Pure Software code
 
www.puresoftwarecode.com

SOFTWARE Institute
Teach YourSelf
100 Software Programming Training Courses
For Free Download


CHRISTIANITY Institute
HUMANITIES Institute
more the 400 Subjects, All for Free Download.
Lebanon  
CHRISTIANITY Institute
Apparitions of Virgin Mary     
 
 
  Home : Apparitions of Virgin Mary              
Home
Christianity Institute
  Maronite Church   Virgin Mary   Saints   Audio   Sharbelogy   Evangeliza   Читать  
    Virgin Mary   Apparitions of Virgin    
 
 من ظهورات مريم العذراء، والدة يسوع المسيح الله 1
Arabic Texts - 2.77 MB zip file download   <<<  حمل - بالتفصيل من ظهورات مريم العذراء، والدة يسوع المسيح الله
 
 
 
    الى السيد المسيح من خلال العذراء مريم:
لقد ظهرت السيدة العذراء المقدّسة على هذا العالم لتحذّرنا، وكانت كلماتها خلال ظهورها الذي حدث في لا ساليت مهيبة وتسترعي الاهتمام: "إن لم يسلّم الناس أنفسهم الى الرب، سأكون مجبرة على بعث ابني".
وتشير السيدة العذراء هنا الى نهاية العالم. كما أنّ دموعها المنهمرة وكلماتها وأسلوبها المنكسر عند قولها لهذه الرسالة ما هوإلا تعبير عن اهتمامها وعاطفتها التي تكنها للناس: "لن تكونوا قادرين على إيفائي حقّي على ما فعلته لأجلكم". كما وتطلب السيدة العذراء المقدسة من الجميع التضرّع والإكثار من الصلاة من أجل حفظ الأرض. وتسأل عن الهداية والصلاة والكفّارة.
 وتشير الى النعمة الإلهية التي تجلبها الوردية عند صلاتها كما أنها تطلب وتلتمس قائلةً: "استرضوا الله". وتضيف: "أريد أن يَخلَص الجميع الصالح منكم والطالح أيضاً. إنني أمّ المحبة، أمّ الجميع؛ أنتم أطفالي. لذا، أتمنى أن تخلصوا كلّكم. وهذا سبب دعوتي للعالم أجمع الى الصلاة".
 
1  سيّدة بونّو، أنا عذراء الفقراء، بلجيكا  1933
 
اختارت العذراء مريم المقدّسة في عام 1933 طفلةً تبلغ من العمر 11 سنة من بونّو لنقل رسائلها وتوصياتها. وُلدت مارييت بيكو في بونّو في الخامس والعشرين من مارس عام 1921 وكانت الابنة الكبرى في عائلة فقيرة مكوّنة من 7 أطفال يقطنون في منزل يقع على بعد ميل من الكنيسة المبنيّة في منطقة مستنقعيّة. وفي الناحية الأخرى من الشارع تظهر غابة الصنوبر التي تمتدّ حتى تصل الى ايفيل.
اول ظهور، بونّو، يوم الأحد الموافق 15 من يناير:
غطّى الثلج الأرض وجلست مارييت بيكو بالقرب من نافذة المطبخ لتنظر الى الحديقة الصغيرة. كانت السابعة مساءً وهي تنتظر أخوها جوليان الذي كان من المتوجّب أن يعود الى المنزل باكراً. وبينما كانت تنتظره كانت تعتني بالطفل الموجود بالمهد أيضاً. وتجدر الإشارة الى أن هذه العائلة الكاثوليكيّة وبالرغم من أن أفرادها لا يقصدون الكنيسة أبداً أويصلّون إلا أن مارييت كان لها ميول دينيّة فذات مرّة وهي في طريقها الى تانكريمونت وجدت مسبحة فقامت بحملها معها أينما ذهبت. وبينما هي جالسة تحدّق في الظلام، شاهدت فجأة وعلى بعد أمتار قليلة منها سيّدة شابّة يشع منها الضوء وكانت على قدرٍ كبير من الجمال. فصاحت مارييت: "أمي انظري إنها سيدتنا المقدّسة، إنها تبتسم لي". وما لبثت أن أخرجت المسبحة وباشرت بصلاتها، مع التحديق بالسيدة. أومأت السيدة الى مارييت للمجيء إليها، فوقفت مارييت وهمّت بالخروج، لكن أمها التي لم تستطع رؤية شيء اشتبهت بأن تلك السيدة من الممكن أن تكون ساحرة. فمنعت مارييت من فتح الباب وأحكمت إغلاقه. رجعت مارييت الى النافذة لكن السيدة اختفت.
 
2   سيّدة بونتمان، أمّ الأمل، للعذراء مريم
 
كان في قرية بونتمان، التي تقع على بعد 30 كيلومتراً من شمال لافال، مزارعٌ يعمل في حظيرته مع ابنيه الصغيرين، أوجين بارباديت البالغ من العمر 12 سنة وجوزيف بارباديت البالغ من العمر 10 سنوات. وفي مساء السابع عشر من يناير عام 1871، وبينما كان الولدان يساعدان أباهما في الحظيرة توجّه الابن الأكبر أوجين نحو الباب ليطلّ خارجه. وحينما كان يحدّق في النجوم التي ترصع السماء لاحظ مساحةً خالية من النجوم فوق البيت المجاور. وفجأة ظهرت سيّدة جميلة تبتسم له إلا أنّ والده لم يرَ سوى ثلاثة نجوم لامعة كبيرة تشكّل مثلّثاً في السماء بينما استطاع أخوه جوزيف رؤية تلك السيّدة. كانت تلبس ثوباً طويلاً منثور عليه نجوم ذهبيّة وحجاباً أسود يعلوه تاجٌ ذهبيّ بعرض 20 سم مزدان بشريط أحمر في منتصفه وتنتعل حذاءً أزرق. وقد فتحت يداها بالشكل الذي بانت عليه في الصورة على ميداليّة المعجزة. وبشجاعة تامّة قاما بمناداة والدتهما، لكنّها لم تستطع مشاهدة ما شاهدوه حتى عندما رجعت للمنزل لجلب نظّارتها.
بعد ذلك، قال الأهل أنه لم يكن هناك شيء، ويجب على الأبناء متابعة عملهم ثم العودة الى المنزل لتناول طعام العشاء. وحتى بعد أن تناولا وجبة سريعة، ما زالا قادران على رؤية تلك السيّدة الجميلة، فقاما باستدعاء الأخوات في المدرسة لكنهنّ لم يرَوا شيئاً وبقيت العذراء في مكانها دون حراك وهي تبتسم للولدان حتى التاسعة مساءً. اجتمع الأطفال مع كاهن الأبرشيّة والرعيّة واستهلّ الأب غيرين بصلاةٍ للورديّة. وفي هذه اللحظة كبر حجم السيّدة وازداد عدد النجوم التي تزيّن ثوبها وتجلّت رايةٌ مضيئةٌ تحت قدميها. بعد ذلك أتت فتاتان من المدرسة الداخليّة وهما فرانسواز ريتشير البالغة من العمر 11 سنة وجانّي ماري لوبوس البالغة 9 سنوات وشاهدتا السيدة، وعندها ازداد عدد الجمع ووصل الى 60 بالغاً بدؤوا جميعهم بصلاة الورديّة بطلبٍ من الكاهن.
حينما بدأ كاهن أبرشيّة بونتمان بالصلاة ظهرت حروف ذهبيّة رائعة على الراية بصورة متعاقبة وكأن يداً خفيّة تقوم بكتابتها. ثم قام أطفال القرية بقول الأحرف التي تظهر واحدةً تلو الأخرى وحينما اكتملت جميعها قرءوا الجملة التالية:

"لكن يا أطفالي صلّوا أرجوكم"
 
 
 
3    سيدة بوراينغ \ بوراين، بلجيكا 1932 أنا العذراء النقيّة
 
في المرّات القليلة الأولى التي ظهرت فيها العذراء مريم المقدّسة في بوراين، كانت على مقرُبة من خمسة أطفال وهم: أندري ديجيمبر البالغ من العمر 15 سنة، وأخته غيلبيرت البالغة 9 سنوات، وفرناند فوازين البالغة 15 سنة، وأختها غيلبيرت البالغة 11 سنة، وأخاها ألبيرت البالغ 13 سنة؛ إلا أنّها لازمت الصمت لفترة قبل أن تظهر لهم. وفور حدوث ذلك ركع الأطفال لا إرادياً ما أدى الى ارتطام ركبهم بالأرض، لكن ذلك لم يترك أية ندوب.
ظهرت العذراء مريم في بوراين أكثر من 30 مرة. ووقعت أولى الظهورات في التاسع عشر من نوفمبر من عام 1932، أما الأخيرة ففي الثالث من يناير من عام 1933. وحينما تحدّث الأطفال عمّا رأوه  لم يصدّقهم أحد، كما حدث في معظم الأماكن التي ظهرت فيها العذراء مريم. ومنعتهم الراهبات في المدرسة الداخليّة الملتحقين بها من التحدث بهذا الأمر ولم يأبهن أبداً بما كان الأطفال يطلعونهم عليه. لكن في الظهور الرابع، قامت مريم العذراء بالتوجه الى المبنى الجديد حيث تقطن الراهبات وتوقّفت عند شجيرة الزعرور البريّ. ثم فتحت يديها لإلقاء التحيّة وابتسمت وبعدها اختفت. لم يكن أندري، وغيلبيرت، وفرناند، وغولبيرت، وألبيرت طلاّباً قاطنين في المدرسة الداخليّة، فطلبت الأم السماويّة منهم بقاء الأمسية التالية في منازلهم وامتثل الأطفال لطلبها وقضَوا تلك الليلة بتلاوة الصلاة والالتماس.
حدثت جميع الظهورات في بوراين في المساء، نظراً لتواجد العديد من الناس في الدير في ذلك الوقت. وفي الأيام الأولى، كانت السيدة المقدّسة تنتظر الأطفال وتظهر لهم في الوقت الذي يقومون فيه بصلاة الورديّة. وعندما رآها الأطفال، علا صوتهم مصلّين بنسقٍ واحد. وقد صلى المئات من الناس معهم أيضاً. وعند سماع الراهبات لذلك، قُمن وبأمر من الشماس بإبقاء أبواب الدير مقفلة ولم يظهرن للعيان. في الصباح الباكر للثامن من ديسمبر، حضر عدد كبير من الناس للاعتراف، وبدى واضحاً أن قسماً كبيراً منهم كانوا من المهتدين. كما ذهب عدد لا حصر له لتناول القربان المقدّس. وبعد القدّاس أُقيم زيّاح الى شجيرة الزعرور البريّ. وقد كانت هناك حافلات آتية من شارليروا، وميرزيير، وجيفيت، ودينانت، ونامور وسانت هوبيرت وبروسيلز. وازدادت رحلات القطارات الآتية من دينانت وأردينان.
في الساعة الثالثة بعد الظهر امتلأت أرض الدير والشارع بحشد غفير من الناس. وحافظت الشرطة على الوضع بينما قام الناس بالترتيل مردّدين، "طوّقي بيديك المقدّستين بلجيكا". وتوهّجت المساحة حول شجيرة الزعرور البريّ بالشموع المضاءة. ثم أُقفلت الأبواب المؤدّية الى الدير. واستُنفذت جميع الشموع، واستمر رجال الشرطة بحراسة المكان لحماية ممتلكات الراهبات ومنع الناس من اقتحام الدير. وفي الساعة السادسة مساءً وصل الأطفال وسُمع هتاف مفاده: "إنّها هنا!!! فركعوا جميعاً، مصلين وهاتفين باسمها طالبين منها التحدّث. لكنها لم تتفوّه بأية كلمة، فقط ابتسمت. ثم قاموا جميعاً بتلاوة المسبحة بأكملها وظلّ ظهورها مرئياً خلال ذلك الوقت". 

