Pure Software code
                       
 
www.puresoftwarecode.com

SOFTWARE Institute
Teach                           YourSelf
100 Software Programming Training                           Courses
For Free                           Download


CHRISTIANITY                           Institute
HUMANITIES                           Institute
more the 400 Subjects,                           All for Free Download.                        
Lebanon  
Humanities Institute
Great Famine & Germany Role  1916     
 
 
 

Menu, Great Famine 1915 (Arabic)

  Home: Humanities Institute, Great Famine and Germay role 1916
Home
المانيا بالتكافل مع العثماني ابادوا 200 الف انسان مسيحي جوعا في جبل لبنان، اي ثلث شعب جبل لبنان
 
   1- مقدمة  
 
كتب "المارشال أوتو ليمان فون زاندرز (Otto Liman von Sanders)، رئيس البعثة الألمانية لتحديث الجيش العثماني منذ العام 1913، وقائد الجيوش العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى" في مذكراته:
  • “بدأت القيادة العليا الألمانية في العام 1916 الاستحواذ على المواد الخام، وعلى منتجات زراعية من تركيا وشحنها إلى ألمانيا بإشراف ألمان”
  • كان التفاوض مع السلطات المحلية على شراء ما تحتاجه ألمانيا من مواد زراعية وثروات باطنية، اما مباشرة أو عبر السفارة الألمانية في استانبول او مفوّضها العسكري.
  • في حزيران 1916 ، اي بعد شهرين من التعليمات الى زاندرز، أرسلت ألمانيا  نصف مليون كيس فارغ لملئها بالقمح السوري وشحنها إلى استانبول،
     
  • أنَّ جمال باشا، الحاكم العثماني العام على سورية، اجتمع بكبار التجار في حلب وبيروت وحوران لتحضير الكمية المطلوبة، على أن يتمَّ شراؤها من المزارعين مباشرة. فكان على حلب أن تؤمّن 60 ألف طن من الدقيق، والتاجر ميشال سرسق في بيروت 80 ألف طناً، وأسرة عينتابي المقدسية 10 آلاف طن.
    وفي تشرين الثاني 1916، تكرّرت المحاولة مرّة ثانية، حين أمر جمال باشا تجاراً من بيروت وطرابلس وحلب والقدس بتأمين كمية 235 ألف طن من القمح.
جياع هاجروا قراهم وراء الطعام، فماتوا في الطريق
 
 
في المقابل، يؤكد شهود محليون مسؤولية الألمان عن سحب الحبوب من سورية طوال سنوات الحرب.
  •  سعيد اسحق يذكر، الذي كان يعمل لدى “شركة سكّة حديد بغداد” الألمانية في شمال سورية مقابل الحصول على الطعام فقط، كيف أنَّ الشركة كانت تشتري الحبوب من المخازن في منطقته بأسعار مرتفعة، ما تسبّب بمجاعة لدى سكانها.
  •  الشيخ علي الطنطاوي، أحد سكان دمشق، وصفما كان يراه فيها بالقول: “كان الناس يقفون أرتالاً أمام الأفران يطلبون الخبز بالذهب، فلا يجدونه، لأنَّ الألمان استأثروا بأطايب القمح، وتركوا للناس شراء الحنطة وأبخث الشعير.
  • لطف الله نصر البكاسيني، يعزو في كتابه أنَّ الغلاء الفاحش الذي ضرب لبنان في السنة الأخيرة من الحرب (1918)، هو أنَّ ألمانيا كانت تبتاع ما تستطيع من الحنطة السورية بأثمان يعجز الوطنيون عن المشترى بمثلها. وكان لديها، اي المانيا،  زهاء 20 ألف سيارة تنقل الحنطة إلى بلادها.
  • فما من شكٍّ أنَّ ألمانيا كانت تستحوذ على القمح السوري طوال الحرب، وإن كانت الكميات المشتراة غير معروفة. على كل حال، هناك تصريح للمارشال فون زاندرز عقب دخول الجيش البريطاني إلى فلسطين نهاية العام 1917 وقيامه بشراء القمح منها لوحداته في المنطقة، جاء فيه: لو توافرت لنا الاعتمادات المالية، لكنا اشترينا القمح وشحناه إلى ألمانيا.
جياع، احياء يتناوبون دفن الاموات
 
     
 
  2- ما دور المانيا، الحليف الاكبر للعثمانين، في المجاعة في لبنان خلال الحرب العالمية الأولى?

 السوال البديهي للتاريخ، هل لالمانيا مسؤولية جزئياً عن المجاعة في لبنان من الناحيتين الأخلاقية والإنسانية؟
 لكن المبكي المضحك، ان الارشيف الالماني والفرنسي والانكليزي لا وثائق بخصوص المجاعات في الشرق الادنى، بينما مذكرات كبار المسؤولين العثمانين والالمان والشهود ينشرون الارقام والشواهد على ذلك وعلى مسبباتها .
لم يفرض جمال باشا حصاراً على تموين جبل عامل. وقد قارن أحد الباحثين اللبنانيين بين الوفيات في مناطق شمال لبنان حيث الغالبية المسيحية ومناطق في جنوب لبنان، بأن عدد الوفيات كان كبيراً جداً في المناطق المسيحية. وهذا يجعلنا نميل إلى فرضية أن العثمانيين،
رغم تأثّر المناطق اللبنانية بمستويات متفاوتة، إلا أنهم تعمدوا إجاعة المناطق المسيحية، خاصّة إذا صحّة المعلومات حول تصريحين لجمال باشا وأنور باشا باستهداف المسيحيين.
ماذا نقول اليوم عن التاجر المسيحي ميشال سرسق الذي ورد الى الالمان 80 الف طن من القمح، والذي كان اكبر من ساهم في الاحتكار
، بحيث  أصرَّ على بيع طحين اشتراه بـ 40 قرشاً بـ 250 قرشاً.
للاسف للوقاحة، العثمانيون السفاحون المتمثلين بجمال باشا السفاح خططوا للابادة بالمجاعة للمسيحيين ونفذوها بايدي الجلادين الالمان والتجار المسيحيين الحقيرين كميشال سرسق ومن  شابهه.

والتاريخ يذكر، في صيف 1918، يبدو أنَّ القيادة العسكرية الألمانية العليا في سورية انزعجت من الموقف الشعبي في لبنان الناقم على ألمانيا من جراء المجاعة، فأرسلت الضابط زاندل (Sandel)،  بمهمة استقصاء عن الأوضاع في لبنان وبيروت خصوصا. فيقول هذا الضابط زاندل ويقرّ: بأنَّه مقتنع شخصياً بأنَّ المأساة فظيعة دون ان  يتبنَّى رقماً لضحايا المجاعة، إلا أنَّه يشير إلى إحصاءات متصرفية جبل لبنان بموت حوالى 200 ألف نسمة من اصل 500 الف، من المجاعة والمرض. اليست ابادة.

للاسف، كان خوف المانيا على علاقاتها السياسية بالدولة العثمانية، السبب لان تكون المانيا بصمت الشاهد والشريك للعثماني على الابادة جوعا للمسيحي في جبل لبنان.
 جاع الاهل وابيدوا ...

