبيت ورسائل من البابا للبطريرك الماروني فلاقاه الموارنة إلى المدينة، فأوجس منه نائب طرابلس شراً فاعتقله بحجة أنه جاسوس للصليبيين الذين يحاولون العودة إلى الشرق.
ولما وصل الخبر إلى إيليج أوفد البطريرك الماروني بعض أعيان الطائفة إلى نائب طرابلس كافلين الراهب، فأطلق سراحه وصعد إلى إيليج وسلم البطريرك درع التثبيت والرسائل، ومن ثم عاد إلى بيروت، لكن يبدو أن نائب طرابلس بدّل رأيه فطلب إحضار الراهب ولما علم أنه أصبح في بيروت، جرد حملة عسكرية على دير إيليج، نكّل خلالها الجنود بالرهبان والأهالي وخربوا الدير والبيوت والحقول.
أما البطريرك يوحنا الجاجي فهرب مع العديد من الرهبان والفلاحين الموارنة إلى وادي قنوبين، وكان ذلك عام 1440 فأكمل حبريته في دير سيدة قنوبين حتى وفاته سنة 1445 وبه ابتدأت سلسلة البطاركة الموارنة الذين استقروا في وادي قنوبين.
45 يعقوب الثالث الحدثي
من 1445 الى 1468
مسقط  :رأسه
الحدث، بعبدا
كان أسقف دير مار يوحنا، بشري
 يعقوب بطرس بن الحدثي: من بلدة الحدث البيروتية، والثالث باسم يعقوب. أقام في قنوبين ومات في 8 شباط 1468 ودفن في قنوبين.
ملاحظة: هو اول بطريرك انتخب في وادي  قنوبين. عايش ثلاثة بابوات في عهده الذي دام اثنتي عشرة سنة، وكاتبهم ومتّن الروابط بين الكنيسة المارونية وكرسي روما. طلب درع التثبيت من البابا اوجانيوس الرابع ( 1431-1447)، لكن البابا توفي قبل الاجابة على رسالة البطريرك. فكتب اليه خلفه البابا نقولا الخامس ( 1447-1455)، ثم كتب له ايضاً البابا كاليستوس (1455-1458).
         في الرسالة الاولى سنة 1447، يشدد البابا نقولا الخامس الروابط بين كرسي روما والكنيسة المارونية، ويعيّن معتمداً للكرسي الرسولي في مملكة قبرص وبعض نواحي الشرق للجوء اليه عند الحاجة، وترتيب الشؤون المشتركة بينهم وبين الكرسي الرسولي.
         في الرسالة الثانية، وهي موجّهة من البابا كاليستوس في 14 حزيران 1455 يثني على وحدة الايمان الكاثوليكي التي تجمع بين الكرسي الرسولي والكنيسة المارونية
 
            ان هاتين الرسالتين، كما الرسالة التي وجهها من قبل البابا اوجانيوس الرابع الى البطريرك يوحنا الجاجي، وسواها من رسائل وبراءات باباوية مرسلة الى بطاركة الكنيسة المارونية واساقفتها واكليروسها وشعبها، وأحصي عددها بسبع عشرة رسالة وبراءة من بين سنة 1441 و1515، تدوران بنوع خاص حول  وحدة الكنائس في اعقاب مجمع فلورنسا 1438 ولاسيما الكنائس الشرقية المنفصلة عن روما.
         هذه كلها تدل على وحدة الموارنة وتعلقهم الدائم بكرسي روما، ما حفظ وحدتهم العائلية والاجتماعية والوطنية، حول شخص البطريرك، حافظ هذه الوحدة ومعززها. وهكذا تمكنوا من الصمود بوجه الظلم في عهد المماليك. 
46 يوسف الثاني الحدثي
من 1468 الى 1492
مسقط  :رأسه
الحدث، بعبدا
كان نائب بطريركي
يوسف بطرس بن يعقوب: الشهير بابن حسان وهو أيضاً من الحدث والثاني باسم يوسف. سكن في قنوبين،
شدد هو ايضاً على وحدة الايمان الكاثوليكي في الكنيسة المارونية وانفذ رسائل الى بابا روما بهذا الشأن سنة 1469، بعد ان جمع الاساقفة والاكليروس وعامة الشعب. فوجّه الرسائل الى البابا بولس الثاني بواسطة المرسلين الفرنسيسكان المنتدبين. ثم كتب الى خلفه البابا سيكستوس الرابع (1471-1484)، وطلب اهتمامه بالموارنة المشتتين في بلاد بعيدة،  بين غير المؤمنين.