 وعد بوراين العظيم:
 "سأقوم بهداية الخطأة"
     
 
4    سيدة بيليفوازان، إيستيل فاغيت 1876
  خمسة عشرة ظهور للعذراء
  وُلدت إيستيل فاغيت في سان ميمي التي تقع بالقرب من شالون-سور-مارن في الثاني عشر من سبتمبر عام 1843. وتعمّدت في السابع عشر من الشهر نفسه. وفي بداية عام 1876، في قرية بيليفوازان مقاطعة إندر، رقدت إيستيل البالغة من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً في الفراش معانيةّ من مرض السل الذي نتج عنه التهاب حاد وورم في البطن. وفي العاشر من فبراير عام 1876، منحها أحد الأطباء الإستشاريّين واسمه بيرنارد ساعات قليلة إضافيّة للعيش. وفي ليلة الرابع عشر وليلة الخامس عشر من فبراير، شهدت إيستيل ظهور العذراء المقدسة مريم الذي لحقت به ظهورات أخرى خلال السنة.
الظهور الأول في بيليفوازان ليلة الرابع عشر وليلة الخامس عشر من فبراير عام 1876:

بدأ الجزء الأول من الظهورات في بيليفوازان  في ليلة الرابع عشر من فبراير عام 1876. وقد ظهر لإيستيل شيطان عند نهاية سريرها. وبعد أن لمحته رأت العذراء مريم واقفةً عند جانب السرير. ووبّخت السيدة العذراء الشيطان فغادر على الفور. وبعد ذلك نظرت السيدة الى إيستيل وقالت لها: "لا تخافي، أنت ابنتي". كما قالت لها أن تتحلى بالشجاعة لمواجهة المعاناة التي ستدوم لخمسة أيام إضافيّة وذلك إجلالاً لجروحات المسيح الخمسة. وفي يوم السبت إما ستموت أوستُشفى.  
 
 
     سيدة نوك، ايرلندا 1879  
 
تقع مقاطعة مايو في غرب ايرلندا، وقد عانت من محنة عظيمة في فترة 1870. حيث حدثت اضطرابات اقتصادية ومجاعات أدّت الى هجرة العديد من الإيرلنديّين. وفي تلك الظروف بعث الله أمه مرّة أخرى لزيارة أطفاله المظلومين.
  
وقع هذا الظهور في نوك في الواحد والعشرين من أغسطس من عام 1879، أي بعد ثمانية أعوام من ظهور العذراء في بونتمان في عام 1871. وبدا أن الظهورين متشابهين بشكل واضح، حيث أن كليهما قد حدثا في المساء وداما مدة ثلاث ساعات أوما الى ذلك كما لم تُنطق أية كلمة في هذين الظهورين.
وفي مساء الخميس الموافق 21 من أغسطس عام 1879، كانت هناك امرأتان وهما ماري ماكلوغلين وماري بيرن من قرية نوك الصغيرة، تسيران تحت المطر راجعتين الى بيتهما مروراً من خلف الكنيسة. وهناك أمام جدار الكنيسة وقفت السيدة العذراء مريم، والقديس يوسف، والقديس جون المبشّر، وظهر مذبح وُضع عليه حمل وصليب. وكانت الملائكة تطير حول المذبح. نادت المرأتان أشخاصاً عدّة للمجيء الى الكنيسة. فرأوا هذا الظهور بأمّ أعينهم. وما رأته المرأتان مع الثلاثين شخصاً في ذلك اليوم، كان سيّدة جميلة ترتدي ثوباً أبيض وتاجاً لامعاً. وكانت يداها مرفوعتان كما في وضعية الصلاة. وكلّ من شاهد هذه المرأة عرف أنها مريم العذراء المقدّسة، والدة يسوع وملكة الملائكة. كما وصرّح القرويّون الذين لم يكونوا في مكان وقوع الظهور أنّهم شاهدوا ضوءاً مشرقاً يحيط بتلك المساحة حيث تقع الكنيسة. وفي تقارير لاحقة دوّنت شفاءات لا يمكن تفسيرها صاحبت الزيارة التي تمّت من قبل القديسين الى الكنيسة في نوك.
 
 
6   سيدة روما، سيدة المعجزة، 1842  
 
لمَ ظهرت السيدة العذراء على رجل يكره الدين المسيحيّ؟ وُلد ماري ألفونس راتيسبون في ستراسبيرغ في فرنسا في الأول من مايو عام 1814. كان ابناً ووريثاً لعائلة يهوديّة  غنيّة وأرستقراطية تعمل في مجال البنوك. وحينما كان  ما يزال طفلاً اعتنق أخاه الأكبر ثيودور الكاثوليكية وأصبح كاهناً. استقبلت عائلة راتيسبون ذلك بعدائيّة مريعة وعزم ألفونس ألا تكون هناك صلةٌ بينه وبين أخاه الأكبر كما نشأ في داخله بُغضٌ كبير للكاثوليكية وكل ما هو كاثوليكيّ. وعندما بلغ ألفونس الثامنة والعشرين من العمر في عام 1842، قام بخطبة ابنة عمّه فلور راتيسبون، وقرّر الزواج منها في أغسطس القادم. وفي الفترة التي سبقت الزواج، قام بجولة في أوروبا والشرق للاستمتاع واستعادة النشاط أيضاً. فكانت تلك الرحلة ترويحاً عن النفس قبل أن يستقر مع فلور ويدخل شريكاً في البنك مع عمّه. كما قرّر السفر الى نابلس لقضاء فصل الشتاء في مالطا لاستعادة عافيته.
أضاع ألفونس طريقه في نابلس، فبدلاً من أن يتوجّه الى مكتب الحجوزات (للسفر الى باليرمو كما كان محدّداً)، وصل الى مركز الحافلات المتوجّهة نحو روما. وبالرغم من معرفته بذلك، إلا أنّه بقي هناك وحجز رحلة بالباخرة الى روما. غادر ألفونس نابلس في الخامس من الشهر ووصل الى روما في السادس من الشهر، وهو يوم عيد الملوك الثلاثة. فتجوّل في روما لرؤية ما تحويه من متاحف وآثار رائعة. وفي الثامن من يناير ناداه أحد الأشخاص باسمه وهو يسير في الشارع. وكان ذلك الشخص زميلاً  قديماً له من ستراسبيرغ، واسمه غوستافو دو بوسييري وهو بروستانتيّ. فأخذا يتذكّران الأيام الخوالي لصداقتهما. وبعد ذلك، حينما ذهب ألفونس للقاء غوستافو تلاقى صدفةً بأخيه الثاني الأكبر البارون ثيودور دو بوسييري، وهو معتنق للكاثوليكية وصديق حميم لأخ ألفونس الكاهن.  شعر ألفونس ببغض نحو التحول الكاثوليكي المتحمّس من قبلهم، لكنه كان على علم بأن البارون خبير بإسطنبول التي ينوي زيارتها عن قريب فقبل أن يزوره لأخذ النصيحة منه في ذلك الموضوع. كان دو بوسييري يرى أن مهمّته في هذه الحياة أن يحوّل كل غير مؤمن يسلك طريقه في الحياة الى الكاثوليكيّة. فأصبح هو وراتيسبون أصدقاء إلا أن سخرية وتجديف راتيسبون كان يغضبه كثيراً.
وأخيراً، اقترح البارون على ألفونس اقتراحاً غريباً. "بما أنك  تمقت الخرافات بشدّة، وتعتنق أفكاراً متحرّرة، هل تقبل الخضوع لامتحان بسيط؟" "ما هو هذا الاختبار؟" "أن ترتدي شيئاً سأعطيك إيّاه. وهو ميدالية مريم العذراء المقدّسة. بلا شكّ سيكون ذلك عملاً سخيفاً في نظرك. لكنّه هامٌ للغاية بالنسبة إلي". ثم أراه ميدالية المعجزة الملحقة بحبل. فشُدِه ألفونس وكان من الصعب عليه تصديق مدى وقاحة البارون. لكن باعتباره رجلاً في هذا العالم أراد أن لا يولي هذه الأمور التافهة اهتماماً كبيراً أمام الآخرين فقبل عمل ذلك مستشهداً بجملة من حكايات هوفمان: "إن لم تنفعني، على الأقل لن تضرّني". ثم وضعت ابنة البارون الصغيرة ميدالية المعجزة حول عنق ألفونس فانفجر ضاحكاً: "ها أنا هنا، روميّ، كاثوليكيّ بابويّ!" لكن ذلك لم يكن كافياً لدو بوسييري فقال له: "والآن، يجب عليك إكمال الامتحان. يتوجّب عليك في كل صباح ومساء تلاوة صلاة قصيرة وفعّالة  قامت برناديت بتأليفها للسيدة العذراء". وقال راتيسبون: "فليكن! أعدك أن أتلو هذه الصلاة. فإن لم تنفعني، لن تضرّني". 
في الحقيقة، بدأت هداية البارون الصارمة تؤثّر على أعصاب ألفونس. وبدلاً من جذبه نحو الكاثوليكيّة أدّت الى نفوره أكثر. ومع ذلك ثابر البارون بكلّ شجاعة وواصل ما بدأ بعمله، كما أنه لم يعتمد على المناقشة فقط بل قام بالصلاة له بحرارة مع أصدقاءه أيضا،ً بالإضافة الى الأعضاء الزملاء في جماعة المغتربين الفرنسيّين الأرستقراطيين في روما.  ويجدر ذكر أن الكونت لافيرونايز من بين هؤلاء الأصدقاء، وهو دبلوماسي سابق كان طالحاً لكنه أصبح الآن كاثوليكياً صالحاً وتقيّاً. وبالتماس من البارون دخل الكونت الكنيسة وصلى بحرارة لألفونس أكثر من 20 صلاة لكي يهتدي.  وفي المساء ذاته أصيب الكونت بنوبة قلبية مميتة بعد أن تناول القربان المقدّس الأخير، وتوفي بخشوع محاطاً بعائلته المحبّة.
وفي منتصف نهار اليوم العشرين من شهر يناير عام 1842، وعندما كان يحضّر البارون  لمراسم دفن صديقه الكونت لافيرونايز في كاتدرائية سان أندريا ديل فراتي في روما، طلب من راتيسبون أن ينتظره داخل الكنيسة. وحينما عاد البارون الى الكنيسة شاهد راتيسبون وهو راكع على ركبتيه يصلي. وقد دفعه هذا المشهد الى البكاء. ووفقاً لما قاله راتيسبون: "كنت أقف في الكنيسة بصعوبة حينها اعتراني ارتباك شديد. وحينما نظرت عالياً، بدا لي أن الكنيسة بأكملها قد عمّها الظلام، ما عدا المصلّى حيث تركّز كلّ الضوء عليه. وكنت أنظر باتجاه ذلك المكان حينما شعّ نورٌ قويٌّ منه، وفوق المذبح كان هناك شخص حيّ، طويل، مهيب، جميل ومليء بالرحمة. كان ذلك العذراء مريم المقدّسة، التي شابهة بصورتها الصورة على ميدالية المعجزة. وحينما رأيت هذا المشهد ركعت في المكان الذي كنت واقفاً فيه غير قادرٍ على النظر الى الأعلى بسبب الضوء القويّ. وقد ثبّتّ نظري على يديها ومن خلالهما استطعت قراءة تعابير الرحمة والمغفرة. وبوجود العذراء المقدّسة وبالرغم من عدم تفوّهها بأية كلمة لي، فهمت الوضع الكريه الذي كنت فيه، والأخطاء التي ارتكبتها وجمال الإيمان الكاثوليكيّ.
 