 
  2.1- هل قام الألمان فعلاً بشراء الحبوب من المناطق السورية؟

خلال العام 1916، اشتدّت حاجة ألمانيا للمواد الغذائية، نتيجة الحصار البحري. وفي نيسان، طلب الرايخ من الدائرة التجارية في وزارة الخارجية الألمانية بحث مسألة استحواذ ألمانيا على المواد الزراعية من الدولة العثمانية. وتلقّى المارشال أوتو ليمان فون زاندرز (Otto Liman von Sanders)، رئيس البعثة الألمانية لتحديث الجيش العثماني منذ العام 1913، وقائد الجيوش العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، التعليمات بأن يطلب من المسؤولين العثمانيين زيادة مساحات الأراضي الزراعية لديهم، وإنشاء دائرة مركزية لجمع الحبوب والمواد الخام والثروات الباطنية في الشرق الأدنى. وكتب زاندرز في مذكراته: “بدأت القيادة العليا الألمانية في العام 1916 الاستحواذ على المواد الخام، وعلى منتجات زراعية من تركيا وشحنها إلى ألمانيا بإشراف ألمان” حصلوا على وظائف في وزارة الحربية العثمانية، وكانوا يتفاوضون مع السلطات المحلية مباشرة على شراء ما تحتاجه ألمانيا من مواد زراعية وثروات باطنية، أو أن يتمَّ ذلك عبر السفارة الألمانية في استانبول ومفوّضها العسكري.

وفي هذا السياق، تلقّى رئيس الدائرة الزراعية الألمانية لاقتصاد الحرب كيسرلينج Keyserlingk التعليمات بالاتصال بالهيئات العثمانية الموالية لألمانيا، مثل طلعت باشا، من أجل تشجيع الزراعة العثمانية لتواكب متطلّبات الحرب لألمانيا. ورأى تقرير أنَّ ممارسة نفوذ على الانتاج الزراعي العثماني، لا يكون مجدياً إلّا في حال تمَّ الحصول على ثقة “الكليك” العسكري والمدني العثماني، من أجل الاستحواذ على الانتاج الزراعي لعثماني لخدمة اقتصاد الحرب الألماني.

وبعد حوالى الشهرين من التعليمات التي تلقاها زاندرز، أرسلت ألمانيا في حزيران 1916 نصف مليون كيس فارغ لملئها بالقمح السوري وشحنها إلى استانبول، وأنَّ جمال باشا، الحاكم العثماني العام على سورية، اجتمع بكبار التجار في حلب وبيروت وحوران لتحضير الكمية المطلوبة، على أن يتمَّ شراؤها من المزارعين مباشرة. فكان على حلب أن تؤمّن 60 ألف طن من الدقيق، والتاجر ميشال سرسق في بيروت 80 ألف طناً، وأسرة عينتابي المقدسية 10 آلاف طن. وفي تشرين الثاني 1916، تكرّرت المحاولة مرّة ثانية، حين أمر جمال باشا تجاراً من بيروت وطرابلس وحلب والقدس بتأمين كمية 235 ألف طن من القمح.

وحول السؤال: هل واظب الألمان في السنوات التالية على الاستحواذ على القمح السوري؟ لم نعثر على شيء في الأرشيف الألماني يؤكّد ذلك. لكن فون زاندرز، ذكر أنَّ نتائج الاستحواذ على القمح والمواد الخام من السلطنة كانت محدودة. ويمكن تفسير ذلك أنَّ الزميل الحكيّم لم يعثر على معلومات أخرى حول الموضوع في الأرشيف الفرنسي تتعدّى العام 1916. وذكرت المؤرّخة الألمانية ليندا شاتكوفسكي شيلشر التي عملت على موضوع المجاعة في الأرشيفين البريطاني والفرنسي، أنَّها لم تجد معلومات حاسمة بالنسبة إلى موضوع المجاعة، مسبّبات ونتائج. لكنّها أشارت إلى وجود مذكّرات متفرّقة تشير إلى أنَّ فرنسا وبريطانيا كانتا على علم بها منذ العام 1916، لكن أرشيفيهما لا يحتويان على مناقشات لمسألة المجاعة وتبرير استمرار الحصار في ضوئها.

في المقابل، يؤكد شهود محليون مسؤولية الألمان عن سحب الحبوب من سورية طوال سنوات الحرب. فذكر سعيد اسحق، الذي كان يعمل لدى “شركة سكّة حديد بغداد” الألمانية في شمال سورية مقابل الحصول على الطعام فقط، كيف أنَّ الشركة كانت تشتري الحبوب من المخازن في منطقته بأسعار مرتفعة، ما تسبّب بمجاعة لدى سكانها. ووصف الشيخ علي الطنطاوي، أحد سكان دمشق، ما كان يراه فيها بالقول: “كان الناس يقفون أرتالاً أمام الأفران يطلبون الخبز بالذهب، فلا يجدونه، لأنَّ الألمان استأثروا بأطايب القمح، وتركوا للناس شراء الحنطة وأبخث الشعير. ويعزو لطف الله نصر البكاسيني في كتابه أنَّ الغلاء الفاحش الذي ضرب لبنان في السنة الأخيرة من الحرب (1918)، هو أنَّ ألمانيا كانت تبتاع ما تستطيع من الحنطة السورية بأثمان يعجز الوطنيون عن المشترى بمثلها. وكان لديها زهاء 20 ألف سيارة تنقل الحنطة إلى بلادها. ومن سياق الشاهدات المحلية والتقارير الفرنسية والمعلومات الألمانية، فما من شكٍّ أنَّ ألمانيا كانت تستحوذ على القمح السوري طوال الحرب، وإن كانت الكميات المشتراة غير معروفة. على كل حال، هناك تصريح للمارشال فون زاندرز عقب دخول الجيش البريطاني إلى فلسطين نهاية العام 1917 وقيامه بشراء القمح منها لوحداته في المنطقة، جاء فيه: لو توافرت لنا الاعتمادات المالية، لكنا اشترينا القمح وشحناه إلى ألمانيا.

Otto Liman von Sanders
المارشال الالماني أوتو ليمان فون زاندرز، المسؤول عن شراء الحبوب وغيره، ومجرم المجاعة الاول
 
 
 
 
باس المجاعة، ام واطفالها
 
  2.2- هل علم الألمان بالمجاعة في لبنان؟

نعم، لقد علموا بها وبتأثيرها الكارثي على الجيش العثماني وعلى المدنيين. فخلال حملة السويس لم تتجاوز حصّة المقاتل العثماني 150 غراماً من الخبز والتمر والزيتون، ونصف ليتر من الماء يومياً، وهي غير كافية لجندي يقاتل في الصحراء.

ويؤكّد المارشال ليمان فون زاندرز في مذكراته: أنَّ 17 ألفاً من الجنود العثمانيين في سورية قضوا جوعاً بين شتاء العام 1917 ونيسان العام التالي. ويضيف، أنَّ المجاعة تسبّبت في فرار عدد كبير من الجنود العثمانيين من جبهات القتال، فبلغ عددهم أكثر من عدد الجنود الباقين في الخدمة. ويقول: “إنَّ النقص في الطعام كان كبيراً جداً، بحيث أنَّ القوات العثمانية المحاربة لم يكن لديها بشكلٍ عام ما تأكله في اليوم التالي، وإنَّ هذا تسبّب بفرار الجنود من ساحات القتال، ما جعل قيادة الجيش الثامن العثماني في طولكرم تقرّر إطعام الجنود في الخطوط الأمامية فقط، إلى درجة الشبع. أمّا الجنود في المؤخّرة ، فحصلوا على حصص غذائية أقلّ.