  في هذه الفترة الزمنية نَعِم جبل لبنان بالطمأنينة والراحة بفضل ولاية المقدّمين الملتفين حول السيد البطريرك، وكثرت دور العبادة ولاسيما في بشري. وعندما راح بعض اليعاقبة الرافضين عقيدة المجمع الخلقيوني (451)،يتسللون بين الموارنة لاستمالتهم الى مذهبهم، تصدّوا لهم وطردوهم من مناطقهم. وكان قد سقط في شرك اليعاقبة المقدم عبد المنعم، ما خلق في الجبل انقساماً، سرعان ما تمكن موارنة اهدن من وضع حد له وطردوا اليعاقبة .
 ومن ناحية ثانية، كان حكام المماليك يعتدون بظلم على الموارنة وبيوتهم وينهبونها، بحجة تحصيل الضرائب، ويضربون الفقراء العاجزين عن دفعها.
وفي عهده ذاق الموارنة الذل ألواناً من قبل المماليك ما دفع البطريرك إلى بيع حتى أواني الكنائس لتسديد الضرائب عن الفقراء الموارنة، وتوفي سنة 1492
47 سمعان السادس الحدثي
من 1492 الى 1524
مسقط  :رأسه
الحدث، بعبدا
كان نائب بطريركي
سمعان بطرس بن داود بن يوسف بن حسان: السادس بهذا الاسم، وفي عهده أرسل البابا لاوون العاشر قاصداً رسولياً على الطائفة المارونية سنة 1515 فتجول في جبال الموارنة وعاد إلى روما رافعاً تقريراً عن أوضاعهم، وبعد أن إطلّع عليه البابا وسرّ به أرسل إلى البطريرك الماروني رسالة أعرب فيها عن فرحه ومما جاء فيها: “…. أشكره تعالى الذي بعظم رحمته شاء أن تكون أمة الموارنة وسط أهل الكفر والبدع مصونة كالورد بين الأشواك، وذلك لمجد إسمه وارتداد غير المؤمنين إلى الإيمان، ….”. توفي في 27 تشرين الثاني 1524 وله من العمر 120 سنة ودفن في قنوبين.
48 موسى سعادة
من 1524 الى 1567
مسقط  :رأسه
الكفرون(الباردة)، عكار
كان أسقف دير السيدة حوقا
موسى العكاري: هو موسى بن بطرس بن سعاده من بلدة الباردة في عكار، المعروف بموسى العكاري.
حاول طلب مساعدة الأوروبيين لنيل الاستقلال، فوجه رسالة إلى الأمبراطور شارلكان مؤرخة في 25 آذار 1527 مما جاء فيها: “… منذ أربع سنوات ونحن نترجى جلالتكم كي تهتموا بمساعدتنا على نيل استقلالنا وعندنا 50 ألف مقاتل من الرماة مدربون أحسن تدريب وعلى أتم الاستعداد لخدمتكم في الحرب الاستقلالية، ….”.
لم يصل البطريرك الماروني إلى مبتغاه، فحاول الاتصال بالسلطان العثماني الذين كان سيطر على الشرق قبل سنوات قليلة، فأوفد إليه سنة 1550 الأب طانيوس الحصروني الذي التقى السلطان سليم الثاني في مدينة حلب وشرح له حال الموارنة في جبل لبنان وما كانوا يتعرضون له من ظلم على أيدي المماليك طالباً رفع الظلم عنهم والمحافظة على استقلالهم الداخلي، فكان له ما أراد وحمّله السلطان العثماني “خطاً همايونياً” إلى قاضي طرابلس يأمره بعدم التعرض للموارنة.
عاش البطريرك موسى العكاري في قنوبين ومات في 19 آذار 1567 ودفن هناك
49 ميخائيل الأول الرزي
من 1567 الى 1581
مسقط  :رأسه
باقوفا، بشري
كان أسقف دير مار أنطونيوس قزحيّا.
مخايل الرزي: هو مخايل بن يوحنا الرزي، والأول بهذا الإسم. من قرية بقوفا قرب إهدن. انتخب في 31 آذار 1567 وكان حبيساً في محبسة مار بيشاي في وادي قزحيا، عاش في دير قنوبين وتوفي في 21 أيلول 1581 ودفن فيه.
50 سركيس الرزي
من 1581 الى 1597
مسقط  :رأسه
باقوفا، بشري
كان نائب بطريركي
سركيس الرزي: شقيق البطريرك الأسبق وخليفته في محبسة مار بيشاي، وفي عهده أنشأت المدرسة المارونية في روما سنة 1584 التي تعتبر فخر إنجازات الطائفة المارونية، ولمع نجم الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير، وجاء الأب جيروم دنديني سنة 1596 لزيارة الطائفة المارونية وتفقد أحوالها وشارك في مجمع قنوبين الذي عقد أواخر ذلك العام.
قضى الأب دنديني نحو 3 سنوات في جبل لبنان، جال خلالها في العديد من المناطق التي يسكنها الموارنة ودوّن مشاهداته فوصف وصفاً دقيقاً المجتمع الماروني: روحياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً وعمرانياً، ولاحقاً أصبحت تلك المدونات من أهم المراجع التي يستند إليها لوصف الحياة في جبل لبنان ذلك الوقت. توفي البطريرك سركيس الرزي سنة 1597 ودفن في دير قنوبين
51 يوسف الثالث الرزي
من 1597 الى 1608
مسقط  :رأسه
باقوفا، بشري
كان نائب بطريركي
يوسف الرزي: هو يوسف إبن موسى الرزي، ابن شقيق البطريرك الأسبق، والثالث بهذا الإسم. انتخب بحضور الأب دنديني وهو من أمر باتباع التقويم الغريغوري في الطائفة المارونية خلال المجمع الذي عقده في السنة التالية لانتخابه، وسكن ومات ودفن في قنوبين في آذار 1608.انتخب بحضور الأب دنديني وهو من أمر باتباع التقويم الغريغوري في الطائفة المارونية خلال المجمع الذي عقده في السنة التالية لانتخابه، وسكن ومات ودفن في قنوبين في آذار 1608.
52 يوحنا التاسع مخلوف
من 1608 الى 1633
مسقط  :رأسه
إهدن، زغرتا
كان نائب بطريركي
يوحنا بن مخلوف الاهدني: الحادي عشر بهذا الاسم، وبحسب الدويهي على أثر وفاة البطريرك يوسف الرزي لم يتم انتخاب خلف له “بسبب جور الحكام” حتى 16 تشرين الثاني 1608 عندما انتخب في قنوبين البطريرك الجديد وأقام هناك وفي عهده بني سنة 1624 أول معهد إكليريكي في الطائفة المارونية في دير سيدة حوقا (قرب إهدن) وبسبب مضايقة حاكم البلاد الكرسي البطريركي انتقل إلى بلدة مجدل المعوش في الشوف حيث بنى كنيسة وداراً، وزار الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير، الذي كان صديقه ومن ثم عاد إلى قنوبين حيث توفي في 15 كانون الأول 1633 ودفن في قنوبين.
53 جرجس الأول عميرة
من 1633 الى 1644
مسقط  :رأسه
إهدن، زغرتا
كان أسقف إهدن.