 
7    سيدة فاطمة، البرتغال 1917   
 
 لعل أهم ظهورات مريم العذراء في القرن العشرين والمعترف بها من قبل الكنيسة هي ظهوراتها في فاطيمة بالبرتغال قبيل انتهاء الحرب العالمية الأولى. وتزامنت ظهوراتها بالثورة الشيوعية سنة ١٩١٧ التي جلبت الإلحاد إلى روسيا ومن ثم إلى دول أخرى في العالم. وكمقدمة لظهور العذراء للأطفال الرعاة الثلاثة لوسيا وجاسينتا وفرانسيسكو ظهر لهم ملاك من السماء في ربيع سنة ١٩١٦ . فبينما كان الأطفال يلعبون في الحقول ويرعون الغنم إذ بريح قوية تهز الشجر وشعاع نور أكثر بياضا من الثلج يقترب منهم. ومع اقترابه أخذ شكل رجل شاب شفاف ومفعم بالنور ثم خاطبهم وقال: "لا تخافوا, أنا ملاك السلام, صلوا معي". وبعد أن سجد علمهم الصلاة التالية: "إلهي , إني أومن وأسجد وأرجو وأحب. أستغفرك يا رب باسم من لا يؤمنون ولا يسجدون ولا يرجون ولا يحبون." وفي ظهوره الثاني خاطبهم: "ماذا تفعلون ؟ صلوا بدون ملل لأن قلب يسوع الأقدس وقلب مريم الطاهر يكنان لكم المراحم ويستمعان لصلواتكم وابتهالاتكم. ارفعوا التضرعات للرب بلا انقطاع وقدموا التضحيات ." وعندما ظهر الملاك للمرة الثالثة كان يحمل كأسا وفوقها القربان يتقطر منه الدم ويتجمع في الكأس . ترك الكأس والقربان معلقين في الهواء وجثا على ركبتيه ساجدا ومرددا هذه الصلاة: "أيها الثالوث الأقدس , الآب والابن والروح القدس أسجد لك بخشوع وأقدم لك جسد ربنا يسوع المسيح ودمه الأقدس ونفسه ولاهوته والموجودة في هياكل الدنيا بأسرها كفارة عن خطايا العالم. وباستحقاقات قلبه الأقدس اللامتناهية, وبشفاعة قلب مريم الطاهر المنزه عن كل عيب ألتمس منك توبة الخاطئين البائسين." ناول الملاك القربان الأقدس إلى لوسيا بينما شرب الباقين من الكأس المقدسة. ولسنوات خلت باتت لوسيا تتحدث عن هذه المناولة العجائبية والإحساس بحضور الرب الذي طغى على نفوسهم. وأخذوا يرددون هذه الصلاة كلما اختلوا بأنفسهم في البرية يرعون قطيع الغنم.
بدأت ظهورات مريم في السنة التالية لظهور الملاك. بعد أن أنهوا الرعاة الأطفال صلاة السبحة الوردية وتناولوا طعام الغذاء في البرية, ظهرت لهم العذراء فوق شجرة بلوط في ١٣ أيار سنة ١٩١٧ كما وصفتها لوسيا أجمل فتاة رأتها في حياتها. كانت ترتدي ثوبا أبيضا وتشع نورا أكثر من الشمس وتحمل بيدها مسبحة بيضاء.  في هذا اللقاء الأول في فاطيمة طلبت العذراء من الأطفال الثلاثة الحضور إلى ذات المكان في الثالث عشر من كل شهر. وفي تشرين الأول ستخبرهم بمن تكون وماذا تريد. سألتهم العذراء إذا كانوا يرغبون في تكريس حياتهم لله وقبول كافة الأوجاع التي يرغب الله في إرسالها إليهم وذلك تكفيرا عن الذنوب ولارتداد الخطاة , فما كان من الأطفال ببراءتهم وبساطتهم إلا أن قبلوا بمشيئة الله وكأس الأوجاع المقدم لهم.
 
 
 
8    سيدة لورد، فرنسا، 1844  
 
ولدت برناديت سوبيرو في السابع من يناير سنة ٤٤18 في مدينة لورد الفرنسية.عمل والداها فرانسوا ولويز في إدارة طاحونة للقمح حيث أدرت عليهما ما يكفي من الدخل لإطعام العائلة إلى حين. ولكن مع مرور الزمن وقلة صيانة الطاحونة, تآكل بعض أجزائها, وأصبح الطحين المنتج خشنا وغير مرغوب فيه. فاضطر والداها إلى إغلاق الطاحونة نهائيا, وانضم فرانسوا إلى سوق العمالة يبحث عن من يوظفه بين يوم إلى آخر. تدنى دخل عائلة سوبيرو بعد أن تركوا الطاحونة التي كانت مقر عملهم وإقامتهم, وانتقلوا للعيش في الطابق الأرضي من مبنى السجن القديم الذي كان يتصف بالرطوبة وقلة الإضاءة. عانت برناديت كثيرا من بيئة السكن المزرية, وخاصة أنها كانت تشكو من حالة مزمنة من السعال وضيق التنفس.
انتقلت برناديت بعد ذلك للعيش مع عائلة فرنسية, لكي ترعى ما عندهم من غنم, وتهتم بأمور أطفال العائلة. ومع أنها لم تجد حسن معاملة في مكان إقامتها الجديد, كانت تنظر بلهفة إلى خلوة البرية كراعية لقطيع الغنم, حيث أدت الأيام الطويلة التي قضتها برناديت في الحقول إلى خلق حب الصلاة والتأمل. فكانت تصلي السبحة الوردية, وتتأمل بمخلصها يسوع المسيح كراع صالح يهتم بقطيعه إلى آخر خروف ضال بمحبة وعطف.
بعد أن رجعت برناديت إلى منزل والدها في لورد, التحقت بمدرسة تابعة لراهبات المحبة, حيث تعلمت القراءة والكتابة, وتأهلت من خلال دروس التعليم المسيحي للمناولة الأولى. كانت برناديت ذو شخصية مرحة وجذابة وعيون سوداء كبيرة.
اهتمت برناديت كذلك بمساعدة والدتها في أمور المنزل والبحث عن الحطب وأغصان الأشجار كوقود للطهي والتدفئة. في الحادي والعشرين من شهر فبراير سنة ١٨٥٨ انطلقت برناديت مع أختها توانيت ماري وصديقتها جين لجمع الأغصان الناشفة قرب ضفاف نهر "جيف", وذلك لحاجة والدتها للوقود. لاحظت جين وجود كمية لا بأس بها من الحطب على الضفة الثانية لجدول يحرك باندفاعه طاحونة حيث تقع مغارة مسابيل. عبرت توانيت وصديقتها جين الجدول إلى الضفة الثانية, بينما ترددت برناديت بسبب حالتها الصحية في عبور المياه الباردة, وأخذت تراقب أختها وصديقتها يجمعان الحطب على الضفة الثانية من الجدول, إلى أن اختفيا عن الأنظار. وفجأة سمعت برناديت دوي صوت ريح قوية. فالتفتت من حولها ولم تلاحظ أي حركة لأوراق الشجر. وبعد أن تكرر صوت الرياح, لاحظت أن جميع ما حولها ساكن باستثناء شجيرة الورد البرية التي كانت تهتز بعنف على مدخل مغارة مسابيل. ثم ظهرت العذراء بعمر ١٦ - ١٧ سنة في تجويف بصخر المغارة فوق شجيرة الورد البرية, مرتدية ثوبا أبيضا ووشاحا أزرقا, ومزينة بزهرة صفراء على كل قدم من قدميها, بينما تدلت المسبحة من يدها اليمنى. ابتسمت العذراء لبرناديت, وأشارت إليها بالاقتراب. أخرجت برناديت المسبحة من جيبها وركعت على ركبتيها, ولكنها لم تستطع رفع يدها لرسم إشارة الصليب أوالبدء بصلاة السبحة الوردية, إلى أن باشرت العذراء أولا برسم إشارة الصليب ونقل المسبحة إلى أصابع يديها. ثم بدأت برناديت وحدها بتلاوة السبحة الوردية, بينما كانت العذراء تمرر حبات المسبحة بين أصابع يديها, إلى أن شاركت بصلاة "المجد" في نهاية كل عقد من السبحة الوردية. لم تشترك العذراء في الصلاة الربانية أوبالسلام الملائكي لعدم حاجتها طلب الخبز اليومي أوطلب غفران خطيئة ما. كذلك لا حاجة للعذراء للسلام على نفسها. لكنها كانت سعيدة بتمجيد الثالوث الأقدس. وذلك عن طريق مشاركة برناديت بصلاة "المجد".
فور انتهاء الظهور الأول للعذراء, رجعت توانيت وجين محملتين بأغصان الأشجار الناشفة, ليجدا برناديت راكعة على ركبتيها باتجاه مغارة مسابيل. عندها قامت برناديت بعبور الجدول واللحاق بهما, حيث وجدت المياه دافئة, وذلك بأعجوبة إلهية في هذا اليوم من فصل الشتاء البارد. أعلمت برناديت والدتها بما جرى فور وصولهم إلى المنزل, لكن والدتها وصفت قصة برناديت بالأوهام.
 
 
 
9    سيدة لا ساليت 1846، دعونا نمسح دموعها  
 
ظهرت السيدة العذراء مريم مرّة أخرى في يوم عيد سيدة الأحزان الموافق التاسع عشر من سبتمبر من عام 1846 في قرية صغيرة تدعى لا ساليت ؛ تقع بالقرب من قرية كوربس، التي ترتفع 1800 متر عن مستوى سطح البحر وتبعد نحو 35 كيلومتراً عن غرينوبل في فرنسا. وتمّ هذا الظهور على طفلةٍ وطفل تعرّفا على بعضهما البعض من يومين فقط وكانا يرعيان الماشية واسمهما: ميلاني كالفات البالغة من العمر 15 سنة وماكسيمين جيرود البالغ من العمر 11 سنة . ووصفت ميلاني ما حدث لها قائلةً: "وأنا على التلّة رأيت الأبقار مستلقية وتمضغ العشب بهدوء. توجّهت نحو الأسفل بينما حاول ماكسيمين الصعود. وفجأةً شاهدت ضوءاً رائعاً أزهى من ضوء الشمس وشعرت بمحبّة تعمّ المكان وتبجيل هائل. ومن خلال الضوء شاهدت امرأة جميلةً تسند وجهها بكلتي يديها. ووقفت السيدة قائلةً: اقتربا منّي يا طفلاي، لا تخافا، جئت لأطلعكما على أخبار هامة
دُهش الطفلان من رؤية تلك السيدة والحزن بادٍ على وجهها والدموع تنهمر من عينيها. لقد بدأت بالتحدث معهم بالفرنسية لكن ما لبثت أن حدّثتهم بلهجتهم المحليّة. تكلّمت عن أن الناس لا يجب أن يخصّصوا يوم الأحد فقط للراحة وعدم إطاعة نواميس الله. وقد كانت كلماتها مؤثّرة وهامّة: "إن لم يطع الناس الله، سأكون مجبرةً على ترك ابني يفعل ما يشاء". وتشير هذه الكلمات الى أيام العالم الأخيرة. وقد أظهرت تعابير السيدة المقدّسة الحزينة ودموعها وكلماتها مدى اهتمامها وتعاطفها مع الناس جميعاً. " 
لن تستطيعوا إيفائي حقّي على ما فعلته من أجلكم"، وطلبت منّا أن نصلّي كثيراً لخلاص العالم وأن نعترف بأخطائنا ونبتعد عن السبل الشيطانيّة التي نسلكها وأن نكفّر عن خطايانا ونصلّي. وقد أشارت في حديثها عند ظهورها في لا ساليت عن النعم العظيمة والرحمة التي تجلبها صلاة الورديّة المقدّسة ورجتنا قائلة: "استرضوا الله". وخلال تلك الفترة التي ظهرت فيها العذراء على الطفلين أطلعت كلُّ واحدٍ منهم على حدة على سرّ. حيث استقبل ماكسيمين السر أولاً ثم أطلعت السيدة العذراء ميلاني على السر الآخر. وعندما كانت تتحدّث السيدة المقدسة الى ماكسيمين، رأتها ميلاني وهي تحرّك شفتيها لكنّها لم تفهم ما كانت تقوله.
قالت ميلاني أن السرّين قد تمّ تدوينهما على ورقة سُلّمت باليد الى البابا بيّوس الحادي عشر في عام 1851. ولم يفصح ماكسيمين عن السر الذي قيل له، وقد توفّي قبل أن يقوله. وأعطى الكاردينال أنتونيلي نسخة من السر الى كونتس كليرمونت-تونيري. أ. بيلادين والتي نشرها بدوره في "سجلات الظواهر غير الطبيعيّة" (أنالي دو سورناتوريل) في 1888. وهنا يمكنك الإطّلاع على بعض هذه الأسرار:
  •  سيفقد ثلاثة أرباع سكان فرنسا إيمانهم.
  • ستتوب وتعلن الطائفة البروتستانتيّة في الشمال إيمانها وبسبب ذلك ستعود طوائف أخرى الى الإيمان أيضاً.
  • ستنمو الكنيسة وتزدهر مرة أخرى.
  • سيزعج هذا السلام بعد ذلك "قوّة مهدّدة هائلة"! ستأتي في نهاية القرن التاسع عشر أوفي آخر القرن العشرين. 
 