ومن خلال التقارير العديدة، كانت ترفع من قبل القناصل الألمان في بيروت وطرابلس، ومن قبل السفارة الألمانية في استانبول إلى برلين، فقد علمت الحكومة الألمانية بالمجاعة وبحجم معاناة اللبنانيين منذ العام 1916، كما فرنسا وبريطانيا، وبأنَّ إدارة التموين العثمانية للقطاع المدني سيئة وفاسدة، ما سمح بالاحتكار والمضاربة بالأسعار. ونقل موتيوس (Mutius)، القنصل الألماني في بيروت، فحوى محادثة بين بيارد دودج (Bayard Dodge) المسؤول عن الإغاثة الأميركية، الذي أصبح فيما بعد رئيساً للجامعة الأميركية في بيروت، مع التاجر ميشال سرسق الذي أصرَّ على بيع طحين اشتراه بـ 40 قرشاً بـ 250 قرشاً، مع علمه أنَّ دودج كان يريد شراء الطحين لأطفال جائعين لدى جمعية الإغاثة الأميركية.  

وفي تشرين الثاني 1916، وهو بداية فصل شتاء سيكون قاسياً جداً على اللبنانيين، رفع السفير الألماني في استانبول إلى رئيس الوزراء تقريراً لموتيوس عن حجم معاناة السكان في بيروت والجبل، وجاء فيه: “بالنسبة إلى الطبقات الوسطى والفقيرة يشتدّ الصراع من أجل البقاء صعوبة، بسبب استمرار الارتفاع في الأسعار، وانهيار قيمة العملة (الليرة التركية أصبحت تساوي 39 قرشاً).. وفوق كلِّ شيء عدم استطاعة السلطات تأمين الرغيف للناس (هبوط الحصّة اليومية للشخص من الخبز من  200 غرام، إلى 100 غرام)، فيما لا يجد البعض هذه الكمية ليقتات”. مع ذلك، فإن هول المجاعة في بيروت والجبل لم تكن لها النتائج الكارثية نفسها في المناطق الأخرى. فأقليم الخروب، على سبيل المثال، وفق شهادة الحاج جمال بشاشة، من برجا، لم يتأثر بالمجاعة، ولم يخل من القمح الذي كان يوفره له ثلة من التجار الذين كانوا يحملونه على دوابهم عبر الأودية والهضاب من صيدا وفلسطين ويبيعونه، بينما كان بإمكان النسوة تهريب القمح من فلسطين إلى صيدا، وقلّما تعرّض لهن الجند العثمانيون. أما دروز الجبل، فلم يتعرّضوا لكارثة المجاعة، بسبب لجوئهم إلى أبناء مذهبهم في حوران. إلى ذلك، لم يفرض جمال باشا حصاراً على تموين جبل عامل. وقد قارن أحد الباحثين اللبنانيين بين الوفيات في مناطق شمال لبنان حيث الغالبية المسيحية ومناطق في جنوب لبنان، بأن عدد الوفيات كان كبيراً جداً في المناطق المسيحية. وهذا يجعلنا نميل إلى فرضية أن العثمانيين، رغم تأثّر المناطق اللبنانية بمستويات متفاوتة، إلا أنهم تعمدوا إجاعة المناطق المسيحية، خاصّة إذا صحّة المعلومات حول تصريحين لجمال باشا وأنور باشا باستهداف المسيحيين.

بيارد دودج المسؤول عن الإغاثة الأميركية
ورئيس الجامعة الأميركية في بيروت لاحقا


وبالعودة إلى القنصل الألماني في بيروت، فكتب إلى رؤسائه في شباط 1917 يعلمهم بـ “أنَّ عدد سكان لبنان انخفض منذ اندلاع الحرب بنسبة الربع، بسبب المرض والنقص في الغِذاء والهجرة،” مضيفاً أنَّ الفساد نخر حتى جمعيات خيرية أسّسها أعيان في البلد للحصول على المواد الغذائية الضروربة وتوزيعها، ما جعل عملها غير منتظم وصل إلى حدّ التوقف. وأشار القنصل إلى الشائعات التي تتهم المشرفين على توزيع الطحين بالإثراء غير المشروع بشكلٍ فاحش. ومع أنَّ السلطات العثمانية وضعت جلب الحبوب من الداخل السوري إلى لبنان على عاتقها، ينقل القنصل إلى رؤسائه أنَّ العثمانيين، بسبب سوء إدارتهم وافتقارهم إلى وسائل النقل، فشلوا في تأمين الحبوب للمواطنين، ما جعل تلك التجارة تزدهر لدى القطاع الخاص. وهذا ما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب والسلع الأخرى بشكلِّ غير عادي، وتسبّبت بالتهريب وبالتالي عدم تغطية الطلب على الحبوب.

وبتحديد أدق، يخبرنا القنصل الألماني في بيروت أنَّه بدلاً من أن تؤدي إجراءات الحكومة العثمانية لتوفير الحبوب بأسعار معتدلة، قام المشرفون على الهيئة التي أسّستها السلطات العثمانية باستغلال مراكزهم، فقاموا بإخفاء كميات كبيرة من الحبوب وبيع القنطار منها ما بين 5 إلى 7 أضعاف سعر شرائه. ويضيف أنَّ الأرباح كان يتقاسمها التجار المشرفون مع كبار الموظفين العثمانيين في لبنان.

وفي تقرير آخر، يحدّد القنصل نفسه لرؤسائه كبار المتورّطين في تجارة المضاربة على القمح والحبوب. فيسمي ميشال سرسق الذي يرد اسمه في صفقات احتكار أخرى من هذا النوع، بمعاونة زوجته صاحبة مكانة رفيعة لدى الدوائر العليا في الإدارة، والثاني هو المدعو نجيب أصفر الذي يصفه بأنَّه كان يسعى وراء الأعمال التجارية المربحة. ويصف القنصل الفساد المستشري بأنَّه يبعث على الاشمئزاز، بعدما أصبح يمسّ بالحياة العامّة في البلاد. ويختم تقريره بإبلاغ رؤسائه بـ: “أنّ لبنان يحتاج على وجه السرعة للفت انتباه الحكومة المركزية (العثمانية) إلى وجوب تعيين حاكم حكيم ونزيه على لبنان خلفاً لمنيف بك”.

ومن جهة أخرى، أبدى مراقب ألماني تعجّبه في العام 1918 من عدم مبالاة المسؤولين العثمانيين تجاه المضاربة بأسعار الحبوب، وكتب في تموز 1918، أنَّ رفع أسعار الحبوب ومعها أسعار السلع الحياتية الأخرى، تسبّب بجوع اللبنانيين ومرض الآلاف منهم. وأضاف، أنَّ الافتقار إلى الرقابة الحكومية على الموظفين العثمانيين أعطى الانطباع بمسؤولية الإدارة العثمانية عن المجاعة. وتزامناً، كان هوفمان (Hoffmann)، نائب القنصل الألماني في طرابلس، يؤكّد أنَّ الآلاف من سكان طرابلس وضواحيها ماتوا جوعاً، ومعظمهم من المسيحيين.

maja3a loubnan
في الحقول، عائلات جياغ بعضهم ينازع واخر مات جياع ينتظرون  لحظة موتهم الجوع اعاقه