53 – جرجس عميره الإهدني: إنتخب في قنوبين في 27 كانون الأول 1633 وهو تلميذ المدرسة المارونية في روما ومؤلف “غراماطيق سرياني – لاتيني”. عاش في قنوبين، وتوفي في 29 تموز 1644 ودفن في قنوبين.

بحسب الدويهي: “خلال حكم المعنيين تنفس الموارنة الصعداء: بنوا الكنائس وركبوا الخيل بسروج ولفوا شاشات وكرور ولبسوا الزنانير، وقدم المرسلون من بلاد الفرنج وأخذوا السكنى في جبل لبنان لكون غالب عسكره كانوا نصارى، وكواخيه وخدمه موارنة. وطلب فخر الدين مساعدة البطريرك مخلوف والبطريرك عميرة لنيل إستقلال البلاد فساعداه على عقد المعاهدات بينه وبين توسكانا وبعض الدول الأوروبية من خلال قداسة الحبر الأعظم، ووضعا تحت تصرفه نخبة من الأساقفة والعلماء الموارنة لمساعدته كالمطران جرجس مارون الاهدني والمطران سركيس الجمري الاهدني والعلامة ابراهيم الحقلاني وغيرهم، وبعد استلام الأمير ملحم ابن اخت الأمير فخر الدين الحكم طلب مساعدة البطريرك مخلوف للاعتراف به من قبل الباب العالي فكتب البطريرك الماروني إلى قداسة الحبر الأعظم مبيناً فضل المعنيين على الموارنة طالباً منه التدخل لدى حكام أوروبا لاستعمال نفوذهم لدى الباب الحالي لتثبيت الحكم المعني فكان له ما أراد”.