10    سيدة باريس، الميدالية العجائبية، للعذراء مريم  سنة 1830  
 
ولدت زووي لابوري في الثاني من مايو من عام 1806 لعائلة تعمل في الزراعة، وكان ترتيبها التاسع بين أخوتها وأخواتها الاحدى عشر. وفي عمر مبكر شعرت بتوجه نحو الحياة الدينيّة. وبعد أن التحقت بدير "أخوات المحبة" بوقت قصير (عندما كانت تبلغ من العمر أربعة وعشرين عاماً)، قامت بتغيير اسمها الى "كاثرين لابوري". لم تكن الفترة طويلة التي مكثتها في الدير حينما بدأت تظهر لها مريم العذراء في الكنيسة الصغيرة. وفي الحقيقة لم تصبح قديسة من جرّاء وضع يديها على حجر الأم المقدّسة. فهي لم تصنع المعجزات أوساهمت في احسانٍ ضخم كباقي القديسين العظماء. ولم تكن فقيرة كما كان أطفال فاتيما وبرناديت. فقد ولدت لزوجين من الطبقة المتوسطة الرفيعة وسط كروم العنب والمروج في بيرغندي، فرنسا. وكان والدها متعلّماً ومزارعاً ماهراً يعيش في قرية ليست بعيدة عن ديجون وهي فان-لي-موتييه.
الظهور الأول للعذراء مريم: 19 يوليو من عام 1830، في كنيسة على شارع دو باك 140 في باريس. استيقظت الأخت كاثرين لابوري (24 عاماً) في الحادية عشرة والنصف ليلاً حينما سمعت صوتاً يناديها باسمها ثلاث مرات. ففتحت ستائر غرفتها ورأت ملاكها الحارس بشكل طفل يبلغ الخامسة من العمر. وقال لها: "اتبعيني الى الكنيسة الصغيرة، حيث تنتظرك العذراء مريم". قامت كاثرين لابوري بارتداء ملابسها بسرعة وتبعته الى الكنيسة. ووصلت إليها في منتصف الليل واجدةً إيّاها مضاءة، لكنها لم تستطع رؤية العذراء، فركعت وصلّت.
بعد نصف ساعة قال لها الملاك الحارس: "إن القديسة مريم هناك". فسمعت كاثرين لابوري حفيفاً كحفيف الحرير، وعلى يمين صورة القديس يوسف رأت مريم العذراء تنزل ومن ثم تجلس على كرسي القسّيس. ولم تكن سوى دقيقة حتى كانت كاثرين راكعةً أمام القديسة العذراء، وواضعةً يديها بثقة على ركبتي مريم. وبدأ الحديث بينهما والذي دام ساعتين.

قالت لها العذراء مريم بأن الله سيوكّلها بمهمة. وخلال ذلك ستواجه الكثير من الصعوبات. وقد تحدّثت القديسة مريم مسبقاً عن الأوقات الصعبة الآتيه. حيث أن العالم أجمع سينغمس باضطرابات من جميع الأصناف. وسيُعامل الصليب بازدراء، وسيرمى على الأرض. وسوف يطعن جانب الله مرة أخرى. وقد قالت القديسة مريم ذلك والحزن بادٍ على وجهها وأضافت:
  " لكن تعالوا الى المذبح وهنا ستُمنح النعم الالهية للجميع، للذين يطلبون بثقة وحماسة. وستعطى للأغنياء والفقراء أيضاً".
 
 
11    مريم العذراء الباكية في سيراكيوس 1953  
 
لم تظهر الأم العذراء المقدّسة في سيراكيوس، لكنها أرسلت دموعها الى الناس هناك تزوّجت أنتونينا بأنجيلو جانوسو وذهبا للعيش مؤقّتاً عند أمّه وأخيه في سيراكيوس التي تقع في صقلّية، الجزيرة الإيطاليّة الكبيرة. كانوا فقراء جداً، وإحدى هدايا زواجهما كانت لوحة جصيّة للسيدة العذراء. كانت هذه المنحوتة أواللوحة الجصيّة التي تصوّر قلب مريم النقيّ منتجة بكميّات كبيرة في أستوديو في توسكاني. وحينما اكتشفت أنتونيا أنها حامل، ترافقت حالتها هذه مع حالة تسمّم في الدم تؤدي الى تشنّجات ينتج عنها عماً مؤقتاً. وقد عزى الطبيب ذلك الى الحمل الصعب ونصحها بالاسترخاء على السرير. ولم تجد أنتونيا ملجأً لها سوى الصلاة.  
أُصيبت في التاسع والعشرين من شهر أغسطس عام 1953 بمغص حاد دام لفترة أطول من المعتاد. فأراد الأشخاص الذين كانوا معها إحضار الطبيب وزوجها. وفجأة هدأت المريضة. لقد عانت أنتونينا من نوبة أصابتها بالعمى. وفي الساعة الثامنة والنصف عاد إليها بصرها. وقالت أنتونينا:
"فتحت عيني وحدّقت بصورة مريم العذراء المعلّقة فوق رأس السرير. ولدهشتي العظيمة رأيت الصورة تبكي. ناديت أخت زوجي غرازي وخالتي أنتونينا سغارلاتاالتي جلست بجانبي لأُريهما الدموع. في البداية اعتقدتا أنني أُهلوس نظراً لحالتي المرضيّة لكن عندما أصرّيت اقتربتا من الصورة ليَرَيا وبصورة واضحة الدموع وهي تنهمر من عيني مريم العذراء، على خدودها ساقطةً على مقدًمة السرير. ومن شدة الوهلة أخذتا الصورة خارجاً ونادتا الجيران الذين أكّدوا بدورهم هذه الظاهرة.."
شهدت كلّ من خالتها وأخت زوجها هذه المعجزة. ورأى باقي أعضاء العائلة ذلك أيضاً. لقد بقيت أنتونيا تراقب صورة السيدة العذراء المقدّسة لعدّة ساعات الى أن حصلت المعجزة حينها حاولت مسح دموع العذراء المقدّسة أولاً باستخدام منديل وثانياً بالقطن الطبي. واستمرّت مريم بالبكاء لأربعة أيام من التاسع والعشرين من أغسطس الى الأول من سبتمبر لأسباب مختلفة واجتذبت الآلاف من الحجاج الى سيراكيوس. وزار ثلاثة كهنة البيت خلال ذلك الوقت. وقد أعلم أحدهم المحكمة العليا، والتي جمعت بدورها كهنة بارزين، أربعة علماء، وثلاثة شاهدين محترمين من أجل تأليف هيئة للتحري. اجتمعت الهيئة في منزل جانوسو في صباح يوم الثلاثاء الموافق الواحد من سبتمبر من أجل دراسة هذه الظاهرة وجمع عينة من الدموع للتحليل الكيميائي. وبعد تحليل هذه الدموع، وُجد أنها مشابهة بتركيبتها للدموع الانسانيّة.
الدموع هي دموع إنسانية وقد دُعّم ذلك بالوثائق التي أُمهرت بالتوقيع من قبل أربعة أطباء مختلفين
 
 
12    العذراء سيّدة غوادالوبي ، المكسيك 1531   
 
رغم نشأته الوثنية، أصبح دياغو، بعد العماد مؤمناً حاراً، محباً لله ومكرماً أميناً للسيدة العذراء، وكان يتوجة ماشياً كل يوم سبت إلى أحد أحياء مدينة مكسيكو ليشترك في القداس، في كنيسة للفرنسيسكان، إكراماً للبتول والدة الإله. أما الطريق فكانت تنساب بمنحدر تل تيباك وقد ارتفع قبل مجيء الأسبان هيكل وثني على قمته إكراماً للآلهة تيوتنانتسين الذي تفسيره "أم الإله"
في 9/12/1531، عند الفجر، وبينما كان خوان على درب التل المذكور، سمع نشيداً طروباً ينبعث من قمة الجبل، يشبه تغريد العصافير الكثيرة، ولما كانت القمة جرداء، استغرب الأمر وجعل يتفرس ويتفحص الموضوع، وإذا به يرى غيمة بيضاء يرتكز عليها قوس قزح برّاق الألوان، فارتاح لذلك المشهد الخلاب وخيل إليه أنه يرى الفردوس. ثم توقف التغريد وسمع صوتاً رقيقاً يناديه باسمه ليقترب. فتسلق القمه وإذا بسيدة بارعة الجمال تنتظره وسط الغيمة، ملامحها ملامح بنات بلده وثوبها لامع انفرش نوره على الصخور القائمة في المكان فكادت تصبح شفافة. فسجد خوان وانكبّ على وجهه، فخاطبته السيدة بلهجته:
 
    "يا بُنيّ خوان، أين تتجه ؟"، فأجابها: - "أيتها السيدة النبيلة، أتوجه إلى كنيسة تلالتلولكو لأشترك في ذبيحة القداس التي يقيمها خدام الرب".
    فأردفت: "اعلم يا بُنيّ أني البتول العذراء مريم الدائمة البتولية البريئة والكاملة الأوصاف، والدة الإله الحق، باعث الحياة في الخلائق وسيد الأشياء القاصية والدانية، ورب السماوات والأرض... إني أريد أن يُشاد لمجد اسمي معبد في هذا المكان... وهنا، سأسكب على الشعب، ساكني هذه البلاد، حبي وحناني، ورحمتي وعوني وحمايتي... أنا أم الرحمة... أنا أمكم جميعاً... أنا أم البشر، أم جميع الذين يحبون ويلجئون إليّ بثقة بنوية... هنا، سأستمع لطلباتهم وأمسح دموعهم وأخفف آلامهم وأوجاعهم وأسد احتياجاتهم...، اذهب إلى مكسيكو واطلع الأسقف على رغبتي هذه وحدّثه عن جميع ما رأيت وسمعت، فأشكر لك خدمتك وأسعدك... اذهب بسلام يا بُنيّ..."
    بعدما التقط خوان كل كلمة وتفهمها، سجد وقال: "لبيك سيدتي النبيلة واطمئني، إني ذاهب للقيام بما أمرتني به".   فانتصب وودعها وتوجه مسرعاً إلى المدينة، إلى دار الأسقفية
.
 خوان عند الأسقف  
  في الصباح الباكر من 9/12/1531، وقف خوان في باب الدار الأسقفية وطلب مواجهة المطران خوان دي زومارانما الفرنسيسكاني وقلبه يرقص من الفرح لرؤيته البتول القديسة. فعارضه المستخدمون وازدروه لما رأوا هندامه القروي واستخفّوا بجرأته واندفاعه لمواجهة المطران.  
 