ويبدو أنَّ القيادة العسكرية الألمانية العليا في سورية انزعجت من الموقف الشعبي في لبنان الناقم على ألمانيا من جراء المجاعة، فأرسلت ضابطاً، ويدعي زاندل (Sandel)، للاستقصاء عن الأوضاع في لبنان وبيروت. فرفع الأخير إليها تقريراً سرياً على أثر جولة قام بها في حوران ودمشق وحلب ورياق وبيروت وجبل لبنان، جاء فيه بأنَّ قسماً من السكان المحليين، مسلمين ومسيحيين، غير مبالين بالمجاعة، فيما قسم آخر يحقد على الألمان. وقال إنه سمع بشكل خاص في دمشق وجبل لبنان وبيروت كلاماً كبيراً يحمّل الألمان مسؤولية المجاعة الكبرى وارتفاع الأسعار. وعزا الاتهامات التي توجّه إليهم حول شراء كلِّ مخزون الحبوب وإرساله إلى بلادهم عبر سكّة حديد رياق، بأنَّ أنصار” دول الوفاق الودي” في جبل لبنان من جهة، وبعض العثمانيين، يروّجون هذه الشائعات لرفع المسؤولية عنهم بالنسبة إلى المجاعة. ومضى التقرير بأنَّ “أناساً عقلاء يتهموننا نحن الألمان بأنّنا كنا المستفيدين من تجويع لبنان”، وإلّا “لكانت ألمانيا العظمى القوية، التي تفرض إرادتها على كلِّ جبهات القتال، أرغمت الحكومة العثمانية على إرسال كميات كافية من المواد الغذائية إلى جبل لبنان، أو لكانت سمحت، على الأقلِّ، للبنان باستيراد الحبوب”.

وعلى الرغم من أنَّ زاندل لا يتبنَّى رقماً لضحايا المجاعة، إلا أنَّه يشير إلى إحصاءات متصرفية جبل لبنان بموت حوالى 200 ألف نسمة. لكنّه يقرّ بأنَّه مقتنع شخصياً بأنَّ مأساة فظيعة حلّت ببيروت وجبل لبنان، وعدداً كبيرأً من الأطفال والأمهات ماتوا بسبب الجوع”. وأكّد التقرير نفسه، وجود مخازن كبيرة للحبوب في بيروت ودمشق، وأنَّ المضاربين يعملون بمعرفة السلطات المحلية، والمدعو ميشال سرسق، الذي سبق ذكره في تقرير القنصل الألماني موتيوس، يملك مخزناً كبيرا مليئاً بالحبوب، وهو يتمتّع بحماية جهات نافذة.

وفي معرض تقويمه للوضع الإنساني في جبل لبنان وبيروت، حثَّ زاندل حكومته على الاقتداء بالأميركيين والبريطانيين وتأسيس مطابخ شعبية في برمانا وبيروت لإطعام الجائعين. ورأى أنَّ هكذا نشاط يحقّق أفضل دعاية لألمانيا. من هنا، اقترح على السفير في استانبول لو أنَّ المارشال فون زاندرز يعمل على الاقتداء بالجمعيات الخيرية الأميركية والبريطانية، لأنَّ ذلك: “سيرفع اسم ألمانيا عالياً ويكون له صدى آخر، وسيدعو الناس لها في الكنائس والمساجد”. ويرى زاندل أنَّ هكذا مشروع لن يكلف كثيراً، فيكفي تأمين وسائل النقل وعدد من عربات الحبوب ما بين 2- 3 عربات أسبوعياً.

وفي حال لم تتأمّن عربات النقل، اقترح زاندل استخدام وسائل النقل الخاصّة بالجمعية الأميركية، من دون أن يؤثّر ذلك في سمعة ألمانيا، كما إرسال شاحنات فارغة من دمشق إلى بيروت لتنقل سلعاً إلى دمشق، فتعود هذه الشاحنات محمّلة بالحبوب إلى بيروت. ويضيف أنَّه سرعان ما سينتشر الخبر بأنَّ قيادة الجيش الألماني العليا هي التي تطعم الناس، وسيكون له ثمار في المستقبل. فيقول: “لقد دفعنا دماً في سورية وفلسطين لا يقدّر بثمن، وضحينا بملايين من الذهب والمواد من أجل رفع سمعة ألمانيا. لكن حتى الآن لم نقم بدعاية صحيحة بين السكان النصف متحضرين من أجل رفع سمعة ألمانيا”. ويختم: “إنّه من واجب الجيش (الألماني) بأن يفكر في تثبيت سمعة ألمانيا في المنطقة، كي تتمكّن في مرحلة السلام بعد الحرب من تقوية وتنمية الصناعة والتجارة الألمانيتين.” ويكرر زاندل: “إنّه من واجبنا أن نهتم من الآن بأنَّ ألمانيا التي قدّمت تضحيات الكبيرة عليها أن تحصل في المستقبل على تعويض بطرق شرعية”.

وبعد أربعة أيام من إرسال تقرير زاندل إلى قيادة الجيش “أف”، بعث رئيس “دائرة ألمانيا” إلى السفير في استانبول الكونت فون برنستورف (Graf von Bernstorff) بأنَّ دائرته على دراية بالأوضاع في جبل لبنان، والتي يجب عدم إخفائها عن المراكز الموثوقة في استانبول. ولكي تقطع على فون زاندرز أي تدّخل لصالح اللبنانيين، ذكرت الدائرة أنَّ المارشال زاندرز لا يستطيع أن يمارس نفوذاً على السلطات العثمانية العسكرية والمدنية، ولا حتى على الوالي نفسه، في شأن التموين العثماني للمدنيين. وأنَّه من الصعوبة بمكان، في الوقت الراهن، أن تقوم الجهات العسكرية الألمانية فجأة بالتدخّل وتبدي اهتماماً أكثر بالسكان العرب، وخاصّة بالمسيحيين منهم، وهي تعرف حساسية السلطات العثمانية تجاه مسحيي لبنان. أمّا في حال حصل ذلك، فإنَّ الدوائر العثمانية الحاكمة سوف تعتبره تدّخلاً في الشؤون الداخلية العثمانية.

وفي المقابل، تبلّغ برنستورف من “الدائرة الألمانية” أنَّ لديها معلومات عن أنَّ والي بيروت عزمي بك يقوم بما يستطيع لجلب الحبوب إلى لبنان، لكنها تستدرك بأنَّ إطعام الفقراء وكلَّ الناس في غاية الصعوبة، خاصّة أنَّ غالبيتهم موالون لدول الوفاق. يُضاف إلى ذلك، أنّ السلطات العثمانية غير قادرة على تموين القطاع المدني، حتى أنَّها لا تقوم بتموين موظفيها وعسكرها بشكلٍ كاف. ورأت الدائرة كذلك، أنّه لا يمكن تزويد كلِّ الناس بالرغيف، أو وضع التوزيع بأيدي جمعيات خيرية، من دون حدوث مضاربات غير أخلاقية على حساب الدولة العثمانية.

ومع ذلك، ختمت “الدائرة الألمانية” حول إمكانية المساعدة في بيروت وجبل لبنان، وبالتالي القيام بدعاية صحيحة لألمانيا، عندما تقوم جمعيات ألمانية بأعمال الإغاثة، وبكميات صغيرة بداية، وإنشاء مطابخ شعبية ومراكز لتوزيع الرغيف. لكن الدائرة نفسها، اعتبرت أنَّ أي عمل في هذا المجال من دون تنسيق مع السلطات المدنية العثمانية لا معنى له، لأنَّ هناك عدم ثقة وغيرة غير محدودتين من قبل العثمانيين، مدنيين وعسكريين، تجاه النفوذ الألماني في البلاد العربية.