54 يوسف الرابع حليب
من 1644 الى 1648
مسقط  :رأسه
العاقورة، جبيل
كان أسقف صيدا وصور
يوسف بن حليب: من العاقورة وعرف أيضاً بيوسف العاقوري، انتخب في 15 آب 1644 وتنقل في إقامته ما بين قنوبين ودير مار يوحنا حراش في كسروان الذي بناه وعقد فيه مجمعاً كما أقام لفترة في دير مرت موره في إهدن، حيث عقد مجمعاً آخر، وتوفي في 3 تشرين الثاني 1648 في العاقورة ودفن في كنيستها.
55 يوحنا العاشر البواب
من 1648 الى 1656
مسقط  :رأسه
صفرا، كسروان
كان نائب بطريركي
يوحنا البواب: من بلدة الصفرا عند ساحل فتوح كسروان انتخب وسكن وتوفي في 23 كانون الأول 1656 في دير قنوبين ودفن فيه
56 جرجس الثاني البسبعلي
من 1656 الى 1670
مسقط  :رأسه
سبعل، زغرتا
كان نائب بطريركي
جرجس رزق الله: هو جرجس ابن الحاج رزق الله. الثاني بهذا الاسم، وهو من بلدة بسبعل في منطقة الزاوية وتنقل في إقامته ما بين دير قنوبين ودير مار شليطا مقبس في غوسطا في فتوح كسروان حيث توفي هناك في 13 نيسان 1670 بداء الطاعون ودفن في غوسطا.
57 اسطفانوس الثاني الدويهي
من 1670 الى 1704
مسقط  :رأسه
هدن، زغرتا
كان أسقف قبرص
إسطفان الدويهي الكبير: فخر الطائفة المارونية ومن أعظم بطاركتها واليه يعود الفضل الأول في حفظ تاريخها. خريج المدرسة المارونية، انتخب في دير قنوبين في 20 أيار 1670 وسكن معظم سني بطريركيته في الوادي المقدس، لكنه أقام بضع سنوات في دير مار شليطا مقبس، حيث رمم الكنيسة وشيد داراً لإقامته، وسكن بعض الوقت في مجدل المعوش في منطقة الشوف، وطاف وهو بطريرك على كل الأبرشيات وزار معظم الرعايا وفحص الكتب البيعية ودوّن ما وصل إليه فحفظ تاريخ الكنيسة المارونية، وتوفي برائحة القداسة في 3 أيار 1704 في قنوبين ودفن هناك.

تسعى الكنيسة لإعلانه قديسًا.
 
فصل :   1  2  3  4    تاريخ الموارنة، جزء سادس، 
 www.puresoftwarecode.com  :    HUMANITIES Institute  ART Institute & Others
 SOFTWARE Institute  CHRISTIANITY Institute    
"Free, 100 Software Programming Training Courses"       History of the MARONITES in Arabic  Basilica Architecture, in the Shape of a Cross
 VISUAL STUDIO 2010 in English  Holy BIBLE in 22 Languages and Studies ...  Le HANDICAP c'est quoi ?   (in French)  Old Traditional Lebanese houses
 VISUAL STUDIO .NET, Windows & ASP in En  220 Holy Christian ICONS  Drugs and Treatment in English, french, Arabic  5 DRAWING Courses & 3 Galleries
 VISUAL STUDIO 6.0 in English  Catholic Syrian MARONITE Church  Classification of Wastes from the Source in Arabic  Meteora, Christianity Monasteries - En, Ar, Fr
 Microsoft ACCESS in English  HOLY MASS of  Maronite Church - Audio in Arabic  Christianity in the Arabian Peninsula in Arabic  Monasteries of Mount Athos & Pilgrimage
 PHP & MySQL in English  VIRGIN MARY, Mother of JESUS CHRIST GOD  Summary of the Lebanese history in Arabic  Carved Rock Churches, Lalibela - Ethiopia
 SOFTWARE GAMES in English  SAINTS of the Church  LEBANON EVENTS 1840 & 1860, in Arabic  
 WEB DESIGN in English  Saint SHARBEL - Sharbelogy in 10 languages, Books  Great FAMINE in LEBANON 1916,  in Arabic  my PRODUCTS, and Statistiques ...
 JAVA SCRIPT in English  Catholic RADIO in Arabic, Sawt el Rab  Great FAMINE and Germny Role 1916,  in Arabic  
 FLASH - ANIMATION in English  Читать - БИБЛИЯ и Шарбэль cвятой, in Russe  Armenian Genocide 1915  in Arabic  4 Different STUDIES
 PLAY, 5 GAMES    Sayfo or Assyrian Genocide 1915 in Arabic  SOLAR Energy & Gas Studies
     Christianity in Turkey in Arabic  WELCOME to LEBANON
 SAADEH BEJJANE Architecture  Andree Zouein Foundation    YAHCHOUCH, my Lebanese Village
 CARLOS SLIM HELU Site, new design
 REPORT, Cyber Attack Attacks the Current Site
 Prononce English and French and Arabic Letters  ZOUEIN, my Family - History & Trees
       Chucri Simon Zouein, Computer engineer
     
echkzouein@gmail.com
© pure software code - Since 2003