 
  مريميات، والدة الله، مريم العذراء، السيدة العذراء 2
Arabic Texts - 1.58 MB zip file download   <<<  حمل - بالتفصيل مريميات، والدة الله، مريم العذراء، السيدة العذراء
enlarge
سيدة أبارِسيدا، البرازيل سيدة الأحزان سيدة العامود سيدة اميركا سيدة الصمت  سيدة مدغوريه
   
سيدة الصوفانية   سيدة ايليج مسيحة الوردية، العذراء مريم   سيدة لبنان
 
 
 
 
1    سيدة أبارِسيدا، سيدة البرازيل، مريم العذراء.  
عيدها، 12 تشرين الأول/ أكتوبر
البرازيل هي أكبر دولة كاثوليكية في العالم. في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 1717، كان السيد بيدرو دي ألميديدا، كونت أسومار في طريقه إلى ولاية ميناس جيرايس من ساو باولو. كان عليه أن يمر بمدينة غوارانتينكويتا وهي مدينة صغيرة في وادي نهر بارايبا. قرر أبناء غوارانتينكويتا أن يقيموا احتفالا كبيرا تكريما للكونت وكانت هناك حاجة لكمية كبيرة من السمك. كان بين الصيادين ثلاثة رجال اعتادوا الصلاة إلى سيدة الحبل بلا دنس دائما وهم دومينغوز غارسيا، جوكو آلفيس، وفيليبي بيدروسو. قبل الذهاب للصيد، طلبوا من الله المعونة في هذه المهمة الصعبة، لإيجاد السمك في هذا الوقت الذي لا يتوفر فيه السمك. ركع فيليبي وصلّى مع مرافقيه، "يا أم الله وأمنا، نحتاج لإيجاد السمك". بعد عدة ساعات من عدم اصطياد أي شيء، أصيب الصيادون بإحباط شديد. فرمى جوكو شبكته أكثر من مرة قرب مرفأ إيتاغواغو ولكن بدلا من السمك، وجدوا جسم تمثال، فرمى الثلاثة الشبكة ثانية ليمسكوا رأس التمثال. بعد تنظيف التمثال وجدوا أنه تمثال سيدة الحبل بلا دنس وأطلقوا على التمثال الذي عثروا عليه اسم سيدة أباريسيدا وقاموا بلفه ببعض قطع الملابس وتابعوا الصيد فامتلأت شبكتهم هذه المرة.
قاموا بغسل التمثال بحرص ووجدوا أنه تمثال سيدة الحبل بلا دنس. وقاموا بلفه ببعض قطع الملابس وتابعوا الصيد. قال دومينغو: " لقد عملنا الليل كله ولم نجد سمكا!" فاقترح فيليبي: " دعونا نتابع الصيد بإيمان وثقة بعذراء أباريسيدا (التي ظهرت)." من تلك اللحظة فصاعدا، أصبحت الشبكة مليئة بالسمك. كانت هذه أول معجزة لسيدة أباريسيدا. قام فيليبي بيدروسو شريك جوكو آلفيس بأخذ التمثال إلى منزله وبدأ بتكريم سيدة أباريسيدا مع عائلته وجيرانه. وفي عام 1732، انتقل إلى بورتو اتاغواسو وأخذ التمثال إلى كنيسته الأولى التي بناها ابنه أتاناسيو. نشر المسافرون صيت وشهرة سيدة أباريسيدا وبدأ الحجاج بالقدوم . ثم قرر الناس بناء كنيسة أكبر على قمة هضبة قرب بورتو أتاغواسو لوضع التمثال فيها، وتم افتتاح الكنيسة عام 1745 عندما تم إحضار التمثال من مكانه السابق ونشأت قرية أباريسيدا كمقاطعة من غوارانتينكويتا
لا يُعرف كيف وصل التمثال إلى قاع النهر، ولكن صانعه معروف وهو الأخ أغوستينو دي جيسو وهو راهب من ساو باولو المعروف ببراعته في فن النحت. لا يتجاوز طول التمثال ستة أقدام وصنع في عام 1650 ولا بد أنه قد بقي في النهر عدة سنوات لأنه قد فقد لون الكروم الأصلي. والتمثال اليوم ذو لون بني غامق لماع ومغطى بغطاء صلب مصنوع من  قماش سميك مطرز يسمح لوجهها ويديها فقط بالظهور. وتضع على رأسها تاجا ملكيا مرصعا بأحجار كريمة والذي توّجت به عام 1904. في عام 1930 أعلنها البابا بيوس الثاني عشر الشفيعة الأساسية للبرازيل.
ان عيد سيدة أباريسيدا في  12 تشرين الأول/ أكتوبر هو يوم عيد ديني وعطلة رسمية في البرازيل. قام البابا يوحنا بولس الثاني نفسه بمباركة الكنيسة عام 1980. وقبل زيارته للبرازيل بعدة أيام قام أحدهم بإمساك التمثال ورميه على الأرض بقوة، وعلى الرغم من أن التمثال سهل الكسر تحطم إلى عدة قطع، إلا أن العمل المتقن الذي قام به عدة فنانين أعاد التمثال كما كان وعاد تمثال سيدة أبارسيدا إلى المكان المخصص له في الكاتدرائية. ويزور الكاتدرائية الآن أكثر من خمسة ملايين حاج سنويا. إن سيدة أباريسيدا هي في قلب كل برازيلي والكثريون يحملون اسم أباريسيدا أوأباريسيدو وحده أومع اسم ماريا، خوسيه، أوأسماء أخرى. كما أن الأسم هو جزء من مفردات اللغة العامية كتعبير عن الدهشة.
 
 
2   سيدة الأحزان، مريم العذراء   
ظهور العذراء مريم المتواصل في إيل إسكوريال - أسبانيا
في الثامن عشر من شهر يونيو من العام  1981 الموافق لعيد الثالوث الأقدس، شهدت لز أمبارو كويفاس زوجة حارس وأم لسبعة أطفال، ظهور العذراء مريم في قرية "برادو نويفو" حيث تقع بلدة سان لورينزو ديل إسكوريال في قاع الجبل والتي تضمّ أيضاً دير إسكوريال الشهير الذي يقع على بعد 4 كيلومترات. إن لَز امرأة لا تجيد القراءة أو الكتابة وقد شهدت أكثر من 500 ظهور للعذراء وما زالت تستقبل رسائل حتى الآن في أوّل يوم سبت من كلّ شهر.
ولدت لز أمبارو كويفاس في الثالث عشر من مارس من عام 1931 لعائلة فقيرة جداً من بيناسكوزا. تُوفّيت والدتها عندما كانت تبلغ من العمر ستة أشهر. وقد عانت لز الكثير من جراء ذلك وكانت زوجة أبيها ترسلها لبيع أغراضٍ في الشارع مع العلم أنّه لا يمكنها العودة الى البيت ما لم تبع جميع السلع التي بين يديها. ونتيجة لذلك، نامت لز لأيام كثيرة خارج المنزل ملتحفةً الثلج ومنزويةً تحت ظلّ شجرة. التُقطت من الشارع وهي في التاسعة من العمر تتسوّل من أجل الطعام فوُضعت في السجن لتحيى على الماء والطحين لاغير. وبالرغم من كل تلك المعاناة التي عاشتها إلا أنها تكنّ محبّةً عظيمة للعذراء مريم المقدسة وتكرّس نفسها لها. وقد طلبت لز في أحد الأيام من العذراء وعلى محياها براءة الطفولة  التالي: "أمي العزيزة السماوية أرغب برؤية أمي. خذيني حيث هي". وكانت لز متيقنة من أن السيدة العذراء قد سمعت طلبها هذا.  لقد تزوّجت لز بنيكاسيو بارديراس برافو وأنجبت منه سبعة أطفال إلا أن معاناتها لم تنتهِ فقد عانى زوجها من فقدان العمل المتكرّر وتعاطيه للكحول. وعاشت لز في إيل إسكوريال (مدريد) لأكثر من 20 عاماً وعملت كمساعدة في المنازل وشُفيت بمعجزة في لودر من مرض القلب في عام 1977.
لم تكن تعلم لز أمبارو كيفيّة تلاوة الصلاة، فكانت تتضرّع الى العذراء ببراءة طفولية وتشفق على الجميع دون استثناء. كانت تعلم بوجود الكائن الأسمى وهو الله إلا أنّه لم تسنح لها الفرصة للقيام بالواجبات الدينية أوتناول القربان المقدس.
أما اليوم فقد حظت بمرشد روحيّ وهو الكاهن ألفونسو ماريا سيندرين من الرهبنة الكرمليّة للحفاة (التي تضم نساء ورجالاً ورهباناً وراهبات روم كاثوليكيين يحيون حياة متصوفة وكهنوتية تحت رعاية روح القديسة تيريزا قديسة أفيلا والقديس يوحنا). لقد وصفها موجّهها الروحي بالتواضع والطيبة وأنّها امرأة تحمل الروح الكاثوليكيّة المتوهّجة والمطيعة. وقد نالت هذه الشهادة على لسان العديد من الأشخاص.
 