وبدوره، بعث موتيوس، قنصل ألمانيا في بيروت، أواخر حزيران 1918 إلى سفير بلاده في استانبول يقترح عليه أن تقوم ألمانيا بعمل إغاثي في بيروت وجبل لبنان، حيث الغلاء لا يُطاق والمعاناة عامّة. واعتبر أن َّذلك سيكون له مردود دعائي عليها، إنسانياً وسياسياً. وقال القنصل إنّه وزع أموالاً على الفقراء خلال العامين 1917 و1918، إلّا أن ذلك كان بمثابة قطرة على حجر ساخن، ذلك أنَّ قلّة قليلة من المحتاجين جرى تخفيف معاناتها، بهدف أن “نظهر نحن الألمان هنا كأصدقاء ومنقذين للفقراء، أسوة بالأميركيين الناشطين في المدينة والجبل”. وذكر القنصل أنَّ أسرة من خمسة أشخاص كانت تحتاج شهرياً إلى 400 ليرة لشراء القمح على أساس أسعار شتاء العام 1917 – 1918. وقال: إذا كان المرء في ألمانيا يريد بالفعل أن يساعد أعداداً غفيرة من الفقراء، ويحقّق من خلاله دعاية لألمانيا، فعليه عندئذ توظيف أموال أكبر، وشراء الحبوب لـ 6 شهور مسبقاً بعد موسم الحصاد مباشرة، لأنَّ الأسعار تكون متدنية. واقترح أن ينحصر عمل الألمان في بيروت بإنشاء المطابخ، بينما يتمّ توزيع الحبوب على كسروان من مركز في جونيه. وختم أنَّه يوجد في بيروت مطبخ شعبي ألماني واحد يمكن توسيعه. من هنا، طالب بالإسراع بتحويل الأموال للبدء في المشروع.

وفي آب 1918، نقل السفير الألماني في استانبول إلى رئيس الوزراء مقترحات القنصل، وطلب في حال الموافقة عليه بتحويل مبلغ 4,320 ليرة تركية للغرض نفسه، معتبراً أنَّ ذلك سيكون أفضل دعاية لألمانيا. وهذا المبلغ الذي طلبته السفارة الألمانية، لا يكفي سوى لشراء 36 طناً من القمح على أساس سعر شراء الطن الواحد البالغ 120 ليرة ذهبية تركية في العام 1916. ومن المؤكّد أن الأسعار ارتفعت بشكلٍّ جنوني بعد العام 1917، بحيث لا يكفي هذا المبلغ لشراء الكمية نفسها في العام 1918. من هنا، يبرز الجانب الدعائي على حساب العمل الإنساني. وحتى هذا المبلغ المتواضع، لن تقرّه رئاسة الحكومة الألمانية.

 
 2.3- هل قام الألمان بإجراءات لمنع تفاقم المجاعة؟

كلا، لم يقم الألمان بحثِّ القيادة العسكرية العثمانية في سورية على وجوب تحسين أدائها التمويني للمدنيين، ولا انتقدوا طريقة عملها. ولا توضح لنا الوثائق بين أيدينا عن اتصالات قام بها القنصل الألماني في بيروت أو السفارة الألمانية في استانبول مع السلطات العثمانية للفت انتباهها إلى معاناة اللبنانيين من جراء المجاعة، أو حتى أن يوفّر الجيش الألماني في سورية وسائل نقل لجلب الحبوب إلى بيروت والجبل من الداخل السوري. وعندما طالب أنور باشا فون زاندرز بأن يتدخل لوقف سوء إدارة التموين العثمانية في سورية عند حدّها، رفض المارشال الألماني التدخّل لدى السلطات المحلية لثلاثة أسباب: أولاً الخشية من أن يُسيء العثمانيون فهم تصرّفه لصالح العرب الساعين للاستقلال عن الدولة العثمانية بقيادة الشريف حسين، وثانياً أنَّ العثمانيين كانت لديهم مشاكل كثيرة في إطعام جنودهم وموظفيهم ولا يستطيعون توفير التموين للمدنيين. والسبب الثالث، أن يقوم المضاربون باستغلال الوضع، عندما يقوم الألمان بشراء الحبوب لأهداف خيرية وإنسانية.

 
  2.4- هل يتحمل الألمان المسؤولية عن المجاعة؟

 الطبع، يتحمل الألمان جزءاً من المسؤولية عن المجاعة التي ضربت سورية الكبرى، لأنَّهم علموا بها عن قرب، ولم يكونوا فعالين في معالجة الوضع الذي كانوا مسؤولين عنه، ولو جزئياً. وقد رفضت الحكومة الألمانية والقيادة العسكرية الألمانية العليا في الدولة العثمانية الاستجابة إلى مناشدات قنصليتها في بيروت وسفارتها في العاصمة العثمانية لتوفير المخصّصات المالية المطلوبة لمساعدة اللبنانيين في جوعهم. فتذرّعتا بما قد يؤثّرُه التدخل في علاقات ألمانيا السياسية بالدولة العثمانية، خاصّة أنَّ ألمانيا كانت تعترف بالحكم العثماني في سورية ولبنان في مرحلة ما بعد الحرب. وفي كلِّ تقاريرهم، تقدّم الهدف الدعائي – السياسي للدبلوماسيين الألمان في المنطقة على الهدف الإنساني.

من الجوع مات، على الدرج
 
     
      خلاصة اولى  
 
  • ومن خلال التقارير العديدة، التي كانت ترفع من قبل القناصل الألمان في بيروت وطرابلس، ومن قبل السفارة الألمانية في استانبول إلى برلين،
    فقد علمت الحكومة الألمانية بالمجاعة وبحجم معاناة اللبنانيين منذ العام 1916،
    ناهيك الى علمها، بأنَّ إدارة التموين العثمانية للقطاع المدني سيئة وفاسدة، ما سمح بالاحتكار والمضاربة بالأسعار الى درجة اجرام التجار وفسادهم بشهادة القنصل الالماني في بيروت، موتيوس (Mutius)، الذي  نقل فحوى محادثة جرت بين بيارد دودج (Bayard Dodge) المسؤول عن الإغاثة الأميركية، الذي أصبح فيما بعد رئيساً للجامعة الأميركية في بيروت، مع التاجر ميشال سرسق الذي أصرَّ على بيع طحين اشتراه بـ 40 قرشاً بـ 250 قرشاً، مع علمه أنَّ دودج كان يريد شراء الطحين لأطفال جائعين لدى جمعية الإغاثة الأميركية.


    فيا ايها الالماني الشاهد والشريك للعثماني في ابادة 200 الف مسيحي جوعا ولسنيين منذ 1916. يستحلفك التاريخ والضمير بالاعتراف والندم على قذارة المانيا، لشراءها وشحنها الى المانيا يومها معظم المحاصيل الزراعية في سوريا الكبرى وباسعار خيالية، السبب وراء جريمة تجويع شعب وابادته. لذا على المانيا اقله الزاما اقامت مزارا للصلاة في لبنان باسم المئتي الف مسيحي ضحية الموت جوعا باليد الالمانية. 
     