 
3   سيدة العمود، مريم العذراء  
عيدها 12 تشرين الثاني / أكتوبر
كان القديس يعقوب الكبير واحدا من أصدقاء يسوع المقربين كما كان كلّ من بطرس ويوحنا. هو ابن زبدي وسالومة وشقيق القديس يوحنا الرسول وقد يكون ابن خالة يسوع. لقد سميّ الكبير لأنّه أصبح رسولا قبل القديس يعقوب الصغير. بعد الجمعة العظيمة، القيامة، وصعود يسوع إلى السماء وحلول الروح القدس يوم العنصرة. بدأ يعقوب تبشيره. ونشر البشرى السارة في أرجاء إسرائيل وبعد ذلك بفترة وجيزة في الامبراطورية الرومانية. ثم سافر إلى أيبيريا ووصل إليها في السنة 40م إلى قرية سرقسطة في شمال شرق إسبانيا ورافقه ثمانية أشخاص آخرين في رحلته. واسم القديس يعقوب في اسبانيا هو سانت لاغو. ولم يكن البلد الذي اختاره مشجعا على نشر الإنجيل مما أصابه بالحزن الشديد. في أحد الأيام فيما كان يصلي ظهرت له السيدة العذراء وأعطته تمثالا خشبيا لها وعمودا مصنوعا من حجر اليشب وأخبرته أن يبني كنيسة إكراما لها وأن يضع العمود والتمثال عند الهيكل وبذلك يكون اسم الكنيسة "سيدة العمود الطوباوية"
بنى القديس يعقوب الكنيسة في ذلك المكان إكراماً للعذراء الطوباوية ووضع التمثال على العمود. وبعد ذلك بفترة، عاد القديس يعقوب إلى أورشليم حيث قطع هيرودس رأسه عام 44 للميلاد. ولأنّه لم يكن مسموحا أن يتم دفنه، أخذت جميع رفات القديس يعقوب الكبير بعد استشهاده إلى كومبوستيلا في إسبانيا من قبل أتباعه ووجدوا هناك مكانا مناسبا للدفن. وبعد عدة قرون شقّ المور طريقهم إلى إبيزا واستولوا على كامل إسبانيا في عام 711 ولم يعد أحد يفكر في رفات أوفي قبر القديس يعقوب حتى القرن التاسع عندما انتشرت الشائعات عن وجود قبر القديس يعقوب الرسول في شمال إسبانيا وهزم شارلمان المسلمين وأمر بحج كبير إلى كومبوستيلا وبنيت كنيسة صغيرة فوق رفات القديس وبعد ذلك بفترة قصيرة بنيت كنيسة كبيرة مكانها وكرّست عام 889 وبقيت قائمة قرابة قرن من الزمان حتى عام 997 عندما قام موس بإحراق الكنيسة وهدمها. أصبح قبر القديس يعقوب الرسول مركز مدينة صغيرة وهي مدينة سانتياغو دي كومبوستيلا في فلافيا وكان أسقف آريا يقيم هناك في فترة إجازته الصيفية مما أفاد كومبوستيلا كثيرا لأنه كان قد حان الوقت لبناء كاتدرائية جديدة وهي ما تزال قائمة حتى الآن، كاتدرائية سانتياغو والتي كرّست عام 1211.
الكاتدرائية:
يوجد المدخل الرئيسي على البلازا ديل أوربادوريو ويتم الوصول إليه عبر درج ضخم وتوجد أيقونة القديس يعقوب في الوسط وهو متكئ على عصى المشي. ويطلق على العمود الرئيسي للباب اسم "عمود الحجاج" لأنّ كلّ حاج يدخل الكاتدرائية يضع يده هناك كأنّه يقول: "لقد وصلت إلى هنا سالما". وفوق المذبح الرئيسي في الزاوية الجنوبية البعيدة للمبنى يمكن للزائر رؤية تمثال القديس يعقوب. يوجد قبر يعقوب الرسول في السرداب خلف المذبح الرئيسي وينهي الحاج رحلته بتقبيل حاشية العباءة المرصعة بالجواهر والتي تكسو التمثال. وهناك متحف يعرض بقية كنوز الكاتدرائية.
 
 
4    سيدة أمريكا، العذراء مريم.  
عيدها، في 25 أيلول/ سبتمبر 1956
كانت عشية عيد شهداء أمريكا الشمالية في 25 أيلول/ سبتمبر 1956، حين ظهرت السيدة العذراء للأخت ميلدريد ماري (أفرام) نيوزيل خلال ساعة سجود خاصة في كنيسة منطقة كنيب سبرينغز في مدينة روما – ولاية إنديانا. في عام 1938، بدأت الأخت ميلدريد تختبر اختبارات روحية، ولكنها لم تعرها اهتماماً كبيراً مفترضة حدوثها مع جميع المكرسين. ولكن مع تزايد وتيرتها خلال السنوات العشر التالية، قررت إخبار كاهنها المعرّف الذي حذرها من أن تكون من نسج خيالها. عندما بدأت هذه الزيارات تأخذ شكل برنامج أوطريقة معينة لإكرام مريم العذراء طُلِب من الأخت ميلدريد نشرها، اتجهت الأخت إلى الأسقف بول. ف. ليبولد كما طلبت منها العذراء. وأصبح الأسقف ليبولد -ولاحقاً رئيس أساقفة كينتاكي، أبرشية أوهايو- مرشدها الروحي بين عامي 1940 و 1972 حتى وفاته المبكرة بسبب تضخم القلب. وأصبح مقتنعاً تماماً بصحة هذه الرسائل ومصدرها الإلهي ووافق على مذكرات الأخت ميلدريد كما منح موافقته على الرسم التخطيطي للميدالية (الأيقونة) التي طلبت السيدة العذراء من الأخت ميلدريد أن تقوم بصكها، وهي ميدالية تحمل على وجهها الأمامي صورة العذراء سيدة أمريكا، وتحمل شعار الأسرة المسيحية والثالوث الأقدس على الوجه الخلفي.
وعدت السيدة العذراء بأن معجزات أكثر من التي مُنحت في لورد وفاطيما ستمنح هنا في أمريكا وفي الولايات المتحدة بالتحديد، إذا قمنا بما تريده منا. وقالت الأخت ميلدريد ماري بأنّ السيدة العذراء قد سمّت نفسها سيدة أمريكا استجابة للحب والشوق لهذا اللقب الذي وصل إليها من قلوب أبنائها في أمريكا. هذا اللقب هو إشارة إلى رضا وسعادة السيدة العذراء بإكرام أبنائها لها في أمريكا، وأنّ هذه الزيارة هي استجابة لشوق قلوب أبنائها في أمريكا.
وقد نقلت الأخت ميلدريد ماري عن السيدة العذراء قولها: " إنّ أمريكا هي التي ستقود العالم إلى السلام، سلام المسيح الذي أحضره معه من السماء." " أبنائي الأعزاء، ما لم تقبل الولايات المتحدة وتحمل بلإخلاص الأمر الموجه لها من السماء لتقود العالم نحو السلام، سيحلّ عليها وعلى جميع الأمم دمار عظيم من الحروب وعذاب لا يوصف. ولكن إن كانت الولايات المتحدة أمينة في أداء هذا الواجب لكنّها فشلت في تحقيق السلام بسبب عدم قبول أوتعاون بقية الدول عندئذ لن تتحمل الولايات المتحدة عبء العقاب الذي هو على وشك الوقوع." " لذلك ابكوا، يا أبنائي الأعزاء، ابكوا مع أمّكم على خطايا البشر." قالت العذراء. " تشفّعوا معي أمام عرش الرحمة لأن الخطيئة قد غمرت العالم والعقاب ليس بعيداً."  " إنّها أظلم ساعة، ولكن إن جاء البشر إليّ، فإنّ قلبي الطاهر سيجعلها منيرة من جديد بالرحمة التي سيمطرها ابني من خلال يديّ. ساعدوني لأخلّص أولئك الذين لن يخلّصوا أنفسهم. ساعدوني لأعيد نور شمس سلام الله إلى العالم من جديد".
" إذا لم تتحقق رغباتي ستحلّ عذابات كثيرة بهذه الأرض. يا ابنتي المخلصة، إذا أخذت تحذيراتي بجدية وجاهد عدد كافٍ من أبنائي باستمرار وإخلاص على تجديد وإصلاح ذواتهم في حياتهم الداخلية والخارجية، عندئذ لن تحدث حرب نووية. ما يحدث في العالم يعتمد على أولئك الذين يعيشون فيه. يجب أن يكون هناك خير أكثر بكثير من الشر السائد حتى يتمّ تجنب المِحرقة الوشيكة. مع ذلك أقول لك يا ابنتي، أنّه حتى لو حدث هذا الدمار الكبير لأنّ تحذيراتي لم تؤخذ بجدية من قبل عدد كافٍ من النفوس سيظلّ هناك بقية لن تمسّها هذه الفوضى، وهم أولئك الذين أخلصوا في اتباعي ونشر تحذيراتي، وسيملؤون الأرض من جديد تدريجياً بحياتهم المكرّسة والمقدسة".
 
5    سيدة الصمت، مريم العذراء  
يا مريم يا أّم الله ، علميني أن اكون صامتاً، وبالإصغاء سأفهم أن أعمل مشيئة الله
  الصمت جزء هام جداً من الحياة الروحية، فهو يعزز ويرعى الصلاة والقداسة والإصغاء لله وسماع ما يريده الله لنا. كما أنّه يساعدنا في التحكم بعواطفنا إذ يساعدنا أن نكون هادئين، منظمين، وساكنين." فكفوا واعلموا أنّي أنا الله"، يقول لنا الإنجيل. كم هو ملفت ومهم بأنّه لم يقل لنا ان نقرأ او نتعلّم أو  ندرس، بل أن نكون ساكنين ونعرف الله.    الربّ يتكلّم في صمت قلوبنا، هو يتكلّم معنا في معظم الأحيان عندما نكون ساكنين وصامتين. يمكن للسيدة العذراء أن تساعدنا كي نكون أونصبح صامتين. إذا التجأنا إلى أمّنا القديسة بالصلاة وطلبنا منها نعمة أن نكون صامتين وأن يكون الصمت جزءاً من حياتنا، عندئذ سنغتني من بركة الصمت. يتوجب علينا في كلّ يوم أن نقضي بضع لحظات صمت مع مريم، واضعين ذواتنا في حضور سيدنا العذراء ونكون في هدوء، سكون، وصمت. وخلال وقت الصلاة هذا سنتجدد بنِعم الصمت والسكون التي منحتنا إياها السيدة العذراء.
 اطلب من السيدة العذراء أن تساعدك على زيادة الصمت في حياتك، اقض وقتاً كلّ يوم في تعزيز الصمت. أخبر أحباءك بما تقوم به لكي يتفهموا. وعندما تحصل على قلب وفكر أكثر هدوءاً، اشكر سيدتنا العذراء الطوباوية على هذه العطية الغالية التي لا تقدر بثمن.
وهناك نوع آخر من الصمت وهو أكثر صعوبة وهو أن نكون صامتين عندما نتعرّض للأذى والإهانة، أن نكون صامتين عندما نغضب، أن نمتنع عن التفوّه بالكلمات المسيئة والجارحة، وأن نصمت إذا عارضنا الناس. هذا ليس سهلاً فاطلب المعونة من السيدة العذراء، اسألها أن تجعلك أكثر تشبهاً بابنها الذي بقي صامتاً في وجه من كانوا يتهمونه زورا.
فلنكرّم سيدة الصمت تكريماً خاصاً، ويشير الأب أبرام رايان، الكاهن والشاعر إلى " المشي في وادي الصمت"، فلنبذل جهداً لزيارة وادي الصمت هذا. هلمّوا نمنح الصمت مكاناً في حياتنا، في عقولنا، وفي قلوبنا. فهو سيساعدنا لنصبح أكثر هدوءاً وعافية وننمو في القداسة. هلمّوا نبدأ اليوم. لكننا نحتاج للمعونة، فلنطلبها من أمّنا مريم، سيدة الصمت.
 
 
6     سيدة مدغوريه، مريم ألعذراء، أولاد مدغوريه الاعزاء،  15 مارس 2005   
 
التسبيح ليسوع ومريم !  1- في الثاني من مارس، تجمع الكثيرون منّا حول مريانا خلال الظهور الشهري الذي تراه في العلّية. بصورة غير متوقعة، (هذا نادر) بثت مريانا رسالة هذا الشهر بعد الظهور: " أولادي الأحبّة، افعلوا كما أفعل أنا. تعالوا وقدّموا المحبّة. من خلال مثلكم، أعطوا ابني للجميع!"غالباً ما نسأل أنفسنا في مناسبات معينة، " ماذا عليّ أن أفعل، كيف أقدر أن أتصرّف في هذا الوضع؟"
في هذا كلّه، تدلّنا السيدة العذراء على الطريق. إذا سألناها من أعماق قلوبنا ما كانت تفعله لو كانت مكاننا، نعرف أنها تستجيب صلواتنا وترشدنا إلى الخطوات التي نحتاج أن نتخذها لكي نُرضي الله!

 
بينما كنت أسير بعد انتهاء الظهور، التقيت براهبة شابة من ألمانيا. طلبت منّي أن أصلّي من أجلها لأنها سوف تقدم نذورها الدائمة قريباً. نظرت إليّ بسعادة وأخبرتني مبتسمة: " بينما كنت في طريقي هذا الصباح إلى الظهور، صلّيت بحرارة لسيدتنا العذراء قائلة لها، " أمي العزيزة، أعرف أنك لا تعطِ أبداً رسالة في الثاني من الشهر، لكن اليوم أرجوك أن تعطيني علامة من أجل نذوري، أعطنا رسالة! وأرجوك أن تخبريني في هذه الرسالة ما يجب عليّ أن أفعله" تخيّلوا الفرح التي اعتراها عندما بُثّت الرسالة للحضور! كانت الجواب الصحيح لطلبها! " افعلوا ما أفعله أنا." بالتأكيد، حصلت هذه الراهبة على طريقة حياتها لبقية أيامها! كذلك نحن، ً نقدر أن نعمل هذه الطريقة أيضاً!
 2- إحدى أهم الممثلات الايطاليات، كلوديا كول، أمضت بضعة أيام في مدغوريه. دعتها الأم القديسة إلى رحلة حجّ للشكر بعد ارتدادها للمسيح، بطريقة رائعة، حتى تركت كثير من الشبيبة في ايطاليا وأماكن أخرى يفكرون.
 
بالرغم من أن كلوديا ترعرعت في عائلة مؤمنة، كانت ملحدة إلى ما  قبل خمس سنوات. لأن ولادتها كادت أن تكون دراماتيكية، كرّستها أمها إلى سيدة الوردية. ومنذ عمر يانع تكفّلت بها جدّتها التي ربّتها بالكامل. تعلّمت من جدّتها أن تشعر بقرب الأم القديسة وأن تصلّي لها. لكن إغراءات هذا العالم، مثل النجاح، والمال السهل والوافر تملكا على كلوديا بسرعة وجذباها إلى نوعيّة حياة تندم عليها الآن.
 
كيف استطاع يسوع أن يسترجع خروفه الضال؟؟ منذ خمس سنوات، زارت كلوديا "بالصدفة" كنيسة في روما، حيث تعيش. هذه الكنيسة الصغيرة، كنيسة القديسة انستازيا، هي الوحيدة حيث يُعرض القربان المقدس من أجل العبادة والسجود له 24 ساعة في اليوم. كانت جماعة التجدد في الروح تصلّي هناك، (كاريزماتيك). قرّرت أن تبقى. كانت تقف هذه المرأة المتمدّنة إلى جانب هذه الجماعة البسيطة من المؤمنين. كانت تبدو في غير مكانها، من النظرة البشرية! لكن بدأت كلوديا تبكي فجأة وتنوح بقوّة. كان يسوع حقّاً هناك، فهمت في أعماقها، برؤية كانت قد وصفتها لاحقاً مثل "الفلاش". بيّن لها يسوع جميع خطاياها وفي الوقت ذاته بيّن لها حبّه! عندما خرجت كلوديا من الكنيسة، لم تكن الإنسان ذاته.
 
 
7    سيدة الصوفانية، مريم العذراء  
قصة العذراء الصوفانية وارتبط اسم ميرنا الأخرس بالصوفانية
 هو حي متواضع في دمشق، يقع خارج السور القديم بالقرب من البوابة المسمّاة باب توما الذي تغلب على قاطنيه الدين المسيحي وما أطلق شهرة ميرنا هو تلك الظواهر الغريبة التي حدثت لها وأثارت حيرة من شهدها.
تزوجت ميرنا من نيكولاس نظور وهي بعمر 18 سنة وسكنت معه في ذلك البيت في حي الصوفانية، وفي 27 نوفمبر 1982 حدث في المنزل ظاهرة غريبة إذ انسكب الزيت من أيقونة صغيرة معلقة تمثل السيدة العذراء وهي تضم إلى صدرها الطفل يسوع، تلك اللوحة معروفة بـ سيدة قازان. وشكل هذا الحدث مفاجأة لميرنا ومن كان معها، ومنذ ذلك توالت عدداً من الأحداث والظواهر الغريبة.
وتقول ميرنا أن السيدة مريم العذراء تجلت لها خمس مرات وفي عام 2004 انسكب الزيت من وجهها ويديها وعنقها، وفي 27 نوفمبر 1983 ظهر عليها لأول مرة آثار الصلب فيما يدعى بظاهرة ستيغماتا Stigmata إذ انفتحت في يديها وقدميها وجنبها وتوالت هذه الجراح خلال السنين التي تلتها. ونظر الكثيرون من أتباع الدين المسيحي إلى تلك الظواهر على أنها معجزات الهية وقد وضع الأب الياس زحلاوي كتاباً بعنوان: الصوفانية، في ثلاثة أجزاء، تحدث فيها عن ميرنا خلال 25 عاماً أي من سنة 1982 إلى سنة 2007 وهذا الكتاب يُفَصِّل كل ما وقع لها في هذه السنوات
زيت يرشح من الأيقونات ومن  جسد ميرنا،
في 22 نوفمبر من عام 1982 كانت ميرنا تصلي مع أفراد آخرين من عائلتها عندما كانت في زيارة إلى ابنة حماها وفجأة أحست بشعور غريب وبدأت ترتجف كما لو أن قوة مجهولة تخرج من داخلها وعندها رشح زيت من يديها وللمرة الأولى. وفي 27 نوفمبر 1983 وقعت حادثة أخرى غريبة في منزل ميرنا ونيكولاس في الصوفانية تمثلت في خروج زيت من الأيقونة
كان نيكولاس اشترى الايقونة في عام 1980 من كنيسة أليكسندر نيفسكي الأرثوذكسية في صوفيا -بلغاريا وهي تمثل السيدة مريم العذراء وهي تحضن الطفل يسوع ، توقف رشح الزيت من لاأيقونة المذكورة في 26 نوفمبر من عام 1990، لم يكن الزيت يرشح بشكل متقطع منذ 27 نوفمبر 1985 إلى 25 نوفمبر 1986 على الرغم من عدم إنقطاع الصلوات.
كان الزيت يرشح من ميرنا خلال صلواتها وخلال الحديث عن تلك الظاهرة أو خلال فترات نشوتها وأحياناً يخرج عند حديثها عن السيدة مريم عليها السلام، وخلال فترة الصيام بين 26 إلى 29 نوفمبر 1984 كان الزيت يخرج من يديها ووجهها ورفبتها وعيونها وبطنها
أجريت 6 تحاليل علمية لمعرفة طبيعة الزيت الذي جمع من الأيقونة ومن جسد ميرنا ومن عينات جمعت من بلدان مختلفة، عينتان من سوريا وعينتان من ألمانيا وعينة واحدة من باريس وأخرى من روما في إيطاليا وجائت النتائج أن ذلك الزيت هو 100% زيت زيتون صاف
 
 
8    سيدة ايليج لبنان، ايقونة العذراء مريم  
 
وجدت هذه الأيقونة في المقرّ البطريركي الماروني في منطقة القطارة-ميفوق، في قضاء جبيل، من جبل لبنان، ولقد رافقت البطاركة الموارنة من سنة 1121 وحتَّى سنة 1545، وبعد رحيلهم إلى وادي قنُّوبين، بقيت الأيقونة محفوظة هناك، في صندوق.
هذه الأيقونة علاقة بالمجامع المسكونيّة التي عُقِدَت في الشرق: مجمع نيقيا سنة 325، ومجمع أفسُس سنة 431، ومجمع خلقيدونيا سنة 451، التي أجمعت على أنّ في شخص يسوع المسيح، طبيعتان: إلهيّة وإنسانيّة، دون أن تختلطا أو تنفصلا، فهو إله كامل وإنسان كامل، ومريم بالتالي هي والدة الله(Theotokos - Θεοτοκος)

ركّز مجمع أفسس على مريم العذراء كونها أم الله (Theotokos)، أي المكان الذي يقيم فيه الله، واعترف بمريم العذراء أمّاً لله، وليست أمّاً ليسوع الإنسان فقط. من هنا النشيد الماروني: "يا أمّ الله يا حنونة..." الذي أنشده البطاركة الموارنة والرهبان والراهبات والشعب، والقدّيس شربل ومار نعمة الله والقدّيسة رفقا، الذين كانوا يترنّمون بأمّ الله مريم، التي أرشدتهم إلى ابنها يسوع الطريق والحقّ والحياة. انطلاقاً من هذه العقيدة Theotokos- أمّ الله، نرى يسوع الطفل على ذراع أمّه مريم اليسرى، كما تقول الليتورجيا المارونيّة: "ورأسها تَدعَمُ يُمنى الابن الربّ الحيِّ الوهّابِ
...".
نشاهد في الأيقونة ثلاث نجوم: على رأس العذراء وكتفيها، علمًا أنّنا لا نرى النجمة على الكتف اليُسرى، بسبب وجود الطفل يسوع على ذراعها، والمقصود هو أن#1617;َ مريم العذراء هي أمّ الله، وبقيت بعد ولادته عذراء (قبل الميلاد وفيه وبعده... كما جاء في تساعية الميلاد). لقد تخطّت مريم العذراء الزمن، فهي أمّ يسوع الإنسان وأمّ يسوع الإله، نعبّر عن ذلك من خلال الوجهين الموجودين في أعلى الإيقونة وهما رمز للشمس والقمر، مقياسَي الزمن الذي يعيش فيه الإنسان، الليل والنهار.
مريم هي مع الزمن الذي يعيشه الإنسان، وهي بالتالي تخطّت الزمن Transtemporaire، لأنها أمّ الله، تعيش في كلّ الأزمنة. قال لها يسوع :" يا امرأة هذا هو ابنُك..." (يو 19: 26). مريم هي أمّ الكنيسة، هي أمّنا، تعطينا ابنها يسوع لنحيا به في كلّ الأزمنة. نلاحظ وجود هالة حول رأس العذراء، هي عبارة عن إثني عشرة قطعة نقديّة، مستوحاة من سفر الرؤيا، الذي يتكلّم على المرأة الجديدة، وعلى رأسها إكليل من إثني عشر كوكبًا وتحت قدميها القمر (يو 12: 1)، هي حوَّاء الجديدة التي أعطت العالم الحياة.
الوشاح السماوي، ذات اللون الأزرق الذي ترتديه العذراء مريم أمّ الله، هو دليل على أمومتها السماويَّة. وأمَّا الثوب الذي ترتديه، تحت الوشاح، ذات اللون الأحمر، فيرمز إلى الطبيعة البشريّة التي أخذها يسوع من أمّه البتول مريم. وبالنسبة إلى الثوب الأبيض، الذي يرتديه يسوع، فيرمز إلى النّور والطهارة، وزناره الأبيض المرفوع قليلاً على الصدر يرمز إلى المَلكيّة، وإلى السيادة كما كانت الاعتبارات في حينها. وثوبه البنيّ اللون الذي يرتديه يسوع أيضًا، وقريب من اللون الترابي، يدلّ على أنّه اتَّخذ طبيعته البشريَّة من أمّه مريم، (كدائس داس المعصرة... هكذا اصطبغت ثيابه...، كما تقول الليتورجيا المارونيّة
).
تدلُّ حركة يد العذراء مريم اليُمنى على دورها تجاه البشريّة، وتُعرف بالهادية: Hodigitria، التي تدلّ على ابنها يسوع. أمّا يدها اليسرى فغير ظاهرة في الإيقونة، تماماً كما يد ابنها يسوع اليسرى. وأمّا حركة يَدُ يسوع اليُمنى فنرى فيها علامة X، يبارك فيها، ويستعملها الكهنة اليوم لمنح البركة.
تقاطيع منديل العذراء الذي على رأسها يذكّرنا بفن منمنمات ربولا (القرن السادس)، أسقف الرُّها، بحيث أنَّنا نرى التقاطيع نفسها واللون الأحمر تحت الأزرق، أي أن البشريّة اتّشحت بالألوهة. نلاحظ أيضاً أنَّ القامة ممشوقة، طويلة، وهذا يعود إلى الفن الهلّيني. اللطخات الموجودة في أسفل الصورة هي نتيجة طعنات الخناجر التي تعرّضت لها الإيقونة أثناء الاضطهادات. عينا العذراء مفتوحتان علامة الدخول في عالم الله، عالم المجد، لأنَّ إنسان الأيقونة يجب أن تكون عيناه مفتوحتين أبدًا، لأنّه يشاهد مجد الله. في وجه أمّ الله جمال ورقّة وحنان، تنتظر لتستقبل، وترافقُ العائدين مودِّعة. عينا الطفل يسوع كعيني أمّه، نرى فيهما وعياً ورُشداً، تحدّقان إلى البعيد، تريان صليب الخلاص وتشتاقان إلى الفداء.
 