  • ايضا لا يغفل التاريخ عن ذكر ان فرنسا وبريطانيا كانتا ايضا على دراية بالمجاعة.
    ويقال  بالمناسبة:"من دريا بالشيء، كمن شارك فيه نسبيا".
  • للاسف فجريمة المجاعة في جبل لبنان المسيحي قد وقعت، وابادة 200 الف ضحية او ثلث السكان موتا جوعا قد نفذها العثمانيين ومن لف لفهم. فقط تعمدا لان تتريكهم واسلامهم المجرمين يفرضان استهداف المسيحيين والغائهم.
    فكان كما يقال لهذا العثماني التركي الجاهل ومن شابهه بالقذارة: "من يزرع الجريمة لا يحصد الا الجريمة، ومن يزرع القتل لا يحصد الا القتل، ومن يزرع الالغاء لا يحصد الا الالغاء. لان الطبيعة بتجدد مستمر فتبتلع القذارات وتذيبها، كما الارض تبتلع الجيف وتمتصها".
 
     
 
maja3a loubnan 3
في الجوع عائلات اختلط الموت فيها مع الحياة صورة زيتية: جوعان يستظل بجزور شجرة عملاقة علها تشبعه عائلة جائعة تحتضر
 
 
   في الاسنتاج:
 
  1- المجاعة ابادة عثمانية عن سابق تصور وتصميم!
يومها وفي الجبل اللبناني، كان اجدادنا اللبنانيون ، ضحية الدولة  العثمانية التي طال احتلالها لبلادنا، ودول تصارعها وتتصارع في ما بينها من أجل مصالحها.
في ظل الحكم العثماني، كان جبل لبنان المسيحي اللون نسبيا، يحظى سياسيا، ككيان مستقل تحت اسم متصرفية جبل لبنان، عدا حوالي 450 الف نسمة عام 1915. ومع الابادة العثمانية جوعا، فكان عدد
ضحايا المجاعة هو 200 ألف.
وشعبيا، تمخض من رحم هذا الضرر هذه المقولة: ثلث مات وثلث هاجر  وثلث تسمّر بالأرض... ليبقى لبنان

لكن الحيرة والتساءل ياتيان من سبب نسيان الدولة اللبنانيّة ليومنا هذه المأساة.

 اما السوال، هل ابادة الشعوب حلال وجريمة متكررة دون حسيب:
  • هل صحيح؟ الكلامٍ الغير المؤاثق المنسوبَ إلى أنور باشا أثناء مروره بسورية في شباط/ فبراير عام 1916،  ومفاده: «ينبغي تنظيف الإمبراطورية من الأرمن واللبنانيين. قضينا على الأرمن بحد السيف، وسندمّر اللبنانيين من خلال المجاعة

  • الحكم والحاكم من يكن، المسؤول والمتهم الاول عن اي ازمة تصيب رعيته، من كان المنفذ. فالعثماني المحتل لبنان منذ 400 سنة وجمال باشا السفاح الحاكم، هما وراء المجاعة في لبنان. اما لفشلهم في ادارة لبنان او لغاية في ابادة اللبنانيين، 200 الف جريمة قتل ارتكبوا .

  •  الحصار البري الذي فرضه الحاكم العثماني العسكري جمال باشا، العامل الابرز في خنق سكان منطقة جبل لبنان الذين كانوا بمعظمهم من المسيحيين الموارنة المحميين من فرنسا. وادعائه بنظره، الخوف من الموارنة بدعم حملة الحلفاء، لذا كان لزاما تجويعهم قبل ان يتسلحوا.
    مصادرة العثمانيون المحاصيل والأملاك الى الحيوانات التي كانت تستخدم في النقل وانتاج المحاصيل وغيره، لخدمة المجهود الحربي العثماني

  • هروب الشباب من الأراضي الزراعية في الريف إلى الاغتراب هربًا من التجنيد الإجباري العثماني وعمل السخرة

  • الحصار البحري الذي فرضه الحلفاء على البحر الابيض المتوسط لقطع الامدادات عن العثمانيين
     

  • اليس برضى العثمانيون، اشتر الالمان غالبية الحنطة وغيرها من بلاد الشام وباسعار مرتفعة دون قراءة حاجات السوق المحلي.
    لماذا هذا الجشع حليف العثمانيين الشريك المانيا، لهذا الشراء اللامحدود للمواد الاولية والحبوب وباسعار مرتفعة، التي كان وراء ذلك التدهور الاقتصادي وجشع التجار والاحتكار واختفى الحبوب من الاسواق وارتفاع اسعارها الجنوني  حتى كانت المجاعة.
     

  • غزو الجراد في نيسان 1916 الى جبل لبنان، اما هو جريمة عن سابق تصور وتصميم نفذها العثمانيون بجلب بيض الجراد ونشره في جبل لبنان ففقس وتطور في تدمير حياة الجبل. فشهر نيسان  كتاريخ وحياة الجرد وتتطورها العلمي، يجب ان تخضع للتحقيق العلميا.

  •  الامراض التي ضربت جبل لبنان، هل هي بافتعال عثماني او طبيعية، يجب على التحقيق ان يصوب الامور

  • الملكيات العينية  والغير العينية، للمئتي الف ضحية استشهدوا في المجاعة، هل كانت حلال لمن ضمها الى املاكه. هل التغيب والتناسي لجريمة المجاعة خلفيته طمس حقيقة الاملاك وضمها. وتورط العلمانيين والاكليروس بذلك

  • كثيرا من الزعماء والوجهاء وكبار السلطة بلغوا هذه المراكز بعد المجاعة، نتيجة هجرة ثلث سكان الجبل ومن بينهم ذو شان. فخوفا من ان يعود المهاجر وينحيهم عن نفوذهم. تضامنت هذه النخبة لطي الماساة ودفنها في ظلمة النسيان

  • شارك المسلم في لبنان شريكه المسيحي في التعتيم لمصلحة في نفسه،  شرعه يشرع له تعدد الزوجات، ومع تراكم الزمن يصبح المسلم ديموغرافيا متفوق عدديا، فيحكم بعدده. وكما يقال المسلم ينجب الاطفال والمسيحي يربيهم. ولزمنه نطرد المسيحي اونهجره او ناسلمه. هذا هو خبث المشاركة والمصلحة في طي ونسيان الماساة

،
خارطة جبل لبنان بظل العثماني

لماذا يا بحاثة، تحرفون وتبترون الحقائق،بحجج؟

  • يسالون البحاثة عن غياب التاريخ الشفوي عن المجاعة الكبرى، فيتذاكون وهم على علم بالواقع:
    1- ما سبب المقولة التي روج لها للشعور بالخجل والذنب في اذهان الناس : "ان الموت جوعا ليس عملا بطوليا على غرار الموت خلال الدفاع عن القرية او في الخنادق".
    2- الغالبية ممن بقيى حياءا، هم الوجهاء دينيا ودنيويا ومن لف لفهم، وللحفاظ على مدخرات الذين ماتوا او هاجروا لانفسهم وسرا، سعوا ونجحوا في تغيب الماساة وطيها.
    3- كثر من الزعماء وكبار السلطة، خوفا من عودة المهاجر ذو الشان وينحيهم عن نفوذهم. تضامنوا في ما بينهم وبغطاء احيانا من الكنيسة، فطمروا هذه الماساة ودفنوها في ظلمة النسيان.
    4- ومع المسح العقاري العام للبنان في 1950، من قبل الدولة اللبنانية، شرع هؤلاء النخبة عقارات الاموات والمهاجرين وضموها الى املاكهم. فكان من الضروري الحفر اعمق لطي ونسيان الماساة.
    5- يبقى هناك سؤال دون جواب، لماذا الكنيسة والرهبنيات لاذا بالصمت ولا يزالان. بالرغم من ان ارشيفهم يجب ان يكون غني بالشهادات. اهو الخوف او التواطؤ او لمصلحة الرعية.