9    مسبحة الوردية، العذراء مريم، سيدة الوردية  
مسبحة الوردية هي يسوع الانجبل الحي الشعبي
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في السابع من شهر تشرين الأول من كل عام بعيد العذراء سيدة الوردية،
إنّ صلاة المسبحة قديمة العهد كان الرهبان قديماً يردّدون الصلوات بإستعمال حبلٍ معقود بمئة وخمسون عقدة.. إلى أن تدخلت السيدة العذراء بظهوراتها على القديس عبد الأحد فشدّدت على هذه الصلاة وإختارتها كصلاة إلهيّة مَرضيّة لدى الله ومحبّبة إليها.ويظهر ذلك أيضاً من خلال ظهوراتها بلورد وبلدة فاطمة مثلاً.
القديس عبد الأحد الذي ولد سنة 1170 في إسبانيا وتوفيَ سنة 1221، عمِلَ مع أبٍ آخر على إغناء المسبحة بإدخال الأسرار إليها، كما أوحت له السيدة العذراء للتأمّل بحياة يسوع وحياة مريم أمّه. وسميّاها المسبحة "الورديّة". فقُسِّمت إلى ثلاثة أقسام  وأضاف البابا يوحنا بولس الثاني قسم رابع اعلنه في الرسالة الباباوية التي ظهرت في 16 تشرين الأول من العام 2002 وهي أسرار النور

وكل قسم مقسّم بدوره إلى خمس أبيات كلّ بيت يتألّف من عشر حبّات يُضاف حبّة كبيرة بين كل بيت وآخر لتلاوة الصلاة الربّية التي علّمنا أياها سيدنا يسوع المسيح.
وقد خصِّصَ يومَي الأثنين والسبت لأسرار الفرَح، والثلاثاء والجمعه لأسرار الحزن والأربعاء والأحد لأسرار المجد. ويوم الخميس لأسرار النور.
  لنصلّي دائمًا المسبحة الورديّة، وتحت رعاية أمنا العذراء وملكتنا وبروح الندامة الصادقة. ولنتأمّل في كلّ سرّ من أسرارها سيّدنا يسوع المسيح طريق الحقّ ونور العالم. وعندما نعرفه حقّ المعرفة فلا نفتّش إلاّ عن السلام الحقيقيّ الوحيد "سلام المسيح في مملكة المسيح"
 وما يثبت لنا رفعة وشرف هذه الصلاة أيضًا، أقوال الأحبار والملافنة المشجّعة لها، ومديح من أصبحوا قدّيسين فكانت قداستهم شهادة وبرهانًا قاطعًا على سمو هذه الصلاة العجائبيّة، التي اقبل على تلاوتها المؤمنون عبر الأجيال فخصّوها بمنـزلة رفيعة، وعاشوا تأملاتها، ووصلوا بفضلها إلى أسمى المراتب الروحيّة:
 فالمواظبة على تلاوة المسبحة هو اقتداء بالمسيح واتحاد ونمو بمحبته، وحيث السيّدة العذراء سلطانة الورديّة المقدّسة، تلك الأم الحنون، حاضرة ابدا لتتشفع لنا وتحمينا.
    وللشهادة، ها هي الأم ماري ألفونسين كليمة العذراء،  طوباوية وقديسة المسيح الممجد بها
  • انها زهرة مقدسية من فلسطين، 1843-1927
  • اسمها سلطانة غطاس من القدس - فلسطين
  • حظية هذه الراهبة بنعمة تكرار ظهورات سلطانة الوردية، مريم العذراء،عليها
  • بايحاء من العذراء مريم اسست رهبانية الوردية
  • وبرهبانية الوردية، حركت سيدة الوردية  القلوب
  • مسبحة الوردية تعيد الميت إلى الحياة
  • واليوم رهبانية الوردية منتشرة في بلدان الشرق الاوسط
 
 
 
10   مزار سيدة لبنان، حريصا، لبنان  
مريم العذراء، سيدة لبنان، سيدة حريصا
يقع مزار سيدة لبنان في بقعة جغرافية تتميز بمناظر خلابة، هي من أجمل مواقع لبنان السياحية. فالمزار يحتل مكانًا في احراج صنوبر، يطل على خليج جونيه. وقد ادرجته وزارة السياحة معلمًا مهمًا من معالم السياحة اللبنانية، وهي تشجع السياح العرب والاجانب على زيارته.
إنّ أرض المزار قدّمها البطريرك الماروني الحويك والقاصد الرسولي المطران دوفال. مع العلم ان رُفاة المطران دوفال نقلت ودفنت في المعبد حيث هناك لوحة تخلد ذكراه.
إن مزار سيدة لبنان – حريصا، هوملك للبطريركية المارونية، وتديره جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة منذ تاسيسه في 1904. حيث يؤلف الآباء القيمون عليه جماعة ديرية رسولية.
اما المعجزة فهي ...
ففي زمن الاحتلال العثماني على لبنان، كان اقامة نصب تمثال بهذا الحجم والنوع لا بدّ من الحصول مرسوم سلطاني يتضمّن موافقة السلطات العثمانية. فيومها أرسل متصرّف لبنان مُغفّر باشا برقية يطلب فيها موافقة اسطنبول على نصب التمثال فكان الذهول بل المعجزة حين وصل ردّ الموافقة بعد 5 ساعات فقط.
 في أوائل 1908 أنجز المعبد وقاعدة التمثال تحت إشراف الأب شكرالله الخوري وبعد فترة قصيرة نُصب تمثال العذراء فكان التدشين في 3 أيار 1908 عند العاشرة صباحاً.
بعد حفل تدشين المزار الذي اقامه المونسينيور Giannini واحتفل البطريرك الحويك بذبيحة القداس،أعلن الأحد الأول من شهر أيار عيداً سنوياً لسيدة لبنان.
فمن سنة 1904 غدت جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة قيمة على المزار، بموجب إتفاقية خطّية من البطريرك الماروني الياس الحويك والحافظ الرسولي Giannini.
ان جمعيّة المرسلين اللبنانيين الموارنة التي تعتبر ان هدفها الاساس هو إعلان يسوع المسيح وبشارته الخلاصية من خلال الكرازة بالإنجيل وخدمة الكلمة، تسعى من خلال الجماعة الديرية في مزار سيدة لبنان، إلى تحقيق هذه الغاية عبر حسن استقبال الحجاج والزائرين، وتأمين الخدمات الروحية والراعوية لهم، وخدمة الاسرار الكنسية، وممارسة الإرشاد الروحي.
يسعى "الآباء المرسلون" في جماعة مزار سيدة لبنان إلى عيش ثلاثة أهداف كرسوا نفوسهم لها بالنذور المقدسة، وهي: 1. مجد الله الأعظم. 2. وخلاص نفوسهم. 3. وإفادة القريب الروحية.
يسعى الآباء المرسلون القيمون على إدارة المزار إلى توفير المفاهيم المريمية الصحيحة عقيدة وممارسة، وذلك باعتماد اللاهوت المريمي. وفي هذا الاطار يركز المرسلون على مبدأ الانطلاق مع مريم نحو يسوع، والتركيز على اكرامها وعبادة الله، وشرح المفاهيم الكنسية السليمة حول العجائب والظهورات والنذورات والممارسات التقوية الاخرى.
تحظى السيدة العذراء بمقام رفيع في الديانتين المسيحية والاسلامية. فيستضيف المزار لقاءات حوار مسيحي اسلامي تهدف إلى تعزيز مفهوم قبول الاخر المختلف والعيش معًا.
 تحتل السيدة العذراء في جميع الكنائس مكانة كبيرة واكراما في قلوب مؤمنيها. وانطلاقًا من هذه الحقيقة، تسعى الجماعة الديرية في المزار إلى تطوير علائق تعاونية روحية وراعوية مع كل الابرشيات والرعايا والرهبنات العاملة في لبنان، ومع الجماعات المسيحية المتنوعة. ويهتم القيمون على المزار بان تجد الحركات الرسولية في الكنيسة مكانا رحبا لها في مزار سيدة لبنان يستضيف انشطتها واهدافها وينمي العمل التطوعي، كقيمة دينية، بين ابناءها.  من خلال تعميق الحياة الروحية للمؤمنين 
 
 
 
 www.puresoftwarecode.com  :    HUMANITIES Institute  ART Institute & Others
 SOFTWARE Institute  CHRISTIANITY Institute    
 "Free, 100 Software Programming Training Courses"       History of the MARONITES in Arabic  Basilica Architecture, in the Shape of a Cross
 VISUAL STUDIO 2010 in English  Holy BIBLE in 22 Languages and Studies ...  Le HANDICAP c'est quoi ?   (in French)  Old Traditional Lebanese houses
 VISUAL STUDIO .NET, Windows & ASP in En  220 Holy Christian ICONS  Drugs and Treatment in English, french, Arabic  5 DRAWING Courses & 3 Galleries
 VISUAL STUDIO 6.0 in English  Catholic Syrian MARONITE Church  Classification of Wastes from the Source in Arabic  Meteora, Christianity Monasteries, En, Ar, Fr
 Microsoft ACCESS in English  HOLY MASS of  Maronite Church - Audio in Ar  Christianity in the Arabian Peninsula in Arabic  Monasteries of Mount Athos & Pilgrimage
 PHP & MySQL in English  VIRGIN MARY, Mother of JESUS CHRIST GOD  Summary of the Lebanese history in Arabic  Carved Rock Churches, in Lalibela, Ethiopia
 SOFTWARE GAMES in English  SAINTS of the Church  LEBANON EVENTS 1840 & 1860, in Arabic  
 WEB DESIGN in English  Saint SHARBEL - Sharbelogy in 10 languages  Great FAMINE in LEBANON 1916,  in Arabic  my PRODUCTS, and Statistiques ...
 JAVA SCRIPT in English  Catholic RADIO in Arabic, Sawt el Rab  Great FAMINE and Germny Role 1916,  in Arabic  
 FLASH - ANIMATION in English  Saint SHARBEL Family - Evangelization  Armenian Genocide 1915  in Arabic  4 Different STUDIES
 PLAY, 5 GAMES  Читать - БИБЛИЯ и Шарбэль cвятой, in Russe   Sayfo or Assyrian Genocide 1915 in Arabic  SOLAR Energy & Gas Studies
   Apparitions of  Virgin Mary - Ar  Christianity in Turkey in Arabic  WELCOME to LEBANON
 SAADEH BEJJANE Architecture  Andree Zouein Foundation    YAHCHOUCH, my Lebanese Village
 CARLOS SLIM HELU Site, new design  REPORT, Cyber Attack Attacks the Current Site  Prononce English and French and Arabic Letters  ZOUEIN, my Family - History & Trees
       Chucri Simon Zouein, Computer engineer
     
echkzouein@gmail.com
© pure software code - Since 2003