  • من الجيد ان بعض اصحاب الحقيقة، كتبوا وتركوا سرديات تاريخية اوادبية، لتكون وثائق عامة وحية، ينطلق ويعاد اليها للشهادة.

  • صحيح ان سجلات الكنيسة العامة، شهادات حية في الظروف الطبيعية. اما في ماساة المجاعة، هل تسالنا كم من الضحايا في الماساة، الوف موالفة، دفنوا جماعيا. دون صلاة عليهم ودون تسجبل وما شابه. ومن اراد الاحصاء الحقيقي، فليصعد الى كل قرية في جبل لبنان ويعد البيوت الخراب، او يحقق في المستندات العقارية العثمانية اذا وجدت، او ما شابه.

  • هل احد سال ما كان دور المانيا،عندما اشترت اغلب موارد بلاد الشام ومحيطه، وخصوصا الحنطة، وباسعار مرتفعة. فكان ان غدت المستوداعات فارغة، وارتفعة الاسعار، وقامت الاحتكارات وغيره. وبعدها نبكي على انهيار القيم الاخلاقية.

  • هل سال احد كيف انتشرت الامراض والاوبئة؟ هل حصل تحقيق؟  اكان الاسبب مصادرة العثماني الاطباء والدواء، او ان العثماني نشروا الامراض  ليدمروا منطقة جبل لبنان. كما كان يحصل قديما بنشر مرض ما، في قلعة لم ينجح اقتحامها عسكريا بعد حصار طويل.

  • والسؤال نفسه على الجراد والفترة الطويلة لتواجده في لبنان؟ وهل حقق احد بالموضوع؟  اهم العثمانيون او شركاء لهم كانوا وراء الجراد، وعمدوا على فترات بتجديد الجراد بنقل بيضه، من مكان ما او صحراء ما، الى جبل لبنان. لان بيض الجراد بحاجة لاربعين يوم ليفقس. فالعثماني ذا خبرة قديمة مع الجراد، فدفاتر بعض بلديات بيروت ومحيطها تشهد بالارقام ولمرات متعدة، كيف العثماني كافح الجراد الذي غزا بيروت لمرات عدة، بفرضه على كل شخص في منطقة الجراد ان يجمع كميات كبيرة من بيض الجراد لتحرق للقضاء على الجراد.  

  • وغيره من مستتر

 
  2- من الام الابادة العثمانية بحق مسيحي جبل لبنان، قتلهم جوعا - 1918-1915
  • أن السياسة ليست وحدها المسؤولة عن محو القيم الأخلاقيّة، بل إنّ التاجر والمُرابي وصاحب الاحتكار عرفوا جيدًا كيف يستفيدون من المجاعة الكبرى من أجل تجميع ثروة.

  • عدد من العائلات لبنانية اصبحت ثرية من خلال بيع منتجات كانت مخزنة لديها بأسعار باهظة.

  • نساء  باعت اجسادهن للحصول على كسرة خبز - (يا للمعاير، يا لمرضى العقول المنحطين، 200 الف انسان ضحية مجاعة هو حلال وفخر الشرف، امراة او نساء باعوا اجسادهم هو حرام وانتقاص الشرف، رجال اشتروا اجساد نساء وباعوا اجسادهم حلال وفخر الشرف) ،

  • تخلى رجال عن اراضيهم للحصول على برتقالة.

  • اضافت الى الجوع،  قرى باكملها خلت بعد وقوعها فريسة امراض التيفوئيد والكوليرا التي انتشرت كالنار في الهشيم.

  • ونقلا عن شاهد قوله ان الناس وبفعل الجوع والامراض "كانوا ينهارون على الارض ويتقيأون دما". ويضيف "كانت جثث اطفال تلقى بين اكوام النفايات".

  •  ونقلا عن "الناشطة الاصلاحية التركية خالدة اديب": "انها لم تعد تجرؤ على النوم في بيروت لانها كانت تسمع طوال الليل اشخاصا يصرخون: جوعان جوعان (أنا جائع)".

  • وشهادة لكاهن، يقول: عثرت عام 1917 على ارملة ميتة منذ ثلاثة ايام مع طفلها البالغ عشرة اعوام.  ويضف راويا  ان "الفئران (...) قضمت اذنيهما ووجنتيهما وكان بطن الطفل مفتوحا"

  • ناهيك عن حالات أكل لحوم البشر على غرار اقدام رجل على قتل طفليه البالغين ثمانية وعشرة اعوام ليقتات منهما.

  • وصور نادرة صادمة، هي الشاهد المادي الوحيد المتبقي كدليل يثبت هذه المأساة، ، للانسان البطل "ابراهيم نعوم كنعان"، التي كان قد التقطها بالرغم من الرقابة العثمانية المشددة: من بينها امرأة نحيلة برزت عظامها تتناول قطعة من الخبز واخرى لجثث هزيلة مرمية على الارض.  
     

  • لكن من الفارقة، انه من رحم الشر يولد الخير، كثيرون من اصحاب الايدي البيضاء في لبنان،  تحركوا واحتضنوا الماسي واعانوا اهله.

 
     
 
عائلة ضربتها المجاعة في جبل لبنان
 
التقطت هذه الصورة أثناء المجاعة الكبرى، التقطها إبراهيم كنعان نعوم المدير المسؤول عن المساعدات الحكومية في جبل لبنان. والذي قالت عنه عائلته: "لقد خاطر بحياته على الرغم من تهديد السلطات العثمانية للحفاظ على لقطات من هذه المأساة. 
 
  3- الابادة العثمانية، لاحتوائها غلفة كانها ازمة الاقتصادية
  • كانت متصرفية لبنان تفتقر الى الارض الزراعية بعد فصل سهول عكار والجنوب والبقاع , وزاد الوضع سواءً الحصار الذي فرض على البلاد .
  • الحصار البحري المفروض من قبل الحلفاء : كان اللبنانيون يعتمودون على البحر للاستيراد والتصدير ومنذ القرن التاسع عشر نشطت حركة المهاجر واصبحت اموال المغتربين مصدراً مهماً للبنان , وكانت البلاد تستورد عبر البحر . لكن عندما وقعت الحرب فرض الحلفاء حصاراً على شواطئ سوريا ولبنان :
    كانت سفن الانكليز تنطلق من قواعدها في مصر وقبرص . وتنطلق سفن فرنسا من ارواد ( بعد ان احتلتها سنة 1915 ). فحالت دون وصول السفن العثمانية الى المرفأ. وتوقفت التجارة مع اوروبا، بعد ان اصبحت دولها الكبرى - فرنسا وانكلترا وايطاليا - في حرب ضد السلطانة العثمانية .
  • وصول الجراد : زاد الوضع الاقتصادي سوء مع وصول اسراب الجراد في ربيع سنة 1915 , وتلاحقت جحافلها بكثرة رهيبة ( حجبت نور الشمس عن الارض ) .
    فاكلت الاخضر واليابس . وظلت منها اسراب حتى السنة التالية .
  • السياسة العثمانية : كانت السلطات العثمانية عاجزة فأنهار الوضع الاقتصادي واصدرت الدولة العملة الورقية سن 1916 دون ان تكون لها تغطية ذهبية مناسبة وجعلت الليرة الورقية  بقيمة الليرة الذهبية.
    فكانت الدولة تستوفي بالذهب وتدفع بالعملة الورقية فانهارت قيمتها بسرعة ورفض الناس التعامل بها حرصاً على قيمة مدخراتهم .
  • الحظر المفروض من العثمانيين : فرض العثمانيون حظراً على نقل الغلال بحجة ضعف وسائل النقل لانشغال السكك الحديدية في خدمة الجيش .
    لكن في الواقع كان العثمانيون وحلفائهم الالمان والنمساويون بحاجة الى الغلال وينقلونها من الشرق الى بلادهم .

    اساءت السلطات الى جبل لبنان فمنعت نقل الغلال اليه من الولايات , كما عجزت وسائل النقل بعد انشغال السكة الحديدية في خدمة الجيش , وصادرت الدولة حيوانات النقل ( من حمير وبغال وجمال ) وكان جنود الاتراك يراقبون الجسور والطرقات ويفتشون المارة ويصادرون ما ينقله الناس من مواد غذائية . وبلغت مهزلة الحصار الى حد منع اللبنانيين من الوصول الى البحر لصيد السمك او لاخذ الملح وذلك بحجة الخوف من الاتصال بالعدو.
  • المانيا: مع بناء الالمان خطوط سكة حديد بغداد والشام، شرع العثمانين برضا تام للالمان استيراد المواد الزراعية والاولية وبكميات غير محدودة من بلاد الشام، سوريا ولبنان وفلسطين. وهكذا وبواسطة تجار من هذه المنطقة، اشتروا كميات هائلة من المواد وباسعار مرتفعة، وخصوصا الحنطة. فانعكس سلبا وضيقا  على حاجات المنطقة، فاختفت من الاسواق مواد كثيرة، خصوصا الحنطة. ومع العرض الالماني المرتفع للشراء، ارتفعت الاسعار بشكل كبير، واختفت مواد كثيرة في الاسواق.
  • تلاعب التجار والموظفين العثمانيين بالمواد الغذائية : استغل التجار وموظفوا الدولة الظرف , واحتكروا ما بقي من مواد غذائية فارتفعت الاسعار بشكل فاحش .
    هذا فضلاً عن السخرة وسياسة التجويع التي مارسها العثمانيون والحصار البري من الاتراك ومنع ادخال الحبوب من الولاية الى الجبل ومنع الوصول الى البحر لصيد السمك او لاخذ الملح والتجنيد الاجباري للشباب ... وكلها عوامل زادت العوامل الاقتصادية حدَة .
     
  • اما محاولات الانقاذ فكانت، مساعدات المغتربين ونظام الاعاشة، وصلت اخبار المجاع في لبنان الى الخارج فشكل اللبنانيون في بلاد الاغتراب عدة لجان وقاموا بالاتصالات مع المسؤليين وجمعوا التبرعات وراحوا يرسلونها 
    الى لبنان بواسطة الاسطول الفرنسي الذي كان ينقها سراً الى الشاطئ اللبناني . كما تحركت الجمعيات الخيرية الاميركية والفرنسية وارسلت المساعدات بواسطة السفار ة الاميركية والجامعة الاميركية في بيروت.

    ويذكر المؤرخ فيليب حتي ان الاموال التي ارسلها المغتربون اللبنانيون في السنة الاولى للحرب بلغت 259 مليون دولار  لكن توزيعها لم يتم بطريقة سليمة .
    وفي لبنان اهتمت المؤسسات الدينية لمواجهة الوضع، فوضعت املاك الاوقاف في خدمة المحتاجين , فالبطريركية المارونية مثلاً امرت برهن املاك لاديار لاطعام الجياع ودفن الموتى .

    وفي اوروبا هاجمت الصحف جمال باشا واتهمته بتجويع العرب واللبنانيين وتدخلت النمسا فاستدعى جمال باشا البطريرك الماروني وحاول ان ينتزع منه منشوراً يدافع عن اعمال السلطات العثمانية , ولكن البطريرك شرح له ما تعاني البلاد فوعده جمال باشا بمعالجة الوضع .
    واجرى جمال باشا مشاورات مع والي بيروت ( عزمي باشا ) ومتصرف جبل لبنان ( لي منيف ), وتقرر تأسيس نظام للاعاشة في المدن غايته تموين الجيش والموظفين، والسماح لبعض التجار بشراء القمح ونقله الى بيروت، وباقامة مراكز توزيع في المدن والقرى الكبيرة .
    " بدأ مركز بعبدا يوزع القمح منذ 8 حزيران 1916 بسعر 7 قروش للكيلو ( فيما كان يزيد سعره على 70 قرشا في السوق ) وتقرر اعطاء الموظفين واسرهم بمعدل 250 غرام للشخص يومياً . كما تقرر بيع كميات غير محددة من الزيت والسمن والسكر والبطاطا . لكن نظام الاعاشة هذا وقع بيد المحتكرين من موظفين وتجار، فجرى خلط القمح بالتراب والزوان ,واخفي قسم منه لبيعه باسعار غالية حتى فشل نظام الاعاشة وظل الشعب يرزح تحت كابوس الجوع ."
 

 

 www.puresoftwarecode.com  :    HUMANITIES Institute  ART Institute & Others
 SOFTWARE Institute  CHRISTIANITY Institute    
   "Free, 100 Software Programming Training Courses"       Le HANDICAP c'est quoi ?   (in French)  Basilica Architecture, in the Shape of a Cross
 VISUAL STUDIO 2010 in English  Holy BIBLE in 22 Languages and Studies ...  Drugs and Treatment in English, french, Arabic  Old Traditional Lebanese houses
 VISUAL STUDIO .NET, Windows & ASP in English  220 Holy Christian ICONS  Classification of Wastes from the Source in Arabic  5 DRAWING Courses & 3 Galleries
 VISUAL STUDIO 6.0 in English  Catholic Syrian MARONITE Church    Meteora, Christianity Monasteries - En, Ar, Fr
 Microsoft ACCESS in English  HOLY MASS of  Maronite Church - Audio in Arabic  Christianity in the Arabian Peninsula in Arabic  Monasteries of Mount Athos & Pilgrimage
 PHP & MySQL in English  VIRGIN MARY, Mother of JESUS CHRIST GOD  Summary of the Lebanese history in Arabic  Carved Rock Churches, in Lalibela, Ethiopia
 SOFTWARE GAMES in English  SAINTS of the Church  LEBANON EVENTS 1840 & 1860, in Arabic  
 WEB DESIGN in English  Saint SHARBEL - Sharbelogy in 10 languages, Books  Great FAMINE in LEBANON 1916,  in Arabic  my PRODUCTS, and Statistiques ...
 JAVA SCRIPT in English  Catholic RADIO in Arabic, Sawt el Rab  Great FAMINE and Germny Role 1916,  in Arabic  
 FLASH - ANIMATION in English  Читать - БИБЛИЯ и Шарбэль cвятой, in Russe  Armenian Genocide 1915  in Arabic  4 Different STUDIES
 PLAY, 5 GAMES  Apparitions of  Virgin Mary - Ar   Sayfo or Assyrian Genocide 1915 in Arabic  SOLAR Energy & Gas Studies
     Christianity in Turkey in Arabic  WELCOME to LEBANON
 SAADEH BEJJANE Architecture      YAHCHOUCH, my Lebanese Village
 CARLOS SLIM HELU Site.  new design    Prononce English and French and Arabic Letters  ZOUEIN, my Family - History & Trees
       Chucri Simon Zouein, Computer engineer
     
echkzouein@gmail.com
© pure software code - Since 2003